الدورة التاسعة عشرة إمارة الشارقة دولة اإلمارات العربية المتحدة وقف األسهم والصكوك والحقوق المعنوية والمنافع إعداد الدكتورة سيتي ماشيطة بنت محمود رئيسة كلية الشريعة والقانون والدكتورة شمسية بنت محمد األستاذة المشاركة بكلية الفقه وأصوله األكاديمية اإلسالمية بجامعة ماليا ،كواال لمبور وقف األسهم والصكوك والحقوق المعنوية والمنافع المقدمة األوقاف مؤسسة حيوية ،تطور حياتها طول األزمان واألماكن ،والواقف ينتفع ب ثواب عمله ولو كان ميتا كما قال الرسول (صلى هللا عليه وسلم)" :إذا مات ابن أدم، انقطع عمله إال من ثالث :صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له" وقد اتفق المفسرون بأن لفظ "صدقة جارية" في الحديث يشير إلى معنى الوقف ال الغير 1ألن منافع الموقوف تبقى دائمة يذكر الناس صاحبها بالخير والرحمة. وبالنظر إلى متطلبات الزمن الحاضر وأهمية الوقف ،كانت طرق إنشاءه غير محدد على األموال من العقار والمنقول فحسب ،بل له طرق كثيرة متنوعة ,وهذا يتفق مع حقيقة الوقف وصفته العملية واالقتصادية والتنموية التي تنفع األمم كلها. وفي هذا المقام ،سيكون مدار البحث في وقف األسهم والصكوك والحقوق المعنوية والمنافع ,والتي تؤدي إلى استغالل ثروة أموال األمة وتحقيق هدف التنمية االقتصادية المناسبة بالزمن الحاضر. وقبل أن نستعرض موضوع البحث بالتفصيل ،حري بنا أن نُعرف الوقف وما هي أقسامة: أوال :تعريف الوقف الوقف لغة :هو الحبس ،أو المنع ،ويرادفه التحبيس والتسبيل. وفي االصطالح :هو:حبس مال يمكن االنتفاع به مع بقاء عينه بقطع التصرف في 2 رقبته على مصرف مباح موجود. ثانيا :أقسام وقف الخير :والوقف الخيري ينقسم إلى قسمين :وقف العام ووقف الخاص وقف العام هو الوقف الذي لم يعين الواقف مقصوده أو جهة مصرفه .ففي هذه الحالة ،يجوز على متوله أو نذيره أن يصرف غالته وريعه على أي سبيل من سبل البر والخير تقربا إلى هللا تعالى. وأما وقف الخاص هو الوقف الذي يعين الواقف مقصوده أو جهة مصرفه ،مثل أن يقول الواقف "وقفت هذه األرض على أن يكون ريعها للفقراء والمساكين" .ففي هذا النوع ،ال يجوز على متوله أو نذيره أن يحول ريع تلك األرض إلى غرض آخر غير تلك الجهة المذكورة ،كما ال يجوز بيع أو هبة أو إرث أو تملك هذا الوقف بأي وجه من أوجوه التمليك. وبالنسبة إلى مسألة بيع الوقف ،فعلى متوله أو نذيره الرجوع إلى القاضي أو المفتي أو المحكمة للحصل على القرار في ذلك األمر ,فهناك من الفقهاء من أجاز بيع الوقف إذا وجدت المصلحة فيه. 1 2 محمد علي بن محمد الشوكاني ،نيل األوطار في منتقى األخبار ،الجزء الخاامس ،دار الفكار ،ص 127 شمس الدين محمد بن أبي العباس أحماد بان حمازة ابان شاهاب الادين الرملاي ،نهاياة المحتاا إلاى شرح المنها ،الجزء الخامس ،مصطفى البابي الحلبي وأوالده بمصر ،1967 ،ص 358 1 وهناك نوع آخر من الوقف ،وهو ما يعرف بالوقف الذري أو األهلي ،بحيث يعين الواقف أهله أو نسله أو ذريته كأوالده أو أحفاده أو أمه أو أبيه أو أخواته وإخوته ليكون موقوفا عليهم. وقف األسهم إن وقف األسهم وسيلة من الوسائل التنموية المعاصرة ,وإمكانية التعامل بمبداء الوقف في األسهم تعود على المجتمع بمنافع كثيرة ومستمرة. تعريف األسهم :األسهم جمع سهم وهو في اللغة يطلق على الحظ والنصيب والشيء من األشياء ،ويجمع على أسهم وسهام وسهمان ،والسهمة على وزن غرفة 1 النصيب ,والسهم واحد من النبل. والمراد بوقف األسهم هو :حبس أو وقف حصص من األسهم المملوكة للواقف في شركات األموال االقتصادية المستغلة استغالال جائزا شرعا بجعل غالتها وريعها مصروفة إلى مقصودها العامة أو الخاصة تقربا إلى هللا تعالى. والواقف هو مالك الحصص أو األسهم أو رأس المال ،ويمكن أن يتعدد الواقفين لهذه األسهم ,كما ال يشترط أن يكون كل أصحاب رأس المال يقفون حصصهم ،ولكن يجوز بالواحد دون الغير أن يوقف ما يشاء من ملكه. مبدأ وقف األسهم ومبدأ وقف األسهم يرجع إلى مفهوم وقف المشاع ,فجمهور الفقهاء من الشافعية 3 والمالكية والحنابلة قالوا بصحة هذا الوقف 2,ووافقهم الجعفرية والزيدية فيه. وأما وقف المشاع للمسجد والمقبرة ،اتفق الفقهاء على عدم صحتهما ,وهذا ألنه ال يتحقق الوقف فيها إال باإلفراز واالستقالل ،إذ ال يتصور أن يكون المسجد شهرا مسجدا وشهرا أخر اصطبال أو خانا ,وكذلك ال يتصور أن تكون المقبرة سنة مقبرة وسنة أخرى بيتا ,وألن الشيوع يمنع خلوص الحق هلل تعالى.4 وبالنسبة إلى موضوعنا هذا ,سوف نركز على الوقف التجاري commercial basisإذا لم يوجد أي مانع للتطبيق في هذا النوع من الوقف. الصور التي يجوز فيها وقف األسهم ما يلي: )1وقف األسهم في شركات األموال ذات األنشطة الجائزة شرعا .وفي هذه الحالة، يجوز للواقف أن يوقف ما يملكه من األسهم سواء كانت في بعضها أو كلها حسب إرادته .ثم تصرف أرباحها على جهة الوقف عامة كانت أو خاصة أو ذرية تقربا إلى 1 2 3 4 محمااااد عثمااااان شاااابير ،المعااااامالت الماليااااة المعاصاااارة فااااي الفقااااه اإلسااااالمي ،دار النفااااائس، األردن2001,م ،ص 201 موفق الدين أبو محمد عبد هللا بن أحمد بن محماد ،المغناي ،الجازء الساادس ،دار الكتااب العرباي، بيااروت ،1972 ،ص 238؛ الشاايس سااليمان البجيرمااي ،بجيرمااي علااى الخاطااب ،الجاازء الثالااث، مصطفى البابي الحلبي وأوالده ،1951 ،ص 204؛ برهان الدين أبي الحسن علي بن أبي بكر بن عبد الجليل الرشاداني المرغينااني ،الهداياة شارح بداياة المبتادي ،الجازء الثالاث ،مصاطفى الباابي الحلبااي وأوالده بمصاار ،ص 14؛ برهااان الاادين إبااراهيم موسااى باان أبااي بكاار اباان الشاايس علااي الطرابلسي ،اإلسعاف فاي أحكاام األوقااف ،دار الرائاد العرباي ،بياروت ،1981 ،ص 29؛ حاالل ابن يحيا بن سلمة الرأي البصري ،كتاب أحكام الوقف ،مجلس دائارة المعاارف العثمانياة الكائناة، ص 119 محمد عبيد عبد هللا الكبيسي ،أحكام الوقف في الشريعة اإلسالمية ،الجزء األول ،مطبعة اإلرشاد، ص .390 نفسه ،ص384-390؛ ابن الهمام ،شرح فتح القدير ،الجزء الخاامس ،الكبارى األميرياة ،بباوالق، مصر ،ص 123 2 هللا تعالى.وكان هذا النوع من الوقف قد تقدمت به مؤسسة جوهور [ Johor ]Corporationبماليزيا حيث أوقفة حصصها من الشركات KPJ ،Tiram Travel Kulim ،Healthcareو Johor Landبمبلغ مئة مليون من قيمة الحصص التي تملكها هذه المؤسسة .والوقف في هذا المثال يسمى بوقف ”.“Corporate )2وقف أسهم األمانة [ ]unit trustsوهي األسهم التي يملكها الواقف في أية شركة استثمارية ذات نشاط جائز شرعا .وكما في وقف أسهم الشركات األنف الذكر ،إن أرباح أسهم األمانة ستصرف أيضا على جهة الوقف ،عامة كانت أو خاصة. مميزات وقف األسهم: إن المميزات التي تتمتع بها األسهم بشكل عام جعلت من هذا النوع من الوقف يتصف بهذه المميزات ،ومنها أن هذه األسهم تمثل قيمة مالية في رأس مال الشركة وأنها قابلة للتداول والتصرف فيها ,ولكن إذا كانت األسهم وقفت ،فلها شروط خاصة ال بد من إتباعها كما في مسألة اإلبدال واالستبدال التي سنتناولها فيما بعد .ومن المميزات األخرى أن حياة هذا الوقف ال يتعلق على عمر واقفها ،بل تستمر بحيث تكون دائمة ومؤبدة وبحسب عمر وقوة الشركة ..وهذا يتفق ويدعم شرط التأبيد كما قاله جمهور الفقهاء لصحة الوقف. موقف العلماء المعاصرين من وقف األسهم: وعند استقراء موقف العلماء المعاصرين نجد أن غالبيتهم قد أباحوا التعامل بهذا النوع من األسهم ,وذلك بناء على القاعدة الفقهية بأن األصل في المعامالت اإلباحة, وبشرط أن تكون هذه المعامالت وفقا ألحكام الشريعة اإلسالمية ,ومنها أن تكون األسهم صادرة من شركات ذات أغراض مشروعة وأن ال يترتب على التعامل بها أي محظور شرعي كالربا والغرر 1والميسر .ومن العلماء المعاصرين الذين قالوا بذلك هم الشيس محمود شلتوت ،والشيس علي الخفيف ،والشيس محمد أبو زهرة ،والدكتور محمد يوسف موسى 2.وأيضا ما جاء في قرر مجمع الفقه اإلسالمي في دورة مؤتمرة السابع بجدة في الفترة 12-7ذي القعدة 1412هـ الموافق 14-9مايو1992م بشأن األسهم في األسواق 3 المالية ما يلي: )1أن األصل في المعامالت الحل فإن تأسيس شركة مساهمة ذات أغراض وأنشطة مشروعة أمر جائز. )2ال خالف في حرمة اإلسهام في شركات غرضها األساس محرم ،كالتعامل بالربا أو إنتا المحرمات أو المتاجرة بها. )3األصل حرمة اإلسهام في شركات تتعامل أحيانا بالمحرمات ،كالربا ونحوه، بالرغم من أن أنشطتها األساسية مشروعة". وكذلك األسهم الموقوفة أيضا ال بد صيانة الشروط المذكورة لكي تكون وقفا أو أوقافا صحيحة للتداول والتصرف بها. مسألة استبدال األسهم الموقفة قد تكون هناك مصلحة في إبدال أو استبدال األسهم الموقوفة بأسهم أُخرى ومثال ذلك إذا كانت [ ]performanceالشركة المساهمة لم تعد صالحة لالستمرار فيها أو إذا كان ثمن السهم الموقوف في حالة غير مستقرة ,وخصوصا إذا هبط سعره في السوق 1 2 3 محمد عثمان شبير ،ص 206-212 نفسه ،ص 206 نفسه ،ص 212 3 بشكل كبير ونتج عن هذا الهبوط خسارة ،ففي هذه األحوال يجوز بيع السهم واستبداله بسهم أخر خيرا منه لنيل األرباح العالية ولكي نتجنب الخسارة المستمرة لأليام القادمة. ويعد االستبدال من أهم الوسائل التنموية ،وليس هناك مانع من قبل الشرع كما ذهب الفقهاء في ذلك ,إذ روى الخصاف في أحكام الوقف عن خالد بن أبي بكر حيث قال: رأيت سالم بن عبد هللا يبيع العبد من صدقة عمر (رضي هللا عنه) إذا رأى خيرا ويشتري 1 غيره. وجدير بالذكر هنا بأن الحديث الذي جاء فيه "ال يباع وال يوهب" فمنع البيع الذي فيه تفويت للوقف ،وال يتعرض الحديث لمسألة االستبدال ،إال للمسجد ألن استبداله ال 2 يجوز. كما تجدر اإلشارة إلى أن االستبدال ال بد أن يكون بإذن القاضي أو المفتي إذا رأى في ذلك مصلحة أو منفعة أو ضرورة سواء كانت جهة الوقف عامة أو خاصة. ولعل من نافلة القول أن مال البدل ،أي األسهم الجديدة ،يشترط فيها ما يشترط في أسهم الوقف التي سبق ذكرها من حيث موافقتها ألحكام الشريعة اإلسالمية. حكم التصرف في وقف األسهم في حالة استمرار الخسارة إذا تعرضت األسهم الموقوفة إلى خسارة مستمرة ،فعلى نذيره أو متوله في هذه الحالة وللضرورة أن يسرع باستبدال3هذه األسهم بحيث تباع األسهم ثم يشترى أسهم أخرى من شركات مساهمة ناجحة أخرى .فال يجوز لمتولي أسهم الوقف أن يدع هذه األسهم تستمر في الخسارة حتى تضيع وتستهلك مال الوقف كله ,فهذا يدخل في مسؤوليات النذير أو المتولي بأن يحافظ على أصول وغالة الوقف وأن يحتط لها وأن يعمرها ويصلحها ويصونها. وفي حالة ،إذا كانت [ ]performanceسوق األسهم في ذلك الوقت غير صالحة لالستثمار ،فعلى النذير أو المتولي أن يشتري عقارا بدل أصل السهم المنقول لما فيه من احتياط أفضل كون العقار ثابت ودائم النفع ,السيما أن الفقهاء كلهم يتفقون بصحة وقف العقار. مسألة انتهاء وقف السهم وكيفية التصرف في العائد وملكية األسهم في حالة تصفية الشركة أو المؤسسة ذكرنا أنفا بأن حياة الشركات المساهمة كثيرا ما تكون دائمة مؤبدة ،ولكن من الممكن أن يتم تصفية هذه الشركات .ففي هذه الحالة ،كيف يتم التصرف بالعائد؟ فالجواب راجعا إلى أقوال الفقهاء في مسألة انقراض الموقوف عليه أو انقطاع جهته أو انتهاء الوقف. وفي الحقيقة ،للفقهاء أراء مختلفة في هذه المسألة .ذهب الشافعية بصرفها (يعني العائد) إلى أقرب الناس إلى الواقف 4ويرى الحنابلة أنها ترجع إلى ورثة الواقف أو تكون وقفا على أقرب عصبة للواقف أو الفقراء والمساكين أو بيت المال 5.وأما الحنفية فيرى 1 2 3 4 5 انظر إعالن السنن 159-13 ،الذي نقله محمد خالاد ساعيد األعظماي" ،تنمياة الوقاف" ،فاي كتااب الوقف (بحوث مختارة مقدمة في الندوة الفقهية العاشرة لمجمع الفقاه اإلساالمي فاي الهناد) ،إعاداد وتقديم من الشيس القاضاي مجاهاد اإلساالم القاسامي ،دار الكتاب العلمياة ،بياروت ،لبناان،2001 ، ص 214 نفسه ،ص 215 للمعلومات الدقيقة في االستبدال انظر محمد عبيد عبد هللا الكبيسي ،ص 56-9 محمد ابن جماعة ،التنبيه ،ص .84انظر أيضا الشيس سليمان البجيرمي ،ص 210 ابن قدامة ،ص 217-214 4 اإلمام أبو حنيفة بعودها إلى ملك الواقف إن كان حيا و إلى ملك ورثته إن كان ميتا .وهذا أيضا ما رآه اإلمام مالك 1.وأما اإلمام أبي يوسف ،قال بأنها تصرف إلى الفقراء عند 2 انقراض الموقوف عليه أو إنقطاع جهتها. ويبدو لنا ،أن قول اإلمام أبو يوسف أصح باإلتباع لما فيه من استمرار وتأبيد للوقف لمصلحة الفقراء والمساكين .وهذا أيضا يتفق مع طبيعة الوقف التي هي صدقة جارية كما عرفناها من قبل ,والشرع يعتبر الفقراء والمساكين المصرف األساسي للصدقات وأعمال الخير. وقف الحقوق المعنوية يعتبر وقف الحقوق المعنوية من الصور الجديدة التي تتناسب مع متطلبات العصر وهو من الوسائل الحديثة في عمل الخيرات .فوقف هذا النوع من الحقوق لم يكن معروفا لدى الفقهاء األوائل ،وإنما ظهر نتيجة التقدم في المجال العلمي والثقافي واالقتصادي. وهذا البحث يتعلق بشيء غير مادي ويمكن أن يكون من اإلنتا الذهني كحق المؤلف في المصنفات العلمية واألدبية أو براءة االختراع في المخترعات الصناعية ،أو ثمرة لنشاط تجاري يقوم به التاجر لجلب العمالء كما في االسم التجاري والعالمة التجارية. وقد قرر مجمع الفقه اإلسالمي في دورته الخامسة المنعقدة في الكويت في 1 جمادي األولى 1409الموافق 10ديسمبر 1988م بأن لالسم التجاري والعنوان التجاري والعالمة التجارية وحق التأليف واإلختراع أو االبتكار هي حقوق خاصة ألصحابها ،وأصبح لها في العرف المعاصر قيمة مالية معتبرة يتمول الناس بها ،وهذه 3 الحقوق يعتد بها شرعا فال يجوز االعتداء عليها. ما المراد بوقف الحقوق المعنوية؟ المررراد بوقررف الحقرروق المعنويررة هررو :حاابس أو وقااف الحقااوق المعنويااة المقومااة المملوكااة للواقااف بجعاال أثمانهااا وأرباحهاااا وريعهااا مصااروفة إلااى مقصااودها العاماااة أو الخاصة تقربا إلى هللا تعالى. الحقوق المعنوية التي يجوز وقفها وصورها والحقوق المعنوية التي يجوز وقفها هي :حق التأليف واالبتكار. ويكاااون الوقاااف بتصاااريح المؤلاااف أو المبتكااار فاااي اساااتغالل ملكاااه المعناااوي لاااذلك الغاارض ،وكثياارا مااا نجااد ماان هااذه الصااور فااي مقاادمات الكتااب الموقوفااة ،مث اال أن يقااول المؤلف أنه "يترك حق نشر كتابه أو أي جازء مناه صادقة جارياة هلل تعاالى" 4.أو يمكان أن ينص بتخصيص الناشر كأن يذكر أنه "يحبس حاق النشار والتوزياع لمؤسساة خيرياة ،ماثال دار األيتام ،هلل تعالى". ويجاوز للمؤلاف أو المبتكاار أن يضاع أي شاارط فاي صايغه المناساابة ألحكاام الوقااف كشرط توزيع األرباح كلها أو جزء منها أو توزيع حصة ملك المؤلف أو المبتكر إلاى جهاة خيرية عامة كانت أو خاصة. 1 2 3 4 وهبااة الزحيلي،الوصااايا والوقااف فااي الفقااه اإلسااالمي ،دار الفكاار ،سااورية ،دمشااق ،1987 ،ص 205 محمد أمين إبن عابدين،حاشية رد المحتار على الدر المختار ،الجازء الراباع ،دار الفكار،1966 ، ص ;340ابن الهمام ،ص 48 محمد عثمان شبير ،ص 74 الدكتور منذر قحف،الوقف في المجتمع اإلسالمي المعاصر ،وزارة األوقاف والشؤون اإلساالمية بدولة قطر ،1998 ،ص139-138 5 ويدخل فيه وقف المؤلف أو المبتكار لمنفعاة أهلاه أو ذريتاه و يضاع بعاص الحصاة منه للغرض الخيري العام ،مثال للفقراء أو المساكين أو جهة خيرية أخرى ،وهاذه الوسايلة أفضل بأال تكون األرباح الموقوفة دولة بين أشخاص ذرية الواقف فقط. االنتهاء الحقيقي والحكمي لوقف الحقوق المعنوية كما عرفنا ،أن الحقوق المعنوية لها زمن محدد للحصول على الريع واألربااح التاي ينتفع بها المؤلف أو المبتكر .والغالب أن هذا التحدياد موجاود فاي القاانون كماا فاي ماليزياا, حيااث جاااء فااي القااانون المساامى ب” .“Copyright Act 1987فااالمؤلف لااه حااق فيهااا 1 بخمسين عام بعد موته. فمااا هااو موقااف الشااريعة اإلسااالمية ماان شاارط التأبيااد أو الاادوام للحقااوق المعنويااة الموقوفة؟ وما هو وضع ( (statusهذا النوع من الوقف؟ هل هوصحيح أم باطل؟ فالحقيقة ال توجد أقوال للفقهاء في هذه المسألة ألن الحقوق المعنوياة الموقوفاة أمار جديد وحديث ,ولكن هناك من بحث من الفقهاء عن حقيقة الدوام للوقف ,وهي إما أن تكاون أبدية (أي الدوام األبدي) أو نسبية (أي الدوام النسبي) .فالشافعية يرون بأن المقصود بادوام االنتفاااع بااالموقوف هااو الاادوام النساابي ال األباادي ، 2.فااإذا علقاات مسااألة انتهاااء الحقااوق المعنوية الموقوفة هذه بمبدأ الدوام النسبي ،فالوقف صحيح. وعموما يمكن القول ،أن رأي اإلمام مالاك واالمالكياة أساهل تطبيقاا ألنهام يجيازون الوقف المؤقت توسعة على الناس في عمل الخير .إذن فالوقف هذا صحيح أيضا. وقف المنافع المنافع هي ما يستفاد من األعيان كسكنى الدار وركوب السايارة .ويادل علاى كونهاا مااال بااأن طبيعااة اإلنسااان تمياال إليهااا كاألعيااان ،فيسااعى إلااى اقتنائهااا .والعاارف العااام فااي األساواق أيضاا يعتبرهاا أماواال .والشاارع أعتبرهااا أماواال بادليل ماا ورد علاى لساان ساايدنا اك إِحادَى ابنَتَاي هَااتَي ِن شعيب لموسى علياه الساالم ,قولاه تعاالى قَاا َل إِنِاي أ ُ ِرياد ُ أَن أُن ِك َح َ ُ ِك َو َمااا أ ِري اد ُ أَن أ َ ُ اك علَيا َ عشاارا فَ ِماان ِعن اد َ ي ِح َجااج فَ اإِن أَت َمما َ شااق َ ات َ َ علَااى أَن تَااأ ُج َرنِي ث َ َمااانِ َ شاااء اّللُ ِماانَ الصااا ِل ِحينَ القصااص آيااة( )27ويتبااين ماان اايااة الكريمااة أن س ات َ ِجد ُ ِني ِإن َ َ الخدمة من قبل موسى مقبولة لمهر إحادى ابنتاي شاعيب للازوا .فالشاارع أجااز أن يكاون عماال اإلنسااان (المنفعااة) مهاارا ،واألصاال فااي المهاار أن يكااون ماااال باادليل قولااه تعااالى سافِ ِحينَ النسااء آياة ()24 َ وأ ُ ِحل لَ ُكم ما َو َراء ذَ ِل ُكم أَن تَبتَغُوا ِبأَم َوا ِل ُكم ُّمح ِ صنِينَ غَي َر ُم َ إذن ،فتكون المنفعة ماال. معنى وقف المنافع والفرق بين وقف المنافع ووقف األعيان المراد بوقف المنافع هو :حبس أو وقف منافع األعيان المتقومة سواء كانت (يعناي األعيان) مملوكة للواقف أو لغيره تقربا إلى هللا تعالى. وفي هذا ،تكون المنافع هي موضوع الوقف بخالف الغالب بأن تكاون األعياان هاي موضوعه األساسي. واألعيان ،كما عرفنا وهي تدخل في مفهوم الوقف المبادأي وهاي مقصاودة للحابس. وأمااا منافعهااا ،وهااي مقصااودة للتساابيل فااي وجااوه الباار .إذن ،فاألعيااان والمنااافع عنصاارين 1 2 انظاار عااارف صااالح روساامان ،Harta Intelektual Menurut Islam ،الجامعااة التكنولوجيااة بماليزيا ،سكوداي ،2002 ،ص 134 انظاار الاادكتور مصااطفى الخاان والاادكتور مصااطفى البغاااء ،الفقااه المنهجااي علااى مااذهب اإلمااام الشافعي ،الجزء الثاني ،دار القلم ،دمشق ،2005 ،ص 220 6 أساسيين إليجاد الوقف .وهذا أيضا ما أشار إليه الحديث عن نافع عن ابان عمار رضاي هللا عنهما قال :أصاب عمر بخيبر أرضا ،فأتى النبي صلى هللا عليه وسلم فقال :أصابت أرضاا لم أصب مااال قاط أنفاس مناه فكياف تاأمرني باه؟ قاال":إن شائت حبسات أصالها وتصادقت 1 بها" .فتصدق عمر أنه ال يباع أصلها وال يوهب وال يورث."..... ووقف المنافع هي الصورة الخالفية بين الفقهاء عنادما يكاون موضاوع الوقاف هاو المنااافع باادون أعيانهااا .المالكيااة ياارون صااحة هااذا النااوع ماان الوقااف ,فماان أسااتأجر دارا أو عقارا فله أن يوقف منفعة العين المستأجرة مدة إجارتهاا 2.ونجاد للشاافعية رأياين فاي وقاف المناافع ,عنااد حااديثهم فاي مسااألة وقااف الكلااب المعلام ,فماانهم ماان قاال بعاادم جااواز وقفااه ألن الوقف مقصاود للتملياك ،والكلاب ال يملاك ،ومانهم مان قاال باالجواز ألن القصاد مان الوقاف 4 المنفعة ،وفي الكلب منفعة ،فجاز وقفه 3.وبه قال الزيدية والجعفرية ،ومنع غيرهم وقفه. المنافع التي يجوز وقفها وصورها تنقسم المنافع التي يجوز وقفها إلى قسمين: )1منافع األعيان المملوكة للواقف )2منافع األعيان الغير مملوكة للواقف بالنسبة للقسام األول :وهاي مناافع األعياان المملوكاة للواقاف يجاوز لمالاك العاين أن يوقف منفعة ماله إلى جهة الوقف ,ومثال ذلاك إذا ملاك شاخص دارا ،فلاه أن يوقاف منفعاة داره للفقااراء المحتاااجين للسااكنى فيااه .وكااذلك يجااوز أن يااؤجر األرض الزراعيااة المسااتغلة لألخر ويدفع ريعها وقفا إلى جهة الخيار تقرباا إلاى هللا تعاالى ,ومان األمثلاة المعاصارة هاو وقااف فائاادة السااهم [ ]dividend of shareالمملوكااة لمالكهااا ماان شااركات األمااوال االقتصادية المستغلة إستغالال جائزا شرعا إلى أي وجه من وجوه البر والخير. أما القسم الثاني :وهي منافع األعيان الغير مملوكة للواقف ,كما فاي اإلجاارة ،وهباة المنفعة ،والوصية بالمنفعة ،والعمرى عند من يقول بها 5.ففي هاذه األحاوال ،يكاون الوقاف حسااب الزمااان المحاادد لمالااك المنفعااة أو عمااره أو عماار العااين ,فيجااوز مااثال للمسااتأجر أن يوقف المنافع المملوكة له طول زمن االساتئجار كماا ذكارت أنفاا ،أو طاول عماره فاي ذلاك الحين أو مدى وجود العين الصالحة للوقف .وهاذا يشابه الوقاف المؤقات وفياه خاالف عناد 6 الفقهاء ،واإلمام مالك قال بصحته. وقف الصكوك لاايس هناااك تعريااف خاااص بوقااف الصااكوك إذ يمكاان وقفهااا بصااور مختلفااة ,ولااذلك نقول وقف الصكوك يرجع إلى وقف ما تمثل به الصكوك من األعيان و المنافع والخادمات وموجودات مشروع معين أو نشاط استثماري خاص وقد يرجع إلى وقف عائدة الصكوك. صور وقف الصكوك 1 2 3 4 5 6 انظر صحيح البخاري ،كتاب الوصايا ،دار السالم ،الرياض ،1997 ،ص 563 انظار الشاايس أحماد باان محماد الصاااوي المااالكي ،بلغاة السااالك ألقارب المسااالك إلاى مااذهب اإلمااام مالك ،الجزء الثاني ،شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأوالده بمصر ،ص 297 أبو إسحاق إبراه يم بن علي بن يوسف ،المهذب ،الجزء الثاني ،مطبعة عيسى البابي الحلباي ،ص 440 محمد عبيد الكابيسي ،ص 353-352 انظر قحف ،ص 147 انظر الصاوي ،ص 300 7 كما عرفنا أن الصكوك هي: 1 " وثائق متساوية القيمة تمثل حصصا شائعة في ملكية أعياان أو مناافع أو خادمات أو في موجودات مشروع معين أو نشاط استثماري خاص ،وذلك بعاد تحصايل قيماة الصاكوك وقفل باب االكتتاب وبدء استخدامها فيما أصدرت من أجله". وبناء على هذا التعريف يمكننا أن نقول أن لوقف الصكوك صور عديدة ترجع إلى ماا عينه حملة الصكوك عند وقفها .ومن صورها: أوال :وقف ماا تمثلاه الصاكوك مان األعياان والمناافع والخادمات وموجاودات مشاروع معين أو نشاط استثماري خاص. وهااذا يعنااي أن حاماال الصااكوك بعااد الوقااف لاايس مالكااا لألعيااان والمنااافع والخاادمات وموجودات مشروع معين أو نشاط استثماري خاص ,ولذلك ما نتج عنها مان عائاد أو رباح يكون موقوفة كذلك. ثانيا :وقف ما ينتج عن الصكوك من عائد أو ربح. نفرض مثال أن الصكوك تؤسس على عقد شاركة وحملاة الصاكوك شاركاء فاي ملكياة مبنى معين ,وهذا المبنى مؤجر ,فلحملة الصكوك وقف كل األجرة التي يستحقونها كماا لهام كاذلك وقاف الابعص منهاا ,وفااي هاذه الصاورة يكاون المبنااى مملاوك لحملاة الصاكوك ولكاان عائد الصكوك موقوف. فوائد وقف الصكوك من فوائد وقف الصكوك ما يلي: -1إنها صدقة جارية تنفع الواقف في الدنيا وااخرة -2إنهااا طريقااة ماان طاارق تنميااة األمااوال الموقوفااة لمنفعااة المساالمين فااي الاابالد التي تقع فيها هذه األموال الموقوفة. أنوع الصكوك القابلة للوقف مااا داماات الصااكوك تمثاال مااا صااح وقفااه فااال مااانع ماان وقفهااا ,ولااذلك ال يجااوز وقااف الصكوك التي تمثل ما ال يجوز وقفه كالديون . حكم التصرف في الصكوك الموقوفة من المتفق عليه أن األصل العام والقاعدة الكلية في الشريعة عدم جواز التصارف فاي العاين الموقوفااة بااالبيع والهبااة وغيرهااا ماان التصارفات المخالفااة لمقاصااد الوقااف .وفااي هااذا البحااث المتواضااع نركااز علاى مااا يتعلااق باسااتبدال الصااكوك .وقااد نسااتفيد كثياارا ماان مقااال 2 األستاذ الدكتور علي محي الدين القره داغي وفيما يلي هو ما نورد من مقاله : من المتفق عليه أن األصال العاام والقاعادة الكلياة فاي الشاريعة هاو عادم االساتبدال إال لمسوغ مشروع؛ ولذلك اختلف الفقهاء في جواز استبدال عين الوقف -من غير المساجد -أو بيعها في حاالت نذكر هنا أهمها: 1 هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية ( ،)2007المعايير الشرعية ،البند 2من المعيار الشرعي رقم 17بشأن صكوك االستثمار. 2راجع: http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid =1173695205378&pagename=Zone-Arabic-Shariah%2FSRALayout 8 .1حالة الهدم والخراب بحيث تتعذر عمارة الوقف :قال المرغيناني( :وما انهدم من بنااء الوقف وآلته صرفه الحاكم في عمارة الوقف إن احتا إليه ،وإن اساتغنى عناه أمساكه حتااى يحتااا إلااى عمارتااه يصاارفه فيهمااا؛ ألن اه ال بااد ماان العمااارة ليبقااى علااى التأبيااد فيحصل مقصود الواقف ..وإن تعذر إعادة عينه إلاى موضاعه بياع وصارف ثمناه إلاى المرمة صرفا للبدل إلى مصرف المبدل) ،بل ادعى ابن الهمام أن خرو الوقاف عان االنتفاع به ينبغي أن ال يختلف فيه ،1أي في الماذهب الحنفاي ،أماا إذا انهادمت الادار - مثال -ولم يمكن إعادتها فتبااع ويشاترى بثمنهاا مثلهاا ،أو قساط مناه ماا عادا المساجد،2 وذهب أحمد إلى أن الدار الموقوفة إذا خربت يبااع نقضاها ويصارف ثمنهاا إلاى وقاف آخر.3 .2حالة عدم االنتفاع واالستغناء :قال ابن الهمام( :ومن زيادات أبي بكر بن حامد :أجماع العلماء على جواز بيع بناء الوقف وحصيره إذا استغنوا عناه) ،وقاال أيضاا( :وينبغاي للحاااكم إذا رفعااه إليااه وال منفعااة فااي الوقااف أن يااأذن فااي بيعهااا إذا رآه أنظاار ألهاال الوقف) .4وهذا رأي جمهور الفقهاء حيث قالوا :ويبااع كال ماا ال ينتفاع باه فيماا حابس فيه من غير المسجد على تفصيل فيه ،ومان غيار العقاار عناد مالاك حياث ال يبااع وإن خرب.5 .3حالة الهجر :وذلك بأن يترك أهل القرية ،أو المنطقة وقفهم فيهجر ،فعناد الحنفياة -فاي غير المسجد -يعود إلاى الواقاف ،وعناد الجمهاور يظال وقفاا ،وعناد أحماد يبااع نقضاه ويصرف إلى مسجد آخر ،إن كان مسجدا أو إلى جهة مماثلة.6 .4حالة رجاء منفعة أكبر :ذهاب جماعاة مان الفقهااء إلاى أناه يجاوز بياع الوقاف إذا رأى الموقوف عليه ،أو الناظر للوقف أن غيره أكثار نفعاا وريعاا ،فقاد جااء فاي فاتح القادير (وروي عن محمد :إذا ضعفت األرض عن االستغالل ويجد القايم بثمنهاا أخارى أكثار ريعا كان له أن يبيعها ويشتري بثمنها ما هو أكثر ريعا) ،7ولكن بعص علمااء الحنفياة رجحوا عدم الجواز؛ ألن الواجب إبقاء الوقف علاى ماا كاان علياه دون زياادة أخارى؛ ألنه ال موجب لتجويزه إذا لم يكن هناك شرط ،أو ضرورة ،وال ضارورة فاي هاذا؛ إذ ال تجب الزيادة فيه بل تبقيه كما كان.8 وهااذا هااو رأي جمهااور الفقهاااء ماان المالكيااة ،9والشااافعية ،10والحنابلااة11؛ وذلااك ألن األصاال هااو تحااريم بيااع الموقااوف ،وإنمااا أباايح لضاارورة أو حاجااة تناازل منزلااة الضاارورة، صيانة لمقصود الوقف عن الضياع مع تحقق االنتفااع وإن قال ،وباذلك يجماع باين الخيارين وهو أولى من التضحية بأحدهما لحسااب ااخار ،لكان قاال الحنابلاة :إذا بلاغ الوقاف فاي قلاة النفع إلى حد ال يعد نفعا فيكون وجود ذلك كالعدم فيجاوز بيعاه وشاراء مثيال لاه يكاون أكثار نفعا .12وهذا الرأي له وجاهته ويتفق مع مقاصد الوقف في الشرع. 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 الهداية مع فتح القدير ( 244/6ـ )228 الغاية القصوى () 649/2 المغني البن قدامة ()631/5 فتح القدير ()221/6 يراجع حاشية الدسوقي ( 90/4ـ ،)91وروضة الطالبين ( ،)357/5ويراجع :د .وهبة الزحيلي: الفقه اإلسالمي ()219/8 فتح القدير ( ،)237/6والمغني البن قدامة ()631/5 فتح القدير ()221/6 فتح القدير ()228/6 الشرح الكبير مع حاشية الدسوقي ()94/4 الغاية القصوى ( ،)649/2والمغني البن قدامة ()636/5 المغني البن قدامة ()634/5 المغني البن قدامة ()634/5 9 .5 حالة اإلتاالف :لاو أتلاف الموقاوف علياه وعاوض فيشاتري ببدلاه مثلاه ويقاوم مقاماه،1 وذهب المالكية إلاى أن َمان هادم وقفاا تعاديا فعلياه إعادتاه إلاى ماا كاان علياه وال تؤخاذ قيمته حتى ولو كان المهدوم باليا؛ ألن الهادم ظالم بتعديه والظاالم أحاق بالحمال علياه، أمااا إذا كااان خطااأ فعليااه قيمتااه .هااذا مااا رآه الخلياال وغيااره ،فااي حااين ذهااب الاادردير وآخرون إلى أن عليه القيمة مطلقا كسائر المتلفات ،وحينئذ تجعل تلك القيمة في عقاار مثلااه يجعاال وقفااا عوضااا عاان المهاادوم ،وتكااون القيمااة معتباارة باعتبااار البناااء قائمااا ال مهدوما.2 حالااة حاجااة الوقااف إلااى التعمياار أو اإلنفاااق ولاايس لااه مااورد :إذا احتااا الوقااف إلااى التعمياار ولاايس لااه مااورد لااذلك ،فااإن جمهااور الفقهاااء ذهبااوا إلااى جااواز بيااع جاازء ماان الوقف ليعمر به بقية الوقف؛ ألنه بدون ذلك يتعطل الوقف كله ،وما ال يتم الواجاب إال به فهو واجب ،وأما الوقف العام 3إن كان حيوانا -مثل الفرس للجهاد -يحتا إلى نفقاة فإن هذه النفقة إن لم يرتبها الواقف فعلى بيت الماال ،فاإن عادم ،أو لام يمكان الوصاول إليااه بيااع وعااوض ببدلااه سااالح ونحااوه ممااا ال يحتااا إلااى نفقااة؛ ألنااه أقاارب لغاارض الواقف ،كما يباع عندما يصاب الفرس بداء الكلب.4 الخوف من الغلبة عليه :ذهب جماعة من الفقهااء مانهم طائفاة مان مشاايس الحنفياة إلاى أنه (إذا خاف المتولي على الوقف من وارث ،أو سلطان يغلب علياه قاال فاي الناوازل يبيعها ويتصدق بثمنها قال :وكذا كل قيم خااف شايئا مان ذلاك) ،لكناه قاال ابان الهماام: (فااالفتوى علااى خالفااه؛ ألن الوقااف بعااد مااا صااح بشاارائطه ال يحتماال البيااع ،وهااذا هااو الصحيح) .5والراجح أن علاى النااظر البحاث عان أي وسايلة تحماي الوقاف حتاى ولاو كانت عن طريق البيع الصوري. بيع أشجار الوقف حفاظا على زيادة الثمرة :جاء في الفتاوى الهندية( :أماا بياع أشاجار الوقف فينظر إن كانت ال تنتقص ثمرة الكرم بظلها ال يجوز بيعها ،وإن كانت تناتقص ثمرة الكرم بظلها ينظر إن كانت ثمرة الشجر تزيد على ثمرة الكرم ليس لاه أن يبيعهاا ويقطعها ،وإن كانت تنتقص عان ثمارة الكارم فلاه أن يبيعهاا ،وإن كانات أشاجارا غيار مثمرة وتناتقص ثمارة الكارم بظلهاا فلاه أن يبيعهاا ويقطعهاا ،وإن كانات أشاجار الادلب والحالن ونحوه مما إذا قطع ينبت ثانيا وثالثا جاز قطعها وبيعها) ،6وهذا يدل علاى أن العبرة بما هو األصلح للوقف. حالااة االشااتراط :وذلااك بااأن يشااترط الواقااف عنااد الوقااف أن يكااون لااه أو للقاايم حااق االستبدال بوقف آخر إذا شاء ذلك ،وكذلك لو اشترط أن يبيعها ويشتري بثمنهاا أرضاا أخرى ،وهذا مذهب أبي يوساف وهاالل والخصااف مان الحنفياة ،حياث يصاح الوقاف والشرط معاا ،وذهاب محماد إلاى أن الوقاف صاحيح والشارط باطال ،قاال ابان الهماام: (وليس له بعد استبداله مارة أن يساتبدل ثانياا النتهااء الشارط بمارة إال أن ياذكر عباارة تفيااد لااه ذلااك دائمااا ،وكااذا لاايس للقاايم االسااتبدال إال أن ياانص لااه بااذلك ...وفااي فتاااوى قاضيخان( :قول هاالل ،وأباي يوساف هاو الصاحيح؛ ألن هاذا شارط ال يبطال الوقاف؛ ألن الوقف االنتقال من أرض إلى أرض ...وإذا كان حاصلة إثبات وقف آخار لام يكان 1 2 3 فتح القدير ( ،)228/6ويراجع الشرح الكبير ،وحاشية الدسوقي ()92/4 مختصر الخليل مع الشرح الكبير وحاشية الدسوقي ()92/4 أي إذا كان الوقف لجهة عامة ،أماا الوقاف علاى معاين فتكاون نفقتاه علاى الموقاوف علياه ،انظار حاشية الدسوقي ()90/4 فااتح القاادير ( ،)288/6وحاشااية اباان عاباادين ( ،)376/3وحاشااية الدسااوقي ( ،)90/4وروضااة الطالبين ( 356/5ـ ،)357والمغني (.)632/5 فتح القدير ( ،)221/6والفتاوى الهندية ()417/2 الفتاوى الهندية ()417/2 .6 .7 .8 .9 4 5 6 10 شاارطا فاساادا هااو اشااتراط عاادم حكمااه وهااو التأبيااد ،باال هااو تأبيااد معنااى) ،1باال إن قاضيخان ذكر اإلجماع على ذلك فقال( :وأجمعوا على أن الوقف إذا شارط االساتبدال لنفسه يصح الشرط والوقف ويملك االستبدال ،أما بال شرط أشار في السير إلى أناه ال يملكه إال بإذن القاضي).2 وبمثل قول محمد قال جماعة من الفقهاء منهم الظاهرية؛ ألنه شرط ليس في كتاب هللا فيكون باطال في نظرهم ،3وبمثل قاول أباي يوساف قاال المالكياة حياث أجاازوا اشاتراط بياع الوقف إن احتا إليه الواقف ويعمل بشرطه.4 وبناء على ما بينه القره داغي ،نستخلص بأن الصكوك الموقوفاة ال يجاوز التصارف فيه إال بمسوغ شرعي فقط. 1 2 3 4 فتح القدير ( ،)228/6ويراجع الفتاوى الهندية ()399/2 فتح القدير ()228/6 المحلى ()188/10 حاشية الدسوقي على الشرح الكبير ()89/4 11 الخاتمة قااد عرضاانا الطاارق المتنوعااة المعاصاارة إليجاااد الوقااف ماان األسااهم والصااكوك والحقااوق المعنويااة والمنااافع ,وكلهااا أ ُخااذت ماان القواعااد المتينااة والمبااادا الرصااينة فااي الشريعة اإلسالمية ومن أقوال الفقهااء القديماة والحديثاة وبعضاها مؤياد باالقرار مان مجماع الفقااه اإلسااالمي ,ونحاان ناارى أن هناااك فوائااد كثياارة عنااد تطبيااق تلااك المبااادا فااي تكااوين الوقف ,مما يؤدى إلى انتفاع األمة بثرواتها العظيمة ,إلى جاناب ترغيبهاا علاى أعماال البار والخيار رجاااء الفااالح فااي الاادنيا وااخاارة .وعلاى هااذا األساااس ،يتحقااق للمؤسسااات الوقفيااة التنمياااة االقتصاااادية واالجتماعياااة للوصاااول إلاااى بنااااء األجياااال الصاااالحة .ونحااان نااادعو المؤسسات التي تدير أحوال الوقف للجوء إلى هذه القواعاد الحديثاة للحصاول علاى المناافع المذكورة. وهللا أعلم. إعداد: -1األستاذة المشاركة الدكتورة سيتي مشيطة بنت محمود رئيسة كلية الشريعة والقانون األكاديمية اإلسالمية بجامعة ماليا ،كواال لمبور &&&& والمقالة عن وقف الصكوك إعداد -2األستاذة المشاركة الدكتورة شمسية بنت محمد كلية الفقه وأصوله األكاديمية اإلسالمية بجامعة ماليا ،كواال لمبور 1ديسمبر 2008م 12
© Copyright 2024 Paperzz