حبث مقدم إيل : املؤمتر السنوي اخلامس لقسم احملاسبة كلية التجارة – جامعة القاهرة احملاسبة يف عامل متغري "المحاسبة في مواجهة التغيرات االقتصادية والسياسية المعاصرة" بعنوان: " دور المراجعة الداخلية كآلية لتقويم نظم الرقابة الداخلية في ظل تطبيق حوكمة الشركات في مصر" إعداد: الباحثة الباحث سامح رفعت أبو حجر إيمان أحمد محمد رويحه باحثة ماجستير باحث ماجستير كلية التجارة جامعة دمياط كلية التجارة جامعة دمياط 1 الملخص: هتدف هذه الدراسة إىل الوقوف على دور املراجعة الداخلية يف دراسة وتقومي نظام الرقابة الداخلية حيث اتضح من خالل البحث والدراسة أن للمراجعة الداخلية دور فعال يف إعادة هيكلة نظام الرقابة الداخلية, ومن أهداف الدراسة أيضا إثبات الدور الذي تلعبه املراجعة الداخلية هذا يف ظل تطبيق مفهوم حوكمة الشركات. هذا وقد تناولت أيضا العالقة بني املراجعة الداخلية والرقابة الداخلية يف ظل بيئة مؤسسية تطبق مفهوم حوكمة الشركات وإبراز دور احلوكمة يف التنسيق فيما بينهم. وقد اعتمد الباحثان يف هذه الدراسة على املنهج العلمي املعاصر ،القائم على املزج بني املنهجني االستقرائي واالستنباطي ،حيث يقوم الباحثان باستقراء ما جاء يف األدب احملاسيب من أحباث وإصدارات املنظمات املهنية وحتليل الدراسات السابقة ذات الصلة مبوضوع البحث. وقد توصل الباحثان إىل عدة نتائج أمهها هو إثبات دور املراجعة الداخلية الفعال يف تقومي نظام الرقابة الداخلية ,وإظهار التطور الذي حدث ملفهوم املراجعة الداخلية يف ظل حوكمة الشركات. أما أهم التوصيات ,فقد توصل الباحثان إىل ضرورة تطوير دور املراجع الداخلي بالشكل الذي يوضح مدي تأثريه يف تقومي الرقابة الداخلية ,ضرورة إصدار معايري خاصة حبوكمة الشركات. Abstract This study aims to identify the role of internal audit in the study and evaluation of internal control system, where it turns through research and study that internal audit has an effective role in the restructuring of the internal control system, it also aims to demonstrate the role of internal audit in the light of application of corporate governance. This has also dealt with the relationship between internal audit and internal control under the application of corporate governance in the company, and to highlight the role of corporate governance in coordination with each other. Was adopted by the researchers in this study on the scientific method, that based on a combination of inductive and deductive approaches. We found several results to prove the important role of internal audit in the evaluation of internal control system, and to show the development that has happened to the internal audit concept in the light of corporate governance. 2 The most important recommendations, we have come to the need to develop the role of internal auditor manner the demonstrates the extent of its influence in the evaluation of internal control, the need for issuance of corporate governance standards. المقدمة : في ﻅل ﺍلتغيﺭﺍﺕ ﻭﺍلتحوالت ﺍالقتصادية واالجتماعية ﺍلتي اجتاحت ﺍلعامل في عقﺩ ﺍلتسعيناﺕ من ﺍلقﺭﻥ ﺍلعشﺭين ،خاصة في ﺩﻭل شرق ﺁسيا ﻭﺃمﺭيكا ﺍلالتينية ﻭﺭﻭسيا ،ﺇضافة ﺇلى أزمة ﺍلثقة ﺍلتي عصفﺕ مبهنة ﺍلمحاسبة في ﺍلسنﻭﺍﺕ األخرية من ﺍلعقﺩ املاضي نتيجة ﺍنهياﺭ ﺍلعﺩيﺩ من ﺍلشركات ﺍلكبﺭﻯ في ﺍلعالﻡ مثل :شركة ( )Enronﻭ( )WorldComو() Arthur Anderson فقﺩساهم ﺫلﻙ في ﻅهﻭﺭ بعض ﺍلمصﻁلحاﺕ ﻭﺍلمفاهيﻡ ﺍلمﺭتبﻁة بضبط ﺍألداء ﻭﺍلمماﺭساﺕ ﺍلمحاسبية من ﺨالل ﻭجﻭﺏ تﻭفﺭ ﺍلعﺩيﺩ من اإلجراءات ﺍلتي تتضمن شفافية سري العمل ،ﻭﺍلمحافﻅة على حقوق ﺍلمساهميﻥ ﻭضمان ﺩقة ﺍلتقاﺭيﺭ ﺍلمالية ﻭفعالية ﺇجراءﺍﺕ ﺍلﺭقابة الداخلية ،ﻭمنع حدوث 1 االهنيارات بأسﻭﺍﻕ ﺍلمال ،مما يعزز ثقة املستثمرين ﻭيشجعهﻡ على االستثماﺭ. وبعد إجراء العديد من الدراسات والبحوث اليت تناولت أسباب اهنيار هذه الشركات ,خلصت إىل أن السبب الرئيسي يعود إىل غياب املمارسات واإلجراءات يف اإلدارة والتنظيم واإلشراف الفعال على الشركات مبا يضمن حتقيق األهداف املوضوعة ,وااللتزام باألنظمة الداخلية والقوانني املنظمة لشئون إعمال الشركات ,2ومن هنا أصبحت الرقابة الداخلية بالشركات غاية يف األمهية ألن وجود نظام رقابة داخلية يعد خط الدفاع الرئيسي للوقاية من إعداد التقارير املالية االحتيالية.3 تعترب املراجعة الداخلية أحد أدوات تقييم وتقومي نظام الرقابة الداخلية حيث تعترب وظيفة املراجعة الداخلية من أهم الوظائف يف املؤسسات االقتصادية ملا هلا من أثر يف تفعيل وتطوير نظام الرقابة الداخلية وكفاءة استﺨدام املوارد املتاحة كذلك يف تقييم املﺨاطر مما يعزز إسرتاتيجية املؤسسات يف االستغالل األمثل 4 للموارد والوصول إيل اجلودة الشاملة وبالتايل الصمود يف وجه املنافسة. ولضمان التنسيق بني آليات املراجعة الداخلية ونظام الرقابة الداخلية البد من تطبيق مفهوم حوكمة الشركات ملا هلا من أمهية كبرية ودور منتظر يف العمل على التنسيق والربط بني اآلليات الرقابية الداخلية ومن بينها املراجعة الداخلية والرقابة الداخلية حيث تدعو حوكمة الشركات إىل إحداث تعاون بني هذه اآلليات والتنسيق فيما بينها من خالل حتديث العالقة وتنظيم األدوار وتوضيح نقاط التعاون حول مراقبة املعامالت املالية واإلدارية. 1 الصوص ,إياد سعيد " ,مدى فاعلية دور لجان المراجعة في دعم آليات التدقيق الداخلي والخارجي (دراسة تطبيقية على البنوك العاملة في فلسطين)" ,رسالة ماجستير غير منشورة ,كلية التجارة ,الجامعة اإلسالمية غزة )2112( ,ص .11 2 دحدوح ,حسين أحمد" ,دور لجنة المراجعة في تحسين كفاية نظم الرقابة الداخلية وفعاليتها في الشركات (دراسة ميدانية)" ,مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية ,مجلد ( ,)21العدد األول)2112( , ص.3 3 المرجع السابق ذكره ،ص .2 4 عثمان ,سارة" ,دور المراجعة الداخلية في تفعيل نظام الرقابة الداخلية في الشركات" ,رسالة ماجستير غير منشورة ,كلية العلوم االقتصادية التجارية وعلوم التسيير ,جامعة قاصدى مرباح ,ورقلة ,الجزائر, ( .)2113ص3 3 مشكلة الدراسة : بناءً على ما سبق ،مُيكن بلورة مشكلة البحث يف حماولة اإلجابة على التساؤل التايل: ىف ظل تطبيق حوكمة الشركات ،هل للمراجعة الداخلية دور ىف تقومي نظم الرقابة الداخلية ؟ أهمية الدراسة: تسهم هذه الدراسة ىف حتديد الدور الذي جيب ان يقوم به املراجع الداخلي لتحسني كفاءة الرقابة الداخلية وتقوُيها وزيادة فعاليتها ،حيث أن حتسني كفاءة نظم الرقابة الداخلية وفعاليتها هو أمرا مهما للعديد من األطراف مثل اإلدارة واملسامهني واملراجعني اخلارجيني. أهداف الدراسة: يكمن هدف الدراسة ىف التعرف على األنشطة الىت ُيارسها املراجع الداخلي ليساهم ىف حتسني كفاءة نظم الرقابة الداخلية املطبقة ىف الشركات ،وكذلك تقومي تلك الرقابة لوضعها ىف اإلطار الذي حيقق أهداف الشركة ،وحتقيقا هلذا اهلدف سيتم استعراض مفهوم املراجعة الداخلية وأهدافها ومهامها وكذلك التطرق إىل مفهوم نظم الرقابة الداخلية ومكوناهتا وأمهيتها. فروض الدراسة: تقوم هذه الدراسة على الفرضان التاليان: .1حلوكمة الشركات أمهية إسرتاتيجية عند تطبيقها يف خمتلف اجملاالت. .2للمراجعة الداخلية دور ىف تقومي نظم الرقابة الداخلية. حدود الدراسة: .1تقتصر هذه الدراسة على دور املراجعة الداخلية فقط ىف تقومي نظم الرقابة الداخلية ،وال تتطرق الدراسة إىل دور املراجعة اخلارجية. .2تقتصر هذه الدراسة على الشركات الىت تطبق حوكمة الشركات فقط. منهج الدراسة: يتبع الباحثان املنهج العلمي املعاصر ،القائم على املزج بني املنهجني االستقرائي واالستنباطي ،حيث يقوم الباحثان باستقراء ما جاء يف األدب احملاسيب من أحباث وإصدارات املنظمات املهنية وحتليل الدراسات السابقة ذات الصلة مبوضوع البحث ،واليت قام الباحثان بتجميعها مبﺨتلف الطرق والوسائل سواء كان ذلك من خالل زيارة مكتبات بعض اجلامعات أو الوصول إليها من خالل شبكة االنرتنت ،للوقوف على اإلطار النظري للمراجعة الداخلية والرقابة الداخلية ىف ظل حوكمة الشركات ،مث استنباط ما يراه الباحثان مالئماً لتعزيز دور املراجع الداخلي يف تقومي نظم الرقابة الداخلية ،وذلك للوصول إىل حل ملشكلة البحث وعرض النتائج والتوصيات. 1 المبحث األول :اإلطار النظري للمراجعة الداخلية والرقابة الداخلية: شهد العامل خالل السنوات األخرية العديد من التغريات والتطورات االقتصادية واملعلوماتية اهلائلة ,وكذا االهنيارات املالية اليت مست كربي املؤسسات يف العامل ,مما أدى إيل زيادة االهتمام مبهنة املراجعة الداخلية كأداة رقابة تضمن قدرة املؤسسات على مواكبة اخلطي املتسارعة والزخم اهلائل من املتغريات اليت ُيوج هبا العامل. وتعترب وظيفة املراجعة الداخلية وظيفة مهمة يف أي مؤسسة كانت ,حيث تعترب جزءا مهما من نظام الرقابة الداخلية فهي تقع على قمة هذا النظام ,كما أن دورها تغري من الرتكيز فقط على اجلوانب املالية لتشمل أيضا اجلوانب اإلدارية ومسامهتها يف إضافة قيمة للمؤسسة وكذا تقدُيها للﺨدمات االستشارية, فأصبح رأي مدير املراجعة الداخلية مهما حول كفاية وفاعلية نظام الرقابة الداخلية وخصوصا مع املستجدات اليت ظهرت يف بيئة األعمال. ولذلك علي املؤسسات أن حترص على تطبيقها وفق املعايري املﺨولة هلا من أجل إثبات صحة بياناهتا ومصداقية قوائمها املالية ,أيضا حتليل نتائجها من أجل معرفة نقاط القوة والضعف لديها. وعليه ,,, يتم تقسيم هذا املبحث إيل حمورين رئيسيني تتناول البعد النظري الثنان من متغريات الدراسة وهي " املراجعة الداخلية ,الرقابة الداخلية". حيث يتم تقسيم هذا املبحث إيل مطلبني على النحو التايل: املطلب األول :البعد النظري للمراجعة الداخلية وفيه يتناول الباحثان بالدراسة ماهية املراجعة الداخلية وكل ما يتعلق هبا من نظريات حيث يشمل النشأة وأهم التعريفات وأمهيتها وأهدافها ووظيفتها. املطلب الثاين :البعد النظري لنظام الرقابة الداخلية: وفيه تتم تكملة احلديث عن الرقابة الداخلية نشأهتا وماهيتها وعناصرها وأهدافها. المطلب األول :البعد النظري للمراجعة الداخلية: نشأة المراجعة الداخلية: يرجع ظهور املراجعة الداخلية كفكرة إيل الثالثينيات ,وذلك بالواليات املتحدة األمريكية ,ومن األسباب اليت أدت إيل ظهورها رغبة املؤسسات األمريكية يف ختفيض ثقل املراجعة اخلارجية خاصة إذا علمنا أن التشريعات األمريكية كانت تفرض على كل املؤسسات اليت تعامل يف األسواق املالية إيل إخضاع حساباهتا ملراجعة خارجية حىت يتم املصادقة عليها .وبقي دور املراجعة الداخلية مهمشا حبيث أهنا مل حتض باالهتمام الالزم يف بادئ األمر ,إيل أن انتظم املراجعون الداخليون يف شكل تنظيم موحد يف نيويورك سنة 1491وكونوا ما يسمى مبعهد املراجعني الداخليني األمريكيني الذي عمل منذ إنشائه على 1 تطوير هذه املهنة وتنظيمها. 1 عبد الصمد ,عمر" ,دور المراجعة الداخلية في تطبيق حوكمة المؤسسات" ,دراسة ميدانية ,رسالة ماجستير غير منشورة ,كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التيسير ,جامعة المدية ,الجزائر, ( ،)2112ص.12 5 أما يف وقتنا احلاضر أصبحت املراجعة الداخلية بالغة األمهية باعتبارها أداة إدارية ُيكن االعتماد عليها يف ترشيد العملية اإلدارية مبفهومها املعاصر حبيث بدأت بنطاق وجمال ضيق يقتصر على مراجعة القيود والسجالت املالية ,مث اجتهت بعد ذلك حنو اجملاالت اإلدارية والتشغيلية نتيجة الظروف االقتصادية. 1 تطور مفهوم املراجعة الداخلية: تطور تعريف املراجعة الداخلية وتغري بني عدة مراحل حيث أخذ يف التطور بني احلني واآلخر ,فعند تتبع 2 التطور الزمين للمراجعة الداخلية جند أهنا مرت بالعديد من املراحل ُيكن بياهنا فيما يلي: أوال :ما قبل سنة :7591 كان يقصد باملراجعة الداخلية أهنا املراجعة اليت يقوم هبا جمموعة من موظفي املؤسسة وذلك لتعقب األخطاء ,فقد احنصرت على اكتشاف األخطاء والغش والتالعب وضاق نطاقها يف العمليات املالية فقط ,فقد كان هدفا وقائيا ومل يكن هدفا بناءا. ثانيا :مابين 7591حتى :7517 توسع جماهلا عمل املراجعة الداخلية وكذلك أهدافها ,حيث مل تقتصر على األهداف الوقائية فقط بل تعدهتا لألهداف البناءة ,وبذلك طلبت اإلدارة من املراجع الداخلي التقييم واقرتاح احللول للمشاكل وتوجيه املوظفني إن أمكن وإبداء اآلراء ومتابعة تنفيذ التوجيهات فقد جاء تعريف املراجعة الداخلية على أهنا النشاط التقييمي احملايد داخل املنشأة ملراجعة العمليات احملاسبية واملالية وذلك بقصد خدمة اإلدارة وتقدمي خدمات رقابية بناءة فهي جزء من نظام الرقابة اإلدارية يعمل عن طريق قياس وتقييم فعالية نظام الرقابة. ثالثا:من 7517حتى اآلن: ىف عام 1444مت صياغة دليل جديد لتعريف املراجعة الداخلية من قبل معهد املراجعني الداخلني IIA على أهنا :نشاط نوعي ,استشاري وموضوعي مستقل داخل املؤسسة مصمم ملراجعة وحتسني اجناز أهداف املؤسسة من خالل التحقق من إتباع السياسات واخلطط واإلجراءات املوضوعية واقرتاح 3 التحسينات الالزمة إدخاهلا حىت تصل إيل درجة الكفاية اإلنتاجية القصوى. كما عرفها املعهد الفرنسي للمراجعني واملستشارين الداخليني IFACIعلى أهنا :نشاط مستقل وموضوعي يهدف إيل إعطاء ضمانات للمنظمة حول درجة حتكمها يف العمليات اليت تقوم هبا ,مع 4 تقدمي نصائح للتحسني واملسامهة يف خلق القيمة املضافة. أما يف عام 2001فقد مت صياغة دليل جديد ملمارسة مهنة املراجعة الداخلية ومت تعريفها على أهنا: نشاط مستقل ,موضوعي ,تأكيدي ونشاط استشاري مصمم إلضافة قيمة للمؤسسة ولتحسني عملياهتا, 1 العمرات ,أحمد صالح" ,المراجعة الداخلية:اإلطار النظري والمحتوى السلوكي" ,عمان ,دار البشير, ( .)1221نقال عن المرجع السابق ذكره 2 "عبد الصمد ,عمر" ,مرجع سبق ذكره ص ( 51بتصرف). 3 The Institute Of Internal Auditors, «glossary», [on line], <Available at: ?http://www.theiia.org/guidance/standards-and-guidance/ippf/standards/fullstandards/ i=8317>, (10/11/2009). 4 شعباني ,لطفي" ,المراجعة الداخلية مهمتها ومساهمتها في تحسين تسيير المؤسسة مع دراسة حالة قسم تسيير الغاز التابع للنشاط التجاري لمجمع سوناطراك" ,مذكرة ماجستير ,جامعة الجزائر ,الجزائر (،)2111 ص .11 6 وهو يساعد املؤسسة على حتقيق أهدافها بإجياد منهج منظم ودقيق وحتسني فعالية عمليات إدارة 1 املﺨاطر ,الرقابة وحوكمة الشركات. كما عرفها جممع املراجعني الداخليني بالواليات املتحدة األمريكية على أهنا "وظيفة يؤديها موظفني داخل املؤسسة ,وتتناول الفحص االنتقائي لإلجراءات والسياسات والتقييم املستمر للﺨطط والسياسات اإلدارية وإجراءات الرقابة الداخلية ,وذلك هبدف التأكد من تنفيذ هذه السياسات اإلدارية والتحقق من أن مقومات الرقابة الداخلية سليمة واملعلومات سليمة ودقيقة وكافية 2.وىف تعريف حديث هلا تعرف بأهنا "نشاط تقييمي مستقل يتم إنشاؤه داخل التنظيم كﺨدمة له ,وهو نوع من اإلجراءات الرقابية اليت تتم 3 عن طريق فحص وتقييم مدى كفاءة وفاعلية اإلجراءات الرقابية األخرى. كما مت تعريفها أيضا مبا ينص على أهنا " تأكيد مستقل وموضوعي تساعد املؤسسة يف حتقيق أهدافها 4 من خالل إتباع هنج منتظم ومنضبط لتقييم وحتسني فعالية عمليات اإلدارة واملراقبة وإدارة املﺨاطر". كذلك عرفها اجملمع العريب للمحاسبني بأهنا" وظيفة داخلية إلدارة املنشأة لتعرب عن نشاط داخلي مستقل إلقامة الرقابة اإلدارية مبا فيها احملاسبية لتقييم مدى متشي النظام مع ما تتطلبه اإلدارة أو العمل على 5 حسن استﺨدام املوارد مبا حيقق الكفاية اإلنتاجية القصوى. فهي تعمل من أجل إضافة قيمة للمؤسسة من خالل خفض التكاليف وفحص وتقييم نظام الرقابة الداخلية ,والعمل على اقرتاح ما يلزم لتحسني عملياهتا مبا يؤدي إيل تقوُيه ,والعمل على حتقيق أهدافها عن طريق تقييم وحتسني عمليات متعددة منها ( إدارة املﺨاطر ,Risk Managementالرقابة ,Controlحوكمة الشركات .) Corporate Governance أهمية المراجعة الداخلية: حتدد أمهية املراجعة الداخلية بالدور الذي تؤديه يف تدعيم الوظيفة الرقابية إلدارة املؤسسة ,وتتضح بصورة خاصة من االجتاه املتزايد خالل السنوات العشر األخرية والذي ينادي بضرورة حتسني األداء الرقايب للمؤسسة ,وُيكن أن نرجع ظهور هذا االجتاه إيل ثالث عوامل وهي زيادة حاالت فشل املؤسسات وإفالسها ,والتغيري يف أمناط امللكية ,والتغريات يف البيئة النظامية اليت تعمل فيها املؤسسات. وتكمن أمهية املراجعة الداخلية يف كوهنا رقابة فعالة تساعد إدارة املؤسسة ومالكها على رفع جودة األعمال وتقييم األداء واحملافظة على ممتلكات وأصول املؤسسة ,إضافة إيل أهنا تعترب عني وأذن املراجع اخلارجي ,إذ يعتربها املرآة اليت تعكس له واقع ما حيدث يف املنشأة ,وأهم آليات التحكم املؤسسي, لذلك فقد ظهرت وتطورت وزادت أمهيتها نتيجة لتضافر جمموعة من العوامل املتمثلة فيما يلي: 6 .1كرب حجم املنشآت وتعدد عملياهتا. 1 The Institute Of Internal Auditors, «Definition of Internal Auditing», [on line], <Available at: www.theiia.org >, (10/11/2009). "Audit Manuel, Internal audit division, office of internal ove right services 2009. 3 أبو وطفة,حسام" ,دور المراجعة الداخلية في تحسين كفاءة وفاعلية االستثمارات المالية" ،دراسة تطبيقية على الشركات المدرجة في سوق فلسطين لألوراق المالية" ,رسالة ماجستير غير منشورة ,كلية التجارة, الجامعة اإلسالمية ,غزة ,)2112( ,ص .21 4 عثمان ,سارة ,مرجع سبق ذكره. 5 "أبو وطفة ,حسام" ,مرجع سبق ذكره ص15 6 جربوع ,يوسف محمد",مراجعة الحسابات بين النظرية والتطبيق" ,الطبعة األولى ,مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع ,عمان ,األردن ,)2112( ,ص.21 1 .2اضطرار اإلدارة إيل تفويض السلطات واملسئوليات إيل بعض اإلدارات الفرعية باملؤسسة. .3حاجة إدارة املؤسسة إيل بيانات دورية ودقيقة لرسم السياسات والتﺨطيط واختاذ القرارات. .9حاجة إدارة املؤسسة إيل محاية وصيانة أموال املؤسسة من الغش والسرقة واألخطاء. .5حاجة اجلهات احلكومية وغريها إيل بيانات دقيقة للتﺨطيط االقتصادي والرقابة احلكومية. .6تطور إجراءات املراجعة من تفصيلية كاملة إيل اختباريه تعتمد على أسلوب العينة اإلحصائية. أهداف المراجعة الداخلية: نظرا ألن املراجعة الداخلية كانت تتم قبل وبعد تنفيذ العمليات احملاسبية ,فقد كان اكتشاف األخطاء والغش وضبط البيانات احملاسبية ُيثل العمل األساسي للمراجعة الداخلية وهو ما يعين التحقق والتأكد من سالمة السجالت والبيانات احملاسبية واحملافظة على أصول املنشأة. 1 ويعين هذا أنه يف املراحل األويل احنصر هدف املراجعة الداخلية يف اكتشاف األخطاء والغش والتالعب, ونتيجة لتطور الزمن فقد تطورت أهداف املراجعة الداخلية وأصبحت متمثلة يف النقاط اآلتية: .1 .2 .3 .9 حتديد مدى دقة ومصداقية املعلومات املالية والتشغيلية. مراجعة وتقييم نظام الرقابة الداخلية. حتديد خماطر املؤسسة وختفيضها إيل احلد األدىن. التحقق من إتباع اإلجراءات والسياسات الداخلية واللوائح والقوانني اخلارجية. .5مقابلة املعايري املوضوعة. .6االستﺨدام الكفء والفعال للموارد. .7مساعدة أعضاء املؤسسة على القيام مبسئولياهتم بكفاءة وفاعلية. .8التحقق من قيم األصول ومطابقتها مع الدفاتر. وُيكن تبويب هذه األهداف الفرعية يف هدفني رئيسيني ومها (هدف احلماية وهدف التطوير). هذا وبعد أن انتهينا من حتليل البعد النظري للمراجعة الداخلية ننتقل للمطلب الثاين من هذا املبحث والذي يتناول بالشرح البعد النظري لنظم الرقابة الداخلية. المطلب الثاني :البعد النظري لنظام الرقابة الداخلية: لقد أدت اخلسائر اليت تعرضت هلا كربى الشركات والبنوك خالل العقدين السابقني إىل الرفع من أمهية اإلدارة الفعالة للمﺨاطر والرقابة الداخلية ضمن القطاع املايل الرمسي يف مجيع أحناء العامل 2.ونظرا الزدياد أمهيتها أكثر بعد حدوث تلك االهنيارات املالية لكربيات الشركات يف العامل ,فقد ازداد تركيز التشريعات عليها وإعطائها أمهية بالغة ملا هلا من دور كبري تقوم به يف عدة جماالت. وغالبا ما يعتمد املراجع بدرجة كبرية على نظام الرقابة الداخلية وكذلك على نتائج اختبارات االلتزام باإلجراءات الرقابية املوضوعية للتأكد بدرجة معقولة من أمانة عرض أرصدة القوائم املالية واملالحظات املرفقة هبا طبقا للمبادئ احملاسبية املتعارف عليها 1 "أبو وطفة" ,مرجع سبق ذكره ص 11 2 "كامبيون ,أنتيا"" ,تحسين الرقابة الداخلية" ,دليل عملي لمؤسسات التمويل األصغر ,شبكة التمويل األصغر مع " ,GTZدليل تقني".)2111( , 2 نشأة الرقابة الداخلية: يعترب السبب الرئيسي لظهور نظام الرقابة الداخلية يف انفصال امللكية عن التسيري .وكذا كرب حجم املؤسسات وتعقدها الشيء الذي أدى إىل زيادة االهتمام بنظام الرقابة الداخلية الرقابية ,كما أصبح أمرا حتميا تقتضيه اإلدارة احلديثة للمحافظة على املوارد املتاحة وحتقيق أهدافها. وتلعب الرقابة الداخلية دورا هاما يف حلقة التغذية املرتدة إلدارة املﺨاطر ,حبيث يتم إيصال املعلومات الصادرة عن عملية الرقابة الداخلية إىل جملس اإلدارة .وتعمل آليات الرقابة الداخلية على حتسني عملية اختاذ القرارات وذلك من خالل التأكيد على دقة اكتمال وإرسال تلك املعلومات يف حينها لكي يتمكن كال من جملس اإلدارة واإلدارة من املعاجلة الفورية لشئون الضبط عند ورودها ,لذلك إذا قامت املؤسسة بربط آليات ضبطها الداخلي بإدارة املﺨاطر ,يصبح بإمكان الرقابة الداخلية حتديد املﺨاطر املتبقية 1 وإعالم اإلدارة هبا ففي بادئ األمر كانت ال توجد أمهية كبرية لنظام الرقابة الداخلية نظرا لعدم وجود فصل بني امللكية واإلدارة ,حيث كانت رقابة املالك أو ما يعرف بالرقابة الشﺨصية ,واحنصر مفهوم الرقابة يف محاية النقدية فقط باعتبارها أكثر أصول املؤسسة تداوال. وبعد ذلك اتسع نطاقها ليستﺨدم مرادف للضبط الداخلي 2والذي يعىن تقسيم العمل وحتديد السلطات واملسئوليات والفصل بينهما عن طريق قيام موظف ما بعملية كاملة ولذلك يعرف نظام الضبط الداخلي بأنه" :جمموعة من الوسائل واملقاييس واألساليب اليت تضعها اإلدارة بغرض ضبط عملياهتا ومراقبتها بطريقة تلقائية ومستمرة لضمان حسن سري العمل وعدم حدوث األخطاء أو الغش أو التالعب أو حىت االختالس يف أصول املؤسسة وسجالهتا وحساباهتا". 3 كما أن كرب حجم املؤسسات وتعقد نواحيها اإلدارية ،املالية والتنظيمية ،أدى إىل اعتبار نظام الرقابة الداخلية أمرا حتميا لإلدارة احلديثة للمحافظة على مواردها املتاحة ،كما أن إدخال نظم املعلوماتية وتعقد عامل األعمال وحدوث الفضائح املالية أدت إىل إعادة النظر يف نظام الرقابة الداخلية من أجل تطويره وحتسني فعاليته ليتماشى مع املستجدات احلالية. تعريف نظام الرقابة الداخلية: عند التحدث عن مفهوم أو تعريف نظام الرقابة الداخلية فإننا جند أنفسنا أمام عدة تعريفات لعدة جهات من وجهة النظر اخلاصة بكل منهم من هذه التعريفات ما يأيت: من قبل جلنة محاية املنظمات COSOاملنبثقة من املعهد األمريكي للمحاسبني القانونيني ( )AICPAعلى أهنا" :العملية املتﺨذة من طرف جملس اإلدارة ,اإلدارة واملوظفني اآلخرين من أجل توفري ضمان معقول مبا يتعلق بتحقيق أهداف املؤسسة وفعالية وكفاءة العمليات ,وهذا باالعتماد على التقارير املالية وااللتزام بالقوانني والنظم". 1 المرجع السابق ص3 2 "أبو وطفة ,حسام" ,مرجع سبق ذكره نقال عن نادر شعبان السواح" ,المراجعة الداخلية في ظل التشغيل االلكتروني" ,:اإلسكندرية ,الدار الجامعية.)2116(, 3 المرجع السابق ص 21 2 تعريف نشرة معايري املراجعة الدولية" :خطة تنظيمية وكافة الطرق واألساليب اليت تتبعها املؤسسة من أجل محاية أصوهلا ,والتأكد من دقة وإمكانية االعتماد على بياناهتا احملاسبية ,وتنمية الكفاءة التشغيلية وتشجيع االلتزام بالسياسات اإلدارية. تعريف معهد احملاسبني القانونيني باجنلرتا" :يشري نظام الرقابة الداخلية إىل نظام يتضمن جممع عمليات مراقبة خمتلفة من مالية وحماسبية وضعتها اإلدارة لضمان حسن سري العمل يف املنشأة. كما نص املعيار الدويل للمراجعة رقم 900واخلاص بتقدير املﺨاطر والرقابة الداخلية على أن نظام الرقابة الداخلية يشمل" :كافة السياسات واإلجراءات اليت تتبناها املؤسسة ملساعدهتا قدر اإلمكان يف الوصول إىل هدف اإلدارة وهو إدارة العمل بشكل منظم وكفء واملتضمنة االلتزام بسياسات اإلدارة ومحاية األصول ,منع واكتشاف االحتيال واخلطأ ,دقة واكتمال السجالت احملاسبية وإعداد معلومات 1 مالية موثوقة يف الوقت املناسب. ومما سبق ُيكن القول أن الرقابة الداخلية هي عبارة عن" :إجراءات وأساليب توضع لضمان سري العمل, ومن أجل محاية األصول ,واحملافظة على القدرة النقدية واحملاسبية وفق املعايري والنظم الصحيحة. أهداف الرقابة الداخلية: يف بداية احلديث عن نظام الرقابة الداخلية استنتجنا أن هدف هذا النظام يتمثل ىف حسن إدارة املؤسسة وضمان سري العمل وإدارة املﺨاطر ,حتقيق الكفاءة والفاعلية يف التشغيل ,حتقيق الدقة يف املعلومات املالية وذلك لالستفادة القصوى من كوهنا أحد مكونات نظام التغذية املرتدة ,وتشجيع االلتزام بالنظم والسياسات والتعليمات املوضوعة من قبل اإلدارة. ومن هذه األهداف الرئيسية نستطيع سرد عدة أهداف فرعية يف عدة نقاط حمددة على النحو التايل: -1التحكم يف املؤسسة :ويعترب من أهم أهداف جملس اإلدارة واملسئولني التنفيذيني ,وحيدث هذا عن طريق التنفيذ الصارم والدقيق ملﺨتلف التعليمات واإلجراءات والقوانني. -2محاية أصول املشروع :ويقصد هبا محاية املؤسسة ألصوهلا وسجالهتا محاية فعلية وهنا تنقسم احلماية إيل جزئني محاية مادية وهى مثل السرقة والتلف واحلماية احملاسبية وترتبط بالتسجيالت للحركات الفعلية لألصول وغريها. -3ضمان الدقة وجودة املعلومات :ويعترب أهم األهداف على اإلطالق حيث يوفر للمؤسسة أو لغريها املعلومات الصحيحة والدقيقة عن املؤسسة مما يؤدي إىل اختاذ قرارات صائبة. -9حتسني ورفع األداء :حيث ركزت كل التعريفات السابقة على الكفاءة االنتاجية اليت هي قدرة املؤسسة على الوصول للهدف الذي حددته ,والفعالية ويقصد به حتقيق املؤسسة أهدافها بأقل التكاليف مع احملافظة على نفس اجلودة والنوعية. أهمية نظام الرقابة الداخلية: يعترب وجود نظام سليم للرقابة الداخلية مبنشأة ما أمرا مهما بالنسبة لكل من إدارة املنشأة واملراجع فبالنسبة لإلدارة جند أهنا هتتم بنظام الرقابة الداخلية لألسباب التالية: 1 "المعيار الدولي للتدقيق"" ,تقدير المخاطر والرقابة الداخلية" ,متاح على ><http://ia341043.us.archive.org/0/items/isas12000/400.PDF 11 -1كرب حجم املنشآت وتعدد عملياهتا وتعقدها جعل من املتعذر على إدارة املنشأة التعرف على أوجه نشاطها املﺨتلف ونتائج أعماهلا عن طريق االتصال الشﺨصي لذا أصبح لزاما على القائمني بإدارة املنشأة االعتماد على وسيلة أخرى متكنهم من إدارة املنشأة إدارة سليمة وقد وجدوا يف التقارير والكشوف اإلحصائية وما حتويه من بيانات حماسبية خري وسيلة تعينهم على رسم اخلطط ومتابعة تنفيذها ولكي تؤدى هذه الوسيلة أهدافها البد من التأكد من صحة ما حتويه هذه التقارير والكشوف من بيانات وأرقام وخلوها من أي خطأ أو غش وذلك عن طريق وضع نظام للرقابة الداخلية على احلسابات والدفاتر. -2ازدياد املسئوليات واالختصاصات امللقاة على عاتق إدارة املنشأة مثل مسئولية محاية أصول املنشأة من السرقة أو الضياع أو سوء االستعمال ومسئولية وجود سجالت حماسبية سليمة أدى إىل قيامها بتفويض بعض اختصاصاهتا إىل بعض اإلدارات الفرعية كإدارة املشرتيات واإلدارة املالية....اخل وحىت تطمئن اإلدارة إىل حسن سري العمل هبذه اإلدارات عليها أن تضع من أنظمة الرقابة الداخلية وما يكفل هلا ذلك. -3تعدد اجلهات احلكومية اليت حتتاج إىل بيانات دقيقة وبصورة دورية يف مواعيد حمددة عن نشاط املنشآت مثل مصلحة الشركات واجلهاز املركزي للمحاسبات ووزارة التﺨطيط وحىت تطمئن اإلدارة إىل الوفاء بالتزاماهتا جتاه تلك اجلهات من حيث دقة البيانات اليت تقدمها هلا ازدادت عنايتها بأنظمة الرقابة الداخلية. وبالنسبة للمراجع جند أنه بالرغم من أن وضع نظام حمكم للرقابة الداخلية يعترب مسئولية إدارة املنشأة إال أن هذا النظام يعترب مهما بالنسبة له ملا يلي: -1ترتب على اتساع حجم املنشآت وتعدد عملياهتا أنه أصبح من املتعذر على املراجع القيام مبراجعة تفصيلية جلميع العمليات املثبتة بالدفاتر والسجالت وبالتايل حتولت عملية املراجعة من مراجعة تفصيلية إىل مراجعة اختيارية تقوم على أساس العينات ويتوقف حجم العينات ونطاق االختبارات الذي سيعتمد عليه املراجع يف فحصه للدفاتر والسجالت على مدى قوة ومتانة نظام الرقابة الداخلية املطبق باملنشأة فإذا كان نظام الرقابة الداخلية قويا أمكن للمراجع أن يضيق اختباراته والعكس إذا كان نظام الرقابة الداخلية ضعيفا حيث جيب عليه أن يوسع نطاق اختباراته -2يقوم املراجع بناء على فحصه لنظام الرقابة الداخلية املطبق باملنشأة بتصميم برنامج املراجعة الذي سيسري عليه يف عمله. -3يتمكن املراجع يف ضوء فحصه لنظام الرقابة الداخلية من التعرف على نقاط الضعف أو الثغرات اليت حيتويها النظام وإبالغ اإلدارة هبا فيما يسمى خبطاب اإلدارة مع اقرتاح التوصيات بشأن كيفية التغلب على تلك النقاط والعمل على إحكام الرقابة. وعلى ذلك ُيكن القول بأن نظام الرقابة الداخلية املطبق باملنشأة حمل املراجعة يعترب نقطة البداية بالنسبة لعمل املراجع مقومات نظام الرقابة الداخلية: إن وجود نظام سليم وحمكم للرقابة الداخلية رهني بتوافر جمموعة من املقومات أو األسس الرئيسية نستطيع سرد أمهها باختصار يف النقاط التالية: -1خطة تنظيمية دقيقة: جيب وضع خطة تنظيمية دقيقة يراعي فيها تقسيم املنشأة إىل إدارات رئيسية وإدارات فرعية مالئمة 11 وحتديد مسئوليات كل إدارة من هذه اإلدارات بدقة ووضوح وبيان السلطة املمنوحة لكل إدارة للقيام مبسئولياهتا والتنسيق العام بني نشاط تلك اإلدارات. -2نظام حماسيب متكامل: جيب أن يتوافر نظام حماسيب متكامل يرتكز على األسس التالية أوال :جمموعة من املستندات املؤيدة للعمليات املالية ودورات مستنديه توضح خط سري كل مستند وحتكم الرقابة عليه يف مجيع املراحل اليت ُير هبا. ثانيا :جمموعة مرتابطة من الدفاتر والسجالت احملاسبية والتقارير والقوائم املالية. ثالثا :دليل مبوب للحسابات يعكس بشكل كاف عناصر احلسابات اخلتامية وامليزانية الضرورية -3جمموعة من العاملني على مستوى مناسب من الكفاءة: -9وجود إدارة سليمة للمراجعة الداخلية: يساعد وجود إدارة سليمة للمراجعة الداخلية يف حتقيق أقصى فعالية لوسائل الرقابة الداخلية نظرا ملا ينتج عنها من كشف أية احنرافات أو اختالفات وفحص أسباهبا وجيب أن تكون إدارة املراجعة الداخلية متحررة من نفوذ أي قسم أو إدارة من إدارات املنشأة حىت تستطيع أن تؤدى مهمتها بدقة ودون حتيز لذا يفضل أن تكون إدارة املراجعة الداخلية تابعة مباشرة جمللس إدارة املنشأة أو رئيس اجمللس -5استﺨدام الوسائل اآللية: كلما أمكن جيب استﺨدام الوسائل اآللية اليت تؤكد صحة البيانات احملاسبية املسجلة بالدفاتر والسجالت وتقلل احتماالت األخطاء ومتكن من أداء وإجناز األعمال احملاسبية بسرعة. 12 المبحث الثاني :دور المراجعة الداخلية فى تقويم نظام الرقابة الداخلية أوال :ظهور وتطور المراجعة الداخلية: بعد الفضائح واالهنيارات املالية للوحدات االقتصادية العاملية أصبحت املراجعة الداخلية من الضرورات اليت تشغل اهليئات العلمية ىف الوقت احلايل ،إذ أوصت التقارير العلمية ىف مجيع دول العامل على ضرورة االهتمام بالدور الذي تلعبه املراجعة الداخلية ىف الشركات ،وترتب على ذلك تضمني شروط القيد ىف العديد من البورصات العاملية ضرورة إنشاء قسم خاص باملراجعة الداخلية ىف الشركات اليت تريد قيد أسهمها ىف تلك البورصات 1 وال شك أن املراجعة الداخلية تعترب حديثة العهد باملقارنة مع املراجعة اخلارجية ،حيث ظهرت املراجعة الداخلية منذ ما يقارب من ثالثة عقود ومن حينها القت قبوال كبريا ىف الدول املتقدمة ،وىف بادئ األمر اقتصرت املراجعة الداخلية على التدقيق احملاسيب للتأكد من صحة تسجيل العمليات املالية وتسجيل األخطاء إن وجدت ،ولكن مع تطور املشروعات أصبح من الضروري تطوير املراجعة الداخلية وتوسيع نطاق عملها حبيث تستﺨدم كأداة لفحص وتقييم مدى فاعلية األساليب الرقابية وإمداد اإلدارات باملعلومات ،وهبذا أصبحت املراجعة الداخلية أداة تبادل معلومات واتصاالت بني املستويات اإلدارية املﺨتلفة واإلدارة العليا . وعند اإلطالع على التعريفات اخلاصة باملراجعة الداخلية خالل مدد زمنية متعاقبة ،يتضح لنا مدى التطور الذي حدث للمراجعة الداخلية ،فقدُيا عرفها معهد املراجعني الداخليني أهنا " :وظيفة تقييم مستقلة تنشأ داخل الشركة هبدف مساعدة أفراد الشركة على تنفيذ مسئولياهتم بفاعلية من خالل تزويدهم بالتحليالت والتقوُيات والتوصيات واملشورة واملعلومات املﺨتصة بفحص األنشطة" ، 2بينما كان التعريف اجلديد ملعهد املراجعني الداخلني أهنا " نشاط مستقل وتأكيد موضوعي واستشاري مصمم لزيادة قيمة املنشأة وحتسني عملياهتا ومساعدهتا على اجناز أهدافها بواسطة تكوين مدخل منظم ومنضبط لتقييم 3 وحتسني فاعلية إدارة املﺨاطر والرقابة وحوكمة الشركات ومما سبق يتضح لنا أن الفارق بني التعريفني شاسع وإذا من عن شيء فإمنا ينم عن تطور أهداف ووظائف املراجعة الداخلية ،فإذا كان التعريف القدمي يتضمن أحد أهم أهداف املراجعة وهو توفري رقابة فعالة بتكلفة معقولة ،فإن التعريف احلديث يشتمل على وظيفتني هامتني للمراجعة الداخلية مها : خدمات التأكيد املوضوعي :وهى فحص موضوعي لألدلة بغرض توفري تقييم مستقل لفاعلية وكفاية إدارة املﺨاطر واألنظمة الرقابية وعمليات احلوكمة باإلدارة . 1 محمد مصطفى سليمان " ،حوكمة الشركات ومعالجة الفساد المالى واالدارى" ،الدار الجامعية، االسكندرية ، 2116 ،ص.22 2 محمد السيد سرايا " ،اصول وقواعد المراجعة والتدقيق الشامل – االطار النظرى المعايير والقواعد ومشاكل التطبيق العلمى" ،المكتبة الجامعية الحديثة ،مصر ،2111 ،ص.126 3 The Institute Of Internal Aouditors, Pris Position de L'IIA sur les ressources De )l'Aoudit Interne, P:1. (Available at : www.theiia.org 13 اخلدمات االستشارية :وهى عمليات املشورة اليت تقدم لوحدات تنظيمية داخل الشركة أو خارجها ،وحتدد طبيعة هذه العمليات باالتفاق مع تلك الشركات واهلدف منها هو إضافة قيمة للوحدة وحتسني عملياهتا. ويرى البعض أن مظاهر تطور املراجعة الداخلية ُيكن تلﺨيصها ىف اجلدول التايل:1 وما سبق ذكره يوضح لنا مدى تطور مفهوم املراجعة الداخلية بغرض تقدمي صورة جديدة للمهنة ،ويرى البعض 2أن أبرز مظاهر هذا التطور تتمثل ىف ما يلي : .1أهنا أصبحت نشاط موضوعي حيث يتم تنفيذ أعمال املراجعة الداخلية عن طريق أشﺨاص مهنيني ذوى خربة ومهارة عالية سواء من داخل أو خارج املنشأة . .2مت توسيع نطاق املراجعة الداخلية ليشتمل على اخلدمات االستشارية إىل جانب خدمات التأكيد والفحص والتقييم وىف هذا تأكيد صريح وموجه خلدمة العمالء حيث تتﺨطى املهام التقليدية مما يدعم دورها ىف جمال تقييم املﺨاطر ودعم نظام احلوكمة. .3تطور إسرتاتيجية املراجعة الداخلية حبيث تستهدف إضافة قيمة إىل املنظمة وحتسني عملياهتا ، وبذلك فإن املفهوم اجلديد يؤكد على اإلسهام اجلوهري للمراجعة الداخلية ىف حتقيق أهداف املنظمة الكلية. .9التأكيد على اعتبار عناصر الرقابة الداخلية هي املدخل الالزم ملساعدة منظمات األعمال على توفري نظام جديد ومقبول حلوكمة املصارف ولذلك أصبح لزاماً على املراجع الداخلي مباشرة مهام ومسئوليات جديدة ىف جماالت عديدة تشمل إدارة املﺨاطر والرقابة ونظام احلوكمة. .5التزام املراجع الداخلي بتأدية خدمات التأكيد اليت تركز على التقييم املوضوعي لألدلة من أجل اخلروج برأي فين مستقل حول األعمال املهنية. 1 مسعود دراوسى ؛ ضيف هللا محمد الهادى " ،فعالية وأداء المراجعة الداخلية فى ظل حوكمة الشركات كآلية للحد من الفساد المالى واإلدارى" ،الملتقى الوطنى حول حوكمة الشركات كآلية للحد من الفساد المالى واالدارى ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التيسير ،جامعة محمد خيضر ،الجزائر، 2112 ، ص.11 2 محمد عبد الفتاح عشماوى " ،نموذج مقترح لتفعيل قواعد حوكمة الشركات فى اطار المعايير الدولية للمراجعة الداخلية" ،بحث مقدم للمؤتمر العربى األول حول التدقيق الداخلى فى اطار حوكمة الشركات ، جمهورية مصر العربية ،2115 ،ص.11 11 .6إرساء جمموعة من املبادئ األساسية اليت تعرب عن الصورة اليت ينبغى أن تكون عليها ممارسة مهنة املراجعة الداخلية ،ووضع إطار عام لتحسني أداء أنشطتها بغرض حتسني جودة املهنة وتعزيز عملياهتا. لذلك وىف ضوء االعتبارات السابقة فان املراجعة الداخلية هي عنصرا هاما من عناصر الرقابة الداخلية فهي نشاط مستقل يتم داخل املنشأة هبدف مساعدة اإلدارة ىف التحقق من تنفيذ السياسات اإلدارية اليت تكفل محاية لألصول وضمان دقة البيانات اليت تتضمنها الدفاتر والسجالت احملاسبية ،كما ان املراجعة الداخلية تكتسب مصداقيتها كمهنة من ثقة اجلهات املستفيدة منها ىف جودة أداء املراجعني الداخلني الذين ينتمون إليها ،وىف التأكيد املوضوعي الذي توفره بشأن إدارة املﺨاطر والرقابة واحلوكمة ىف املنظمات املﺨتلفة.1 ثانيا :طريقة عمل المراجعة الداخلية: 2 تعترب وظيفة املراجعة الداخلية وظيفة تقييم مستقلة تنشأ لفحص وتقييم كافة األنشطة كﺨدمة للمنظمة ككل وليس خدمة اإلدارة فقط وهذا ما اتضح من التعريفات واألهداف سابقة الذكر. وتقوم املراجعة الداخلية من خالل هذه الوظيفة بعدة أدوار ُيكن توضيح عناصرها على النحو التايل: .1التحقق :يهدف التحقق إىل التأكد من مدى صحة العمليات احملاسبية من حيث الدقة وسالمة التوجيه احملاسيب ومجع األدلة والقوانني اليت تثبت صدق ما تضمنته السجالت. .2التحليل :يقصد به حتليل السياسات اإلدارية وإجراءات الرقابة الداخلية واحلسابات واإلجراءات احملاسبية واملستندات والسجالت والتقارير اليت تقع داخل نطاق الفحص. .3االلتزام :ويقصد به االلتزام بالسياسات اإلدارية املرسومة وأداء العمليات وفقا للطرق والنظم والقرارات اإلدارية حىت يتحقق االنضباط بالتنظيم. .9التقييم :وهو التقرير الشﺨصي الواعي عن مدى كفاية وفعالية واقتصادية السياسات واإلجراءات اليت تسري عليها الشركة وما لديها من تسهيالت بقصد ترشيد األداء الوظيفي وتطويره ،ويقتضى التقييم مجع البيانات واملعلومات املتعلقة. .5التقرير :تقرير املراجع الداخلي يدرج املشكلة وأمهيتها وطريقة معاجلتها وما توصل إليها من نتائج وتوصيات ،ويفضل عرض التقرير على املسئول عن النشاط حمل الفحص لتجنب تشويه احلقائق أو سوء تقدير عن بعض األمور ،وتتمثل قدرة املراجع الداخلي ىف العرض الواعي والواقعي لنتائج ما قام به من فحص. ثالثا :مسئوليات المراجعة الداخلية: وبناء على االعتبارات السابق ذكرها فإنه يتعني على املراجعة الداخلية القيام بالوظائف التالية: فحص اإلجراءات والضوابط الرقابية املوضوعة للتأكد من االلتزام بكافة املتطلبات القانونية واللوائح واألنظمة واإلجراءات الداخلية للشركة ،ومساعدة إدارة الشركة يف 1 مجدى محمد سامى " ،دور المراجعة الداخلية فى تفعيل حوكمة الشركات دراسة ميدانية فى شركات التأمين ،جامعة طنطا،2111،ص.11 2 سارة بن عثمان ،مرجع سبق ذكره ،ص.12 15 التعرف على مواطن الضعف أو اخللل ورفع التوصيات املالئمة بشأن اإلجراءات الواجب اختاذها ملعاجلتها والتغلب عليها . توفري املعلومات حول مدى كفاية وفعالية أنظمة الرقابة الداخلية واللوائح الداخلية املتعلقة باجلوانب اإلدارية واحملاسبية واملالية بالشركة ،وكذلك عن أداء الشركة باملقارنة مع معايري قائمة. مراجعة الوسائل واآلليات املستﺨدمة حلماية أصول الشركة . مراجعة أنظمة الرقابة الداخلية ( املراجعة الداخلية ) ،والنظم اإلدارية واحملاسبية واملالية – سواء اليدوية أو اآللية – املصممة حلماية موارد الشركة والعمل على ضمان التزامها بالقوانني واللوائح املعمول هبا . مراجعة كافة جوانب العمل بالشركة للتأكد من االستغالل األمثل للموارد ومدى التزامها بالسياسات واإلجراءات واللوائح الداخلية املنظمة هلا . وضع الربامج املناسبة لتقييم أعمال دائرة الرقابة الداخلية و الغرض من هذه الربامج هو احلصول على تأكيد معقول بأن أعمال املراقبة الداخلية تتفق مع املعاير املهنية الدولية ملزاولة مهنة الرقابة الداخلية ،و تتضمن هذه الربامج التدريب واإلشراف واملراجعة الداخلية واملراجعة اخلارجية . املشاركة يف تصميم األنظمة اليدوية أو اآللية بالشركة وذلك من خالل تقدمي االستشارات املالئمة فيما يتعلق باألنظمة واإلجراءات الرقابية الواجب مراعاهتا لدى تصميم هذه األنظمة . مراجعة اإلجراءات والضوابط الرقابية العامة يف الوحدة اإلدارية املﺨتصة مبعاجلة البيانات والوحدات اإلدارية األخرى املستفيدة اليت لديها صالحية استﺨدام أنظمة وبرامج احلاسب اآليل . مراجعة اإلجراءات والضوابط الرقابية ألنظمة الشركة لضمان دقة ونزاهة املعلومات ،والتأكد من أن التقارير والبيانات اليت تطلبها اجلهات الرقابية يتم إعدادها بشكل صحيح وتام وإهنا تقدم يف الوقت احملدد هلا. نشر الوعي خبصوص اجلوانب املتعلقة بإدارة املﺨاطر ،والتأكد من أن أعضاء جملس إدارة الشركة وموظفيها قد مت تبليغهم ومت تعريفهم باملتطلبات القانونية واللوائح الداخلية وقواعد السلوك املهين للشركة وأية تغريات قد حتدث يف هذا الشأن . القيام بأعمال املراجعة على املوازنات التقديرية املتعلقة باملصاريف الرأمسالية . كتابة التقارير حول نتائج مجيع أعمال املراجعة الداخلية ،على أن تتضمن أية توصيات مناسبة لتطوير وحتسني العمل ،وعليه إبالغ اإلدارة العليا فور اكتشافه ألية خمالفات للقوانني واألنظمة واللوائح الداخلية للشركة . تضمني خطة العمل السنوية مهام تتعلق مبتابعة النتائج اهلامة الواردة يف تقارير املراجعة السابقة لضمان معاجلتها واختاذ اإلجراءات املناسبة بشأهنا من قبل إدارة الشركة . 16 مراجعة ودراسة الشكاوي اليت ترد إىل الشركة من قبل العمالء واملسامهني واألطراف األخرى ،والعمل على متابعة إجياد احللول املناسبة بشأهنا . أية مهام أخرى تقرر من قبل جلنة املراجعة أو جملس إدارة الشركة . رابعا :دور المراجعة الداخلية فى دراسة وتقويم الرقابة الداخلية: ُيكن أن نقوم بدراسة وتقييم نظام الرقابة الداخلية وفقا لبعض املراحل اجلوهرية هي:1 -1دراسة شاملة لنظام الرقابة الداخلية: فعلى املراجع ان حيقق املعرفة الكافية والفهم الكامل للنظام احملاسيب للمنشأة ،وأساليب الرقابة احملاسبية الداخلية املرتبطة هبا وذلك للتأكد من ان إجراءات الرقابة الداخلية كافية بدرجة ُيكن االعتماد عليها وبذلك ُيكن ختطيط وحتديد طبيعة وتوقيت وإطار اختبارات املراجعة ،وُيكن أن تتضمن عملية تفهم البيئة الرقابية معرفة بعض العناصر مثل اهليكل التنظيمي ،والطرق املستﺨدمة ىف إرساء عالقات السلطة واملسئولية ،والطرق املستﺨدمة ىف اإلشراف على نظام الرقابة احملاسبية الداخلية ،كما ان عليه فهم تدفق العمليات وهو ما يتضمن معرفة ما يلي :أنواع العمليات الىت تنجز ىف املنشأة ،وطرق تنفيذ وتسجيل وتشغيل العمليات. وُيكن حتقيق هذا الفهم األساسي من خالل اخلربة السابقة حول هذا النظام واالستفسارات واملالحظات ،أو إجراء مسح شامل لعملية إعداد املستندات ىف املنشأة ،أو املستندات اخلاصة باملراجع السابق. -2التقييم املبدئي لنظام الرقابة الداخلية: ُيكن للمراجع أن يعد تقييما مبدئيا ،لنظام الرقابة الداخلية مبجرد تفهمه هلذا النظام ،وقبل أن يعد هذا التقييم جيب أن يقدم بعض األعمال على سبيل التجريب ،ومثال ذلك أن خيتار املراجع عملية مت إجنازها ،ويعاود تكرار اخلطوات اليت يتضمنها نظام الرقابة الداخلية احملاسبية ،وبذلك حيصل املراجع على درجة من التأكد ،بأن اإلجراءات املستﺨدمة تطبق فعال ،وفقا ملا ينص عليه النظام وما أوضحه املوظفون. خالل عملية التقييم املبدئي للنظام ،جيب أن يقوم املراجع بتحليل نظام الرقابة الداخلية احملاسبية ، من منظور ماهية مكونات النظام اجليد يف التصميم ،وللنظام املصمم جيدا بعض السمات واملميزات مثل :أفراد أكفاء قادرين ،توزيع مالئم وصحيح للسلطات واملسؤوليات ،استﺨدام مستندات مرقمة...وهكذا ،ويقدم التقييم املبدئي للنظام أساسا لتحديد اختبارات االلتزام ،كما يسمح للمراجع بالتعرف على نقاط الضعف يف النظام ،واليت سوف تقوم بدورها األساسي لتصميم إجراءات املراجعة الالحقة ،وعندما يتضح للمراجع جوانب الضعف ،فإنه حيدد أنواع األخطاء أو التالعب احملتمل حدوثه ،نتيجة كل جانب ضعف أو خلل معني يف النظام ،وهتدف االختبارات لتحديد ما إذا كان االختالل واألخطاء حتدث فعال أم ال. -3إجراء اختبارات املراجعة: 1عبد الفتاح الصحن ،كمال خليفة أبو زيد ،المراجعة علما وعمال ،مؤسسة شباب الجامعة اإلسكندرية ، 1991 ،ص ص.183-182 11 حيث يتم إجراء كال من : إجراءات املراجعة التحليلية :وتساعد هذه االختبارات املراجع ىف فهم النشاط بدرجة أفضل والتعرف على اجملاالت الىت حتتاج إىل فحص أكثر ،وعندما تظهر الدراسة التحليلية نتائج ختتلف اختالفا جوهريا عن توقع املراجع فسوف تعترب املتابعة باستﺨدام واحد من االختبارات األخرى أمرا ضروريا. اختبارات االلتزام :وتصمم هذه االختبارات ،للتحقق من أن أساليب الرقابة تطبق بنفس الطريقة اليت وضعت هبا ،وإذا اعتقد املراجع بعد عملية االختبار أن أساليب الرقابة الداخلية تعمل بفاعلية ،فإن ذلك يربر له االعتماد على النظام ،وبالتايل يقلل من اختبارات التحقق. اختبارات التحقق :ويتم مبوجب تلك االختبارات دراسة النسب اهلامة , واالجتاهات وغريها من املؤشرات ,وتقصي أي تغريات غري عادية أو غري متوقعة. خامسا :اإلجراءات التنفيذية لتقومي الرقابة الداخلية: وتتم تلك اإلجراءات على النحو التايل : 1 -7إجراءات تنظيمية وإدارية وتضم ما يلي : حتديد اختصاصات اإلدارة واألقسام املﺨتلفة ،بشكل يضمن عدم التداخل. توزيع الواجبات بني املوظفني ،حبيث ال ينفرد أحدهم بعمل ما من البداية حىت النهاية،وحبيث يقع عمل كل موظف حتت رقابة موظف آخر. توزيع املسؤوليات بشكل واضح وهو ما يساعد على حتديد تبعة اخلطأ واإلمهال. تقسيم العمل بني اإلدارة واملوظفني ،حبيث يتم الفصل بني بعض الوظائف مثل وظيفةالتصريح بالعمليات واملوافقة عليها. تنظيم األقسام ،حبيث جيتمع املوظفني الذين يقومون بعمل واحد يف حجرة واحدة. إجياد روتني معني يتضمن خطوات كل عملية بالتفصيل ،حبيث ال يرتك فرصة ألي موظفللتصرف الشﺨصي إال مبوافقة شﺨص آخر مسئول. إعطاء تعليمات صرحية ،بأن يقوم كل موظف بالتوقيع على املستندات كإثبات ،ملا قام بهمن عمل. -2إجراءات محاسبية وتضم النواحي التالية: oإصدار معلومات بوجوب إثبات العمليات بالدفاتر فور حدوثها ،ألن هذا يقلل من فرص الغش واالحتيال ،ويساعد إدارة املشروع يف احلصول على ما تريده من معلومات بسرعة. oإصدار التعليمات بعدم إثبات أي مستند ،ما مل يكن معتمدا لدى املوظفني املسئولني ،ومرفق معه الوثائق األخرى املؤيدة. 1 عزوز ميلود " ،دور المراجعة فى تقييم أداء نظام الرقابة الداخلية للمؤسسة االقتصادية -دراسة حالة المؤسسة الوطنية لصناعة الكوابل الكهربائية" ،مذكرة مكملة لنيل شهادة ماجستير ،كلية علوم التيسير والعلوم االقتصادية،قسم علوم التيسير ،جامعة 21أوت ،1255الجزائر ،2111 ،ص.21 12 oعدم إشراك موظف يف مراجعة عمل قام به ،بل جيب أن يراجعه موظف آخر. oإجراء مطابقات دورية بني الكشوف الواردة من اخلارج ،وبني األرصدة يف الدفاتر والسجالت ،كما يف حالة البنوك واملوردين ومصادقات العمالء...اخل. oالقيام جبرد دوري مفاجئ ،للنقدية والبضاعة واالستثمارات ،ومطابقة ذلك مع األرصدة الدفرتية. -3إجراءات عامة: وضع نظام سليم ملراقبة الربيد الوارد والصادر. استﺨدام وسيلة الرقابة احلدية جبعل سلطات االعتماد متماشية مع املسؤولية ،فقد خيتص رئيس القسم مثال باعتماد الصرف يف حدود عشرة جنيهات ،بينما خيتص رئيس الدائرة باعتماد الصرف يف حدود مائة جنيها وهكذا. استﺨدام وسائل الرقابة املزدوجة ،فيما يتعلق بالعمليات اهلامة يف املشروع ،كتوقيع الشيكات وعهدة اخلزائن النقدية...اخل. استﺨدام نظام التفتيش ملعرفة قسم خاص باملشروع ،يف احلاالت اليت تستدعيها طبيعة األصول ،حبيث تكون عرضة للتالعب واالختالس. وبناء على ما سبق يرى الباحثان أن املراجعة الداخلية تلعب دورا أساسيا ضمن مسار حتضري وإنتاج التقارير حول الرقابة الداخلية ،من خالل دعم املراجعة الداخلية للرقابة الداخلية بواسطة اإلجراءات اليت تتناسب مع تقييم فعاليتها ومن مث تقوُيها وتشجيع تطويرها بشكل مستمر. المبحث الثالث :التنسيق بين المراجعة الداخلية والرقابة الداخلية في ظل تطبيق حوكمة الشركات تعد حوكمة الشركات ( )Corporate Governanceمن أبرز وأهم املوضوعات يف املؤسسات واملنظمات اإلقليمية والدولية ,وقد تعاظم االهتمام هبذا املوضوع يف العديد من االقتصاديات املتقدمة والناشئة خالل السنوات املاضية وخاصة بعد سلسلة األزمات املالية املﺨتلفة اليت حدثت يف العديد من الشركات واليت فجرها الفساد املايل وسوء اإلدارة والفتقارها للرقابة واخلربة واملهارة ,باإلضافة إىل نقص الشفافية ,حيث أدت هذه األزمات واالهنيارات إىل تكبد كثري من املسامهني خبسائر مادية فادحة مما دفع العديد من املستثمرين للبحث عن الشركات اليت تطبق مفهوم حوكمة الشركات. وملا هلا من بالغ األثر يف التنسيق بني املراجعة الداخلية والرقابة الداخلية ,وملا وجدنا تلك العالقة الوطيدة بني حوكمة الشركات والعنصرين السابق ذكرهم ,فقد قرر الباحثان ختصيص هذا املبحث للحديث عن هذه العالقة ومن هذا املنطلق مت تقسيم املبحث إىل مطلبني: األول :اإلطار النظري حلوكمة الشركات ويتناول ماهية حوكمة الشركات ونشأهتا وأسباب ظهورها وعناصرها ومقوماهتا وما إىل ذلك. الثاين :العالقة بني حوكمة الشركات باملراجعة الداخلية والرقابة الداخلية 12 وفيه يتناول الباحثان العالقة بني العناصر املذكورة مع بيان التنسيق بني الرقابة الداخلية واملراجعة الداخلية يف ظل تطبيق مفهوم حوكمة الشركات. المطلب األول :اإلطار النظري لحوكمة الشركات أدى مفهوم االقتصاد احلر الذي اتبعته معظم دول العامل ,وظهور العوملة وحترير األسواق املالية إىل حتقيق الشركات أرباحا عالية وخلق فرص استثمارية جديدة وفرص عمل يف الدول اليت تعمل هبا هذه الشركات, وحىت حتافظ هذه الشركات على متيزها فإهنا تعمل على إجياد هياكل سليمة حلوكمة الشركات اليت تضمن مستوى معني من الشفافية والعدالة والدقة املالية. نشأة حوكمة الشركات: نشأ مفهوم حوكمة الشركات بعد ظهور نظرية الوكالة وما تتضمنه من تعارض يف املصاحل بني إدارة املؤسسة واملسامهني وأصحاب املصاحل بصفة عامة ,وهذا ما أدى إىل زيادة االهتمام بإجياد قوانني وقواعد تنظم العالقة بني األطراف يف املؤسسات ,1وترتبط اقتصاديات حوكمة الشركات بنظرية الوكالة ,واليت تتأسس على الفصل بني اإلدارة واملسامهني وبأكثر معيارية فصل امللكية عن الرقابة ,ويعترب أول من تكلم على انفصل امللكية عن اإلدارة هو ( ,1421 )Knightوجتلى هذا االرتباط بني مفهوم احلوكمة ومفهوم انفصال امللكية عن اإلدارة من خالل أن كل طرف يسعي إىل حتقيق مصلحته ولو على حساب اآلخرين ,إضافة إىل أن كون هذا االرتباط وفق إطار احلوكمة يسعي إىل ضمان االنضباط السلوكي 2 والتوازن يف حتقيق مصاحل مجيع األطراف ,وكيفية الرقابة الفعالة وإدارة املﺨاطر. ولقد كانت البداية احلقيقية لالهتمام مبفهوم حوكمة الشركات حينما أصدرت جلنة األبعاد املالية حلوكمة الشركات ( )Cadburyديسمرب 1442تقريرها واملشكل من قبل جملسي التقارير املالية وسوق لندن لألوراق املالية. أسباب ظهور حوكمة الشركات: نتيجة االهنيارات املالية جملموعة الشركات األمريكية خالل سنوات 2003 – 2001وعلى رأسها شركيت ( )Enron& World Comبرز املزيد من االهتمام مبعايري اإلفصاح واملعايري احملاسبية الدولية ,فظهر ما يعرف بتشريع ’Sarbanes-Oxley Actوبعد تضليل شركة إنرون للمسامهني وبقية اجلهات العاملة بسوق األوراق املالية من خالل التالعب يف التقارير املالية إلخفاء اخلسائر وتضﺨيم األرباح ,مما أدى إىل ارتفاع أسعار أسهمها يف البورصة ,إحدى األسباب الرئيسية لالهتمام حبوكمة الشركات ,حيث استغل املدراء هبذه الشركة املعلومات الداخلية املتوفرة لديهم فسارعوا إىل بيع حصصهم بالشركة لتحقيق أرباح شﺨصية ,ذلك قبل أن ينتبه املسامهني إىل التضﺨيم والتضليل الذي حيدث .ولعل من األسباب اليت أدت إىل ظهورها ما يأيت: غياب التنسيق يف املعايري احملاسبية الذي جعل من املمكن التالعب وتغيري احلسابات.1 حساني ,رقية ,كرامة ,مروة ,حمزة ,فاطمة" ,آليات حوكمة الشركات ودورها في الحد من الفساد المالي واإلداري" ,الملتقي الوطني حول حوكمة الشركات كآلية للحد من الفساد المالي واإلداري ,جامعة محمد خيضر ,بسكرة ,الجزائر.)2112( , 2 براق ,محمد ,قمان ,عمر" ,دور حوكمة الشركات في التنسيق بين اآلليات الرقابية الداخلية والخارجية للحد من الفساد المالي واإلداري" ,الملتقى الوطني حول حوكمة الشركات كآلية للحد من الفساد المالي واإلداري, جامعة محمد خيضر ,بسكرة ,الجزائر.)2112( , 21 ضعف مصداقية احملللون املاليون الذين يقعون يف تعارض لألهداف مما أدى إيل تعزيز قانونأعماهلم. األثر السليب لبعض احلسابات والتوزيعات يف األرباح اليت ال تظهر يف القوائم املالية. تواطؤ املراجعون مثل ( )Andersonالذي أدى إىل تعزيز التشريع كأن تؤكد احلسابات منطرف املراجعون. مفهوم حوكمة الشركات: يقصد حبوكمة الشركات جمموعة اآلليات التنظيمية اليت تعمل من أجل حتديد سلطة املسريين والتأثري على قراراهتم االعتباطية ،وهذا هبدف االلتزام بتحقيق مصاحل األطراف املﺨتلفة دون التفرد باملصاحل اليت ختص املسريين.1 كما ُيكن النظر إىل حوكمة الشركات بأهنا "الطريقة اليت تستﺨدم هبا السلطة إلدارة أصول وموارد الشركة ,هبدف حتقيق مصاحل املسامهني واألطراف األخرى ذات العالقة بالشركة". ويقصد هبا أيضا "النظام الذي يوجه ويراقب الشركات". وتقوم مؤسسة التمويل الدولية ( )IFCبتعريف حوكمة الشركات على أهنا "النظام الذي يتم من خالله إدارة الشركات والتحكم يف أعماهلا". ويقصد هبا كذلك "وضع النظام األمثل الذي يتم من خالله استغالل موارد الشركات وحسن توجيهها ومراقبتها من أجل حتقيق أهداف الشركة والوفاء مبعايري اإلفصاح والشفافية ,حيث أن رسم وتنفيذ التوجيهات بطريقة حتمي أموال املستثمرين واملقرضني يظهر بوضوح حسن إدارة الشركة وتبنيها لنظام 2 شفاف يضمن للشركة النجاح وحيميها من الفساد" وهذا يؤكد أنه ال يوجد تعريف موحد متفق عليه بني كافة االقتصاديني والقانونيني ملفهوم حوكمة الشركات ويرجع ذلك إىل تدخله يف العديد من األمور التنظيمية واالقتصادية واملالية واالجتماعية 3 للشركات. أهمية حوكمة الشركات: من خالل التعريفات السابقة نستطيع استنتاج أمهية حوكمة الشركات حيث يتضح أهنا مهتمة بالطرق اليت من خالهلا ُيكن ضمان املنفعة جلميع األطراف مبا فيهم املستثمرين .وُيكن أن نعدد أمهية حوكمة الشركات فيما يلي: 4 حتقيق الثقة يف املعلومات املالية الواردة يف القوائم املالية املنشورة. مساعدة الشركات على جذب االستثمارات وزيادة قدرهتا التنافسية. ضمان وفاء الشركة بالتزاماهتا ,وضمان حتقيق أهدافها بشكل قانوين واقتصادي. حماربة الفساد الداخلي يف الشركات وعدم السماح بوجوده والقضاء عليه هنائيا. 1 المرجع السابق ص 3 2 "حساني ,رقية ,وآخرين" ,مرجع سبق ذكره 3 "دراوسى ,مسعود ,الهادي ,ضيف",مرجع شبق ذكره. 4 "براق ,محمد ,قمان ,عمر" ,مرجع سبق ذكره 21 ضمان حتقيق النزاهة واحلياد واالستقامة لكافة العاملني يف الشركة. توفري معلومات عادلة وشفافة لكافة األطراف ذات العالقة املرتبطة بالشركة. أهداف حوكمة الشركات: ُيكن أن نلﺨص أهداف حوكمة الشركات يف النقاط التالية: 1 حتسني القدرة التنافسية للوحدات االقتصادية وزيادة قيمتها. فرض الرقابة الفعالة على أداء الوحدات االقتصادية وتدعيم املساءلة احملاسبية هبا. ضمان مراجعة األداء التشغيلي واملايل والنقدي للوحدة االقتصادية. تعميق وتعزيز ثقافة االلتزام بالقوانني واملبادئ واملعايري املتعارف عليها. زيادة ثقة املستثمرين يف أسواق املال. التنبؤ باملﺨاطر املتوقعة وإدارهتا. تعظيم األرباح وحتقيق العدالة والشفافية وحماربة الفساد. مبادئ حوكمة الشركات: ويقصد هبا" جمموعة األسس واملمارسات اليت تطبق بصفة خاصة على الشركات اململوكة لقاعدة عريضة من املستثمرين ,وتتضمن احلقوق والواجبات لكافة األطراف املتعاملة مع الشركة ,وتظهر من خالل النظم واللوائح الداخلية املطبقة بالشركة واليت حتكم أي قرار قد يؤثر على مصلحة الشركة واملسامهني" .ونستطيع سرد بعض من هذه املبادئ على النحو التايل: -1 -2 -3 -9 2 املسئولية والتكامل بني املديرين. استقاللية جملس اإلدارة. الشفافية واإلفصاح. احرتام حقوق املسامهني. -5النظرة االقتصادية طويلة األمد من أجل تثمني استثمارات املسامهني أنشطة حوكمة الشركات : ُيكن إبراز أهم أنشطة حوكمة الشركات واليت هلا أمهية بالغة يف حتسني بيئة الشركة والتطبيق الفعال ملفهوم احلوكمة فيما يلي: -1إدارة ومراقبة املﺨاطر: 1 احمد مخلوف ،األزمة الخارجية العالمية واستشراف الحل باستخدام مبادئ اإلفصاح والشفافية وحوكمة الشركات من منظور إسالمي ،الملتقى العلمي الدولي حول األزمة الخارجية واالقتصادية ,الملتقى العلمي األول حول األزمة الخارجية واالقتصادية الدولية والحوكمة المالية ,جامعة سطيف ,الجزائر ,2112 ,ص11 2 "براق ,محمد ,قمان ,عمر" ,مرجع سبق ذكره( .بتصرف) 22 وتعرف على أهنا عملية ديناميكية يتم فيها اختاذ كافة اخلطوات املناسبة للتعرف على املﺨاطر املؤثرة على أهداف الشركة والتعامل معها .وتتطلب قواعد احلوكمة الرشيدة من جملس اإلدارة وضع نظام إلدارة املﺨاطر وإعالم املسامهني هبذا النظام. -2تأكيد نظام الرقابة الداخلية : حيث تتضمن حوكمة الشركات اإلجراءات اليت يقوم هبا أصحاب املصاحل بالتنظيم ,وذلك بفرض الرقابة على املﺨاطر وضمان قيام اإلدارة بتطبيق إجراءات الرقابة الداخلية الالزمة للتغلب على هذه املﺨاطر. المطلب الثاني :العالقة بين حوكمة الشركات والمراجعة الداخلية والرقابة الداخلية يتضمن مفهوم حوكمة الشركات عدة آليات رقابية تعمل على حتقيق أهداف الشركة ,وُيكن تقسيم هذه اآلليات إىل ما هو داخلي كاملراجعة الداخلية وجلان املراجعة ونظام الرقابة الداخلية ,ومنها ما خارجي كاملراجعة اخلارجية. وللحوكمة دور بالغ األمهية يف التنسيق بني هذه اآلليات والعمل على تطورها ,فإذا نظرنا إىل حمور هذا البحث جند أنه يدور حول دور املراجعة الداخلية يف تقومي نظام الرقابة الداخلية يف ظل تطبيق حوكمة الشركات ,ولكي يأيت التقومي لنظام حيوي مثل نظام الرقابة الداخلية البد له من نظام مراجعة داخلية قوي للتأثري فيه. وعليه ,,سوف يدور احلديث اآلن عن تطور نظام املراجعة الداخلية يف ظل تطبيق حوكمة الشركات مما أدى إىل تقومي نظام الرقابة الداخلية بشكل سليم ,وبدوره إحداث التوافق بني اآلليات بفعل احلوكمة. المراجعة الداخلية في ظل حوكمة الشركات: بعد الفضائح واالهنيارات املالية للوحدات االقتصادية العاملية أصبحت املراجعة الداخلية من الضرورات اليت تشغل اهليئات العلمية يف الوقت احلايل ,إذ أوصت التقارير العلمية يف مجيع دول العامل على ضرورة االهتمام بالدور الذي يلعبه يف الشركات .فاملراجعة الداخلية هي عبارة عن خدمات للفحص ( )reviewوالتقومي ( )evaluationوهذا ما مت استنتاجه من مقارنة التعريفات املﺨتلفة اخلاصة باملراجعة الداخلية ,وهذا من وجهة نظر التعريفات التقليدية. أما بالنسبة للتعريفات احلديثة فتشتمل املراجعة الداخلية على وظيفتني ,خدمة التأكيد املوضوعي, واخلدمات االستشارية .وهذا التطور يف املفهوم أدى إىل حدوث تطور يف أهداف املراجعة الداخلية واليت أصبحت: -1زيادة قيمة الشركة وحتسني عملياهتا من خالل مشاركة اإلدارة يف ختطيط إسرتاتيجية الشركة وتوفري املعلومات اليت تساعدها يف تنفيذ تلك اإلسرتاتيجية. -2تقومي وحتسني فاعلية إدارة املﺨاطر. -3تقومي وحتسني فاعلية الرقابة الداخلية. -9تقومي وحتسني فاعلية عمليات حوكمة الشركات. 23 وبصدد تطور املراجعة الداخلية فقد أشار كل من Dana & Larryإىل أن تطور امليثاق األخالقي ملهنة املراجعة الداخلية أصبحت عامال أساسيا يف دعم حوكمة الشركات ,إذ أن وظيفة املراجعة الداخلية أصبحت بتطورها ختدم أطراف ُيارسون دورا هاما يف حوكمة الشركات وكذلك تضيف قيمة هلم عن طريق التأكد من رسم األهداف اإلسرتاتيجية للوحدات االقتصادية بطريقة حتقيق مصاحل مجيع األطراف وبأساليب نزيهة. وانطالقا من كون املراجعة الداخلية أحد عوامل اإلسناد حلوكمة الشركات وانعكاسا لتطور معايري املراجعة الداخلية على دور املراجع الداخلي ,فقد تغري الدور التقليدي للمراجع الداخلي وجتاوز عملية حتديد خماطر نظام الرقابة الداخلية ليصل إىل القيام بدور استشاري كبري لتطوير وتعديل مؤشرات تشغيل األداء الرئيسية ,وأصبح املراجع الداخلي مطالبا بأن يكون لديه عدد من املهارات الفنية لتساعده يف فهم 1 اخلطط وأسس بناء الربامج. بعد األحداث االقتصادية املهمة اليت متثلت باهنيار شركات عاملية كربى ،و اليت كانت أهم أسباب اهنيارها أزمة الثقة الناجتة عن ضعف األداء الرقايب و التدقيق الداخلي يف الشركات املنهارة ،إذ أخذ التدقيق الداخلي أمهية كبرية كونه األساس الذي يرتكز عليه حوكمة الشركات يف ظل الفصل بني امللكية و اإلدارة ،إذ يقوم التدقيق الداخلي من منظور حوكمة الشركات بدور مهم إذ يأخذ على عاتقه تقومي نظم الرقابة الداخلية و العمل على تطويرها و كذلك تقومي و أدارة املﺨاطر اليت تتعرض هلا الشركة. دور حوكمة الشركات في التنسيق بين المراجعة الداخلية والرقابة الداخلية : يالحظ مما سبق أن هناك اهتماما كبريا حول نظم الرقابة الداخلية يف إطار حوكمة الشركات مما أدى إىل تطور مفهوم املراجعة الداخلية يف ظل احلوكمة ملواكبة أمهية نظم الرقابة الداخلية وللقيام بالدور املطلوب منها يف حتسني نظام الرقابة الداخلية ,إذ أصبح من الضروري أن يتضمن تقرير املراجع الداخلي بل واخلارجي أيضا تقريرا مدجما مع التقرير املايل حول فعالية إجراءات الرقابة الداخلية ,حيث ال تكون هناك قيمة إضافية لعمل املراجع بدون تقييمه وتقوُيه للرقابة الداخلية ,مما يؤدي إىل استنتاج أن املراجعة بنوعيها الداخلية واخلارجية مرتبطة بالرقابة الداخلية بشكل تكاملي ,كما هلا دور كبري يف تفعيل الرقابة الداخلية مبا حيقق أهداف حوكمة الشركات. مما سبق نستطيع الوصول إىل أن وجود ارتباط بني اآلليات الرقابية الداخلية واليت يعترب أمهها (املراجعة الداخلية والرقابة الداخلية) ملفهوم حوكمة الشركات فيما بينها يعمل باجتاه التفعيل اجليد حلوكمة الشركات ,ولذلك فانه كل ما يكون هناك تعاون وارتباط بينهم بشكل كبري فان ذلك حتما سيعزز التحكم يف الشركة ,مما يسمح بتجسيد رقابة األطراف ذات املصلحة على الشركة ,كما أن هذه اآلليات من األفضل أن تعمل فيما بينها لتغطية النقائص اليت ُيكن أن تنجز من إحدى آلياهتا ,وهو ما تسعي إليه حوكمة الشركات من خالل العمل على التنسيق بني آلياهتا. 1 العاني ,صفاء ,العزاوي ,محمد ",التدقيق الداخلي في إطار حوكمة الشركات ودوره في زيادة قيمة الشركة", جامعة بغداد .بتصرف 21 النتائج والتوصيات: أوال :النتائج -1تلعب املراجعة الداخلية دورا بالغ األمهية يف دراسة وتقييم بل وتقومي نظام الرقابة الداخلية حيث تعترب من أهم مقومات جناحه ,حىت وان كان هذا الدور خفي أو غري واضح لكنه موجود والبد من العمل على توضيحه بشكل أكرب. -2هناك عالقة طردية قوية جدا بني املراجعة الداخلية وكفاءة نظام الرقابة الداخلية. -3متثل الرقابة سواء كانت داخلية أو خارجية من أهم اآلليات الرقابية اليت يعتمد عليها مفهوم حوكمة الشركات وكذلك املراجعة الداخلية. -9هناك تطور واضح جدا ملفهوم ووظيفة املراجعة الداخلية يف ظل تطبيق مفهوم حوكمة الشركات. -5تقوم املراجعة الداخلية بإضافة قيمة للشركة من خالل الوظائف اليت أصبح يضطلع بأدائها يف أطار حوكمة الشركات و اليت تشمل توفري املعلومات لإلدارة بكل مستوياهتا ،و تقومي نظام الرقابة الداخلية و تقومي أدارة املﺨاطر و تقومي التزام الشركة مببادئ حوكمة الشركات. -6تعترب املراجعة الداخلية أهم مكونات عناصر تطبيق احلوكمة رغم التأثري الكبري للحوكمة عليها وعلى تطورها ,ويتضح من هذا ان العالقة بني املتغريين متبادلة ذات تغذية عكسية وليست من طرف واحد. ثانيا :التوصيات -1االهتمام بلجان املراجعة ملا هلا من دور هام يف تفعيل وتقوية مهام املراجعة الداخلية مما يؤدي بدوره إىل تقوية نظام الرقابة الداخلية وتفعيل وإرساء مبادئ حوكمة الشركات بشكل سليم. -2العمل على زيادة االهتمام بوظيفة املراجعة الداخلية وتفعيل دورها ملا هلا من أثر إجيايب يف دعم تطبيقات احلوكمة وإحكام الرقابة على خمتلف جوانب األداء. -3العمل على متابعة تطور معايري املراجعة الداخلية ومدى عالقتها حبوكمة الشركات ,مع القيام بإجراء دورات تدريبية للمراجعني الداخليني على هذه املعايري. -9إخضاع املراجعني الداخليني و أساليب عملهم إىل عملية تقوومي مسوتمرة لتحديود نقواط القووة و الضعف يف عملهم ،و العمل على تطووير خورباهتم و مهواراهتم و مسواعدهتم يف االطوالع علوى أساليب املراجعة احلديثة املتبعة يف الدول املتقدمة وضمان استقالليتهم. -5الدراسة املتأنية لنظام الرقابة الداخلية واستيعاب أمهيته البالغة والعمل على تعزيز وتقوية مقوماته وذلك لضمان احلماية القصوى للشركة. 25 -6إصوودار مبووادئ خباصووة حبوكمووة الشووركات موون دون االسووتغناء عوون املبووادئ الدوليووة الوويت أصوودرهتا منظمة التعاون االقتصادي و التنمية و املبادئ اليت أصودرهتا بقيوة الودول و املؤسسوات املﺨتصوة و ذلووك هبوودف خلووق مبووادئ مالئمووة لبيئووة األعمووال املصورية باالعتموواد علووى التجووارب العربيووة و الدولية . قائم ــة الـ ــمراجع أوال :المراجع العربية أ) الكتب .1جربوع ,يوسف حممد",مراجعة الحسابات بين النظرية والتطبيق" ,الطبعة األوىل, مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع ,عمان ,األردن.2008 , .2العمرات ,أمحد صاحل" ,المراجعة الداخلية:اإلطار النظري والمحتوى السلوكي", عمان ,دار البشري.1440 , .3جمدى حممد سامى " ،دور المراجعة الداخلية فى تفعيل حوكمة الشركات دراسة ميدانية فى شركات التأمين ،جامعة طنطا.2007، .9حممد السيد سرايا " ،اصول وقواعد المراجعة والتدقيق الشامل – االطار النظرى المعايير والقواعد ومشاكل التطبيق العلمى" ،املكتبة اجلامعية احلديثة ،مصر.2007، .5حممد مصطفى سليمان " ،حوكمة الشركات ومعالجة الفساد المالى واالدارى" ، الدار اجلامعية ،االسكندرية.2006 ، .6نادر شعبان السواح" ,المراجعة الداخلية في ظل التشغيل االلكتروني" ,:اإلسكندرية, الدار اجلامعية.2006 , ب) أبحاث ودوريات .7دحدوح ,حسني أمحد" ,دور جلنة املراجعة يف حتسني كفاية نظم الرقابة الداخلية وفعاليتها يف الشركات (دراسة ميدانية)" ,مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية ,جملد ( ,)29العدد األول.2008 , ج) المؤتمرات .8امحد خملوف ،األزمة اخلارجية العاملية واستشراف احلل باستﺨدام مبادئ اإلفصاح والشفافية وحوكمة الشركات من منظور إسالمي ،الملتقى العلمي الدولي حول األزمة 26 الخارجية واالقتصادية ,الملتقى العلمي األول حول األزمة الخارجية واالقتصادية الدولية والحوكمة المالية ,جامعة سطيف ,اجلزائر.2004 , .4براق ,حممد ,قمان ,عمر" ,دور حوكمة الشركات يف التنسيق بني اآلليات الرقابية الداخلية واخلارجية للحد من الفساد املايل واإلداري" ,الملتقى الوطني حول حوكمة الشركات كآلية للحد من الفساد المالي واإلداري ,جامعة حممد خيضر ,بسكرة, اجلزائر.2012, .10حساين ,رقية ,كرامة ,مروة ,محزة ,فاطمة" ,آليات حوكمة الشركات ودورها يف احلد من الفساد املايل واإلداري" ,الملتقي الوطني حول حوكمة الشركات كآلية للحد من الفساد المالي واإلداري ,جامعة حممد خيضر ,بسكرة ,اجلزائر.2012 , .11حممد عبد الفتاح عشماوى " ،منوذج مقرتح لتفعيل قواعد حوكمة الشركات ىف اطار املعايري الدولية للمراجعة الداخلية" ،بحث مقدم للمؤتمر العربى األول حول التدقيق الداخلى فى اطار حوكمة الشركات ،مجهورية مصر العربية.2005 ، .12مسعود دراوسى ؛ ضيف اهلل حممد اهلادى " ،فعالية وأداء املراجعة الداخلية ىف ظل حوكمة الشركات كآلية للحد من الفساد املاىل واإلدارى" ،الملتقى الوطنى حول حوكمة الشركات كآلية للحد من الفساد المالى واالدارى ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التيسري ،جامعة حممد خيضر ،اجلزائر. 2012 ، د) الرسائل العلمية .73أبو وطفة,حسام" ,دور المراجعة الداخلية في تحسين كفاءة وفاعلية االستثمارات المالية" ،دراسة تطبيقية على الشركات املدرجة يف سوق فلسطني لألوراق املالية" ,رسالة ماجستري غري منشورة ,كلية التجارة ,اجلامعة اإلسالمية ,غزة.2004 ، .71شعباين ,لطفي" ,المراجعة الداخلية مهمتها ومساهمتها في تحسين تسيير المؤسسة مع دراسة حالة قسم تسيير الغاز التابع للنشاط التجاري لمجمع سوناطراك", مذكرة ماجستري ,جامعة اجلزائر ,اجلزائر .2009، .79الصوص ,إياد سعيد" ,مدى فاعلية دور لجان المراجعة في دعم آليات التدقيق الداخلي والخارجي (دراسة تطبيقية على البنوك العاملة في فلسطين)" ,رسالة ماجستري غري منشورة ,كلية التجارة ,اجلامعة اإلسالمية غزة.2012 , .71عبد الصمد ,عمر" ,دور المراجعة الداخلية في تطبيق حوكمة المؤسسات" ,دراسة ميدانية ,رسالة ماجستري غري منشورة ,كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التيسري ,جامعة املدية ,اجلزائر.2004 , .71عثمان ,سارة" ,دور المراجعة الداخلية في تفعيل نظام الرقابة الداخلية في الشركات" ,رسالة ماجستري غري منشورة ,كلية العلوم االقتصادية التجارية وعلوم التسيري ,جامعة قاصدى مرباح ,ورقلة ,اجلزائر.2013, 21 .71عزوز ميلود" ،دور المراجعة فى تقييم أداء نظام الرقابة الداخلية للمؤسسة االقتصادية -دراسة حالة المؤسسة الوطنية لصناعة الكوابل الكهربائية" ،مذكرة هـ) أخرى : مكملة لنيل شهادة ماجستري ،كلية علوم التيسري والعلوم االقتصادية،قسم علوم التيسري، جامعة 20أوت ،1455اجلزائر.2007، .14العاين ,صفاء ,العزاوي ,حممد",التدقيق الداخلي يف إطار حوكمة الشركات ودوره يف زيادة قيمة الشركة" ,جامعة بغداد. .20عبد الفتاح الصحن ،كمال خليفة أبو زيد ،المراجعة علما وعمال ،مؤسسة شباب اجلامعة اإلسكندرية. 1991، " .21كامبيون ,أنتيا"" ,حتسني الرقابة الداخلية" ,دليل عملي ملؤسسات التمويل األصغر, شبكة التمويل األصغر مع " ,GTZدليل تقين".2000 , ثانيا المراجع األجنبية : 1. The Institute Of Internal Auditors, «glossary», [on line], <Available at: http://www.theiia.org/guidance/standards?and-guidance/ippf/standards/fullstandards/ i=8317>, (10/11/2009). 2. he Institute Of Internal Auditors, «Definition of Internal Auditing», [on line], <Available at: www.theiia.org >, (10/11/2009). "Audit Manuel, Internal audit division, office of internal ove right services 2009 3. The Institute Of Internal Aouditors, Pris Position de L'IIA sur les ressources De l'Aoudit Interne, P:1. )(Available at : www.theiia.org 22
© Copyright 2025 Paperzz