تحميل الملف المرفق

‫العدد (‪ - )29‬أكتوبر ‪ - 2014‬ذو الحجة ‪ 1435‬هــ‬
‫جملة �سهرية (اإلكرتونية) ت�سدر عن املجل�س العام للبن�ك وامل�ؤ�س�سات املالية الإ�سالمية بالتعاون مع مركز اأبحاث فقه املعامالت الإ�سالمية‬
‫هل جنحت ماليزيا واأ�صبحت رائدة‬
‫يف جمال ال�صريفة الإ�صالمية؟‬
‫الطبيعة القانونية‬
‫لالعتماد امل�صتندي‬
‫وتكييفه يف‬
‫الفقه امل�صريف‬
‫الإ�صالمي‬
‫الذكاء القت�صادي يف اجلزائر‪:‬‬
‫واقــع واآفــاق‬
‫التجربة التون�صية‬
‫يف بعث امل�صاريع‬
‫ال�صغرى "بني‬
‫املوجود واملن�صود"‬
‫‪OMAN ISLAMIC FINANCE‬‬
‫‪REPORT 2015:‬‬
‫‪BUILDING‬‬
‫‪ON A‬‬
‫‪STRONG‬‬
‫‪START‬‬
‫‪EXCLUSIVE‬‬
‫‪INTERVIEW‬‬
‫‪H.E. Hamood Sangour‬‬
‫‪Al Zadjali P39‬‬
‫‪INTERVIEW‬‬
‫‪Sulaiman Al Harthy‬‬
‫‪P34‬‬
‫‪Islamic Banking Growth‬‬
‫‪Priority Areas P57‬‬
‫‪Retail Banking Survey‬‬
‫‪Findings P60‬‬
‫‪Takaful Potential:‬‬
‫‪Bancatakaful P124‬‬
‫‪JOIN THE DISCUSSION‬‬
‫‪@IFGateway‬‬
‫‪#IFGateway‬‬
‫‪A JOINT INITIATIVE OF:‬‬
‫‪A MEMBER OF‬‬
‫‪STRATEGIC PARTNER:‬‬
‫املثلث املت�ضاوي الأ�ضالع‬
‫والهيكل امل�ؤ�ض�ضي للنظام القت�ضادي‬
‫د‪� .‬سامر مظهر قنطقجي‬
‫رئي�س التحرير‬
‫مما ل يخفى على دار�سي القت�ساد ا ّأن الهيكل امل�ؤ�س�سي للنظام القت�سادي يت أا ّلف من ال�س�ق واملن�ساأة‪ ،‬حيث ي�ؤمن‬
‫تغري يف اأيامنا‬
‫ال�س�ق اآلية تن�سيق لمركزية مل�ؤ�سر ال�سعر‪ ،‬بينما ت�ؤمن املن�ساأة طريقة تن�سيق تق�م على النف�ذ‪ .‬فما الذي ّ‬
‫هذه ؟ فهل تال�سى نظام ال�سعر ليحل حمله نظام ال�سلطة؟ اأ�سئلة كثرية تطرح نف�سها وحتتاج اإىل اإجابات تقنع اأهل‬
‫هذا امليدان‪.‬‬
‫يت�ساءل بع�سهم عن نظرة املدر�سة التجديدية للح�كمة‪ ،‬وي�ساأل غريهم عن مقاربة ‪ Ronald Coase‬وحتليله للح�كمة‪،‬‬
‫واآخرون ي�ساأل�ن عن نظرية عدم تناظر اأو متاثل املعل�مات‪ ،‬وغريهم ي�ساأل عن التحليل املعا�سر للعق�د كنظرية تكلفة‬
‫ال�سفقات ونظرية ال�كالة‪.‬‬
‫النفوذ يبداأ من القوة الداخلية‪:‬‬
‫قدمت املدر�سة التجديدية (الني�كال�سيكية) بقيادة ‪ Milton Friedman‬اأمن�ذج (الإدارة بالأهداف) الذي جمع بني‬
‫اجلانبني الكمي والإن�ساين‪ .‬في�سرتك الإداري�ن والعمال بتحقيق اأهدافهم بان�سجام مع اأهداف م�ؤ�س�ستهم‪ ،‬ويفيد ذلك‬
‫بتنظيم العمل على �سكل هيكل حتفيزي‪.‬‬
‫واأدخل ‪ Octave Gelinier‬اأحد رواد هذه املدر�سة قاعدتي (املناف�سة والإبداع)‪.‬‬
‫واأ�ساف لهما ‪( Pritchard Sloan Alfreed‬الغاية الإن�سانية)‪ ،‬فالمركزية ال�سلطة حتفز املبادرة وامل�س�ؤولية‪ ،‬وب�سبب‬
‫مرونة الالمركزية يجب املحافظة على اإلزامية القرارات وا�ستقالليتها ملراقبة النتائج ً‬
‫دوريا‪.‬‬
‫وعدد ‪ Peter F. Drucker‬الذي ي��سف باأنه الأب الروحي لالإدارة مهام تطبيق احل�كمة الأ�سا�سية بالآتي‪:‬‬
‫‪ t‬حتديد املهمة‪ ،‬وو�سع الأهداف اخلا�سة بامل�ؤ�س�سة ب��س�ح‪.‬‬
‫‪ t‬اإعداد برنامج اإنتاجي يحقق الر�سا عن العمل‪.‬‬
‫‪ t‬ت�سيري ال�قائع وتطبيق امل�س�ؤولية الجتماعية‪.‬‬
‫وتعترب "تكاليف ال�سفقات" من الأن�سطة ال�سرورية لتحقيق التن�سيق التجاري‪ ،‬وت�سنيف التكاليف امل�ستعملة يف ال�س�ق‬
‫اإىل ثالثة فئات‪:‬‬
‫‪ t‬تكاليف البحث والإعالم‪.‬‬
‫‪ t‬تكاليف التفاو�س واتخاذ القرار‪.‬‬
‫‪ t‬تكاليف الرقابة واملتابعة‪.‬‬
‫النف�ذ يبد أا من ق�ة ال�س�ق‪:‬‬
‫اعترب ‪ Léon Walras‬اأن التبادلت التجارية تتم وفق الآلية التالية‪:‬‬
‫ً‬
‫ً‬
‫‪ t‬يقدم من�سق العرو�س والطلبات الناجتة عن ال�س�ق مقرتحا اأوليا لل�سعر يتم��سع ح�له العار�س�ن‬
‫والطالب�ن معا‪.‬‬
‫‪ t‬فاإذا اختل الت�ازن بني العر�س والطلب يتم اقرتاح �سعر غريه‪.‬‬
‫‪ t‬فاإذا زاد العر�س عن الطلب انخف�ست الأ�سعار اجلديدة‪ ،‬اأما اإذا انخف�س العر�س عن الطلب فريتفع‬
‫ال�سعر اجلديد‪.‬‬
‫يبقى هذا املفه�م ً‬
‫�ساريا حتى يتحقق الت�ازن‪ ،‬وبناء على املعل�مات التي يتم جمعها تتم اإعادة ت�زيع هذه املعل�مات‬
‫حيث جترى العديد من الأن�سطة الالزمة لتحقيق الت�ازن‪ .‬وهذا ه� مدخل حتليل ‪ Ronald Coase‬ح�سب مقال‬
‫ن�سرته جملة ‪ Economica‬عام ‪ 1937‬حتت عن�ان "طبيعة املن�ساأة"‪.‬‬
‫ويعترب مق�س الأ�سعار في�سال يف انتظام اأو عدم انتظام ت�زيع املعل�مات‪ ،‬فمن يعلم اأول يربح اأول‪ ،‬ومن يعلم‬
‫اأخريا يخ�سر اأول‪ ،‬والعك�س بالعك�س‪ .‬لكن مفع�ل ت�زيع املعل�مات بات �سعيفا الي�م نتيجة انت�سار و�سائط الإعالم‬
‫املختلفة وانت�سار نظم معاجلة املعل�مات حتى بتنا اأمام ق�اعد معطيات وطرق معاجلة فائقة ال�سرعة مما اأ�سعف‬
‫تاأخر و�س�ل املعل�مات واأ�سعف معها اأثرها على التحكم بعنا�سر ال�س�ق‪.‬‬
‫ويرى ‪ Ronald Coase‬اأن املتعاملني لهم اخليار بني ال�س�ق واملن�ساأة‪ ،‬فهما ي�سكالن الهيكل امل�ؤ�س�سي للنظام‬
‫القت�سادي‪ ،‬فال�س�ق ي�ؤمن اآلية تن�سيق لمركزية مل�ؤ�سر ال�سعر‪ ،‬بينما تعترب املن�ساأة هي طريقة تن�سيق ثابتة قائمة‬
‫على النف�ذ حيث مركزية ال�سلطة‪.‬‬
‫وعليه تال�سى نظام ال�سعر‪ ،‬وحل حمله نظام ال�سلطة‪ ،‬حيث �سارت الأهمية القت�سادية للمن�ساأة بدل ال�س�ق لأنها‬
‫تتحكم بتخفي�س تكاليف �سفقاتها‪.‬‬
‫لكن ي�ؤخذ بعني العتبار اأن املن�ساأة كلما كانت كبرية ومعقدة �سعب التن�سيق الفعال لل�سلطة ولالأن�سطة‪ .‬فالختيار‬
‫بني ال�س�ق واملن�ساأة يتحقق مبقارنة تكاليف ال�سفقات وتكاليف التنظيم الداخلي لتلك املن�ساآت‪.‬‬
‫اإن كال من املدر�سة التجديدية ومدر�سة ال�كالة قدمتا تف�سريا غري كاف‪ ،‬لذلك قدم تف�سري اآخر من مدر�سة‬
‫ركزت على نتائج القت�ساد اجلزئي التجديدي حيث الهدف ه� ربح �سلطة الحتكار مبا ي�سمح بالتحكم يف‬
‫الأ�سعار‪ ،‬وتدافع هذه املدر�سة عن الفعالية القت�سادية للتكامل ب�سبب‪:‬‬
‫‪ t‬الطبيعة التكن�ل�جية للمراحل الإنتاجية‪.‬‬
‫‪ t‬تغري الطلب الذي ي�ؤثر على املن�ساأة‪.‬‬
‫‪ t‬تكاليف ال�سفقات‪.‬‬
‫وبراأيي املت�ا�سع كمراقب وممار�س يف ال�س�ق فنحن اأمام مثلث متثل اأ�سالعه الثالث ك ًال من‪ :‬احلك�مات‪،‬‬
‫ال�سركات‪ ،‬الأفراد‪.‬‬
‫اأما العالقة بني اأ�سالع املثلث فتق�م على التاأثر والتاأثري اإذ جند اأن ك ًال منهم ي�ؤثر ويتاأثر بال�سلع الذي يليه‪،‬‬
‫فال�سركات تتحكم باحلك�مات‪ ،‬وت�ؤثر بها بل تتدخل يف عملها واأ�سخا�سها اأي�سا‪ ،‬اأما الأفراد فيخ�س�ن احلك�مات‬
‫ويتاأثرون بها‪ ،‬لكنهم ميثل�ن يف ال�قت نف�سه �سلطة الطلب يف ال�س�ق (لأن الزب�ن ه� امللك) في�ؤثرون يف ال�سركات‪،‬‬
‫وي�سغط�ن عليها لذلك تخافهم ال�سركات‪.‬‬
‫اإن نتيجة العالقات املتبادلة النهائية للمثلث املذك�ر تتج�سد يف اأن هناك �سلطة يتبادلها اأطراف املثلث في�سد‬
‫بع�سه ً‬
‫بع�سا‪ ،‬فاإن ا�ست�ى بانتظام كنا اأمام مثلث مت�ساوي الأ�سالع حيث ال�ستقرار والت�ازن‪ ،‬فاإن �س ّد �سلع غريه‬
‫من الأ�سالع ت�س�هت العالقة وتغري �سكل املثلث‪ ،‬ونا�سلت ق�ى ال�سلعني الآخرين ً‬
‫جذبا لعنا�سر الت�ازن حتى‬
‫تتحقق‪.‬‬
‫وبناء عليه يتحدد الهيكل امل�ؤ�س�سي للنظام القت�سادي الذي ترتكز عليه ال�سيا�سة القت�سادية وال�سيا�سة النقدية‬
‫وال�سيا�سة املالية لأي نظام اقت�سادي‪.‬‬
‫وتبقى الأيام دول‪ ،‬والبقاء لالأ�سلح ً‬
‫دوما‪.‬‬
‫حماة (حماها اهلل) ‪2014-09-18‬‬
‫‪www.giem.info 12‬‬