النظام الاقتصادي في الإسلام

‫النظـــــام االقــــتــــصادي‬
‫في اإلســــــالم‬
‫إعداد ‪:‬‬
‫د‪ /‬مسفر بن علي القحطاني‬
‫األستاذ المساعد بقسم الدراسات اإلسالمية والعربية‬
‫جامعة الملك فهد للبترول والمعادن‬
‫‪1423‬هــ ‪2002 /‬م‬
‫تمهيد ‪:‬‬
‫ تعريف االقتصاد اإلسالمي ‪:‬‬‫االقتصاد في اللغة ‪ :‬مأخوذ من القصد وهو استقامة الطريق والعدل‪،‬والقصد في‬
‫الشيء خالف اإلفراط ؛ وهو ما بين اإلسراف والتقتير (‪.)1‬‬
‫أمااا فااي اال ااطال ‪ :‬فهااو األحكااام والقواعااد الشاارعية التااي تاانظم وسا المااال وإنفاقاه‬
‫وأوجه تنميته‬
‫ وأحكام االقتصاد اإلسالمي تمتاز بأنها ثابتة ومتغيرة ‪ .‬فهي إذا على نوعين ‪:‬‬‫األول ‪ :‬األحكام الثابتة ‪:‬‬
‫وهااي مااا وانااة ثابتااة بأدلااة قطعيااة أو راجعااة إلااى أ ااو قطعااي فااي الكتااا أو الساانة أو‬
‫الرباا‬
‫اإلجماع وحرمة الربا ‪ ،‬وحو البيع ‪ ،‬وما في قولاه تعاالى ‪َ :‬وأ َ َحاو اه بالبَ بيا َع َو َحار َم ا‬
‫‪[‬البقرة‪ ،] 275:‬ووون الرجو له مثو حظ األنثيين من الميراث وما في قوله تعالى‪ ‬للذوَر‬
‫مثبو َح ا‬
‫اظ األ بنثَيَا بين ‪[ ‬النسااء‪ ،]11:‬وحرماة دم وماال المسالم للحادي ‪ (( :‬إن هللا قاد حارم‬
‫دماءوم وأموالكم ))(‪ .)2‬إلى غيرهاا مان وجاو الواجباات ‪ ،‬وتحاريم المحرماات ‪ ،‬وأحكاام‬
‫الحدود والمقدرات ‪.‬‬
‫وتمتاز هذه األحكاام بأنهاا‪:‬ال تتغيار وال تتبادل مهماا تغيارت األزمناة واألمكناة ‪ ،‬وماا أنهاا‬
‫تتصف بصفة العموم والمرونة ؛ لتطبق على جميع الناس من غير عسر وال مشقة ‪،‬فهي‬
‫حاومة لتصرفات الناس المحكومة بهم ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬األحكام المتغيرة ‪:‬‬
‫وهي الثابتة باألدلة الظنية في سندها أو في داللتها والمتغيرة تبعا لمقتضيات المصالحة ‪.‬‬
‫وهااذه األحكااام قااد تتغياار أحكامهااا ب ااختالف أحااوال النظاار فيهااا ‪ .‬فهااي خا اـعة الجت اـهاد‬
‫العلماء وتغيرها بحس المصلحة يختلف أحيانا بحس األشخاص و األزمان واألمكنة ‪،‬‬
‫فيجوز لولي األمر المجتهد أو العلماء المجتهدين أن يختاروا من األحكام ما يرونه مناسبا‬
‫لمستجدات الحياة وفق مقا د الشريعة المعتبرة (‪ .)3‬ومن أمثلتها ‪:‬‬
‫ تضمن األجير المشترك ‪-‬وما فعو علي بن أبى طال ‪ -‬ماا لام تقام بياناة علاى أناه لام يتعاد‬‫وقد وان الحكم قبو‬
‫ذلك بعدم تضمينهم ؛ ألن يدهم ياد أماناة وياد األماان غيار اامنة فلماا جااء عهاد علاي –‬
‫ر ي هللا عنه – مانهم الختالف أحوال الناس و ياع األمانة بينهم وقال ‪ :‬ال يصال‬
‫للناس إالا ذلك ‪.‬‬
‫ـ ‪. 396‬‬
‫(‪ )1‬انظر لسان العر ‪ ، 354/3‬القاموس المحيط‬
‫(‪ )2‬رواه البخاري (‪. ) 6287‬‬
‫(‪ )3‬إغاثة اللهفان ‪ ، 330/1‬إعالم الموقعين ‪. 262/4‬‬
‫‪2‬‬
‫ إيقاف عمر رف سهم المؤلفة قلوبهم من الزواة معلال ذلك بأن النبي ‪ -‬لى هللا علياه‬‫وسلم‪ -‬إنما وان يعطيهم ليتألف قلوبهم و اإلسالم عيف‪ ،‬أما وقد أع از هللا دينه فال حاجاة‬
‫أقره الصحابة على ذلك فكان إجماعا ‪. .‬‬
‫لتأليفهم ‪ ،‬وقد ا‬
‫ والخراج على األرا ي المفتوحة عنوة ‪ .‬وما عدا ذلاك مان األحكاام مماا ال يرجاع إلاى‬‫أ و قطعي أو ظني فهو باطو ألنه سيكون من الهاو واستحساان البشار‪ ،‬وتحلياو الرباا‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وإباحة الرشوة وبيع الخمور ولحوم الخنزير وما يفعو للسياحة وغيرها ‪.‬‬
‫ نشأة علم االقتصاد اإلسالمي ‪:‬‬‫من المقرر أن اإلسالم نظم حياة األفراد بما يحقق لهم مهمة االساتخالف ‪،‬وعبودياة هللا‬
‫عز وجو في األرض ولم يدع مجاال من مجاالت الحياة إال وبايان ماا يحتاجاه اإلنساان مان‬
‫أحكام وتصورات تحقق الكثير من المصال الدنيوية واألخروية ‪.‬‬
‫ومن ذلك تنظيم احتياج الناس لكس المال وتوفير االحتياجات الحياتية الخا ه بهم ‪.‬‬
‫وقد وانة حياة النبي ‪ -‬الى هللا علياه وسالم ‪-‬هاي األنماوذج األمثاو لتطبياق هاذا التشاريع‬
‫االقتصادي ووذلك حياة الخلفاء الراشدين ‪.‬‬
‫إال أن الحياة والمشكالت االقتصادية في الصدر األول وانة محدودة ألمرين ‪- :‬‬
‫‪ -1‬فقاار البي ااة وتوا ااع األنشااطة االقتصااادية( وااالرعي والتجااارة المحاادودة ‪ -‬والزراعااة‬
‫القليلة ‪. ) ..‬‬
‫‪ -2‬قوة الوازع الديني في النفوس فال تجد غشا وال تدليسا وال غبناا وال احتكاارا ‪ ..‬ولكان‬
‫مع توسع المعامالت بين الناس وازدهار التجارة والصناعة ‪،‬وانفتا المجتمعات والادول‬
‫على بعضها البعض ‪ ،‬و عف الوازع الديني واإليماان بااه‪،‬وظهور الحياو والخديعاة فاي‬
‫معاااامالت النااااس ‪ ،‬اساااتجدت قضاااايا اقتصاااادية تختلاااف تماماااا عماااا عاشاااه سااالف األماااة‬
‫؛والشروات الحديثة وبيوع األسهم والبور ات والمعاامالت المصارفية وغيرهاا‪ ،‬إ اافة‬
‫إلى الحاجة لضابط معاامالت النااس وعقاودهم لكاي ال تفضاي إلاى النازاع والخاالف ‪ ،‬مماا‬
‫أد إلى اهتمام العلماء بدراسة هذا العلم وبح قضاياه ومعالجة مشكالته ‪.‬‬
‫ وفي بداية القرن العشرين ظهرت ماذاه اقتصاادية تبنتهاا دول عظماى ترياد الثاروة‬‫واسااتعمار خياارات الشااعو أشااهرها النظااام االشااتراوي والنظااام الرأساامالي ‪ .‬أمااا النظااام‬
‫اإلسااالمي فقااد تضعضااع بسااب هيمنااة الاادول األجنبيااة علااى بااالد المساالمين ‪،‬وإقصااائهم‬
‫للشريعة اإلسالمية من التطبيق والتحكيم في شاؤون الحيااة ‪ .‬أماا النظاام االشاتراوي فقاد‬
‫تالشى نفاوذه وانتهاى إلاى غيار رجعاة ألناه واان يحماو عواماو فنائاه فاي داخلاه وماا زال‬
‫النظام الرأسمالي يحتو السيطرة على اقتصااد أوثار دول العاالم فاي الفتارة الراهناة وقاد ال‬
‫(‪) 2‬‬
‫تطول هذه الفترة بسب تهديد األزمات االقتصادية المتفجرة من حين آلخر ‪.‬‬
‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬االجتهاد ومقتضيات العصر لأليويب ص ‪211‬‬
‫– ‪. 227‬‬
‫(‪ )2‬انظر ‪ :‬االقتصاد اإلسالمي للطريقي ص ‪ ، 25-21‬النظام االقتصادي يف اإلسالم للعبد الكرمي والعسال ص ‪15-2‬‬
‫‪3‬‬
‫ ماان خااالل مااا ساابق ذوااره ماان تطااور وتغياار وبياار فااي حياااة األفااراد و المجتمعااات نجااد‬‫الحاجااةللنظام اإلقتصااادي اإلسااالمي فااي عصاارنا الحا اار أوباار وأشااد ماان أي عصاار خاار‬
‫لألمور اآلتيه ‪:‬‬
‫‪ -1‬أنه يعالج بااطن اإلنساان ووياناه الاداخلي ‪ ،‬ا‬
‫ويطهار نفساه بالمراقباة المساتمرة ه عاز‬
‫وجو‪،‬ويربطه باإليمان باه والياوم اآلخار ‪ .‬يظهار ذلاك مان خاالل اور اإلنفاا لألقاربين‬
‫والمحتاجين ‪،‬وأداء الزواة‪ ،‬و التكافو والبر باأليتام المحتاجين ‪ ،‬وعدم الغش وأواو أماوال‬
‫(‪)1‬‬
‫الناس بالباطو والخوف من اإل رار باآلخرين ‪.‬‬
‫‪-2‬تحقيق العدالة والتوازن بين حاجات الفرد والمجتمع ‪ .‬ومصلحة الفرد والجماعة (وما‬
‫سيمر معنا في الملكية المزدوجة ) ‪.‬‬
‫‪-3‬دوره الكبير في عالج األزمة المعا رة التي بادأت فاي السابعينات مان خاالل المظااهر‬
‫التالية ‪:‬‬
‫أ ) فقادان لياة األساعار لفعاليتهاا فاي مواجهاة األزماات فاألساعار فيماا مضاى تتجاه نحاو‬
‫االنخفاض في وقة األزمة أما اآلن فتتجه نحو االرتفاع وهو ما يسمى بالتضخم الروودي‬
‫‪.‬‬
‫) أزمة الديون الخارجية التي تحكم أوثر الدول في العالم ففي عام ‪1971‬م وانة ديون‬
‫الدول الفقيرة ‪ 86‬ملياار دوالر فقازت إلاى ‪ 814‬ملياار دوالر عاام ‪1984‬م ويشاير التقريار‬
‫الساانوي للبنااك اإلسااالمي للتنميااةلعام ‪1999‬م أن مقاادار الااديون الخارجيااة علااى العااالم‬
‫اإلسااالمي فقااط تصااو الااى‪632‬مليااار دوالرفلاام يعااد باسااتطاعتها تسااديد فوائااد القااروض‬
‫فضال عن االتجاه نحو التنمية واإلنتاج المثمر ‪.‬‬
‫ج) النها المسااتمر للاادول الفقياارة ماان خااالل اسااتنزاف الفااائض االقتصااادي فيهااا ويقاادر‬
‫بعض االقتصاديين أن‬
‫ما تم نهبه منها في الخمساينات والساتينات مان قباو الادول الرأسامالية يبلا نحاو ‪2‬ملياار‬
‫دوالر سنويا ‪ .‬ولام تجاد الادول الغربياة ماا يكفيهاا مان أماوال وخيارات هاذه الادول إالمان‬
‫خالل إغراقها بالمنتجات االستهالوية والترويج لها مان خاالل وساائو اإلعاالم‪ ،‬وتساويق‬
‫تقنيات عالية الكلفة معقدة التشغيو تجعو الحاجة للمنتج مستمرة ال تنقطع(‪. )2‬‬
‫ أما في عصرنا الحا ر فانن النظاام الرأسامالي بادأ يحكام قبضاته علاى أوثار اقتصااديات‬‫دول العالم ‪ ،‬ويسيطر عليها تحة غطاء ( العولمة ) والذي بدأ يناد به و يروا ج على أنه‬
‫المخرج من الواقع المظلم الذي تعيشه وثير من األمم ليخرجها من انحطاطها إلاى مادارج‬
‫النهضة ‪.‬‬
‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬االقتصاد اإلسالمي للطريقي ص ‪. 25-24‬‬
‫(‪)2‬لال ستزادة ملعرفة مظاهر هذه األزمة ؛ انظر ‪ :‬كتاب ‪ :‬مدخل إىل التنمية املتكاملة ‪ .‬رؤية إسالمية للدكتور عبد الكرمي بكار ص ‪. 333-330‬‬
‫‪4‬‬
‫ومن اإلجراءات التي اتبعها الفكار الرأسامالي لعولماة االقتصااد تأسيساه لمنظماة التجاارة‬
‫العالميااة والتااي تعتباار امتاادادا التفاقيااة ( الجااات ) وهااي ‪ :‬االتفاقيااة العامااة علااى الرسااوم‬
‫الجمروية والتجارة ‪.‬‬
‫وتهدف إلى تحرير تجارة السلع الزراعية والصاناعية والمنساوجات والخادمات ‪،‬وتحريار‬
‫التبادالت التجارية والتدفقات المالية الناتجة عن العقود الحكومية الضخمة ‪ .‬ولما أخفقاة‬
‫( الجات ) في تحقيق ما أرادته الادول الرأسامالية ‪،‬وذلاك أن االتفاقياات والتو ايات التاي‬
‫تقااوم بهااا ( الجااات ) ال تعتباار ملزمااة لألعضاااء ‪ ،‬فاستعا ااة عنهااا بااـ ( منظمااة التجااارة‬
‫العالمية ) التي رأت النور في مراوش عام ‪1994‬م وبدأ العمو بها ‪1995‬م ‪.‬‬
‫ ومن المزايا اإليجابية لمنظمة التجارة الدولية ‪:‬‬‫‪-1‬إتاحااة الفر ااة أمااام الاادول لزيااادة ااادراتها نتيجااة لفاات األسااوا العالميااة وسااهولة‬
‫النفاذ إليها‪.‬‬
‫‪-2‬الحرص على تحسين اإلنتاج وجودة النوعية نتيجة لرفاع الادعم الحكاومي للاتمكن مان‬
‫المنافسة العالمية ‪.‬‬
‫‪-3‬حماية الحقو التجارية والملكياة الفكرياة ‪ ،‬للشاروات الكبار ومعاقباة االعتاداء علاى‬
‫ذلك ‪.‬‬
‫هذا وال بد من اإلشاارة إلاى أن الادول الكبار وشارواتها النافاذة هاي التاي ساتحظى بهاذه‬
‫اإليجابيات أما باقي الدول فقد يكون من النادر حصولها علاى أي ثاار إيجابياة وبااألخ‬
‫الدول النامية ‪ .‬ومن هنا وانة الحاجة إلبراز بعض السلبيات ؛ فمنها على سبيو المثال ‪:‬‬
‫‪-1‬إن فااات األساااوا وحرياااة التجاااارة ساااتؤدي إلاااى غلباااة االساااتثمار األجنباااي وسااايطرة‬
‫الشااروات المتعااددة الجنسااية التااي تنااتج أوثاار ماان ‪ %87‬ماان واردات العااالم و‪ %94‬ماان‬
‫ادراته وبالتالي سيضعف اإلنتاج الحكومي‬
‫ويعاني من الروود لعدم قدرته على المنافسة مما سيشو اقتصاد وثير من الدول النامية ‪.‬‬
‫‪-2‬سيؤدي الدخول في منطقة التجارة العالمية إلى توقف الدعم الحكاومي للمناتج الاوطني‬
‫وبالتااالي إلااى ارتفاااع أسااعار تلااك المنتجااات وباااألخ الزراعيااة فياانعك علااى زيااادة‬
‫االستيراد والشاراء مان المنتجاات العالمياة األرخا فتضاعف بالتاالي المنتجاات الوطنياة‬
‫وتخسر شرواتها ‪.‬‬
‫‪ -3‬زيادة معدل البطالة والتضخم في وثير من الدول نتيجة ارتفاع األسعار المتوقع ‪.‬‬
‫‪-4‬اتساااع الهااوة بااين الفقااراء واألغنياااء ألن العولمااة االقتصااادية تؤوااد مباادأ المصاالحة‬
‫الفردية فقط‪ ،‬وذلك ستصا الشاعو بحماى االساتهالك والشاراء نتيجاة إغارا األساوا‬
‫بالمنتجات الكمالياة وطغياان الدعاياة واإلعاالن علاى عقاول النااس مماا يحقاق ثاراء أوبار‬
‫‪5‬‬
‫لألغنياااء وفقاارا للبقيااة ماان األفااراد ‪ .‬فعلااى ساابيو المثااال ‪ :‬تؤوااد بعااض التقااارير أن ثااروة‬
‫(‪)1‬‬
‫مؤس شروة ميكروسوفة للكمبيوتر تعادل ثروات ‪ 106‬ماليين مواطن أمريكي ‪.‬‬
‫وماان هنااا وااان ماان المهاام بيااان الاادور الااذي يمكاان أن يقااوم بااه االقتصاااد اإلسااالمي لحااو‬
‫مشكالت العالم االقتصادية ‪،‬وويف يحقق لألفراد النماء واالستقرار والكفاية دون الوقاوع‬
‫في منزلق الحاجة والعوز‪ .‬ولعلنا من خالل الصفحات القادمة أن نسالط الضاوء علاى أهام‬
‫أروااان االقتصاااد اإلسااالمي والتااي يتض ا ماان خاللهااا سااعي اإلسااالم لرفاااء الناااس وسااد‬
‫حاجاتهم وإسعادهم في الدنيا واآلخرة ‪.‬‬
‫أركان االقتصاد اإلسالمي‬
‫يقوم االقتصاد اإلسالمي على ثالثة أروان (‪: )2‬‬
‫الرون األول ‪ :‬الملكية المزدوجة ‪:‬‬
‫ونقصد بها‪:‬الملكية الخا اة التاي يخات الفارد بتملكهاا دون غيره‪،‬والملكياة العاماة هاي‬
‫الملااك المشاااع ألفااراد المجتمع‪.‬واالقتصاااد اإلسااالمي يقااوم علااى تلااك الملكيتااين فااي ن‬
‫واحد‪.‬ويحقق التوازن بين مصلحة الفرد ومصلحة الجماعة ويعترف بهاتين المصالحتين‬
‫طالما لم يكن ثمة تعارض بينهما؛ووان التوفيق بينهما ممكنا‪.‬أما لو حصاو التعاارض فانن‬
‫اإلسالم يقدم مصلحة الجماعة على مصلحة الفرد‪.‬ومن األدلة على ذلك‪-:‬‬
‫‪ -1‬قولااه االى هللا عليااه وساالم (( ال يبيااع حا اار لباااد )) (‪ )3‬يعنااي أن يكااون لااه‬
‫سمسارا فيرفع السعر على الناس بأعلى مما لو باع البادي بنفسه ‪.‬‬
‫(‪ )1‬انظرر ‪ :‬كتراب ( الترات ومنظمرة الت رارة العامليرة ) ص ‪ 77-68‬حملمرد ببرو زعررور ‪،‬ومقرال ‪ ( :‬عوملرة الرب اليرة ) حملمرد عبرد الردامي لرة البيران ص‬
‫‪ ، 128-125‬العوملة للدكتور عبد الكرمي بكار ص ‪. 100-82‬‬
‫(‪ )2‬انظر ‪ :‬لالستزادة ‪ :‬النظام االقتصادي يف اإلسالم للسعال وعبد الكرمي ص ‪ ،102-37‬االقتصاد اإلسالمي ‪ ،‬اسر‬
‫ص ‪ ، 28-26‬االقتصاد اإلسالمي للسالوس ‪. 50-44/1‬‬
‫(‪ )3‬رواه البخاري (‪)2574‬‬
‫‪6‬‬
‫ومبرادو وبهردال للطريقري‬
‫‪ -2‬قولااه االى هللا عليااه وساالم ‪ (( :‬ال تلقااوا الروبااان )) (‪)1‬فااالمتلقي سيشااتري‬
‫بسعر أقو وسيبيع الناس بسعر أعلى ‪،‬وهو فرد قاد حارم النااس مان الشاراء مان‬
‫الروبان أنفسهم بسعر أقو ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ -3‬أجاز بعض الفقهاء إخراج الطعام من يد محتكره قهرا وبيعه على الناس ‪.‬‬
‫وسنبين مجاالت وو نوع وأهميته فيما يلي ‪- :‬‬
‫أوال ‪ :‬الملكية الجماعية ‪:‬‬
‫مجاالت الملكية الجماعية ومصادرها ‪:‬‬
‫‪ -1‬األوقاف الخيرية ‪:‬‬
‫والوقااف معناااه ‪ :‬تحبااي األ ااو وتساابيو المنفعااة (‪ .)3‬وهااذه المنفعااة ال يخاات فاارد‬
‫بملكيتهااا بااو هااي عامااة لكااو ماان يسااتحق الوقااف ‪ .‬واشااترط الفقهاااء أن يكااون علااى فعااو‬
‫معروف وبناء المساجد ورعاية العلم وأهله‪،‬وعمو المستشفيات ‪،‬والنفقة على المحتاجين‬
‫وما ينفع الناس ‪.‬‬
‫‪-2‬الحمى ‪:‬‬
‫وهو ‪ :‬أن يحمي اإلمام جزءا من األرض الموات المباحة لمصلحة المسالمين دون أن‬
‫تخت بفرد معين منهم (‪ .)4‬فالحمى ينقو األرض الموات ألن تكون ملكا للمسالمين تخادم‬
‫مصالحهم ‪ .‬ودليله ‪ :‬حمى النبي ‪ -‬لى هللا عليه وسلم‪ -‬أرض النقيع في المدينة وجعلهاا‬
‫لخيو المسلمين (‪.)5‬‬
‫ومن األدلة أيضا ‪ :‬أن أبا بكر حمى أرض الربذة ووذا عمر(‪. )6‬‬
‫‪-3‬الحاجات األساسية ‪ :‬والماء والكأل والنار ‪.‬‬
‫فهااذه األمااور مملوو اة لجميااع الناااس ال يجااوز لفاارد أن يمتلكهااا دونهاام ‪ .‬ألنهااا حاجااات‬
‫ااارورية وجااادت دون مجهاااود يقدماااه الفااارد الساااتخراجها ‪،‬فاااال يساااتأثر بهاااا أحاااد دون‬
‫اآلخرين‪.‬‬
‫فنذا نزل المسلمون بأرض فلهم أن يرعوا إنعامهم من النبات الذي أخرجاه هللا عاز وجاو‬
‫‪،‬ووذا يردوا الماء الذي فيه والذي الدخو لإلنسان في استخراجه والعمو على إنشائه ‪.‬‬
‫(‪ )1‬رواه البخاري (‪)2043‬‬
‫(‪ )2‬احلسبة البن تيمية ص ‪ ، 79‬الطرق احلكمية البن القيم ص ‪185‬‬
‫(‪ )3‬املتين البن قدامة ‪. 184/8‬‬
‫(‪ )4‬انظر ‪:‬األحكام السلطانية للماوردي ص ‪. 233‬‬
‫(‪)5‬رواه البخاري (‪)2241‬‬
‫(‪)6‬الصنف البن بيب شيبة (‪)23193‬‬
‫‪7‬‬
‫و دليله ‪ :‬حدي أبايض بان حماال لماا وفاد علاى النباي ‪ -‬الى هللا علياه وسالم ‪-‬اساتقطعه‬
‫المل فقطع له ‪ .‬فلما ولى قال رجو من المجل أتدري ما اقتطعة له إنماا اقتطعتاه المااء‬
‫(‪)1‬‬
‫العدا ‪ .‬قال ‪ :‬فانتزعه منه ‪.‬‬
‫‪-4‬المعادن ‪:‬‬
‫هي ما أودعاه هللا فاي هاذه األرض مان ماواد برياة وبحرياة ظااهرة أو باطناه لينتفاع بهاا‬
‫الناس من حديد ونحاس وبترول وذه وفضه ومل وغير ذلك ‪.‬‬
‫وال خالف بين الفقهاء في أن المعادن إذا ظهرت في أرض ليسة مملووة ألحد تكون ملكا‬
‫للدولة أي تدخو في ملكية األمة العامة ‪.‬‬
‫وقد يثور الخالف إذا ظهرت هذه المعادن فاي أرض مملوواة ملكياة خا اة ‪ ،‬والاراج ماا‬
‫ذه إليه المالكية في أن ما يعثر عليه من معدن يكون ملكا لبية ماال الدولاة تنفقاه علاى‬
‫(‪)2‬‬
‫مصال المسلمين قياسا على المنافع العامة وحاجة جميع الناس إليها ‪.‬‬
‫‪-5‬الزواة ‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪.‬وهااي ماان‬
‫وهااي‪ :‬الحااق المااالي الواج ا لطائفااة مخصو ااة فااي زماان مخصااوص‬
‫((‬
‫المصادر األساسية للملكياة العاماة‪،‬حي أمار النباي‪ -‬الى هللا علياه وسالم ‪-‬باذلك فقاال‪:‬‬
‫تؤخذ من أغنيائهم وترد إلاى فقارائهم )) فهاو يادخو فاي نطاا الملكياة العاماة وبااألخ‬
‫سااوين َو بال َعاامل َ‬
‫ين‬
‫ألهو الحاجات المنصوص ذورهم في األية‪ :‬إن َما الصدَقَات ل بلفقَ َراء َو بال َم َ‬
‫الرقَاا َو بالغَاارم َ‬
‫سابيو اه َوا ببان السابيو ‪[ ‬التوباة‪:‬‬
‫َ‬
‫علَ بي َها َو بالمؤَلفَة قلاوبه بم َوفاي ا‬
‫ين َوفاي َ‬
‫‪]60‬‬
‫‪-6‬الجزية ‪:‬‬
‫وهي األموال التي تؤخذ من البالغين من رجال أهو الذمة والمجوس مقابو ما يتمتعون به‬
‫من حقو ‪ .‬وهي في مقابو عدم أخذ الزواة من مالهم ‪ .‬وهي ال تجا إال مارة فاي السانة‬
‫ويراعى فيها العدل والرحمة وعدم تكليفهم فو طاقتهم (‪.)4‬‬
‫‪-7‬الخراج ‪:‬‬
‫وهو المال الذي يجبى ويؤتى به ألوقات محددة من األرا ي التي ظهر عليها المسلمون‬
‫ماان الكفااار ‪ ،‬أو ترووهااا فااي أيااديهم بعااد مصااالحهتم عليهااا ‪ .‬واألرا ااي المملووااة لغياار‬
‫المسلمين اليؤخذ منها زواة فاوتفي بالخراج بدال من ذلك(‪. )5‬‬
‫‪ -8‬خم الغنائم ‪:‬‬
‫(‪)1‬رواه الرتمذي (‪ )1380‬وقال ‪:‬حديث غريب وعليه العمل عند بهل العلم ‪.‬‬
‫(‪)2‬انظر ‪ :‬املدونة ‪ ،196/3‬األحكام السلطانية للماوردي ص ‪. 248‬‬
‫(‪)3‬اجملموع للنووي ‪. 291/5‬‬
‫(‪)4‬انظر ‪ :‬األحكام السلطانية للماوردي ص ‪،181-180‬املتين البن قدامة ‪255-202/13‬‬
‫(‪)5‬األحكام السلطانية للماوردي ص ‪. 188-187‬‬
‫‪8‬‬
‫تقسم األموال التي تغنم من الكفار إلى خمسة أقساام ‪ .‬واحاد مان هاذه االقساام يقساام علاى‬
‫من في اآلياة ‪َ  :‬وا بعلَماوا أَن َماا َ‬
‫غن بمات بم م ب‬
‫ساه َوللرساول َولاذي بالقرب بَاى‬
‫َايءَ فَاأَن ه خم َ‬
‫ان ش ب‬
‫ساوين َوا ببن السبيو ‪[ ‬األنفال‪ ،]41 :‬وهو ما يسمى بخم الغنائم (‪ .)1‬يدل‬
‫َو باليَتَا َمى َو بال َم َ‬
‫على ذلك قول النبي ‪ -‬لى هللا عليه وسلم ‪-‬بعد أن أخذ وبرة من جن بعير فقاال ‪ (( :‬أيهاا‬
‫))‬
‫الناس إنه ال يحو لي مما أفاء هللا عليكم قدر هذه إال الخم ‪ .‬والخم مردود علايكم‬
‫(‪. ) 2‬‬
‫‪-9‬األموال التي ال مالك لها ‪.‬‬
‫األموال التي ال يعرف أ حابها وتروة من ال وارث له ‪ .‬أو ال يرثه إال أحد الزوجين ‪،‬فنن‬
‫ما يتبقى يكون لبية ماال المسالمين ‪ .‬وواذلك الودائاع واألماوال الساائبة التاي اليعارف‬
‫مالكها‪ .‬ويلحق بها أموال الرشوة فننها تخرج عن ملاك الراشاي وتارد إلاى بياة الماال ‪،‬‬
‫وال يأخذها المرتشي وما فعو النبي ‪ -‬لى هللا عليه وسلم ‪ -‬مع ابن اللتبياة فنناه لام ياأمره‬
‫برد الهدايا إلى أهلها(‪. )3‬‬
‫‪-10‬العشور المأخوذة من مال الحربيين ‪:‬‬
‫فنذا دخو إلينا تاجر حربي بأمان أ َخِذَ منه العشار عان واو ماال للتجاارة وجعاو فاي بياة‬
‫مال المسلمين (‪.)4‬‬
‫دليلااه أن عماار وت ا َ إليااه فااي أناااس ماان أهااو الحاار ياادخلون أرض اإلسااالم فيقيمااون ‪.‬‬
‫فكت إليهم ‪ :‬إن أقاموا ساتة أشاهر فخاذ مانهم العشار وإن أقاامو سانة فخاذ مانهم نصاف‬
‫العشاار ‪ .‬ووااذلك أهااو مناابج لمااا أرادوا أن ياادخلوا أرض العاار للتجااارة وتبااوا إلااى عماار‬
‫يعر ون عليه الدخول فشاور الصحابة فأجمعوا على أن يأخذوا منهم العشر(‪.)5‬‬
‫من أهداف الملكية الجماعية ‪:‬‬
‫‪ -1‬اسااتحقا جميااع الناااس الثااروة العامااة ذات المنااافع المشااتروه سااواء ماان الحاجااات‬
‫الضرورية أم غيرها‪،‬والتوسعة على عامة المسلمين ‪ .‬فالمااء والكاأل والناار والملا مان‬
‫األشياء التي تقوم حياة البشر عليها فنذا احتكرها أي أحاد اساتطاع أن ياتحكم فاي مصاير‬
‫الناس ‪.‬‬
‫‪ -2‬تأمين نفقات الدولة ‪ :‬فالدولة ترعى الحقو وتقوم بالواجباات وتساد الثغاور وتجهاز‬
‫الجيوش وتقوم بما يساد حاجاات الضاعفاء واليتاامى والمسااوين وواذلك األمان والتعلايم‬
‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬بدائع الصنائع للكاساين ‪ ،69/ 2‬املتين ‪. 60/13‬‬
‫(‪)2‬رواه النسائي (‪)4138‬‬
‫(‪)3‬انظر ‪ :‬مشكل اآلاثر للطحاوي ‪. 9/2‬‬
‫(‪)4‬انظر ‪ :‬املتين البن قدامة ‪. 227/13‬‬
‫(‪)5‬رواه عبد الرزاق يف مصنفه (‪)10118‬‬
‫‪9‬‬
‫والعالج ووافة الخدمات العامة وال يمكن أن تقاوم الدولاة بهاذه الجهاود المبارواة إالا مان‬
‫خالل هذه األموال العامة‪.‬‬
‫‪-3‬تشجيع األعمال الخيرية والتوسعة علاى المحتااجين مان المسالمين ‪ .‬فاالوقف والزوااة‬
‫واناااة إساااهامة مبارواااة لساااد حاجاااات المجتماااع وتموياااو األعماااال الخيرياااة والمسااااجد‬
‫والمدارس والمكتبات والمستشفيات وغيرها ‪.‬‬
‫‪-4‬استغالل الثروات على أحسن وجه لصال البشرية وال سيما المشروعات التي يعجز‬
‫األفراد أو الشروات عن القيام بها إما لعدم تحقق اإلمكانيات أو تكاليفها الباهظة ‪،‬وبنااء‬
‫المواني وإقامة المدن الصناعية واستغالل األرا ي الشاسعة للزراعة وغيرها ‪ ،‬ولكان‬
‫عناادما يكااون لبيااة مااال الدولااة مصااادر تثريااه تجعلااه قااادرا علااى القيااام بهااذه المشاااريع‬
‫العظيمة ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الملكية الخا ة ‪:‬‬
‫مجاالت الملكية الخا ة ومصادرها ‪:‬‬
‫‪-1‬البيع والشراء ‪:‬‬
‫ودليلااه قولااه تعااالى ‪َ :‬وأ َ َحااو اه بالبَ بي ا َع ‪[ ‬البقاارة‪]275 :‬وقولااه ‪َ ‬وأ َ ب‬
‫شااهدوا إذَا تَبَااايَعبت بم ‪‬‬
‫[البقرة‪]282 :‬وقول النبي ‪ -‬لى هللا عليه وسلم‪ (( :-‬التاجر الصادو األماين ماع النبياين‬
‫والصديقين والشهداء )) (‪.)1‬‬
‫‪-2‬العمو بأجر لآلخرين ‪:‬‬
‫فقد جاءت النصوص المرغباة بالعماو الخااص والكسا المباا وماا فاي قولاه ‪ -‬الى هللا‬
‫عليه وسلم ‪ (( : -‬ما أوو أحد طعـاما خيرا من أن يأوو مان عماـو ياده وإن نباي هللا داود‬
‫))‬
‫وان يأوو من عمو يده )) (‪ )2‬ولحدي ‪ (( :‬نهى عن است جار األجير حتى يتبين له أجره‬
‫(‪. ) 3‬‬
‫‪-3‬الزراعة ‪:‬‬
‫وهي من مصادر الملكية الخا ة وقد رغ الشرع فيها وما في قولاه تعاالى ‪ :‬ه َاو الاذي‬
‫ض ذَلوال فَامبشوا في َمنَاوب َها َوولوا م بن ر بزقه َوإلَ بيه النُششور‪[ ‬الملك ‪. ]15 :‬‬
‫َجعَ َو لَكم باأل َرب َ‬
‫ولحدي النبي ‪ -‬لى هللا عليه وسالم ‪ (( : -‬ماا مان مسالم يغارس غرساا أو يازرع زرعاا‬
‫فيأوو منه طير أو إنسان أو بهيمة إال وان له به ادقة )) (‪ . )4‬ولحادي النباي ‪ -‬الى هللا‬
‫عليااه وساالم ‪ (( :-‬إن قامااة الساااعة وفااي يااد أحاادوم فساايلة فليغرسااها )) (‪ .)5‬قااال اإلمااام‬
‫(‪)1‬رواه الرتمذي يف سننه (‪ )1209‬وقال ‪ :‬حديث حسن ‪.‬‬
‫(‪ )2‬رواه البخاري (‪)1966‬‬
‫(‪)3‬ذكره اهليثمي يف مع الزوائد ‪ 97/4‬وقال ‪ :‬رواه بمحد ورجاله رجال الصحيح ‪.‬‬
‫(‪)4‬رواه البخاري (‪)2195‬‬
‫(‪)5‬ذكره اهليثمي يف مع الزوائد ‪63/4‬وقال رواه الزار ورجاله ثقات ‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫الماوردي ‪ :‬أ ول المكاس الزراعة والتجارة ‪ ..‬واألرجـ عندي أن أطيبها الزراعاة‬
‫لعموم نفعـها وتحقيقها التووو على هللا (‪.)1‬‬
‫‪-4‬إحياء الموات ‪:‬‬
‫نعنااي بااالموات األرض الميت اة الااداثرة المنفك اة عاان االختصا ااات وعاان ملااك معصااوم ‪.‬‬
‫)) (‪)2‬‬
‫ودليلها حدي النبي ‪ -‬لى هللا عليه وسلم ‪ (( :-‬من أحيا أر ا ميتة فهي له‬
‫وشروط إحياء الموات ‪- :‬‬
‫أ ) أن التكون األرض ملكا ألحد من المسلمين أو غيرهم ‪.‬‬
‫) أن التكون داخو البلد ‪.‬‬
‫ج ) أن التكون من المرافق العامة والمنتزهات أو المسايو ‪.‬‬
‫د ) أن يتحقق فيها إحياء األرض في مده أقصاها ثالث سنين إما بعمو حائط منياع أو‬
‫إجراء الماء أو غرس الشجر ‪.‬‬
‫هـ ) أهلية المحي بأن يكون قادرا على إحياء األرض ‪.‬‬
‫و ) إذن اإلمام ‪،‬وهذا شرط عند أبى حنيفة‪ ،‬واشترطه مالك إذا واناة األرض قريباة مان‬
‫(‪)3‬‬
‫البلد‪.‬‬
‫‪-5‬الصناعة واالحتراف ‪:‬‬
‫((‬
‫ح اإلسالم على الصناعة وأخبر النـبي – لى هللا عليه وسلم‪ -‬أن زواـريا واان نجاارا‬
‫)) (‪ )4‬وقد ثبة أن أ حا رساول هللا ‪ -‬الى علياه وسالم ‪-‬واانوا عماال أنفساهم‪ .‬أي أنهام‬
‫أهو حرفة وعمو (‪.)5‬‬
‫‪-6‬االحتطا ‪:‬‬
‫((‬
‫ووااو مااا يمك ان حيازتااه ولااي ملكااا ألحااد يقااول النبااي ‪ -‬االى هللا عليااه وساالم ‪ :-‬ألن‬
‫يحتط أحدوم حزمة على ظهره فيبيعها فيكف هللا بها وجهه خير له من أن يساأل النااس‬
‫))(‪)6‬‬
‫أعطوه أو منعوه‬
‫‪-7‬الصيد ‪:‬‬
‫ومعناه ‪ ( :‬اقتناص حيوان حالل متوحش طبعا غير مملوك و ال مقدور عليه بآلاة معتبارة‬
‫بقصد اال طياد)(‪ )7‬ويدل على إباحته ‪ :‬قوله تعالى‪ :‬أحو لَك بم َ بيد بال َب بحار َو َط َعاماه َمتَاعاا‬
‫(‪)1‬فتح الباري ‪. 304/4‬‬
‫(‪)2‬ذكره اهليثمي يف مع الزوائد ‪ 158/4‬مسنداً ورواه البخاري موقوفاً على عمر (‪)2211‬‬
‫(‪ )3‬انظر ‪ :‬األحكام السلطانية للماوردي ص ‪ ،226-23‬بلتة السالك ألقرب املسالك ‪ ،8-4/4‬املتين البن قدامة ‪183-145/8‬‬
‫(‪)4‬رواه مسلم (‪)2379‬‬
‫(‪)5‬رواه البخاري (‪)1965‬‬
‫(‪)6‬رواه البخاري (‪)1968‬‬
‫(‪)7‬انظر ‪ :‬التعريفات لل رجاين ص ‪،178‬اإلقناع ‪، 30 / 4‬املطلع ص ‪. 385‬‬
‫‪11‬‬
‫ارة‪[ ‬المائدة‪]96 :‬وقوله تعالى ‪  :‬يَ ب‬
‫سأَلو َنكَ َماذَا أحو لَه بم ق بو أحاو لَكام الطيابَاات‬
‫لَك بم َوللسي َ‬
‫ان بال َجا َاوار مكَلابا َ‬
‫َو َمااا عَل بماات بم ما َ‬
‫علَ ا بيك بم‬
‫س ا بك َن َ‬
‫اين تعَلامااونَهن ممااا عَل َمكاام اه فَكلااوا ممااا أ َ بم َ‬
‫َو ب‬
‫اذوروا ا ب‬
‫علَ بيه ‪[ ‬المائدة‪]4:‬‬
‫س َم اه َ‬
‫‪-8‬إقطاع السلطان وجوائزه ‪.‬‬
‫‪-9‬الجعو على عمو معلوم والسبق ‪.‬‬
‫‪ -10‬قبول الهبة والعطية والهدية ‪.‬‬
‫‪-11‬اللقطة ‪.‬‬
‫‪-12‬الو ايا واإلرث ‪.‬‬
‫‪-13‬المهر والصدا ‪.‬‬
‫‪ -14‬ما يأخذه المحتاج من أموال الزواة والصدقة ‪.‬‬
‫‪ -15‬ما يؤخذ من النفقة الواجبة والزوجة تأخذ من زوجها والولد من والده ‪...‬‬
‫من أهداف الملكية الخا ة ‪:‬‬
‫‪-1‬إثااراء التعاااون الاادولي عاان طريااق األفراد‪.‬والمؤسسااات غياار الحكوميااة‪.‬وذلك بتعب ااة‬
‫األفراد للعمو علاى تنمياة الابالد زراعياا و اناعيا ‪،‬وإشاعارهم بادورهم المهام فاي عماارة‬
‫األرض‪.‬وفي ذلك مصال عظيمة للفرد والمجتمع ‪.‬‬
‫‪-2‬تحقيق الخير والرفاهية لألفراد والنفع العام للمجتمع عن طريق المنافسة العادلة باين‬
‫المنتجين ‪.‬‬
‫‪-3‬عدم إشغال الدولة بأمور انتاجية يتمكن األفراد من تحقيقها ‪.‬‬
‫‪-4‬إشباع غريزة ح المال وتوظيفها في المجال الذي فطرها هللا عليه ‪.‬‬
‫الرون الثاني ‪ :‬الحرية االقتصادية المقيدة ‪.‬‬
‫ تقييد الحرياة االقتصاادية فاي اإلساالم يعناي إيجااد الضاوابط الشارعية فاي وسا الماال‬‫وإنفاقه لتحقيق الكس الحالل والنفع العام ألفراد المجتمع ‪.‬‬
‫ وخالف النظام اإلسالمي النظام الرأسمالي الذي أطلاق حرياة الكسا مان غيار قياود أو‬‫وابط وخالف النظام االشتراوي الذي ادر الحرية فمنع الناس من التملك ‪.‬‬
‫ أما اإلسالم فقد جعو هناك حرية اقتصادية ولكنها مضبوطة بالشروط اآلتية ‪:‬‬‫الشرط األول ‪ :‬أن يكون النشاط االقتصادي مشروعا ‪:‬‬
‫والقاعدة الشرعية ‪ :‬أن األ و في األشياء اإلباحة إال ماا ورد الان بتحريماه ‪ ،‬فمسااحة‬
‫الحاالل فاي االقتصااد واسااعة ‪،‬ولكان بشارط أن ال تخارم نصااا يقتضاي حرماة هاذا النشاااط‬
‫االقتصادي ومنها ‪:‬‬
‫‪-1‬الربا ‪:‬‬
‫الرباا ال يَقوم َ‬
‫ين يَأبول َ‬
‫والربا حرام في اإلسالم لقوله تعالى ‪ :‬الذ َ‬
‫اون إال َو َماا يَقاوم الاذي‬
‫ون ا‬
‫الرباا َوأ َ َحاو اه بالبَ بيا َع َو َحار َم‬
‫يَت َ َخبطه الش بي َطان م َن بال َم ا ذَلاكَ باأَنه بم قَاالوا إن َماا بالبَ بياع مثباو ا‬
‫‪12‬‬
‫الربا‪[‬البقرة‪ ]275 :‬إلى غيرها مان نصاوص الكتاا والسانة وإجمااع العلمااء(‪ ،)1‬وحارم‬
‫ا‬
‫(‪)2‬‬
‫وذلك في وو الشرائع السماوية لما فيه من األ رار االقتصادية واالجتماعية ‪:‬‬
‫فاال رار االقتصادية تكمن في أن الربا وسيلة غير سليمة للكس لما يلي ‪:‬‬‫أ ) الفائدة التي يحصو عليها المرابي ال تأتي نتيجة عمو إنتااجي باو اساتقطاع مان ماال‬
‫الفرد ‪ ،‬أو من ثروة األمة دون أن ينتج ما يقابله ‪.‬‬
‫) الفائدة الربوية تدفع ف اة مان األماة إلاى الكساو والبطالاة وتمكانهم مان زياادة ثاروتهم‬
‫بدون جهد أو عناء ‪.‬‬
‫ج ) الربا يؤدي إلى ظاهرة التضخم في المجتمع ويوسع الهوة بين الفقراء واألغنياء ‪.‬‬
‫د ) إثقااال واهااو المقتر ااين عنااد العجااز عاان التسااديد لتضاااعف سااعر الفائاادة المحرمااة‬
‫شرعا ‪.‬‬
‫أما األ رار االجتماعية للربا ‪ .‬فمنها ‪:‬‬‫أ ) الربااا يسااتغو حاجااة المحتاااجين عناادما يقتر ااون ‪ ،‬ويلحااق بهاام الكثياار ماان األ اارار‬
‫النفسية واالجتماعية والمالية دون اختيار منهم ‪.‬‬
‫) ين امي الضغائن واألحقاد بين الناس لعادم اقتناا ع المقتارض بماا أخاذ مناه مهماا واناة‬
‫حاجته ورغبته منه‬
‫ج) يلغي معاني الفضيلة والتعاون والتكافو والتراحم بين الناس (‪.)3‬‬
‫والربا نوعان ‪- :‬‬
‫النوع األول ‪:‬ربا النساي ة ‪ :‬وهاو رباا الجاهلياة ‪ .‬و اورته أن يقتارض اإلنساان مبلغاا‬
‫من المال على أن يعيد بعد فترة من الزمن المبل نفسه وزيادة عليه مقابو التأجيو وولما‬
‫تأخر عن تسديد المال زاد عليه المبل ‪.‬‬
‫النوع الثاني ‪ :‬ربا الفضو ‪ :‬يعني الزيادة في مبادلة مال بماال مان جنساه ‪ .‬اورته أن‬
‫يبيع ‪ 100‬جرام من الذه القاديم للصاائ مقاباو ‪ 90‬جارام مان الاذه الجدياد فاي نفا‬
‫(‪.)4‬‬
‫المجل‬
‫ومن المعامالت المعا رة التي يدخو فيها الربا‪-:‬‬
‫‪ -1‬التأمين التجاري ‪ :‬هو من عقود المعار ات المالياة االحتمالياة المشاتملة علاى الغارر‬
‫الفاحش ألن المستأمن ال يستطيع أن يعرف وقة العقد مقدار ما يعطي أو يأخذ ‪ ،‬فقد يدفع‬
‫(‪)1‬انظر ‪ :‬بحكام القرآن لل صاص ‪ ،513/2‬املتين البن قدامة ‪ ،51/6‬الفتاوى الكربى البن تيمية ‪. 18/3‬‬
‫(‪ )2‬اتفقت كلمة الكنيسة علرى رررمي الررر رر راً قا عراً مبنيراً علرى نصروص كثرهة مرن العهرد القردمي واسديرد ‪ ،‬يقرول سركورر ‪ :‬إن مرن يقرول إن الررر‬
‫لي مبعصية يع ّد ملحداً خارجاً عن الدين ويقول األب بوي ‪ :‬إن املرابني يفقدون شرفهم يف احلياة الدنيا وليسوا بهالً للتكفني بعد مرومم انظرر ‪:‬‬
‫فقه السنة لسيد سابق ‪. 131/3‬‬
‫(‪)3‬انظر ‪ :‬الفتاوى الكربى البن تيمية ‪ ،169/5‬إعالم املوقعني ‪ ، 106/4‬االقتصاد اإلسالمي للطريقي ص ‪. 89-87‬‬
‫(‪)4‬انظر ‪ :‬كتاب الرر واملعامالت املصرفية للمرتك ص ‪. 192-33‬‬
‫‪13‬‬
‫قسطا أو قسطين ثم تقع الكارثة فيستحق ما التازم باه الماؤمن ‪،‬وقاد ال تقاع الكارثاة أ اال‬
‫فيدفع جمياع األقسااط وال يأخاذ شاي ا ‪،‬وواذلك الماؤمن ال يساتطيع أن يحادد ماا يعطاي وماا‬
‫يأخذ بالنسبة لكو عقد بمفرده ‪ .‬وقد ورد في الحدي الصحي النهي عن بيع الغرر ‪.‬‬
‫وهذا العقد يشتمو على ربا الفضو والنسي ة ‪ .‬فنن الشروة إذا دفعة للمساتأمن أو لورثتاه‬
‫أو للمستفيد أوثر مما دفعه من النقود لها فهو ربا فضو ‪ ،‬والمؤمن ( الشروة ) يادفع ذلاك‬
‫للمستأمن بعد مداة فيكون ربا نسي ة وإذا دفعة الشروة للمستأمن مثو ما دفعاه لهاا يكاون‬
‫(‪) 1‬‬
‫ربا نسي ة فقط ووالهما محرم بالن واإلجماع ‪.‬‬
‫‪ -2‬بطاقة االئتمان ‪ :‬هي البطاقة الصادرة من بنك أو غيره تخاول حاملهاا الحصاول علاى‬
‫حاجياته من السلع أو الخدمات دينا (‪.)2‬‬
‫يدخو الربا في بطاقاات االئتماان حينماا يفارض مصادرها غراماات مالياة علاى التاأخر فاي‬
‫السااداد أو علااى تأجيااو أو تقساايط المسااحوبات المسااتحقة علااى البطاقااة ‪،‬وهااذه الغرامااات‬
‫تعتبر من ربا النسي ة المحرم ‪.‬‬
‫‪ -3‬الودائع المصرفية ‪ :‬هي النقود التي يعهد بها األفراد أو الهي اات إلاى المصاارف علاى‬
‫أن تتعهد بردها عند الطل أو بالشروط المتفق عليها ‪ .‬وحقيقة الودائع إناما هاي قاروض‬
‫للمصرف يتصرف فيها ويارد بادلها عناد االقتضااء فاأي فوائاد مالياة يأخاذها الماودع مان‬
‫البنك تعتبر ربا (‪.)3‬‬
‫وهذا ما أجمعة عليه وثير من المجامع الفقهية في العالم اإلسالمي (‪.)4‬‬
‫‪-2‬الغرر‪:‬‬
‫ومعناه ‪:‬‬
‫وجاء النهي عنه لحدي النبي ‪ -‬لى هللا عليه وسلم ‪ -‬أنه نهى عن الغرر‬
‫بيع المخاطرة وهو الجهو بالثمن أو المثمن أو سالمته أو أجله‪ .‬مثو ‪ :‬بيع الثمار قبو أن‬
‫تنضج ‪ ،‬وبيع السمك في الماء والطير في الهواء ‪ ،‬وحمو الحيوان قبو أن يولد(‪. )6‬‬
‫‪-3‬القمار والميسر‬
‫أ) وهو محرم شرعا لقوله تعالى ‪ ‬يَاا أَيُش َهاا الاذ َ‬
‫صاا‬
‫ين َمناوا إن َماا بال َخ بمار َو بال َم بيسار َو باأل َ بن َ‬
‫ع َمو الش بي َطان فَ ب‬
‫اجتَنبوه ‪[‬المائدة‪]90 :‬و من وره ‪:‬‬
‫َو باأل َ بزالم ر بج ٌ م بن َ‬
‫((‬
‫(‪)1‬انظر ‪ :‬قرار اجملمع الفقهي التابع لرابطة العامل اإلسالمي (‪1397/4/4 )55‬هر يف دورته العاشرة ‪.‬‬
‫(‪)2‬ما ال يسع التاجر جهله للمصلح والصاوي ص ‪245‬‬
‫(‪)3‬انظر ‪ :‬املرجع السابق ص ‪. 332‬‬
‫(‪)4‬انظر ‪ :‬قرار اجملمع الفقهي التابع ملنظمة املؤمتر اإلسالمي يف ربيع الثاين ‪1406‬هر يف الؤمتر الثاين ‪.‬‬
‫ولالستزادة انظر ‪ :‬كتاب ( الرر يف املعامالت املالية املعاصرة ) د ‪ .‬عبد هللا السعيدي ‪ ،‬دار يبة ‪.‬‬
‫(‪)5‬رواه مسلم (‪)1513‬‬
‫(‪)6‬انظر ‪ :‬الفتاوى الكربى البن تيمية ‪ ،18/3‬نيل األو ار ‪. 178/3‬‬
‫‪14‬‬
‫))(‪)5‬‬
‫‪-1‬أورا اليانصي والتي تشتر بمبال مالية محددة من أجو توقع الحظ بالفوز بجاوائز‬
‫هذه األورا ‪.‬‬
‫‪-2‬المراهنة وهو أن يشترط وو من الفريقين على اآلخر جعال أو مبلغا في حالة الرب أو‬
‫الخسارة‬
‫‪-3‬األموال التي تنفاق علاى الشاراء مان متجار لاي بغارض الحاجاة للشاراء ولكان بقصاد‬
‫الدخول على سحوبات جوائز وغيرها (‪.)1‬‬
‫الشرط الثاني ‪ :‬أن تتدخو الدولة لحماية المصال العامة وحراستها بالحد من حريات األفراد‬
‫إذا أ رت أو أساءت لبقية المجتمع ‪ .‬ومثالها ‪:‬‬
‫ ما فعلة النبي ‪ -‬لى هللا علياه وسالم ‪-‬حاين وزع فايء بناي النضاير علاى المهااجرين‬‫وحدهم دون األنصار إال رجلين فقيرين‪. .‬وذلك لكي يقيم التوازن بينهم ‪.‬‬
‫ بيع عمر السلع المحتكرة جبرا من محتكريها بسعر المثو ‪.‬‬‫ تحديد األسعار منعا الستغالل الناس واإل رار بهم ‪.‬‬‫(‪)2‬‬
‫ نزع الملكية الخا ة للمنفعة العامة ‪....‬‬‫الشرط الثال ‪ :‬تربية المسلم على أن يؤثر مصلحتة لمصلحة غيره فيتوقف عن وو ما يحقق‬
‫له النفع ويضر اآلخرين ‪.‬‬
‫للحدي ‪ (( :‬ال رر وال رار )) (‪.)3‬‬
‫سب تقييد اإلسالم للحرية االقتصادية ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن المالك الحقيقي للمال هوهللا عز وجو ‪ .‬وله الحق سبحانه أن يحدد تصرفاتهم وفق‬
‫ما يعلمه من حالهم وما يصل شؤونهم ‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم اإل رار بحقو اآلخرين أو المصلحة العامة ‪.‬‬
‫‪ -3‬حمايااة مصااال بعااض الف ااات المحتاجااة ماان منافسااة الغياار لهاام ومااا هااو الحااال فااي‬
‫مصارف الزواة واإللزام بالنفقة على األقار ‪ .‬والضرائ عند الحاجة الماسة إليها (‪.)4‬‬
‫الرون الثال ‪ :‬التكافو االجتماعي ‪:‬‬
‫ماان الحقااائق الثابتااة أن أفااراد النااوع البشااري يتفاااوتون فااي الصاافات الجساادية والنفسااية‬
‫والفكرية ‪،‬وبناء على هذا التفاوت في المواه واإلمكانيات ومقادار التحماو والباذل ؛فانن‬
‫هناااك تفاااوت ساايكون فااي إيجاااد نوعي اة العمااو ‪،‬وبالتااالي مقاادار الحصااول علااى المااال ‪.‬‬
‫وبالتالي سيكون هناك أفاراد فاي المجتماع معاوزين ‪ ،‬ال يجادون وفاايتهم مان الماال الاذي‬
‫(‪)1‬انظر ‪ :‬االقتصاد اإلسالمي للطريقي ص ‪. 96‬‬
‫والعسال ص ‪ ، 97-92‬واالقتصاد اإلسالمي للسالوس ص ‪. 50‬‬
‫(‪)2‬انظر ‪ :‬النظام االقتصادي يف اإلسالم للعبد الكرمي‬
‫ّ‬
‫(‪)3‬رواه مالك يف املو أ (‪)1429‬‬
‫والعسال ص ‪ ،77-71‬بصول االقتصاد اإلسالمي للبعلي ص ‪. 63-53‬‬
‫(‪)4‬انظر ‪ :‬النظام االقتصادي يف اإلسالم للعبد الكرمي‬
‫ّ‬
‫‪15‬‬
‫ينفقونه على حاجياتهم الضرورية ‪ .‬ولهذا جاءت عدة تشريعات إسالمية لتحقيق التكافو‬
‫والتعاون وسد النق لد أهو االحتياج من أفراد المجتمع منها ‪- :‬‬
‫‪ -1‬الزواة لسد حاجات المعوزين ‪.‬‬
‫‪ -2‬إعطاء بية المال ألهو الحاجات ‪.‬‬
‫‪ -3‬اإلنفا الواج على األقار ومن تلزمه نفقته ‪.‬‬
‫‪ -4‬النهي عن اإلسراف والبذخ تحقيقا للتوازن االجتماعي ومراعاة لنفوس المحتاجين‬
‫‪.‬‬
‫‪ -5‬شااارعة الكفاااارات والصااادقات والقاااروض والهباااات و ااادقة الفطااار واأل ااااحي‬
‫والعقيقة وغيرها لتحقيق مبدأ التكافو والتعاون بين أفراد المجتمع (‪.)1‬‬
‫منطلق ات أساسية للتنمية االقتصادية‬
‫أوال ‪ :‬االعتماد على الذات ‪:‬‬
‫يحرص اإلسالم في توجهاته وأدبياته على غرس الشعور بالمسؤولية الفردية في‬
‫وااو ااعيد ‪ ،‬فالمساالم مسااؤول عاان توظيااف طاقاتااه ‪ ،‬وحفااظ جوارحااه ‪،‬ورعايااة عيالااه‬
‫ومحاولااة حااو مشااكالته ‪ ..‬وهااو يلقااي فااي روع المساالم أن عليااه قبااو أن يطلا مساااعدة‬
‫اآلخرين أن يستنفد طاقته في نفع نفسه وعليه قبو أن يحاس اآلخرين أن يحاس نفساه‬
‫وقبو أن يقرأ تاريخ األمم األخر أن يقرأ تاريخ أمته‪ .‬هذه التعاليم والتوجهات سااعدت‬
‫المسلم على اإلقالع حضاريا مستعينا على ذلك بانتمائه الديني وطاقاته الذاتية ‪.‬‬
‫إن ماان المؤسااف حقااا فااي عصااورنا األخياارة تأسااي تنميتنااا االقتصااادية علااى تبعيااة‬
‫األنظمااة االقتصااادية الشاارقية أوالغربيااة ‪،‬و المشااي فااي روااا مشاااريعهم التنمويااة التااي‬
‫تستنفذ خيرات الدول الفقيرة والضعيفة مقابو إعطائهاا الخبارات والحلاول االقتصاادية ‪.‬‬
‫ف بعد سقوط الشيوعية ووف الغر عن تقديم مساعداته بدأت وثير مان الادول اإلساالمية‬
‫حوة متأخرة من هول دمة الواقع االقتصادي الذي تعيشه ‪.‬‬
‫ومن أس االعتماد على الذات ‪:‬‬
‫‪ -1‬االعتمااااد علاااى الكفااااءات الوطنياااة وحفاااظ رأس الماااال الاااوطني مااان التسااار إلاااى‬
‫االستثمارات الخارجية وإنقاذ أوبر عدد من الناس مان الوقاوع فاي العاوز والحاجاة ‪ ،‬مان‬
‫خالل االستفادة من العنا ر المحلية الموجودة والموارد المتاحة في بي تهم دون نزعهم‬
‫منهااا إلااى الماادن وبالتااالي تاازداد الهجاارة إلااى الماادن ‪ ،‬وتاازداد معهااا ااعوبة العاايش‬
‫والحصول على العمو ‪.‬‬
‫ومن النماذج في ذلك ‪.‬‬
‫(‪)1‬انظر ‪ :‬االقتصاد اإلسالمي للسالوس ‪. 50-47/1‬‬
‫‪16‬‬
‫* في سايريالنكا قاام برناامج عاام ‪1972‬م بمسامى مجاال تطاوير األحيااء يعتماد علاى‬
‫المشاروة الشعبية من خالل اختيار أوثر المشروعات قدرة على تحقياق أرباا وإيجااد‬
‫أوبر عدد من الوظائف بأقو التكاليف وقد استطاع هذا البرنامج خالل ‪ 4‬سانوات أن يقادم‬
‫‪:‬‬
‫ ‪ 1882‬مشروعا في جميع أنحاء سيرالنكا ‪.‬‬‫ نشأ عنه ‪ 40‬ألف وظيفة ‪.‬‬‫ األربا العائدة فاقة أربعة أ عاف متوسط اإلنتاج الحكومي ‪.‬‬‫‪ -2‬تدخو الدولة الخدمي واإلرشادي والتنظيمي عند اعتمادهاا علاى مشااروة الجمهاور‬
‫في تنمية االقتصاد‬
‫باالمكانيات المتاحة ‪.‬‬
‫وذلك من خالل ما يلي ‪:‬‬
‫أ ) إنشاء مراوز معلومات تتخذ من األرياف والقار مقارا لهاا وتقاوم بعملياات مسا‬
‫شاملة للقو البشرية والموارد المتاحة مع تقديم الخبرات العلمية والتقنية ‪.‬‬
‫) إقامااة المشااروعات الصااغيرة بقااروض ميساارة بعياادا عاان الربااا دعمااا للكااوادر‬
‫الوطنية وتقوية لالقتصاد المحلي ‪.‬‬
‫ج ) شااراء منتجااات الماازارع والمصااانع ماان قبااو الدولااة دعمااا لهااا بشاارط مراقبتهااا‬
‫للجودة العالية ‪.‬‬
‫د ) الدعوة إلى اإلبداع والمكافأة على ذلك ‪.‬‬
‫ففااي باانجالديش اامم مناازل مقاااوم للمطاار والااري بحااوائط يتكااون الواحااد منهااا ماان‬
‫حصيرين من الخيزران بينهما مادة البوليثين القوية التحمو خالل أربعة أيام ‪.‬‬
‫‪-3‬االعتماد على التعليم والتدري للشبا ‪:‬‬
‫وهااو الساار فااي تفااو وثياار ماان الشااعو اقتصاااديا‪ .‬ففااي اليابااان الشااروات والمصااانع ال‬
‫اإلنتاج وإغال بعض خطوطه ولكنها تعيد تاأهيلهم فاي‬
‫تسر الموظفين نتيجة تقلي‬
‫فروع إنتاج جديدة ‪،‬وهذا نتيجة حكمة تقول ‪ (:‬إعطاء الفرد سمكة واحدة يوفر لاه الغاذاء‬
‫مرة واحدة‪ .‬أما تعليم اإلنسان ويف يصطاد السمك فننه يؤمن له غذاء متجددا ودائما َ ) ‪.‬‬
‫فيج ا إشااغال أوقااات الشاابا فيمااا يفيااد الخطااة التنمويااة للاابالد إذ فااي المملكااة أوثاار ماان‬
‫‪ %54‬من السكان هم من ف اة الشابا دون العشارين فقاابليتهم للتادري والتأهياو عالياة‬
‫جدا وممكن أن تسدا بهم الثغرات التنموية فاي القطاعاات األخار مماا ياؤدي إلاى إشاغال‬
‫وقتهم وتفعيو طاقاتهم بالمفياد الناافع‪ .‬وقاد فعلاة ذلاك حكوماة متاران الساابقة فاي فرنساا‬
‫عندما عينة وزيرا للوقة الضائع يعود على الفرد و البالد بالنفع والفائدة (‪.)1‬‬
‫ثانيا ‪ :‬التصنيع عص التنمية الحديثة ‪:‬‬
‫(‪)1‬انظر ‪ :‬مدخل إىل التنمية املتكاملة لبكار ص ‪. 366 -360‬‬
‫‪17‬‬
‫إن توفير الادخول الجياده لألفاراد اليكاون بعيادا عان التصانيع ‪ .‬والتصانيع الماؤثر علاى‬
‫االقتصاد المحلي والدولي هو القائم على التقنية المعا رة ‪.‬‬
‫إن التقنية التي نريدها هي ‪ :‬واو تقنياة تساتفيد إلاى أقصاى درجاة مان الماوارد الطبيعياة‬
‫المتاحة ومن الحجم المناس مان رأس الماال والعماال والمهاارات والتاي تعازز األهاداف‬
‫العليا والوطنية لألمة ‪.‬‬
‫ومن سمات التقنية المناسبة ‪:‬‬
‫أ ) أنها تلبي حاجاات النااس وتوظاف الطاقاات واالمكانياات ‪ ،‬والتصاب لهاا تبعياة تاؤثر‬
‫على هذه السمة ‪.‬‬
‫) أن التقنية المناسبة هي التي توظف أوبر عدد من األيدي العاملة ‪.‬‬
‫ج ) أ ن التقنيااة المناساابة هااي التااي تعتمااد علااى اسااتثمار المعطيااات المحليااة وتوظيااف‬
‫الخبرات والطاقات المتوفرة ولهذا يمكن أن تفرض الدول على الشروات المستثمرة ماا‬
‫يحقق هذه السمات فالهند مثال منعة الشروات الكبر من إقامة مشروعاتها في الحضار‬
‫والماادن المكتظااه ‪ .‬وألزمااة الاادوائر الحكوميااة والمؤسسااات ماان شااراء ‪ 241‬ساالعة ماان‬
‫المشاريع الصغيره دعما لها مقابو دخول الشروات الكبر للبالد‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الحد من الهدر واالستهالك ‪:‬‬
‫ساارف َ‬
‫ساارفوا إنااه ال يح ا ُش بالم ب‬
‫وهااذا تحقيقااا لقولااه تعااالى ‪َ  :‬وال ت ب‬
‫ين‪[‬ألعااراف‪]31 :‬ووااذلك‬
‫ين َوااانوا إ بخا َاو َ‬
‫و اافه ساابحانه للمبااذرين بأشاانع األو اااف فقااال تعااالى ‪ :‬إن بالم َبااذار َ‬
‫ان‬
‫الشيَاطين ‪[ ‬اإلسراء‪.]27 :‬‬
‫فالمجتمع يعيش مظاهر من اإلسراف والتبذير مثو اإلنفا على األثاث والرياش والتحف‬‫وبناء المساون بصورة بذخية فائضة عن الحاجة‪ .‬باإل افة إلاى المباال التاي تنفاق علاى‬
‫السااياحة والساافر بلغااة نفقاتهااا فااي عااام واحااد فقااط ماان السااعودية ‪ 25‬مليااار لاير(‪. )1‬‬
‫وهناك من يساتدين بالرباا مان أجاو شاراء سايارة فااخرة أوشاراء طعاام وثيار يطابخ وال‬
‫يؤوو في مثو وثير من مناسبات األفرا واللقاءات االجتماعية ‪.‬‬
‫وهناااك دراسااة محليااة تبااين أن المسااتهلك السااعودي ينفااق ‪ % 60 – 40‬علااى الغااذاء‬
‫و‪ %20 – 15‬علااااى الكساااااء ‪ ،‬و‪ %20 – 15‬علااااى الترفيااااه و‪ %10-5‬علااااى التعلاااايم‬
‫ومثلها على السكن(‪.)2‬‬
‫وبالتالي يفقاد المساتهلك قادر وبيار مان دخلاه وأموالاه علاى ومالياات تفايض عان حاجاتاه‬
‫وتضاايع مدخراتااه نتيجااة لعااادات خاط ااة أو محاواااة لآلخاارين ماان دون اعتبااار الفروقااات‬
‫المالية واالجتماعية ‪.‬‬
‫(‪)1‬جريدة عكاظ ‪1419/1/15‬هر ‪.‬‬
‫(‪)2‬مقال ( العقلية االستهالكية … إىل بين ) د ‪ .‬القحطاين جريدة اليوم ‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫أسبا ظاهرة اإلسراف في المجتمع المسلم ‪:‬‬
‫‪ -1‬ااعف الشااعور الااديني لااد المساالم جعلااه يستساالم ألهوائااه وشااهواته فيفاارط فااي‬
‫اإلنفا على متعه ولذاته‬
‫‪-2‬فقر الحياة الثقافية واالجتماعية جعو مجال التفا و هو وس المال وإنفاقه وهدره‬
‫‪.‬‬
‫‪ -3‬عف الوعي بقيمة المال وحاجة األمة إليه ‪ ،‬فالمال قد يصب أقاو ساال لألماة إذا‬
‫سخر في خدمة أهداف الدولة وبنائها الحضاري ‪.‬‬
‫‪-4‬االفتتان باألنموذج الغربي الغني في طريقة العيش والحياة ‪،‬ومحاولاة التقلياد لهام فاي‬
‫العادات والتصورات مما زاد من نسبة النفقات على الكماليات الباهظة فيارغم فاي وثيار‬
‫من األحيان ذوو ا الدخول المحددة على مضاعفة العمو أو االقتراض ‪..‬‬
‫‪-5‬تكدي األشكال الكثيارة مان البضاائع فاي األساوا إلاى جانا اساتثارت النااس إلاى‬
‫االستهالك من خالل الدعايات و اإلعالنات ‪.‬‬
‫ومن أجو عالج هذه الظاهرة يجا أن تتعااون الجهاات الماؤثرة فاي المجتماع فاي و اع‬‫التدابير الالزمة لتقليلها والحد من انتشارها ‪ .‬من خالل مايلي ‪:‬‬
‫‪-1‬زيادة الوعي الديني واالجتماعي بضرورة ترشيد االستهالك واإلنفا في وو األماور‬
‫الحياتية‬
‫‪ -2‬اارورة وجااود نماااذج قياديااة يقتااد بهااا يتلقااف الناااس تصاارفاتهم الحساانة ونماااذج‬
‫للسلوك السوي الصحي ‪.‬‬
‫‪-3‬زياااادة عااادد المشااااريع االقتصاااادية الناجحاااة لتااادفع بااار وس األماااوال للخاااروج إلاااى‬
‫األسوا وعدم‬
‫تكدس هذه األر دة لد الناس مما يدفعهم الستخدامها في مظاهر عديدة للتارف والباذخ‬
‫(‪. ) 1‬‬
‫رابعا ‪ :‬التخطيط الشمولي التكاملي للتنمية ‪:‬‬
‫وهذا التخطيط هو الذي ينظار إلاى التنمياة مان أعلاى باعتبارهاا واو ال يتجازأ دون قصار‬
‫النظر على الخطط الجزئية أو المرحلياة أو المؤقتاة فقاط ‪ .‬أو التخطايط نتيجاة ردة فعاو‬
‫مبنية على أمر طارئ أو خلو عارض ربما يزول وينقطع ‪ .‬و ال يخفى علاى أحاد ماا يطارأ‬
‫على تلاك الخطاط مان تنااقض وتعاارض عناد البادء باأول خطاوة نحاو التنفياذ ‪ ،‬فالتنمياة‬
‫الصحيحة البد أن تساير وفاق مخطاط شامولي يساعى إلاى التكاماو فاي البنااء واألعماال ‪،‬‬
‫وعندها نكاون قاد قضاينا علاى النتاوءات والفروقاات التاي يمكان أن تحادث بعاد ذلاك باين‬
‫(‪)1‬انظر ‪ :‬املدخل إىل التنمية املتكاملة لبكار ص ‪ ، 377-375‬االقتصاد اإلسالمي للطريقي ص ‪. 109-102‬‬
‫‪19‬‬
‫خدمات المرافق المتنوعه وقابليتها للتطوير أو الزيادة السكانية المتوقعة حي يتضااعف‬
‫عدد سكان الدول وباألخ الدول النامية وو ‪ 15‬سنة ‪.‬‬
‫خامسا ‪ :‬التنمية االقتصادية الصحيحة ال تدمر البي ة ‪:‬‬
‫حدثة مظاهر سي ة على البي ة نتيجة النهوض االقتصادي الكبير في العقود األخيرة من‬
‫هذا القرن والذي لم يراع أي اهتماام بساالمة البي اة و احتها ‪ .‬فمان األمثلاة علاى تلاك‬
‫المظاهر ‪:‬‬
‫‪ -1‬خااالل نصااف قاارن مضااى فقااط خساار العااالم خما التربااة الصااالحة للزراعااة وخما‬
‫غابات المطر وانقراض اآلالف من األجناس النباتية والحيوانية ‪.‬‬
‫‪ -2‬انتشار مواد ويمائية خطرة تستخدم في أوثر دول العالم تجر عليها اختباارات ساابقة‬
‫وأثارها سي ة تصو إلى أوثر من ‪ 80‬ألف مادة‪.‬‬
‫‪ -3‬ارتفاع حرارة األرض نتيجاة أبخارة وغاازات وعاوادم السايارات وغيرهاا والتاي أدت‬
‫إلى تغيرات مناخية زادت من خطر األعا ير المدمرة أو الجفاف أو الفيا انات ‪.‬‬
‫ولحو هذه الظاهرة البد من أمور ‪:‬‬
‫أ ) تدعيم اإليماان فاي قلاو النااس وتخفياف شاهية التفارد باالساتهالك نحاو المتاع التاي‬
‫تحقق مصلحة خا ة ولكنها تفت مفاسد عامة ومتعددة ‪.‬‬
‫) تشااجيع المؤسسااات علااى االسااتثمار فااي المشااروعات الواقيااة والصااحية ومعاقبااة‬
‫المشروعات الضارة ‪.‬‬
‫ج ) إيجاد بدائو للطاقات الحرارية التي تساتخرج مان البتارول أو الفحام وغيار ذلاك إلاى‬
‫ماهو أقو ررا وأنفع للبي ة واإلنسان (‪.)1‬‬
‫وتبه‬
‫د ‪ /‬مسفر بن علي بن محمد‬
‫القحطاني‬
‫‪[email protected]‬‬
‫(‪)1‬انظر ‪ :‬املدخل إىل التنمية املتكاملة ص ‪. 350‬‬
‫‪20‬‬