تحميل الملف المرفق

‫دور المصارف والمؤسسات المالية اإلسالمية في‬
‫تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة‬
‫( إمكانية ابتكار األساليب واألدوات والعلميات‬
‫الجديدة في التمويل )‬
‫بقلم‬
‫أ‪.‬د‪ .‬عبد الحميد محمود البعلي‬
‫استاذ الفقه المقارن واالقتصاد اإلسالمي‬
‫رئيس قسم االقتصاد بكلية الشريعة جامعة اإلمام‬
‫محمد بن سعود اإلسالمية بالجنوب ( سابقاً )‬
‫المستشار باللجنة االستشارية العليا للعمل على‬
‫استكمال تطبيق أحكام الشريعة اإلسالمية‬
‫بالديوان األميري – الكويت‬
‫‪1‬‬
‫الفـــــــهرس‬
‫الموضوع‬
‫توطئة‬
‫المبحث األول‬
‫الصفحة‬
‫‪2‬‬
‫‪11‬‬
‫النظم االقتصادية وانعكاساتها على الشكل القانوني للمنشآت االقتصادية وأدوات تمويلها‬
‫الفرع األول ‪ :‬النظم االقتصادية وانعكاساتها‬
‫أوالً‪ :‬المقصود بالنظام االقتصادي ومعايير التصنيف فيه‬
‫ثانياً ‪ :‬أقسام المشروعات ومنشآتها االقتصادية وتأثرها بالنظام االقتصادي السائد‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬مأزق النظام الرأسمالي وتناقضاته على ضوء التقارير وأقوال الخبراء‬
‫‪12‬‬
‫‪12‬‬
‫‪15‬‬
‫‪18‬‬
‫‪ )1‬التكتالت االقتصادية العالمية وتفجر الصراعات التجارية‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫‪19‬‬
‫‪22‬‬
‫المبحث الثاني ‪:‬‬
‫‪24‬‬
‫‪ )2‬تناقضات النظام الرأسمالي في نظر خبرائه‪.‬‬
‫‪ )3‬أحدث صك إدانه للنظام االقتصادي الرأسمالي‬
‫سياسات اإلصالح االقتصادي‬
‫وسياسات تمويل المنشآت الصغيرة والمتوسطة‬
‫الفرع األول ‪ :‬حزمة سياسات اإلصالح االقتصادي بالدول النامية‬
‫‪25‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬مفهوم التمويل أقسامة وصيغه‬
‫‪26‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬حزمة سياسات المنشآت الصغيرة والمتوسطة الالزمة لتمويلها وتمولها‬
‫‪31‬‬
‫الفرع الرابع ‪ :‬المنشآت الصغيرة والمتوسطة وسياسات التمويل المتبعة‬
‫‪32‬‬
‫‪2‬‬
‫تابع‬
‫ـــــــهرس‬
‫الف‬
‫الموضوع‬
‫البحث الثالث‬
‫الصفحة‬
‫‪34‬‬
‫أساليب المصارف والمؤسسات المالية اإلسالمية في تمويل المنشآت الصغيرة والمتوسطة‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬حزم التمويل الشرعية األكثر شيوعاً‬
‫‪35‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬حزم التمويل الشرعية األقل شيوعاً‬
‫‪39‬‬
‫أوالً ‪ :‬تمويل رأس المال العامل بأنواعه المختلفة‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬التصكيك أو صكوك التمويل اإلسالمية‬
‫ثالثاً ‪ :‬التمويل المصرفي المجمع‬
‫الفرع الثالث ك حتمية التكامل بين المؤسسات المصرفية اإلسالمية‬
‫أوال ‪ :‬جوهر وطبيعة النشاط المصرفي اإلسالمي‬
‫ثانياً ‪ :‬انعكاس طبيعة النشاط المصرفي اإلسالمي في عدة مزايا‬
‫ثالثاً‪ :‬عناصر تكامل المؤسسات المصرفية والمالية اإلسالمية‬
‫المبحث الرابع‬
‫‪39‬‬
‫‪39‬‬
‫‪47‬‬
‫‪50‬‬
‫‪50‬‬
‫‪52‬‬
‫‪53‬‬
‫‪56‬‬
‫معوقااات أو صااعوبات تموياال المصااارف والمؤسسااات الماليااة اإلسااالمية للمنشااآت الصااغيرة والمتوسااطة‬
‫وسبل التغلب عليها‬
‫الفرع األول ‪ :‬أهم الصعوبات التي تواجه المؤسسات والمصارف اإلسالمية نفسها‬
‫‪58‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬أهم الصعوبات والمعوقات التي تواجه المنشآت الصغيرة والمتوسطة في تمولها‪.‬‬
‫‪64‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬سبل معالجة الصعوبات والمعوقات‬
‫‪65‬‬
‫أوالً‪ :‬سبل مواجهة الصعوبات والمعوقات التي تواجه المنشآت المتمولة‬
‫ثانياً‪ :‬سبل مواجهة الصعوبات التي تواجه المصارف والمؤسسات المالية الممولة‬
‫ثالثاً‪ :‬نماذج تمويلية أكثر مالءمة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة‬
‫‪65‬‬
‫‪65‬‬
‫‪67‬‬
‫‪3‬‬
‫توطئة‬
‫الحاجة إلى تأسيس وبناء اقتصاديات إنتاج‬
‫حقيقية تقود عملية التنمية‪.‬‬
‫ الواقع االقتصادي المؤلم في التقارير الدولية ‪:‬‬‫يشير تقرير برنامج األمم المتحدة اإلنمائي حول التنمية البشرية سنة ‪2001‬م إال أنه على الرغم مان‬
‫أن العالم يكافح من أجل تنمية بشرية أفضل فال يزال نحو ‪ 90‬مليون نسمة يعيشون في فقر مدقع ‪،‬‬
‫وال زال ‪ 826‬مليااون نساامة يعااانون سااوء التغذيااة ‪ ،‬وال زال مليااار نساامة يفتقاارون إلااى مصااادر ميااا‬
‫مناساابة ‪ ،‬ومتوقااع أن عاادد األطفااال الااذين ال يتلقااون تعليم ااً يبل ا ‪ 115‬مليااون طفاال وواحااد ماان كاال‬
‫عشرة يولدون في أفريقيا جنوب الصحراء يموت‪.‬‬
‫كمااا ينشاار التقرياار خالصااة مؤداهااا أن الاادول تصاانف إلااى خمااس فئااات عنااد الحكاام علااى إنجازاتهااا‬
‫التقنية والتي تعتبار الياوم صالب التنمياة البشارية وتلاك الفئاات الخماس طبقااً لموقاع قنااة الجزيارة علاى‬
‫شبكة اإلنترنت هي ‪ :‬القادة والقادة المحتملاون والنشاطون والمهمشاون واوخارون مان باين دول العاالم‬
‫صنفت ‪ 18‬دولة ضمن فئة القادة من بينها إسرائيل و ‪ 18‬دولة أخرى ضمن القادة المحتملاون بينهاا‬
‫بلد واحد مسلم هو ماليزيا‪.‬‬
‫كما أصدرت المؤسسة العربية لضمان االستثمار تقريرها حول مناخ االستثمار في الدول العربية في‬
‫عااام ‪ 2001‬متضاامناً أنااه يقاادر معاادل النمااو الحقيقااي للناااتج المحلااي اإلجمااالي لا ا ‪ 17‬دولااة عربيااة‬
‫توافرت عنها بيانات بنمو ‪ % 3.9‬منخفضاً من نحو ‪ %4.2‬عن عام ‪ 2000‬وتراجع مؤشر المركب‬
‫لمناخ االستثمار بنحو ‪ %0.7‬نقطة مقابل ‪ 1.2‬نقطة في عام ‪2000‬م‪.‬‬
‫تشير التقارير إلى أن االعتمااد المتباادل باين اقتصااديات العاام أصابح فاي ت ازياد مساتمر ولكناه يعناي‬
‫أيضاً أن انتقال األمراض بين تلك االقتصاديات أصبح أكبر وفاي ت ازياد مساتمر ‪ ،‬ففاي عاام ‪1997‬م‬
‫بل معادل نماو تجاارة السالع العالمياة نحاو ‪ %11‬ولكان أزماة يسايا االقتصاادية هبطات باه إلاى معادل‬
‫‪ %5‬لعامي ‪ 1998‬و ‪1999‬م‪.1‬‬
‫ويااذكر تقرياار التنميااة البشارية العربيااة ‪ 2 2002‬بعااض المؤشارات حااول االرتفاااع المضااطرد فااي عاادد‬
‫الس ااكان وال ااذي يص اااحبه انخف اااض مض ااطرد ف ااي مس ااتوى المعيش ااة ويظ اال مس ااتوى الفق اار أدن ااى م اان‬
‫مستويات أكثر الدول فق اًر‪ ،‬وانخفااض إنتاجياة العمالاة العربياة بنسابة ‪ %0.2‬سانوياً للفتارة مان ‪1960‬‬
‫‪ 1‬تقرير الشال االقتصادي رقم ‪ 43‬العدد ‪ 11‬لسنة ‪2001‬‬
‫‪2‬‬
‫نشرته جريدة النيويورك تايمز في عدد ‪ 2‬يوليو ‪ 2002‬وأعد بتكليف من األمم المتحدة والصندوق العربي لإلنماء االقتصادي واالجتماعي‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫– ‪1990‬م‪ ،‬وطاقااات النساااء العربيااات شاابه معطلااة فيااه ‪ ،‬ناهيااك عاان تخلااف البيئااة السياسااية نفسااها‬
‫وعدم وجود يلية للقياس والتغييار ‪ ،‬وأن ‪ 15‬دولاة عربياة مان أصال ‪ 22‬تعااني نادرة شاديدة فاي المياا‬
‫أو تقااع تحاات خاار الفقاار فااي الميااا ‪ ،‬وفااي خالصااة وباسااتبعاد مسااتوى الاادخل يضااع مؤشاار التنميااة‬
‫البشرية ‪ HDI‬البالد العربياة فاي الماؤخرة ماا باين ‪ 111‬دولاة باساتثناء أفريقياا ‪ ،‬والبشار عمااد التنمياة‬
‫وكل ذلك طبقاً للتقارير يحدث في دول غنية مالياً فقيرة تنموياً ‪ ،‬أو بمعنى أصح أننا دول تفتقر إلى‬
‫الااوعي التنمااوي أو القاادرة علااى إدارة مواردهااا للحاااق بركااب التط اور العااالمي كمااا يقااول مؤشاار الشااال‬
‫االقتصادي‪.3‬‬
‫وفااي تعليااق مجلااة اإليكونومساات عل ااى التقرياار متسااائلة‪ :‬مااا خط ااب العاارب ح ولماااذا حشااروا خل ااف‬
‫التطور ح وتقر اإليكونومست بأننا نملك ما يكفي من ثروة ومن تجانس خالفاً لمناطق العالم األخرى‬
‫‪ ،‬ومن إرث حضاري ولغوي وديني يفترض أن يحمي عملية التغيير ‪.‬‬
‫خالصة ما تقدم ‪:‬‬
‫أننااا أصاابحنا بحاجااة ماسااة إلااى بناااء اقتصاااد إنتاااجي والااى تنميااة حقيقيااة وهااذا وذاك نأخااذ بأساابابه‬
‫الحقيقيااة‪ ،‬وهنااا نسااتطيع القااول بااأن المصااارف والمؤسسااات الماليااة اإلسااالمية ودورهااا فااي التموياال‬
‫والتنمياة يمكاان أن تاؤدي دو اًر فاااعالً وحقيقيااً فااي ذلااك األماار خ الخطااب‪ 4‬الجلاال أال وهااو بناااء اقتصاااد‬
‫إنت اااجي حقيق ااي ‪ ،‬واح ااداث تنمي ااة حقيقي ااة ت اانهض ب ااالواقع المحل ااي واإلقليم ااي م اان خ ااالل النه ااوض‬
‫بالمنشآت المهنية والصناعية واإلنتاجية بجميع أشكالها وأنواعها ‪.‬‬
‫‪ )1‬النظام المصرفي حجر الزاوية في عملية التنمية الشاملة االقتصادية بوجه أخص ‪:‬‬
‫ال يكاااد يختلااف اثنااان علااى أن تموياال عمليااة التنميااة االقتصااادية وقيادتهااا يقااع علااى كاهاال الجهاااز‬
‫المصرفي ومن ثم النظام الذي يتبنا ‪ ،‬وذلك على أساس من تحديد خيا ارتنا االقتصادية واالجتماعية‬
‫ابتااداء ‪ ،‬وماان هنااا يلاازم تحديااد القطاعااات األساسااية التااي يعتمااد عليااه االقتصاااد الااوطني فااي ضااوء‬
‫الظروف المحلية واإلقليمية وليس بناء على تحديد الجهات المانحة أو المقرضة أو الشركات متعدية‬
‫القارات وهنا يأتي في مقدمتها المنشآت المهنية والحرفية‬
‫‪3‬‬
‫رقم ‪ 27‬للسنة ‪ 2002/12‬بتاريخ ‪.2002/7/13‬‬
‫‪) 4‬كما تقول مجلة اإليكونومست في تعليقها على تقرير التنمية البشرية العربية ‪2002‬م ومشار إليه في تقرير الشال االقتصادي رقم ‪ 27‬للسنة ‪ 2002/12‬بتاريخ‬
‫‪2002/7/13‬م‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫والتجارية والصناعية الصغيرة والمتوسطة وتتوقف قدرة الجهااز المصارفي علاى المسااهمة فاي عملياة‬
‫التنميااة عل ااى م اادى قوت ااه ف ااي ج ااذب وتجميااع الما اوارد المالي ااة م اان األفااراد والمؤسس ااات ذات الف ااائض‬
‫واستخدامها االستخدام األمثال وفق سلم أولويات متفق عليها‪.‬‬
‫‪ )2‬قدرة المصارف اإلسالمية على استقطاب الودائع وخصوصية المودعين فيها ‪:‬‬
‫المودعون في البنوك والمصارف اإلسالمية يشكلون عنصر قاوة واساتمرار‪ ،‬ومان ثام يجاب المحافظاة‬
‫علاايهم وتوساايع دائارتهم‪ ،‬وتشااير الد ارسااات الميدانيااة إلااى أن المااودعين فااي هااذ المصااارف ينقساامون‬
‫إلى أربعة أنواع أو فئات ‪5‬هي ‪:‬‬
‫‪ ‬الفئاااة الداعما ااة التا ااي تحا اارش علا ااى التعاما اال الشا اارعي وها ااي الرص اايد األساساااي للبنا ااوك‬
‫اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ ‬الفئااة المنحااازة التااي تفضاال التعاماال مااع البنااوك اإلسااالمية إذا وجاادت خاادمات ومنتجااات‬
‫إسالمية منافسة وهي فئة كبيرة‪.‬‬
‫‪ ‬الفئة النفعية التي تبحث عن المزايا فقر‪.‬‬
‫‪ ‬الفئة المناوئة التي ال ترغب في التعامل مع البنوك اإلسالمية‪.‬‬
‫وكمثااال مقااارن يبااين توزيااع الودائااع فااي البنااوك اإلسااالمية والتقليديااة ‪ ،‬نعتمااد حاليااً أول بنااك إسااالمي‬
‫وهو بنك دبي اإلسالمي الذي أنشئ سنة ‪ 1975‬خالل الجدول التالي‪:‬‬
‫مقارنااه النسااب المئويااة لمكونااات الودائااع إلجمااالي المصااارف وبنااك دبااي اإلسااالمي بدولااة اإلمااارات‬
‫العربية المتحدة ( ‪) 1995 – 88‬‬
‫أنواع الودائع‬
‫دبي اإلسالمي‬
‫إجمالي البنوك‬
‫‪6‬‬
‫تحت الطلب‪%‬‬
‫‪22‬‬
‫‪22.5‬‬
‫ألجل ‪%‬‬
‫‪59‬‬
‫‪63.4‬‬
‫التوفير ‪%‬‬
‫‪19‬‬
‫‪14.3‬‬
‫المجموع ‪%‬‬
‫‪%100‬‬
‫‪%100‬‬
‫‪5‬د‪ .‬عبد الفتاح محمد فرج بحثه رؤيةة إسةتراتيجية لعمةل البنةوك اإلسةالمية فةي وةل العولمةة – مجلةة ففةاق اقتصةادية تصةدراا ررفةة التجةارة‬
‫والصناعة في دولة اإلمارات المجلد ‪ 21‬العدد ‪ 83‬السنة ‪1421‬اـ الموافق ‪2000‬م ص‪24‬‬
‫‪ 6‬المصدر التقارير السنوية – مصرف اإلمارات المركزي وبنك دبي اإلسالمي ‪1997-88‬م‪ -‬د‪ .‬عبد الفتاح محمد فرج – المرجع السابق‬
‫‪6‬‬
‫وقد سقنا هذا المثال فقر كمؤشر على أهمية الادور الاذي تساتطيع أن تقاوم باه البناوك اإلساالمية فاي‬
‫جذب المزيد من اإليداعات‪ ،‬ومن ثم التوسع في عمليات التمويال والتجاارة واالساتثمار‪ ،‬وان كاان هاذا‬
‫يفرض عليها وضع إستراتيجية واضحة المعالم ومدروسة في ظل تقارير تشير إلى تطاور اإلياداعات‬
‫فااي القطاااع المصارفي اإلسااالمي ‪ ،‬وكااذلك إلااى نمااو الحصااة السااوقية لهااا ‪ ،‬ممااا يتطلااب عماالً مكثفااً‬
‫من البنوك اإلسالمية واستقطاب مواقع جديدة باستمرار‪.‬‬
‫‪ )3‬النشاااال المصااارفي اوقاااهمي وقتلباااه علااا بل ياااة متطل اااال التنمياااة علااا أقاااا‬
‫إقترابيجية االقتثمال‪:‬‬
‫المصرفية اإلسالمية تعتمد علاى القاعادة اإلنتاجياة ال اإلق ارضاية فاي أصاولها الفكرياة وفاي ممارساتها‬
‫العمليا ااة با اادل علا ااى ذلا ااك ويؤكا ااد سا االة األدوات والصا ااي التمويليا ااة واالسا ااتثمارية التا ااي تتبناها ااا ها ااذ‬
‫المصارف‪.7‬‬
‫أوالً‪ :‬الدعائم الست الستراتيجية االستثمار في البنوك والمؤسسات المالية اإلسالمية‬
‫‪8‬‬
‫البنوك والمؤسسات المالية اإلسالمية قد تزايد عددها وتضاعفت فروعها وشاركتها فاي العمال البناوك‬
‫التقليدية ‪ ،‬يجب أن تتبنى إستراتيجية واضحة لالستثمار تقوم على الركائز التالية ‪:‬‬
‫ التناااغم مااع الخطاار االقتصااادية للاادول التااي توجااد فيهااا والعماال علااى دعمهااا بقصااد تحقيااق‬‫أهداف التنمية الملحة في تلك الدول‪.‬‬
‫ الموائمة بين مصادر التمويل ومواضع النشاطات واألعمال وبين الصاي واألدوات التمويلياة‬‫واالستثمارية المستخدمة والمتعددة والمتنوعة بما يلبي كافة االحتياجات الحقيقية للواقع‪.‬‬
‫ وعلااى وجااه الخصااوش تموياال المشااروعات الصااغيرة ومشااروعات الشااباب الحرفيااة والمهنيااة‬‫باعتباره ااا يلي ااة للتنمي ااة القاعدي ااة ‪ ،‬وألن ه ااذ المج اااالت ال تنافس ااها فيه ااا الش ااركات العالمي ااة‬
‫الكبرى وهذا وذلك يشكل قاعدة مستقبلية القتصاد وطني قوي ومستقل قادر‬
‫‪ 7‬أنظر بحثنا أدوات التمويل واالستثمار في المؤسسات المالية اإلسالمية مقدم للمؤتمر السنوي الرابع للبنوك اإلسالمية –‬
‫األكاديمية العربية للعلوم المالية والمصرفية – عمان – يونيو ‪.2001‬‬
‫‪ 8‬لالستئناس أنظر مشروع اإلستراتيجية طويلة المدى للعالقات والمفاوضات الخليجية مع الدول والتكتالت والمنظمات الدولية‬
‫– مجلة ففاق اقتصادية المجلد ‪ 22‬العدد ‪ 86‬للسنة ‪ 2001-1421‬ص‪201‬‬
‫‪7‬‬
‫عل ااى االس ااتمرار ‪ ،‬وه ااي إس ااتراتيجية ال تتا اوافر للبن ااوك التقليدي ااة الت ااي تس ااعى غالبا ااً إل ااى كب ااار‬
‫المس ااتثمرين فق اار وقا اد ي ااؤدي إف ااالس بع ااض الكب ااار إل ااى يث ااار خطيا ارة خاص ااة م ااع التس اايب ف ااي‬
‫اإلقراض‪.‬‬
‫‪ -‬التعاااون والتناسااق فيمااا بينهااا وبااين غيرهااا وذلااك ماان خااالل مااا هااو موجااود فع االً ماان أدوات‬
‫وصي مع العمل على تطوير أدوات جديدة فمن األدوات واألساليب المجدية في الواقع ‪:‬‬
‫ المحافظ االستثمارية وصناديق االستثمار‪.‬‬‫‪ -‬التمويل المصرفي المجمع‪.‬‬
‫وذلك في ظال ضاآلة االساتثمارات البينياة وضايق نطاقهاا ‪ ،‬وهناا يكاون مان األولاى توجياه رؤوس‬
‫األموال اإلسالمية وتشجيعها للعودة والتي تقدر بآالف المليارات من الدوالرات‪.‬‬
‫ صياغة نموذج لدالة االدخاار وفاق المعطياات الشارعية مان تحاريم ساعر الفائادة‪ ،‬ومان السالوك‬‫االستهالكي الرشيد ‪ ،‬وسياسة القوام في اإلنفااق ‪ ،‬وتاوفر القناوات االدخارياة المصارفية ‪ ،‬وارتفااع‬
‫معدالت األرباح والعوائد التي تقدمها البنوك اإلسالمية‪.‬‬
‫ تشجيع وتمويل الصناعات التصديرية وتنويعتها لألفكار التمويلياة لتحفيزهاا علاى أداء دورهاا‬‫وتحماال مساائولياتها فااي التنميااة االقتصااادية‪ ،‬إذ تكاااد تتفااق الاادول الناميااة علااى ضاارورة زيااادة‬
‫صادراتها باستمرار حتى تاتمكن مان دفاع قيماة اساتيرادها مان السالع ال أرسامالية واالساتهالكية‬
‫األساسية‪.9‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬استراتيجية البنوك اإلسالمية وتحديات العولمة ‪:‬‬
‫إن اإلدارة االس ا ااتراتيجية ه ا ااي المس ا ااؤولية والت ا ااي تس ا ااتطيع الوص ا ااول بتل ا ااك المؤسس ا ااات المالي ا ااة‬
‫والمصرفية اإلسالمية إلى غاياتها ووفقاً لرسالتها وتغطي ‪:‬‬
‫األزمااات اإلسااتراتيجية التااي تشااكل تهديااداً لتلااك المؤسسااات فااي وجودهااا وفااي أهاادافها وف اي رسااالتها‬
‫والعولمة في الشأن االقتصادي تهدف إلى تحرير التجارة الخارجية ليتم تداول السلع‬
‫‪ 9‬لالستئناس أنظر بحث د‪ .‬خالد عبدا هلل المشعل – صيارة وتقرير دالة االدخار العائلي في المملكة العربية‬
‫السعودية مجلة ففاق اقتصادية المجلد ‪ 20‬العدد ‪ 80‬السنة ‪1999-1423‬م‬
‫‪8‬‬
‫في األسواق المحلية بمثل ما تتم به في األسواق الخارجية‪ ،10‬وتخضع ألحكام اتفاقية منظمة التجارة‬
‫العالمية ( الجات ‪ GATT‬سابقاً ) جميع الخدمات واألنشطة المصرفية مان إقاراض واياداع واالتجاار‬
‫لحساب البنك وادارة المحافظ المالية ونقل المعلومات والمقاصة‪..‬‬
‫وعلى هذا النحو تدخل الشئون المصرفية ضمن اتفاقية الخدمات وفي إطاار القطااع المصارفي تاأتي‬
‫البنوك اإلسالمية وهنا نقول ‪:‬‬
‫إن البنااوك والمؤسسااات الماليااة اإلسااالمية فااي ظاال إسااتراتيجياتها السااابقة متفااردة بهويتهااا وال تصاادر‬
‫األزمااات االقتصااادية باال تقاادم منهج ااً متفاارداً وتصاادر الحلااول ‪ ،‬حيااث تسااتطيع فااي ظاال إسااتراتيجية‬
‫واضحة أن تستأثر وتستأسد بحصة من السوق المصرفية ال يستطيع غيرها أن ينافسها فيها وهي ‪:‬‬
‫‪ -‬شريحة الذين ال يرغبون في التعامل بسعر الفائدة‪.‬‬
‫‪ -‬شريحة الذين يرغبون في الحصول على مزايا العمل المصرفي اإلسالمي‪.‬‬
‫ شريحة الذين ينادون بتنمية حقيقية مستمرة تقوم على بناء اقتصاد إنتاجي حقيقي‪.‬‬‫ولعل دراسة تجارب البنوك اإلسالمية في العمل تحت ظل البيئات والقوانين اإلسالمية تساعد وتعين‬
‫في تحديد الرؤية وتقييم مستقبل البنوك اإلسالمية في بيئة التنافس وقدرتها على التعايش على األقل‬
‫‪.‬‬
‫فالبنوك اإلسالمية في أوربا بحسب إحصائية االتحاد الدولي للبنوك اإلسالمية ‪ 1996‬في تنامي من‬
‫حيااث رأس المااال الماادفوع واجمااالي الموجااودات ‪ ،‬واجمااالي الودائااع ‪ ،‬وصااافي ال اربح وتشااكل التجااارة‬
‫‪ %31‬ماان إجم ااالي التعام اال المصا ارفي اإلسااالمي مم ااا يوض ااح إمكاني ااة تااأثير التج ااارة إيجابيا ااً عل ااى‬
‫مجمل أعمالها‪.‬‬
‫‪ 10‬لقد تضمن تقرير األمم المتحدة للتنمية البشرية عام ‪1999‬م إثباتا ً لمخاطر العولمة ومن أامها ‪:‬‬
‫ التهديد للسلم واألمن البشريين إذ تزيد من سرعة انتقال األخطار والمشكالت من أقصى نقطة في العالم إلى باقي الدول واألمم‪.‬‬‫ مضاعفة الحتماالت خلق أجواء التوتر والعنف بين الدول ألسباب ثقافية أو حضارية أو عقائدية أو عرقية‪.‬‬‫ خطر محو الثقافة الهامشية والهوية الحضارية للشعوب في عصر أصبحت فيه الثقافة ذات أامية اقتصادية فائقة وأن قيمة‬‫المبادالت العالمية من اإلنتاج الثقافي تضاعفت ثالث مرات بين ‪1991-80‬م‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫ويشير التقرير المذكور إلاى أن نماو حصاة الساوق المصارفية الفعلياة يقادر بمعادل يتاراوح باين ‪%10‬‬
‫إلى ‪ %16‬للعام ‪ ، 1997‬واألعوام التسعة القادماة حتاى ‪ ، 2006‬وهنااك نسابة مان الحصاة الساوقية‬
‫اإلسالمية تتأرجح بحثاً عن الخدماة األفضال وهناا تكاون المنافساة فاي مادى قادرة البناك علاى الحركاة‬
‫مما يتطلب عمالً مكثفاً واستقطاب مواقع جديدة‪.‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬متطلبات النجاح ‪:‬‬
‫ تحليل البيئة الخارجية وتهيئة البيئة القانونية للعمل المصرفي اإلسالمي ‪ ،‬واعادة النظر‬‫‪11‬‬
‫في القوانين المحلية التي تقيد من انطالقة القطاع المالي المصرفي وتقيد من قنوات تدفق‬
‫رأس مال‪.‬‬
‫فعال لحماية المودعين ‪ ،‬وما يستلزمة من الشفافية واإلفصاح ‪ ،‬ودقة الرقابة‬
‫ نظام َّ‬‫وشموليتها ‪ ،‬وتقويم األداء والتأمين التعاوني على الودائع ‪ ،‬ووجود مؤسسات مساند‬
‫لضمان الودائع االستثمارية علي أسس التأمين التعاوني‪.‬‬
‫ بناء تنظيمي قوي ومالئم وتنمية الموارد البشرية واعادة تأهيلها‪.‬‬‫ العمل الدءوب والسعي الحثيث إلنشاء والتوسع في السوق المالية اإلسالمية لتداول‬‫الصكوك اإلسالمية ‪ ،‬والقيام بدورها في خدمة أهداف التنمية واإلسهام في إيجاد الوسائل‬
‫المناسبة لتوظيف السيولة الفائضة وانتقال رؤوس األموال داخل بلدان العالم اإلسالمي‬
‫إقليمياً‬
‫وعالمياً‪.12‬‬
‫‪ 11‬للمزيااد ماان التفصاايل انظاار علااي محساان يوسااف – بحااث‪ :‬تحلياال للبيئااة الخارجيااة للمنظمااات د ارسااة تحليليااة منظااور معاصاار –‬
‫منشور في مجلة يفاق اقتصادية المجلد ‪ 20‬العدد ‪ 79‬لسنة ‪ 1420‬ها ‪ 1999 -‬م ش ‪ 123‬وما بعها‪.‬‬
‫‪ 12‬انظر د‪.‬حمد الكساسبه – ما هبة السوق اإلسالمية ل أرس المال وامكانية تطويرها – بحث مقدم لندوة التنمية مان منظاور إساالمي‬
‫– عمان فبراير ‪ 1991‬م مشار إليه في عباد الارزاق إلهيتاي – المصاارف اإلساالمية باين النظرياة والتطبياق ش ‪708‬ط ‪ 1998‬م ط‬
‫دار أسامة للنشر – عان‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫‪ )4‬المصارف والمؤسسات المالية واإلسالمية تقوم فةي أعمالهةا ونشةاطاتها علةى أسةاس‬
‫منهجية اإلسالم في االقتصاد وبرنامجه اإلصالحي القائم على الركائز السبع التالية‪:‬‬
‫أ) تصحيح وويفة النقود إذ النقود رؤوس أموال يت َجر بها ال فيها ‪:‬‬
‫‪ ‬فال يكنزوها‪.‬‬
‫‪ ‬وال يفسدوا وظائفها‪.‬‬
‫‪ ‬وال يأكلوها بالباطل‪.‬‬
‫‪ ‬وال يجعلوها دولة بين األغنياء منهم‪.‬‬
‫ب) تنوع وتعدد الملكية على أساس المصلحة الواقعية الحقيقية والحاجة االقتصادية ‪:‬‬
‫‪ ‬الملكية الخاصة‪.‬‬
‫‪ ‬الملكية العامة ‪.‬‬
‫‪ ‬الملكية المختلطة والمشتركة والتعاونية‪.‬‬
‫‪ ‬الوقف‪.‬‬
‫ج) الزكاة ودوراا االقتصادي والتكافل االجتماعي كجزء ال يتجزأ من النشاط المصرفي واالقتصادي‪.‬‬
‫د) تفعيل فلية العمل المصرفي وأخالقياته الشرعية وما تقوم عليه من ‪:‬‬
‫* مبدأ الخراج بالضمان‪.‬‬
‫* قاعدة الغرم بالغنم‪.‬‬
‫* مباشرة التجارة واالستثمار ومن ثم القاعدة اإلنتاجية ال اإلقتراضية‪.‬‬
‫اـ) تعظيم العنصر البشري وتدريبه‪.‬‬
‫و) دور الدولة المتوازن‪.‬‬
‫حـ) الحالل والحرام أصل المكاسب واإلنفاق‪.‬‬
‫‪ )5‬بنااوو وبماما‬
‫أنواو هي‪:‬‬
‫اونفااا ) فااي الماان‬
‫االقتصاااد فااي اوقااهم إلا ألب ااة‬
‫‪ )1‬اإلنفاق االستثماري‪.‬‬
‫‪ )2‬اإلنفاق التجاري ‪.‬‬
‫‪ )3‬اإلنفاق التصدقي بشقية الفريضة والتطوعي‪.‬‬
‫‪ )4‬اإلنفاق االستهالكي‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫‪ )6‬وإن المصارف والمؤسسات الماليةة اإلسةالمية ونظامهةا االقتصةادي تتبنةى‬
‫فلية اإلصالح االقتصادي ( اليوسفي ) وما تقوم عليه من ركائز أربع اي ‪:‬‬
‫أ) تحفيز اإلنتاج من قوله تعالي ‪:‬‬
‫( تزرعون سبع سنين دأباً )‬
‫ب) تشجيع االدخار من قوله تعالى ‪:‬‬
‫( فذرو في سنبله )‬
‫ج) ترشيد االستهالك من قوله تعالى ‪:‬‬
‫( إال قليالً مما تأكلون )‬
‫د) المدة الزمنية الالزمة والكافية لتطبيق الخطة االقتصادية وحتى تؤدي أكلها من قوله تعالى ‪:‬‬
‫( ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون )‪.‬‬
‫يقول تعالى ‪:‬‬
‫( يوسف أيها الصديق أفتنا في سبع بقرات سامان ياأكلهن سابع عجااف وسابع سانبالت خضار وأخار‬
‫يابسات لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون ‪ .‬قال تزرعون سنين دابااً فماا حصادتم فاذرو فاي سانبله‬
‫إال قليالً مما تأكلون ‪ ،‬ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن إال قليالً مما تحصنون ‪،‬‬
‫ثم يأتي من ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون)‬
‫سورة يوسف ( ‪) 49-46‬‬
‫‪12‬‬
‫الفرع األول‬
‫النظم االقتصادية وانعكاسها‬
‫على الشكل القانوني للمنشآت االقتصادية‬
‫أوالً ‪ :‬المقصود بالنظام االقتصادي ‪Economic System :‬‬
‫يكم ان جااوهر النظااام االقتصااادي فااي تحديااد طبيعااة العالقااة بااين الدولااة والنشاااط االقتصااادي ‪ ،‬وهااي‬
‫عالق ااة تختل ااف ف ااي مض اامونها م اان نظ ااام إل ااى يخ اار ‪ ،‬ب اال ان ااه يمك اان التع اارف عل ااى مالم ااح النظ ااام‬
‫االقتصادي السائد في الدولة من خالل الرؤية الواضاحة لحجام تادخل الدولاة فاي النشااط االقتصاادي‬
‫‪ ،‬وبقدر حيازها لملكية وسائل اإلنتاج‪.13‬‬
‫ويشتمل النظام االقتصادي في جوهر وعلى العناصر الثالثة اوتية ‪:‬‬
‫‪ )1‬روح النظام ‪:‬‬
‫تتجلى في الدوافع واألهداف الباعثة للحياة االقتصادية ‪ ،‬والحاكمة للنشاط االقتصادي‪.‬‬
‫أ) فإذا كان تعظيم الربح وتحقياق أقصاى رباح ممكان ‪ ،‬وكاان أقصاى إشاباع ممكان وتحقياق أكبار‬
‫لذة ومتعة ممكنة في حالة الفرد والمنشأة ‪ ،‬وما يتبع هذا وذاك من يليات واجراءات تفصيلية ‪،‬‬
‫كاان النظاام الساائد اقتصااد الساوق ‪ ، Free Market Economic‬والعكاس فاي حالاة سايادة‬
‫نظام اقتصاد الدولة االقتصاد اومر ‪ ،‬أو التخطير المركزي‪.‬‬
‫ب) واذا كااان تااوخي الحااالل والح ارام فااي حالااة الفاارد والمنشااأة ‪ ،‬وماان ثاام الفااوز بااالنعيم والرغااد فااي‬
‫ال اادنيا واوخا ارة معا ااً م ااع أولوي ااة الم ارع اااة لاخا ارة ‪ ،‬وم ااا يتب ااع ه ااذا وذاك م اان يلي ااات واجا اراءات‬
‫تفصيلية كان النظام السائد اقتصاد إسالمي ‪. Islamic Economic‬‬
‫‪ 13‬أنظر د‪ .‬سامي عفيفي حاتم – الخبرة الدولية في الخصخصة ص‪ 19‬ط ‪.1994‬‬
‫‪13‬‬
‫‪ )2‬مضمون النظام ‪:‬‬
‫وهااو مااا يتعلااق باوليااات المسااتخدمة ‪ ،‬والطريقااة التااي يااتم بهااا انتقااال المااارد االقتصااادية بااين فااروع‬
‫اإلنت اااج المختلف ااة ومس ااتوى كفاءته ااا ‪ ،‬للتوص اال إل ااى منتج ااات تس ااتخدم ف ااي س ااد واش ااباع الحاجا ااات‬
‫اإلنسانية‪.‬‬
‫أ) ف ااإذا كان اات القاع اادة اإلق ارض ااية بفائ اادة ه ااي اولي ااة والطريق ااة المس ااتخدمة لتموي اال ف ااروع اإلنت اااج‬
‫المختلفة ‪ ،‬كان النظام السائد والغالب هو النظاام االقتصاادي ال أرسامالي ‪ ،‬وكاذلك النظاام اومار‬
‫والتخطير المركزي‪.‬‬
‫ب) واذا كانت القاعدة اإلنتاجية القائمة على مشاركة راس المال والعمل بأدواتها وأساليبها التعاقدياة‬
‫المتعددة والمتنوعة ‪ ،‬كان النظام السائد هو النظام االقتصادي في اإلسالم‪.‬‬
‫‪ )3‬شكل النظام ‪:‬‬
‫تعباار عنااه منظومااة الااروابر اإلجتماعيااة والقانونيااة والتنظيميااة ‪ ،‬التااي تمثاال اإلطااار العااام للنشاااط‬
‫االقتصاادي ‪ ،‬ووحداتاه ماان ناحياة ‪ ،‬والدولاة ومؤسساااتها ‪ ،‬مان ناحياة أخاارى ‪ ،‬وفاي هاذا الخصااوش‬
‫يجب التفرقة بين المكونات الرئيسية التالية ‪:‬‬
‫أ) ملكية وسائل اإلنتاج ‪ ،‬وشكلها الخاش في ظل نظام اقتصاد السوق الحر ‪ ،‬وشكلها العام في‬
‫ظل نظام االقتصاد الموجاه ‪ ،‬وشاكلها المتعادد والمتناوع والتفارد ‪ ،‬مان خاصاة وعاماة ومختلطاة‬
‫ووقف وزكاة في ظل نظام االقتصاد في اإلسالم‪.‬‬
‫ب) فئ ااة المنظم ااين لعملي ااات اإلنت اااج وتقري اار التوليف ااة المناس اابة ب ااين عناص اار اإلنت اااج المختلف ااة ‪،‬‬
‫والمس ااؤولة ع اان د ارس ااة الج اادوى ودور الفئ ااة القي ااادي ف ااي النظ ااام االقتص ااادي الح اار ‪ ،‬ودور‬
‫التخطااير المرك اازي فااي النظ ااام االقتصااادي الموج ااه ‪ ،‬ودوره ااا المالئاام لك اال شااكل م اان اش ااكال‬
‫الملكية في النظام االقتصادي في اإلسالم‪.‬‬
‫وعلى أساس هذ المعابر الثالثة في تصنيف النظم االقتصادية يمكان التفرياق باين خمساة نظام أو‬
‫أنظمة اقتصادية رئيسية هي ‪:‬‬
‫‪ )1‬نظام اقتصاد السوق الحر‪.‬‬
‫‪ )2‬نظام اقتصاد الموجه أو التخطير المركزي اومر‪.‬‬
‫‪ )3‬نظام االقتصاد المختلر‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫‪ )4‬نظام اقتصاد السوق الحديث‪.‬‬
‫‪ )5‬نظام االقتصاد في اإلسالم‪.‬‬
‫فلقا ااد شا ااهدت حقبا ااة العقا اادين األخي ا ارين ما اان القا اارن العش ا ارين مولا ااد نظا ااام اقتصا ااادي جديا ااد عا اارف‬
‫اصاطالحاً ب ا ظ نظااام اقتصاااد السااوق الحااديثظ‪ ، 14‬وهااو رؤيااة اقتصااادية للمؤسسااات النقديااة الدوليااة‬
‫لتخلاايش مجموعااة الاادول اوخااذة فااي النمااو ماان ب اراثن الفقاار والجااوع والتخلااف ‪ ،‬وفااي هااذا النظااام‬
‫تختفي العالقة المباشرة باين الدولاة والنشااط االقتصاادي ‪ ،‬ويصابح االعتمااد علاى اولياة الحكومياة‬
‫بطريقااة غياار مباشارة ‪ ،‬عنااد الرغبااة فااي التااأثير علااى مجريااات الحياااة االقتصااادية ‪ ،‬ويصاابح للدولااة‬
‫بحاالت معينة تختش بها ‪ :‬كالتوازن االقتصادي وتحقيق العدالة والنمو واعتبارات السياسة النقدية‬
‫والمالية واالستثمار والتجارة الخارجية ‪ ،‬وفاي ظال هاذا النظاام يكاون مان الضاروري أن تتباع الدولاة‬
‫سياس ااة رقابي ااة مث اال ‪ :‬من ااع االحتك ااار وتنش ااير ق ااوى المنافس ااة ‪ ،‬وسياس ااة المش ااروعات الص ااغيرة ‪،‬‬
‫وسياسة مكافحة اإلغراق والادور التاوزيعي العاادل للادخل القاومي مان خاالل مكافحاة البطالاة وغيار‬
‫ذلك ‪ ،‬ومن الثابت أن نظام اقتصاد السوق الحديث يتبنى فلسفة التحول من القطاع العام والملكية‬
‫العامة إلى القطاع الخاش ‪ ،‬والملكية الخاصة ‪ ،‬عن طريق ماا يسامى ببرناامج الخصخصاة والتاي‬
‫تسمى في بعض الدول بإعادة الهيكلة كما في تونس أو الرأسمالية الشعبية كما في شيلي‪.‬‬
‫وكان من األسباب الرئيسية في بزوغ نظام " اقتصاد السوق الحديث " ما يلي‪:‬‬
‫ أزمااة المديونيااة العالميااة فااي مطلااع الثمانينااات فااي بولناادا والمكساايك وعاادد ماان دول امريكااا‬‫الالتينية وغيرها من دول العالم ‪.‬‬
‫‪ -‬أزمة االقتصاديات المخططة مركزياً وانعدام مقومات الكفاءة االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -‬أزمة النظام الرأسمالي نفسه وتناقضاته والى الخبرة الدولية في الخصخصة‪.‬‬
‫‪ 14‬الخبرة الدولية في الخصخصة د‪ .‬سامي عفيفي حاتم ص‪ 22‬ط‪1994 1‬م‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬أقسام المشروعال ومنشآب ا االقتصادية وبأثرها بالنظام االقتصاد الساادت‬
‫‪:‬‬
‫إن أي مشااروع مهمااا كااان حجمااه‪ 15‬وشااكله ‪ ،‬يتوقااف نجاحااه وتحقيااق أهدافااه وتوسااعه وتطااور علااى‬
‫مدى كفاءة إدارته المالية‪.‬‬
‫ولقااد تعااددت وتنوعاات فااي العصاار الحااديث المشااروعات ومنشاآتها‪ ،‬وتعااددت وتنوعاات كااذلك أشااكالها‬
‫واتسع نطاقها ليشمل أنواعاً عديدة وتقسيمات كثيرة باعتبارات مختلفة نذكر منها مايلي‪:‬‬
‫(أ) بإعتبار طبيعة عملها ‪:‬‬
‫تنقسم إلى مشروعات ‪:‬‬
‫‪ )1‬صناعية وهذ تختلف على أساس‪:‬‬
‫أ) الم ارح ا اال الص ا ااناعية ‪ :‬وتض ا اام المش ا ااروعات االس ا ااتخراجية والتمويلي ا ااة والتركيبي ا ااة والتجميعي ا ااة‬
‫والتحليلية‪.‬‬
‫ب) نوع السلع التي تنتجها ‪ :‬فتشمل السلع اإلنتاجية والسلع االستهالكية‪.‬‬
‫ج) مدى أهمية الصناعة للمجتمع ‪ :‬فتشمل الصناعات األساسية والثانوية أو المكملة‪.‬‬
‫‪ )1‬تجاريةةةةةة ‪ :‬وتش ا اامل مشا ااروعات تج ا ااارة السا االع والخ ا اادمات ‪ ،‬ومنها ااا الوس ا اااطة ب ا ااين‬
‫الصناعات المختلفة‪.‬‬
‫(ب) باعتبار حجمها‪:‬‬
‫تنقسم إلى مشروعات ومنشآت صغيرة ومتوسطة وكبيرة‪.‬‬
‫‪ 15‬من المسلم به أن حجم المنشأة يؤثر بصورة كبيرة على إمكانية إتاحة األموال من المصادر المختلفة لذلك يجب أن تعتمد المنشآت‬
‫الصغيرة على ايكل مالي مرن ويفضل اإلعتماد في تمويلها على أسهم رأس المال ‪ ،‬وعلى الفائض المحجوز لديها كمصادر للتمويل في‬
‫المدى الطويل ‪ .‬أنظر د‪ .‬سمير عبدالعزيز – دراسات الجدوى االقتصادية وتقييم المشروعات – ص‪ ،153‬دار المطبوعات الجامعية –‬
‫اإلسكندرية ‪ ،‬وسنرى فيما سيأتي أن أدوات وصيغ التمويل اإلسالمية أرحب من ذلك بكثير جداً‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬باعتبار الشكل القانوني‪:‬‬
‫يتحكم في الشكل القانوني ألي مشروع قوانين الدولة ‪ ،‬ونظامها االقتصادي ‪ ،‬وظروف السوق وغير‬
‫ذلااك ‪ ،‬والشااكل القااانوني للمشااروع يتحاادد طبقااً لارأس المااال ومسااؤولية الشااركاء وماادة المشااروع وطبقااً‬
‫لنظم الدولة االقتصادية وقوانينها ونوع النشاط وغير ذلك‪.‬‬
‫ومن خالل الشكل القانوني يتحدد إسم المشروع ورأس ماله‪.‬‬
‫وفي ول النظام الرأسمالي تتخذ المشروعات والمنشآت أحد األشكال اآلتية‪:‬‬
‫‪ )1‬المشروع الفردي‪.‬‬
‫‪ )2‬شركة التضامن‪.‬‬
‫‪ )3‬شركة التوصية البسيطة‪.‬‬
‫‪ )4‬شركة التوصية باألسهم‪.‬‬
‫‪ )5‬شركة المحاصة‪.‬‬
‫‪ )6‬الشركة ذات المسئولية المحدودة‪.‬‬
‫‪ )7‬شركة المساهمة‪.‬‬
‫وفي ول النظام االقتصادي الموجه ‪:‬‬
‫‪ -‬نظ اًر لماا صااحب النظاام ال أرسامالي مان توساع وانتشاار مان أجال السايطرة علاى األساواق مماا أدى‬
‫إلى الكثير من الحروب والصراعات‪.‬‬
‫ومااا عانااا أيض ااً ماان أزمااات اقتصااادية كااادت ت اودي بااه ‪ ،‬وبخاصااة ابتااداء ماان أزمااة الكساااد العظاايم‬
‫(‪ ، )1933-29‬وأزمااات التضااخم المااالي والتضااخم الركااودي التااي باتاات ساامة ماان سااماته ‪ ،‬وعاادم‬
‫مصداقية مقولة أن المصالحة العاماة تتحقاق تلقائيااً بفعال الياد الخفياة عبار يلياات الساوق ومان خاالل‬
‫ساعر كاال فاارد لتحقيااق مصالحته الخاصااة ‪ ،‬ومااا يقااوم علياه كاال ذلااك ماان المنافساة الحارة ‪ ،‬وكاال ذلااك‬
‫أثبت من خالل الواقع عجز النظام الرأسمالي عن تحقيق الخير للشعوب حتى اون‪.‬‬
‫‪ -‬كاارد فعاال لكاال مااا ذكاار باارز النظااام االقتصااادي الموجااه ‪ ،‬وتاادخل الدولااة فااي النشاااط االقتصااادي‬
‫وأصبحت هناك المشروعات ‪:‬‬
‫‪ )1‬المشروعات المؤممة‪.‬‬
‫‪ )2‬المشروعات المختلطة‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫‪ )3‬الجمعيااات التعاونيااة االسااتهالكية واإلنتاجيااة ومااا تقااوم عليااه ماان مباااد ‪ ،‬ومااا قااد تواجهااه ماان‬
‫صعوبات ‪:‬‬
‫أ) التمويل‪.‬‬
‫ب) الحافز الشخصي‪.‬‬
‫ج) مشاكل التسويق‪.‬‬
‫فالنظام االشتراكي ‪:‬‬
‫يقوم على تعاظم تدخل الدولة في الميدان االقتصاادي ‪،‬وملكياة عوامال اإلنتااج الرئيساية فياه وادارتهاا‬
‫والتخطير المركزي ‪ ،‬مما يؤدي إلى تعاظم القطاع العام ‪ ،‬ويكون له الدور السياسي في المجتمع‪.‬‬
‫وفااي إطااار المشااروعات العامااة اختلااف نطاقهااا ‪ :‬ففااي بعااض الاادول انسااحب دور القطاااع العااام إلااى‬
‫األرض وتأميمهااا وكااذلك الشااركات الخاصااة ‪ ،‬وفااي الاابعض اوخاار انسااحب نطاااق القطاااع العااام إلااى‬
‫الش ا ااركات الكبيا ا ارة الم ا ااؤثرة والبن ا ااوك ‪ ،‬والتج ا ااارة الخارجي ا ااة ‪ ،‬وهك ا ااذا اختل ا ااف نط ا اااق القط ا اااع الع ا ااام‬
‫والمشروعات العامة بإختالف التطبيق ‪.‬‬
‫وأصبحت ركائز اذا النظام اي ‪:‬‬
‫‪ )1‬الملكية العامة لوسائل اإلنتاج‬
‫‪ )2‬التخطير االقتصادي المركزي الشامل‪.‬‬
‫‪ )3‬اعتبار العمل اإلنساني كقاعدة أساسية للتوزيع‪.‬‬
‫وأصبحت المشروعات العامة اي ‪:‬‬
‫األساس في تنمياة االقتصااد القاومي ‪ ،‬ورفاع مساتوى المعيشاة ‪ ،‬ومناع االحتكاار واالساتغالل وسايطرة‬
‫رأس المال‪.‬‬
‫فضالً عن أن هاذ المشاروعات العاماة تختلاف بااختالف القطاعاات االقتصاادية ‪ :‬كالساكك الحديدياة‬
‫ومؤسسا ااات النقا اال العا ااام ‪ ،‬واإلذاعا ااة والتلفزيا ااون ‪ ،‬والصا ااناعات الثقيلا ااة ‪ ،‬والخا اادمات ‪ ،‬والصا ااناعات‬
‫التعدينية‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫مأزق النظام الرأسمالي وتناقضاته‬
‫على ضوء التقارير وأقوال الخبراء‬
‫يتميااز علاام االقتصاااد علااى األساااس بنظرتااه المسااتقبلية المبنيااة علااى الفااروض والتحلياال واسااتخالش‬
‫النتائج والتنبؤ‪.‬‬
‫والمراقب للتطور االقتصادي العالمي يالحظ أن النصف الثاني من القرن العشرين شهد بداية مرحلة‬
‫جدياادة ماان تطااور ال أرساامالي إذا أصاابحت العمليااة اإلنتاجيااة داخاال المشااروع ال أرساامالي ال تااتم علااى‬
‫المس ااتوى الق ااومي كم ااا ك ااان يح اادث ف ااي الماض ااي وانم ااا عل ااى المس ااتوى الع ااالمي‪ 16‬بحي ااث أص اابحت‬
‫االقتصاديات اإلقليمية والمحلية تجد نفسها في عالقة أشد ارتباطها مع االقتصاد العالمي وفي تبعية‬
‫تكنولوجية معه‪ ،‬ومن أهم أدوات هذا التحول ووسائله الشركات المتعددة الجنسيات ومتعددة القارات‪.‬‬
‫‪)1‬التكتالت االقتصادية العالمية وتفجر الصراعات التجارية ‪:‬‬
‫شااهد العقااد األخياار ماان القاارن العشارين صاراعات باال حااروب تجاريااة فعليااة تجعاال ماان الصااعب التبااؤ‬
‫بمسااتقبل مشاارق للنظااام ال أرساامالي القااائم فقااد ت ازياادت قااوة التكااتالت التجاريااة القائمااة وظهاارت تكااتالت‬
‫جديدة أو االتفاق على جدول زمني لتأسيسها‪.‬‬
‫فقد ت ازيادت قاوة وتماساك الجماعاة االقتصاادية األوروبياة وتحولات إلاى اإلتحااد األوروباي الاذي أنشائ‬
‫سنة ‪1993‬م‪.‬‬
‫وظهرت فعلياً منطقة التجارة الحرة لدول أمريكا الشمالية ( نافتا )‪.‬‬
‫ومنتدى التعاون االقتصادي اآلسيوي الباسفيكي ( أبيك )‪.‬‬
‫ورابطةةة دول جنةةوب شةةرق سةةيا ( األسةةيان ) السةةت للتباحااث حااول إ ازلااة العوائااق التااي تحااول دون‬
‫حرية التجاارة باين هاذ الادول واالهتماام بالمياادين االساتثمارية والتجارياة والتنموياة ووضاع يلياة لفاض‬
‫المنازعات التجارية واالستثمارية والتعاون التكنولوجي وتنمية الموارد البشرية‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫‪ 16‬أنظر مستقبل التصنيع والتكنولوجيا – د‪ .‬محمد ااشم خواجكيه وفخر ص‪ 103‬ط‪ – 1989‬دار طالس للنشر – دمشق‪.‬‬
‫‪ 17‬التقرير االستراتيجي العربي سنة ‪ 1994‬ص‪.183‬‬
‫‪19‬‬
‫ومااا صااحب ذلااك ماان نشااوء ص اراع مباشاار تجاااري بااين الواليااات المتحاادة وكاال ماان الصااين واليابااان‬
‫واالتحاد األوروبي‪.‬‬
‫وظهور شعار ظ الشراكة االقتصادية ظ فيما بين دوائار النظاام ال أرسامالي العاالمي بقصاد زياادة المناافع‬
‫والمزايا النسبية االقتصادية والمالية والتجارية للشركاء ‪ ،‬وفي نفس الوقت محاولة االستبعاد التدريجي‬
‫لقطاعات واسعة من الشعوب واعادة هيكلة النظم اإلقليمية التي لم تعد تتماشى مع التغيرات الجديدة‬
‫‪ ،‬وذلك في إطاار المشاروع الشارق أوساطي الجدياد‪ .18‬وهاو ماا تتجاه إلياه القاوى الرئيساية الفاعلاة فاي‬
‫النظام الدولي وعلى رأسها الواليات المتحدة األمريكية‪.‬‬
‫‪ )2‬النظام الرأسمالي وتناقضاته في نظر خبرائه ‪:‬‬
‫إذا كانات األزماات ال أرساامالية الساابقة وبخاصاة أزمااة الثالثيناات واضاحة المعااالم ‪ ،‬واذا كاان المفكاار‬
‫الكينزي قد نجح إلى حد كبير في تشخيش طبيعة األزمة وأسبابها ووضع يليات للتغلب عليها وتعو‬
‫كثي ا اًر علااى دور الدولااة فااي ظاال األزمااة وهااو مااا شا لاكل أساس ااً للقطاااع العااام وتقويااة دور فااإن األزمااة‬
‫المعاص ارة ومااا لهااا ماان طااابع نقاايض إذ يجتمااع فيهااا وألول م ارة معايشااة التضااخم والركااود ظ التضااخم‬
‫الركودي ظ ‪ STAGFLATION‬مما يجعال أدوات التحليال فاي النظرياة الكنزياة عااجزة عان تقاديم‬
‫السياسات المالئمة للتغلب على األزمة المعاصرة‪.19‬‬
‫ولع لال أباارز مااا انتهاى إليااه الفكاار ال أرسامالي الجديااد هااو إمكاان إيجاااد مخاارج مان األزمااة اعتماااداً علااى‬
‫السياسات النقدية بشرط غل يد تدخل الدولة الذي يعد أحد أسباب إعاقة تفاعل قوى السوق ويلياته‪.‬‬
‫واألمر األكثر مدعاة للقلق هو أن دعا تحريار الساوق أنفساهم يفرضاون قياوداً حمائياة لتجاارتهم وهام‬
‫بذلك يشوهون ما يدعون إليه من السوق الحرة‪.‬‬
‫وهكذا تظهر البيانات أن األوضاع االقتصادية الدولياة خاالل السانوات األخيارة تعااني مان ت ارجاع فاي‬
‫أداء مختلف االقتصاديات الرئيسية ومن ثم ركود لبين يتسم بارتفاع معدالت البطالة وتباطؤ‬
‫‪ 18‬التقرير اإلستراتيجي العربي سنة ‪1994‬ص‪ 83،84‬النظام العالمي الجديد وموقع العالم العربي فيه –د‪.‬فؤاد زكريا سنة‪1992‬ص‪13‬‬
‫‪ 19‬أنظر الدولة ودوراا في النشاط االقتصادي في الوطن العربي – بحوث ومناقشات ندوة عقدت بالكويت مايو سنة ‪ 1989‬ص‪484‬وما‬
‫بعداا – مجموعة خبراء ط دار الرازي للنشر بيروت‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫أداء مع اادالت النم ااو وت ارج ااع مع اادالت ال أرس اامالي وتذبا اذب ف ااي أس ااعار الص اارف وفوض ااى السياس ااات‬
‫النقدية وأزمات الفائض والعجز بين مراكز النظام الرأسمالي العاالمي ( المديونياة المتعاظماة للوالياات‬
‫المتحاادة مقاباال الفااائض الياباااني واأللماااني ) ‪ ،‬باال أن الواليااات المتحاادة األمريكيااة نفسااها تعاااني ماان‬
‫صعوبات هيكلية تتمثل في عجاز الموازناة الفيدرالياة وتاراكم الادين العاام واساتمرار العجاز فاي الميازان‬
‫التجاااري وميازان الماادفوعات واسااتمرار الصااعوبات التااي تواجهااه المؤسسااات والبنااوك والشااركاء نتيجااة‬
‫للتوسع في استخدام أدوات الدين خالل حقبة الثمانينات‪.20‬‬
‫والحقيقااة الم ارة أن هااذ األوضاااع الصااعبة تعكااس نفسااها قضاااء علااى ال ادول الناميااة والعربيااة نتيجااة‬
‫لتشابك األوضاع االقتصادية الدولية وتبعية الدول النامية للدول الصناعية اقتصادياً‪.21‬‬
‫وهكااذا فإن ااه يزيااد م اان صااعوبة األزم ااة وصاايرورتها مأزقا ااً انهااا ذات ط ااابع عااالمي ع ااام علااى ال اادول‬
‫ال أرساامالية المتقدمااة والاادول التابعااة علااى الساواء وأنهااا ذات طااابع فكاري ( أزمااة تحلياال ) فضاالً عاان‬
‫طابعها التناقضي ( ركود تضخمي ) وتعكس األزمة الرأسمالية المعاصرة مجموعة من التناقضات‬
‫منها ‪:‬‬
‫‪22‬‬
‫‪ )1‬التنا اااقض الحا اااد با ااين تعا اااظم النشا اااط االقتصا ااادي العا ااالمي وادارتا ااه‪ ،‬فزيا ااادة الت ا ارابر‬
‫والتش ااابك والت ااداخل ب ااين مختل ااف أطا اراف االقتص اااد الع ااالمي اس ااتدعى وج ااود يلي ااات‬
‫عالمية جديدة ومالئمة والقبول بانتقال المهام التنظيمية ووضع السياساات مان إطارهاا‬
‫الااوطني إلااى إطااار عااالمي‪ ،23‬والتخلااي عاان جاازء ماان الساايادة القطريااة لصااالح مجمااوع‬
‫االقتصاد العالمي ووجود مؤسسات عالمية تتولى إدارة االقتصاد العالمي لتقليل درجاة‬
‫االضطرابات بين أطرافه‪.‬‬
‫‪ )2‬ارتفاع درجة المخاطر وعدم التيقن في التعامل الدولي‪ 24‬إذ غادا مان الصاعوبة بمكاان‬
‫إخضاع كثير من المتغيرات الدولية لقواعد التنباؤ المعروفاة لمعرفاة مساارها المساتقبلي‬
‫أو لتوقااع نقاااط التحااول فيهااا ويصاادق ذلااك علااى وجااه الخصااوش علااى حالااة أسااعار‬
‫الصرف واألسعار العالمية لكثير من المنتجات ونسوق فقر ثالثة أمثلة بارزة هي ‪:‬‬
‫‪ 20‬أنظر التغيرات العالمية الجديدة – د‪ .‬اسامة الخولي وفخر ص ‪.61،37،34‬‬
‫‪ 21‬واارة التدويل في االقتصاد العالمي وفثاراا على البلدان النامية – د‪ .‬رمزي زكي ط سنة ‪ 1993‬ص‪ 11‬وبعداا‪.‬‬
‫‪ 22‬د‪ .‬رمزي زكي – واارة التدويل في االقتصاد العالمي ط سنة ‪ 1993‬ص‪ 24‬وما بعداا‪.‬‬
‫‪ 23‬أنظر كريستان بالوا – االقتصاد الرأسمالي – المرحلة االحتكارية واإلمبريالية الجديدة – ترجمة عادل عبدالمهدي – دار إبن خلدون‪-‬‬
‫بيروت سنة ‪ 1978‬ص‪.145‬‬
‫‪UNCLAD: TRADE AND DEVELOPMENT REPORT 1988.UNITED NATION.NEW YORK 1988 P33 24‬‬
‫‪21‬‬
‫أ) تدخل البنوك المركزية بشكل واضح في أسواق النقد األجنبي لدعم أحوال السايولة ونظاام النقاد‬
‫المحلي والدفاع عن سعر الصرف وبخاصة بعد انهيار البورصات في أكتوبر سنة ‪1986‬م‪.‬‬
‫ب) التدخل الواضح مان جاناب الحكوماات ال أرسامالية الدائناة لمواجهاة أزماة الاديون الخارجياة لادول‬
‫العا ااالم الثالا ااث وبخاصا ااة بعا ااد إنا اادالع األزما ااة فا ااي ‪ 1982‬حينما ااا توقفا اات الب ارزيا اال والمكسا اايك‬
‫واألرجنتين عن دفع ديونها‪.25‬‬
‫ج) فااي ضااوء احتاادام الفااائض والعجااز بااين كبريااات الاادول ال أرساامالية الصااناعية لجااأت بعااض هااذ‬
‫الدول إلى التدخل في عالقاتها المالية والتجارياة للحاد مان العجاز الاذي تواجهاه تجاا بعاض الادول‬
‫أو لحماية منتجاتها المحلية مثل الوالياات المتحادة فاي تعاملهاا ماع الياباان ونماو نزعاة الحماياة فاي‬
‫دول غرب أوروبا‪.‬‬
‫هذا كله فضالً عما سبق الحديث عنه من بروز التكاتالت االقتصاادية وتفجار الصاراعات التجارياة‬
‫خااالل الساانوات القليلااة األخي ارة واضااطالع صااندوق النقااد الاادولي بمهمااة اسااتقرار أسااعار الصاارف‬
‫وتنظا اايم أح ا اوال السا اايولة النقديا ااة كما ااا اضا ااطلعت االتفاقيا ااة العاما ااة للتعريفا ااات والتجا ااارة ( الجا ااات‬
‫‪ ) GATT‬بمهم ا ااة تحدي ا ااد قواع ا ااد حري ا ااة التج ا ااارة م ا اان خ ا ااالل مفاوض ا اااتها المتع ا ااددة يخره ا ااا دورة‬
‫مفاوضات اوروجواي‪.‬‬
‫وظهااور هااذ التكااتالت وكأنهااا تباادو كأس اواق داخليااة كبي ارة تمياال إلااى حمايااة صااناعاتها وزراعتهااا‬
‫وخاادماتها ماان المنافسااة األجنبيااة وتوظيااف تبادلهااا التجاااري فيمااا بينهااا علااى نحااو يكفاال لهااا تحقيااق‬
‫مع اادالت مرتفعا ااة م اان التوظا ااف والنم ااو والت ا اوازن االقتص ااادي ‪ ،‬وهنا ااا ن ااذكر ما ااا قال ااه االقتصا ااادي‬
‫األمريكااي الشااهير لسااتر ثاارو‪ ( ، 26‬أنااك مااا أن تجااول بنظاارك عباار العااالم فياللحظااة الراهنااة فسااوف‬
‫تجد ذلك االنقسام الحادث في العالم والمتجسد في الكتل التجارية التي تشاير إلاى أن حرياة التجاارة‬
‫لاام تعااد موجااودة وأن كاال فاارد ياادرك ان ذلااك هااو الحاصاال فع االً لكاان أحااداً ال يريااد ان يواجااه هااذ‬
‫الحقيقة )‬
‫‪27‬‬
‫‪ 25‬د‪ .‬رمزي زكي – أزمة القروض الدولية – األسباب والحلول المطروحة ص‪ – 81 ، 67‬ط دار المستقبل العربي بالقاارة‪.‬‬
‫‪26LESER‬‬
‫‪THUROW AND PEHER G. GYLLEON HAMMERS MUST WE MANAGE TRADE? PROSPECTS IN‬‬
‫‪CONTRAST IN WORLD LINK THE MAGAZINE OF THE WORLD ECONOMIC FORUM NO.6 JUNEP.9‬‬
‫‪ 27‬د‪ .‬رمزي زكي مرجع سابق ص‪.39‬‬
‫‪22‬‬
‫ونذكر ما دعا إليه الخبير االقتصادي العالمي اون بالفيادر‪ 28‬مان إصاالح النظاام الماالي العاالمي‬
‫لحماي ااة الما اواطنين واألبري اااء ف ااي ش ااتى أنح اااء الع ااالم م اان مخ اااطر األزم ااات المالي ااة الت ااي تختلقه ااا‬
‫الممارسااات الحاليااة حيااث توالاات األزمااات باال االنهيااارات الماليااة المفزعااة فااي النصااف الثاااني ماان‬
‫التسعينات بدءاً بالمكسيك عام ‪ 1995‬ثم جنوب شرق يسيا عام ‪ 1997‬ثم الب ارزيل‪.‬‬
‫وأكااد باليناادر أن النظااام المااالي العااالمي ال اراهن قااد فشاال فش االً ذريع ااً فااي حمايااة البشاار البسااطاء‬
‫الفقراء من مخاطر الضارية‪.‬‬
‫كمااا أكااد د‪ .‬وليااام الرس‪ 29‬الا ا (‪ )24‬فااي واشاانطن علااى ضاارورة صااياغة نظااام مااالي عااالمي جديااد‬
‫يحافظ على مصاالح الادول النامياة ويقلال مان هيمناة الادول الصاناعية الكبارى ويحاول دون حادوث‬
‫أزمات تزعزع االستقرار المالي والنقدي في العالم‪.‬‬
‫‪ )3‬أحدث صك إدانة للنظام االقتصادي الرأسمالي ‪:‬‬
‫أطلق البرنامج اإلنمائي باألمم المتحدة تقرير التنمية البشرية السنوي العاشر ‪ ،‬وجاء به أن‪:‬‬
‫ظ متوسر الدخل في اغنى خمس دول في العالم يبل (‪ )74‬ضعف متوسر الدخل فاي افقار خماس‬
‫دول فيالعالم والتي تتركز جميعها في أفريقيا ظ‪.‬‬
‫ويذكر التقرير أن ثروات أكبر ثالثة أغنياء في العالم تفوق قيمتها إجمالي الناتج المحلي لمجموعة‬
‫ال اادول األق اال تق اادماً والت ااي ين اااهز ع اادد س ااكانها (‪ )600‬ملي ااون نس اامة ميزاني ااة ش ااركة ميكروس ااوفت‬
‫للكمبيوتر في ‪ U.S.A‬تصل إلى ‪ 100‬مليار ‪ $‬في السنة ‪ ،‬وهو ما يفوق ميزانيات ‪ 48‬دولة مان‬
‫العالم الثالث‪.‬‬
‫ويشااير التقرياار إلااى أن الرعايااة االجتماعيااة التااي تعااد المحااور الخفااي للتنميااة البشارية تواجااه تهديااداً‬
‫في ظل اقتصاد السوق المنافسة ‪ ،‬ويشير في هذا الصدد إلى افتقار حياة البشر بشاكل مت ازياد إلاى‬
‫األمان وتزايد معدالت التفكك األسرى والجريمة في حين يبل إجمالي األرباح‬
‫‪ 28‬أستاذ االقتصاد بجامعة برينستون ونائب رئيس مجلس محافظي بنك االحتياط الفيدرالي في الفترة من ‪ 1994‬إلى ‪ 1996‬ما قاله في‬
‫دراسة نشرتها مجلة " فورين أفيرز "‪.‬‬
‫‪ 29‬مجموعة الـ ‪ 24‬تأسست ‪ 1973‬وتضم ثماني دول من أفريقيا وثماني دول من أمريكا الالتينية وسبع دول فسيوية للدفاع عن مصالح لدول‬
‫النامية – االقتصاد في أسبوع – العدد ‪ 158‬نوفمبر ‪ 1999‬يصدراا مركز الخليج للدراسات االستراتيجية – تقرير الشال االقتصادي‬
‫األسبوعي رقم ‪ 37‬السنة ‪.1999‬‬
‫‪23‬‬
‫العالمية ‪ 1.5‬تريليون دوالر في العام‪.30‬‬
‫وعل ااى ه ااذا النح ااو ب ااات التف اااوت الص ااارخ ب ااين األغني اااء والفقا ا ارء خص ااية م اان خص ااائش النظ ااام‬
‫االقتصااادي وأصاابح الفقاار وتوابعااه ماان انعاادام الرعايااة االجتماعيااة ومشااتقاتها هااو الغالااب ‪ ،‬ممااا‬
‫يتعين معه على العلماء وأصحاب الفكر أن يهبوا للغوث وكشف الغمة ‪ ،‬فمما ال يعقل فاي عصار‬
‫الفضاء أن يوجد أكثر من (‪ )100‬مليون شخش تحت خر الفقر في أغنى دول العالم إضافة إلى‬
‫‪ 37‬مليااون عاااطلين عاان العماال و (‪ )100‬مليااون بااال مااأوى ‪ .‬ويؤكااد التقرياار الصااادر عاان برنااامج‬
‫األمم المتحدة اإلنمائي أن تلك األعداد مرتفعة بدرجة مذهلة وسر الوفرة‪.‬‬
‫‪31‬‬
‫وال شاك أن كاال ماا تقاادم بشاكل نااداء اساتغاثة بالنظااام االقتصاادي فااي اإلساالم ومؤسساااته ومنشااآته‬
‫االقتصادية ويلياتها وأدواتها المنفردة‪.‬‬
‫‪ 30‬تقرير مركز الخليج للدراسات اإلستراتيجية – االقتصاد في أسبوع – العدد (‪ 97/7/20-14 )143‬ص‪ 3‬ومابعداا‪.‬‬
‫‪ 31‬أنظر تقرير التنمية البشرية لعام ‪ 1998‬الصادر عن البرنامج اإلنمائي باألمم المتحدة والمنشورة في مجلة اقتصاديات اإلمارات – العدد‬
‫‪ 41‬لسنة ‪ 1998‬ص‪ 38‬وما بعداا‪.‬‬
‫‪24‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫سياسات اإلصالح االقتصادي في الدول النامية‬
‫و‬
‫سياسات تمويل المنشآت الصغيرة والمتوسطة‬
‫‪25‬‬
‫الفرع األول‬
‫حزمة سياسات اإلصالح االقتصادي بالدول النامية‬
‫نستطيع باالستقرار أن نبلور اذه السياسات فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ )1‬سياسة إصالح األجور واألسعار وسوق العمل‪.‬‬
‫‪ )2‬سياسة ترشيد القطاع العام‪.‬‬
‫‪ )3‬سياسة ترشيد اإلنفاق العام‪.‬‬
‫‪ )4‬سياسة إصالح النظام الضريبي في حالة وجود ‪.‬‬
‫‪ )5‬إصالح سياسة التجارة الخارجية‪.‬‬
‫‪ )6‬إصالح سياسة سوق رأس المال‪.‬‬
‫‪ )7‬جدولة الديون الخارجية وتخفيضها إلى أدنى حد ممكن‪.‬‬
‫‪ )8‬سياسة تشجيع القطاع الخاش وتبني برنامج لتوسيع قاعدة الملكية الخاصة‪.‬‬
‫كاال ذلااك بهاادف التغلااب علااى المشااكالت االقتصااادية ‪ ،‬وانتهاااج سياسااة اسااتثمارية تقااوم علااى زيااادة‬
‫اإلنتاااج وماان ثاام تشااجيع القطاااع الخاااش ‪ ،‬وتمكينااه ماان أن يااؤدي دور بكفاااءة فااي عمليااة التنميااة‬
‫والنشاااط االقتصااادي ‪ ،‬وك ااذلك تمكااين المنش ااآت الصااغيرة والمتوس ااطة ماان أن ت ااؤدي دو اًر مهم ااً ف ااي‬
‫النشاااط االقتصااادي ‪ ،‬واعااادة تخصاايش الم اوارد االقتصااادية علااى فااروع اإلنتاااج المختلفااة ‪ ،‬لتحقيااق‬
‫مسااتويات الكفاااءة االقتصااادية العالميااة ‪ ،‬وهااذا مااا يجعلنااا نتناااول عنص ا اًر هام ااً فااي تمكااين المنشااآت‬
‫الصغيرة والمتوسطة من ذلك الدور من خالل عملياات التمويال واألدوات واألسااليب الالزماة فاي هاذا‬
‫الشأن‪.‬‬
‫رابعا ً ‪ :‬سياسة تسعير منتجات قائمة على ‪:‬‬
‫‪ )1‬تغيرات أسعار مستلزمات اإلنتاج والسلع الوسيطة وأجور العمال والتكاليف المتغيرة‪.‬‬
‫‪ )2‬أسعار المنتجات المماثلة في نفس المنطقة الجغرافية‪.‬‬
‫‪ )3‬هامش ربح معقول‪.‬‬
‫خامسا ً ‪ :‬سياسة تسويق محلي وخارجي للمنتجات ‪:‬‬
‫ماان المساالم بااه أن األنشااطة التسااويقية تحتاااج إلااى إمكانيااات ماليااة وفنيااة كبي ارة قااد ال تتاااح للمنشااآت‬
‫الصغيرة والمتوسطة ومن هنا وجب على هذ المنشآت أن تتوخى سياسة وتسويق واضحة ومدروسة‬
‫لمنتجاتها وأن تطمئن مؤسسات التمويل إلى نجاح هذ السياسة‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫مفهوم التمويل وأقسامه وصيغه‬
‫أوالً ‪ :‬م ن التموي ‪:‬‬
‫في اللغة ‪:‬‬
‫وتمولت ‪ :‬كثر مالاك ‪ ...‬ومْلتاه ( بالضام ) ‪ :‬أعطيتاه‬
‫جاء في القاموس المحير ومْلت تمال و ِملت َّ‬
‫‪32‬‬
‫تمولت كثر مالك ) والتمويل هو ‪ :‬إنفاق المال فأموله‬
‫النمول كسب المال ( ل‬
‫المال ‪ .‬ويستفاد منه أن ل‬
‫تمويالً أي أزود بالمال‪.‬‬
‫في اوصهح ‪:‬‬
‫جاء في القاموس االقتصادي ‪ :‬عندما تريد منشاأة زياادة طاقتهاا اإلنتاجياة أو إنتااج ماادة جديادة أو‬
‫‪33‬‬
‫إعادة تنظيم أجهزتها ‪ ...‬فإنها تضع برنامجاً يعتمد على الناحيتين التاليتين ‪:‬‬
‫‪ )1‬ناجية مادية ‪ :‬أي حصر كل الوسائل المادية إلنجاح المشروع‪.‬‬
‫‪ )2‬ناحية مالية ‪ :‬تتضمن كلفة ومصدر األموال وكيفية استعمالها وهذ الناحية هي التي تسمى‬
‫بالتمويل وعلى هذا فإن التمويل يعتمد على ثالثة أمور هي ‪:‬‬
‫ مصادر األموال‪.‬‬‫‪ -‬كلفة األموال‪.‬‬
‫‪ -‬كيفية استخدام األموال‪.‬‬
‫‪ 32‬الفيروز أبادي – القاموس المحيط ح‪ 4‬ص‪ ( 52‬مادة مول ) – لسان العرب إلبن منظور ح‪ 11‬ص‪ ( 636‬مادة مول )‪.‬‬
‫‪ 33‬د‪ .‬محمد بشير علبة ط‪ – 11‬المؤسسة العربية للدراسات والنشر – بيروت‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫علمية ‪:‬‬
‫التمويل او ‪:‬‬
‫إما ااداد العناصا اار العاملا ااة فا ااي ميا ااادين االقتصا اااد با اااألموال الحاض ا ارة أو ما ااا يقا ااوم مقامها ااا لتيسا ااير‬
‫المبادالت وتظهر أهمية التمويل في تسهيل عمليات اإلنتاج والنشاط االقتصادي عموماً‪.‬‬
‫أو هااو تقااديم المااال فااي صااور منوعااة مماان يملكااه إلااى ماان يحساان اسااتخدامه أو يحتاااج إلااى قاادر‬‫منه‪.‬‬
‫وأصبح في عصر التخصش لوظيفاة التمويال منشاآت متخصصاة لتجماع األماوال ود ارساة الفارش‬
‫المتاحة لتوظيفها‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬معايير تمويل العمليات في العمل المصرفي والمالي اإلسالمي‪:‬‬
‫ معايير السالمة المالية يعتمد علي ‪:‬‬‫‪ ‬مقدرة العميل المالية‪.‬‬
‫‪ ‬قوة مركزة المالي‪.‬‬
‫‪ ‬التعرف بدقة على حالة السيولة والتدفقات النقدية‪.‬‬
‫‪ ‬مراجعة الوثائق والمستندات الثبوتية‪.‬‬
‫ م يال الخ رة المافية في مجال النشال وقوابق األعمال‪.‬‬‫ م يال الضمانال المناق ة وبحسب ل ي ة ال مليال‪:‬‬‫‪ ‬تحليل الشخصية‪.‬‬
‫‪ ‬الضمان‪.‬‬
‫‪ ‬المقدرة‪.‬‬
‫‪ ‬الكفاءة‪.‬‬
‫‪ ‬السيولة‪.‬‬
‫‪ ‬الربحية‪.‬‬
‫‪ ‬الظروف االقتصادية والسياسية‪.‬‬
‫‪28‬‬
‫ما يت لق بالمشروو من م ايير‬
‫‪:‬‬
‫‪ ‬الربحية‪ :‬وتتناول الجدوى المالية للمشروع مثل‪:‬‬
‫‪ ‬الفترة الالزمة الستعادة المبال المستثمرة من التدفق النقدي الصافي السنوي‪.‬‬
‫‪ ‬معدل العائد على االستثمار‪.‬‬
‫‪ ‬معدل العائد الدخلي‪.‬‬
‫‪ ‬القيمة الحالية الصافية‪.‬‬
‫هذا فضالً عن اإلعتماد على النسب والمؤشرات المالية المعروفة في مجال التحليل المالي‪.‬‬
‫‪ ‬السيولة‪ :‬تتضمن طرقاً متنوعة للتعرف على قدرة المشاروع علاى الوفااء بالتزاماتاه فاي حااالت‬
‫منح التمويل مثل ‪ :‬التعرف على تغطية الموجودات قصيرة األجل لاللت ازماات قصايرة األجال‬
‫عن طريق احتساب نسبة التداول ونسبة السيولة السريعة وغيرها‪.‬‬
‫أم ااا ف ااي ح اااالت االس ااتثمار المباش اار ف ااي مش ااروع مع ااين في ااتم التع اارف عل ااى الت اادفقات الداخل ااة‬
‫والخارجة واعداد الموازنات النقدية للتعرف على السيولة التي يوفرها المشروع للمصرف‬
‫‪ ‬األمةةان‪ :‬فااي التقليديااة الودائااع ْدياان ‪ ،‬وفااي اإلسااالمية مضاااربة ‪ ،‬وهااذا يااوفر لهااا القاادرة علااى‬
‫الدخول في المشاركات‪.‬‬
‫ما يتعلق بشخص طالب التمويل‪:‬‬
‫‪ ‬الشخصية يشمل أيضاً االلتزام الديني مع تمويل غير المسلمين‪.‬‬
‫‪‬‬
‫المقدرة والكفاءة‪:‬‬
‫مث اال م ااا ي اادل عل ااى ذل ااك م اان مع اادل دوران الموج ااودات الثابت ااة لدي ااه ‪ ،‬ودوران رأس الم ااال‬
‫العامل‪.‬‬
‫‪29‬‬
‫ثالثاً ‪ :‬معوقات قانونية في البيئة االستثمارية‪:‬‬
‫‪ -‬نسب االحتياطي القانوني‪.‬‬
‫‪ -‬نسااب الساايولة التااي تطلبهااا المصااارف المركزي ااة ماان المصااارف اإلسااالمية وهااذا يحااد م اان‬
‫األماوال المتاحااة لالسااتثمار اإلسااالمي بخاصااة أن الودائااع ليساات ديونااً أي أن هاادف حمايااة‬
‫المودع ليس على النحو الماثل في التقليدية‪.‬‬
‫ عدم وجود مقرض أخير‪.‬‬‫رابعاً ‪ :‬أنواع التمويل ح‬
‫يمكن تقسيم التمويل إلى أقسام كثيرة بإعتبارات مختلفة سواء من حيث ‪:‬‬
‫‪ )1‬المصدر‪.‬‬
‫‪ )2‬الطبيعة‪.‬‬
‫‪ )3‬المدة واألجل‪.‬‬
‫والتقسيم األخير هو السائد في عمليات التمويل ويقسم عادة إلى ثالثة أنواع هي‪: 34‬‬
‫‪ )1‬تمويل قصير األجل ‪ :‬مدته تتراوح في الغالب سنة ويتجاوز السنتين كحد أقصى‪.‬‬
‫‪ )2‬تمويل متوسط األجل ‪ :‬مدته تتراوح في الغالب من سنتين إلى خمس سنوات وقد يصال إلاى‬
‫سبع سنوات كحد أقصى‪.‬‬
‫‪ )3‬تمويل طويل األجل ‪ :‬وتزيد مدته عن خماس أو سابع سانوات دون حاد أقصاى حساب طبيعاة‬
‫وحجم وحاجة المشروع أو العمليات‪.‬‬
‫وعادة مةا تةرتبط مةدة ا لتمويةل بةالفرا مةن اسةت دام التمويةل فالتمويةل قصةير األجةل ف يةوفر‬
‫احتياجةةةات التشةةةميل وتمويةةةل رأل المةةةال العامةةةل ومةةةن ثةةةم تتعةةةدد أ ار ةةة كتمويةةةل االسةةةتيراد‬
‫والتصةةدير ودفةةع االلتزامةةات الثابتةةة كةةلجور العمةةال واإليجةةار والكهروةةاو وال ةرائب‪ .‬وكتمويةةل‬
‫االحتياجات االستهالكية بيع السلع االستهالكية باألجل‪.‬‬
‫‪ 34‬أنظر معجم المصطلحات االقتصادية – د‪ .‬عبدالعزيز فهمي ايكل ص‪ 107‬وما بعداا‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫أمااا التموي اال متوس اار األجاال في ااوفر احتياج ااات الحاااالت الت ااي تتوس اار حاااالت التموي اال القص ااير‬
‫والطويل األجل كتجديد أو تطوير رأس المال الثابت للمنشأة‪.‬‬
‫والتمويل طويل األجل يتوجه أصاال للموجاودات الثابتاة التاي تساتخدم فاي عملياات اإلنتااج طاوال‬
‫فترة بقائها مثل األراضي والمباني واإلنشاءات واوالت والمعدات ‪ ....‬الخ‪.‬‬
‫والمصااادر األساسااية لالحتياجااات ال أرساامالية قصاايرة األجاال ومتوسااطة وطويلااة األجاال قااد تكااون‬
‫داخلية أو خارجية والمصادر الدا لية ‪ Internal Sources‬هي تلك تأتي المنشاة نفسها مثال‬
‫‪:‬‬
‫ الدخول أو األرباح غير الموزعة‪.‬‬‫‪ -‬احتياطيااات الض ارائب وغيرهااا ماان االحتياجااات التااي تكونهااا المنشااأة والتااي فااي مجموعهااا ال‬
‫يجب أن تستثمر إال من أصول سهلة التسييل أو ساائلة نسابياً حتاى يمكان اساتعادتها عنادما‬
‫يكون ذلك ضرورياً‪.‬‬
‫أما المصادر الخارجية ‪External Sources‬‬
‫فتختل ااف ب اااختالف يلي ااة المؤسس ااات المصا ارفية ف ااي التعام اال م ااع المنش ااآت االقتص ااادية واتب اااع‬
‫الطريقة التقليدية القائمة على اإلقراض أو الطريقاة التاي تتبعهاا المؤسساات المصارفية اإلساالمية‬
‫من خالل صي التمويل الشرعية‪.‬‬
‫فضاال عاان طريقاة المنشااأة الطالباة للتموياال نفساها فااي الحصاول علااى األماوال أو التموياال الااالزم‬
‫لهااا ومااا إذا كاناات تتااوخى م ارعاااة مباااد السااالمة الشاارعية فااي طريقااة حصااولها علااى التموياال‬
‫الالزم لها فال تتعامل بالقروض بفائدة ربوية‪.‬‬
‫ وال في األوراق التجارية بطريقة الخصم ‪.‬‬‫‪ -‬وال باألسهم الممتازة أو السندات ذات الفوائد الربوية‪.‬‬
‫‪31‬‬
‫الفرع الثالث ‪:‬‬
‫حزمة سياسات المنشآت الصغيرة والمتوسطة الالزمة لتمويلها كمؤشر تقيمي‬
‫تمويل المنشآت الصغيرة والمتوسطة وحزمة السياسات الالزمة والواضحة كي ياؤدي تمويال المنشاآت‬
‫الصااغيرة والمتوسااطة إلااى أكفااأ اسااتخدام لااه فااي هااذ المنشااآت‪ ،‬يلاازم تااوفر حزمااة ماان السياسااات التااي‬
‫تهيئ مناخاً استثماريا صحياً وصحيحاً من أهمها ‪:‬‬
‫أوالً ‪ :‬سياسة إنتاج قائمة على ‪:‬‬
‫‪ )1‬تحديد نمر اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ )2‬تحديد حجم اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ )3‬تحديد نوع التكنولوجيا المستخدمة‪.‬‬
‫‪ )4‬تحديد المدخالت من عناصر اإلنتاج المستخدمة‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬سياسة عمالة قائمة على ‪:‬‬
‫‪ )1‬تعظيم االستفادة من ميزة رخش أجور العمالة المحلية‪.‬‬
‫‪ )2‬تعزيز م اركاز التادريب المهناي المتقادم ‪ ،‬لماا لهاا مان أثار فعاال علاى مهاارة العمالاة والحارش‬
‫على التثقيف الوظيفي المهني والحرفي مما يؤدي إلى زيادة اإلنتاجية بشكل عام‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬سياسة أجور قائمة على ‪:‬‬
‫‪ )1‬ربر الحد األدنى لألجور بالوفاء باالحتياجات األساسية‪.‬‬
‫‪ )2‬ربر األجر بعد ذلك بمعدالت اإلنتاج وجودته‪.‬‬
‫‪32‬‬
‫الفرع الرابع‪:‬‬
‫المنشآت الصغيرة والمتوسطة وسياسة التمويل المتبعة‬
‫بقاادر اإلمكانااات التمويليااة المتاحااة لهااذ المنشااآت بقاادر مااا يااؤثر ذلااك علااى حجاام اإلنتاااج ومسااتوى‬
‫التكنولوجيا المستخدمة ودرجة الجودة وهذا يتوقف على سياسة التمويل المتبعة‪.‬‬
‫ويوجد اآلن نوعان من سياسات التمويل لهذه المنشآت اما‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬سياسةةة التمويةةل بةةاإلقراض ‪ :‬التااي تتبعهااا البنااوك التقليديااة ومااا يتبعااه ويترتااب عليااه ماان اسااتخدام‬
‫أصحاب هذ المنشآت للكمبياالت التجارية كأداة للوفاء جنباً إلى جنب مع الشيكات ‪ ،‬ومن ثم يكون‬
‫إتباااع أساالوب البيااع اوجاال بالكمبياااالت هااو األكثاار شاايوعاً وانتشااا ار واسااتعماال ‪ ،‬األماار الااذي يضااطر‬
‫أصااحاب هااذ المنشااآت إلااى خصاام قيمااة هااذ األوراق التجاريااة قباال موعااد اسااتحقاقها للحصااول علااى‬
‫السيولة الالزمة لتمويل رأس المال العامل ‪ ،‬وما قد يعكسه أسلوب‪:‬‬
‫‪ -‬خصم الكمبياالت‪.‬‬
‫ الخصم عند السداد المبكر‪.‬‬‫من خلل في التمويل أو في الهيكل التمويلي للمشروعات الصغيرة والمتوسطة ‪،‬وما قد يصاحب ذلاك‬
‫م اان ص ااعوبات ف ااي ح اااالت التموي اال ب ااالعمالت األجنبي ااة ‪ ،‬ناتج ااة ع اان العج ااز ف ااي الحص ااول عل ااى‬
‫احتياجاتهااا منهااا ‪ ،‬بساابب ارتفاااع الفائاادة وأسااعار الصاارف وصااعوبة اإلج اراءات والد ارسااات الالزمااة‬
‫والضمانات المطلوبة‪.‬‬
‫لكل ذلك فإن دور البنوك التقليدية في تمويل المنشآت الصغيرة والمتوسطة محدود بسبب‪:‬‬
‫‪ )1‬عدم تناسب العائد مع األعباء اإلدارية والفنية التي يقوم بها البنك بصدد التمويل‪.‬‬
‫‪ )2‬ضعف البيانات واإلحصاءات التفصيلية والسليمة عن أنشطة هذ المنشآت ومن ثم صعوبة‬
‫تقييمها اقتصاديا‪.‬‬
‫‪33‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬المصارف والمؤسسات المالية اإلسالمية وسياسة التمويل باألدوات والصيغ واألساليب الشرعية ‪:‬‬
‫* دور المصارف اإلسالمية في التنمية الحقيقية‪.‬‬
‫ماان المجمااع عليااه فااي فقااه التنميااة الحقيقيااة أنهااا هااي التنميااة الذاتيااة والقاعديااة والتااي تساامى أحيان ااً‪:‬‬
‫التنمية من أسفل‪.‬‬
‫والذاتية هي التي تعتمد على التمويل الداخلي أساساً ال اإلسراف في االقتراض الخارجي‪.‬‬
‫والقاعديااة أو ماان أساافل هااي التااي تسااتطيع أن تحاارك المنشااآت الصااغيرة والمتوسااطة ‪ ،‬وتعماال علااى‬
‫توساايع قاعاادة الملكيااة وتنوعهااا وتعااددها ‪ ،‬وال تحصاار نفسااها فااي نماار واحااد منهااا وان اختلااف الااوزن‬
‫النسبي أو األوزان النسبية لكل نوع ‪ ،‬بحسب ظروف واحتياجات كل بلد‪.‬‬
‫والمصارف والمؤسسات المالية اإلسالمية هي ‪:‬‬
‫ األقدر على ذلك بحسب‪:‬‬‫‪ -‬مفهومها ومعناها‪.‬‬
‫ أدوات عملها بضوابطها وأحكامها الشرعية‪.‬‬‫ومن ثم كان من أهدافها الرئيسية تنمية المنشآت الصغيرة والمتوسطة ‪ :‬الحرفية والمهنية والصناعات‬
‫الصغيرة باعتبارها جميعاً األساس الفعال لتطوير البنية االقتصادية ‪ ،‬وتوسيع قاعادة الملكياة ‪ ،‬وبنااء‬
‫المسؤولية الشعبية في أحداث تنمية حقيقية متبعة في ذلك أدوات ووسائل التمويل الشرعية‪.‬‬
‫‪34‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫أساليب المصارف والمؤسسات المالية اإلسالمية‬
‫في تمويل المنشآت الصغيرة والمتوسطة‬
‫‪35‬‬
‫الفرع األول‬
‫حزم التمويل الشرعية األكثر شيوعا‬
‫تتمثل استخدامات المصارف والمؤسسات المالية اإلسالمية لألموال في صي التمويل الشرعية مثل‬
‫‪:‬‬
‫اوالً‪ :‬حزمةةة المشةةاركات بأنواعهةةا المختلفةةة ماان حيااث الماادة والطبيعااة والنشاااط فباعتبااار الماادة تتنااوع‬
‫المشاااركات إلااي قصاايرة ومتوسااطة وطويلااة وباعتبااار الطبيعااة تنقساام إلااى مشاااركة مسااتمرة ومتتاليااة‬
‫ومتناقصة أو منتهية بالتمليك ومستردة بالتدريج(‪ )35‬ومستردة في نهاية المدة (‪. )36‬‬
‫وباعتبار النشاط تتنوع إلى مشاركات في سلع زراعية أو صناعية وغيرها وعقارية ‪ ...‬الخ ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬حزمة البيوع بأنواعها المختلفة مثل ‪:‬‬
‫‪ ‬المرابحات بأنواعها المختلفة المحلية والدولية والبسيطة والمرابحة لامر بالشراء ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫بيوع السلم والسلم الموازي ‪.‬‬
‫البيع بالتقسير والبيع الفوري ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫االستصناع واالستصناع الموازي ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫بيع المساومة ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬حزمة اإلجارة بأنواعها المختلفة مثل ‪:‬‬
‫‪ -‬اإلجارة التشغيلية ‪.‬‬
‫‪ -‬اإلجارة المنتهية بالتمليك ‪.‬‬
‫رابعاًًً ‪ :‬الوكالة في االستثمار بأنواعها المختلفة ‪.‬‬
‫‪ -‬الوكالة المطلقة ‪.‬‬
‫‪ -‬الوكالة المشروطة أو المقيدة ‪.‬‬
‫‪35‬‬
‫‪36‬‬
‫طبقها بنك التقوى سابقا ً ‪.‬‬
‫طبقها بعض بنوك باكستان ‪.‬‬
‫‪36‬‬
‫امس ةاً ‪ :‬التةةورق كصةةيمة بةةدأ تةةداولها فةةي المؤسسةةات الماليةةة‬
‫الرجل أي طلب الورق‪.‬‬
‫‪37‬‬
‫وبحااذر فقهااي ملحااور اسااتورق‬
‫والتةةورق هااو أن يشااتري الساالعة بااثمن مؤجاال أو مقساار ويبيعهااا وخاار بااثمن معجاال ليحصاال علااى‬
‫الورق ليسد به حاجته‪.‬‬
‫وعرفه ابن مفلح وابن القيم كالتالي‪: 38‬‬
‫ل‬
‫هو أن يشتري رجل سلعة نسيئة ثم يبيعها نقداً بأقل مما أشتراها به‪.‬‬
‫ذهب جمهور العلماء إلى إباحة التورق ونقل األزهري والفومي أنه متفق على إباحته‪.39‬‬
‫لقوله تعالى ( وأحل هللا البيع ) البقرة خ‪.275‬‬
‫لحديث الرسول صلى هللا عليه وسلك لعامله على خيبر بع الجمع ( صنف رد مختلر من التمر )‬
‫بالدراهم ثم ابتع بالدراهم جيباً ( تمر طيب ) وهذا صريح في التورق ألن النبي صالى هللا علياه وسالم‬
‫لم يفصل بين أن يشتري من المشتري أو غير ‪. 40‬‬
‫وكرهه عمر بن عبدالعزيز ومحماد الحسان الشايباني وقاال ابان الهماام خاالف األولاى ووافقاه صااحب‬
‫البحر والنهر والشرنباللية وغيرهم وحرمه ابن تيمية وابن القايم واعتبا ار ذريعاة إلاى الرباا وأناه مان بياع‬
‫المضطر‪.‬‬
‫وقال ابن تيمية ظ هو مذموم منها عنه في أظهر قول العلماء ظ‬
‫‪41‬‬
‫هااذا وقااد أجاااز مجمااع الفقااه اإلسااالمي لرابطااة العااالم فااي دورة مااؤتمر الخااامس عشاار ساانة ‪1419‬ها ا‬
‫وقرر أن بيع التورق جائز شرعاً وبه قال جمهور العلماء ألن األصال فاي البياوع اإلباحاة ‪ ،‬لقاول هللا‬
‫تعالى ‪ ( :‬وأحل هللا البيع وحرم الربا ) ولم يظهر في هاذا البياع رباا ال قصاداً وال صاورة وألن الحاجاة‬
‫داعية إلى ذلك لقضاء ديان أو زواج ‪ .‬وجاواز البياع مشاروط باأن ال يبياع المشاتري السالعة باثمن أقال‬
‫مما أشتراها به على بائعها ال مباشرة وال بالواسطة فإن‬
‫‪ 37‬وسمي في معامالت المؤسسات المالية اإلسالمية بمسميات مختلفة كالتيسر أوالتيسيرات أو التورق المبارك أو تمويل الخير‪.‬‬
‫‪ 38‬الفروع ح‪ – 171/4‬شر إبن القيّم على أبي داود ح‪.108/5‬‬
‫‪ 39‬الزاار ص‪ – 313‬المصباح المنير ‪.441/2‬‬
‫‪ 40‬العبرة على إحكام األحكام ‪ – 113/4‬اإلعالم بفوائد عمدة األحكام ‪ – 337/7‬البخاري ‪.4/399‬‬
‫‪ 41‬الفتاوي ح‪446 . 443 . 442 . 303 . 302/29‬‬
‫‪37‬‬
‫فعل ذلك فقد وقعا في بيع العينة المحرم شرعاً الشتماله على حيلة الربا فصار عقداً محرماً‪.‬‬
‫وقااد أعيااد طاارح الموضااوع علااى ناادوتي البركااة الثانيااة والعش ارين والثالثااة والعش ارين وقااد شاااركت فيهااا‬
‫وانتهى القرار إلى ما يلي ‪:‬‬
‫‪38‬‬
‫التورق ‪ :‬ضوابطه الشرعية وتطبيقاته في صيغ االستثمار والتمويل‬
‫‪42‬‬
‫حيث أن إعادة طرح هذا الموضوع تنفيذا لتوصية ندوة البركة المصرفية الثانية والعشرين ‪ ،‬إنما كاان‬
‫القصد منه عرض التطبيقاات والمساتندات المساتخدمة فاي عملياات التاورق ‪ .‬وهاو ماا لام يساتوف فاي‬
‫البحااوث المقدمااة فااي هااذ الناادوة ‪ ،‬ولااذا يوصااي المشاااركون بعقااد حلقااة عماال للنظاار هااذا الموضااوع‬
‫والبت في حكم التطبيقات المصرفية له بتعمق في ضوء ما يأتي ‪:‬‬
‫‪ .a‬تقااديم التطبيقااات المصارفية المتعااددة للتااورق مقرونااة بااالعقود والمسااتندات المسااتخدمة فيهااا‬
‫وما يدل على عدم صورية التطبيق وخلو من المخالفات الشرعية‪.‬‬
‫‪ .b‬رصد الحاالت العملية لتطبيق التورق سواء في المؤسسات المالياة اإلساالمية ‪ ،‬أو البناوك‬
‫المتحولااة حااديثاً ‪ ،‬أو البنااوك التقليديااة التااي تقاادم خاادمات إسااالمية ‪ ،‬وتحلياال محتواهااا ومااا‬
‫‪.c‬‬
‫لها وما عليها وتقديم دراسة شاملة عن ذلك ‪.‬‬
‫إلى أن تعقد حلقاة العمال الموصاى بهاا للنظار فاي الحكام الشارعي للتطبيقاات المصارفية‬
‫للتااورق والمسااتندات المسااتخدمة فيااه ‪ ،‬فإنااه ينبغااي النظاار إلااى صاايغة التااورق علااى أنهااا‬
‫ليس اات صا اايغة اس ااتثمار أو تمويا اال وانم ااا ها ااي وس اايلة لح اال مش ااكلة س اايولة تتع اارض لهاااا‬
‫المؤسسااات أو بعااض األف اراد ال يمكاان حلهااا بالساالم أو االستصااناع ونحوهمااا ماان الصااي‬
‫التمويليااة ‪ .‬فااال يسااوو التعوياال عليهااا بمااا يحجااب صااي االسااتثمار والتموياال األخاارى ‪ ،‬وال‬
‫يلجأ إليها إال استثناء للضرورة أو للحاجة الملحة التي تقدرها الهيئات الشرعية للمؤسسات‬
‫الماليااة اإلسااالمية مثاال حاااالت تحااول البنااوك التقليديااة إلااى بنااك إسااالمي لمعالجااة قااروض‬
‫العمااالء قباال التحااول ‪ ،‬أو السااتنفاذ بعااض عمااالء البنااوك التقليديااة لسااداد قروضااهم منهااا‬
‫والتعاماال مااع المصااارف اإلسااالمية ‪ ،‬أو لحمايااة عمياال المؤسسااة الماليااة اإلسااالمية ماان‬
‫اللجوء إلى البنوك التقليدية لتمويل بعض أوجه نشاطه التي يتعذر تمويلها بصيغة أخرى‪.‬‬
‫‪ .d‬يجب زيادة التدقيق على عمليات التورق التي تجري حالياً – بصرف النظر عن البت في‬
‫التطبيقااات والمسااتندات كمااا ساابق وذلااك للتثباات ماان وجااود المسا لاوو المشااار إليااه ‪ ،‬ووجااود‬
‫بضااعة تشاتري وتبااع فعاالً ‪ .‬ماع تعياين الكميااة المشاتراة ‪ ،‬وتحقاق القابض مان قبال البنااك‬
‫ولااو حكم ااً قباال البيااع بالمرابحااة للعمياال ‪ ،‬مااع التأكااد ماان تمااايز م ارحاال التنفيااذ بمااا يعطااي‬
‫طابع االستقالل لكل مرحلة ويمنع من تداخلها أو الربر التعاقدي بينها‪.‬‬
‫‪ 42‬ندوة البركة ‪ 23‬في مكة – ‪2002/11/12 ، 11‬‬
‫‪39‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫حزم التمويل الشرعية األقل شيوعا ً‬
‫اوالً‪ :‬تمويل رأس المال العامل بأنواعه المختلفة للمشروعات المختلفة (‪:)43‬‬
‫ تمويل رأس المال العامل لدورة واحدة ‪.‬‬‫‪ -‬تمويل رأس المال العامل لعدة دورات ‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬التصكيك أو صكوك التمويل اإلسالمية كأحدث الوسائل التمويلية الممكنة‬
‫إن من أسس ومرتكزات النظام المصرفي اإلسالماي وبرنامجه اإلصالحي أن ‪:‬‬
‫ظ النقود رؤوس أموال يتجر بها ال فيها ظ ‪.‬‬
‫ولعل هذ القاعدة هي التي تعطى المدلول الصحيح والمفهوم الدقيق لوساطة المصارف والمؤسسات‬
‫المالية اإلسالمية وأنها وساطة ذات طبيعة خاصة ومتطلبات معينة ‪.‬‬
‫وان من لوازم بناء هاذا النظاام وبرنامجاه اإلصاالحي وجاود ساوق مالياة كفاؤة ونشاطة ‪ ،‬وأن االهتماام‬
‫بذلك هو من ظ تمام إقامة الواجب في حفظ المال وتنميته ظ‬
‫وقديماً قال الفقهاء ظ إن ما ال يتم الواجب إال به فهو واجب ظ ‪.‬‬
‫ولسوء الحظ ‪:‬‬
‫إن كفاءة عملية توظيف السيولة الفائضة وعلى وجه الخصوش الحصول في الوقات المناساب علاى‬
‫مااا يحتاجااه البنااك أو المؤسسااة الماليااة ماان ساايولة لاايس متاحااً بهااذا القاادر المطلااوب ألسااباب كثيارة ال‬
‫نخوض في تفاصيلها اون ‪ .‬مما يفرض على المؤسسات المالياة اإلساالمية أن تحاتفظ لاديها بسايولة‬
‫تفوق ‪ %40‬عما تحتفظ به البنوك التقليدية ‪.‬‬
‫‪43‬‬
‫سيأتي تفصيل القول فيه باعتباره أكثر النماذج التمويلية مالئمة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة ‪.‬‬
‫‪40‬‬
‫وأصابحت ماا أساميه " بالمعضةلة الرباعيةةة " التاي تواجههاا تلاك المؤسساات متمثلاة فاي ‪ :‬تطااوير‬
‫وتوفير أدوات مالية للتداول ومقبولة ‪ ،‬وتحظى بتصنيف دولي مناسب تفى باحتياجات ‪:‬‬
‫‪‬‬
‫السيولة ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫والربحية ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫واألمان وفق معايير قياسية ‪.‬‬
‫‪ ‬والتوافق مع أحكام الشريعة اإلسالمية ‪.‬‬
‫أصاابحت هااذ المعضاالة الرباعيااة هااي " التحةةدي األكبةةر " الااذي يواجااه المؤسسااات وأيض ااً الفكاار‬
‫الشاارعي والفقهاااء علااى الس اواء فااي إطااار ثواباات شاارعية ماان الن اواهي ‪ ،‬ناهيااك عاان األواماار ‪ ،‬تشااكل‬
‫إطا اًر ولية السوق اإلسالمي من أهمها ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫عدم التعامل بالفوائد الربوية يخذاً واعطاء بجميع صورها ومسمياتها وسواء كانت ظاهرة‬
‫(‪)2‬‬
‫سد الطريق أمام الغرر في مظانه المختلفة وبشاروطه الشارعية ‪ ،‬علاى كال هاذ األسااس‬
‫أم مستترة ‪.‬‬
‫والمرتكا ازات الش اارعية تأتا ااي األهمي ااة الكب اارى ‪ :‬لعلمي ااات أو با ارامج أو ص ااناعه التوري ااق‬
‫‪ Securitization‬أو التسنيد ‪ Ponds‬في كل عملية بذاتها وبحسبها‪.‬‬
‫وتالحظون أنني لم استخدم مؤقتااً كلماة "صةك" حتاى ال يقاع الخلار ومان ثام اللابس باين مارحلتين‬
‫هما ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫مرحلة إنشاء حقوق أو حق الملكية لدين أو عين بضوابطه الشرعية ‪.‬‬
‫ثم مرحلة التعامل على هذا الحق الاذي يخضاع أيضاا للضاوابر الشارعية بحساب طبيعاة‬
‫هذا الحق ونوعه وما إذا كان دينا أو عينا ‪ .‬وحتاى إذا كاان عيناا فياتم تداولاه بضاوابطه‬
‫الشرعية وهنا تأتي عمليات أو برامج التوريق ‪ Securitization‬والتي تتمثل في السوق‬
‫العالمية ‪:‬‬
‫في ساندات تمثال الت ازماات مالياة أو فاي خلاق أدوات مالياة قابلاة للتاداول مدعوماة أو تسااندها أو‬
‫مبنية على حافظة استثمارية أو حقوق مالية ذات تصنيف ائتماني جياد ‪ ،‬تنوعات فاي الواقااع العملاي‬
‫إلااى أن اواع عدياادة ‪ :‬فقااد تكااون ديون ااً نقديااة أو عينيااة أو ناتجااة عاان اسااتعمال حقااوق ملكيااة فكريااة أو‬
‫معنوية أو حقوق امتياز وغيرها ‪ ،‬مما يزيد على ثمانية عشر نوعاً وجدتها في‬
‫‪41‬‬
‫ممارسات السوق الدولية ‪ ،‬وهنا ال بد مان تحدياد طبيعاة وناوع العالقاة باين هاذ األوراق المالياة وباين‬
‫األصااول والموج اودات والحقااوق التااي تاادعم أو تساااند هااذ األوراق الماليااة وهاال هااي ‪ :‬مجاارد ضاامان‬
‫فقر لتلك السندات أو األوراق المالية المختلفة ‪ .‬أم نوع ملكية ‪.‬‬
‫ولكن األام او أنه ‪:‬‬
‫ال بد من وجود سبب جيد وحافز قوي جدير بأن يجعال الشاخش طبيعيااً كاان أو اعتباريااً أن يتخلاى‬
‫عن نقود كأصل ساائل ويحولاه إلاى ورقاة مالياه ‪ ،‬ويتمثال ذلاك فاي الادخل المنتظار أو المحتمال مان‬
‫هذ الورقة المالية ‪.‬‬
‫وهذا هو الضابر الجوهري لنجاح عمليات أو برامج التوريق ‪.‬‬
‫ولما كان المنهج الفقهي فاي المعاامالت ظوااللتزامات الماليةة"‬
‫علاى وجاه الخصاوش يمياز باين‬
‫ما هو دين وما هو عين ‪ ،‬وأن هذا هو التمييز البارز الذي تقاوم علياه الصاناعة الفقهياة وماا يقابلهاا‬
‫ماان الت ازمااات شخصااية تتمثاال فااي عالقااة دائاان بماادين ‪ .‬والت ازمااات عينيااة متعلقااة بأعيااان ماديااة أو‬
‫بمنافعهااا ‪ ،‬وأن الصااور الجااائزة ماان بيااع الاادين لغياار ماان هااو عليااه علااى أري ماان يجيااز (روايااة ع ان‬
‫أحمد ووجه عناد الشاافعية) بشاروط ‪ :‬مان التفااوض فاي المجلاس ‪ ،‬والتماثال باين البلادين إذا كاناا فاي‬
‫جنس واحد ‪.‬‬
‫هل تسعف فيما نحن بصدد من عمليات التوريق التاي تجارى فاي الواقاع أم ال باد مان تطاوير أدوات‬
‫أو أوراق مالية مناسبة شرعاً ‪.‬‬
‫وأن الصور الجائزة من بيع الدين لغير من هو عليه عند الحنفية استثناء من عدم الجواز ‪ ،‬والقائماة‬
‫علااى الوكالااة والحوالااة ‪ ،‬هاال تسااعف أيضااا فيمااا نحاان بصاادد ‪ ،‬وبخاصااة إذا أخااذنا فااي االعتبااار أن‬
‫الجهة المصدرة لألوراق المالية (التوريق) قد تكون هي نفسها المستخدم النهائي للتمويل ‪ ،‬وقاد تكاون‬
‫مجرد وكيل أو وسير فتتحول الموارد المالية المتجمعة إلى بنك يخر أو مشروع استثماري معين ‪.‬‬
‫وعلى اذا النحو ‪:‬‬
‫تكون كلمة الفقهاء قد اتفقت على عدم جواز بيع أو تمليك الدين النقدي ( أيااً كاان سابب وجوباه فاي‬
‫الذمة) الثابت في الذمة المؤجل الساداد نقاودا ‪ ،‬ومان ثام امتنااع تداولاه وذلاك لساريان أحكاام الصارف‬
‫عليه بشروط من الحلول والتقابض ‪.‬‬
‫ويدخل في الصور الممنوعة شرعا ً ‪:‬‬
‫‪42‬‬
‫التعام اال بس ااندات الق اارض أو الخزين ااة أو حس اام الكمبي اااالت أو س ااندات دي ااون المرابح ااة ونحوه ااا م اان‬
‫سندات الديون النقدية أيا كان مصدرها ‪.‬‬
‫أما بيع الدين السلعي أو المديونية العينية المتعلقة باألعياان فانحن ماع مان أجااز مان الفقهااء (رواياة‬
‫عان أحمااد وقاول ثااان عنااد الشاافعية) وهااو مااا اختااار ورجحااه اباان تيمياة وتلميااذ اباان القاايم ‪ .‬جاااء فااي‬
‫االختيارات الفقهية من فتاوى ابن تيمية‪ :‬ويجوز بيع الةدين فةي الةمةة مةن المةريم و يةر ف وال فةرق‬
‫بين دين السلم و ير ف وهو رواية عن أحمد (‪. )44‬‬
‫واليك ما أصدرتاه ندوة البركة الثانية والعشري‪،‬ن وقد شاركت فيها – بخصوش " التوريق"‪.‬‬
‫‪ 44‬مجموع الفتاوي ‪ – 506/29‬المنثور في القواعد ‪ – 161 – 160/2‬االختيارات للبعلي ص ‪ – 131‬إعالم الموقعين ‪ – 3/4‬المسائل‬
‫الماردينية ‪.‬‬
‫‪43‬‬
‫التوريق وأدوات السيولة للسوق اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ .a‬بعد استعراض البحاوث المقدماة فاي موضاوع ( التورياق وأدوات السايولة للساوق اإلساالمية )‬
‫ومناقشااتها انتهاات الناادوة إلااى اختيااار تساامية ( التصاكيك ) بااديالً عاان مصااطلح ( التوريااق )‬
‫الذي يقصد به في التطبيق التقليدي تحويل الاديون إلاى ساندات ‪ ،‬وأن اساتخدام ( التورياق )‬
‫في إطار المصارف اإلسالمية ينبغي أن يقرن بما يدل على اختالفه عن المفهوم التقليدي‪.‬‬
‫‪.b‬‬
‫متابعة البحوث الشرعية والتطبيقية فاي مجاال تصاكيك موجاودات ( أصاول ) المؤسساات أو‬
‫المشااروعات وطرحهااا لالكتتاااب وفااي مجااال إنشاااء الصااناديق والمحااافظ االسااتثمارية ‪ ،‬مااع‬
‫م ارعاااة الضا اوابر الشاارعية الا اواردة فااي قا ارار مجم ااع الفقااة اإلس ااالمي الاادولي بش ااأن ص ااكوك‬
‫المضاااربة ‪ ،‬ومااا انتهاات إليااه الناادوات التااي عقاادت فيمااا بعااد ‪ .‬مااع األخااذ فااي االعتبااار مااا‬
‫يتعل ااق م اان ش ااروط خاص ااة بص ااكوك المش اااركة واألعي ااان الم ااؤجرة أو منافعه ااا واالستص ااناع‬
‫والسلم والمزارعة والمساقاة المغارسة‪.‬‬
‫‪ .c‬حث المصاارف اإلساالمية لجماع المادخرات – وال سايما مان صاغار المساتثمرين – توجيههاا‬
‫لالسااتثمار فااي مجااال الصااكوك لتموياال خطاار التنميااة الشاااملة وتحقيااق العوائااد المشااروعة‬
‫للمسااتثمرين ‪ ،‬ودعااوة الحكومااات إلااى إصاادار وتعااديل الق اوانين والتش اريعات والاانظم والل اوائح‬
‫الت ااي ت ااؤدي إل ااى إقام ااة س ااوق إس ااالمية للص ااكوك االس ااتثمارية وتيس ااير اإلص اادار والت ااداول‬
‫بالضوابر الشرعية وفي ظل الرقابة الفنية من الجهات اإلشرافية‪.‬‬
‫هذا وقد نجح الفكر الشارعي المعاصار فاي تطاوير صاكوك شارعية تمثال مرحلاة إنشااء حقاوق مالياة‬
‫ثم يجري تداولها بشاروطها إذا تاوافرت لهاا ظاروف كثيارة مان أهمهاا ‪ :‬وجاود ساوق مالياة ثانوياة كفاؤة‬
‫ونشطة ‪ ،‬وأن تكون هذ الصكوك ذات تصنيف قياسي جيد وتنوع كاف‪.‬‬
‫وهة الصكوك التي تم تطويرها مثل ‪:‬‬
‫‪ )1‬صكوك المقارضة خ المضاربة بشروطها الشرعية‪.‬‬
‫‪ )2‬صكوك المشاركة خ بشروطها الشرعية‪.‬‬
‫‪ )3‬صكوك اإلجارة خ بشروطها الشرعية‪.‬‬
‫‪ )4‬صكوك االستصناع يصدرها الصاانع والباائع باالستصاناع فقار بشاروطها الشارعية أو كانات‬
‫صكوكاً مغلقة غير قابلة للتداول حتى تستهلك‪.‬‬
‫‪ )5‬ص ااكوك الس االم إذا كان اات مغلق ااة وغي اار قابل ااة للت ااداول يح ااتفظ به ااا المس ااتثمرون حت ااى نهاي ااة‬
‫االستثمار واستهالك الصكوك‪.‬‬
‫‪44‬‬
‫واليةك مةا انتهةت هلية نةدوة البركةة السةةابعة عشةر وقةد شةاركت فيهةا ب صةور ال ةوابط الشةةرعية‬
‫لهة الصكوك ‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫ضوابط إصدار الصكوك للتمويالت اإلسالمية‬
‫وبخاصة اإلجارة واالستصناع والسلم‬
‫أ ) إصدار الصكوك اإلسالمية‪:‬‬
‫إن صكوك ( سندات ) التمويل واالستثمار اإلسالمي أصبحت الحاجة ملحة إليها إليجاد نواة للسوق‬
‫الثانويا ااة للعما اال المص ا ارفي اإلسا ااالمي‪ .‬ألنها ااا تنشا اار االسا ااتثمار لت ا اوافر إمكانيا ااة التسا ااييل بالتا ااداول‬
‫واالسترداد عند حاجة حملة الصكوك‪.‬‬
‫ب) صكوك المضاربة والمشاركة‪:‬‬
‫يجوز إصدار صكوك مضاربة ومشاركة‪.‬وفقا للضوابر الشرعية التي صدر بها قرار مجمع الفقه‬
‫اإلسالمي األول رقم ‪4 ( 30‬خ‪ ) 5‬ويستفاد مع هذ الضوابر في إصدار أي صكوك أخري سواء‬
‫كانت استثمارية أو تمويلية‪.‬‬
‫ج) صكوك اإلجارة‪:‬‬
‫يجاوز إصادار صااكوك إجاارة تمثاال ملكياة األعيااان الماوجرة للمسااتفيدين مان منافعهااا ويساتحق حاماال‬
‫الصااك حصااة فااي أجارة هااذ األعيااان بنساابه مااا تمثلااه الصااكوك التااي يملكهااا ماان حصااة فااي األعيااان‬
‫المؤجرة‪.‬‬
‫وكذلك يجوز إصدار صكوك إجارة تمثل منافع األعيان القابلة للتأجير سواء كانت ‪ :‬إجارة تشغيلية‬
‫أو منتهية بالتمليك‪ .‬ويستحق حامل الصك حصته من مقابل هذ المنافع للمستفايدين فيها (‬
‫المستأجرين من الباطن ) تتناسب مع قيمة ما يملكه حامل الصك في هذ المنافع ويقتضي تأجيرها‬
‫إجارة منتهية بالتمليك للمستفيد من المنفعة أن يكون عقد اإلجارة األول منتهيا بالتمليك‪.‬‬
‫ويجوز أيضا إصدار صكوك تمثل الخدمات المختلفة ‪ :‬كالحراسة والعالج والتعليم والعمالة‪.‬‬
‫ويملك حامل الصك منافع مقادمي تلاك الخادمات‪ .‬ويعياد تأجيرهاا للمساتفيدين منهاا فعاال باأجرة تحقاق‬
‫عائااداً للصااكوك‪ .‬ويسااتحق حاماال الصااك نساابة ماان مقاباال إعااادة التااأجير تتناسااب مااع مااا يملكااه ماان‬
‫منافع ( خدمات ) األشخاش‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫د) صكوك االستصناع‪:‬‬
‫يجوز إصدار صكوك استصناع يصدرها البائع باالستصناع على أن تمثل هذ الصكوك حصصا‬
‫في موجودات مختلفة من األصول ( األعيان ) المملوكة للبائع من مبان (أصول ثابتة) ومن‬
‫معدات ومواد خام باإلضافة إلى ديونه لدي المستصنعين والنقود التي يقبضها منهم في صورة‬
‫دفعات من ثمن االستصناع علي أن تكون الغلبة للموجودات العينية (المادية والمعنوية)‬
‫المشار إليها أعال ‪.‬‬
‫ويكون عائد هذ الصكوك هو الفرق بين تكلفة األعيان المصنعة وثمن بيعها ‪ ،‬وتستهلك تلك‬
‫الصكوك بإنهاء مدتها ‪ ،‬حيث يرد مصدر الصكوك التي حملتها القيمة حسب التنضيض الحكمي‬
‫عند االستهالك ( اإلطفاء )‪.‬‬
‫وأما المستصنع فال يجوز له إصدار صكوك قابله للتداول ألن ما يملكه لدي الصانع هو التزام‬
‫بتسليمه الشى الموصوف في الذمة‪ .‬وهو دين ال يمكن تداوله‪ .‬وال مانع من إصدار صكوك‬
‫استصناع تمثل ثمن االستصناع او البضاعة المستصنعة إذا كانت مغلقه ( غير قابله للتداول )‬
‫يحتفظ بها المستثمرون حتى نهاية اإلصدار ( استهالك الصكوك )‪.‬‬
‫اـ) صكوك السلم ‪:‬‬
‫ال يجوز إصدار صكوك قابلة للتداول سواء كان مصدرها هو البائع سلما ألنه يملك نقودا‪ .‬هي‬
‫رأس مال السلم‪ .‬أو كان مصدرها هو المشتري ألنه ( كالمستصنع ) يملك سلعا موصوفة في الذمة‬
‫وهي دين ال يمكن تداوله‪.‬‬
‫ال مااانع ماان إصاادار صااكوك الساالم تمثاال ثماان الساالم أو البضاااعة المشااتراة بالساالم‪ .‬إذا كاناات مغلقااه‬
‫(غير قابله للتداول ) يحتفظ بها المستثمرون حتى نهاية االستثمار ( استهالك الصكوك )‪.‬‬
‫وال يتغير الحكم المشار إليه أعال بالنسبة لصكوك االستصناع من المستصنع أو صكوك السلم‬
‫باختيار القول بجواز بيع المسلم فيه قبل قبضته ألنه سينتقل إلي المشتري الجديد دينا فال يصح‬
‫التداول أيضا‪.‬‬
‫‪47‬‬
‫ثالثا‪ :‬تنظيم التجمعات المصرفية من أجل التمويل ‪ syndication‬بين المصارف اإلسالمية بعضها البعض‬
‫وبينها وبين البنوك التقليدية من أجل المشروعات الصغيرة والمتوسطه‪.‬‬
‫التمويل المصرفي المج َمع واارة حديثه في السوق الدولية‪:‬‬
‫يعتبر تكوين التجمعات المصرفية من أجل التمويل ظاهر حديثه سائدة في السوق الدولية وذلك‬
‫التجمع بهدف التقليل من المخاطر االقتصادية والقانونية ‪ ،‬واالستفادة من التقنية المصرفية الحديثة‬
‫‪ ،‬وتحقيق الوفو ارت االقتصادية المتحصلة من التركز االقتصادي ‪ ،‬وضبر العالقات القانونية‬
‫الناشئة عن هذا االتفاق‪.‬‬
‫بناء الت َجمع المصرفي‪:‬‬
‫تلجا الجهة طالبة التمويل إلي أحد البنوك يسمي ظالبنك المنظمظ أو ظالمنسقظ الذي يسعى إلي تكوين‬
‫التجمع المصرفي ‪ ،‬أي عمليه التمويل من حيث‪ :‬المبل والعملة والمدة والاربح وفتارة الساحب وجادول‬
‫رد المبل والضمانات ووكيل العملية‪ .‬وعند توقيع االتفاق أو العقد النهائي تنتهي مهمة البنك المنظم‬
‫وتبااادا مهما ااة البنا ااك ظالوكيةةةةلظ حيا ااث يتا ااولى إدارة التمويا اال المجما ااع وتمثيا اال البنا ااوك أعضا اااء التجما ااع‬
‫المصرفي‪.‬‬
‫ومما يجب التأكياد علياه أن هاذا التجماع المصارفي ياتم دون تكاوين رأس ماال خااش باه حياث يكاون‬
‫التزام كل بنك بتقديم حصته في التمويل منفردا ‪ ،‬ويعتبر غير متضامن في عالقته ماع بااقي البناوك‬
‫قبل الممول‪.‬‬
‫ويل ة نقل الحقوق وااللتزامات التي يقوم بها البنك ع و التجمع المصةرفي الةةي تميةرت ظروفة‬
‫هحدي طريقتين‪:‬‬
‫‪ )1‬طريقة المشاركة من الباطن‪.‬‬
‫‪ )2‬النزول عن المشاركة علي أساس حوالاة الحاق إذا تاوافرت شاروطها وبخاصاة إذا كاان البناك‬
‫المتنازل قد سدد حصته بالكامل ‪ ،‬ويتم هذا التنازل طبقا لشروط اتفاقية التجمع المصرفي‪.‬‬
‫‪48‬‬
‫ويالحظ أن التجماع المصارفي إذا كاان وسايلة هاماة ورئيساة لتوزياع المخااطر االقتصاادية ‪ ،‬فإناه‬
‫فاي ذات الوقاات ماان العواماال التااي تااودي إلااي زيااادة المخاااطر القانونيااة حيااث إن أعضاااء التجمااع‬
‫متعددي الجنسية ‪ ،‬ومن ثم يجوز للعديد من الدول صاحبة السلطة أن تتدخل في‬
‫عملية التمويل في أي وقت وال خالف في أن ذلك سيؤثر علي العالقات المتعددة داخل التجمع‬
‫المصرفي ‪ ،‬هذا فضال عن مشكلة تنازع القوانين وهل يخضع التجمع لقانون بلد العقد األصلي‬
‫أم قانون محل السداد‪.‬‬
‫التمويل الدولي والتجمع المصرفي والشركة‪:‬‬
‫طابع الدولية في عالقات التجمع المصرفي واضحة جداً تتصارع فيه أساليب التمويل الربوية‬
‫واإلسالمية والمستقر التفاقيات التجمع المصرفي في الواقع العملي يجد أنها ال تشير صراحة‬
‫أو ضمنياً إلى أن هذا العقد يؤدي إلى تكوين الشركة بل أن بعض العقود يهتم باستبعاد صفة‬
‫الشركة صراحة وهذا هو االتجا السائد في ‪Syndication‬‬
‫وهذ مسألة غاية في األهمية لما يترتب عليها من يثار حاكمة على هذا النظام وبخاصة‬
‫القانون الواجب التطبيق في هذ الحالة ‪ ،‬وعلى وجه الخصوش واللزوم يالحظ أن‪:‬‬
‫هذا التجمع يتم دون تكوين رأس مال خاش به حيث يوزع مبل التمويل على البنوك على انفراد‬
‫ومن ثم ال يخضع لالكتتاب العام وقواعد واجراءاته‪.‬‬
‫كما أنه يختلف عن صناديق االستثمار التي يتم تكوينها عن طريق االكتتاب في حصش‬
‫االستثمار فيها ويجوز للشركات المساهمة العادية أن تنشئها ويكون لكل صندوق من صناديق‬
‫االستثمار شخصية اعتبارية وذمة مالية مستقلة عن الشركة التي قامت بإنشائه ويمثل مدير‬
‫الصناديق أو من يفوضه صندوق االستثمار في عالقته بالغير وأمام القضاء‪.‬‬
‫المصارف اإلسالمية والتمويل المصرفي المج َمع‬
‫علي ضوء ما سبق من الطرح السائد في الواقع العملي فإن المصارف اإلسالمية تستطيع أن‬
‫‪45‬‬
‫تمارس التمويل المصرفي المجمع وفقا وليته فيما بينها نظ ار اللتزاماتها باألدوات والصي التي‬
‫ال تخالف حكما شرعياً‪.‬‬
‫‪ 45‬لالستئناس انظر ندو البركة التاسعة لالقتصاد اإلسالمي فتوى رقم ‪9‬خ‪. 1‬‬
‫‪49‬‬
‫وكذلك تستطيع المصارف االسالمية أن تكون طرفاً في عمليات تمويل مصرفي مجمع مع‬
‫البنوك التقليدية وفقاً للضوابر الشرعية التالية ‪:‬‬
‫‪ )1‬أن يقوم المصرف اإلسالمي بدور ظ المنظم ظ و ظ المنسق ظ في عملية بناء المجتمع‬
‫المصرفي وكذلك بدور الوكيل في عملية إدارة التمويل المجمع وتمثيل البنوك أعضاء‬
‫التجمع المصرفي وذلك وفقاً ألحكام الوكالة بأجر واجارة العمل بمقابل في الفقه اإلسالمي‬
‫ويالحظ هنا أن دور الوكيل وسلطاته ينش عليها في األغلب على سبيل الحصر في‬
‫اتفاقية التمويل المصرفي المجمع وذلك لضمان تجنب المخالفات الشرعية‪.‬‬
‫‪ )2‬أن يلتزم الم صرف ظ المنظم ظ و ظ الوكيل ظ بعدم اللجوء إلى سعر الفائدة في األخذ أو‬
‫اإلعطاء وان كان المالحظ في الممارسة العملية في مثل هذ التجمعات المصرفية أن سعر‬
‫الفائدة ‪ KIBOR‬أو ‪ LIBOR‬أو ‪ CIBOR NIBOR‬يكون هو أساس التمويل في‬
‫البنوك التقليدية وأساس حساب العائد كذلك‪.‬‬
‫‪ )3‬أن يلتزم المصرف اإلسالمي ظ الوكيل ظ في إدارة التمويل باألدوات والصي التمويلية الجائزة‬
‫شرعاً في تعامله مع طالب التمويل أو الممولين وذلك وفق كل صيغة بحسبها من أحكام‬
‫الشريعة ‪.‬‬
‫‪ )4‬أن يراعى المصرف اإلسالمي أن يكون هذا النشاط التمويلي ذات ظ كيان مالي مستقل ظ‬
‫بالنسبة للبنوك التقليدية حتى ال يختلر الحالل بالحرام‪.‬‬
‫ولعل عدم انشغال االفقهاء القدامى بمسألة الشخصية المعنوية للشركة في الوقت الذي يجمعون‬
‫‬‫ل‬
‫فيه على أنه في حالة الخسارة تكون دائماً بحسب رأس المال وجواز أن يكون الربح بحسب االتفاق‬
‫يتيح الباب واسعاً لما نحن بصدد من التمويل المصرفي المجمع أو التجمع المصرفي كظاهرة‬
‫حديثة في السوق الدولية حيث ال يضفي على هذا التجمع شكل الشركة بأحكامها التفصيلية في‬
‫قوانين الشركات المختلفة‪.‬‬
‫‪50‬‬
‫الفرع الثالث‬
‫حتمية تكامل المؤسسات المصرفية اإلسالمية‬
‫أوال‪ :‬جوار وطبيعة النشاط المصرفي اإلسالمي ‪:‬‬
‫البنك التقليدي وفقاً لنظامه القانوني يقوم أساساً على تجميع المدخرات من وحدات الفائض وتقديمها‬
‫إلى وحدات العجز على أساس الفائدة أخذاً وعطاء والعائد في النهاية هو الفرق بين سعري الفائدة‬
‫الدائنة والمدينة‪.‬‬
‫المصرف اإلسالمي باعتبار جزءا من الجهاز المصرفي وتمثل عملياته وأدواته جزءا من الوسائل‬
‫المتاحة لتنفيذ السياسة النقدية والمالية واالقتصادية يقوم في نشاطه علي أساس من قاعدتي ‪:‬‬
‫الخراج بالضمان وقاعدة الغرم بالغنم أي المشاركة في الربح والخسارة ومن ثم ال يعتمد علي سعر‬
‫الفائدة في التعامل‪.‬‬
‫وعلى ذلك فحساباته‬
‫‪46‬‬
‫( الودائع لديه ) تنقسم إلى حسابات جارية وحسابات استثمارية ويقوم‬
‫الحساب الجاري على أساس قاعدة الخراج بالضمان فهو مضمون على البنك ومن ثم يستأثر بعائد‬
‫وهو في ذلك يشبه تماماً الحسابات الجارية في البنوك التقليدية ‪ ،‬أما الحسابات االستثمار في البنك‬
‫اإلسالمي فهي جوهر عمله وعملياته وتخضع لقاعدتي الغرم بالغنم ومن ثم ال يضمنها البنك إال‬
‫بشروط إذ أن ‪:‬‬
‫‪ )1‬المصرف اإلسالمي مضارب أصالً ويضارب تبعا ً ‪:‬‬
‫يضارب ويتجر في أموال المودعين مقابل نسبة شائعة معلومة من الربح المتحقق ‪ .‬وذلك إما بتقديم‬
‫أموال المودعين مضاربة لرجال األعمال والمستثمرين أو تقديمها لشريك في مشروع تجاري أو‬
‫زراعي أو صناعي ‪ ...‬إلخ أو تشغيل أموال المودعين في عمليات البيوع المختلفة ومنها اوجلة‬
‫والسلم واالستصناع واإلجارة‪.‬‬
‫والمصرف اإلسالمي في كل ذلك ملتزم باألحكام الشرعية التي تراقب تطبيقها الهيئات الشرعية‬
‫المتخصصة‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫ونرى أن اذا المصطلح او األدق من الناحية الفنية المصرفية‪.‬‬
‫‪51‬‬
‫وفي مقابل ذلك فإن التمويل المباشر لعمليات البيع والشراء واالستيراد والتصدير والزراعة والتصنيع‬
‫والتعدين ‪ ...‬إلخ فمحظور قانوناً على البنوك التجارية التقليدية‪.‬‬
‫ومقتضى هذا الخطر أنه ال يجوز ألي بنك مرخش له بأن يعمل منفرداً أو مشتركاً في تجارة‬
‫الجملة أو التجزئة أو في االستيراد والتصدير وتملك المعدات واوليات واستئجارها واعادة تأجيرها‬
‫للغير أو إدارة وتملك الشركات أو تملك أسهم البنوك أو إدارة اإلصدارات األولية من األسهم‬
‫والسندات وتعهد تغطيتها‪.47‬‬
‫‪ )2‬على أساس جوار وطبيعة نشاط المصرف اإلسالمي ‪:‬‬
‫السابق تحديدها فإنه ليس هناك إلتزام من قبل المصرف تجا المودعين والعمالء برد أموالهم كاملة‬
‫إليهم إال إذا أهمل المصرف أو قصر أو تعدى وهذا هو األساس العادل الذي يحكم عالقة‬
‫بالمصرف وينظم حاالت المسؤولية فيها‪.‬‬
‫ويترتب على ذلك ما يلي‪:‬‬
‫أ) أن الصي واألدوات أو العقود التي يتعامل بها المصرف اإلسالمي تتضمن بطريق قاطع‬
‫تحمل الممول أو حامل الصك والمتعاقد المخاطر االستثمار في حدود مقدار وقيمة التمويل‬
‫أو الصك بصفة نهائية‪.‬‬
‫ب) أن يتضمن العقد في المشاركات بأنواعها توزيع نسبة مقدرة معلومة مقدماً من الربح‬
‫المتحقق‪.‬‬
‫ج) أن تتضمن الوسيلة أو األداة أو الصك أن مبل التمويل أو قيمة الصك مملوك لحامل‬
‫الصك أو الممول وهذا يقتضي ما يلي‪:‬‬
‫‪ )1‬أن تكون هناك ما أمكن حسابات مستقلة لكل مشروع خاش أو نشاط معين مول بطريق‬
‫شرعي‪.‬‬
‫‪ )2‬أن يتم مراجعة الحسابات بمعرفة مراقبو الحسابات المعتمدون والمستقلون‪.‬‬
‫‪ )3‬إعالن ميزانيات األرباح والخسائر في مواعيدها على الكافة ‪ ،‬وذلك حتى يتم التأكد من‬
‫تحقق األرباح او حصول الخسائر بدون تقصير أو إهمال وأن يتم التوزيع على أساس‬
‫شروط العقد أو الصك‪.‬‬
‫‪ 47‬م‪ 66‬من القانون رقم ‪ 32‬سنة ‪ 68‬في شأن النقد وبنك الكويت المركزي والمهنة المصرفية‪.‬‬
‫‪52‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬انعكاس طبيعة النشاط المصرفي اإلسالمي في المزايا التالية ‪:‬‬
‫‪ )1‬بالنظر إلى طبيعة نشاط المصرف اإلسالمي على النحو السابق يكون حجم الودائع تحت‬
‫الطلب قليل جداً ‪ ،‬وكذلك حجم القروض الحسنة وهذا وذلك يخفف إلى حد كبير من مسئولية‬
‫البنك المركزي تجا أموال المودعين‪.‬‬
‫‪ )2‬إن ودائع االستثمار لدى المصارف اإلسالمية تقوم على معامل الشركة في الربح والخسارة‬
‫ومن ثم فإن مردود أو عائد التمويل المبني على المشاركة في األرباح والخسائر والذي يقدمه‬
‫البنك اإلسالمي يكون بحسب نجاح المشروع الممول أو فشله ‪ ،‬وذلك خالفاً للودائع‬
‫اإلدخارية أو ألجل لدى البنوك التجارية التقليدية فرأسمالها مضمون مما يؤثر على عرض‬
‫النقود في المجتمع وما يتبعه من عبء ثقيل على البنك المركزي في هذا الصدد‪.‬‬
‫‪ )3‬إن إقراض المصرف اإلسالمي واالستقراض منه بحسب جوهر وطبيعة نشاطه قليل نسبياً‬
‫وما يستتبع ذلك من أن تكون النقود الجديدة الناتجة عن هذ العملية قليلة أيضاً مما ييسر‬
‫مهمة البنك المركزي في رقابة السياسة النقدية بخالف الحال في عملية اإلقراض المصرفي‬
‫في البنوك التجارية التقليدية والنابع من الحسابات الجارية إذ تخلق هذ العملية نقوداً جديدة‬
‫إذ ال مستقرض يملك ماالً بدون أن يتنازل المقرض األول عن ملكيته وهو الذي أودع ماله‬
‫في حساب جاري لدى البنك‪.‬‬
‫وذلك يضيف صعوبة جديدة أو يعسر على البنك المركزي مهمته في ضبر عرض النقود كي‬
‫تفي بالحاجة وأن يكون مالئماً ألغراض االقتصاد الوطني وتحقيق االستقرار فيه‪.‬‬
‫فمن المعلوم أن حجم التوسع النقدي يتأثر بطبيعة الودائع وأساليب التمويل ومن ثم يكون أقل‬
‫حجماً في إطار النشاط المصرفي اإلسالمي مقارناً بنفس النشاطات إذا مارستها البنوك التقليدية‪.‬‬
‫‪ )4‬لذا تختلف المصارف اإلسالمية عن البنوك التقليدية في األمور الجوارية التالية ‪:‬‬
‫عطاء‪.‬‬
‫أ) نبذ الفوائد الربوية بأشكالها المختلفة أخذاً وا ً‬
‫ب) ممارسة اإلتجاز المباشر‪.‬‬
‫ج) ملكية أصول لغايات اإلستثمار‪.‬‬
‫د) المشاركة المباشرة في مشاريع منتجة‪.‬‬
‫وتأسيسا ً على ذلك يبرز بشكل واضح التساؤل التالي واو ‪:‬‬
‫‪53‬‬
‫كيفية إخضاع المصارف اإلسالمية لمجموعة من األسس والمعايير الرقابية والتنظيمية والتوجيهية‬
‫وفقا لطبيعة عملها‪.‬‬
‫والمحور األساسي لذلك ‪:‬‬
‫هل تخضع المصارف اإلسالمية لنفس القواعد والتعليمات الرقابية المنظمة لعمل المصارف عموماح‬
‫أم يجب تطوير المعايير وأدوات للرقابة والتوجيه في البنك المركزي لتستوعب هذ المصرفية‬
‫المتميزة وتعطيها حقها من الرعاية واإلهتمام تقدي اًر ألهدافها ووظائفها وطبيعة أعمالها الشرعية‪ 48‬ح‬
‫ثالثا‪ :‬عناصر تكامل المؤسسات المصرفية االسالمية‪:‬‬
‫إن تكامل النظام المصرفي ينعكس حتما في تكامل المؤسسة القائمة علي ذلك النظام وتتحقق‬
‫كنتيجة طبيعية لذلك اوثار التنموية وتصحيح المسار االقتصادي وتتمثل أهم عوامل ذلك التكامل‬
‫المؤسسي فيما يلي‪:‬‬
‫‪ )1‬رسالة وأاداف المؤسسات المصرفية اإلسالمية ‪:‬‬
‫إن تكامل النظام المصرفي اإلسالمي في ذاته علي أساس من خصوصية المنهج وخصوصية‬
‫الصيرفهخ المصرفية يحدد رسالة وأهداف المؤسسات المالية والمصرفية اإلسالمية إذ‪:‬‬
‫ تتمثل رسالة المؤسسات – وهي صمام األمان – كما يعبر علماء التخطير واالستراتيجية‬‫في الخصائش الفريدة التي تميزها عن غيرها من المنظمات النظيرة وتعبر هذ الرسالة‬
‫عن الصورة الذهنية التي ترغب المنظمة في إسقاطها في أذهان الناس وهو ما سردنا‬
‫فيما تقدم من خصائش‪.‬‬
‫‪ -‬أما األهداف‬
‫‪49‬‬
‫فتتمثل في الدور األساسي لهذ المؤسسات الذي يحقق مصلحة جميع‬
‫األطراف ذات العالقة بهذة المؤسسات وصاحبة المصلحة وهي مثلثة األضالع‪:‬‬
‫‪48‬نثير فقط اذا التساؤل ألاميته ولكن اإلجابة عليه تخرج عن نطاق اذا البحث‪.‬‬
‫‪ 49‬أنظر د‪ .‬محسن الخضيري – البنوك اإلسالمية ص‪ 29‬الهدف التنموي للبنك اإلسالمي – ط‪ 1995‬ايتراك للنشر ‪ -‬مصر‬
‫‪54‬‬
‫أ) المؤسسات المالية ذاتها ‪.‬‬
‫ب) المتعاملون معها ‪.‬‬
‫ج) البيئة خ المجتمع الذي تعمل فيه تلك المؤسسات وتخضع لنظامه‪.‬‬
‫وال شك أن االرتباط بالرسالة يحدد األهداف والغايات وكالهما يحقق مصلحة الجميع أي األطراف‬
‫الثالثة المذكورة ‪.‬‬
‫ومن هنا فإن الدور األساسي لهذ المؤسسات والذي تلتقي عند هذ المصالح مجتمعة ومن ثم‬
‫يحدد هدفها هو أنه أن يكون توظيف خ استخدام األموال في وجو التجارة واالستثمار( التنمية )‬
‫طبقاً لمقاصد الشريعة وأحكامها التفصيلية‪.‬‬
‫‪ )2‬تحديد طبيعة الوساطة المالية في ممارسة المهنة المصرفية اإلسالمية ودوراا في التنمية‪:‬‬
‫البنك اإلسالمي في ممارسته للوساطة فى توظيف واستخدام أموال المودعين التتسم بحيادية‬
‫الوسير التقليدي‪ 50‬إذ يمارس المهنة المصرفية بأدوات تجارية واستثمارية ومن ثم فهو طرف فاعل‬
‫فى عالقاته المالية واالستثمارية ومن ثم فإن مزاولة البنك اإلسالمي للمهنة المصرفية وعمليات‬
‫التمويل يستخدم األدوات المصرفية اإلسالمية كالمرابحة والسلم واالستصناع والمشاركة والمضاربة‬
‫واإلجارة مما يقتضى حتما التملك والبيع والشراء (التجارة ) باتفاق الفقهاء ‪ ،‬والقول بغير ذلك يزيد‬
‫من أعباء تلك المؤسسات الناتجة عن إدارة مجوداتها من خالل كيانات أخرى مثل الشركات‪.‬‬
‫وتأسيساً على ذلك فإن البنوك اإلسالمية تدخل طرفا مباش ار في المعامالت الشرعية بحسب نوعها‬
‫وطبيعتها وما يتطلبه ذلك من تملك أصول ثابتة ومنقولة ‪ ،‬وذلك حتى تستطيع أن تؤدي دورها فى‬
‫بناء قاعدة إنتاجية ‪ ،‬وتحقيق مصالح المتعاملين معها على أساس قاعد الربح والخسارة أو الغرم‬
‫بالغنم التي اليجوز القول بأنها تعرض أموال الناس للخطر ألن الخطر يمكن التقليل منه أو حتى‬
‫تالفيه بقواعد ونظم أخرى ‪ ،‬هنا تبرز أهمية وجود نظام رقابة فنية فعال ‪ ،‬ونظام صناديق تأمين‬
‫مخاطر االستثمار ‪ ،‬مع ضرورة االلتزام في ممارسة الوساطة المصرفية من خالل ممارسة المهنة‬
‫المصرفية بالشرائر الفنية البحتة مثل ‪ :‬مراعاة طبيعة مصادر التمويل وحجمه وتنوعه‪ .‬وبكل ذلك‬
‫تتحقق كفاءة تمثيل وظيفة الوساطة والتجاوب بفاعلية مع حاجات االقتصاد وتقليل المخاطر‪.‬‬
‫‪ 050‬لمزيد من التفصيل حول أهمية الوساطة المالية أنظر د‪ .‬عبد هللا الجهنى الكشى – تطور النظم المصرفية وأثر على النمو‬
‫االقتصادى فى دول مجلس التعاون الخليجي م ‪ .‬يفاق اقتصادية‪ .‬العدد‪ 186‬لسنة ‪ 1421‬ه ا ‪ 2001 -‬م‬
‫‪55‬‬
‫‪ )3‬العقود المشتقة من المعاني والتكامل فيها‪.‬‬
‫إن تنوع وتعدد الصي واألدوات التمويلية واالستثمارية فى ممارسة المهنة المصرفية اإلسالمية‬
‫يعتمد اعتمادا جوهرياً على تكاملها في ذاتها والتكامل فيما بينها على النحو التالي‪:‬‬
‫تكامل العقود في ذاتها‪:‬‬
‫إن المتأمل في أدوات وصي التمويل واالستثمار اإلسالمي يجد أنها تتنوع إلى زمر أو حزم‬
‫متجانسة متكاملة في ذاتها ‪ ،‬وهو ما يعبر عنه فقهياً بالعقود المشتقة من معانيها كما يقول اإلمام‬
‫الرملي‪ 51‬وأسماء العقود المشتقة من المعاني البد من تحقق تلك المعاني فيها‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس فالمرابحات مشتقة من الربح إذ هو جوهر هذ البيوع‬
‫رأس المال أي تعجيله ‪ ،‬وهو جوهر هذا البيع‬
‫والسلم مشتق من تسليم‬
‫واالستصناع مشتق من الصنعة‬
‫المشاركات واإلجارة والمضاربة كلها مشتقة من معانيها التي يجب تحققها فيها‪.‬‬
‫وهكذا في‬
‫‪ )4‬تكامل العقود فيما بينها وتغطية أشكال اإلنتاج المختلفة‪:‬‬
‫فضال عن تكامل العقد فى ذاته على نحو ما سبق فان حزم العقود وزمرها تتكامل فيما بينها‪ ،‬فهناك‬
‫زمرة أو حزمة البيوع التي تناسب التجارة القائمة على السلع والخدمات واالتجار فيها‪ ،‬وهناك داخل‬
‫حزمة البيوع تتكامل األدوات فمثالً ‪ :‬في المرابحة السلعة حاضرة مملوكة للبائع والثمن حال أو‬
‫مؤجل أو مقسر‪ .‬وفي السلم السلعة غائبة موصوفة والثمن حال حاصر‬
‫وفى االستصناع السلعة‬
‫موصوفة والثمن حال أو مؤجل‪.‬وهكذا تتكامل العقود بصيغها وأحكامها بحسب الحاجة والحال‬
‫على المستوى الجزئي واألفراد والمؤسسات ‪ ،‬وعلى المستوى الكلى للدولة ‪ ،‬ومن هنا كان من لوازم‬
‫تكامل صي العقود تنوعها أيضاً ‪ :‬أال يصح االعتماد كلية على صيغة منفردة واحدة ‪ ،‬واال تخلف‬
‫المقصد والغاية والهدف ‪ ،‬ولم تتحقق الرسالة المنشودة في االقتصاد‪.52‬‬
‫‪ 51‬حاشية الرملي على أسني المطالب ح‪ 2‬ش‪.122‬‬
‫‪ 52‬في تنظيم اإلنتاج في الفقة وأثر في التنمياة االقتصاادية أنظار د‪.‬ساعيد أباو الفتاوح بسايوني – الحرياة االقتصاادية فاي اإلساالم‬
‫وأثرها في التنمية ش‪ 325‬وما بعدها ط دار الوفاء – المنصورة مصر – وفى أشكال الملكية ودورها في اإلنتاج – أنظر كتابنا‬
‫– الملكيااة وض اوابطها فااي اإلسااالم ط‪ .‬مكتبااة وهبااة – مصاار – وأصااول االقتصاااد اإلسااالمي ط ساانة ‪ – 2001‬ط دار الاارواي‬
‫بالمملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫‪56‬‬
‫المبحث الرابع‬
‫معوقات أو صعوبات تمويل المصارف‬
‫اإلسالمية‬
‫للمنشآت الصغيرة والمتوسطة وسبل التغلب‬
‫عليها‬
‫‪57‬‬
‫معوقات أو صعوبات تمويل المصارف والمؤسسات المالية‬
‫اإلسالمية‬
‫للمنشآت الصغيرة والمتوسطة وسبل التغلب عليها‬
‫نسا ااتطيع القا ااول با ااأن ها ااذ المعوقا ااات والصا ااعوبات التا ااي تواجا ااه عمليا ااات تمويا اال المصا ااارف‬
‫والمؤسسااات الماليااة اإلسااالمية للمنشااآت الصااغيرة والمتوسااطة تنقساام إلااى قساامين األول يتعلااق‬
‫بالمصارف والمؤسسات اإلسالمية التمويلية ونبدأ باه والثااني يتعلاق بالمنشاآت المتمولاة نفساها‬
‫وذلك على النحو التالي ‪:‬‬
‫‪58‬‬
‫الفرع األول‬
‫الصعوبات والمعوقات التي تواجه المؤسسات والمصارف اإلسالمية في‬
‫تمويل المنشآت‬
‫من أامها ما يلي ‪:‬‬
‫وسااائل البنااك المركاازي الحاليااة ويثارهااا علااى طبيعااة نشاااط المصااارف والمؤسسااات الماليااة اإلسااالمية‬
‫والتعديل الجزئي المطلوب‪.‬‬
‫إن األعمااال المحظااورة ( المنهيااات ) علااى البنااك المركاازي والبنااوك التجاريااة فااي جوهرهااا تشااكل لااب‬
‫عمليات المصارف اإلسالمية ( المطلوبات ) ‪ ،‬ونقصد بذلك أن تزاول أو تكاون لهاا مصالحة مباشارة‬
‫في أي عمل تجاري أو زراعي أو صناعي ( أي العمليات االستثمارية التجارية )‪.‬‬
‫ولمااا كااان الاادور الحقيقااي والرئيسااي للجهاااز المص ارفي وعلااى أرسااه البنااك المركاازي هااو دعاام التنميااة‬
‫االقتصااادية وتقويااة السااوق الماليااة ممااا يقتضااي التخلااي ولااو تاادريجياً عاان دور الوساااطة الحياديااة‪،‬‬
‫والدخول في النشاط االقتصاادي الحقيقاي ‪ ،‬واإليماان بهاذا الادور لادى السالطات النقدياة جعلهاا تانش‬
‫على السماح للجهاز المصرفي ( البنك المركزي والبنوك التجارية ) ولو على سبيل االساتثناء وبقياود‬
‫معينة لهذ البنوك ممارسة أنواع من النشاط االستثماري‪.53‬‬
‫هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فاإن الساماح للمصاارف اإلساالمية بالعملياات االساتثمارية والتجارياة‬
‫مااع األعمااال المصارفية ‪ ،‬يقتضااي إحااداث تعااديالت فااي بعااض وسااائل وأدوات الرقابااة والتوجيااه التااي‬
‫يمارسااها البنااك المركاازي علااى هااذ المؤسسااات المصارفية والماليااة ‪ ،‬واسااتعمال األدوات المناساابة فااي‬
‫نفس الوقت حتى ال يفلات زماام الرقاباة الواجباة مان قبال البناك المركازي باعتباار بناك الدولاة ونخاش‬
‫على وجه التحديد ما يلي ‪:‬‬
‫‪ 53‬مثلما نصت عليه المادة (‪ )37‬من قانون البنك المركزي الكويتي بالنسبة للبنك المركزي والمادة (‪ )67‬بالنسبة للبنوك التجارية‬
‫‪59‬‬
‫‪ )1‬االحتياطي القانوني ‪:‬‬
‫الهاادف الرئيسااي ماان االحتياااطي القااانوني تحقيااق القاادرة لاادى المصااارف علااى تلبيااه السااحب ماان قباال‬
‫المودعين ‪ ،‬فإذا كان ذلك وكانت الودائع االستثمارية في المصارف اإلسالمية ال يمكن إال أن تكون‬
‫غياار مضاامونة علااى البنااك اإلسااالمي إال فااي حاااالت التعاادي والتقصااير واإلهمااال ‪ ،‬بإعتبااار البنااك‬
‫مضارباً ويضارب‬
‫‪54‬‬
‫الرتباط ذلك بالحالل والحرام في معامالت المصرف اإلسالمي فإن الخشية أو‬
‫الخوف من عدم قدرة البنك على تلبية طلبات السحب من قبل الماودعين تكاون منعدماة تمامااً ‪ ،‬مماا‬
‫يترتب عليه أن ينخفض االحتياطي القانوني إن لم ينعدم ‪ ،‬واال أصبحت أمواالً مكتنازة اركادة ال تادر‬
‫ثمة عائد ‪ ،‬ومن ثم يجب عدم التسوية بين النوعين من البنوك في نسب االحتياطي النقدي‪.‬‬
‫هذا وفي الوقت الذي نرى فيه أنه ال حاجة لالحتياطي النقدي مقابل الودائع االستثمارية في البنوك‬
‫اإلسالمية فإن األصح عند البعض‪ : 55‬أن االحتياطي ضروري مقابل هذ الودائع ولاو بنسابة أقال ‪،‬‬
‫والساابب أن هااذ البنااوك تساامح بسااحب هااذ الودائااع أو جاازءاً منهااا بشااروط قباال الميعاااد وال يتحقااق‬
‫ضمان ذلك إال بإخضاع هذ البنوك لنظام االحتياطي مقابل الودائع‪.‬‬
‫وهذا يفرض بدور على المؤسسات المالية والمصرفية اإلسالمية في نفاس الوقات نظاام اساتثمار جياد‬
‫تحت رقابة البنك المركزي لتالفي أو التقليل من مخاطر مما يقتضي‪:‬‬
‫أ) اسااتحداث وسااائل لضاامان مخاااطر االسااتثمار كإنشاااء صااندوق لتااأمين مخاااطر االسااتثمار‪ 56‬تحاات‬
‫إشراف البنك المركزي ‪ ،‬وتساهم فياه الودائاع االساتثمارية فاي البناوك اإلساالمية بنساب معيناة يحاددها‬
‫البنك المركزي‪.‬‬
‫وي ااا حب ااذا ل ااو اش ااترك البن ااك المرك اازي ف ااي إنش اااء ه ااذ المؤسس ااات لض اامان ودائ ااع المس ااتثمرين ف ااي‬
‫المصارف اإلسالمية ‪،‬باعتبار أن ذلك أمر حيوي وضروري حتى بالنسبة للبنوك التجارية‬
‫‪ 54‬والمضاربة نوع شركة في الربح على أن رأس المال من طرف يقال لةه رب المةال والعمةل مةن الطةرف اآلخةر‬
‫يقال له المضارب ‪ ،‬وتنقسم إلى مطلقة ال تتقيد بزمان وال مكان وال نوع تجارة وال تعيين بائع وال مشتر ومضةاربة‬
‫مقيدة متى كانت خالف ذلك‪.‬‬
‫أنظر ‪ 1406،1407‬مجلة األحكام العدلية – والمصرف اإلسالمي مضارب ويضارب بةنفس فليةة تعاملةه مةع أصةحاب‬
‫الودائع ‪ .‬أنظر الكمال بن الهمام – تكملة فتح القدير ح‪.484/8‬‬
‫‪55‬د‪ .‬نجاة هللا صديقي – أدوات السياسة النقدية في إقتصاد إسةالمي ص‪ -8‬د‪ .‬محمةد إبةراايم ربةوي – عالقةة البنةك‬
‫المركزي بالنسبة للمصرف اإلسالمي ص‪.17‬‬
‫‪ 56‬يقوم اذا الصندوق على نظام التأمين التعاوني بقواعده وفنياته الشرعية والعلمية وما يتسع له اذا النظام لضمان جميع‬
‫المخاطر بما فيها ضمان المسؤولية وضمان الخسائر‪.‬‬
‫‪60‬‬
‫وتنش عليه القاوانين الوضاعية ‪ ،‬فضاالً عان دورة فاي حماياة ونجااح المصاارف اإلساالمية ‪ ،‬وكساب‬
‫ثق ااة جمه ااور المتع اااملين معه ااا مس االمين وغي اار مس االمين ‪ ،‬مم ااا ي اانعكس إيجابيا ااً عل ااى األداء الم ااالي‬
‫واالقتصادي ككل ‪.‬‬
‫ب) تخصيش عمليات قصيرة وفيها نسبة كبيرة من الضمانات ‪ ،‬واحتسابها ضامن عناصار السايولة‬
‫المطلوبة قانوناً ‪ ..‬وهكذا‪.‬‬
‫والجدول التالي يوضح حقيقة الوضع في كال النوعين من البنوك‪:‬‬
‫ال نوك التقليتية‬
‫المصالف اوقهمية‬
‫‪ -‬ودادع بحت الطلب جالية )‬
‫ودادع جالية‬
‫‪ -‬ودادع ادخالية‬
‫ودادع اقتثمالية ‪:‬‬
‫ اقتثمال مشترك ‪.‬‬‫‪ -‬اقتثمال مخصص‬
‫فالودائع لدى البنوك التقليدية تتقاضى فائدة ثابتة وفقاً وجالها ‪ ،‬وليس على أساس نتاائج األعماال ‪،‬‬
‫والودائع االئتمانية في المصارف اإلسالمية ال تختلف عن الودائع تحت الطلب لدى البنوك التقليدية‬
‫وعاادم تقاض ااي فوائ ااد ف ااي الغالااب األع اام ‪ ،‬وم اان حي ااث ش ااروط اإليااداع والس ااحب وااللتاازام ب ااالرد عن ااد‬
‫الطلب‪.‬‬
‫‪ )2‬بنسبة السيولة القانونية ‪:‬‬
‫بالنساابة لنسااب الساايولة التااي تفرضااها البنااوك المركزيااة علااى البنااوك دون تمييااز فااإن أهاام عناصاار‬
‫الموجودات السائلة في الغالب في البنوك هي ‪:‬‬
‫أ) األرصدة لدى البنوك المركزية والبنوك األخرى ولدى المراسلين‪.‬‬
‫ب) السندات وأذونات الخزينة والسندات األجنبية‪.‬‬
‫ج) األوراق النقدية والمسكوكات ‪.‬‬
‫د)‬
‫أية موجودات أخرى يمكن أن يعتبرها البنك المركزي موجودات سائلة‪.‬‬
‫وبااالنظر إلااى عناصاار الموجااودات السااائلة يتضااح أن المصااارف اإلسااالمية ال يمكنهااا شاارعاً التعاماال‬
‫فااي العديااد منهااا كالسااندات واألذونااات بمختلااف أنواعهااا وماان ثاام فااإن تعماايم البنااوك المركزيااة لنسااب‬
‫السيولة على البنوك التقليدية والمصارف اإلسالمية يضع األخيرة من الناحية‬
‫‪61‬‬
‫المصارفية البحتااة فااي موقااف غياار عااادل عنااد اسااتخدام األماوال إذ تقتصاار الموجااودات السااائلة لاادى‬
‫المصارف اإلسالمية على النقدية واألرصادة النقدياة والتاي فاي الغالاب ال تادر عائاداً ‪ ،‬علاى حاين أن‬
‫معظا اام عناصا اار الموجا ااودات السا ااائلة لا اادى البنا ااوك التجاريا ااة التقليديا ااة تا اادر عائا ااداً باسا ااتثناء النقديا ااة‬
‫واألرصدة لدى البنك المركزي واليك جدول استخدامات األموال في كالً النوعين من البنوك‪:57‬‬
‫البنوك التقليدية‬
‫البنوك اإلسالمية‬
‫‪ -‬الموجودات الثابتة‬
‫‪ -‬الموجودات الثابتة‪.‬‬
‫‪ -‬القروض والسلفيات‬
‫‪-‬‬
‫‪ -‬األوراق المالية‪.‬‬
‫‪ -‬األسهم‪.‬‬
‫‪ -‬االستثمارات‪.‬‬
‫‪-‬‬
‫األرصدة لدى البنك المركزي والبنوك والمراسلين‪.‬‬
‫المضاربة والمشاركة والمرابحة والقروض الحسنة‪.‬‬
‫ االستثمارات‪.‬‬‫ النقدية‬‫‪-‬‬
‫أرصدة لدى البنك المركزي والبنوك والمراسلين‪.‬‬
‫‪ )3‬نسبة كفاية رأس المال‪:‬‬
‫تحرش السلطات النقدية على وضع حد أدنى لما يجب أن تكون عليه نسبة رأس المال إلى‬
‫إجمالي األصول ‪ ،‬وهو ما يطلق عليه نسبة كفاية رأس المال إلى إجمالي األصول ‪ ،‬وهو ما يطلق‬
‫عليه نسبة كفاية رأس المال ‪ ،‬وذلك بهدف حماية حقوق المودعين والدائنين ومن ثم ثقة الجماهير‬
‫والمستثمرين بالجهاز المصرفي واستقرار ‪.‬‬
‫وللوهلة األولى تبدو أهمية نسبة كفاية رأس المال في المصارف اإلسالمية أيضاً حتى مع إعتبار أن‬
‫ودائع اإلستثمار فيها غير مضمونة على البنك إال فاي حااالت التعادي والتقصاير واإلهماال ‪ ،‬إذ فاي‬
‫ه ااذ الح اااالت الت ااي يثب اات فيه ااا التقص ااير تب اادو أهمي ااة ه ااذ النس اابة وان ل اام تك اان ب اانفس نس اابتها ف ااي‬
‫المصارف التجارية‪.‬‬
‫هذا في الوقت الذي تختلر فيه أيضاً أموال الودائع بحقوق الملكية في بعض صي اإلستثمار‬
‫واختالف هيكل الودائع عن هيكل يجال اإلستثمار والتمويل في أساليبها التشغيلية وعدم وجود‬
‫‪ 57‬أنظر د‪ .‬عادل الهندي – بعض جوانب العالقة بين البنوك اإلسالمية والبنوك المركزية سنة ‪1984‬‬
‫‪62‬‬
‫سااوق ماليااة نشااطة ممااا يترتااب عليااه إلت ازام هااذ المصااارف بتوجيهااات البنااك المركاازي فيمااا يخااتش‬
‫بنسب كفاية رأس المال ومتابعة البنك المركزي الستقرار هذ النسب‪.‬‬
‫‪ )4‬سقوف اإلئتمان ‪:‬‬
‫تعتبر سقوف االئتمان أحد الوسائل التاي يساتخدمها البناك المركازي كاأداة مان أدوات السياساة المالياة‬
‫وتوجياه النشااط االقتصاادي ‪ ،‬وهاي أيضااً أحاد وسااائله فاي الرقاباة علاى االئتماان وتاتالءم ماع طبيعااة‬
‫نشاط البنوك التجارية التقليدية القاائم علاى االتجاار باالقروض ‪ ،‬وهاو األمار الاذي يختلاف ماع جاوهر‬
‫وطبيعة نشاط المؤسسات المالية اإلسالمية التي تضطلع أساساً بعمليات توظياف واساتثمار حقيقاة ‪،‬‬
‫ممااا يجعاال ماان سياسااة السااقوف االئتمانيااة عائق ااً أساسااياً لجااوهر نشاااطها ‪ ،‬وال يااتالءم مااع طبيعااة‬
‫نشاااطها وان اقتضااته طبيعااة نشاااط البنااوك التجاريااة ‪ ،‬ويحتاااج البنااك المركاازي فااي ممارسااة السااقوف‬
‫االئتمانيااة بالنساابة للمؤسسااات الماليااة اإلسااالمية إلااى مرونااة كبيارة حتااى ال يتااأثر حجاام اسااتثماراتها ‪،‬‬
‫ومعدل أرباحها ‪ ،‬مما يجعل من تطبيق هذ السياساة اساتثناء بضاوابر وقياود ولايس أصاالً أو قاعادة‬
‫مطبقة بإضطراد في سياسة البنك المركزي بالنسبة للبنوك والمؤسسات المالية اإلسالمية‪.‬‬
‫البنك المركزي ودور المسعف األخير بالسيولة عند الحاجة ‪:‬‬
‫إن للبنااك المركاازي وسااائله فااي تقااديم الساايولة التااي قااد تحتاااج إليهااا البنااوك التجاريااة التقليديااة كخصاام‬
‫الكمبياااالت واألوراق التجاريااة األخاارى ‪ ،‬واإلق اراض بفائاادة ‪ ،‬وهااي وسااائل ال تتعاماال بهااا المصااارف‬
‫اإلسااالمية ‪ ،‬لااذلك كااان حري ااً بالبنااك المركاازي أن يلبااي طلااب الساايولة ماان المصااارف اإلسااالمية ‪،‬‬
‫حفاظاً على استقرار النشاط المصرفي على النحو الذي يتفق وطبيعة نشاطها بعد التأكد من حاجتها‬
‫إليها ‪ ،‬فضالً عن سالمة مركزها المالي ‪ ،‬وذلك كقرض بدون فائدة ‪ ،‬أو كودائع إساتثمارية عاماة ‪،‬‬
‫أو مخصصااة لفتارة محااددة مقاباال هااامش ربااح علااى أساااس المضاااربة أو المشاااركة ‪ ،‬واحااالل إعتماااد‬
‫يلية الربح محل يلية سعر الفائدة ‪ ،‬بحيث تكون هي المحارك األساساي للعارض والطلاب علاى النقاود‬
‫واألموال ‪ ،‬ويمكن أن يكون ذلك من قبيل السياسة المستمرة للبنك المركزي وتكون حصاته مان الاربح‬
‫كرب مال أعلى من حصة المودع العادي‪.‬‬
‫وغير ذلك كثير مما يمكن أن يلجأ إليه البناك المركازي مان وساائل فنياة أخارى تسامح بضاخ السايولة‬
‫اإلضافية ودعم المصارف اإلسالمية حين الحاجة‪.‬‬
‫وان إقتض ااى ذل ااك تع ااديالً ف ااي أنظم ااة ولا اوائح البن ااك المرك اازي ‪ ،‬وذل ااك للحاج ااة المتعين ااة للمص ااارف‬
‫اإلسالمية لذلك ‪ ،‬وما قد يحتمه هاجس حاجتها إلى السيولة إلى اإلحتفار بنسبة سيولة مرتفعة‬
‫‪63‬‬
‫وما ينطوي عليه ذلك من الحد من قدرتها على استغالل مواردها بشكل أفضال ‪ ،‬ولاذلك أصابح مان‬
‫المتعين وضع األسس والقواعد والمعايير التي يمكن من خاللها للبنوك اإلسالمية اللجوء إلى البناوك‬
‫المركزية ‪ ،‬هذا فضالً عن محاوالت العالج التي يمكن أن تؤخذ في الحسبان مثل ‪:‬‬
‫عماال نااوع مان االتفاااق علااى مااا يساامى ظ باإليااداع المتبااادل ظ مااع بنااوك تقليديااة لالسااتفادة ماان فاوائض‬
‫السيولة بين حاالت الفائض والعجز‪.‬‬
‫ونورد فاي هاذا الصادد ماا تضامنه تقريار مجلاس الفكار اإلساالمي فاي باكساتان مان أناه قاد ال يتطلاب‬
‫إلغاااء الفائاادة أي تغيياار فااي الطبيعااة العامااة لعمليااات اإلقاراض واعااادة التموياال ماان البنااك المركاازي (‬
‫مصرف الدولة ) إلى المصارف التجارية والمؤسسات المالية األخارى فيماا عادا أناه ساوف يكاون مان‬
‫المحااتم أن يسااتبدل بنظااام الفائاادة علااى القااروض الترتيبااات الخاصااة بالمشاااركة فااي الاربح والخسااارة ‪،‬‬
‫ويسااتطيع البنااك المركاازي أن يااوفر للمصااارف التجاريااة مااا تحتاااج إليااه ماان نقااد عنااد الضاارورة علااى‬
‫أساس المضاربة ظ المشاركة في األرباح ظ‪.‬‬
‫هذا وان كان من المستحب للبنوك المركزية تطوير أساليب استثمارية إسالمية يتم عن طريقهاا ضاخ‬
‫السيولة للمصارف اإلسالمية عند الحاجة ولو عن طريق صناديق خاصة تتميز بانخفاض المخاطر‬
‫وارتفاع العائد ‪ ،‬والحث على وجود يلية لتدفق الودائع للمصارف اإلسالمية والعمل على إيجاد ساوق‬
‫مالية نشطة‪.‬‬
‫‪64‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫أام الصعوبات والمعوقات التي تواجه‬
‫المنشآت الصغيرة والمتوسطة في تمولها‬
‫‪ )1‬سياسة التسعير للمنتجات‪.‬‬
‫‪ )2‬سياسة العمالة لديها وقلة عددها‪.‬‬
‫‪ )3‬سياسة األجور في حدودها الدنيا‪.‬‬
‫‪ )4‬انخفاض الوعي المصرفي‪.‬‬
‫‪ )5‬انخفاض الوعي التسويقي المحلي والخارجي للمنتجات وكلفته‪.‬‬
‫‪ )6‬تشابه المنتجات في األسواق المحلية من الناحية القطاعية مما يؤدي إلى إرتفاع درجة‬
‫المنافسة التي تضر عملية التسويق‪.‬‬
‫‪ )7‬ع اادم وج ااود سياس ااات واض ااحة ومدروس ااة لالس ااتثمار واإلنت اااج وض ااعف الخبا ارة أحيانا ااً ل اادى‬
‫أصحابها‪.‬‬
‫‪65‬‬
‫الفرع الثالث‬
‫سبيل معالجة المعوقات والصعوبات‬
‫أوالً‪ :‬سةبل مواجهةة الصةعوبات والمعوقةات التةي تواجةه المنشةآت المتوسةطة‬
‫والصغيرة‪:‬‬
‫(‪ )1‬أن تكون هذ المنشآت أحد المكونات الرئيسية في خطة التنمية االقتصادية واالجتماعية ‪.‬‬
‫(‪ )2‬أن تكااون أحااد األهااداف الرئيسااية فااي مجااال اسااتخدام وتوظيااف أم اوال المصااارف والمؤسسااات‬
‫المالية اإلسالمية وأحد مكونات سياستها التمويلية ‪.‬‬
‫(‪ )3‬أن يكون لهذ المنشآت مناطق توطن واضحة ومدروسة باستخدام األساليب العلمياة والفنياة مان‬
‫خالل دراسات الجدوى ‪ ،‬مما يساعد على ربطها بالم ازيا المادية والمكانية والوفورات‬
‫(‪ )4‬االرتباط التام بين الهيكل التنظيمي لهذ المنشآت وتحقيق أهداف نشاطها المختلفة ‪.‬‬
‫(‪ )5‬تحقيق نوع من التعاون بين هذ المنشآت والمنشآت الكبيرة ‪.‬‬
‫ثانيةةةةا َ ‪ :‬سةةةةبل مواجهةةةةة الصةةةةعوبات والمعوقةةةةات التةةةةي تواجةةةةه المصةةةةارف‬
‫والمؤسسات المالية واإلسالمية الممولة لهذه المنشآت‪:‬‬
‫المصااارف اإلسااالمية بحاجااة إلااى تطااوير صااي التموياال المتاحااة لااديها وتطااوير صااي تموياال جدياادة‬
‫بقصد المالئمة والتناسب والنهوض بالمنشآت الصغيرة والمتوسطة ‪.‬‬
‫(‪ )1‬تطوير صي التمويل المتاحة من خالل ‪:‬‬
‫(أ) التخصص القطاعي أي حسب قطاع النشاط الذي تمارسةه المنشةآت الصةغيرة والمتوسةطة‬
‫فهناك ‪:‬‬
‫‪ ‬قطاع التجارة ‪.‬‬
‫‪ ‬قطاع الخدمات ‪.‬‬
‫‪ ‬القطاع الزراعي ‪.‬‬
‫‪ ‬القطاع الصناعي ‪.‬‬
‫‪ ‬القطاع العقاري ‪.‬‬
‫مع ما يتطلبه كل قطاع بحسب طبيعته من فن وخبرة والمام واسع بفنياته ومتطلباته ‪.‬‬
‫‪66‬‬
‫(ب) التخصةةص فةةي العمليةةات حسةةب اآلجةةال بقصةةد التغلةةب علةةى مشةةاكل‬
‫االستثمار قصير األجل والتي من أامها ‪: 58‬‬
‫(‪)1‬‬
‫انخفاض سرعة دوران األموال ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫صعوبة مشاركة هذا النوع من االستثمار في المشاريع التنموية التي تتطلب بحسب طبيعتها‬
‫استثمارات طويلة األجل ‪ ،‬ومن الخطر اساتخدام أماوال قصايرة األجال فاي اساتثمارات طويلاة‬
‫األجل ‪.‬‬
‫وبااذلك يتضااح وجااود عقبااة فااي تموياال المشاااريع المتوسااطة والطويلااة األجاال بااأموال قصاايرة‬
‫األجل على أساس من المشاركة في الربح والخسارة ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫هذا فضال عن صعوبة توجيه الودائع قصيرة األجل بالعملة األجنبية إلاى المشااريع التنموياة‬
‫حيث تحرش المصارف اإلسالمية في الغالب على اإلبقاء على العمالت األجنبية والنتيجاة‬
‫الطبيعي ااة ل ااذلك ه ااو اتج ااا ه ااذ األما اوال إل ااى أسا اواق المض اااربات الخارجي ااة وازدي اااد نس اابة‬
‫المخاطر التي تواجهها ‪.‬‬
‫(ج) لتوفيق بين الموارد واالستخدامات حسب األجل ‪:‬‬
‫بمعنى تناساب المادخالت (الماوارد) ماع المخرجاات (االساتخدامات) وماا يتطلباه ذلاك مان أن‬
‫يعااد المصاارف اإلسااالمي مشااروعات اسااتثمارية قصاايرة ومتوسااطة وطويلااة تناسااب المنشااآت‬
‫الصااغيرة والمتوس ااطة ويعل اان المصاارف ع اان ذل ااك للمتع اااملين ‪ ،‬ويحاادد الم اادة المناس اابة لك اال‬
‫وديع ااة يرغ ااب ص اااحبها ف ااي اس ااتثمارها ف ااي مش ااروع مع ااين (‪ ، )59‬كم ااا يمك اان إنش اااء س االة‬
‫مشااروعات متنوع ااة الم اادة لتوزيااع المخاط اار بحيااث ال يس امح بالسااحب ماان الوديعااة إال بعااد‬
‫(د)‬
‫انتهاء مدتها ‪.‬‬
‫يجااب علااى المصااارف والمؤسسااات الماليااة واإلسااالمية أن تأخااذ فااي اعتبارهااا المشااروعات‬
‫المناسبة لكل منطقة جغرافية تبعاً لنشاط أهل المنطقة ‪ ،‬وظروفهم االجتماعياة ‪ ،‬وامكانيااتهم‬
‫لتقا ااديم ما اادخرات ‪ ،‬ومحاولا ااة التوفيا ااق تبع ا ااً لا ااذلك با ااين الما اادخالت والمخرجا ااات أو الم ا اوارد‬
‫واالستخدامات ‪.‬‬
‫‪ 58‬أنظر د‪ .‬حسن يوسف داود – االستثمار قصير األجل في المصارف اإلسالمية ص ‪ 25‬وباسراا ط المعهد العالمي للفكر اإلسالمي سنة‬
‫‪. 1996‬‬
‫‪ 59‬د‪ .‬حسن يوسف داود – مرجع سابق ص ‪. 67‬‬
‫‪67‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬نماذج تمويلية مالئمة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة ‪:‬‬
‫(‪ )1‬المشاركة في صفقة ‪.‬‬
‫(‪ )2‬المشاركة في رأس المال العامل (‪.)60‬‬
‫إذ يمكن للمنشأة االتفاق مع المصرف على تمويل رأس المال العامل بنظام النمر في حدود سقف‬
‫تمويلي يتم االتفاق عليه بينهما ‪ ،‬ويفتح المصرف للمنشأة حسااباً باذلك يمكنهاا مان خاالل الساحب‬
‫فااي حاادود مبلا التموياال المتفااق عليااه واإليااداع فااي الحساااب وفااي نهايااة الماادة يحسااب بنظااام النماار‬
‫المبال التي اشترك بها المصرف ومدة كل مبل ومقدار الربح المستحق حسب مقدار هاذ المباال‬
‫وماادتها وحسااب نساابة رأس المااال فااي األرباااح المتفااق علااى نسابتها قباال الاادخول فااي المشاااركة فااي‬
‫رأس المال العامل ‪.‬‬
‫وتستخدم في تمويل رأس المال العامل أيضا الصيغ التمويلية التالية ‪:‬‬
‫‪ ‬اإلجارة إذا كانت حاجة المنشأة تتمثل في معدات لفترة معنية ‪.‬‬
‫‪ ‬المرابحة إذا كانت حاجة المنشأة تتمثل في شراء مواد أولية أو بضائع ‪.‬‬
‫‪ ‬المشاركة في الربح والخساارة بنساب يتفاق عليهاا باين البناك والعميال وهنااك رأي بتمويال رأس‬
‫المال العامل لقاء نسبة من المبيعات قياساً على عقد المزارعة (‪. )61‬‬
‫‪ 60‬بعض المنشآت تحتاج إلى سيولة لسداد التزامات طارئة ونقد احتياطي لمواجهة المصروفات الطارئة أو شراء خامةات أو عمةل صةيانة أو‬
‫دفع رسوم جمركية أو دفع أجةور عمةال أو مصةروفات إداريةة أو مصةروفات الخةدمات كالكهربةاء والمةاء واإليجةارات ممةا يلةزم معةه تةدبير‬
‫سيولة وتدعيم رأس المال العامل وعلةى اةذا النحةو عرفةه الةبعض بأنةه ذلةك الجةزء مةن إجمةالي رأس مةال المنشةأة الةذي يخصةص لمتطلبةات‬
‫التشغيل مةن يةوم آلخةر وتسةيير عملياتهةا واسةتمرار الةدورة اإلنتاجيةة واةي المتطلبةات قصةيرة األجةل مةن ريةر األصةول الثابتةة التةي تتكةرر‬
‫بتكرار اإلنتاج أو او الجزء الذي يخصص من المواد المتاحة للمشروع لمواجهة نفقاتةه الجاريةة المتكةررة ويتمثةل اةذا الجةزء فةي أي لحظةة‬
‫من اللحظات في األصول المتداولة للمشروع ‪ -‬أنظر سليمان ناصر – تطوير صةيغ التمويةل قصةير اآلجةل للبنةوك اإلسةالمية ص ‪ 301‬نشةر‬
‫جمعي ة التراث اإلسالمي ‪ ،‬وفي النظام البريطاني يعرف إجمالي رأس المال العامل بأنه الفرق بةين األصةول المتداولةة والخصةوم المتداولةة ‪،‬‬
‫وفةةي النظةةام األمريكةةي يعةةرف إجمةةالي رأس المةةال العامةةل بأنةةه األصةةول المتداولةةة وأن صةةافي رأس المةةال العامةةل اةةو الفةةرق بةةين األصةةول‬
‫المتداولة والخصوم المتداولة ‪ ،‬وعند الفرنسيين فإن رأس المال العامل = رأس المال الدائم – القيم أو األصول الثابتة – المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪ 61‬اذا الرأي طبقه بيت التمويل اإلسالمي العالمي بلكسمبورغ ولكن بصورة محدودة أنظر د‪ .‬عاشور عبد الجواد عبد الحميد – البديل‬
‫اإلسالمي للفوائد المصرفية الربوية ص ‪ . 122‬ويقوم بنك فيصل اإلسالمي السوداني بتمويل رأس المال العامل بالمشاركة واإلجارة ‪.‬‬
‫‪68‬‬
‫وهناااك تجربااة لبنااك فيصاال اإلسااالمي السااوداني فااي تموياال رأس المااال العاماال باإلجااارة وه اي‬
‫طريقااة تقااوم فيهااا الجهااة الممولااة (البنااك) وأصااحاب المنشااأة بالمشاااركة فااي تااوفير رأس المااال‬
‫التشااغيلي ع اان طري ااق ت ااأجير ه ااذ المنش ااأة إمااا لكام اال الس اانة أو ي اادفع إيج ااار باإلنت اااج ‪ .‬تعتب اار‬
‫الشااركة بااين البنااك وصاااحب المنشااأة شخصااية اعتباريااة قائمااة بااذاتها وتقااوم هااذ الشااركة بإجااارة‬
‫المشااروع وتاادفع هااذ اإلجااارة للمشااروع وتعتباار األجارة كمصاااريف تخصاام ماان العائااد ولاايس لهااذ‬
‫اإلجارة عالقة بربح المشروع أو خسارته إذ هي إجارة يتفق عليها قبل تشغيل المشروع (‪. )62‬‬
‫‪62‬‬
‫انظر د‪ .‬حسن يوسف داود – مرجع سابق ص ‪. 304‬‬
‫‪69‬‬
‫خالئص البحث ‪:‬‬
‫با اااد ذي با اادء أقا ااول ‪ :‬إن تمويا اال المصا ااارف والمؤسسا ااات الماليا ااة اإلسا ااالمية للمنشا ااآت الصا ااغيرة‬
‫والمتوسطة ومشروعاتها جزء ال يتج أز من ‪:‬‬
‫أ‪ -‬رسالة هذ المصارف المستمدة من أصولها الشرعية وخصائصها المتميزة والمتفردة‪.‬‬
‫ب‪ -‬أهدافها في تحقيق مصلحة جميع أطرافها من ‪:‬‬
‫‪ -‬هذ المؤسسات ذاتها ‪.‬‬
‫ والمتعاملين معها ‪.‬‬‫ والبيئة أو المحلِة التي تعمل فيها ‪.‬‬‫وأام ما انتهى إليه الباحث ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬الحاجة إلى تأسايس وبنااء اقتصااديات إنتااج حقيقياة تعاول الساواء األعظام فاي بالدناا وتقاود‬
‫عملية التنمية ‪:‬‬
‫حيث يذكر تقرير التنمية البشرية العربياة ‪ 2002‬االنخفااض المضاطرد فاي مساتوى المعيشاة‬
‫وأن مستوى معيشة الفرد أدنى من مستويات أكثر الدول فق اًر ‪.‬‬
‫وفااي تعليااق لمجل اة االيكونومساات علااى التقرياار متسااائلة مااا خطااب العاارب ح ولماااذا حشااروا‬
‫خلف التطور إذ أنهم يملكون ما يكفي من ثروة ‪ ،‬ومن تجانس ‪ ،‬ومن إرث حضاري ولغاوي‬
‫وديني يفترض أن يحمي عملية التغيير ‪.‬‬
‫‪ -2‬والنظام المصرفي يعتبر حجر الزاوية في عملية التنمية الشاملة واالقتصادية بوجه أخش ‪.‬‬
‫وهنا يلزم تحديد القطاعات األساسية التي يعتمد عليها االقتصاد الوطني في ضوء الظروف المحلياة‬
‫واإلقليميااة ‪ ،‬وهنااا يااأتي فااي مقدمااة تلااك القطاعااات المنشااآت المهنيااة والحرفيااة والتجاريااة والصااناعية‬
‫الصغيرة والمتوسطة ‪.‬‬
‫وتتوقااف قاادرة الجهاااز المصارفي علااى المساااهمة فااي ذلااك أساسااً علااى ماادى قوتااه فااي جااذب وتجميااع‬
‫الماوارد الماليااة واسااتخدامها االسااتخدام األمثااال وفااق ساالم أولويااات متفااق عليااه ‪ ،‬وماان ثاام التوسااع فااي‬
‫عمليات التمويل والتجارة واالستثمار ‪ ،‬وان كان هذا يفرض على الجهاز المصرفي وضع استراتيجية‬
‫واض ااحة المع ااالم ومدروس ااة بخاص ااة ف ااي ظ اال تق ااارير تش ااير إل ااى أن تط ااور اإلي ااداعات ف ااي القط اااع‬
‫المص ارفي اإلسااالمي ‪ ،‬وكااذلك نمااو الحصااة السااوقية لااه بالنساابة إلااى مجماال البنااوك التقليديااة ‪ ،‬ممااا‬
‫يتطلب عمالً مكثفاً من القطاع المصرفي اإلسالمي واستقطاب مواقع جديدة باستمرار ‪.‬‬
‫‪70‬‬
‫‪ -3‬يتمتع النشاط المصرفي اإلسالمي بقادرة علاى تلبياة متطلباات هاذ المشاروعات علاى أسااس‬
‫استراتيجية االساتثمار التاي تقاوم علاى ظالقاعادة االنتاجياة ال االق ارضايةظ فاي أصاولها الفكرياة‬
‫وفي ممارستها العملية ‪.‬‬
‫يا اادل علا ااى ذلا ااك ويؤكا ااد سا االة األدوات والصا ااي التمويليا ااة واالسا ااتثمارية التا ااي تتبناها ااا ها ااذ‬
‫المصارف ‪.‬‬
‫‪ -4‬لكااي تااؤتى هااذ االسااتراتيجية االسااتثمارية فااي البن اوك اإلسااالمية ثمارهااا البااد لهااا ماان تااوفر‬
‫خمسة شرائر على األقل هي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬التناغم مع الخطر االقتصادية للدولة التي توجد فيها ‪.‬‬
‫ب‪ -‬الموائمة بين مصادر التمويل ومواضع النشاطات واألعمال وبين الصاي واألدوات التمويلياة‬
‫واالس ااتثمارية المس ااتخدمة والمتع ااددة والمتنوع ااة بم ااا يلب ااي كاف ااة االحتياج ااات الحقيقي ااة للواق ااع‬
‫وعلى وج ال صور وال لور ‪:‬‬
‫ تمويا اال المشا ااروعات الصا ااغيرة والمتوسا ااطة ومشا ااروعات الشا ااباب الحرفيا ااة والمهنيا ااة‬‫باعتبارهااا يليااة لمااا أسااميه ظبالتنميااة الذاتيااة القاعديااة المسااتمرةظ التااي ال تسااتطيع أن‬
‫تنافسها فيها غيرها من الشركات العولمية الكبرى ‪.‬‬
‫ج‪ -‬التعا اااون والتنسا اايق فيما ااا بينهاااا وبينها ااا وبا ااين غيرها ااا م اان خا ااالل األدوات والصا ااي المناسا اابة‬
‫كالمحافظ االستثمارية والتمويل المصرفي المجمع ‪.‬‬
‫د‪ -‬صياغة نموذج لدالة ظاالدخارظ وفق المعطيات الشرعية وسياسة ظالقوام فاي اإلنفااقظ وارتفااع‬
‫معدالت األرباح والعوائد التي تقدمها البنوك اإلسالمية ‪.‬‬
‫ه‪ -‬تهيئااة البيئااة القانونيااة للعماال المصارفي اإلسااالمي وطلااب إعااادة النظاار فااي القاوانين المحليااة‬
‫التي تقيد من انطالقة القطاع المالي المصرفي وتقيد من قنوات تدفق رأس المال إليه ‪.‬‬
‫‪ -5‬إن المص ارفية اإلسااالمية ونظامهااا االقتصااادي تتبنااى يليااة ظاإلصااالح االقتصاااديظ اليوساافي‬
‫وما تقوم عليه من ركائز أربع هي ‪:‬‬
‫أ‪-‬‬
‫تحفيز اإلنتاج ظتزرعون سبع سنين دأباً" ‪.‬‬
‫ب‪ -‬تشجيع االدخار ظفةرو في سنبل " ‪.‬‬
‫ج‪ -‬ترشيد االستهالك ظإال قليالً مما تأكلونظ ‪.‬‬
‫د‪-‬‬
‫المدة الزمنية الالزمة والكافية حتى تؤتي الخطة أكلهاا ‪" :‬ثةم يةلتي مةن بعةد ةلةك عةام‬
‫في يماث النال وفية يعصةرون" ‪ ،‬واإلصاالح االقتصاادي الماذكور والمنشاود يتبناى‬
‫"برنامج هصالحي" قائم على سبعة محاور هي ‪:‬‬
‫‪71‬‬
‫يتجاار بهااا ال فيهااا فااال يكنزوهااا وال يفساادوا‬
‫أ‪ -‬تصااحيح وظيفااة النقااود إذ أن النقااود رؤوس أماوال ل‬
‫وظائفها وال يأكلوها بالباطل وال يجعلوها دولة بين األغنياء منهم ‪.‬‬
‫ب‪ -‬تعدد وتنوع قاعدة الملكية على أسااس المصالحة الواقعياة الحقيقياة والحاجاة االقتصاادية باين‬
‫‪ :‬ملكية خاصة وملكية عامة وملكية مختلطة ومشتركة وتعاونية ووقف ‪.‬‬
‫ج‪ -‬تفعيل دور الزكاة االقتصادي كجزء ال يتج أز من النشاط المصرفي واالقتصادي‪.‬‬
‫د‪ -‬تفعيل يلية العمل المصرفي وأخالقياته الشرعية وما تقوم عليه من ‪:‬‬
‫أ‪ -‬مبدأ الخراج بالضمان ‪.‬‬
‫ب‪ -‬قاعدة الغرم بالغنم ‪.‬‬
‫ج‪ -‬مباشرة التجارة واالستثمار‬
‫ه‪ -‬تنوع وتكامل ظاإلنفاق" في المنهج االقتصادي في اإلسالم إلى ‪:‬‬
‫اإلنفاق االستثماري ‪.‬‬
‫أ‪-‬‬
‫ب‪ -‬اإلنفاق التجاري والجاري ‪.‬‬
‫ج‪ -‬اإلنفاق التصدقي بشقيه اإللزامي والتبرعي (الفريضة والتطوعي) ‪.‬‬
‫اإلنفاق االستهالكي ‪.‬‬
‫د‪-‬‬
‫‪ -6‬كل ذلك انطالقاً مما هو مسلم به مان أن الةنظم االقتصةادية تانعكس علاى الشةكل القةانوني‬
‫للمنشااآت االقتصااادية وعلااى أدواتهااا التمويليااة كااذلك وأحاادث هااذ الاانظم االقتصااادية هااو مااا‬
‫سمى با ‪:‬‬
‫"نظام اقتصاد السوق الحديث"‬
‫الذي يمثل رؤية اقتصادية جديدة للمؤسساات النقدياة الدولياة بحجاة تخلايش مجموعاة الادول‬
‫اوخذة في النمو من براثن الفقر المدقع والجوع المفزع والتخلف المضجع ‪.‬‬
‫‪ -7‬هااذا ‪ :‬وتنقساام المشااروعات ومنشااآتها االقتصااادية إلااى أقسااام كثي ارة باعتبااارات متعااددة ماان‬
‫حيااث طبيعااة عملهااا وحجمهااا وشااكلها القااانوني الااذي ظيااتحكم فيااه الاانظم القانونيااة السااائدة ‪.‬‬
‫والشااكل القااانوني للمشااروع يتحاادد طبقااً لارأس المااال ومساائولية الشااركاء وماادة المشااروع وماان‬
‫خالل الشكل القانوني يتحدد اسم المشروع ورأس ماله ‪.‬‬
‫‪ -8‬ولعال االنهيااار الااذي حاااق بالنظاام االشااتراكي فااي عقاار دار واألزماات الماليااة الطاحنااة التااي‬
‫تالحااق النظااام ال أرساامالي ابتااداء بأزمااة ‪1982‬م ‪ ،‬فااي الب ارزياال والمكساايك واألرجنتااين عناادما‬
‫توقفت عن دفع ديونها ‪.‬‬
‫‪72‬‬
‫لعل كل ذلاك ‪ :‬يشاكل ناداء اساتعانة أو اساتغاثة بالنظاام االقتصاادي ومؤسسااته فاي اإلساالم‬
‫ويلياتها (المؤسسات) وأدواتهاا المتفاردة حياث تشاكل سياساة إصاالح اقتصاادي تناساب الادول‬
‫النامية بعد تعثر إن لم يكن فشل في أحيان كثيرة ما سمي بسياسات ‪:‬‬
‫‪ -‬ترشيد القطاع العام ‪.‬‬
‫‪ -‬ترشيد اإلنفاق العام ‪.‬‬
‫‪ -‬إصالح النظام الضريبي ‪.‬‬
‫‪ -‬إصالح التجارة الخارجية ‪.‬‬
‫‪ -‬إصالح سوق رأس المال ‪.‬‬
‫ جدولة الديون الخارجية وتخفيضها إلى أدنى حد ممكن ‪.‬‬‫‪ -9‬ينتهج اإلصالح االقتصادي في اإلسالم سياسة استثمارية تقوم على ‪:‬‬
‫أ‪ -‬زيادة اإلنتاج بالمشاركة بين رأس المال والعمل واقتسام األرباح وتحمل الخسائر‪.‬‬
‫ب‪ -‬وفي ذلاك تشاجيع القطااع الخااش وتمكاين المنشاآت الصاغيرة والمتوساطة مان أن تاؤدي‬
‫دو اًر مهم ااً فااي النشاااط االقتصااادي ‪ ،‬وتوساايع قاعاادة الملكيااة الخاصااة التااي تااؤدى فيهااا‬
‫مؤسستي الوقف والزكاة االقتصاديتين دو اًر مهماً ‪.‬‬
‫‪ -10‬لكااي يااؤدى تموياال المنشااآت الصااغيرة والمتوسااطة إلااى أكفااأ اسااتخدام لألم اوال يلاازم تااوفر‬
‫ظحزمة من السياساتظ التي تهيئ مناخاً استثمارياً صحياً وصحيحاً من أهمها ‪:‬‬
‫أوالً ‪ :‬تبني سياسة هنتاج قائمة على ‪:‬‬
‫أ‪ -‬تحديد نمر اإلنتاج ‪.‬‬
‫ب‪ -‬تحديد حجم اإلنتاج ‪.‬‬
‫ج‪ -‬تحديد نوع التكنولوجيا المستخدمة ‪.‬‬
‫د‪ -‬تحديد المدخالت من عناصر اإلنتاج المستخدمة ‪.‬‬
‫ثانياً ‪ :‬سياسة عمالة قائمة على ‪:‬‬
‫أ‪-‬‬
‫تعظيم االستفادة من ميزة رخش أجور العمالة المحلية ‪.‬‬
‫ب‪ -‬تعزيز مراكز التدريب المهني المتقدم ‪.‬‬
‫ثالثاً ‪ :‬سياسة أجور قائمة على ‪:‬‬
‫أ‪-‬‬
‫ربر الحد األدنى لألجور بالوفاء باالحتياجات األسرية ‪.‬‬
‫ب‪ -‬ربر األجر بعد ذلك بمعدالت االنتاج وجودته ‪.‬‬
‫‪73‬‬
‫الفعال لا ‪:‬‬
‫‪ -11‬إن المنشآت الصغيرة والمتوسطة هي األساس ل‬
‫ تطوير البنية االقتصادية ‪.‬‬‫‪ -‬توسيع قاعدة الملكية ‪.‬‬
‫ بناء المسئولية الشعبية ‪.‬‬‫‪ -12‬إن المص ا ااارف والمؤسس ا ااات المالي ا ااة اإلس ا ااالمية ف ا ااي تمويله ا ااا له ا ااذ المنش ا ااآت الص ا ااغيرة‬
‫والمتوسطة مستخدمة في ذلك نوعين من "حزم التمويل الشرعية" ‪:‬‬
‫األولى وهي األكثر شيوعاً مثل ‪:‬‬
‫‪ -‬حزمة المشاركات بأنواعها المختلفة من حيث ‪:‬‬
‫(‪ )1‬المدة ‪:‬‬
‫(‪ )2‬الطبيعة ‪:‬‬
‫قصيرة ومتوسطة‬
‫(‪ )3‬النشاط ‪:‬‬
‫‪ -‬مسااتمرة ومتتالية‬
‫وطويلة‬
‫‪ -‬زراعية صناعية‬
‫ومتناقصة أو منتهية‬
‫بالتمليك ومشددة بالتدريج‬
‫عقارية ‪..‬إلخ‬
‫‪ -‬حزمة البيوع بأنواعها المختلفة ‪.‬‬
‫‪ -‬حزمة اإلجارة بأنواعها المختلفة من تشغيلية ومنتهية بالتمليك ‪.‬‬
‫‪ -‬الوكالة في االستثمار بأنواعها المختلفة من وكالة مقيدة أو مشروطة ومطلقة ‪.‬‬
‫‪ -‬التورق كصيغة فردية بدأ تاداولها عناد الضارورة وبحاذر فقهاي ملحاور ‪ ،‬وقاد أجااز مجماع‬
‫الفقه اإلسالمي لرابطة العالم اإلسالمي بشروطه وضوابطه الفقهية‪.‬‬
‫ حزمة تمويل رأس المال العامل بأنواعه المختلفة للمشروعات المختلفة ‪.‬‬‫ تمويل رأس المال العامل لدورة واحدة ‪.‬‬‫‪ -‬تمويل رأس المال العامل لعدة دورات ‪.‬‬
‫ ومااا باارز ماان التصااكيك أو صااكوك التموياال اإلسااالمية كأحاادث الوسااائل التمويليااة‬‫الممكنااة ‪ ،‬وهنااا نقااول ‪ :‬إن حصااول المصااارف والمؤسسااات الماليااة اإلسااالمية علااى‬
‫مااا قااد تحتاجااه ماان الساايولة فااي الوقاات المناسااب لاايس متاح ااً بالقاادر المطلااوب ممااا‬
‫يفاارض علااى تلااك المؤسسااات اإلسااالمية أن تحااتفظ لااديها بساايولة تفااوق ‪ %40‬عمااا‬
‫تحتفظ به البنوك التقليدية ‪.‬‬
‫وأصبحت ما أسميه ظبالمع لة الرواعيةظ التي تواجههاا تلاك المصاارف والمؤسساات‬
‫اإلسالمية متمثلة في ‪:‬‬
‫‪74‬‬
‫ تطا ااوير أدوات ماليا ااة قابلا ااة للتا ااداول ومقبولا ااة وتحظا ااى بتصا اانيف مناسا ااب وتفا ااي‬‫باحتياجات ‪: cash flow‬‬
‫(‪ )1‬السيولة (‪ )2‬والربحية (‪ )3‬واألمان والضمان وفق معايير قياسية‬
‫(‪ )4‬التوافق مع أحكام الشريعة اإلسالمية ‪.‬‬
‫وأصاابحت هااذ المعضاالة الرباعيااة هااي ظالتحةةدي األكبةةر" الااذي يواجااه المؤسسااات‬
‫والفك اار الش اارعي والفقه اااء عل ااى السا اواء ف ااي إط ااار ثواب اات الشا اريعة م اان األوام اار‬
‫والنواهي ‪.‬‬
‫ يض اااف إل ااى ه ااذ الحزم ااة م اان التموي اال ظالتجمعةةةات المصةةةرفيةظ ب ااين المص ااارف‬‫اإلسااالمية بعضااها ال اابعض وبينهااا وب ااين البنااوك التقليدي ااة ‪ ،‬بأحكامااه وضا اوابطه‬
‫الشرعية ‪.‬‬
‫‪ -13‬إن معوقات أو صعوبات تمويل المصارف اإلسالمية للمنشآت الصغيرة والمتوسطة وسبل‬
‫التغلب عليها ‪ ،‬نستطيع أن نصنفها إلى قسمين ‪:‬‬
‫ القسم األول من الصعوبات متعلق بالمصارف اإلسالمية ذاتها ‪.‬‬‫ِ‬
‫المتمولة نفسها ‪.‬‬
‫ والقسم اوخر متعلق بالمنشآت‬‫أ) أما األولى فمن أهمها ‪:‬‬
‫اب‬
‫ أن المحظااورات ماان األعمااال علااى البنااوك المركزيااة والتجاريااة التقليديااة تشااكل لا ل‬‫وجاوهر عملياات المصاارف اإلسااالمية ونقصاد بهاا عمليااات التجاارة واالساتثمار مماا‬
‫يقتضا ااي التخلا ااي عا اان دور الوسا اااطة الحياديا ااة والا اادخول فا ااي النشا اااط االقتصا ااادي‬
‫الحقيقي كطرف فاعل وليس كوسير محايد فقر ‪.‬‬
‫ومااا يقتضاايه ذلااك ماان إحااداث تعااديالت فااي بعااض وسااائل وأدوات الرقابااة والتوجيااه‬
‫التي تمارسها البنوك المركزية على المؤسسات المالية والمصرفية اإلسالمية مثل ‪:‬‬
‫ االحتياطي القانوني مع استحداث وسائل أخرى لضامان مخااطر االساتثمار كإنشااء‬‫صناديق لتأمين مخاطر االستثمار ‪.‬‬
‫‪ -‬نسبة السيولة ‪.‬‬
‫ سقوف االئتمان وما تحتاجاه البناوك اإلساالمية فاي ممارساة البناك المركازي للساقوط‬‫االئتمانيااة إلااى مرونااة كبي ارة حتااى ال يتااأثر حجاام اسااتثمارتها ومعاادل أرباحهااا ‪ .‬ممااا‬
‫يجعل هذا السياسة استثناء في معاملة البنوك اإلسالمية ‪.‬‬
‫ب) أما الصعوبات التي تواجه المنشآت الصغيرة والمتوسطة في تمولها اكتفى منها بماا‬
‫يلي ‪:‬‬
‫‪75‬‬
‫‪-‬‬
‫سياسة تسعير المنتجات ‪.‬‬
‫‪-‬‬
‫انخفاض الوعي المصرفي ‪.‬‬
‫‪-‬‬
‫تشابه المنتجات في األسواق المحلية مما يؤدي إلاى ارتفااع درجاة المنافساة‬
‫‪-‬‬
‫عدم وجود سياساات واضاحة ومدروساة لالساتثمار واإلنتااج وضاعف الخبارة‬
‫‬‫‪-‬‬
‫سياسة األجور ‪.‬‬
‫انخفاض الوعي التسويقي ‪.‬‬
‫التي تضر عملية التسويق ‪.‬‬
‫لديها أحياناً كثيرة ‪.‬‬
‫‪ -14‬لةلك يتعين أن نوصي بالتالي ‪:‬‬
‫أوالً ‪ :‬سبل مواجهة الصعوبات والمعوقات التي تواجه المنشآت المتوسطة والصغيرة‪:‬‬
‫‪ -1‬أن تك ا ااون ه ا ااذ المنش ا ااآت أح ا ااد المكون ا ااات الرئيس ا ااة ف ا ااي خط ا ااة التنمي ا ااة االقتص ا ااادية‬
‫واالجتماعية ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن تكا ااون أحا ااد األها ااداف الرئيسا ااة فا ااي مجا ااال اسا ااتخدام وتوظيا ااف أم ا اوال المصا ااارف‬
‫والمؤسسات المالية اإلسالمية وأحد مكونات سياستها التمويلية ‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون لهذ المنشآت مناطق تاوطن واضاحة ومدروساة باساتخدام األسااليب العلمياة‬
‫والفنياة ماان خااالل د ارساات الجاادوى ممااا يسااعد علااى ربطهااا بالم ازياا الماديااة والمكانيااة‬
‫والوفورات ‪.‬‬
‫‪ -4‬االرتباط التام بين الهيكل التنظيمي لهذ المنشآت وتحقيق أهداف نشاطها المختلفة ‪.‬‬
‫‪ -5‬تحقيق نوع من التعاون بين هذ المنشآت والمنشآت الكبيرة ‪.‬‬
‫ثانياً ‪ :‬أما بخصوش المصارف اإلسالمية فإنهاا بحاجاة إلاى تطاوير صاي التمويال المتاحاة‬
‫ل ااديها وتط ااوير ص ااي تموي اال جدي اادة بقص ااد المالئم ااة والتناس ااب والنه ااوض بالمنش ااآت‬
‫الصغيرة والمتوسطة ‪:‬‬
‫‪ -1‬تطوير صي التمويل المتاحة من خالل ‪:‬‬
‫أ‪-‬‬
‫التخصااش القطاااعي أي حسااب قطاااع النشاااط الااذي تمارسااه المنشااآت الصااغيرة‬
‫والمتوسطة فهناك ‪:‬‬
‫‪ -‬قطاع التجارة ‪.‬‬
‫‪ -‬قطاع الخدمات ‪.‬‬
‫ القطاع الزراعي ‪.‬‬‫‪76‬‬
‫ القطاع الصناعي ‪.‬‬‫‪ -‬القطاع العقاري ‪.‬‬
‫م ااع م ااا يتطلب ااه ك اال قط اااع بحس ااب طبيعت ااه م اان ف اان وخبا ارة والم ااام واس ااع بفنيات ااه‬
‫ومتطلباته ‪.‬‬
‫ب‪ -‬التخصااش فااي العمليااات حسااب اوجااال بقصااد التغلااب علااى مشاااكل االسااتثمار‬
‫قصير األجل والتي من أهمها ‪:‬‬
‫‪ -1‬انخفاض سرعة دوران األموال ‪.‬‬
‫‪ -2‬صااعوبة مشاااركة هااذا النااوع ماان االسااتثمار فااي المشاااريع التااي تتطلااب بحسااب‬
‫طبيعتهااا اسااتثمارات طويلااة األجاال فااي حااين أن معظاام الودائااع فااي المصااارف‬
‫اإلس ااالمية قص اايرة األج اال ‪ ،‬وم اان الخط اار اس ااتخدام أما اوال قص اايرة األج اال ف ااي‬
‫استثمارات طويلة األجل ‪.‬‬
‫وب اذلك يتضااح وجااود عقبااة فااي تموياال المشاااريع المتوسااطة والطويلااة األجاال بااأموال قصاايرة‬
‫األجل على أساس من المشاركة في الربح والخسارة ‪.‬‬
‫‪ -3‬هااذا فض االً عاان صااعوبة توجيااه الودائااع قصاايرة األجاال بالعملااة األجنبيااة إلااى هااذ‬
‫المشاااريع حيااث تحاارش المصااارف اإلسااالمية فااي الغالااب علااى اإلبقاااء علااى هااذ‬
‫العم ااالت األجنبي ااة والنتيج ااة الطبيعي ااة ل ااذلك ه ااو اتج ااا ه ااذ األما اوال إل ااى أسا اواق‬
‫المضاربات الخارجية وازدياد نسبة المخاطر التي تواجهها ‪.‬‬
‫ج‪ -‬التوفيق بين الموارد واالستخدامات حسب األجل ‪:‬‬
‫بمعنى تناسب المدخالت (الموارد) ماع المخرجاات (االساتخدامات) وماا يتطلباه ذلاك‬
‫ماان أن يعا لاد المصاارف اإلسااالمي مشااروعات اسااتثمارية قصاايرة ومتوسااطة وطويلااة‬
‫تناسب المنشآت الصغيرة والمتوسطة ويعلن المصرف عن ذلك للمتعاملين ‪ ،‬ويحادد‬
‫الماادة المناساابة لكاال وديعااة يرغااب صاااحبها فااي اسااتثمارها فااي مشااروع معااين كمااا‬
‫يمكن إنشاء سلة مشروعات متنوعة المدة لتوزيع المخاطر بحيث ال يسمح بالسحب‬
‫من الوديعة إال بعد إنتهاء مدتها ‪.‬‬
‫د‪-‬‬
‫يج ااب عل ااى المص اارف أن يأخ ااذ ف ااي اعتب ااار المش ااروعات المناس اابة لك اال منطق ااة‬
‫جغرافيا ااة وتبع ا ااً لنشا اااط أها اال المنطقا ااة وظا ااروفهم االجتماعيا ااة وامكانيا اااتهم لتقا ااديم‬
‫م اادخرات ‪ ،‬ومحاول ااة التوفي ااق تبعا ااً ل ااذلك ب ااين الم اادخالت والمخرج ااات أو الما اوارد‬
‫واالستخدامات ‪.‬‬
‫‪ -15‬نماذج تمويلية أكثر مالئمة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة ‪:‬‬
‫‪77‬‬
‫‪ -1‬المشاركة في صفقة ‪.‬‬
‫‪ -2‬المشاركة في رأس المال العامل ‪.‬‬
‫وتستخدم في تمويل رأس المال العامل أيضاً الصي التمويلية التالية ‪:‬‬
‫ اإلجارة إذا كانت حاجة المنشأة تتمثل في معدات لفترة معينة ‪.‬‬‫‪ -‬المرابحة إذا كانت حاجة المنشأة تتمثل في شراء مواد أولية أو بضائع ‪.‬‬
‫ المشاااركة ف ااي الا اربح والخسااارة بنس ااب يتف ااق عليه ااا بااين البن ااك والعمي اال وهن اااك رأي‬‫بتمويل رأس المال العامل لقاء نسبة من المبيعات قياساً على عقد المزارعة ‪.‬‬
‫وهناك تجروة لبنك فيصل اإلسالمي السوداني في تمويل رأل المال العامل باإلجارة ‪.‬‬
‫‪ -16‬ال ندعي أن الموضوع قد استوى على سوقه أو أشبع بحثااً وتنقيبااً فهاو ماازال بحاجاة إلاى‬
‫دراسات ميدانية واسعة وتقييم تجاربه والخلوش إلى معايير متفق عليها وضوابر واضحة‬
‫ومحددة صالحة للتطبيق ‪ ،‬مع األخذ في االعتبار اخاتالف المكاان والظاروف واألحاوال ‪،‬‬
‫وانما حاولنا قدر اإلمكان ‪:‬‬
‫ رب اار الموض ااوع بأص ااوله ف ااي الم اانهج اإلس ااالمي عل ااى مس ااتوى نظام ااه االقتص ااادي‬‫ونظامه المصرفي ومتطلبات تمويل هذ المشروعات كما حاولنا ‪:‬‬
‫وضع تصور لرسام خطاة عمال نحاو تبناي تمويال المنشاآت الصاغيرة والمتوساطة بماا يؤساس‬
‫لتنمية شعبية حقيقية ذاتية ومستمرة بإذن هللا تعالى ‪.‬‬
‫‪78‬‬
‫تقييم أامية صيغ التمويل اإلسالمي‬
‫للمشروعات الصغيرة والمتوسطة‬
‫( نقول )‬
‫إن المنشأة الصغيرة والمتوسطة هي األساس الفعال لا‪:‬‬
‫أوالً‪:‬‬
‫بدء تطوير البنية االقتصادية‪.‬‬
‫ثانياًً ‪ :‬توسيع قاعدة الملكية وتنوعها ‪.‬‬
‫ثالثاًً ‪ :‬إرساء قواعد المسئولية الشعبية‪.‬‬
‫رابعاًً ‪ :‬انطالقة برنامج االقتصاد اإلسالمي لإلصالح الحقيقي وما يتبنا من التنمية القاعدية‬
‫لكل من المشروعات واألشخاش‪.‬‬
‫بقلم‬
‫أ‪.‬د‪ .‬عبدالحميد محمود البعلي‬
‫أستاذ الفقة المقارن واإلقتصاد اإلسالمي‬
‫رئيس قسم اإلقتصاد بكلية الشريعة وأصول الدين‬
‫بالجنوب – جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية ( سابقاً )‬
‫المستشار باللجنة اإلستشارية العليا للعمل على إستكمال تطبيق‬
‫أحكام الشريعة اإلسالمية – الديوان األميري – دولة الكويت‬
‫‪79‬‬
‫خطة البحث ومنطلقاته األساسية ‪:‬‬
‫إن تقياايم أهميااة صااي التموياال اإلسااالمي للمشااروعات الصااغيرة والمتوسااطة يجااب ماان وجهااة‬
‫نظرنا أن ينطلق من المحاور الرئيسية التالية ‪:‬‬
‫المحور األول ‪:‬‬
‫الحاجة الماسة إلى تأسيس وبناء اقتصاديات إنتاج حقيقية تقود عملية التنمية ‪.‬‬
‫المحور الثاني ‪:‬‬
‫قدرة النشاط المصرفي والمالي اإلسالمي على تلبية متطلبات التنمية الحقيقية إذا توافرت ‪:‬‬
‫‪ ‬اإلسااتراتيجية الواضااحة والمدروسااة لالسااتثمار ومااا يجااب أن يتاوافر لهااا ماان دعااائم‬
‫وبخاصة إذا علمنا ‪-:‬‬
‫إن المصااارف والمؤسسااات الماليااة اإلسااالمية تقااوم علااى أساااس منهجيااة اإلسااالم فااي‬
‫االقتصاد وبرنامجه اإلصالحي القائم على الركائز التالية ‪:‬‬
‫‪ )1‬تصحيح وظيفة النقود‪.‬‬
‫‪ )2‬تنوع وتعدد قاعدة الملكية‪.‬‬
‫‪ )3‬الزكاة ودورها االقتصادي واالجتماعي‪.‬‬
‫‪ )4‬تعظيم العنصر البشري وتدريبه‪.‬‬
‫‪ )5‬دور الدولة المتوازن‪.‬‬
‫‪ )6‬الحالل والحرام أصل المكاسب واإلنفاق بأنواعة األربعة‪.‬‬
‫‪ )7‬تفعيل يلية العمل المصرفي وأخالقياته الشرعية وما يقوم عليه من قاعادة الغارم‬
‫با ااالغنم فا ااي مباش ا ارة التجا ااارة واالسا ااتثمار وما اان ثا اام تبنا ااي القاعا اادة اإلنتاجيا ااة ال‬
‫اإلق ارضا ا ااية وبالتا ا ااالي قا ا اادرة المص ا ا اارف اإلسا ا ااالمية علا ا ااى اسا ا ااتقطاب الودائا ا ااع‬
‫وخصوص ااية الم ااودعين فيه ااا وه ااذ المنهجي ااة اإلس ااالمية ف ااي االقتص اااد تتبن ااى‬
‫برنامجاً لإلصالح االقتصادي قائم على أربعة ركائز هي ‪:‬‬
‫‪ .1‬تحفيز اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ .2‬شجيع اإلدخار‪.‬‬
‫‪ .3‬ترشيد اإلستهالك‬
‫‪ .4‬المدة الزمنية الالزمة والكافية ‪.‬‬
‫‪80‬‬
‫وعلمنا أن المشروعات الصغيرة والمتوسطة أحد مفردات حزمة سياسات اإلصالح االقتصادي‬
‫بالدول النامية‪.‬‬
‫المحةةور الثالةةث‪ :‬المعوقااات والصااعوبات التااي تواجااه كااال ماان المصااارف والمؤسسااات الماليااة‬
‫اإلسالمية والمنشآت الصغيرة والمتوسطة في التمويل الذي تقدمه األولى األخيرة‬
‫المحةةةور الرابةةةع ‪ :‬أس اااليب المص ااارف والمؤسس ااات المالي ااة اإلس ااالمية ف ااي تموي اال المنش ااآت‬
‫الصغيرة والمتوسطة كمؤشر تقييمي‪.‬‬
‫المحةةةور الخةةةامس ‪ :‬متطلب ااات النج اااح الخمس ااة للمؤسس ااات والمنش ااآت ف ااي التموي اال والتم ااول‬
‫كمؤشر تقييمي‪.‬‬
‫‪81‬‬
‫المحور األول ‪:‬‬
‫الحاجة الماسة إلى تأسيس وبناء اقتصاديات إنتاج‬
‫حقيقية تقود عملية التنمية‪.‬‬
‫ الواقع االقتصادي المؤلم في التقارير الدولية ‪:‬‬‫يشير تقرير برنامج األمم المتحدة اإلنمائي حول التنمية البشرية سنة ‪2001‬م إال أنه على الرغم مان‬
‫أن العالم يكافح من أجل تنمية بشرية أفضل فال يزال نحو ‪ 90‬مليون نسمة يعيشون في فقر مدقع ‪،‬‬
‫وال زال ‪ 826‬مليااون نساامة يعااانون سااوء التغذيااة ‪ ،‬وال زال مليااار نساامة يفتقاارون إلااى مصااادر ميااا‬
‫مناساابة ‪ ،‬ومتوقااع أن عاادد األطفااال الااذين ال يتلقااون تعليم ااً يبل ا ‪ 115‬مليااون طفاال وواحااد ماان كاال‬
‫عشرة يولدون في أفريقيا جنوب الصحراء يموت‪.‬‬
‫كمااا ينشاار التقرياار خالصااة مؤداهااا أن الاادول تصاانف إلااى خمااس فئااات عنااد الحكاام علااى إنجازاتهااا‬
‫التقنية والتي تعتبار الياوم صالب التنمياة البشارية وتلاك الفئاات الخماس طبقااً لموقاع قنااة الجزيارة علاى‬
‫شبكة اإلنترنت هي ‪ :‬القادة والقادة المحتملاون والنشاطون والمهمشاون واوخارون مان باين دول العاالم‬
‫صنفت ‪ 18‬دولة ضمن فئة القادة من بينها إسرائيل و ‪ 18‬دولة أخرى ضمن القادة المحتملاون بينهاا‬
‫بلد واحد مسلم هو ماليزيا‪.‬‬
‫كما أصدرت المؤسسة العربية لضمان االستثمار تقريرها حول مناخ االستثمار في الدول العربية في‬
‫عااام ‪ 2001‬متضاامناً أنااه يقاادر معاادل النمااو الحقيقااي للناااتج المحلااي اإلجمااالي لا ا ‪ 17‬دولااة عربيااة‬
‫توافرت عنها بيانات بنمو ‪ % 3.9‬منخفضاً من نحو ‪ %4.2‬عن عام ‪ 2000‬وتراجع مؤشر المركب‬
‫لمناخ االستثمار بنحو ‪ %0.7‬نقطة مقابل ‪ 1.2‬نقطة في عام ‪2000‬م‪.‬‬
‫تشير التقارير إلى أن االعتمااد المتباادل باين اقتصااديات العاام أصابح فاي ت ازياد مساتمر ولكناه يعناي‬
‫أيضاً أن انتقال األمراض بين تلك االقتصاديات أصبح أكبر وفاي ت ازياد مساتمر ‪ ،‬ففاي عاام ‪1997‬م‬
‫بل معادل نماو تجاارة السالع العالمياة نحاو ‪ %11‬ولكان أزماة يسايا االقتصاادية هبطات باه إلاى معادل‬
‫‪ %5‬لعامي ‪ 1998‬و ‪1999‬م‪.63‬‬
‫‪ 63‬تقرير الشال االقتصادي رقم ‪ 43‬العدد ‪ 11‬لسنة ‪2001‬‬
‫‪82‬‬
‫وياذكر تقريار التنمياة البشارية العربياة ‪2002‬‬
‫‪64‬‬
‫بعاض المؤشارات حااول االرتفااع المضاطرد فاي عاادد‬
‫الس ااكان وال ااذي يص اااحبه انخف اااض مض ااطرد ف ااي مس ااتوى المعيش ااة ويظ اال مس ااتوى الفق اار أدن ااى م اان‬
‫مستويات أكثر الدول فق اًر‪ ،‬وانخفااض إنتاجياة العمالاة العربياة بنسابة ‪ %0.2‬سانوياً للفتارة مان ‪1960‬‬
‫– ‪1990‬م‪ ،‬وطاقااات النساااء العربيااات شاابه معطلااة فيااه ‪ ،‬ناهيااك عاان تخلااف البيئااة السياسااية نفسااها‬
‫وعدم وجود يلية للقياس والتغييار ‪ ،‬وأن ‪ 15‬دولاة عربياة مان أصال ‪ 22‬تعااني نادرة شاديدة فاي المياا‬
‫أو تقااع تحاات خاار الفقاار فااي الميااا ‪ ،‬وفااي خالصااة وباسااتبعاد مسااتوى الاادخل يضااع مؤشاار التنميااة‬
‫البشرية ‪ HDI‬البالد العربياة فاي الماؤخرة ماا باين ‪ 111‬دولاة باساتثناء أفريقياا ‪ ،‬والبشار عمااد التنمياة‬
‫وكل ذلك طبقاً للتقارير يحدث في دول غنية مالياً فقيرة تنموياً ‪ ،‬أو بمعنى أصح أننا دول تفتقر إلى‬
‫الااوعي التنمااوي أو القاادرة علااى إدارة مواردهااا للحاااق بركااب التطااور العااالمي كمااا يقااول مؤشاار الشااال‬
‫االقتصادي‪.65‬‬
‫وفااي تعليااق مجلااة اإليكونومساات علااى التقرياار متسااائلة ‪ :‬مااا خطااب العاارب ح ولماااذا حشااروا خلااف‬
‫التطور ح وتقر اإليكونومست بأننا نملك ما يكفي من ثروة ومن تجانس خالفاً لمناطق العالم األخرى‬
‫‪ ،‬ومن إرث حضاري ولغوي وديني يفترض أن يحمي عملية التغيير ‪.‬‬
‫خالصة ما تقدم ‪:‬‬
‫أننااا أصاابحنا بحاجااة ماسااة إلااى بناااء اقتصاااد إنتاااجي والااى تنميااة حقيقيااة وهااذا وذاك نأخااذ‬
‫بأسبابه الحقيقية ‪ ،‬وهنا نستطيع القول بأن المصارف والمؤسسات المالياة اإلساالمية ودورهاا‬
‫فاي التموياال والتنميااة يمكاان أن تاؤدي دو اًر فاااعالً وحقيقيااً فااي ذلااك األماار خ الخطااب‪ 66‬الجلاال‬
‫أال وها ااو بنا اااء اقتصا اااد إنتا اااجي حقيقا ااي ‪ ،‬واحا ااداث تنميا ااة حقيقيا ااة تا اانهض با ااالواقع المحلا ااي‬
‫واإلقليم ااي م اان خ ااالل النه ااوض بالمنش ااآت المهني ااة والص ااناعية واإلنتاجي ااة بجمي ااع أش ااكالها‬
‫وأنواعها ولكن الواقع العربي يقول ‪:‬‬
‫‪64‬‬
‫نشرته جريدة النيويورك تايمز في عدد ‪ 2‬يوليو ‪ 2002‬وأعد بتكليف من األمم المتحدة والصندوق العربي لإلنماء االقتصادي واالجتماعي‪.‬‬
‫‪65‬‬
‫رقم ‪ 27‬للسنة ‪ 2002/12‬بتاريخ ‪.2002/7/13‬‬
‫‪) 66‬كما تقول مجلة اإليكونومست في تعليقها على تقرير التنمية البشرية العربية ‪2002‬م ومشار إليه في تقرير الشال اإلقتصادي رقم ‪ 27‬للسنة ‪ 2002/12‬بتاريخ‬
‫‪2002/7/13‬م‪.‬‬
‫‪83‬‬
‫* أن معظم الثروات تولدت من خالل أنشطة أامها‪:‬‬
‫‪ ‬المقاوالت والتجارة‪.‬‬
‫‪ ‬عقود التوريد‪.‬‬
‫‪ ‬األنشطة الفندقية ‪.‬‬
‫‪ ‬األعمال المصرفية والخدمات المالية‪.‬‬
‫‪ ‬المضاربات العقارية ‪.‬‬
‫‪ ‬الوكاالت التجارية والمصرفية والسمسرة في الصفقات‪.‬‬
‫* وليس من النشاط الصناعي أو السلعي التصديري مثل ‪:‬‬
‫‪ ‬صناعة السيارات في إيطاليا‪.‬‬
‫‪ ‬صناعة البرمجيات في ‪U.S.A‬‬
‫‪ ‬صناعة الحديد والصلب في الهند‪.‬‬
‫‪ ‬الصناعات الغذائية‬
‫‪ ‬أي ارتب اااط الث ااروات بأنش ااطة إنتاجي ااة وتص ااديرية مرتبط ااة باالقتص اااد العين ااي‬
‫اار إيجابيااة كبي ارة علااى الناااتج‬
‫المتجاادد ‪ ،‬وبالتااالي فلاان يكااون لهااذ الثااروات يثا اً‬
‫المحلي اإلجمالي على أسس دائمة ومتواصلة‪.‬‬
‫‪ ‬وهكااذا تاازداد الفجااوة فااي بنيتااه االقتصاااد العربااي خصوص ااً بااين التوسااع فااي‬
‫األنشااطة الماليااة والتجاريااة ماان ناحيااة والركااود فااي مجااال األنشااطة اإلنتاجيااة‬
‫والتصديرية ‪ ،‬وينعكس ذلك بدورة على مستوى توزيع الدخول والثروات فيازداد‬
‫الفق اراء فق ا اًر نتيجااة ضااعف فاارش التوظيااف المنااتج وخفااض مسااتويات الاادخل‬
‫واالدخ ااار للغالبي ااة العظم ااى م اان الس ااكان ‪ ،‬بينم ااا ي اازداد ثا اراء ورفاه ااة الطبق ااة‬
‫المرتبطااة بأنش ااطة التج ااارة والمق اااوالت والخ اادمات المالي ااة واقتص اااد الص اافقات‬
‫وهم ‪ %20‬الذين يقبعون على قمة توزيع الدخول والثروات ‪.‬‬
‫‪ ‬وب ااين الكتلت ااين تنحش اار طبق ااة ‪ %30‬وتك ااافح للحف ااار عل ااى مس ااتوى معيش ااي‬
‫محترم والتمتع بالحد األدنى من الحياة الكريمة‪.‬‬
‫‪84‬‬
‫المحور الثاني ‪:‬‬
‫ق اادرة النش اااط المصا ارفي والم ااالي اإلس ااالمي عل ااى تلبي ااه متطلب ااات التنمي ااة الحقيقي ااة بش ااروط‬
‫النش اااط المص ا ارفي والما ااالي اإلس ااالمي وقدرتاااه علا ااى تلبيا ااه متطلب ااات التنمي ااة علا ااى أسا اااس‬
‫إستراتيجية اإلستثمار الواضحة والمدروسة‪.‬‬
‫المصارفية اإلسااالمية تعتمااد علااى القاعاادة اإلنتاجيااة ال اإلق ارضااية فااي أصااولها الفكريااة وفااي‬
‫ممارسااتها العمليااة باادل علااى ذلااك ويؤكااد ساالة األدوات والصااي التمويليااة واالسااتثمارية التااي‬
‫تتبناها هذ المصارف‪.67‬‬
‫أوالً‪ :‬الدعائم الست الستراتيجية االستثمار في البنوك والمؤسسات المالية اإلسالمية‬
‫‪68‬‬
‫البن ااوك والمؤسس ااات المالي ااة اإلس ااالمية ق ااد ت ازي ااد ع ااددها وتض اااعفت فروعه ااا وش اااركتها ف ااي‬
‫العماال البنااوك التقليديااة ‪ ،‬يجااب أن تتبنااى إسااتراتيجية واضااحة لالسااتثمار تقااوم علااى الركااائز‬
‫التالية ‪:‬‬
‫‪ )1‬التناغم مع الخطر االقتصادية للدول التاي توجاد فيهاا والعمال علاى دعمهاا بقصاد تحقياق أهاداف‬
‫التنمية الملحة في تلك الدول‪.‬‬
‫‪ )2‬المواءمااة بااين مصااادر التموياال ومواضااع النشاااطات واألعمااال وبااين الصااي واألدوات التمويليااة‬
‫واالستثمارية المستخدمة والمتعددة والمتنوعة بما يلبي كافة االحتياجات الحقيقية للواقع‪.‬‬
‫‪ )3‬وعلا ااى وجا ااه الخصا ااوش تمويا اال المشا ااروعات الصا ااغيرة ومشا ااروعات الشا ااباب الحرفيا ااة والمهنيا ااة‬
‫باعتبارها يلية للتنمية القاعدية ‪ ،‬وألن هذ المجاالت ال تنافساها فيهاا الشاركات العالمياة الكبارى وهاذا‬
‫وذلك يشكل قاعدة مستقبلية القتصاد وطني قوي ومستقل قادر على االستمرار ‪ ،‬وهي إساتراتيجية ال‬
‫تتوافر للبنوك التقليدية التي تساعى غالبااً إلاى كباار المساتثمرين فقار وقاد ياؤدي إفاالس بعاض الكباار‬
‫إلى يثار خطيرة خاصة مع التسيب في اإلقراض‪.‬‬
‫‪ 67‬أنظر بحثنا أدوات التمويل واإلستثمار في المؤسسات المالية اإلسالمية مقدم للمؤتمر السنوي الرابع للبنوك اإلسالمية –‬
‫األكاديمية العربية للعلوم المالية والمصرفية – عمان – يونيو ‪.2001‬‬
‫‪ 68‬لإلستئناس أنظر مشروع اإلستراتيجية طويلة المدى للعالقات والمفاوضات الخليجية مع الدول والتكتالت والمنظمات الدولية‬
‫– مجلة ففاق إقتصادية المجلد ‪ 22‬العدد ‪ 86‬للسنة ‪ 2001-1421‬ص‪201‬‬
‫‪85‬‬
‫‪ )4‬التعاون والتناسق فيما بينها وبين غيرهاا وذلاك مان خاالل ماا هاو موجاود فعاالً مان أدوات وصاي‬
‫مع العمل على تطوير أدوات جديدة فمن األدوات واألساليب المجدية في الواقع ‪:‬‬
‫ المحافظ اإلستثمارية وصناديق اإلستثمار‪.‬‬‫‪ -‬التمويل المصرفي المجمع‪.‬‬
‫وذلااك فااي ظاال ضااآلة اإلسااتثمارات البينيااة وضاايق نطاقهااا ‪ ،‬وهنااا يكااون ماان األول اى توجيااه روؤس‬
‫األموال اإلسالمية وتشجيعها للعودة والتي تقدر بآالف المليارات من الدوالرات‪.‬‬
‫‪ )5‬صااياغة نمااوذج لدالااة اإلدخااار وفااق المعطيااات الشاارعية ماان تحاريم سااعر الفائاادة ‪ ،‬وماان الساالوك‬
‫اإلسااتهالكي الرشاايد ‪ ،‬وسياسااة الق اوام فااي اإلنفاااق ‪ ،‬وتااوفر القن اوات اإلدخاريااة المص ارفية ‪ ،‬وارتفاااع‬
‫معدالت األرباح والعوائد التي تقدمها البنوك اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ )6‬تش ااجيع وتموي اال الص ااناعات التص ااديرية وتنويعه ااا لألفك ااار التمويلي ااة لتحفيزه ااا عل ااى أداء دوره ااا‬
‫وتحمااال مسااائوولياتها فا ااي التنمياااة اإلقتصا ااادية ‪ ،‬إذ تكا اااد تتف ااق الا اادول النامي ااة علا ااى ضا اارورة زيا ااادة‬
‫صا ااادراتها بإسا ااتمرار حتا ااى ت ا اتمكن ما اان دفا ااع قيما ااة إسا ااتيرادها ما اان السا االع ال أرسا اامالية واإلسا ااتهالكية‬
‫األساسية‪.69‬‬
‫‪ 69‬لإلستئناس أنظر بحث د‪ .‬خالد عبدهللا المشعل – صيارة وتقرير دالة اإلدخار العائلي في المملكة العربية‬
‫السعودية مجلة ففاق إقتصادية المجلد ‪ 20‬العدد ‪ 80‬السنة ‪1999-1423‬م‬
‫‪86‬‬
‫إن البنااوك والمؤسسااات الماليااة اإلسااالمية فااي ظاال إسااتراتيجياتها السااابقة متفااردة بهويتهااا وال تصاادر‬
‫األزمااات االقتصااادية باال تقاادم منهج ااً متفاارداً وتصاادر الحلااول ‪ ،‬حيااث تسااتطيع فااي ظاال إسااتراتيجية‬
‫واضحة أن تستأثر وتستأسد بحصة من السوق المصرفية ال يستطيع غيرها أن ينافسها فيها وهي ‪:‬‬
‫‪ ‬شريحة الذين ال يرغبون في التعامل بسعر الفائدة‪.‬‬
‫‪ ‬شريحة الذين يرغبون في الحصول على مزايا العمل المصرفي اإلسالمي‪.‬‬
‫‪ ‬شريحة الذين ينادون بتنمية حقيقية مستمرة تقوم على بناء اقتصاد إنتاجي حقيقي‪.‬‬
‫‪87‬‬
‫المصةةارف والمؤسسةةات الماليةةة واإلسةةالمية تقةةوم فةةي أعمالهةةا ونشةةاطاتها علةةى أسةةاس‬
‫منهجية اإلسالم في اإلقتصاد وبرنامجه اإلصالحي القائم على الركائز السبع التالية‪:‬‬
‫أ) تصحيح وويفة النقود إذ النقود رؤوس أموال يت َجر بها ال فيها ‪:‬‬
‫‪ ‬فال يكنزوها‪.‬‬
‫‪ ‬وال يفسدوا وظائفها‪.‬‬
‫‪ ‬وال يأكلوها بالباطل‪.‬‬
‫‪ ‬وال يجعلوها دولة بين األغنياء منهم‪.‬‬
‫ب) تنوع وتعدد الملكية على أساس المصلحة الواقعية الحقيقية والحاجة االقتصادية ‪:‬‬
‫‪ ‬الملكية الخاصة‪.‬‬
‫‪ ‬الملكية العامة ‪.‬‬
‫‪ ‬الملكية المختلطة والمشتركة والتعاونية‪.‬‬
‫‪ ‬الوقف‪.‬‬
‫ج) الزكاة ودوراا االقتصادي والتكافل اإلجتماعي كجزء ال يتجزأ من النشاط المصرفي واإلقتصادي‪.‬‬
‫د) تفعيل فلية العمل المصرفي وأخالقياته الشرعية وما تقوم عليه من ‪:‬‬
‫* مبدأ الخراج بالضمان‪.‬‬
‫* قاعدة الغرم بالغنم‪.‬‬
‫* مباشرة التجارة واالستثمار ومن ثم القاعدة اإلنتاجية ال اإلقتراضية‪.‬‬
‫اـ) تعظيم العنصر البشري وتدريبه‪.‬‬
‫و) دور الدولة المتوازن‪.‬‬
‫حـ) الحالل والحرام أصل المكاسب واإلنفاق‪.‬‬
‫وعلى تنوع وتكامل ظ اإلنفاق ظ في المنهج االقتصادي في اإلسالم إلى أربعة أنواع هي‪:‬‬
‫‪ )1‬اإلنفاق االستثماري‪.‬‬
‫‪ )2‬اإلنفاق التجاري ‪.‬‬
‫‪ )3‬اإلنفاق التصدقي بشقية الفريضة والتطوعي‪.‬‬
‫‪ )4‬اإلنفاق االستهالكي‪.‬‬
‫وإن المصارف والمؤسسات المالية اإلسالمية ونظامها اإلقتصةادي تتبنةى فليةة‬
‫اإلصالح اإلقتصادي ( اليوسفي ) وماتقوم عليه من ركائز أربع اي ‪:‬‬
‫‪88‬‬
‫أ) تحفيز اإلنتاج من قوله تعالي ‪:‬‬
‫( تزرعون سبع سنين دأباً )‬
‫ب) تشجيع اإلدخار من قوله تعالى ‪:‬‬
‫( فذرو في سنبله )‬
‫ج) ترشيد اإلستهالك من قوله تعالى ‪:‬‬
‫( إال قليالً مما تأكلون )‬
‫د) المدة الزمنية الالزمة والكافية لتطبيق الخطة االقتصادية وحتى تؤدي أكلها من قوله تعالى ‪:‬‬
‫( ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون )‪.‬‬
‫يقول تعالى ‪:‬‬
‫( يوسف أيها الصديق أفتنا في سبع بقرات سامان ياأكلهن سابع عجااف وسابع سانبالت خضار وأخار‬
‫يابسات لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون ‪ .‬قال تزرعون سنين دابااً فماا حصادتم فاذرو فاي سانبله‬
‫إال قليالً مما تأكلون ‪ ،‬ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن إال قليالً مما تحصنون ‪،‬‬
‫ثم يأتي من ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون)‬
‫سورة يوسف ( ‪) 49-46‬‬
‫‪89‬‬
‫قدرة المصارف اإلسالمية على إستقطاب الودائع وخصوصية المودعين فيها ‪:‬‬
‫المودعون في البنوك والمصارف اإلسالمية يشكلون عنصر قوة واستمرار ‪ ،‬ومن ثم يجب المحافظاة‬
‫علايهم وتوسايع دائارتهم ‪ ،‬وتشاير الد ارسااات الميدانياة إلاى أن المااودعين فاي هااذ المصاارف ينقساامون‬
‫إلى أربعة أنواع أو فئات ‪70‬هي ‪:‬‬
‫‪ )1‬الفئة الداعمة التي تحرش على التعامل الشرعي وهي الرصيد األساسي للبنوك اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ )2‬الفئ ااة المنح ااازة الت ااي تفض اال التعام اال م ااع البن ااوك اإلس ااالمية إذا وج اادت خ اادمات ومنتج ااات‬
‫إسالمية منافسة وهي فئة كبيرة‪.‬‬
‫‪ )3‬الفئة النفعية التي تبحث عن المزايا فقر‪.‬‬
‫‪ )4‬الفئة المناوئة التي ال ترغب في التعامل مع البنوك اإلسالمية‪.‬‬
‫وكمثااال مقااارن يبااين توزيااع الودائااع فااي البنااوك اإلسااالمية والتقليديااة ‪ ،‬نعتمااد حاليااً أول بنااك إسااالمي‬
‫وهو بنك دبي اإلسالمي الذي أنشئ سنة ‪ 1975‬خالل الجدول التالي‪:‬‬
‫مقارنااه النسااب المئويااة لمكونااات الودائااع إلجمااالي المصااارف وبنااك دبااي اإلسااالمي بدولااة اإلمااارات‬
‫العربية المتحدة ( ‪) 1995 – 88‬‬
‫أنواع الودائع‬
‫دبي اإلسالمي‬
‫إجمالي البنوك‬
‫‪71‬‬
‫تحت الطلب‪%‬‬
‫‪22‬‬
‫‪22.5‬‬
‫ألجل ‪%‬‬
‫‪59‬‬
‫‪63.4‬‬
‫التوفير ‪%‬‬
‫‪19‬‬
‫‪14.3‬‬
‫المجموع ‪%‬‬
‫‪%100‬‬
‫‪%100‬‬
‫وقد سقنا هذا المثال فقر كمؤشر على أهمية الادور الاذي تساتطيع أن تقاوم باه البناوك اإلساالمية فاي‬
‫جذب المزيد من اإليداعات ‪ ،‬ومن ثم التوسع في عمليات التمويل والتجارة واالستثمار‪ ،‬وان كان هذا‬
‫يفرض عليها وضع إستراتيجية واضحة المعالم ومدروسة في ظل تقارير تشير إلى تطاور اإلياداعات‬
‫فااي القطاااع المصارفي اإلسااالمي ‪ ،‬وكااذلك إلااى نمااو الحصااة السااوقية لهااا ‪ ،‬ممااا يتطلااب عماالً مكثفااً‬
‫من البنوك اإلسالمية واستقطاب مواقع جديدة باستمرار‪.‬‬
‫‪70‬د‪ .‬عبدالفتاح محمد فرج بحثه رؤية إسةتراتيجية لعمةل البنةوك اإلسةالمية فةي وةل العولمةة – مجلةة ففةاق إقتصةادية تصةدراا ررفةة التجةارة‬
‫والصناعة في دولة اإلمارات المجلد ‪ 21‬العدد ‪ 83‬السنة ‪1421‬اـ الموافق ‪2000‬م ص‪24‬‬
‫‪ 71‬المصدر التقارير السنوية – مصرف اإلمارات المركزي وبنك دبي اإلسالمي ‪1997-88‬م‪ -‬د‪ .‬عبدالفتاح محمد فرج – المرجع السابق‬
‫‪90‬‬
‫المشروعات الصغيرة والمتوسطة أحد المفردات الرئيسية لحزمة سياسات اإلصالح اإلقتصادي‬
‫بالدول النامية‬
‫نستطيع باإلستقراء أن نبلور اذه السياسات فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ )9‬سياسة إصالح األجور واألسعار وسوق العمل‪.‬‬
‫‪)10‬‬
‫سياسة ترشيد القطاع العام‪.‬‬
‫‪)12‬‬
‫سياسة إصالح النظام الضريبي في حالة وجود ‪.‬‬
‫‪)14‬‬
‫إصالح سياسة سوق رأس المال‪.‬‬
‫‪)11‬‬
‫‪)13‬‬
‫‪)15‬‬
‫‪)16‬‬
‫سياسة ترشيد اإلنفاق العام‪.‬‬
‫إصالح سياسة التجارة الخارجية‪.‬‬
‫جدولة الديون الخارجية وتخفيضها إلى أدنى حد ممكن‪.‬‬
‫سياسة تشجيع القطاع الخاش وتبني برنامج لتوسيع قاعدة الملكية الخاصة‪.‬‬
‫كاال ذلااك بهاادف التغلااب علااى المشااكالت االقتصااادية ‪ ،‬وانتهاااج سياسااة اسااتثمارية تقااوم علااى زيااادة‬
‫اإلنتاااج وماان ثاام تشااجيع القطاااع الخاااش ‪ ،‬وتمكينااه ماان أن يااؤدي دور بكفاااءة فااي عمليااة التنميااة‬
‫والنشاااط اإلقتصااادي ‪ ،‬وك ااذلك تمكااين المنش ااآت الصااغيرة والمتوس ااطة ماان أن ت ااؤدي دو اًر مهم ااً ف ااي‬
‫النشاااط اإلقتصااادي ‪ ،‬واعااادة تخصاايش الم اوارد اإلقتصااادية علااى فااروع اإلنتاااج المختلفااة ‪ ،‬لتحقيااق‬
‫مسااتويات الكفاااءة اإلقتصااادية العالميااة ‪ ،‬وهااذا مااا يجعلنااا نتناااول عنص ا اًر هام ااً فااي تمكااين المنشااآت‬
‫الصغيرة والمتوسطة من ذلك الدور من خالل عملياات التمويال واألدوات واألسااليب الالزماة فاي هاذا‬
‫الشأن‪.‬‬
‫‪91‬‬
‫المحور الثالث ‪:‬‬
‫معوقات وصعوبات تمويل المصارف والمؤسسات المالية اإلسالمية‬
‫للمنشآت الصغيرة والمتوسطة وسبل التغلب عليها‪.‬‬
‫نسااتطيع القااول بااأن هااذ المعوقااات والصااعوبات التااي تواجااه عمليااات المصااارف والمؤسسااات الماليااة‬
‫اإلسالمية للمنشآت الصغيرة والمتوسطة تنقسم إلى قسمين ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬يتعلق بالمصارف والمؤسسات اإلسالمية التمويلية ونبدأ به ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬يتعلق بالمنشآت المتمولة نفسها ‪ .‬وذلك على النحو التالي ‪:‬‬
‫‪92‬‬
‫أوال ‪:‬‬
‫الصعوبات والمعوقات التي تواجه المؤسسات والمصارف اإلسالمية في تمويل المنشآت‬
‫ معوقات قانونية في البيئة المصرفية واالستثمارية ‪:‬‬‫من أامها ما يلي ‪:‬‬
‫وسااائل البنااك المركاازي الحاليااة ويثارهااا علااى طبيعااة نشاااط المصااارف والمؤسسااات الماليااة اإلسااالمية‬
‫والتعديل الجزئي المطلوب‪.‬‬
‫إن األعمااال المحظااورة ( المنهيااات ) علااى البنااك المركاازي والبنااوك التجاريااة فااي جوهرهااا تشااكل لااب‬
‫عمليات المصارف اإلسالمية ( المطلوبات ) ‪ ،‬ونقصد بذلك أن تزاول أو تكاون لهاا مصالحة مباشارة‬
‫في أي عمل تجاري أو زراعي أو صناعي ( أي العمليات االستثمارية التجارية )‪.‬‬
‫ولمااا كااان الاادور الحقيقااي والرئيسااي للجهاااز المص ارفي وعلااى أرسااه البنااك المركاازي هااو دعاام التنميااة‬
‫اإلقتصااادية وتقويااة السااوق الماليااة ممااا يقتضااي التخلااي ولااو تاادريجياً عاان دور الوساااطة الحياديااة‪،‬‬
‫والدخول في النشاط اإلقتصاادي الحقيقاي ‪ ،‬واإليماان بهاذا الادور لادى السالطات النقدياة جعلهاا تانش‬
‫على السماح للجهاز المصرفي ( البنك المركزي والبنوك التجارية ) ولو على سبيل االساتثناء وبقياود‬
‫معينة لهذ البنوك ممارسة أنواع من النشاط اإلستثماري‪.72‬‬
‫هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فاإن الساماح للمصاارف اإلساالمية بالعملياات اإلساتثمارية والتجارياة‬
‫مااع األعمااال المصارفية ‪ ،‬يقتضااي إحااداث تعااديالت فااي بعااض وسااائل وأدوات الرقابااة والتوجيااه التااي‬
‫يمارسااها البنااك المركاازي علااى هااذ المؤسسااات المصارفية والماليااة ‪ ،‬واسااتعمال األدوات المناساابة فااي‬
‫نفس الوقت حتى ال يفلات زماام الرقاباة الواجباة مان قبال البناك المركازي بإعتباار بناك الدولاة ونخاش‬
‫على وجه التحديد ما يلي ‪:‬‬
‫‪ 72‬مثلما نصت عليه المادة (‪ )37‬من قانون البنك المركزي الكويتي بالنسبة للبنك المركزي والمادة (‪ )67‬بالنسبة للبنوك التجارية‬
‫‪93‬‬
‫‪ )1‬االحتياطي القانوني ‪:‬‬
‫الهاادف الرئيسااي ماان االحتياااطي القااانوني تحقيااق القاادرة لاادى المصااارف علااى تلبيااه السااحب ماان قباال‬
‫المودعين ‪ ،‬فإذا كان ذلك وكانت الودائع االستثمارية في المصارف اإلسالمية ال يمكن إال أن تكون‬
‫غياار مضاامونة علااى البنااك اإلسااالمي إال فااي حاااالت التعاادي والتقصااير واإلهمااال ‪ ،‬بإعتبااار البنااك‬
‫مضارباً ويضارب‬
‫‪73‬‬
‫الرتباط ذلك بالحالل والحرام في معامالت المصرف اإلسالمي فإن الخشية أو‬
‫الخوف من عدم قدرة البنك على تلبية طلبات السحب من قبل الماودعين تكاون منعدماة تمامااً ‪ ،‬مماا‬
‫يترتب عليه أن ينخفض االحتياطي القانوني إن لم ينعدم ‪ ،‬واال أصبحت أمواالً مكتنازة اركادة ال تادر‬
‫ثمة عائد ‪ ،‬ومن ثم يجب عدم التسوية بين النوعين من البنوك في نسب االحتياطي النقدي‪.‬‬
‫هذا وفي الوقت الذي نرى فيه أنه ال حاجة لالحتياطي النقدي مقابل الودائع االستثمارية في البنوك‬
‫اإلسالمية فإن األصح عند البعض‪ : 74‬أن االحتياطي ضروري مقابل هذ الودائع ولاو بنسابة أقال ‪،‬‬
‫والساابب أن هااذ البنااوك تساامح بسااحب هااذ الودائااع أو جاازءاً منهااا بشااروط قباال الميعاااد وال يتحقااق‬
‫ضمان ذلك إال بإخضاع هذ البنوك لنظام االحتياطي مقابل الودائع‪.‬‬
‫وهذا يفرض بدور على المؤسسات المالية والمصرفية اإلسالمية في نفاس الوقات نظاام اساتثمار جياد‬
‫تحت رقابة البنك المركزي لتالفي أو التقليل من مخاطر مما يقتضي‪:‬‬
‫أ) اسااتحداث وسااائل لضاامان مخاااطر االسااتثمار كإنشاااء صااندوق لتااأمين مخاااطر االسااتثمار‪ 75‬تحاات‬
‫إشراف البنك المركزي ‪ ،‬وتساهم فياه الودائاع االساتثمارية فاي البناوك اإلساالمية بنساب معيناة يحاددها‬
‫البنك المركزي‪.‬‬
‫وي ااا حب ااذا ل ااو اش ااترك البن ااك المرك اازي ف ااي إنش اااء ه ااذ المؤسس ااات لض اامان ودائ ااع المس ااتثمرين ف ااي‬
‫المصارف اإلسالمية ‪ ،‬باعتبار أن ذلك أمر حيوي وضروري حتى بالنسبة للبنوك التجارية‬
‫‪ 73‬والمضاربة نوع شركة في الربح على أن رأس المال من طرف يقال لةه رب المةال والعمةل مةن الطةرف اآلخةر‬
‫يقال له المضارب ‪ ،‬وتنقسم إلى مطلقة ال تتقيد بزمان وال مكان وال نوع تجارة وال تعيين بائع وال مشتر ومضةاربة‬
‫مقيدة متى كانت خالف ذلك‪.‬‬
‫أنظر ‪ 1406،1407‬مجلة األحكام العدلية – والمصرف اإلسالمي مضارب ويضارب بةنفس فليةة تعاملةه مةع أصةحاب‬
‫الودائع ‪ .‬أنظر الكمال بن الهمام – تكملة فتح القدير ح‪.484/8‬‬
‫‪74‬د‪ .‬نجاة هللا صديقي – أدوات السياسة النقدية في إقتصاد إسةالمي ص‪ -8‬د‪ .‬محمةد إبةراايم ربةوي – عالقةة البنةك‬
‫المركزي بالنسبة للمصرف اإلسالمي ص‪.17‬‬
‫‪ 75‬يقوم اذا الصندوق على نظام التأمين التعاوني بقواعده وفنياته الشرعية والعلمية وما يتسع له اذا النظام لضمان جميع‬
‫المخاطر بما فيها ضمان المسؤولية وضمان الخسائر‪.‬‬
‫‪94‬‬
‫وتنش عليه القاوانين الوضاعية ‪ ،‬فضاالً عان دورة فاي حماياة ونجااح المصاارف اإلساالمية ‪ ،‬وكساب‬
‫ثق ااة جمه ااور المتع اااملين معه ااا مس االمين وغي اار مس االمين ‪ ،‬مم ااا ي اانعكس إيجابيا ااً عل ااى اوداء الم ااالي‬
‫واإلقتصادي ككل ‪.‬‬
‫ب) تخصيش عمليات قصيرة وفيها نسبة كبيرة من الضمانات ‪ ،‬واحتسابها ضامن عناصار السايولة‬
‫المطلوبة قانوناً ‪ ..‬وهكذا‪.‬‬
‫والجدول التالي يوضح حقيقة الوضع في كال النوعين من البنوك‪:‬‬
‫البنوك التقليدية‬
‫ ودائع تحت الطلب ( جارية )‬‫‪ -‬ودائع إدخارية‬
‫المصارف اإلسالمية‬
‫ودائع جارية‬
‫ودائع استثمارية ‪:‬‬
‫ استثمار مشترك ‪.‬‬‫‪ -‬استثمار مخصص‬
‫فالودائع لدى البنوك التقليدية تتقاضى فائدة ثابتة وفقاً وجالها ‪ ،‬وليس على أساس نتاائج األعماال ‪،‬‬
‫والودائع اإلئتمانية في المصارف اإلسالمية ال تختلف عن الودائع تحت الطلب لدى البنوك التقليدية‬
‫وعاادم تقاض ااي فوائ ااد ف ااي الغالااب األع اام ‪ ،‬وم اان حي ااث ش ااروط اإليااداع والس ااحب واإللتاازام ب ااالرد عن ااد‬
‫الطلب‪.‬‬
‫‪ )2‬بنسبة السيولة القانونية ‪:‬‬
‫بالنساابة لنسااب الساايولة التااي تفرضااها البنااوك المركزيااة علااى البنااوك دون تمييااز فااإن أهاام عناصاار‬
‫الموجودات السائلة في الغالب في البنوك هي ‪:‬‬
‫‪ ‬األرصدة لدى البنوك المركزية والبنوك األخرى ولدى المراسلين‪.‬‬
‫‪ ‬السندات وأذونات الخزينة والسندات األجنبية‪.‬‬
‫‪ ‬األوراق النقدية والمسكوكات ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫أية موجودات أخرى يمكن أن يعتبرها البنك المركزي موجودات سائلة‪.‬‬
‫وبااالنظر إلااى عناصاار الموجااودات السااائلة يتضااح أن المصااارف اإلسااالمية ال يمكنهااا شاارعاً التعاماال‬
‫فااي العديااد منهااا كالسااندات واألذونااات بمختلااف أنواعهااا وماان ثاام فااإن تعماايم البنااوك المركزيااة لنسااب‬
‫‪95‬‬
‫السيولة على البنوك التقليدية والمصاارف اإلساالمية يضاع األخيارة مان الناحياة المصارفية البحتاة فاي‬
‫موقااف غياار عااادل عنااد إسااتخدام األم اوال إذ تقتصاار الموجااودات السااائلة لاادى المصااارف اإلسااالمية‬
‫عل ااى النقدي ااة واألرص اادة النقدي ااة والت ااي ف ااي الغال ااب ال ت اادر عائ ااداً ‪ ،‬عل ااى ح ااين أن معظ اام عناص اار‬
‫الموجااودات السااائلة لاادى البنااوك التجاريااة التقليديااة تاادر عائااداً بإسااتثناء النقديااة واألرصاادة لاادى البنااك‬
‫المركزي واليك جدول إستخدامات األموال في كالً النوعين من البنوك‪:76‬‬
‫البنوك التقليدية‬
‫البنوك اإلسالمية‬
‫‪ -‬الموجودات الثابتة‬
‫‪ -‬الموجودات الثابتة‪.‬‬
‫‪ -‬القروض والسلفيات‬
‫‪-‬‬
‫‪ -‬االستثمارات‪.‬‬
‫‪ -‬االستثمارات‪.‬‬
‫ األوراق المالية‪.‬‬‫‪-‬‬
‫المضاربة والمشاركة والمرابحة والقروض الحسنة‪.‬‬
‫ األسهم‪.‬‬‫‪ -‬النقدية‬
‫األرصدة لدى البنك المركزي والبنوك والمراسلين‪.‬‬
‫‪-‬‬
‫أرصدة لدى البنك المركزي والبنوك والمراسلين‪.‬‬
‫‪ )3‬نسبة كفاية رأس المال‪:‬‬
‫تحرش السلطات النقدية على وضع حد أدنى لما يجب أن تكون عليه نسبة رأس المال إلى‬
‫إجمالي األصول ‪ ،‬وهو ما يطلق عليه نسبة كفاية رأس المال إلى إجمالي األصول ‪ ،‬وهو ما يطلق‬
‫عليه نسبة كفاية رأس المال ‪ ،‬وذلك بهدف حماية حقوق المودعين والدائنين ومن ثم ثقة الجماهير‬
‫والمستثمرين بالجهاز المصرفي واستقرار ‪.‬‬
‫وللوهلة األولى تبدو أهمية نسبة كفاية رأس المال في المصارف اإلسالمية أيضاً حتى مع إعتبار أن‬
‫ودائع اإلستثمار فيها غير مضمونة على البنك إال فاي حااالت التعادي والتقصاير واإلهماال ‪ ،‬إذ فاي‬
‫ه ااذ الح اااالت الت ااي يثب اات فيه ااا التقص ااير تب اادو أهمي ااة ه ااذ النس اابة وان ل اام تك اان ب اانفس نس اابتها ف ااي‬
‫المصارف التجارية‪.‬‬
‫هذا في الوقت الذي تختلر فيه أيضاً أموال الودائع بحقوق الملكية في بعض صي اإلستثمار‬
‫واختالف هيكل الودائع عن هيكل يجال اإلستثمار والتمويل في أساليبها التشغيلية وعدم وجود‬
‫سوق مالية نشطة مما يترتب عليه إلتزام هذ المصارف بتوجيهات البنك المركزي فيما يختش‬
‫بنسب كفاية رأس المال ومتابعة البنك المركزي الستقرار هذ النسب‪.‬‬
‫‪ 76‬أنظر د‪ .‬عادل الهندي – بعض جوانب العالقة بين البنوك اإلسالمية والبنوك المركزية سنة ‪1984‬‬
‫‪96‬‬
‫‪ )4‬سقوف اإلئتمان ‪:‬‬
‫تعتبر سقوف اإلئتمان أحد الوسائل التاي يساتخدمها البناك المركازي كاأداة مان أدوات السياساة المالياة‬
‫وتوجياه النشااط اإلقتصاادي ‪ ،‬وهاي أيضااً أحاد وسااائله فاي الرقاباة علاى اإلئتماان وتاتالءم ماع طبيعااة‬
‫نشاط البنوك التجارية التقليدية القاائم علاى اإلتجاار باالقروض ‪ ،‬وهاو األمار الاذي يختلاف ماع جاوهر‬
‫وطبيعة نشاط المؤسسات المالية اإلسالمية التي تضطلع أساساً بعمليات توظياف واساتثمار حقيقاة ‪،‬‬
‫ممااا يجعاال ماان سياسااة السااقوف االئتمانيااة عائق ااً أساسااياً لجااوهر نشاااطها ‪ ،‬وال يااتالءم مااع طبيعااة‬
‫نشاااطها وان اقتضااته طبيعااة نشاااط البنااوك التجاريااة ‪ ،‬ويحتاااج البنااك المركاازي فااي ممارسااة السااقوف‬
‫اإلئتمانيااة بالنساابة للمؤسسااات الماليااة اإلسااالمية إلااى مرونااه كبيارة حتااى ال يتااأثر حجاام إسااتثماراتها ‪،‬‬
‫ومعدل أرباحها ‪ ،‬مما يجعل من تطبيق هذ السياساة إساتثناء بضاوابر وقياود ولايس أصاالً أو قاعادة‬
‫مطبقة بإضط ارد في سياسة البنك المركزي بالنسبة للبنوك والمؤسسات المالية اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ )5‬البنك المركزي ودور المسعف األخير بالسيولة عند الحاجة ‪:‬‬
‫إن للبنااك المركاازي وسااائله فااي تقااديم الساايولة التااي قااد تحتاااج إليهااا البنااوك التجاريااة التقليديااة كخصاام‬
‫الكمبياااالت واألوراق التجاريااة األخاارى ‪ ،‬واإلق اراض بفائاادة ‪ ،‬وهااي وسااائل ال تتعاماال بهااا المصااارف‬
‫اإلسااالمية ‪ ،‬لااذلك كااان حري ااً بالبنااك المركاازي أن يلبااي طلااب الساايولة ماان المصااارف اإلسااالمية ‪،‬‬
‫حفاظاً على إستقرار النشاط المصرفي على النحو الذي يتفق وطبيعة نشاطها بعد التأكد من حاجتها‬
‫إليها ‪ ،‬فضالً عن سالمة مركزها المالي ‪ ،‬وذلك كقرض بدون فائدة ‪ ،‬أو كودائع إساتثمارية عاماة ‪،‬‬
‫أو مخصصااة لفتارة محااددة مقاباال هااامش ربااح علااى أساااس المضاااربة أو المشاااركة ‪ ،‬واحااالل إعتماااد‬
‫يلية الربح محل يلية سعر الفائدة ‪ ،‬بحيث تكون هي المحارك األساساي للعارض والطلاب علاى النقاود‬
‫واألموال ‪ ،‬ويمكن أن يكون ذلك من قبيل السياسة المستمرة للبنك المركزي وتكون حصاته مان الاربح‬
‫كرب مال أعلى من حصة المودع العادي‪.‬‬
‫وغير ذلك كثير مما يمكن أن يلجأ إليه البناك المركازي مان وساائل فنياة أخارى تسامح بضاخ السايولة‬
‫اإلضافية ودعم المصارف اإلسالمية حين الحاجة‪.‬‬
‫وان إقتض ااى ذل ااك تع ااديالً ف ااي أنظم ااة ولا اوائح البن ااك المرك اازي ‪ ،‬وذل ااك للحاج ااة المتعين ااة للمص ااارف‬
‫اإلسالمية لذلك ‪ ،‬وما قد يحتمه هاجس حاجتها إلى السيولة إلى اإلحتفاار بنسابة سايولة مرتفعاة وماا‬
‫‪97‬‬
‫ينطااوي عليااه ذلااك ماان الحااد ماان قاادرتها علااى إسااتغالل مواردهااا بشااكل أفضاال ‪ ،‬ولااذلك أصاابح ماان‬
‫المتعين وضع األسس والقواعد والمعايير التي يمكن من خاللها للبنوك اإلسالمية اللجوء إلى البناوك‬
‫المركزية ‪ ،‬هذا فضالً عن محاوالت العالج التي يمكن أن تؤخذ في الحسبان مثل ‪:‬‬
‫عماال نااوع ماان االتفاااق علااى مااا يساامى ظ باإليااداع المتبااادل ظ مااع بنااوك تقليديااة لالسااتفادة ماان فاوائض‬
‫السيولة بين حاالت الفائض والعجز‪.‬‬
‫ونورد فاي هاذا الصادد ماا تضامنه تقريار مجلاس الفكار اإلساالمي فاي باكساتان مان أناه قاد ال يتطلاب‬
‫إلغاااء الفائاادة أي تغيياار فااي الطبيعااة العامااة لعمليااات اإلقاراض واعااادة التموياال ماان البنااك المركاازي (‬
‫مصرف الدولة ) إلى المصارف التجارية والمؤسسات المالية األخارى فيماا عادا أناه ساوف يكاون مان‬
‫المحااتم أن يسااتبدل بنظااام الفائاادة علااى القااروض الترتيبااات الخاصااة بالمشاااركة فااي الاربح والخسااارة ‪،‬‬
‫ويسااتطيع البنااك المركاازي أن يااوفر للمصااارف التجاريااة مااا تحتاااج إليااه ماان نقااد عنااد الضاارورة علااى‬
‫أساس المضاربة ظ المشاركة في األرباح ظ‪.‬‬
‫هذا وان كان من المستحب للبنوك المركزية تطوير أساليب إستثمارية إسالمية يتم عن طريقهاا ضاخ‬
‫السيولة للمصارف اإلسالمية عند الحاجة ولو عن طريق صناديق خاصة تتميز بإنخفاض المخاطر‬
‫وارتفاع العائد ‪ ،‬والحث على وجود يلية لتدفق الودائع للمصارف اإلسالمية والعمل على إيجاد ساوق‬
‫مالية نشطة‪.‬‬
‫‪98‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬أام الصعوبات والمعوقات التي تواجه‬
‫المنشآت الصغيرة والمتوسطة في تمولها‬
‫نجملها في ‪:‬‬
‫‪ )8‬سياسة التسعير للمنتجات‪.‬‬
‫‪ )9‬سياسة العمالة لديها وقلة عددها‪.‬‬
‫‪)10‬‬
‫سياسة األجور في حدودها الدنيا‪.‬‬
‫‪)12‬‬
‫إنخفاض الوعي التسويقي المحلي والخارجي للمنتجات وكلفته‪.‬‬
‫‪)11‬‬
‫‪)13‬‬
‫إنخفاض الوعي المصرفي‪.‬‬
‫تشابه المنتجات في األسواق المحلية من الناحية القطاعية مما يؤدي إلى إرتفاع‬
‫درجة المنافسة التي تضر عملية التسويق‪.‬‬
‫‪)14‬‬
‫عاادم وجااود سياسااات واضااحة ومدروسااة لالسااتثمار واإلنتاااج وضااعف الخب ارة أحيان ااً‬
‫لدى أصحابها‪.‬‬
‫‪99‬‬
‫أقسام المشروعات ومنشآتها اإلقتصادية وتأثراا بالنظام اإلقتصادي السائد‪:‬‬
‫إن أي مشروع مهما كان حجمه‪ 77‬وشكله ‪ ،‬يتوقف نجاحه وتحقيق أهدافه وتوسعه وتطور على‬
‫مدى كفاءة إدارته المالية‪.‬‬
‫ولق ااد تع ااددت وتنوع اات ف ااي العص اار الح ااديث المش ااروعات ومنشا اآتها ‪ ،‬وتع ااددت وتنوع اات ك ااذلك‬
‫أشكالها واتسع نطاقها ليشمل أنواعاً عديدة وتقسيمات كثيارة باعتباارات مختلفاة ناذكر منهاا ماايلي‬
‫‪:‬‬
‫(أ) بإعتبار طبيعة عملها ‪:‬‬
‫تنقسم إلى مشروعات ‪:‬‬
‫‪ )1‬صناعية وهذ تختلف على أساس‪:‬‬
‫أ) الم ارح ا اال الص ا ااناعية ‪ :‬وتض ا اام المش ا ااروعات االس ا ااتخراجية والتمويلي ا ااة والتركيبي ا ااة والتجميعي ا ااة‬
‫والتحليلية‪.‬‬
‫ب) نوع السلع التي تنتجها ‪ :‬فتشمل السلع اإلنتاجية والسلع االستهالكية‪.‬‬
‫ج) مدى أهمية الصناعة للمجتمع ‪ :‬فتشمل الصناعات األساسية والثانوية أو المكملة‪.‬‬
‫‪ )2‬تجاريةةةةةة ‪ :‬وتش ا اامل مشا ااروعات تج ا ااارة السا االع والخ ا اادمات ‪ ،‬ومنها ااا الوس ا اااطة ب ا ااين‬
‫الصناعات المختلفة‪.‬‬
‫(ب) باعتبار حجمها‪:‬‬
‫تنقسم إلى مشروعات ومنشآت صغيرة ومتوسطة وكبيرة‪.‬‬
‫‪ 77‬من المسلم به أن حجم المنشأة يؤثر بصورة كبيرة على إمكانية إتاحة األموال من المصادر المختلفة لذلك يجب أن تعتمد المنشآت‬
‫الصغيرة على ايكل مالي مرن ويفضل اإلعتماد في تمويلها على أسهم رأس المال ‪ ،‬وعلى الفائض المحجوز لديها كمصادر للتمويل في‬
‫المدى الطويل ‪ .‬أنظر د‪ .‬سمير عبدالعزيز – دراسات الجدوى اإلقتصادية وتقييم المشروعات – ص‪ ،153‬دار المطبوعات الجامعية –‬
‫اإلسكندرية ‪ ،‬وسنرى فيما سيأتي أن أدوات وصيغ التمويل اإلسالمية أرحب من ذلك بكثير جداً‪.‬‬
‫‪100‬‬
‫(ج) باعتبار الشكل القانوني‪:‬‬
‫يااتحكم فااي الشااكل القااانوني ألي مشااروع ق اوانين الدولااة ‪ ،‬ونظامهااا االقتصااادي ‪ ،‬وظااروف‬
‫السوق وغير ذلك ‪ ،‬والشكل القانوني للمشاروع يتحادد طبقااً لارأس الماال ومساؤولية الشاركاء ومادة‬
‫المشروع وطبقاً لنظم الدولة االقتصادية وقوانينها ونوع النشاط وغير ذلك‪.‬‬
‫ومن خالل الشكل القانوني يتحدد إسم المشروع ورأس ماله‪.‬‬
‫وفي ول النظام الرأسمالي تتخذ المشروعات والمنشآت أحد األشكال اآلتية‪:‬‬
‫‪ )8‬المشروع الفردي‪.‬‬
‫‪ )9‬شركة التضامن‪.‬‬
‫‪)10‬‬
‫شركة التوصية البسيطة‪.‬‬
‫‪)11‬‬
‫شركة التوصية باألسهم‪.‬‬
‫‪)13‬‬
‫الشركة ذات المسئولية المحدودة‪.‬‬
‫‪)12‬‬
‫‪)14‬‬
‫شركة المحاصة‪.‬‬
‫شركة المساهمة‪.‬‬
‫وفي ول النظام اإلقتصادي الموجه ‪:‬‬
‫‪ -‬نظ اًر لماا صااحب النظاام ال أرسامالي مان توساع وانتشاار مان أجال السايطرة علاى األساواق مماا أدى‬
‫إلى الكثير من الحروب والصراعات‪.‬‬
‫ومااا عانااا أيض ااً ماان أزمااات اقتصااادية كااادت ت اودي بااه ‪ ،‬وبخاصااة ابتااداء ماان أزمااة الكساااد العظاايم‬
‫(‪ ، )1933-29‬وأزمااات التضااخم المااالي والتضااخم الركااودي التااي باتاات ساامة ماان سااماته ‪ ،‬وعاادم‬
‫مصداقية مقولة أن المصالحة العاماة تتحقاق تلقائيااً بفعال الياد الخفياة عبار يلياات الساوق ومان خاالل‬
‫ساعر كاال فاارد لتحقيااق مصالحته الخاصااة ‪ ،‬ومااا يقااوم علياه كاال ذلااك ماان المنافساة الحارة ‪ ،‬وكاال ذلااك‬
‫أثبت من خالل الواقع عجز النظام الرأسمالي عن تحقيق الخير للشعوب حتى اون‪.‬‬
‫ كاارد فعاال لكاال مااا ذكاار باارز النظااام االقتصااادي الموجااه ‪ ،‬وتاادخل الدولااة فااي النشاااط االقتصااادي‬‫وأصبحت هناك المشروعات ‪:‬‬
‫‪ )1‬المشروعات المؤممة‪.‬‬
‫‪ )2‬المشروعات المختلطة‪.‬‬
‫‪101‬‬
‫‪ )3‬الجمعيااات التعاونيااة االسااتهالكية واإلنتاجيااة ومااا تقااوم عليااه ماان مباااد ‪ ،‬ومااا ق اد تواجهااه ماان‬
‫صعوبات ‪:‬‬
‫أ) التمويل‪.‬‬
‫ب) الحافز الشخصي‪.‬‬
‫ج) مشاكل التسويق‪.‬‬
‫وأصبحت ركائز اذا النظام اي ‪:‬‬
‫‪ )4‬الملكية العامة لوسائل اإلنتاج‬
‫‪ )5‬التخطير االقتصادي المركزي الشامل‪.‬‬
‫‪ )6‬اعتبار العمل اإلنساني كقاعدة أساسية للتوزيع‪.‬‬
‫وأصبحت المشروعات العامة اي ‪:‬‬
‫األساس في تنمياة االقتصااد القاومي ‪ ،‬ورفاع مساتوى المعيشاة ‪ ،‬ومناع االحتكاار واالساتغالل وسايطرة‬
‫رأس المال‪.‬‬
‫فضالً عن أن هاذ المشاروعات العاماة تختلاف بااختالف القطاعاات االقتصاادية ‪ :‬كالساكك الحديدياة‬
‫ومؤسسا ااات النقا اال العا ااام ‪ ،‬واإلذاعا ااة والتلفزيا ااون ‪ ،‬والصا ااناعات الثقيلا ااة ‪ ،‬والخا اادمات ‪ ،‬والصا ااناعات‬
‫التعدينية‪.‬‬
‫ معايير تمويل العمليات في العمل المصرفي والمالي اإلسالمي‪:‬‬‫ م ايير السهمة المالية ي تمت علي ‪:‬‬‫‪ )1‬مقدرة العميل المالية‪.‬‬
‫‪ )2‬قوة مركزة المالي‪.‬‬
‫‪ )3‬التعرف بدقة على حالة السيولة والتدفقات النقدية‪.‬‬
‫‪ )4‬مراجعة الوثائق والمستندات الثبوتية‪.‬‬
‫‪102‬‬
‫ م يال الخ رة المافية في مجال النشال وقوابق األعمال‪.‬‬‫ م يال الضمانال المناق ة وبحسب ل ي ة ال مليال‪:‬‬‫‪ ‬تحليل الشخصية‪.‬‬
‫‪ ‬الضمان‪.‬‬
‫‪ ‬المقدرة‪.‬‬
‫‪ ‬الكفاءة‪.‬‬
‫‪ ‬السيولة‪.‬‬
‫‪ ‬الربحية‪.‬‬
‫‪ ‬الظروف االقتصادية والسياسية‪.‬‬
‫ما يت لق بالمشروو من م ايير‬
‫‪:‬‬
‫‪ ‬الربحية‪ :‬وتتناول الجدوى المالية للمشروع مثل‪:‬‬
‫‪ )1‬الفترة الالزمة الستعادة المبال المستثمرة من التدفق النقدي الصافي السنوي‪.‬‬
‫‪ )2‬معدل العائد على االستثمار‪.‬‬
‫‪ )3‬معدل العائد الدخلي‪.‬‬
‫‪ )4‬القيمة الحالية الصافية‪.‬‬
‫هذا فضالً عن اإلعتماد على النسب والمؤشرات المالية المعروفة في مجال التحليل المالي‪.‬‬
‫‪ ‬السيولة‪ :‬تتضمن طرقاً متنوعة للتعرف على قدرة المشاروع علاى الوفااء بالتزاماتاه فاي حااالت‬
‫منح التمويل مثل ‪ :‬التعرف على تغطية الموجودات قصيرة األجل لاللت ازماات قصايرة األجال‬
‫عن طريق احتساب نسبة التداول ونسبة السيولة السريعة وغيرها‪.‬‬
‫أم ااا ف ااي ح اااالت االس ااتثمار المباش اار ف ااي مش ااروع مع ااين في ااتم التع اارف عل ااى الت اادفقات الداخل ااة‬
‫والخارجة واعداد الموازنات النقدية للتعرف على السيولة التي يوفرها المشروع للمصرف ‪.‬‬
‫‪103‬‬
‫‪ ‬األمةةان‪ :‬فااي التقليديااة الودائااع ْدياان ‪ ،‬وفااي اإلسااالمية مضاااربة ‪ ،‬وهااذا يااوفر لهااا القاادرة علااى‬
‫الدخول في المشاركات‪.‬‬
‫ما يتعلق بشخص طالب التمويل‪:‬‬
‫‪ ‬الشخصية يشمل أيضاً االلتزام الديني مع تمويل غير المسلمين‪.‬‬
‫‪ ‬المقدرة والكفاءة‪:‬‬
‫مث اال م ااا ي اادل عل ااى ذل ااك م اان مع اادل دوران الموج ااودات الثابت ااة لدي ااه ‪ ،‬ودوران رأس الم ااال‬
‫العامل‪.‬‬
‫‪104‬‬
‫ثالثا ً ‪:‬‬
‫حزمة سياسات المنشآت الصغيرة والمتوسطة الالزمة لتمويلها كمؤشر تقيمي‬
‫تمويل المنشآت الصغيرة والمتوسطة وحزمة السياسات الالزمة والواضحة كي ياؤدي تمويال المنشاآت‬
‫الصااغيرة والمتوسااطة إلااى أكفااأ اسااتخدام لااه فااي هااذ المنشااآت‪ ،‬يلاازم تااوفر حزمااة ماان السياسااات التااي‬
‫تهيئ مناخاً استثماريا صحياً وصحيحاً من أهمها ‪:‬‬
‫أوالً ‪ :‬سياسة إنتاج قائمة على ‪:‬‬
‫‪ )5‬تحديد نمر اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ )6‬تحديد حجم اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ )7‬تحديد نوع التكنولوجيا المستخدمة‪.‬‬
‫‪ )8‬تحديد المدخالت من عناصر اإلنتاج المستخدمة‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬سياسة عمالة قائمة على ‪:‬‬
‫‪ )3‬تعظيم االستفادة من ميزة رخش أجور العمالة المحلية‪.‬‬
‫‪ )4‬تعزيز م اركاز التادريب المهناي المتقادم ‪ ،‬لماا لهاا مان أثار فعاال علاى مهاارة العمالاة والحارش‬
‫على التثقيف الوظيفي المهني والحرفي مما يؤدي إلى زيادة اإلنتاجية بشكل عام‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬سياسة أجور قائمة على ‪:‬‬
‫‪ )3‬ربر الحد األدنى لألجور بالوفاء باالحتياجات األساسية‪.‬‬
‫‪ )4‬ربر األجر بعد ذلك بمعدالت اإلنتاج وجودته‪.‬‬
‫رابعاً‪:‬‬
‫المنشآت الصغيرة والمتوسطة وسياسة التمويل المتبعة‬
‫بقاادر اإلمكانااات التمويليااة المتاحااة لهااذ المنشااآت بقاادر مااا يااؤثر ذلااك علااى حجاام اإلنتاااج ومسااتوى‬
‫التكنولوجيا المستخدمة ودرجة الجودة وهذا يتوقف على سياسة التمويل المتبعة‪.‬‬
‫ويوجد اآلن نوعان من سياسات التمويل لهذه المنشآت اما‪:‬‬
‫‪105‬‬
‫أوالً‪ :‬سياسةةة التمويةةل بةةاإلقراض ‪ :‬التااي تتبعهااا البنااوك التقليديااة ومااا يتبعااه ويترتااب عليااه ماان اسااتخدام‬
‫أصحاب هذ المنشآت للكمبياالت التجارية كأداة للوفاء جنباً إلى جنب مع الشيكات ‪ ،‬ومن ثم يكون‬
‫إتباااع أساالوب البيااع اوجاال بالكمبياااالت هااو األكثاار شاايوعاً وانتشااا ار واسااتعماال ‪ ،‬األماار الااذي يضااطر‬
‫أصااحاب هااذ المنشااآت إلااى خصاام قيمااة هااذ األوراق التجاريااة قباال موعااد اسااتحقاقها للحصااول علااى‬
‫السيولة الالزمة لتمويل رأس المال العامل ‪ ،‬وما قد يعكسه أسلوب‪:‬‬
‫‪ -‬خصم الكمبياالت‪.‬‬
‫ الخصم عند السداد المبكر‪.‬‬‫من خلل في التمويل أو في الهيكل التمويلي للمشروعات الصغيرة والمتوسطة ‪،‬وما قد يصاحب ذلاك‬
‫م اان ص ااعوبات ف ااي ح اااالت التموي اال با االعمالت األجنبي ااة ‪ ،‬ناتج ااة ع اان العج ااز ف ااي الحص ااول عل ااى‬
‫احتياجاتهااا منهااا ‪ ،‬بساابب ارتفاااع الفائاادة وأسااعار الصاارف وصااعوبة اإلج اراءات والد ارسااات الالزمااة‬
‫والضمانات المطلوبة‪.‬‬
‫لكل ذلك فإن دور البنوك التقليدية في تمويل المنشآت الصغيرة والمتوسطة محدود بسبب‪:‬‬
‫‪ )3‬عدم تناسب العائد مع األعباء اإلدارية والفنية التي يقوم بها البنك بصدد التمويل‪.‬‬
‫‪ )4‬ضعف البيانات واإلحصاءات التفصيلية والسليمة عن أنشطة هذ المنشآت ومن ثم صعوبة‬
‫تقييمها اقتصاديا‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬المصارف والمؤسسات المالية اإلسالمية وسياسة التمويل باألدوات والصيغ واألساليب الشرعية ‪:‬‬
‫* دور المصارف اإلسالمية في التنمية الحقيقية‪.‬‬
‫ماان المجمااع عليااه فااي فقااه التنميااة الحقيقيااة أنهااا هااي التنميااة الذاتيااة والقاعديااة والتااي تساامى أحيان ااً‪:‬‬
‫التنمية من أسفل‪.‬‬
‫والذاتية هي التي تعتمد على التمويل الداخلي أساساً ال اإلسراف في االقتراض الخارجي‪.‬‬
‫والقاعديااة أو ماان أساافل هااي التااي تسااتطيع أن تحاارك المنشااآت الصااغيرة والمتوسااطة ‪ ،‬وتعماال علااى‬
‫توساايع قاعاادة الملكيااة وتنوعهااا وتعااددها ‪ ،‬وال تحصاار نفسااها فااي نماار واحااد منهااا وان اختلااف الااوزن‬
‫النسبي أو األوزان النسبية لكل نوع ‪ ،‬بحسب ظروف واحتياجات كل بلد‪.‬‬
‫والمصارف والمؤسسات المالية اإلسالمية هي ‪:‬‬
‫‪ -‬األقدر على ذلك بحسب‪:‬‬
‫‪106‬‬
‫‪ -‬مفهومها ومعناها‪.‬‬
‫ أدوات عملها بضوابطها وأحكامها الشرعية‪.‬‬‫ومن ثم كان من أهدافها الرئيسية تنمية المنشآت الصغيرة والمتوسطة ‪ :‬الحرفية والمهنية والصناعات‬
‫الصغيرة باعتبارها جميعاً األساس الفعال لتطوير البنية االقتصادية ‪ ،‬وتوسيع قاعادة الملكياة ‪ ،‬وبنااء‬
‫المسؤولية الشعبية في إحداث تنمية حقيقية متبعة في ذلك أدوات ووسائل التمويل الشرعية‪.‬‬
‫خامساً‪ :‬سبيل معالجة المعوقات والصعوبات‬
‫(أ) سةةبل مواجهةةة الصةةعوبات والمعوقةةات التةةي تواجةةه المنشةةآت المتوسةةطة‬
‫والصغيرة‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫أن تكون هذ المنشآت أحد المكونات الرئيسية في خطة التنمية االقتصادية واالجتماعية ‪.‬‬
‫أن تكون أحد األهداف الرئيسية فاي مجاال اساتخدام وتوظياف أماوال المصاارف والمؤسساات‬
‫المالية اإلسالمية وأحد مكونات سياستها التمويلية ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫أن يكون لهذ المنشآت مناطق توطن واضحة ومدروسة باساتخدام األسااليب العلمياة والفنياة‬
‫(‪)4‬‬
‫االرتباط التام بين الهيكل التنظيمي لهذ المنشآت وتحقيق أهداف نشاطها المختلفة ‪.‬‬
‫من خالل دراسات الجدوى ‪ ،‬مما يساعد على ربطها بالمزايا المادية والمكانية والوفورات ‪.‬‬
‫(‪ )5‬تحقيق نوع من التعاون بين هذ المنشآت والمنشآت الكبيرة ‪.‬‬
‫(ب) سةةةبل مواجهةةةة الصةةةعوبات والمعوقةةةات التةةةي تواجةةةه المصةةةارف والمؤسسةةةات الماليةةةة‬
‫واإلسالمية الممولة لهذه المنشآت‪:‬‬
‫المصااارف اإلسااالمية بحاجااة إلااى تطااوير صااي التموياال المتاحااة لااديها وتطااوير صااي تموياال جدياادة‬
‫بقصد المالئمة والتناسب والنهوض بالمنشآت الصغيرة والمتوسطة ‪.‬‬
‫(‪ )1‬تطوير صي التمويل المتاحة من خالل ‪:‬‬
‫(أ) التخصص القطاعي أي حسب قطاع النشاط الذي تمارسةه المنشةآت الصةغيرة والمتوسةطة‬
‫فهناك ‪:‬‬
‫‪ ‬قطاع التجارة ‪.‬‬
‫‪ ‬قطاع الخدمات ‪.‬‬
‫‪ ‬القطاع الزراعي ‪.‬‬
‫‪107‬‬
‫‪ ‬القطاع الصناعي ‪.‬‬
‫‪ ‬القطاع العقاري ‪.‬‬
‫مع ما يتطلبه كل قطاع بحسب طبيعته من فن وخبرة والمام واسع بفنياته ومتطلباته ‪.‬‬
‫(ب)التخصص في العمليات حسب اآلجال بقصد التغلب على مشاكل االستثمار قصةير األجةل‬
‫والتي من أامها ‪: 78‬‬
‫(‪)1‬‬
‫انخفاض سرعة دوران األموال ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫صعوبة مشاركة هذا النوع من االستثمار في المشاريع التنموية التي تتطلب بحسب طبيعتها‬
‫استثمارات طويلة األجل ‪ ،‬ومن الخطر اساتخدام أماوال قصايرة األجال فاي اساتثمارات طويلاة‬
‫األجل ‪.‬‬
‫وبااذلك يتضااح وجااود عقبااة فااي تموياال المشاااريع المتوسااطة والطويلااة األجاال بااأموال قصاايرة‬
‫األجل على أساس من المشاركة في الربح والخسارة ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫هذا فضال عن صعوبة توجيه الودائع قصيرة األجل بالعملة األجنبية إلاى المشااريع التنموياة‬
‫حيث تحرش المصارف اإلسالمية في الغالب على اإلبقاء على العمالت األجنبية والنتيجاة‬
‫الطبيعي ااة ل ااذلك ه ااو اتج ااا ه ااذ األما اوال إل ااى أسا اواق المض اااربات الخارجي ااة وازدي اااد نس اابة‬
‫(ج)‬
‫المخاطر التي تواجهها ‪.‬‬
‫التوفيااق بااين الماوارد واالسااتخدامات حسااب األجاال ‪ :‬بمعنااى تناسااب الماادخالت (الماوارد) مااع‬
‫المخرجااات (االسااتخدامات) ومااا يتطلبااه ذلااك ماان أن يعااد المصاارف اإلسااالمي مشااروعات‬
‫استثمارية قصايرة ومتوساطة وطويلاة تناساب المنشاآت الصاغيرة والمتوساطة ويعلان المصارف‬
‫عان ذلاك للمتعااملين ‪ ،‬ويحاادد المادة المناسابة لكاال وديعاة يرغاب صاااحبها فاي اساتثمارها فااي‬
‫مشااروع مع ااين (‪ ، )79‬كمااا يمك اان إنش اااء ساالة مش ااروعات متنوع ااة الم اادة لتوزي ااع المخاطا اار‬
‫بحيث ال يسمح بالسحب من الوديعة إال بعد انتهاء مدتها ‪.‬‬
‫(د)‬
‫يجااب علااى المصااارف والمؤسسااات الماليااة واإلسااالمية أن تأخااذ فااي اعتبارهااا المشااروعات‬
‫المناسبة لكل منطقة جغرافية تبعاً لنشاط أهل المنطقة ‪ ،‬وظروفهم االجتماعياة ‪ ،‬وامكانيااتهم‬
‫لتقا ااديم ما اادخرات ‪ ،‬ومحاولا ااة التوفيا ااق تبع ا ااً لا ااذلك با ااين الما اادخالت والمخرجا ااات أو الم ا اوارد‬
‫واالستخدامات ‪.‬‬
‫‪ 78‬أنظر د‪ .‬حسن يوسف داود – االستثمار قصير األجل في المصارف اإلسالمية ص ‪ 25‬وباسراا ط المعهد العالمي للفكر اإلسالمي سنة‬
‫‪. 1996‬‬
‫‪ 79‬د‪ .‬حسن يوسف داود – مرجع سابق ص ‪. 67‬‬
‫‪108‬‬
‫(ح) نماذج تمويلية مالئمة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة ‪:‬‬
‫(‪ )1‬المشاركة في صفقة ‪.‬‬
‫(‪ )2‬المشاركة في رأس المال العامل (‪.)80‬‬
‫إذ يمكن للمنشأة االتفاق مع المصرف على تمويل رأس المال العامل بنظام النمر في حدود‬
‫سااقف تمااويلي يااتم االتفاااق عليااه بينهمااا ‪ ،‬ويفااتح المصاارف للمنشااأة حساااباً بااذلك يمكنهااا ماان‬
‫خااالل السااحب فااي حاادود مبلا التموياال المتفااق عليااه واإليااداع فااي الحساااب وفااي نهايااة الماادة‬
‫يحس ااب بنظ ااام النم اار المب ااال الت ااي اش ااترك به ااا المص اارف وم اادة ك اال مبلا ا ومق اادار الا اربح‬
‫المستحق حسب مقدار هذ المبال ومدتها وحسب نسبة رأس المال في األرباح المتفق على‬
‫نسبتها قبل الدخول في المشاركة في رأس المال العامل ‪.‬‬
‫وتستخدم في تمويل رأس المال العامل أيضا الصيغ التمويلية التالية ‪:‬‬
‫‪ ‬اإلجارة إذا كانت حاجة المنشأة تتمثل في معدات لفترة معنية ‪.‬‬
‫‪ ‬المرابحة إذا كانت حاجة المنشأة تتمثل في شراء مواد أولية أو بضائع ‪.‬‬
‫‪ ‬المشاركة في الربح والخساارة بنساب يتفاق عليهاا باين البناك والعميال وهنااك رأي بتمويال رأس‬
‫المال العامل لقاء نسبة من المبيعات قياساً على عقد المزارعة (‪. )81‬‬
‫وهناااك تجربااة لبنااك فيصاال اإلسااالمي السااوداني فااي تموياال رأس المااال العاماال باإلجااارة وهااي طريقااة‬
‫تقا ااوم فيها ااا الجها ااة الممولا ااة (البنا ااك) وأصا ااحاب المنشا ااأة بالمشا اااركة فا ااي تا ااوفير رأس الما ااال‬
‫التشااغيلي عاان طريااق تااأجير هااذ المنشااأة إمااا لكاماال الساانة أو ياادفع إيجااار باإلنتاااج ‪ .‬تعتباار‬
‫الشركة بين البنك وصاحب المنشأة شخصية اعتبارية قائمة بذاتها وتقوم هذ الشاركة بإجاارة‬
‫المشااروع وتاادفع هااذ اإلجااارة للمشااروع وتعتباار األج ارة كمصاااريف تخصاام ماان العائااد ولاايس‬
‫لهذ اإلجارة عالقة بربح المشروع أو خسارته إذ هي إجارة يتفق عليها قبل تشاغيل المشاروع‬
‫(‪. )82‬‬
‫‪ 80‬بعض المنشآت تحتاج إلى سيولة لسداد التزامات طارئة ونقد احتياطي لمواجهة المصروفات الطارئة أو شراء خامةات أو عمةل صةيانة أو‬
‫دفع رسوم جمركية أو دفع أجةور عمةال أو مصةروفات إداريةة أو مصةروفات الخةدمات كالكهربةاء والمةاء واإليجةارات ممةا يلةزم معةه تةدبير‬
‫سيولة وتدعيم رأس المال العامل وعلةى اةذا النحةو عرفةه الةبعض بأنةه ذلةك الجةزء مةن إجمةالي رأس مةال المنشةأة الةذي يخصةص لمتطلبةات‬
‫التشغيل مةن يةوم آلخةر وتسةيير عملياتهةا واسةتمرار الةدورة اإلنتاجيةة واةي المتطلبةات قصةيرة األجةل مةن ريةر األصةول الثابتةة التةي تتكةرر‬
‫بتكرار اإلنتاج أو ا و الجزء الذي يخصص من المواد المتاحة للمشروع لمواجهة نفقاتةه الجاريةة المتكةررة ويتمثةل اةذا الجةزء فةي أي لحظةة‬
‫من اللحظات في األصول المتدولة للمشروع ‪ -‬أنظر سليمان ناصةر – تطةوير صةيغ التمويةل قصةير اآلجةل للبنةوك اإلسةالمية ص ‪ 301‬نشةر‬
‫جمعية التراث اإلسالمي ‪ ،‬وفي النظام البريطاني يعرف إجمالي رأس المال العامل بأنه الفرق بةين األصةول المتداولةة والخصةوم المتداولةة ‪،‬‬
‫وفةةي النظةةام األمريكةةي يعةةرف إجمةةالي رأس المةةال العامةةل بأنةةه األصةةول المتداولةةة وأن صةةافي رأس المةةال العامةةل اةةو الفةةرق بةةين األصةةول‬
‫المتداولة والخصوم المتداولة ‪ ،‬وعند الفرنسيين فإن رأس المال العامل = رأس المال الدائم – القيم أو األصول الثابتة – المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪ 81‬اذا الرأي طبقه بيت التمويل اإلسالمي العالمي بلكسمبورغ ولكن بصورة محدودة أنظر د‪ .‬عاشور عبد الجواد عبد الحميد – البديل‬
‫اإلسالمي للفوائد المصرفية الربوية ص ‪ . 122‬ويقوم بنك فيصل اإلسالمي السوداني بتمويل رأس المال العامل بالمشاركة واإلجارة ‪.‬‬
‫‪ 82‬انظر د‪ .‬حسن يوسف داود – مرجع سابق ص ‪. 304‬‬
‫‪109‬‬
‫المحور الرابع‬
‫أساليب المصارف والمؤسسات المالية اإلسالمية‬
‫في تمويل المنشآت الصغيرة والمتوسطة‬
‫" كمؤشر تقيمي "‬
‫‪110‬‬
‫(أ) حزم التمويل الشرعية األكثر شيوعا‬
‫تتمثاال اسااتخدامات المصااارف والمؤسسااات الماليااة اإلسااالمية لألم اوال فااي صااي التموياال‬
‫الشرعية مثل ‪:‬‬
‫اوالً‪ :‬حزمةةة المشةةاركات بأنواعهةةا المختلفةةة ماان حيااث الماادة والطبيعااة والنشاااط فباعتبااار الماادة تتنااوع‬
‫المشاااركات إلااي قصاايرة ومتوسااطة وطويلااة وباعتبااار الطبيعااة تنقساام إلااى مشاااركة مسااتمرة ومتتاليااة‬
‫ومتناقصااة أو منتهيااة بالتمليااك ومسااتردة بالتاادريج(‪ )83‬ومسااتردة فااي نهايااة الماادة (‪ ، )84‬وباعتبااار‬
‫النشاط تتنوع إلى مشاركات في سلع زراعية أو صناعية وغيرها وعقارية ‪ ...‬الخ ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬حزمة البيوع بأنواعها المختلفة مثل ‪:‬‬
‫‪ ‬المرابحات بأنواعها المختلفة المحلية والدولية والبسيطة والمرابحة لامر بالشراء ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫بيوع السلم والسلم الموازي ‪.‬‬
‫البيع بالتقسير والبيع الفوري ‪.‬‬
‫االستصناع واالستصناع الموازي ‪.‬‬
‫بيع المساومة ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬حزمة اإلجارة بأنواعها المختلفة مثل ‪:‬‬
‫‪ -‬اإلجارة التشغيلية ‪.‬‬
‫‪ -‬اإلجارة المنتهية بالتمليك ‪.‬‬
‫رابعاًًً ‪ :‬الوكالة في االستثمار بأنواعها المختلفة ‪.‬‬
‫‪ -‬الوكالة المطلقة ‪.‬‬
‫‪ -‬الوكالة المشروطة أو المقيدة ‪.‬‬
‫‪83‬‬
‫‪84‬‬
‫طبقها بنك التقوى سابقا ً ‪.‬‬
‫طبقها بعض بنوك باكستان ‪.‬‬
‫‪111‬‬
‫(ب) حزم التمويل الشرعية األقل شيوعا ً‬
‫اوالً‪ :‬تمويل رأس المال العامل بأنواعه المختلفة للمشروعات المختلفة (‪:)85‬‬
‫ تمويل رأس المال العامل لدورة واحدة ‪.‬‬‫‪ -‬تمويل رأس المال العامل لعدة دورات ‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬التصكيك أو صكوك التمويل اإلسالمية كأحدث الوسائل التمويلية الممكنة‬
‫إن م اان أس ااس ومرتكا ازات النظ ااام المصا ارفي اإلسالما ااي وبرنامج ااه اإلص ااالحي أن ‪ :‬ظ النق ااود رؤوس‬
‫أموال يتجر بها ال فيها ظ ‪.‬‬
‫ولعل هذ القاعدة هي التي تعطى المدلول الصحيح والمفهوم الدقيق لوساطة المصارف والمؤسسات‬
‫المالية اإلسالمية وأنها وساطة ذات طبيعة خاصة ومتطلبات معينة ‪.‬‬
‫وان من لوازم بناء هاذا النظاام وبرنامجاه اإلصاالحي وجاود ساوق مالياة كفاؤة ونشاطة ‪ ،‬وأن االهتماام‬
‫بااذلك هااو ماان ظ تمااام إقامااة الواجااب فااي حفااظ المااال وتنميتااه ظ ‪ ،‬وقااديماً قااال الفقهاااء ظ إن مااا ال يااتم‬
‫الواجب إال به فهو واجب ظ ‪.‬‬
‫ولسةةوء الحةةظ ‪ :‬إن كفاااءة عمليااة توظيااف الساايولة الفائضااة وعلااى وجااه الخصااوش الحصااول فااي‬
‫الوق اات المناس ااب عل ااى م ااا يحتاج ااه البن ااك أو المؤسس ااة المالي ااة م اان س اايولة ل اايس متاحا ااً به ااذا الق اادر‬
‫المطلاااوب ألسا ااباب كثي ا ارة ال نخا ااوض فا ااي تفاصا اايلها اون ‪ .‬مم ااا يفا اارض علاااى المؤسسا ااات الماليا ااة‬
‫اإلسالمية أن تحتفظ لديها بسيولة تفوق ‪ %40‬عما تحتفظ به البنوك التقليدية ‪.‬‬
‫وأصابحت ماا أساميه " بالمعضةلة الرباعيةةة " التاي تواجههاا تلاك المؤسساات متمثلاة فاي ‪ :‬تطااوير‬
‫وتوفير أدوات مالية للتداول ومقبولة ‪ ،‬وتحظى بتصنيف دولي مناسب تفى باحتياجات ‪:‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫السيولة ‪.‬‬
‫والربحية ‪.‬‬
‫واألمان وفق معايير قياسية ‪.‬‬
‫‪ ‬والتوافق مع أحكام الشريعة اإلسالمية ‪.‬‬
‫أصاابحت هااذ المعضاالة الرباعيااة هااي " التحةةدي األكبةةر " الااذي يواجااه المؤسسااات وأيض ااً الفكاار‬
‫الشاارعي والفقهاااء علااى الس اواء فااي إطااار ثواباات شاارعية ماان الن اواهي ‪ ،‬ناهيااك عاان األواماار ‪ ،‬تشااكل‬
‫إطا اًر ولية السوق اإلسالمي من أهمها ‪:‬‬
‫‪85‬‬
‫سيأتي تفصيل القول فيه باعتباره أكثر النماذج التمويلية مالئمة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة ‪.‬‬
‫‪112‬‬
‫(‪)3‬‬
‫عدم التعامل بالفوائد الربوية يخذاً واعطاء بجميع صورها ومسمياتها وسواء كانت ظاهرة‬
‫(‪)4‬‬
‫سد الطريق أمام الغرر في مظانه المختلفة وبشاروطه الشارعية ‪ ،‬علاى كال هاذ األسااس‬
‫أم مستترة ‪.‬‬
‫والمرتكا ازات الش اارعية تأتا ااي األهمي ااة الكب اارى ‪ :‬لعلمي ااات أو با ارامج أو ص ااناعه التوري ااق‬
‫‪ Securitization‬أو التسنيد ‪ Ponds‬في كل عملية بذاتها وبحسبها‪.‬‬
‫وتالحظون أنني لم استخدم مؤقتااً كلماة "صةك" حتاى ال يقاع الخلار ومان ثام اللابس باين مارحلتين‬
‫هما ‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫مرحلة إنشاء حقوق أو حق الملكية لدين أو عين بضوابطه الشرعية ‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ثم مرحلة التعامل على هذا الحق الاذي يخضاع أيضاا للضاوابر الشارعية بحساب طبيعاة‬
‫هذا الحق ونوعه وما إذا كان دينا أو عينا ‪ .‬وحتاى إذا كاان عيناا فياتم تداولاه بضاوابطه‬
‫الشرعية وهنا تأتي عمليات أو برامج التوريق ‪ Securitization‬والتي تتمثل في السوق‬
‫العالمية ‪:‬‬
‫في ساندات تمثال الت ازماات مالياة أو فاي خلاق أدوات مالياة قابلاة للتاداول مدعوماة أو تسااندها أو‬
‫مبنية على حافظة استثمارية أو حقوق مالية ذات تصنيف ائتماني جياد ‪ ،‬تنوعات فاي الواقااع العملاي‬
‫إلااى أن اواع عدياادة ‪ :‬فقااد تكااون ديون ااً نقديااة أو عينيااة أو ناتجااة عاان اسااتعمال حقااوق ملكيااة فكريااة أو‬
‫معنويااة أو حقااوق امتياااز وغيرهااا ‪ ،‬ممااا يزيااد علااى ثمانيااة عشاار نوع ااً وجاادتها فااي ممارسااات السااوق‬
‫الدولياااة ‪ ،‬وهنا ااا ال باااد ما اان تحديا ااد طبيعاااة ونا ااوع العالقا ااة با ااين ها ااذ األوراق المالي ااة وبا ااين األصا ااول‬
‫والموجاودات والحقااوق التااي تاادعم أو تساااند هااذ األوراق الماليااة وهاال هااي ‪ :‬مجاارد ضاامان فقاار لتلااك‬
‫السندات أو األوراق المالية المختلفة ‪ .‬أم نوع ملكية ‪.‬‬
‫ولكن األام او أنه ‪:‬‬
‫ال بد من وجود سبب جيد وحافز قوي جدير بأن يجعل الشخش طبيعياً كان أو اعتبارياً أن‬
‫يتخلى عن نقود كأصل سائل ويحوله إلى ورقة ماليه ‪ ،‬ويتمثل ذلك في الدخل المنتظر أو المحتمل‬
‫من هذ الورقة المالية ‪.‬‬
‫وهذا هو الضابر الجوهري لنجاح عمليات أو برامج التوريق ‪.‬‬
‫‪113‬‬
‫ولما كان المنهج الفقهي فاي المعاامالت ظوااللتزامات الماليةة"‬
‫علاى وجاه الخصاوش يمياز باين‬
‫ما هو دين وما هو عين ‪ ،‬وأن هذا هو التمييز البارز الذي تقاوم علياه الصاناعة الفقهياة وماا يقابلهاا‬
‫ماان الت ازمااات شخصااية تتمثاال فااي عالقااة دائاان بماادين ‪ .‬والت ازمااات عينيااة متعلقااة بأعيااان ماديااة أو‬
‫بمنافعهااا ‪ ،‬وأن الصااور الجااائزة ماان بيااع الاادين لغياار ماان هااو عليااه علااى أري ماان يجيااز (روايااة عاان‬
‫أحمد ووجه عناد الشاافعية) بشاروط ‪ :‬مان التفااوض فاي المجلاس ‪ ،‬والتماثال باين البلادين إذا كاناا فاي‬
‫جنس واحد ‪.‬‬
‫* هة الصور الجائزة على نحو ما سبق هل تساعف فيماا نحان بصادد مان عملياات التورياق التاي‬
‫تجرى في الواقع أم ال بد من تطوير أدوات أو أوراق مالية مناسبة شرعاً ‪.‬‬
‫وأن الصور الجائزة من بيع الدين لغير من هو عليه عند الحنفية استثناء من عدم الجواز ‪ ،‬والقائماة‬
‫علااى الوكالااة والحوالااة ‪ ،‬هاال تسااعف أيضااا فيمااا نحاان بصاادد ‪ ،‬وبخاصااة إذا أخااذنا فااي االعتبااار أن‬
‫الجهة المصدرة لألوراق المالية (التوريق) قد تكون هي نفسها المستخدم النهائي للتمويل ‪ ،‬وقاد تكاون‬
‫مجرد وكيل أو وسير فتتحول الموارد المالية المتجمعة إلى بنك يخر أو مشروع استثماري معين ‪.‬‬
‫وعلى اذا النحو ‪:‬‬
‫تكون كلمة الفقهاء قد اتفقت على عدم جواز بيع أو تمليك الدين النقدي ( أيااً كاان سابب وجوباه فاي‬
‫الذمة) الثابت في الذمة المؤجل الساداد نقاودا ‪ ،‬ومان ثام امتنااع تداولاه وذلاك لساريان أحكاام الصارف‬
‫عليه بشروط من الحلول والتقابض ‪.‬‬
‫ويدخل في الصور الممنوعة شرعا ً ‪:‬‬
‫التعام اال بس ااندات الق اارض أو الخزين ااة أو حس اام الكمبي اااالت أو س ااندات دي ااون المرابح ااة ونحوه ااا م اان‬
‫سندات الديون النقدية أيا كان مصدرها ‪.‬‬
‫أما بيع الدين السلعي أو المديونية العينية المتعلقة باألعياان فانحن ماع مان أجااز مان الفقهااء (رواياة‬
‫عان أحمااد وقاول ثااان عنااد الشاافعية) وهااو مااا اختااار ورجحااه اباان تيمياة وتلميااذ اباان القاايم ‪ .‬جاااء فااي‬
‫االختيارات الفقهية من فتاوى ابن تيمية‪ :‬ويجوز بيع الةدين فةي الةمةة مةن المةريم و يةر ف وال فةرق‬
‫بين دين السلم و ير ف وهو رواية عن أحمد (‪. )86‬‬
‫واليك ما أصدرتاه ندوة البركة الثانية والعشري‪،‬ن وقد شاركت فيها – بخصوش " التوريق"‪. :‬‬
‫‪ 86‬مجموع الفتاوي ‪ – 506/29‬المنثور في القواعد ‪ – 161 – 160/2‬االختيارات للبعلي ص ‪ – 131‬إعالم الموقعين ‪ – 3/4‬المسائل‬
‫الماردينية ‪.‬‬
‫‪114‬‬
‫ضوابط إصدار الصكوك للتمويالت اإلسالمية‬
‫وبخاصة اإلجارة واالستصناع والسلم‬
‫أ ) إصدار الصكوك اإلسالمية‪:‬‬
‫إن صكوك ( سندات ) التمويل واالستثمار اإلسالمي أصبحت الحاجة ملحة إليها إليجاد نواة للسوق‬
‫الثانويا ااة للعما اال المص ا ارفي اإلسا ااالمي‪ .‬ألنها ااا تنشا اار االسا ااتثمار لت ا اوافر إمكانيا ااة التسا ااييل بالتا ااداول‬
‫واالسترداد عند حاجة حملة الصكوك‪.‬‬
‫ب) صكوك المضاربة والمشاركة‪:‬‬
‫يجوز إصدار صكوك مضاربة ومشاركة‪.‬وفقا للضوابر الشرعية التي صدر بها قرار مجمع الفقه‬
‫اإلسالمي األول رقم ‪4 ( 30‬خ‪ ) 5‬ويستفاد مع هذ الضوابر في إصدار أي صكوك أخري سواء‬
‫كانت استثمارية أو تمويلية‪.‬‬
‫ج) صكوك اإلجارة‪:‬‬
‫يجاوز إصادار صااكوك إجاارة تمثاال ملكياة األعيااان الماوجرة للمسااتفيدين مان منافعهااا ويساتحق حاماال‬
‫الصااك حصااة فااي أجارة هااذ األعيااان بنساابه مااا تمثلااه الصااكوك التااي يملكهااا ماان حصااة فااي األعيااان‬
‫المؤجرة‪.‬‬
‫وكذلك يجوز إصدار صكوك إجارة تمثل منافع األعيان القابلة للتأجير سواء كانت ‪ :‬إجارة تشغيلية‬
‫أو منتهية بالتمليك‪ .‬ويستحق حامل الصك حصته من مقابل هذ المنافع للمستفايدين فيها (‬
‫المستأجرين من الباطن ) تتناسب مع قيمة ما يملكه حامل الصك في هذ المنافع ويقتضي تأجيرها‬
‫إجارة منتهية بالتمليك للمستفيد من المنفعة أن يكون عقد اإلجارة األول منتهيا بالتمليك‪.‬‬
‫ويجوز أيضا إصدار صكوك تمثل الخدمات المختلفة ‪ :‬كالحراسة والعالج والتعليم والعمالة‪.‬‬
‫ويملك حامل الصك منافع مقادمي تلاك الخادمات‪ .‬ويعياد تأجيرهاا للمساتفيدين منهاا فعاال باأجرة تحقاق‬
‫عائااداً للصااكوك‪ .‬ويسااتحق حاماال الصااك نساابة ماان مقاباال إعااادة التااأجير تتناسااب مااع مااا يملكااه ماان‬
‫منافع ( خدمات ) األشخاش‪.‬‬
‫د) صكوك االستصناع‪:‬‬
‫يجوز إصدار صكوك استصناع يصدرها البائع باالستصناع على أن تمثل هذ الصكوك حصصا‬
‫في موجودات مختلفة من األصول ( األعيان ) المملوكة للبائع من مبان (أصول ثابتة) ومن‬
‫معدات ومواد خام باإلضافة إلى ديونه لدي المستصنعين والنقود التي يقبضها منهم في صورة‬
‫دفعات من ثمن االستصناع علي أن تكون الغلبة للموجودات العينية (المادية والمعنوية)‬
‫‪115‬‬
‫المشار إليها أعال ‪.‬‬
‫ويكون عائد هذ الصكوك هو الفرق بين تكلفة األعيان المصنعة وثمن بيعها ‪ ،‬وتستهلك تلك‬
‫الصكوك بإنهاء مدتها ‪ ،‬حيث يرد مصدر الصكوك التي حملتها القيمة حسب التنضيض الحكمي‬
‫عند االستهالك ( اإلطفاء )‪.‬‬
‫وأما المستصنع فال يجوز له إصدار صكوك قابله للتداول ألن ما يملكه لدي الصانع هو التزام‬
‫بتسليمه الشى الموصوف في الذمة‪ .‬وهو دين ال يمكن تداوله‪ .‬وال مانع من إصدار صكوك‬
‫استصناع تمثل ثمن االستصناع او البضاعة المستصنعة إذا كانت مغلقه ( غير قابله للتداول )‬
‫يحتفظ بها المستثمرون حتى نهاية اإلصدار ( استهالك الصكوك )‪.‬‬
‫ه) صكوك السلم ‪:‬‬
‫ال يجوز إصدار صكوك قابلة للتداول سواء كان مصدرها هو البائع سلما ألنه يملك نقودا‪ .‬هي‬
‫أرس مال السلم‪ .‬أو كان مصدرها هو المشتري ألنه ( كالمستصنع ) يملك سلعا موصوفة في الذمة‬
‫وهي دين ال يمكن تداوله‪.‬‬
‫ال مااانع ماان إصاادار صااكوك الساالم تمثاال ثماان الساالم أو البضاااعة المشااتراة بالساالم‪ .‬إذا كاناات مغلقااه‬
‫(غير قابله للتداول ) يحتفظ بها المستثمرون حتى نهاية االستثمار ( استهالك الصكوك )‪.‬‬
‫وال يتغير الحكم المشار إليه أعال بالنسبة لصكوك االستصناع من المستصنع أو صكوك السلم‬
‫باختيار القول بجواز بيع المسلم فيه قبل قبضته ألنه سينتقل إلي المشتري الجديد دينا فال يصح‬
‫التداول أيضا‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬تنظيم التجمعات المصرفية من أجل التمويل ‪ syndication‬بين المصارف اإلسالمية بعضها البعض‬
‫وبينها وبين البنوك التقليدية من أجل المشروعات الصغيرة والمتوسطه‪.‬‬
‫التمويل المصرفي المج َمع واارة حديثه في السوق الدولية‪:‬‬
‫يعتبر تكوين التجمعات المصرفية من أجل التمويل ظاهر حديثه سائدة في السوق الدولية وذلك‬
‫التجمع بهدف التقليل من المخاطر االقتصادية والقانونية ‪ ،‬واالستفادة من التقنية المصرفية الحديثة‬
‫‪116‬‬
‫‪ ،‬وتحقيق الوفو ارت االقتصادية المتحصلة من التركز االقتصادي ‪ ،‬وضبر العالقات القانونية‬
‫الناشئة عن هذا االتفاق‪.‬‬
‫بناء الت َجمع المصرفي‪:‬‬
‫تلجا الجهة طالبة التمويل إلي أحد البنوك يسمي ظالبنك المنظمظ أو ظالمنسقظ الذي يسعى إلي تكوين‬
‫التجمع المصرفي ‪ ،‬أي عمليه التمويل من حيث‪ :‬المبل والعملة والمدة والاربح وفتارة الساحب وجادول‬
‫رد المبل والضمانات ووكيل العملية‪ .‬وعند توقيع االتفاق أو العقد النهائي تنتهي مهمة البنك المنظم‬
‫وتبااادا مهما ااة البنا ااك ظالوكيةةةةلظ حيا ااث يتا ااولى إدارة التمويا اال المجم ا اع وتمثيا اال البنا ااوك أعضا اااء التجما ااع‬
‫المصرفي‪.‬‬
‫ومما يجب التأكياد علياه أن هاذا التجماع المصارفي ياتم دون تكاوين أرس ماال خااش باه حياث يكاون‬
‫التزام كل بنك بتقديم حصته في التمويل منفردا ‪ ،‬ويعتبر غير متضامن في عالقته ماع بااقي البناوك‬
‫قبل الممول‪.‬‬
‫ويل ة نقل الحقوق وااللتزامات التي يقوم بها البنك ع و التجمع المصةرفي الةةي تميةرت ظروفة‬
‫هحدي طريقتين‪:‬‬
‫‪ )3‬طريقة المشاركة من الباطن‪.‬‬
‫‪ )4‬النزول عن المشاركة علي أساس حوالاة الحاق إذا تاوافرت شاروطها وبخاصاة إذا كاان البناك‬
‫المتنازل قد سدد حصته بالكامل ‪ ،‬ويتم هذا التنازل طبقا لشروط اتفاقية التجمع المصرفي‪.‬‬
‫ويالحظ أن التجماع المصارفي إذا كاان وسايلة هاماة ورئيساة لتوزياع المخااطر االقتصاادية ‪ ،‬فإناه‬
‫فاي ذات الوقاات ماان العواماال التااي تااودي إلااي زيااادة المخاااطر القانونيااة حيااث إن أعضاااء التجمااع‬
‫متعددي الجنسية ‪ ،‬ومن ثم يجوز للعديد من الدول صاحبة السلطة أن تتدخل في‬
‫عملية التمويل في أي وقت وال خالف في أن ذلك سيؤثر علي العالقات المتعددة داخل التجمع‬
‫المصرفي ‪ ،‬هذا فضال عن مشكلة تنازع القوانين وهل يخضع التجمع لقانون بلد العقد األصلي‬
‫أم قانون محل السداد‪.‬‬
‫المصارف اإلسالمية والتمويل المصرفي المج َمع‬
‫‪87‬‬
‫‪ 87‬لالستئناس انظر ندو البركة التاسعة لالقتصاد اإلسالمي فتوى رقم ‪9‬خ‪. 1‬‬
‫‪117‬‬
‫علي ضوء ما سبق من الطرح السائد في الواقع العملي فإن المصارف اإلسالمية تستطيع أن‬
‫تمارس التمويل المصرفي المجمع وفقا وليته فيما بينها نظ ار اللتزاماتها باألدوات والصي التي‬
‫ال تخالف حكما شرعياً‪.‬‬
‫المحور الخامس‪ :‬متطلبات النجاح الخمسة للمؤسسات والمنشاّت في التمويل والتمول كمؤشر‬
‫تقيمي‪.‬‬
‫متطلبات النجاح الخمسة اي‪:‬‬
‫‪ .1‬تحليل البيئة الخارجية وتهيئة البيئة القانونية للعمل المصرفي اإلسالمي ‪ ،‬واعادة‬
‫‪88‬‬
‫النظر في القوانين المحلية التي تقيد من انطالقة القطاع المالي المصرفي وتقيد‬
‫من قنوات تدفق رأس مال‪.‬‬
‫فعال لحماية المودعين ‪ ،‬وما يستلزمة من الشفافية واإلفصاح ‪ ،‬ودقة الرقابة‬
‫‪ .2‬نظام َّ‬
‫وشموليتها ‪ ،‬وتقويم اوداء والتأمين التعاوني على الودائع ‪ ،‬ووجود مؤسسات‬
‫مساند لضمان الودائع االستثمارية علي أسس التأمين التعاوني‪.‬‬
‫‪ .3‬بناء تنظيمي قوي ومالئم وتنمية الموارد البشرية واعادة تأهيلها‪.‬‬
‫‪ .4‬العمل الدؤوب والسعي الحثيث إلنشاء والتوسع في السوق المالية اإلسالمية لتداول‬
‫الصكوك اإلسالمية ‪ ،‬والقيام بدورها في خدمة أهداف التنمية واإلسهام في إيجاد‬
‫الوسائل المناسبة لتوظيف السيولة الفائضة وانتقال رؤوس األموال داخل بلدان‬
‫العالم اإلسالمي إقليمياً‬
‫وعالمياً‪.89‬‬
‫‪ - 5‬حتمية تكامل المؤسسات المصرفية اإلسالمية‬
‫أوال‪ :‬جوار وطبيعة النشاط المصرفي اإلسالمي ‪:‬‬
‫المصرف اإلسالمي باعتبار جزءا من الجهاز المصرفي وتمثل عملياته وأدواته جزءا من الوسائل‬
‫المتاحة لتنفيذ السياسة النقدية والمالية واالقتصادية يقوم في نشاطه علي أساس من قاعدتي ‪:‬‬
‫‪ 88‬للمزيااد ماان التفصاايل انظاار علااي محساان يوسااف – بحااث‪ :‬تحلياال للبيئااة الخارجيااة للمنظمااات د ارسااة تحليليااة منظااور معاصاار –‬
‫منشور في مجلة يفاق اقتصادية المجلد ‪ 20‬العدد ‪ 79‬لسنة ‪ 1420‬ها ‪ 1999 -‬م ش ‪ 123‬وما بعها‪.‬‬
‫‪ 89‬انظر د‪.‬حمد الكساسبه – ما هبة السوق اإلسالمية ل أرس المال وامكانية تطويرها – بحث مقدم لندوة التنمية مان منظاور إساالمي‬
‫– عمان فبراير ‪ 1991‬م مشار إليه في عباد الارزاق إلهيتاي – المصاارف اإلساالمية باين النظرياة والتطبياق ش ‪708‬ط ‪ 1998‬م ط‬
‫دار أسامة للنشر – عان‪.‬‬
‫‪118‬‬
‫الخراج بالضمان وقاعدة الغرم بالغنم أي المشاركة في الربح والخسارة ومن ثم ال يعتمد علي سعر‬
‫الفائدة في التعامل‪.‬‬
‫‪ )1‬المصرف اإلسالمي مضارب أصالً ويضارب تبعا ً ‪:‬‬
‫يضارب ويتجر في أموال المودعين مقابل نسبة شائعة معلومة من الربح المتحقق ‪ .‬وذلك إما بتقديم‬
‫أموال المودعين مضاربة لرجال األعمال والمستثمرين أو تقديمها لشريك في مشروع تجاري أو‬
‫زراعي أو صناعي ‪ ...‬إلخ أو تشغيل أموال المودعين في عمليات البيوع المختلفة ومنها اوجلة‬
‫والسلم واالستصناع واإلجارة‪.‬‬
‫والمصرف اإلسالمي في كل ذلك ملتزم باألحكام الشرعية التي تراقب تطبيقها الهيئات الشرعية‬
‫المتخصصة‪.‬‬
‫‪ )2‬على أساس جوار وطبيعة نشاط المصرف اإلسالمي ‪:‬‬
‫السابق تحديدها فإنه ليس هناك إلتزام من قبل المصرف تجا المودعين والعمالء برد أموالهم كاملة‬
‫إليهم إال إذا أهمل المصرف أو قصر أو تعدى وهذا هو األساس العادل الذي يحكم عالقة‬
‫بالمصرف وينظم حاالت المسؤولية فيها‪.‬‬
‫لذا تختلف المصارف اإلسالمية عن البنوك التقليدية في األمور الجوارية التالية ‪:‬‬
‫عطاء‪.‬‬
‫أ) نبذ الفوائد الربوية بأشكالها المختلفة أخذاً وا ً‬
‫ب) ممارسة اإلتجاز المباشر‪.‬‬
‫ج) ملكية أصول لغايات اإلستثمار‪.‬‬
‫د) المشاركة المباشرة في مشاريع منتجة‪.‬‬
‫وتأسيسا ً على ذلك يبرز بشكل واضح التساؤل التالي واو ‪:‬‬
‫كيفية إخضاع المصارف اإلسالمية لمجموعة من األسس والمعايير الرقابية والتنظيمية والتوجيهية‬
‫وفقا لطبيعة عملها‪.90‬‬
‫ثالثا‪ :‬عناصر تكامل المؤسسات المصرفية االسالمية‪:‬‬
‫إن تكامل النظام المصرفي ينعكس حتما في تكامل المؤسسة القائمة علي ذلك النظام وتتحقق‬
‫كنتيجة طبيعية لذلك اوثار التنموية وتصحيح المسار االقتصادي وتتمثل أهم عوامل ذلك التكامل‬
‫المؤسسي فيما يلي‪:‬‬
‫‪ 90‬نثير فقط اذا التساؤل ألاميته ولكن اإلجابة عليه تخرج عن نطاق اذا البحث‪.‬‬
‫‪119‬‬
‫‪ )1‬رسالة وأاداف المؤسسات المصرفية اإلسالمية ‪:‬‬
‫إ ن تكامل النظام المصرفي اإلسالمي في ذاته علي أساس من خصوصية المنهج وخصوصية‬
‫الصيرفهخ المصرفية يحدد رسالة وأهداف المؤسسات المالية والمصرفية اإلسالمية إذ‪:‬‬
‫ تتمثل رسالة المؤسسات – وهي صمام األمان – كما يعبر علماء التخطير واالستراتيجية‬‫في الخصائش الفريدة التي تميزها عن غيرها من المنظمات النظيرة وتعبر هذ الرسالة‬
‫عن الصورة الذهنية التي ترغب المنظمة في إسقاطها في أذهان الناس وهو ما سردنا‬
‫فيما تقدم من خصائش‪.‬‬
‫‪ -‬أما األهداف‬
‫‪91‬‬
‫فتتمثل في الدور األساسي لهذ المؤسسات الذي يحقق مصلحة جميع‬
‫األطراف ذات العالقة بهذة المؤسسات وصاحبة المصلحة وهي مثلثة األضالع‪:‬‬
‫‪ ‬المؤسسات المالية ذاتها ‪.‬‬
‫‪ ‬المتعاملون معها ‪.‬‬
‫‪ ‬البيئة خ المجتمع الذي تعمل فيه تلك المؤسسات وتخضع لنظامه‪.‬‬
‫وال شك أن االرتباط بالرسالة يحدد األهداف والغايات وكالهما يحقق مصلحة الجميع أي األطراف‬
‫الثالثة المذكورة ‪.‬‬
‫ومن هنا فإن الدور األساسي لهذ المؤسسات والذي تلتقي عند هذ المصالح مجتمعة ومن ثم‬
‫يحدد هدفها هو أنه أن يكون توظيف خ استخدام األموال في وجو التجارة واالستثمار( التنمية )‬
‫طبقاً لمقاصد الشريعة وأحكامها التفصيلية‪.‬‬
‫‪ )2‬تحديد طبيعة الوساطة المالية في ممارسة المهنة المصرفية اإلسالمية ودوراا في التنمية‪:‬‬
‫البنك اإلسالمي في ممارسته للوساطة فى توظيف واستخدام أموال المودعين التتسم بحيادية‬
‫الوسير التقليدي‪ 92‬إذ يمارس المهنة المصرفية بأدوات تجارية واستثمارية ومن ثم فهو طرف فاعل‬
‫فى عالقاته المالية واالستثمارية ومن ثم فإن مزاولة البنك اإلسالمي للمهنة المصرفية وعمليات‬
‫التمويل يستخدم األدوات المصرفية اإلسالمية كالمرابحة والسلم واالستصناع‬
‫‪ 91‬أنظر د‪ .‬محسن الخضيري – البنوك اإلسالمية ص‪ 29‬الهدف التنموي للبنك اإلسالمي – ط‪ 1995‬ايتراك للنشر ‪ -‬مصر‬
‫‪ 092‬لمزيد من التفصيل حول أهمية الوساطة المالية أنظر د‪ .‬عبد هللا الجهنى الكشى – تطور النظم المصرفية وأثر على النمو‬
‫االقتصادى فى دول مجلس التعاون الخليجي م ‪ .‬يفاق اقتصادية‪ .‬العدد‪ 186‬لسنة ‪ 1421‬ه ا ‪ 2001 -‬م‬
‫‪120‬‬
‫والمشاركة والمضاربة واإلجارة مما يقتضى حتما التملك والبيع والشراء (التجارة ) باتفاق الفقهاء ‪،‬‬
‫والقول بغير ذلك يزيد من أعباء تلك المؤسسات الناتجة عن إدارة مجوداتها من خالل كيانات‬
‫أخرى مثل الشركات‪.‬‬
‫وتأسيساً على ذلك فإن البنوك اإلسالمية تدخل طرفا مباش ار في المعامالت الشرعية بحسب نوعها‬
‫وطبيعتها وما يتطلبه ذلك من تملك أصول ثابتة ومنقولة ‪ ،‬وذلك حتى تستطيع أن تؤدي دورها فى‬
‫بناء قاعدة إنتاجية ‪ ،‬وتحقيق مصالح المتعاملين معها على أساس قاعد الربح والخسارة أو الغرم‬
‫بالغنم التي اليجوز القول بأنها تعرض أموال الناس للخطر ألن الخطر يمكن التقليل منه أو حتى‬
‫تالفيه بقواعد ونظم أخرى ‪ ،‬هنا تبرز أهمية وجود نظام رقابة فنية فعال ‪ ،‬ونظام صناديق تأمين‬
‫مخاطر االستثمار ‪ ،‬مع ضرورة االلتزام في ممارسة الوساطة المصرفية من خالل ممارسة المهنة‬
‫المصرفية بالشرائر الفنية البحتة مثل ‪ :‬مراعاة طبيعة مصادر التمويل وحجمه وتنوعه‪ .‬وبكل ذلك‬
‫تتحقق كفاءة تمثيل وظيفة الوساطة والتجاوب بفاعلية مع حاجات االقتصاد وتقليل المخاطر‪.‬‬
‫‪121‬‬
‫‪ )3‬العقود المشتقة من المعاني والتكامل فيها‪.‬‬
‫إن تنوع وتعدد الصي واألدوات التمويلية واالستثمارية فى ممارسة المهنة المصرفية اإلسالمية‬
‫يعتمد اعتمادا جوهرياً على تكاملها في ذاتها والتكامل فيما بينها على النحو التالي‪:‬‬
‫تكامل العقود في ذاتها‪:‬‬
‫إن المتأمل في أدوات وصي التمويل واالستثمار اإلسالمي يجد أنها تتنوع إلى زمر أو حزم‬
‫متجانسة متكاملة في ذاتها ‪ ،‬وهو ما يعبر عنه فقهياً بالعقود المشتقة من معانيها كما يقول اإلمام‬
‫الرملي‪ 93‬وأسماء العقود المشتقة من المعاني البد من تحقق تلك المعاني فيها‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس فالمرابحات مشتقة من الربح إذ هو جوهر هذ البيوع‬
‫رأس المال أي تعجيله ‪ ،‬وهو جوهر هذا البيع‬
‫والسلم مشتق من تسليم‬
‫واالستصناع مشتق من الصنعة‬
‫وهكذا في‬
‫المشاركات واإلجارة والمضاربة كلها مشتقة من معانيها التي يجب تحققها فيها‪.‬‬
‫‪ )4‬تكامل العقود فيما بينها وتغطية أشكال اإلنتاج المختلفة‪:‬‬
‫فضال عن تكامل العقد فى ذاته على نحو ما سبق فان حزم العقود وزمرها تتكامل فيما بينها‪ ،‬فهناك‬
‫زمرة أو حزمة البيوع التي تناسب التجارة القائمة على السلع والخدمات واالتجار فيها‪ ،‬وهناك داخل‬
‫حزمة البيوع تتكامل األدوات فمثالً ‪ :‬في المرابحة السلعة حاضرة مملوكة للبائع والثمن حال أو‬
‫مؤجل أو مقسر‪ .‬وفي السلم السلعة غائبة موصوفة والثمن حال حاصر‬
‫وفى االستصناع السلعة‬
‫موصوفة والثمن حال أو مؤجل‪.‬وهكذا تتكامل العقود بصيغها وأحكامها بحسب الحاجة والحال‬
‫على المستوى الجزئي واألفراد والمؤسسات ‪ ،‬وعلى المستوى الكلى للدولة ‪ ،‬ومن هنا كان من لوازم‬
‫تكامل صي العقود تنوعها أيضاً ‪ :‬أال يصح االعتماد كلية على صيغة منفردة واحدة ‪ ،‬واال تخلف‬
‫المقصد والغاية والهدف ‪ ،‬ولم تتحقق الرسالة المنشودة في االقتصاد‪.94‬‬
‫‪ 93‬حاشية الرملي على أسني المطالب ح‪ 2‬ش‪.122‬‬
‫‪ 94‬في تنظيم اإلنتاج في الفقة وأثر في التنمياة االقتصاادية أنظار د‪.‬ساعيد أباو الفتاوح بسايوني – الحرياة االقتصاادية فاي اإلساالم‬
‫وأثرها في التنمية ش‪ 325‬وما بعدها ط دار الوفاء – المنصورة مصر – وفى أشكال الملكية ودورها في اإلنتاج – أنظر كتابنا‬
‫– الملكيااة وض اوابطها فااي اإلسااالم ط‪ .‬مكتبااة وهبااة – مصاار – وأصااول االقتصاااد اإلسااالمي ط ساانة ‪ – 2001‬ط دار الاارواي‬
‫بالمملكة العربية السعودية‬
‫في تنظيم اإلنتاج في الفقة وأثر في التنمية االقتصادية أنظر د‪.‬سعيد أبو الفتوح بسيوني – الحرية االقتصادية في اإلسالم‬
‫وأثرها في التنمية ش‪ 325‬وما بعدها ط دار الوفاء – المنصور مصر – وفى أشكال الملكية ودورها في اإلنتاج – أنظر كتابنا‬
‫‪122‬‬
‫– الملكية وضوابطها في اإلسالم ط‪ .‬مكتبة وهبة – مصر – وأصول االقتصاد اإلسالمي ط سنة ‪ – 2001‬دار الرواي‬
‫بالمملكة العربية السعودية‬
‫‪123‬‬