المشكالت الضريبية لتطبيقات القيمة العادلة في البيئة المحاسبية الجزائرية وعلى ضوء معايير المحاسبة الدولية. د .محمد زرقون & أ .نور الدين بعيليش خمرب التمويل ،مالية األسواق ومالية املؤسسة كلية العلوم اإلقتصادية والتجارية وعلوم التسيري جامعة قاصدي مرباح ورقلة ،اجلزائر. ملخص :هتدف هذه الدراسة إىل التعرف على اإلشكاليات الضريبية الناجتة عن تطبيق القيمة العادلة يف اجلزائر. وموقف املشرع اجلبائي اجلزائري منها ،من خالل تناول التأثري املتبادل للضرائب على املمارسات احملاسبية .وكذا انعكاس تبين املعايري احملاسبية الدولية على النظام اجلبائي اجلزائري ،ويظهر من خالل دراسة هذا املوضوع أن احملاسبة واجلباية يف اجلزائر ستأخذ مدخال وسطا بني االجتاه التقليدي القائم على فرض التكلفة التارخيية و االجتاه املعاصر القائم على أسلوب القيمة العادلة. الكلمات المفتاح :قيمة عادلة ،إفصاح حماسيب ،قياس حماسيب ،معايري حماسبية دولية ،نظام حماسيب مايل جزائري ،نظام ضرييب جزائري. Summary: This study aims to identify the tax problems that resulting from the application of fair value in Algeria, and the position of the Algerian legislator from that too. And thus through the mutual influence of taxes on accounting practices, and also the reflection in adoption of international accounting standards on the Algerian tax system. The study shows that the accountancy and taxes in Algeria will take a moderate position between the traditional trend based on historical cost and the imposition of contemporary trend based on the fair value method. Keywords: Fair value, accounting disclosure, accounting measurement, International accounting standards, Algerian financial accounting system, Algerian tax system. .أستاذ حماضر-أ -بقسم العلوم التجارية ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري ،جامعة قاصدي مرباح ورقلة، اجلزائر[email protected] . .مفتش رئيسي للضرائب ،أستاذ باحث ،كلية العلوم اإلقتصادية والتجارية وعلوم التسيري ،جامعة قاصدي مرباح ورقلة، اجلزائر[email protected].. المقدمة. لقد مرت نظرية احملاسبة خالل تطورها بالعديد من املراحل حيث كان لكل مرحلة مميزاهتا وخصائصها .وكان من بني أهم مثار تطور هذه النظرية ،هو التوجه من املنهج التقليدي الذي كان يتمحور حول الدور احلمائي للمحاسبة إىل املناهج احلديثة اليت تعترب دور احملاسبة كنظام للمعلومات يسمح بإعداد تقارير مالية تقدم معلومات مالية كاملة ،ذات نوعية واضحة وجيدة ،مفهومة وهلا مصداقية ،متكن املسريين واملسامهني من اختاذ قرارات اقتصادية صائبة .ولكن الناظر إىل واقع علم احملاسبة جيد أن عناصر وتطبيقات هذا النظام عانت والزالت تعاين من مشاكل عدة يف أدوات القياس احملاسيب تسببت يف قصور النظرية احملاسبية. نظرا ال ن عملية القياس احملاسيب حتكمها فروض وقواعد ومبادئ حماسبية عامة ينقصها التحديد، مما جعلها عرب مراحلها املختلفة عرضة لالجتهادات والتقديرات الشخصية للمحاسب واإلدارة ،وأيضا من العوامل املؤثرة على عملية القياس احملاسيب ،عدم ثبات وحدة القياس احملاسبية (وحدة النقد) ،مما يؤثر على خمرجات عملية القياس وجيعلها هي األخرى عرضة للتقلب وعدم الثبات. اعترب االقتصاديون أن التسجيل وفق التكلفة التارخيية ،يعد أحد أهم مصادر املعلومات اليت تكون درجة الدقة و املوثوقية فيها كبرية ،كون أن أساس التكلفة التارخيية هو تسجيل لوقائع وأحداث اقتصادية وقعت بالفعل خالل فرتة مضت ،مع افرتاض ثبات قيمة النقد ،إال أن هذا االفرتاض ال يعرب عن احلقيقة وغري واقعي الن قيمة النقد تتغري من فرتة إىل أخرى .وان االستمرار يف تطبيق أساس التكلفة التارخيية سوف يؤدي إىل التظليل يف عرض القوائم املالية. وأصبح مستخدمو املعلومات املالية حباجة إىل معلومات مفيدة ومالئمة ،تساعدهم يف اختاذ قرارات اقتصادية صائبة ،وما يتمم هذا املبتغى هو التوجه يف القياس بالقيمة السوقية العادلة ،أي تلك القيمة احلقيقية املتحصل عليها يف السوق النشطة .ومع إصدار جملس معايري احملاسبة الدولية لتلك املعايري السبعة اخلاصة باإلبالغ املايل ،واملعيار احملاسيب الدويل رقم ) (39اخلاص " باالعرتاف والقياس" ،أصبح مهم جدا االنتقال من القياس بالتكلفة التارخيية إىل القياس بالقيمة العادلة ،وذلك من أجل عرض القوائم املالية يف صورة صادقة ومعربة عن الوقائع واألحداث املالية. ولقد نصت القوانني اجلزائرية هي األخرى على وجوب تطبيق القيمة العادلة ،من خالل اإلصالحات االقتصادية األخرية اليت مست قانون احملاسبة لديها ،حيث قامت اجلزائر يف سياق تطبيق معايري احملاسبة الدولية بإعداد نظام حماسيب مايل يتوافق معها و الذي مت البدء يف تطبيقه منذ سنة 0202 ومن املؤكد أ نه حيمل انعكاسات نامجة عن تغري املمارسات والتطبيقات احملاسبية ،تبعا لتغري مفاهيم، مبادئ ،قواعد التسجيل احملاسيب والتقييم .و هو من شأنه أن ينعكس على اجلوانب املرتبطة باحملاسبة واليت من أمهها النظام الضرييب املرتبط ارتباطا وثيقا بالنظام احملاسيب ،وهو ما جيعل من الضروري تكييف القواعد اجلبائية ،بالرتكيز على التأثريات واالنعكاسات اليت تطرأ على القواعد اجلبائية املطبقة ،على اعتبار أن النظام احملاسيب املايل اجلزائري املستمد من النموذج احملاسيب األجنلوساكسوين من خصائصه عدم ترابط -2- احملاسبة مع اجلباية .ومن بني اإلشكاليات املطروحة يف هذا اجلانب هو عملية التقييم بالقيمة العادلة اليت تعترب إحدى العناصر اهلامة اليت جاء هبا النظام احملاسيب املايل اجلزائري .فعملية اإلخضاع للضريبة تتم وفق فرض التكلفة التارخيية التقليدي وهو فرض يناقض االجتاهات املعاصرة يف الضرائب ،ومن خالل ذلك تربز اإلشكالية التالية: ما هي اإلشكاليات الضريبية الناتجة عن تطبيق القيمة العادلة في الجزائر وموقف المشرع الجبائي الجزائري منها؟ ولدراسة هذه اإلشكالية سنتناول يف هذه الورقة البحثية ما يلي: .0توجه الفكر احملاسيب حنو مفهوم القيمة العادلة؛ .0تأثري الضرائب على املمارسات احملاسبية و انعكاسات تبين املعايري احملاسبية الدولية على النظام اجلبائي اجلزائري؛ .3اإلشكاليات الضريبية الناجتة عن تطبيق القيمة العادلة وموقف املشرع اجلبائي اجلزائري منها. -1توجه الفكر المحاسبي نحو مفهوم القيمة العادلة. 1-1المبررات الرئيسية لظهور القيمة العادلة: ميكن استنباط املربرات الرئيسية اليت تدافع عن قيام القيمة العادلة يف القياس احملاسيب من املنطلق اليت هتدف إليه التقارير احملاسبية اليت تسعى إىل تزويد مستخدميها مبعلومات مفيدة يف اختاذ القرارات، 1 وهذا ميثل اهلدف األوىل للمحاسبة فيقول Sterlingأن الفائدة -املالءمة – يف املعلومات تظهر من خالل األحداث أو الصفات اليت تقوم احملاسبة بقياسها من خالل التعرف على خصائص الشيء املقاس .إال أن تزويد املستخدم باملعلومات اليت يريدها مبا يتوافق مع رغباته هو أمر بعيد عن املوضوعية. إن تقدمي املعلومات البد وأن يصور الواقع القائم فعال ،وليس يف ظل خلق تصور عن الواقع وتكيف املعلومات مبا يتالءم معه ،إن ربط تقدمي املعلومات باألهداف واألحداث أو ببعض مستخدميها حيد استقاللية احملاسبة ،وتصبح خمرجاهتا قابلة للتحريف والتشويه طاملا ميكن أن تتغري بتغري غايات مستخدمي املعلومات.إال أن وجهة نظر - Sterlingواليت تتعلق بربط تقدمي املعلومات باألهداف أو األحداث أو ببعض املستخدمني – ختتلف عن هذا املنظور .و يقول :Sterlinيف خمالفة لوجهة النظر السابقة بأنه هناك عدة أسباب جتعل عملية إعداد املعلومات بشكل يتوافق مع رغبات متخذي القرارات أمراً بعيداً عن املوضوعية ،وهذه األسباب هي: أ .إذا قمنا هبذا العمل – أي توافق املعلومات مع الرغبات – فإن متخذ القرار سيكون لديه اخليار باستخدام املعلومات احملاسبية أو عدم استخدامها ،أو اختاذ القرار حىت يف غياب هذه املعلومات ،وبالتايل مل يعد للمحاسبة أي حضور يف خدمتها للغايات اليت ظهرت من أجلها؛ ب .إن متخذي القرار متنوعون بشكل كبري ،ويتخذون قراراهتم على أسس متعددة وكثرية ،قد تبتعد يف كثري من األحيان عن العقالنية ،ويف ظل هذا التعدد فمن املستحيل اقتصاديا تزويد كل املعلومات لكل القرارات املراد اختاذها؛ -3- ج .إن تقدمي معلومات حتاول أن تقدم تصوراً عن املستقبل الذي يرغب متخذو القرارات مبعرفته هو أمر ال ميكن الوثوق به ،حىت وإن كانوا من مستخدمون هذه املعلومات. ومن أجل حتقيق غاية احملاسبة دون النظر إىل غايات املستخدمني ،رأى :Sterlingبأنه ال بد وأن تكون املعلومات املقدمة هلم يف جمال القرارات اليت ميكن أن يتخذوها ،واليت منها البدائل االستثمارية يف السوق و التفضيالت الشخصية وتفسريات السعار القائمة يف السوق واملتعلقة بقرارات املقرتضني واملستثمرين ،وهذه القرارات يف جمملها تعتمد على بعض املسائل هي: النقد املتوفر حالياً لالستثمار يف املشروع املرتقب؛ مقدار النقد املراد توفره الستثماره يف املشروع املرتقب؛ نسبة اخلطر اليت متكن متخذ القرار من املقارنة بني التفضيالت؛ إن األسعار يتم تفسريها يف ظل معدالت املخاطرة يف السوق. وهذه األسباب تتطلب مجيعها معرفة األموال اليت ميكن أن تتوفر حالياً ،وهذا يعتمد على كل من أسعار البيع احلالية لألصول اململوكة والقدرة على االقرتاض والقدرة على زيادة رأس املال ،وباختالف هذه القرارات والظروف واليت ميكن أن تساعد متخذي القرارات على التنبؤ هبا ،فإن القيمة السوقية العادلة – أو سعر البيع احلايل -تستطيع أن توفر كل هذه املعلومات ،وتصبح املعلومات املقدمة من خالهلا مفيدة ومالئمة للجميع بغض النظر عن تكييف هذه املعلومات للغايات السابقة ،لذلك فإن Sterlingيرى أن بنود امليزانية ال بد وأن تظهر هبذه القيم لكي حتقق احملاسبة الفائدة للجميع دون التحيز ألي طرف من األطراف. 2-1مفهوم القيمة العادلة في الفكر المحاسبي: يعرف البعض القيمة السوقية العادلة بأهنا املبلغ الذي ميكن استالمه من بيع أصل ما عند وجود رغبة وقدرة مالية بيم مشرتي وبائع وذلك يف ظل عدم وجود ظروف غري طبيعية مثل التصفية أو اإلفالس أو ظروف احتمالية. كما يعرفها البعض األخر بأهنا السعر الذي يتم من خالله حتويل أصل ما من بائع راغب يف البيع ومشرتي راغب يف الشراء ،وكالمها لديه القدرة على الوصول إىل مجيع احلقائق ذات الصلة ويعمل حبرية واستقالل. كما أن أشهر تعريف للقيمة السوقية العادلة هو دلك التعريف الذي وضعته هيئة اإليرادات الداخلية األمريكية يف مارس 0191والذي يعرف بأهنا « :السعر الذي جيعل امللكية تتبدل بني مشرتى راغب يف الشراء وبائع راغب يف البيع حينما ال يكون األول مكره على الشراء وال يكون الثاين مكره على البيع ،وان يكون لدى كال الطرفني معرفة معقولة باحلقائق املرتبطة بالعملية». 2 كما عرفتها جلنة معايري التقييم الدولية ( )IVSCيف املعيار الثالث اخلاص بتقييم األصول ألغراض إعداد القوائم املالية واحلسابات املرتبطة هبا كما يلي « :هي مبلغ تقديري ميكن يف مقابلة تبادل أصل يف -4- تاريخ التقييم بني مشرتى وبائع راغبني يف عقد صفقة ،ويف ظل سوق حمايد حبيث يتوفر لكل منهما املعلومات الكافية وله مطلق احلرية وبدون وجود إكراه على إمتام الصفقة». 3 3-1مفهوم القيمة العادلة وفق معايير المحاسبة الدولية: تعرف القيمة العادلة يف ظل معايري احملاسبة الدولية بأهنا " :املبلغ الذي ميكن أن يتبادل هبا صل ما بني مشرتى وبائع يتوافر لدى كل منهما الدراية والراغبة يف إمتام الصفقة ،وتتم الصفقة يف إطار متوازن، وتعرف الصفقة امل توازنة يف هذا اإلطار بأهنا صفقة تتم بني أطراف غري ذوي عالقة وو تبعية وتتم بني مشرتى راغب وبائع راغب وكالمها يعمل للحصول على اكرب منفعة لنفسه ،ويبىن التسعري يف مثل هذه الصفقات على أسس القيم السوقية العادلة ،وذلك الن التفاوض يتم على أفضل الشروط ويف ظل ظروف طبيعية". يعرف املعيار احملاسيب الدويل ( )31 IASالقيمة العادلة "بأهنا القيمة اليت يتم مبوجبها تبادل أصل 4 أو تسوية التزام بني أطراف مطلعة وراغبة تعمل يف ظل ظروف السوق العادية" ،وتنشأ القيمة العادلة من خالل إحدى املستويات الثالثة (سوق القيمة العادلة): 5 المستوى األول :القيمة العادلة هي تلك اليت يتم احلصول عليها مباشرة من األسعار املدرجة يف األسواق النشطة؛ المستوى الثاني :القيم العادلة هي تلك القيم اليت مل يتم احلصول عليها مباشرة من األسعار املدرجة ولكن ميكن استخالصها من بيانات سوقية واضحة؛ المستوى الثالث :القيمة العادلة هي تلك اليت ال ميكن احلصول عليها أو املستمدة من بيانات سوق ميكن مالحظتها ،ولكن يتم حتديدها باستخدام مناذج التقييم الداخلية .وتنشأ معظم القضايا العملية لتطبيقات حماسبة القيمة العادلة يف املستوى الثالث وأحيانا املستوى الثاين. أصدرت هيئة املعايري احملاسبية املالية ) (FASBمؤخرا املعيار SFAS157لقياس القيمة العادلة، يضم تعريف وحيد للقيمة العادلة حيث عرفها " بأهنا السعر املمكن استالمه عند بيع أصل أو عند تسوية التزام يف عملية منظمة بني املتعاملني يف السوق يف تاريخ القياس". كما أصدر جملس املعايري احملاسبية الدولية IASBعدة معايري تبىن فيها مفهوم القيمة العادلة عند إعداد القوائم املالية ،وتناول فيها تعريف القيمة العادلة بأهنا " :املبلغ الذي ميكن أن تتم به مبادلة األصل ،أو تسوية اإللتزام بني أطراف مطلعة و راغبة يف التعامل على أساس جتاري حبت " ،وقد ورد هذا التعريف يف العديد من املعايري أمهها الفقرة ( )00من املعيار رقم ( )30و الفقرة ( )8من املعيار رقم ( ،)38والفقرة ( )1من املعايري رقم ( ،)31والفقرة ( )9من املعيار رقم ( ،)02والفقرة ( )8من العيار رقم ( ، )00وقد تعزز هذا التوجيه بإصدار معيار اإلبالغ املايل رقم IFRS7 20بعنوان( :األدوات املالية :اإلفصاح) ،الذي ركز على اإلفصاح عن القيمة العادلة لألدوات املالية. -5- 6 كما عرفها أيضا جملس املعايري احملاسبية الدولية " " IASBهي القيمة اليت ميكن مبوجبها تبادل أصل أو تسوية التزام بني أطراف كل منهم لديه الرغبة يف التبادل وعلى بينة من احلقائق ويتعامالن بإرادة حرة". 7 ولقد أدرج النظام احملاسيب املايل اجلزائري مفهوم القيمة العادلة وعرفها على النحو التايل :هو املبلغ الذي ميكن أن يتم من أجله تبادل األصل أو خصوم منتهية بني أطراف على دراية كافية وموافقة و عاملة ضمن شروط املنافسة االعتيادية. 8 ولقد إعترب النظام احملاسيب املايل اجلزائري التكلفة التارخيية القاعدة العامة للقياس احملاسيب وجعل من القيمة العادلة جمرد مراجعة وتصحيح هلا مىت توفرت شروط ذلكـ كما حصر إستخدامها يف بعض العناصر فقط دون غريها وهي :األصول البيولوجية ،العقارات املوظفة ،املنتجات الزراعية ،األدوات املالية. وحددت جلنة معايري احملاسبة الدولية التابعة لإلحتاد الدويل للمحاسبني مفهوم القيمة العادلة يف العديد من معايري احملاسبة اليت أصدرهتا ( )IAS No. 30, 32, 38, 39, 40, 41املبلغ الذي ميكن أن تتم مبادلة األصل به ،أو سداد االلتزام بني أطراف مطلعة وراغبة يف التعامل علي أساس جتاري حبت. ويف الواقع فإن هذا التعريف ليس الوحيد للقيمة العادلة يف املعايري احملاسبية الدولية على مر الزمن، بل إن هناك تعاريف أخرى تطرقت هلا املعايري ميكن إدراجها يف اجلدول التايل: الجدول رقم ( :)11تعاريف القيمة العادلة الواردة في معايير المحاسبة الدولية. تعريف القيم ــة العادل ــة رقم المعيار رقم الفقرة السنة 01 1 القيمة العادلة هي القيمة اليت ميكن مبادلة األصل هبا بني أطراف راغبة 0113 0118 وذوي معرفة مبوجب عملية تبادل حقيقية. 00 3 القيمة العادلة هي القيمة اليت ميكن مبادلة األصل أو سداد االلتزام هبا 0110 بني أطراف راغبة وذوي معرفة مبوجب عملية تبادل حقيقية. 08 0 كما هي يف 3\00 0113 01 3 كما هي يف 3\00 0188 02 3 القيمة العادلة هي القيمة اليت ميكن مبادلة األصل هبا بني مشرتي 0180 راغب وذي معرفة وبائع راغب وذي معرفة مبوجب عملية تبادل حقيقية. 00 0 كما هي يف 0\08 0113 00 8 كما هي يف 3\01 0118 0113 09 0 كما هي يف 3\02 0189 30 00 كما هي يف 0\08 0118 0119 33 1 كما هي يف 0\08 0110 -6- 38 0 كما هي يف 1\01 0118 31 11 كما هي يف 0\08 0118 02 0 كما هي يف 1\01 0222 00 8 كما هي يف 0\08 0220 المصدر :من إعداد الباحثني باالعتماد على نصوص معايري احملاسبة الدولية. ويعرف القاموس اخلاص ببيان املفاهيم رقم ( )0جمللس معايري احملاسبة املالية األمريكي القيمة العادلة ألصل ما أو التزام ما هبذه الطريقة" :هي املبلغ الذي ميكن بيه شراء أو (حتميل) أصل ما (أو التزام) أو بيعه (أو تسويته) يف صفقة حالية بني الطرفني راغبني يف إمتام الصفقة أي خبالف البيع اجلربي أو التصفية" ويتضح من التعاريف السابقة أن مفهوم القيمة العادلة يقوم على نقطتني أساسيتني ومها: النقطة األول :األطراف الداخلة يف الصفقة ،ويفرتض توافر ما يلي: أن تتم الصفقة بني أطراف غري ذوي عالقة :فأحد اجلوانب اهلامة للطريقة اليت تفسر هبا القوائم املالية هي أن الصفقات والعمليات عادة ما تتم على أساس متوازن مبعىن أن الصفقة متت بني طرفني مستقلني ،وكال منها يسعى للتفاوض على أحسن شروط ميكن احلصول عليها؛ أن تتم الصفقة بني أطراف راغبة يف عقد الصفقة ومطلعة على احلقائق األساسية ذات الصلة ،وال توجد معلومات هامة لدى طرف دون اآلخر ،وهو األمر الذي يطلق عليه عدم متاثل املعلومات. النقطة الثانية :الظروف اليت تتم فيها الصفقة: حيث يشرتط أن تكون هذه الظروف طبيعية (عادية) ،فالصفقات اليت تتم مثال يف ظل ظروف التصفية ال تعرب عن القيمة العادل ،ألن البائع يكون جمربا على البيع وكلما زاد ضغط الوقت للعثور على مشرتي كلما زاد التحريف عن القيمة العادلة. 4-1االنتقادات الموجهة للقيمة السوقية العادلة: ارتباط مفهوم ال قيمة العادلة بالذاتية يف تقييمها وهذا يؤدي إىل فقدان القوائم املالية ملصداقيتها. وهذا قد يؤدي إىل فتح جماالت التالعب مبا خيدم مصاحل اإلدارة؛ عدم اتساق أساس القيمة العادلة مع كثري من املبادئ واألسس احملاسبية؛ يف ظل اعتماد أساس القيمة العادلة ومع التقلب املستمر لألسعار فان هذا يؤثر على قابلية املقارنة ،وتصبح عملية التحليل املايل صعبة ويف بعض األحيان غري ممكنة؛ تعترب موثوقية البيانات املبنية على أساس القيمة العادلة ضعيفة مما يؤدي إىل زيادة خماطرة االعتماد عليها يف اختاذ القرارات؛ يتم االعرتاف ببعض اإليرادات واخلسائر من دون أن تكون هناك عملية تبادلية حقيقية. -7- 9 وميكن عرض مناذج القياس احملاسيب املتعارف عليها وخصوصياهتا ،انطالقا من حمددات جودة القياس ،وذلك وفق امللخص يف اجلدول اآليت: الجدول رقم ( :)12تقييم نماذج القياس المحاسبي وفق محددات جودة القياس. أخطاء القياس أخطاء التوقيت القابلية للتفسير المالءمة التكلفة التاريخية توجد توجد توجد غري مالئمة متاما التكلفة التاريخية المعدلة ال توجد توجد توجد غري مالئمة نسبيا تكلفة االستبدال توجد ال توجد توجد غري مالئمة نسبيا تكلفة االستبدال المعدلة توجد ال توجد توجد مالئمة القيمة البيعية الصافية توجد ال توجد توجد غري مالئمة نسبيا القيمة البيعية الصافية ال توجد ال توجد توجد مالئمة متاما المعدلة القيمة المحينة (النفعية) ال توجد ال توجد توجد مالئمة متاما المصدر :حممد العريب قزون ،دور القيمة العادلة في تفعيل القياس المحاسبي بالتطبيق على حالة الجزائر، مذكرة ماجستري يف العلوم االقتصادية ،جامعة ورقلة ،اجلزائر ،3102 ،غري منشورة ،ص .32 5-1كيفية قياس القيمة العادلة: و عن كيفية قياس القيمة العادلة ،حسب جملس معايري احملاسبة املالية األمريكي ) (FASBفانه يرى بأن السعر احملدد يف سوق نشط (تنافسي) أفضل مقياس للقيمة العادلة .ويف حالة عدم توفر ذلك ،يتم تقدير ما إذا كانت القيمة الدفرتية قريبة من القيمة العادلة ،وخاصة للعناصر مثل احلقوق والديون واألدوات املالية ذات معدل الفائدة املتغري. يف ظل األسواق املتغرية واملتقلبة فإن مقاييس القيمة العادلة تزودنا بكثري من الشفافية وذلك مقارنة مبقاييس التكلفة التارخيية ،وباإلضافة إيل مالئمة القيمة العادلة للقياس يف ظل الظروف االقتصادية واملالية املتغرية واملتقلبة فإن االعتمادية تكون مهمة أيضاً قبل املالئمة ألن املعلومات املالئمة واليت تتسم بعدم االعتمادية تصبح بال فائدة ألي مستخدم .أما عن كيفية قياس القيمة العادلة فقد بني جملس معايري احملاسبة املالية أنه ميكن قياس القيمة العادلة كمايلي: 10 القيمة السوقية لألراضي واملباين اليت عادة ما يتم حتديدها من قبل مقيمني مؤهلني مهنيا للقيام هبذه املهمة؛ القيمة االستبدالية بعد اإلهتالك :عندما ال يكون هناك دليال على القيمة السوقية بسب الطبيعة املتخصصة هلذه األصول ألهنا نادرا ما تباع. -8- كما بني املعيار احملاسيب الدويل 00خبصوص ضم أو اندماج األعمال يف الفقرة 31جمموعة من األسس واملقاييس املمكن استخدامها للتعبري عن القيمة العادلة لألصول وااللتزامات القابلة للتحديد عند التملك أو دمج األعمال وعلى النحو التايل: تقييم األوراق املالية املتداولة بالقيم السوقية اجلارية؛ تقيم األوراق املالية غري املتداولة بالقيم املقدرة اليت تأخذ باالعتبار خصائصها ،مثل نسبة سعر السهم إىل ربح السهم وعائد األسهم ومعدالت النمو املتوقعة لألوراق املالية املماثلة ملؤسسات ذات خصائص متشاهبة؛ تقيم الذمم املدينة بالقيم احلالية للمبالغ اليت سيتم قبضها حمسوبة باستخدام معدالت الفائدة اجلارية املناسبة ،ناقصا خمصصات الديون غري القابلة للتحصيل وتكاليف التحصيل ،عند الض رورة ،إال أن عملية اخلصم غري مطلوبة للذمم املدينة قصرية األجل عندما يكون الفرق بني قيمتها االمسية ومبلغها املخصوم غري مادي. املخزون: تقيم البضاعة تامة الصنع والسلع التجارية بسعر البيع ناقصا جمموع :تكاليف البيع وهامش ربح معقول بدل جهود املتملك يف البيع بناء على ربح البضائع تامة الصنع املشاهبة؛ تقيم البضاعة حتت التصنيع بسعر البيع للبضاعة اجلاهزة ناقصا جمموع :تكاليف اإلمتام ،تكاليف البيع ،هامش ربح معقول بدل جهود اإلمتام والبيع بناء على ربح البضائع تامة الصنع املشاهبة؛ تقيم املواد اخلام بتكاليف االستبدال اجلارية. تقيم األراضي واملباين مبقدار قيمتها السوقية؛ تقيم املصانع واملعدات بالقيمة السوقية احملددة عادة بالتقييم ،وعندما ال يكون هنالك إثبات للقيمة السوقية بسبب الطبيعة املتخصصة للمصانع واملعدات أو بسبب أن هذه البنود نادرا ما تباع ،إال كجزء من أعمال مستمرة ،فإهنا تقيم بتكلفة االستبدال بعد طرح االهتالك؛ تقيم املوجودات غري امللموسة مبقدار القيم العادلة احملددة: بالرجوع إىل السوق النشط؛ إذا مل يوجد هناك نشط تقيم املوجودات غري امللموسة على أساس يعكس املبلغ الذي كان املشروع سيدفعه عن األصل يف عملية جتارية حبتة بني أطراف مطلعة وراغبة بناء على أفضل املعلومات املتوفرة. يقيم صايف األصول أو التزامات منافع املوظفني خلطط املنافع احملددة مبقدار القيمة احلالية اللتزام املنافع احملددة ناقصا القيمة العادلة ألصول أي خطة ،على انه يتم االعرتاف باألصل فقط إىل احلد الذي حيتمل فيه توفره للمشروع يف صورة اسرتدادات من اخلطة أو ختفيض يف املسامهات املستقبلية. األصول وااللتزامات الضريبية :تقيم مببلغ املنفعة الضريبية الناشئة عن اخلسائر الضريبية أو الضرائب املستحقة خبصوص صايف الربح أو اخلسارة ،اليت حتدد من وجهة نظر املنشاة املندجمة أو اجملموع ة الناجتة عن التملك ،ويتم حتديد األصل أو االلتزام الضرييب بعد األخذ يف االعتبار التأثري الضرييب إلعادة بيان األصول وااللتزامات احملددة بقيمها العادلة وال يتم خصمها ،وتتضمن األصول الضريبية أي أصل ضرييب مؤجل للمتملك مل يكن معرتفا به قبل الضم ،إال انه ونتيجة -9- للضم أصبح حيقق أالن معيار االعرتاف حسب متطلبات املعيار احملاسيب الدويل الثاين عشرا (ضرائب الدخل)؛ الذمم الدائنة وأوراق الدفع ،الديون الطويلة األجل ،وااللتزامات ،املستحقات واملطالبات األخرى تقيم بالقيم احلالية للمبالغ اليت ستدفع ملواجهة االلتزام حمسوبا على أساس معدل الفائدة اجلاري املناسب ،إال أن عملية اخلصم غري مطلوبة لاللتزامات قصرية األجل عندما يكون الفرق بني املبلغ االمسي لاللتزام واملبلغ املخصوم ليس هاما نسبيا؛ العقود املثقلة بااللتزامات واملطلوبات األخرى القابلة للتحديد للمنشاة اململوكة مبقدار القيم احلالية للمبالغ اليت سيتم إنفاقها ملواجهة االلتزام احملدد بأسعار الفائدة احلالية املناسبة. وجتدر اإلشارة إىل أن السوق النشط هو الذي تتوفر فيه الشروط التالية: البنود اليت تتم املتاجرة هبا داخل السوق متجانسة؛ يتوفر فيه أطراف راغبة بالشراء والبيع؛ األسعار متوفرة للجمهور. كما بني معيار احملاسبة الدويل رقم (" :)30األدوات املالية :اإلفصاح والعرض" بعض أسس قياس القيمة العادلة على النحو التايل: .1إذا كانت األداة املالية متداولة يف سوق نشط وذات سيولة ،فان سعر السوق املعروض لألداة هو أفضل دليل على القيمة العادلة ،حيث أن سعر السوق املناسب هو: سعر العرض الحالي :األصل حمتفظ به أو التزام سيتم إصداره؛ السعر المعروض (سعر الطلب) :ألصل سيتم امتالكه أو التزام حمتفظ به؛ سعر أخر عملية :يف حالة عدم توفر معلومات عن األسعار احلالية ،بشرط عدم حدوث تغري كبري يف الظروف االقتصادية بني تاريخ أخر عملية وتاريخ تقدمي التقرير(تاريخ التقييم)؛ أسعار السوق الوسطية :إذا كان لدى املشروع مراكز الصول والتزامات متقابلة. .2إذا كانت األداة املالية متداولة يف سوق غري نشط أو غري منظم بشكل جيد (كبعض األسواق املوازية ) ،أو كان حجم التداول قليل نسبة إىل عدد الوحدات من األداة املالية املراد تقيمها،وو يف حالة عدم وجود سعر سوق معروض ،فيمكن اللجوء إىل وسائل تقدير لتحديد القيمة العادلة مبؤثر كافية، واهم هذه الوسائل: القيمة السوقية اجلارية ألداة مالية مشاهبة جوهريا لألداة املراد تقييمها؛ حتليل خصم التدفقات النقدية باستخدام سعر خصم مساو ملعدل الفائدة السائدة يف السوق األدوات مالية هلا-بشكل جوهري -نفس الشروط واخلصائص (كمالءة املدين ،والفرتة املتبقية لالستحقاق والعملة اليت سيتم الدفع هبا)؛ استخدام مناذج تسعري اخليارات. .3إذا كانت األداة غري متداولة يف السوق املايل منظم ،فانه يفضل عدم حتديد مبلغ معني لقياس القيمة العادلة ،وإمنا حتديد مدى معني يعتقد وبشكل معقول أن تقع القيمة العادلة ضمنه. .4عند عدم القدرة على حتديد القيمة موثوقية كافية ألي سبب ،فانه يتم تزويد مستخدمي البيانات املالية مبعلومات حول اخلصائص األساسية لألداة املالية املراد تقييمها ،مبا يف ذلك الشروط واألحكام - 11 - ذات األمهية اليت قد تؤثر على مبلغ التدفقات النقدية املستقبلية ودرجة التيقن منها ،وذلك ملساعدهتم على عمل تقديراهتم اخلاصة لتحديد القيمة العادلة. ويف مجيع احلاالت أعاله ،جيب أن تؤخذ التكاليف اليت سيتم تكبدها عند مبادلة األداة املالية أو تسويتها بعني االعتبار ،مثل الضرائب والرسوم واألتعاب والعموالت املدفوعة للوكالء واملستشارين والسماسرة،باإلضافة إىل الرسوم املرفوضة من قبل الواكالت املنظمة أو البورصات (مع مراعاة مادية هذه التكاليف دائما) ،وكذلك قد تضمن معيار احملاسبة الدويل رقم (" :)38املوجودات غري ملموسان " حتديدا ألسس الوصول إىل القيمة العادلة يف إظهار هذه األصول عند االعرتاف املبدئي وعلى النحو التايل: أ .األسعار املدرجة يف السوق النشط هوا فضل مقياس للقيمة العادلة ،وعادة ما يكون هذا السعر العرض احلايل؛ ب .قد يوفر سعر احدث عملية مماثلة أساس ميكن بناء عليه القيمة العادلة ،بشرط عدم حدوث تغري هام يف الظروف االقتصادية بني تاريخ العملية وتاريخ تقيم األصل؛ ج .القيم املمكنة احتساهبا من خالل استخدام أساليب القياس اليت طورهتا مشاريع معينة تشارك بانتظام يف شراء املوجودات غري امللموسة وبيعها .تشمل هذه األساليب حيث يكون ذلك مناسبا تطبيق عناصر متعددة تعكس تأثري مؤشرات معينة املستقبلية املقدرة من األصل. إما عند القياس الالحق لالعرتاف املبدئي هلذه األصول غري امللموسة ،فان حتديد القيمة العادلة عند استخدام أسلوب إعادة التقييم ال يتم إال مبوجب السعر السوقي يف سوق نشط ،فان مل يعد ممكن حتديد القيمة السوقية يف فرتات الحقة ،فتكون القيمة العادلة هي سعر السوقي احملدد يف أخر عملية إعادة تقيم ،مطروحا منه أي إطفاء مرتاكم أو خسائر الخنفاض القيمة الحقة لتاريخ إعادة التقييم املعتمدة. كما بني املعيار رقم (" )31األدوات املالية :االعرتاف والقياس" عدة مقاييس للقيمة العادلة ،على النحو التايل: أ .األسعار الدارجة يف سوق نشط لألداة املالية ،وهي أفضل مقياس للقيمة العادلة؛ ب .أداة الدين ( )Débet Instrumentاليت تصنف ( )Ratedمن قبل وكالة تصنيف مستقلة وهلذه األداة تدفقات نقدية ميكن تقديرها بشكل معقول؛ ج .األداة املالية اليت هلا منوذج تقييم مناسب وتعتمد مدخالن هذا النموذج على بيانات من األسواق النشطة (.)Rctive Markest وقد أوضح املعيار نفسه بعض احملددات عند الوصول للقيمة العادلة ،أمهها: يعتمد مفهوم القيمة العادلة لألصول وااللتزامات املالية على فرض االستمرارية للمؤسسة وخبالف ذلك جيب اخذ ظروف املنشاة احلالية عند تقدير القيمة العادلة؛ يؤخذ سعر الشراء احلايل لألصول املقتناة أو االلتزامات القائمة ،والسعر الوسطي عند مقابلة مراكز أو وضعيات األصول وااللتزامات. كما وضع املعيار طرقا بديلة لقياس القيمة العادلة يف غري احلاالت املعتمدة أعاله ،وهذه الطرق هي: -إذا مل يكن السوق نشطا فيمكن تعديل القيمة الدارجة يف السوق بشكل حيقق تقدير أفضل؛ - 11 - - إذا كان السوق نشطا ولكن احلجم التداول لألصل أو االلتزام املايل –املراد تقدير قيمته العادلة -قليل جدا نسبة إىل حجم هذه األدوات املالية ،فيمكن اعتماد تقدير صناع السوق هلذه األداة للحجم املوجود فعال؛ ميكن اللجوء إىل أساليب بديلة أخرى مثل: القيمة السوقية لألدوات املشاهبة بشكل جوهري؛ القيمة احلالية للتدفقات النقدية املتوقعة؛ مناذج تسعري اخليارات. إذا مل يكن يوجد سعر يف السوق ألداة مالية بكاملها ولكن توجد أسواق ألجزائها املكونة هلا ،فانه يتم حتديد القيمة العادلة بناء على أسعار السوق ذات عالقة؛ التقييم من الطرف اخلارجي. وتضمن املعيار ( :)02املمتلكات االستثمارية أسس حتديد القيمة العادلة هلذه املمتلكات على النحو التايل :يعترب السعر السوقي أفضل حمدد للقيمة العادلة ،ويعرب السعر السوقي هنا عن السعر األكثر احتماال واملمكن احلصول عليه على حنو معقول من السوق ،ميثل أفضل سعر قد حيصل عليه يف ظل ظروف السوق العادية دون أي تضخم أو ختفيض يف ظل ظروف خاصة. إذا مل يوجد سوق تنشيط املمتلكات مشاهبة يف املوقع واحلالة والشروط التعاقدية أفضل دليل للقيمة العادلة. يف حالة عدم توفر أسعار جارية يف السوقية ،فيمكن تقدير القيمة العادلة من خالل احلصول على معلومات خمتلفة :تتضمن: األسعار اجلارية يف سوق نشط ملمتلكات خمتلفة من حيث الطبيعة واملوقع ،حبيث تعدل هذه األسعار لتعكس الفرو قات الناجتة عن اختالفات بني األصل املراد تقديره وهذه املمتلكات؛ األسعار األخرية يف السوق اقل نشاطا مع تعديل هذه األسعار لتعكس التغريات يف األحوال االقتصادية بني تاريخ هذه األسعار وتاريخ التقييم احلايل؛ خصم التدفقات النقدية املستقبلية املتوقعة مبوجب عقود إجيار قائمة حاليا وبالرجوع لبيانات خارجية كإجيار املمتلكات املماثلة يف نفس املنطقة. فإذا أدت القيم املستخرجة من هذه املصادر إىل قيم عادلة خمتلفة ماديا،جيب دراسة أسباب االختالف للوصول إىل قيم عادلة أكثر موثوقية. وأخريا فقد تضمن املعيار رقم (":)00الزراعة أسس حتديد القيمة العادلة لألصل البيولوجي واحملاصيل الزراعية ،وعلى النحو التايل: يعترب السعر املعروض يف السوق النشط ،يؤخذ السعر املعروض يف السوق املتوقع استخدامه. إذا مل يوجد سوق نشط يستخدم واحد أو أكثر من أساليب التالية ،مع مرعاه مراجعة فورقات القيم املستخرجة بني هذه األساليب للخروج بقيمة عادلة أكثر موثوقية: سعر أخر معاملة يف السوق ،بشرط عدم وجود تغري كبري يف الظروف االقتصادية منذ تاريخ ذلك السعر إىل وقت التقييم احلايل؛ أسعار السوق للموجودات املماثلة مع تعديل هذه األسعار وفقا لالختالفات بني املوجودات املراد تقييمها وتلك املوجودات املماثلة؛ - 12 - تطبيق مقاييس خاصة بالبند املراد تقييمه ،مثل سعر حمصول مساحة حمددة للمحاصيل الزراعية والوزن بالكيلو غرام القائم للمواشي...اخل خصم صايف التدفقات النقدية املتوقعة املتعلقة باألصل املراد تقييمه؛ يف حالة ارتباط املوجودات البيولوجية باألرض وعدم وجود قيمة حمددة هلا بشكل مستقل ،حبيث إن وجوده يزيد من القيمة العادلة لألرض وما عليها جمتمعة ،فيمكن حتديد القيمة العادلة هلذه املوجودات البيولوجية بالفرق بني القيمة العادلة لألرض وهذه املوجودات جمتمعة والقيمة العادلة لألرض البكر وحدها. 6-1متطلبات محاسبة القيمة العادلة وفقا لمعايير المحاسبة الدولية: إن توجه جملس معايري احملاسبة الدولية حنو استخدام متزايد ملفهوم القيمة العادلة ،وعملية قياس األصول وااللتزامات بقيمتها العادلة هو حمور البحث واالهتمام حاليا والسيما يف البلدان اليت تبنت معايري احملاسبة الدولية مؤخرا ،وقد تضمن العديد من معايري احملاسبة الدولية الصادرة حىت اآلن (وعددها 00معيارا) مفهوم القيمة العادلة بشكل أو بأخر ،وميكن تقسيم البنود اليت أشارت إىل هذا املفهوم إىل األقسام التالية: أ. متطلبات االعرتاف بالقيمة العادلة؛ ب .قواعد اإلفصاح عن القيمة العادلة؛ ج .متطلبات اإلفصاح عن معلومات تساعد يف تقدير القيمة العادلة. وهتدف هذه املتطلبات إىل مواكبة تطور حاجات مستخدمي البيانات املالية ،يف ظل التطور الصناعي والتكنولوجي ،وظهور الشركات العمالقة ،وانفتاح األسواق العاملية وحرية حركة رؤوس األموال عرب العامل ،مما ترتب عليه طلب متزايد على املعلومات وخاصة املالية منها الختاذ قرارات اقتصادية صحيحة. ولقد بينت بعض الدراسات أن القيمة العادلة تعترب مفيدة إدا كان هلا قوة تقديرية لقيمة األسهم السوقية للمؤسسة ،وحىت يتحقق ذلك البد أن تقدم هذه القيمة احملاسبية معلومات مالئمة للمستثمرين لتقييم املؤسسة ،وأن تكون هذه القيمة مقاسه بشكل موثوق. وبالتايل فإن املؤسسة جيب أن تتبىن باستمرار تقييم نشاطها وعملياهتا يف ضوء حتركات أسعار السوق للموارد ،سواء أكانت مدخالت أم خمرجات هلذه األنشطة والعمليات. ومن هنا فقد كان هناك توجه واضح من جملس معايري احملاسبة الدولية بأنه حىت ولو مل يكن هناك مقدرة على حتديد القيمة العادلة ألي بنود ليتم االعرتاف به هبذه القيمة يف القوائم املالية أو اإلفصاح عنها يف اإليضاحات املرفقة ،فأنه يتم تزويد مستخدمي البيانات املالية مبعلومات أخرى قد تكون مفيدة يف حتديد القيمة العادلة للبند موضوع البحث أو القياس. 11 وبناء على ما سبق سنحاول حتديد قواعد اإلفصاح ومتطلباهتا ليت قد تفيد يف تقدير القيمة العادلة ألي أصل أو التزام أو قد تكون هلا دور مؤثر يف حتديد القيمة السوقية لألدوات املالية للمؤسسة - 13 - (املصارف التجارية) وقد مت تضمني هذه املتطلبات والقواعد ضمن مؤشر اإلفصاح عن القيمة العادلة أو أي معلومة تفيد يف تقدير القيمة العادلة واملعتمد يف هذه الدراسة ومن بني هذه املتطلبات ما يلي: كافة قواعد اإلفصاح ومتطلباته اليت تضمنت أظهار أي اخنفاض يف قيمة األصول؛ البنود املتعلقة مبحافظ التسهيالت لدى املصارف ،واليت من املمكن االستفادة منها يف تقدير القيمة املمكن حتصيلها من الديون ،ومثال على ذلك اإلفصاح عن الديون املعدومة ،واملبالغ املسرتدة منها والقروض اليت ال حيتسب عليها فوائد؛ املخاطر اليت تتعرض هلا املصارف أو أي إجراءات قامت هبا للتحوط هلذه املخاطر؛ إفصاح عن طبيعة التغري املادي يف التقديرات احملاسبة وقيمته؛ اإلفصاح على أية تعامالت مع األطراف ذات العالقة ملا هلذه التعامالت من أثر على حتديد السعر السوقي للسهم ،خاصة إدا ما ارتبطت هذه التعامالت مبخصصات ديون مشكوك يف حتصيلها أو أقساط قروض مستحقة؛ كما ميكن من خالل اجلدول التايل إظهار أهم متطلبات االعرتاف ببنود القوائم املالية بالقيمة العادلة وفقا ملعايري احملاسبة الدولية: الجدول رقم ( :)13متطلبات االعتراف بالقيمة العادلة وفقا لمعايير المحاسبة الدولية. البيان رقم المعيار متطلبات االعتراف بالقيمة العادلة 11 اإليراد الفقرة :21جيب قياس اإليراد بالقيمة العادلة للمقابل املستلم أو القابل لالستالم 22 اندماج المشروعات الفقرة :00للتعرف على املشروع املتملك يف حاالت ضم العمال ،فإنه املشروع ذا القيمة العادلة األكرب هو املتملك؛ الفقرة :09جيب أن تكون القيمة العادلة متقاربة املشاريع عند الضم حىت يتحقق أحد شروط توفر مشاركة متبادلة يف املخاطر واملنافع؛ الفقرة :30معاجلة نقطة املرجعية :تشكل القيمة العادلة لألصول وااللتزامات احملددة املتملكة وذلك يف حدود حصة املتملك – جزاء من قياس األصول وااللتزامات القابلة للتحديداملتعرف هبا؛ الفقرة :30املعاجلة البديلة املسموح هبا :جيب قياس األصول وااللتزامات القابلة لتحديد املتعارف هبا بقيمتها العادلة بتاريخ التملك. 31 اإلفصاح في القوائم الفقرة :00جيب على املصرف إظهار القيمة العادلة لكل جمموعة من بياناته احلسابية اخلتامية سواء كانت موجودات أو مطلوبات كما ينص على ذلك املعيار احملاسيب الدويل 30 "األدوات املالية :اإلفصاح والعرض" .واملعيار احملاسيب الدويل 31األدوات املالية :االعرتاف والقياس. المالية للبنوك والمؤسسات المالية المتشابهة - 14 - 32 المالية :الفقرة :90يف حالة التخلص من أصل مايل بأكمله ،ونتج عن ذلك أصل مايل أو التزام مايل األدوات جديد ،فيجب االعرتاف هبذا األصل أو االلتزام اجلديد بالقيمة العادلة؛ االعتراف والقياس الفقرة :11بعد االعرتاف املبدئي ،جيب قياس املوجودات املالية مبا فيها املشتقات بالقيمة العادلة ،ماعدا القروض والذمم واالستثمارات احملتفظ هبا حىت تاريخ االستحقاق واألصول املالية اليت ال ميكن قياس قيمتها العادلة موثوقية؛ الفقرة ‘ :10ذا توفر مقياس موثق للقيمة العادلة ألصل ،ومل يكن ذلك متوفرا سابقا ،فإنه جيب إعادة قياس هذا األصل بالقيمة العادلة؛ الفقرة :13بعد االعرتاف املبدئي ،جيب قياس املطلوبات احملتفظ هبا للمتاجرة أو الناجتة عن املشتقات لغري غايات للتحوط بالقيمة العادلة. 41 الممتلكات الفقرة :00يتوجب على املشروع اختيار منوذج القيمة العادلة أو منوذج التكلفة كسياسة حماسبية للقياس الالحق على أن تطبق الساسة املختارة على كل املمتلكات االستثمارية؛ الفقرة :01جيب على املشروع الذي أختار منوذج القيمة العادلة االستمرار يف ذلك ،إىل أن 41 الزراعة االستثمارية يتم استبعاد املمتلكات االستثمارية حىت لو أصبحت العمليات السوقية أقل تكرارا ،أو أسعار السوق أقل توفرا؛ الفقرة :90إذا مت حتويل ممتلكات استثمارية مقيمة بالقيمة العادلة إىل ممتلكات مشغولة من قبل املالك ،تكون التكلفة املثبتة هلذه املمتلكات هي قيمتها العادلة بتاريخ التحول؛ الفقرة :99إذا مت حتويل ممتلكات مشغولة من قبل املالك إىل ممتلكات استثمارية ،تثبت القيمة العادلة يف تاريخ التحويل. الفقرة :02احد شروط االعرتاف باألصل البيولوجي أو احملصول الزراعي أن يكون من املمكن قياس قيمته العادلة أو تكلفته بشكل موثوق؛ الفقرة :00جيب قياس األصل البيولوجي عند االعرتاف املبدئي يف تاريخ كل ميزانية عمومية مبقدار قيمته العادلة خمصوما منها تكاليف املقدرة عند نقطة البيع؛ الفقرة :03جيب قياس املنتج الزراعي احملصود من األصل البيولوجي مبقدار قيمته العادلة خمصوما منها التكاليف املقدرة للبيع عن نقطة احلصاد. المصدر :من إعداد الباحثني باالعتماد على نصوص معايري احملاسبة الدولية. -2تأثير الجباية على الممارسات المحاسبية و انعكاسات تبني المعايير المحاسبية الدولية على النظام الجبائي الجزائري: للجباية تأثري كبري و مباشر على املمارسات احملاسبيةٌ يف اجلزائر ،فعند تطبيق املخطط احملاسيب الوطين حيث اقرتن دور احملاسب سابقا كان معروفا عن املمارسات احملاسبيةٌ سعيها الدائم لالقتصاد يف الضريبةٌ . ونذاك بالبحث عن احللول احملاسبية اليت جتلب املزايا اجلبائية الكبرية للمؤسسات،من خالل ما يسمح هبا التنظيم اجلبائي خاصة فيما تٌعلق باإلفراط يف تشكيل املؤونات حىت وإن مل يكن السبب أو اخلطر واضح بالشكل الكايف ،وكذلك حساب اإلهتالكات حىت وإن مل تتعرض االستثمارات لنقص يف قيمها. 1-2تأثير الجباية على الممارسات المحاسبية. - 15 - ظٌهر جليا تأثري اجلباية على احملاسبة يف اجلزائر بالنظر إىل نظام اإلخضاع احلقيقي ،وذلك من خالل الشروط املفروضة على املكلفني بالضريبة وفقا هلذا النظام ،واملتمثلة خاصة يف ضرورة مسك حماسبة منتظمة وفقا لنظام احملاسيب املفروض،ويف حالة إخالل املكلفني بالضريبة بأحد هذه الشروط ميكن أن يتعرض إىل رد حماسبته،ويتٌم حتديد الربح اخلاضع للضريبة يف هذه احلالة انطالقا من التقدير اإلداري وفق وليةٌ اإلخضاع القسري و االستناد على املعامالت املضاعفة. التعديالت كما ميتد تأثري اجلباية على احملاسبة يف اجلزائر تبعا للتغريات اليت تطرأ على اهليكل الضرييب و ٌ الضريبية اليت تتضمنها قوانني املالية سنويا ،إذ يتأثر حتديد الربح احملاسيب يف كثري من األحيان هبذه التعديالت اليت تتضمن ختفيضات أو إعفاءات من بعض الرسوم،خاصة فيما يتعلق باالمتياٌزات اجلبائية ٌ املمنوحة لتشجيع االستثمار وترقيةٌ بعض القطاعات أو بعض املناطق اجلغرافية ويف إطار برامج تشغيل الشباب. إن هذا االرتباط الكبري للجباية باملمارسات احملاسبيةٌ يف اجلزائر يتوقع أن يكون له تأثري سليب على حجم اإلفصاح احملاسيب،وعلى درجة شفافيةٌ املعلومة احملاسبيةٌ املعلن عنها من طرف املؤسسات ،وبالتايل سينٌعكس ذلك على التطبيق اجليد ملفاهيم النظام احملاسيب املايل اليت تدعو إىل ضرورة تضمني القوائم املاليةٌ معلومات تتصف باملصداقيةٌ ،كما هتدف إىل إبراز الصورة الصادقة للوضعيةٌ املاليةٌ للمؤسسة،ويعود سبب ذلك إىل أن هذه األخرية ختشى عند إظهار أصوهلا بالقيمة العادلة ،وعند نشر كل املعلومات احملاسبيةٌ املتعلقة مبختلف أصوله أو أنشطتها من االنعكاسات اجلبائية لذلك. 2-2انعكاسات تبني الجزائر للمعايير المحاسبية الدولية على النظام الجبائي الجزائري. إن تطبيق النظام احملاسيب املايل أدى بالضرورة إىل ظهور عناصر إضافية عند التعديل الضرييب لوجود بعد بني املعايري احملاسبية الدولية ( )IAS/IFRSو النظام اجلبائي اجلزائري ،فكما تتطلب عملية حتديد الوعاء اجلبائي تعديالت للنتيجة احملاسبية ،فإن التعديالت اليت جاء هبا النظام احملاسيب املايل اجلديد سواء على مستوى املفاهيم والتقييم أو احملاسبة ستكون هلا أثر جبائي . لذلك فإن التطبيقات اليت أتت هبا املعايري احملاسبية الدولية والنظام احملاسيب املايل اجلزائري اجلديد أوجبت على املؤسسة أن توفر يف قوائمها املالية و بالضبط املالحق معلومات ختص املقاربة بني كل من النتيجة احملاسبية و النتيجة اجلبائية اليت تشكل القاعدة حلساب الضريبة على أرباح الشركات ،و العناصر اليت تشكل االختالف بني قواعد النظام احملاسيب املايل والقواعد اجلبائية ترتكز عموما يف النقاط التالية: اإلهتـالكـات :يعرف اإلهتالك حسب املعايري احملاسبية الدولية على أنه توزيع نظامي للمبالغ القابلة لإلهتالك لألصل طوال مدة منفعته ،وحسب النظام احملاسيب املايل اجلزائري يعرف إهتالك االستثمار على أنه ميثل استهالك املنافع االقتصادية الستثمار مادي أو معنوي خالل مدة االنتفاع به، بينما يعرف اإلهتالك جبائيا حسب املادة 000من قانون الضرائب املباشرة على أنه التدين الذي يطرأ على األصول بفعل الزمن ونتيجة استخدامها يف العمل واإلنتاج. 12 ويف هناية كل دورة حتسب قيمة اإلهتالك وختفض من قيمة االستثمار حسب خمطط اإلهتالك الذي يتطلب معرفة العناصر التالية :مدة االنتفاع باألصل ،منط أو معدل استهالك املنافع االقتصادية املتعلقة هبذا األصل والقيمة القابلة لإلهتالك، كما جيب على املؤسسة مراجعة خمطط اإلهتالك اخلاص بكل استثمار. - 16 - مـدة اإلهتـالك :هي مدة االنتفاع باألصل أي املدة اليت تتوقع املؤسسة أن تستعمل فيها األصل ،وتبدأ من تاريخ بداية االستغالل وليس تاريخ احليازة إىل تاريخ استنفاذ املنافع االقتصادية هلذا األصل على أن ال تتعدى مدة عشرون سنة بالنسبة لالستثمارات املعنوية .و كنتيجة لذلك فإن مدة االنتفاع من األصل ممكن أن تكون أقل من مدة حياته االقتصادية ،حيث أن مدة االنتفاع ختضع حلكم إدارة املؤسسة وجتربتها مع استثمارات مماثلة و هذا سيكون له تأثري على الوعاء الضرييب من خالل تأثريه على مدة اإلهتالك و أقساط اإلهتالك ،و ذلك العتماد النظام اجلبائي على مدة حياة األصل ال مدة املنفعة االقتصادية ( مدة حياته). وجتدر اإلشارة إىل أنه إذا كان الستثمار معني مكونات ختتلف من حيث مدة االنتفاع هبا ،فإن ذلك يستوجب املعاجلة احملاسبية لكل مكون على حدى مبا فيها حساب قسط اإلهتالك السنوي. 13 نمـط و معـدل اإلهتالك :بالنسبة لنمط أو معدل اإلهتالك يكمن ذلك يف طريقة اإلهتالك املستعملة ،يعتمد النظام اجلبائي على أمناط عادية لإلهتالكات (خطية ،متزايدة ،متناقصة) ،وحبسب املعايري احملاسبية الدولية والنظام احملاسيب املايل اجلديد جيب أن تكون الطريقة املستعملة تعكس منط استهالك املنافع االقتصادية عرب مدة االنتفاع به ،خبالف القواعد السابقة فاملؤسسة هلا احلرية يف اختيار منط االهتالك حسب اعتبارات جبائية ،و جند ثالثة طرق إهتالك مسموح هبا ،وهي طريقة اإلهتالك الثابت ،طريقة اإلهتالك املتناقص وطريقة اإلهتالك حسب وحدات اإلنتاج ،و بالتايل على املؤسسات إعادة النظر يف منط و معدل اهتالكها و هذا سيؤثر على أقساط اإلهتالك و على الوعاء اخلاضع للضريبة. قاعـدة اإلهتـالك :القيمة القابلة لإلهتالك هي قيمة احليازة ناقص منها القيمة املتبقية املتوقعة يف هناية مدة االنتفاع ،وتعترب القيمة املتبقية على أهنا قيمة االستثمار املتوقعة يف هناية مدة االنتفاع ناقص منها أعباء التنازل عنه ،و هذه األخرية ال تأخذ بعني االعتبار يف القواعد اجلبائية. 14 الجدول رقم ( :)14االختالف بين القواعد المحاسبية والقواعد الجبائية. القواعـد المحاسبيـة القواعـد الجبائيـة مدة االهتالك مدة اإلهتالك هي مدة االنتفاع ،أو استعمال مدة اإلهتالك هي مدة حياة األصل ،و تكون حمددة من طرف اإلدارة اجلبائية مثل األصل يف املؤسسة. املباين 02سنة. القيمة المتبقية قد تكون القيمة املتبقة ألصل ما موجبة ،عندما حسب القواعد اجلبائية القيمة املتبقية دائما تساوي صفر. تعرضه املؤسسة للبيع. نمط االهتالك منط االهتالك اخلطي هو املستعمل دائما حسب النمط األكثر استعماال حسب القواعد القواعد احملاسبية ،لكن يف بعض األحيان اجلبائية هو املتناقص الضرييب. تستعمل منط االهتالك املتناقص الضرييب . مراجعة مخطط ميكن مراجعة خمطط اإلهتالك. ال ميكن مراجعة خمطط اإلهتالك. االهتالك Source : Georges Langlois, Micheline Friédérich, Comptabilité financière, Op-Cit, p.205. - 17 - -3اإلشكاليات الجبائية الناتجة عن تطبيق القيمة العادلة و موقف المشرع الجبائي الجزائري منها. 1-3اإلشكاليات الجبائية الناجمة عن تطبيق محاسبة القيمة العادلة. يف ضوء ما مت عرضه وحتليله يتبني أن تطبيق حماسبة القيمة العادلة يف إعـداد البيانـات املالية أصبح ضرورة تقتضيها الظروف واألوضاع االقتصادية وبالتايل فقد أصبحت تلقى قبوال واعرتافا عاما هبا إال أن عملية التطبيق تواجه بعض القيود واملشاكل اليت كانت مربرا للتمسك مببدأ التكلفة التارخيية يف القياس احملاسيب .ومن هذه املـشاكل جند: أ .تكمن املشكلة األساسية يف تقديرات القيمة العادلة يف مدى موثوقيتها أي مدى وجـود أدلة إث بات بشكل يساعد يف تسجيلها يف الدفاتر وتدقيقها ،حيث يكتنـف تقـدير القيمـة العادلة قدر كبري من االجتهاد واحلكم الشخصي وإتباع أسس قياس متباينة ،حيث تتعـدد طرق وأساليب تقدير القيمة العادلة لألصول وااللتزامات املالية ،األمـر الـذي جيعـل البيانات املالية أكثر تقلبا مما هو يف احلقيقة يف ظل عدم و جود سوق نشط؛ ب .أن القيمة العادلة هي خطوة غري عادية وخترج عن املفاهيم احملاسبية التقليدية؛ ج .أن حماسبة القيمة العادلة معقدة وذات طرق خمتلطة منها مـا يتعلـق برغبـة الوحـدة االقتصادية يف االحتفاظ باالستثمارات ومنها ما يتعلق مبوضوع تقدير القيمـة العادلـة نفسها ،فضال على أن ذلك يتعارض مع مبدأ الثبات يف احملاسبة أو عدم االتـساق فـي املعاجلة احملاسبية؛ د .ليس هناك سببا موضوعيا إلظهار االستثمارات اليت ال يوجد هلا أسعارا سوقية بكلفتهـا التارخيية؛ ه .اعتماد هذا املبدأ ويف بعض جوانبه على عدم دقة القياس احملاسيب بسبب اختالف االجتهادات واآلراء الشخصية لعملية التقييم وخاصة لألدوات املالية الغري نشطة ،حيث يصعب حتديد القيمة السوقية العادلة لكثري من موجودات املنشأة عندما ال تتوافر هلا أسواق نشطة؛ و .زيادة التكاليف ملعرفة القيمة العادلة واليت تتطلب بذل جهود غري عادية وتكبد مصروفات إضافية تتسبب يف زيادة التكلفة عن املنفعة .ويتطلب إعداد وعرض البيانات املالية وفق مبدأ القيمة العادلة فرتة زمنية طويلة مما قد يرتتب عليها تأخري إيداع املعلومات إىل مستخدمي البيانات املالية و من بينها اإلدارة اجلبائية؛ ز .قد يسبب استخدام مبدأ القيمة العادلة جماالً أكرب للتالعب يف نتائج األعمال وتغطية بعض الثغرات وفقاً لرغبات ومصاحل اإلدارة عند إعداد القوائم املالية؛ ح .أن االعرتاف باملكاسب واخلسائر غري احملققة كبنود يف قائمة الدخل أو يف قائمة التغري يف حقوق امللكية دون أن تتم عمليات تبادل فعلية بني املنشأة وأطراف خارجية عنها ،قد يفتح باباً للتالعب يف اإليرادات و بالتايل التأثري يف النتيجة اجلبائية. 2-3موقف المشرع الجبائي الجزائري من تطبيق القيمة العادلة. ميكن أن يؤدي تكييف القواعد اجلبائية مع املفاهيم والقواعد اجلديدة للنظام احملاسيب املايل ،إىل إلغاء كلي للقاعدة أو تعديلها ،وحىت يكون هذا التكييف مقبوال جبائيا جيب أن ال يقلل من الوعاء الضرييب . فيوجد العديد من اجلهود املبذولة من طرف وزارة املالية واجمللس الوطين للمحاسبة اليت تدخل يف هذا - 18 - اإلطار ،كاملادة السادسة من قانون املالية التكميلي لسنة 2009اليت تنص على ضرورة احرتام املؤسسات للتعاريف املنصوص عليها يف النظام احملاسيب املايل مع مراعاة عدم تعارضها مع القواعد اجلبائية املطبقة بالنسبة لوعاء الضريبة .ما يعين ضرورة تعديل النصوص اجلبائية حىت تتوافق مع قواعد النظام احملاسيب املايل اجلديد وكذا تعديل القواعد احملاسبية املستعملة يف إطار جبائي وبالنظر للجهود املبذولة يف إطار التكييف اجلبائي مع حمتوى النظام اجلديد ،يالحظ أن أغلب هذه املواد مت الرجوع إليها وتعديلها خاصة ما تعلق بأرباح الشركات ،املصاريف القابلة للخصم ،املصاريف األولية ،اإلعانات ،فوائض القيمة الناجتة عن إعادة التقييم ...اخل .إال أنه تبقى هناك بعض القواعد اجلبائية واجبة التعديل والتوضيح أكثر أو طرح قواعد جديدة باألساس ،ومنها قاعدة التقييم على أساس القيمة العادلة حبيث يفرتض من الناحية العملية إصدار نص جبائي يسمح بالتقييم على أساس القيمة العادلة ،إال أنه حلد اآلن هناك بعض التحفظ من طرف املشرع اجلبائي حول هذا العنصر ورمبا يرجع هذا األمر حسب رأيهم كوهنا هتدد بتقليص اإليرادات الضريبية بشكل كبري ،وعليه فهي ال تعرتف بطريقة حساب االهتالكات بغري الطريقة املقررة لديها ،خاصة فيما يتعلق باألصول املالية. الخاتمة: يظهر من خالل دراسة هذا املوضوع إن احملاسبة و اجلباية يف اجلزائر ستأخذ مدخل وسطا بني االجتاه التقليدي القائم على فرض التكلفة التارخيية والذي يؤيده أغلب مأموري الضرائب وبعض احملاسبني واالجتاه املعاصر القائم على استخدام أسلوب القيمة السوقية العادلة ،يف انتظار ما سترتتب عنه تعديالت تشريعية تتوافق مع هذا املقرتح الن فرض التقييم بالقيمة العادلة ال يتوقف طرح إشكاله يف اجلانب اجلبائي فقط بقدر ما هو مرتبط بكل اجلوانب املالية و احملاسبية يف اجلزائر . ومما سبق ارتأينا أن نقدم بعض التوصيات تتمثل فيما يلي: إصدار نص قانوين جبائي صريح يسمح بقبول التقييم على أساس القيمة العادلة لبعض األصول؛ ضرورة األخذ بعني االعتبار نظام يسهل االتصال بني احلاجات احملاسبية و اجلبائية من أجل تلبيةمتطلبات املعايري املرتبطة باجلباية؛ ينتج عن تطبيق املعايري احملاسبية ،تأثري على املمارسات اليت كانت تعتمد على مبادئ وقواعداملخطط الوطين للمحاسبة السابق ،السيما النظام اجلبائي اجلزائري ،املؤسسات ،ومهنة احملاسبة ،واليت ينبغي تكييفها لتكون مهيأة مبا يسمح بتوفيق بني البيئة احملاسبية واجلبائية يف اجلزائر؛ إعادة النظر و تنقيح القانون اجلبائي و الذي سيكون له أثر واضح على سري عمل املؤسسات وتنظيماألنشطة اخلاصة هبا .كما أن العمل على التماشي مع متطلبات اإلفصاح حسب النظام احملاسيب املايل يستوجب على املؤسسات أن تقدم يف امللحق معلومات متعلقة بالتقارب بني النتيجة احملاسبية و األعباء اجلبا ئية الواردة يف جدول حساب النتيجة ،وهذا يتطلب حتديد املعاجلات الالزمة عند املرور من النتيجة احملاسبية إىل النتيجة اجلبائية .والعناصر اليت تؤدي إىل االختالف يف التقييم لتحديد النتيجة بني املعايري احملاسبية و القواعد اجلبائية واليت متيل عموما إىل الرتكيز على النقاط التالية: تقنيات االهتالك وتدهور األصول أو معاينة االخنفاض يف القيمة ،باعتبار أن النظام اجلديد ينتهج مدخال اقتصاديا و ماليا؛ - 19 - التسجيل احملاسيب لعقد اإلجيار التمويلي ،تقييم بعض األصول و اخلصوم على أساس القيمة العادلة يف تاريخ احليازة؛ املعاجلة احملاس بية للضرائب والسيما الضرائب املؤجلة ،حيث ميكن وجود احنراف بني تاريخ األخذ هبذه األعباء اجلبائية على مستوى احملاسبة ،و تاريخ األخذ هبذه األعباء لتحديد النتيجة اخلاضعة للضريبة؛ فائض القيمة يف األجل الطويل و الناتج من التنازل على أصول أو أي عمليات استثنائية كتعويض نزع امللكية ،اإليرادات أو األعباء احملسوبة يف النتيجة احملاسبية لكن ال يأخذها النظام احملاسيب بعني االعتبار ،و أي نفقات و أعباء غري مربرة من طرف إدارة الضرائب؛ العمليات غري املسجلة يف النتيجة احملاسبية لكن تؤخذ يف احلسبان عند حتديد الوعاء الضرييب اخلاضع للضريبة. المراجع واإلحاالت: . Sterling Robrt R, Relevont Financial Reporting in an Age of Price Changes, The Journal of Accountancy, 1975, Vol 139, Issue2, pp.42-43. 1 .2طارق عبد العال محاد ،مشكالت تطبيق المحاسبة عن القيمة العادلة في البيئة المصرية بالتطبيق على البنوك ،اجمللة العلمية لإلقتصاد والتجارة ،العدد الثاين ،جامعة عني مشس ،القاهرة ،0220 ،ص.900. .3طارق عبد العال محاد ،المدخل الحديث في المحاسبة " محاسبة القيمة العادلة" ،الدار اجلامعية، اإلسكندرية ،ص.00. . Lionel ESCAFFRE, Réda SEFSAF, L’impact comptable de la crise financière sur la volatilité des titres bancaires : Cas de la France, l’Italie , et l’Allemag, Centre de recherche – LARGO, univangers , version 1 - 5 May 2010, p.05. 4 . Lutamila Sallu, CPA, CMA, CFM, CFE, CI, Fair Value Accounting, Volume 1, Issue 2, APRIL 2009, from the cite of www.deleonandstang.com/news-articles/credit-union-edgearticle/fair-value-accounting. 5 .6تامر مزيد رفاعه ،رشا محادة ،أثر تعليمات مصرفية سورية المركزية في إلتزام المصارف الخاصة بمتطلبات القياس واإلفصاح بالقيمة العادلة لألدوات المالية وفقا للمعايير الدولية إلعداد التقارير المالية ،جملة جامعة دمشق للعلوم اإلقتصادية والقانونية ،اجمللد ،01العدد األول ،0202 ،جامعة دمشق ،سوريا ،ص.109. .7هوام مجعة ،مدى مالءمة القيمة العادلة للتقرير المالي ،امللتقى الوطين حول املؤسسة على ضوء التحوالت احملاسبية الدولية ،جامعة باجي خمتار ،عنابة ،اجلزائر ،يومي 00 ،00نوفمرب ،0220ص.23. .8القرار املؤر يف 01جويلية ،0228احملدد لقواعد التقييم واحملاسبة وحمتوى الكشوف املالية وعرضها وكذا مدونة احلسابات وقواعد سريها ،اجلريدة الرمسية للجمهورية اجلزائرية ،العدد 09 ،01مارس ،0221ص.80. - 21 - .9بوكساين رشيد ،ووخرون ،مبدأ التكلفة التاريخية بين االنتقاد والتأييد في ظل توجه المعايير المحاسبية الدولية نحو القيمة العادلة ،امللتقى العلمي الدويل األول حول النظام احملاسيب املايل اجلديد يف ظل معايري احملاسبة الدولية ،املركز اجلامعي بالوادي ،اجلزائر ،يومي 01و 01جانفي ،3101ص.01. .10رضا إبراهيم صاحل ،أثر توجه معايير المحاسبة نحو القيمة العادلة على الخصائص النوعية للمعلومات المحاسبية في ظل األزمة المالية العالمية ،جملة "كلية التجارة للبحوث العلمية" ،جامعة اإلسكندرية ،العدد رقم ،13 :اجمللد رقم ،3112 ،64 :ص.20 -36. . Barth, Marry E. and Landsman, Wayne R., “Fundamental Issues Related To Using Fair Value Accounting For Financial Reporting”, Accounting Horizons, vol. 9 (4), Dec 1995. P.79. .12املادة 000الفقرة 3من قانون الضرائب المباشرة لسنة .0200 13 . Me Dominique Villemot, Les conséquences fiscales de l’adoption des normes comptables internationales, Revue de Droit fiscal N°50, Année 2003, P.1581. 14 . Georges Langlois, Micheline Friédérich, Comptabilité financière, édition Foucher, 15 édition, 2010, Imprimé en France, p.313. 11 - 21 -
© Copyright 2024 Paperzz