تحميل الملف المرفق

‫مركز بحوث القرآن الكريم والسُّـنَّة‬
‫جامعــة القــرآن الكــريم والعلـوم اإلسـالميـّة‬
‫النَّبويّة‬
‫مـركــز بحوث القـرآن الكــريم والسـنة النبـوية‬
‫المؤتمر العلمي العالمي الثاني‬
‫التكامل المعرفي بين علوم الوحي وعلوم الكون‬
‫بحث بعنوان ‪:‬‬
‫المنهجية المعرفية في االقتصاد اإلسالمي‬
‫بين النقل والعقل‬
‫د ‪ .‬عبد الواحد عثمان مصطفى‬
‫المحرم ‪1430‬هـ – يناير ‪2009‬م‬
‫ّ‬
‫مؤتمرالتكامل المعرفي بين علوم الوحي وعلوم الكون‬
‫‪1‬‬
‫من ‪ 8 -6‬ينـاير ‪2009‬م ‪ 11-9‬الـمـحــرّ م ‪1430‬هـ‬
‫مركز بحوث القرآن الكريم والسُّـنَّة‬
‫جامعــة القــرآن الكــريم والعلـوم اإلسـالميـّة‬
‫النَّبويّة‬
‫مقدمة ‪:‬‬
‫فييي اإلسييالم يعتبيير القييرآن الكييريم والسيينة النبوييية رمييا مصييدفى الت ييري والحكييم فييى‬
‫مجاالت المعرفة اإلنسانيه ‪ ،‬أى أن المعرفة اإلنسانية تخض إلى العقيدة واألخيال والفقيه ‪،‬‬
‫ُون ‪[ ‬الياافيات‪ ]56 :‬ويقيول تعيالى ‪ :‬‬
‫اإلني َ ِإال ِليَ ْعبُيد ِ‬
‫يقول تعالى – ‪َ ‬و َما َخلَ ْقتُ ْال ِجين َو ْ ِ‬
‫ض َخ ِليفَة‪[ ‬البقيرة ‪ .]30:‬وعلييه في ن يايية وجيود‬
‫َوإِ ْذ قَا َل َفب َُّك ِل ْل َمالَئِ َك ِة إِنِي َجا ِع ٌل فِي األ َ ْف ِ‬
‫اإلنسان رو العبادة وعمافة األفض ‪.‬‬
‫ردف البحث‪:‬‬
‫يهدف راا البحث الرجوع إلى التراث اإلسالمى فيى مجيال محيدد أال وريو مجيال عليم‬
‫اإلقتصاد للنظر فى إمكانية توفر مصادف تناولت موضيوع اإلقتصياد بصيوفل جليية ‪ ،‬يمكين‬
‫معييه القييول‪ :‬ريياا رييو اإلقتصيياد اإلسييالمى ‪ .‬فمييا رييى رييال المصييادف ورييل إعتمييدت رييال‬
‫المصادفعلى الوحى (النقل) فقط أم إعتمدت على إعمال العقل والفكر أم على كليهميا أى‬
‫النقل والعقل ‪.‬‬
‫فرضية البحث ‪:‬‬
‫اإلقتصاد اإلسالمى مصدفل النصوص القرآنية والسنه النبويية أوال ‪ ،‬ميم إعميال العقيل‬
‫فى رال النصوص إلستنباط القوانين‪.‬‬
‫مفاريم وتعريفات ‪:‬‬
‫العلم ‪ :‬إما أن يكون مصدفل النقل أو العقل‪.‬‬
‫‪ -1‬العلم الاى يكون مصدفل الوحى (النقل) روعلم يتنياول األحكيام ال يرعية فيى المجياالت‬
‫اآلتيه ‪-:‬‬
‫أ ‪ -‬عليم التوحيييد والعقيييدة ‪.‬وريو العلييم اليياى يحقيم العييدل والميييزان بيين كييل األمييوف‪ ،‬وبييين‬
‫العقل والنقل‪.‬كما فبط القرآن بينهما فيى مجيال اإلقتصياد ‪،‬مثيال ذليك ‪ :‬اليربط بيين الربيا‬
‫يي ِمينَ‬
‫والتقوى‪ ،‬أى اإليمان‪ ،‬فى قوله تعالى ‪َ  :‬يا أَيُّ َها الاِينَ آ َمنُواْ اتقُواْ اّللَ َوذَ ُفواْ َما َب ِق َ‬
‫الربَا ِإن ُكنتُم ُّمؤْ ِمنِينَ ‪[ ‬البقرة‪.]278 :‬‬
‫ِ‬
‫ب َويُ ِقي ُمونَ الصالة َ َو ِمما َفزَ ْقنَيا ُر ْم يُن ِفقُيونَ ‪[ ‬البقيرة‪،‬‬
‫ب ‪-‬وقوله تعالى ‪ :‬الاِينَ يُؤْ ِمنُونَ بِ ْالغَ ْي ِ‬
‫‪ ]3‬فبيط رنيا بيين اإليميان أو الغييب واإلنفيا ‪ .‬قيال تعيالى ‪َ :‬ولَ ْيو أَن أ َ ْري َل ْالقُ َيرى آ َمنُيواْ‬
‫ض َولَييـ ِكن َكييابُواْ فََ َ َخ ي ْانَا ُرم ِب َمييا َكييانُواْ‬
‫علَ ي ْي ِهم َب َر َكييا ا‬
‫ت ِميينَ الس ي َما ِ َواأل َ ْف ِ‬
‫َواتقَييواْ لَفَتَحْ نَييا َ‬
‫يَ ْك ِس يبُونَ ‪[ ‬األعييراف‪" . ]96 :‬فاإليمييان تصييوف وإعتقيياد ينبثييم عنييه سييلو وأخييال‬
‫علينيا‬
‫ي مالن مجاالت الحياة كافة فكلما التزمنا راا اإليمان أخالقا وسلوكا كلما فيت‬
‫(‪)1‬‬
‫من خزائنه فعند خزائن الرحمة وعندل خزائن الرز وعندل خزائن كل شئ " ‪.‬‬
‫راا األمر يؤدى الى سلو للمسلم فى كل حياته يختلف عن سيلو أى فيرد آخير ييير‬
‫مسلم ‪ ،‬بما فى ذلك السيلو اإلقتصيادى ‪" .‬الخليم جمييعهم فيى حاجية إليى سيبحانه‬
‫وتعالى فى كل أموفرم ‪ ،‬وباألخص فى طلب الرز ‪،‬وإذا كان فز العبد عند فبيه ‪،‬‬
‫وإذا إطمَن اإلنسان إلى رياا ف نيه اليخ يى إنسيانا وال أحيدا مين النيا ‪...‬كيى ال يتخيا‬
‫النا بعضهم أفبابا من دون وال يكون ألحد فضل على أحد‪ ...‬وركاا ف ن التوحيد‬
‫يلعييب فييى حييياة العبييد دوفا مهمييا‪ ...‬وميين مييم يعتبيير التوحيييد فلسييفة حييياة ييينعك فييى‬
‫تصرفات العبد تجال نفسه وتجيال اآلخيرين ‪ ،‬في ذا ف يل اإلنسيان فيى كيفيية التعاميل مي‬
‫(‪ )1‬أ‪.‬د‪ .‬أحمد على اإلمام‪ ،‬مفات فهم القرآن‪ ،‬داف المنى‪ ،‬سوفيا‪1423 ،‬رـ ‪2003‬م‪ ،‬ص‪.163‬‬
‫مؤتمرالتكامل المعرفي بين علوم الوحي وعلوم الكون‬
‫‪2‬‬
‫من ‪ 8 -6‬ينـاير ‪2009‬م ‪ 11-9‬الـمـحــرّ م ‪1430‬هـ‬
‫مركز بحوث القرآن الكريم والسُّـنَّة‬
‫جامعــة القــرآن الكــريم والعلـوم اإلسـالميـّة‬
‫النَّبويّة‬
‫تعيالى بحيم ومين ميم ف نيه يف يل فيى كيل حياتيه مي‬
‫المجتم المسلم ف نه ليم يعيرف‬
‫النا جميعا "(‪.)1‬‬
‫ج ‪ -‬علييم األخييال والقيييم الدينيييه‪ :‬ورييو العلييم اليياى يتحييدث عيين الصييد واألمانيية والتكافييل‬
‫والتعاون بين المسلمين والتوكل على والكسب الحالل واإليمان بالغيب والخ ية من‬
‫والمسييؤولية الجماعييية ورييال الضييوابط األخالقييية تييربط المسييلم بال ييريعه وتلزمييه‬
‫طيِبيا َوالَ ت َتبِعُيواْ‬
‫ض َحيالَال َ‬
‫بسلو محدد‪ .‬قال تعالى ‪ :‬يَا أَيُّ َهيا النيا ُ ُكلُيواْ ِمميا فِيي األ َ ْف ِ‬
‫ُخ ُ‬
‫ت ال ْي َ‬
‫عد ٌُّو ُّم ِب ٌ‬
‫ين‪[ ‬البقرة ‪.]168 :‬‬
‫ط َوا ِ‬
‫ان ِإنهُ لَ ُك ْم َ‬
‫ط ِ‬
‫ويقول القرطبى فى تفسيرل لهال اآليية "الميال الحيالل يصيفو مين سيت خصيال ‪:‬‬
‫الربا والحرام والسحت والغلول والمكرول وال بهة"(‪.)2‬‬
‫واألمر اإلقتصادى لهال اآلية يكون واضحاعلى كل من دالة اإلنتياج ودالية اإلسيتهال‬
‫عن طرييم إسيقاط بعين أنيواع المنتجيات أو الميوافد المحرمية ‪.‬ريال الضيوابط أوال‪:‬‬
‫أدت إلى سد كل المنافا للحصول على المال بَى طريم يير شرعى ‪ ،‬ميثال السيرقة ‪،‬‬
‫السؤال بغير ضروفة ‪ ،‬الغش أو أكيل أميوال النيا بالباطل‪.‬كميا يقيول أحيدرم أ يول‬
‫الحالل ع رة ‪:‬‬
‫‪ / 1‬يد البر وال يجوز الصيد فو الحاجيه وال يجيوز ييد الطييوف فيى وكناتهيا‪ /2 .‬ييد‬
‫البحر ‪ / 3 .‬نبات الكأل‪ ،‬الاى ينبت فى البير نتيجية لألمطياف دون تيدخل اإلنسيان ‪ /4 .‬تجيافة‬
‫بصد ‪ ،‬التاجر الصدو م النبيين وال هدا ‪ /5 .‬إجيافة بنصي ‪ /6 .‬رديية مين أص يال ‪،‬‬
‫ال تَكل إال طعام فجل ال وال تجعل طعامك يَكله إال فجل ال ما استطعت إليى ذليك‬
‫سبيال ‪ /7 .‬ما ييدير ‪ /8 .‬مييراث مين أ يل طييب ‪ /9 .‬فيئ قسيم بعيدل ‪ /10 .‬السيؤال عنيد‬
‫الحاجة ‪.‬‬
‫ويقول أحدرم ايضا أن وسائل إكتساب الملكيه أفبعه ورى ‪:‬‬
‫‪ /3‬البي (التعاقد) ‪ /4 .‬الميراث ‪.‬‬
‫‪ /2‬الوقف ‪.‬‬
‫‪ /1‬العمل ‪.‬‬
‫مما سبم يمكن استخالص الحقيقة اآلتيه ‪-:‬‬
‫إتباع سبل الحالل فى الكسب واإلنفا ييؤدى إليى تطيوف ونميا األميم بينميا المعا يى‬
‫والانوب تمحم األمم وتسبب األزمات اإلقتصيادية مثيال ذليك األزمية الماليية التيى إجتاحيت‬
‫كل العالم التى تتعامل بالربا‪.‬‬
‫(ج) فقه العبادات وفقه المعامالت وأ ول الفقه ‪:‬ينقسم الفقه إلى مالمة أقسام رى ‪:‬‬
‫‪ / 1‬فقه العبادات ‪ :‬خلم العباد لعبادته وبين العبادات التى يعبد بها ورال العبادات توقيفييه‬
‫ومابته مثيل الصيالة والصيوم والحي ‪ ،‬وإننيا ميَموفن أن نفعيل كميا فعيل الرسيول يلى‬
‫عليييه وسييلم ‪ ،‬قييال تعييالى ‪" :‬أ َ ْم لَ ُه ي ْم ُ‬
‫ِين َمييا لَ ي ْم يَييَْذَن بِيي ِه اّللُ‪‬‬
‫َيير ُ‬
‫يير َكا ش َ‬
‫ش َ‬
‫عوا لَ ُهييم ِميينَ الييد ِ‬
‫[ال ييوفى‪ ،]21 :‬وقييال ييلى عليييه وسييلم‪( :‬ميين أحييدث فييى أمرنييا رييااما لييي فيييه فهييو‬
‫فد)(‪.)3‬‬
‫‪ /2‬فقه المعامالت ‪ :‬رو العلم الاى يبحث فى أحكام المعامالت سوا وقعيت ريال المعيامالت‬
‫فى دائيرة الميال واإلقتصياد أم اليدائرل اإلجتماعيية أو السياسييه أو‪...‬اليي ‪ .‬ميا يهمنيا رنيا ريى‬
‫دائرة المال واإلقتصاد ‪.‬وراا الجانب يبحث عن الحكم الفقهيى (الحيالل والحيرام) فيى مجيال‬
‫(‪ )1‬د‪ .‬عبد الواحد عثمان مصيطفى ‪ ،‬اإلقتصياد اإلسيالمى – فيى إطياف اإلقتصياد الجزئيى ‪ ،‬داف ال يريعه (‪، )118‬‬
‫‪ ، 2006‬ص ‪.194‬‬
‫(‪ )2‬الجام ألحكام القرآن ‪،‬للقرطبى ‪ ،‬المكتبه ال امله ‪.‬‬
‫(‪ )3‬حي مسلم ‪ ،‬كتاب األقضية ‪ ،‬باب نقن األحكام الباطله ‪.)4383( ،‬‬
‫مؤتمرالتكامل المعرفي بين علوم الوحي وعلوم الكون‬
‫‪3‬‬
‫من ‪ 8 -6‬ينـاير ‪2009‬م ‪ 11-9‬الـمـحــرّ م ‪1430‬هـ‬
‫مركز بحوث القرآن الكريم والسُّـنَّة‬
‫جامعــة القــرآن الكــريم والعلـوم اإلسـالميـّة‬
‫النَّبويّة‬
‫المال واإلقتصاد ‪ .‬وموضيوعه ‪ ":‬ريو إعميال العقيل فيى اليدليل إلسيتنباط الحكيم الياى يحكيم‬
‫الظاررة اإلقتصادية "(‪. )1‬‬
‫ما سبم ي ير إلى أن المنهجية االسالميه ري المبياد والقواعيد والوسيائل التيي يمكين‬
‫أن تستخدم في استنباط المعرفة فى مجال فقه اإلقتصاد من المصادف ال رعية‪.‬‬
‫منهجية البحث العلمى فى اإلقتصاد ‪:‬‬
‫مما سبم يالحظ أن رال المنهجية تق فى قسمين رما‪-:‬‬
‫(‪ ) 1‬القسم العام ‪ :‬يتعلم راا القسيم بطرييم ووسييلة العليم ‪ ،‬ومين ميم يقيوم ب سيتخدام وسيائل‬
‫وأدوات البحيث العلميي مثيل االسيتنباط واالسيتقرا ‪ .‬ويخيتص رياا القسيم بيالقوانين المجييردل‬
‫دون اإللتفييات إلييى الجوانييب األخالقييية أو القيمييية ‪ .‬ويسييمى فييى علييم اإلقتصيياد باإلقتصيياد‬
‫الوضعى ‪.‬‬
‫(‪ )2‬القسم الخاص ‪ :‬وراا القسم يتعليم بموضيوع البحيث‪ :‬أى ميا يتعليم بالمجياالت البحثيية‬
‫مثال‪ -‬العلوم االجتماعية مثل علم االقتصاد‪ ،‬اإلدافة‪ ،‬أو العلوم التطبيقية مثيل عليم األحييا ‪،‬‬
‫علم الكيميا ‪...‬الي ‪.‬‬
‫مجييال النظري ية االقتصييادية رييو دفاسيية سييلو اإلنسييان فييي معامالتييه م ي المجتم ي ‪ ،‬ويقسييم‬
‫االقتصاديون االقتصاد إلى قسمين رما‪:‬‬
‫االقتصييياد الوضيييعي (‪ .)Positive Economics‬وريييو يحيييدد العالقييية بيييين المتغييييرات‬
‫االقتصييادية التييي يمكيين بحثهييا وتحليلهييا‪ ،‬ورييو القسييم اليياب يخض ي إلييى المبيياد والقييوانين‬
‫اإلقتص اديه أو ما يسيمى بالنظريية ‪ ،‬أى األسي والقواعيد التيي يمكين مين خيالل اسيتخدامها‬
‫استنباط النظريات أو األحكام االقتصادية ‪ .‬كما يمكن وض رال العالقات في شكل فياضيي‬
‫أو إحصائى ومن مم تقديررا كميا أو إست راف المستقبل‪ .‬وأكثر مين رياا فانيه يمكين اختبياف‬
‫رال العالقات على الواق المعاش لمعرفة مدى حة العالقة النظرية التي تمت يايتها‪.‬‬
‫االقتصاد المعيافب (‪ . )Normative Economics‬وراا القسيم يتيَمر بالفلسيفة التيي‬
‫يؤمن بهيا الفيرد أو الماربيية التيي يتخيارا المجتمي لحيل القضيايا االقتصيادية‪ .‬اى ميا يتعليم‬
‫باألحكام القيمية ‪ ،‬بمعنى آخر إيراد الدليل المخصص على واقعه محددل إل داف حكم حول‬
‫الواقعة محل البحث ‪ .‬وقد يؤدى راا إلى الخالف أو تعدد اآلفا بين األفراد في الحكيم عليى‬
‫قضية اقتصادية معينه ‪ .‬بعك االقتصاد الوضعي فيان قضيايا االقتصياد المعييافب اليمكين‬
‫اختبافرا أو إمباتها ‪.‬‬
‫مفاريم اقتصادية مهمة ‪:‬‬
‫ إنتاج السل والخدمات تتطلب تحمل تكاليف ‪،‬مما يؤدى إلى أن تكيون للسيلعة أو الخدمية‬‫سعر ‪.‬بما يعنى انه ال يمكن توزي السل والخدمات على األفراد مجانا‪.‬‬
‫ االختييياف ضييروفة اقتصييادية بسييبب عييدم كفاييية الييدخل للحصييول علييى جمييي السييل‬‫والخدمات ‪.‬‬
‫ المنفعة والريبة رما اسا اختيافات األفراد وسلوكهم‪.‬‬‫ اختياف األفراد ال يستمر إلى ماال نهاية بل البد أن يتوقف عنيد حيد معيين ريو ميا يعيرف‬‫باإلشباع ‪ ،‬اى التوقف عن استمراف طلب السلعة اوالخدمه ‪( ،‬ويعرف بالمنفعية الحديية)‬
‫‪.‬‬
‫(‪ )1‬د‪ .‬ففعت السيد العوضيى ‪ ،‬فيى اإلقتصياد اإلسيالمى – المرتكيزات – التوزيي – اإلسيتثماف – النظيام الميالى ‪،‬‬
‫كتاب األمة ‪1990 ، )24( ،‬م ‪ ،‬ص ‪. 25‬‬
‫مؤتمرالتكامل المعرفي بين علوم الوحي وعلوم الكون‬
‫‪4‬‬
‫من ‪ 8 -6‬ينـاير ‪2009‬م ‪ 11-9‬الـمـحــرّ م ‪1430‬هـ‬
‫مركز بحوث القرآن الكريم والسُّـنَّة‬
‫جامعــة القــرآن الكــريم والعلـوم اإلسـالميـّة‬
‫النَّبويّة‬
‫ االسترجاع ‪ ،‬ورو مراجعة النظرية م الواق أو البيئة لمعرفة دقتها ومطابقتهيا أو بييان‬‫قدفتها في تفسير راا الواق ‪.‬‬
‫منهجية البحث في االقتصاد االسالمى‬
‫ينبغي أن نعلم ‪ ،‬أن األنظمة اإلقتصادية ‪-‬الرأسماليه واالشتراكيه‪( ..‬بكل تفرعاته) ريى التيى‬
‫أخات من اإلسالم ولي العك ‪ ،‬مم ذربوا بما أخاوا إلى أقصى اليسياف أو أقصيى اليميين ‪،‬‬
‫مم ذربوا أبعد من ذلك عندما أفريوا اإلقتصاد من المحتوى األخالقى اإلسيالمى ‪ .‬كيل الياب‬
‫حييدث أنهييم دمغييوا رييال القييوانين االقتصييادية بييَخال مييااربهم فَ ييبحت ال ت ييبه اإلسييالم ‪.‬‬
‫ويمكن أن يدلل على راا القول بالرجوع الى كتيب التيراث االسيالمى ‪ ،‬سيوا كتيب الفقيه أو‬
‫كتب الفكر اإلسالمى ‪.‬‬
‫يمكن ايراد األمثلة اآلتيه ‪-:‬‬
‫أوال ‪ :‬كتب الفقه ‪-:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ -1‬كتاب الكسب لالمام ال يبانى(المتوفى سنة ‪189‬رـ) ‪ :‬وفد فيه عن االسيتهال ميا يليى‬
‫‪ :‬المسَلة على أفبعة أوجه بيانها على النحو اآلتى ‪-:‬‬
‫ فى مقداف ما يسد به الرمم ‪..‬رو مثاب يير معاقب ‪(.‬قيال تعيالى ‪ :‬فمين اضيطر ييير بيا‬‫وال عاد فيال اميم علييه ‪ ،‬البقيرة "‪ . )"173‬ويقيول ياحب مفيات فهيم القيران – فمين ألجَتيه‬
‫الضروفة أو أجبرل اإلكرال على أكل أو شرب شئ مما حرم فعليه أن يتقى فى تقدير حد‬
‫الضروفة وأال يتجاوزل(‪ . )2‬ويقيول يلى عليية وسيلم " ميا ميأل ابين ادم وعيا شيرا مين‬
‫بطنه‪ ،‬فان كان البد فثلث للطعام وملث لل رب وملث للنف "(‪.)3‬‬
‫ أما إلى حد ال ب رو مباح ولكنه محاسب حسابا يسيرا‬‫ فى قضا ال هوات من الحالل فانه مرخص له محاسب عليه ومطالب ب كر النعمة‪.‬‬‫ مازاد على ال ب فان ذلك حرام ‪.‬‬‫ما سبم يمكن ان ينسحب أيضا عليى كافية أنيواع اإلسيتهال مين الضيروفيات مثيل المليب‬
‫والمسكن ‪ .‬كما ينسحب بالضيروفة عليى الحاجييات والتحسيينات ‪.‬ورياا الحكيم الفقهيى ييؤمر‬
‫علييى داليية اإلسييتهال ‪ ،‬ممييا يجعييل شييكل المنحنييى لهييال الداليية يختلييف عيين منحنييى داليية‬
‫اإلسييتهال فييى اإلقتصيياد الرأسييمالى ‪ ،‬أو أى إقتصيياد آخيير‪ .‬وذلييك ألن داليية اإلسييتهال فييى‬
‫اإلسالم ترتبط باألخال اإلسيالمى الثابيت الياى اليتغيير بتغيير الزميان ميا إلتيزم المسيلمون‬
‫بَوامر دينهم وتمسكوا بها ‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪ -2‬بداية المجتهد ونهاية المقتصيد البين فشيد (المتيوفى سينة ‪595‬ريـ) قيال فيى كتابيه عين‬
‫الربا ما يلى ‪:‬‬
‫الربا فى شيئين ‪ :‬واتفم العلما على أن الربا يوجد فى شيئين ‪ :‬فيى البيي ‪ ،‬وفيميا نقيرف فيى‬
‫الربَا الَ يَقُو ُمونَ إِال َك َما يَقُو ُم‬
‫الامة من بي أو سلف أو يير ذلك ‪ .‬قال تعالى ‪ :‬الاِينَ يََ ْ ُكلُونَ ِ‬
‫الاِب يَتَخَب ُ‬
‫طهُ ال ْي َ‬
‫ط ُ‬
‫الربَيا َوأ َ َحيل اّللُ ْالبَيْي َ َو َحير َم‬
‫ان ِمنَ ْال َم ِ ذَ ِل َك بََِن ُه ْم قَالُواْ إِن َما ْالبَ ْي ُ ِمثْي ُل ِ‬
‫(‪ )1‬محمد بين الحسين ال ييبانى ‪ ،‬كتياب الكسيب ‪ ،‬الثيواب والعتياب والعقياب عليى االنفيا مين حييث تعيدد وجهيه ‪،‬‬
‫‪ 1997‬سوفيا ‪ ،‬حلب ‪ ،‬ص ‪.217- 204‬‬
‫(‪ )2‬أ‪.‬د‪ .‬أحمد على االمام ‪ ،‬مفات فهم القرآن ‪1423 ،‬رـ ‪2003‬م ‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫(‪ )3‬سنن الترماى ‪ ،‬كتاب الزرد ‪ ،‬باب كرارية كثرة األكل ‪.‬‬
‫(‪)4‬ابن فشد ‪ ،‬بدايية المجتهيد ونهايية المقتصيد‪ ،‬داف الجييل بييروت‪ ،‬البياب الثيانى ‪ ،‬فيى بييوع الربيا‪ ،‬الجيز الثيانى‪،‬‬
‫‪1409‬رـ ‪1989 ،‬م ‪ ،‬ص ‪. 217‬‬
‫مؤتمرالتكامل المعرفي بين علوم الوحي وعلوم الكون‬
‫‪5‬‬
‫من ‪ 8 -6‬ينـاير ‪2009‬م ‪ 11-9‬الـمـحــرّ م ‪1430‬هـ‬
‫مركز بحوث القرآن الكريم والسُّـنَّة‬
‫جامعــة القــرآن الكــريم والعلـوم اإلسـالميـّة‬
‫النَّبويّة‬
‫الربَييا فَ َميين َجييا لُ َم ْو ِع َ‬
‫ف َوأ َ ْمي ُيرلُ ِإلَييى اّللِ َو َمي ْ‬
‫عييادَ فََ ُ ْولَييـئِ َك‬
‫ين َ‬
‫ى فَلَ يهُ َمييا َ‬
‫ِ‬
‫س يلَ َ‬
‫ظييةٌ ِميين فبِي ِه فَييانت َ َه َ‬
‫اف ُر ْم فِي َها خَا ِلدُونَ ‪[ ‬البقرة ‪.]275 :‬‬
‫أ َ ْ َح ُ‬
‫اب الن ِ‬
‫" لم يبلغ من تفظي أمر أفاد اإلسالم إبطاله من أموف الجارلية ما بلغ من تفظيي الربيا‬
‫‪ .‬وال بلغ من التهديد فى اللفظ والمعنى ما بلغ التهديد فى رال األيات وفى ييررا ‪ ...‬وحينميا‬
‫كان السيا يعرض فى الدف السابم دستوف الصدقة كان يعرض قاعدة من قواعيد النظيام‬
‫اإلجتماعى واإلقتصادى الاى يرييد للمجتمي المسيلم أن يقيوم علييه ‪ ،‬ويحيب للب يرية أن‬
‫تستمت بما فيه من فحمة ‪ ..‬فى مقابل ذليك النظيام اآلخير الياى يقيوم عليى األسيا الربيوى‬
‫ال ريرالقاسى اللئيم ‪.‬‬
‫انهما نظامان متقابالن ‪ :‬النظام اإلسالمى والنظام الربوى ‪ ،‬ورما اليلتقيان فى تصيوف‬
‫وال يتفقييان فييى أسييا وال يتوافقييان فييى نتيجيية ‪ ..‬إن كييال منهمييا يقييوم علييى تصييوف للحييياة‬
‫واألرداف والغايات يناقن اآلخر تمام المناقضة ‪ .‬وينتهى إلى ممرة فى حياة النيا تختليف‬
‫عن األخرى كل اإلختالف ‪ ..‬ومن مم كانت رال الحملة المفزعة وكان راا التهديد الرعيب ‪.‬‬
‫إن اإلسالم يقيم نظامه اإلقتصادى عليى تصيوف معيين يمثيل الحيم الواقي فيى رياا الوجيود ‪.‬‬
‫يقيمه على أسيا أن – سيبحانه – ريو خيالم رياا الكيون فهيو خيالم ريال األفض ‪ ،‬وريو‬
‫خالم راا اإلنسان ‪ ..‬ورو الاى ورب كل موجود وجودل ‪. )1(".‬‬
‫وراا القول الفقهى له آماف إقتصادية على عدد كبير من الدوال ‪ ،‬دالية اإلسيتثماف ودالية‬
‫اإلدخاف ودالة اإلنتاج ‪ .‬كما يؤمر على التراكم الرأسيمالى ‪ ،‬ألن تحيريم الربيا يعنيى انيه البيد‬
‫أن يتسياوى سيعر الفائيدة يفرا‪ .‬ومين ذليك ال يخص الياى يقيرض ماليه ل خيرين بييدون أن‬
‫يحصييل علييى عائييد مجييزى يعييود عليييه ‪ ،‬ميياذا يسييتفيد ميين ذلييك كلييه البييد أن ي يياف بمالييه‬
‫اآلخيرين حتيى تكيون الفائيدة متبادليية ‪ .‬وركياا تتَمروتتكاميل عنا ير اإلنتياج ببعضييها ‪ ".‬إن‬
‫العملية اإلنتاجية فى اإلسالم البد تكون متكاملة ذاتيا من حيث المضمون وال كل أى ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يق ال ئ المنت – السلعة أوالخدمة – فى دائرة الحالل ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون اإلطاف الاى ينظم اإلنتاج – المؤسسة – منسجما م دائرة الحالل ‪.‬‬
‫‪ -3‬أن تكون وسيلة جم عنا ر العملية اإلنتاجية – كالتموييل أو معيدل األجير – منسيجمة‬
‫م دائرة الحالل‪.‬‬
‫أى بلغة اإلقتصاد اإلسالمى البد من مراعاة مبدأ اإلييراد اإلجتمياعى كمقييا فئيسيى‬
‫يخض له اإلنتاج ولي اإليراد ال خصى "(‪.)2‬‬
‫يالحظ أن كتب الفقه تصيدف األحكيام عليى المعيامالت ولهياا الحكيم آمياف عليى الوقيائ‬
‫اإلقتصادية ‪".‬رال المرحلة يبحث فيها عن الحكم الفقهى (المتعليم باإلقتصياد والميال) ‪ .‬وميا‬
‫دام أن الحكم رنا رو المطلوب ‪ ،‬فَن رال المرحلة تق فى نطا عليم الفقيه ‪،‬ألنيه العليم الياى‬
‫يبحث فيه عن األحكام الفقهية ويعرف بَنه ‪ :‬العليم باألحكيام ال يرعية العمليية المكتسيبه مين‬
‫أدلتها التفصيلية ‪ ،‬أو رو مجموعة األحكام ال يرعية العمليية المسيتفادة مين أدلتهيا التفصييلية‬
‫‪.‬وتسمى رال المرحلة باسم مرحلة الفقه اإلقتصادى والمالى "(‪.)3‬‬
‫مانيا ‪ :‬كتب الفقه التى أشافت إلى موضوعات إقتصادية ‪ :‬رنيا كتيب فقهيية متخصصيه فيى‬
‫مجال واحيد محيدد وريى الكتيب التيى تحيدمت عين األفكياف اإلقتصيادية ‪ ،‬مثيل كتيب األميوال‬
‫(‪ )1‬سيد قطب ‪ ،‬تفسير آيات الربا ‪ ،‬داف ال رو ‪ 1415 ،‬رـ ‪1995 ،‬م ‪ ،‬ص ‪. 8 -5‬‬
‫(‪ )2‬د‪ .‬محمد أحميد يقر ‪ ،‬اإلقتصياد اإلسيالمى مفياريم ومرتكيزات ‪ ،‬داف النهضيه العربيية‪1398 ،‬ريـ – ‪1978‬م ‪،‬‬
‫ص ‪. 49‬‬
‫(‪ )3‬د‪ .‬ففعت السيد العوضى ‪ ،‬المصدف السابم ‪ ،‬ص ‪. 25 -24‬‬
‫مؤتمرالتكامل المعرفي بين علوم الوحي وعلوم الكون‬
‫‪6‬‬
‫من ‪ 8 -6‬ينـاير ‪2009‬م ‪ 11-9‬الـمـحــرّ م ‪1430‬هـ‬
‫مركز بحوث القرآن الكريم والسُّـنَّة‬
‫جامعــة القــرآن الكــريم والعلـوم اإلسـالميـّة‬
‫النَّبويّة‬
‫والخراج واألحكام السيلطانيه ‪ ..‬وييرريا ‪ .‬كميا أن رنيا كتيب الفقيه تناوليت جميي مجياالت‬
‫الفقه ‪ ،‬العبادات والعيادات ‪ ،‬ولكين أشيافت بصيري العبيافل إليى بعين األفكياف اإلقتصيادية‬
‫ولي حكما فقهيا عن موضوع فى اإلقتصاد كما جا فى كتاب الكسب لإلمام ال ييبانى عين‬
‫اإلستهال ‪ .‬ومن أرم الكتب التى يمكن اإلشافة اليها ما يلى ‪:‬‬
‫‪ -1‬تسهيل النظر وتعجيل الظفر ألبى الحسن الماوفدى( المتوفى سينة ‪ 450‬ريـ) ‪ :‬يقيول ‪":‬‬
‫فألنهييا المييواد التييى يسييتقيم الملييك بوفوفرييا ويختييل بقصييوفرا ‪ ،‬وتقييديررا عليى الملييو‬
‫مستصعب ‪ ،‬ألنهيم ييرون بفضيل القيدفة بليو كيل ييرض ‪ ...‬في ن أقياموا بفضيل الحيزم‬
‫على السياسية العادلية حتيى وقفيت بهيم القيدفة عليى تقيدير األميوال أن يعتبير بميا اسيتدام‬
‫حصوله‪ ،‬ويسهل و وله‪ ،‬ولم يحت معه إليى التميا معيوز‪ ...‬ميم ال يخليو حيال اليدخل‬
‫إذا قوبل بالخرج من مالمة أحوال ‪:‬‬
‫األولييى ‪ :‬أن يفضييل الييدخل عيين الخييرج فهييو الملييك السييليم والتقييدير المسييتقيم ليكييون فاضييل‬
‫الدخل ‪ ..‬فتَمن الرعية عواقب حاجته ‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬أن يقصر الدخل عن الخرج فهو الملك المعتيل ‪ ..‬فيهليك معيه الرعييه وينبسيط علييه‬
‫األجناد ‪.‬‬
‫الثالثة ‪ :‬أن يتكافَ الدخل والخرج حتيى يعتيدل ‪..‬فيكيون المليك فيى زميان السيلم مسيتقرا وفيى‬
‫زمان الفتو والحوادث مختال "(‪.)1‬‬
‫وراا حديث واض عن الموازنه الماليية بيين اإلييرادات والمصيروفات للدوليه‪ ،‬وميا ليه مين‬
‫اإلستقراف فى الدولة ‪ .‬مم تحدث عن أحوال الميزانية من أمر زييادة اإلنفيا عليى اإلييرادات‬
‫وتوازن الميزانية مم زيادة اإليرادات على النفقات كما أماف م كلة كل حاله على حدل ‪.‬‬
‫‪ – 2‬األحكام السلطانيه للقاضى أبى يعلى محمد بن الحسين الفرا (المتوفى سنة ‪ 458‬رـ)‪:‬‬
‫يقول أبو يعلى فى كتابه فصل فى ذكر الديوان وذكر أحكامه ‪:‬‬
‫" وأما تقدير العطا فمعتبر بالكفاية حتى يسيتغنى بهيا عين إلتميا ميادة تقطعيه عين حمايية‬
‫البيضه ‪.‬‬
‫والكفاية معتبرة من مالمة أوجه ‪:‬‬
‫أحدرا ‪ :‬عدة من يعوله من الافافى والمماليك‪.‬‬
‫والثانى ‪ :‬عدد ما يرتبطه من الخيل والظهر ‪.‬‬
‫والثالث ‪ :‬الموض الاى يحله فى الغال والرخص ‪ ،‬فيقيدف كفايتيه فيى نفقتيه وكسيوته لعاميه‬
‫كله ‪ ،‬فيكون راا المقدف فى عطائه ‪ .‬مم يعرض حاله فى كل عام ‪ ،‬ف ن زادت فواتبه الماسه‬
‫زيد ‪ ،‬وإن نقصت نقص ‪.‬‬
‫وإذا تقدف فزقه بالكفاية ‪ ،‬رل يجوز أن يزاد إذا اتس المال‬
‫ظارر كالم أحمد ‪ :‬أنه يجوز زيادته على الكفاية إذا اتسي الميال لهيا ‪ ،‬ألنيه فيى فوايية‬
‫أبى النضر العجلى ‪ ،‬والفئ بين الغنى والفقير ‪.‬‬
‫فقد جعل للغنى فيه حقا ‪ .‬والغنى إنما يكون فيما فضل عن حاجته ‪.‬‬
‫ويكون وقت العطا معلوما يتوقعيه الجييش عنيد اإلسيتحقا وريو يعتبير بالوقيت الياى‬
‫يستوفى فيه حقو بيت المال ‪ .‬ف ن كانت تستوفى فى وقت واحد من السنة جعل العطا فيى‬
‫(‪ )1‬تسهيل النظر وتعجيل الظفر فى أخال الملك وسياسة الملك‪ ،‬ألبى الحسن الماوفدى ‪ ،‬تحقيم فضيوان السييد ‪،‬‬
‫داف العلوم العربية ‪،‬بيروت ‪ ،1987،‬ص ‪. 223 – 221‬‬
‫مؤتمرالتكامل المعرفي بين علوم الوحي وعلوم الكون‬
‫‪7‬‬
‫من ‪ 8 -6‬ينـاير ‪2009‬م ‪ 11-9‬الـمـحــرّ م ‪1430‬هـ‬
‫مركز بحوث القرآن الكريم والسُّـنَّة‬
‫جامعــة القــرآن الكــريم والعلـوم اإلسـالميـّة‬
‫النَّبويّة‬
‫فأ كل سنة ‪ .‬وإن كانت تستوفى فى وقتين جعل العطا فيى كيل سينة ميرتين ‪ .‬وإن كانيت‬
‫تستوفى كل شهر جعل العطا فى فأ كل شهر"(‪.)1‬‬
‫فى رال الفقرات يعرض الكاتب كيفية تحديد األجيوف للعياملين فيى الدوليه عين طرييم‬
‫تحديد الدولة لمستوى المعي ه والوض اإلقتصادى ‪ .‬ويرى الكاتب أن الحد األدنيى لألجيوف‬
‫يتساوى إلى حد الكفاية وال يكون أقل من ذلك ‪.‬‬
‫مم بين حجيم األسيرة – مين األشييا الجميليه – أن الكاتيب أخيا فيى اإلعتبياف إحصيائية‬
‫األسيرة وليم ينسيى أن يَخيا فيى اإلعتبياف إحصيائية الحييوان ومين يعمليون ليدى األسيرة مين‬
‫صيدت ُّ ْم فَياَ ُفولُ ِفيي‬
‫العمال ‪ .‬ويظهرذلك فى قوله تعالى ‪  :‬قَا َل ت َْز َفعُونَ َ‬
‫س ْب َ ِس ِنينَ دَأَبا فَ َما َح َ‬
‫سنبُ ِل ِه ِإال قَ ِليال ِمما ت ََ ْ ُكلُونَ ‪[ . ‬يوسف ‪ . ]47 :‬تر الحبة فى سنبلها حتى يتم حفيظ ميا يَكليه‬
‫ُ‬
‫اإلنسان وعلف الحيوان ‪ ،‬ألنه إذا دفست الحبوب وأحتفظ بها فقط من أين سييَكل الحييوان‬
‫وقت يَتى القحط وسوف تموت الحيوانات من الجوع ‪.‬‬
‫كما أن الكاتب أشاف إلى فبط األجر بمستوى المعي ه فيى حالية الغيال وحالية الكسياد‪.‬‬
‫وراا يعنى وجود جهة مسؤوله ت رف عليى األجيوف فيى الدولية ‪ ،‬مثيال ذليك وزافة الخدمية‬
‫العامه واإل الح اإلدافى ورال اإلدافة أو الهيئة أو المؤسسة أو اللجنة أو سمى ميا شيئت ‪-‬‬
‫التى تختص بمراجعة األجوف بين الحين واآلخر‪ -‬يير موجودة بَى شيكل مين األشيكال فيى‬
‫أجهزة الدولة فى الوقت الرارن ‪.‬‬
‫‪ - 3‬كتيياب إحيييا علييوم الييدين لإلمييام الغزالى(المتييوفى فييى سيينة ‪ 505‬رجرييية)‪ ،‬يقييول‬
‫الغزالييى عيين النقييود‪":‬من نعييم تعييالى خلييم الييدفارم و الييدنانير وبهمييا قييوام الييدنيا ورمييا‬
‫حجران المنفعة فى أعيانهما ولكن يضطر الخلم إليهما من حيث إن كل إنسيان محتياج اليى‬
‫أعيييان كثيييرل فييى مطعمييه وملبسييه وسييائر حاجاتييه‪ ،‬وقييد يعجييز عمييا يحتيياج اليييه ويملييك مييا‬
‫يستغنى عنه‪ .‬كمن يمليك الزعفيران ميثال وريو محتياج اليى جميل يركبيه‪ ،‬ومين يمليك الجميل‬
‫فبما يستغنى عنه ويحتاج الى الزعفران‪ ،‬فالبد بينهما من معاوضة والبد فى مقداف العوض‬
‫من تقدير‪ ...‬فتتعاف المعامالت جدا‪ ،‬فيافتقرت ريال األعييان المتنيافرل المتباعيدة إليى متوسيط‬
‫بينهما يحكم بينهما بحكم عدل فيعرف من كل واحد فتبته ومنزلته حتى إذا تقرفت المنيازل‬
‫وترتبت الرتب علم بعد ذلك المساوى من يير المساوى‪ ،‬فخلم تعالى اليدنانير واليدفارم‬
‫حاكمين ومتوسطين بين سائر األموالحتى تقدف األموال بهما‪ ،‬فيقال راا الجميل يسيوى مائية‬
‫دينافوراا القدف من الزعفران يسوى مائة‪ ،‬فهما من حيث إنهما مسياويان ب يئ واحيد ‪ ،‬إذن‬
‫متسايان‪ ،‬وإنما‪ ،‬وإنما أمكن التعديل بالنقدين إذ ال يرض فى أعيانهما ولو كان فى أعيانهما‬
‫يرض فبما اقتضى خصوص ذلك الغرض فى حيم ياحب الغيرض ترجيحيا وليم يقيتن‬
‫ذلك فى حم مين ال ييرض ليه فيال ينيتظم األمير‪ ،‬في ذن خلقهميا تعيالى لتتيداولهما األييدى‬
‫ويكونا حاكمين بين األموال بالعدل‪ .‬ولحكمة اخرى ورى التوسيل بهميا اليى سيائر األشييا ‪..‬‬
‫ومن ملكهما فكَنه ملك كل شئ‪ ..‬والنقد ال يرض فيه ورو وسيله إلى كل يرض "(‪.)2‬‬
‫من األستعراض السابم يمكن إستخالص األفكياف اإلقتصيادية الصيريحة التيى تتحيدث‬
‫عن وظائف النقود بَنها ‪ ،‬مقيا للقيم‪ ،‬وسيط للتبادل‪ ،‬مخزن للقيم‪ ،‬كما يمكن اإلستنباط من‬
‫سيا الكالم أن يكون النقد أداة للمدفوعات المؤجله ‪.‬‬
‫(‪ )1‬األحكام السلطانية ‪ ،‬للقاضى أبى يعلى محمد بن الحسين الفرا الحنبلى ‪ ،‬داف الوطن ‪ ،‬الريياض ‪ ،‬بيدون تيافيي‬
‫إ داف ‪ ،‬ص ‪. 243 -242‬‬
‫(‪ )2‬إحيا علوم الدين ‪ ،‬لإلمام أبى حامد الغزالى ‪،‬داف الحديث ‪ ،‬الجز الراب ‪،‬كتاب الصيبر وال يكر‪،‬بيان تمييزميا‬
‫يحبه تعالى عما يكرره‪1414 ،‬رـ ‪1994‬م ‪ ،‬ص ‪.143 -142‬‬
‫مؤتمرالتكامل المعرفي بين علوم الوحي وعلوم الكون‬
‫‪8‬‬
‫من ‪ 8 -6‬ينـاير ‪2009‬م ‪ 11-9‬الـمـحــرّ م ‪1430‬هـ‬
‫مركز بحوث القرآن الكريم والسُّـنَّة‬
‫جامعــة القــرآن الكــريم والعلـوم اإلسـالميـّة‬
‫النَّبويّة‬
‫‪ -4‬كتاب بداية المجتهد ونهاية المقتصد‪ ،‬للفقيه أبى الوليد محمد بن فشيد (المتيوفى فيى سينة‬
‫‪ 595‬رييـ) قييال ‪ ":‬وأن العييدل فييى المعييامالت إنمييا رييو مقافبيية التسيياوى ‪ ،‬ولييالك لمييا عسيير‬
‫إدفا التساوى فى األشيا المختلفة الاوات جعل الديناف والدفرم لتقويمهما‪ :‬أعنى تقديررا‪،‬‬
‫ولما كانت األشيا المختلفة الاوات‪ :‬أعنى يير الموزونهة والمكيلة العدل فيهما إنما رو فيى‬
‫وجود النسبة‪ ،‬أعنى أن تكون نسبة قيمة أحد ال يئين إلى جنسه نسبة قيمية ال يئ اآلخير إليى‬
‫جنسه‪ ،‬مثال ذلك أن العدل إذا باع إنسان فرسيا بثيياب ريو أن تكيون نسيبة قيمية ذليك الفير‬
‫إلى األفرا رى نسبة قيمة ذليك الثيوب إليى الثيياب ‪ ،‬في ن كيان ذليك الفير قيمتيه خمسيون‬
‫فيجب أن تكون تلك الثياب قيمتها خمسون‪ ،‬فليكن مثال الاة يساوى راا القيدف ععيدرا ع يرة‬
‫أميواب ‪ ،‬في ذا اخييتالف ريال المبيعيات بعضييها بيبعن فييى العيدد واجيب فييى المعاملية العادليية‬
‫أعنى أن يكون عديل فر ع رة أمواب فى المثل "(‪. )1‬‬
‫يمكن استخالص مفهوم القيمة من راا القول بان إبن فشد ييرى أن القيمية تتحيدد وفيم‬
‫التكلفة لألشيا ‪ ،‬أى يَخا مفهوم القيمة التبادلية‪ .‬ويمكين وضي ريال النسيبة فيى شيكل معادلية‬
‫على النحو اآلتى ‪:‬‬
‫قيمة الثوب‬
‫قيمة الفر‬
‫____________‬
‫=‬
‫ع = _______________‬
‫إجمالى قيمة الثياب‬
‫إجمالى قيمة األفرا‬
‫وبعلومييية نفقيية تربيييية الفيير ونفقيية إنتييياج الثييوب يمكيين تحدييييد قيميية السييلعة فيييى‬
‫السو (ع)‪ ،‬كَن نقول ‪1000‬متر من القماش يعادل فر واحد ‪.‬‬
‫كالك يَخا إبن فشد بمفهيوم القيمية اإلسيتمالية ويظهير ذليك فيى قوليه ‪ ":‬وأميا األشييا‬
‫المكيله والموزونه وكانيت منافعهيا متقافبية وليم تكين حاجية ضيروفية لمين كيان عنيدل منهيا‬
‫نف أن يستبدله بالك الصنف ‪ .)2("...‬وركاا ف ن إبن فشد يَخا بطرفى القيمية – التبادليية‬
‫واإلستعمالية ورما طرفى القيمة ‪.‬‬
‫مالثا ‪ :‬كتب الفكر اإلسالمى ‪:‬‬
‫رنا عدد من الكتيب التيى تناوليت أفكياف إقتصيادية واضيحة ال تقيل عين األفكياف التيى‬
‫تناولها فواد االقتصاد الغربى ‪ .‬بل يمكن القول بيان الغربييون بمختليف ميااربهم أخياوا مين‬
‫رال األفكاف مم عدلوا وبدلوا لتالئم فلسفتهم وماربهم ‪ .‬يمكن بالرجوع اليى بعين الكتيب فيى‬
‫ريياا المجييال وذلييك وفييم الترتيييب الزمنييى للمؤلفييات ‪ (،‬بَخييا زميين وفيياة المؤلييف معيييافا‬
‫للترتيب) على النحو اآلتى ‪-:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ -1‬التبصر بالتجافة للجاحظ (‪ 255‬رـ) ‪:‬‬
‫ذكر بعن الموضوعات اإلقتصادية ورو يتحدث عن التجافة ودفوبها ‪ ،‬منها ما يلى ‪:‬‬
‫ يقييول الجيياحظ ‪ " :‬الموجييود ميين كييل شييئ فخيييص بوجدانييه يييال بفقدانييه إذا مسييت إليييه‬‫الحاجه ‪".‬‬
‫ ويقول ‪" :‬ما من شئ كثر إال فخص ما خال العقل ف نه كلما كثر يال ‪".‬‬‫ كتاب حول الهند والجزائر ‪ ،‬لكافل مافك (‪: ) 8‬‬‫(‪ )1‬بداية الم جتهد ونهاية المقتصد ‪ ،‬الفقيه أبى الوليد محميد بين فشيد ‪ ،‬داف الجييل ‪ ،‬الجيز الثيانى ‪ ،‬كتياب البييوع ‪،‬‬
‫الباب الثانى فى بيوع الربا‪،‬الفصل األول فى معرفة األشيا التى ال يجوز فيها ‪1409 ، ...‬رـ ‪1989‬م ‪ ،‬ص ‪.222‬‬
‫(‪)2‬المصدف السابم ‪ ،‬ص ‪.223‬‬
‫(‪)3‬التبصر بالتجافة ‪ ،‬للجاحظ ‪ ،‬المكتبه ال املة ‪ ،‬اإل دافة الثانية ‪.‬‬
‫مؤتمرالتكامل المعرفي بين علوم الوحي وعلوم الكون‬
‫‪9‬‬
‫من ‪ 8 -6‬ينـاير ‪2009‬م ‪ 11-9‬الـمـحــرّ م ‪1430‬هـ‬
‫مركز بحوث القرآن الكريم والسُّـنَّة‬
‫جامعــة القــرآن الكــريم والعلـوم اإلسـالميـّة‬
‫النَّبويّة‬
‫المقوليية األولييى ت ييير إلييى شيييئين رمييا ‪ :‬قييانون العييرض والطلييب ‪ ،‬وقييانون المنفعييه ‪ .‬حيييث‬
‫يقضى قانون العرض والطليب بَنيه " عنيد زييادة أسيعاف السيل تينخفن الكمييات المطلوبيه‬
‫منها‪ ،‬أما إذا زادت أسعاف السل ترتف الكميات المعروضه منها "(‪. )1‬‬
‫يالحظ أن راا القانون يتطابم م قول الجاحظ الم اف إليه ‪ .‬ويقضى قانون المنفعه باآلتى ‪:‬‬
‫عرفت جوان فوبنسون المنفعة بَنها " رى الخا ية فى السل التى تجعيل األفيراد يريبيون‬
‫فى شرائها‪ .‬وي ترى األفراد السل للتمت بالمنفعه عند إستهالكها " (‪ . )2‬وراا ما ذريب الييه‬
‫الجاحظ عندما قال إذا مست الحاجه ‪ .‬أما تعرض الجاحظ إلى ذكر العالقة بين زيادة العقيل‬
‫وسعرل ف نه تفو بالك ألن رال الحكمة تقضى بَن تزيد األجوف كلما زاد علم الفيرد ‪ .‬ورياا‬
‫مييا يعتبييرل العصيير الحييديث ب ضييافة التكنلوجيييا الييى عنا يير اإلنتيياج ليصييب عييدد عنا يير‬
‫اإلنتييياج خمسييية عنا ييير بيييدالمن التعرييييف التقلييييدى بَنهيييا (األفض والعميييل وفأ الميييال‬
‫والتنظيم)‪ ،‬كما أن التنظيم ي ير إلى اإلدافة والعلم والخبرة ‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلشييافة إلييى محاسيين التجييافل وي ييوش المدلسييين فيهييا ‪ ،‬ألبييى الفضييل جعفيير بيين علييى‬
‫الدم قى(*) ‪.‬‬
‫ يقول الدم قى فى كتابه ‪ ":‬وألن الصناعات مضمومة بعضيها إليى بعين كالبنيا يحتياج‬‫إلى النجاف والنجاف يحتاج إلى الحداد ‪ ، ..‬وتلك الصناعات تحتاج إليى البنيا فاحتياج النيا‬
‫لهال العله إلى إتخاذ المدن واإلجتماع فيها ليعين بعضيهم لميل أليزمتهم الحاجيه إليى بعضيهم‬
‫البعن ‪ ...‬ويقول الدم قى ايضا ‪ :‬فلما كان النا يحتاج بعضهم إلى بعن ‪ ..‬حتى إذا كان‬
‫واحد منهم نجافا فَحتاج إلى حداد‪ ..‬فال يجد وال مقادير ما يحتاجون إلييه متسياويه وليم يكين‬
‫يعلم ما قيمة كل شئ من كيل جين وميا مقيداف العيرض عين كيل جيز مين بقيية األجيزا ‪..‬‬
‫فلالك أحتيي إليى شيئ ييثمن بيه جميي األشييا ويعيرف بيه قيمية بعضيها مين بعين ‪ ،‬فمتيى‬
‫احتاج اإلنسان إلى شئ مما يباع دف قيمة ذلك ال ئ من ذلك الجورر الاى جعل ممنا لسيائر‬
‫األشيا ولو لم يفعل ذلك لكيان الياى عنيدل نيوع مين األنيواع كالزييت والقمي وعنيد ياحبه‬
‫أنواع أخر ال يتفيم أن يحتياج رياا إليى ميا عنيد ذا ويحتياج ذا إليى ميا عنيد رياا فيى وقيت‬
‫واحد ‪ ..‬وقد تكون حاجة احب القم إلى زيت كثير وحاجة احب الزيت إلى قم قلييل‬
‫فيق اإلختالف بينهميا ‪ .‬فنظيرت األوائيل فيى شيئ ييثمن بيه جميعاألشييا فوجيدوا أن ميا فيى‬
‫أيدى النا إما نبات أو حيوان أو معيادن‪ ..‬فَسيقطوا النبيات والحييوان ألنهميا يسيرع اليهميا‬
‫(‪)3‬‬
‫الفساد"‬
‫ ويقول الدم قى ‪ " :‬ووق إجماع النا كافة على تفضيل الارب والفضه لسرعة المواتال‬‫فى السبك والت كيل وحسن الرونيم وبقائهميا عليى اليدفن ومبيات السيمات التيى تحفظهيا مين‬
‫الغييش ‪ ..‬فجعلييوا كييل جييز منييه بعييدة ميين أجييزا الفضييه وجعلورييا ممنييا لسييائر األشيييا ‪،‬‬
‫(‪ )1‬د‪ .‬عبد الواحد عثمان ‪ ،‬مصدف سبم ذكرل ‪ ،‬ص ‪ 103‬و ‪. 115‬‬
‫(‪)2‬المصدف السابم ‪ ،‬ص ‪. 3‬‬
‫(*) اإلشافة إليى محاسين التجيافة وي يوش المدلسيين فيهيا ‪ ،‬ألبيى الفضيل جعفير بين عليى الدم يقى ‪( ،‬مين علميا‬
‫القرن الساد الهجرى ولقد فر المؤلف من كتابه فى ‪ 6‬فمضيان سينة ‪ 570‬ريـ ) ‪ ،‬وليم يعيرف تيافيي وفاتيه وال‬
‫مولدل ولم يكن معروفا فى عصرل ‪.‬‬
‫(‪)3‬المصدفالسابم ‪ ،‬فصل فى الحاجة إلى المال الصامت‪ ،‬ص ‪. 17 -15‬‬
‫مؤتمرالتكامل المعرفي بين علوم الوحي وعلوم الكون‬
‫‪10‬‬
‫من ‪ 8 -6‬ينـاير ‪2009‬م ‪ 11-9‬الـمـحــرّ م ‪1430‬هـ‬
‫مركز بحوث القرآن الكريم والسُّـنَّة‬
‫جامعــة القــرآن الكــريم والعلـوم اإلسـالميـّة‬
‫النَّبويّة‬
‫فا طلحوا على ذلك لي ترى اإلنسان حاجته فى وقت إفادتيه وليكيون مين حصيل ليه رياان‬
‫الجورران كَن األنواع التى يحتاج إليها حا لة فى يدل مجموعة لديه متى شا ‪.)1(".‬‬
‫فيميييا سيييبم يتحيييدث الدم يييقى كيييل مييين التخصيييص وتقسييييم العميييل ووظيييائف النقيييود‬
‫وخصائصها كما يلى ‪:‬‬
‫(أ) التخصص وتقسيم العمل ‪ :‬يرى الدم قى أن األعمال متعددة ال يسيتطي أن يتخصيص‬
‫فيها شخص واحد‪ ،‬كما يياكر أن الحاجيات أيضيا متعيددل لهياا السيبب ييرى الدم يقى أن ييتم‬
‫تقسيم العمل على سبيل التعاون ‪.‬‬
‫(ب) النقود ‪ :‬يمكن استنباط وظائف النقود مما سبم ذكرل على النحو اآلتى ‪:‬‬
‫ وسيط للتبادل ‪ .‬ظهر فى إيرادل لمثال بي الزيت وشرا القم أو العك ‪.‬‬‫ مخزن للقيمة ‪ .‬ذكرل خصائص النقود سهولة الحمل والدوام والثبات النسبى ‪.‬‬‫ مقيا للقيم ‪ .‬ذكر بَن النا فى حاجه إلى شئ يثمن به األشيا ‪.‬‬‫ النقييود أداة للمييدفوعات المؤجلييه ‪ .‬يمكيين أن يفهييم ميين قولييه مجموعيية لديييه متييى شييا‬‫للمدفوعات اآلجله ‪.‬‬
‫كما يمكن إستخالص خصائص النقود من سيا كالم الدم قى بَنها ‪:‬‬
‫القبول العام والتمامل والقابليه لإلنقسام وسهولة الحمل و الدوام والثبات ‪.‬‬
‫(ج) األممان ‪:‬‬
‫ ويقول الدم قى ‪ " :‬والوجه فى تعرف القيمة المتوسيطه أن تسيَل الثقيات الخبييرين عين‬‫سييعر ذلييك فييى بلييدرم ‪ ..‬ف ي ن لكييل بضيياعة قيميية متوسييطه فمييا زاد عليهييا سييمى بَسييما‬
‫مختلفه‪ ..‬ف ن كان مما الحاجة اليه ضروفيه كياألقوات سيمى الغيال العظييم ‪ ..‬في ن كيان‬
‫النقصان يسيرا قيل قد ردأ السعر ف ن نقص أكثير قييل قيد كسيد‪ ..‬في ن نقيص سيعرل ‪ .‬إميا‬
‫لقلة طالب أو ألمن سبيل‪. )2(".‬‬
‫فييى ريياا ي ياكر الدم ييقى تغييير األممييان وفييم الظييروف المختلفييه ‪ .‬وي ييير إلييى إفتفيياع‬
‫األسييعاف وإنخفاضييها وفييم الطلييب أو العييرض ‪ .‬والقيميية المتوسييطه التييى ذكررييا يقصييد بهييا‬
‫الثمن العادل الاى يتحقيم فيى سيو المنافسيه الكامليه ‪.‬وميا يجيدف ذكيرل أنيه يمكين القيول أن‬
‫الدم قى إستخدم التحليل اإلقتصادى حول السعر باكرل العوامل التى تؤمر فيه ‪.‬‬
‫إضافة الدم قى للتحليل اإلقتصادى ‪:‬‬
‫يالحييظ أن الدم ييقى قييدم تحليييال إقتصيياديا للمتغيييرات المعروفييه مثييل األممييان والنقييود‬
‫والتخصص ‪ .‬كما أن المنه الاى قدمه الدم قى رو تحليل للواق المعياش مميا يمكين القيول‬
‫أنييه وض ي أسييا اإلقتصيياد الوضييعى ‪.‬وذلييك ألنييه نيياقش العالقييات اإلقتصييادية لعييدد ميين‬
‫المتغيييرات مثييل العالقييه بييين الييدخل واإلسييتهال واإلدخيياف واإلسييتثماف‪ .‬بهيياا يمكيين إعتبيياف‬
‫مسارمته فى التحليل اإلقتصادى الوضعى مسارمه فال ‪.‬‬
‫‪ -3‬المقدمة إلبن خلدون (**) (توفى سنة ‪ 808‬رـ)‬
‫لقد حظى إبن خليدون ب رتميام كبيير مين البياحثين مين كيل التخصصيات وبكيل اللغيات‬
‫تقريبا ‪ .‬ويعتبر كتابه المقدمة مسارمه كبيرل فى مجال علوم اإلقتصاد واإلجتماع والسياسه‪.‬‬
‫رل إسيتطاع إبين خليدون أن يقيدم نميوذج إقتصيادى أى ريل إسيتطاع إبين خليدون أن‬
‫يعرض الم كلة اإلقتصادية بصوفل علميه وكيف تعامل م رال الم كله‬
‫يمكن إيراد بعن التعريفات المهمه التى من شَنها توضي مسارمة إبن خلدون ‪:‬‬
‫(‪)1‬المصدف السابم ‪ ،‬ص ‪. 18‬‬
‫(‪)2‬المصدف السابم ‪ ،‬فصل فى المعرفة بالقيمة المتوسة لسائر األعراض ‪ ،‬ص ‪. 23 - 22‬‬
‫مؤتمرالتكامل المعرفي بين علوم الوحي وعلوم الكون‬
‫‪11‬‬
‫من ‪ 8 -6‬ينـاير ‪2009‬م ‪ 11-9‬الـمـحــرّ م ‪1430‬هـ‬
‫مركز بحوث القرآن الكريم والسُّـنَّة‬
‫جامعــة القــرآن الكــريم والعلـوم اإلسـالميـّة‬
‫النَّبويّة‬
‫ العلييم ‪" :‬رييو عمييل فكييرى إنسييانى ردفييه معرفيية العييالم بمييا فيييه وميين فيييه ‪ ،‬لكييى نتبييين‬‫الماضييى ونييتفهم الحاضيير ونتو ييل إلييى توق ي المسييتقبل توقعييا يمكننييا ميين الثييَمير فيييه‬
‫وتوجيهه بَقصى ما يمكن أن تتو ل اليه قدفتنا من تَمير وتوجييه ‪ . )1(".‬وللعليم معيالم‬
‫تميزل ورال المعالم رى ‪.‬‬
‫‪ -1‬الدقة والوضوح للظوارر والمعانى بحيث ال يؤدى إلى أى لب أو يميوض فيى‬
‫العبافات ‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلعتماد على قوانين وقواعد وأدوات البحث العلمى المعروفه ‪.‬‬
‫‪ -3‬التحليل العلمى للنموذج الاى تم يايته من المتغيرات الم اردل ‪.‬‬
‫‪ -4‬القدفل التفسيريه للواق زمانيا ومكانيا ‪.‬‬
‫ النموذج ‪ " :‬يقول اإلقتصاديون أن النموذج رو ذلك البنيان الفكرى النظرى الاى يعطى‬‫ييوفل مجييردل علييى العييالم وعلييى م ييكلة اإلقتصييادى فييى شييكل يييربط بييين األسييباب‬
‫والمسييببات فبطييا منطقيييا دقيقييا ميين شييَنه أن يبييرز القييوانين التييى تحكييم فييى الظييوارر‬
‫المختلفه الكثيرل وذلك من أجل التحكم فيها وتوجيهها ‪. )2(".‬‬
‫وراا يعنى أن بنا النموذج يعتمد على ‪:‬‬
‫ جم البيانات والم اردات والمعلومات من الواق المعاش‬‫ إكت اف الرابط بين رال المتغيرات وإن ا العالقات السبببه بينها ‪.‬‬‫وركيياا بتفاعييل كييل ميين الواقيي والعقييل – اليياى يمييدنا بالوسييائل – يمكيين تكييوين‬
‫الصوفل المطلوبه ‪.‬‬
‫التَسي األوفبى لعلم اإلقتصاد ‪:‬‬
‫لقد تَس علم اإلقتصاد فى أوفبا على مالمة أس رى ‪:‬‬
‫(أ) األسا المعرفى ‪ :‬يعتمد النظرل األوفبيه إلى أن المعرفه مصدفرا اإلنسيان ‪،‬‬
‫مما يعنى فى الغالب األعم إستخدام العقل فى التحليل وتحقيم النتائ وتفسيررا ‪.‬‬
‫(ب) التحليل اإلقتصادى ‪ :‬إعتمد التحليل اإلقتصادى فى أوفبا على الموضيوعيه‬
‫‪ ،‬بمعنى استبعاد األخال والدين ب عتباف أنها من أموف الغيبيات من التحليل ‪.‬‬
‫(ج) القييانون اإلقتصييادى ‪ :‬الترتيييب المقبييول للمعرفييه رييى ‪:‬يبييدأ األميير بمالحظيية‬
‫الواق مم تتم ياية رال المالحظات فى شكل فرضيات فى قابلة للصيد والكياب ومين ميم‬
‫وبعييد دفاسييتها وعنييد مرحلييه معينييه ميين التحليييل تتحييول رييال الفرضيييات إلييى نظريييه أى ال‬
‫تصد فى كل األحوال‪ ،‬مم إذا مبتت أمام بعن اإلختبافات تتحيول مين محين نظرييه إليى‬
‫قانون إقتصادى ‪ ،‬مم ترتقى إلى مرتبة الحقيقه العلمية إذا أمبت قدفتها التحليليه فى مطابقتها‬
‫للواق التطبيقى فى أى زمان وفى أى مكان ‪.‬‬
‫والقانون اإلقتصادى رو الاى يبحث فى العالقات اإلقتصادية ويتحكم فيها ‪.‬‬
‫استنادا إلى المقدمات السابقه للتعريفات رل يمكن القول أن ريال المعيايير تنطبيم عليى‬
‫ما كتبه إبن خلدون أى رل إلبن خلدون نموذج إقتصادى ويمك إمبات ذلك بالرجوع إلى‬
‫ما كتبه فى المقدمه ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬البعد المعرفى ‪-:‬‬
‫(**) قال مؤلف كتاب المقدمة إبن خلدون ورو يبين تافيي انتها الكتابية قيائال ‪ :‬أتمميت رياا الجيز األول بالوضي‬
‫والتَليف فى مدة خمسة أشهر فى منتصف عام ‪ 779‬رـ ‪.‬‬
‫(‪ )1‬د‪ .‬أحمد بو ذفوة ‪ ،‬اإلقتصاد السياسى فى مقدمة إبن خلدون ‪ ،‬داف إبن خلدون‪ ،‬بيروت‪1984 ،‬م‪ ،‬ص ‪.45‬‬
‫(‪)2‬المصدف السابم ‪ ،‬ص ‪. 53‬‬
‫مؤتمرالتكامل المعرفي بين علوم الوحي وعلوم الكون‬
‫‪12‬‬
‫من ‪ 8 -6‬ينـاير ‪2009‬م ‪ 11-9‬الـمـحــرّ م ‪1430‬هـ‬
‫مركز بحوث القرآن الكريم والسُّـنَّة‬
‫جامعــة القــرآن الكــريم والعلـوم اإلسـالميـّة‬
‫النَّبويّة‬
‫‪ -1‬يقول إبن خلدون فى معنى الخالفة واإلمامة ‪ ،‬الفصل الخام والع رون‪:‬‬
‫" وجب أن نرج إليى قيوانين سياسييه مفروضيه يسيلمها الكافية ينقيادون إليى أحكامهيا ‪،‬‬
‫في ذا كانييت ريال القييوانين مفروضيه ميين العقيال وأكييابر الدوليه وبصييرائها كانيت سياسييه‬
‫عقليه ‪ ،‬وإذا كانت مفروضه مين ب يافع يقرريا وي يرعها كانيت سياسيه دينييه نافعيه‬
‫فى الحياة الدنيا وفى اآلخرل ‪ ..‬وال افع أعلم بمصيال الكافيه ومقصيود ال يافع بالنيا‬
‫الح آخرتهم فوجب بمقتضى ال رائ حمل الكافه عليى األحكيام ال يرعيه فيى أحيوال‬
‫دنيارم وآخرتهم ‪.)1(" .‬‬
‫يياحب ال ييريعة إوس ي إلتسيياع نطاقهييا عيين‬
‫‪ -2‬وفييى قييول آخيير يقييول ‪ ":‬إن مييداف‬
‫مداف األنظاف العقلية فهى فوقها ‪ ..‬ف ذا ردانا ال افع إليى ميدف فينبغيى أن نقدميه‬
‫على مدافكنا ‪ ..‬وال ننظر فى تصحيحه بمداف العقل ولو عافضه ‪ ..‬ونفوضيه إليى‬
‫(‪)2‬‬
‫ال افع ونعزل العقل عنه "‬
‫مما سبم ف ن إبن خلدون يعتبر كال من النقل والعقل مو له إليى المعرفية ‪ .‬وقيد جعيل‬
‫النقل وريو ال يرع حاكميا عليى العقيل ‪ ،‬كميا ألنيه إنتقيد الياين يعتميدون عليى العقيل فقيط فيى‬
‫إدفا الكون أو المعرفة ‪.‬‬
‫مانيا ‪ :‬البعد التحليلى ‪-:‬‬
‫يقول إبن خلدون فى الكتاب األول ‪ ،‬فى طبيعة العمران فى الخليقية ‪ " : ...‬في ن الينف‬
‫إذا كانت على حال اإلعتدال فى قبول الخبر أعتطته حقه من التمحيص والنظير حتيى تتبيين‬
‫دقه ‪ ...‬أما األخ باف عن الواقعات فالبد فى دقها و حتها من إعتبياف المطابقية ‪ ،‬فليالك‬
‫وجب أن ينظر فى إمكان وقوعه و اف فيها ذلك أرم من التعيديل ومقيدما علييه ‪ ..‬وإذا كيان‬
‫ذلييك فالقييانون فييى تمييييز الحييم ميين الباطييل فييى األخبيياف باإلمكييان واإلسييتحالة أن ننظيير فييى‬
‫اإلجتماع الب رى الاى رو العمران ونميز ما يلحقه من األحوال لااته وبمقتضى طبعيه وميا‬
‫يكون عافضا ال يعتد به ‪ ..‬وإذا فعلنا ذلك كان ذلك لنا قانونا فى تمييز الحم من الباطيل فيى‬
‫األخباف والصد مين الكياب بوجيه برريانى ال ميدخل لل يك فييه‪ ..‬في ذا سيمعنا عين شيئ مين‬
‫األحوااللواقعييه فييى العمييران علمنييا مييا نحكييم بقبولممييا نحكييم بتزييفييه وكييان ذلييك لنييا معيييافا‬
‫(‪)3‬‬
‫حيحا يتحرى به المؤفخون طريم الصد والصواب فيما ينقلونه "‬
‫ميين ريياا اليينص يالحييظ أن إبيين خلييدون يعتمييد علييى تحليييل الواقي الم ييارد سييوا عيين‬
‫طريم جم البيانيات األوليية مين مصيادفرا أو عين طرييم الم ياردة والمالحظية ‪ .‬ورياا ال‬
‫ينفى عند إبن خلدون التحليل المعيافى بل رو يعتمد علية بصوفل اسيا ‪ .‬بمعنيى آخير ريو‬
‫يعتبر ال رع طريقا للمعرفه كما سبم ذكرل ‪ .‬ومن مم يمكن أن نقول أن إبن خليدون إسيتخدم‬
‫التحليييل اإلقتصييادى ب ييقيه الموضييوعى والمعيييافى أو النقييل والعقييل أو بعنييى آخيير الحكييم‬
‫القيمى أو ال رعى جنبا إلى جنب م الحكم التجريبى الاى يعتمد على العقل ‪.‬‬
‫مالثا ‪ :‬القوانين اإلقتصادية ‪-:‬‬
‫يقول إبن خلدون فى بداية كتابه ‪ " :‬أميا بعيد في ن فين التيافيي مين الفنيون التيى تتداوليه‬
‫األمم واألجيال وت د إليه الركائب والرحال وتسمو إليى معرفتيه السيوقة واأليفيال وتتنياف‬
‫فيه الملو واألقيال وتتساوى فيى فهميه العلميا والجهيال ‪ .‬إذ ريو فيى ظياررل ال يزييد عليى‬
‫أخباف عن األيام والدول ‪ .‬والسوابم من القرون األول ‪ .‬تنميو فيهيا األقيوال ‪ .‬وتضيرب فيهيا‬
‫(‪)1‬المقدمة إلبن خلدون ‪ ،‬داف الجيل بيروت ‪ ،‬بدون تافيي ‪ ،‬ص ‪. 210‬‬
‫(‪)2‬المصدف السابم ‪،‬‬
‫(‪ )3‬المصدف السابم ‪ ،‬ص ‪.42 -41‬‬
‫مؤتمرالتكامل المعرفي بين علوم الوحي وعلوم الكون‬
‫‪13‬‬
‫من ‪ 8 -6‬ينـاير ‪2009‬م ‪ 11-9‬الـمـحــرّ م ‪1430‬هـ‬
‫مركز بحوث القرآن الكريم والسُّـنَّة‬
‫جامعــة القــرآن الكــريم والعلـوم اإلسـالميـّة‬
‫النَّبويّة‬
‫األمثال ‪ ...‬وتؤدى لنا شَن الخليقة كيف تقلبت بها األحوال‪..‬وفى باطنه نظر وتحقيم وتعليل‬
‫للكائنات ومبادئها دقيم ‪ .‬وعلم بكيفيات الوقائ وأسبابها عميم فهو لالك أ ييل فيى الحكمية‬
‫عريم وجدير بَن يعد فى علومهيا خلييم ‪ .‬وإن فحيول الميؤفخين فيى اإلسيالم قيد إسيتوعبوا‬
‫(‪)1‬‬
‫أخباف األيام وجمعورا ‪ .‬وسطرورا فى فحات الدفاتر ‪" .‬‬
‫يقول أبن خلدون فى القدمة ‪ ،‬فى فضيل التيافيي وتحقييم مااربيه ‪ " :...‬حتيى تيتم فائيدة‬
‫اإلقتدا فى ذلك لمن يرومه فى أحوال الدين والدنيا فهو محتاج إليى مخخيا متعيددة ومعيافف‬
‫متنوعة وحسن نظر وتثبت يفضيان بصاحبهما إلى الحم وينكبان به عن المزالت والمغالط‬
‫ألن األخبيياف إذا أعتمييد فيهييا علييى مجييرد النقييل ولييم تحكييم أ ييول العييادة وقواعييد السياسييه‬
‫وطبيعة العمران واألحوال فى اإلجتماع اإلنسانى وال قي الغائيب منهيا بال يارد والحاضير‬
‫بالاارب فربما لم يؤمن فيها من العثوف ومزلة القدم والحيد عن جادة الصد ‪.‬وكثيرا ما وقي‬
‫للمؤفخون والمفسرين‬
‫وأيميية النقييل ميين المغييالط فييى الوقييائ ‪ ...‬ألعتمييادرم فيهييا علييى مجييرد النقييل ‪ ..‬ولييم‬
‫يعرضورا على أ ولها وال قاسيورا بَشيبارها وال سيبرورا بمعيياف الحكمية والوقيوف عليى‬
‫طبييائ الكائنيياتوتحكيم النظيير والبصيييرة فييى األخبيياف ‪ .‬فضييلوا عيين الحييم ‪ ..‬وال سيييما فييى‬
‫إحصا األعداد من األموال والعساكر‪. )2("..‬‬
‫يقييول إبيين خلييدون فييى فصييل أن الدوليية لهييا أعميياف طبيعييية كمييا لألشييخاص ‪ ":‬إال أن‬
‫الدوليية فييى الغالييب ال تعييدو أعميياف مالميية أجيييال والجيييل رييو عميير شييخص واحييد ميين العميير‬
‫الوسط فيكون أفبعين الاى رو إنتها النمو والن و إلى يايته ‪ ،‬قال تعالى ‪َ  :‬حتيى إِذَا بَلَي َغ‬
‫أَ ُ‬
‫س ينَة ‪[ ‬األحقيياف‪ .]15:‬ولهيياا قلنييا أن عميير ال ييخص الواحييد رييو عميير‬
‫شييدلُ َوبَلَ ي َغ أ َ ْفبَ ِعييينَ َ‬
‫الجيل‪ ..‬ألن الجيل األول لم يزالوا على خلم البداوة وخ ونتها ‪ ..‬والبسالة ‪..‬واإلشيترا فيى‬
‫المجد فال تزال بالك سوفة العصبية محفوظه فيهم فحدرم مررف وجانبهم مرروب والنيا‬
‫لهم مغلوبون ‪.‬‬
‫والجيييل الثييانى تحييول حييالهم بالملييك والترفييه ميين البييداوة إلييى الحضييافة وميين ال ييظف إلييى‬
‫الترف ومن اإلشترا فى المجد ألى انفيراد الواحيد بيه وكسيل البياقين عين السيعى فييه ومين‬
‫األسييتطالة إلييى ذل السييؤال فتنكسيير سييوفة العصييبية بعيين ال ييئ وتييؤن ميينهم المهانيية‬
‫والخضوع ويبقى لهم الكثير من ذلك بميا أدفكيوا الجييل األول ‪ ،‬وباشيرو أحيوالهم وشياردوا‬
‫إعتزازرم وسعيهم إلى المجد ‪ ..‬وال يسعهم تر ذلك بالكلية وإن ذرب منه ما ذرب ‪.‬‬
‫وأما الجيل الثالث فينسيون عهيد البيداوة والخ يونة كيَن ليم تكين ويفقيدون حيالوة العيز‬
‫والعصبية بما رم فيه من ملكية القهير ويبليغ فييهم التيرف يايتيه ‪ ..‬وتسيقط العصيبية بالجمليه‬
‫وينسون الحماية والدافعة ‪ ..‬ف ذا جا المطالب لهم لم يقاوموا مدافعته فيحتاج احب الدولة‬
‫حينئا إلى اإلستظهاف بسوارم من أرل النجدة ‪.‬‬
‫فهال كما ترال مالمة أجيال فيها يكون ررم الدولة وتخلفها ولهياا كيان إنقيراض الحسيب‬
‫فييى الجيييل الرابي كمييا ميير فييى أن المجييد والحسييب إنمييا أفبعيية آبييا وقييد أتينييا فييه ببررييان‬
‫طبيعى كاف مبنى على ما مهدنال قبيل مين المقيدمات ‪ ..‬و ريال األجييال الثالمية عمرريا مائية‬
‫وع رون سنة ول تعدو الدول فى الغالب راا العمر بتقريب قبله أو بعيدل إال إن عيرض لهيا‬
‫عافض ‪.‬‬
‫(‪ )1‬المصدف السابم ‪ ،‬ص ‪. 4 -3‬‬
‫(‪)2‬المصدف السابم ‪ ،‬ص ‪. 10‬‬
‫مؤتمرالتكامل المعرفي بين علوم الوحي وعلوم الكون‬
‫‪14‬‬
‫من ‪ 8 -6‬ينـاير ‪2009‬م ‪ 11-9‬الـمـحــرّ م ‪1430‬هـ‬
‫مركز بحوث القرآن الكريم والسُّـنَّة‬
‫جامعــة القــرآن الكــريم والعلـوم اإلسـالميـّة‬
‫النَّبويّة‬
‫ولهيياا يجييرى علييى ألسيينة النييا فييى الم ييهوف أن عميير الدوليية مائيية سيينة وريياا معنييال‬
‫فاعتبرل واتخا منه يصح لك عدد اآلبا فى عمود النسب ‪. )1(".‬‬
‫من النصوص السابقه يمكن استخراج الحقائم الظاررة التى يرارا إبن خلدون كما يلى ‪:‬‬
‫ أن التافيي علم من العلوم وذلك لتوفر شروط العلم ورى ‪:‬‬‫‪ ‬فبط األسباب بالمسببات ‪ ،‬أى مبدأ سببية األحيداث وتسلسيلها وإكت ياف العالقية‬
‫بين الوقائ ‪.‬‬
‫‪ ‬إستنتاج المباد العامه التى يمكن إستخدامها فى التفسير والتحليل ‪.‬‬
‫‪ ‬الدقة والعمم والصد رى منه البحث العلمى ‪.‬‬
‫ الغاية من فهيم الماضيى والحاضير والمسيتقبل وسيرد الحقيائم التافيخييه ريى وضي‬‫األس ي والقواعييد للعلييم ‪ .‬والتييى يمكيين إسييتخدامها فييى المجيياالت المختلفيية ووض ي الحلييول‬
‫والمقترحات وإجرا السياسيات وإتخياذ القيرافات مميا ييؤدى إليى تجياوز الم ياكل وتحقييم‬
‫العداليية والسييالم للب ييرية ‪ .‬كمييا أن التعييرف علييى الماضييى رييو أسييا القييدفة علييى التنبييؤ‬
‫وإست راف المستقبل ومن مم فهم التطوف‪.‬‬
‫ ب كت اف القوانين اإلقتصادية تحولت األفكياف اإلقتصيادية إليى عليم اإلقتصياد ‪ ،‬فيالقوانين‬‫عند إبن خلدون وفم النصوص السابقة ‪.‬‬
‫* لهييا قييدفة تفسيييرية‪ .‬واضي ذلييك فييى قييول إبيين خلييدون ‪ " :‬أنهييم معتييادون النظيير الفكييرى‬
‫والغوص على المعانى وانتزاعها من المحسوسيات وتجرييدرا فيى اليارن أميوفا كليية عامية‬
‫ليحكم عليها بَمر العموم ال بخصوص مادة ‪. 2" ...‬‬
‫* التعميم ‪ .‬أى كما فى مجال اإلقتصاد ف ن القانون ال يتَمر ال بالمكان وال بالزمان ‪.‬‬
‫* للقانون مرجعية ‪ .‬ألنه قانون يميز الخبيث من الطيب والحم من الباطل ‪ .‬ومن اجمل ميا‬
‫يمكيين اإلشييافة إليييه فييى ريياا الخصييوص أن إبيين خلييدون ي يير إلييى رييال المرجعييية للماضييى‬
‫والحاضر ولي للمستقبل ألن الغيب اليعلمه إال ‪.‬‬
‫ا كت ف إبن خلدون وأشاف إلى عدد من القوانين اإلقتصادية يمكن إجمالهيا عليى النحيو‬
‫اآلتى ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬دفاسة مراحل إنتقال المجتمي وذكير القيوانين التيى تحكيم ريال الحركية ‪ ،‬ميثال عالقية‬
‫الحضافة والتنمية بالقطاعات اإلقتصادية ونمورا ‪.‬‬
‫مانيا ‪ :‬ذكير إبين خليدون فيى مقدمتيه عيدد كبيير مين المتغييرات اإلقتصيادية وقيدم لهيا تحلييال‬
‫متقدما ‪ ،‬مثل ‪ :‬قوانين اإلنتياج والسيو والنميو اإلقتصيادى وكثيير مين القيوانين اإلقتصيادية‬
‫األخرى التى يجعل من إبن خلدون أبو اإلقتصاد بحم ‪.‬‬
‫النتائ ‪-:‬‬
‫تو ل البحث إلى أن ‪-:‬‬
‫‪ -1‬قييدم المسييلمون مسييارمة كبيييرة فييى مجييال المعرفيية اإلقتصييادية ‪ ،‬كمييا تطييوف الفكيير‬
‫اإلقتصييادى عنييد إبيين خلييدون وبييان بَبعييادل الثالمييه المعروفيية ورييى ‪( :‬أ) األسييا‬
‫المعرفى ‪( -‬ب) التحليل ‪( -‬ت) القانون ‪.‬‬
‫‪ - 2‬شييرح المفكييرون المسييلمون وبيياألخص إبيين خلييدون القييانون الطبيعييى فييى مجييال‬
‫اإلجابة على السؤال كيف أميا فيى إطافالسيبب ورواإلجابية عليى السيؤال لمياذا كيان‬
‫(‪)1‬المصدف السابم‪ ،‬ص ‪.189 -188‬‬
‫(‪)2‬المصدف السابم ‪ ،‬ص ‪. 599‬‬
‫مؤتمرالتكامل المعرفي بين علوم الوحي وعلوم الكون‬
‫‪15‬‬
‫من ‪ 8 -6‬ينـاير ‪2009‬م ‪ 11-9‬الـمـحــرّ م ‪1430‬هـ‬
‫مركز بحوث القرآن الكريم والسُّـنَّة‬
‫جامعــة القــرآن الكــريم والعلـوم اإلسـالميـّة‬
‫النَّبويّة‬
‫إبن خلدون يقول قوله تعالى‪َ  :‬ف َمن شَا َف ْليُؤْ ِمن َو َمن شَا فَ ْل َي ْكفُ ْر ‪[ ‬الكهيف‪ ،]29 :‬أى‬
‫التسليم بَمر ‪ ،‬وراا ناب من إيمانه بالغيب‪ .‬بمعنى أن إبين خليدون إعتميد عليى النقيل‬
‫فى اإلقتصاد إذا كانت اإلجابة تتعلم بَمر ييبى ‪ ،‬وعلى إعمال العقيل إذا تتطليب األمير‬
‫ذلك ‪ .‬ولقد فر بين النقل والعقل ووض لهما حدا فا ال بينا ‪.‬‬
‫‪ -3‬سييبب توقييف العطييا اإلسييالمى فييى اإلقتصيياد عنييد إبيين خلييدون ‪ -‬أى القييرن التاس ي‬
‫الميالدى – يرج إلى سببين رما ‪:‬‬
‫(أ) التغريييب ‪ ،‬ويرج ي ذلييك إلييى اإلسييتعماف اليياى إسييتطاع أن ي ييكل عقييل المسييلم‬
‫باألفكاف الغربية ‪ ،‬عن طريم التعليم ‪.‬‬
‫(ب) توقف اإلجتهاد وإعمال العقل فى المسائل والمستجدات ‪.‬‬
‫التو ية ‪-:‬‬
‫اإلرتميام بيالتراث اإلسيالمى فيى مجيال العليوم والتخصصيات المختلفيه خا ية ميا جيا عين‬
‫اإلقتصاد فى جمي المراجي والمصيادف الفقهيية والتافيخيية وكتيب الفكير ‪ .‬ووضي فهياف‬
‫لهيال المراجي توضي المصيطلحات والموضييوعات ‪ .‬واإلرتميام بعمييل دفاسيات واإلسييتفادة‬
‫من الباحثين وطالب العلم فى كل مرافم التعليم ومؤسسات البحيث العلميى ومين ميم توميقهيا‬
‫حتى يمكن تناولها بيسر وسهوله ‪.‬‬
‫مؤتمرالتكامل المعرفي بين علوم الوحي وعلوم الكون‬
‫‪16‬‬
‫من ‪ 8 -6‬ينـاير ‪2009‬م ‪ 11-9‬الـمـحــرّ م ‪1430‬هـ‬