إدارة المخاطر و بازل – 2نظرة إقليمية إعداد سامر جنود مقدمة – لقد شهدت الصناعة المصرفية خالل العقدين الماضيين الكثير من التطورات والتغيرات نتيجة للتقدم التكنولوجي المتسارع وكذلك إلى بروز العديد من المنتجات المالية الجديدة التي تقدمها البنوك ،مما وضع الصناعة المصرفية أمام تحديات كبيرة. – إن الصناعة المصرفية أصبحت عرضه للعديد من المخاطر مثل مخاطر سعر الفائدة وأسعار الصرف ومخاطر السيولة والمخاطر التشغيلية وغيرها من المخاطر ،األمر الذي قد يهدد سالمة واستقرار هذه البنوك. – لذلك فإن موضوع إدارة المخاطر أصبح يلقي اهتماماً كبيراً من الجهات الرقابية ألن سالمة وقوة البنوك مهمة للنمو االقتصادي وكذلك الستقرار النظام المالي. ويتمثل اهتمام السلطات الرقابية بموضوع إدارة المخاطر بتغيير النهج في الرقابة إذ أصبحت تركز على المخاطر المستقبلية المحتملة التي تهدد وضع البنك المالي. 2 – وقد جاء هذا التوجه كمحاولة للتعامل مع نقاط الضعف التي قد تظهر في أنظمة الضبط والرقابة ،والتي قد تؤثر سلباً على أداء البنك مستقبالً. – لقد أصبح بمقدور البنوك في ضوء المبتكرات المالية الحديثة التخلص من أو شراء القروض عن طريق التوريق – أي بيع وشراء المخاطر – حيث أنه لم تعد البنوك تقوم باالحتفاظ بالقروض حتى موعد االستحقاق بل أخذت تعتمد استراتيجية االحتفاظ بخليط من الموجودات في ضوء بيئة االئتمان السائدة ،ظروف السوق والفرص االستثمارية. – قد ساعدت هذه اآلليات المبتكرة على تحقيق البنوك لعوائد ،كذلك مكنت البنوك من تنويع مصادر ايراداتها .وفي ذات الوقت ترتب على هذا الوضع بروز بعض المشاكل لدى العديد من المصارف العالمية .ومن الشواهد الحديثة على هذه المشاكل ما حدث لبعض المصارف في أمريكا بسبب مشكلة الرهن العقاري وتبعات ذلك على اقتصاد تلك الدولة بشكل خاص وعلى اقتصادات العالم بشكل عام. 3 – إن هذه االحداث تدل وبال شك على أن قياس وإدارة المخاطر ال تعني بالضرورة عدم احتمالية حدوث مشاكل مالية بل أنها تبين الحاجة إلى المزيد من الجهد من أجل تقوية وتمتين أسس الرقابة وخاصة تلك المتعلقة بالمخاطر .وتقع هذه المهمة على عاتق كل من مجلس إدارات البنوك والجهات الرقابية على حد سواء إذ أن مهمة تقوية أنظمة الرقابة على المخاطر يجب أن تكون تكاملية ما بين البنوك والجهات الرقابية. 4 أنواع المخاطر أما أهم هذه األنواع من المخاطر التي قد تنشأ فهي: مخاطر اإلقراض Credit Risk مخاطر السيولة Liquidity Risk مخاطر سعر الفائدة Interest Rate Risk مخاطر سعر الصرف Foreign Exchange Risk مخاطر السعر Price Risk مخاطر التشغيل Operational Risk مخاطر التنظيم Regulatory Risk 5 مخاطر االقراض – هي المخاطر الحالية أو المستقبلية التي يمكن أن تتأثر بها إيرادات البنك ورأسماله والناجمة عن عدم قيام العميل بالوفاء بالتزاماته تجاه البنك بالوقت المناسب. – تعتبر القروض هي أهم مصادر مخاطر اإلقراض ،ويذكر أن مخاطر اإلقراض موجودة في نشاطات البنك سواء كانت داخل الميزانية أو خارجها. – إن وجود إدارة مخاطر إقراض قوية هي حاسمة بالنسبة إلى استقرار البنك .هذا ويتحمل مجلس اإلدارة المسؤولية في الموافقة على استراتيجيات مخاطر اإلقراض وعلى مراجعتها وكذلك على سياسات اإلقراض في البنك. – بالمقابل تتحمل إدارة البنك العليا المسؤولية في تنفيذ السياسات الموافق عليها من مجلس اإلدارة وعلى ضرورة تطوير السياسات واإلجراءات سبيالً لتحقيق إدارة فاعلة لمخاطر اإلقراض. 6 – كذلك تقع على إدارة البنك العليا المسؤولية في إيجاد فريق إداري مناسب من أجل ضمان أن منح القرض تم بطريقة جيدة كذلك وجود إجراءات لقياس المخاطر الكلية وهناك أنظمة ضبط ورقابة داخلية قوية. – من األمور األخرى أيضاً الواجب توفرها هي أنظمة معلومات متطورة لمراقبة محفظة القروض في البنك وذلك لضمان أن القروض يتم تسديدها وفي حال عدم التسديد يتم تصنيفها بشكل جيد. – من العناصر المهمة في إدارة مخاطر اإلقراض هو فحص اإلجهاد .Stress Test ويتضمن هذا الفحص قياس مدى مقدرة البنك على تحمل األحداث ذات التأثير السلبي على محفظة قروض البنك .وهذا يتطلب من البنوك ضرورة وجود أنظمة رقابية داخلية قوية ،لتمكين مجلس اإلدارة من معرفة إن كان هناك رقابة مخاطر فعالة قائمة في البنك. 7 – تتمثل مخاطر االقراض يعدم القدرة أو الرغبة للعميل لمقابة التزاماته .وهناك عامالن لهذه المخاطر أحدهما خارجي واآلخر داخلي .أما الخارجي فيتمثل بالظروف االقتصادية ،التأرجح الكبير في أسعار البضائع واالسهم ،أسعار الصرف ،أسعار الفائدة ،القيود التجارية ،المقاطعة االقتصادية ،السياسات الحكومية وإلى ما غير ذلك. – أما العوامل الداخلية التي تسبب مخاطر االقراض فهي قصور في سياسات االقراض وإدارتها، غياب الحدود الحصيفة للتركز ،عدم وجود حدود لصالحيات ضابط االرتباط ،قصور في تقييم الوضع المالي للعميل ،االعتماد الكبير على الضمانات وعدم كفاية تسعير المخاطر ،غياب اآللية مراجعة الديون وإلى ما غير ذلك. – إن إدارة المخاطر االقراض يجب أن تلقي العناية الكافية من اإلدارة وهذا يتمثل في اآلتي: • قياس مخاطر االقراض من خالل تصنيف الديون .Credit Rating • تسعير المخاطر على أسس علمية. • ضبط المخاطر من خالل مراجعة الديون وإدارة المحفظة. • تقدير المخاطر من خالل تقدير الخسائر المحتملة وغير المحتملة. • إن عملية إدارة المخاطر يجب أن تكون متضمنة في سياسة القروض لدى البنك وموافق 8 عليها من قبل مجلس اإلدارة. أدوات إدارة مخاطر االقراض .1صالحيات الموافقة على القرض. .2الحدود الحصيفة .Prudential Limits • استحداث مؤشر مثل نسبة القروض إلى حقوق الملكية ،نسب الربحية ،نسبة تغطية خدمة الدين. • حدود االقراض للمقترض الواحد أو لمجموعة من المقترضين. • الحد االقصى القراض قطاع ما. • االطالع على وضع Maturity Profileلحجم الديون. 9 تصنيف المخاطر االقراضيةRisk Rating : – على كل بنك أن يكون لدية نظام لتصنيف المخاطر بحيث يكون كأداة يستخدمه البنك التخاذ القرارات االقراضية. – أن يتصف نظام تصنيف المخاطر بالمتانة بحيث يشمل التحليل المالي ،التنبؤ ودراسة الحساسية ومخاطر القطاع واالدارة. – أن يتم إجراء تقييم المخاطر بشكل دوري كأن يكون بشكل ربع سنوي أو نصف سنوي. 10 تسعير المخاطرRisk Pricing : – يعتبر تسعير العائد-المخاطر هي االساس في إدارة المخاطر .وفي هذا االطار فإن العميل الذي يصنف على أنه عال المخاطر يجب أن يكون التسعير لهذا العميل عال أيضاً. – على البنوك ان يكون لديها أنظمة علمية لتسعير مخاطر االقراض والتي يجب أن تنعكس على احتمالية الفشل المتوقعة أو عدم الدفع. – إن احتمالية عدم الدفع يمكن أن يتم اشتقاقها من السلوك السابق لمحفظة القروض والتي هي دالة لمخصصات الديون والديون المعدومة آلخر خمس سنوات. 11 – على البنوك أن تقام ببناء قاعدة معلومات عن نوعية المحفظة والمخصصات والديون المعدومة حتى تستطيع هذه البنوك تسعير المخاطر .وهناك عوامل أخرى تؤثر على تسعير المخاطر مثل قيمة الضمان ،قوى السوق ،فرص االستثمار المستقبلية ،حجم مخاطر القطاع الواحد ،وغيرها. – على البنوك أن تلتزم بالمرونة في إعادة النظر في تسعير المخاطر الناجمة عن تغيير التصنيف Ratingأو التغير في قيمة الضمان عبر الزمن. – بعض البنوك أخذت تستخدم ما يسمى العائد المعدل بالمخاطر على رأس المال RAROC من أجل تسعير القروض بحيث أن البنك يقوم بتخصيص رأس المال للقرض بناء على المخاطر المتوقعة عن هذا القرض .وبالمقابل فإن البنك يطلب عائد عالي من هذا المقترض لتغطية الخسائر المحتملة.Risk Adjusted Return on Capital : 12 إدارة المحفظةPortfolio Management : – على البنك أن يقوم بمتابعة نوعية محفظة القروض لديه وذلك بمتابعة تغيير تصنيف العمالء أو انتقال العمالء من تصنيف إلى آخر .وهذا يتطلب طبعاً أن يتم إعادة النظر في التصنيف بشكل ربعي أو نصف سنوي. – يمكن للبنك أن يهتم باالمور التالية من أجل مراقبة نوعية المحفظة: • تحديد حجم االئتمان حسب التصنيف (العمالء). • دراسة توزيع تصنيف العمالء حسب القطاعات. • يتم تقييم مخاطر القطاع الواحد بناء على دراسة توزيع العمالء في هذا القطاع. • عمل مراجعة سريعة للمحفظة ،وعمل فحص جهد ووضع سيناريوهات عندما يكون هناك تغيير سريع في الظروف االقتصادية. • إعادة النظر في حدود االئتمان الممنوحة للعمالء عبر الزمن. 13 مراجعة القروضLoan Review : – – – تعتبر عملية مراجعة القروض من أهم الآلليات التي تستخدم لتقييم نوعية المحفظة وبالتالي إجراء تحسينات على إدارة هذه المحفظة. على البنوك أن تستخدم هذه اآللية في الحسابات أو القروض الكبيرة بحيث تتم مراجعة هذه القروض من حيث فاعلية إدارة هذه القروض ،مدى مصداقية عملية التصنيف ،تقييم المخصصات ،نوعية المحفظة .....ألخ. إن نطاق ودرجة تعقيد عملية مراجعة الديون يعتمد على حجم البنك ،طبيعة العمليات ومن مهام مراجعة الديون ما يلي: • بيان القروض التي يشوبها نوعاً من الضعف التخاذ اإلجراءات التصحيحية المناسبة. • تقييم نوعية المحفظة واستبعاد أو فصل المشاكل المحتملة. • معرفة مدى كفاية حجم المخصصات. • تقييم مدى االلتزام بالسياسات واالجراءات المتبعة في البنك. • تزويد اإلدارة العليا للبنك بمعلومات عن إدارة القروض ،تقييم المخاطر وغيرها. 14 – على البنوك وضع سياسة لمراجعة القروض يتم مراجعتها سنوياً بحيث تغطي ما يلي: • المؤهالت واالستقاللية .Qualification & Independence • نطاق وتوقيت المراجعة .Frequency & Scope of Reviews • عمق المراجعة .Depth of Reviews بحيث ترتكز على ما يلي: • الموافقة على منح القروض. • دقة وتوقيت عملية التصنيف الموضوعة من قبل ضابط القروض. • مدى االلتزام بالسياسات الداخلية واالجراءات وباالنظمة والقوانين ذات الصلة. • مدى كفاية التوثيق. • نوعية المحفظة. • توصيات من أجل تحسين نوعية المحفظة. 15 مخاطر السيولة – هي المخاطر الحالية والمستقبلية التي لها تأثير على إيرادات البنك ورأس ماله الناشئة عن عدم مقدرة البنك لمقابلة التزاماته عند استحقاقها بدون تكبد خسائر غير مقبولة. – تظهر مخاطر السيولة عندما ال يكون حجم السيولة لدى البنك كافية لمقابلة االلتزامات. إن المتطلبات المسبقة إلدارة مخاطر السيولة تتضمن وجود مجلس إدارة يعرف ما يدور حول هذا الموضوع،إدارة قادرة ،وموظفين لديهم الخبرة المناسبة وإجراءات وأنظمة فاعلة. – تقع مسؤولية ضمان سيولة كافية في البنك على مجلس إدارته واإلدارة العليا وبالتالي على البنك إعداد سياسات شاملة للسيولة تأخذ بعين االعتبار النشاطات داخل الميزانية وكذلك النشاطات خارج الميزانية. 16 – على البنك توفير اإلجراءات والسياسات المناسبة المتعلقة بالسيولة كذلك العمل على وضع الحدود المناسبة التي تتناسب وحجم البنك ودرجة تعقيدات نشاطاته .كذلك من األهمية بمكان توفر نظام لقياس ومراقبة مخاطر السيولة. – كذلك على البنوك إيجاد أنظمة تمكنهم من معرفة مخاطر السيولة مقدماً حتى يتم اتخاذ اإلجراءات المناسبة لتصويب الوضع. – يتوجب أيضاً أن يكون لدى البنوك أنظمة معلومات قادرة على التقاط المعلومات الالزمة لقياس أو مراقبة وضبط مخاطر السيولة الحالية والمستقبلية وتزويد إدارة البنك بالتقارير الالزمة بهذا الخصوص. 17 مخاطر سعر الفائدة – هي المخاطر الحالية أو المستقبلية التي لها تأثير سلبي على إيرادات البنك ورأسماله الناتجة عن التغيرات المعاكسة في سعر الفائدة. – إن مخاطر سعر الفائدة الكبيرة يمكن أن تشكل تهديد كبير لقاعدة األرباح ورأس المال بالنسبة إلى البنك .إن الهدف الرئيسي من إدارة مخاطر سعر الفائدة هو اإلبقاء على مستويات مقبولة بالنسبة على البنك. – إن المسؤولية تقع على مجلس اإلدارة لفهم طبيعة ومستوى مخاطر سعر الفائدة والتأكد من أن إدارة البنك تقوم بالخطوات الالزمة من أجل تعريف ،قياس ومراقبة وضبط هذه المخاطر. – كذلك يجب أن يتوفر لدى البنوك السياسات لواضحة واإلجراءات الالزمة للحد من مخاطر سعر الفائدة. 18 – كذلك يجب أن يكون هناك فحص اإلجهاد لمعرفة الظروف التي يمكن أن يتأثر بها البنك نتيجة للتغيرات في سعر الفائدة باإلضافة إلى وجود أنظمة معلومات قادرة على تزويد اإلدارة في التقارير الالزمة في الوقت المناسب. – على البنوك أن يكون لديها أنظمة رقابة لضمان مصداقية إدارة مخاطر سعر الفائدة لديها .وأن تكون هذه األنظمة جزء ال يتجزأ من أنظمة الرقابة الكلية لدى البنك. 19 مخاطر السعر – هي المخاطر التي تتمثل في إمكانية تكبد البنك لخسائر نتيجة للتغيرات المعاكسة في األسعار السوقية وتنشأ من التذبذبات في المراكز المأخوذة في أسواق السندات، األسهم ،العمالت والبضائع. – على البنوك أن تحتفظ بسياسات مكتوبة تحكم االتجار باألسهم .وبشكل عام يجب أن تعكس السياسات قدرة تحمل مجلس اإلدارة واإلدارة العليا للمخاطر المتنوعة الناشئة من نشاطات االتجار واالستثمار. – إن قياس مخاطر السعر هي مهمة من أجل فهم الخسائر المحتملة وبالتالي تطمين اإلدارة بأن الخسائر المحتملة الناتجة عن التغيرات المتعاكسة سوف ال تؤدي إلى نفاذ رأس مال البنك .وهذا يتطلب توفر أنظمة معلومات من أجل إدارة مخاطر السعر ولضمان االلتزام مع الحدود الموصوفة. – كذلك على المدقق الداخلي أن يضمن من أن اإلدارة تلتزم بالسياسات واإلجراءات الموضوعة للتعامل مع مخاطر السعر وكذلك أن اإلجراءات المحاسبية على مستوى عال من الدقة والسرعة والكمال. 20 مخاطر سعر الصرف – هي المخاطر الحالية والمستقبلية التي قد تتأثر بها إيرادات البنك ورأس ماله نتيجة للتغيرات المغايرة في حركة سعر الصرف .وتتمثل احتمالية الخسارة من إعادة تقييم مركز مأخوذ بالعملة المحلية مقابل عمالت أجنبية. – إن مجلس اإلدارة وإدارة البنك هي المسؤولة عن انكشاف البنك لمثل هذه المخاطر وبالتالي يجب توفر سياسات واضحة في البنك تحكم مثل هذه النشاطات .كذلك يجب أن تتضمن السياسات الحدود التي يتقبلها مجلس إدارة البنك بخصوص هذا النوع من المخاطر. – إن قياس مخاطر سعر الصرف على درجة كبيرة من األهمية من أجل فهم الخسائر المحتملة التي قد يتعرض لها البنك وبالتالي على اإلدارة أن تتعهد بأن خسائر سعر الصرف في حال حدوثها لن يكون لها ذلك األثر المدمر ألرباح البنك. – بطبيعة الحال ال بد من توفر أنظمة معلومات إلدارة مخاطر سعر الصرف ولضمان االلتزام بالحدود المقبولة لهذا النوع من المخاطر .كذلك يجب أن يتم مراجعة هذه المخاطر من قبل أنظمة الرقابة الداخلية في البنك. 21 المخاطر التشغيلية – هي المخاطر الناجمة عن ضعف في الرقابة الداخلية أو ضعف في األشخاص واألنظمة أو حدوث ظروف خارجية .أن مخاطر الخسارة الناتجة عن احتمالية عدم كفاية أنظمة المعلومات ،فشل تقني ،مخالفة أنظمة الرقابة ،االختالس ،كوارث طبيعية تؤدي جميعها إلى خسائر غير متوقعة. – يجب على مجلس إدارة البنك وإدارته العليا ضمان وجود إطار فعّال إلدارة هذا النوع من المخاطر ويتضمن ذلك هيكل تنظيمي واضح يبين الصالحيات واألدوار والمسؤوليات لكافة مكونات إدارة المخاطر التشغيلية وكذلك توفر أدوات دعم من أجل تعريف وتقييم وضبط المخاطر الرئيسة. – يجب أن يكون لدى البنك سياسات وإجراءات من أجل ضبط أو التقليل من المخاطر التشغيلية. – كذلك على البنك أن يحدد ويقيم المخاطر التشغيلية بالكامل والتي يمكن أن تتواجد في مختلف نشاطات البنك .كما يجب أن تكون هناك مراقبة ومتابعة مستمرة من أجل ضبط هذه المخاطر. 22 مخاطر السمعة – احتمالية انخفاض إيرادات البنك أو قاعدة عمالئه نتيجة لترويج إشاعات سلبية عن البنك ونشاطاته ،هذه المخاطر هي نتيجة لفشل البنك في إدارة أحد أو كل أنواع المخاطر التي تم ذكرها. – على مجلس اإلدارة أن يتعامل مع مخاطر السمعة ،ويظهر أن هذا النوع هو تحت السيطرة من أجل الحفاظ على سالمة ومتانة البنك. – على إدارة البنك أن يكون لديها فهم كامل بكل مكونات مخاطر السمعة وأن يكون لديها االلتزام بالتقيد بكافة القوانين واألنظمة. – على إدارة البنك أن تكون على معرفة تامة بمكامن مخاطر السمعة وكذلك مصادر هذه المخاطر وأن يكون لديها أنظمة وإجراءات وسياسات قادرة على اكتشاف والتعامل مع مخاطر السمعة. 23 المخاطر التنظيمية – تنشأ هذه المخاطر عن عدم االلتزام باإلرشادات التنظيمية .إن هذه المخاطر هي المخاطر الحالية والمستقبلية التي تؤذي أرباح البنك ورأسماله نتيجة لعدم تقيد البنك باألنظمة والقوانين والمعايير الصادرة عن السلطات الرقابية من وقت آلخر. – إن هذا النوع من المخاطر يعرض البنك لغرامات مالية وربما مخاطر السمعة وبالتالي التأثير على نشاطات البنك بشكل عام. – مما سبق يتضح أنه يجب أن يتوفر لدى البنك برامج معينة للتعامل مع كل هذه المخاطر ولكن بغض النظر على الطريقة التي يتم إدارة بها كل نوع من أنواع هذه المخاطر ،ال بد من توافر األمور التالية كأهم ركائز إلدارة المخاطر. 24 خطوات إدارة المخاطر أ -تحديد المخاطر – من أجل إدارة المخاطر ال بد ابتداءاً من تحديدها .كل منتج أو خدمة يقدمها البنك ينطوي عليها عدة مخاطر .على سبيل المثال هناك أربعة أنواع من المخاطر في حالة منح قرض وهذه المخاطر هي :مخاطر اإلقراض ،مخاطر سعر الفائدة ،مخاطر السيولة ومخاطر تشغيلية. – إن تحديد المخاطر يجب أن تكون عملية مستمرة ويجب أن تفهم المخاطر على مستوى كل عملية وعلى مستوى المحفظة ككل. 25 ب -قياس المخاطر – بعد تحديد المخاطر المتعلقة بنشاط معين ،تكون الخطوة الثانية هي قياس هذه المخاطر حيث أن كل نوع من المخاطر يجب أن ينظر إليه بإبعاده الثالثة وهي حجمه، مدته ،واحتمالية الحدوث لهذه المخاطر. – إن القياس الصحيح والذي يتم في الوقت المناسب على درجة كبيرة من األهمية بالنسبة إلى إدارة المخاطر. 26 ج -ضبط المخاطر – بعد تحديد وقياس المخاطر تأتي الخطوة الثالثة وهي ضبط هذه المخاطر حيث هناك ثالثة طرق أساسية لضبط المخاطر المهمة وذلك على األقل لتجني نتائجهم العكسية، وهي تجنب أو وضع حدود على بعض النشاطات ،تقليل المخاطر أو إلغاء أثر هذه المخاطر .Offsetting – إن على اإلدارة أن توازن ما بين العائد على المخاطر وبين النفقات الالزمة لضبط هذه المخاطر .على البنوك أن تقوم بوضع حدود للمخاطر من خالل السياسات والمعايير واإلجراءات التي تبين المسؤولية والصالحية. 27 د -مراقبة المخاطر – على البنوك أن تعمل على إيجاد نظام معلومات قادر على تحديد وقياس المخاطر في دقة ،وبنفس األهمية يكون قادر على مراقبة التغيرات المهمة في وضع المخاطر لدى البنك. – على سبيل المثال لو توقف عميل ما عن الدفع فهذا يجب أن يظهره نظام المعلومات وكذلك فإن توقف العميل عن الدفع يترتب عليه حرمان البنك من هامش الربح أيضاً على هذا القرض ،وبالتالي فإن نظام المعلومات الذي يعكس التغير في سعر الفائدة كي يعوض البنك على فقدان العائد من هذا القرض على أهمية كبيرة بالنسبة إلى البنك. – بشكل عام فإن الرقابة على المخاطر تعني تطور أنظمة التقارير في البنك التي تبين التغيرات المعاكسة في وضع المخاطر لدى البنك وما هي االستعدادات المتوفرة لدى البنك للتعامل مع هذه المتغيرات. 28 العناصر الرئيسة في إدارة المخاطر إن إدارة المخاطر لكل مؤسسة مالية يجب أن يشتمل على العناصر الرئيسة التالية: أ -رقابة فاعلة من قبل مجلس االدارة واالدارة العليا – تتطلب إدارة المخاطر إشراف فعلي من قبل مجلس اإلدارة واإلدارة العليا ويجب على مجلس اإلدارة اعتماد أهداف ،واستراتيجيات ،وسياسات وإجراءات إدارة المخاطر التي تتناسب مع الوضع المالي للمؤسسة ،وطبيعة مخاطرها ،ودرجة تحملها للمخاطر، ويجب أن يتم تعميم تلك الموافقات على كافة مستويات المؤسسة المعنية بتنفيذ سياسات إدارة المخاطر. – كذلك على مجلس اإلدارة التأكد من وجود هيكل فعال إلدارة المخاطر لممارسة أنشطة البنك ،بما في ذلك وجود أنظمة ذات كفاءة لقياس ومراقبة حجم المخاطر واإلبالغ عنها والتحكم فيها. 29 – أما اإلدارة العليا فيجب أن تقوم بشكل مستمر بتنفيذ التوجهات االستراتيجية التي أقرها مجلس اإلدارة ،كما أن عليها أن تحدد خطوة واضحة للصالحيات والمسؤوليات المتعلقة بإدارة ومراقبة المخاطر واإلبالغ عنها. – ضرورة التأكد من استقالل القسم المكلف بإدارة المخاطر عن األنشطة التي تؤدي إلى نشوء المخاطر وأن يتبع مباشرة لمجلس اإلدارة أو اإلدارة العليا خارج نطاق اإلدارة المكلفة باألنشطة التي تؤدي إلى نشوء المخاطر. 30 ب -كفاية السياسات والحدود – على مجلس اإلدارة واإلدارة العليا العمل على ضرورة أن تتناسب سياسات إدارة المخاطر مع المخاطر التي تنشأ في البنك .كذلك ضرورة العمل على اتباع إجراءات سليمة لتنفيذ كافة عناصر إدارة المخاطر بما في ذلك تحديد المخاطر ،وقياسها، وتخفيفها ،ومراقبتها واإلبالغ عنها والتحكم فيها. – يجب تطبيق سياسات مالئمة ،وسقوف وإجراءات وأنظمة معلومات وإدارة فعالة التخاذ القرارات وإعداد التقارير الالزمة وبما يتناسب مع نطاق ومدى وطبيعة أنشطة البنوك. 31 ج -كفاية رقابة المخاطر وأنظمة المعلومات – إن الرقابة الفعالة لمخاطر البنك تستوجب معرفة وقياسات كافة المخاطر ذات التأثير المادي الكبير وبالتالي فإن رقابة المخاطر تحتاج إلى نظم معلومات قادرة على تزويد اإلدارة العليا ومجلس اإلدارة بالتقارير الالزمة وبالوقت المناسب حول أوضاع البنك المالية ،األداء وغيرها. – يجب أن تنسجم درجة تعقيد أنظمة المعلومات مع حجم البنك ودرجة تعقيد نشاطاته. وفي الحقيقة تحتاج البنوك إلى إعداد تقارير إدارية تتعلق بنشاطات رقابة المخاطر. مثل هذه التقارير قد تشمل تقارير يومية أو أسبوعية حول وضع الميزانية واألرباح والخسائر ،قائمة بالديون تحت المراقبة ،قائمة بالقروض المستحقة وغيرها. – لذلك يتوقع أن يكون لدى البنوك أنظمة معلومات تمكنها من تزويد اإلدارة العليا ومجلس اإلدارة بكافة التقارير الالزمة حول 32 د -كفاية أنظمة الضبط – إن هيكل وتركيبة أنظمة الضبط في البنك هي حاسمة بالنسبة إلى ضمان حسن سير أعمال البنك على وجه العموم وعلى إدارة المخاطر على وجه الخصوص .إن إنشاء واالستمرار في تطبيق أنظمة رقابة وضبط بما في ذلك تحديد الصالحيات وفصل الوظائف هي من أهم وظائف إدارة البنك .في الحقيقة فإن مهمة فصل الوظائف تعتبر الركيزة األساسية في موضوع إدارة المخاطر. – في حال عدم وجود مثل هذا الفصل ،فإن مصير ومستقبل البنك سيكون مهدد بالمخاطر وربما بالفشل .وهذا في الحقيقة يتطلب تدخل من قبل السلطات الرقابية من أجل تصويب هذا الوضع. 33 – إن من أهم حسنات أنظمة الرقابة والضبط إذا أحسن تطبيقها أن توفر تقارير مالية مهمة ذات مصداقية عالية كذلك تساعد على التقيد وااللتزام باألنظمة والقوانين مما يسهم في حماية موجودات البنك. – نظراً ألهمية هذا الموضوع يجب إيالء تقارير مدققي الحسابات الداخلي والخارجي األهمية الالزمة من أجل االطالع على نطاق أنظمة الرقابة والضبط. – كذلك يجب أن يتم إعادة النظر من وقت إلى آخر بأنظمة الرقابة للتأكد من مدى انسجامها مع التغيرات التي تحدث في نشاطات البنك. 34 التحديات التي تواجه المنطقة العربية في موضوع إدارة المخاطر .1نقص الكفاءات المؤهلة والمدربة في موضوع إدارة المخاطر سواء لدى البنوك أو الجهات الرقابية. .2عدم وجود البنية التحتية الالزمة إلدارة المخاطر خاصة فيما يتعلق بأنظمة المعلومات. .3يغلب على القطاع المصرفي صبغة البنوك الخاصة أو بنوك العائالت مما يتطلب موارد وجهد أكبر لتفعيل وتطبيق إدارة مخاطر قوية والعمل على إيجاد مجلس إدارة يتمتع بالكفاءة والنزاهة لدى هذه البنوك. 35
© Copyright 2024 Paperzz