تحميل الملف المرفق

‫وذروا ما بقي من الربا‬
‫مرهف عبد اجلبار سقا‬
‫بسم هللا الرمحن الرحيم‬
‫المقدمة‬
‫احلمد هلل القادر املهيمن‪ ،‬والصالة والسالم على الرسول الرؤوف الرحيم حممد بن عبدد‬
‫وعلدى‬
‫آله وصحبه أمجعني وبعد‪.‬‬
‫ال ينكددر ابكبددان انبسدداا علددى املددال وحددل اسد حوا مم علددى أ د دددر كددن ندده د بطبعدده الد‬
‫ال ححبّاً َمجّاً (‪ )))20‬الفجر‪.‬‬
‫فطرمم عليه د ال تعاىل‪َ (( :‬وحُِتبُّو َا الْ َم َ‬
‫ويف حديث النيب صلى عليده وسدلم الصدحي (لدو داا البدن آدم واد ً حم دن دل أحدل أا‬
‫يكوا له واد ا ولن ميأل فامم إال الرتان)‪.1‬‬
‫و دداا ددن رىل ددب تع دداىل أا ب د ّدني لنإبس دداا ص ددادر س ددل اقرواي و يّد دز طيبه ددا ددن خبيثه ددا‬
‫املسددرت ل فحددرم القمددار واالح كددار والب د والك د ن‪..‬اخل ملددا يف لددض ان درار آلصددا ا خ درين ددن أ د‬
‫املصا الشخصيب‪ ،‬واس بالل حا ات الناس ل حقيق كاسل اتيب ِ‬
‫فأعظم به ن ظلم وإ حاف‪.‬‬
‫و دداا ددن لددض ُتددرا الدرمج يف مجيددا الشدرانا الد أبزهلددا تعدداىل علددى انبسددابيب ملددا فيدده ددن أ د‬
‫أ وال الناس مجلباط و ا يؤد إليه ن اس عباد ا خرين واس بالل حا اهتم‪.‬‬
‫اتريخ حترمي الراب‬
‫لقد ر تعاىل ُترا الرمج على اليهود فقال تعاىل‪:‬‬
‫ل ل‬
‫ل‬
‫باَ ا َحرممَببا َعٍَببي ل م َيلبَببا ِ م لحٍ ببَل َم بمبم‬
‫ين َه ب م‬
‫(فَب ببْمٍ ِم م ببن ال ببد َ‬
‫اْ المب ل‬
‫باَ لابلبَا ل ب ل‬
‫(‪َ َ )160‬خب لبد لهم الب لبرَاب َ َببد ابم م ببُا َعمببِم َ َ ٍل ل ببم َمب َبُ َ‬
‫َلليما (‪( ))161‬المساء ‪.) 161-160‬‬
‫ِ ب لبد لهم َع ببن َسب ببلي ل ا ل َ لب ب ا‬
‫َ بل َ‬
‫ل ل‬
‫ين لمبمب م م َعب َدااب‬
‫َ َعيَببد َن لٍ َ بباف لر َ‬
‫وميكننا اس خالص بعض الفقرات ن العهددين القددا وايديدد (ال دوراة وان يد ) الد تددل علدى‬
‫أا الرمج اا حمر اً يف اتني الشريع ني‪:‬‬
‫‪ .1‬حترمي الراب يف الع د القدمي (اليُراة)‪:‬‬
‫ففي سفر اخلروج (الفص ‪ 22‬الفقرة ‪( :)24‬إ ا أ ر د‬
‫داالً قحدد دن أبندا الدعيب فدال تقد‬
‫نه و الدانن وال تطلل نه رمجً ملالض)‪.‬‬
‫ويف س ددفر الالوي ددني (اقحب ددار فص د ‪ 25‬فق ددرة ‪ 35‬إىل ‪( :)37‬وإ ا اف ق ددر أخ ددوت و ص ددرت ي دددمم‬
‫عندت فأعضدمم غريباً أو س وطناً فيعدي عدض ال ذخد نده رمجً وال رابداً بد أعد إليدض فيعدي أخدوت‬
‫عض وفض ض ال تعطيه مجلرمج وطعا ض ال تعطيه مجملرابب)‪.‬‬
‫‪ 1‬صحيح البخاري‪5959 :‬‬
‫‪1‬‬
‫فقرة ‪.)7‬‬
‫وابظددر أيض داً سددفر ال ثنيددب (فص د ‪ 23‬فقددرة ‪ )7‬وسددفر اق ثددال (فص د ‪ 28‬فقددرة‪( )8‬فص د ‪18‬‬
‫‪ .2‬حترمي الراب يف الع د اجلديد (اإلجني )‪:‬‬
‫يف إ ي لو ا (فص ‪ 6‬فقرة ‪( :) 35 – 34‬إ ا أ ر م ملن تن ظروا نهم املكافأة فدأ فضد‬
‫يعددرف لكددم لكددن افعلدوا اخلداات وأ ر دواغا ن ظرين عاندددهتا وإ ا يكددوا دوابكم دزيالً) يقددول العال ددب أبددو‬
‫الددهبب‪( :2‬ولقددد أمجددا ر ددال الكنيسددب ورؤسدداؤ ا مددا اتفق د عا عهددا علددى أا د ا ال علدديم الصددادر ددن‬
‫السيد املسي عليه السالم يعد ُترمياح اطعاً لل عا د مجلدرمج حد إا ا مج اليسدوعيني الد ين ي صدفوا مجمليد‬
‫إىل الرتخيص وال سا يف طالل احلياة وردت عنهم يف الأا الرمج عبارات صار ب نها‪:‬‬
‫فول سكورمجر‪( :‬إا ن يقول إا الرمج ليس عصيب يعد لحداً خار اً عن الدين)‪.‬‬
‫وهتم)‪.‬‬
‫وبقيد‬
‫و ددول اقن ي ددوبي‪( :‬إ املد درابني يفق دددوا ال ددرفهم يف احلي دداة ال دددبيا وليسد دوا أ د دالً لل كف ددني بع ددد‬
‫و ددد أ ددر د مم النظددرة الدينيددب القددابوا املددد اقوريب يف سددنب ‪ 1789‬يف رسددوم ا ددي الالددابي‬
‫دي املد ل الوحيدد يف أورمج طدوال القدروا الوسددطى ولكنهدا بددأت تفقدد ناع هدا الديذاً فشديذاً ند‬
‫عصر النهضب على أ ر االعرتا ات امل كررة ال و ه إليها بني القربني السادس والسدابا عشدر يف عهدد‬
‫افدداا إىل ن سددكيو و دداا ل د لض ظه دراا عملددي وتش دريعي أ ددا العلمددي فهددو أا بعددض امللددوت والرؤسددا‬
‫الدينيني بدؤوا ي جرؤوا على اب هات ا ال حرا علناً‪.‬‬
‫وأ ددا املظهددر ال شدريعي فهددو‪ :‬أبدده ند آخددر القددرا السددادس عشددر ‪ 1593‬دديالد و ددا اسد ثنا‬
‫هل ا احلظر يف أ وال القاصرين‪ ،‬فصار يباح تسعا ا مجلرمج إب ا ن القا ي) اب هى‪.‬‬
‫فددابظر إىل طريقددب سددر طددوي ال حددرا ب كدرار االعرتا ددات الد أحلبسد لبوسداً علميداً يد ر للندداس‬
‫البسدطا ال عا د مجلدرمج ويشدجعهم عليدده‪ ،‬وأ دد د ا دخدول الو هددا والرؤسدا الدددينيني يف ال عا د يف الدرمج‬
‫و م ادة ؤال الناس البسطا وحم دوهتم‪.‬‬
‫و د ا اقسددلون دددمم ي كددرر يف بددالدم انسددال يب يف حماولددب إ نددا الندداس لل عا د مجل درمج ُت د‬
‫صددطلحات علمابيددب بطدداة بددز ّ علمددي و سددميات د ِّرة االس د ثمار واالس د هالت‪ ..‬اخل وحماولددب إ نددا‬
‫العلمدا مجصددار ف داوذ لد لض و دد صددرت ف داوذ فرديددب دن عممدني وبعدض أبصداف طلبدب العلدم غددررت‬
‫ِ‬
‫بضعاف انمياا والعقول فو عوا يف الشبكب بسأل العافيب‬
‫‪ .3‬الراب عمد العرب‬
‫‪ 2‬حلول لمشكل الربا ص ‪ 65-64‬نقالً عن الربا في نظر القانون االسالمي حده وما بعدها‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫وبظ دراً لو ددود أ د الك ددان وخاصددب يف ايزيددرة العربيددب وعدداورهتم للعددرن‪ ،‬واح كددا هم عهددم يف‬
‫عددا الهتم وتقاليددد م اال ماعيددب‪ ،‬أ د إليدده ددارة العددرن ددا الددروم والفددرس فقددد علهددم لددض ي عددا لوا‬
‫مجلرمج ا العرن ح فشا يف ايميا‪.‬‬
‫و لددض أا اليهددود وإا مل ي عددا لوا مجلدرمج بعضددهم ددا بعددض إال أا ددا م مددا بدومم حيددديهم يبددي‬
‫هلددم ال عا د مجل درمج ددا غددا اليهددود‪ ،‬ففددي العه دد القدددا ويف سددفر تثنيددب الش درا (الفص د ‪ 23‬الفقددرة ‪-19‬‬
‫‪( :)20‬ال تقدر أخدات مجلدرمج فضدب أو رمج الدمم دا ددا يقدر مجلدرمج‪ ،‬لأل نديب تقدر بدرمج‪ ،‬ولكدن قخيددض‬
‫ال تقر برمج)‪.‬‬
‫وبد لض حقددق اليهددود غ د فاحش داً بطريددق ال درمج حد إهنددم ددابوا طيطددوا ح دوال املس د دينني مجل درمج‬
‫و دابوا يرهتنددوا النسددا واقوالد ويسد بلوا فقددر العددرن وحددا هم‪ ،3‬فلد ا ددد تعا د اليهددود ددا العددرن دداا‬
‫سددبباً ل فشددي ال درمج عنددد العددرن يف ايا ليددب ن د القدددا ودددن ال ددد يف صددادر ال دداريل ددا يقصددر تعا د‬
‫الناس ب انسالم على بو ن أبوا الرمج ح اال هر بكوبه رمج ايا ليدب‪ ،‬و د النصدوص القرآبيدب الدواردة‬
‫يف لددض عا ددب يف الدرمج‪ ،‬ففددي تفسددا سددورة البقددرة ا يددب ‪ :278‬أخددرج ابددن ريددر وابددن املند ر وابددن أيب حددا‬
‫عددن الس ددد ددال‪ :‬بزل د يف العبدداس اب ددن عبددد املطل ددل ور د ددن بددي املب دداة ددام ال دريكني يف ايا لي ددب‬
‫د مم ا يددب‪ََ (( :‬ي‬
‫يحسددلفاا ال درمج إىل مس ددن قي د فجددا انسددالم وهلمددا أ دوال عظيمددب يف ال درمج فددأبزل‬
‫ل‬
‫ل‬
‫آمممُا اتب مقُا ا َ َ َذ مر ا َما بَلقي لمن ل‬
‫ي)) سورة البقرة ‪.4278‬‬
‫الرَاب إلن م ميمم ممؤممل َ‬
‫ين َ‬
‫َيُّب َ ا الد َ‬
‫َ‬
‫وأخرج ابن رير عن ابن ريج ال اب َقي د صاحل على أا أ واهلم دن رمج النداس و دا‬
‫دداا للندداس علدديهم ددن رمج فهددو و ددو فلمددا دداا الفد احسد عم َعّدان ابددن أحسدديد علددى كددب‪ ،‬وإا بنددو‬
‫عمر ابن عوف أيخ وا الرمج ن بدي املبداة و داا بندو املبداة يربدوا هلدم يف ايا ليدب و دا انسدالم وعلديهم‬
‫ال ثا فأات م بنو عمر يطلبوا رمج م فأمج بنو املباة أا يعطو م يف انسالم ورفعوا لدض إىل َعّدان ابدن‬
‫ل‬
‫آمممبُا اتب مقبُا‬
‫ين َ‬
‫أحسيد فك ل َعّدان إىل رسدول صدلى عليده وسدلم فنزلد ا يدب ‪َ 278‬‬
‫((َي َيبُّ َ با البد َ‬
‫ل‬
‫ل ل‬
‫ي (‪ )))278‬فك ددل ددا رسددول صددلى عليدده وسددلم إىل‬
‫ا َ َ ذَ مر ا َمببا بَقب َبي مببن الب لبرَاب إلن م مببيمم ممببؤممل َ‬
‫َعّان فقال إا ر وا وإال فآ هنم برن‪.5‬‬
‫و ر ابن ثا يف تفسامم أهنم اتبوا وتر وا ا بقي ن الرمج وتر ومم لهم‪.6‬‬
‫فه مم النصوص مل تحظهر بشك وا صورة ال عا مجلدرمج‪ ،‬فهدي حم ملدب لدرمج النَ ّسدا ورمج الفضد ‪ ،‬وخاصدب‬
‫فالسلَ دد يكدوا مجلبيدا و دد يدحراد بده ال َددين وال دليد صصدص أحدددا دوا ا خدر فيبقدى‬
‫الروايب اقخاة‪َ ،‬‬
‫انمجال و وداً و لها رادة يف ال حرا‪.‬‬
‫‪ 3‬انظر الجامع في أصول الربا ص ‪22‬‬
‫‪ 4‬فتح القدير للشوكاني ‪ 445/1‬ط دار الحديث‬
‫‪ 5‬فتح القدير للشوكاني ‪ 445/1‬وانظر الجامع في أصول الربا لرفيق يونس المصري ص ‪ 22‬بعنوان الربا في الجاهلية‬
‫‪ 6‬تفسير ابن كثير ص ‪ 213‬ط مؤسسة الرسالة تحقيق أنس الخن‬
‫‪3‬‬
‫شب ة جُاهبا‪:‬‬
‫تعدداىل يف ولدده‪ََ (( :‬ي َيبُّ َ ببا‬
‫ولقان د أا يقددول إا الددنص علددى صددورة ال عا د مجل درمج ددد ر ددا‬
‫ل‬
‫آمممُا ال ََت م ٍمُا ل‬
‫باع َفة َ اتب مقبُا ا َ لَ َعٍ م بم تمبفٍل م بُ َن)) آل عمدراا ‪ ،130‬واسد دلوا‬
‫الرَاب َض َبعافا مم َ‬
‫َ َ‬
‫ين َ‬
‫الد َ‬
‫على لض مجملأ ور‪.‬‬
‫أخرج ابن رير عن عا د يف الرمج ال هنى عنه ال‪ :‬اا أ ايا ليب يكدوا الر د علدى‬
‫الدين فيقول لض ا و ا وتؤخر عي فيؤخر عنه وأخرج ابن رير عن ادة ثله‪.7‬‬
‫الر َ‬
‫اا ي عا د بده العدرن يف ايا ليدب درمج العبداس وغدامم دو د مم الصدورة‬
‫فه مم النصوص تؤ د أا الرمج ال‬
‫فقط‪ ،‬أ ‪( :‬رمج النَسا )‪ ،‬و د بزل ا ت ُترم مم الصورة ال تبني الدرمج الفداح ‪ :‬و دو رمج خداص بدرمج‬
‫النسددا (ال ددأخا)‪ ،‬و د مم ا يددب و ددا ورد ددن ا ر ليدددالا علددى أا العددرن بد انسددالم مل يكوبدوا يعرفددوا‬
‫إال الرمج الفاح ال يساو رأس املال أو يزيد عليه ولفظ الرمج يف ا يب ينصرف إىل ا النو دن الدرمج‬
‫و لض ينصرف إليه ع الرمج يف آ ت ُترا الرمج يف القرآا‪.‬‬
‫أ ددول‪ :‬و ددن ن ددا ددد أا ال د د ين يقول ددوا ٍ د دواو رمج الفض د د وأب د دوا ددن ال د درمج االس د د هال ي واالس د د ثمار‬
‫وانب ا ي د ما يسموبه د ط جوا حا مم اقبوا مل يرد بص ب حرميهدا‪ ،‬ومل تكدن عروفدب يف عهدد الرسدالب‬
‫وبددزول القددرآا‪ ،‬فهددي إ ا طارنددب و ابلددب لال هدداد‪ ،‬ودددن ا ا يف ظددروف ا صدداديب تضددطرم لل عا د د مم‬
‫الصور حيث ال بص طر ها‪ ،‬وفيها صلحب عا ب للناس قا املقر يرب واملس ثمر يرب فال رر إ اً‪.‬‬
‫وميكننا أا تلخص ا ّر ن الكالم والشبه ببنود ليسه ايوان عنها وبياا ه انلها‪:‬‬
‫‪ .1‬إا رمج العباس ورمج ايا ليب ق صر علدى رمج النَسدا (ال دأخا) أ الدز دة املشدروطب علدى القدر‬
‫إ ا ذخر‪.‬‬
‫‪ .2‬إا لفددظ ال درمج ال دوارد يف آ ت ُتددرا ال درمج نصددرف إىل د مم الصددورة ف د (أل) يف لفددظ‪( :‬ال درمج) أل‬
‫عهديب‪ ،‬أ املعهود يف ايا ليب‪.‬‬
‫‪ .3‬إا ُترا الرمج يف مم ا يب ق صر على الرمج الفاح فقط ال غامم‪.‬‬
‫‪ .4‬إا احلا ددب اال ص دداديب و راعد دداة املص ددا العا ددب تد دددفعنا لل عا د د مجل د درمج حبواعهد ددا ايدي دددة د ددن‬
‫االس ثمار وانب اج إىل آخرمم ا ا عدم و ود بصوص وا حب تدل على ال حرا‪.‬‬
‫اجلُاب عٍى ما مر من ال الم الشبِ‪:‬‬
‫ميكن ان ابب عن‬
‫مم النقاط السابقب مج يت‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬إدعا أا ا يب ((ال َت ٍُا الراب ضعافا مَباعفة)) دي الصدورة الوحيددة للدرمج يف ايا ليدب‬
‫ادعددا بعيددد‪ ،‬و لددض قا د مم ا يددب ددا ت يف سددياي ّم د ا النددو ددن الدرمج الد‬
‫‪ 7‬فتح القدير للشوكاني ‪443/1‬‬
‫‪4‬‬
‫يبلددح بلبداً فا ددحاً يف‬
‫الشد و عددن املعددا الت العادلددب ددن غددا صددد إىل تسددويح اق دوال املشددروطب بسددبل ال ددأخا‪ ،‬ويف أسددلون‬
‫ا يددب بالبددب يف الد م وال نفددا ددن الشددي املنهددي عندده ب صددويرمم مجلصددورة اخلار ددب عددن املددألوف والد تشددمذز‬
‫ددل علدى د ا دا سدنبينه دن ال ددرج يف ُتدرا‬
‫نها النفوس فيكوا لض أدعدى إىل اال ثدال واال ندان‪ ،‬وي ّ‬
‫الرمج‪.‬‬
‫والعجيل أا بعض ال ين الوا ٍواو الرمج اس دلوا د مم ا يدب علدى دواو الدرمج إ ا مل يكدن أ دعافاً‬
‫ضدداعفب قهنددم فهم دوا حا د ا الوص د (( ضببعافا مَبباعفة)) يددد ل حددرا ال درمج و ددو فهددم غددا صددحي‬
‫لو ددود الق درانن ال د أخر دده عددن لددض‪ ،‬فهددو صببف لٍ الببة الةالبببة ال د ي عا د‬
‫وصدر انسالم بد ُتدرا الدرمج وتنفدا نهدا مدا ّدر‪ ،‬و د ا الوصد الد‬
‫أ ليي له فهوم خمالفب ما ع ّ علما اقصول مجيعاً‪.8‬‬
‫ددا الع درن يف ايا ليددب‬
‫يفهدم نده ال قييدد ال فهدوم لده‪،‬‬
‫ابد الدانعب وغالبدب يف الدرمج (( ضبعافا مَباعفة))‬
‫و ا ّر ن الدروا ت إادا دو بيداا حلكايدب الصدورة الد‬
‫إ ا فا يددب تبددني بوعداً ددن أبدوا الدرمج امل عا د بدده و د ا النددو دداا غالبداً والددانعاً وال يحفهددم ندده عدددم و ددود‬
‫غ دامم ددن اقب دوا و ددا يؤ ددد لددض ددا سددن رمم ددن اقحاديددث ال د بيّن د أبواع داً أخددرذ ددن ال درمج غددا د ا‬
‫النو ‪.‬‬
‫بي داً‪ :‬إا د ا االدع ددا بص ددر ص ددور ال درمج ا ددرم يف د مم ا ي ددب ص ددال ب ددد يات اتري ددل ال شد دريا‬
‫انسال ي الد ال ففدى علدى طالدل العلدم‪ ،‬قا ُتدرا الدرمج ّدر علدى راحد تددرج فيهدا ال حدرا واب قد دن‬
‫ال عريض وال لوي إىل النص الصري ‪.9‬‬
‫مراح حترمي الراب‪:‬‬
‫لقدد تندداول القددرآا احلددديث عددن الدرمج يف أربعددب وا ددا و دداا أول و ددا نهددا وحيَداً كيداً والثال ددب‬
‫البا يب دبياً و ا ي حسل ترتيل النزول‪:‬‬
‫األ ْ‪ :‬بقول تعاىل يف سورة الدروم املكيدب‪َ َ (( :‬مبا آتَبيببيمم لمبن لراب لليَبرببم َبُا ليف َم َبُ لاْ الم ل‬
‫باَ فَبال‬
‫ك مهم ال ممَ لع مفُ َن (‪ )))39‬سورة الروم‪.‬‬
‫يَبربمُا لعم َد ا ل َ َما آتَبيبيمم لمن َزَ اةِ تم لري مد َن َجَِ ا ل فَأم لَئل َ‬
‫وفيها قاربب بني الرمج والز اة وإميا إىل أا الرمج غا قبول عند ‪.‬‬
‫ال بباي‪ :‬يف سددورة النسددا املدبيدب‪(( :‬فَببلْمٍ ِم لمببن الب لبدين هبباَ ا حرممببا عٍَببي ل م َيلبببا ِ ل‬
‫محٍببَل َمبمبم‬
‫َ َ م َ َ َ‬
‫َ‬
‫اْ المب ل‬
‫باَ لابلبَا ل ب ل‬
‫ِب لبد لهم َع بن َس ببلي ل ا ل َ لب ا (‪َ َ )160‬خب لبد لهم الب لبرَاب َ َببد ابم م ببُا َعمببِم َ َ ٍل ل ببم َمب َبُ َ‬
‫َ بل َ‬
‫ل ل‬
‫ين لمبمب م م َعب َدااب َلليمبا (‪ )))161‬سدورة النسدا ويف د مم ا يدب بيداا ُتدرا الدرمج عندد اليهدود‬
‫َ َعيَد َن لٍ َ باف لر َ‬
‫و ا ن الأبه أا جيع املسلمني يف و ترْل واب ظار لنهي يو ه إليهم صداً يف ا الشأا‪.‬‬
‫‪ 8‬انظر أحكام القرآن للحصاص ‪ 37/2‬مراجعة الشوكاني في التفسير ‪567/1‬‬
‫‪ 9‬انظر حلول المشكلة الربا ألي شبهة حد ‪ 28‬إلى صفحة ‪ 53‬في التدرج بالتحريم وتفصيله والجامع في أصول الربا من ص‪ 27‬وما بعد‬
‫في االختالف في التدرج بتحريم الربا‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫ل‬
‫باع َفة‬
‫آمممببُا ال ََت م ٍمببُا الب لبرَاب َضب َبعافا مم َ‬
‫َب َ‬
‫ين َ‬
‫ال الب ‪ :‬يف سددورة آل عمدراا املدبيدب‪ََ (( :‬ي َيبُّ َ ببا الببد َ‬
‫ل‬
‫ل‬
‫ل ل‬
‫ين (‪ .)))131‬و نددا ددا النهددي‬
‫َ اتب مقببُا ا َ لَ َعٍ م ببم تمبفٍ م ببُ َن (‪ َ )130‬اتب مقببُا المب َ‬
‫بار الب ل معببد لٍ َ بباف لر َ‬
‫صرطاً بعد ال مهيدين يف املو وعني السابقني‪ ،‬ولكنه مل يكدن إال هنيداً زنيداً عدن الدرمج امل فشدي بدني النداس‪،‬‬
‫و ا النهي عن الرمج الفظيا هتيذ النفوس وأصبح س عدة ل قبد النهدي العدام الشدا لكد رمج د ّ أو‬
‫ثر‪ ،‬و ا ا ورد يف ا ت ال خ م ا ال شريا مجلرمج و و املو و الرابا‪.‬‬
‫ل‬
‫ين ََي م ٍمبُ َن ال لبرَاب ال‬
‫الرابع‪ :‬يف سورة البقرة املدبيب و ي وله تعاىل يف ا ت ‪( 281-275‬الد َ‬
‫ل‬
‫ُم ال لدي يَبيَ َخبطمِم الشيطَا من لمن ال َم ل‬
‫َحب‬
‫س ذَلل َ‬
‫ُمُ َن إلال َ َما يَب مق م‬
‫ك لِبَاب م م َبالمُا إلمَبا البَبي مبع م ب م ال لبرَاب َ َ‬
‫يَب مق م‬
‫ل‬
‫ا م البَبي َع َ َحرَم ل‬
‫بك‬
‫اءهم َمُ لعَْةٌ لمن َربل لِ فَاايَب َ ى فَبٍَِم َما َسبٍَ َ‬
‫باَ فَأم لَئل َ‬
‫ف َ َم مبرهم إل َ ا َ َمبن َع َ‬
‫الرَاب فَ َمن َج َ‬
‫ب م ب َ فبا ِر َيل ِ‬
‫اب الما لر مهم فلي َ ا َخالل مد َن (‪ََ )275‬ي َ مق ا م ل‬
‫بيم‬
‫الرَاب َ يبمرلِب الِ َد َا ل َ ا م ال ملُي ُّ‬
‫َص َ م‬
‫ل ل‬
‫ل ل‬
‫ل‬
‫بامُا الِببال َة َآتَببُا الأَ ببا َة َمبمبم َجب مبرمهم لعم ب َد َرهبللبم َال‬
‫آمممببُا َ َعمٍمببُا الِبباََا َ َ َب م‬
‫ين َ‬
‫(‪ )276‬إن الببد َ‬
‫ل‬
‫آمممببُا اتب مقبُا ا َ َ َذ مر ا َمبا بَلقب َبي لمبن ال لبرَاب إلن م مببيمم‬
‫َخبُ ٌ‬
‫ين َ‬
‫ٌ َعٍَبي ل م َال مهبم َُي َأابمبُ َن (‪ََ )277‬ي َيُّب َ با البد َ‬
‫ل ِ ل‬
‫ل‬
‫ل‬
‫لل ل‬
‫ل‬
‫َ َم ب َبُالل م م ال‬
‫مم ببؤممل َ‬
‫ي (‪ )278‬فَب بْن َ تَبف َعٍمببُا فَببأذَامُا َِ ببرب م ببن ا َ َر مس ببُلِ َ إن تمببب ببيمم فَبٍَ م ببم مرءم م‬
‫تٍَْلمُ َن ال تمٍَْمُ َن (‪ )279‬إلن َ با َن ذم عمسبرةِ فَبمَ لْبرةٌ إل َ مي ِ‬
‫ِبد مُا َخيب ٌبر لَ م بم إلن م مبيمم‬
‫س َبرة َ َن تَ َ‬
‫َ‬
‫م‬
‫م َ‬
‫َ َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫تَبعٍَ ممببُ َن (‪ َ )280‬اتب مقببُا يَبُمببا تمبر َجعمببُ َن فليب لبِ إل َ ا ل مك تمب َبُ م ب ُّ اَبفب ِ‬
‫سبببََل َ مهببم ال يمٍَْ ممببُ َن‬
‫بس َمببا َ َ‬
‫(‪ )))281‬سورة البقرة‪.‬‬
‫ل‬
‫آمممببُا اتب مقببُا ا َ َ ذَ مر ا َمببا بَلقب َبي لمببن الب لبرَاب إلن م مببيمم‬
‫ين َ‬
‫و ددد ب د أا د مم ا يددب (( ََي َيبُّ َ ببا الببد َ‬
‫ل‬
‫ي)) آخددر ددا بددزل ددن القددرآا مددا يف صددحي البخددار عددن ابددن عبدداس‪ ،‬و مددا روذ ابددن ريدر وغدامم‬
‫ممببؤممل َ‬
‫عن سيدم عمر وسيأيت بصه‪.‬‬
‫و د ال الد ور حممد بن حممدد أبدو الدهبب إىل أا ا ت السدابقب يف النسدا وآل عمدراا ط مد‬
‫بزوهلا ا مم ا ت يف البقرة قهندا ب ّفدرت دن الدرمج وصدورت املدرابني حبشدا صدورة وأبطلد الدبهاهتم الد‬
‫ابوا ي علقوا ا وب لض مل يبق هلم ع رة ي عللوا ا وال البهب ي مسكوا ا‪.10‬‬
‫وأ ًّ اا ن اح مدال بدزول ا ت قدرتمت أو سدابقات والحقدات فدرا ُتدرا الدرمج مل يكدن دفعدب‬
‫واح دددة‪ ،‬وأا ا ي ددب يف ُت ددرا الد درمج أ ددعافاً ض دداعفب ابد د مول ددب يف س ددياي ُت ددرا الد درمج مجل دددريج وللص ددورة‬
‫الشدانعب نهدا ال للصدورة الوحيددة امل عا د دا‪ ،‬وذ يددداً لد لض فدرا املفسدرين أالداروا إىل أا غالدل دا دداا‬
‫يح عا به ن الرمج أا الر يف ايا ليب داا إ ا دايدن إبسدامً وحد ّ أ د دينده دال لده إ دا أا تقضدي وإ دا‬
‫ل‬
‫آمممبُا‬
‫ين َ‬
‫أا تزيد يف املدال وأويددت يف اق د ‪ ،‬يقدول الشدو ا يف تفسدامم عندد ولده تعداىل‪ََ (( :‬ي َيبُّ َ با البد َ‬
‫ل‬
‫اتب مقُا ا َ َ َذ مر ا َما بَلقي لمن ل‬
‫ي)) سورة البقرة ‪.275‬‬
‫الرَاب إلن م ميمم ممؤممل َ‬
‫َ‬
‫‪ 10‬حلول المشكلة الربا ص‪35‬‬
‫‪6‬‬
‫" غالب ما ااَل تفعٍِ اجلاهٍية أبده إ ا حد ّ أ د الددين دال دن دو لده ملدن دو عليده أتقضدي‬
‫فأخر له اق إىل حني و ا حرام مجالتفاي"‪.11‬‬
‫أو تريب؟ فر ا مل يقض واد قداراً يف املال ال عليه ّ‬
‫فالحظ وله ( غالب ما ان تفعٍِ اجلاهٍية) يددل علدى و دود صدور أخدرذ للدرمج ولكدن مل تكدن‬
‫الددانعب‪ ،‬إ ا فددالقول حا العددرن بد انسددالم مل يكوبدوا يعرفددوا إال الدرمج الفدداح الد يسدداو رأس املددال‬
‫أو يزي ددد علي دده ال يصد د إال إ ا أغضض ددنا بظ ددرم عم ددا ال حطص ددى د دن الشد دوا د الد د بقله ددا أ دددم املفسد درين‬
‫وأ در م مجلثقب و د اا الشعل الع ا الد يعدي دا الشدعل العدريب يف صدلب دانمدب ند القددم يفهدم‬
‫ن لمب الرمج د و دة علدى رأس املدال لّد أو ثدرت و د ا دو املعد احلقيقدي واالالد قا ي للكلمدب‪ ،‬أ دا‬
‫طلا على اتريل ال شريا‪.12‬‬
‫فصيصها مجلرمج الفاح و اصطالح حادث يعرف لض‬
‫األَلة عٍى تعدَ اُاع الراب يف اجلاهٍية ذ ر اُاع خرى حرم ا اإلسالم‪:‬‬
‫والرمج يف ايا ليب اا يقا يف القرو والبيو املؤ لب‪ ،‬و يقدا يف القدر عندد عقددمم‪،‬ويف القدر‬
‫عندد د ذ يد ‪ ،‬ويقدا يف البيددا عندد د ذ يد لثمنده‪ ،‬و ابد درو ايا ليدب مجلنقددود أو دن احليدواا أو‬
‫ن ال مر و ا إىل لض ‪.13‬‬
‫و ن لض أا عثماا بن عفاا والعباس بن عبد املطلل ام أسلفا مجل مدر وملدا داا و د ايد ا‬
‫(أ القطدداف) ددال صدداحل ال مددر هلمددا‪ :‬إا أب مددا أخد با حقكمددا مل يبددق ي ددا يكفددي عيدداي‪ ،‬فهد لكمددا‬
‫أا ذخ ا النص وذخرا النص وأ ع لكما ؟ ففعالً‪ ،‬فلما ح اق طلبا نه الز دة ‪.14‬‬
‫و مم صورة ن صور رمج البيو ال ن رمج القر و و ا يصطل عليه اليدوم مجلدرمج االسد ثمار ‪ ،‬ويف د مم‬
‫الروايب بياا أا رمج العباس اا يف رمج الفضد أيضداً ولديي يف رمج القدر فقدط‪ ،‬والعجدل أا بعضدهم صدر‬
‫ُترا الدرمج علدى صدورة رمج العبداس و صدر رمج العبداس علدى صدورة رمج القدر واسد دل عطبدب الدودا علدى أا‬
‫د ا النددو ددن الدرمج فقددط و ددو بقولدده صددلى عليدده وسددلم‪( :‬ورمج ايا ليددب و ددو وأول رمج أ ددعه رمج‬
‫العبدداس بددن عبددد املطلددل وإبدده و ددو لدده)‪ ،15‬علمداً أا روا ت احلددديث يف خطبددب الددودا ال تؤيدددمم علددى‬
‫ا االس دالل‪ ،‬وأسوي إليض روا هتا‪:‬‬
‫ففد ددي سد ددنن البيهقد ددي‪( :‬أال إا ب ب راب مب ببن راب اجلاهٍيب ببة و د ددو لكد ددم رؤوس أ د دوالكم ال تظلمد ددوا وال‬
‫تظلموا)‪.16‬‬
‫‪ 11‬الشوكاني ‪ 275( 439/1‬البقرة)‬
‫‪ 12‬انظر حلول المشاكل الربا ص‪.31‬‬
‫‪ 13‬انظر الجامع في أصول الربا ص ‪.26-25‬وانظر أمثلة على الصور المتعددة للربا في الجاهلية من ص ‪ 22‬إلى ص ‪ 25‬في المصدر‬
‫نفسه ‪.‬‬
‫‪ 14‬تفسير البغوي تحقيق عبد الرحمن العك ‪ 264/1‬ط المعرفة بيروت ‪.‬‬
‫‪ 15‬البيهقي في السنن ‪ 275/5‬ط دار الفكر‪.‬‬
‫‪ 16‬البيهقي في السنن ‪ 275/5‬ط دار الفكر‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫ويف روايب‪( :‬وإا‬
‫راب مُضبُع ولكدن لكدم رؤوس أ دوالكم ال تظلمدوا وال تظلمدوا ضدى‬
‫أبه ال رمج وأا رمج عباس ابدن عبدد املطلدل و دو لده)‪ 17‬ويف روايدب (إا ب راب و دو وأول رمج يو دا‬
‫رمج العباس)‪.18‬‬
‫ويف روايددب ( أيهددا الندداس إن ب راب مُضببُع وإا أول رمج يو ددا رمج العبدداس ابددن عبددد املطلددل‬
‫لكم رؤوس أ والكم ال تظلموا وال تظلموا)‪.19‬‬
‫فربض تالحظ يف روا ت احلديث (إا رمج و و ) على العموم دوا فصيص بدز ن ا ليدب‬
‫أو غا ددا‪ ،‬ويف روايددب (إا د رمج ددن رمج ايا ليددب و ددو ) وفيهددا أا رمج ايا ليددب دداا علددى أبدوا عددددة‬
‫وليي خاصاً يف رمج الدين أو النسا أو الفض ب مجيعها ا ورد فيها و ا مل يرد و و و ود‪.‬‬
‫ِ‬
‫فصددلب‬
‫وأ ددا روايددب (رمج ايا ليددب و ددو ) فهددي عا ددب أيض داً ال ت ندداع ددا مج ددي الددروا ت قهنددا ّ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫فسددرة هلد مم الروايددب‪ ،‬وأ ددا فصدديص رمج العبدداس يف د مم اقحاديددث فنإبدده رحددم الندديب (صددلى‬
‫و و ّددحب و ّ‬
‫علي ده وسددلم) وبدددأ بدده الرسددول عليدده الصددالة والسددالم لبيدداا أبدده ال يس د ث ددن د ا احلكددم أحددد‪ ،‬وُتفي دزاح‬
‫وترغيباً للناس لرتت الرمج وأدعى إىل الصددي وانخدالص فدال حمدامجة يف اقحكدام الشدرعيب وال راتدل فالكد‬
‫سدوا والندداس يف طبعهددا عنددد ا تددرذ احلددا م يبدددأ يف تطبيددق اقحكددام علددى بفسدده وأ اربدده وخاصد ه ت شددجا‬
‫وت مسض مجحلكم ويزداد يقينها ويكوا لض أدعى ل طبيقها‪.‬‬
‫واس ناداً على ا ر دن الكدالم فدرا ادعدا العهديدب يف لفدظ (الدرمج) الدوارد يف ا ت بعيدد دداً‪،‬‬
‫ب غا صحي و و فاسد‪ ،‬وعلى فر صح ه فرا العهد الشرعي قدم على العهد العريف‪.‬‬
‫ُترم وتنفر نهدا‬
‫فقد تبني أا الرمج يف ايا ليب أبوا و ا ت النصوص القرآبيب واقحاديث النبويب ّ‬
‫ل‬
‫باع َفة َ اتب مقبُا ا َ لَ َعٍ م بم‬
‫آمممُا ال ََت م ٍمبُا ال لبرَاب َض َبعافا مم َ‬
‫َ َ‬
‫ين َ‬
‫ما يف آيب آل عمراا ‪َ 130‬‬
‫((َي َيبُّ َ ا الد َ‬
‫تمبفٍل م ُ َن)) وحديث حجب الودا ‪ ،‬فلو اب صورة الدرمج واحددة لكابد (ال) يف (لدرمج) عهديدب‪ ،‬ولكدن ملدا‬
‫تعددت أبوا الرمج صارت (ال) يف لفظ (الرمج) نسيب‪ ،‬أ ني الرمج‪.‬‬
‫وعلددى فددر أهنددا عهديددب فددال جيددوو صددر ا علددى العهددد ال ددارصي مددا ددو بدددأ (ال ددارصيني) ددن‬
‫املار سيب والعلمابيب ال ين يقصروا اقحكام على اتريل صدور ا ما فع أر وا وبصر حا د أبو ويد‪.‬‬
‫ودن بعلدم يف بدديهيات اقصدول أبده إ ا تعدار عد عدريف دا عد الدرعي فدرا املعد الشدرعي‬
‫قدددم علددى املع د العددريف قا تعبدددم بشددرعه ال بعددرف الندداس‪ ،‬ف دداملع الش ددرعي لل درمج ددو ال ددز دة وهل ددا‬
‫عنياا يف الشر ‪:‬‬
‫اقول‪ :‬رمج القددر و ددد يسددمى رمج النَسددا و ددو الددز دة يف القددر بسددل بلبدده و دتدده و ددو ددا‬
‫يعرف اليوم مجلفاندة سوا اا يف ال جارة أو االس هالت‪.‬‬
‫‪ 17‬سيرة ابن هشام ‪.603/2‬‬
‫‪ 18‬ابن جرير ‪ 72/3‬ط دار الفكر‪.‬‬
‫‪ 19‬مسند أبي بعلي الموصلي رقم ‪ 1569‬ط دار المأمون‬
‫‪8‬‬
‫الثا ‪ :‬رمج البيو و و على بوعني‪:‬‬
‫‪ -1‬رمج النسا ‪ :‬و و الرمج احلاص مجل أخا أو ال أ ي ‪ ،‬و ا له صور عديدة‪.‬‬
‫‪ -2‬رمج الفضد د ‪ :‬و ددو و دة يف أح ددد العو ددني إ ا اُت دددا يف اي ددني والعل ددب دددمبا بي ددب ب دددمبا‬
‫بيب‪ ،‬ولاة سوريب بلاة سدوريب‪ ،‬و يلدو دن القمد دا يلدو دن القمد ‪ .‬فيجدل فيهمدا ال سداو‬
‫ا القبض فوراً يف علي واحد‪.‬‬
‫و د د مم اقب دوا تدددخ يف النهددي عددن ال درمج يف ا ت القرآبيددب يف سددورة البقددرة‪ .‬أال تالحددظ أا‬
‫ن الشُّبه ال‬
‫اهلا اليهدود عندد ُتدرا الدرمج يف انسدالم مدا أخد م تعداىل‪(( :‬إمبا البيبع م ب البراب))‪ ،‬اسدوا‬
‫رمج البيددو علددى البي دا ال د أحلّ ده ‪ ،‬ب د دداربوا بددني البيددا ال د أحلّ ده و ددني ال درمج حبواعدده‪ ،‬وعلل دوا‬
‫ياسددهم و قددارب هم أا ال درب حاص د ددن ايميددا فَلِ د َم حط درم رب د ال درمج ويبدداح رب د البيددا؟ فحسددم ددادة‬
‫املقاربب فقال (( ح البيع حبرم البراب))‪ ،‬بد إا انسدالم حدرم أبواعداً دن الدرمج ملد‬
‫وصدر انسالم ا يح عا به و ا سيظهر يف املس قب واقحاديث النبويب ثاة يف لض نها‪:‬‬
‫ددا أخر دده س ددلم وغ دامم رفوع داً إىل الن دديب (صددلى عليدده وس ددلم)‪( :‬ال د ل مجل د ل والفض ددب‬
‫دا داا يف ايا ليدب‬
‫ثالً آلث سوا ً بسوا يداً بيدد فدر ا اخ لفد‬
‫مجلفضب وال مجل والشعا مجلشعا وال مر مجل مر واملل مجملل‬
‫مم اقصناف فبيعوا ي الذ م إ ا اا يداً بيد)‪.‬‬
‫وعند البخار ‪( :‬ال ل مجل ل رمج إال ا و ا وال مجلد رمج إال دا و دا وال مدر مجل مدر رمج‬
‫إال ددا و ددا والشددعا مجلشددعا رمج إال ددا و ددا )‪ .‬و ولدده ددا و ددا ‪ :‬يعددي قابضددب يف اجمللددي و ددي لمددب‬
‫تس عم عند املناولب‪ .‬وغا لض ا الابه مم اقحاديث و ا ن ألفاظها على دومم‪.‬‬
‫ويف حددديث أيب سددعد اخلدددر وأيب ريددرة ر ددي عنهمددا أا رسددول صددلى عليدده وسددلم‬
‫اس عم ر الً على خي فجدا ب مدر نيدل فقدال رسدول صدلى عليده وسدلم أ د ُّ بدر خيد كد ا؟‬
‫رسددول إم لنأخد الصددا ددن د ا مجلصدداعني والصدداعني مجلثال ددب‪ .‬فقددال الندديب صددلى‬
‫فقددال ال و‬
‫عليدده وسددلم ال تفع د بددا ايمددا مجلدددرا م ه اب ددا مجلدددرا م نيب داً‪ ،‬و ددال يف املي دزاا ث د لددض‪ .‬فددق عليدده‬
‫(البخار و سلم)‬
‫اينيل ال مر الطيل الصلل ال ال ص لط ببامم‪.‬‬
‫يبا‬
‫ايما الرد أو اخلليط ن ال مر واجملمو ا غامم‪.‬‬
‫و دال يف امليدزاا ثد لدض أ ‪ :‬دال فيمدا داا يدووا إ ا بيدا ٍنسده ثد دا دال يف املكيد إبده ال‬
‫فا الً‪ ،‬وانمجا انم على أبه ال فري بني املكي واملوووا يف لض احلكم‪.‬‬
‫وغا لض ن اقحاديث ال فصل صور الرمج وأبواعه‪ ،‬ب إا رسول صدلى عليده وسدلم‬
‫ح ر أيضاً ن صور أخرذ د يقب يف الرمج د تح ِ‬
‫شك على الناس وأبه غا ق صر على املال والعو ‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫ن لض ا أخر ه ابن ا ه‪ 20‬واحلا م‪ 21‬وصدححه علدى الدرط الشديخني "الدرمج ال دب وسدبعوا‬
‫مجمجً‪ ،‬أيسر ا ث أا ينك الر أ ه"‪.‬‬
‫يقددول البقدداعي يف بظددم الدددرر‪( :22‬وأ ددور ايحدور يف اق دوال ال درمج‪ ،‬وأ ددور ايددور يف ال درمج ال د‬
‫يق بق ي يلني‪ ،‬و د دن طفد يف يزابده ف طفيفده رمج بو ده دا‪ ،‬ولد لض تعدددت أبدوان الدرمج وتكثدرت‬
‫ال صلى عليه وسلم‪( :‬الرمج ال ب وسبعوا مجمجً)‪.‬‬
‫و ددن ل ددض ح ددديث "غد دنب املسرتسد د رمج" أخر دده البيهق ددي يف س ددننه‪ 23‬و ددال املن دداو يف ف دديض‬
‫القدير‪ 24‬إسنادمم يد‪.‬‬
‫واملسرتس د ددو مجنددا أو شددرت لكندده ا د مجلسددعر فددال جيددادل وال ميددا ي ب د يقددول يبعددي أو‬
‫االرت ي ما تبيا أو تشرت ن الناس فيس ب الطرف الثا هلده وبسداط ه ورخاوتده فيببنده وأيخد نده‬
‫و دة أو أي ن سعر بضاع ه و د عد ا النيب صلى عليه وسلم رمج‪.‬‬
‫وذ يددداً ملددا لنددا أا (ال) يف الدرمج ا ددرم يف ا ت للجددني ددو ددا أخر دده أبددو داود ددن حددديث‬
‫ددابر ر ددي‬
‫عن دده ددال‪ :‬مل ددا بزل د ((ال ببدين َي ٍ ببُن ال ببراب ال يقُم ببُن إال م ببا يق ببُم ال ببدي ييخبط ببِ‬
‫الشيطان من املس)) (البقرة ‪ )271‬ال رسول‬
‫صلى‬
‫عليه وسلم ن مل ي ر املخدابرة فيدأ ا بدرن‬
‫ن ) روامم احلا م يف س درت ن احلديث ابن احلسني على الرط الشيخني ومل صر ا‪.‬‬
‫ال ابن ثا يف تفسامم‪:25‬‬
‫(إاا حر املخابرة‪ :‬و ي املزارعب ن بعض ا صرج ن اقر‬
‫واملزابن دب‪ :‬و ددي اال درتا الرطددل يف رؤوس النخ د مجل مددر علددى و دده اقر وا ا لددب‪ :‬و ددي اال درتا‬
‫احلل يف سنبله يف احلق مجحلل على و ه اقر‬
‫إادا حر د د مم اقالديا و ددا الدا لها حسددماً ملدادة الدرمج قبده ال يحعلددم ال سداو بددني الشديذني بد‬
‫ايفاف ل لض ال الفقها ايه مجملما لدب حقيقدب املفا دلب و دن د ا حر دوا د مم اقالديا آلدا فهمدوا دن‬
‫تضييق املسالض املفضديب إىل الدرمج والوسدان املوصدلب إليهدا وتفداوت بظرددا بسدل دا و دل لكد دنهم‬
‫ن العلم و د ال تعاىل‪ (( :‬فُق‬
‫ذي عٍم عٍيم)) سورة يوس ‪.276‬‬
‫عجيبة من العجائب‪:‬‬
‫‪764\2 20‬‬
‫‪37/2 21‬‬
‫‪125 /4 22‬‬
‫‪349/5 23‬‬
‫‪400/4 24‬‬
‫‪ 25‬ص ‪212‬‬
‫‪10‬‬
‫والعجل العجان عندد ا تسدما دن أحدد م يقدول أا الرسدول صدلى عليده وسدلم مل يب ّدني بدو‬
‫الرمج ا رم يف ا ت ومل يفسر ا‪ ،‬سد دالً آلدا ورد عدن عمدر ر دي عنده أبده دال‪ ( :‬دن آخدر دا بدزل آيدب‬
‫الرمج وأا رسول صلى عليه وسلم حبض ب أا يفسر ا لنا فدعوا الرمج والريبب)‪.‬‬
‫بقله ابن ثا يف تفسامم عن أىلد ابن حنب بسندمم ن طريق ابن املسيل عن عمر‪.26‬‬
‫ه ال ابن ثا‪( :‬روامم ابن ا ب وابن ردويه ن طريق ياج ابدن بسدطام عدن دواد ابدن أيب ندد‬
‫عن ابن بضرة عن أيب سعيد اخلدر ال‪:‬‬
‫(خطبندا عمدر ابدن اخلطدان ر ددي عنده فقدال‪ :‬إ لعلدي أهندا م عددن أالديا تصدل لكدم وآ ددر م‬
‫حاليا ال تصل لكم وإا ن آخر القرآا بزوالً آيب الرمج وأبه دد دات رسدول الده صدلى عليده وسدلم ومل‬
‫يبيّنه لنا فدعوا ا يريبكم إىل ا ال يريبكم)‪.27‬‬
‫فل لض أخ صاحل مم العجيبب نا بنشر ف داوذ يدز للنداس ال عا د دا البندوت الربويدب بجدب‬
‫أهنا ( ر اس هال ي أو إب ا ي و ا الابه مم ال سميات) وأبه ال تو د بصوص صرطب ب حرا الرمج‪.‬‬
‫فنقددول‪ :‬إا د ا الر د إ ددا أا يكددوا ددا الً فيجددل تعليمدده حد ال يكددوا ددن الددرؤوس ايهددال‬
‫ال ين يضلوا ويضلوا أو أا يكوا عاملاً فيجل ردمم للصوان ح ال يعيث يف اقر فساداً‪.‬‬
‫لقد أبزل الم عمر ر ي عنه يف غا و عه‪ ،‬ب إبه أسا إىل أ ا املدؤ نني يف عقلده وعلمده‬
‫ود ب فهمه أ َّ إسا ة دا العلدم أبده دا حفدي فارو داً إال لشدهرته مجل فر دب بدني احلدق والباطد يف د دانق اق دور‬
‫وعويص املسان ‪ ،‬وميكن بياا لض مج يت‪:‬‬
‫‪ -1‬بد أا سدديدم عمددر ر ددي‬
‫عندده ددال‪ :‬ددالث وددت أا رسددول‬
‫صددلى‬
‫عليدده وسددلم‬
‫عهد إليندا فديهن عهدداً بن هدي إليده‪ :‬ايدد‪ ،‬والكاللدب ببُاب مبن ببُاب البراب) أخر ده الشديخاا (البخدار‬
‫و سلم)‪.‬‬
‫فهد ا الكددالم يف الصددحيحني قدددم علددى ددا ددر ددن الكددالم عددن سدديدم عمددر ر ددي‬
‫عندده ددن‬
‫حيددث بددوت الروايددب‪ ،‬ولكددن علددى فددر صددحب مجيددا الددروا ت ددا د مم ف كددوا د مم الروايددب بينددب ل لددض‬
‫الروا ت فاملع عليه‪:‬‬
‫أا نالض و و اً ن الرمج ال تدزال خافيدب لد دب سدان الدرمج مسدان ايدد والكاللدب الد اخ لد‬
‫فيهددا الصددحابب ر ددي عددنهم‪ ،‬و د لض يف سددان ال درمج د واحددد تكلددم يف لددض حسددل علمدده ود ددب‬
‫فهمه‪ ،‬وإال فرا النديب صدلى عليده وسدلم ب ّدني الدرمج آلعندامم وأصدوله و سدانله يف أحاديدث ثداة‪ ،‬يقدول ابدن‬
‫العددريب‪( :‬بد ّدني رسددول صددلى عليدده وسددلم ع د ال درمج يف س د ب و سددني حددديثاً)‪ 28‬فكي د صفددى عل دى‬
‫‪ 26‬تفسير ابن كثير ص ‪ 212‬فيه انقطاع‬
‫‪ 27‬تفسير ابن كثير ص ‪212‬‬
‫‪ 28‬تفسير التحرير والتنوير البن عاشور محمد الطاهر ‪ 87/3‬ط الدار التونسية ‪1984‬م‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫الفدداروي د مم اقحاديددث وال يبلبدده الددمم نهددا و ددو ددن فقهددا الصددحابب وع هددديهم‪ ،‬و ددو ال د‬
‫رسول حبه لهم؟‬
‫الددهد لدده‬
‫ويؤيددد لددض لفددظ روايددب الشدديخني (وأب دوان ددن أب دوان الدرمج) أ لدديي د ال درمج‪ ،‬ويف روايددب لعمددر‬
‫ر ي عنه (لقد خف أا بكوا د ودم يف الرمج عشدرة أ دعافه آلخاف ده) أو يقدول (تر ندا تسدعب أعشدار‬
‫احلددالل خمافددب الدرمج)‪ 29‬فخوفدده وتر دده إاددا يعددي بدده املسددان فيهددا الددانبب الدرمج حد ال يدددخ يف احلددرن املعلنددب‬
‫على ن تعا مجلرمج أو أ له‪ ،‬و ا ن ورعه ر ي عنه‪.‬‬
‫درد د ا االدعددا أيض داً أا القاعدددة اقص دوليب امل فددق عليهددا‪( :‬ال جيددوو ذخددا البيدداا عددن‬
‫‪ -2‬ددا يد ّ‬
‫و احلا ب) فر ا اا الصحابب و ن بعد م با ب إىل بياا ُتدرا الدرمج و عندامم وأصدوله‪ ،‬فهد يدرتت رسدول‬
‫الندداس حيددارذ يف أ ددر ديددنهم دوا أا يبددني هلددم لددض؟‪ ،‬يد و ددد وردت اقحاديددث الكثدداة الد ُتد ر‬
‫ن الرمج عا ب‪ ،‬واقحاديث الكثاة ال تبدني الدرمج حبواعده وصدورمم ودخانلده د مدا در سدابقاً‪ ،‬وددن بعلدم أا‬
‫تعدداىل أرسد رسدوله ليبددني ال دده ددال تعدداىل (( األمببا إليببك الببد ر ليبببي لٍمبباَ مببااأْ إلببي م)) سددورة‬
‫النح د ‪ ،16‬وال جي ددوو أا ي ددأخر البي دداا ع ددن و د احلا ددب‪ ،‬فعل ددى ف ددر ص ددحب الرواي ددب ال د اس د دل ددا‬
‫صدداحل الدددعوذ فددرا ددالم سدديدم عمددر د ا يكددوا مج هددادمم وعدددم علددم عمددر مجلشددي ال يعددي بفيدده يف‬
‫الوا ددا‪ ،‬و ددو حمجددوج إبمجددا الصددحابب دا ددا بد ددن اقخبددار الد ددر بعضددها عددن رسددول‬
‫عليه وسلم‪ ،‬فمجمو ا ورد يف السنَّب يف الأا الرمج و بياا ت ُترا الرمج يف القرآا الكرا‪.‬‬
‫صددلى‬
‫َعُى اَاجة اال يِاَية‪:‬‬
‫و مم دعوذ يضحض نها الفطيم‪ ،‬قبندا بدرذ تدد ور دول واسد عمار ا وإ الال دا بسدبل الدديوا‬
‫الدوليب و دا ترتدل عنهدا دن فواندد فمدا مجلندا مجقفدراد‪ ،‬وأ دا الدرب فربده ضدموا للمدرايب ولكنده غدا ضدموا‬
‫لل عليه الرمج وإا ات ر به‪ ،‬فمن ا ال يضمن ل ا ر دوام الرب وبفي اخلسارة؟‪.‬‬
‫إا ُت ددرا الد درمج يف انس ددالم يظه ددر عن ددد الد د معن يف دداببني‪ :‬اقول اياب ددل انبس ددا و ددو رىل ددب‬
‫انسددالم مجلندداس حد ال يكددوا دداحليواا الد يع مددد علددى القددوة والبلبددب واسد بالل حدوانج ا خدرين وبنددا‬
‫العال ات بني أفراد اجمل ما على املودة والرتاحم وإحساس فرد آبالم ا خرين‪.‬‬
‫وايابل الثا و اال صاد ال ير ا إىل أا اجمل ما الصا يكوا فرد ن أفدرادمم عضدواً‬
‫عددا الً فيدده أ ددا إ ا دداا بعددض أف درادمم عددا لني وبعضددهم سدداىل يعيشددوا عالددب علددى غددا م ويع مدددوا يف‬
‫بقددانهم و دداعهم علددى آالم لفقدرا والضددعفا و ددا يقد دده ا خددروا فددرا د ا اجمل مددا فددرا د ا اجمل مددا ص د‬
‫تواوبدده ويدر دده الشددقا وال خددا ل‪ ،‬وتظهددر فيدده الفددروي الطبقيددب الد ددي أسدداس الددنظم الرأفاليددب و ددا الدرمج إال‬
‫اع الل بق أصحان اق وال يف اال ياو على العا لني فهو نا ض لروح ال يقظ صادم هلا‪.‬‬
‫‪ 29‬البيهقي في سننه ‪ 225/6‬وانظر الجامع في أصول الربا ص ‪25‬‬
‫‪12‬‬
‫ه إا انسد ددالم ملد ددا حد ددرم ال د درمج أو د ددد للند دداس البد دددان املشد ددروعب د ددن القد ددر احلسد ددن واملصد دداري‬
‫انس ددال يب وعق ددود املش ددار ب وال كافد د اال م دداعي وايمعي ددات اخلاي ددب‪ .‬وغ ددا ل ددض وإب ددي أحيد د الق ددار‬
‫لل وسا يف مم النقطب إىل ان أخي الدد ور سدا ر نطقجدي بعندواا (أيهمدا أصدل يف االسد ثمار عيدار‬
‫الرب أم الفاندة؟) و ان العال دب الدد ور حممدد أبدو الدهبب بعندواا‪( :‬حلدول ملشدكلب الدرمج) ففيهمدا دا يبدي‬
‫إا الا واحلمد هلل رن العاملني‪.‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫دمغ مزاعم المروجين للتعامل مع المصارف الربوية‬
‫وع ددم ال د ين يرو ددوا للمص ددارف الربوي ددب أا د د مم املص ددارف الربوي ددب ا ددط ط ددار عل ددى املع ددا الت‬
‫اال صدداديب ال د مل تكددن سددبباً يف ورود بصددوص ُتددرا ال درمج فل د لض ال جيددوو اس صددحان حكددم حر ددب ال درمج‬
‫على مم املصارف‪.‬‬
‫ويرتكز ؤال الزاعموا على ف وذ عما البحوث انسال يب يف القا رة ‪.00000000‬‬
‫إا االدعددا حا املصددارف الربويددب طددار ‪ ...‬صددحي ولكددن ال يعددي أا احلكددم املو ددود فيهددا ددن‬
‫ُت ددرا الد درمج ال ينطب ددق عليه ددا قبد ده إ ا تد دوافرت فيه ددا ال ددروط الد درمج ا ددرم ف ددالع ة بعم ددوم اللف ددظ ال عص ددوص‬
‫السبل‪ ،‬فالنصوص القرآبيب ليس آبيب لز اا حمدد وحوادث حمددة بزل ق لها ا ت القرآبيدب بد دي‬
‫تشريا خالد إىل يوم القيا ب ما و علدوم درورة والبددي انسدال ي و دود يف املصدارف انسدال يب الد‬
‫أ رم تعاىل املخلصني ن مم اق ب للعم على إجياد ا‪.‬‬
‫وبعددد طالعددب القانمددب امللحقددب قعضددا عمددا البحددوث انسددال يب مجلقددا رة الد ين أصدددروا الف ددوذ‬
‫ٍدواو ال عا د ددا املصددارف ال قليديددب الربويددب تبددني أهنددم أربعددب عشددر عضدواً وعددار ا ندداا ددنهم الف ددوذ دددا‬
‫الددد ور حممددد رأفد عثمدداا أسد ا الفقدده املقددارا وعميددد ليددب الشدريعب والقددابوا مجقو ددر سددابقاً‪ ،‬والددد ور‬
‫عبد الف اح الشيل أس ا الفقه واقصول وعميد ليب الشريعب والقابوا مجقو ر سابقاً‪.‬‬
‫أ أا مجي ددا ددن حض ددر مل يف دوا يف املس ددألب ب درأ واح ددد ددا ل ددب ع دددد م علم داً أهن ددم س ددبو وا‬
‫مجتفدداي اجملددا ا الفقهيددب ال د تضددم فقهددا العددامل انسددال ي علددى حر ددب ال عا د ددا املصددارف الربويددب و درار‬
‫اجملما امل ور ال يشك دن علمدا املسدلمني الديذاً وال طد احلدرام وال طدرم احلدالل‪ ،‬فدر ا داا الدرمج ن فيداً‬
‫عن املصارف الربويب إ ا فأخ ا ا بقي ن الرمج؟‪.‬‬
‫وأ ددا بددني يددد القددار دراراً حافداً بر ددب الفوانددد الربويددب البنكيددب ددن خددالل املددؤبر الثددا جملمددا‬
‫البحوث انسال يب مجلقا رة بفسه يف الدهر حمدرم ‪ 1385‬د املوافدق دايو ‪1965‬م‪ ،‬و دم ثلدني و نددوبني‬
‫عددن ددي و ال ددني دولددب‪ ،‬و ددد أ ددد د ا املددؤبر مجنمجددا ددا احلكددم ب حددرا الفوانددد البنكيددب املددؤبر العدداملي‬
‫اقول لال صدداد انسددال ي ال د حض درمم عدددد بددا ددن فقهددا الش دريعب‪ ،‬وعلمددا اال صدداد والقددابوا عددام‬
‫‪13‬‬
‫‪ 1396‬د و رار عمدا الفقده انسدال ي يف دؤبرمم الثدا الصدادر عدام ‪ 1406‬د ‪ 1985‬م و درار نظمدب‬
‫املؤبر انسال ي عام ‪ 1406‬د ‪ 1985‬م و رار عما رابطب العامل انسال ي يف ر ل ‪ 1406‬د‪.‬‬
‫وبد ددؤال الزاعمددوا ال هددم وتبريددر م للندداس لل عا د ددا املصددارف الربويددب بج دج بورد ددا ددا‬
‫بقد ا بشك نهجي‪:‬‬
‫الشب ة األ ‪ :‬و ي حجب ف وذ اجملما حا الفواند البنكيدب انمدب علدى عقدد الو الدب بدني البندض‬
‫والعمي ‪ ،‬فالبنض و ي عن العمي ‪.‬‬
‫والدرد علدى لدض أا ال كييد القدابو يف صدر وفربسددا وغاددا دن بلدداا العدامل لعقدد الوديعددب يف‬
‫البنوت ال قليديب و عقد القر و ا أ رد على ن يقول إا العال ب بني البنض والعمي عال دب و الدب‪،‬‬
‫و لددض قا العقددد الد يو ددا بددني الطددرفني إىل يو نددا د ا ددو عقددد ددر بفاندددة حمددددة‪ ،‬فالعمي د حينمددا‬
‫يددود بلبداً لدددذ البنددض فربدده يقر دده ر داً ضددمومً بفاندددة حمددددة ضددموبب‪ ،‬فددأين الو الددب يف د ا العقددد؟‬
‫حيددث أيخد العميد املقددر بسددبب ذويددب ددن املددال املددود لدددذ البنددض‪ ،‬و قاب د أ الددي أيخد ا؟ وأيددن‬
‫دورمم يف الو الدب؟ و دا الد يقد ده العميد للبندض حد أيخد نده أ دراً؟ وأيدن صدروفاته انداريدب؟ يبدددو أا‬
‫ؤال بسوا ا ايابل ور زوا على ا أيخ مم البنض ن فواند ربويب‪.‬‬
‫ففي حالب البنض قرت اً ن العمي ‪ ،‬ال عال أصدالً ل كييد د مم النسدبب علدى أسداس اق در يف‬
‫الو الب يف قاب املصروفات انداريب‪ .‬و لض اق ر عند ا يقر البنض العمي وأيخد بسدبب دن الفواندد‬
‫الربويب حيث إا العال ب ي عال ب عقد القر يف الشريعب والقابوا‪.‬‬
‫د ا و ددد حس دم القددابوا املددد املصددر د ددابوا البلددد ال د صدددرت ندده الف ددوذ د اخلددالف يف‬
‫طبيعب الودانا يف البنوت الربويب حيث يّفها على أهنا ر فقد بصد املدادة ‪ 726‬علدى أبده‪( :‬إ ا ابد‬
‫الوديعب بلباً ن النقود أو أ الي آخر ا يهلض مجالس عمال و اا املود عنددمم دأ ومً لده يف اسد عماله‬
‫اع العقد ر اً)‪.‬‬
‫وعلى فر أا العقد ال ينظم عال ب البنض واملودعني فيه و عقدد و الدب يف االسد ثمار‪ ،‬و دو‬
‫فددر ينددا ض حكددم الق دوابني وينددايف الوا ددا العملدديل فددرا البنددوت ال جاريددب وامل خصصددب ال بلددض اس د ثمار‬
‫ثمارا باال ًدرال آلعد اال دار فيده‪ ،‬بد بلدض إ را ده للبدا بفانددة‪ .‬فالقدابوا املصدر ر دم‬
‫الودانا بنفسدها اسد ً‬
‫كررا تنص على أبده "فضدا‬
‫‪ 163‬لسنب ‪ 1957‬والقوابني املعدلب له تنص على ا أييت‪ :‬املادة ر م ‪ً 26‬‬
‫مجيا البنوت ال بارس عملياهتا داخ مجهوريب صر العربيدب قحكدام د ا القدابوا"‪ .‬واملدادة ر دم ‪ 38‬دن‬
‫بفددي القددابوا تددنص علددى أبدده "يحع د بن ًكددا ددارً د نشددأة تقددوم بصددفب ع ددادة بقبددول ودانددا تدددفا عنددد‬
‫الطلددل أو بعددد أ د ال جيدداوو سددنب" (عدددل دددة الوديعددب مجلددز دة)‪ ،‬واملددادة ر ددم ‪ 39‬ددن بفددي القددابوا‬
‫تنص على أبه "طظر على البنض ال جار أا يباالر العمليات ا تيب‪:‬‬
‫‪14‬‬
‫(أ) ال عا يف املنقول أو العقار مجلشرا أو البيا أو املقايضب فيما عدا‪:‬‬
‫‪ -1‬العقار املخصص ندارة أعمال البنض أو للرتفيه عن وظفيه‪.‬‬
‫‪ -2‬املنقول أو العقار ال تؤول لكي ه إىل البنض وفا لدين له ب البدا بد أا يقدوم البندض‬
‫ب صفي ه خالل سنب ن اتريل أيلولب امللكيب مجلنسبب للمنقول وح سنوات مجلنسبب للعقدار‪،‬‬
‫وجيوو جمللي إدارة البنض املر ز د مم املدة عند اال ضا ‪.‬‬
‫(ن) ا الت أسهم الشر ات املسادب‪ ،‬ويشرتط "أال اوو القيمب االفيب لألسدهم الد ميلكهدا‬
‫البنض يف الشر ب قدار رأفاله املصدر واح ياطياته"‪.‬‬
‫وتنص املادة ‪ 45‬على أبه "طظر علدى البندوت العقاريدب والبندوت الصدناعيب وبندوت االسد ثمار بفدي‬
‫اقعمال ا ظورة على البنوت ال جاريب"‪.‬‬
‫فه مم النصوص تقطا حبه طظر على البندوت ال جاريدب وغدا ال جاريدب العا لدب يف صدر االسبي مار‬
‫عددن طريددق اال ددار مجلش درا والبيددا بصددفب طلقددب‪ ،‬إال إ ا دداا ال ملددض وفددا لدددين‪ ،‬وبشددرط ال صددرف يف‬
‫العقددار أو املنقددول خددالل دددة حمددددة‪ ،‬أو دداا العقددار س د خد ً ا ندارة البنددض أو ق ددا ن تر يددب وظفيدده‪،‬‬
‫وح يف حالب املشار ب يف ذسيي الشر ات والرا أسهم‪ ،‬طظر علدى البندض أا ميدي الوداندا طل ًقدا‪ ،‬بد‬
‫إا له أا ي صرف يف حدود حقوي املسادني‪.‬‬
‫د يكوا البنض قدم السؤال ال صدرت على أساسه الف وذ ن اجملما يطبق د مم الصديبب‪،‬‬
‫وي لقددى الودانددا بصددف ه و دديالً عددن املددودعني يف اسد ثمار د مم الودانددا يف عا التدده املشددروعب‪ ،‬و د مم سددألب‬
‫ادعا على وا ا‪ ،‬وُت اج إىل إ بات‪.‬‬
‫و ا لض فرا مم الو الب مجطلب مجنمجا ل قا مجيا عواندد وأرمجح املدال املسد ثمر بعقدد الو الدب‬
‫تكددوا للمو د ل قبدده املالددض للمددال املس د ثمر‪ ،‬مددا أبدده ي حم د مجيددا خسددانرمم ال د ُتدددث بسددبل ال يددد‬
‫للو ي فيه وال درة له على دفعده وال تداليف آ رمم‪ ،‬وللو يد أ در علدوم جيدل الدنص عليده يف عقدد الو الدب‪،‬‬
‫و و طددد آلبلدح قطدو أو بسدبب دن املدال املسد ثمر‪ ،‬و دو دا مل ي حقدق يف الصدورة املسدذول عنهدا‪ ،‬بد إا‬
‫ددرا‬
‫الو ي و ال يسد حق أرمجح اسد ثمار الوديعدب‪ ،‬وي حمد خسدانر ا‪ ،‬وطددد للمو د الدض الوديعدب ً‬
‫أو بسبب ن رأس املال‪ ،‬ويسميها ربًا‪.‬‬
‫وب ددارس البن ددوت انس ددال يب د د مم الص ددورة آلق ض ددى د دوابني وبظ ددم إبش ددانهال فه ددي ت لق ددى الوداند دا‬
‫وتسد ثمر ا حلسددان أصددحا ا وعلددى سددذولي همل فلهددم أرمجح وي حملددوا خسددانر ا الد ُتدددث بسددبل ال‬
‫دددا يف‬
‫يد للبنض فيه‪ ،‬و و ا يسمى يف القابوا مجلقوة القا رة والسبل اق نديب‪ ،‬ويسد حق البندض أ ًدرا حم ً‬
‫عقد الو الب يف االس ثمار‪ ،‬آلبلح قطو أو بسبب ن الوديعب املسد ثمرة‪ ،‬ومجلقطدا فدرا د مم الوداندا لو دب‬
‫قصحا ا وليس‬
‫ر ًا للبنض وال دينًا يف‬
‫ه‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫الش ببب ة ال ااي ببة‪ :‬أهن ددم اع د وا املص ددارف ؤسس ددات اس د ثماريب‪ ،‬تسد د ثمر اق دوال ال د ذتيه ددا يف‬
‫شاريا خم لفب وُتدد اقرمجح سبقاً للم عا‬
‫عها فهي إ ا ؤسسب ات أ داف ربيب‪.‬‬
‫و د ا االدعددا يعددود إىل عدددم املعرفددب بطبيعددب ال عا د يف البنددوت الربويددب‪ ،‬فقددد ددر علمددا القددابوا‬
‫واال صدداد أا الوظيفددب الرنيسدديب للبنددوت ال قليديددب ددي لال درتا وان درا بفاندددة‪ ،‬وخلددق االن مدداا‪ ،‬فهددي‬
‫ؤسسددب تق ددوم علددى ال جددارة يف القددرو والددديوا‪ ،‬وأهنددا نوعددب بكددم الق دوابني ددن االس د ثمار وال ج ددارة‬
‫ح وال املودعني‪ ،‬وأا بظرة بسيطب على يزابيب أ بنض تقليد تكش بو دوح أبده يقدوم علدى ان درا‬
‫واال د درتا وخل ددق االن م دداا بص ددورة أساس دديب إ ددافب إىل بع ددض خ ددد ات ال يد د ر حجمه ددا أ ددام حج ددم‬
‫القددرو والددديوا‪ ،‬مددا أا عقددود د مم البن ددوت ت ددنص علددى أا العال ددب ددي القددر ‪ ،‬فيو ددد فيه ددا العق دد‬
‫النمطي ال يسمى (عقد ر ) ه ينص فيده علدى أبده (ط سدل علدى يمدب القدر فانددة ر بدب سدعر ا‬
‫ا سنو ً تقيد على حسابنا الهر )‪.‬‬
‫وعلى ؤال اقسات ة ال ين أصدروا الف وذ ورو وا هلا أا يسألوا البنض املر دز املصدر ‪ ،‬أو أ‬
‫بنددض ر ددز آخددر يف العددامل‪ :‬د جيددوو للبنددوت الربويددب ارسددب ال جددارة واالس د ثمار املباالددر‪ ،‬والبيددا والش درا‬
‫ح وال املودعني؟‪.‬‬
‫و لدض قا ايدوان يكددوا مجلنفدي طعداً‪ ،‬فددال يسدم ق بنددض ربددو أا ي دا ر ح دوال املددودعني‬
‫أبددداً‪ ،‬قبدده ددا ن هلددا‪ ،‬فددال بددد أا يعطيهددا للمقرت ددني بفاندددة أ د ددن الفاندددة ال د يعطيهددا للمقددر ‪.‬‬
‫وأسوي إليض بعض النصوص القابوبيب للبلد ال‬
‫صدرت نه الف وذ ا يؤ د ال نا‪:‬‬
‫تددنص املددادة ‪ 301‬ددن القددابوا ر ددم ‪ 17‬لسددنب ‪ 1999‬إبصدددار ددابوا ال جددارة املصددر علددى أا‬
‫"وديعددب النقددود عقددد صددول البنددض لكيددب النقددود املودعددب‪ ،‬وال صددرف فيهددا آلددا ي فددق وبشدداطه‪ ،‬ددا ال دزام بددرد‬
‫ثلها للمود ‪ ،‬طب ًقا لشروط العقد"‪.‬‬
‫وتددنص املددادة ‪ 300‬ددن بفددي القددابوا علددى أا أحكددام البددان الثالددث ندده‪ ،‬اخلدداص بعمليددات‬
‫البنددوت‪ ،‬و ندده املددادة ‪" 301‬تسددر علددى العمليددات ال د تعقددد ا البنددوت ددا عمالنهددا‪ ،‬د ًدارا ددابوا أم غددا‬
‫ار‪ ،‬وأ ً اب طبيعب مم العمليات"‪.‬‬
‫فهد مم النصددوص القابوبيددب تقطددا حا وديعدب النقددود يف البنددوت ددر ‪ ،‬و دد أ ددد فقهددا القددابوا د ا‬
‫إمجاعدا علدى أا " ب برج جبر افعبا ف بُ راب" فدرا دا يصدرف‬
‫آلا ال يد عاالً للشض‪ ،‬وحيث إا نات ً‬
‫عاندا‪.‬‬
‫للمود يع ّد رمج وإا حف َي ربًا أو ً‬
‫بعم إا املصارف ات أ داف ربيب‪ ،‬ولكن ليي ن خدالل شداريا اسد ثماريب‪ ،‬وإادا دن خدالل‬
‫الفواند املرتتبب علدى املسد قر‬
‫نهدا‪ ،‬فهدو يعمد ويكدد‪ ،‬و دي تشدار ه مجلدرب إا ربد ‪ ،‬وإا ابد اخلسدارة‬
‫‪16‬‬
‫حليفدده‪ ،‬فددرا د مم املصددارف ال ت حم د الدديذاً ددن د مم اخلسددارة‪ ،‬وإاددا تقددا اخلسددارة عليدده‪ ،‬فددأ عقددد يف‬
‫جيوو ا اق ر؟‪.‬‬
‫الشريعب انسال يب ّ‬
‫إا عقددود املعددا الت يف الش دريعب انسددال يب إ ددا عقددد بيددا‪ ،‬أو عقددد ددر أو عقددد أ ددار أو عقددد‬
‫الرا ب‪ ،‬وإا إدراج عم املصارف ُتد أ بدو دن د مم العقدود ينببدي أا يطبدق عليهدا ال كييد الفقهدي‬
‫هلا دوا ا زا أو تر يا‪ ،‬فاملصارف الربويب ال تبيا وال تشدرت وال تدؤ ر فهدي إ ا ليسد ؤسسدب اريدب‪،‬‬
‫وال تقددوم مجلشدرا ب ددا ا خدرين وال تعددد بفسددها طرفداً يف الشدرا ب ٍميددا صددور الشدرا ب ايددانزة يف الشدريعب‬
‫انسال يب‪ ،‬وال يصل أا يكوا عقد ا ا الناس عقد ضاربب د ما و احلال يف البندوت انسدال يب د قا‬
‫الطرفني د يف عقود الشرا ب و نها املضاربب د ي حمالا الرب واخلسدارة‪ ،‬فبقدي اح مدال عقدد القدر و دد در‬
‫مجل كيي القابو هل مم املصارف الربويب أا طبيعدب عملهدا دو القدر وان درا وال جيدوو بندا املندافا علدى‬
‫القر يف انسالم د ما اا يفع أ ايا ليب د قبه رمج‪.‬‬
‫ه إا املددود ‪ ،‬أو (املق ددر ) للمص ددرفل ال ي حم د ال دديذاً ددن اخلس ددارة ددن رأس ال دده إا اس د ثمر‬
‫املصددرف وخسددر‪ ،‬ولدديي ددن املعقددول أا ال فسددر ؤسسددب يف الددي ددن شدداريعها‪ ،‬وينببددي ال و ددي أا‬
‫د د مم املص ددارف مين ددا عنه ددا ال عا د د مجملش دداريا‪ ،‬ويس ددم فق ددط للمص ددارف انس ددال يب أا تق ددوم مجملش دداريا‬
‫االس ثماريب‪ ،‬وتدرس ا عات أ ريكا وأورمج ربب املصارف انسال يب‪ ،‬وبظام عملها ملا حقق ده دن داح‪،‬‬
‫و دن املفيددد درمم أا املصددارف السويسدريب العريقددب بددأت ددؤخرا مجسد خدام أدوات الصددافب انسددال يب قهنددا‬
‫تدخ يف املشاريا بصفب الريض‪ ،‬فال تثقد عليهدا مجلفواندد بد ت حمد عهدا نبدا إىل ندل مجيدا ظدروف‬
‫ال شبي ‪ ،‬وبد ا مجخل ات الفنيب وال مويليب وال سويقيب ملا هلا ن صلحب يف لض‪.‬وميكن أا بلخص عمد‬
‫املصارف الربويب يف أ رين‪:‬‬
‫‪ .1‬إا د مم البنددوت ال تقددوم مجملشددار ب أو املسددادب يف املشددروعات امل نوعددب‪ ،‬وإاددا تقددر رو داً‬
‫بفواند حمددة‪ ،‬حيدث تسدرت ا أ واهلدا دا فواندد ا سدوا خسدر املشدرو أم ربد ‪ ،‬فدال دخد‬
‫هلددا مجلدرب واخلسددارة‪ ،‬واملشددار ب‪ ،‬وُتمد البددرم يف قابد البددنم مددا أمجددا الفقهددا املسددلموا‬
‫علددى أا (البددنم مجلبددرم) اسد ناداً إىل احلددديث الصددحي القا ددي حا (اخلددرج مجلضددماا) روامم‬
‫أىلد وأصحان السنن بسند صحي ‪.‬‬
‫‪ .2‬أا مم البنوت ال تك في حخ أ ور قاب خدد ات عيندب‪ ،‬وإادا ُتددد بسدبب دن الفواندد‬
‫تف ددوي ل ددض بكث د دا‪ ،‬ب د د ددي و دة ش ددروطب يف قاب د د الق ددر املؤ د د ‪ ،‬و ددو ع ددني رمج‬
‫ايا ليب‪.‬‬
‫الشب ة ال ال ة‪ :‬اع د أصدحان د مم الشدبهب أا الدرمج احلدرام دو (ر دام املظدامل واملدآه الد تفر دها‬
‫عال ددب إ عدداا بنيددب علددى ا ددطرار الطددرف اق ددع لقبددول الددروط الطددرف اق ددوذ يف سددبي اخلددالص ددن‬
‫‪17‬‬
‫حلظب ع ال يلبث أا يك ش أبه تورط فيما و أالد نها ر قاً وأ ثدر ظلمداً)‪ ،‬و د ا الكدالم صدحي‬
‫يف الددرح احلالددب الد يكددوا عليهددا امل عا د مجل درمج‪ ،‬و د مم املسددألب ددن مجلددب اقحكددام الشددرعيب‪ ،‬ول د لض فددرم‬
‫بسددأهلم د د ا ددو تعري د ال درمج الددرعاً ال د اتفددق عليدده العلمددا ؟ أم أبدده صددورة ددن صددور وأل دواا ال درمج‬
‫امل عا د د ددا يف ايا لي ددب؟ ول ددو أردم أا بطب ددق ال ه ددم عل ددى املص ددارف الربوي ددب لو دددم أا امل عا د د ددا‬
‫املص ددارف الربوي ددب ي عا د د بش ددروط إ عابي ددب يفر ددها املص ددرف علي دده وال خي ددار للط ددرف اق ددع يف د د مم‬
‫الشددروط‪ ،‬فددرا ددا ددالومم عددن صددورة الدرمج احلدرام ينطبددق أصدالً علددى ال عا د ددا املصددارف الربويددب با داً‪ ،‬إ ال‬
‫يلبث املقرت ن املصرف أا جيد بفسه أ ام عجز وورطب مل تكن له مجحلسباا‪.‬‬
‫وإ ا دداا امل عا د د ددا املص ددارف الربوي ددب ددن أرمجن اق د دوال وال ج ددارات‪ ،‬فهد د يد درأف املص ددرف‬
‫الربددو بالدده عنددد ا يقددا ال ددا ر عسددارة فادحددب تو عدده بعجددز وتو د عندده الفوانددد املرتا مددب ب قددادم الز دداا‬
‫عليهددا؟ أم أبدده سدديبقى ر ينددب و دة د مم الفوانددد والشددروط ان عابيددب هل د مم املصددارف؟ فددالظلم حاصد س دوا‬
‫اا املقرت فقااً أو غنياً‪.‬‬
‫الشب ة الرابعة‪ :‬وهلم‪ :‬إبنا ال بعرت على القاعددة الفقهيدب‪ :‬د در‬
‫در بفعداً فهدو رمج وإا مل‬
‫عليده وسدلم بسدند صدحي ‪ ،‬ولكدن أبسدط الدرانط القدر أا يسدعى‬
‫تكن حديثاً رفوعاً إىل النيب صدلى‬
‫املقرت إىل املقر ا طراراً عن حا دب و دو املعد الد أ ددمم احلدديث الشدري ‪..( :‬قا السدان يسدأل‬
‫وعندمم‪ ،‬واملس قر ال يس قر إال ن حا دب)‪ ،‬أخر ده ابدن ا ده‪ ..‬فكداا حدديث ابدن ا ده يف تفسدا‬
‫القر أوىل ال فاسا مجلقبول)‪.‬‬
‫البددد ددن البيدداا أوالً أا العلمددا مل يض ددعوا الددروطاً للمس د قر ‪ ،‬وال ددد يف ددل الفق دده مجمجً يف‬
‫الددروط املقددرت ‪ ،‬ب د غايددب ددا يف احلددديث ددو بيدداا غالددل حددال ال د ين يس قر ددوا أهنددم يكوبددوا با ددب‬
‫و لض أا القر وا ل اقدا فال ص ارمم أحد إال با ب‪.‬‬
‫ألديي السددان يف بعدض اقحيدداا يكدوا حم ا داً أ ثدر ددن املسد قر ‪ ،‬فقددد در العلمددا اسد نباطاً‬
‫ددن حددديث الر د ال د أ درمم الرسددول صددلى عليدده وسددلم أا ط طددل‪ ،‬د و ددو سددان وحم دداج مددا ددو‬
‫ظددا ر احلددديث د أا السددانلني ددنهم ددن جيددوو هلددم السدؤال و ددو الفقددا املعدددوم الد ال يقددوذ علددى العمد‬
‫و مم احلال يكوا يف أعوو احلا ب‪.‬‬
‫ه ينببددي أا بعلددم أا احلددديث ال د بد عليدده د ا ال فسددا املبلددوط حددديث ددعي ال يس د دل‬
‫آلثله على حكدم خطدا هد ا‪ ،‬ففدي سدندمم خالدد بدن يزيدد بدن أيب الدض أبدو االدم الد شدقي دعي مدا‬
‫ددر لددض ابددن حجددر ال قريددل‪ ،‬و ددد ددعفه أىلددد وابددن عددني وأبددو داود والنسدداني وأبددو ورعددب والدددار طددي‬
‫وغا م‪ ،‬ودن برذ ال جار يقرت وا أيضاً و م ليسوا ن و احلا ات وإاا يقرت وا ملصا اريب‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫الشب ة اخلامسة ‪ :‬وهلم إا النصدوص القرآبيدب يف سدورة البقدرة دن ا يدب (‪ 261‬د‪ )281‬دا ت‬
‫يف املقام اقول لل حد ير دن اسد بالل الفقدا حدال ا دطرارمم لل َّددين مدا ي ضد دن أسدبان الندزول وعندد ا‬
‫يقرت ال ا ر فربه ليي حمالً لالس بالل واحلا ب‪ ،‬فما املابا ن واو اس قرا ال ا ر ن املصارف؟‬
‫أ ول‪ :‬إا القار لآل ت الكرميب مم سيجد أهنا تددور حدول حمدورين أساسديني ددا‪ :‬احلدض علدى‬
‫النفق ددب‪ ،‬وُت ددرا الد درمج وال حد د ير ددن خطورت دده والرت ي ددل ن دده‪ .‬ف دداحلض عل ددى الص ددد ب ددن ب دداد ال كافد د‬
‫اال مدداعي يف انسددالم و ددن وسددان إلبددا الف دواري الطبقيددب الناالددذب عددن االب دزاو وانس دراف وغددا لددض‪،‬‬
‫وُتددرا ال درمج ملددا يف ال عا د فيدده ددن ان حدداف يف حددق ا خ درين‪ ،‬س دوا دداا فق دااً أو غني داً‪ ،‬وغالددل ال درمج‬
‫امل عا فيه يف ايا ليب اا ن القر ‪ ،‬ول لض ا ت ا يب (( إن ان ذ عسبرة فمْبرة إ ميسبرة))‬
‫بعد آ ت ُترا الرمج ولكدن د ا ال يعدي خصدوص الدرمج يف املدال املشدروط علدى القدر ‪ ،‬و دد تقددم الكدالم‬
‫ورسدوله‪ ،‬وبد ر مجلقاعددة الفقهيدب وال فسدايب‬
‫أا املدراد ب د (الدرمج) يف د مم ا ت عمدوم الدرمج الد حر هدا‬
‫أا الع ة بعموم اللفظ ال عصوص السبل‪.‬‬
‫واقحكددام الشددرعيب ليس د أحكا داً طبقيددب‪ ،‬أ ليس د‬
‫بنيددب علددى أسدداس طبقددي‪ ،‬فدداحلرام علددى‬
‫البددي حدرام علددى الفقددا والعكددي د لض‪ ،‬والشدريعب ات طبيعددب كا لددب غددا ابلددب لل جددز ‪ ،‬و ددد د ّدر أا‬
‫دو بددأ دن بداد الرأفاليدب الد تن شدر‬
‫اب شار الرمج يف ع ما ا إاا و إ رار هل ا ال مايز الطبقدي الد‬
‫يف العامل ُت غطا العوملب بش واببها وخاصب نها اال صاديب‪.‬‬
‫وإا اس د د خدا هم العبد ددارات املنمقد ددب نظهد ددار ال حد ددرر الفقهد ددي وأهند ددم ينطلقد ددوا مجلفقد دده إىل آفد دداي‬
‫قاصديب تكوا فيها صلحب اق ب‪ ،‬واهتا هم مجيمود ملن أيخ آبرا امل قدد ني‪ ،‬فدرا د ا الكدالم أ دحى‬
‫دددمياً كددرراً للنددا ددن فاعدده‪ ،‬ددا أبنددا بفددري بددني ال حددرر وال فلد وبؤ ددد علددى ددرورة اال هدداد للقضددا‬
‫املس جدة من صادر ال شدريا وخاصدب اال هدادات الد تصددر دن اجملدا ا لفقهيدب قهندا أ ثدر ابضدباطاً‬
‫ن الف اوذ الفرديب ال ال حوا ز أ ا ها اللهم إال خمافب ‪.‬‬
‫وينببددي أا بعلددم أا ددن قاصددد الش دريعب غددا املنصددوص عليهددا أا ال ددرج عددن الش دريعب وعددن‬
‫حكم تعاىل‪ ،‬و د ر الشاطيب يف املوافقات أا الشريعب ا ت ل خدرج النداس دن اتبدا اهلدوذ والدهوة‬
‫النفي‪ ،‬ال ل كوا اتبعب لنزعات املنافا اخلاصب على حسان املصا العا ب‪.‬‬
‫صددحي أا انسددالم صددا لك د و دداا و كدداا وأا الش دريعب ربددب تس د طيا أا تسدداير احليدداة آلددا‬
‫طقددق صددا اق ددب‪ ،‬د ا و ددا اتفدداي‪ ،‬ولكنهددا لمددب حددق أريددد ددا مجطد ‪ ،‬أفددال يكددوا انسددالم ددرمً إال‬
‫عنددد ا بسدداير أ دوا الندداس و صددا أرمجن اق دوال ول ددو دداا ل ددض عل ددى حسددان اخل ددروج عددن الش ددر‬
‫وتعلي النصوص القرآبيب واقحاديث النبويب باالت ا ماعيب وا صاديب يف و ن عني؟‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫ا أالبه اليوم مجق ي عند ا ال اليهود ((إما البيع م الراب)) و دم يقولدوا‪ :‬إادا ال عا د دا‬
‫املصددارف الربويددب ث د ال عا د ددا املشدداريا االس د ثماريب فددايوان مددا ددال‬
‫تعدداىل (( ح ب هللا البيببع‬
‫حرم الراب))‪.‬‬
‫الٍ م جمبما الأل يف القُْ العٍم العم‬
‫اَمد هلل رب العاملي‬
‫‪.1‬‬
‫‪.2‬‬
‫المراجع‪:‬‬
‫تفسا ابن ثا ط ؤسسب الرسالب ُتقيق أبي صطفى اخلن‬
‫تفسا ف القدير للشو ا ط دار احلديث صر‬
‫‪.3‬‬
‫‪.4‬‬
‫‪.5‬‬
‫بظم الدرر يف تناسل ا ت والسور للبقاعي ط املؤسسب العثمابيب‬
‫حلول ملشكلب الرمج د‪.‬حممد بن حممد أبو الهبب ط ك بب السنب ‪1409‬‬
‫ايا ا يف أصول الرمج د‪ .‬رفيق يوبي املصر ط دار القلم د شق‬
‫‪.6‬‬
‫‪.7‬‬
‫‪.8‬‬
‫‪.9‬‬
‫سنن البيهقي الك ذ ط باوت دوا ُتقيق‬
‫ال حرير وال نوير حممد الطا ر ابن عاالور ط الدار ال وبسبب‬
‫سند أيب يعلى املوصلي ُتقيق حسني أسد ط دار املأ وا‬
‫تفسا الببو ُتقيق عبد الرىلن العض ط دار املعرفب باوت‬
‫‪ .10‬أحكام القرآا للجصاص دار الفكر باوت دوا ُتقيق‬
‫‪ .11‬فيض القدير الرح ايا ا الصبا للمناو ط دار املعرفب باوت ‪ 391‬جر‬
‫‪ .12‬املس درت على الصحيحني للحا م النسابور ط دار املعرفب‬
‫‪ .13‬انسالم عقيدة والريعب حممود الل وت ط دار الشروي‬
‫‪ .14‬تفسا اق زا العشرة اقوىل‪ ،‬حممود الل وت ط دار الشروي‪.‬‬
‫‪ .15‬بظ درات يف درار عمددا البحددوث انسددال يب يف القددا رة حددول املصددارف وال درمج‪ ،‬ر د عبددد‬
‫ايبار سقا‪.WWW.KANTAKJI.ORG ،‬‬
‫‪20‬‬