مركز بحوث القرآن الكريم والسُّـنَّة جامعــة القــرآن الكــريم والعلـوم اإلسـالميـّة النَّبويّة مـركــز بحوث القـرآن الكــريم والسـنة النبـوية المؤتمر العلمي العالمي الثاني التكامل المعرفي بين علوم الوحي وعلوم الكون بحث بعنوان : المنهجية المعرفية في االقتصاد اإلسالمي بين النقل والعقل د .عبد الواحد عثمان مصطفى المحرم 1430هـ – يناير 2009م ّ مؤتمرالتكامل المعرفي بين علوم الوحي وعلوم الكون 1 من 8 -6ينـاير 2009م 11-9الـمـحــرّ م 1430هـ مركز بحوث القرآن الكريم والسُّـنَّة جامعــة القــرآن الكــريم والعلـوم اإلسـالميـّة النَّبويّة مقدمة : فييي اإلسييالم يعتبيير القييرآن الكييريم والسيينة النبوييية رمييا مصييدفى الت ييري والحكييم فييى مجاالت المعرفة اإلنسانيه ،أى أن المعرفة اإلنسانية تخض إلى العقيدة واألخيال والفقيه ، ُون [ الياافيات ]56 :ويقيول تعيالى : اإلني َ ِإال ِليَ ْعبُيد ِ يقول تعالى – َ و َما َخلَ ْقتُ ْال ِجين َو ْ ِ ض َخ ِليفَة[ البقيرة .]30:وعلييه في ن يايية وجيود َوإِ ْذ قَا َل َفب َُّك ِل ْل َمالَئِ َك ِة إِنِي َجا ِع ٌل فِي األ َ ْف ِ اإلنسان رو العبادة وعمافة األفض . ردف البحث: يهدف راا البحث الرجوع إلى التراث اإلسالمى فيى مجيال محيدد أال وريو مجيال عليم اإلقتصاد للنظر فى إمكانية توفر مصادف تناولت موضيوع اإلقتصياد بصيوفل جليية ،يمكين معييه القييول :ريياا رييو اإلقتصيياد اإلسييالمى .فمييا رييى رييال المصييادف ورييل إعتمييدت رييال المصادفعلى الوحى (النقل) فقط أم إعتمدت على إعمال العقل والفكر أم على كليهميا أى النقل والعقل . فرضية البحث : اإلقتصاد اإلسالمى مصدفل النصوص القرآنية والسنه النبويية أوال ،ميم إعميال العقيل فى رال النصوص إلستنباط القوانين. مفاريم وتعريفات : العلم :إما أن يكون مصدفل النقل أو العقل. -1العلم الاى يكون مصدفل الوحى (النقل) روعلم يتنياول األحكيام ال يرعية فيى المجياالت اآلتيه -: أ -عليم التوحيييد والعقيييدة .وريو العلييم اليياى يحقيم العييدل والميييزان بيين كييل األمييوف ،وبييين العقل والنقل.كما فبط القرآن بينهما فيى مجيال اإلقتصياد ،مثيال ذليك :اليربط بيين الربيا يي ِمينَ والتقوى ،أى اإليمان ،فى قوله تعالى َ :يا أَيُّ َها الاِينَ آ َمنُواْ اتقُواْ اّللَ َوذَ ُفواْ َما َب ِق َ الربَا ِإن ُكنتُم ُّمؤْ ِمنِينَ [ البقرة.]278 : ِ ب َويُ ِقي ُمونَ الصالة َ َو ِمما َفزَ ْقنَيا ُر ْم يُن ِفقُيونَ [ البقيرة، ب -وقوله تعالى :الاِينَ يُؤْ ِمنُونَ بِ ْالغَ ْي ِ ]3فبيط رنيا بيين اإليميان أو الغييب واإلنفيا .قيال تعيالى َ :ولَ ْيو أَن أ َ ْري َل ْالقُ َيرى آ َمنُيواْ ض َولَييـ ِكن َكييابُواْ فََ َ َخ ي ْانَا ُرم ِب َمييا َكييانُواْ علَ ي ْي ِهم َب َر َكييا ا ت ِميينَ الس ي َما ِ َواأل َ ْف ِ َواتقَييواْ لَفَتَحْ نَييا َ يَ ْك ِس يبُونَ [ األعييراف" . ]96 :فاإليمييان تصييوف وإعتقيياد ينبثييم عنييه سييلو وأخييال علينيا ي مالن مجاالت الحياة كافة فكلما التزمنا راا اإليمان أخالقا وسلوكا كلما فيت ()1 من خزائنه فعند خزائن الرحمة وعندل خزائن الرز وعندل خزائن كل شئ " . راا األمر يؤدى الى سلو للمسلم فى كل حياته يختلف عن سيلو أى فيرد آخير ييير مسلم ،بما فى ذلك السيلو اإلقتصيادى " .الخليم جمييعهم فيى حاجية إليى سيبحانه وتعالى فى كل أموفرم ،وباألخص فى طلب الرز ،وإذا كان فز العبد عند فبيه ، وإذا إطمَن اإلنسان إلى رياا ف نيه اليخ يى إنسيانا وال أحيدا مين النيا ...كيى ال يتخيا النا بعضهم أفبابا من دون وال يكون ألحد فضل على أحد ...وركاا ف ن التوحيد يلعييب فييى حييياة العبييد دوفا مهمييا ...وميين مييم يعتبيير التوحيييد فلسييفة حييياة ييينعك فييى تصرفات العبد تجال نفسه وتجيال اآلخيرين ،في ذا ف يل اإلنسيان فيى كيفيية التعاميل مي ( )1أ.د .أحمد على اإلمام ،مفات فهم القرآن ،داف المنى ،سوفيا1423 ،رـ 2003م ،ص.163 مؤتمرالتكامل المعرفي بين علوم الوحي وعلوم الكون 2 من 8 -6ينـاير 2009م 11-9الـمـحــرّ م 1430هـ مركز بحوث القرآن الكريم والسُّـنَّة جامعــة القــرآن الكــريم والعلـوم اإلسـالميـّة النَّبويّة تعيالى بحيم ومين ميم ف نيه يف يل فيى كيل حياتيه مي المجتم المسلم ف نه ليم يعيرف النا جميعا "(.)1 ج -علييم األخييال والقيييم الدينيييه :ورييو العلييم اليياى يتحييدث عيين الصييد واألمانيية والتكافييل والتعاون بين المسلمين والتوكل على والكسب الحالل واإليمان بالغيب والخ ية من والمسييؤولية الجماعييية ورييال الضييوابط األخالقييية تييربط المسييلم بال ييريعه وتلزمييه طيِبيا َوالَ ت َتبِعُيواْ ض َحيالَال َ بسلو محدد .قال تعالى :يَا أَيُّ َهيا النيا ُ ُكلُيواْ ِمميا فِيي األ َ ْف ِ ُخ ُ ت ال ْي َ عد ٌُّو ُّم ِب ٌ ين[ البقرة .]168 : ط َوا ِ ان ِإنهُ لَ ُك ْم َ ط ِ ويقول القرطبى فى تفسيرل لهال اآليية "الميال الحيالل يصيفو مين سيت خصيال : الربا والحرام والسحت والغلول والمكرول وال بهة"(.)2 واألمر اإلقتصادى لهال اآلية يكون واضحاعلى كل من دالة اإلنتياج ودالية اإلسيتهال عن طرييم إسيقاط بعين أنيواع المنتجيات أو الميوافد المحرمية .ريال الضيوابط أوال: أدت إلى سد كل المنافا للحصول على المال بَى طريم يير شرعى ،ميثال السيرقة ، السؤال بغير ضروفة ،الغش أو أكيل أميوال النيا بالباطل.كميا يقيول أحيدرم أ يول الحالل ع رة : / 1يد البر وال يجوز الصيد فو الحاجيه وال يجيوز ييد الطييوف فيى وكناتهيا /2 .ييد البحر / 3 .نبات الكأل ،الاى ينبت فى البير نتيجية لألمطياف دون تيدخل اإلنسيان /4 .تجيافة بصد ،التاجر الصدو م النبيين وال هدا /5 .إجيافة بنصي /6 .رديية مين أص يال ، ال تَكل إال طعام فجل ال وال تجعل طعامك يَكله إال فجل ال ما استطعت إليى ذليك سبيال /7 .ما ييدير /8 .مييراث مين أ يل طييب /9 .فيئ قسيم بعيدل /10 .السيؤال عنيد الحاجة . ويقول أحدرم ايضا أن وسائل إكتساب الملكيه أفبعه ورى : /3البي (التعاقد) /4 .الميراث . /2الوقف . /1العمل . مما سبم يمكن استخالص الحقيقة اآلتيه -: إتباع سبل الحالل فى الكسب واإلنفا ييؤدى إليى تطيوف ونميا األميم بينميا المعا يى والانوب تمحم األمم وتسبب األزمات اإلقتصيادية مثيال ذليك األزمية الماليية التيى إجتاحيت كل العالم التى تتعامل بالربا. (ج) فقه العبادات وفقه المعامالت وأ ول الفقه :ينقسم الفقه إلى مالمة أقسام رى : / 1فقه العبادات :خلم العباد لعبادته وبين العبادات التى يعبد بها ورال العبادات توقيفييه ومابته مثيل الصيالة والصيوم والحي ،وإننيا ميَموفن أن نفعيل كميا فعيل الرسيول يلى عليييه وسييلم ،قييال تعييالى " :أ َ ْم لَ ُه ي ْم ُ ِين َمييا لَ ي ْم يَييَْذَن بِيي ِه اّللُ َيير ُ يير َكا ش َ ش َ عوا لَ ُهييم ِميينَ الييد ِ [ال ييوفى ،]21 :وقييال ييلى عليييه وسييلم( :ميين أحييدث فييى أمرنييا رييااما لييي فيييه فهييو فد)(.)3 /2فقه المعامالت :رو العلم الاى يبحث فى أحكام المعامالت سوا وقعيت ريال المعيامالت فى دائيرة الميال واإلقتصياد أم اليدائرل اإلجتماعيية أو السياسييه أو...اليي .ميا يهمنيا رنيا ريى دائرة المال واإلقتصاد .وراا الجانب يبحث عن الحكم الفقهيى (الحيالل والحيرام) فيى مجيال ( )1د .عبد الواحد عثمان مصيطفى ،اإلقتصياد اإلسيالمى – فيى إطياف اإلقتصياد الجزئيى ،داف ال يريعه (، )118 ، 2006ص .194 ( )2الجام ألحكام القرآن ،للقرطبى ،المكتبه ال امله . ( )3حي مسلم ،كتاب األقضية ،باب نقن األحكام الباطله .)4383( ، مؤتمرالتكامل المعرفي بين علوم الوحي وعلوم الكون 3 من 8 -6ينـاير 2009م 11-9الـمـحــرّ م 1430هـ مركز بحوث القرآن الكريم والسُّـنَّة جامعــة القــرآن الكــريم والعلـوم اإلسـالميـّة النَّبويّة المال واإلقتصاد .وموضيوعه ":ريو إعميال العقيل فيى اليدليل إلسيتنباط الحكيم الياى يحكيم الظاررة اإلقتصادية "(. )1 ما سبم ي ير إلى أن المنهجية االسالميه ري المبياد والقواعيد والوسيائل التيي يمكين أن تستخدم في استنباط المعرفة فى مجال فقه اإلقتصاد من المصادف ال رعية. منهجية البحث العلمى فى اإلقتصاد : مما سبم يالحظ أن رال المنهجية تق فى قسمين رما-: ( ) 1القسم العام :يتعلم راا القسيم بطرييم ووسييلة العليم ،ومين ميم يقيوم ب سيتخدام وسيائل وأدوات البحيث العلميي مثيل االسيتنباط واالسيتقرا .ويخيتص رياا القسيم بيالقوانين المجييردل دون اإللتفييات إلييى الجوانييب األخالقييية أو القيمييية .ويسييمى فييى علييم اإلقتصيياد باإلقتصيياد الوضعى . ( )2القسم الخاص :وراا القسم يتعليم بموضيوع البحيث :أى ميا يتعليم بالمجياالت البحثيية مثال -العلوم االجتماعية مثل علم االقتصاد ،اإلدافة ،أو العلوم التطبيقية مثيل عليم األحييا ، علم الكيميا ...الي . مجييال النظري ية االقتصييادية رييو دفاسيية سييلو اإلنسييان فييي معامالتييه م ي المجتم ي ،ويقسييم االقتصاديون االقتصاد إلى قسمين رما: االقتصييياد الوضيييعي ( .)Positive Economicsوريييو يحيييدد العالقييية بيييين المتغييييرات االقتصييادية التييي يمكيين بحثهييا وتحليلهييا ،ورييو القسييم اليياب يخض ي إلييى المبيياد والقييوانين اإلقتص اديه أو ما يسيمى بالنظريية ،أى األسي والقواعيد التيي يمكين مين خيالل اسيتخدامها استنباط النظريات أو األحكام االقتصادية .كما يمكن وض رال العالقات في شكل فياضيي أو إحصائى ومن مم تقديررا كميا أو إست راف المستقبل .وأكثر مين رياا فانيه يمكين اختبياف رال العالقات على الواق المعاش لمعرفة مدى حة العالقة النظرية التي تمت يايتها. االقتصاد المعيافب ( . )Normative Economicsوراا القسيم يتيَمر بالفلسيفة التيي يؤمن بهيا الفيرد أو الماربيية التيي يتخيارا المجتمي لحيل القضيايا االقتصيادية .اى ميا يتعليم باألحكام القيمية ،بمعنى آخر إيراد الدليل المخصص على واقعه محددل إل داف حكم حول الواقعة محل البحث .وقد يؤدى راا إلى الخالف أو تعدد اآلفا بين األفراد في الحكيم عليى قضية اقتصادية معينه .بعك االقتصاد الوضعي فيان قضيايا االقتصياد المعييافب اليمكين اختبافرا أو إمباتها . مفاريم اقتصادية مهمة : إنتاج السل والخدمات تتطلب تحمل تكاليف ،مما يؤدى إلى أن تكيون للسيلعة أو الخدميةسعر .بما يعنى انه ال يمكن توزي السل والخدمات على األفراد مجانا. االختييياف ضييروفة اقتصييادية بسييبب عييدم كفاييية الييدخل للحصييول علييى جمييي السييلوالخدمات . المنفعة والريبة رما اسا اختيافات األفراد وسلوكهم. اختياف األفراد ال يستمر إلى ماال نهاية بل البد أن يتوقف عنيد حيد معيين ريو ميا يعيرفباإلشباع ،اى التوقف عن استمراف طلب السلعة اوالخدمه ( ،ويعرف بالمنفعية الحديية) . ( )1د .ففعت السيد العوضيى ،فيى اإلقتصياد اإلسيالمى – المرتكيزات – التوزيي – اإلسيتثماف – النظيام الميالى ، كتاب األمة 1990 ، )24( ،م ،ص . 25 مؤتمرالتكامل المعرفي بين علوم الوحي وعلوم الكون 4 من 8 -6ينـاير 2009م 11-9الـمـحــرّ م 1430هـ مركز بحوث القرآن الكريم والسُّـنَّة جامعــة القــرآن الكــريم والعلـوم اإلسـالميـّة النَّبويّة االسترجاع ،ورو مراجعة النظرية م الواق أو البيئة لمعرفة دقتها ومطابقتهيا أو بييانقدفتها في تفسير راا الواق . منهجية البحث في االقتصاد االسالمى ينبغي أن نعلم ،أن األنظمة اإلقتصادية -الرأسماليه واالشتراكيه( ..بكل تفرعاته) ريى التيى أخات من اإلسالم ولي العك ،مم ذربوا بما أخاوا إلى أقصى اليسياف أو أقصيى اليميين ، مم ذربوا أبعد من ذلك عندما أفريوا اإلقتصاد من المحتوى األخالقى اإلسيالمى .كيل الياب حييدث أنهييم دمغييوا رييال القييوانين االقتصييادية بييَخال مييااربهم فَ ييبحت ال ت ييبه اإلسييالم . ويمكن أن يدلل على راا القول بالرجوع الى كتيب التيراث االسيالمى ،سيوا كتيب الفقيه أو كتب الفكر اإلسالمى . يمكن ايراد األمثلة اآلتيه -: أوال :كتب الفقه -: ()1 -1كتاب الكسب لالمام ال يبانى(المتوفى سنة 189رـ) :وفد فيه عن االسيتهال ميا يليى :المسَلة على أفبعة أوجه بيانها على النحو اآلتى -: فى مقداف ما يسد به الرمم ..رو مثاب يير معاقب (.قيال تعيالى :فمين اضيطر ييير بياوال عاد فيال اميم علييه ،البقيرة " . )"173ويقيول ياحب مفيات فهيم القيران – فمين ألجَتيه الضروفة أو أجبرل اإلكرال على أكل أو شرب شئ مما حرم فعليه أن يتقى فى تقدير حد الضروفة وأال يتجاوزل( . )2ويقيول يلى عليية وسيلم " ميا ميأل ابين ادم وعيا شيرا مين بطنه ،فان كان البد فثلث للطعام وملث لل رب وملث للنف "(.)3 أما إلى حد ال ب رو مباح ولكنه محاسب حسابا يسيرا فى قضا ال هوات من الحالل فانه مرخص له محاسب عليه ومطالب ب كر النعمة. مازاد على ال ب فان ذلك حرام .ما سبم يمكن ان ينسحب أيضا عليى كافية أنيواع اإلسيتهال مين الضيروفيات مثيل المليب والمسكن .كما ينسحب بالضيروفة عليى الحاجييات والتحسيينات .ورياا الحكيم الفقهيى ييؤمر علييى داليية اإلسييتهال ،ممييا يجعييل شييكل المنحنييى لهييال الداليية يختلييف عيين منحنييى داليية اإلسييتهال فييى اإلقتصيياد الرأسييمالى ،أو أى إقتصيياد آخيير .وذلييك ألن داليية اإلسييتهال فييى اإلسالم ترتبط باألخال اإلسيالمى الثابيت الياى اليتغيير بتغيير الزميان ميا إلتيزم المسيلمون بَوامر دينهم وتمسكوا بها . ()4 -2بداية المجتهد ونهاية المقتصيد البين فشيد (المتيوفى سينة 595ريـ) قيال فيى كتابيه عين الربا ما يلى : الربا فى شيئين :واتفم العلما على أن الربا يوجد فى شيئين :فيى البيي ،وفيميا نقيرف فيى الربَا الَ يَقُو ُمونَ إِال َك َما يَقُو ُم الامة من بي أو سلف أو يير ذلك .قال تعالى :الاِينَ يََ ْ ُكلُونَ ِ الاِب يَتَخَب ُ طهُ ال ْي َ ط ُ الربَيا َوأ َ َحيل اّللُ ْالبَيْي َ َو َحير َم ان ِمنَ ْال َم ِ ذَ ِل َك بََِن ُه ْم قَالُواْ إِن َما ْالبَ ْي ُ ِمثْي ُل ِ ( )1محمد بين الحسين ال ييبانى ،كتياب الكسيب ،الثيواب والعتياب والعقياب عليى االنفيا مين حييث تعيدد وجهيه ، 1997سوفيا ،حلب ،ص .217- 204 ( )2أ.د .أحمد على االمام ،مفات فهم القرآن 1423 ،رـ 2003م ،ص .26 ( )3سنن الترماى ،كتاب الزرد ،باب كرارية كثرة األكل . ()4ابن فشد ،بدايية المجتهيد ونهايية المقتصيد ،داف الجييل بييروت ،البياب الثيانى ،فيى بييوع الربيا ،الجيز الثيانى، 1409رـ 1989 ،م ،ص . 217 مؤتمرالتكامل المعرفي بين علوم الوحي وعلوم الكون 5 من 8 -6ينـاير 2009م 11-9الـمـحــرّ م 1430هـ مركز بحوث القرآن الكريم والسُّـنَّة جامعــة القــرآن الكــريم والعلـوم اإلسـالميـّة النَّبويّة الربَييا فَ َميين َجييا لُ َم ْو ِع َ ف َوأ َ ْمي ُيرلُ ِإلَييى اّللِ َو َمي ْ عييادَ فََ ُ ْولَييـئِ َك ين َ ى فَلَ يهُ َمييا َ ِ س يلَ َ ظييةٌ ِميين فبِي ِه فَييانت َ َه َ اف ُر ْم فِي َها خَا ِلدُونَ [ البقرة .]275 : أ َ ْ َح ُ اب الن ِ " لم يبلغ من تفظي أمر أفاد اإلسالم إبطاله من أموف الجارلية ما بلغ من تفظيي الربيا .وال بلغ من التهديد فى اللفظ والمعنى ما بلغ التهديد فى رال األيات وفى ييررا ...وحينميا كان السيا يعرض فى الدف السابم دستوف الصدقة كان يعرض قاعدة من قواعيد النظيام اإلجتماعى واإلقتصادى الاى يرييد للمجتمي المسيلم أن يقيوم علييه ،ويحيب للب يرية أن تستمت بما فيه من فحمة ..فى مقابل ذليك النظيام اآلخير الياى يقيوم عليى األسيا الربيوى ال ريرالقاسى اللئيم . انهما نظامان متقابالن :النظام اإلسالمى والنظام الربوى ،ورما اليلتقيان فى تصيوف وال يتفقييان فييى أسييا وال يتوافقييان فييى نتيجيية ..إن كييال منهمييا يقييوم علييى تصييوف للحييياة واألرداف والغايات يناقن اآلخر تمام المناقضة .وينتهى إلى ممرة فى حياة النيا تختليف عن األخرى كل اإلختالف ..ومن مم كانت رال الحملة المفزعة وكان راا التهديد الرعيب . إن اإلسالم يقيم نظامه اإلقتصادى عليى تصيوف معيين يمثيل الحيم الواقي فيى رياا الوجيود . يقيمه على أسيا أن – سيبحانه – ريو خيالم رياا الكيون فهيو خيالم ريال األفض ،وريو خالم راا اإلنسان ..ورو الاى ورب كل موجود وجودل . )1(". وراا القول الفقهى له آماف إقتصادية على عدد كبير من الدوال ،دالية اإلسيتثماف ودالية اإلدخاف ودالة اإلنتاج .كما يؤمر على التراكم الرأسيمالى ،ألن تحيريم الربيا يعنيى انيه البيد أن يتسياوى سيعر الفائيدة يفرا .ومين ذليك ال يخص الياى يقيرض ماليه ل خيرين بييدون أن يحصييل علييى عائييد مجييزى يعييود عليييه ،ميياذا يسييتفيد ميين ذلييك كلييه البييد أن ي يياف بمالييه اآلخيرين حتيى تكيون الفائيدة متبادليية .وركياا تتَمروتتكاميل عنا ير اإلنتياج ببعضييها ".إن العملية اإلنتاجية فى اإلسالم البد تكون متكاملة ذاتيا من حيث المضمون وال كل أى : -1أن يق ال ئ المنت – السلعة أوالخدمة – فى دائرة الحالل . -2أن يكون اإلطاف الاى ينظم اإلنتاج – المؤسسة – منسجما م دائرة الحالل . -3أن تكون وسيلة جم عنا ر العملية اإلنتاجية – كالتموييل أو معيدل األجير – منسيجمة م دائرة الحالل. أى بلغة اإلقتصاد اإلسالمى البد من مراعاة مبدأ اإلييراد اإلجتمياعى كمقييا فئيسيى يخض له اإلنتاج ولي اإليراد ال خصى "(.)2 يالحظ أن كتب الفقه تصيدف األحكيام عليى المعيامالت ولهياا الحكيم آمياف عليى الوقيائ اإلقتصادية ".رال المرحلة يبحث فيها عن الحكم الفقهى (المتعليم باإلقتصياد والميال) .وميا دام أن الحكم رنا رو المطلوب ،فَن رال المرحلة تق فى نطا عليم الفقيه ،ألنيه العليم الياى يبحث فيه عن األحكام الفقهية ويعرف بَنه :العليم باألحكيام ال يرعية العمليية المكتسيبه مين أدلتها التفصيلية ،أو رو مجموعة األحكام ال يرعية العمليية المسيتفادة مين أدلتهيا التفصييلية .وتسمى رال المرحلة باسم مرحلة الفقه اإلقتصادى والمالى "(.)3 مانيا :كتب الفقه التى أشافت إلى موضوعات إقتصادية :رنيا كتيب فقهيية متخصصيه فيى مجال واحيد محيدد وريى الكتيب التيى تحيدمت عين األفكياف اإلقتصيادية ،مثيل كتيب األميوال ( )1سيد قطب ،تفسير آيات الربا ،داف ال رو 1415 ،رـ 1995 ،م ،ص . 8 -5 ( )2د .محمد أحميد يقر ،اإلقتصياد اإلسيالمى مفياريم ومرتكيزات ،داف النهضيه العربيية1398 ،ريـ – 1978م ، ص . 49 ( )3د .ففعت السيد العوضى ،المصدف السابم ،ص . 25 -24 مؤتمرالتكامل المعرفي بين علوم الوحي وعلوم الكون 6 من 8 -6ينـاير 2009م 11-9الـمـحــرّ م 1430هـ مركز بحوث القرآن الكريم والسُّـنَّة جامعــة القــرآن الكــريم والعلـوم اإلسـالميـّة النَّبويّة والخراج واألحكام السيلطانيه ..وييرريا .كميا أن رنيا كتيب الفقيه تناوليت جميي مجياالت الفقه ،العبادات والعيادات ،ولكين أشيافت بصيري العبيافل إليى بعين األفكياف اإلقتصيادية ولي حكما فقهيا عن موضوع فى اإلقتصاد كما جا فى كتاب الكسب لإلمام ال ييبانى عين اإلستهال .ومن أرم الكتب التى يمكن اإلشافة اليها ما يلى : -1تسهيل النظر وتعجيل الظفر ألبى الحسن الماوفدى( المتوفى سينة 450ريـ) :يقيول ": فألنهييا المييواد التييى يسييتقيم الملييك بوفوفرييا ويختييل بقصييوفرا ،وتقييديررا عليى الملييو مستصعب ،ألنهيم ييرون بفضيل القيدفة بليو كيل ييرض ...في ن أقياموا بفضيل الحيزم على السياسية العادلية حتيى وقفيت بهيم القيدفة عليى تقيدير األميوال أن يعتبير بميا اسيتدام حصوله ،ويسهل و وله ،ولم يحت معه إليى التميا معيوز ...ميم ال يخليو حيال اليدخل إذا قوبل بالخرج من مالمة أحوال : األولييى :أن يفضييل الييدخل عيين الخييرج فهييو الملييك السييليم والتقييدير المسييتقيم ليكييون فاضييل الدخل ..فتَمن الرعية عواقب حاجته . الثانية :أن يقصر الدخل عن الخرج فهو الملك المعتيل ..فيهليك معيه الرعييه وينبسيط علييه األجناد . الثالثة :أن يتكافَ الدخل والخرج حتيى يعتيدل ..فيكيون المليك فيى زميان السيلم مسيتقرا وفيى زمان الفتو والحوادث مختال "(.)1 وراا حديث واض عن الموازنه الماليية بيين اإلييرادات والمصيروفات للدوليه ،وميا ليه مين اإلستقراف فى الدولة .مم تحدث عن أحوال الميزانية من أمر زييادة اإلنفيا عليى اإلييرادات وتوازن الميزانية مم زيادة اإليرادات على النفقات كما أماف م كلة كل حاله على حدل . – 2األحكام السلطانيه للقاضى أبى يعلى محمد بن الحسين الفرا (المتوفى سنة 458رـ): يقول أبو يعلى فى كتابه فصل فى ذكر الديوان وذكر أحكامه : " وأما تقدير العطا فمعتبر بالكفاية حتى يسيتغنى بهيا عين إلتميا ميادة تقطعيه عين حمايية البيضه . والكفاية معتبرة من مالمة أوجه : أحدرا :عدة من يعوله من الافافى والمماليك. والثانى :عدد ما يرتبطه من الخيل والظهر . والثالث :الموض الاى يحله فى الغال والرخص ،فيقيدف كفايتيه فيى نفقتيه وكسيوته لعاميه كله ،فيكون راا المقدف فى عطائه .مم يعرض حاله فى كل عام ،ف ن زادت فواتبه الماسه زيد ،وإن نقصت نقص . وإذا تقدف فزقه بالكفاية ،رل يجوز أن يزاد إذا اتس المال ظارر كالم أحمد :أنه يجوز زيادته على الكفاية إذا اتسي الميال لهيا ،ألنيه فيى فوايية أبى النضر العجلى ،والفئ بين الغنى والفقير . فقد جعل للغنى فيه حقا .والغنى إنما يكون فيما فضل عن حاجته . ويكون وقت العطا معلوما يتوقعيه الجييش عنيد اإلسيتحقا وريو يعتبير بالوقيت الياى يستوفى فيه حقو بيت المال .ف ن كانت تستوفى فى وقت واحد من السنة جعل العطا فيى ( )1تسهيل النظر وتعجيل الظفر فى أخال الملك وسياسة الملك ،ألبى الحسن الماوفدى ،تحقيم فضيوان السييد ، داف العلوم العربية ،بيروت ،1987،ص . 223 – 221 مؤتمرالتكامل المعرفي بين علوم الوحي وعلوم الكون 7 من 8 -6ينـاير 2009م 11-9الـمـحــرّ م 1430هـ مركز بحوث القرآن الكريم والسُّـنَّة جامعــة القــرآن الكــريم والعلـوم اإلسـالميـّة النَّبويّة فأ كل سنة .وإن كانت تستوفى فى وقتين جعل العطا فيى كيل سينة ميرتين .وإن كانيت تستوفى كل شهر جعل العطا فى فأ كل شهر"(.)1 فى رال الفقرات يعرض الكاتب كيفية تحديد األجيوف للعياملين فيى الدوليه عين طرييم تحديد الدولة لمستوى المعي ه والوض اإلقتصادى .ويرى الكاتب أن الحد األدنيى لألجيوف يتساوى إلى حد الكفاية وال يكون أقل من ذلك . مم بين حجيم األسيرة – مين األشييا الجميليه – أن الكاتيب أخيا فيى اإلعتبياف إحصيائية األسيرة وليم ينسيى أن يَخيا فيى اإلعتبياف إحصيائية الحييوان ومين يعمليون ليدى األسيرة مين صيدت ُّ ْم فَياَ ُفولُ ِفيي العمال .ويظهرذلك فى قوله تعالى :قَا َل ت َْز َفعُونَ َ س ْب َ ِس ِنينَ دَأَبا فَ َما َح َ سنبُ ِل ِه ِإال قَ ِليال ِمما ت ََ ْ ُكلُونَ [ . يوسف . ]47 :تر الحبة فى سنبلها حتى يتم حفيظ ميا يَكليه ُ اإلنسان وعلف الحيوان ،ألنه إذا دفست الحبوب وأحتفظ بها فقط من أين سييَكل الحييوان وقت يَتى القحط وسوف تموت الحيوانات من الجوع . كما أن الكاتب أشاف إلى فبط األجر بمستوى المعي ه فيى حالية الغيال وحالية الكسياد. وراا يعنى وجود جهة مسؤوله ت رف عليى األجيوف فيى الدولية ،مثيال ذليك وزافة الخدمية العامه واإل الح اإلدافى ورال اإلدافة أو الهيئة أو المؤسسة أو اللجنة أو سمى ميا شيئت - التى تختص بمراجعة األجوف بين الحين واآلخر -يير موجودة بَى شيكل مين األشيكال فيى أجهزة الدولة فى الوقت الرارن . - 3كتيياب إحيييا علييوم الييدين لإلمييام الغزالى(المتييوفى فييى سيينة 505رجرييية) ،يقييول الغزالييى عيين النقييود":من نعييم تعييالى خلييم الييدفارم و الييدنانير وبهمييا قييوام الييدنيا ورمييا حجران المنفعة فى أعيانهما ولكن يضطر الخلم إليهما من حيث إن كل إنسيان محتياج اليى أعيييان كثيييرل فييى مطعمييه وملبسييه وسييائر حاجاتييه ،وقييد يعجييز عمييا يحتيياج اليييه ويملييك مييا يستغنى عنه .كمن يمليك الزعفيران ميثال وريو محتياج اليى جميل يركبيه ،ومين يمليك الجميل فبما يستغنى عنه ويحتاج الى الزعفران ،فالبد بينهما من معاوضة والبد فى مقداف العوض من تقدير ...فتتعاف المعامالت جدا ،فيافتقرت ريال األعييان المتنيافرل المتباعيدة إليى متوسيط بينهما يحكم بينهما بحكم عدل فيعرف من كل واحد فتبته ومنزلته حتى إذا تقرفت المنيازل وترتبت الرتب علم بعد ذلك المساوى من يير المساوى ،فخلم تعالى اليدنانير واليدفارم حاكمين ومتوسطين بين سائر األموالحتى تقدف األموال بهما ،فيقال راا الجميل يسيوى مائية دينافوراا القدف من الزعفران يسوى مائة ،فهما من حيث إنهما مسياويان ب يئ واحيد ،إذن متسايان ،وإنما ،وإنما أمكن التعديل بالنقدين إذ ال يرض فى أعيانهما ولو كان فى أعيانهما يرض فبما اقتضى خصوص ذلك الغرض فى حيم ياحب الغيرض ترجيحيا وليم يقيتن ذلك فى حم مين ال ييرض ليه فيال ينيتظم األمير ،في ذن خلقهميا تعيالى لتتيداولهما األييدى ويكونا حاكمين بين األموال بالعدل .ولحكمة اخرى ورى التوسيل بهميا اليى سيائر األشييا .. ومن ملكهما فكَنه ملك كل شئ ..والنقد ال يرض فيه ورو وسيله إلى كل يرض "(.)2 من األستعراض السابم يمكن إستخالص األفكياف اإلقتصيادية الصيريحة التيى تتحيدث عن وظائف النقود بَنها ،مقيا للقيم ،وسيط للتبادل ،مخزن للقيم ،كما يمكن اإلستنباط من سيا الكالم أن يكون النقد أداة للمدفوعات المؤجله . ( )1األحكام السلطانية ،للقاضى أبى يعلى محمد بن الحسين الفرا الحنبلى ،داف الوطن ،الريياض ،بيدون تيافيي إ داف ،ص . 243 -242 ( )2إحيا علوم الدين ،لإلمام أبى حامد الغزالى ،داف الحديث ،الجز الراب ،كتاب الصيبر وال يكر،بيان تمييزميا يحبه تعالى عما يكرره1414 ،رـ 1994م ،ص .143 -142 مؤتمرالتكامل المعرفي بين علوم الوحي وعلوم الكون 8 من 8 -6ينـاير 2009م 11-9الـمـحــرّ م 1430هـ مركز بحوث القرآن الكريم والسُّـنَّة جامعــة القــرآن الكــريم والعلـوم اإلسـالميـّة النَّبويّة -4كتاب بداية المجتهد ونهاية المقتصد ،للفقيه أبى الوليد محمد بن فشيد (المتيوفى فيى سينة 595رييـ) قييال ":وأن العييدل فييى المعييامالت إنمييا رييو مقافبيية التسيياوى ،ولييالك لمييا عسيير إدفا التساوى فى األشيا المختلفة الاوات جعل الديناف والدفرم لتقويمهما :أعنى تقديررا، ولما كانت األشيا المختلفة الاوات :أعنى يير الموزونهة والمكيلة العدل فيهما إنما رو فيى وجود النسبة ،أعنى أن تكون نسبة قيمة أحد ال يئين إلى جنسه نسبة قيمية ال يئ اآلخير إليى جنسه ،مثال ذلك أن العدل إذا باع إنسان فرسيا بثيياب ريو أن تكيون نسيبة قيمية ذليك الفير إلى األفرا رى نسبة قيمة ذليك الثيوب إليى الثيياب ،في ن كيان ذليك الفير قيمتيه خمسيون فيجب أن تكون تلك الثياب قيمتها خمسون ،فليكن مثال الاة يساوى راا القيدف ععيدرا ع يرة أميواب ،في ذا اخييتالف ريال المبيعيات بعضييها بيبعن فييى العيدد واجيب فييى المعاملية العادليية أعنى أن يكون عديل فر ع رة أمواب فى المثل "(. )1 يمكن استخالص مفهوم القيمة من راا القول بان إبن فشد ييرى أن القيمية تتحيدد وفيم التكلفة لألشيا ،أى يَخا مفهوم القيمة التبادلية .ويمكين وضي ريال النسيبة فيى شيكل معادلية على النحو اآلتى : قيمة الثوب قيمة الفر ____________ = ع = _______________ إجمالى قيمة الثياب إجمالى قيمة األفرا وبعلومييية نفقيية تربيييية الفيير ونفقيية إنتييياج الثييوب يمكيين تحدييييد قيميية السييلعة فيييى السو (ع) ،كَن نقول 1000متر من القماش يعادل فر واحد . كالك يَخا إبن فشد بمفهيوم القيمية اإلسيتمالية ويظهير ذليك فيى قوليه ":وأميا األشييا المكيله والموزونه وكانيت منافعهيا متقافبية وليم تكين حاجية ضيروفية لمين كيان عنيدل منهيا نف أن يستبدله بالك الصنف .)2("...وركاا ف ن إبن فشد يَخا بطرفى القيمية – التبادليية واإلستعمالية ورما طرفى القيمة . مالثا :كتب الفكر اإلسالمى : رنا عدد من الكتيب التيى تناوليت أفكياف إقتصيادية واضيحة ال تقيل عين األفكياف التيى تناولها فواد االقتصاد الغربى .بل يمكن القول بيان الغربييون بمختليف ميااربهم أخياوا مين رال األفكاف مم عدلوا وبدلوا لتالئم فلسفتهم وماربهم .يمكن بالرجوع اليى بعين الكتيب فيى ريياا المجييال وذلييك وفييم الترتيييب الزمنييى للمؤلفييات (،بَخييا زميين وفيياة المؤلييف معيييافا للترتيب) على النحو اآلتى -: ()3 -1التبصر بالتجافة للجاحظ ( 255رـ) : ذكر بعن الموضوعات اإلقتصادية ورو يتحدث عن التجافة ودفوبها ،منها ما يلى : يقييول الجيياحظ " :الموجييود ميين كييل شييئ فخيييص بوجدانييه يييال بفقدانييه إذا مسييت إليييهالحاجه ". ويقول " :ما من شئ كثر إال فخص ما خال العقل ف نه كلما كثر يال ". كتاب حول الهند والجزائر ،لكافل مافك (: ) 8( )1بداية الم جتهد ونهاية المقتصد ،الفقيه أبى الوليد محميد بين فشيد ،داف الجييل ،الجيز الثيانى ،كتياب البييوع ، الباب الثانى فى بيوع الربا،الفصل األول فى معرفة األشيا التى ال يجوز فيها 1409 ، ...رـ 1989م ،ص .222 ()2المصدف السابم ،ص .223 ()3التبصر بالتجافة ،للجاحظ ،المكتبه ال املة ،اإل دافة الثانية . مؤتمرالتكامل المعرفي بين علوم الوحي وعلوم الكون 9 من 8 -6ينـاير 2009م 11-9الـمـحــرّ م 1430هـ مركز بحوث القرآن الكريم والسُّـنَّة جامعــة القــرآن الكــريم والعلـوم اإلسـالميـّة النَّبويّة المقوليية األولييى ت ييير إلييى شيييئين رمييا :قييانون العييرض والطلييب ،وقييانون المنفعييه .حيييث يقضى قانون العرض والطليب بَنيه " عنيد زييادة أسيعاف السيل تينخفن الكمييات المطلوبيه منها ،أما إذا زادت أسعاف السل ترتف الكميات المعروضه منها "(. )1 يالحظ أن راا القانون يتطابم م قول الجاحظ الم اف إليه .ويقضى قانون المنفعه باآلتى : عرفت جوان فوبنسون المنفعة بَنها " رى الخا ية فى السل التى تجعيل األفيراد يريبيون فى شرائها .وي ترى األفراد السل للتمت بالمنفعه عند إستهالكها " ( . )2وراا ما ذريب الييه الجاحظ عندما قال إذا مست الحاجه .أما تعرض الجاحظ إلى ذكر العالقة بين زيادة العقيل وسعرل ف نه تفو بالك ألن رال الحكمة تقضى بَن تزيد األجوف كلما زاد علم الفيرد .ورياا مييا يعتبييرل العصيير الحييديث ب ضييافة التكنلوجيييا الييى عنا يير اإلنتيياج ليصييب عييدد عنا يير اإلنتييياج خمسييية عنا ييير بيييدالمن التعرييييف التقلييييدى بَنهيييا (األفض والعميييل وفأ الميييال والتنظيم) ،كما أن التنظيم ي ير إلى اإلدافة والعلم والخبرة . -2اإلشييافة إلييى محاسيين التجييافل وي ييوش المدلسييين فيهييا ،ألبييى الفضييل جعفيير بيين علييى الدم قى(*) . يقول الدم قى فى كتابه ":وألن الصناعات مضمومة بعضيها إليى بعين كالبنيا يحتياجإلى النجاف والنجاف يحتاج إلى الحداد ، ..وتلك الصناعات تحتاج إليى البنيا فاحتياج النيا لهال العله إلى إتخاذ المدن واإلجتماع فيها ليعين بعضيهم لميل أليزمتهم الحاجيه إليى بعضيهم البعن ...ويقول الدم قى ايضا :فلما كان النا يحتاج بعضهم إلى بعن ..حتى إذا كان واحد منهم نجافا فَحتاج إلى حداد ..فال يجد وال مقادير ما يحتاجون إلييه متسياويه وليم يكين يعلم ما قيمة كل شئ من كيل جين وميا مقيداف العيرض عين كيل جيز مين بقيية األجيزا .. فلالك أحتيي إليى شيئ ييثمن بيه جميي األشييا ويعيرف بيه قيمية بعضيها مين بعين ،فمتيى احتاج اإلنسان إلى شئ مما يباع دف قيمة ذلك ال ئ من ذلك الجورر الاى جعل ممنا لسيائر األشيا ولو لم يفعل ذلك لكيان الياى عنيدل نيوع مين األنيواع كالزييت والقمي وعنيد ياحبه أنواع أخر ال يتفيم أن يحتياج رياا إليى ميا عنيد ذا ويحتياج ذا إليى ميا عنيد رياا فيى وقيت واحد ..وقد تكون حاجة احب القم إلى زيت كثير وحاجة احب الزيت إلى قم قلييل فيق اإلختالف بينهميا .فنظيرت األوائيل فيى شيئ ييثمن بيه جميعاألشييا فوجيدوا أن ميا فيى أيدى النا إما نبات أو حيوان أو معيادن ..فَسيقطوا النبيات والحييوان ألنهميا يسيرع اليهميا ()3 الفساد" ويقول الدم قى " :ووق إجماع النا كافة على تفضيل الارب والفضه لسرعة المواتالفى السبك والت كيل وحسن الرونيم وبقائهميا عليى اليدفن ومبيات السيمات التيى تحفظهيا مين الغييش ..فجعلييوا كييل جييز منييه بعييدة ميين أجييزا الفضييه وجعلورييا ممنييا لسييائر األشيييا ، ( )1د .عبد الواحد عثمان ،مصدف سبم ذكرل ،ص 103و . 115 ()2المصدف السابم ،ص . 3 (*) اإلشافة إليى محاسين التجيافة وي يوش المدلسيين فيهيا ،ألبيى الفضيل جعفير بين عليى الدم يقى ( ،مين علميا القرن الساد الهجرى ولقد فر المؤلف من كتابه فى 6فمضيان سينة 570ريـ ) ،وليم يعيرف تيافيي وفاتيه وال مولدل ولم يكن معروفا فى عصرل . ()3المصدفالسابم ،فصل فى الحاجة إلى المال الصامت ،ص . 17 -15 مؤتمرالتكامل المعرفي بين علوم الوحي وعلوم الكون 10 من 8 -6ينـاير 2009م 11-9الـمـحــرّ م 1430هـ مركز بحوث القرآن الكريم والسُّـنَّة جامعــة القــرآن الكــريم والعلـوم اإلسـالميـّة النَّبويّة فا طلحوا على ذلك لي ترى اإلنسان حاجته فى وقت إفادتيه وليكيون مين حصيل ليه رياان الجورران كَن األنواع التى يحتاج إليها حا لة فى يدل مجموعة لديه متى شا .)1(". فيميييا سيييبم يتحيييدث الدم يييقى كيييل مييين التخصيييص وتقسييييم العميييل ووظيييائف النقيييود وخصائصها كما يلى : (أ) التخصص وتقسيم العمل :يرى الدم قى أن األعمال متعددة ال يسيتطي أن يتخصيص فيها شخص واحد ،كما يياكر أن الحاجيات أيضيا متعيددل لهياا السيبب ييرى الدم يقى أن ييتم تقسيم العمل على سبيل التعاون . (ب) النقود :يمكن استنباط وظائف النقود مما سبم ذكرل على النحو اآلتى : وسيط للتبادل .ظهر فى إيرادل لمثال بي الزيت وشرا القم أو العك . مخزن للقيمة .ذكرل خصائص النقود سهولة الحمل والدوام والثبات النسبى . مقيا للقيم .ذكر بَن النا فى حاجه إلى شئ يثمن به األشيا . النقييود أداة للمييدفوعات المؤجلييه .يمكيين أن يفهييم ميين قولييه مجموعيية لديييه متييى شيياللمدفوعات اآلجله . كما يمكن إستخالص خصائص النقود من سيا كالم الدم قى بَنها : القبول العام والتمامل والقابليه لإلنقسام وسهولة الحمل و الدوام والثبات . (ج) األممان : ويقول الدم قى " :والوجه فى تعرف القيمة المتوسيطه أن تسيَل الثقيات الخبييرين عينسييعر ذلييك فييى بلييدرم ..ف ي ن لكييل بضيياعة قيميية متوسييطه فمييا زاد عليهييا سييمى بَسييما مختلفه ..ف ن كان مما الحاجة اليه ضروفيه كياألقوات سيمى الغيال العظييم ..في ن كيان النقصان يسيرا قيل قد ردأ السعر ف ن نقص أكثير قييل قيد كسيد ..في ن نقيص سيعرل .إميا لقلة طالب أو ألمن سبيل. )2(". فييى ريياا ي ياكر الدم ييقى تغييير األممييان وفييم الظييروف المختلفييه .وي ييير إلييى إفتفيياع األسييعاف وإنخفاضييها وفييم الطلييب أو العييرض .والقيميية المتوسييطه التييى ذكررييا يقصييد بهييا الثمن العادل الاى يتحقيم فيى سيو المنافسيه الكامليه .وميا يجيدف ذكيرل أنيه يمكين القيول أن الدم قى إستخدم التحليل اإلقتصادى حول السعر باكرل العوامل التى تؤمر فيه . إضافة الدم قى للتحليل اإلقتصادى : يالحييظ أن الدم ييقى قييدم تحليييال إقتصيياديا للمتغيييرات المعروفييه مثييل األممييان والنقييود والتخصص .كما أن المنه الاى قدمه الدم قى رو تحليل للواق المعياش مميا يمكين القيول أنييه وض ي أسييا اإلقتصيياد الوضييعى .وذلييك ألنييه نيياقش العالقييات اإلقتصييادية لعييدد ميين المتغيييرات مثييل العالقييه بييين الييدخل واإلسييتهال واإلدخيياف واإلسييتثماف .بهيياا يمكيين إعتبيياف مسارمته فى التحليل اإلقتصادى الوضعى مسارمه فال . -3المقدمة إلبن خلدون (**) (توفى سنة 808رـ) لقد حظى إبن خليدون ب رتميام كبيير مين البياحثين مين كيل التخصصيات وبكيل اللغيات تقريبا .ويعتبر كتابه المقدمة مسارمه كبيرل فى مجال علوم اإلقتصاد واإلجتماع والسياسه. رل إسيتطاع إبين خليدون أن يقيدم نميوذج إقتصيادى أى ريل إسيتطاع إبين خليدون أن يعرض الم كلة اإلقتصادية بصوفل علميه وكيف تعامل م رال الم كله يمكن إيراد بعن التعريفات المهمه التى من شَنها توضي مسارمة إبن خلدون : ()1المصدف السابم ،ص . 18 ()2المصدف السابم ،فصل فى المعرفة بالقيمة المتوسة لسائر األعراض ،ص . 23 - 22 مؤتمرالتكامل المعرفي بين علوم الوحي وعلوم الكون 11 من 8 -6ينـاير 2009م 11-9الـمـحــرّ م 1430هـ مركز بحوث القرآن الكريم والسُّـنَّة جامعــة القــرآن الكــريم والعلـوم اإلسـالميـّة النَّبويّة العلييم " :رييو عمييل فكييرى إنسييانى ردفييه معرفيية العييالم بمييا فيييه وميين فيييه ،لكييى نتبييينالماضييى ونييتفهم الحاضيير ونتو ييل إلييى توق ي المسييتقبل توقعييا يمكننييا ميين الثييَمير فيييه وتوجيهه بَقصى ما يمكن أن تتو ل اليه قدفتنا من تَمير وتوجييه . )1(".وللعليم معيالم تميزل ورال المعالم رى . -1الدقة والوضوح للظوارر والمعانى بحيث ال يؤدى إلى أى لب أو يميوض فيى العبافات . -2اإلعتماد على قوانين وقواعد وأدوات البحث العلمى المعروفه . -3التحليل العلمى للنموذج الاى تم يايته من المتغيرات الم اردل . -4القدفل التفسيريه للواق زمانيا ومكانيا . النموذج " :يقول اإلقتصاديون أن النموذج رو ذلك البنيان الفكرى النظرى الاى يعطىييوفل مجييردل علييى العييالم وعلييى م ييكلة اإلقتصييادى فييى شييكل يييربط بييين األسييباب والمسييببات فبطييا منطقيييا دقيقييا ميين شييَنه أن يبييرز القييوانين التييى تحكييم فييى الظييوارر المختلفه الكثيرل وذلك من أجل التحكم فيها وتوجيهها . )2(". وراا يعنى أن بنا النموذج يعتمد على : جم البيانات والم اردات والمعلومات من الواق المعاش إكت اف الرابط بين رال المتغيرات وإن ا العالقات السبببه بينها .وركيياا بتفاعييل كييل ميين الواقيي والعقييل – اليياى يمييدنا بالوسييائل – يمكيين تكييوين الصوفل المطلوبه . التَسي األوفبى لعلم اإلقتصاد : لقد تَس علم اإلقتصاد فى أوفبا على مالمة أس رى : (أ) األسا المعرفى :يعتمد النظرل األوفبيه إلى أن المعرفه مصدفرا اإلنسيان ، مما يعنى فى الغالب األعم إستخدام العقل فى التحليل وتحقيم النتائ وتفسيررا . (ب) التحليل اإلقتصادى :إعتمد التحليل اإلقتصادى فى أوفبا على الموضيوعيه ،بمعنى استبعاد األخال والدين ب عتباف أنها من أموف الغيبيات من التحليل . (ج) القييانون اإلقتصييادى :الترتيييب المقبييول للمعرفييه رييى :يبييدأ األميير بمالحظيية الواق مم تتم ياية رال المالحظات فى شكل فرضيات فى قابلة للصيد والكياب ومين ميم وبعييد دفاسييتها وعنييد مرحلييه معينييه ميين التحليييل تتحييول رييال الفرضيييات إلييى نظريييه أى ال تصد فى كل األحوال ،مم إذا مبتت أمام بعن اإلختبافات تتحيول مين محين نظرييه إليى قانون إقتصادى ،مم ترتقى إلى مرتبة الحقيقه العلمية إذا أمبت قدفتها التحليليه فى مطابقتها للواق التطبيقى فى أى زمان وفى أى مكان . والقانون اإلقتصادى رو الاى يبحث فى العالقات اإلقتصادية ويتحكم فيها . استنادا إلى المقدمات السابقه للتعريفات رل يمكن القول أن ريال المعيايير تنطبيم عليى ما كتبه إبن خلدون أى رل إلبن خلدون نموذج إقتصادى ويمك إمبات ذلك بالرجوع إلى ما كتبه فى المقدمه . أوال :البعد المعرفى -: (**) قال مؤلف كتاب المقدمة إبن خلدون ورو يبين تافيي انتها الكتابية قيائال :أتمميت رياا الجيز األول بالوضي والتَليف فى مدة خمسة أشهر فى منتصف عام 779رـ . ( )1د .أحمد بو ذفوة ،اإلقتصاد السياسى فى مقدمة إبن خلدون ،داف إبن خلدون ،بيروت1984 ،م ،ص .45 ()2المصدف السابم ،ص . 53 مؤتمرالتكامل المعرفي بين علوم الوحي وعلوم الكون 12 من 8 -6ينـاير 2009م 11-9الـمـحــرّ م 1430هـ مركز بحوث القرآن الكريم والسُّـنَّة جامعــة القــرآن الكــريم والعلـوم اإلسـالميـّة النَّبويّة -1يقول إبن خلدون فى معنى الخالفة واإلمامة ،الفصل الخام والع رون: " وجب أن نرج إليى قيوانين سياسييه مفروضيه يسيلمها الكافية ينقيادون إليى أحكامهيا ، في ذا كانييت ريال القييوانين مفروضيه ميين العقيال وأكييابر الدوليه وبصييرائها كانيت سياسييه عقليه ،وإذا كانت مفروضه مين ب يافع يقرريا وي يرعها كانيت سياسيه دينييه نافعيه فى الحياة الدنيا وفى اآلخرل ..وال افع أعلم بمصيال الكافيه ومقصيود ال يافع بالنيا الح آخرتهم فوجب بمقتضى ال رائ حمل الكافه عليى األحكيام ال يرعيه فيى أحيوال دنيارم وآخرتهم .)1(" . يياحب ال ييريعة إوس ي إلتسيياع نطاقهييا عيين -2وفييى قييول آخيير يقييول ":إن مييداف مداف األنظاف العقلية فهى فوقها ..ف ذا ردانا ال افع إليى ميدف فينبغيى أن نقدميه على مدافكنا ..وال ننظر فى تصحيحه بمداف العقل ولو عافضه ..ونفوضيه إليى ()2 ال افع ونعزل العقل عنه " مما سبم ف ن إبن خلدون يعتبر كال من النقل والعقل مو له إليى المعرفية .وقيد جعيل النقل وريو ال يرع حاكميا عليى العقيل ،كميا ألنيه إنتقيد الياين يعتميدون عليى العقيل فقيط فيى إدفا الكون أو المعرفة . مانيا :البعد التحليلى -: يقول إبن خلدون فى الكتاب األول ،فى طبيعة العمران فى الخليقية " : ...في ن الينف إذا كانت على حال اإلعتدال فى قبول الخبر أعتطته حقه من التمحيص والنظير حتيى تتبيين دقه ...أما األخ باف عن الواقعات فالبد فى دقها و حتها من إعتبياف المطابقية ،فليالك وجب أن ينظر فى إمكان وقوعه و اف فيها ذلك أرم من التعيديل ومقيدما علييه ..وإذا كيان ذلييك فالقييانون فييى تمييييز الحييم ميين الباطييل فييى األخبيياف باإلمكييان واإلسييتحالة أن ننظيير فييى اإلجتماع الب رى الاى رو العمران ونميز ما يلحقه من األحوال لااته وبمقتضى طبعيه وميا يكون عافضا ال يعتد به ..وإذا فعلنا ذلك كان ذلك لنا قانونا فى تمييز الحم من الباطيل فيى األخباف والصد مين الكياب بوجيه برريانى ال ميدخل لل يك فييه ..في ذا سيمعنا عين شيئ مين األحوااللواقعييه فييى العمييران علمنييا مييا نحكييم بقبولممييا نحكييم بتزييفييه وكييان ذلييك لنييا معيييافا ()3 حيحا يتحرى به المؤفخون طريم الصد والصواب فيما ينقلونه " ميين ريياا اليينص يالحييظ أن إبيين خلييدون يعتمييد علييى تحليييل الواقي الم ييارد سييوا عيين طريم جم البيانيات األوليية مين مصيادفرا أو عين طرييم الم ياردة والمالحظية .ورياا ال ينفى عند إبن خلدون التحليل المعيافى بل رو يعتمد علية بصوفل اسيا .بمعنيى آخير ريو يعتبر ال رع طريقا للمعرفه كما سبم ذكرل .ومن مم يمكن أن نقول أن إبن خليدون إسيتخدم التحليييل اإلقتصييادى ب ييقيه الموضييوعى والمعيييافى أو النقييل والعقييل أو بعنييى آخيير الحكييم القيمى أو ال رعى جنبا إلى جنب م الحكم التجريبى الاى يعتمد على العقل . مالثا :القوانين اإلقتصادية -: يقول إبن خلدون فى بداية كتابه " :أميا بعيد في ن فين التيافيي مين الفنيون التيى تتداوليه األمم واألجيال وت د إليه الركائب والرحال وتسمو إليى معرفتيه السيوقة واأليفيال وتتنياف فيه الملو واألقيال وتتساوى فيى فهميه العلميا والجهيال .إذ ريو فيى ظياررل ال يزييد عليى أخباف عن األيام والدول .والسوابم من القرون األول .تنميو فيهيا األقيوال .وتضيرب فيهيا ()1المقدمة إلبن خلدون ،داف الجيل بيروت ،بدون تافيي ،ص . 210 ()2المصدف السابم ، ( )3المصدف السابم ،ص .42 -41 مؤتمرالتكامل المعرفي بين علوم الوحي وعلوم الكون 13 من 8 -6ينـاير 2009م 11-9الـمـحــرّ م 1430هـ مركز بحوث القرآن الكريم والسُّـنَّة جامعــة القــرآن الكــريم والعلـوم اإلسـالميـّة النَّبويّة األمثال ...وتؤدى لنا شَن الخليقة كيف تقلبت بها األحوال..وفى باطنه نظر وتحقيم وتعليل للكائنات ومبادئها دقيم .وعلم بكيفيات الوقائ وأسبابها عميم فهو لالك أ ييل فيى الحكمية عريم وجدير بَن يعد فى علومهيا خلييم .وإن فحيول الميؤفخين فيى اإلسيالم قيد إسيتوعبوا ()1 أخباف األيام وجمعورا .وسطرورا فى فحات الدفاتر " . يقول أبن خلدون فى القدمة ،فى فضيل التيافيي وتحقييم مااربيه " :...حتيى تيتم فائيدة اإلقتدا فى ذلك لمن يرومه فى أحوال الدين والدنيا فهو محتاج إليى مخخيا متعيددة ومعيافف متنوعة وحسن نظر وتثبت يفضيان بصاحبهما إلى الحم وينكبان به عن المزالت والمغالط ألن األخبيياف إذا أعتمييد فيهييا علييى مجييرد النقييل ولييم تحكييم أ ييول العييادة وقواعييد السياسييه وطبيعة العمران واألحوال فى اإلجتماع اإلنسانى وال قي الغائيب منهيا بال يارد والحاضير بالاارب فربما لم يؤمن فيها من العثوف ومزلة القدم والحيد عن جادة الصد .وكثيرا ما وقي للمؤفخون والمفسرين وأيميية النقييل ميين المغييالط فييى الوقييائ ...ألعتمييادرم فيهييا علييى مجييرد النقييل ..ولييم يعرضورا على أ ولها وال قاسيورا بَشيبارها وال سيبرورا بمعيياف الحكمية والوقيوف عليى طبييائ الكائنيياتوتحكيم النظيير والبصيييرة فييى األخبيياف .فضييلوا عيين الحييم ..وال سيييما فييى إحصا األعداد من األموال والعساكر. )2(".. يقييول إبيين خلييدون فييى فصييل أن الدوليية لهييا أعميياف طبيعييية كمييا لألشييخاص ":إال أن الدوليية فييى الغالييب ال تعييدو أعميياف مالميية أجيييال والجيييل رييو عميير شييخص واحييد ميين العميير الوسط فيكون أفبعين الاى رو إنتها النمو والن و إلى يايته ،قال تعالى َ :حتيى إِذَا بَلَي َغ أَ ُ س ينَة [ األحقيياف .]15:ولهيياا قلنييا أن عميير ال ييخص الواحييد رييو عميير شييدلُ َوبَلَ ي َغ أ َ ْفبَ ِعييينَ َ الجيل ..ألن الجيل األول لم يزالوا على خلم البداوة وخ ونتها ..والبسالة ..واإلشيترا فيى المجد فال تزال بالك سوفة العصبية محفوظه فيهم فحدرم مررف وجانبهم مرروب والنيا لهم مغلوبون . والجيييل الثييانى تحييول حييالهم بالملييك والترفييه ميين البييداوة إلييى الحضييافة وميين ال ييظف إلييى الترف ومن اإلشترا فى المجد ألى انفيراد الواحيد بيه وكسيل البياقين عين السيعى فييه ومين األسييتطالة إلييى ذل السييؤال فتنكسيير سييوفة العصييبية بعيين ال ييئ وتييؤن ميينهم المهانيية والخضوع ويبقى لهم الكثير من ذلك بميا أدفكيوا الجييل األول ،وباشيرو أحيوالهم وشياردوا إعتزازرم وسعيهم إلى المجد ..وال يسعهم تر ذلك بالكلية وإن ذرب منه ما ذرب . وأما الجيل الثالث فينسيون عهيد البيداوة والخ يونة كيَن ليم تكين ويفقيدون حيالوة العيز والعصبية بما رم فيه من ملكية القهير ويبليغ فييهم التيرف يايتيه ..وتسيقط العصيبية بالجمليه وينسون الحماية والدافعة ..ف ذا جا المطالب لهم لم يقاوموا مدافعته فيحتاج احب الدولة حينئا إلى اإلستظهاف بسوارم من أرل النجدة . فهال كما ترال مالمة أجيال فيها يكون ررم الدولة وتخلفها ولهياا كيان إنقيراض الحسيب فييى الجيييل الرابي كمييا ميير فييى أن المجييد والحسييب إنمييا أفبعيية آبييا وقييد أتينييا فييه ببررييان طبيعى كاف مبنى على ما مهدنال قبيل مين المقيدمات ..و ريال األجييال الثالمية عمرريا مائية وع رون سنة ول تعدو الدول فى الغالب راا العمر بتقريب قبله أو بعيدل إال إن عيرض لهيا عافض . ( )1المصدف السابم ،ص . 4 -3 ()2المصدف السابم ،ص . 10 مؤتمرالتكامل المعرفي بين علوم الوحي وعلوم الكون 14 من 8 -6ينـاير 2009م 11-9الـمـحــرّ م 1430هـ مركز بحوث القرآن الكريم والسُّـنَّة جامعــة القــرآن الكــريم والعلـوم اإلسـالميـّة النَّبويّة ولهيياا يجييرى علييى ألسيينة النييا فييى الم ييهوف أن عميير الدوليية مائيية سيينة وريياا معنييال فاعتبرل واتخا منه يصح لك عدد اآلبا فى عمود النسب . )1(". من النصوص السابقه يمكن استخراج الحقائم الظاررة التى يرارا إبن خلدون كما يلى : أن التافيي علم من العلوم وذلك لتوفر شروط العلم ورى : فبط األسباب بالمسببات ،أى مبدأ سببية األحيداث وتسلسيلها وإكت ياف العالقية بين الوقائ . إستنتاج المباد العامه التى يمكن إستخدامها فى التفسير والتحليل . الدقة والعمم والصد رى منه البحث العلمى . الغاية من فهيم الماضيى والحاضير والمسيتقبل وسيرد الحقيائم التافيخييه ريى وضياألس ي والقواعييد للعلييم .والتييى يمكيين إسييتخدامها فييى المجيياالت المختلفيية ووض ي الحلييول والمقترحات وإجرا السياسيات وإتخياذ القيرافات مميا ييؤدى إليى تجياوز الم ياكل وتحقييم العداليية والسييالم للب ييرية .كمييا أن التعييرف علييى الماضييى رييو أسييا القييدفة علييى التنبييؤ وإست راف المستقبل ومن مم فهم التطوف. ب كت اف القوانين اإلقتصادية تحولت األفكياف اإلقتصيادية إليى عليم اإلقتصياد ،فيالقوانينعند إبن خلدون وفم النصوص السابقة . * لهييا قييدفة تفسيييرية .واضي ذلييك فييى قييول إبيين خلييدون " :أنهييم معتييادون النظيير الفكييرى والغوص على المعانى وانتزاعها من المحسوسيات وتجرييدرا فيى اليارن أميوفا كليية عامية ليحكم عليها بَمر العموم ال بخصوص مادة . 2" ... * التعميم .أى كما فى مجال اإلقتصاد ف ن القانون ال يتَمر ال بالمكان وال بالزمان . * للقانون مرجعية .ألنه قانون يميز الخبيث من الطيب والحم من الباطل .ومن اجمل ميا يمكيين اإلشييافة إليييه فييى ريياا الخصييوص أن إبيين خلييدون ي يير إلييى رييال المرجعييية للماضييى والحاضر ولي للمستقبل ألن الغيب اليعلمه إال . ا كت ف إبن خلدون وأشاف إلى عدد من القوانين اإلقتصادية يمكن إجمالهيا عليى النحيو اآلتى : أوال :دفاسة مراحل إنتقال المجتمي وذكير القيوانين التيى تحكيم ريال الحركية ،ميثال عالقية الحضافة والتنمية بالقطاعات اإلقتصادية ونمورا . مانيا :ذكير إبين خليدون فيى مقدمتيه عيدد كبيير مين المتغييرات اإلقتصيادية وقيدم لهيا تحلييال متقدما ،مثل :قوانين اإلنتياج والسيو والنميو اإلقتصيادى وكثيير مين القيوانين اإلقتصيادية األخرى التى يجعل من إبن خلدون أبو اإلقتصاد بحم . النتائ -: تو ل البحث إلى أن -: -1قييدم المسييلمون مسييارمة كبيييرة فييى مجييال المعرفيية اإلقتصييادية ،كمييا تطييوف الفكيير اإلقتصييادى عنييد إبيين خلييدون وبييان بَبعييادل الثالمييه المعروفيية ورييى ( :أ) األسييا المعرفى ( -ب) التحليل ( -ت) القانون . - 2شييرح المفكييرون المسييلمون وبيياألخص إبيين خلييدون القييانون الطبيعييى فييى مجييال اإلجابة على السؤال كيف أميا فيى إطافالسيبب ورواإلجابية عليى السيؤال لمياذا كيان ()1المصدف السابم ،ص .189 -188 ()2المصدف السابم ،ص . 599 مؤتمرالتكامل المعرفي بين علوم الوحي وعلوم الكون 15 من 8 -6ينـاير 2009م 11-9الـمـحــرّ م 1430هـ مركز بحوث القرآن الكريم والسُّـنَّة جامعــة القــرآن الكــريم والعلـوم اإلسـالميـّة النَّبويّة إبن خلدون يقول قوله تعالىَ :ف َمن شَا َف ْليُؤْ ِمن َو َمن شَا فَ ْل َي ْكفُ ْر [ الكهيف ،]29 :أى التسليم بَمر ،وراا ناب من إيمانه بالغيب .بمعنى أن إبين خليدون إعتميد عليى النقيل فى اإلقتصاد إذا كانت اإلجابة تتعلم بَمر ييبى ،وعلى إعمال العقيل إذا تتطليب األمير ذلك .ولقد فر بين النقل والعقل ووض لهما حدا فا ال بينا . -3سييبب توقييف العطييا اإلسييالمى فييى اإلقتصيياد عنييد إبيين خلييدون -أى القييرن التاس ي الميالدى – يرج إلى سببين رما : (أ) التغريييب ،ويرج ي ذلييك إلييى اإلسييتعماف اليياى إسييتطاع أن ي ييكل عقييل المسييلم باألفكاف الغربية ،عن طريم التعليم . (ب) توقف اإلجتهاد وإعمال العقل فى المسائل والمستجدات . التو ية -: اإلرتميام بيالتراث اإلسيالمى فيى مجيال العليوم والتخصصيات المختلفيه خا ية ميا جيا عين اإلقتصاد فى جمي المراجي والمصيادف الفقهيية والتافيخيية وكتيب الفكير .ووضي فهياف لهيال المراجي توضي المصيطلحات والموضييوعات .واإلرتميام بعمييل دفاسيات واإلسييتفادة من الباحثين وطالب العلم فى كل مرافم التعليم ومؤسسات البحيث العلميى ومين ميم توميقهيا حتى يمكن تناولها بيسر وسهوله . مؤتمرالتكامل المعرفي بين علوم الوحي وعلوم الكون 16 من 8 -6ينـاير 2009م 11-9الـمـحــرّ م 1430هـ
© Copyright 2024 Paperzz