تحميل الملف المرفق

‫اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية‬
‫مهداوي هند ‪ :‬حاصلة على شهادة املاجستري يف العلوم االقتصادية‪ +‬سنة أوىل دكتوراه جبامعة أيب‬
‫بكر بلقايد –تلمسان‪ -‬اجلزائر‪.‬‬
‫الربيد اإللكرتوين‪[email protected]:‬‬
‫تكفي صليحة ‪ :‬أستاذة مساعدة – جامعة جياليل اليابس – بكلية العلوم االقتصادية وعلوم‬
‫التسيري والعلوم التجارية ‪ .‬سيدي بلعباس‪ -‬اجلزائر‪.‬‬
‫الربيد اإللكرتوين‪[email protected]:‬‬
‫صباغ رفيقة ‪ :‬حاصلة على شهادة املاجستري يف العلوم االقتصادية‪ +‬سنة أوىل دكتوراه جبامعة أيب‬
‫بكر بلقايد –تلمسان‪ -‬اجلزائر‪.‬‬
‫الربيد اإللكرتوين‪[email protected]:‬‬
‫مق اربة فكرية لسعر الف ائدة بين التفكير االقتصادي اإلسالمي والتفكير الغربي‬
:‫ملخص‬
‫لطاملا أدانت خمتلف األداين ومعظم احلضارات التعامل ابلراب واليت اصطلح عليها مصطلح سعر الفائدة‬
‫ الذي حيمل يف طياته جمموعة من األضرار االجتماعية‬، ‫املعمول هبا يف البنوك التقليدية والذي هو نفسه الراب احملرم‬
‫وعلى الرغم من أن كبار االقتصاديني يف الغرب أقروا أمهية سعر الفائدة يف التنمية االقتصادية إال أهنم‬، ‫واالقتصادية‬
‫ومن‬، ‫أكدوا على أن أي اقتصاد يتسم حبسن اإلدارة جيب أن تكون سعر الفائدة املطبقة يف بنوكه تساوي صفرا‬
‫هنا ارأتينا أن نناقش من خالل هذه الورقة البحثية مفهوم الفوائد الربوية بني االقتصاد اإلسالمي واالقتصاد‬
‫وما هي األضرار اليت جترها هذه الفوائد على الصعيدين االجتماعي واالقتصادي؟‬، ‫الوضعي‬
‫ أضرار الراب‬-‫ الراب يف الفكر االقتصادي‬-‫ مفهوم الراب وأدلة حترميه‬-‫ مفهوم القرض‬:‫الكلمات املفتاحية‬
.‫االجتماعية واالقتصادية‬
Résumé :
Toutes religions et cultures condamnent l’usure (riba), qui est
traditionnellement appelé le taux d'intérêt applicable dans les banques, qui porte
en lui une série de dégâts sociaux et économiques, et malgré le fait que les
économistes occidentaux, a reconnu l'importance du taux d'intérêt dans le
développement économique mais ils ont insisté que la bonne gouvernance d’une
économie doit appliqué un taux d'intérêt égales à zéro.
C'est la raison pour laquelle nous discutons à partir de cette recherche le
biais de la notion d'intérêt de l'usure dans l'économie islamique et l'économie
traditionnelle, d’autre part citez les inconvénients de taux d’intérêt au niveau
social et économique.
Mots clé : définition de (Riba)- définition de taux d’intérêt- l’usure dans
les civilisations- les inconvénients de l’usure.
‫مقدمة‪:‬‬
‫حّت هناية القرن الثّالث عشر تقريباً‪,‬‬
‫ظلّت البالد الّيت تدين ابملسيحيّة تذعن ألحكامها يف حترمي الفائدة ّ‬
‫مثّ أخذت حتت ضغط احلياة االقتصادية‪ ,‬بسبب ظهور طبقة التّجار من جهة‪ ,‬وتقليص نفوذ الكنسية من جهة‬
‫أخرى تفسح اجملال لزحف الفائدة على ميادين املعامالت املاليّة شيئاً فشيئاً‪،‬حّت وصلت إىل البالد اإلسالمية على‬
‫يد االستعمار ‪،‬لتواصل هذه الدول يف إتباع النهج الغريب بعد حصوهلا على استقالهلا السياسي لتبقى اتبعة للدول‬
‫األجنبية يف اجلانب االقتصادي واملايل وغريه من القوانني والتشريعات اليت يسوقها العامل املسلم ليطبقها يف بالده‬
‫دون مواءمتها له بل على العكس من ذلك جتر عليه الكثري من الويالت‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬مفهوم القرض ‪:‬‬
‫‪ /1‬القرض لغة ‪ :‬يدل على القطع فيقال قرض الشيء بنابه ‪ :‬قطعه ‪ ،‬والقرض ما تعطيه لإلنسان من مالك‬
‫لتقضاه وكأنه شيء قطعته من مالك‪.1‬‬
‫‪ / 2‬القرض اصطالحا ‪ :‬يعرف الطاهر لطرش القرض على أنه من أفعال الثقة بني األفراد ويتجسد يف ذلك الفعل‬
‫الذي يقوم بواسطته شخص ما (الدائن ) مب نح أموال إىل شخص خخر (املدين ) أو يعده مبنحها إايه أو قد يلتزم‬
‫بضمانه أمام اآلخرين وذلك مقابل مثن أو تعويض هو الفائدة‪.2‬‬
‫‪ / 3‬القرض فقهيا ‪ :‬يعرف الشافعية القرض على أنه متليك الشيء على أن يرد مثله ‪ ،‬فالقرض عقيم ابلنسبة‬
‫للمقرض فال حيق له أخذ الفائدة عليه كما أنه ال يشارك يف اخلسارة ‪ ،‬فطبيعة القرض يف الفقه اإلسالمي أن يكون‬
‫حسنا‪ 3‬فقط وال جتوز الزايدة املشروطة يف القرض أثناء سداده ألنه راب‪.‬‬
‫اثنيا ‪ :‬مفهوم الدين‬
‫‪ /1‬الدين لغة ‪ :‬يقال من الدين أدان إذا ابع سلعته بثمن إىل أجل ‪ ،‬ودان بدين إذا أقرض ‪ ،‬وإستقرض فالن فهو‬
‫دائن لقوله تعاىل» فَإِذََا تدَايَ ْنتُِم بدَ ْين ‪« 4‬؛ فالدين لغة هو القرض‪.‬‬
‫‪ / 2‬مفهوم الدين ‪ :‬الدين هو ما ثبت يف الذمة وكان واجب الرد مبثله ال بقيمته ‪ ،‬وما يثبت يف الذمة هبذا‬
‫الوصف هو املثليات وأمهها النقود ‪ ،‬فالنقود هي أهم هذه املثليات فهي امليدان الرحب لفكرة الدين أو ما يسمونه‬
‫يف العصر احلديث فكرة االئتمان‪.5‬‬
‫* الفرق بني القرض والدين ‪:‬‬
‫يقول فخر الدين الرازي‪ 6‬أن القرض غري الدين ‪ ،‬ألن القرض أن يقرض اإلنسان دراهم ‪ ،‬داننري ‪ ،‬حبا أو مترا أو‬
‫ما شابه ذلك وال جيوز فيه األجل أما الدين فيجوز فيه األجل ‪ ،‬والدين غري حمصور يف سبب معني فقد يكون‬
‫سببه القرض أو مثن مبيع مؤجال أو وديعة استهلكها املودع لديه أو استخدمها فأصبحت دينا يف الذمة أو أي‬
‫حق مايل واجب الرد مبثله إما حتت الطلب أو بعد زمن معني‪.7‬‬
‫اثلثا ‪ :‬مفهوم الفائدة يف االقتصاد الوضعي‬
‫* سعر فائدة عبارة عن مبلغ يدفع مقابل استخدام رأس املال ويعرب عنه عادة كمعدل الفائدة أو نسبة مئوية‪.8‬‬
‫* الفائدة هي مثن النقود املتنازل عنها مؤقتا‪.9‬‬
‫* يعرف سعر الفائدة على أنه أجر كراء النقود حيث يلتزم املقرتض بدفعه إىل املقرض ( عادة البنك ) مقابل‬
‫التنازل املؤقت له عن السيولة‪.10‬‬
‫* عرف مارشال الفا ئدة على أهنا "السعر املدفوع يف السوق الستعمال رأس املال" ؛ أما كينز فقال أهنا مكافأة‬
‫التخلي عن السيولة‪.11‬‬
‫رابعا‪ :‬الفائدة يف الفقه اإلسالمي ‪:‬‬
‫يعرف الفقه اإلسالمي الفائدة وهي الراب لكن تغري امسها يف العرف املصريف احلديث على أهنا زايدة أحد البدلني‬
‫املتجانسني من غري أن يقابل هذه الزايدة عوض‪. 12‬‬
‫مفهوم الراب‬
‫‪ /1‬الراب لغة ‪ :‬أصل الراب يف لغة العرب ‪ :‬الزايدة والنماء والعلو كما يقول اللغوي أمحد بن فارس يف معجمه ‪ ،‬تقول‬
‫الربوة وهي املكان املرتفع‪.13‬‬
‫الربوة و َّ‬
‫العرب راب الشيء يربو إذا زاد ‪ ،‬وراب الرابية يعلوها إذا عالها ‪ُ ،‬‬
‫يف القاموس احمليط للفريوز أابدي ‪ :‬راب ‪ :‬زاد ومنا ‪ ،14‬أما يف خمتار الصحاح للرازي ربيت مبعىن أخذت أكثر مما‬
‫أعطيت ‪ .‬ويف أساس البالغة للزخمشري ‪ :‬راب املال يربو‪ :‬زاد وأىب على اخلمسني أي زاد عليها‪.15‬‬
‫‪ /2‬الراب اصطالحا ‪ :‬سئل أمحد بن حنبل رمحه هللا تعاىل عن الراب الذي الشك فيه فقال ‪ :‬هو أن يكون للمرء‬
‫دين فيقول صاحبه للمدين ‪:‬أتقضي أم تريب ؟ فإن مل يقضه زاده يف املال وزاده يف األجل ‪.‬‬
‫الراب هو زايدة أيخذها املقرض من املقرتض ‪.‬‬
‫ويقول شيخ اإلسالم ابن تيميه " كان الرجل من أهل ثقيف – الذين نزل فيهم القرخن – أييت الغرمي عند حلول‬
‫األجل فيقول ‪:‬أتقضي أم تريب ؟ فيقضه وإال زاده املدين يف املال و زاده الطالب يف األجل فيضاعف املال يف املدة‬
‫ألجل التأخري‪.‬‬
‫** حكم الراب‬
‫إن الراب حرام ابلكتاب والسنة واإلمجاع و الدليل على ذلك مايل ‪:‬‬
‫‪ -1‬دليل حترمي الراب يف القرخن الكرمي‪: 16‬‬
‫لقد ذكر الراب يف القرخن الكرمي يف أربع سور أحدها مكية واألخرى مدنية سورة الروم مكية وكل من سورة البقرة ‪،‬‬
‫خل عمران والنساء مدنية‪.‬‬
‫أمواِل الَّناِس‬
‫بوا َ‬
‫ير ِ‬
‫ما جاء يف سورة الروم اآلية ‪ : 39‬بسم هللا الرمحن الرحيم ‪َ ﴿ :‬وما أُتِيتُِم ِ‬
‫في َ‬
‫من َرِبا لَ ُ‬
‫بو عنَد الله ﴾ ‪.‬‬
‫ير ِ‬
‫فََال ُ‬
‫ِ‬
‫ضاعَفَة واتَقُوا هللا‬
‫آمنُوا الَ تَأ ُ‬
‫ين َ‬
‫لوا الرِبَ ا أَ َ‬
‫ما جاء يف سورة خل عمران اآلية ‪ ﴿ :130‬يَا أَيُ َها الذ َ‬
‫ضعاف ا ُم َ‬
‫كُ‬
‫كم تُف لِحون﴾ ‪.‬‬
‫لَعلَ ُ‬
‫ِِ ِ‬
‫موالَ النَاس بالبَاطل واعتَدنَا‬
‫سورة النساء اآلية ‪َ ﴿ : 161‬وأَخذهم الربَا َوقَد نهوا عَنه وأَكلهم أَ َ‬
‫كافرين منهم عَذَاب ا أَليما﴾ ‪.‬‬
‫لل َ‬
‫‪17‬‬
‫ِ‬
‫ن الِربَا َال‬
‫ين يَأ ُ‬
‫لو َ‬
‫وكان اخلتام هو خايت الراب اليت جاءت يف سورة البقرة اآلايت( ‪ ﴿ ) 279-275‬الذ َ‬
‫كُ‬
‫ِ ِ‬
‫ِ‬
‫الذي يتَخبطُه الشيطَ ِ‬
‫يقُومون إَِال كَما يقُوم ِ‬
‫ن َ‬
‫َ َ ُ‬
‫الوا إِنَما البَيع مثلُ الرِبَا َوأََحلَ‬
‫ان م َ‬
‫َ ََ ُ َ ُ‬
‫َ ُ َ‬
‫المس ذَلك ب أ ََنَ ُهم قَ ُ‬
‫ِ ِ‬
‫ك‬
‫ُ‬
‫مرهُ إِلَى هللا َو َمن عَادَ فَأُولئِ َ‬
‫وحرمَ الرِبَا فََمن َجاءَهُ َموعظة من َربه فَانتَ َهى فَلَهُ َما َسلَ َ‬
‫ف َوأَ ُ‬
‫هللا البَيع َ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ات و ُ ِ‬
‫كلَ كَفَار‬
‫محق ُ‬
‫ب ُ‬
‫يها خاَ ُ‬
‫صحاب النَار ُهم ف َ‬
‫لدون (‪ )275‬يَ َ‬
‫أَ َ‬
‫الصدَقَ َ‬
‫هللا ال يُح ُ‬
‫هللا الرِبَا ويُربِي َ‬
‫أَثِيم (‪)276‬إِن ِ‬
‫الذين آمنُوا وعَ ِملوا ِ ِ‬
‫جر ُهم ِعند َربِ ِهم َوالَ‬
‫وآتوا َ‬
‫َ َ‬
‫الزكَاة لَ ُهم أَ ُ‬
‫َ‬
‫الصالة ُ‬
‫الصال َحات َوأَقَ ُ‬
‫اموا َ‬
‫ُ َ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫كنتم‬
‫ن الربَا إِن ُ‬
‫خَوف عَليهم والَ ُهم يَ َ‬
‫قي م َ‬
‫نون (‪ )177‬يَا أَيُ َها الذ َ‬
‫آمنوا اتَ ُ‬
‫ين ُ‬
‫حز ُ‬
‫قوا هللا وذَ ُروا َما بَ َ‬
‫ِ‬
‫ِِ‬
‫موالِ ُ‬
‫ن هللا َو َر ُسوله َوإِن تُبتُم فَلَ ُ‬
‫كم الَ‬
‫ُمؤمنين (‪ )178‬فَإِن لَم تَ َ‬
‫نوا بِح ََرب م َ‬
‫ؤوس أَ َ‬
‫كم ُر ُ‬
‫لوا فَأذَ ُ‬
‫فع ُ‬
‫تَظلِ ُمون وال تُظْلَ ُمون(‪. ﴾ )279‬‬
‫روى الطربي عن السدى قال ‪ :‬نزلت خية الراب من سورة خل عمران يف العباس بن عبد املطلب ورجل من بين املغرية‬
‫كاان شريكني يف اجلاهلية يسلفان يف الراب إىل أانس من ثقيف‪.‬‬
‫إن الراب مل حيرم إال يف العهد املدين أي أن خية الراب اليت جاءت يف سورة الروم جاءت من ابب التدرج يف التشريع‬
‫كما حدث مثال يف حترمي اخلمر فبينت أن الراب غري مقبول عند هللا تعاىل وابلتايل فقد هيأت الذهان والنفوس‬
‫لتلقي حكم التحرمي وتنفيذه مث جاء التحرمي يف سورة خل عمران مث جاءت اآلية الكرمية يف سورة النساء لتعيد‬
‫التذكري بتحرميه وأن هللا قد هناان عنه ‪ ،‬وأخريا جاءت خايت سورة البقرة خبتام التشريع لتبني سوء املنقلب ملن يتعامل‬
‫ابلراب واعتربته عدوا هلل ولرسوله مستحقا حلرهبما‪.18‬‬
‫‪ -2‬دليل حترمي الراب يف السنة النبوية الشريفة‬
‫لقد جاءت السنة املطهرة لتؤكد حترمي الراب حيث عده الرسول صلى هللا عليه وسلم أحيد الذنوب الكبرية اليت هتلك‬
‫صاحبها يف الدنيا واآلخرة فالراب من السبع املوبقات‪ 19‬املهلكات ومن بني األحاديث النبوية الدالة على ذلك ما‬
‫رواه مسلم وغريه أن النيب عليه الصالة والسالم قال » لعن هللا آكل الراب ومؤكله وكاتبه وشاهديه ‪ ،‬وقال هم‬
‫سواء« ويف مسلم أيضا » فمن زاد أو استزاد فقد أرىب اآلخذ واملعطي سواء‪.« 20‬‬
‫وأيضا ما رواه البخاري بسنده عن الرسول صلى هللا عليه وسلم أنه قال‪:‬‬
‫» رأيت الليلة رجلني أتياين فأخرجاين إىل أرض مقدسة ‪ ،‬فانطلقنا حىت أتينا على هنر من دم ‪ ،‬فيه رجل قائم‬
‫‪ ،‬وعلى وسط النهر رجل بني يديه حجارة ‪ .‬فأقبل الرجل الذي يف النهر ‪ ،‬فإذا أراد الرجل أن خيرج رمى‬
‫الرجل حبجر يف فيه فرده حيث كان ‪ ،‬فجعل كلما جاء ليخرج رمى يف فيه حبجر فريجع كما كان ‪ ،‬فقلت ما‬
‫هذا ؟ فقال ‪ :‬الذي رأيته يف النهر ‪ :‬آكل الراب‪.«21‬‬
‫وفقه احلديث الشريف بني أن أي زايدة هي راب حمرم ويستوي يف اللعنة املقرض واملقرتض كما كان للسنة النبوية‬
‫دور خخر حيث حرمت نوع خخر من الراب وهو راب البيوع الذي ينقسم إىل نوعني‪:‬‬
‫ راب الفضل ‪ :‬أي الزايدة حيث يقوم على بيع سلعة بنفسها وعينها مع زايدة يف الكيل أو الوزن بغض النظر عن‬‫اجلودة والرداءة كبيع الذهب ابلذهب أو الفضة ابلفضة‪....‬‬
‫الن ََ َساء ‪ :‬الناجم عن التأجيل والتأخري‪.22‬‬
‫ راب َّ‬‫ابلرب‬
‫والرب ر‬
‫وجيمعها حديث الستة املشهور الذي قاله الرسول الكرمي » الذهب ابلذهب والفضة ابلفضة ر‬
‫والشعري ابلشعري والتمر ابلتمر وامللح ابمللح مثال مبثل ‪ ،‬يدا بيد فمن زاد أو استزاد فقد أرىب« ويف رواية‬
‫أخرى فإذا اختلفت األصناف فبيعوا كيف شئتم إذا كان يدا بيد‪.«23‬‬
‫‪ -3‬حترمي الراب ابإلمجاع‬
‫يقول النووي ‪ -‬رمحة هللا عليه ‪": -‬أمجع املسلمون علة حترمي الراب ‪ ،‬وأنه من الكبائر ‪ ،‬وقيل أنه كان حمرما يف مجيع‬
‫الشرائع "‪.24‬‬
‫ويقول شيخ اإلسالم ابن تيمية ‪ ":‬املراابة حرام ابلكتاب والسنة واإلمجاع "‬
‫وقد قال القرطيب يف تفسريه ‪ ": 241/3‬أمجع املسلمون نقال عن نبيهم صلى هللا عليه وسلم أن اشرتاط الزايدة‬
‫يف السلف راب ولو كان قبضة من علف كما قال ابن عباس أو حبة واحدة ‪ .‬إذن حترمي فوائد القروض اثبت‬
‫ابلكتاب والسنة واإلمجاع ومعلوم من الدين ابلضرورة‪....25‬‬
‫الراب يف احلضارات املختلفة واألداين السماوية‬
‫لقد عرف الراب يف احلضارات السابقة عند كل من قدماء املصريني ‪ ،‬اهلند ‪ ،‬الصني ‪ ،‬اإلغريق والرومان وعند العرب‬
‫يف اجلاهلية إال أن الفطرة السليمة عند هؤالء اهتدت على حترمي الراب‪ ، 26‬ويتفق اإلسالم مع األداين السماوية‬
‫األخرى يف حترمي الراب ‪ ،‬بل إن الوثنيني من عرب اجلاهلية كانوا ينظرون إىل الراب نظرة سخط وازدراء ويدل على‬
‫ذلك أنه عند ما هتدم سور الكعبة وأرادت قريش إعادة بنائه حرصت على أن جتمع األموال الالزمة لذلك من‬
‫البيوت اليت ال تتعامل ابلراب حّت ال يدخل البيت العتيق أي مال حرام‪.27‬‬
‫تربيرات االقتصاديني لسعر الفائدة والرد عليها‬
‫من خالل التعاريف السابقة للفائدة نالحظ ان علماء االقتصاد الغريب قاموا بتربير سعر الفائدة من خالل عدة‬
‫زوااي‪:‬‬
‫‪28‬‬
‫ فريى بعض االقتصاديني أ ّن الفائدة أجر الزمن ‪ ،‬وهذا مردود أب ّن الزمن ليس خدمة وال عمال وال رأمسال قابالً‬‫للبيع وال عامل إنتاج‪ ،‬ولكن العامل املنتج هو العمل الذي يقوم به العامل خالل الزمن‪ .‬فاستغالل الزمن هو‬
‫الشيء‬
‫املنتج‬
‫ال‬
‫الزمن‬
‫نفسه‪.‬‬
‫ ويرى بعضهم أ ّن الفائدة هي أجر جهد االدخار‪ ،‬ومن املآخذ على هذه النظرية ما أييت‪:‬‬‫إ ّن االمتناع عن جزء من االستهالك احلاضر ال ميثل أي حرمان ابلنسبة لألغنياء‪ ،‬كما أنه ال يقوم كل مدخر‬
‫إبقراض مدخراته‪ ،‬وعليه فإ ّن بعضهم يدخر دون أن يستلم أي عائد على انتظاره‪ ،‬مث إن استخدام سعر الفائدة‬
‫كحافز لزايدة حجم املدخرات عن طريق االمتناع عن االستهالك له خاثر عكسية تتمثل يف تقليل الطلب‬
‫االستهالكي‪ ،‬مما يقلل من أرابح املشاريع‪ ،‬ويقل تبعا لذلك احلافز على االستثمار‪.‬‬
‫ ويرى بعضهم أ ّن الفائدة مثن للتنازل عن السيولة‪ .‬أي أهنا مثن إلقراض النقود؛ فالفائدة تدفع مثنا لتخلي الناس‬‫عن االكتناز‪ ،‬وسعر الفائدة هو املكافأة الطبيعية لألفراد الذين يتنازلون عن مبدأ السيولة‪ ،‬وحيتفظون أبمواهلم يف‬
‫سائلة‪.‬‬
‫غري‬
‫صورة‬
‫والنقد العاجل يشكل منفعة اقتصادية؛ إذ ميكن حفظه دون مصاريف تذكر‪ ،‬لتلبية كل احلاجات املمكنة‬
‫الفائدة‪.‬‬
‫هو‬
‫مثن‬
‫يقابلها‬
‫املنفعة‬
‫والطارئة‪،‬وهذه‬
‫ومن املآخذ على هذه النظرة أنه ال حيمل على التخلي عن االكتناز إال عائدا جمزايً‪ ،‬فإذا بلغ سعر الفائدة حده‬
‫األدىن ‪ -‬كما هو االجتاه العام هلذه النظرية ‪ -‬فإنه أييت بعكس املطلوب؛ حيث يزداد التفضيل النقدي وتقل‬
‫الرغبة يف التخلي عن السيولة‪ ،‬كما أنه ليس ابلفائدة وحدها حيمل الناس على التخلي عن االكتناز‪ ،‬بل يف توفري‬
‫فرص استثمارية مالئمة‪ ،‬تقوم على مشاركة عادلة‪ ،‬وتدر أرابحا جمزية‪ ،‬مما يدفع بقوة إىل تفضيل االستثمار‬
‫االكتناز‪.‬‬
‫عن‬
‫والتخلي‬
‫‪ -‬ويرى بعضهم أ ّن املال احلاضر أعلى قيمة من املال املستقبل من النوع نفسه وبكمية متساوية؛ إذ توجد نزعة‬
‫نفسية لدى الفطرة البشرية لتفضيل املال احلاضر على املال املستقبل‪ .‬ومن املآخذ على هذه النظرية‪ :‬أ ّن قيمة‬
‫السلع ال تستمد من كوهنا حاضرة أو مستقبلة‪ ،‬بل تستمد من احلاجة إليها‪ ،‬فالفرد يفضل املال الذي حيتاج إليه‬
‫يف املستقبل على مال حاضر ال حيتاج إليه اآلن وهو ما يفسر نزوع الناس إىل االدخار‪ ،‬بل إ ّن هذا الدافع النفسي‬
‫هو‬
‫أقوى‬
‫لدى‬
‫الناس‬
‫من‬
‫الدافع‬
‫األول‪.‬‬
‫وقد ظهرت هذه النظرية حديثا يف صورة أخرى وهي أنه قد ثبت أ ّن أمثان األعيان واخلدمات يف ارتفاع مطرد وهو‬
‫عما هي عليه يف احلاضر‪ ،‬فمن أيخذ‬
‫ما يعرف مبشكلة التضخم‪ ،‬ويرتتب عليه اخنفاض قيمة النقود يف املستقبل ّ‬
‫ألفا حالة تصبح قيمتها احلقيقية بعد سنة أو سنتني ‪ – 800‬مثال ‪ -‬فيكون من حق الدائن اقتضاء الفرق بني‬
‫قيمة دينه يف وقت إعطائه وقيمته احلقيقية وقت أخذه‪ ،‬أو على األقل اقتضاء جزء من هذا الفرق‪ ،‬وهو الفائدة‪.‬‬
‫فكلتا الصورتني تقوم على أ ّن املال احلاضر أعلى قيمة من املال املستقبل‪ ،‬ولكن الصورة األوىل ذات طابع نفسي‪،‬‬
‫والثانية ذات طابع اقتصادي‪ .‬والرد على هذه الصورة احلديثة أ ّن الفائدة هي أحد األسباب الرئيسة لظهور مشكلة‬
‫التضخم؛ ملا يرتتب عليها من ارتفاع يف األمثان وأسعار السلع واخلدمات بناء على ما أييت‪:‬‬
‫‪- 1‬أ ّن أصحاب املصانع يعملون دائما على بقاء األسعار على ما عليه بل وزايدهتا كي يستطيعوا الوفاء ألقساط‬
‫القروض وفوائدها‪ ،‬ويقللوا من إنتاج السلع مبجرد اإلحساس ابخنفاض قيمتها يف السوق‪ ،‬وإال كانوا معرضني‬
‫لإلفالس‪.‬‬
‫‪- 2‬يضيف املنتجون – عادة ‪ -‬ما يدفعونه يف الفوائد إىل أسعار السلع‪ ،‬وكلما تزايدت قيمة الفائدة ارتفعت‬
‫األمثان‪.‬‬
‫‪- 3‬أ ّن الفائدة تسهم مباشرة يف حدوث مشكلة التضخم مبا تضيفه لرأس املال من قيمة متزايدة على مر الزمن‬
‫ودون تعرضه للخسارة‪ ،‬فطبقا ملعدالت الفائدة فإ ّن ‪ 100‬حالة تساوي ‪ 120‬أو ‪ 30‬بعد سنتني‪ ..‬و كلما‬
‫تزايدت قيمة رأس املال مبرور الزمن اخنفضت قيمته وارتفعت يف املاضي‪ ،‬وكلما أوغل يف القدم ارتفعت قيمته إبزاء‬
‫بعينه‪.‬‬
‫التضخم‬
‫وهو‬
‫احلاضر‬
‫فتحرمي الفائدة أحد أوجه العالج احلاسم ملشكلة التضخم ومنع ارتفاع األسعار ابعتبارها أحد مصادره األساسية‪،‬‬
‫ال أن يكون التضخم تربيرا لبقاء األصل الذي نشأ منه وهو الفائدة‪ ،‬حسبما تروج له األفكار الرأمسالية‪.‬‬
‫نظرة االصالحيني احملدثني إىل الفائدة‪:‬‬
‫إن آدم مسيث على الرغم من صورته بـ (أبو رأمسالية السوق احلر) قد قام بدعم التحكم يف الراب‪ .‬فبينما‬
‫عارض (مسيث) املنع الكامل للفائدة‪ ،‬كان يريد فرض سقف ملعدهلا‪ .‬وهو هبذا يضمن أن املقرتضني ذوي املخاطر‬
‫القليلة ال حيرموا من التمويل كنتاج للجزء األكرب من املال الذي كان سوف يقرض للمبذرين واملسرفني والذين‬
‫وحدهم سوف يرغبوا يف وضع معدل عال للفائدة"‪.‬‬
‫انتهج جون كينز االقتصادي الكبري يف القرن العشرين موقفا مماثال عندما خمن أبن "أحباث الدارسني عن‬
‫الراب توجهت لوضع معادلة تسمح هلامش الفعالية أن يكون مرتفعا بينما يستخدم العادة والقانون األخالقي‬
‫لالحتفاظ مبعدل الفائدة منخفضا‪ ،‬حّت تتمكن حكومة رشيدة من كبح مجاح الفائدة عن طريق القانون األساسي‬
‫والتعريفات"‪ ،‬ويسلم (كينز) أ ّن معدل الفائدة يف جمتمع حسن اإلدارة ميكن أن يكون صفرا‪.‬‬
‫هناك إصالحي خخر أقل شهرة هو سيلفيو جيزيل قال عنه كينز أن العامل كان ميكنه أن يتعلم منه أكثر‬
‫من كارل ماركس‪ .‬لقد أدان جيزيل الفائدة وهو التاجر الناجح بني أملانيا واألرجنتني على أساس أهنا ترتبط‬
‫"بثمن" النقود (أي الفائدة) وليس احتياجات الناس أو جودة البضاعة‪ .‬وتعترب مارجيت كينيدي وهي أستاذة‬
‫أمل انية يف جامعة (هانوفر) من أكثر النقاد احملدثني ضد الفوائد يف الزمن املعاصر‪ ،‬وهي تستمد أفكارها من جيزيل‬
‫فتؤمن أبن "الفائدة هي سرطان ينهش يف جسد جمتمعنا"‪ .‬وتشهد (مارجريت) السبب للفائدة والنقود غري‬
‫املتضخمة ابقرتاحها تعديال يف التعامل البنكي ليساهم يف دورة املال‪.‬‬
‫وأخريا هناك مدرسة أخرى من النقاد احملدثني للفوائد ضربت جبذورها يف العمل املتكامل لكثري من‬
‫اإلصالحيني االجتماعيني االقتصاديني يف أوائل القرن ‪ 20‬هم دوجالس سنة ‪ ،1924‬فيشر سنة ‪،1935‬‬
‫(سيمونز) سنة ‪ ،1948‬سودي سنة ‪ .1926‬وكانت مقدمتهم األساسية أنه من اخلطأ وغري املقبول هنائيا أن‬
‫حتتكر البنوك التجارية املال أو عمليات صناعة النقود‪ .‬وتوجد بعض األنظمة البديلة املطروحة من املؤلفني‬
‫األصليني ومت جتربتها عن طريق حاملي املشاعل يف العصر احلديث مثل ( سكراترية األموال االجتماعية) و (جلنة‬
‫إصالح النقد واالقتصاد)‪.‬‬
‫مضار الراب من الناحية االقتصادية‪:‬‬
‫الراب يطال االقتصاد ويؤثّر فيه أتثرياً سلبيّاً‪,‬‬
‫ابلراب ّ‬
‫حبجة خدمة االقتصاد‪ ,‬و ّ‬
‫لكن خطر ّ‬
‫لقد انتشر التّعامل ّ‬
‫وذلك من خالل‪:‬‬
‫الراب يسبّب األزمات االقتصادية‪ :‬وذلك من انحيتني‪ :‬األوىل‪ ,‬ما تصيبه طبقة املرابني من إثراء غري مشروع‬
‫‪1‬ـ ّ‬
‫املقررة على املقرتضني دون املسامهة يف خماطر مشروعاهتم‪ .‬والثّانية‪ ,‬ميل طبقة املرابني‬
‫بسبب حصوهلم على الفوائد ّ‬
‫الركود‪ ,‬أو منعه خوفاً من‬
‫الرخاء إىل التّ ّ‬
‫يف أوقات ّ‬
‫وسع يف اإلقراض‪ ,‬وميلها إىل تقنني اإلقراض يف أوقات ّ‬
‫السداد‪ ,‬مما يزيد من سوء األزمات‬
‫احتماالت اخلسارة‪ ,‬وعمالً على اسرتداد قروضها‪ ,‬وإرغاماً للمقرتضني على ّ‬
‫ويوسع أضرارها‪.‬‬
‫االقتصادية ّ‬
‫الراب يسبب الغالء واالحنرافات املاليّة‪ :29‬فالفائدة الّيت يدفعها املنتج إىل املقرض تُضاف إىل تكاليف اإلنتاج‪,‬‬
‫‪2‬ـ ّ‬
‫أي مشروع ال يعطي أرابحه ّإال بعد سنة أو بضع سنوات‪ ,‬بينما تكون الفائدة مستح ّقة يف فرتة‬
‫وما ذلك ّإال أل ّن ّ‬
‫الشعب‬
‫يؤدي إىل غالء األسعار‪ ,‬وحنن نعرف أ ّن الّذي يستخدم هذا اإلنتاج هم أفراد ّ‬
‫ال عالقة هلا ابألرابح‪ ,‬مما ّ‬
‫عام‪.‬‬
‫الفقراء بشكل ّ‬
‫أخر‬
‫‪ 3‬ـ إ ّن ترّكز املال عند املرايب حيرم النّشاط االقتصادي من هذا املال ومن دخوله فيه‪ ,‬مما ّ‬
‫الركود والتّ ّ‬
‫يؤدي إىل ّ‬
‫ويتحمل خماطر‬
‫أبي نشاط اقتصادي ّإال إذا جاء من يقرتض منه‪,‬‬
‫ّ‬
‫االقتصادي‪ .‬حيث أ ّن هذا املرايب ال يقوم ّ‬
‫أي مشروع‬
‫عرض ملخاطر ّ‬
‫املشاريع االقتصادية وحده‪ّ ,‬أما املرايب فهو يريد رحباً مضموانً‪ ,‬وليس على استعداد للتّ ّ‬
‫اقتصادي‪.‬‬
‫الصناعات القائمة‪ ,‬فاآلالت الّيت ُُترتع جيب أن حتقق رحباً‬
‫وتوسع ّ‬
‫الراب على إنشاء ّ‬
‫الصناعات اجلديدة‪ّ ,‬‬
‫‪ 4‬ـ يؤثّر ّ‬
‫الصناع توظيفها يف اإلنتاج‪.‬‬
‫سنوايً يعادل تكلفتها ‪ +‬سعر الفائدة‪ّ ,‬‬
‫حّت يستطيع ّ‬
‫ّ‬
‫‪ 5‬ـ يقول ال ّدكتور شاخت األملاين‪ " :‬إ ّن مجيع املال يف األرض صائر إىل عدد قليل من املرابني‪ ,‬وإ ّن قيام النّظام‬
‫الصناعة عالقة مغامرة‬
‫االقتصادي على األساس الربوي جيعل العالقات بني أصحاب األموال والعاملني يف التّجارة و ّ‬
‫العامة‬
‫مستمرة‪ ,‬مع أ ّن مصاحل العامل ال تقوم ّإال ابلتّجارة واحلرف و ّ‬
‫الصناعات‪ ,‬واستثمار األموال من املشاريع ّ‬
‫ّ‬
‫النّافعة"‪.‬‬
‫الراب وإن كثر‪ ,‬فإ ّن عاقبته تصري‬
‫‪ 6‬ـ عن ابن مسعود رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رسول هللا صلّى هللا عليه وسلّم‪ " :‬إ ّن ّ‬
‫الراب‪ ,‬فإ ّن‬
‫أي قلّة‪ ,‬وهذا احلديث ّ‬
‫إىل قل"‪ّ .‬‬
‫الراب مهما كثر ومهما استطاع املرايب أن جيمع ماالً عن طريق ّ‬
‫يبني أ ّن ّ‬
‫هذا املال الب ّد أن ينقص‪ ,‬وذلك أل ّن املرايب إذا سحب األموال من أيدي املستثمرين‪ ,‬وأهنكهم ابلفوائد الكبرية فإ ّن‬
‫ُتف حركة التّبادل‪,‬‬
‫سيؤدي إىل خسارهتم وإفالسهم‪ ,‬وهذا سيعود يف النّهاية على املرايب نفسه‪ ,‬حيث ّ‬
‫هذا ّ‬
‫يؤدي إىل نقصانه يف النّهاية‪.‬‬
‫ويضطر املرايب إىل صرف ماله‪ ,‬مما ّ‬
‫أضرار الراب من الناحية االجتماعية‪:‬‬
‫للراب أضرار عديدة من الناحية االجتماعية‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪1‬ـ الراب له أضرار أخالقية وروحية‪ ،30‬ألننا ال جند من يتعامل ابلراب إال إنساانً منطبعاً يف نفسه البخل‪ ،‬وضيق‬
‫الصدر‪ ،‬وحتجر القلب‪ ،‬والعبودية للمال‪ ،‬والتكالب على املادة وما إىل ذلك من الصفات الرذيلة‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ اجملتمع الذي يتعامل ابلراب جمتمع منحل‪ ،‬متفكك‪ ،‬ال يتساعد أفراده فيما بينهم‪ ،‬وال يساعد أحد غريه إال‬
‫إذا كان يرجو من ورائه شيئاً‪ ،‬والطبقات املوسرة تعادي الطبقات املعدمة‪ .‬وال ميكن أن تدوم هلذا اجملتمع‬
‫سعادته‪ ،‬وال استتباب أمنه‪ ،‬بل ال بد أن تبقى أجزاؤه مائلة إىل التفكك‪ ،‬والتشتت يف كل حني من األحيان‬
‫حيث ابلراب تزرع بوادر احلقد والعداوة وهذا ما نشاهده اليوم بني أطراف الراب سواء على الصعيد الشخصي‬
‫أو على الصعيد الدويل‪.‬‬
‫‪3‬ـ الراب إمنا يتعلق يف نواحي احلياة االجتماعية ملا جيري فيه التداين بني الناس‪ ،‬على خمتلف صوره وأشكاله‪.‬‬
‫وهذه القروض ضررها يعود على اجملتمع ابخلسارة‪ ،‬والتعاسة مدة حياته‪ ،‬سواء كانت تلك القروض لتجارة‪،‬‬
‫أو لصناعة‪ ،‬أو مما أتخذه احلكومات الفقرية من الدول الغنية‪ ،‬فإن ذلك كله يعود على اجلميع ابخلسارة‬
‫الكبرية اليت ال يكاد يتخلص منها ذلك اجملتمع أو تلك احلكومات‪ ،‬وما ذلك إال لعدم إتباع املنهج‬
‫اإلسالمي‪ ،‬الذي يدعو إىل كل خري وأيمر ابلعطف على الفقراء واملساكني‪ ،‬وذوي احلاجات‪ ،‬قال هللا تعاىل‪:‬‬
‫ن َّ ِ‬
‫اونُوا عَلَى اإلثم َوا ْل ُع ْد َو ِ‬
‫يد‬
‫ان َواتَّقُوا َّ‬
‫اَّللَ إِ َّ‬
‫اَّللَ شَد ُ‬
‫اونُوا عَلَى ا ْلبِرِ َوالتَّقْ َوى َوال تَ َع َ‬
‫﴿ َوتَ َع َ‬
‫ا ْل ِعقَ ِ‬
‫اب﴾[املائدة‪ .]2 :‬وقال عليه الصالة والسالم‪« :‬مثل املؤمنني يف توادهم وترامحهم وتعاطفهم‪ ،‬كمثل‬
‫اجلسد‪ ،‬إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر اجلسد ابلسهر واحلمى»‪ ,‬فال جناة‪ ،‬وال خالص‪ ،‬وال‬
‫سعادة‪ ،‬وال فكاك من املصائب‪ ،‬إال إبتباع املنهج اإلسالمي القومي وإتباع ما جاء به من أحكام وتعاليم‪.‬‬
‫‪4‬ـ تعطيل الطاقة البشرية‪ ،‬فإن البطالة حتصل للمرايب بسبب الراب وتقاعسه عن العمل اجلاد‪ ،‬واإلنتاج املؤدي‬
‫إىل صالح الفرد واجملتمع؛ مبا يوفره من توفري فرص أكرب لأليدي العاملة‪.‬‬
‫‪5‬ـ وضع مال املسلمني بني أيدي خصومهم‪ ،‬وهذا من أخطر ما أصيب به املسلمون‪ ،‬وذلك ألهنم أودعوا‬
‫جيرد املسلمني من أدوات النشاط‪ ،‬ويعني‬
‫الفائض من أمواهلم يف البنوك الربوية يف دول الكفر‪ ،‬وهذا اإليداع ّ‬
‫هؤالء الكفرة أو املرابني على إضعاف املسلمني‪ ،‬واالستفادة من أمواهلم‪.‬‬
‫‪6‬ـ خكل الراب حيال بينه وبني أبواب اخلري يف الغالب‪ ،‬فال يقرض القرض احلسن‪ ،‬وال ينظر املعسر‪ ،‬وال ينفس‬
‫الكربة عن املكروب‪ ،‬ألنه يصعب عليه إعطاء املال بدون فوائد حمسوسة‪ ،‬وقد ّبني هللا فضل من أعان عباده‬
‫املؤمنني ون ّفس عنهم الكرب‪ ،‬فعن أيب هريرة رضي هللا عنه عن النيب صلّى هللا عليه وسلّم أنه قال‪« :‬من‬
‫يسر على معسر‬
‫ن ّفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا ن ّفس هللا عنه كربة من كرب يوم القيامة‪ ،‬ومن ّ‬
‫يسر هللا عليه يف الدنيا واآلخرة‪ ،‬ومن سرت مسلماً سرته هللا يف الدنيا واآلخرة‪ ،‬وهللا يف عون العبد ما‬
‫ّ‬
‫‪.‬‬
‫كان العبد يف عون أخيه»‬
‫وعن عبد هللا بن عمر رضي هللا عنهما أن رسول هللا صلّى هللا عليه وسلّم قال‪« :‬املسلم أخو‬
‫فرج عن مسلم كربة‬
‫املسلم ال يظلمه وال يرسلمه‪ ،‬من كان يف حاجة أخيه كان هللا يف حاجته‪ ،‬ومن ّ‬
‫فرج هللا عنه هبا كربة من كرب يوم القيامة‪ ،‬ومن سرت مسلماً سرته هللا يوم القيامة»؛ وثبت عن النيب‬
‫ّ‬
‫صلّى هللا عليه وسلّم أنه قال‪« :‬من أنظر معسراً أو وضع عنه أظله هللا يف ظله» ‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ الراب يقتل مشاعر الشفقة عند اإلنسان‪ ،‬ألن املرايب ال يرتدد يف جتريد املدين من مجيع أمواله عند قدرته‬
‫على ذلك‪ ،‬وهلذا جاء عن النيب صلّى هللا عليه وسلّم أنه قال‪« :‬ال تنزع الرمحة إال من شقي» وقال عليه‬
‫الصالة والسالم‪« :‬ال يرحم هللا من ال يرحم الناس» وقال عليه الصالة والسالم‪« :‬الرامحون يرمحهم‬
‫الرمحن‪ ،‬ارمحوا من يف األرض يرمحكم من يف السماء»‪.‬‬
‫جير الناس إىل الدخول يف‬
‫‪8‬ـ الراب يسبب العداوة والبغضاء بني األفراد واجلماعات‪ ،‬وحيدث التقاطع والفتنة و ّ‬
‫حتمل نتائجها‪.‬‬
‫مغامرات ليس ابستطاعتهم ّ‬
‫خامتة‪:‬‬
‫الرمحة‪ ,‬ال‬
‫للراب خماطر كبرية تلحق ابألفراد واجملتمع وبنائه االقتصادي‪ .‬واإلسالم دين العدل و ّ‬
‫وهكذا نرى أ ّن ّ‬
‫الربح‬
‫الراب ظلم‪ ,‬ظلم للفرد‪ ,‬وظلم ّ‬
‫لألمة‪ ,‬وظلم لالقتصاد‪ ,‬فاملرايب ال ينظر أبعد من أنفه‪ ,‬يسارع إىل ّ‬
‫يقر الظّلم‪ ,‬و ّ‬
‫ّ‬
‫السريع واملضمون برأيه‪ ,‬وال يدري أنّه بذلك يساهم يف دمار اجملتمع‪ ,‬ويف دمار نفسه يف النّهاية أيضاً‪ ,‬فال ميكن‬
‫ّ‬
‫اَّلل الرِبا ويربِي الصَّدقَ ِ‬
‫اَّللُ ال‬
‫ات َو َّ‬
‫إلنسان أن يعيش يف جمتمع ّ‬
‫َ‬
‫مدمر منهك مفلس‪ ,‬لذلك قال تعاىل‪" :‬يَ ْم َح ُق َُّ‬
‫َُ ْ‬
‫ِ‬
‫استمر فإنّه زائل ال حمالة‪ ,‬وعاقبته وخيمة‪.‬‬
‫ب ُ‬
‫يُِح ُّ‬
‫كلَّ كَفَّار أَثيم" البقرة‪ 276 ,‬فاخلطأ مهما ّ‬
‫ويف األخري نودر شهادة الربوفيسور هورست ألباخ أستاذ االقتصاد وإدارة األعمال جبامعة بون أبملانيا الغربية‬
‫(سابقا) ورئيس األكادميية العلمية بربلني يف حديث له حول فلسفة وفكرة املؤسسات املالية اليت تعمل وفق مبدأ‬
‫املشاركة بدال من الفائدة‪:‬‬
‫إن هنض ة أوراب وتكوين قاعدهتا االقتصادية والصناعية قامت أساسا على مبدأ املشاركة ‪،‬وتدين هذه النهضة إىل‬
‫األموال املخاطرة واليت سامهت يف متويل نتاج املخرتعات اليت أفرزهتا عقول املخرتعني يف مرحلة الثورة الصناعية‪،‬‬
‫وكانت هذه األموال مكدسة لدى التجار أثناء عصر التجاريني وتبحث عن جماالت االستثمار والتشغيل يف‬
‫الصناعة خاصة وأن الكنيسة كانت حترم التعامل ابلفائدة مهما قل مقدارها حترميا قاطعا وحامسا‪.‬‬
‫ومل تكن للبنوك التجارية اليت تتاجر يف األموال حاليا دور أساسي يف تكوين القاعدة االقتصادية ‪،‬وإمنا نشأت‬
‫الستغالل حاجة املنشآت الصناعية أبموال قصرية األجل لتمويل احتياجات متويلية مؤقتة‪.‬‬
‫اهلوامش‪:‬‬
‫‪ -1‬الشيخ أبي الحسن أحمد بن فارس بن زكريا ‪ ،‬معجم مقاييس اللغة ص ‪ 850‬اعتنى به كل من د‪ /‬محمد عوض مرعب‬
‫و فاطمة محمد أصالن ؛ انظر أيضا العالمة جاد هللا أبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري ‪ ،‬أساس البالغة ص ‪( 359‬‬
‫بيروت مكتبة لبنان ناشرون ) ط‪ 1996 ، 1‬؛ أيضا العالمة أحمد بن محمد بن علي الفيومي المقري ‪ ،‬المصباح المنير‬
‫ص ‪ ( 190‬بيروت مكتبة لبنان ناشرون ) ‪. 2001 ،‬‬
‫‪ -2‬د‪ /‬الطاهر لطرش ‪ ،‬تقنيات البنوك ص‪ ( 55‬الجزائر ديوان المطبوعات الجامعية ) ‪.2000‬‬
‫‪ -3‬د‪ /‬حسين عمر ‪ ،‬اقتصاديات البنوك اإلسالمية ص ‪ ( 20‬القاهرة دار الكتاب الحديث ) ط‪. 1995 ، 1‬‬
‫‪ -4‬سورة البقرة اآلية ‪282‬‬
‫‪ -5‬د‪ /‬فتحي الشين ‪ ،‬مجلة االقتصاد اإلسالمي المجلد الخامس العدد‪ -58‬ماي ‪ 1986‬ص‪ 16‬الصادرة عن بنك دبي‬
‫اإلسالمي ‪.‬‬
‫‪ -6‬اإلمام فخر الدين الرازي ‪ ،‬موسوعة مصطلحات اإلمام فخر الدين الرازي بقلم د‪ /‬سميح دغيم ص ‪ ( 571‬بيروت‬
‫مكتبة لبنان ناشرون ) ط‪. 2001 ، 1‬‬
‫‪ -7‬د‪ /‬فتحي الشين ‪ ،‬مجلة االقتصاد اإلسالمي ص‪ 16‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪ -8‬د‪ /‬محمد سليمان األشقر & د‪ /‬عمر سليمان األشقر & د‪ /‬عثمان محمد شبير &د‪ /‬ماجد محمد أبو رخية ‪ ،‬بحوث‬
‫فقهية في قضايا اقتصادية معاصرة ص ‪ ( 603‬األردن دار النفائس ) ج‪ ، 2‬ط‪. 1998 ، 1‬‬
‫‪ -9‬د‪ /‬شاكر القزويني ‪ ،‬محاضرات في اقتصاد البنوك ص ‪ ( 111‬الجزائر ديوان المطبوعات الجامعية ) ط‪. 1992 ، 2‬‬
‫‪ -10‬الطاهر لطرش ‪ ،‬تقنيات البنوك ص‪ 70‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪ -11‬كنز ‪ ،‬النظرية العامة في االقتصاد ص ‪ ( 242‬الجزائر األنيس ‪ -‬موفم للنشر ) ‪.‬‬
‫‪ -12‬محمود إبراهيم الخطيب ‪ ،‬الفائدة في النظم االقتصادية المعاصرة وحكم اإلسالم فيها ‪ :‬نقال عن مجلة االقتصاد‬
‫اإلسالمي ص‪ 28-27‬العدد ‪ 55‬فبراير ‪ 1986‬المجلد الخامس‬
‫‪ -13‬أحمد بن فارس ‪ ،‬معجم مقاييس اللغة ص‪ 419‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪ -14‬اإلمام الفيروز أبادي الشيرازي ‪ ،‬القاموس المحيط ص ‪ ( 365-364‬بيروت دار الكتب العلمية ) ج‪ ، 4‬ط‪1‬‬
‫‪. 1995،‬‬
‫‪ -15‬العالمة الزمخشري ‪ ،‬أساس البالغة ص ‪ 147-146‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪ -16‬فادي محمد الرفاعي ‪ ،‬المصارف اإلسالمية ص ‪ ( 40-38‬بيروت منشورات الحلبي الحقوقية ) ط‪ 2004 ، 1‬؛‬
‫انظر أيضا محمد بوجالل ‪ ،‬البنوك اإلسالمية ص‪ ( 32-22‬الجزائر المؤسسة الوطنية للكتاب ) ‪. 1990‬‬
‫‪ -17‬يروي الطبري عن مجاهد قال أن آيات البقرة التي تحرم الربا نزلت في ربا الجاهلية والمتمثل في أن يكون للرجل‬
‫على الرجل دين فيقول له ‪ :‬لك كذا وكذا وتؤخر عني فيؤخر عنه ‪ ،‬عن قتادة أن ربا أهل الجاهلية ‪ :‬يبيع الرجل إلى أجل‬
‫مسمى فإذا حل األجل ولم يكن عند صاحبه ثمنه زاده في األجل والدين ‪ ،‬إذا ربا الجاهلية إنما كان قرضا مؤجال بزيادة‬
‫مشروطة فكانت الزيادة بدال من األجل فجاء التحريم من عند العليم الخبير جل جالله ‪.‬‬
‫‪ -18‬د‪ /‬علي السالوس ‪ ،‬حكم ودائع البنوك وشهادات االستثمار في الفقه اإلسالمي ص ‪ ( 18-17‬البليدة قصر الكتاب ) ‪.‬‬
‫‪ -19‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪ <<:‬اجتنبوا السبع الموبقات ‪ ،‬قالوا ‪ :‬يا رسول هللا وما هن ؟ قال ‪ :‬الشرك‬
‫باهلل ‪ ،‬السحر ‪ ،‬قتل النفس التي حرم هللا إال بالحق ‪ ،‬أكل الربا ‪ ،‬أكل مال اليتيم ‪ ،‬التولي يوم الزحف و قذف المحصنات‬
‫الغافالت المؤمنات >> متفق عليه ‪.‬‬
‫‪ -20‬رواه مسلم ‪ ،‬ويقول الرسول صلى هللا عليه وسلم أيضا في هذا الشأن ‪ ":‬أربعة حق على هللا أن ال يدخلهم الجنة وال‬
‫يذيقهم نعيمها ‪ :‬مدمن الخمر ‪ ،‬آكل الربا ‪ ،‬آكل مال اليتيم بغير حق والعاق لوالديه " رواه الحاكم وقال صحيح اإلسناد ‪.‬‬
‫‪ -21‬د‪ /‬علي السالوس ‪ ،‬حكم وودائع البنوك وشهادات االستثمار في الفقه اإلسالمي ص‪ 16‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪ -22‬د‪ /‬محسن أحمد الخضيري ‪ ،‬البنوك اإلسالمية ص‪ ( 23‬مصر إيتراك للنشر والتوزيع ) ط‪. 1999 ، 3‬‬
‫‪ -23‬رواه البخاري وسلم ‪.‬‬
‫‪ -24‬د‪ /‬محمد سليمان األشقر& د‪ /‬عمر سليمان األشقر& د‪ /‬محمد عثمان شبير & د‪ /‬ماجد محمد أبو رخية بحوث‬
‫فقهية في قضايا اقتصادية معاصرة ص ‪ 596‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪ -25‬د‪ /‬علي السالوس‪ ،‬حكم ودائع البنوك وشهادات االستثمار في الفقه اإلسالمي ص ‪ 22‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -26‬محمود إبراهيم الخطيب الفائدة في النظم االقتصادية المعاصرة وحكم اإلسالم فيها نقال عن مجلة االقتصاد اإلسالمي‬
‫ص ‪ 28 – 27‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -27‬د‪ /‬محمد عطية موسوعة البنوك اإلسالمية ص ‪ ( 5/1 161‬الجزائر دار الكتاب الحديث ) ؛ انظر أيضا‬
‫موسوعة االقتصاد اإلسالمي ص ‪ 385‬وما بعدها ( القاهرة دار الكتاب المصري ‪ ،‬بيروت دار الكتاب اللبناني ) ط‪2‬‬
‫‪. 1986‬‬
‫‪ -28‬عبد هللا العمراني ‪ ،‬نظريات الفائدة عند االقاصادين الغربيين الموقع االلكتروني‪:‬‬
‫‪www.aleqt.com/2007/04/15/article_87119.htm‬‬
‫‪ - - 29‬رغداء محمد أديب زيدان ‪ ،‬الربا وبدائله في االسالم‪ ،‬ص‪، 14‬تاريخ النشر ‪. 2000-02-24‬‬
‫‪ -30‬الباحث قسطاس إبراهيم‪ ،‬االعجاز في تحريم الربا ؛ الموقع االلكتروني ‪:‬‬
‫‪www.jameataleman.org‬‬
‫املراجع ‪:‬‬
‫القرآن الكرمي‬
‫‪ -1‬الشيخ أيب احلسن أمحد بن فارس بن زكراي ‪ ،‬معجم مقاييس اللغة ص ‪ 850‬اعتىن به كل من د‪ /‬حممد‬
‫عوض مرعب و فاطمة حممد أصالن‬
‫‪ -2‬العالمة جاد هللا أيب القاسم حممود بن عمر الزخمشري ‪ ،‬أساس البالغة ص ‪ ( 359‬بريوت مكتبة لبنان‬
‫انشرون ) ط‪ -3 1996 ، 1‬العالمة أمحد بن حممد بن علي الفيومي املقري ‪ ،‬املصباح املنري ص ‪( 190‬‬
‫بريوت مكتبة لبنان انشرون ) ‪. 2001 ،‬‬
‫‪ -4‬د‪ /‬الطاهر لطرش ‪ ،‬تقنيات البنوك ص‪ ( 55‬اجلزائر ديوان املطبوعات اجلامعية ) ‪2000.‬‬
‫‪ -5‬د‪ /‬حسني عمر ‪ ،‬اقتصادايت البنوك اإلسالمية ص ‪ ( 20‬القاهرة دار الكتاب احلديث ) ط‪، 1‬‬
‫‪. 1995‬‬
‫‪ - -6‬د‪ /‬فتحي الشني ‪ ،‬جملة االقتصاد اإلسالمي اجمللد اخلامس العدد‪ -58‬ماي ‪ 1986‬ص‪ 16‬الصادرة‬
‫عن بنك ديب اإلسالمي ‪.‬‬
‫‪ -7‬اإلمام فخر الدين الرازي ‪ ،‬موسوعة مصطلحات اإلمام فخر الدين الرازي بقلم د‪ /‬مسيح دغيم ص‬
‫‪ ( 571‬بريوت مكتبة لبنان انشرون ) ط‪2001. ، 1‬‬
‫‪ -8‬د‪ /‬حممد سليمان األشقر & د‪ /‬عمر سليمان األشقر & د‪ /‬عثمان حممد شبري &د‪ /‬ماجد حممد‬
‫أبورخية ‪ ،‬حبوث فقهية يف قضااي اقتصادية معاصرة ص ‪ ( 603‬األردن دار النفائس ) ج‪ ، 2‬ط‪، 1‬‬
‫‪. 1998‬‬
‫‪ - 9‬د‪ /‬شاكر القزويين ‪ ،‬حماضرات يف اقتصاد البنوك ص ‪ ( 111‬اجلزائر ديوان املطبوعات اجلامعية ) ط‪، 2‬‬
‫‪. 1992‬‬
‫‪ -10‬كنز ‪ ،‬النظرية العامة يف االقتصاد ص ‪ ( 242‬اجلزائر األنيس ‪ -‬موفم للنشر )‬
‫‪ -11‬حممود إبراهيم اخلطيب ‪ ،‬الفائدة يف النظم االقتصادية املعاصرة وحكم اإلسالم فيها ‪ :‬نقال عن جملة‬
‫االقتصاد اإلسالمي ص‪ 28-27‬العدد ‪ 55‬فرباير ‪ 1986‬اجمللد اخلامس‪.‬‬
‫‪ -12‬اإلمام الفريوز أابدي الشريازي ‪ ،‬القاموس احمليط ص ‪ ( 365-364‬بريوت دار الكتب العلمية )‬
‫ج‪ ، 4‬ط‪. 1995، 1‬‬
‫‪ -13‬فادي حممد الرفاعي ‪ ،‬املصارف اإلسالمية ص ‪ ( 40-38‬بريوت منشورات احلليب احلقوقية )‬
‫ط‪ 2004 ، 1‬؛‬
‫‪ -14‬حممد بوجالل ‪ ،‬البنوك اإلسالمية ص‪ ( 32-22‬اجلزائر املؤسسة الوطنية للكتاب ) ‪1990.‬‬
‫‪ -15‬د‪ /‬علي السالوس ‪ ،‬حكم ودائع البنوك وشهادات االستثمار يف الفقه اإلسالمي ص ‪( 18-17‬‬
‫البليدة قصر الكتاب ) ‪.‬‬
‫‪ -16‬د‪ /‬حمسن أمحد اخلضريي ‪ ،‬البنوك اإلسالمية ص‪ ( 23‬مصر إيرتاك للنشر والتوزيع ) ط‪، 3‬‬
‫‪. 1999‬‬
‫‪ - -17‬د‪ /‬حممد عطية موسوعة البنوك اإلسالمية ص ‪ ( 5/1 161‬اجلزائر دار الكتاب احلديث‬
‫)‪.‬‬
‫‪ -18‬موسوعة االقتصاد اإلسالمي ص ‪ 385‬وما بعدها ( القاهرة دار الكتاب املصري ‪ ،‬بريوت دار‬
‫الكتاب اللبناين ) ط‪1986 2‬‬
‫‪.‬‬
‫املراجع االلكرتونية‪:‬‬
‫‪ -1‬عبد هللا العمراين ‪ ،‬نظرايت الفائدة عند االقاصادين الغربيني املوقع االلكرتوين‪:‬‬
‫‪www.aleqt.com/2007/04/15/article_87119.htm‬‬
‫‪ - -2‬الباحث قسطاس إبراهيم‪ ،‬االعجاز يف حترمي الراب ؛ املوقع االلكرتوين ‪:‬‬
‫‪www.jameataleman.org‬‬