الزكاة-ودورها-في-تحقيق-التنمية-الاقتصادية-دراسة-مقارنة-بين-السودان-و-الجزائر- -د-بودلال-علي-و-بوكليخة-بومدين

‫الزكاة ودورها في تحقيق التنمية االقتصادية‬
‫دراسة مقارنة بين تجربتي السودان و الجزائر‬
‫الدكتور‪ :‬بودالل علي‬
‫‪[email protected]‬‬
‫جامعة أبي بكر بلقايد تلمسان‬
‫بوكليخة بومدين‬
‫‪[email protected]‬‬
‫جامعة أبي بكر بلقايد تلمسان‬
‫الملخص‬
‫يهتم هذا الموضوع بدراسة الزكاة ودورها في تحقيق التنمية االقتصادية والتي تعتبر الركيزة األساسية لتحقيق التنمية الشاملة‪ ،‬وجاءت هذه‬
‫الدراسة بهدف توضيح الدور الذي تلعبه الزكاة في التأثير على المتغيرات االقتصادية و االجتماعية و التي أضحت من عناصر التمويل‬
‫المهمة في ظل شح الموارد‪ ،‬و بالتالي أصبح لزاما على الدولة أن تتولى أمر جبايتها و صرفها كما حدث ذلك في الحقبة التي حكمت فيها‬
‫الشريعة اإلسالمية العالم اإلسالمي‪ ،‬و قد تجلى ذلك من خالل الجزئ النظري حول دور الزكاة في تحقيق التنمية‪ ،‬و من خالل التجارب‬
‫التطبيقية للزكاة في كل من السودان و التي تتميز بالطابع اإللزامي في عملية تحصيل الزكاة‪ ،‬و تجربة صندوق الزكاة الجزائري الذي‬
‫يعتمد على الطابع التطوعي و ذلك بالتعرف على طريقة عمل هاته التجارب و كيفية تحصيل و توزيع الزكاة و األرقام المتحصل عليها‪،‬‬
‫مع عقد مقارنة بين واليتي السودان و والية تلمسان‪ ،‬والدروس التي يمكن االستفادة منها من أجل تطوير البنية المؤسساتية لصندوق الزكاة‬
‫الجزائري بهدف تحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫الكلمات‬
‫المفتاحية‪ :‬الزكاة‪ ،‬التنمية‪ ،‬اإلطار المؤسساتي‪ ،‬تفعيل الدور االستراتيجي للزكاة‪.‬‬
‫‪Abstract‬‬
‫‪Interested in this topic studied Zakat and its role in economic development, which is the basic foundation‬‬
‫‪for achieving comprehensive development, and came this study in order to clarify the role of Zakat in‬‬
‫‪influencing the economic and social changes, which become elements of funding the mission in light of‬‬
‫‪the scarcity of resources, and therefore become necessary for the State tothe command collected and‬‬
‫‪disbursed as happened in the era ruled by Islamic Sharia Islamic world, has manifested itself through the‬‬
‫‪theoretical part about the role of Zakat in achieving development, and through experiments Applied zakat‬‬
‫‪in both the Sudan and characterized by the binding nature in the process of collecting Zakat, and‬‬
‫‪experience Zakat Fund Algerian which depends on the voluntary nature by identifying the modus‬‬
‫‪operandi of this course experiences and how the collection and distribution of Zakat and figures‬‬
‫‪obtained, with a comparison between the states of Sudan and the mandate of Tlemcen and the lessons‬‬
‫‪that can be learned in order to develop the institutional structure of the Zakat Fund Algerian aim of‬‬
‫‪achieving economic and social development.‬‬
‫‪Keywords: Zakat, development, Institutional framework, Activation of the strategic role of‬‬
‫‪Zakat.‬‬
‫المقدمة‪:‬‬
‫تعتبر الزكاة ركن من أركان اإلسالم‪ ،‬تتجلى أهميتها لما لها من دور اجتماعي واقتصادي ممثلة في النمو‪ ،‬االستقرار ومن دورها‬
‫المحوري في عالج المشكالت االقتصادية‪ ،‬وتحسين أداء اقتصاديات المجتمعات و تطويرها‪ ،‬وتتميز بأنها نظام مؤسسي يتمتع باالستقاللية‬
‫المالية و اإلدارية و إن كانت خاضعة إلشراف الدولة ورقابتها‪ .‬غير أنه يجب على الدولة أن تتولى مسؤولية جبايتها وإنفاقها من خالل‬
‫جهاز فني تتوفر فيه الخبرات الالزمة لتحقق األهداف المنشودة كما فعلت ذلك في عهد عمر بن عبد العزيز بقضائها على الفقر و البطالة‪،‬‬
‫و محاربة االكتناز‪ ،‬و زيادة اإلنتاج و رفع معدالت النمو و تحقيق االستقرار االقتصادي‪ ،‬وبالتالي تحقيق التنمية االقتصادية و االجتماعية‪.‬‬
‫من هذا المنطلق طرحنا اإلشكالية اآلتية‪:‬‬
‫إلى أي مدى يمكن للزكاة أن تأثر في المتغيرات االقتصادية الكلية لتفعيل التنمية الشاملة؟‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫و لإلجابة على هذه اإلشكالية صغنا فرضيتين أساسيتين هما كاآلتي‪:‬‬
‫‪.1‬الزكاة تؤثر في المتغيرات االقتصادية و االجتماعية لتحقق التنمية‪.‬‬
‫‪.2‬عملية تحصيل وتوزيع الزكاة في إطار مؤسساتي وبطريقة عقالنية يؤدي إلى معالجة الكثير من المشكالت االقتصادية و االجتماعية‪.‬‬
‫أسبـاب اختيـار الموضـوع‪:‬‬
‫األسبـاب الشخصيـة ‪ :‬تعيش المجتمعات اإلسالمية عامة و الجزائر خاصة في مجموعة من المشكالت االقتصادية واالجتماعية استعصت‬
‫على جميع األنظمة‪ ،‬هذا ما يجعلنا نفكر في النظام االقتصادي اإلسالمي الذي يحتوي على الزكاة كأداة فعالة أثبتت نجاعتها في عصر‬
‫النهضة اإلسالمية‪.‬‬
‫األسبـاب الموضوعيـة‪ :‬نظرا لشروع الجزائر في تطبيق الزكاة بإنشائها صندوق الزكاة تحت إشراف وزارة الشؤون الدينية‪ ،‬جاءت هذه‬
‫الدراسة لتسليط الضوء على اإلطار المؤسساتي للزكاة و الدور الذي يمكن أن يلعبه في تحقيق التنمية االقتصادية و االجتماعية‪.‬‬
‫و لدراسة الموضوع تم التعرض للعناصر التالية‪:‬‬
‫‪ .I‬الزكاة و دورها في التنمية‪.‬‬
‫‪ .II‬تجارب تطبيقية لكل من السودان و الجزائر‪.‬‬
‫‪ .III‬دراسة مقارنة بين حصيلة الزكاة في والية تلمسان (الجزائر) و الوالية الشمالية والنيل األزرق (السودان)‪.‬‬
‫‪.I‬الزكاة ودورها في التنمية‪.‬‬
‫‪ .1‬تعريف الزكاة‪:‬‬
‫تعرف الزكاة بأنها "فريضة مالية تقتطعها الدولة أو من ينوب عنها من األشخاص العامة أو األفراد قسرا‪ ،‬وبصفة نهائية‪ ،‬ودون أن يقابلها‬
‫نفع معين تفرضها الدولة طبقا للمقدرة التكليفية للممول‪ ،‬وتستخدمها في تغطية المصارف الثمانية المحددة في القرآن الكريم‪ ،‬والوفاء‬
‫بمقتضيات السياسة المالية العامة اإلسالمية"‪.1‬‬
‫تشكل الزكاة أداة أساسية في النموذج التنموي اإلسالمي لذلك سنقوم بشرح كيفية تأثيرها على التنمية من خالل المحاول التالية‪:‬‬
‫‪ .2‬أثر الزكاة على السياسة النقدية‪.‬‬
‫في ظل األوضاع االقتصادية المضطربة مثل حاالت التضخم واالنكماش يمكن االستفادة من الزكاة في تحقيق االستقرار النقدي‪.‬‬
‫‪ .1.2‬حاالت التضخم‪ :‬تلعب الزكاة دورا هاما في التخفيف من آثار التضخم عن طريق الجمع و التحصيل ‪:‬‬
‫أ‪ .‬الجمع النقدي لحصيلة الزكاة‪:‬‬
‫من أجل التقليل من حجم الكتلة النقدية في االقتصاد وصوال لتحقيق المصلحة الحقيقية الهادفة إلى تخفيض حدة التضخم والتقليل من‬
‫انعكاساته السلبية‪ ،2‬و نجد في هذه الحالة أقواال لعدد من الفقهاء‪ ،‬إال أن القول الراجح ما ذكره ابن تيمية في قوله ‪ ":‬وأما إخراج القيمة‬
‫للحاجة أو للمصلحة أو للعدل فال بأس به‪.3"..‬‬
‫ب‪ .‬الجمع المسبق لحصيلة الزكاة‪:‬‬
‫ويكون ذلك حسب الظروف السائدة ويتم عن طريق التراضي بين الهيئة المشرفة على عمليات الجمع و التحصيل و أصحاب األموال‪ ،‬أما‬
‫من ناحية وجوب تقديم الزكاة فإن النبي صلى هللا عليه وسلم قدم تحصيل الزكاة من عمه لعامين‪.‬‬
‫‪ .2.2‬حالة االنكماش‪ :‬تقوم الدولة باستعمال األدوات اإلرادية المتعلقة بالزكاة من أجل التأثير في حركة النشاط االقتصادي عن طريق‪:‬‬
‫أ‪ .‬الجمع العيني للزكاة‪:‬‬
‫تقوم الدولة بأخذ زكاة األموال عينا كي ال تؤثر على الكتلة النقدية وتقوم بتوزيعها على المحتاجين على شكل نقود مما يساعد على توفير‬
‫السيولة النقدية في البلد‪ ،‬ويكون ذلك حسب الوضع السائد ودرجة االنكماشية‪.‬‬
‫‪ .1‬د‪ .‬غازي عناية‪ ،)1991( ،‬الضريبة والزكاة‪ ،‬منشورات دار الكتب‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص‪.42‬‬
‫‪ .2‬أ‪ .‬د‪ .‬صالح صالحي‪ ،)2006( ،‬المنهج التنموي البديل في االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬دار الفجر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص‪.616‬‬
‫‪ .3‬أ‪ .‬د‪ .‬صالحي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬نقال عن يوسف كمال محمد‪ ،‬فقه االقتصاد العام‪ ،‬ص‪.617‬‬
‫‪2‬‬
‫ب‪ .‬تأخير جمع الزكاة‪:‬‬
‫قد تلجأ الدولة إلى تأجيل جباية الزكاة كما ثبت ذلك عن عمر بن الخطاب رضي هللا عنه الذي أخر جمع الزكاة في الحجاز عام الرمادة‪،‬‬
‫وهو تأجيل مؤقت يزول بزوال الظرف الطارئ‪.‬‬
‫ج‪ .‬زيادة اإلنفاق االستهالكي الزكوي‪:‬‬
‫ويكون ذلك من خالل رفع نسب التوزيع النوعي ضمن المصارف الثمانية بصورة تؤدي إلى زيادة الطلب في االقتصاد الوطني بشكل‬
‫يساهم في تغيير مستويات االنكماش والعودة إلى النمو‪.1‬‬
‫‪ .3‬أثر الزكاة على االستهالك‪.‬‬
‫إن إنفاق الزكاة في مصارفها يزيد من حجم االستهالك‪ ،‬وذلك ألن نفقات‬
‫الضمان االجتماعي من حصائل الزكاة كالنفقات على الفقراء و المساكين‬
‫و العاملين عليها‪ ،‬و في الرقاب‪ ،‬و الغارمين‪ ،‬و ابن السبيل تستحدث قوى‬
‫شرائية جديدة تضعها تحت تصرفهم باعتبارهم عناصر استهالكية‬
‫يتمتعون بميول حدية استهالكية عالية‪ ،‬وعلى اعتبار أن حجم االستهالك‬
‫يزيد مع ازدياد الدخل وينقص بنقصانه فهم بالتالي يضاعفون من حجم‬
‫استهالكهم ألنهم في حاجة دائما إلى إشباع رغباتهم‪ ،‬هذا ما يؤدي إلى‬
‫ارتفاع طلباتهم‪ ،‬ومن ثم إلى ارتفاع معدالت الطلب الكلي االستهالكي في‬
‫السوق‪ ،‬في المدى القصير هذا ما يؤدي إلى ارتفاع دالة االستهالك في‬
‫الشكل رقم (‪ :)01‬أثر فريضة الزكاة على دالة االستهالك‬
‫المجتمع‪.2‬‬
‫‪ .4‬أثر الزكاة في الحافز على االستثمار و محاربة االكتناز‪.‬‬
‫تعتبر الزكاة إحدى السياسات المالية العامة في تحفيز الميدان التنموي فهي بمثابة دافع لألموال نحو االستثمار لقول رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم‪ { :‬اتجروا في مال اليتيم حتى ال تأكله الصدقة}‪ 3‬في هذا الحديث دعوة صريحة لالستثمار وتنمية األموال‪ ،‬حيث أن اإلسالم‬
‫حرم كنز المال وعدم دفعه للنشاط االقتصادي‪ ،‬فصاحب المال المكتنز يعرض ماله للهالك في الدنيا بفعل الزكاة وصاحبه يوم الحساب‪.4‬‬
‫فالزكاة تعد بمثابة دافع لألموال نحو االستثمار‪ ،‬وطالما أن اإلسالم ال يقر أسلوب التوظيف المالي‪ ،‬فإن هذا االستثمار سيكون في أصول‬
‫إنتاجية تحتفظ بالقيمة الحقيقية لرأس المال في صورة قوة شرائية حقيقية وهو ما يعني تحقيق هدف المحافظة على رأس المال الحقيقي أي‬
‫المادي والزكاة تعمل على ذلك من خالل عدم سريانها على األصول الثابتة‪ ،5‬وهي تمثل إنقاصا تدريجيا لألموال المكتنزة القابلة للنماء‪،‬‬
‫حيث أن استقطاع ‪ % 2,5‬من األموال التي تتجاوز النصاب يؤدي إلى استقطاع ‪ % 10‬من األموال المكتنزة في أقل من خمسة سنوات‪،‬‬
‫وبالتالي فإن الزكاة تعتبر أداة فعالة لحفز األموال والثروات المعطلة والصالحة للنماء للمشاركة في اإلنتاج‪ ،‬هذا ما يجعل المستثمر المسلم‬
‫يرضى بمعدل ربح أقل نسبيا من نظيره في اقتصاد غير إسالمي‪ ،6‬وتعمل الزكاة على تحويل الموارد المكتنزة إلى مجاالت االدخار‬
‫وقنواته الرسمية‪ ،‬وبالتالي زيادة القدرات االستثمارية و تنمية التراكم الرأسمالي في المجتمع كما في الشكل‪: 7‬‬
‫تقليل مخاطر االستثمار ويساعد‬
‫(االئتمان) حيث أن هذا المصرف‬
‫كما أن اإلنفاق على الغارمين يؤدي إلى‬
‫ذلك على استقرار سوق االقتراض‬
‫يعطي الثقة لدائن و المدين‪.‬‬
‫الشكل رقم (‪:)02‬أثر الزكاة على األموال المكتنزة‬
‫‪ .1‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص‪.618‬‬
‫‪ .2‬د‪ .‬غازي عناية‪ ،)1989( ،‬االستخدام الوظيفي للزكاة في الفكر االقتصادي اإلسالمي‪ ،‬دار الجيل‪ ،‬بيروت‪ ،‬ص‪.24‬‬
‫‪ .3‬د‪ .‬غازي عناية‪ ،‬االستخدام الوظيفي للزكاة في الفكر االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.17‬‬
‫‪ .4‬د‪ .‬نادية حسن محمد عقل‪ ،)2011( ،‬نظرية التوزيع في االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬دراسة تأصيلية تطبيقية‪ ،‬دار النفائس‪ ،‬األردن‪ ،‬ص‪.271‬‬
‫‪ .5‬د‪ .‬سامي نجدي رفاعي‪ ،)1983( ،‬دراسة تحليلية آلثار تطبيق فريضة الزكاة‪ ،‬المنهج االقتصادي في اإلسالم بين الفكر والتطبيق‪ ،‬المؤتمر العلمي‬
‫السنوي الثالث‪ ،‬المنصورة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص‪.1701‬‬
‫‪ .6‬نادية حسن محمد عقل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.280‬‬
‫‪ .7‬أ‪ .‬د‪ .‬صالح صالحي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.267‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ .5‬دور الزكاة في حل المشكالت االجتماعية‪.‬‬
‫لقد وصلت البطالة في بعض الدول اإلسالمية إلى مستويات عالية حيث وصلت في بعض هذه الدول إلى ‪ ،% 25‬وتصل بين الشباب إلى‬
‫نحو ‪ % 50‬وتصل نسبة البطالة عند المتعلمين إلى حوالي ‪ % 70‬و للزكاة دور كبير وهام في عالج هذه الظاهرة‪.1‬‬
‫‪ .1.5‬أثر الزكاة على الطلب على العمل‪ :‬إن زيادة كل من الطلب االستهالكي و االستثماري تستتبع أن يزيد الطلب على عنصر العمل‪،‬‬
‫فضال عن توظيف العاملين عليها الذين يتم اإلنفاق عليهم من الزكاة‪ ،‬ويعمل هذا األثر للزكاة على تضييق الفجوة بين الطلب الكلي وبين‬
‫الدخل الالزم لتحقيق التشغيل الكامل‪.‬‬
‫‪ .2.5‬أثر الزكاة على عرض العمل‪ :‬يتوقع أن تؤثر الزكاة على عرض العمل و على مستوى إنتاجية العامل إيجابا لألسباب التالية‪:‬‬
‫ إن إنفاق الزكاة على الفقراء يرفع إنتاجية عنصر العمل بسبب زيادة استهالكهم ومن ثم رفع مستواهم الصحي و الغذائي‪.‬‬‫ إن عدم جواز إعطاء الزكاة للفقير القادر على العمل المتعطل باختياره يعمل على زيادة الحافز على العمل بحثا عن طلب الرزق‪.‬‬‫ إن إعطاء الفقير القادر على العمل صاحب الحرفة المتعطل جبرا ما يمكنه من مزاولة مهنته يعمل على زيادة عرض العمل وعلى رفع‬‫مستوى إنتاجيته‪.‬‬
‫‪ .II‬تجارب تطبيقية لكل من السودان و الجزائر‪.‬‬
‫‪ .1‬تجربة ديوان الزكاة في السودان‪.‬‬
‫‪ .1.1‬التطبيق الرسمي للزكاة في السودان‪:‬‬
‫ارتبطت تغيرات البنية التنظيمية الرسمية لتطبيق الزكاة في السودان‪ ،‬بالتغيرات التي شهدتها البنية التشريعية المتعلقة بتطبيق الزكاة حيث‬
‫شهدت تطورات هامة كان أولها صدور قانون الزكاة الصادر في ‪ ،1980‬و أطلق على هذا القانون اسم صندوق الزكاة الذي حقق ايجابيات‬
‫كبيرة أبرزها التدرج في تطبيق الزكاة‪ ،‬في المقابل طغى عليه الطابع غير الرسمي و بالتالي عدم استجابة دافعي الزكاة‪ ،‬هذا ما أدى إلى‬
‫استبدال هذا القانون بقانون جديد أطلق عليه اسم قانون الزكاة و الضرائب في ‪ 1984‬و عمل به في اليوم األول من شهر محرم ‪1405‬هـ‬
‫الموافق لـ ‪ 26‬سبتمبر ‪1984‬م‪ 2،‬و أبرز ما ميز هذا القانون أنه ألول مرة جعل جباية الزكاة إجبارية على كل مسلم و مسلمة و أعاد للدولة‬
‫حقها في الوالية على الزكاة‪ ،‬كما فرض ضريبة تكافل اجتماعي على غير المسلمين بنفس النسبة‪ .‬ثم انتقل بعد ذلك اسم المؤسسة من‬
‫صندوق الزكاة إلى ديوان الزكاة والضرائب‪ ،‬و نتيجة التأثير السلبي لهذا القانون على موارد الدولة* والعجز الذي أصاب ميزانية الدولة‬
‫(بلغ حوالي ‪ %40‬من الميزانية) تم إصدار قانون جديد خاص بالزكاة يفصل الزكاة عن الضرائب هو قانون الزكاة لسنة ‪ 1986‬حيث‬
‫أنشئ ديوان مستقل بالزكاة خاضع إلشراف ما سمي حينها بوزارة الرعاية االجتماعية والزكاة والنازحين والتي سارعت إلى إعداد‬
‫مشروع قانون جديد يواكب التطور الذي طرأ على البنية التنظيمية للتطبيق الرسمي للزكاة‪ ،‬و الذي تم إصداره رسميا في ‪ 1990‬تحت‬
‫مسمى قانون الزكاة لسنة ‪1990‬م‪ .‬إلى أن تطبيق هذا القانون خالل الفترة الممتدة من ‪ 1990‬إلى ‪2000‬م قد أبرز العديد من اإلشكاالت‬
‫خاصة بعد ظهور بعض المستجدات الفقهية هذا ما أدى إلى إلغاؤه و إصدار قانون جديد هو قانون الزكاة لسنة ‪2001‬م و لتبيان تفصيالته‬
‫تبعه صدور قرار الئحة الزكاة لسنة ‪2004‬م‪ ،‬وهما بذلك يمثالن مكونات البنية التشريعية التي يرتكز عليها ديوان الزكاة السوداني‪.3‬‬
‫‪ .2.1‬خصائص ديوان الزكاة السوداني‪ 4:‬يتميز ديوان الزكاة بالخصائص التالية و ذلك وفق قانون الزكاة و الئحة الزكاة لـ السنتين‬
‫المتتاليتين ‪2001‬م و ‪2004‬م ‪:‬‬
‫ جهاز رسمي مستقل يدار بقوانين و لوائح خاصة‪ - .‬وجوب (إلزامية) تحصيل الزكاة من كل شخص سوداني يملك داخل السودان أو‬‫ لقد عمل القانون السوداني باآلراء الفقهية التي توسع مفهوم المال الخاضع للزكاة‪.‬‬‫خارجه ماال تجب فيه الزكاة‪.‬‬
‫ لتقوية و تمكين ديوان الزكاة من الوصول إلى كل األموال واألشخاص الخاضعين للزكاة منح القانون موظفي الديوان سلطة دخول‬‫األمكنة‪ ،‬كما منح القانون ديوان الزكاة سلطة ايقاع العقوبات المالية التي تضمن ردع كل التحايل أو التهرب أو التمنع عن أداء الزكاة‬
‫ يعد دين الزكاة من الديون التي لها حق األولوية في التحصيل قبل أي دين آخر مستحق على من وجبت عليه‬‫المستحقة عليه شرعا‪.‬‬
‫الزكاة عند تصفية أمواله‪ - .‬يجوز ألمين عام الديوان توظيف أموال الزكاة وفقا للحاجة بشرط موافقة المجلس األعلى و بشرط عدم‬
‫اإلخالل بالمصارف الشرعية الثمانية‪ - .‬له حرية فقهية و اجتهادات عملية ويخضع لرقابة لجنة شرعية مكونة من خيرة علماء السودان‬
‫ يعتمد على التمويل الذاتي ‪ %10‬مصاريف إدارية و ‪ %12.5‬عاملين عليها‪.‬‬‫ويلتزم بفتوى مجلس اإلفتاء‪.‬‬
‫‪ .1‬محمد علي القري‪( ،‬من‪ 10-31‬إلى ‪ ،) 1998/11/01‬بحث بعنوان‪ :‬الزكاة كأداة لتنمية الفقراء والمساكين‪ ،‬المؤتمر العالمي الخامس للزكاة‪ ،‬مؤسسات‬
‫الزكاة و استيعاب متغيرات القرن الواحد والعشرين‪ ،‬الكويت‪info.zakathouse.org ،‬‬
‫‪ .2‬قانون الزكاة و الضرائب لسنة ‪1984‬م المواد ‪.13 ،5 ،4‬‬
‫* ألغى الكثير من الضرائب (بلغ حوالي ‪ 20‬نوعا من الضرائب و اكتفى بنوعين هما (ضريبة التكافل االجتماعي على غير المسلمين و التي تطبق عليها أحكام الزكاة و‬
‫ضريبة التنمية و االستثمار))‪.‬‬
‫‪ .3‬د‪ .‬محمد عبد الحميد محمد فرحان‪ ،)2010( ،‬مؤسسات الزكاة و تقييم دورها االقتصادي‪ ،‬دار الحامد للنشر‪ ،‬ص‪.51‬‬
‫‪ .4‬محمد ابراهيم محمد‪ ،‬تطبيقات عملية في جمع الزكاة حالة تطبيقية في السودان‪ ،‬المعهد اإلسالمي للبحوث و التدريب وقائع الندوة رقم ‪ ،22‬ص ‪.327‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ .3.1‬الهيكل التنظيمي واإلداري لديوان الزكاة السوداني‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ .1‬السلطة التنظيمية و اإلشرافية ‪ :‬و هي تتكون من‪:‬‬
‫أ‪ -‬المستوى األول‪ :‬الوزير‪ :‬و هو الوزير المسؤول عن الزكاة‪ ،‬و هو في الوقت الراهن وزير الرعاية االجتماعية وتنمية المرأة وشؤون‬
‫الطفل‪.‬‬
‫ب‪ -‬المستوى الثاني‪ :‬المجلس األعلى ألمناء الزكاة‪ :‬هو الجهة التشريعية للديوان و يمثل السلطة العليا‪ ،‬وهو المرجع النهائي بكل ما يتعلق‬
‫بالديوان‪.‬‬
‫ج‪ -‬المستوى الثالث‪ :‬األمين العام‪ :‬يعينه مجلس الوزراء و يحدد مخصصاته‪ ،‬ويقع عليه عبء تنفيذ السياسات المجازة بواسطة المجلس‬
‫األعلى ألمناء الزكاة‪.‬‬
‫د‪ -‬المستوى الرابع‪ :‬مجالس أمناء الزكاة بالواليات‪ :‬لقد تم إنشاء مجالس ألمناء الزكاة في كل والية من واليات السودان حيث تكون‬
‫خاضعة إلشراف المجلس األعلى و ملتزمة بتنفيذ توجيهاته و قراراته‪ ،‬وتقوم بمراجعة إقرار الموازنة السنوية والحساب الختامي للديوان‪.2‬‬
‫‪ .2‬السلطة التنفيذية‪ :‬و هي تتكون من ‪:‬‬
‫المستشار القانوني‪ ،‬مركز المعلومات‪ ،‬مدير المكتب التنفيذي‪ ،‬و معهد علوم الزكاة حيث جاءت فكرة إنشائه في سنة ‪1994‬م كإحدى‬
‫توصيات مؤتمر الزكاة األول لتكون االنطالقة الحقيقية له في ‪2001‬م‪ ،‬ويهدف هذا المعهد إلى تطبيق فقه الزكاة على أرض الواقع‪ ،‬وتنمية‬
‫قدرات الباحثين في مجال علوم الزكاة وتطوير العاملين في الديوان و إكسابهم المهارات الالزمة لتحسين أدائهم حتى يحققوا الرسالة‬
‫المناطة بديوان الزكاة‪.‬‬
‫‪ .4.1‬أساليب جمع الزكاة‪:‬‬
‫أ‪ .‬زكاة الزروع‪ :‬كان يتبع الديوان أسلوب التحصيل عبر أسواق المحاصيل و تأخذ الزكاة من الكمية المرحلة إلى األسواق*‪ ،‬ونسبة للمشاكل‬
‫والصعوبات المتمثلة في ارتفاع تكلفة التحصيل‪ ،‬عدل الديوان عن أخذ الزكاة من أسواق المحاصيل إلى الجباية بواسطة عاملي الزكاة‬
‫‪3‬‬
‫مباشرة من المزارع بعد الحصاد‪.‬‬
‫ب‪ .‬زكاة عروض التجارة‪ :‬يتم تحصيل زكاة عروض التجارة في السودان عن طريق البيان الزكوي الذي يقدمه دافع الزكاة إلدارة الزكاة‪،‬‬
‫و تقوم اإلدارة بتدقيق هذا البيان و مراجعته‪ ،‬و إن لم تقبل اإلدارة هذا البيان تلجأ إلى التقدير الجزافي‪.‬‬
‫ج‪ .‬زكاة الرواتب واألجور‪ :‬نصت اللوائح التنفيذية لقانون الزكاة على أن يتم حجزها كالضريبة على الرواتب من قبل الجهات الرسمية‬
‫التي تقوم بدفع الرواتب و األجور لموظفيها وعمالها‪ ،‬ويتم تحديد قيمتها من قبل لجنة الفتوى بديوان الزكاة‪ ،‬و تقوم الجهات الدافعة‬
‫للرواتب و األجور بدفع الزكاة إلى ديوان الزكاة مباشرة‪.4‬‬
‫‪ .5.1‬تحليل هيكل الجباية في ديوان الزكاة السوداني‪:‬‬
‫تتنوع موارد الزكاة االقتصادية وتشمل كل من زكاة الزروع‪ ،‬األنعام‪ ،‬عروض التجارة‪ ،‬المال المستفاد والمهن الحرة‪ ،‬وسنقوم بتحليل هذه‬
‫األوعية حسب األهمية النسبية من سنة ‪ 2000‬إلى ‪:2011‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)01‬التحصيل الفعلي ألنواع إيرادات الزكاة في السودان‪.5‬‬
‫البيان‬
‫الزروع‬
‫األنعام‬
‫عروض التجارة‬
‫المال المستفاد‬
‫المستغالت‬
‫المهن الحرة‬
‫المجموع‬
‫‪2000‬‬
‫‪53.616.000‬‬
‫‪11.786.000‬‬
‫‪30.087.000‬‬
‫‪19.210.000‬‬
‫‪3.681.000‬‬
‫‪682.000‬‬
‫‪119.062.000‬‬
‫‪%‬‬
‫‪45,0‬‬
‫‪9,9‬‬
‫‪25,3‬‬
‫‪16‬‬
‫‪3,1‬‬
‫‪0,6‬‬
‫‪100‬‬
‫البيان‬
‫‪2005‬‬
‫‪%‬‬
‫‪2001‬‬
‫‪59.718.000‬‬
‫‪11.738.000‬‬
‫‪36.189.000‬‬
‫‪21.110.000‬‬
‫‪4.938.000‬‬
‫‪931.000‬‬
‫‪134.624.000‬‬
‫‪2006‬‬
‫‪%‬‬
‫‪44,4‬‬
‫‪8,8‬‬
‫‪26,9‬‬
‫‪15,7‬‬
‫‪3,7‬‬
‫‪0,7‬‬
‫‪100‬‬
‫‪%‬‬
‫‪2002‬‬
‫‪62.571.000‬‬
‫‪14.217.000‬‬
‫‪50.870.000‬‬
‫‪23.097.000‬‬
‫‪6.078.000‬‬
‫‪1.075.000‬‬
‫‪157.908.000‬‬
‫‪2007‬‬
‫‪%‬‬
‫‪39,9‬‬
‫‪09‬‬
‫‪32,3‬‬
‫‪14,9‬‬
‫‪3,8‬‬
‫‪0,7‬‬
‫‪100‬‬
‫‪%‬‬
‫‪2003‬‬
‫‪80.000.000‬‬
‫‪14.200.000‬‬
‫‪69.964.000‬‬
‫‪19.491.000‬‬
‫‪7.489.000‬‬
‫‪1.085.000‬‬
‫‪192.229.000‬‬
‫‪2008‬‬
‫‪%‬‬
‫‪41,7‬‬
‫‪7,4‬‬
‫‪36,5‬‬
‫‪9,9‬‬
‫‪3,9‬‬
‫‪0,6‬‬
‫‪100‬‬
‫‪2004‬‬
‫‪109.090.000‬‬
‫‪17.000.000‬‬
‫‪84.964.000‬‬
‫‪20.567.000‬‬
‫‪8.974.000‬‬
‫‪1.315.000‬‬
‫‪241.910.000‬‬
‫‪%‬‬
‫‪2009‬‬
‫‪ .1‬موقع ديوان الزكاة السوداني ‪www.zakat-sudan.org‬‬
‫‪ .2‬عبد المنعم محمد علي‪( ،‬من ‪ 17‬إلى ‪ 21‬جانفي ‪ ،)2009‬الهياكل التنظيمية إلدارات الزكاة‪ ،‬األيام الدراسية‪ ،‬حول اإلدارة االقتصادية و المالية‬
‫لمؤسسات الزكاة‪ ،‬السودان‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬يوسف بن خدة‪ ،‬دار اإلمام المحمدية‪ ،‬ص ص ‪. 195-194‬‬
‫* هي أسواق تشرف عليها الدولة ويلزم كل مزارع بتسويق محصوله من خاللها‪ ،‬وتقوم إدارة الضرائب بتحصيل الضرائب الزراعية من خاللها‪.‬‬
‫‪ .3‬د‪.‬عز الدين مالك الطيب محمد‪ ،)2004( ،‬اقتصاديات الزكاة و تطبيقاتها المعاصرة‪ ،‬المعهد العالي لعلوم الزكاة‪ ،‬السودان‪ ،‬ص‪.341‬‬
‫‪ .4‬بوعالم بن جياللي‪ ،‬محمد العلمي‪ ،)1990(،‬اإلطار المؤسسي للزكاة‪ ،‬أبعاده ومضامينه‪ ،‬واقع المؤتمر الثالث للزكاة المنعقد في كوااللمبور بماليزيا‪،‬‬
‫البنك اإلسالمي للتنمية المعهد اإلسالمي للبحوث و التدريب‪ ،‬ص ص‪.222-221‬‬
‫‪ .5‬الموقع اإللكتروني لديوان الزكاة في السودان‪ ،www.Zakat-sudan.org :‬و محمد عبد الرزاق محمد مختار‪ ،)2004( ،‬تطورات الوعاء الكلي‬
‫للزكاة بالسودان‪ ،‬ورقة مقدمة إلى المؤتمر العام لمستجدات الزكاة بالسودان‪ ،‬المعهد العالي لعلوم الزكاة‪ ،‬الخرطوم‪ ،‬ص ‪.220‬‬
‫‪5‬‬
‫‪%‬‬
‫‪45,0‬‬
‫‪7,1‬‬
‫‪35,3‬‬
‫‪8,7‬‬
‫‪3,7‬‬
‫‪0,5‬‬
‫‪100‬‬
‫‪%‬‬
‫الزروع‬
‫األنعام‬
‫عروض التجارة‬
‫المال المستفاد‬
‫المستغالت‬
‫المهن الحرة‬
‫المجموع‬
‫‪115.120.000‬‬
‫‪19.000.000‬‬
‫‪103.074.000‬‬
‫‪19.313.000‬‬
‫‪12.787.000‬‬
‫‪1.963.000‬‬
‫‪271.257.000‬‬
‫‪42, 5‬‬
‫‪0 ,7‬‬
‫‪38 ,0‬‬
‫‪07‬‬
‫‪4 ,7‬‬
‫‪0 ,7‬‬
‫‪100‬‬
‫البيان‬
‫الزروع‬
‫األنعام‬
‫عروض التجارة‬
‫المال المستفاد‬
‫المستغالت‬
‫المهن الحرة‬
‫المجموع‬
‫‪2010‬‬
‫‪191.037.300‬‬
‫‪25.277.200‬‬
‫‪274.160.400‬‬
‫‪19.930.100‬‬
‫‪20.416.200‬‬
‫‪3.888.800‬‬
‫‪486.100.000‬‬
‫‪%‬‬
‫‪39,3‬‬
‫‪5,2‬‬
‫‪56,4‬‬
‫‪4,1‬‬
‫‪4,2‬‬
‫‪0,8‬‬
‫‪100‬‬
‫‪124.397.000‬‬
‫‪22.300.000‬‬
‫‪133.140.000‬‬
‫‪17.554.000‬‬
‫‪14.695.000‬‬
‫‪2.403.000‬‬
‫‪314.489.000‬‬
‫‪2011‬‬
‫‪208.417.360‬‬
‫‪39.384.117‬‬
‫‪295.760.853‬‬
‫‪24.371.740‬‬
‫‪20.471.932‬‬
‫‪4.230.566‬‬
‫‪592.636.568‬‬
‫‪39,5‬‬
‫‪07‬‬
‫‪42,3‬‬
‫‪5,6‬‬
‫‪4,7‬‬
‫‪0,8‬‬
‫‪100‬‬
‫‪%‬‬
‫‪35,2‬‬
‫‪6,6‬‬
‫‪49,9‬‬
‫‪4,1‬‬
‫‪3,5‬‬
‫‪0,7‬‬
‫‪100‬‬
‫‪121.368.000‬‬
‫‪22.900.000‬‬
‫‪178.407.265‬‬
‫‪16.478.833‬‬
‫‪15.216.450‬‬
‫‪2.745.120‬‬
‫‪357.115.668‬‬
‫اإلجمالي‬
‫‪1.398.336.045‬‬
‫‪246.223.054‬‬
‫‪1.694.294.981‬‬
‫‪242.466.078‬‬
‫‪145.438.176‬‬
‫‪26.498.340‬‬
‫‪3.753.256.674‬‬
‫‪34,0‬‬
‫‪6,4‬‬
‫‪50,0‬‬
‫‪4,6‬‬
‫‪4,3‬‬
‫‪0,8‬‬
‫‪100‬‬
‫‪125.745.000‬‬
‫‪24.400.000‬‬
‫‪204.693.449‬‬
‫‪18.680.398‬‬
‫‪15.608.277‬‬
‫‪2.904.613‬‬
‫‪392.031.737‬‬
‫‪32,0‬‬
‫‪6,2‬‬
‫‪52,2‬‬
‫‪4,7‬‬
‫‪4,3‬‬
‫‪0,8‬‬
‫‪100‬‬
‫‪147.256.385‬‬
‫‪24.020.737‬‬
‫‪232.985.014‬‬
‫‪22.663.007‬‬
‫‪15.083.317‬‬
‫‪3.275.241‬‬
‫‪445.283.700‬‬
‫‪%‬‬
‫‪37‬‬
‫‪6,5‬‬
‫‪45‬‬
‫‪6,4‬‬
‫‪3,8‬‬
‫‪0,7‬‬
‫‪100‬‬
‫إن نسبة متوسط نمو الحصيلة قدر بـ (‪ )15,4%‬محققة أعلى نسبة نمو سنة ‪2004‬م بـ (‪ )25,8%‬و أدنى نسبة نمو سنة ‪2010‬م بـ‬
‫(‪ ،)09%‬هذا بالنسبة لتزايد الحصيلة خالل السنوات أما بالنسبة لألوعية يبين لنا الجدول رقم (‪ )01‬مدى مساهمة كل وعاء في الحصيلة‬
‫النهائية للزكاة‪ ،‬فتأتي زكاة عروض التجارة في المرتبة األولى من حيث مساهمتها في الحصيلة الكلية للزكاة بنسبة (‪ )45%‬و يرجع ذلك‬
‫إلى الجهد المبذول من العاملين في الواليات خاصة أمانة الشركات و التعاون المثمر مع المؤسسات ذات الصلة و كذلك استهداف الوعاء و‬
‫تفعيله من قبل دائرة تخطيط الجباية‪ ،‬تليها زكاة الزروع محققة نسبة (‪ )37%‬من الحصيلة الكلية للزكاة و ذلك لما يشهده هذا النوع من‬
‫االهتمام و التطور‪ ،‬و كون زكاة الزروع مال ظاهر ويخرج يوم حصاده‪ ،‬ثم تأتي زكاة األنعام بنسبة (‪ )6,5%‬وهي نسبة بسيطة خاصة و‬
‫أن الثروة الحيوانية تمثل ك ما هائال في السودان‪ ،‬ويرجع ذلك للظروف األمنية لوالية دارفور الكبرى و كردفان‪ ،‬وعدم تفعيل هذا الوعاء‬
‫من قبل بعض الواليات الزراعية لكن رغم ذلك نجد أن هناك زيادة في التحصيل من سنة ألخرى و ذلك ألن هذا الوعاء من األوعية‬
‫المستهدفة من قبل الديوان‪ ،‬تأتي بعدها زكاة المال المستفاد بنسبة (‪ )6,4%‬تليها زكاة المستغالت و المهن الحرة بنسب ضئيلة تقدر بـ‬
‫(‪ )3,8%‬و (‪ )0,7%‬على التوالي‪.‬‬
‫‪ .6.1‬تحليل هيكل الصرف في ديوان الزكاة‪:‬‬
‫يلتزم ديوان الزكاة السوداني بالتمسك بأحكام الشريعة من خالل تبويب إنفاق أموال الزكاة على المصارف الشرعية الثمانية بخالف‬
‫مؤسسات الزكاة األخرى‪ ،‬ويتم التوزيع سواء عن طريق حاكم اإلقليم أو عن طريق التوزيع المباشر عن طريق إدارة الزكاة‪ ،1‬ويسعى‬
‫ديوان الزكاة إلى توزيع حصيلة الزكاة بصورة تساهم في معالجة مشكالت المجتمع االجتماعية و االقتصادية من خالل دائرة تخطيط‬
‫الجدول رقم (‪ :)02‬اإلنفاق الفعلي على مصارف الزكاة‪.2‬‬
‫المصارف‪.‬‬
‫البيان‬
‫الفقراء و المساكين‬
‫الغارمين‬
‫ابن السبيل‬
‫المؤلفة قلوبهم وفي الرقاب‬
‫في سبيل هللا‬
‫العاملون عليها‬
‫مصاريف إدارية‬
‫المجموع‬
‫‪2000‬‬
‫‪54.567.000‬‬
‫‪1.405.000‬‬
‫‪1.411.000‬‬
‫‪12.088.000‬‬
‫‪8.790.000‬‬
‫‪19.527.000‬‬
‫‪16.563.000‬‬
‫‪114.351.000‬‬
‫‪%‬‬
‫‪47,7‬‬
‫‪1,22‬‬
‫‪1,23‬‬
‫‪10,5‬‬
‫‪7,7‬‬
‫‪17,1‬‬
‫‪14,5‬‬
‫‪100‬‬
‫‪2001‬‬
‫‪64.290.000‬‬
‫‪5.166.000‬‬
‫‪1.449.000‬‬
‫‪6.971.000‬‬
‫‪12.196.000‬‬
‫‪21.936.000‬‬
‫‪10.784.000‬‬
‫‪122.792.000‬‬
‫‪%‬‬
‫‪52,3‬‬
‫‪4,2‬‬
‫‪1,2‬‬
‫‪5,7‬‬
‫‪9,9‬‬
‫‪17,9‬‬
‫‪8,8‬‬
‫‪100‬‬
‫‪2002‬‬
‫‪76.042.000‬‬
‫‪7.098.000‬‬
‫‪1.078.000‬‬
‫‪3.998.000‬‬
‫‪13.433.000‬‬
‫‪24.392.000‬‬
‫‪13.498.000‬‬
‫‪139.539.000‬‬
‫‪%‬‬
‫‪54,5‬‬
‫‪05‬‬
‫‪0,77‬‬
‫‪2,9‬‬
‫‪9,6‬‬
‫‪17,5‬‬
‫‪9,7‬‬
‫‪100‬‬
‫‪2003‬‬
‫‪96.624.000‬‬
‫‪7.232.000‬‬
‫‪1.140.000‬‬
‫‪3.933.000‬‬
‫‪10.213.000‬‬
‫‪26.717.000‬‬
‫‪14.973.000‬‬
‫‪160.832.000‬‬
‫‪%‬‬
‫‪60,08‬‬
‫‪4,5‬‬
‫‪0,71‬‬
‫‪2,4‬‬
‫‪6,4‬‬
‫‪16,61‬‬
‫‪9,31‬‬
‫‪100‬‬
‫البيان‬
‫الفقراء و المساكين‬
‫الغارمين‬
‫ابن السبيل‬
‫المؤلفة قلوبهم وفي الرقاب‬
‫في سبيل هللا‬
‫العاملون عليها‬
‫‪2004‬‬
‫‪134.370.000‬‬
‫‪11.359.000‬‬
‫‪802.000‬‬
‫‪9.321.000‬‬
‫‪10.625.000‬‬
‫‪38.126.000‬‬
‫‪%‬‬
‫‪60,78‬‬
‫‪5,14‬‬
‫‪0,36‬‬
‫‪4,22‬‬
‫‪4,81‬‬
‫‪17,25‬‬
‫‪2005‬‬
‫‪154.646.000‬‬
‫‪13.877.000‬‬
‫‪862.000‬‬
‫‪14.881.000‬‬
‫‪8.541.000‬‬
‫‪38.300.000‬‬
‫‪%‬‬
‫‪62,08‬‬
‫‪5,57‬‬
‫‪0,35‬‬
‫‪5,97‬‬
‫‪3,43‬‬
‫‪15,37‬‬
‫‪2006‬‬
‫‪187.246.000‬‬
‫‪11.170.000‬‬
‫‪967.000‬‬
‫‪14.331.000‬‬
‫‪7.615.000‬‬
‫‪46.823.000‬‬
‫‪%‬‬
‫‪64,52‬‬
‫‪3,85‬‬
‫‪0,33‬‬
‫‪4,94‬‬
‫‪2,62‬‬
‫‪16,13‬‬
‫‪2007‬‬
‫‪204.689.113‬‬
‫‪16.642.723‬‬
‫‪1.188.065‬‬
‫‪20.678.073‬‬
‫‪15.869.457‬‬
‫‪49.648.064‬‬
‫‪%‬‬
‫‪62,07‬‬
‫‪5,05‬‬
‫‪0,36‬‬
‫‪6,27‬‬
‫‪4,81‬‬
‫‪15,06‬‬
‫‪ .1‬د‪ .‬مندر قحف‪ ،)1995( ،‬المواد العلمية لبرنامج التدريب على تطبيق الزكاة في المجتمع اإلسالمي المعاصر‪ ،‬البنك اإلسالمي للتنمية‪ ،‬المعهد‬
‫اإلسالمي للبحوث والتدريب‪ ،‬ص‪.230‬‬
‫‪ .2‬الموقع اإللكتروني لديوان الزكاة في السودان‪ ،www.Zakat-sudan.org :‬ومحمد عبد الحميد محمد فرحان‪ ،‬مؤسسات الزكاة وتقييم دورها‬
‫االقتصادي (مرجع سابق) ‪ ،‬ص ‪ ،177‬وحسابات الباحث‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪33,1‬‬
‫‪5,4‬‬
‫‪52,3‬‬
‫‪5,1‬‬
‫‪3,4‬‬
‫‪0,7‬‬
‫‪100‬‬
‫مصاريف إدارية‬
‫المجموع‬
‫البيان‬
‫الفقراء‬
‫المساكين‬
‫الغارمين‬
‫ابن السبيل‬
‫و‬
‫المؤلفة قلوبهم‬
‫في سبيل هللا‬
‫العاملون عليها‬
‫مصاريف إدارية‬
‫المجموع‬
‫‪16.459.000‬‬
‫‪221.062.000‬‬
‫‪7,5‬‬
‫‪100‬‬
‫‪18.004.000‬‬
‫‪249.111.000‬‬
‫‪7,2‬‬
‫‪100‬‬
‫‪22.067.000‬‬
‫‪290.219.000‬‬
‫‪7,6‬‬
‫‪100‬‬
‫‪21.038.381‬‬
‫‪329.753.876‬‬
‫‪6,4‬‬
‫‪100‬‬
‫‪2009‬‬
‫‪293.800.000‬‬
‫‪%‬‬
‫‪68,6‬‬
‫‪2010‬‬
‫‪320.748.788‬‬
‫‪%‬‬
‫‪68‬‬
‫‪2011‬‬
‫‪434.059.766‬‬
‫‪%‬‬
‫‪72,6‬‬
‫اإلجمالي‬
‫‪2.266.082.667‬‬
‫‪%‬‬
‫‪64,9‬‬
‫‪3,04‬‬
‫‪0,22‬‬
‫‪13.457.294‬‬
‫‪1.336.262‬‬
‫‪2,85‬‬
‫‪0,28‬‬
‫‪20.417.421‬‬
‫‪1.648.103‬‬
‫‪3,4‬‬
‫‪0,27‬‬
‫‪6,4‬‬
‫‪3,3‬‬
‫‪13‬‬
‫‪5,38‬‬
‫‪100‬‬
‫‪28.309.941‬‬
‫‪11.707.874‬‬
‫‪72.163.055‬‬
‫‪22.990.545‬‬
‫‪470.713.759‬‬
‫‪06‬‬
‫‪2,48‬‬
‫‪15,33‬‬
‫‪05‬‬
‫‪100‬‬
‫‪28.953.072‬‬
‫‪13.707.284‬‬
‫‪75.485.183‬‬
‫‪23.468.268‬‬
‫‪597.739.097‬‬
‫‪4,8‬‬
‫‪2,3‬‬
‫‪12,6‬‬
‫‪3,9‬‬
‫‪100‬‬
‫‪131.098.428‬‬
‫‪13.941.4‬‬
‫‪21‬‬
‫‪192.109.834‬‬
‫‪142.383.076‬‬
‫‪521.414.298‬‬
‫‪224.145.879‬‬
‫‪3.491.175.603‬‬
‫‪3,7‬‬
‫‪0,4‬‬
‫‪2008‬‬
‫‪245.000.00‬‬
‫‪0‬‬
‫‪10.250.720‬‬
‫‪1.087.054‬‬
‫‪%‬‬
‫‪66,8‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2,80‬‬
‫‪0,30‬‬
‫‪13.023.270‬‬
‫‪972.937‬‬
‫‪21.250.320‬‬
‫‪15.400.580‬‬
‫‪52.455.640‬‬
‫‪21.255.686‬‬
‫‪366.700.00‬‬
‫‪0‬‬
‫‪5,80‬‬
‫‪4,20‬‬
‫‪14,3‬‬
‫‪5,8‬‬
‫‪100‬‬
‫‪27.395.428‬‬
‫‪14.284.881‬‬
‫‪55.841.356‬‬
‫‪23.044.999‬‬
‫‪428.362.871‬‬
‫نالحظ أن نسبة متوسط نمو الصرف قدر بـ (‪ )16,5%‬محققة أعلى نسبة نمو سنة ‪2004‬م بـ (‪ ،)37,4%‬و أدنى نسبة نمو سنة ‪2001‬م بـ‬
‫(‪ ،)7,4%‬هذا بالنسبة لتزايد نسبة نمو المصارف خالل السنوات أما فيما يخص كيفية توزيع المبالغ على مصارفها يبين لنا الجدول‬
‫المفاضلة بين المصارف متى اقتضت مصلحة المجتمع ذلك حيث دفعت حدة الفقر في السودان إلى زيادة نسبة سهم الفقراء حيث تم صرف‬
‫على هذه الفئة سنة ‪2000‬م نسبة (‪ )47,7%‬من مساهمتها في الصرف الكلي للزكاة و في ‪ 2001‬صرف (‪ )52,3%‬ثم واصلت نسب‬
‫الصرف على سهم الفقراء والمساكين في الزيادة إلى أن وصلت إلى أعلى نسبة سنة ‪ 2011‬قدرت بـ (‪ ،)72,6%‬يظهر لنا من خالل هذه‬
‫النتائج االهتمام الكبير الذي يليه الديوان لفئة الفقراء و المساكين و هدفه من وراء ذلك هو محاربة الفقر‪ ،‬و يأتي بعدها مصرف العاملين‬
‫عليها بنسبة (‪ )15%‬من إجمالي الصرف‪ ،‬ثم تأتي المصارف اإلدارية بنسبة (‪ ،)6,4%‬يليها مصرف المؤلفة قلوبهم و في الرقاب بنسبة‬
‫(‪ ،)5,5%‬ثم مصرف في سبيل هللا و الغارمين و ابن السبيل بنسب (‪ )3,7%( ،)4,07%‬و (‪ )0,4%‬على التوالي‪.‬‬
‫‪ .2‬تجربة صندوق الزكاة في الجزائر‪.‬‬
‫‪ .1.2‬نشأة صندوق الزكاة الجزائري‪:‬‬
‫هو عبارة عن مؤسسة تعمل تحت إشراف وزارة الشؤون الدينية و األوقاف‪ ،‬تأسس عام ‪2003‬م في كل من واليتي سيدي بلعباس و عنابة‬
‫ليتم تعميم الفكرة بعدها على كامل التراب الوطني في سنة ‪2004‬م‪ ،‬و ذلك وفق القرار المؤرخ في ‪ 25‬محرم ‪1425‬هـ الموافق لـ ‪17‬‬
‫مارس ‪2004‬م‪ ،‬و قرار ‪ 01‬صفر ‪1425‬هـ الموافق لـ ‪ 22‬مارس ‪2004‬م المتضمن إحداث اللجنة الوالئية للزكاة‪.1‬‬
‫‪ .2.2‬أهداف الصندوق‪ :‬يهدف صندوق الزكاة الجزائري إلى‪:‬‬
‫ تقليص حدة الفقر من خالل تخصيص مساعدات لصغار المستثمرين من ذوي المهن الحرفية و خريجي الجامعات و البطالين بصفة‬‫عامة‪ ،‬من خالل آلية القرض الحسن‪ - .‬الدعوى إلى أداء فريضة الزكاة و إحياؤها في نفوس المسلمين وتعامالتهم‪ - .‬توزيع أموال الزكاة‬
‫ جمع المساعدات‪ ،‬الهبات و التبرعات‪..‬‬‫على الجهات الشرعية‪.‬‬
‫‪ .3.2‬هيكل صندوق الزكاة الجزائري‪ :‬يعمل صندوق الزكاة الجزائري من خالل ثالث لجان رئيسيات‪: 2‬‬
‫‪ ‬اللجنة الوطنية (هيئة مركزية على مستوى كل دولة) تتكون هذه اللجنة من ‪ :‬المجلس األعلى للصندوق‪ ،‬المكتب الوطني للصندوق‪،‬‬
‫لجنة التحصيل والتوزيع‪ ،‬لجنة اإلعالم و االتصال و العالقات‪ ،‬لجنة الشؤون المالية و اإلدارية‪ ،‬لجنة المراجعة و الرقابة‪.‬‬
‫‪ ‬اللجنة الوالئية (هيئة محلية على مستوى كل والية) و تتشكل من ‪:‬‬
‫المكتب التنفيذي (يرأسه المدير الوالئي لألوقاف)‪ ،‬هيئة المداوالت‪ ،‬لجنة التنظيم‪ ،‬لجنة المتابعة و المراقبة و المنازعات‪ ،‬لجنة التوجيه و‬
‫اإلعالم‪ ،‬لجنة التوزيع و التحصيل‪.‬‬
‫اللجنة القاعدية (على مستوى كل دائرة) تتلخص مهامها في ‪:‬‬
‫ التوجيه و اإلرشاد و تحسيس المواطنين‪.‬‬‫ إحصاء المزكين و المستحقين‪ - .‬التحصيل و التوزيع‪ - .‬تنظيم و توزيع الزكاة‪.‬‬‫ أعطي لمؤسسة المسجد دور كبير في استراتيجية الحملة اإلعالمية الخاصة بصندوق الزكاة*‪.‬‬‫‪ .4.2‬تحصيل و توزيع الزكاة في صندوق الزكاة الجزائري‪:‬‬
‫‪ .1‬تحصيل الزكاة‪ :‬يتم إتباع ثالث طرق في مجال التحصيل‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ .1‬حمداني نجاة‪ ،)2010( ،‬مذكرة ماجستير تحت عنوان المالية العامة في االسالم ‪-‬أهمية صندوق الزكاة كمؤسسة اسالمية في التنمية االقتصادية‪ ،‬ص‬
‫‪.213‬‬
‫‪ .2‬أمداني بن بلغيث‪ ،‬أ‪.‬محمود فوزي شعولي‪ ،)2009( ،‬تقييم تجربة صندوق الزكاة في الجزائر دراسة إحصائية على مدينة ورقلة‪ ،‬من كتاب مؤسسات‬
‫الزكاة في الوطن العربي‪ ،‬عمان مكتبة المجتمع العربي‪ ،‬ص ص ص‪.556،557،558‬‬
‫* أوكل ألئمة المساجد مهمة تنظيم المحاضرات و الدروس والخطب في المساجد التي تتناول موضوع الزكاة و التحسيس بأهمية التعامل مع الصندوق‬
‫‪7‬‬
‫‪5,5‬‬
‫‪4,07‬‬
‫‪15‬‬
‫‪6,4‬‬
‫‪100‬‬
‫أ‪ .‬الحوالة البريدية‪ :‬يمكن الحصول عليها لدى كل مكاتب البريد‪ ،‬و يتم مألها من طرف المزكين‪.‬‬
‫ب‪ .‬الصك‪ :‬يدفعه المزكي لمكتب البريد و عليه رقم حساب الصندوق لواليته و المبلغ المدفوع باألرقام و الحروف‪.‬‬
‫ج‪ .‬الصناديق المسجدية‪ :‬تعتبر المساجد من أفضل الطرق التي يتم اعتمادها من طرف المزكين لذلك تم اعتماد مجموعة من اإلجراءات‪:‬‬
‫يتم وضع الملصقات الخاصة بحملة الزكاة على كل الصناديق التي توضع داخل المسجد‪ ،‬ويجب أن يكون كل صندوق بقفلين أحدهما إلمام‬
‫المسجد و اآلخر ألحد أكبر المزكين أو رئيس لجنة المسجد‪ ،‬ويتم وضع صندوق داخل المقصورة (لمن يحبذ أخد القسائم)‪ ،‬كما يعتمد دفتر‬
‫المحاضر األسبوعية لكل ما تم جمعه ويكون هذا الدفتر مرقما من طرف المديرية الوالئية للشؤون الدينية‪ ،‬ودفتر قسائم تحصيل الزكاة‬
‫يكون مرقما من طرف المديرية الوالئية للشؤون الدينية‪ ،‬ثم يتم دفع المبالغ المحصلة في الحسابات البريدية الوالئية عند نهاية كل أسبوع‬
‫من طرف اإلمام و أحد أكبر المزكين‪.‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)03‬تطور حصيلة زكاة المال و زكاة الفطر من ‪2003‬م إلى ‪2009‬م‪.‬‬
‫السنة‬
‫حصيلة زكاة المال‬
‫‪2003‬‬
‫‪2004‬‬
‫‪2005‬‬
‫‪2006‬‬
‫‪2007‬‬
‫‪2008‬‬
‫‪2009‬‬
‫المجموع‬
‫‪118 158 269,35‬‬
‫‪200 527 635,50‬‬
‫‪367 187 942,79‬‬
‫‪483 584 931,29‬‬
‫‪478 922 597,02‬‬
‫‪427 179 898,29‬‬
‫‪614 000 000,00‬‬
‫‪2 689 561274,24‬‬
‫األهمية‬
‫النسبية‬
‫‪4,3932‬‬
‫‪7,4558‬‬
‫‪13,652‬‬
‫‪17,98‬‬
‫‪17,807‬‬
‫‪15,883‬‬
‫‪22,829‬‬
‫‪100‬‬
‫حصيلة زكاة الفطر‬
‫‪57 789 028,60‬‬
‫‪114 986 744,00‬‬
‫‪257 155 895,80‬‬
‫‪320 611 684,36‬‬
‫‪262 178 602,70‬‬
‫‪241 944 201,50‬‬
‫‪270 000 000,00‬‬
‫‪1 524 666 156,96‬‬
‫األهمية‬
‫النسبية‬
‫‪3,7903‬‬
‫‪7,5418‬‬
‫‪16,866‬‬
‫‪21,028‬‬
‫‪17,196‬‬
‫‪15,869‬‬
‫‪17,709‬‬
‫‪100‬‬
‫‪2‬‬
‫المجموع‬
‫‪%‬‬
‫‪175 947 297,95‬‬
‫‪315 514 379,50‬‬
‫‪624 343 838,59‬‬
‫‪804 196 615,65‬‬
‫‪741 101 199,72‬‬
‫‪669 124 099,79‬‬
‫‪884 000 000,00‬‬
‫‪4 214 227 431,20‬‬
‫‪4,1751‬‬
‫‪7,4869‬‬
‫‪14,815‬‬
‫‪19,083‬‬
‫‪17,586‬‬
‫‪15,878‬‬
‫‪20,977‬‬
‫‪100‬‬
‫عرفت زكاة المال تزايد مع مرور السنوات فقد بلغت حصيلة صندوق الزكاة في أول سنة من تطبيقه ما نسبته )‪ (%4,39‬ثم ارتفعت بعدها‬
‫لتصل في‪ 2009‬إلى )‪ ،(%22 ,82‬أما زكاة الفطر فقد بلغت نسبتها سنة ‪ ( %3,79 ) 2003‬ثم ارتفعت بعدها لتصل إلى أقصى قيمة لها‬
‫سنة ‪ 2006‬محققة نسبة ) ‪ (% 21,02‬لتنخفض بعدها محققة نسبة (‪ )%17,709‬سنة ‪.2009‬‬
‫إن النتائج المسجلة تدل على أن ترسيخ مبدأ دفع الزكاة لمؤسسة وطنية تتكفل بصرفها على مستحقيها بدأ يلقى قبوال لدى المزكين‪ ،‬إلى أن‬
‫هذا االرتفاع يعد ضئيال مع ما يمكن تحقيقه لو دفع كل الجزائريين زكاتهم‪.‬‬
‫‪ .5.2‬توزيع الزكاة‪ :‬يشرع في هذه العملية بعد إعالن وزير الشؤون الدينية و األوقاف عن ذلك من خالل منشور وزاري تتلقاه اللجان‬
‫الوالئية للزكاة‪ ،‬و يتم التوزيع بطريقتين ‪:‬‬
‫األولى‪ :‬إذا لم تبلغ حصيلة الزكاة الحد األدنى لالستثمار المقدر بـ ‪ 5000000,00‬دج يكون التوزيع عن طريق الدعم المباشر كما يلي‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫ توزيع نسبة ‪ % 12,5‬على مصاريف تسيير صندوق الزكاة وتكون كاآلتي‪:‬‬‫ توزيع نسبة ‪ %87 ,5‬من الحصيلة على الفقراء‪.‬‬‫ ‪ %2‬منها توجه لمصاريف خدمات اللجنة الوطنية لصندوق الزكاة‪ %4 - .‬منها توجه لمصاريف خدمات اللجنة الوالئية لصندوق الزكاة‪.‬‬‫ ‪ %6‬منها توجه لمصاريف خدمات اللجان القاعدية لصندوق الزكاة‪.‬‬‫الثانية‪ :‬إذا بلغت الحصيلة ‪ 5000000,00‬دج فما فوق يكون التوزيع كما يلي‪:‬‬
‫‪ %50 -‬توجه للفقراء و المساكين‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ %12.5 -‬لمصاريف صندوق الزكاة‪.‬‬
‫‪ %37,5 -‬لتنمية حصيلة الصندوق‪.‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)04‬تنامي عدد العائالت الالتي تكفل بها صندوق الزكاة بعنوان القرض الحسن و زكاة الفطر‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫السنة‬
‫‪2003‬‬
‫‪2004‬‬
‫‪2005‬‬
‫‪2006‬‬
‫عدد المشاريع المفتوحة‬
‫‪234‬‬
‫‪253‬‬
‫‪466‬‬
‫‪857‬‬
‫‪%‬‬
‫‪6,22‬‬
‫‪6,81‬‬
‫‪12,4‬‬
‫‪22,8‬‬
‫عدد العائالت المستفيدات‬
‫‪21000‬‬
‫‪35500‬‬
‫‪53500‬‬
‫‪62500‬‬
‫معدل االستفادة (دج)‬
‫‪5600,00‬‬
‫‪6400,00‬‬
‫‪7000,00‬‬
‫‪7700,00‬‬
‫‪%‬‬
‫‪6,07‬‬
‫‪10,27‬‬
‫‪15,49‬‬
‫‪18,08‬‬
‫‪ .1‬مسدور فارس‪ ،)2004( ،‬تجربة صندوق الزكاة الجزائري‪ ،‬الملتقى الدولي لمؤسسات الزكاة في الوطن العربي ودورها في الفقر‪ ،‬جامعة سعد دحلب‪،‬‬
‫البليدة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.05‬‬
‫‪ .2‬موقع وزارة الشؤون الدينية و األوقاف‪ ، http://www.marw.dz :‬تقرير حول نشاط صندوق الزكاة الجزائري لسنة ‪2009‬م‪.‬‬
‫‪ .3‬المنشور الوزاري ‪ 139‬لسنة ‪ 2004‬الصادر من وزارة الشؤون الدينية و األوقاف‪.‬‬
‫‪ .4‬المنشور الوزاري رقم ‪ 53‬لسنة ‪ 2005‬الصادر من وزارة الشؤون الدينية و األوقاف‪.‬‬
‫‪ .5‬موقع وزارة الشؤون الدينية و األوقاف‪.http://www.marw.dz :‬‬
‫‪8‬‬
‫‪2007‬‬
‫‪2008‬‬
‫المجموع‬
‫‪30,51‬‬
‫‪21,28‬‬
‫‪100‬‬
‫‪1147‬‬
‫‪800‬‬
‫‪376000‬‬
‫‪22562‬‬
‫‪150598‬‬
‫‪345660‬‬
‫‪6,53‬‬
‫‪43,57‬‬
‫‪100‬‬
‫‪8000,00‬‬
‫‪15000,00‬‬
‫نالحظ من خالل الجدول أن نسبة القروض الحسنة في تزايد مستمر حيث وصلت إلى أعلى نسبة سنة ‪ 2007‬بـ (‪ )%30,51‬من عدد‬
‫المشاريع اإلجمالية لتتراجع في ‪ 2008‬محققة نسبة (‪ ،)%21,28‬بينما يتضح لنا من خالل الجدول أن عدد العائالت التي استفادت من‬
‫زكاة الفطر في تزايد كبير حيث ارتفع عدد العائالت المستفيدة من ‪ 21000‬عائلة سنة ‪ 2003‬محققة نسبة (‪ )% 6,7‬إلى ‪ 150598‬عائلة‬
‫سنة ‪ 2008‬محققة نسبة (‪ )% 43,57‬من إجمالي العائالت المستفيدات من الزكاة‪.‬‬
‫‪ .III‬دراسة مقارنة بين حصيلة الزكاة في والية تلمسان بالجزائر و حصيلة الزكاة بالوالية الشمالية والنيل األزرق بالسودان‪.‬‬
‫سنحاول في هذا الجزء من الدراسة مقارنة حصيلة صندوق الزكاة في والية تلمسان حيث يتم دفع الزكاة على أساس التطوع و حصيلة‬
‫الزكاة في كل من الوالية الشمالية والنيل األزرق و اللتان يتم جمع الزكاة بهما بمبدأ اإللزام‪ ،‬و ذلك و فق الجدول التالي لسنتي ‪ 2009‬و‬
‫‪.2010‬‬
‫‪1‬‬
‫الجدول رقم (‪ : )05‬دراسة مقارن بين مؤسسات الزكاة ومدى فعاليتها‪.‬‬
‫‪2009‬‬
‫الوالية‬
‫الوالية الشمالية‬
‫(السودان)‬
‫النيل األزرق (السودان)‬
‫تلمسان(الجزائر)‬
‫مجموع السكان‬
‫‪699069‬‬
‫حصيلة الزكاة بالعملة المحلية‬
‫‪8.384.518,00‬‬
‫حصيلة الزكاة بالدوالر‬
‫‪1.901.251,25‬‬
‫المساهمة الفردية‬
‫‪11,9938347‬‬
‫‪832112‬‬
‫‪949135‬‬
‫‪11.149.170,00‬‬
‫‪20.849.860,00‬‬
‫‪2.528.156,46‬‬
‫‪264189,812‬‬
‫‪13,398641‬‬
‫‪0,2783 4798‬‬
‫‪2010‬‬
‫الوالية‬
‫الوالية الشمالية (السودان)‬
‫النيل األزرق (السودان)‬
‫تلمسان(الجزائر)‬
‫مجموع‬
‫السكان‬
‫‪699069‬‬
‫‪832112‬‬
‫‪949135‬‬
‫حصيلة الزكاة بالعملة المحلية‬
‫‪9.048.317,00‬‬
‫‪18.639.629,00‬‬
‫‪20.045.260,00‬‬
‫حصيلة الزكاة‬
‫بالدوالر‬
‫‪2.051.772,56‬‬
‫‪4.226.673,24‬‬
‫‪253994,678‬‬
‫معدل النمو مقارنة ب‬
‫‪2009‬‬
‫‪7,9‬‬
‫‪67,2‬‬
‫‪3,8-‬‬
‫المساهمة‬
‫الفردية‬
‫‪12,9433818‬‬
‫‪22,4003848‬‬
‫‪0,211195035‬‬
‫نال حظ من خالل الجدول أن جميع الواليات التي تعتمد على الطابع اإللزامي في جمع الزكاة حققت معدالت نمو إجابيه مقارنة مع سنة‬
‫‪ 2009‬ماعدا والية تلمسان والتي تقوم بجمع الزكاة بطريقة غير رسمية حققت معدل نمو سالب قدر بـ (‪ ،)%3,8 -‬و قد حققت والية النيل‬
‫األزرق أكبر معدل نمو بـ (‪ )%67,2‬تليها الوالية الشمالية بمعدل قدره (‪ ،)%7,9‬و في األخير والية تلمسان‪ .‬مع العلم أن هذه النسب‬
‫محسوبة من الحصيلة المقيمة بالدوالر‪ .‬كما نالحظ أن عدد سكان والية تلمسان ‪ 949135‬نسمة و هو أكبر عدد مقارنة مع واليتي‬
‫السودان‪ ،‬لكن بالرغم من ذلك فقد حققت والية النيل األزرق أكبر حصيلة سنتي ‪ 2009‬و ‪ 2010‬تليها الوالية الشمالية مما يعني أن‬
‫مؤسسات الزكاة في السودان تتمتع بدرجة عالية من الفعالية‪ ،‬و في األخير والية تلمسان بدرجة فعالية ضعيفة مقارنة مع الواليات‬
‫األخرى‪ .‬أما فيما يخص المساهمة الفردية فقد بلغت ‪ 13,39‬دوالر سنة ‪ 2009‬و ‪ 22,40‬دوالر سنة ‪ 2010‬في والية النيل األزرق‪ ،‬و‬
‫‪ 11,99‬دوالر سنة ‪ 2009‬و ‪ 12,94‬دوالر سنة ‪ 2010‬في الوالية الشمالية‪ ،‬أما والية تلمسان فقد بلغ متوسط المساهمة ‪ 0,27‬دوالر سنة‬
‫‪ 2009‬و‪ 0,21‬دوالر في ‪.2010‬‬
‫من خالل التمعن في كل من ديوان الزكاة السوداني الذي يتعامل بصبغة رسمية من خالل جبر األفراد على دفع الزكاة إلى الديوان‪ ،‬و‬
‫صندوق الزكاة في الجزائر الذي ال يزال في مرحلة التجربة باعتبار أنه يتعامل بصبغة غير رسمية أي عدم إلزامية الزكاة على األفراد‬
‫اللذين يدفعونها بحرية تامة سواء إلى الصندوق أو إلى الفقراء أو إلى أقربائهم‪...‬الخ‪ ،‬يظهر الفرق جليا بين مؤسسات الزكاة من حيث‬
‫الفعالية ففي الجزائر هناك عدد كبير من المسلمين الذي يقدر بـ ‪ 35244000‬مليون نسمة بنسبة ‪ ،%99‬أما في السودان يقدر العدد بـ‬
‫‪ 27370000‬مليون نسمة بنسبة ‪ ،%70‬يتضح من خالل هذه األرقام أن الكثافة السكانية ليس لها أي دور في حصيلة الزكاة بل العبرة فيما‬
‫يمكن أن يساهم به الفرد ففي الجزائر تعد مساهمة الفرد ضئيلة جدا و التي لم تصل حتى إلى دوالر واحد و هذا ناجم عن التطبيق غير‬
‫الرسمي للزكاة من خالل حرية األفراد في دفع الزكاة و عدم تعرضهم للعقوبات الالزمة المتناعهم عن دفعها إلى صندوق الزكاة هذه‬
‫المؤسسة التي الزالت في مرحلة التجربة و رغم إعطائها بعد حكومي من خالل عرض الحصيلة على رئيس الجمهورية و البرلمان إلى‬
‫أنها الزالت تتعامل بصيغة غير رسمية‪ ،‬على عكس ديوان الزكاة في السودان هذه الدولة التي يوجد فيها عدد سكان قليل مقارنة مع‬
‫الجزائر إلى أن مساهمة الفرد في الحصيلة اإلجمالية أكبر من مساهمة الجزائريين‪ ،‬هذا ناجم عن الطابع الرسمي الذي يتعامل به ديوان‬
‫الزكاة السوداني من خالل جبر األفراد على دفع الزكاة إلى الديوان‪.‬‬
‫على اعتبار أن التنمية في اإلسالم والتي لم يتعرف على معناها الحقيقي النظام التقليدي إال حديثا تعنى بتنمية اإلنسان لكي يساهم و بشكل‬
‫فعال في تفعيل التنمية الشاملة‪ ،‬فاإلنسان في اإلسالم هو محور التنمية ألنه هو المنتج و هو المستهلك‪ ،‬هو صاحب المشروع و هو العامل‪،‬‬
‫لذلك يهتم اإلسالم بإنشاء اإلنسان الصالح ليؤدي دوره في العملية التنموية‪ ،‬فقد قام ديوان الزكاة بدعم المجال الصحي من خالل عالج عدد‬
‫من األسر و حصولهم على التأمين الصحي‪ ،‬دعم البحث العلمي من خالل كفالة طالب الجامعات‪ ،‬دعم خدمات المياه‪ ،‬كما قام بتمليك‬
‫مجوعة من المشاريع االستثمارية سواء من خالل تمليك األغنام‪ ،‬البقر و اإلبل الحلوب و الوالدة لألسر الفقيرة بهدف دعم القطاع الزراعي‬
‫والحيواني أو من خالل تنفيذ عدد من المشاريع للحرفيين والتجار‪ ...‬كما تعتمد في ذلك التجربة الجزائرية وكما رأينا من خالل‬
‫‪ .1‬نظارة الشؤون الدينية و األوقاف بوالية تلمسان و موقع ديوان الزكاة السوداني‪www.Zakat-sudan.org :‬‬
‫‪9‬‬
‫اإلحصائيات على تجربة القرض الحسن هذا ما يؤدي إلى خلق مناصب شغل جديدة جراء إنشاء مؤسسات صغيرة ومتوسطة كما أن‬
‫صرف الزكاة على الفقراء والمساكين يؤدي إلى ارتفاع الميل الحدي والمتوسط لالستهالك للعائالت المستفيدة من هذا المصرف هذا ما‬
‫يؤدي إلى إنفاق كامل دخلها مما سيؤدي إلى زيادة الطلب الكلي‪ ،‬زيادة هذا األخير في الفترة القصيرة يؤدي إلى ارتفاع األسعار بسبب عدم‬
‫تحقق حالة التوظيف الكامل هذا ما سيحفز المنتجين على زيادة اإلنتاج من السلع االستهالكية لتلبية الطلب المتنامي بهدف زيادة أرباحها‬
‫مما يزيد الطلب على استخدام عناصر اإلنتاج المتمثلة في العمل و رأس المال و بالتالي زيادة الطلب على العمل عند إذن تنخفض معدالت‬
‫البطالة باإلضافة إلى زيادة األجور و انخفاض معدالت الفقر‪ ،‬كما يعمل سهم الغارمين على إنعاش المؤسسات المعرضة لإلفالس أو‬
‫المعلنة إفالسها مما يؤدي إلى عودة العمال إلى مناصب عملهم‪ ،‬وسهم العاملين عليها الذي يقوم بزيادة مردودية الوظيف العمومي‪.‬‬
‫إذن يؤدي التطبيق الرسمي للزكاة إلى التأثير في المتغيرات االقتصادية واالجتماعية محققة التنمية‪.‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫تمثل فريضة الزكاة إحدى األسس التي ينهض بها المجتمع و هي من أقوى العوامل في تحقيق األخوة اإليمانية بين الناس والتكافل‬
‫االجتماعي والتنمية االقتصادية‪ ،‬إذا أحسنا تفعيلها كما يقول علماء االقتصاد‪ ،‬و ال يتم تحقيق ذلك إال اذا قامت الدول اإلسالمية بتطوير‬
‫العمل المؤسسي الرسمي لمؤسسات الزكاة من خالل االلتزام الرسمي بدفع هذه الفريضة الدينية بحيث تم مالحظة الفرق سابقا بين كل من‬
‫ديوان الزكاة السوداني و صندوق الزكاة الجزائري‪ ،‬فالجزائر بحاجة إلى وضع قانون متطور ينظم الزكاة و وضع الضوابط الكفيلة بأدائها‬
‫لتؤدي دورها في المجتمع اإلسالمي بما يكفل تحقيق أهدافها و مقاصدها باعتبارها فريضة شرعية إلى أننا ال يمكن أن نهمل ما وصل إليه‬
‫هذا الصندوق من إنجازات عند دخوله المعادلة الدولية سواء من خالل التعاون مع البنك اإلسالمي للتنمية‪ ،‬أو من خالل مشاركته في حملة‬
‫دعم ضحايا اإلرهاب الصهيوني في غزة‪ ،‬حيث عزم الصندوق بالتبرع بربع حصيلة ‪1430‬هـ‪ ،‬إذن هو بحاجة إلى تنظيم مؤسساتي‬
‫عقالني لتفعيل دوره االقتصادي واالجتماعي‪.‬‬
‫المراجـع‬
‫الكتـب‪:‬‬
‫‪ .1‬أمداني بن بلغيث‪ ،‬أ‪.‬محمود فوزي شعولي‪ ،)2009( .‬تقييم تجربة صندوق الزكاة في الجزائر دراسة إحصائية على مدينة ورقلة‪ .‬من‬
‫كتاب مؤسسات الزكاة في الوطن العربي‪ .‬عمان‪ :‬مكتبة المجتمع العربي‪.‬‬
‫‪ .2‬د‪ .‬محمد عبد الحميد محمد فرحان‪ .)2010( .‬مؤسسات الزكاة و تقييم دورها االقتصادي‪ .‬عمان‪ :‬دار الحامد للنشر و التوزيع‪.‬‬
‫‪ .3‬أ‪ .‬د‪ .‬مندر قحف‪ .)1995( .‬المواد العلمية لبرنامج التدريب على تطبيق الزكاة في المجتمع اإلسالمي المعاصر‪ .‬البنك اإلسالمي‬
‫للتنمية‪ ،‬المعهد اإلسالمي للبحوث و التدريب‪.‬‬
‫‪ .4‬د‪ .‬نادية حسن محمد عقل‪ .)2011( .‬نظرية التوزيع في االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬دراسة تأصيلية تطبيقية‪ .‬األردن‪ :‬دار النفائس للنشر و‬
‫التوزيع‪.‬‬
‫‪ .5‬أ‪ .‬د‪ .‬صالح صالحي‪ .)2006( .‬المنهج التنموي البديل في االقتصاد اإلسالمي‪ .‬القاهرة‪ :‬دار الفجر للنشر و التوزيع‪.‬‬
‫‪ .6‬د‪ .‬غازي عناية‪ .)1989( .‬االستخدام الوظيفي للزكاة في الفكر االقتصادي اإلسالمي‪ .‬بيروت ‪ :‬دار الجيل للنشر و التوزيع‪.‬‬
‫المؤتمرات‪:‬‬
‫‪ .1‬بوعالم بن جياللي‪ ،‬محمد العلمي‪ .)1990( .‬اإلطار المؤسسي للزكاة‪ ،‬أبعاده و مضامينه‪ .‬واقع المؤتمر الثالث للزكاة المنعقد في‬
‫كوااللمبور بماليزيا‪ .‬البنك اإلسالمي للتنمية المعهد اإلسالمي للبحوث و التدريب‪.‬‬
‫‪ .2‬محمد علي القري‪( .‬من‪ 10-31‬الى ‪ .) 1998/11/01‬بحث بعنوان‪ :‬الزكاة كأداة لتنمية الفقراء و المساكين‪ .‬المؤتمر العالمي الخامس‬
‫للزكاة‪ ،‬مؤسسات الزكاة واستيعاب متغيرات القرن الواحد والعشرين‪ ،‬الكويت‪.‬‬
‫‪ .3‬مسدور فارس‪ .)2004( .‬تجربة صندوق الزكاة الجزائري‪ .‬الملتقى الدولي لمؤسسات الزكاة في الوطن العربي ودورها في الفقر‪.‬‬
‫الجزائر ‪ :‬جامعة سعد دحلب البليدة‪.‬‬
‫‪ .4‬د‪ .‬سامي نجدي رفاعي‪ .)1983( .‬دراسة تحليلية آلثار تطبيق فريضة الزكاة‪ ،‬المنهج االقتصادي في اإلسالم بين الفكر و التطبيق‪.‬‬
‫المؤتمر العلمي السنوي الثالث‪ .‬القاهرة‪ :‬المنصورة‪.‬‬
‫الرسائل العلمية‪:‬‬
‫‪ .1‬حمداني نجاة‪ .)2010( .‬المالية العامة في االسالم ‪-‬أهمية صندوق الزكاة كمؤسسة إسالمية في التنمية االقتصادية‪ .‬رسالة ماجستير‪.‬‬
‫جامعة أبي بكر بلقايد بتلمسان الجزائر‪.‬‬
‫اإلنترنيت‪:‬‬
‫الموقع اإللكتروني لوزارة الشؤون الدينية و األوقاف‪www.marw.dz :‬‬
‫الموقع اإللكتروني لديوان الزكاة في السودان‪www.Zakat-sudan.org :‬‬
‫‪10‬‬