تحميل الملف المرفق

‫البالغة العالية في آية المداينة‬
‫دكتور ‪ /‬سعيد جمعة‬
‫األستاذ المساعد في جامعة األزهر‬
‫فرع المنوفية‬
‫نقال موقع صيد الفوائد‬
‫‪www.saaid.net‬‬
‫مع تحيات موقع‬
‫موسوعة اإلعجاز العلمي في القرآن والسنة‬
‫‪www.55a.net‬‬
‫يقول هللا تعالى‪:‬‬
‫(يا أَُّيها َّالِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َجدم ُم َس فدمى َفدا ُْتُُبولُ َوْلَي ْكتُ ْد‬
‫أ‬
‫دى‬
‫ل‬
‫إ‬
‫ن‬
‫ي‬
‫دد‬
‫ب‬
‫م‬
‫ت‬
‫ن‬
‫اي‬
‫د‬
‫ت‬
‫ا‬
‫ذ‬
‫إ‬
‫ا‬
‫و‬
‫ن‬
‫آم‬
‫ين‬
‫ذ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫َ ْ‬
‫َ‬
‫َ َ‬
‫ا‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َّ‬
‫َب ْيد َدن ُك ْم َكاتدد ْ ِباْل َع د ْدد ِل َوك َيدد ْ َ َكاتد د ْ أ ْ‬
‫َن َي ْكتُدد َ َك َم ددا َعل َمدد ُ َّ ُ َفْلَي ْكتُد د ْ‬
‫ِ‬
‫دَ َوْلَيتَّد ِ‬
‫دان‬
‫َوْل ُي ْمِلد ِدم َّالد ِدذل َعَل ْيد ِ اْل َحد ُّ‬
‫دَ َّ َ َرََّد ُ َوك َيد ْدب َي ْئ م ْند ُ ََد ْديئا َفدِ ْن َكد َ‬
‫َّالد ِدذل عَليد ِ‬
‫دَ سد ِدفيها أَو د ِدعيفا أَو ك يسددتَ ِ‬
‫َن ُي ِمد َّدم ُهد َدو َفْلُي ْمِلد ْدم‬
‫أ‬
‫يع‬
‫ُ‬
‫د‬
‫ح‬
‫ل‬
‫ا‬
‫ُّ‬
‫ْ‬
‫ُ ْ‬
‫ْ َ‬
‫ْ َْ‬
‫َْ َ َ‬
‫ِ‬
‫وِلُّي ِباْلع ْد ِ‬
‫وندا َر ُجَل ْدي ِن َف َر ُج ْدم‬
‫و‬
‫ل‬
‫استَ َْ ِه ُدوا ََ ِه َيد ْي ِن م ْن ِر َج ِال ُُ ْم َفِ ْن َل ْدم َي ُك َ‬
‫َ ُ َ َ ْ‬
‫الَدهد ِاَ أ ِ‬
‫ِ‬
‫وام أرَتَ ِ ِ‬
‫ِ‬
‫اه َما‬
‫ان م َّم ْدن تَ ْر َ ْدو َن م َدن ُّ َ َ ْ‬
‫اه َما َفتُد َذ فك َر ِإ ْح َدد ُ‬
‫َن تَ َّدم ِإ ْح َدد ُ‬
‫َ َْ‬
‫ُّ‬
‫الَدده َداَ ِ‬
‫صد ِ ي ار أ َْو‬
‫دول‬
‫د‬
‫ب‬
‫ت‬
‫ُ‬
‫ت‬
‫َن‬
‫أ‬
‫ا‬
‫و‬
‫َم‬
‫د‬
‫س‬
‫ت‬
‫ك‬
‫و‬
‫ا‬
‫و‬
‫د‬
‫ع‬
‫د‬
‫دا‬
‫د‬
‫م‬
‫ا‬
‫ذ‬
‫إ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْاأل ْ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُيد َدرو َوك َيد ْ َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ ْ ُ‬
‫َ‬
‫َ ُ‬
‫ُ ِع ْن َدد َّ ِ وأَ ْقدوم ِ‬
‫َكِبي ار ِإَلى أَجِل ِ َذِ‬
‫لَده َاد َِ وأ َْدَندى أ َّ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫دابوا ِإ َّك‬
‫ت‬
‫ر‬
‫ت‬
‫َك‬
‫ل‬
‫د‬
‫س‬
‫ق‬
‫أ‬
‫م‬
‫ُ‬
‫ل‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ ُ‬
‫َ‬
‫َ َُ َ َ‬
‫ْ َ‬
‫أَن تَ ُُون ِتجارَ حا ِ درَ تُ ِ‬
‫ونها بي َدن ُكم َفَلديئ عَلدي ُكم جَنداا أ َّ‬
‫وهدا‬
‫ب‬
‫ت‬
‫ُ‬
‫ت‬
‫َك‬
‫ير‬
‫دد‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫َ َ َ ا َ َ َ ُ َ َ َْ ْ ْ َ َ ْ ْ ُ ْ‬
‫ُ َ‬
‫ََ د ِهدوا ِإ َذا تَبددايعتُم وك ي د َّ ِ‬
‫دار َكات د ْ َوك ََ د ِه ْيد َ َوِا ْن تَْف َعُل دوا َفِ َّن د ُ ُف ُسددو ْ‬
‫َوأ ْ ُ‬
‫َ َْ ْ َ ُ َ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ ِ‬
‫َّ‬
‫ِ‬
‫يم) (البقرَ‪)282:‬‬
‫ب ُك ْم َواتُقوا َّ َ َوُي َعفل ُم ُك ُم َّ ُ َو َّ ُ ب ُك فم ََ ْيَ َعل ْ‬
‫تقديم‬
‫الحمد هلل ر العالمين ’ والصالَ والسالم على ياتم النبيين‪ ،‬وعلى آل وصحب أجمعين‪ ،‬ومن اهتدو‬
‫بهديهم إلى يوم الدين‪ ،‬أما بعد‪:‬‬
‫ف ن المتابع لالقتصاد العالمي – ف ال عن اكقتصاد اإلسالمي – ك ييفى علي مالحظة هذل الظاهرَ‬
‫عمت جم المعامالت‪ ،‬بين‬
‫ ظاهرَ التعامم بالدين –التي سادت األسوا ‪ ،‬واتسع نُاقها حتى ف‬‫الَركات‪ ،‬والمؤسسات‪ ،‬والبنوك‪ ،‬واألفراد حتى بين الدول بع ها وبعض‪.‬‬
‫سلفا أن الديون و المعامالت التي تدور في فلُها كثيرَ‪ ،‬منها‪( :‬بيع السلم‪ ،‬والبيع باألجم‪،‬‬
‫والمعلوم ا‬
‫والبيع بالتقسيُ‪ ،‬والقرض الصريح) وما َاب ذلك‪....‬‬
‫ولقد ديلت الديون بيوتا كثيرَ في عصرنا الحا ر في ظم ظروف اقتصادية صعبة زاد فيها الُساد‪،‬‬
‫وقم فيها اإلنتاج‪ ،‬وكثر فيها اكستيراد‪ ،‬وزاد من تفاقم األمر رغبة الُثير من النائ في التمتع بكماليات‬
‫الحياَ الحديثة التي باتت تعلن عن نفسها في كم مكان‪ ،‬وتزينت في إعالناتها بكثير من سبم اإلغراَ‪،‬‬
‫من َاُلة‪:‬‬
‫تمتع بكم ما تريد وك تدفع اآلن‪.‬‬
‫بدون مقدم‪.‬‬
‫بدون فوائد‪.‬‬
‫على يمسين قسُا‪.‬‬
‫أول قسُ بعد ثالثة أَهر‪......‬‬
‫إلى آير تلك الم ريات الُثيرَ‪ ,‬والنفئ راغبة إذا رغبتها‪ ،‬فيجد اإلنسان نفس قد امتلك السلعة في وقت‬
‫الحا ر دون أن يدفع َيئا‪ ,‬ولم ينظر في عاقبة أمرل‪ ،‬وغالب ا ما تُون عاقبة أمرل يس ار‪!!..‬‬
‫وهكذا صار المجتمع إلى هذل الهاوية‪ ،‬وهي دائرَ ك تُاد تنتهي‪ ،‬وَياصة بعد تعذر السداد‪ ،‬إما بسب‬
‫إعسار المدين‪ ،‬أو المماُلة وادعاَ الفقر‪.‬‬
‫هذا في نوع واحد من أنواع التعامم بالدين ‪ -‬وهو بيع التقسيُ ‪ ،-‬ف ذا نظرت إلى البنوك وما تعُي من‬
‫قروض‪َ ،‬والى معامالت الَركات‪ ،‬والمؤسسات‪ ،‬هالك المَهد‪ ،‬ورأيت الصورَ قاتمة‪ ،‬حتى كثرت‬
‫اليالفات والق ايا المُروحة أمام الق اَ بسب الديون‪ ،‬وحتى أصبح اإلنسان المسلم اآلن ك هم ل ‪،‬‬
‫وك َاغم إك كيفية سداد ما علي من ديون‪ ،‬واليروج من التبعات التي فر ت علي حينا‪ ،‬وسعى إليها‬
‫أحيانا أيرو‪ ،‬وك نني أرو األمر مدب ار للعالم اإلسالمي حتى يظم أهل في هذل الدائرَ التي ك تنتهي‪.‬‬
‫ولما كانت هذل المَكلة تمئ الُثيرين _ حيث هي من البالول العامة _ كان كبد من البحث لها عن‬
‫عالج‪ ،‬لنيرج من هذا الُوفان الجديد‪ُ ،‬وفان الديون‪.‬‬
‫وك َك أن عالج مَكالت الحياَ كلها كامن في كتا‬
‫هللا تعالى‪ ،‬وسنة نبي –صلى هللا علي وسلم‪-‬‬
‫ولقد جاَت آية واحدَ في القرآن الُريم لتعالج هذل المَكلة‪ ،‬وتنظم‪ ،‬وت من الحقو المالية بين النائ‪،‬‬
‫وهي أُول آية في القرآن الُريم‪.‬‬
‫فالمَكلة إذن قائمة‪.‬‬
‫والحم في كتا‬
‫هللا تعالى‪.‬‬
‫والذل يبقى هو إماُة اللثام عن مقصود اآلية‪ ،‬ودككتها‪ ،‬وجذ‬
‫اآلفة التي نحن بصددها‪ ،‬حتى يكون النائ على بينة من أمرهم‪.‬‬
‫أنظار النائ إلي العالج الرَاني لهذل‬
‫كما أن كَك في أن علم البالغة هو العلم الذل ي ع في مقدمة أولويات محاولة الوصول إلى أقر‬
‫مقصود من المعنى القرآني‪ ،‬ولذلك كان تناول هذل اآلية تناوك بالغيا يبت ى من يالل الوصول إلى‬
‫أقر المرادات اإللهية من اآلية القرآنية‪ .‬وَهذا توفر للبحث مقومات األساسية‪:‬‬
‫فمحم البحث‪ :‬آية الدين‪.‬‬
‫ونوع البحث‪ :‬بحث بالغي‪.‬‬
‫والسب‬
‫الداعي إلي ‪ :‬ما ألم بالمجتمع من أعباَ بسب‬
‫الديون‪.‬‬
‫وال اية من البحث‪ :‬محاولة الوصول إلى مراد اآلية وحكمها الفصم في هذل المَكلة؛ ليتبين لنا أيها‬
‫حَ؟‬
‫هم هو إُال هذا النوع من التعامم _ كما هو حادث اآلن في المجتمع اإلسالمي ؟‬
‫أم اإلبقاَ علي ودعم ‪ ،‬ولُن بالقيود التي تهذب ؟‬
‫أم محارَت والق اَ علي وتجريم التعامم ب ؟‬
‫واإلجابة سنتعرف عليها من يالل مدارسة هذل اآلية مدارسة بالغية‪.‬‬
‫وبعد كم هذا يبقى المنهج‪.‬‬
‫فما هو المنهج الذل ينتهج هذا البحث؟ وما هي اليُة المرسومة إلظهارل للقارئ الُريم؟‬
‫التمهيد وفي‬
‫‪ )1‬منهج البحث‬
‫‪ )2‬يُة البحث‬
‫******‬
‫منهج البحث‬
‫وهو منهج قائم على ثالثة محاور‪:‬‬
‫المحور األول‪:‬‬
‫النظر إلى النص نظرَ كلية عامة من اليارج؛ لبيان موقع ومقاصدل الُلية‪،‬‬
‫ومقصودل األعظم‪ ،‬وسياق العام والياص‪ ..‬ونحو ذلك‪.‬‬
‫المحور الثاني‪:‬‬
‫قائم على التحليم البياني‪ ،‬وينُلَ من أعلى جزئيات ‪ ،‬ثم ينتهي إلى أص ر جزئيات ؛‬
‫لبيان اليصوصيات البالغية ودككتها‪ ،‬وعالقات هذل األجزاَ ببع ها‪ ،‬والصور‬
‫المرسومة من ياللها‪ ،‬وعالقة كم ذلك بال رض العام‪.‬‬
‫المحور الثالث‪:‬‬
‫وهي النظرَ اليتامية؛ أو ما يسمى ب عادَ تركي‬
‫هذل الجزئيات لبيان األسلو‬
‫الَائع فيها وأثرل في فهم مراد اآلية‪ ،‬وعالقة باقي األسالي‬
‫ب‪.‬‬
‫وهذا المنهج يتيح النظر إلى النص ثالث مرات‪( :‬رؤية عامة‪ ،‬ثم رؤية تحليلية‪ ،‬ثم رؤية عامة مرَ‬
‫أيرو)‬
‫وكَك أن كم رؤية من هذل الثالث تحاول الرَُ أو تحاول البحث عن مقصود النص عامة‪ ،‬أو أقر‬
‫العليا؛ حيث إنني أوقن ب ن علم البالغة ليئ قاص ار على تذو‬
‫مقصود إلي ‪ ،‬وتلك مهمة البالغة ُ‬
‫األسالي َوابراز ما فيها من جمال؛ ألن ذلك يبعد البالغة عن دائرَ العلوم‪ ،‬ويلحقها بعالم الفنون‪.‬‬
‫وكم علم كبد أن يكون ل دور في يدمة اإلنسان ومساعدت في إعمار الحياَ على وفَ منهج هللا‬
‫تعالى؛ ليتحقَ بذلك استيالف الم مور ب من ر العزَ‪.‬‬
‫ومن هنا تُون البالغة من أَرف العلوم؛ إذ إنها أقر العلوم لبيان المراد من الُالم من يالل الوقوف‬
‫على مفردات ‪ ،‬وتراُيب ‪ ،‬وعالقات ‪ ،‬ومقاصدل‪.‬‬
‫يتُون هذا الُتا‬
‫يُة البحث‬
‫من مقدمة‪ ،‬وتمهيد‪ ،‬وستة فصول‪ ،‬وياتمة‪ ،‬وفهارئ‪.‬‬
‫‪ ‬في المقدمة‪:‬‬
‫أتناول وج الحاجة إلى هذا المو وع‪ ،‬ونوع الدراسة‪ ،‬ومحلها‪ ،‬والسب‬
‫الداعي إليها‪ ،‬ثم ال اية‬
‫منها‪.‬‬
‫‪ ‬وفي التمهيد‪:‬‬
‫أبين منهج البحث ويُت ‪.‬‬
‫أما المنهج‪ :‬فهو منهج تحليلي ذو ثالث يُوات‪:‬‬
‫األولى‪ :‬نظرَ كلية عامة‪.‬‬
‫انتهاَ ب ص رها‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬تحليم النص بداية‪ ،‬من أُبر الوحدات‪ ،‬و ا‬
‫الثالثة‪ :‬نظرَ كلية أييرَ‪ ،‬وفيها يتم إعادَ تركي ما تم تحليل ‪.‬‬
‫أما اليُة‪ :‬ف ظهر فيها يُوات‪ ،‬وتقسيمات هذا العمم من يالل فصول المتنوعة‪.‬‬
‫‪ ‬ثم ي تي الفصم األول‪ :‬النظرَ الُلية األولى لآلية‪:‬‬
‫وفي أتناول النظر إلى النص من يالل عدَ أمور‪:‬‬
‫‪ )1‬موقع سورَ البقرَ على مدرجة القرآن الُريم‪.‬‬
‫‪ )2‬المقاصد الُلية دايم سورَ البقرَ‪.‬‬
‫‪ )3‬وج البالغة في موقع اآلية‪.‬‬
‫‪ )4‬المقصود األعظم لسورَ البقرَ وعالقة اآلية ب ‪.‬‬
‫‪ )5‬وج ايتصاص سورَ البقرَ بآية الدين‪.‬‬
‫‪ )6‬السيا العام والياص لآلية‪.‬‬
‫‪ )7‬عالقة اآلية ب ول السورَ وآيرها‪.‬‬
‫‪ )8‬وج البالغة في ُول اآلية‬
‫‪ )9‬آية المداينة بين التثقيف والتُليف‪.‬‬
‫‪ )10‬مصُلحات وحدود‪.‬‬
‫‪ ‬الفصم الثاني‪ :‬المعجم الل ول لآلية ودكلت ‪:‬‬
‫وفي أتناول أسالي‬
‫اآلية‪ ،‬وأفعالها‪ ،‬وأسماَها‪ ،‬وحروفها‪ ،‬ثم أقف على ماوراَ ذلك من معان‪.‬‬
‫‪ ‬الفصم الثالث‪ :‬التحليم البالغي لآلية‪:‬‬
‫وهذا هو المبحث الرئيئ؛ حيث أتناول في التراُي‬
‫والجمم‪ ،‬والمفردات بالتحليم‪ ،‬مبينا قدر الُاقة‬
‫وج البالغة يلف كم لفظة وموقعها‪ ،‬وصي تها‪ ،‬وعالقتها‪ ،‬وأ ع لُم جملة في اآلية عنوانا من‬
‫يالل األسلو البالغي البارز فيها‪.‬‬
‫‪ ‬الفصم الرابع‪ :‬اإليقاع في آية الدين‪:‬‬
‫تسمع دككت الن م في الُلمات‪ ،‬والجمم‪ ،‬واألسالي ‪ ،‬وأثر ذلك في بناَ‬
‫وأحاول في هذا الفصم ُّ‬
‫المعنى‪.‬‬
‫‪ ‬الفصم اليامئ‪ :‬إعادَ التركي ‪:‬‬
‫وفي أعيد النظر إلى اآلية بعد التحليم؛ لبيان ما ظهر من يالل من أسالي‬
‫مهيمنة؛ وعالقات‬
‫هذل األسالي ‪.‬‬
‫‪ ‬الفصم السادئ‪ :‬األحاديث النبوية الواردَ في َ ن الديون‪:‬‬
‫وفي أجمع بعض األحاديث النبوية التي وردت في َ ن الديون؛ لبيان ما ترمي إلي اآلية في‬
‫مجملها‪ ،‬وَيان وج اكعتال بين هذل األحاديث وم مون اآلية‪.‬‬
‫ثم ت تي الياتمة‪:‬‬
‫وفيها أحاول الوقوف على ثمرَ هذا البحث‪ ،‬وما ينب ي علينا األيذ ب في َ ن الديون‪.‬‬
‫ثم تُون الفهارئ العامة للمو وعات والمراجع‪.....‬إلخ‬
‫وهللا تعالى من وراَ القصد وهو حسبي ونعم الوكيم‬
‫دكتور ‪ /‬سعيد جمعة‬
‫األستاذ المساعد في جامعة األزهر‬
‫كلية الل ة العرَية فرع َبين الُوم‬
‫الفصم األول‬
‫النظرَ الُلية األولى لآلية‬
‫أوكا‪ :‬موقع سورَ البقرَ على مدرجة القرآن الُريم‬
‫السور في المصحف الَريف ييالف ترتيبها نزوك‪ ،‬وذلك كقتران النزول بمالبسات‬
‫غير يفي أن ترتي‬
‫ووقائع في حياَ النائ زمن البعثة‪.‬‬
‫والثابت أن سورَ البقرَ ظلت تتوالى أياتها نزوك سنوات عدَ‪ ،‬وكان في أثناَ نزول آياتها تنزل آيات سور‬
‫أيرو‪ ،‬وكان جبريم ‪-‬علي السالم ‪ -‬ينزل باآلية‪ ،‬ومو عها من سورتها على النبي –صلى هللا علي‬
‫وسلم في مر النبي علي الصالَ والسالم ُكتفا‬
‫مو عها(‪)1‬‬
‫الوحي ب ن تو ع آية كذا في سورَ كذا‪ ،‬محددا‬
‫ك كانت كم آية في كم سورَ في مو عها المحكم‪ ،‬وكذلك كم سورَ في‬
‫حتى إذا ماتم القرآن الُريم نزو ا‬
‫مو عها من النسَ الُلي للقرآن الُريم على النحو الذل هو علي في اللوا المحفوظ وفي بيت العزَ من‬
‫السماَ الدنيا (‪)2‬‬
‫َواذا كانت الفاتحة هي أم القرآن (‪)3‬؛ ف ن البقرَ هي السورَ البكر‪ ،‬وهي أول الذرية‪ ،‬وهي بداية التفصيم‬
‫الذل ُج ِمع في الفاتحة‪.‬‬
‫كما أنها أُول السور القرآنية‪ ،‬ومن أعالها قد ار؛ ولذلك أُلَ عليها رسول هللا –صلى هللا علي وسلم‬
‫(سنام القرآن) (‪.)4‬‬
‫والسنام هو أعلى َيَ في الجمم‪ ،‬وهو المو ع الذل ك يلتصَ أبدا بالت ار ‪ ،‬وهو مع ذلك كل ميزن‬
‫ال ذاَ عند الجوع‪.‬‬
‫سنم؛أل عظيم‪.‬‬
‫وكما أن السنام هو أعلى الَيَ مكانا‪ ،‬فهو أعالل مكان اة أي ا؛ حيث يقال‪ :‬مجد ُم ف‬
‫وعلي ف ن السورَ تجمع بين عظم المكان والمكانة‪.‬‬
‫ولما كانت سورَ البقرَ في بداية القرآن الُريم فقد جمعت أصول العالج لمَاُم اإلنسان‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫(العقيدَ –والَريعة – والمعامالت)‪.‬‬
‫وهكذا؛ فموقع السورَ يَير إلى هذا القدر الُبير من التُاليف؛ فالولد البكر يحمم من األعباَ بقدر ما‬
‫يحظى من الح‬
‫والتقدير‪.‬‬
‫وك ن القرآن الُريم أريد في بدايت ترسيخ جم هذل األمور؛ حتى تستقر في القلو من أول وهلة‪ ،‬فال‬
‫يفتح المسلم كتا‬
‫هللا تعالى‪ ،‬ويستفتح بالفاتحة‪ ،‬ثم يردفها بالبقرَ إك ويجد هذا التفصيم لألمور التي‬
‫تدور في يلدل – من عقيدَ‪ ،‬وَريعة‪ ،‬ومعامالت؛ فجاَ موقع السورَ متناغما مع حال المؤمن الذل‬
‫امتألت السورَ باإلَارَ إلي والحديث مع ‪.‬‬
‫فبعد انفتاا النفوئ بالفاتحة‪ ،‬واستَرافها إلى الوحي السماول‪ ،‬ت تي سورَ البقرَ لتُون الجرعة األولى‬
‫من الدواَ الَافي لُم داَ‪ ،‬تماماا كما يعُى المريض أول جرعة‪ ،‬وغالبا ما تُون هي أُبر الجرعات‬
‫وأُثرها تركي از‪ ،‬ثم تقم حتى تُون أص ر َيَ؛ وهذا ما حدث في القرآن الُريم‬
‫********‬
‫ثاني ا‪ :‬المقاصد الُلية دايم سورَ البقرَ‬
‫يقول الَيخ دراز‪ -‬رحم هللا – ما يالصت ‪( :‬إن هذل السورَ على ُولها تت لف وحدتها من مقدمة‪،‬‬
‫وأرَعة مقاصد‪ ،‬وياتمة‪:‬‬
‫المقدمة من اآلية ‪ 20 _ 1‬في التعريف بَ ن هذا القرآن وَيان أن ما في من هداية قد بلغ من‬
‫ل ‪ ،‬أو من كان في قلب مرض‪.‬‬
‫الو وا مبل ا ك يتردد في ذو قل سليم‪َ ،‬وانما ُيعرض عن َمن ك قل‬
‫المقصد األول‪ :‬دعوَ النائ كافة إلى اعتنا اإلسالم من اآلية (‪.)40 _ 21‬‬
‫المقصد الثاني‪ :‬في دعوَ أهم الُتا‬
‫دعوَ ياصة إلى ترك باُلهم‪ ،‬والديول في هذا الدين الحَ من‬
‫(‪.)162 _ 40‬‬
‫المقصد الثالث‪ :‬في عرض َرائع الدين اإلسالمي مفصالا من (‪.)283 _ 163‬‬
‫المقصد الرابع‪ :‬آية واحدَ‪ ،‬وفيها الوازع الديني الباعث على مالزمة الَرائع‪ ،‬والعاصم من ميالفتها‪،‬‬
‫وهى اآلية رقم (‪.)284‬‬
‫ثم الياتمة‪ :‬في التعريف بالذين استجابوا‪ ،‬وما أعد لهم من (‪)5( .)286 _ 285‬‬
‫ويقول أستاذل محمود توفيَ سعد_ حفظ هللا _ (الذل أذه‬
‫إلي أن تقسيم العالفمة دراز أف م من‬
‫تقسيمات أيرو إك أنني أميم إلى أن السورَ مكونة من مقدمة وقسمين كبيرين وياتمة‪.‬‬
‫المقدمة من اآلية (‪ )20 _ 1‬مثلما أبان عن الدكتور دراز‪.‬‬
‫َّ ِ‬
‫النائ اعبدوا رَ ُ َّ ِ‬
‫ين‬
‫َّك ُم الذل َيَلَق ُُ ْم َوالذ َ‬
‫والقسم األول‪ :‬من اآلية (‪ )167 _ 21‬من قول تعالى‪َ :‬‬
‫ُّها َّ ُ ْ ُ ُ َ‬
‫(يا أَي َ‬
‫ِمن َقبلِ ُُم َلعَّل ُُم تَتَُّقون) (البقرَ‪ )21:‬إلى آير قول تعالى (وَق َّ ِ‬
‫ين اتََّب ُعوا َل ْو أ َّ‬
‫َن َلَنا َك َّراَ َفَنتََب َّأَر ِم ْن ُه ْم َك َما‬
‫َ‬
‫ال الذ َ‬
‫َ َ‬
‫ْ ْ ْ َ ْ‬
‫تََب َّأُروا ِمَّنا َك َذلِ َ ِ ِ‬
‫الن ِ‬
‫ين ِم َن َّ‬
‫َعماَلهم َحس َرات َعَل ْي ِهم َوما ُهم ِب َي ِ‬
‫ار) (البقرَ‪)167:‬‬
‫ار ِج َ‬
‫ْ َ ْ‬
‫ك ُيريه ُم َّ ُ أ ْ َ ُ ْ َ‬
‫وهذا القسم قائم بالحقائَ والتُاليف العقدية اإليمانية‪.‬‬
‫ائ ُكُلوا ِم َّما ِفي ْاأل َْر ِ‬
‫القسم الثاني‪ :‬من اآلية (‪ )283 _ 168‬من أول قول تعالى‪َ( :‬يا أَيُّها َّ‬
‫ك‬
‫ض َحال ا‬
‫الن ُ‬
‫َ‬
‫ُو ِ‬
‫ات َّ‬
‫َِّ‬
‫َِ‬
‫ُِ‬
‫ين) (البقرَ‪ )168:‬إلى آير قول تعالى‬
‫الَ ْي َ‬
‫ان ِإَّن ُ َل ُُ ْم َع ُدٌّو ُمِب ْ‬
‫ُفيبا َوك تَتب ُعوا ُي ُ َ‬
‫ِ َّ ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ ِ‬
‫( َ َوِا ْن ُك ْنتُ ْم َعَلى َسَفر َوَل ْم تَ ِج ُدوا َكاتب ا َف ِرَه ْ‬
‫َم َانتَ ُ‬
‫ان َمْق ُبو َ ةْ َف ْن أَم َن َب ْع ُ ُك ْم َب ْع ا َفْل ُي َؤفد الذل ْاؤتُم َن أ َ‬
‫ِ ِ‬
‫ِ‬
‫َّ‬
‫ِ‬
‫َّ‬
‫يم) (البقرَ‪.)283:‬‬
‫َوْلَيت َِ َّ َ َرََّ ُ َوك تَ ُْتُ ُموا الَ َه َاد ََ َو َم ْن َي ْكتُ ْم َها َف َّن ُ آث ْم َقْل ُب ُ َو َّ ُ ب َما تَ ْع َمُلو َن َعل ْ‬
‫عقيدَ وَريع اة‪.‬‬
‫وآيات هذا القسم معقودَ لبيان أحكام الَريعة؛ لتُتمم بها صورَ اإلسالم‪ ,‬وهدي ؛ ا‬
‫واستهالل هذا الَُر بدعوَ النائ كافة إلى أن ي ُلوا مما في األرض حالكا ُيبا‪ ،‬وك يتبعوا يُوات‬
‫الَيُان؛ فهو عدوهم المبين يتناغم مع ما ُعقدت ل آيات من بيان أحكام الَريعة‪ ،‬وأبرزها أحكام‬
‫المُعم؛ ألنها أسائ األعمال؛ ف ن كم جسم نبت من حرام ف ن مآل إلى النار‪ ،‬وك تقبم صالت‬
‫وصيام وك زكات وك حج وك جهادل إلى آير تلك الَرائع التي فصلتها آيات هذا العقد‪.‬‬
‫فالتوحيد رأئ الجان‬
‫وُي‬
‫العقدل‪.‬‬
‫المُعم رأئ الجان‬
‫التَريعي‪.‬‬
‫فكانت الدعوَ إلى الجان‬
‫األول للنائ كافة في مستهم آيات القسم األول العقدل‪.‬‬
‫وكانت الدعوَ إلى الجان‬
‫اآلير للنائ كافة في مستهم آيات القسم الثاني التَريعي‪.‬‬
‫ثم توالت التَريعات؛ ليحقَ األمن من ُي‬
‫المُعم وأحكام الصيام والجهاد والحج واإلنفا والقتال في‬
‫األَهر الحرم‪ ،‬واليمر والميسر‪ ،‬وأحكام األسرَ‪ ،‬وأحكام المعامالت المالية من صدقة ورَا وقرض‬
‫ورهن‪ ،‬فيتم آيات هذا القسم ب ُول آية‪( :‬آية المداينة)‪ ،‬فآية الرهن؛ مؤكدا الدعوَ إلى األمانة والقيام‬
‫بحَ الَهادَ‪.‬‬
‫ثم ت تي الياتمة‪ :‬في ثالث آيات (‪ )286 _ 284‬مقررَ أن الُون كل هلل وحدل‪ ،‬وأن ما في األنفئ‬
‫يحاس‬
‫علي ؛ في فر لمن يَاَ‪ ،‬ويعذ‬
‫من يَاَ‪ ،‬فك ن في هذل اآلية تعقيب ا على القسمين مع ا (العقدل‬
‫والتَريعي)‪ ،‬وفي الوقت نفس توُئة لذكر الذين قاموا بحَ هذين القسمين فكان في رد عجز السورَ‬
‫على صدرها) (‪)6‬‬
‫وهذا التقسيم ي ع السورَ _ على ُولها _ في إُارين اثنين مع وجود مقدمة وياتمة‪ ،‬وهذا أقر إلى‬
‫واقع السورَ‪ ،‬وأُثر تحديدا ألركانها‪ ،‬وأ بُ لمعاقدها‪.‬‬
‫وتحديد هذل الفصول والمعاقد يبت ي من ورائ الوقوف على وج البالغة في موقع اآلية من السورَ‪..‬‬
‫ثالثا‪ :‬وج البالغة في موقع اآلية‬
‫لقد تبين أن آية الدين تقع في يتام القسم التَريعي‪ ،‬بعدما تُون النفوئ قد ُه فذبت‪ ،‬وترسخ فيها أصول‬
‫التوحيد‪ ،‬وتمرست على أنواع العبادات _ من صالَ وصيام وحج وجهاد _ وك ن َّ‬
‫قدر من‬
‫الدين أعلى ا‬
‫حيث حاجت إلى نفوئ عالية‪ ،‬وهمم سامقة‪ ،‬وقلو صافية؛ حتى تمتثم لما في من‬
‫وابُ وقوانين‪.‬‬
‫وفر بين أن تلقي يُاب ا لنفئ يالية من البواعث والمحر ات‪ ،‬وَين أن تلقي اليُا‬
‫نفس إلى‬
‫نفوئ تَبعت باإليمان‪ ،‬واستح رت اآليرَ واستعدت لها ب نواع العبادات _ ك َك أن هذا األمر‬
‫سيكون محم استجابة ومو ع قبول‪ ....‬ومن أجم ذلك و عت آية الدين بعد كم هذل الرحلة الُويلة‬
‫من حديث عن العقيدَ وموقف النائ منها‪ ،‬ومن حديث عن التَريع وأعمدت الرئيسة؛ فالنفوئ صارت‬
‫مهيئ اة‪،‬واإليمان في أعلى درجات ‪ ،‬وهذا يصور أهمية استثارَ النفوئ لتلقي األوامر والنواهي عام اة؛ ومنها‬
‫المتعلقة باألموال‪.‬‬
‫ثم ي تي اليتام الزاير بما أعدل للممتثلين الُائعين الُامعين في عُاَ هللا تعالى وعفول‪.‬‬
‫وك ن ما تقدم من توُئة ك يكفي‪ ،‬فالبد من إحاُة هذل األوامر والنواهي من جانبيها بسياج منيع؛ حتى‬
‫ك يترك للنفوئ ميرج‪ ،‬أو محيص عنها؛ فيذكر بعد آية َّ‬
‫الدين آيات اليتام‪ ،‬وهي آيات باعثة ومحر ة‬
‫أي ا على اكمتثال والُاعة‪ ،‬لما تحمل من جزاَ الُائعين وثوا‬
‫المعر ين‪ ،‬والتنوي بما ينتظرهم من عذا‬
‫الممتثلين‪ ،‬باإل افة إلى ترهي‬
‫أليم‪.‬‬
‫*********‬
‫رابع ا‪ :‬المقصود األعظم لسورَ البقرَ وعالقة آية المداينة ب‬
‫‪-------------------------------------‬‬
‫اإليمان بال ي – وَياصة البعث – هو أقر المعاني إلى مقصود سورَ البقرَ‪ ،‬وقد انتَر ذلك في‬
‫السورَ على نحو ظاهر؛ فلقد بدأت السورَ بقول تعالى‪( :‬ألم َذلِك اْل ُِتَا ك ري ِفي ِ ه ِ ِ‬
‫ين َّال ِذي َن‬
‫دو لْل ُمتَّق َ‬
‫َ‬
‫ُ َْ َ‬
‫ُ ا‬
‫ُي ْؤ ِم ُنو َن ِباْل َ ْي ِ ) (البقرَ ‪)3 - 1‬‬
‫‪ ‬فكان أول صفات المتقين‪ :‬اإليمان بال ي ‪.‬‬
‫ِ‬
‫َعَل ُم َما ك تَ ْعَل ُمو َن)‬
‫‪ ‬وفي قصة آدم علي الصالَ والسالم يقول هللا تعالى للمالئكة (ِإفني أ ْ‬
‫(البقرَ‪)30:‬‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َّ‬
‫ِ‬
‫َّ‬
‫يم)‬
‫ك ك عْل َم َلَنا ِإك َما َعل ْمتََنا ِإَّن َ‬
‫وتقر المالئكة بهذل الحقيقة فتقول ( ُس ْب َح َان َ‬
‫‪ * ‬ف‬
‫يم اْل َحك ُ‬
‫ك أ َْن َت اْل َعل ُ‬
‫(البقرَ‪.)32:‬‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ات و ْاأل َْر ِ‬
‫َعَل ُم َما تُْب ُدو َن َو َما ُك ْنتُ ْم تَ ُْتُ ُمو َن)‬
‫َعَل ُم َغ ْي َ َّ‬
‫ض َوأ ْ‬
‫‪ ‬ثم يقول مرَ أيرو‪ِ( :‬إفني أ ْ‬
‫الس َم َاو َ‬
‫(البقرَ‪.)33:‬‬
‫‪َ ( ‬و َّ ُ ُم ْي ِرْج َما ُك ْنتُ ْم تَ ُْتُ ُمو َن) (البقرَ‪.)72:‬‬
‫‪( ‬أ ََوك َي ْعَل ُمو َن أ َّ‬
‫َن َّ َ َي ْعَل ُم َما ُي ِس ُّرو َن َو َما ُي ْعلِ ُنو َن) (البقرَ‪)77:‬‬
‫ِ ِ ِ ِ ِ َّ ِ‬
‫‪َ ( ‬ي ْعَلم ما َب ْي َن أ َْي ِدي ِهم وما َيْلَفهم وك ُي ِحي ُ ن ِ‬
‫اَ)(البقرَ ‪)255‬‬
‫ُْ َ‬
‫ْ ََ‬
‫ُ َ‬
‫ُو َ ب ََ ْيَ م ْن عْلم إك ب َما ََ َ‬
‫وفي َ ن البعث قيم‬
‫‪( ‬كيف ت ُُْفرون ِب َّ ِ‬
‫يك ْم ثُ َّم ِإَل ْي ِ تُْر َج ُعو َن) (البقرَ‪)28:‬‬
‫اُ ْم ثُ َّم ُي ِميتُ ُُ ْم ثُ َّم ُي ْحِي ُ‬
‫َحَي ُ‬
‫َْ َ َ ُ َ‬
‫اَّلل َو ُك ْنتُ ْم أ َْم َوات ا َف ْ‬
‫َّ ِ‬
‫ظُّنو َن أََّن ُه ْم ُمال ُقو َرفَِ ِه ْم َوأََّن ُه ْم ِإَل ْي ِ َار ِج ُعو َن) (البقرَ‪)46:‬‬
‫ين َي ُ‬
‫‪( ‬الذ َ‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫اُ ْم ِم ْن َب ْع ِد َم ْوِت ُُ ْم َل َعَّل ُُ ْم تَ َْ ُك ُرو َن) (البقرَ‪)56:‬‬
‫ثُ َّم َب َع ْثَن ُ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫يك ْم َآي ِات ِ َل َعَّل ُُ ْم تَ ْع ِقُلو َن) (البقرَ‪)73:‬‬
‫ك ُي ْحِيي َّ ُ اْل َم ْوتَى َوُي ِر ُ‬
‫( َفُقْلَنا ا ْ ِرَُولُ ِبَب ْع َها َك َذل َ‬
‫َّ ِ‬
‫ِ‬
‫ين َي َر ُجوا ِم ْن ِدَي ِ‬
‫اه ْم)‬
‫ارِه ْم َو ُه ْم أُلُ ْ‬
‫(أََل ْم تََر ِإَلى الذ َ‬
‫َحَي ُ‬
‫ال َل ُه ُم َّ ُ ُموتُوا ثُ َّم أ ْ‬
‫وف َح َذ َر اْل َم ْوت َفَق َ‬
‫(البقرَ‪)243:‬‬
‫َّ ِ‬
‫(ِإ ْذ َق ِ ِ‬
‫ِ‬
‫يت) (البقرَ‪)258:‬‬
‫يم َرفَِ َي الذل ُي ْحِيي َوُيم ُ‬
‫َ‬
‫ال إ ْب َراه ُ‬
‫)وِا ْذ َق ِ ِ‬
‫ف تُ ْحِيي اْل َم ْوتَىْ ) (البقرَ‪)260:‬‬
‫يم َر ِف أ َِرِني َك ْي َ‬
‫ََ َ‬
‫ال إ ْب َراه ُ‬
‫(واتَُّقوا َي ْوما تُْر َج ُعو َن ِفي ِ ِإَلى َّ ِ) (البقرَ‪)281:‬‬
‫وكانت آير آية نزلت هي َ‬
‫كما أن ك توجد سورَ جمعت بين أركان اإلسالم‪ ،‬والصالَ والزكاَ والصيام والحج كما جاَت في‬
‫سورَ البقرَ‪ ،‬وهي كلها مبنية على اإليمان بال ي ‪ ،‬والبعث‪ ،‬حتى الجهاد ك ي ِ‬
‫قدم علي إك من آمن‬
‫ُ‬
‫بال ي ‪ ،‬والبعث‪.‬‬
‫َواذا كان اإليمان بال ي‬
‫هو البرهان على صحة العقيدَ‪ ،‬وسالمتها من اليلم؛ فال عج‬
‫في أن‬
‫تجد سورَ البقرَ دائرَ حول هذا المقصد العام‪ ،‬ومن مظاهر ذلك أنها ذكرت في مفتتحها تصنيف‬
‫النائ من يالل عقيدتهم؛ فهم‪ :‬إما مؤمنون‪ ،‬أو كافرون‪ ،‬أو منافقون‪ ،‬وهذا تصنيف عقدل في‬
‫المقام األول‪.‬‬
‫وهنا يمكن القول إن ذكر آية المداينة في هذل السورَ وتحت مظلة هذل ال اية إنما هو أحد مقومات‬
‫الحفاظ على العقيدَ الصحيحة‪ ،‬وهذا يَير إلى أهمية الَفافية في عالقات النائ المالية‪ ،‬وأثر هذل‬
‫المعامالت على عقائد النائ‪.‬‬
‫عالقة اآلية بالمقصود األعظم للسورَ‪:‬‬
‫كَك أن هذا النوع من المعامالت يَترك في أُراف عدَ‪ :‬الدائن‪ ،‬والمدين‪ ،‬والُات ‪ ،‬والَهود‪،‬‬
‫وهؤكَ جميعا تلحقهم تبعات وتُاليف وقيود كيمكن القيام بحقها إك إذا وجد باعث ومحرض قول‬
‫يدفعهم إلى اكلتزام‪ ،‬وأداَ ما يُل‬
‫منهم‪.‬‬
‫ولست أرو باعثاا ومحر ا على التزام ذلك أقوو من تدبر أمر البعث واإليمان ب ؛ فصاح‬
‫المال‬
‫مَتريا كان أو بائعا أو مقر ا يحتاج إلى َحنة إيمانية؛ كي يترك مال فترَ من الوقت عند ال ير‬
‫وهو مُمئن النفئ‪.‬‬
‫والذل ي يذ َّ‬
‫الدين يحتاج أي ا إلى اإليمان بالبعث؛ ليكون حاج از ل عن المماُلة أو اإلنكار‪.‬‬
‫وكذلك الَهود والُات ‪ :‬ألنهم وسُاَ بين متناُرين في ال ال ‪ ،‬واألصم في الَهود أنهم ك ي يذون‬
‫عو ا عن َهادتهم؛ فالذل يدفعهم إلى الَهادَ غالب ا إيمانهم بالبعث والحسا ‪.‬‬
‫وهكذا اتصلت اآلية باإليمان بالبعث اتصاكا وثيقا‪.‬‬
‫كما أن اسم السورَ (البقرَ) وهي حادثة حدثت بين موسى علي الصالَ والسالم وقوم حين جادلول‬
‫في ذبح البقرَ وقالوا‪( :‬أَتَتَّ ِي ُذَنا ُه ُزوا) (البقرَ‪)67:‬‬
‫فك نهم حين أنكروا ال ي أنكروا ذبح البقرَ؛ إذ ك عالقة _ في نظرهم _ بين ذبح البقرَ ومعرفة‬
‫القاتم‪ ،‬ولو أنهم آمنوا بال ي‬
‫لما س لوا عن ماهيتها‪ ،‬ولونها‪ ،‬وتحديدها‪..‬إلخ‪.‬‬
‫ومن هنا يتبين لنا أن قصة البقرَ ذات عالقة وثيقة باإليمان بال ي ؛ ذلك ألن البقرَ كانت سبب ا في‬
‫عدَ أمور؛ منها‪ :‬إحياَ الميت‪ ،‬وانفراج ال م الذل أحاط بالنائ‪ ،‬واألهم من كم ذلك تعليم بني‬
‫إسرائيم أن اإليمان بال ي‬
‫التجرد من األسالي‬
‫يستوج‬
‫الظاهرَ‪.‬‬
‫كما أن هذا اكسم يحمم تحذي ار من منهج اليهود في المجادلة‪ ،‬وتنبيها على يُ أسلوَهم الذل‬
‫استيدمول مع ر العزَ ومع أنبيائ ‪.‬‬
‫أ ف إلى ذلك أن حادثة البقرَ كانت إلظهار الحَ وحفظ من ال ياع‪ ،‬كما هو حال آية الدين‪.‬‬
‫فالبقرَ أظهرت الحَ في الدماَ‪،‬‬
‫وآية الدين تظهر الحَ وتحفظ في َ ن األموال والديون‪.‬‬
‫********‬
‫يامسا‪ :‬وج ايتصاص سورَ البقرَ بآية الدين‬
‫‪---------------------------------------‬‬
‫في القرآن الُريم قد ترو المعنى الواحد مبثوثا ومصروفا في أُثر من سورَ‪ ،‬لُن هناك معان لم‬
‫تذكر إك في سورَ واحدَ وك َك أن هذا المعنى الفريد ل عالقة وثيقة بمقصود السورَ األعظم‪ ،‬بم‬
‫إن هذا المعنى ُّ‬
‫يعد رافدا من روافد الوصول إلى هذا المقصود األعظم‪.‬‬
‫يقول أستاذنا محمود توفيَ‪ -‬حفظ هللا ‪ :-‬قصة البقرَ مثالا لم ترد في غير سورَ البقرَ وكذلك قصة‬
‫هاروت وماروت‪ ،‬وقصة تحويم القبلة‪ ،‬وفري ة الصيام وَيان أحكام ‪ ،‬وقصة ُالوت وجالوت‪،‬‬
‫وقصة الذين يرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت‪ ،‬وقصة الذل حاج إبراهيم في رَ ‪ ،‬وقصة‬
‫مر على قرية وهي ياوية على عروَها‪ ،‬وقصة إبراهيم والُير‪ ،‬وكذلك أحكام المداينة (‪.)7‬‬
‫الذل َّ‬
‫والذل يعنينا هنا هو آية المداينة‪.‬‬
‫وبالنظر في تلك المقاصد التي ايتصت بها السورَ دون غيرها يلحظ أنها و عت في إُار القصة‬
‫عدا الحديث عن الصيام وعن المداينة؛ فقد جاَا في إُار قول ( ُكت‬
‫عليكم)‪.‬‬
‫َّ ِ‬
‫أما الصيام فقد كتب هللا تعالى علينا (يا أَي َّ ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ين‬
‫ام َك َما ُكت َ َعَلى الذ َ‬
‫ُّها الذ َ‬
‫آم ُنوا ُكت َ َعَل ْي ُك ُم ف‬
‫ين َ‬
‫َ َ‬
‫الصَي ُ‬
‫ِم ْن َقْبلِ ُُ ْم َل َعَّل ُُ ْم تَتَُّقو َن) (البقرَ‪.)183:‬‬
‫وأما المداينة فلقد أُمرنا بكتابتها‪( :‬يا أَي َّ ِ‬
‫ِ ِ‬
‫ِ‬
‫اُتُُبولُ)‬
‫َجم ُم َس فم اى َف ْ‬
‫ُّها الذ َ‬
‫آم ُنوا إ َذا تََد َاي ْنتُ ْم ب َد ْين إَلى أ َ‬
‫ين َ‬
‫َ َ‬
‫(البقرَ‪.)282:‬‬
‫أما وج ايتصاص السورَ بآية المداينة فيقف من ورائ عدَ أسبا ‪:‬‬
‫ِ‬
‫الدين _ والنسم _‬
‫منها‪ :‬أن السورَ جمعت بين الُليات اليمئ التي جاَ اإلسالم لحفظها‪ ،‬وهي ( ف‬
‫والعقم _ والنفئ _ والمال) وحفظ المال يَمم و ع ال وابُ للتداين حتى ك ي يع بعجز المدين‬
‫أو مماُلت ‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن المعاني التي حوتها سورَ البقرَ تمثم الركائز التي يقام عليها بنيان األمة‪ ،‬ومن أيُرها‬
‫المعامالت المادية؛ فكان البدَ بها في أول سورَ قرآنية من ال رورَ بمكان‪.‬‬
‫******‬
‫سادس ا‪ :‬السيا العام والياص لآلية‬
‫لُم آية قرآنية عدَ سياقات‪ :‬سيا مباَر يتعلَ بالمعاني الجزئية المحيُة باآلية‪.‬‬
‫وسيا أَمم دايم السورَ يستعرض المعاني التي تناولتها‪ ،‬وعالقاتها باآلية محم البحث‪.‬‬
‫ثم سيا عام قد يمتد ليَمم القرآن الُريم كل وَهذا يتحقَ مقصود العلماَ في أن القرآن الُريم‬
‫كالُلمة الواحدَ‪.‬‬
‫جالَ‪ ،‬وكان‬
‫ك وفي فقه ثانيا _ أُثر‬
‫(وكلما اقت دائرَ السيا كان أثرل _ في النظم البياني أو ا‬
‫ا‬
‫إدراُ أيسر‪ ،‬ومن ثم َّ‬
‫يفت مؤنة فقه على الُثيرين‪.‬‬
‫وكلما كانت دائرَ السيا أوسع كان أثرل في النظم أعمَ‪ ،‬وكان فقه أيفى‪َ ،‬وادراُ أعسر فثقم على‬
‫كواهم الُثيرين‪ ،‬فقفل ْت الدراسات التي تعنى بسيا السورَ‪ ،‬وسيا القرآن الُريم كل ) (‪)8‬‬
‫ومن اقتصر علي‬
‫والنظر البالغي في السيا القرآني ليئ مجال الدائرَ الص رو من دائرَ السيا ‪َ ،‬‬
‫يكون قد غبن الدرئ البالغي‪.‬‬
‫بم رسالت الفري ة أن يمد نظرل إلى سيا السورَ كلها‪ ،‬وسيا القرآن الُريم كل ‪ ،‬إن استُاع؛ ذلك‬
‫ألن يستَرف إلى ما يؤدل تمام المعنى القرآني في دقائق ‪ ،‬ورقائق ‪ ،‬ولُائف ‪ ،‬وذلك ك يتحقَ إك‬
‫في سيا السورَ‪ ،‬ثم في سيا القرآن الُريم كل ‪.‬‬
‫(وأهم العلم يدركون قيمة البناَ البياني للسورَ؛ إذ هي وحدَ التحدل الص رو الذل جاَ ب القرآن‬
‫يدرك في سياق الجزئي‪َ ،‬وانما ُيدرك في سيا السورَ كلها التي هي وحدَ‬
‫الُريم‪ ،‬وتمام المعنى ك َ‬
‫التحدل‪ ..‬وكم درئ آلية يارج سيا سورتها هو درئ يداج‪ ،‬عاجز عن استبصار كثير من وجول‬
‫المعنى القرآني التي تُ زو الروا‪ ،‬والقل ) (‪)9‬‬
‫عد آية الدين حلقة من حلقات الحديث عن اكقتصاد اإلسالمي‪ ،‬والتي قامت‬
‫وفي سيا سورَ البقرَ تُ ف‬
‫على أسائ الحالل‪ ،‬والحض علي ‪ ،‬ونبذ الحرام‪ ،‬والتحذير من ‪.‬‬
‫ائ ُكلُوا ِم َّما ِفي ْاأل َْر ِ‬
‫فالجذر الذل بنيت علي كم المعامالت هو قول تعالى (َيا أَيُّها َّ‬
‫ض َحالكا‬
‫الن ُ‬
‫َ‬
‫ُو ِ‬
‫ات َّ‬
‫َِّ‬
‫َِ‬
‫ُِ‬
‫ين) (البقرَ‪.)168:‬‬
‫الَ ْي َ‬
‫ان ِإَّن ُ َل ُُ ْم َع ُدٌّو ُمِب ْ‬
‫ُفيبا َوك تَتب ُعوا ُي ُ َ‬
‫فهذا هو أصم المعامالت‪ ،‬وهو بداية القسم التَريعي في سورَ البقرَ‪ ،‬بعد القسم العقدل‪ ،‬والذل بدأ‬
‫َّ ِ‬
‫النائ اعبدوا رَ ُ َّ ِ‬
‫ين ِم ْن َقْبِل ُُ ْم َل َعَّل ُُ ْم تَتَُّقو َن) (البقرَ‪.)21:‬‬
‫َّك ُم الذل َيَلَق ُُ ْم َوالذ َ‬
‫ُّها َّ ُ ْ ُ ُ َ‬
‫بقول هللا تعالى‪َ( :‬يا أَي َ‬
‫نداَ للنائ كافة ب مرين‪:‬‬
‫فك ن السورَ يمكن جمعها في سُرين؛ حيث جاَت ا‬
‫األول‪ :‬عبادَ هللا تعالى‪ ،‬واآلير‪ :‬أُم الحالل‪.‬‬
‫وفي السيا التَريعي جان‬
‫كبير يتعلَ باألموال‪ ،‬والمكاس‬
‫المالية‪ ،‬ثم جان‬
‫آير يتعلَ باإلنفا ‪،‬‬
‫ودار السيا على هذين المحورين‪:‬‬
‫‪ – 1‬مصدر المال‬
‫‪ – 2‬إنفا المال‪.‬‬
‫والمالحظ أن هناك يُابين‪:‬‬
‫ُو ِ‬
‫ِ ِ‬
‫َِّ‬
‫ض حالكا َ ِ‬
‫األول‪ :‬للجميع بلفظ (النائ) وهو (َيا أَيُّها َّ‬
‫ات‬
‫ائ ُكُلوا م َّما في ْاأل َْر ِ َ‬
‫الن ُ‬
‫ُفيبا َوك تَتب ُعوا ُي ُ َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ُِ‬
‫ين) (البقرَ‪.)168:‬‬
‫الَ ْي َ‬
‫ان ِإَّن ُ َل ُُ ْم َع ُدٌّو ُمِب ْ‬
‫واآلير‪ :‬جاَ للمؤمنين‪ ،‬وقد فصم هذا األيير إلى قسمين‪( :‬أمر ونهي)‪.‬‬
‫فقيم في األمر‪( :‬يا أَي َّ ِ‬
‫ُِيب ِ‬
‫ِ‬
‫اُ ْم) (البقرَ‪)172:‬‬
‫ات َما َرَزْقَن ُ‬
‫ُّها الذ َ‬
‫آم ُنوا ُكلُوا م ْن َ ف َ‬
‫ين َ‬
‫َ َ‬
‫ُُْلوا أَمواَل ُُم بين ُكم ِباْلب ِ‬
‫اُ ِم) (البقرَ‪.)188:‬‬
‫وقيم في النهي‪َ ( :‬وك تَ ُ ْ َ ْ َ ْ َ ْ َ‬
‫وهذل دعائم ثالث تو ح المرتُزات التي تُبنى عليها القواعد اكقتصادية‪ ،‬وقد صي ت في قال‬
‫الجمع‪ ،‬ثم التقسيم‪ :‬الجمع في قول (يا أيها النائ)‪.‬‬
‫والتقسيم في قول (يا أيها الذين آمنوا كلوا)‪ ،‬ثم‪( ،‬وك ت ُلوا أموالُم)‪.‬‬
‫ثم جاَ بعد ذلك حديث عن اإلنفا ‪ ،‬وهو الركيزَ الثانية‪ ،‬أو الجناا اآلير لالقتصاد‪.‬‬
‫ِ‬
‫ك‪( :‬وأَن ِفُقوا ِفي سِب ِ ِ‬
‫َح ِس ُنوا ِإ َّن‬
‫يم َّ َوك تُْلُقوا ِب َْي ِد ُ‬
‫فاكقتصاد (كس ‪َ ،‬وانفا )؛ فقيم أو ا َ ْ‬
‫يك ْم ِإَلى التَّ ْهُل َُة َوأ ْ‬
‫َ‬
‫ِِ‬
‫ِ‬
‫ين) (البقرَ‪.)195:‬‬
‫َّ َ ُيح ُّ اْل ُم ْحسن َ‬
‫ِ ِ‬
‫امى‬
‫ثم يتصاعد هذا الحديث عن وجول اإلنفا ‪ ،‬فيذكر مرَ أن اإلنفا (لْل َوال َد ْي ِن َو ْاألَْق َرَِ َ‬
‫ين َواْلَيتَ َ‬
‫واْلمس ِ‬
‫السِب ِ‬
‫اُ ِ‬
‫يم) (البقرَ‪.)215:‬‬
‫ين َو ْاب ِن َّ‬
‫َ ََ‬
‫ثم وجول اإلنفا على النكاا ومستتبعات ‪ ،‬ثم الصدقات‪ ،‬ثم تحديد نوع المال المنفَ‪ ،‬وأن كبد أن‬
‫يكون من الُيبات‪ ،‬ويظم اإللحاا على النفقة‪ ،‬وتهذيبها وتحرل الُيبات منها‪ ،‬والتوج بها إلى هللا‬
‫تعالى وحدل‪......‬إلخ‬
‫وهذا يو ح أن الحديث عن اإلنفا زاد بكثير على الحديث عن الُس ‪َ ،‬فلِ َم؟‬
‫في نظرل ألن القصد من الُس هو اإلنفا ‪ ،‬ولم يكن الُس يوما غاي اة لذات ‪.‬‬
‫ثم تعاود السورَ الحديث عن ر آير من الُس ‪ ،‬وهو الُس الرَول‪ ،‬وَينت يُورت ‪َ ،‬واثم من‬
‫يتعاُال‪........‬‬
‫ثم جاَت آية المداينة‪ ،‬لُنها فصلت عن الحديث عن الرَا بآية تحذيرية‪ ،‬وهي آير آية نزلت من‬
‫القرآن الُريم‪ ،‬وهي قول تعالى‪َ ( :‬واتَُّقوا َي ْوم ا تُْر َج ُعو َن ِفي ِ ِإَلى َّ ِ ثُ َّم تَُوَّفى ُك ُّم َنْفئ َما َك َسَب ْت َو ُه ْم ك‬
‫ظَل ُمو َن) (البقرَ‪.)281:‬‬
‫ُي ْ‬
‫وو عها بين آيات الرَا وآية الدين يفيد أنها تحذر من الرَا وما يؤدل إلي ‪.‬‬
‫فقدم عليها‪ ،‬وأما ما يؤدل إلي فت ير عنها‪ ،‬فك ن اآلية توسُت بين الرَا وَين الديون‪،‬‬
‫أما الرَا ف‬
‫وهي البا المؤدل إلى الرَا غالبا‪.‬‬
‫وهذا الترتي‬
‫الترتي‬
‫_ أعني و ع آيات الرَا‪ ،‬ثم التذكير بالرجوع إلى هللا تعالى‪ ،‬ثم آية المداينة _ هذا‬
‫يعد من أبلغ ألوان التحذير؛ ألن النفوئ مازالت في يوف وترق ‪ ،‬واستَعار ال‬
‫اإللهي بسب‬
‫الرَا‪.‬‬
‫وحين ت تي آية المداينة في هذا الجو المفعم باليَية‪ ،‬والرع ‪ ،‬والحذر‪ ،‬والترق ؛ ف ن النفوئ ت في‬
‫على المداينة‪ ،‬وأنواعها ألوانا من التحذيرات التي مازالت عالقة بها من الرَا الذل هو حر هلل تعالى‬
‫ورسول ‪ ،‬ومن مَاهد القيامة التي تجعم الولدان َيبا‪ ،‬وك َك أن آية المداينة حين صاحبت آيات‬
‫الرَا قد أصابها من وعيدها‪ ،‬وتهديد أصحابها‪ ،‬والمبال ة في إنذارهم الُثير‪.‬‬
‫ولم ك والديون بوابة الرَا‪ ،‬ومفتاا من مفاتيح ؟ !‬
‫ولم ك وأُثر اليصام بين النائ يكون بسب‬
‫تلك المعامالت؟!‬
‫ولم ك وآية المداينة قد امتألت باألَواك التي تحتاج إلى حذر َديد عند التعامم بها؟ !‬
‫ف ذا توج البحث إلى النظر في وجود آية االمداينة في يواتيم سورَ البقرَ لتبين أنها جاَت بعد‬
‫ُريَ ُويم‪ ،‬سلُت في السورَ كم سبيم لترسخ قواعد التوحيد‪ ،‬وتفصم َرائع اإلسالم‪ ،‬وترَُ كم‬
‫ذلك بالبعث والنَور والرجوع إلى هللا تعالى‪.‬‬
‫وهذا يعني أن النفوئ في تعامالتها المادية تحتاج إلى توُئة ُويلة من األوامر الدينية‪ ،‬كما تحتاج‬
‫إلى‬
‫وابُ صارمة من األوامر والنواهي‪ ،‬في هذا الم مار؛ ولذلك ك توجد آية قرآنية حوت من‬
‫المحاذير ما حوت آية المداينة‪.‬‬
‫إن الحديث عن اكقتصاد اإلسالمي من األهمية بمكان؛ ألن ركيزَ من ركائز ثبوت الدين‪ ،‬ودوام ‪،‬‬
‫وانتَارل؛ ولذلك و ع في أول سورَ قرآنية بعد الفاتحة‪.‬‬
‫والبدايات دائما تُون كاألسئ والدعائم لُم بنيان‪ ،‬ف ذا نظرنا إلى اإلسالم كبنيان نلحظ أن يقوم‬
‫على ركيزتين‪:‬‬
‫األولى‪ :‬عقيدَ راسية تثمر عبادَ وأيالقا‪.‬‬
‫واأليرو‪ :‬قوَْ تحمي هذل العقيدَ وتلك العبادَ‪ ،‬وت من بقاَ األيال وانتَارها‪ ،‬ومن أجم ذلك كان‬
‫هدم لمعالم األمة المسلمة وتفتيت‬
‫محور سورَ البقرَ يدور حول هذين األمرين؛ ألن اليلم فيهما ْ‬
‫ألركانها‪ ،‬وك يقوو أحدهما إك في قوَ اآلير؛ فاألمة التي تُعنى بالعقيدَ وك تعنى بالقوَ التي تحمي‬
‫هذل العقيدَ كبد أن ي تيها عدو يزلزل هذل العقيدَ‪.‬‬
‫ومن هنا تتبين عالقة هذل اآلية بالسورَ عامة‪ ،‬وبالمقصود األعظم منها‪ ،‬وهذل العالقة تت ح‪،‬‬
‫وتنكَف في موا ع‪ ،‬وتيفى وتستُن في موا ع أيرو‪ ،‬لُن في النهاية تظم عالقة اآليات كعالقة‬
‫األنسا‬
‫في عالم اإلنسان‪ ،‬وك ن السورَ في الذكر الحكيم قبيلة في أمة يرَُها أصم واحد‪َ ،‬وان‬
‫ايتلفت صور أفرادها وأَكالهم‪ ،‬وألوانهم‪ ،‬لُنهم جميعا إلى رجم واحد (‪)10‬‬
‫*******‬
‫سابعا‪ :‬عالقة اآلية ب ول سورَ البقرَ وآيرها‬
‫كَك أن آية المداينة ييُ من ييوط السورَ‪ ،‬وعنصر من عناصرها‪ ،‬وهذا العنصر يستقي ماَل من‬
‫جذر السورَ‪ ،‬أو المقصود األعظم‪ ،‬ويرتبُ بالباقي برَاط يد في مو ع‪ ،‬ويعظم في آير‪.‬‬
‫والذل كبد من اكلتفات إلي هو النظر إلى اآلية على أنها يتام آيات التَريع في سورَ البقرَ‪،‬‬
‫والتَريع ما هو إك رافد كبير من روافد النهر الذل أَارت إلي المقدمة‪.‬‬
‫كيف هذا؟‬
‫إن الجمع بين آية المداينة وأول سورَ البقرَ يلحظ في مايلي‪:‬‬
‫أوكا‪ :‬حدثتنا السورَ في بدايتها عن عدَ معان‪:‬‬
‫* الُتا‬
‫* نفي الري‬
‫عن * هداية المتقين * اإليمان بال ي‬
‫وهذل المعاني َايصة في آية المداينة‪،‬ف ول َيَ في اآلية بعد النداَ هو قول تعالى (فاُتبول)‪.‬‬
‫ثم تتابعت هذل اللفظة بصور متعددَ فقيم‪(:‬وليكت ‪ -‬كات‬
‫– كات‬
‫–يكت‬
‫–فليكت‬
‫–تُتبول –‬
‫كات )‬
‫وهذل الُثرَ في مادَ الُتابة ليست إك لحفظ و مان الحقو من ال ياع أو النسيان أو اإلنكار‪،‬‬
‫وكم ذلك يتصم بالُتابة اتصاكا وثيقا‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تحدثت اآلية عن ال اية من الُتابة‪ ،‬والتوثيَ؛ وهي نفي الري ‪ ،‬وذلك في قول تعالى‪:‬‬
‫ُ ِع ْن َد َّ ِ وأَ ْقوم لِ َّ‬
‫لَ َه َاد َِ َوأ َْدَنى أ ََّك تَ ْرتَ ُابوا) (البقرَ‪.)282:‬‬
‫( َذلِ ُُ ْم أَ ْق َس ُ‬
‫َ َُ‬
‫وكذلك أول البقرَ حيث قيم‪( :‬ك ري في هدو)‪.‬‬
‫فك ن نفي الري‬
‫عن الُتا‬
‫اَتَ من نفي الري‬
‫عن الُاتبين للديون‪.‬‬
‫ِ‬
‫َّ‬
‫ثالث ا‪ :‬تحدثت اآلية عن أن هذا التَريع يؤدل إلى تقوو هللا تعالى؛ فقالت‪َ ( :‬واتُقوا َّ َ َوُي َعفل ُم ُك ُم َّ ُ‬
‫ِ‬
‫ِ ِ‬
‫يم) (البقرَ‪.)282:‬‬
‫َو َّ ُ ب ُك فم ََ ْيَ َعل ْ‬
‫وكذا أول البقرَ قيم في ‪( :‬هدو للمتقين)‪.‬‬
‫ففي آية المداينة يحقَ التوثيَ تقوو هللا تعالى‪ ،‬وفي أول البقرَ يحقَ الُتا‬
‫تقوو هللا تعالى‪.‬‬
‫ماَ واحدا َوان ايتلفت مجاري ‪.‬‬
‫وهكذا نجد ُلحمة النس ‪ ،‬والماَ الجارل بين اآليات ا‬
‫عالقة اآلية بيتام سورَ البقرَ‬
‫ِ‬
‫ات وما ِفي ْاأل َْر ِ‬
‫ض) (البقرَ‪)284:‬‬
‫جاَ في يتام سورَ البقرَ قول تعالى (ََِّّللِ َما ِفي َّ‬
‫الس َم َاو َ َ‬
‫وهذا تذكير ب ن أيذ الديون وردها أو أُلها سحتا لن ييرج عن ملُوت هللا تعالى وتقديرات ‪.‬‬
‫ثم إن يتام السورَ تعرض لما يجول في نفوئ النائ وهذل اليواُر وتلك اليلجات لها عالقة وثيقة‬
‫بالديون‪ :‬من حيث نية األداَ‪ ،‬أو نية اإلتالف‪ ،‬كما جاَ في الحديث‪( :‬من أيذ أموال النائ يريد‬
‫أداَها فأد هللا عن ‪ ،‬ومن أيذها يريد إتالفها أتلف هللا) (‪)11‬‬
‫فالنية وما يدور في النفئ هو ما علي مدار الحسا ‪.‬‬
‫السمع والُاعة‪،‬‬
‫أ ف إلى ذلك امتالَ اآلية بهذل األوامر وتلك النواهي‪ ،‬والَروط‪ ،‬مما يستوج‬
‫ُعنا ُغْفرانك رََّنا َوِاَليك اْلم ِ‬
‫ِ‬
‫ص ُير)‪.‬‬
‫كما جاَ في يتام البقرَ‪َ ( :‬وَقاُلوا َسم ْعَنا َوأَ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ َ‬
‫ِ‬
‫ثم إن َّ‬
‫الدين وهو ع َ ثقيم‪ ،‬بم هو هم بالليم وذل بالنهار كيبعد عن قول هللا تعالى‪( :‬ك ُي َكفل ُ‬
‫ف َّ ُ‬
‫اُتَسب ْت رَََّنا ك تُؤ ِ‬
‫ِ َّ‬
‫ُ َْنا َرَََّنا َوك تَ ْح ِم ْم‬
‫َي َ‬
‫اي ْذَنا ِإ ْن َن ِس َينا أ َْو أ ْ‬
‫َ‬
‫َنْفسا إك ُو ْس َع َها َل َها َما َك َسَب ْت َو َعَل ْي َها َما ْ َ َ َ‬
‫َّ ِ‬
‫ِ‬
‫ُا َق َة َلَنا ِب َِ ) (البقرَ‪286:‬‬
‫ين ِم ْن َقْبلَِنا َرَََّنا َوك تُ َح ِفمْلَنا َما ك َ‬
‫ص ار َك َما َح َمْلتَ ُ َعَلى الذ َ‬
‫َعَل ْيَنا إ ْ‬
‫وهكذا تتَابك الييوط َوان بعدت المسافات بين اآلية وأول السورَ‪ ،‬ويتام السورَ مما يزيد من وحدَ‬
‫الهدف‪ ،‬وهذا يقول معني أن السورَ القرآنية َبكة واحدَ يجمعها نمُ من الييوط المتوازية تارَ‪،‬‬
‫والمتقابلة تارَ أيرو‪ ،‬والمتجانسة تارَ ثالثة‪ ....‬إلخ‬
‫*****‬
‫ثامنا‪ :‬وج البالغة في ُول اآلية‬
‫ك يَك أحد في أن تحديد فواصم اآليات‪ ،‬ورؤوسها توقيف من هللا تعالى (حيث تلقال رسول هللا صلى‬
‫هللا علي وسلم عن جبريم علي السالم عن ر العزَ جم وعال)(‪)12‬‬
‫والسؤال الذل يُرا نفس ‪:‬‬
‫جز هذل‬
‫ال _ أن تُ فأ‬
‫ما وج جمع كم هذل المعاني واألغراض في آية واحدَ‪ ،‬وقد كان من الممكن _ عق ا‬
‫اآلية إلى عدَ آيات؟‬
‫لُن هذا لم يحدث؛ حيث احتلت اآلية صفحة كاملة من المصحف الَريف‪ ،‬و م بع ها إلى بعض‪،‬‬
‫حتى صارت آية واحدَ‪.‬‬
‫والذل أرال أن هذا الُول لون من ألوان التحذير؛ ألن ُريَ الديون ُريَ ُويم‪ ،‬مليَ بالعقبات‪ ،‬كما‬
‫أن آثار الديون ك تزول سريعا‪ ،‬بم تبقى عالقة بالنفوئ‪،‬مثم األلم الذل ك يزول حتى بعد العالج‪ ،‬وك ن‬
‫ُول اآلية يوحي ب ف لية عدم التداين؛ ألن با ُ يُر؛ فالصبر أولى من لمن يريد اكقتراض‪.‬‬
‫وهكذا تحاول اآلية أن تصرف النائ عن درو التداين إلى ُريَ آير؛ فُالت؛ ليََ عليهم جمعها‬
‫وقراَتها‪.‬‬
‫وأمر آير‪:‬‬
‫وهو أن اآلية جمعت َروُا و وابُ ل مان الحقو ‪ ،‬فمو وعها واحد‪ ،‬فلما اتحد مو وعها ُجمعت‬
‫في آية واحدَ‪.‬‬
‫ف ن قيم‪ :‬ف ن اآلية التي بعدها موصولة بها‪ ،‬قلت‪ :‬إن اآلية التي بعدها في َ ن الرهن‪ ،‬وهو با‬
‫آير‪،‬‬
‫حتى َوان كان في تداين‪ ،‬لُن ياص بما يكون أثناَ السفر حالة عدم توفر الُات ‪ ،‬وآية الدين في أثناَ‬
‫اإلقامة‪ ،‬فلما كان هناك نوع ايتالف فصلت هذل عن تلك‪.‬‬
‫ووج ثالث‪:‬‬
‫وهو أن اآلية بُولها هذا أصبحت من الَهرَ بمكان‪ ،‬مما جعلها موُن ح ور في حديث المسلمين‪،‬‬
‫وتدارسهم للقرآن الُريم‪ ،‬وهذا يستتبع استح ار ما فيها من قيود دائما‪.‬‬
‫ف ذا‬
‫م هذا المعنى إلى ما بين النائ من تعامالت مالية‪ ،‬وأغلبها في ميدان الديون لعرفنا أن هناك‬
‫عالقة وثيقة بين ُول اآلية وما َاع بين النائ من تعامالت؛ حيث و ع القرآن الُريم أَهر آية‬
‫لتُون عالجا ألَهر المعامالت‪.‬‬
‫فالمَهور الَائع في القرآن عالج للمَهور الَائع في المعامالت‪ ،‬وهذا توافَ عجي ‪.‬‬
‫ووج رابع‪:‬‬
‫وهو أن هذل اآلية ذكرت في أُول سورَ في القرآن الُريم‪ ،‬فهناك مناسبة بين ُول اآلية وُول‬
‫السورَ‪ ،‬وَياصة أنها من آيات األحكام‪ ،‬ومن سمات هذا ال ر من اآليات التفصيم واإلسها ؛ حتى‬
‫ك تُون المعامالت مو ع اجتهاد أو أيذ ورد وَياصة أن اآلية تتحدث عن المعاو ات المالية التي‬
‫هي أصم كثير من النزاعات بين النائ‪ ،‬ولما كانت هذل المعاو ات متنوعة إلى ديون وتجارات‪،‬‬
‫استقصاَ لهذل الحاكت المَار إليها‪.‬‬
‫استلزم ذلك اإلسها ؛‬
‫ا‬
‫وزاد من ذلك‪ :‬أن اآلية سلُت في معالجتها سبيم درَ الَبهات‪ ،‬وسد الذرائع المؤدية إلى المنازعات‪،‬‬
‫وأيذ الحيُة‪ ،‬وذلك كل يستلزم اإلسها‬
‫واإلُنا‬
‫في العرض؛ ليواُ‬
‫التي حوتها اآلية‪.‬‬
‫***‬
‫زيم هذل األسالي‬
‫العالجية‬
‫تاسع ا‪ :‬آية المداينة بين التثقيف والتُليف‬
‫إن القرآن الُريم ‪ -‬والذل تمثم آية المداينة لبنة من لبنات ‪ -‬معني بتثبيت الحكم‪ ،‬كما أن معني في‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫لتقبم هذا الحكم؛ ولتقتنع ب ‪ ،‬وتقبم علي إقبال الَ وف‪ ،‬وليئ من البالغة‬
‫الوقت نفس بتهيئة القلو‬
‫ف‬
‫بيان الحكم دون تهيئة النفوئ كستقبال ‪ ،‬كما أن ليئ من البالغة أي ا الَُف عن المعاني الوجدانية‬
‫اآلسرَ للقلو الباعثة على األريحية دون تحديد المراد‪.‬‬
‫والمقصود من الُالم أن البالغة العالية هي التي تمزج بين الرافدين‪ :‬بين أحكام الَريعة ال ابُة‬
‫لحركة الحياَ‪ ،‬والمعاني الروحية الباعثة على النَاط للتمسك بهذل األحكام‪.‬‬
‫العَقدل –‬
‫(من هنا كان المعنى القرآني مزيجا متفاعالا من عنصرين‪ :‬التَريعي – وينُول في َ‬
‫والروحي؛ الماثم في غرئ القناعة الفكرية‪ ،‬والُم نينة الوجدانية بهذا العنصر التَريعي في قل‬
‫َّ‬
‫المكلف‪.‬‬
‫وك تُاد تجد معنى قرآنيا إك وهو وليد التفاعم بين هذين العنصرين‪ ،‬على ايتالف في مقادير هذين‬
‫العنصرين ودرجات ظهورها‪.‬‬
‫وقد يظن أن ثم ما هو مَ لة الفقهاَ وحدهم‪ ،‬وهو المسمى بآيات األحكام‪ ،‬وك سبيم للبالغي إلى تدبرل‬
‫إذ إن مَ لة البالغي عندهم المعاني الروحية‪ ،‬وأن ثمة ما هو مَ لة البالغيين دون الفقهاَ كالقصص‬
‫القرآني‪.‬‬
‫وذلك نهج ياُئ‪ ،‬إن لم يكن آثما؛ فما من آية إك قد تَ َّ‬
‫َكم معناها من الَرع والروا معا‪ ،‬ومنزلها من‬
‫جالَ‬
‫السيا الُلي للسورَ هو الذل يبرز عنص ار على آير‪ ،‬وَناؤها الل ول هو الذل يمنح عنص ار‬
‫ا‬
‫وقرَا إلى اإلدراك دون اآلير‪)13( .‬‬
‫وفي جميع األحوال يظم ارتباط الحكم بالمحر ات على قبول ‪ ،‬وارتباط الَرع بالدوافع المؤثرَ في‬
‫قبول ‪،‬يظم هذا اكرتباط قائم ا ك ينفك في جميع آل القرآن؛ يقول المرحوم سيد قُ‬
‫في قيام هذا الرابُ‬
‫في آية المداينة‪ :‬ارتباط التَريع بالوجدان الديني في اآلية ارتباط لُيف المديم‪ ،‬عميَ اإليحاَ‪ ،‬قول‬
‫الت ثير‪ ،‬دون اإليالل بترابُ النص من ناحية الدكلة القانونية‪ ،‬وحيث يلحظ كم المؤثرات المحتملة في‬
‫موقف ُرفي التعاقد‪ ،‬وموقف الَهود والُتا ‪ ،‬فينفي هذل المؤثرات كلها‪ ،‬ويحتاط لُم احتمال من‬
‫احتماكتها‪.‬‬
‫إن اإلعجاز هو صياغة آيات التَريع هنا لهو اإلعجاز في صياغة آيات اإليحاَ‪ ،‬والتوجي ‪ ،‬بم هو‬
‫أو ح وأقوو؛ ألن ال رض هنا دقيَ ُي فِ‬
‫حرف لفظ واحد‪ ،‬وك ينو في لفظ عن لفظ) (‪)14‬‬
‫ص فدرت اآلية بذلك النداَ‪( :‬يا أيها الذين آمنوا) وفي يصائص نظم واصُفاَ‬
‫وعلى سبيم المثال‪ :‬لقد ُ‬
‫عناصرل على هذا النحو دكلة على إلزامهم بما ديلوا في ُوعا من إيمان وتسليم‪َ ،‬واَارَ إلى أن إيمانهم‬
‫ك يزال فعالا‪ ،‬وأنهم ما يزال فيهم بقية من غفلة‪ ،‬لُن أي ا فيهم تَريف لهم بتعريفهم بيير صفاتهم‪،‬‬
‫وتَريفهم بمباَرَ الحَ _ عز وجم _ نداَهم دون قول ‪ - :‬قم يا أيها الذين آمنوا ‪ ،-‬وهذا التُليف‬
‫والتذكير والتَريف المحت ن في رحم النظم‪ ،‬متناسَ أيما تناسَ مع ما هو آت من بعد) (‪)15‬‬
‫تفاعم‬
‫هذا نمُ واحد يحمم التَريف والتُريم‪ ،‬كما يحمم التذكير بال فلة‪ ،‬والحث على نق ها‪ ،‬وهكذا‬
‫َ‬
‫في العنصر الواحد عامالن من عوامم الحض والتهيئة كستقبال األوامر والنواهي القادمة في‪( :‬فاُتبول‬
‫_ وليكت‬
‫_ واستَهدوا‪..‬إلخ)‬
‫للُتفا ‪( :‬كما علم هللا)‪ ،‬هذا عنصر من‬
‫ثم تعاود اآلية ذكر ما يهيج النفوئ ُويزجي أوارها‪ ،‬فيقال ُ‬
‫عناصر التثقيف المحر ة على قبول األمر‪...‬‬
‫ثم يؤتى بالتُليف فيقال‪( :‬فليكت‬
‫وليملم الذل علي الحَ) ثم ي تي تثقيف آير‪ ،‬أو محرض آير فيقال‪:‬‬
‫(وليتَ هللا رَ ) فيتبع تُليف وهو (وك يبيئ من َيئا)‪ ....‬وهكذا تظم اآلية تراوا وتمازج بين‬
‫التُليف والتثقيف على نحو بارز؛ لتُقبم النفوئ على التُاليف إقبال رغبة وَ ف‪ ،‬وتلذذ‪ ،‬فترو فيما‬
‫كلفت ب من َرائع لذَ ومتعة واسترواا‪...‬‬
‫بم إن هذا المزج ك تحئ مع أل نفئ مرهفة ب ل َيَ من التباين والتفا م‪ ،‬على الرغم مما قد يظن‬
‫أن البيان التُليفي يقت ي غير ما يقت ي البيان التثقيفي‪ ،‬ألفاظ ا وتوقيع ا صوتي ا‪...‬إلخ (‪)16‬‬
‫وهذا المزج (الذل ك يكاد يفصم بع‬
‫عن بعض) بين اليُا‬
‫التُليفي واليُا‬
‫التثقيفي يَير إلى‬
‫حرص القرآن الُريم على إحاُة التُاليف بالبواعث التي ت عها مو ع التنفيذ السريع‪ ،‬وذلك‬
‫البالغة ومعدنها‪ ،‬والذه‬
‫اإلبريز الذل يتُل‬
‫من‬
‫رو عالقات المعاني‪ ،‬وهي ل‬
‫والتع‬
‫من أجل ؛ يقول اإلمام عبد القاهر‪( :‬واعلم أن غر ي من هذا الُالم الذل‬
‫ر‬
‫البحث عن‬
‫ابتدأت ‪ ،‬واألسائ الذل و عت ‪ ،‬أن أتوصم إلى بيان أمر المعاني‪ ،‬كيف تيتلف وتتفَ‪ ،‬ومن أين‬
‫تجتمع وتفتر ‪ ،‬وأفصم أجناسها وأنواعها‪ ،‬وأتتبع ياصها و مَاعها‪...‬إلخ) (‪)17‬‬
‫أ ف إلى ذلك أن قمة الجمال الل ول أن ي تي الُالم موافقا لُبيعة النفئ البَرية‪ ،‬ومنسجما مع‬
‫مدايلها‪ ،‬وميارجها‪.‬‬
‫وكَك أن النفئ البَرية تنفر من التُاليف المجردَ‪ ،‬وتت بى على األوامر العارية من النصح‪ ،‬ومن‬
‫المثيرات والمحر ات‪ ،‬لُنها في الوقت نفس تح المقدمات وتُثار للمحر ات‪ ،‬وتسرع إلى كم َيَ‬
‫كانت قد ُهيئت ل ‪ ،‬وكما قال عبد القاهر‪( :‬إن إعالمك الَيَ ب تة ليئ ك عالمك ل بعد توُئة) (‪)18‬‬
‫تلك فُرَ النفئ البَرية التي لم ي فلها القرآن الُريم‪ ،‬حيث و ع المحر ات قبم‪ ،‬أو بعد‪ ،‬أو في أثناَ‬
‫التُاليف حتى ترغ‬
‫في أدائها النفوئ‪.‬‬
‫والعجي أن آية الدين جمعت بين األصناف الثالثة؛ حيث ُسبقت ب بلغ آية_ وآير اآليات نزوكا _‬
‫وأُثرها دفعا وتحري اا إلى اكمتثال‪ ،‬وهي قول هللا تعالى‪َ ( :‬واتَُّقوا َي ْوما تُْر َج ُعو َن ِفي ِ ِإَلى َّ ِ ثُ َّم تَُوَّفى ُك ُّم‬
‫ظَل ُمو َن) (البقرَ‪)281:‬‬
‫َنْفئ َما َك َسَب ْت َو ُه ْم ك ُي ْ‬
‫السماو ِ‬
‫ِِ ِ‬
‫ات‬
‫ثم جاَت بعد آية المداينة عدَ آيات أيرو باعثة ومحر ة‪ ،‬وذلك قول تعالى‪ََّّ ( :‬لل َما في َّ َ َ‬
‫ِِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ ِ‬
‫ِ‬
‫اَ َو َّ ُ‬
‫اَ َوُي َع فذ ُ َم ْن َي ََ ُ‬
‫َو َما في ْاأل َْرض َ َوِا ْن تُْب ُدوا َما في أ َْنُفس ُك ْم أَو تُ ْيُفولُ ُي َحاس ْب ُك ْم ب َّ ُ َفَي ْ ف ُر ل َم ْن َي ََ ُ‬
‫َعَلى ُك ِفم ََيَ َق ِد ْير) (البقرَ‪)284:‬‬
‫ْ‬
‫كما ايتلُت اآلية بالبواعث والمحر ات من مثم‪( :‬وليتَ هللا رَ ) ومثم (ذلُم أقسُ عند هللا) ومثم‬
‫(واتقوا هللا ويعلمكم هللا)‪.‬‬
‫وهذا يعني‪ :‬أن َّ‬
‫الدين حمم ثقيم على كال الُرفين‪ ،‬بم على جميع األُراف‪ :‬الدائن والمدين والَهود‬
‫والُات ‪ ،‬بم على األمة كلها‪ ،‬وهذا يفسر وج استعاذَ النبي _ صلى هللا علي وسلم _ من ‪ ،‬حيث يقول‬
‫(اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن‪ ،‬وأعوذ بك من العجز والُسم‪ ،‬وأعوذ بك من الجبن والبيم‪ ،‬وأعوذ‬
‫بك من غلبة الدين‪ ،‬وقهر الرجال) (‪)19‬‬
‫***‬
‫عاَ ار‪ :‬مصُلحات وحدود‬
‫السَلم ]‪,‬‬
‫الواقع أن هذل اآلية لها اتصال وثيَ ببعض المصُلحات الفقهية‪ ،‬منها ما هو قديم مثم [ َ‬
‫ومنها ماهو حديث مثم [ البيع بالتقسيُ ]‪ ،‬ولقد رأيت من المناس أن أَير إلى هذل المصُلحات‪،‬‬
‫وأ فِ‬
‫ُعرف بها تعريفا موج از يكَف النقا‬
‫مع اإلَارَ إلى أن جميع هذل المصُلحات متصم بدائرَ الديون من قري‬
‫عنها‪ ،‬وبالقدر الذل يتناس‬
‫مع ُبيعة هذل الدراسة البالغية‪،‬‬
‫أو من بعيد‪.‬‬
‫(قال الَافعي – رحم هللا ‪ :-‬قول هللا تعالى‪ " :‬إذا تداينتم بدين " يحتمم كم دين‪ ،‬ويحتمم السلف‬
‫ياصة‪ ،‬وقد ذه في ابن عبائ إلى أن في السلف‪َ .....‬وان كان كما قال ابن عبائ في السلف‬
‫قلنا ب في كم دين قياس ا علي ألن في معنال) (‪)20‬‬
‫ويقول القرُبي‪( :‬قال ابن عبائ‪ :‬هذل اآلية نزلت في السلم ياصة‪ ،‬معنال‪ :‬أن َسَلم أهم المدينة‬
‫كان سب اآلية‪ ،‬ثم هي تتناول جميع المداينات إجماعا) (‪)21‬‬
‫وأول ما ينب ي الوقوف عندل هو مصُلح‪:‬‬
‫َّ‬
‫الد ْين‬
‫(وحقيقت ‪ :‬عبارَ عن معاملة كان أحد العو ين فيها نقدا‪ ،‬واآلير في الذمة نسيئة‪ ،‬ف ن العين عند‬
‫العر ما كان حا ار‪ ،‬والدين ما كان غائب ا‪ ،‬قال الَاعر‪:‬‬
‫الحفرتين‬
‫لترِم بي المنايا حيث َاَت إذا لم ترم بي في ُ‬
‫إذا ما أوقدوا حُباا ونا ار فذاك الموت نقدا غير َد ْين‬
‫وقد فبين هللا تعالى هذا المعنى في قول سبحان (إلى أجم مسمى) (‪)22‬‬
‫ويستعمم الفقهاَ كلمة َّ‬
‫أعم من اآلير‪.‬‬
‫الد ْين بمعنيين‪ :‬أحدهما ف‬
‫أما بالمعنى األعم فيريدون ب مُلَ الحَ الالزم في الذمة؛ بحيث يَمم كم ما يثبت في الذمة من‬
‫أموال‪ ,‬أي ا كان سب‬
‫ُاعات‪ :‬من صالَ‪ ،‬وصوم‪ ،‬وحج‪...‬إلخ‪.‬‬
‫وجوَها‪ ،‬أو حقو مح ة كسائر ال ف‬
‫وأما بالمعنى األيص – أل في األموال – فهو ما يثبت في الذمة من مال في معاو ة‪ ،‬أو إتالف‪،‬‬
‫أو قرض (‪)23‬‬
‫ومن صفات هللا تعالى الديان‪ ،‬وقيم من أسمائ ‪ ،‬وفي معنال يقول ابن منظور‪( :‬هو القهار‪ ،‬وقيم‪:‬‬
‫هو الحاُم‪ ،‬والقا ي‪ ،‬وهو َف َّعال من‪ :‬دان النائ؛ أل‪ :‬قهرهم على الُاعة‪ ،‬يقال‪ :‬دنتهم فدانوا؛ أل‬
‫قهرتهم ف ُاعوا‪ ..‬ومن ‪ :‬الُيئ من دان نفس وعمم لما بعد الموت‪ ،‬أل‪ :‬أذلها واستعبدها‪ ،‬وقيم‪:‬‬
‫حاسبها‪ ،‬وفي ‪ :‬ثالثة حَ على هللا عونهم _ منهم‪ :‬المدين الذل يريد األداَ‪ ،‬والمديان‪ :‬الُثير الدين‪،‬‬
‫الذل علت الديون‪ ،‬وهو مفعال من َّ‬
‫الدين للمبال ة) (‪)24‬‬
‫القرض‪:‬‬
‫ُّ‬
‫بالسنة واإلجماع وقيم‪ :‬هو كم ما ي من بالمثم عند اكستهالك‪،‬‬
‫(وهو نوع من السلف‪ ،‬وهو جائز‬
‫وقيم‪ :‬هو في الل ة‪ :‬ما تعُي لتتقا ال‪ ،‬وقيم‪ :‬هو دفع المال لمن ينتفع ب على أن يرد بدل )(‪)25‬‬
‫ويصح القرض بلفظ السلف‪ ،‬والقرض؛ لورود الَرع بهما‪.‬‬
‫أما الفر بين القرض والدين‪ :‬فهو أن القرض أُثر ما يستعمم في العين والور ‪ ،‬وهو أن ن يذ من‬
‫مال الرجم درهم ا لترد علي بدل درهم ا‪ ،‬فيبقى دين ا عليك إلى أن تردل؛ فكم قرض دين‪ ،‬وليئ‬
‫العكئ‪ ،‬وذلك أن أثمان ما يَترو بالنسئ ديون وليست بقروض‪ ،‬فالقرض يكون من جنئ ما‬
‫اقترض وليئ كذلك الدين) (‪)26‬‬
‫ويجوز أن نفر بينهما فنقول‪ :‬قولنا‪ :‬يداين ‪ ،‬يفيد أن يعُي ذلك لي يذ من بدل ‪ ،‬ولهذا يقال‪ :‬ق يت‬
‫قر‬
‫‪ ،‬وأديت دين ‪ ،‬وواجب ‪ ،‬ومن أجم ذلك أي ا يقال‪ :‬أديت صالَ الوقت‪ ،‬وق يت ما نسيت من‬
‫الصالَ؛ ألن منزلة القرض‪)27( .‬‬
‫السلم‪:‬‬
‫بالتحريك‪ :‬السلف‪ ،‬وأسلم في الَيَ‪ ،‬وسلم‪ ،‬وأسلف‪ ،‬بمعنى واحد‪ ،‬واكسم‪ :‬السلم وهو أن يعُي ذهبا‬
‫وف ة في سلعة معلومة إلى أمد معلوم‪ ،‬فك نك قد أسلمت الثمن‪ ،‬بمعنى السلف‪ ،‬ويقول‪ :‬اإلسالم هلل‬
‫عز وجم‪ ،‬ك ن‬
‫ن باكسم الذل هو مو ع الُاعة‪ ،‬واكنقياد هلل عز وجم عن أن يسمى ب غيرل‪،‬‬
‫وأن يستعمم في غير ُاعة هللا‪ ،‬ويذه‬
‫ب إلى معنى السلف‪)28( .‬‬
‫حد علماؤنا السلم فقالوا‪ :‬هو بيع معلوم في الذمة محصور بالصفة‪ ،‬بعين حا رَ‬
‫وعند القرُبي‪ ( :‬ف‬
‫التحرز من المجهول‪ ،‬ومن‬
‫أو ما هو في حكمها إلى أجم معلوم‪ .‬فتقييدل بد (معلوم في الذمة) يفيد‬
‫ُّ‬
‫السلم في األعيان المعيَّنة مثم الذل كانوا يستلفون في المدينة حين قدم عليهم النبي _ صلى هللا‬
‫علي وسلم _ ف نهم كانوا يستلفون في ثمار نييم ب عينها‪ ،‬فنهاهم عن ذلك لما في من ال رر؛ إذ قد‬
‫تيلف تلك األَجار فال تثمر َيئا‪.‬‬
‫وقولهم‪( :‬محصور في الصفة) تحرز عن المعلوم على الجملة دون التفصيم كما لو أسلم في تمر‬
‫أو ثيا‬
‫أو حيتان ولم يبين نوعها وك صفتها المعينة‪.‬‬
‫وقولهم‪( :‬بعين حا رَ) تحرز من الدين بالدين‪.‬‬
‫وقولهم‪( :‬أو ما هو في حكمها) تحرز من اليومين‪ ،‬أو الثالثة التي يجوز ت يير رأئ مال السلم إلي ؛‬
‫ف ن يجوز ت ييرل عندنا‪ ،‬ذلك القدر‪ ،‬بَرط‪ ،‬وب ير َرط لقر ذلك‪....‬‬
‫وقولهم‪( :‬إلى أجم مسمى) تحرز من السلم الحال؛ ف ن ك يجوز على المَهور‪....‬‬
‫ووصف األجم (بالمعلوم)‪ :‬تحرز من األجم المجهول الذل كانوا في الجاهلية يسلمون إلي (‪)29‬‬
‫وقيم في السلم‪( :‬أن يسلم عو ا حا ار في عوض موصوف في الذمة إلى أجم مسمى‪ ،‬ويسمى‬
‫سلم ا وسلف ا‪ ،‬يقال‪ :‬أسلم‪ ،‬وسفلف‪ ،‬وهو نوع من البيع ينعقد بما ينعقد ب البيع‪ ...،‬ويعتبر في من‬
‫الَروط ما يعتبر في البيع‪ ،‬وهو جائز بالُتا والسنة‪ ،‬أما الُتا ‪ ،‬فقول هللا تعالى‪( :‬يا أَي َّ ِ‬
‫ين‬
‫ُّها الذ َ‬
‫َ َ‬
‫ِ ِ‬
‫ِ‬
‫اُتُُبولُ‪)....‬‬
‫َجم ُم َس فم اى َف ْ‬
‫آم ُنوا إ َذا تََد َاي ْنتُ ْم ب َد ْين إَلى أ َ‬
‫َ‬
‫وروو سعيد ب سنادل عن ابن عبائ أن قال‪ :‬أَهد أن السلف الم مون إلى أجم مسمى قد أحل‬
‫هللا في كتاب وأذن في ‪ ،‬ثم قرأهذل اآلية‪.‬‬
‫وألن هذا اللفظ – أل الدين –يصلح للسلم‪ ،‬ويَمل بعموم ‪.‬‬
‫وأما السنة‪ ،‬فروو ابن عبائ عن الرسول _صلى هللا علي وسلم _ أن قدم المدينة‪ ،‬وهم يسلفون في‬
‫الثمار السنتين والثالث‪ ،‬فقال (من أسلف في َيَ‪ ،‬فليسلف في كيم معلوم‪ ،‬ووزن معلوم‪ ،‬إلى أجم‬
‫معلوم) متفَ علي ‪.‬‬
‫وروو البيارل عن محمد بن أبي مجاهد قال‪ :‬أرسلني أبو بردَ وعبد هللا بن أبي َداد إلى عبد‬
‫الرحمن بن أبزو‪ ،‬وعبد هللا بن أبي أوفى فس لتهما عن السلف فقاك‪ :‬كنا نصي‬
‫الم انم مع رسول‬
‫هللا _ صلى هللا علي وسلم _ فكان ي تينا أنباط الَام فنسلفهم في الحنُة والَعير والزَي ‪ ،‬فقلت‪:‬‬
‫أُان لهم زرع‪ ،‬أم لم يكن لهم زرع؟‬
‫قال‪ :‬ما كنا نس لهم عن ذلك‪.‬‬
‫وأما اإلجماع‪ :‬فقال ابن المنذر‪ :‬أجمع كم من نحفظ عنهم من أهم العلم على أن السلم جائز؛ وألن‬
‫الثمن في البيع أحد عو ي العقد‪،‬فجاز أن يثبت في الذمة‪ ،‬وألن بالنائ حاجة إلي ؛ ألن أرَا‬
‫الزروع‪ ،‬والثمار‪ ،‬والتجارات يحتاجون إلى النفقة على أنفسهم‪ ،‬وعليها لتُمم‪ ،‬وقد تعوزهم النفقة‪،‬‬
‫فجوز لهم السلم ليرتفقوا‪ ،‬ويرتفَ المسلم باكسترياص (‪)30‬‬
‫ف‬
‫السلف‪:‬‬
‫(سلف يسلُف سلفا وسلوفاا ‪ ,‬يجيَ على معان‪:‬‬
‫السلف‪ :‬القرض‪ ،‬والسلم‪ ،‬والسلف أي ا كم عمم قدم العبد‪...‬‬
‫وأسلف في الَيَ‪ :‬سلم‪ ،‬واكسم منها‪ :‬السلف‪ ،‬وهو نوع من البيوع يعجم في الثمن‪ ،‬وت بُ السلعة‬
‫بالوصف إلى أجم معلوم‪.‬‬
‫والسلف‪ :‬القرض‪ ،‬يقال‪ :‬أسلفت ماكا؛ أل‪ :‬أقر ت ‪.‬‬
‫قال األزهرل‪ :‬كم مال قدمت في سلعة م مونة اَتريتها بصفة فهو سلف وسلم‪ ،‬ورول عن النبي _‬
‫صلى هللا علي وسلم _ أن قال‪( :‬من سفلف فليسلف في كيم معلوم ووزن معلوم إلى أجم معلوم)‪.‬‬
‫ك‪ ،‬ودفع إلى أجم في سلعة م مونة‪....‬‬
‫أراد‪ :‬من قدم ما ا‬
‫والسلف في المعامالت ل معنيان‪:‬‬
‫أحدهما‪ :‬القرض الذل كمنفعة للمقرض في غير األجر والَكر‪ ،‬وعلى المقترض ردل كما أيذل‬
‫والعر تسمي القرض سلفا كما ذكرل الليث‪.‬‬
‫والمعنى الثاني‪ :‬هو أن يعُي ماكا في سلعة إلى أجم معلوم بزيادَ في السعر الموجود عند السلف؛‬
‫وذلك منفعة للمسلف‪ ،‬ويقال ل سلم دون األول؛ وفي الحديث (أن استسلف من أعرابي َب ْك ار؛ أل‪:‬‬
‫استقرض)(‪.)31‬‬
‫السَلف بفتحتين هو‪ :‬السلم وزن ا ومعنى‪ ،‬قيم هو ل ة أهم الع ار ‪ ،‬والسلف ل ة أهم الحجاز‪.‬‬
‫وقيم‪َ :‬‬
‫ا‬
‫وعن أبي هريرَ ر ى هللا عن عن النبي صلى هللا علي وسلم قال‪( :‬من أيذ أموال النائ يريد‬
‫أداَها فأد هللا عن ‪ ،‬ومن أيذها يريد إتالفها أتلف هللا تعالى) (‪)32‬‬
‫والتعبير ب يذ أموال النائ يَمم أيذها باكستدانة‪ ،‬وأيذها لحفظها‪ ،‬والمراد من إرادت الت دية‪:‬‬
‫ق اؤها في الدنيا‪ ،‬وت دية هللا تعالى عن يَمم تيسيرل لق ائها في الدنيا‪ ،‬ب ن يسو إلى المستدين‬
‫ما يق ي ب دين ‪ ،‬وق اؤها في اآليرَ‪ :‬ب ر ائ غريم بما َاَ هللا تعالى‪....‬‬
‫وقول ‪( :‬يريد إتالفها)‪ :‬الظاهر أن من ي يذها باكستدانة فعالا‪ ،‬ك لحاجة‪ ،‬وك لتجارَ‪ ،‬بم ك يريد إك‬
‫إتالف ما أيذ على صاحب وك ينول ق اَها‪.‬‬
‫وقول (أتلف هللا)‪ :‬الظاهر إتالف الَيص نفس في الدنيا ب هالُ ‪ ،‬وهو يَمم ذلك ويَمم إتالف‬
‫ُي‬
‫عيَ ‪ ،‬وت ييَ أمورل‪ ،‬وتعسر مُالب ‪ ،‬ومحَ بركت ‪ ،‬ويحتمم إتالف في اآليرَ _ بتعذيب ‪:‬‬
‫(‪.)33‬‬
‫وقد يلحظ فر آير بين السلف والسلم؛ ذاك أن (السلف أعم‪ ،‬فالسلف‪ :‬تقديم رأئ المال‪ ،‬والسلم‪:‬‬
‫تسليم في المجلئ) (‪.)34‬‬
‫العينة‪:‬‬
‫هي في الل ة السلف‪ ،‬يقال‪ :‬تعيَّن فالن من فالن عين ؛ أل‪ :‬تسلف‪ ،‬وقد فسر الفقهاَ العينة ب ن‬
‫يبيع المرَ َيئا من غيرل بثمن مؤجم‪ ،‬ويسلم إلى المَترل‪ ،‬ثم يَتري بائع قبم قبض الثمن بنقد‬
‫حال أقم من ذلك القدر‪.‬‬
‫األجم؛ إذ تؤول العملية إلى قرض‬
‫وحقيقة العينة‪ :‬قرض في صورَ بيع كستحالل الف م مقابم َ‬
‫عَرَ لرد يمسة عَر‪ ،‬والبيع وسيلة صورية إلى تلك الزيادَ‪ ،‬وقد قيم لهذا البيع‪ :‬عينة؛ ألن مَترل‬
‫السلعة إلى أجم ي يذ بدلها من البائع عينا؛ أل نقدا حا ار‪ ،‬واستحسن الدسوقي أن يقال‪( :‬إنما‬
‫ُسميت عينة إلعانة أهلها للم ُر على تحصيل مُلوب التحليم بدفع قليم في كثير) (‪.)35‬‬
‫وهكذا تتَابك هذل المعامالت وتديم في زمرَ الديون‪ ،‬وهذا يعني أن كم معاملة بين اثنين يبقى‬
‫َيَ منها في ذمة اآلير تنُبَ عليها اآلية؛ فاآلية من إعجازها أنها َملت الُثير من أوج‬
‫التعامم‪ ،‬ولعم ذلك من أسبا‬
‫ُولها وكثرَ التفصيم فيها‪.‬‬
‫البيع بالتقسيُ‪:‬‬
‫(وهو لون من ألوان بيع النسيئة‪ ،‬فهو‪ :‬بيع ُيتفَ في على تعجيم السلعة‪ ،‬وت جيم الثمن كل ‪ ،‬أو‬
‫بع ‪ ،‬على أقساط معلومة آلجال معلومة‪ ،‬وهذل اآلجال قد تُون منتظمة المدَ في كم َهر‪ ،‬أو‬
‫في كم سنة‪ ،‬أو غير ذلك‪.‬‬
‫كما أنها قد تُون متساوية المقدار‪ ،‬أو متزايدَ‪ ،‬أو متناقصة (‪)36‬‬
‫_ وهذا كل يجوز متى كان ثمة تراهن بين المتبايعين‪َ ،‬واذا كان الثمن مؤجال‪ ،‬وزاد البائع في من‬
‫أجم االت جيم جاز؛ ألن لألجم حصة من الثمن) (‪)37‬‬
‫الفصم الثاني‬
‫المعجم ُّ‬
‫ل‬
‫ل‬
‫بيانية‬
‫رؤية‬
‫ثم‬
‫لآلية‬
‫و‬
‫الل‬
‫ُ‬
‫تعددت األسالي دايم اآلية وتفاعلت عناصرها ِ‬
‫لتُون في النهاية هذل اللوحة الُاملة‪ ،‬ولُي تق أر‬
‫ف‬
‫اللوحة كاملة‪ ،‬ويستَف مقصودها األعظم‪ ،‬وهدفها األعلى‪ ،‬كان كبد من تتبع هذل الييوط‬
‫المتَابكة‪ ،‬ومعرفة أعدادها‪ ،‬وتفاعالتها‪ ،‬وعالقاتها المتدايلة؛ ُليتوصم في اليتام إلى رؤية وا حة‬
‫يمكن من ياللها القول ب ن هذل الصورَ يقصد بها كذا‪ ...‬أو كذا‪.‬‬
‫ولذلك كان من فري ة البيان األولى إحصاَ عدد الييوط‪ ،‬وأنواعها في اآلية‪ ،‬وهاهي تي‪:‬‬
‫أسلو الَرط‪:‬‬
‫بلغ عدد أسالي‬
‫الَرط في اآلية ستة؛ وهي على التوالي كما يلى‪:‬‬
‫‪( - 1‬يا أَي َّ ِ‬
‫ِ ِ‬
‫ِ‬
‫اُتُُبولُ)‬
‫َجم ُم َس فم اى َف ْ‬
‫ُّها الذ َ‬
‫آم ُنوا إ َذا تََد َاي ْنتُ ْم ب َد ْين إَلى أ َ‬
‫ين َ‬
‫َ َ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫‪َ ( – 2‬فِن َك َّ ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َن ُي ِم َّم ُه َو َفْل ُي ْملِ ْم َولُِّي ُ ِباْل َع ْدل)‬
‫يع أ ْ‬
‫ْ َ‬
‫ان الذل َعَل ْي اْل َح َُّ َسفيها أ َْو َ عيفا أ َْو ك َي ْستَُ ُ‬
‫ان ِم َّم ْن تَ ْر َ و َن ِم َن ُّ‬
‫ام َأرَتَ ِ‬
‫الَ َه َد ِاَ)‬
‫‪َ ( ِ- 3‬فِ ْن َل ْم َي ُك َ‬
‫ْ‬
‫ونا َر ُجَل ْي ِن َف َر ُج ْم َو ْ‬
‫ُّ‬
‫اَ ِإ َذا َما ُد ُعوا)‬
‫‪َ ( - 4‬وك َي ْ َ الَ َه َد ُ‬
‫ََ ِه ُدوا ِإ َذا تََب َاي ْعتُ ْم)‬
‫‪َ ( – 5‬وأ ْ‬
‫‪َ َ ( – 6‬وِا ْن تَْف َعلُوا َفِ َّن ُ ُف ُسو ْ ِب ُك ْم)‬
‫هذا‪ ،‬وهناك أسالي‬
‫األسالي‬
‫(إذا‬
‫أسالي‬
‫َرط مفهومة من سيا اآلية؛ لُنها ليست محكومة ب دوات المعروفة‪ ،‬ومن هذل‬
‫_ على سبيم المثال قول تعالى (أن ت م إحداهما فتذكر إحداهما األيرو)؛ حيث يفهم من ‪:‬‬
‫لت إحداهما فلتذكرها األيرو)‪ ،‬وهذا النوع سيكَف عن التحليم في حين ‪.‬‬
‫األمر‪:‬‬
‫ألسلو األمر صورتان صريحتان وهما‪( :‬افعم) و (لتفعم)‪ ،‬وقد ورد في اآلية منها تسعة أسالي‬
‫على الترتي‬
‫هي‬
‫كما يلي‪:‬‬
‫‪( – 1‬فاُتبول)‬
‫بينكم كات‬
‫‪( – 2‬وليكت‬
‫بالعدل)‬
‫‪( – 3‬فليكت )‬
‫‪( – 4‬وليملم الذل علي الحَ)‬
‫‪( – 5‬وليتَ هللا رَ )‬
‫‪( – 6‬فليملم ولي بالعدل)‬
‫‪( – 7‬واستَهدوا َهيدين من رجالُم)‬
‫‪( – 8‬وأَهدوا إذا تبايعتم)‬
‫‪( – 9‬واتقوا هللا)‪.‬‬
‫وك يعني هذا انحصار األمر في هاتين الصورتين‪ ،‬بم قد يفهم األمر في صور أيرو‪ ،‬لُنها ليست‬
‫نصا في األمر؛ ألن األمر فيها م يوذ من السيا والمقام وال رض العام‪...‬إلى آير ذلك من العوامم‬
‫المساعدَ على فهم األمر‪.‬‬
‫***‬
‫أسالي‬
‫النهي‪:‬‬
‫ليئ ألسالي‬
‫النهي في ل ة ال اد إك صي ة واحدَ صريحة‪ ،‬وهي (ك تفعم)‪ ،‬أو (ك) الدايلة عم‬
‫الم ارع‪ ،‬لُن قد يفهم النهي أي ا من إديال مادَ (نهى) وما في معناها على الُالم‪ ،‬وقد جاَ ذلك‬
‫اَ ِذل اْلُقرَى وي ْنهى ع ِن اْلَفح ََ ِ‬
‫ان َوِايتَ ِ‬
‫في القرآن الُريم؛ نحو قول تعالى‪ِ( :‬إ َّن َّ ي ِ ِ ِ‬
‫اَ‬
‫َْ ََ َ َ‬
‫ْ‬
‫ْم ُر باْل َع ْدل َو ْاأل ْح َس ِ َ‬
‫ََُ‬
‫ظ ُك ْم َل َعَّل ُُ ْم تَ َذ َّك ُرو َن) (النحم‪،)90:‬‬
‫َواْل ُم ْن َك ِر َواْلَب ْ ِي َي ِع ُ‬
‫السماو ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ات‬
‫ونحو‪َ ( :‬وك تَُقولُوا ثَالثَ ْة ْانتَ ُهوا َي ْي ار َل ُُ ْم ِإَّن َما َّ ُ ِإَل ْ َواحْد ُس ْب َح َان ُ أ ْ‬
‫َن َي ُكو َن َل ُ َوَلْد َل ُ َما في َّ َ َ‬
‫وما ِفي ْاأل َْر ِ‬
‫ال) (النساَ‪)171:‬‬
‫ض َوَكَفى ِب َّ‬
‫اَّللِ َو ِكي ا‬
‫ََ‬
‫ِ‬
‫َّ ِ‬
‫اهروا َعَلى ِإ ْير ِ‬
‫وكم ِم ْن ِدَي ِ‬
‫الد ِ‬
‫َن‬
‫ارُك ْم َو َ‬
‫ين َق َاتُل ُ‬
‫ونحو‪ِ( :‬إَّن َما َي ْن َه ُ‬
‫ين َوأ ْ‬
‫وك ْم ِفي ف‬
‫اج ُك ْم أ ْ‬
‫اُ ُم َّ ُ َع ِن الذ َ‬
‫َ‬
‫ظ َُ‬
‫َي َر ُج ُ ْ‬
‫تَوَّلوهم ومن يتَوَّلهم َف ُوَلِئك هم َّ‬
‫الظالِ ُمو َن) (الممتحنة‪,)9:‬‬
‫َ ْ ُْ َ َ ْ َ َ ُ ْ‬
‫َ ُُ‬
‫الدم َوَل ْحم اْل ِي ْن ِز ِ‬
‫ِ‬
‫َّ‬
‫ير َو َما أ ُِه َّم ِل َ ْي ِر َّ ِ ِب ِ َواْل ُم ْن َيِنَقةُ َواْل َم ْوُقوَذَُ َواْل ُمتََرِفدَي ُة‬
‫ُ‬
‫ونحو‪ُ ( :‬ح فرَم ْت َعَل ْي ُك ُم اْل َم ْيتَةُ َو ُ‬
‫و َّ ِ‬
‫َُم َّ ِ َّ‬
‫َّ‬
‫ِ‬
‫ُّ‬
‫َن تَ ْستَْق ِس ُموا ِب ْاأل َْزك ِم) (المائدَ‪.)3:‬‬
‫ص ِ َوأ ْ‬
‫النُ َ‬
‫يح ُة َو َما أ َ َ‬
‫َ‬
‫الس ُب ُع إك َما َذك ْيتُ ْم َو َما ُذب َح َعَلى الن ُ‬
‫وما سوو ذلك من النهي قد يفهم من م مون الُالم‪.‬‬
‫وقد جاَ في اآلية يمسة أسالي نهي صريحة‪ ،‬وهي كما يلي‪:‬‬
‫ِ‬
‫َن َي ْكتُ َ َك َما َعَّل َم ُ َّ ُ)‬
‫(وك َي ْ َ َكات ْ أ ْ‬
‫‪َ –1‬‬
‫‪َ ( -2‬وك َي ْب َي ْئ ِم ْن ُ ََ ْيئ ا‬
‫ُّ‬
‫اَ ِإ َذا َما ُد ُعوا)‬
‫‪َ -3‬وك َي ْ َ الَ َه َد ُ‬
‫‪( -4‬وك تَس َموا أَن تَ ُْتُبول ِ‬
‫ِ ِ‬
‫َجلِ ِ )‬
‫ص ي ار أ َْو َكبي ار إَلى أ َ‬
‫َ ْ ُ ْ ُُ َ‬
‫‪َ ( -5‬وك ُي َ َّار َك ِات ْ َوك ََ ِه ْيد) (البقرَ‪.)282:‬‬
‫هذا‪ ،‬باإل افة إلى أسالي‬
‫األسالي‬
‫أيرو فاعلة‪ ،‬لُنها تيدم ما سبَ من أمر ونهي وَرط‪ ،‬ومن تلك‬
‫_ مثالا _‪:‬‬
‫أسلو النداَ في قول تعالى (يا أيها الذين آمنوا‪ ...‬آية)‪.‬‬
‫وأسلو التف يم في قول تعالى‪( :‬ذلُم أقسُ عند هللا وأقوم للَهادَ وأدنى أك ترتابوا)‬
‫وأسلو اكستثناَ في نحو‪( :‬إك أن تُون تجارَ حا رَ تديرونها بينكم)‪.‬‬
‫وأسالي‬
‫بالغية‪:‬‬
‫كالتَبي ‪ ،‬كما في قول تعالى‪( :‬وك ي‬
‫كات‬
‫أن يكت‬
‫كما علم هللا)‪.‬‬
‫وو ع الظاهر مو ع الم مر‪ ،‬كما في قول تعالى‪( :‬أن ت م إحداهما فتذكر إحداهما‬
‫األيرو)‪ ،‬وقول ‪( :‬واتقوا هللا ويعلمكم هللا وهللا بكم َيَ عليم)‪.‬‬
‫وأسلو الحذف‪ ،‬نحو‪َ ( :‬وان تفعلوا ف ن فسو بكم)‪.‬‬
‫وهكذا تتعدد األسالي ‪ ،‬لُنها جميعا محكومة بهذل الثالثة‪ ،‬ودايلة في إُارها‪ ،‬ويادمة لم مونها؛‬
‫فالَرط واألمر والنهي أسالي‬
‫تفرض هيمنتها على اآلية‪ ،‬من أولها إلى آيرها‪ ،‬وسوف يتبين وج‬
‫ذلك كحقا‪ _ ،‬إن َاَ هللا تعالى _‪.‬‬
‫األدوات‪:‬‬
‫أوك‪ :‬حروف الجر‪:‬‬
‫تعددت حروف الجر في اآلية؛ حيث ورد فيها‪:‬‬
‫(الباَ _ إلى _ الُاف _ من _ الالم)‪.‬‬
‫وهي على النحو التالى‪:‬‬
‫الباَ‪ :‬يمئ مرات‪.‬‬
‫إلى‪ :‬مرتان‪.‬‬
‫الُاف‪ :‬مرَ واحدَ‪.‬‬
‫من‪ :‬أرَع مرات‪.‬‬
‫الالم‪ :‬مرَ واحدَ‪.‬‬
‫والمجموع ثالثة عَر حرف جر‪.‬‬
‫***‬
‫أدوات النص ‪:‬‬
‫أن)‪.‬‬
‫وهي إما ناصبة للم ارع‪ ،‬وقد وردت سبع مرات ( ْ‬
‫أو حرف ا ناسيا‪ ،‬وقد جاَ مرَ واحدَ ( َّ‬
‫إن)‪.‬‬
‫األفعال الناسية‪:‬‬
‫وقد ورد منها أرَعة أفعال‪ ،‬جاَت على هذا الترتي ‪:‬‬
‫ان َّال ِذل َعَل ْي ِ اْل َح َُّ َس ِفيها‪)....‬‬
‫‪َ ( – 1‬فِ ْن َك َ‬
‫ام َأرَتَ ِ‬
‫ان‪)..‬‬
‫‪َ ( – 2‬فِ ْن َل ْم َي ُك َ‬
‫ونا َر ُجَل ْي ِن َف َر ُج ْم َو ْ‬
‫ِ ِ‬
‫ِ‬
‫ون َها َب ْيَن ُك ْم‪)...‬‬
‫َن تَ ُُو َن ت َج َاراَ َحا َرََ تُد ُير َ‬
‫‪ِ( - 3‬إ َّك أ ْ‬
‫‪َ( – 4‬فَليئ عَلي ُكم جَن َّ‬
‫وها‪)...‬‬
‫اا أَك تَ ُْتُُب َ‬
‫َْ َْ ْ ُ ْ‬
‫أدوات الَرط‪:‬‬
‫إن _ إذا)‪ ،‬وكم منهما كرر ثالث مرات‪.‬‬
‫وقد ورد منها أداتان فقُ‪ ،‬وهما ( ْ‬
‫أما (إذا) ففي‪:‬‬
‫‪( – 1‬إذا تداينتم)‬
‫‪( -2‬وك ي‬
‫الَهداَ إذا ما دعوا)‬
‫‪ – 3‬وأَهدوا إذا تبايعتم)‬
‫إن) ففي‪:‬‬
‫وأما ( ْ‬
‫‪( – 1‬ف ن كان الذل علي الحَ سفيها)‪.‬‬
‫‪( -2‬ف ن لم يكونا رجلين)‬
‫‪َ – 3‬وان لم تفعلوا ف ن فسو بكم)‪.‬‬
‫***‬
‫حروف العُف‪:‬‬
‫وقد ورد منها ثالثة أنواع‪:‬‬
‫الواو‪ :‬وجاَت سبع عَرَ مرَ‪.‬‬
‫الفاَ‪ :‬وجاَت ست مرات‪.‬‬
‫أو‪ :‬وجاَت ثالث مرات‬
‫***‬
‫األفعال‪:‬‬
‫وقد ورد منها تسعة وعَرون فعالا‪ ,‬منها اثنان وعَرون فعالا معرَ ا‪ ،‬وستة أفعال مبنية‪ ،‬منها ثالثة‬
‫مبنية‪ ،‬وثالثة أفعال أمر‪.‬‬
‫***‬
‫األسماَ الموصولة‪:‬‬
‫وقد ورد منها‪( :‬الذين _ الذل _ َم ْن)‪.‬‬
‫********‬
‫رؤية بيانية لهذا المعجم‬
‫بعد حصر هذل اللبنات تبين بجالَ َيوع بع ها‪ ،‬وقلة البعض اآلير‪ ،‬والفري ة التي أراها في‬
‫الدرئ البالغي التحليلي هي النظر في وج البيان يلف ما أَيع‪ ،‬وقلة ما ندر؛ ذاك ألن اليقين _‬
‫ِ‬
‫ُح ِك َم ْت‬
‫الذل ك محيد عن _ أن اليالَ الُريم أحكم هذا الُتا الُريم‪ ،‬وقد قال سبحان ‪( :‬الر كتَا ْ أ ْ‬
‫ِ‬
‫صَل ْت ِم ْن َل ُد ْن َح ِكيم َيِبير) (هود‪)1:‬‬
‫َآياتُ ُ ثُ َّم ُف ف‬
‫فكم حرف م بوط ب وابُ تسير في فلك المراد‪ ،‬وتتواَم مع المقصود‪.‬‬
‫ومن هنا يلحظ ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬بال َك ‪ -‬قيود‬
‫‪ ‬كثرَ األمر‪ ،‬والنهي‪ ،‬والَرط‪ ،‬حتى كادت اآلية تُحصر بينهم‪ ،‬وهذل األسالي‬
‫وعوائَ تقف في وج هذا النوع من التعامم بين المؤمنين‪ ،‬وك ن اآلية تقول ك ينب ي إتمام هذا‬
‫األمر إك بعد تحقيَ هذل ال وابُ‪ ،‬ف ن ايتم منها َيَ يرجت _ حينئذ _ تلك المعاملة عن‬
‫منهج هللا المرسوم‪ ،‬وأدو ذلك إلى يالف وَقا كنهاية ل ‪.‬‬
‫َواذا كان األصم في المعامالت اإلباحة مالم يرد الدليم بيالف ذلك‪ ،‬ف ن التعامم بالدين‪ ،‬وهو‬
‫مباا َرع ا أحيُ بسياج من المحاذير (أوامر‪ ،‬ونوال‪ ،‬وَروط) التي ُّ‬
‫تحد من َيوع هذا التعامم؛ ألن‬
‫ُريَ الدين وعر‪ ،‬صع ‪ ،‬والزلم في كثير‪ ،‬فقد يؤدل إلى الرَا‪ ،‬وقد يؤدل إلى اليالف والَقا‬
‫بين النائ‪.‬‬
‫إن القيود ك تو ع إك عند استَعار اليُر‪ ،‬كما تو ع عالمات المرور في الُريَ لتَير إلى‬
‫الحذر‪ ،‬ولما كانت الديون تترك في النفوئ حرجا‪ ،‬وتؤدل إلى ما ي‬
‫_ أحيُ بالَرط‪ ،‬واألمر‪ ،‬والنهي‪.‬‬
‫هللا تعالى _ من رَا ونحول‬
‫وكثرَ هذل القيود إعالَ من َ ن التحذير؛ لت ييَ هذل المعاملة من جهة‪ ،‬وأليذ الحذر عند‬
‫التعامم بها من جهة أيرو‪ ،‬حتى األسالي‬
‫مع هذا التحذير؛ ألن النداَ‬
‫المساعدَ في اآلية مثم أسلو النداَ _ مثالا _ يتواَم‬
‫ر من التنبي ‪.‬‬
‫وأسلو اكستثناَ‪ :‬إنما هو انتقاَ جزَ من كم؛ إذ ليئ كم المعامالت سواَ‪.‬‬
‫وأسلو التف يم‪ :‬فِ‬
‫يصرا بهذا المعنى أي ا؛ ألن هناك معامالت بديلة للديون أولى باكتباع‪ ،‬كالبيع‬
‫الناجز ونحو ذلك‪.‬‬
‫ف ذا جئنا إلى األدوات نلحظ ما يلي‪:‬‬
‫في حروف الجر َاع حرف الباَ؛ حيث ذكر يمئ مرات‪ ،‬ثم (من) حيث ذكر أرَع مرات‪.‬‬
‫وحرف الباَ يدور بين معاني اإللصا ‪ ،‬واكستعانة‪ ،‬والزيادَ‪ ،‬وهي معان ك تبعد كثي ار عن الديون؛‬
‫فالم ِدين ملصَ بالدائن‪ ،‬مستعين ب ؛ أليذ بعض الزيادَ من مال ‪ ،‬أو هو ملصَ باألرض من الفقر‪،‬‬
‫َ‬
‫مستعين ب يرل رغبة في زيادَ مال ‪ ،‬واإللصا هو أَهر معاني الباَ‪( ،‬وقيم‪ :‬إن ك يفارقها‪ ،‬ويعني‬
‫تعلَ أحد المعنيين باآلير) (‪.)38‬‬
‫فالتعلَ هو أبرز ما يميز الباَ‪ ،‬والتعلَ أي ا هو أبرز ما يميز الديون‪.‬‬
‫أما ( ِم ْن)‪ :‬فمن معانيها التبعيض‪ ،‬وابتداَ ال اية‪ ،‬والتقليم‪ ،‬والبدل‪ ،‬بم إنها ت تي أي ا بمعنى الباَ‪ ،‬كما‬
‫في قول تعالى‪ " :‬ينظرون من ُرف يفي " أل‪ :‬ب ) (‪)39‬‬
‫وعلى هذا‪ ،‬ف ن ما أَيع من حروف جر في اآلية ك ييرج معنال عن حمى الديون‪ ،‬بم يرتع في ‪ ،‬حتى‬
‫تُتمم اللوحة التي تصور أُراف المعاملة‪ ،‬و وابُها‪.‬‬
‫أما (أن) ف نها وردت في اآلية مصدرية فقُ‪َ ،‬وان كانت ت تي لمعان كثيرَ‪ ،‬لُن ت ويلها مع ما بعدها‬
‫بمصدر يَير إلى ديولها في الفعم بعدها‪ ،‬وان مامها إلي والتصاقها ب ‪ ،‬وهذا أي ا ك ييرج عن‬
‫اإلُار الذل تدور في فلُ اآلية‪.‬‬
‫أما األفعال الناسية‪ ،‬فقد استعمم منها (كان _ ليئ)‪.‬‬
‫(واألصم في معنى _ كان _ الم ي‪ ،‬واكنقُاع) (‪.)40‬وك نها تَير إلى أن مصير كثير من الديون‬
‫ف‬
‫اكنقُاع‪ ،‬بم وال ياع‪ ،‬إك الم بوُ ‪ ،‬وهنا تبرز (ليئ) التي ذكرت مرَ واحدَ؛ لتفيد استثناَ الديون‬
‫الم يوذَ بحَ‪ ،‬والمحفوظة بالَرع‪.‬‬
‫رت الَائع منها‪ ،‬وجدت أن الُم يدور في فلك‬
‫وهكذا كلما‬
‫وحص َ‬
‫َ‬
‫تتبعت اللبنات الص رو دايم اآلية َ‬
‫لتُون صورَ واحدَ لم مون واحد‪ ،‬وهو التحذير من الديون‪،‬‬
‫واحد‪ ،‬وتتَابك ييوُ في نسيج واحد؛ ف‬
‫وأيذ الحذر عند التعامم بها‪.‬‬
‫الفصم الثالث‬
‫التحليم البالغي لآلية‬
‫التحليم البالغي ألسلو النداَ في‪ }:‬يا أيها الذين آمنوا {‬
‫(اليُا‬
‫باليُا‬
‫هنا موج للمؤمنين؛ أل لمجموعهم‪ ،‬والمقصود من ‪ :‬يصوص المتداينين‪ ،‬واأليص‬
‫هو المدين؛ ألن من الحَ علي أن يجعم دائن مُمئن البال على مال ‪ ،‬فعلى المستقرض أن‬
‫يُل‬
‫الُتابة‪َ ،‬وان لم يس لها الدائن‪.‬‬
‫َعي‬
‫موسى‪ ،‬فلما تراو ا على اإلجارَ وتعيين أجلها‪ ،‬قال موسى‪( :‬وهللا على ما نقول وكيم) فذلك‬
‫ويؤيذ هذا مما حكال هللا تعالى في سورَ القصص عن موسى وَعي‬
‫إَهاد على نفس لمؤ ِ‬
‫اجرل دون أن يس ل َعي‬
‫_ عليهما السالم _؛ إذ است جر‬
‫ذلك)‪)41( .‬‬
‫وحرف النداَ (يا) ل من اليصائص ما ليئ ل يرل‪ ،‬فهو (أصم حروف النداَ‪ ،‬وأُثر حروف النداَ‬
‫استعماك‪ ،‬وك ُي َّ‬
‫قدر عند الحذف سوال‪ ،‬وك ينادو اسم هللا _ عز وجم _ واسم المست اث‪ ،‬وأيها‪ ،‬وأيتها‪،‬‬
‫إك ب ‪.‬‬
‫قال النحاَ‪( :‬يا) أم البا ‪ ،‬ولها يمسة أوج من التصرف‪:‬‬
‫أولها‪ :‬نداَ القري‬
‫والبعيد‪ .‬وثانيها‪ :‬وقوعها في با‬
‫ثالثها‪ :‬وقوعها في با‬
‫اكست اثة دون غيرها‪.‬‬
‫الندبة ورابعها‪ :‬ديولها على أل‪.‬‬
‫ويامسها‪ :‬أن القرآن المجيد مع كثرَ النداَ في لم يات في غيرها) (‪)42‬‬
‫ومن دكلة هذا النداَ (ويصائص نظم ‪ ،‬واصُفاَ عناصرل على هذا النحو يبدو في ما يدل على‬
‫إلزامهم بما ديلوا في ُوعا من إيمان وتسليم) (‪)34‬‬
‫فهم الذين ارت وا هذا الدين وآمنوا ب وسلموا ألوامرل ونواهي ‪ ،‬وك ن النداَ تذكير لهم بما التزموا ب ‪،‬‬
‫وارت وا؛ فقيم لهم‪( :‬يا أيها الذين آمنوا) (‪)44‬‬
‫كما أن في اصُفاَ لفظ (آمنوا) على هذا النمُ _ حيث جاَ فعالا _ إَارَ أيرو إلى (أن إيمانهم ك‬
‫يزال فعالا‪ ،‬وأن ما يزال فيهم بقية من غفلة) (‪ )45‬وليديم في عموم من ديلوا في اإليمان‪ ،‬وليئ‬
‫يصوص المؤمنين؛ ألن مما ك َك في أن هناك فرقا بين أن يقال‪( :‬يا أيها المؤمنون) و (يا أيها‬
‫الذين آمنوا)؛ فالمؤمنون أعلى منزلة‪ ،‬وأُثر إيمانا من الذين آمنوا؛ ذلك ألن اإليمان في المؤمنين صار‬
‫اسما لهم‪ ،‬وصفة ثابتة‪ ،‬أما الذين آمنوا؛ فاإليمان لديهم ك يزال فعالا‪ ،‬ولم ير إلى مرحلة الثبوت‪ ،‬وفر‬
‫ا‬
‫بين هذا وذاك‪.‬‬
‫كم‪ ،‬ف ن النداَ عليهم (تَريف لهم بتعريفهم بيير صفاتهم)(‪)46‬‬
‫وعلى ف‬
‫وزد على ذلك أن النداَ عليهم صادر عن الحَ _ سبحان وتعالى _ وليئ هناك وسيُ بين وَينهم‪،‬‬
‫وفي ذلك أي ا من التَريف ما في (وهذا التُليف والتذكير‪ ،‬والتَريف المحتَ َ ن في رحم النظم‬
‫متناسَ أيما تناسَ مع ما هو آت من بعد) (‪)47‬‬
‫ونيلص من كم ذلك أن هذا النداَ يحمم عدَ معان‪:‬‬
‫‪ – 1‬عموميت ؛ حيث يديم في القري‬
‫والبعيد‪.‬‬
‫‪ – 2‬تذكير المنادو بما التزم ب من إيمان؛ ليكون دافعا ل إلى التسليم والُاعة‪.‬‬
‫وينهون؛ ففي التزامهم إُمال لهذا اإليمان‬
‫‪ – 3‬اإللماا إلى نقص إيمانهم؛ فما زالوا ُيؤمرون ُ‬
‫‪َ ،‬واتمام لهذا البناَ‪.‬‬
‫‪ – 4‬إرفا كم ذلك بالتَريف‪ ،‬والتقدير‪ ،‬فهم موصولون باهلل تعالى‪،‬لمباَرت ندائهم‪.‬‬
‫تلك بعض المعاني الملحوظة من يالل هذا النداَ‪.‬‬
‫******‬
‫فق دكلة أداَ الَرط في قول تعالى (إذا تداينتم بدين)‬
‫يرو النحاَ أن هذل األداَ ليست نصا في الَرط‪( ،‬والسب‬
‫الذل من أجل ك يستيدمونها في الَرط أنها‬
‫تعين نقُة التقاَ حدثين في المستقبم‪ ،‬دون أن تجعم حدوث‬
‫تجيَ وقتا معلوما‪ ،‬ومعنى ذلك أنها إنما ف‬
‫أحدهما مَروُ ا بحدوث اآلير‪ ،‬ولُنها في الَعر ت ُلع بتلك الوظيفة الَرُية‪ ،‬فتجمع إلى تعيينها‬
‫نقُة التقاَ الحدثين في المستقبم ترت‬
‫حدوث أحدهما على اآلير‪)48( .‬‬
‫(والنحاَ يَعرون ب ن األصم في األدوات الَرُية العمم‪ ،‬وأن الجزم سمة من سمات األداَ الَرُية‪،‬‬
‫لذلك وصفوا األدوات العوامم ب نف فيها معنى الَرط)(‪.)49‬‬
‫وعلى هذا ف ن (إذا الَرُية تيتص بالديول على الجملة الفعلية‪ ،‬وما جاَ على غير ذلك فمؤول؛‬
‫محافظة على قاعدَ اكيتصاص (‪( )50‬وفعم الَرط ك يكون إك مستقبم المعنى‪ ،‬ف ن جاَ ما ي ا كما‬
‫هو الحال في اآلية _ أفُِول بالمستقبم) (‪ ،)51‬كما أن من لوازم (إذا) الَرُية (أنها تيتص بديولها‬
‫على المتيقن‪ ،‬والمظنون‪ ،‬والُثير الوقوع‪ ،‬بيالف (إن) ف نها تستعمم في المَكوك‪ ،‬والموهوم النادر؛‬
‫الص ِ‬
‫ولهذا قال تعالى(يا أَي َّ ِ‬
‫الَ َف ْ ِ‬
‫ِ‬
‫ِ ِ‬
‫ام َس ُحوا‬
‫آم ُنوا ِإ َذا ُق ْمتُ ْم ِإَلى َّ‬
‫ُّها الذ َ‬
‫اغسلُوا ُو ُج َ‬
‫وه ُك ْم َوأ َْيدَي ُك ْم إَلى اْل َم َراف َِ َو ْ‬
‫ين َ‬
‫َ َ‬
‫َّ‬
‫ِ ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫اَ‬
‫ب ُرُؤوس ُك ْم َوأ َْر ُجَل ُُ ْم إَلى اْل َُ ْعَب ْين) ثم قال‪َ َ (:‬وِا ْن ُك ْنتُ ْم ُج ُنبا َفاُ َّه ُروا َ َوِا ْن ُك ْنتُ ْم َم ْر َ ى أ َْو َعَلى َسَفر أ َْو َج َ‬
‫ِِ‬
‫ِ‬
‫أ ِ ِ‬
‫ِ‬
‫ُِفيب ا) (المائدَ‪ )6:‬ف تى بد (إذا) في‬
‫ص ِعيدا َ‬
‫كم ْستُ ُم ف‬
‫َ‬
‫اَ َفتََي َّم ُموا َ‬
‫َحْد م ْن ُك ْم م َن اْل َ ائُ أ َْو َ‬
‫اَ َفَل ْم تَج ُدوا َم ا‬
‫الن َس َ‬
‫الو وَ لتُ اررل وكثرَ أسباب ‪ ،‬و بد (إن)في الجنابة‪ ،،‬لقلة وقوعها‪ ،‬بالنسبة إلى الحدث‪.‬‬
‫ِِ‬
‫َّ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫وسى َو َم ْن َم َع ُ) (ألعراف‪131:‬‬
‫اَ ْت ُه ُم اْل َح َسَن ُة َقاُلوا َلَنا َهذل َ َوِا ْن تُص ْب ُه ْم َسفيَئ ْة َيُي َُّروا ب ُم َ‬
‫وقيم( َف َذا َج َ‬
‫النائ رحم اة َف ِرحوا ِبها َوِان تُ ِ‬
‫َّ‬
‫ص ْب ُه ْم َسِفيَئةْ) (الروم‪.)36:‬‬
‫ُ َ َ ْ‬
‫وقيم‪َ َ ( :‬وِا َذا أَ َذ ْقَنا َ َ ْ َ‬
‫أتى في جان الحسنة بد (إذا)؛ ألن نعم هللا على العباد كثيرَ‪ ،‬ومقُوع بها‪ ،‬و بد (إن) في جان السيئة؛‬
‫ألنها نادرَ الوقوع‪ ،‬ومَكوك فيها‪.‬‬
‫ولعم (إذا هنا تصف واقع ا يعيَ المسلمون اآلن‪ ،‬مع أن األصم في َّ‬
‫الدين أن يكون‬
‫استثناَ‪،‬‬
‫ا‬
‫وا ُ ار ار‪ ،‬أو على األقم يكون في منزلة أقم من البيع الناجز‪ ،‬لُن َيوع (إذا) في اآلية يثبت العكئ‪،‬‬
‫وك ن القرآن الُريم يقول‪ :‬إن النائ سيتيذون التداين أساسا للبيع والَراَ‪ ،‬وهذا واقع‬
‫نحيال اآلن؛ فالمعامالت التجارية جلها اآلن تقوم على الديون‪ ،‬حتى أصبح البيع الناجز هو اكستثناَ‪،‬‬
‫وهنا تُمن اليُورَ‪.‬‬
‫البيان بالفعم‪ " :‬تداينتم "‬
‫وهو فعم ماض مبني على السكون؛ كتصال ب مير رفع متحرك‪ ،‬مع وجود الميم الدالة على الجمع‪،‬‬
‫والفعم على وزن (تفاعلتم)‪ ،‬وهو بمعنى‪ " :‬اداينتم " وكم منهما ي تي بمعنى اآلير‪ ،‬مثم‪َ َ ( :‬وِا ْذ َق َتْلتُ ْم َنْفسا‬
‫َف َّاد أ ِ‬
‫يها َو َّ ُ ُم ْي ِرْج َما ُك ْنتُ ْم تَ ُْتُ ُمو َن) (البقرَ‪.)72:‬‬
‫َ‬
‫ارْتُ ْم ف َ‬
‫دال فسكن‬
‫قال الزركَي‪( :‬هو تفاعلتم‪ ،‬وأصل ‪ :‬تدارأتم‪ ،‬ف ريد من اإلدغام تيفيفا‪ ،‬وأُبدل من التاَ ْ‬
‫لإلدغام‪ ،‬فاجتُلبت لها ألف الوصم‪ ،‬فحصم على " افاعلتم ") (‪.)52‬‬
‫واألصم في الصي تين‪ ،‬أعني (افاعلتم‪ ،‬وتفاعلتم) هي الثانية‪ ،‬وهي التي معنا في (تداينتم)؛ ألن األولى‬
‫حدث فيها إدغام‪ ،‬وهو كحَ على عدم اإلدغام‪ ،‬كما أن في ألف الوصم‪ ،‬وهي مجلوبة للنَُ‬
‫بالساُن؛ ولذلك فِاول المفسرون صي ة (افاعلتم) بد (تفاعلتم)‪.‬‬
‫ِ‬
‫َّ ِ‬
‫يها َج ِميعاَ ) (ألعراف‪.)38:‬‬
‫ومن ذلك قول الُبرل في قول هللا تعالى‪َ ( :‬حتى إ َذا َّاد َارُكوا ف َ‬
‫‪ :‬إنما هو تداركوا) (‪.)53‬‬
‫وفي نحو‪( :‬اثفاقلتُم) يقول القرُبي‪( :‬أصل ‪ :‬تثاقلتم) أُدغمت الثاَ في التاَ لقرَها منها‪ ،‬واحتاجت إلى‬
‫ُيرنا‪ ،‬و فازينت) (‪.)54‬‬
‫ألف الوصم لتصم إلى النَُ بالساُن‪ ،‬ومثل ‪( :‬اداركوا‪ ،‬و فادارأتم‪ ،‬وا ف‬
‫فادرأتم " أصم الُلمة تدارأتم‪ ،‬ووزن ‪ " :‬تفاعلتم "‪ ،‬ثم أرادوا‬
‫وعند العكبرل في التبيان يقول‪( :‬قول " ف‬
‫سكنوا‬
‫التيفيف‪ ،‬فقلبوا التاَ داكا؛ لتصير من جنئ الدال‪ ،‬التي هي فاَ الُلمة؛ لتمكن اإلدغام‪ ،‬ثم ف‬
‫الدال؛ إذ َرط اإلدغام أن يكون األول ساُنا‪ ،‬فلم يمكن اكبتدَ بالساُن‪ ،‬فاجتلبت ل همزَ الوصم‪،‬‬
‫فوزن اآلن " افافعلتم " بتَديد الفاَ‪ ،‬مقلو من " تفاعلتم "‪ ،‬والفاَ األولى زائدَ‪ ،‬ولُنها صارت من‬
‫فينَُ بها مَددَ‪،‬ك ألنهما أصالن‪ ،‬بم ألن الزائد من جنئ األصم) (‪.)55‬‬
‫جنئ األصم؛ ُ‬
‫ومع كم هذا يبقى السؤال‪:‬‬
‫ما وج اصُفاَ " تداينتم " دون " اداينتم "؟‬
‫إن صي ة " اداينتم " تَعر ب نهم ال ُ رماَ‪ ،‬وأن المؤمنين جميعا مدينون ل يرهم‪ ،‬وهذا غير مقصود؛ ألن‬
‫الدائن‪ ،‬والمدين في اآلية من المؤمنين‪ ،‬وهذا مفهوم من الفعم " تداينتم "؛ ولذلك قال ابن جريج‪ " :‬من‬
‫فليَهد‪)56( )،‬‬
‫َّادان فليكت ‪ ،‬ومن باع ُ‬
‫فايتيار صي ة " افتعم " ألن المقصود‪َ :‬م ْن أيذ دين ا‪ ،‬أو اَترو بدين‪ ،‬فعلي الُتابة‪.‬‬
‫أما لو قيم‪( :‬من تداين) ُلف ِهم من ‪ :‬من تعامم بدين‪ ،‬سواَ أُان دائنا أم مدينا‪ ،‬وعلي فالصي ة الواردَ‬
‫في اآلية ِ‬
‫توحي ب ن األصم في المجتمع المسلم أن تُون حركة بيع وَرائ وتعامالت بين وَين‬
‫أن تعامل مع اآليرين ييرج عن األصم إلى ال رورَ‪.‬‬
‫بع ‪ ،‬و ف‬
‫كما أن و ع الفعم " تداينتم " في إُار الَرط يفيد هذا النوع من التعامم‪ ،‬فالديون والتعامم بها كبد‬
‫أن يكون في إُار ال رورات‪ ،‬وليئ العكئ‪ ،‬مما يترت‬
‫علي الت ييَ على هذا النوع من التعامم‪.‬‬
‫الدين‪ ،‬وأن يفيد الي وع‪ ،‬والذل‪ ،‬لعلمنا أن اآلية من بدايتها تحذر‬
‫ف ذا أ يف إلى كم ذلك معنى ف‬
‫يح ُّدوا من هذل المعامالت القائمة على الديون‪.‬‬
‫المؤمنين حتى ُ‬
‫******‬
‫دككت البيان في قول ‪ " :‬بدين "‬
‫يرو البعض أن الجار والمجرور (بدين) ت ُيد لقول ‪( :‬تداينتم)‪ ،‬مثم قول هللا تعالى (وك ُائر يُير‬
‫بجناحي )‪ ،‬وقول ‪( :‬فسجد المالئكة كلهم أجمعون)‪.‬‬
‫(ف ن قال قائم‪ :‬وما وج قول ‪ " :‬بدين " وقد دل بقول " تداينتم " علي ؟‬
‫وهم تُون مداينة ب ير دين‪ ،‬فاحتيج إلى أن يقال ( َد ْين)؟‬
‫لما كان مقوكا عندهم (تداينا) بمعنى‪ :‬تجازينا‪ ،‬وبمعنى‪ :‬تعاُينا األيذ واإلعُاَ ِب َد ْين‪،‬‬
‫قيم‪ :‬إن العر َّ‬
‫أبان هللا تعالى بقول (بدين) المعنى الذو قصد تعريف من قول ‪( :‬تداينتم) حكمت ‪ ،‬وأعلمهم أن حكم‬
‫الدين دون حكم المجازاَ‪.‬‬
‫وقد زعم بع هم أن ذلك ت ُيد كقول ‪( :‬فسجد المالئكة كلهم أجمعون)‪.‬‬
‫وك معنى لما قالوا في هذا المو ع(‪.)57‬‬
‫يقول العالمة أبو السعود‪( :‬إن فائدَ قول _ بدين _ هي‪ :‬تيليص المَتَرك‪ ،‬ودفع اإليهام قصدا؛ ألن‬
‫تداينتم يجيَ بمعنى‪ :‬تعاملتم بدين‪ ،‬وبمعنى‪ :‬تجازيتم‪ ،‬وك ُي َرُّد علي ب ن السيا يرفع اإليهام؛ ألن‬
‫الف ُِن‪،‬وقد ُذكر ليرجع ال مير إلي ؛ إذ لوكل لقيم‪( :‬فاُتبوا الدين)‪ ،‬فلم يكن‬
‫السيا قد ك ينتب إلي َ‬
‫النظم بذلك الحسن عند ذول الذو ب سالي‬
‫الُالم‪.‬‬
‫واعتُرض ب ن التداين يدل علي فيكون من با ‪( :‬اعدلوا هو أقر للتقوو)‪.‬‬
‫وأجي ب ن الدين ك يراد ب المصدر‪ ،‬بم هو أحد العو ين‪ ،‬وك دكلة للتداين علي إك من حيث‬
‫السيا ‪ ،‬وك ُيكتفى ب في معرض البيان‪ ،‬كسيما وهو ُملبئ‪.‬‬
‫وقيم‪ :‬ذكر؛ ألن أبين؛ لتنويع الدين إلى مؤجم‪ ،‬وحال؛ لما في التنكير من الَيوع‪ ،‬والتبعيض‪ ،‬لما‬
‫يص بال اية‪ ،‬ولو لم يذكر كحتُمم أن الدين ك يكون إك كذلك (‪.)58‬‬
‫وقد يكون استعمال لفظ (بدين) دفع ا لتوهم المجاز؛ ذلك ألن التداين قد يفهم من معنى الوعد‪ ،‬كما قال‬
‫رؤبة‪:‬‬
‫داينت أروو والديون تق ى *** فمُلت بع ا وأدت بع ا‪.‬‬
‫فذكر قول ‪( :‬بدين) دفع ا لتوهم المجاز) (‪)59‬‬
‫أل‪ :‬دفعا لفهم الوعد؛ أل‪ :‬واعدت أروو‪ ،‬والوعود تق ى‪.‬‬
‫فلما كان المجاز غير مراد في اآلية‪ ،‬ذكر لفظ (بدين)‪.‬‬
‫ويلمح الزركَى في ذكر (بدين) َمْل َمحا آير يقول في ‪( :‬أما قول تعالى‪ " :‬يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم‬
‫بدين " ف نما ذكر قول ‪( :‬بدين) مع (تداينتم) لوجول‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬ليعود ال مير في (فاُتبول) علي ؛ إذ لو لم يذكرل لقال‪ :‬فاُتبوا الدين‪.‬‬
‫ِ‬
‫والثاني‪ :‬أن تداينتم‪ ،‬مفاعلة من َّ‬
‫الدين بتَديد وكسر الدال‪ ،‬فاحتيج إلى‬
‫الدين بتَديد وفتح الدال‪ ،‬ومن ف‬
‫ِ‬
‫(بدين)؛ ليبين أن من ( َّ‬
‫الدين)‪.‬‬
‫الدين) ك من ( ف‬
‫قول ‪َ :‬‬
‫وهذا أي ا في نظر؛ ألن السيا يرَد إلى التداين‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬أن قول (بدين) إَارَ إلى امتناع بيع الدين‪ ،‬بالدين كما فسرل قول _ صلى هللا علي وسلم _‬
‫(هو بيع الُالئ بالُالئ)‪ ،‬وَيان ‪ :‬أن قول تعالى‪( :‬تداينتم) مفاعلة من الُرفين يقت ي وجود الدين من‬
‫الجهتين‪ ،‬فلما قال (بدين) ُعلم أن دين واحد من الجهتين‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬أن أتى ب ليفيد أن اإلَهاد مُلو سواَ كان الدين ص ي ار أو كبي ار‪ ،‬كما سبَ نظيرل في قول‬
‫تعالى‪( :‬ف ن كانتا اثنتين)‪ ،‬ويدل على هذا ههنا قول بعد ذلك‪( :‬وك تس موا أن تُتبول ص ي ار أو كبي ار إلى‬
‫أجل )‪.‬‬
‫اليامئ‪ :‬أن (تداينتم) مَترك بين اكقتراض والمبايعة والمجازاَ‪ ،‬وذكر الدين لتمييز المراد (‪.)60‬‬
‫وهذا الجار والمجرور (بدين) ُّ‬
‫يعد قيدا آير‪ ،‬وعقبة أيرو أمام انتَار هذا ال ر من المعامالت؛ ألن‬
‫يفيد العموم‪ ،‬ومعنى أن كم دين ينب ي في الُتابة؛ ف ن ت ييَ لهذا البا ‪َ ،‬والجاَ إلى البيع الناجز‬
‫الذل ك يتبقى في َيَ في ذمة أحد‪ ،‬واإلسالم حريص على صفاَ النفوئ من كم َاغم‪.‬‬
‫بالغة وصف األجم بد (مسمى)‬
‫في قول تعالى‪( :‬إلى أجم مسمى) جاَ الجار والمجرور ليكون وصفا لقول مسبقا (بدين)‪ ،‬وك ن‬
‫المعنى‪ _ :‬إذا تداينتم بدين مؤجم _ ثم وصف األجم أي ا بقول (مسمى)‪.‬‬
‫وسي تي حديث عن وصف آير‪ ،‬وهو وصف الُات ب ن ( َع ْدل) في قول ‪ :‬وليكت‬
‫بالعدل)؛ أل‪ :‬عادل‪ ،‬وكثرَ هذل األوصاف تَير إلى عدَ أمور‪:‬‬
‫منها‪:‬‬
‫بينكم كات‬
‫بُ وتحديد الَروط الالزمة في عملية الديون‪ ،‬حتى ك يترك األمر كجتهاد أحد‪،‬‬
‫فتيتلف الرؤو‪ ’،‬فيحدث الَقا ‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن هذل األوصاف إنما ت ِفيَ التعامم وك توسع ‪.‬‬
‫معنى يسرل في جنبات اآلية؛ أعني‪ :‬و ع القيود والعقبات‬
‫وهذا ا‬
‫التي تقلم من هذل المعاملة‪ ،‬وفي ذات الوقت ت بُ ما يتم منها‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن المفهوم من هذل ال وابُ‪ ،‬والَروط أن من يالف َيئا منها كان آثما‪ ،‬أو على األقم متهاونا‬
‫فيما أقرل القرآن الُريم‪.‬‬
‫وقد يكون قول ‪( :‬إلى أجم) متعلقا بالفعم (تداينتم)‪ ،‬واألجم هو‪ :‬الوقت‪ ،‬أو هو‪( :‬مدَ من الزمان‬
‫محدودَ النهاية‪ ،‬مجعولة ظرف ا لعمم غير مُلو في المبادرَ؛ لرغبةِ تمام ذلك العمم عند انتهاَ تلك‬
‫المدَ‪ ،‬أو في أثنائها‪.‬‬
‫واألجم‪ :‬اسم وليئ بمصدر؛ ألن المصدر‪ :‬الت جيم‪ ،‬وهو إعُاَ األجم‪ ،‬ولما كان في من معنى‬
‫نكر األجم وصف بقول ‪:‬‬
‫التوسعة في العمم أُلَ األجم على الت يير (‪ ،)61‬ولما ف‬
‫(مسمى)؛ أل‪ :‬معلوم باأليام واألَهر‪ ،‬ونحو ذلك‪ ,.‬و(إلى) هنا هي ال ائية‪ ،‬ومن معاني ال اية فيها‪:‬‬
‫تحديد الوقت الميصوص للسداد ب ن يكون عص ار أو ظه ار أو صباحا أو في ساعة كذا‪ ،‬وهذا مفهوم‬
‫من معنى ال ائية الُامن في (إلى)‪.‬‬
‫بالغة اكستعارَ في قول (مسمى)‬
‫يرو الُاهر بن عاَور –رحم هللا – أن في كلمة (مسمى) استعارَ تصريحية؛ حيث يقول‪( :‬المسمى‪:‬‬
‫للم َعيَّن المحدود‪،‬‬
‫حقيقت المميز باسم – يميزل عما يَابه في جنس أو نوع ‪...‬والمسمى هنا مستعار ُ‬
‫َوانما يقصد تحديدل بنهاية من األزمان المعلومة عند النائ‪ ،‬فَب ذلك بالتحديد بو ع اكسم‪ ،‬بجامع‬
‫التعيين؛ إذ ك يمكن تمييزل عن أمثال إك بذلك‪ ،‬ف ُلَ علي لفظ التسمية‪ ،‬ومن قول الفقهاَ‪ :‬المهر‬
‫المسمى؛ فالمعنى‪ :‬أجم معين بنهايت ) (‪.)62‬‬
‫ولعم هذل اكستعارَ تعيدنا إلى بيان النبي –صلى هللا علي وسلم – في تحديد األجم؛ حيث استعمم‬
‫لفظا آير‪ ،‬ففي الحديث الصحيح‪( :‬من أسلف في َيَ فليسلف في كيم معلوم‪ ،‬ووزن معلوم‪ ،‬إلى أجم‬
‫معلوم)‪.‬‬
‫وك َك أن كلمة (معلوم) مع موافقتها لما سبَ في تحديد األجم‪ ،‬إك أن لفظ (مسمى) أُثر إي اح ا؛‬
‫ص فِرا ب‬
‫ألن العلم قد يتحصم عن غير نَُ وتصريح‪ ،‬لُن األجم المسمى ك يقال ل (مسمى) إك إذا ُ‬
‫جالَ من مجرد العلم ب ‪ ،‬وهذا يَير إلى أن هذل المعامالت‬
‫لفظا وكتابة أي ا؛ فتسمية األجم أُثر‬
‫ا‬
‫ينب ي أن تقوم على الَفافية والتصريح؛ حتى ك يتالع‬
‫الَيُان بالعقول والقلو ‪.‬‬
‫أ ف إلى هذا‪ :‬أن (المعلوم) قد يكون على العموم‪ ،‬كما في نحو البيع باألجم إلى الحصاد‪ ،‬أو ديول‬
‫الَتاَ‪ ،‬أو انتهاَ الصيف‪.‬‬
‫أما المسمى‪ ،‬ف ن معلوم باليوم‪ ،‬والَهر‪ ،‬والساعة‪ ،‬وهذا يتناغم مع دكلة (إلى) السابقة‪ ،‬ثم إن األجم‬
‫في القرآن الُريم لم يوصف قُ بلفظ (معلوم)‪ ،‬لُن وصف بكلمة (مسمى) وذلك كما في قول تعالى‪:‬‬
‫ِ ِ‬
‫َّ ِ‬
‫َج ْم ُم َس فمى ِع ْن َدلُ ثُ َّم أ َْنتُ ْم تَ ْمتَ ُرو َن) (األنعام‪2:‬‬
‫َجالا َوأ َ‬
‫( ُه َو الذل َيَلَق ُُ ْم م ْن ُين ثُ َّم َق َ ى أ َ‬
‫ا‬
‫اُم ِب َّ‬
‫النه ِ‬
‫الل ْي ِم َوَي ْعَلم ما َج َر ْحتُم ِب َّ‬
‫َج ْم ُم َس فمى ثُ َّم‬
‫ار ثُ َّم َي ْب َعثُ ُُ ْم ِفي ِ لِ ُيْق َ ى أ‬
‫وقول تعالى‪َ ( :‬و ُه َو َّال ِذل َيتََوَّف‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫ا‬
‫ِإَل ْي ِ َم ْر ِج ُع ُك ْم ثُ َّم ُيَنِفب ُئ ُك ْم ِب َما ُك ْنتُ ْم تَ ْع َمُلو َن) (األنعام‪.)60:‬‬
‫ش وس َّير َّ‬
‫ِ ِ‬
‫الَ ْم َئ َواْلَق َم َر‬
‫وقول تعالى‪َّ ُ َّ ( :‬ال ِذل َرَف َع َّ‬
‫استََوو َعَلى اْل َع ْر ِ َ َ َ‬
‫الس َم َاوات ب َ ْي ِر َع َمد تََرْوَن َها ثُ َّم ْ‬
‫صم ْاآل ِ‬
‫ِ‬
‫يات َلعَّل ُُم ِبلَِق ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫اَ َرفَِ ُك ْم تُوِق ُنو َن) (الرعد‪)2:‬‬
‫ُك ٌّم َي ْج ِرل أل َ‬
‫َجم ُم َس فم اى ُي َدفب ُر ْاأل َْم َر ُيَف ف ُ‬
‫َ ْ‬
‫وقول تعالى‪( :‬وُن ِق ُّر ِفي ْاأل َْرحا ِم ما َن ََ ِ‬
‫َجم ُم َس فمى ثُ َّم ُن ْي ِر ُج ُك ْم ُِْفالا‪( )...‬الحج‪.)5:‬‬
‫اَ إَلى أ َ‬
‫َ‬
‫َ َ‬
‫ُ‬
‫ا‬
‫أما لفظ (معلوم) ف ن جاَ وصفاا في القرآن الُريم أللفاظ مثم (الُتا ‪ -‬القدر ‪ -‬يوم – رز ‪ -‬مقام‬
‫ حَ ‪ -‬وقت‪....‬إلخ) (‪.)62‬‬‫وهذا يَير إلى اكتساع في معنى اللفظة‪.‬‬
‫لُن يبقى سؤال‪:‬‬
‫ما وج استيدام النبي –صلى هللا علي وسلم – لهذا اللفظ (معلوم) مع األجم‪ ،‬مع أن السيا سيا‬
‫تحديد؟‪.‬‬
‫لعل من با‬
‫المَاُلة؛ أعني أن لما قال‪( :‬فليسلف في كيم معلوم ووزن معلوم) قال (إلى أجم معلوم)‬
‫ليَاُم ما سبَ من الُالم‪.‬‬
‫كما أن في قول تعالى‪( :‬إلى أجم مسمى) إدماج‪ ،‬واإلدماج‪( :‬أن ي فم فّ َّن كالم سيَ لمعنى معنى‬
‫آير) (‪.)63‬‬
‫ِ‬
‫الموحي إلى‬
‫وفي اآلية أدمج تَريع األجم في تَريع التسجيم‪ ،‬وكتابة الديون‪ ،‬وهذا ر من اإليجاز‬
‫مكانة األجم في البناَ الحاُم‪ ،‬وال ابُ َّ‬
‫للدين؛ فاألجم جزَ ولبنة من هذا البناَ‪.‬‬
‫ظن‬
‫ظ َّن أن كتابة الدين مقصود بها المقدار فقُ‪ ،‬ول ُ‬
‫وأمر آير‪ ،‬وهو أن لو قيم‪ :‬فاُتبول‪ ،‬وأجلوا أجالا‪َ ،‬ل ُ‬
‫يلو العقد من تحديد األجم‪ ،‬وهذا غير مراد – كما أفهم – ألن القصد إلى ت مين العقد‬
‫أي ا إمكانية ف‬
‫موعد السداد‪ ،‬فهو جزَ من العقد‪ ،‬وَند من بنودل‪ ،‬رتبت الُتابة علي ‪ ،‬وجاَت بعدل لتَمل ‪.‬‬
‫بالغة التعبير عن كتابة الديون‬
‫جاَ األمر بكتابة الدين في صورتين‪:‬‬
‫األولى‪ :‬في قول تعالى‪( :‬إذا تدينتم بدين إلى أجم مسمى فاُتبول)‪.‬‬
‫واأليرو في قول تعالى‪( :‬وليكت‬
‫بينكم كات‬
‫بالعدل)‪.‬‬
‫وهذان الجزآن قد جاَا بصي ة األمر‪ ،‬وأول ما يلفت اكنتبال هو ايتالف الصي ة‪ ،‬فاألمر بالُتابة عامة‬
‫ُفي ل صي ة " افعم "‪ ،‬وتعيين الُات‬
‫اص ُ‬
‫ُفي ل صي ة "ليفعم"‪.‬‬
‫اص ُ‬
‫( َواذا ت ملنا صورَ األمر " ليفعم "‪ ،‬وصورت " افعم " ألفينا أن دكلة " ليفعم " على حقيقة معنى األمر‬
‫أُثر من دكلتها على غيرها‪ ،‬بينما دكلة " افعم " على غير حقيقة معنى األمر كثيرَ جدا‪ ،‬بم متنوعة‬
‫أقم‬
‫الدكلة‪ ،‬وفي هذا ما قد ُيعر عن أن صي ة " ليفعم " َّ‬
‫لما كانت هي األصم في الو ع األول و ف‬
‫استعماكا كانت أليُ بحقيقة معنى األمر‪ ،‬بينما صي ة " افعم " أقدر على أن تتسع لدككت عديدَ على‬
‫كح‬
‫مساقات متباينة – مثم‪ :‬اإلباحة أو الند ‪ ،‬أو نحو ذلك‪)64(.‬‬
‫فكان فق الدكلة البيانية لصي ة " افعم " أصع‬
‫مراسا‪ ،‬وأدعى إلى ُول مراجعة‪ ،‬ونفاذ بصيرَ في‬
‫أغوار السيا المقالي والمقامي‪ ،‬ف ن هذل المعاني السياقية لتلك الصي ة كثي ار ما تتدايم‪ ،‬أو يستدعي‬
‫بع ها بع ا‪ ،‬مما ُيديم المرَ في إَكالية الوعي بدقائَ الوجول الدكلية للصي ة‪)65( .‬‬
‫ومن هنا يقف البحث أمام األمر األول‪:‬‬
‫(فاُتبول)‬
‫وأول ما يلفت اكنتبال في هذا التركي‬
‫مير المفرد (الهاَ) ال ائبة‪ ،‬فهم تعود إلى الدين‪ ،‬أم إلى‬
‫األجم؟‬
‫كال األمرين يجوز‪ ،‬وقد تُون الُتابة للدين واألجم معا‪ ،‬وهنا يُرا سؤال آير‪.‬‬
‫لِ َم أفرد ال مير؟‬
‫الد ْين‪ ،‬وسب إفراد ال مير هو ديول األجم في‬
‫إن األولى بالفهم – عندل‪ -‬هو عود ال مير إلى َ‬
‫بنود العقد المكتو ‪ ،‬فال يقال‪ :‬كت الدين إك وهو يريد ُكِت مقدارل وأجل ‪ ،‬ونحو ذلك‪.‬‬
‫يقول القرُبي‪ " :‬وفي قول ‪" :‬فاُتبول " إَارَ ظاهرَ إلى أن يكتب بجميع صفت المبينة ل ‪ ،‬الم ِ‬
‫عرَة‬
‫ُ‬
‫عن ؛ لاليتالف المتوهم بين المتعاملين‪ ،‬الم فِ‬
‫عرفة للحاُم ما يحكم ب عند ارتفاعهما إلي " (‪)66‬‬
‫ُ‬
‫وعلي يكون في الُالم إيجاز؛ حيث كتابة قيمة الدين وصاحبة‪ ،‬وموعد السداد‪ ،‬ومكان السداد‪....‬إلى‬
‫نص عليها في العقد المكتو ؛ ولذلك يقول القرُبي أي ا‪ " :‬فاُتبول "‪ :‬يعني‬
‫آير هذل األمور التي ُي ُّ‬
‫الدين واألجم‪ ...‬ويقال‪ :‬أُمر بالُتابة‪ ،‬ولُن المراد‪ :‬الُتابة واإلَهاد؛ ألن الُتابة ب ير َهود ك تُون‬
‫حجة " (‪)67‬‬
‫أثر السيا في تحديد حكم الُتابة‪:‬‬
‫ذه‬
‫البعض إلى أن كت‬
‫الديون واج‬
‫في نسيان أو جحود‪.‬‬
‫فرض بهذل اآلية – بيع ا كان أو قر ا؛ لئال يقع‬
‫على أرَابها ْ‬
‫فليَهد "‪.‬‬
‫قال ابن ُجريج‪ " :‬من َّادان فليكت ‪ ،‬ومن باع ُ‬
‫وقال الَعبي‪ " :‬كانوا يرون أن قول ‪ " :‬ف ن أمن بع كم بع ا " ناسخ ألمرل بالُت ‪"....‬‬
‫وذه‬
‫الرَيع إلى أن ذلك واج‬
‫وقال الجمهور‪ " :‬األمر بالُت‬
‫الُت ‪"...‬‬
‫بهذل األلفاظ‪ ،‬ثم يفف هللا تعالى بقول ‪ " :‬ف ن أمن بع كم بع ا‪.‬‬
‫ند ْ إلى حفظ األموال‪َ ،‬وازالة الري ‪َ ،‬واذا كان ال ريم تقيا فال ي رل‬
‫فحزم‪َ ،‬وان ائتمنت ففي حم وسعة؛ فالند ‪ :‬إنما هو على جهة الحيُة‬
‫وقال بع هم‪ " :‬إن‬
‫َ‬
‫أَهدت ْ‬
‫للنائ‪)68( )"...‬‬
‫وقال الَافعي – رحم هللا ‪( :-‬لما أمر هللا تعالى بالُتا ‪ ،‬ثم ريص في اإلَهاد إن كانوا على سفر‬
‫ولم يجدوا كاتبا‪ ،‬احتمم أن يكون فر ا‪ ،‬وأن يكون دكلة‪ ،..‬فلما قال جم ثناؤل‪ " ::‬فرهان مقبو ة‪"...‬‬
‫والرهن غير الُتا‬
‫والَهادَ‪ ..‬ثم قال‪ " :‬ف ن أمن بع كم بع ا فليؤد الذل اؤتمن أمانت وليتَ هللا رَ‬
‫ثم الَهود ثم الرهن إرَاد ك فرض عليهم؛ ألن قول ‪" :‬‬
‫"‪ ،‬دل كتا ُ هللا عز وجم على أن أمرل بالُتا‬
‫فيدع الُتا والَهود والرهن‪.‬‬
‫فليؤد الذل اؤتمن أمانت " إباحة ألن ي من بع هم بع ا‪،‬‬
‫َ‬
‫ونظر للبائع والمَترل‪ ،‬وذلك أنهما إن كانا‬
‫قال‪ :‬وأح الُتا والَهود؛ ألن إرَاد من هللا تعالى‪،‬‬
‫ْ‬
‫أمينين فقد يموتان‪ ،‬أو أحدهما فال ُيعرف حَ البائع على المَترل فيتلف على البائع‪ ،‬أو ورثت حق ‪.‬‬
‫وقد يت ير عقم المَترل‪ ..‬وقد ي لُ فال يقر؛ فيديم في الظلم من حيث ك يعلم ويصي ذلك البائع‬
‫فيدل ما ليئ ل ‪ ،‬فيكون الُتَّا والَهادَ قاُع ا عنهما وعن ورثتهما) (‪)69‬‬
‫وكم ما سبَ يبين أن الق ية مثار يالف‪ ،‬وأن الرؤو فيها لم تتحد‪ ،‬ولُم وجهة هو موليها‪ ،‬لُن‬
‫السيا الذل و عت في اآلية‪ ،‬وهو سيا تهديد ووعيد وزجر‪ ،‬حيث سبقها قول تعالى‪َ ( :‬واتَُّقوا َي ْوم ا‬
‫ظَل ُمو َن) (البقرَ‪ ،)281:‬ولحقها قول تعالى‪:‬‬
‫تُْر َج ُعو َن ِفي ِ ِإَلى َّ ِ ثُ َّم تَُوَّفى ُك ُّم َنْفئ َما َك َسَب ْت َو ُه ْم ك ُي ْ‬
‫( َوِان تُبدوا ما ِفي أ َْنُف ِس ُكم أَو تُ ْيُفول يح ِ‬
‫اس ْب ُك ْم ِب ِ َّ ُ) (البقرَ‪.)284:‬‬
‫ُ َُ‬
‫ْ‬
‫َ ْ ُْ َ‬
‫هذا السيا يميم بالُفة تجال الوجو والفرض‪ ،‬حتى لو افترض جدكا أن إرَاد وند ‪..‬‬
‫فالسؤال الذل يُرا نفس ‪:‬‬
‫هم إذا أرَدنا هللا تعالى وندبنا إلى كتابة الدين نستحسن نحن غير ذلك؟!!!!‬
‫لقد أحسن الَافعي – رحم هللا – حين قال‪ :‬إني أح‬
‫الُتا‬
‫والَهود وذكر مبررات وعلالا ك تجعم‬
‫من الُتابة أم ار مندوبا‪ ،‬بم تجعل مفرو ا‪ ،‬وَياصة أن هذا الند‬
‫واإلرَاد جاَ في تراُي‬
‫صارمة‬
‫من األمر والنهي والَرط‪.‬‬
‫فالسيا الدايلي لآلية‪ ،‬وَناَ العبارَ‪ ،‬واصُفاَ األلفاظ‪ ،‬يحمم من الصرامة‪ ،‬والَدَ ما يميم بالُفة‬
‫تجال الوجو ‪ ،‬ولذلك أرو أن الرأل رأل الُبرل؛ حيث يقول‪:‬‬
‫(الصوا‬
‫من القول في ذلك عندنا‪ :‬أن هللا عز وجم أمر المتداينين إلى أجم مسمى باُتتا‬
‫كت‬
‫الدين‬
‫فرض كزم إك أن تقوم الحجة ب ن إرَاد‬
‫بينهم‪ ،‬وأمر الُات أن يكت ذلك بينهم بالعدل‪ ,.‬و أ َْم ُر هللا ْ‬
‫وند ‪ ،‬وك دكلة تدل على أن أمرل – جم ثناؤل – باُتتا الُت في ذلك ند َوارَاد‪.‬‬
‫فذلك فرضْ عليهم ك يسعهم ت ييع ‪ ،‬ومن‬
‫يع منهم كان حرج ا بت ييع ‪.‬‬
‫فليؤد الذل اؤتمن‬
‫وك وج كعتالل من اعتم ب ن األمر بذلك منسوخ بقول ‪( :‬ف ن أمن بع كم بع ا ف‬
‫أمانت )؛ ألن ذلك إنما أذن هللا ب حيث ك سبيم إلى الُتا أو إلى الُات ؛ ف ما والُتا ‪ ،‬والُات‬
‫موجودان؛ فالفرض إذا كان الدين إلى أجم مسمى ما أمر هللا تعالى ذكرل – في قول ‪( :‬فاُتبول)‪.‬‬
‫َوانما يكون الناسخ ما لم يجز اجتماع حكم ‪ ،‬وحكم المنسوخ في حال واحدَ؛ ف ما ما كان أحدهما غير‬
‫حكم اآلير‪ ،‬فليئ من الناسخ والمنسوخ في َيَ‪.‬‬
‫ناف َ‬
‫أن يكون قول ‪َ ( :‬وان‬
‫ولو وج أن يكون قول ‪َ ( :‬وان كنتم على سفر) ناسيا قول ‪( :‬إذا تداينتم) لوج‬
‫كنتم مر ى) ناسيا الو وَ بالماَ في الح ر عند وجود الماَ في ‪ ،‬وفي السفر الذل فر‬
‫هللا عز‬
‫وجم‪ ،‬لقول (يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصالَ)‪،‬وأن يكون قول في كفارَ الظهار‪( :‬فمن لم يجد‬
‫فصيام َهرين متتابعين)‪ ،‬ناسيا قول ‪( :‬فتحرير رقبة من قبم أن يتماسا)‪.‬‬
‫ناسخ قول ‪( :‬إذا تداينتم بدين إلى أجم‬
‫فيس ل القائم‪ :‬إن قول هللا عز وجم‪( :‬ف ن أمن بع كم بع ا)‬
‫ْ‬
‫ثم ما أبيح في حال‬
‫مسمى فاُتبول) ما الفر بين وَين القائم في التيمم وما ذكرنا قول ‪ ،‬فزعم أن َّ‬
‫ال رورَ لعلة ال رورَ ناسخ حكم في حال ال رورَ حكم في كم أحوال ‪ ،‬نظير قول في أن األمر‬
‫باُتتا‬
‫كت‬
‫ْ‬
‫الديون‪ ،‬والحقو منسوخ بقول ‪َ ( :‬وان كنتم على سفر‪)..‬؟‬
‫ف ن قال‪ :‬الفر بيني وَين أن قول ‪( :‬ف ن أمن بع كم بع ا) كالم منقُع عن قول ‪َ ( :‬وان كنتم على‬
‫سفر)‪ ،‬وقد انتهى الحكم في السفر إذا عدم في الُات بقول ‪( :‬فرهان مقبو ة)‪َ ،‬وانما عنى بقول ‪( :‬ف ن‬
‫أمن بع كم بع ا) (إذا تداينتم بدين)‪ ،‬قيم ل ‪ :‬وما البرهان على ذلك من أصم أو قيائ‪ ،‬وقد انق ى‬
‫الحكم في الدين الذل في إلى الُات ‪ ،‬والُتا‬
‫بقول ‪( :‬ويعلمكم هللا وهللا بكم َيَ عليم)؟ !!!!‬
‫وأما الذين زعموا أن قول ‪( :‬فاُتبول)‪ ،‬وقول ‪( :‬وك ي‬
‫كات ) على وج الند ‪ ،‬واإلرَاد‪ ،‬ف نهم ُيس لون‬
‫ويس لون‬
‫البرهان على دعواهم في ذلك‪ ،‬ثم ُيعار ون بسائر أمر هللا عز وجم الذل أمر في كتاب ‪ُ ،‬‬
‫الفر بين ما ادعوا في ذلك وأنكرول في غيرل‪ ،‬فلم يقولوا في َيَ من ذلك قوكا إك ألزموا في اآلير‬
‫مثل ) (‪.)70‬‬
‫وكالم الُبرل‪ -‬رحم هللا ‪ -‬هو األقر إلى السيا لعدَ أسبا ‪:‬‬
‫منها‪( :‬أن القصد من األمر بالُتابة التوثَ للحقو ‪ ،‬وقُع أسبا‬
‫اليصومات‪ ،‬وتنظيم معامالت‬
‫األمة‪َ ،‬وامكان اكُالع على العقود الفاسدَ‪ ،‬وهذا يجعم األرجح أن األمر للوجو ؛ ألن األصم في‬
‫األمر‪ ،‬وقد ت ُد بهذل المؤكدات‪.‬‬
‫وأما قول ‪( :‬ف ن أمن بع كم بع ا)‪ ،‬فهي ريصة ياصة بحالة اكئتمان بين المتعاقدين‪ ،‬وحالة‬
‫اكئتمان حالة سالمة من تُر التناُر واليصام؛ ألن هللا تعالى أراد من األمة قُع أسبا‬
‫التهارج‬
‫ابتداَ‪ ،‬ثم يف وا إلى المنازعة في‬
‫والفو ى‪ ،‬ف وج عليهم التوثَ في مقامات المَاحنة؛ لئال يتساهلوا‬
‫ا‬
‫العاقبة‪ ،‬ويظهر لي أن في الوجو نفي ا للحرج عن الدائن إذا ُل من مدين الُت ؛ حتى ك ُّ‬
‫يعد‬
‫المدين هذا من سوَ الظن ب ؛ ف فن في القوانين معذراَ للمتعاملين أما قول ابن عُية ب ن الصحيح عدم‬
‫الوجو ؛ ألن للمرَ أن يه هذا الحَ ويترك ب جماع‪ ،‬فكيف يج علي أن يكتب ؟ َوانما هو ند‬
‫لالحتياط‪.‬‬
‫فهذا كالم قد يروج في بادئ الرأل‪ ،‬ولُن مردود ب ن مقام التوثَ غير مقام التورع‪.‬‬
‫ومقصد الَريعة تنبي أصحا‬
‫الحقو ؛ حتى ك يتساهلوا ثم يندموا‪ ،‬وليئ المقصود إبُال ائتمان‬
‫بع هم بع ا‪ .‬كما أن من مقاصدها دفع موجدَ ال ريم من توثَ دائن إذا علم أن ب مر من هللا تعالى‪،‬‬
‫ومن مقاصدها قُع أسبا‬
‫اليصام) (‪)71‬‬
‫( إن المبدأ العام الذل يريد القرآن الُريم تقريرل أن الُتابة أمر مفروض بالنص غير متروك لاليتيار)‬
‫(‪)72‬‬
‫ومن األسبا أي ا ا أن قول ‪( :‬ف ن أمن بع كم بع ا) ْلم تُرتَّ ْ على التداين‪َ ،‬وانما رتبت على الرهن‪،‬‬
‫وعُفت علي بالفاَ‪ ،‬والفاَ دليم الترتي على السابَ وليئ على األسبَ؛ إذ ك‬
‫دليم على نقل إلى العموم‪.‬‬
‫ومنها أي ا‪ :‬أن كتابة الدين أصم في التداين حتى أثناَ السفر؛ ألن اآلية تقول‪َ ( :‬وان كنتم على سفر‬
‫ولم تجدوا كاتب ا)؛ فاألصم أن ُيبحث عن كات ‪ ،‬وهذا يؤكد أن قول تعالى‪( :‬ف ن أمن بع كم بع ا)‬
‫ليئ مرتبُا بالتداين العام‪َ ،‬وانما هو مرتبُ بعدم وجود الُات ‪ ،‬وك ن المعنى‪َ :،‬وان كنتم على سفر‬
‫فابحثوا عن كات واُتبوا الدين‪ ،‬ف ن ُعدم الُات ل يَ الوقت فرهان مقبو ة‬
‫ومنها‪ :‬أن األمن لو كان مرتبُ ا بالتداين العام ُلو ع أوكا؛ إذ هو األصم بين المسلمين‪ ،‬ولُان قيم‪ :‬إذا‬
‫فليؤد الذل اؤتمن أمانت ‪َ ,‬واك فاُتبوا الدين‪....‬‬
‫تداينتم بدين وأمن بع كم بع ا ف‬
‫وهكذا‪ ..‬لُن سيا اآلية وَناَ جملها يميم بالمعنى إلى ارتباط الُتابة بالدين ارتباط تالزم‪ ،‬في الوقت‬
‫الذل يَير في صراح اة إلى ارتباط جملة األمن‪ ،‬وأداَ األمانة بحالة السفر‪ ،‬ويلُ األمرين دعوو بال‬
‫بينة وا حة‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن تصدير جملة (ف ن أمن بع كم بع ا) ب داَ الَرط (إن)‪ ،‬وهي تفيد الندرَ والَك‪ ،‬ولو‬
‫وهجاَ‪.‬‬
‫ذما‬
‫ارتبُ هذا بالتداين العام؛ بمعنى‪ :‬أن المسلمين يقم األمن بينهم عند التداين‪ ،‬لُان – ف‬
‫ا‬
‫أما رَُ جملة‪( :‬ف ن أمن بع كم بع ا) بالسفر‪ ،‬وهو مظنة ياع المال‪ ،‬وحدوث المياُر يجعم‬
‫المعنى متساوق ا مع سيا اآلية‪ ،‬ولو رَُنا هذا المعنى بالمفهوم العام من اآلية لحدث يالف وتناقض‪.‬‬
‫كيف؟‬
‫إن اآلية نفسها تَير إلى أمن المؤمنين بع هم بع ا؛ إذ إنها تتحدث عن البيع باألجم أو بالتقسيُ أو‬
‫القرض‪ ،‬وفي كم ذلك يعُي المؤمن أيال السلعة أو المال وك ي يذ َيئا‪...،‬نعم‪ :‬ك ي يذ إك وعدا‬
‫مكتوبا بالسداد‪ ،‬وهذا دليم األمن‪ ،‬ف ذا كان جوهر اآلية يدفع القارئ دفعا إلى وجود األمن بين‬
‫المسلمين‪ ،‬فكيف ينسجم هذا مع جملة (ف ن أمن بع كم بع ا)؟ !!‬
‫إذا فال بد أن يتعين األمر حالة السفر‪ ،‬واآلية تنَُ بهذا؛ حيث تقول‪َ َ ( :‬وِا ْن ُك ْنتُ ْم َعَلى َسَفر َوَل ْم تَ ِج ُدوا‬
‫ِ َّ ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ ِ‬
‫َم َانتَ ُ) (البقرَ‪)283:‬‬
‫َكاتبا َف ِرَه ْ‬
‫ان َمْق ُبو َ ْة َف ْن أَم َن َب ْع ُ ُك ْم َب ْع ا َفْل ُي َؤفد الذل ْاؤتُم َن أ َ‬
‫فلِ َم نعمم واآلية تنَُ بالتيصيص‪ ،‬والمنُو مقدم على المفهوم عند العلماَ‪ ،‬والسفر مظنة ياع‬
‫المال‪ ،‬وهكذا ياع السلعة‪ ,‬ومن هنا كان اإللحاا على الُتابة أَد‪ ،‬لُن أن عدم الُات ‪ ،‬و ا‬
‫الوقت فواحدَ من أمرين‪ :‬إما عدم التداين‪َ ،‬واما الرهن‪.‬‬
‫نعم؛ ألن هذا هو المفهوم من رَُ التداين أثناَ السفر بهاتين الحالتين؛ إما األمن‪َ ،‬واما الرهن‪ ،‬حيث‬
‫يُرا العقم سؤاكا عفويا‪ :‬ف ن عدم األمن والرهن؟‬
‫فالجوا ‪ :‬ك تداين‪.‬‬
‫وهذا يعيدنا إلى الق ية التي نحن بصددها‪ ،‬وهي أن األمر في قول ‪( :‬فاُتبول) للوجو ‪ ،‬وأن قول (ف ن‬
‫أمن بع كم بع ا) ك عالقة ل بهذا الوجو ‪ ،‬فالوجو من دكلة األمر‪ ،‬ومن نسَ التركي ‪ ،‬ومن‬
‫عوامم أيرو ذكرتها‪ ،‬كما أن واقع النائ اآلن يميم إلى هذا الوجو ‪ ،‬فالمياُر التي تحيُ بعالقات‬
‫وغلَ ألبوا‬
‫المسلمين عند عدم الُتابة ظاهرَ ووا حة‪ ،‬مما يعنى أن كتابة الدين مصلح ْة للجميع‪،‬‬
‫ْ‬
‫الَياُين‪.‬‬
‫وكالم اإلمام الَافعي _ رحم هللا تعالى – من أن موت البائع أو المَترل أو نسيانهما أو فساد عقيدَ‬
‫أحدهما‪ ،‬أو جنون ‪ ،‬أو غير ذلك من األمور التي يمكن أن تعتور اإلنسان‪ ،‬كم ذلك يبرهن بجالَ حكمة‬
‫الوجو ‪.‬‬
‫وهذا ك يُعن في ذمة أو أمانة أحد‪ ،‬إنما هو لالحتراز وال مان وحفظ األموال من ال ياع‪.‬‬
‫كما أن ك ييفى أن المعامالت المادية هي المحك الَديد‪ ،‬وهي اليُر األُيد على عالقة األيوَ‬
‫اإلسالمية؛ لذلك كان الت ُيد على أيذ ال مانات الحافظة لها‪...‬‬
‫****‬
‫بالغة اإلدماج في قول –سبحان ‪:-‬‬
‫بينكم كات‬
‫(وليكت‬
‫بالعدل)‬
‫وهذل الجملة تفجر عدَ أسئلة بالغية‪ ،‬من أهمها‪:‬‬
‫‪ – 1‬ما اإلدماج؟‪،‬وما موُن في اآلية؟‪ ،‬وما وج جمال ؟‬
‫‪َ – 2‬لمن األمر في الجملة؟ وما وج العُف بينها وَين سابقتها؟‬
‫‪ – 3‬لِم ت يرت هذل الجملة عن سابقتها؟‬
‫‪ – 4‬أين مفعول الفعم " ليكت‬
‫"؟ وما وج تقييد الفعم بقول ‪ " :‬بينكم "؟ وِبم تعلَ الجار والمجرور "‬
‫بالعدل "؟‬
‫‪ – 5‬هم في الُالم كناية؟‬
‫أما اإلدماج‪ :‬ففي الل ة يدل على " اكنُواَ والستر‪ ،‬يقال‪ :‬أدمجت الحبم‪ :‬إذا أدرجت وأحكمت فتل ‪"...‬‬
‫(‪)73‬‬
‫وفي اكصُالا‪ " :‬أن ُي َ َّمن كالم سيَ لمعنى معنى آير لم يصرا ب " (‪)74‬‬
‫" والمعنى اآلير وهو الم من المدموج يج أك يكون مصرحا ب وك يكون في الُالم إَعار ب ن‬
‫مسو ألجل ‪َ ،‬واك لم يكن ذلك من اإلدماج " (‪)75‬‬
‫أما موُن في الجملة القرآنية فيَير إليها الُيبي فيقول‪:‬‬
‫" الُالم هنا – يعني في قول ‪ " :‬وليكت‬
‫بينك كات‬
‫بالعدل " مسو لمعنى‪ ،‬ومدمج في آير ب َارَ‬
‫النص‪ ،‬وهو اَتراط الفقاهة في الُات ؛ ألن ك يقدر على التسوية في األمور اليُرَ‪ ،‬إك من كان فقيها‬
‫" (‪)76‬‬
‫الُتَّا‬
‫والناظر في الجملة يستُيع أن يلحظ بسهولة أنها جاَت لتحديد وتيصيص نوع ياص من ُ‬
‫ليقوم بهذل المهمة‪ ،‬أو إن َئت فقم‪ :‬لتَترط أداَ ياصا لهذل الُتابة الم مور بها سابقا وهي أن تُون‬
‫ا‬
‫كتاب اة عادل اة امن اة للحقو ‪ ،‬مانعة من التحايم؛ ذلك ألن األمر كما قال الُيبي‪ " :‬يُير "‪ ،‬ولذلك‬
‫جاز تعلَ الجار والمجرور " بالعدل " بكم من الفعم والفاعم‪ ،‬أعني‪ :‬يجوز تعلق بالفعم‬
‫" يكت‬
‫"‪ ،‬ويجوز تعلق بالفاعم " كات‬
‫ف ذا قدرنا تعلق بالفعم " يكت‬
‫"‪.‬‬
‫" يكون المعنى المدمج هو‪ :‬وليكت‬
‫بينكم كات‬
‫كتابة عادلة‪ ،‬تُون‬
‫محم ثقة من أهم اكيتصاص عند التنازع؛ بحيث تيلو من الث رات التي تمكن أحدهما من المراوغة‪،‬‬
‫أو اكنفكاك مما في ذمت ؛ فالعدل هنا ناتج عن موافقة الُتابة للَروط الواج‬
‫فهي صفة للُتابة‪.‬‬
‫وقد يكون الجار والمجرور متعلق ا بالفاعم " كات‬
‫توافرها ل مان الحقو ؛‬
‫" فيكون المعنى المدمج هو‪ :‬وليكت‬
‫بينكم كات‬
‫مَهور بالفق والعدل وعدم الميم إلى هذا أو ذاك‪ ،‬وهذا يعرف من يالل كتابات السابقة بين النائ؛ "‬
‫فاألصم أك يكت‬
‫الوثيقة إك العدل في نفس ‪ ،‬وقد يكتبها الصبي والعبد‪ ...‬إذا أقاموا فقهها‪ ،‬أما‬
‫المنتصبون لُتبها؛ فال يجوز للوكَ أن يتركوهم إك عدوكا مر يين‪ ،‬قال مالك –رحم هللا تعالى ‪ " :-‬ك‬
‫عدل في نفس ‪ ،‬م مون؛ لقول تعالى‪ " :‬وليكت‬
‫يكت الوثائَ بين النائ إك عارف بها‪ْ ،‬‬
‫بالعدل "‪.‬‬
‫وعلى هذا فالجار والمجرور في مو ع الصفة للُات‬
‫بينكم كات‬
‫") (‪)77‬‬
‫"ففق الُات ‪ ،‬ومعرفت ب نواع الوثائَ معنى مدمج في الجملة‪ ،‬مقصود منها في النهاية‪.‬‬
‫أما األمر في الجملة فمتوج إلى المتداينين‪ ،‬والسر في ذلك‪ " :‬المبال ة في أمر المتعاقدين باكستُتا‬
‫" (‪)78‬‬
‫وك أرو أن األمر هنا للُات‬
‫ألن ليئ منوُا بالحكم‪ ،‬كما أن إما أن يكون أجي ار أو متف الا‪ ،‬وفي‬
‫كلتا الحالتين ك يمكن أمرل َوارغام على الُتابة‪ ،‬لُن األقر إلى الفهم هو توجي األمر إلى المتداينين‬
‫أن يبحثا عن كات‬
‫فقي عدل ليقوم بكتابة الدين‪ ،‬وهذا ما جعم األلوسي – رحم هللا – يقول‪ " :‬والمراد‬
‫دين؛ حتى يكون ما يكتب موثقوق ا ب ‪ ،‬متفق ا علي‬
‫أمر المتداينين على ُريَ الُناية‪ ،‬بكتابة عدل‪ ،‬فقي ‪ِ ،‬ف‬
‫بين أهم العلم " (‪)79‬‬
‫وهو ك يعني هنا الُناية اكصُالحية‪َ ،‬وانما أراد – كما أفهم – مياُبة الُات‬
‫ُريَ المتداينين‪.‬‬
‫ومن بالغة ذلك إَعار الُات‬
‫ألن رف‬
‫وأمرل بالُتابة عن‬
‫ب همية األمر‪ ،‬حتى يرفع الحرج عن المتداينين‪ ،‬ويلبي دعوتهما‪ ،‬ويكت ؛‬
‫قد يوقعهما في الحرج‪ ،‬لُن على جميع األحوال في حم من األمر‪َ ،‬وان كان األولى تلبية‬
‫الُل ؛ إذ ليئ كم من كت‬
‫صالحا لهذل المهمة؛ ألن الجملة جاَت لتحديد الفقي ‪ ،‬وهذا بال َك قيد‬
‫آير من القيود التي تُاد تعرقم إتمام مثم هذل المعامالت‪ ،‬وهو أمر مقصود‪ ،‬فو ع العقبات في هذا‬
‫النوع من التعامم ُقصد ب الت ييَ علي ؛ حتى ك يَيع‪ ،‬لما يترت‬
‫وابُ ‪.‬‬
‫علي من أ رار عند التساهم في‬
‫ولقد جمعت الواو بين جملة " فاُتبول " وجملة " وليكت‬
‫بينك كات‬
‫بالعدل "؛ ألنهما من با‬
‫التوسُ‬
‫بين الُمالين؛ فكم منهما أمر لفظا ومعنى‪ ،‬وهذا الرَُ بالواو يَير إلى أن كم جملة من الجملتين تمثم‬
‫ييُا من ييوط هذا النسيج الواحد‪ ،‬وهي ييوط متَابهة‪ ،‬متَاُلة ترسم في النهاية صورَ وغر ا‬
‫واحدا تتَابك مالمح ‪ ،‬وتتعانَ جوانب ‪.‬‬
‫وأيرت جملة " وليكت‬
‫بينكم " عن جملة " فاُتبول "؛ ألن لم يكن ثمة هاجئ في تحديد الُات ‪ ،‬إنما‬
‫الهاجئ الذل النفوئ‪ ،‬وك يزال هو‪:‬‬
‫هم نكت‬
‫الدين أم ك؟‬
‫وهم إذا أمن بع نا بع ا في الح ر يكت‬
‫أي ا أم ك؟‬
‫هذا هو ما يَ م النفوئ‪ ،‬وك يزال يتردد في األفئدَ حتى صار محم يالف؛ لذا‪ ،‬كان تقديم‬
‫ك قبم تعيين الُات ‪.‬‬
‫والتنصيص علي أو ا‬
‫كنت أرو أن تعيين الُات‬
‫َوان ُ‬
‫لإلرَاد لتُرك تعيين الُات للمتعاقدين لييتاروا َمن يرون مناسبا؛ إذ كيف يكون األمر لإلرَاد ثم‬
‫يؤمرون بتعيين كات فقي عدل؟‬
‫ما هو إك ت ُيد للُتابة وفر يتها‪ ،‬ولو كان األمر في " فاُتبول "‬
‫وفي حذف المفعول من الجملة َمول َواحاُة لُم ما يتعلَ بالدين من قيمة‪ ،‬وموعد سداد‪..‬‬
‫وفي ذكر المفعول ت ييَ على هذل المعاني‪ ،‬و ياع لُثير من ال وابُ‪ ،‬وفتح با‬
‫اليالف في‬
‫المقصود من الدين‪ ،‬هم هو قيمت أم ماذا؟‬
‫وسع المعنى‪ ،‬وتساو مع الروا المهيمنة على اآلية الداعية إلى أيذ كافة ال مانات‪.‬‬
‫فالحذف هنا ف‬
‫وفي الوقت الذل حذف في المفعول من جملة "وليكت بينكم كات " نجد في الجملة قيدا مذكو ار‪ ،‬وهو‪:‬‬
‫" بينكم "‪ ،‬وجيَ ب " حتى ك ينفرد بالُات‬
‫أحد المتعاملين‪ ،‬دفع ا للتهمة " (‪ ،)80‬ويقول األلوسي في‬
‫علت ‪ " :‬إنما قال " بينكم " ولم يقم " أحدكم "؛ ألن لما كان الذل ل الدين يتهم في الُتابة الذل علي‬
‫الدين‪ ،‬وكذلك بالعكئ َرع هللا كاتبا غيرهما يكت‬
‫على حسا‬
‫األير‪)81("..‬‬
‫بالعدل‪ ،‬ك يكون في قلب ‪ ،‬وك قلم مو فادَ ألحدهما‬
‫كما أن في هذا اللفظ " بينكم " ما يَير إلى اجتماع األُراف‪ :‬الدائن والمدين‪ ،‬وكذلك الَهود؛ولو‬
‫اقتصر اكجتماع على الدائن والمدين والُات‬
‫لقيم‪ :‬وليكت‬
‫بينكما‪ ،‬لُن في صي ة الجمع ما يفيد‬
‫ح ور جميع األُراف حتى الَهود‪ ،‬وفي ذلك إبالغ في التوثيَ والحيُة‪.‬‬
‫وفي مجيَ لفظ " كات " نكراَ‪ ،‬ثم تعريف بالصفة‪ ،‬وهي َب الجملة " بالعدل " قصد إلى المعنيين؛‬
‫أعني‪ :‬النكرَ والمعرفة الميصوصة‪ ،‬فمجيَ لفظ " كات " نكرَ قصد ب عدم تحديد كات بعين ‪ ،‬أو‬
‫باسم ‪ ،‬أو بقرابت ‪ ،‬وهذا قد ُيفهم إن فِ‬
‫عرف اللفظ ب ير الصفة؛ ك ن يقال " وليكت‬
‫المسلمين‪ ،‬أو الُات ‪ ،‬أو نحو ذلك؛ فمجيَ اللفظ – في ذات – نكرَ ُقصد ب البحث عن الوصف‪،‬‬
‫وليئ عن الَيص؛ ولذلك جاَ بعد اللفظ النكرَ تعريف لها بالوصف‪ ،‬وهو قول ‪ " :‬بالعدل "‪.‬‬
‫بينك كاتبكم‪ ،‬أو كات‬
‫وفي هذا الوصف مجاز مرسم عالقت المسببية؛ ألن المقصود هنا‪ " :‬وليكت‬
‫ب وابُ العقود‪ ،‬وهذا الفق ‪ -‬بال َك – سب‬
‫بينكم كات‬
‫فقي ‪ ،‬عالم‬
‫في حدوث العدل بين المتداينين‪.‬‬
‫لُن يبقى السؤال‪:‬‬
‫عن السب ؟‬
‫عبر بالمسب‬
‫َلم ف‬
‫الذل أرال أن وج ذلك هو أن الفق وسيلة للوصول إلى العدل‪ ،‬والعدل غاية‪ ،‬ولما كان الفق ك يقتصر‬
‫على معرفة ال وابُ الَرعية‪ ،‬بم يَمم معرفة الزمان والمكان واألحوال‪ ،‬وكم ما يوصم إلى العدل‬
‫عبر بد " العدل " ليراعي الُات‬
‫مان الحقو ‪ ،‬فيدفع الُات‬
‫كم ذلك‪ ،‬وهذا إيجاز بديع يلفت النظر إلى ال اية من الُتابة‪ ،‬وهي‬
‫إلى األيذ بها ما دامت في إُار الَرع‪.‬‬
‫أوج البيان في قول تعالى‪:‬‬
‫كات‬
‫" وك ي‬
‫أن يكت‬
‫كما علم هللا "‬
‫وهذا حكم جديد متوج إلى الُات ‪ ،‬وليئ إلى المتداينين‪ ،‬وحمل البعض على الوجو والفري ة‪:‬‬
‫فر ية عين على الوجو ‪ ,‬وآيرون على أن فرض عين إذا لم يكن في البلدَ غيرل‪ ،‬ف ذا كان فهو‬
‫واج‬
‫على الُفاية‪ ،‬وحمل البعض على الوجو حال فراغ ‪)82(.‬‬
‫والسؤال الذل يلح على العقم هنا هو‪:‬‬
‫ما وج توجي النهي إلى الُات ‪َ ،‬واَراُ في زمرَ المتعاملين؟‬
‫إن الجملة تجعم الُات فردا من أفراد هذل المعاملة‪ ،‬حيث تَرط علي ‪ ،‬وتلزم ‪ ،‬وت مرل بالُتابة الحفقة‪،‬‬
‫فيها التوثَ بالُتابة واإلَهاد‪ ،‬وك‬
‫والُات في الواقع أجير ُيستدعى لُتابة جميع المعامالت التي ُيُل‬
‫أرو أن هناك يالفا في أيذ األجر؛ ألن الُتابة عمم وحرفة يجوز أيذ األجرَ عليها‪ ،‬وهذا ما نص‬
‫علي القرُبي؛ حيث يقول‪ " :‬لو كانت الُتابة واجبة ما صح اكستئجار بها؛ ألن اإلجارَ على فعم‬
‫الفروض باُلة‪ ،‬ولم ييتلف العلماَ في جواز أيذ األجرَ على كت‬
‫وكالم العلماَ في الوجو والند‬
‫الُات‬
‫الوثيقة "(‪)83‬‬
‫واإلرَاد بعيد ‪ -‬كما أرو – عن سيا اآلية؛ ألن المُلو من‬
‫ليئ الُتابة العامة‪َ ،‬وانما كتابة ياصة‪ ،‬موصوفة بقول ‪ " :‬كما علم هللا "‪ ،‬وعلى هذا فالنهي‬
‫ليئ منهيا عن اإلباَ عموما‪،‬‬
‫ليئ متوجها إلى عموم الُتابة‪َ ،‬وانما النهي متوج إلى هذا القيد؛ فالُات‬
‫ولُن النهي توج إلي عند كتابت ‪ ،‬ومباَرت الفعم؛ بمعنى‪ :‬أن الُات إذا أيذ في الُتابة قيم ل ‪ :‬ك‬
‫ت‬
‫أن تُت‬
‫كما علمك هللا؛ ألن اليُر ليئ متوَقعا إن أبى الُات‬
‫مباَرَ الُتابة‪ ،‬بم العكئ هو‬
‫الصحيح؛ ألن سيوقف هذل المعاملة‪ ،‬ويرد المال إلى صاحب ‪ ،‬ويعيد السلعة إلى صاحبها‪ ،‬ولُن اليُر‬
‫ُيتوقع إن كت الُات كتاب اة ت يع معها الحقو ‪ ،‬تلك هي اليُورَ‪ ،‬وهو ما حذرت من اآلية فنهت‬
‫الُات – ليئ اإلباَ عن الُتابة – بم عن عدم الُتابة الحفقة الموصوفة بقول ‪ " :‬كما علم هللا "‪ ،‬وفر‬
‫كبير بين األمرين‪.‬‬
‫ولعم أفعال الُثير من المحامين‪ ،‬وهم الذين يكتبون العقود في زمانن ا غالب ا‪ ،‬لعم أفعال الُثير منهم في‬
‫بنود تلك العقود‪ ،‬وت يير بعض الصيغ في العقد‪َ ،‬وا افة أو حذف بعض الُلمات مما يفوت الفرصة‬
‫على صاح الحَ عند مُالبت بحق ‪ ،‬لعم كم ذلك يَرا لنا المقصود من النهي‪.‬‬
‫وكم من حقو‬
‫اعت بسب‬
‫هذل الث رات التي ت منتها تلك العقود؛ لذا أديلت اآلية الُات‬
‫في‬
‫زمرَ هذل المجموعة _ مجموعة الدين _ حيث نال قسُ وفير من الزجر والتهديد؛ ُّ‬
‫لتوقف ثبوت أو‬
‫ياع الحقو على كتابت ‪.......،‬‬
‫أديلت ألن علي عبئ ا كبي ار مادام قد ر ي الُتابة‪.‬‬
‫وعلي ؛ فاألمر المفهوم من قول ‪ " :‬وك ي‬
‫وهو أن فرض عين؛ ألن‬
‫كات‬
‫د ذلك يعني أن يان األمانة‪ ،‬وكت‬
‫ت يع بسببها الحقو ‪ ،‬ويَيع بسببها الفساد‪.‬‬
‫وقد توج النهي إلى صي ة ال ائ‬
‫الُات‬
‫أن يكت‬
‫كما علم هللا " ك يحتمم إك وجها واحدا‬
‫"كي‬
‫ليئ كما علم هللا‪ ،‬وتلك جريمة‬
‫"‪ ،‬واألصم في النهي أن يكون لمياُ ‪ ،‬لُن لما كان‬
‫حا ار في السيا من يالل قول تعالى‪ " :‬فاُتبول "‪ ،‬وقول تعالى " وليكت‬
‫بينكم كات‬
‫" صح‬
‫أن ُيسند النهي إلي بعد ح ورل البارز من قبم‪.‬‬
‫الصورَ التَبيهية في هذل الجملة‪:‬‬
‫يرو بعض العلماَ أن الُاف هنا للتعليم‪ ،‬ويقول‪ " :‬كما علمد هللا "؛ أل‪ :‬ألجدم مدا علمد هللا تعدالى مدن‬
‫كتابة الوثائَ‪ ،‬وتف م ب علي ‪ ،‬وهو متعلَ بد‬
‫" يكت‬
‫"‪ ،‬والُالم على حد قولد ‪ " :‬وأحسدن كمدا أحسدن هللا إليدك "‪ ،‬أل‪ :‬ك يد‬
‫أن يتف دم علدى الندائ‬
‫وميزل " (‪.)84‬‬
‫بكتابت ‪ ،‬ألجم أن هللا تعالى تف م علي َّ‬
‫" والقول بدكلة الُاف عموما علدى التعليدم قليدم عندد النحداَ وقيددل جماعدة بد ن تُدون الُداف مكفوفدة ب د "‬
‫يك ْم َرُسوكا ِم ْن ُك ْم) (البقرَ‪)151:‬‬
‫ما " نحو‪َ ( :‬ك َما أ َْرَسْلَنا ِف ُ‬
‫اُ ْم) (البقرَ‪)198:‬‬
‫ونحو‪َ ( :‬وا ْذ ُك ُرولُ َك َما َه َد ُ‬
‫وهؤكَ لم يقولوا ب نها للتعليم في –كما علم هللا ‪ :-‬ألن " ما " مصدرية (‪)85‬‬
‫والددذل أميددم إلي د ‪ :‬أن الُدداف هنددا ليسددت للتعليددم‪ ،‬حتددى َوان توقددف مددا قبلهددا علددى وجددود مددا بعدددها؛ ألن‬
‫السدديا لدديئ سدديا مد فدن وتف ُّ ددم علددى الُات د ‪ ،‬بددم سدديا أمددر ونهددي‪ ،‬ب د ن يكت د كتاب د اة موثقددة‬
‫للحقو ‪ ،‬يالية من الث درات؛ فداألولى فدي هدذا السديا تدذكيرل بهدذل ال دوابُ‪ ،‬وتلدك الَدروط التدي َّ‬
‫تعلمهدا؛‬
‫ددامنة‬
‫حتى يجعلها في ذهن عند الُتابة‪ ،‬ثم يجعم ما يكتب مُابق ا ومَابه ا لما تعلم ‪.‬‬
‫وعلى هذا‪ ،‬ففي الجملة تَبي ‪ ،‬وهذل أركان ‪:‬‬
‫المَب ‪ :‬الُتابة الم مور بها‪.‬‬
‫المَب ب ‪ :‬الُتابة التي علم هللا إياها‪.‬‬
‫واألداَ‪ :‬الُاف‪.‬‬
‫ووج د الَددب ‪ :‬الدقددة والعدددل‪ ،‬وذكد ُدر اسددم الددذل علي د الحددَ دون غي درل‪ ،‬وتحديد ُدد قيمددة الدددين‪ ،‬وموعددد أيددذل‬
‫ومكان وزمان ‪ ،‬ثم تحديد صاح الحَ‪ ،‬وموعد السداد‪ ،‬وزماند ومكاند ‪ ،‬وغيدر ذلدك ممدا تعلمد مدن أمدور‬
‫تحفظ الحقو ألصحابها‪.‬‬
‫وجمال هذل الصورَ ينبع من عدَ أَياَ‪:‬‬
‫منها‪ :‬التذكير بنعمة هللا تعالى على الُات ؛ حيث جعم ذلك جزَا من الصورَ‪ ،‬ومن‬
‫يُوُها األساسية‪ ،‬ليكون ذلك دافعا ل ‪ ،‬ومحر ا‪ ،‬وحاج از عن الميم إلى َهوات‬
‫الدنيا‪ ،‬بالميم إلى ُرف على حسا‬
‫ُرف آير‪.‬‬
‫ومنها‪:‬اإلَارَ إلى الدقة العالية‪ ،‬واكلتزام الَديد ب وابُ الُتابة؛ ألنها منسوبة إلى هللا تعالى‬
‫(كما علم هللا)‪.‬‬
‫ومنها‪ُّ :‬‬
‫حث الُات‬
‫على إيراج هذل الوثيقة في أبهى صورَ؛ ألن هللا تعالى كت‬
‫اإلحسان‬
‫على كم َيَ‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬الترهي‬
‫من ميالفة األصول‪ ،‬والقواعد ال ابُة للحقو ‪ ،‬وذلك من يالل استعمال‬
‫اسم (هللا) تعالى‪ ،‬الباعث على الرهبة؛ ولذلك لم يقم‪ :‬كما علم رَ ‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬اإلَارَ إلى أن‬
‫بُ هذل المعامالت ك يكون إك بما َرع هللا تعالى وحددل‪ ،‬وأن‬
‫العدول عما أنزل هللا تعالى يحمم الفساد‪ ،‬واإلفساد للبَرية جميع ا‪.‬‬
‫كما أن من ييوط هذل الصورَ التَبيهية تنكير كلمة " كات‬
‫" لتعميم الحكم على كم‬
‫من تصدو لهذا األمر‪ ،‬حتى َوان دان ب ير اإلسالم‪.‬‬
‫فتعم (‪)86‬‬
‫يقول أبو حيان‪ " :‬و – كات – نكرَ في سيا النهي ف‬
‫كما أن في اصُفاَ هذا اللفظ [ كات ] تذكي ار للُات ب ن منفعتد ‪ ،‬وسدمعت ‪ ،‬ومصدداقيت فدي هدذا العمدم‬
‫مدرتبُ بالعدددل‪ ،‬واإلنصدداف؛ ولددذلك لددم يقددم‪ :‬وك يد مددؤمن‪ ،‬أو مسددلم‪َ ،‬وانمددا قددال‪ :‬كاتد ‪ ،‬وك ند معددروف‬
‫بين النائ بمهنت ‪ ،‬ف ذا جار أو ظلم‪ ،‬أو مدال إلدى واحدد دون اآليدر‪ ،‬فد ن مهنتد سدوف تُدون محدم تهمدة‬
‫مددن النددائ‪ ،‬فلددن يكددون كاتبدا‪ ،‬بددم سيصددبح ميادعدا‪ ،‬وسيَددتهر بددين النددائ بقلددة‬
‫فكدد ن كلمددة [ كات د ] تحددذير لد د ب د ن مهنت د وعمل د ‪ ،‬ودوام ذل دك مره ددون بعدل د ‪ ،‬و ددبُ للُتابددة‪ ،‬وه ددذا‬
‫ددبُ ‪ ،‬أو فسدداد عمل د ؛‬
‫وا ح‪.‬‬
‫كات د‬
‫أن يكت د‬
‫_ دون الص دريح‪- ،‬كتابت د – فددألن الُات د‬
‫أمددا اصددُفاَ المصدددر المددؤول _ وك ي د‬
‫ير ِ‬
‫ولما كانت أنواع المداينات ذات‬
‫اعي مقام كم حالة‪ ،‬ويعرف الَروط ال ابُة لُم نوع‪َّ ،‬‬
‫أوصدداف ميتلفددة كددان اإللمددام بكددم حالددة‪ ،‬و دوابُها علددى حدددَ مددن لزوميددات الُات د ‪ ،‬وهددذا يت دواَم مددع‬
‫المصدددر المددؤول الدددال علددى الت يددر‪ ،‬والتجدددد والحدددوث‪،‬وكم ذلددك مفهددوم مددن الم ددارع " يكتد‬
‫"‪ ،‬أمددا لددو‬
‫ظد فدن أن هندداك صددي ة واحدددَ لجميددع العقددود‪ ،‬وَلحفظهددا الجميددع‪،‬‬
‫قيددم‪ :‬وك يد كاتد كتابددة مددا علمد هللا‪ ،‬ل ُ‬
‫وكستُ ني عن الُات ‪ ،‬وهذا بعيد‪.‬‬
‫إذ إن لُددم نددوع مددا يناسددب مددن صدديغ‪ ،‬كمددا أن لُددم حالددة مددا يتوافددَ معهددا مددن َددروط‪ ،‬و دوابُ‪ ،‬وأحدوال‬
‫تيالف غيرها‪.‬‬
‫متعد إك أن مفعول حذف لدكلة السيا علي ‪.‬‬
‫ومع أن الفعم _ يكت _ ف‬
‫ويتام الجملة يحمم من التف ف م والتَريف للُات الُثير؛ ذاك ألن الجملة جعلت عمليدة التعلديم مباَدرَ‬
‫مددن هللا تعددالى‪ ،‬فهددو كاألنبيدداَ مددن حيددث دورل فددي اإلصددالا‪ ،‬ف د ذا كددان األنبيدداَ يصددلحون عقائددد النددائ‬
‫يصلحون أنواع المعامالت بين النائ‪ ،‬والتي قد ينَ عنها يالف أو نزاع‪.‬‬
‫الُتفا‬
‫وعبادتهم‪ ،‬ف ن ُ‬
‫أ ف إلى ذلك‪ :‬أن اسم هللا تعالى في قول ‪ " :‬كما علم هللا " يحمم من الرهبة والزجر مدا يجعدم الُاتد‬
‫يلتزم‪ ،‬كما أنها تَير إلدى أن العددول عدن هدذل ال دوابُ إسداََ إلدى هدذا العلدم‪ ،‬ومدن بعدد ذلدك إسداََ إلدى‬
‫المعلم – سبحان وتعالى ‪.-‬‬
‫وبعدُ ‪:‬‬
‫ف ن هذل الجملة تسير في الُريَ نفس الذل بدأ بو ع القيود‪ ،‬والعوائَ أمام هذا النوع مدن المعدامالت‪،‬‬
‫حتى ك يلج إليها إك الم ُرون‪ ،‬لما يترتد‬
‫نف ددئ س ددوية تحد د‬
‫عليد مدن حدرج‪ ،‬ومدن يدالف متوقدع بدين الندائ‪ ،‬فدال توجدد‬
‫أن يك ددون له ددا أو عليه ددا ح ددَ ألح ددد‪ ،‬وَياص ددة الحق ددو المالي ددة‪ ،‬ل ددذلك كث ددرت األوام ددر‬
‫ويحسددن تجنبد ‪ ،‬وهددذا هددو‬
‫والندواهي والَددروط المعرقلددة لهددذل المعددامالت‪ ،‬ليكددون سددبيلها سددبيالا َح َزَندا ينب ددي‬
‫ُ‬
‫األقر إلى الفهم‪.‬‬
‫***‬
‫الُناية في جملة " كما علم هللا "‬
‫إن جملة – كما علم هللا – تعني أن " يكت‬
‫ما يعتقدل‪ ،‬وك يحج ‪ ،‬وك يوارل؛ ألن هللا تعالى َّ‬
‫ماعلم إك‬
‫المستقر في فُرَ اإلنسان‪َ ،‬وانما ينصرف النائ عن بالهوو‪ ،‬فيبدلون‪ ،‬وي يرون‪ ،‬وليئ ذلك‬
‫الحَ‪ ،‬وهو‬
‫ف‬
‫التبديم بالذل علمهم هللا تعالى‪ ،‬وهذا يَير إلي قول النبي – صلى هللا علي وسلم‪ " :‬استفت نفسك‪َ ،‬وان‬
‫أفتاك النائ " (‪)87‬‬
‫وهذا يفيد أن جملة " كما علم هللا " جملة كنائية‪ ،‬فهي كناية عن موصوف‪ ،‬وهو الحَ الذل ودع هللا‬
‫عبر عن هذا الحَ بتالي ‪ ،‬ورادف ‪ ،‬وهو‪ :‬ما علم هللا؛ ألن هللا تعالى‬
‫تعالى في فُرَ كم إنسان‪ ،‬لُن ف‬
‫حين يلَ الحَ أودع في نفوئ البَر؛ ليكون مرجعا‪ ،‬ومالذا يلوذ ب النائ حين تيتلُ المعايير‪.‬‬
‫ودمج الصورَ التَبيهية بالصورَ الُنائية تَعر الُات‬
‫الذل ك يجيدل كم أحد؛ مما يستوج‬
‫بف م هللا تعالى علي ‪ ،‬ورفع قدرل بهذا العلم‬
‫علي َكر هذل النعمة ب عُاَ الحقو والمواثيَ كم العناية؛ حتى‬
‫تيرج في صورَ ير ى عنها هللا تعالى‪.‬‬
‫*****‬
‫اجتماع األمر والنهي على الُتابة‬
‫جاَ بعد قول تعالى‪ " :‬وك ي‬
‫كات‬
‫أن يكت‬
‫كما علم هللا " قول تعالى‪ " :‬فليكت‬
‫"‪.‬‬
‫وفي المصحف الَريف و عت عالمة الوقف الجائز دون ترجيح‪ ،‬بعد قول " كما علم هللا "‬
‫وهي (ج)‬
‫أداَ آير‪ ،‬ويكون بقراََ الجملتين هكذا‪:‬‬
‫والنظم يحتمم صوراَ أيرو‪ ،‬و ا‬
‫وك ي كات أن يكت ‪ ،‬كما علم هللا فليكت‬
‫وك ي‬
‫أن يكت‬
‫كات‬
‫كما علم هللا‪ ،‬فليكت ‪.‬‬
‫ففي الصورَ األولى‪ :‬الجملتان محمولتان على َب كمال اكتصال‪ ،‬فلما قيم‪ :‬وك ي‬
‫كات‬
‫أن يكت ‪.‬‬
‫قيم‪ :‬كيف؟‬
‫ف جي ‪ :‬كما علم هللا فليكت ‪.‬‬
‫و الصورَ الثانية تَير إلى أن جملة " فليكت‬
‫" تفريع لتوكيد األمر المفهوم من قول " وك ي‬
‫كات ‪...‬‬
‫والمعنى العام ك يرفض أيا من الصورتين‪ ،‬لُن الذل يلفت اكنتبال أن جملة " كما علم هللا " وقعت‬
‫واسُة بين األمر‪ ،‬والنهي‪ ،‬ولنرجع النظر مرَ أيرو‪:‬‬
‫وك ي‬
‫كات‬
‫النظر‪ ،‬ول‬
‫أن يكت‬
‫" كما علم هللا " فليكت ؛ فاألمر والنهي متعلقان بجملة التَبي ؛ إذ هي محُ‬
‫القصد‪ ،‬وال اية من األمر والنهي‪.‬‬
‫فالُات‬
‫م مور بالُتابة‪ ،‬ليست أل كتابة‪ ،‬بم م مور بالُتابة كما علم هللا‪.‬‬
‫والُات‬
‫منهي عن اإلباَ عن الُتابة‪ ،‬ليست أل كتابة‪ ،‬بم هو منهي عن عدم الُتابة التي علم هللا‬
‫ْ‬
‫إياها‪.‬‬
‫وهذا يعني‪ :‬أن الجملتين _ جملة األمر وجملة النهي _ تتوجهان إلى َيَ واحد‪ ،‬وهو إلزام الُات‬
‫بنوع‬
‫ياص من الُتابة‪ ،‬وموصوف ب ن على وفَ ما أنزل هللا وَين ‪.‬‬
‫ويبقى سؤال هنا‪ ،‬وهو‪ :‬لم تقدم النهي على األمر؟‬
‫والذل يظهر لي أن " النهي عن الَيَ أقوو في الدعوَ إلى اكعتصام من ‪َ ،‬والى مجانبت ‪ ،‬من األمر‬
‫بنقي‬
‫(‪.)88‬‬
‫ولذلك جاَ في الحديث‪:‬‬
‫" إذا نهيتُم عن َيَ فاجتنبول‪َ ،‬واذا أمرتُم ب مر ف توا من ما استُعتم " (‪)89‬‬
‫والقاعدَ األصولية تقول‪:‬‬
‫" إن درَ المفاسد مقدم على جل‬
‫المصالح "‬
‫‪ ،‬فلما كان ال رر الواقع من الُتابة الباُلة ر ار بال ا ُن ِهى عن أوكا‪ ،‬كما أن تقديم النهي آنئ‬
‫َ‬
‫بالسيا المفعم بالقيود‪ ،‬والعراقيم الزاجرَ عن التساهم في توثيَ تلك العقود‪.‬‬
‫****‬
‫التفريع في قول تعالى‪" :‬فليكت‬
‫"‬
‫علي قول ‪ " :‬وليملم الذل علي الحَ‬
‫" وهذا التفريع ت ُيد لألمر‪ ،‬وت ُيد للنهي أي ا؛ َوانما أعيد ليرت‬
‫"؛ لبعد األمر األول عما َو َلي ‪ ،‬ومثل قول تعالى‪ " :‬اتيذول وكانوا ظالمين " بعد قول تعالى " واتيذ قوم‬
‫موسى من بعدل من حليهم " (األعراف ‪)90( .)148‬‬
‫والتفريع عند البالغيين " أن ُيثبت حكم لمتعلَ أمر بعد إثبات لمتعلَ آير؛ كقول الُميت‪:‬‬
‫أحالمكم لسنام الجهم َافية **** كما دماؤكم تَفي من الُلِ‬
‫فرع من وصفهم بَفاَ أحالمهم لسقام الجهم وصفهم بَفاَ دمائهم من داَ الُلِ ‪...‬‬
‫ف‬
‫والحاصم أن المراد بتفرع الثاني على األول كون ناَئا ذكرل عن ذكر األول؛ حيث جعم األول وسيلة‬
‫للثاني؛ أل كالتقدمة‪ ،‬والتوُئة ل ؛ حتى أن الثاني في قصد المتُلم ك يستقم عن ذكر األول‪.)91( " ،‬‬
‫إيحاَ بتَع‬
‫وهذا التفريع – يحمم‬
‫ا‬
‫يؤدل إلى تنفير النائ من ‪.‬‬
‫درو الدين‪ ،‬وكثرَ التبعات في ‪ ،‬ووحَة الُر المؤدية إلي مما‬
‫لُن التفريع هنا – كما أرو – ليئ على جملة‪ " :‬وك ي‬
‫عن األمر العام بالُتابة أم ار آير ياصا للُات‬
‫أما ذكر قول ‪ " :‬فليكت‬
‫" بعد قول ‪ " :‬وك ي‬
‫النهي‪ ،‬فم مون النهي هو " فليكت‬
‫فرع‬
‫"‪ ،‬بم على قول ‪ " :‬فاُتبول "؛ حيث َّ‬
‫كات‬
‫ب ن يتحرو الُتابة الَرعية التي يعتقدها‬
‫ر من الت ُيد اللفظي لم مون‬
‫كاتبي "‪ ،‬فهو‬
‫"‪ ...‬ثم قيم صراحة " فليكت‬
‫بالُتابة ذكر مرتين‪ :‬مراَ في جوف النهي‪ ،‬حين قيم‪ " :‬وك ي‬
‫قول ‪ " :‬فليكت "‪.‬‬
‫كات‬
‫"‪ ،‬وهذا يعني أن أمر الُات‬
‫أن يكت‬
‫"‪ ،‬ومرَ صريحاا في‬
‫وهذا التلوين والتنوع – في أداَ المعنى وترسيي يو ح مدو أهميتة‪ ,‬مما حدا بهم إلى أن قالوا‪ :‬إن‬
‫األمر للوجو " وك ينب ي أن يعدل عن الوجو ‪......‬‬
‫ويلحَ بالتداين جميع التعامالت التي يُل‬
‫فيها التوثَ بالُتابة واإلَهاد " (‪)92‬‬
‫أثر السيا في دكلة قول تعالى‪ " :‬وليملم الذل علي الحَ "‬
‫على القصر‬
‫إن جملة " وليملم الذل علي الحَ " نوع ثالث من اليُا‬
‫فاليُا‬
‫األول‪ :‬متوج إلى األمة عامة؛ فقيم لها‪" :‬إذا تداينتم بدين إلى أجم مسمى فاُتبول "‪.‬واليُا‬
‫الثاني‪ :‬متوج إلى الُات‬
‫" يكت‬
‫واليُا‬
‫بعد النوعين السابقين‪:‬‬
‫ياصة؛ لما ل من دور بارز في حفظ الحقو ‪ ،‬فقيم ل ‪:‬‬
‫كما علم هللا "‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬توج إلى آيذ الدين‪ ،‬أو الذل علي الحَ‪.‬‬
‫واألنواع الثالثة جاَت بصي ة األمر ألن المنظومة واحدَ‪ ،‬والسيا واحد‪ ،‬وال اية المنَودَ من اآلية‬
‫غاية واحدَ‪ ،‬ومسؤولية األُراف الثالثة في حفظ هذل األموال على درجة واحدَ‪ ،‬ومن أجم كم ذلك عم‬
‫األمر كم األُراف‪.‬‬
‫والسب في أن الذل علي الحَ هو المعني ب مالَ الدين‪:‬‬
‫ُ‬
‫أن ال بن قد يقع علي لو أملى الدائن فزاد في الدين أو قر األجم‪ ,‬أو ذكر َروُاا معين اة في‬
‫مصلحت ‪ ،‬وَياصة أن المدين في موقف عيف قد ك يملك مع إعالن المعار ة؛ رغبة في إتمام‬
‫الصفقة لحاجت إليها‪ ،‬فيقع علي ال بن‪.‬‬
‫ف ذا كان المدين هو الذل يملي‪ ،‬لم ِ‬
‫يمم إك ما يريد اكرتباط ب عن ُي‬
‫ُ‬
‫بالدين أقوو‪ ،‬وأثبت‪ ،‬فهو الذل ُيملي‪)93( .‬‬
‫ياُر‪ ،‬ثم ليكون إق اررل‬
‫الم ِقر ك غيرل " (‪.)94‬‬
‫وقد عفلَ األلوسي على هذل الجملة فقال‪ " :‬كبد أن يكون هو ُ‬
‫بالعلية‪،‬‬
‫ثم قال‪ " :‬وانفهام الحصر من تعلَ الحكم بالوصف؛ ف ن ترتي الحكم على الوصف مَعر‬
‫ف‬
‫واألصم عدم علة أيرو " (‪.)95‬‬
‫وك َك أن قول ‪ " :‬ك بد أن يكون هو المقر ك غيرل " يَير إلى أن األسلو أسلو قصر‪ ،‬لُن ُريق‬
‫غير اصُالحي؛ فللقصر ُرق اكصُالحية التي ارت اها أهم هذا الفن‪ ،‬وليئ من بينها تعليَ الحكم‬
‫بالوصف؛ أعني‪ :‬تعليَ قول ‪ " :‬وليملم " بقول ‪ " :‬الذل علي الحَ "‪.‬‬
‫وهذا الفهم ناَئ من وجود عدَ أُراف في عملية التداين‪ ،‬وهم‪:‬‬
‫الذل علي الحَ‪.‬‬
‫والذل ل الحَ‪.‬‬
‫والُات ‪.‬‬
‫والَاهدان‪.‬‬
‫وهذل األُراف ك بد أن تجتمع عند الُتابة ليتحقَ األمر كما يقت ي النص القرآني‪ ،‬وعند هذا‬
‫اكجتماع ت تي جملة " وليملم الذل علي الحَ "؛ لتحدد واحدا بعين ليقوم باإلمالل‪ ،‬وهو الذل علي‬
‫الحَ‪.‬‬
‫وهذا التعيين والتحديد مع وجود كم هذا العدد مَعر بقصر اإلمالل علي دون غيرل‪.‬‬
‫وهذا‪َ ،‬وان لم يكن منصوصا علي لفظا لُن مفهوم من النظم‪َ ،‬وايحاَات المعنى؛ ألن " مفهوم القصر‬
‫يقوم على أمرين ك كيان ل ب يرهما‪:‬‬
‫‪ – 1‬تيصيص َيَ بَيَ‪.‬‬
‫‪ – 2‬أن يكون التيصيص بُريَ معهود‪.‬‬
‫تيصيص ذو سمات محددَ‪.‬‬
‫فليئ كم تيصيص دايالا في القصر‪َ ،‬وانما المراد هنا‬
‫ْ‬
‫* أن يكون جامعا بين إثبات ونفي‪.‬‬
‫‪ ‬أن يكون جمعها في جملة واحدَ‪.‬‬
‫‪ ‬أن يكون القصد األول إلى اإلثبات‪ ،‬والنفي ت ُيد لإلثبات‪.‬‬
‫‪ ‬ذلك التيصيص ذو السمات اآلنفة ك يعتد ب البالغيون إك إذا انداا في ت اعيف تراُي‬
‫معينة سميت بُر القصر‪.‬‬
‫والُالم في تحقيَ أنواع الحصر محرر في علم البيان‪ ،‬ول صور كثيرَ تزيد على يمئ عَرَ نوعا‬
‫(‪،)96‬وليئ منها تعليَ الحكم بالوصف وهذا يفيد أن معنى الحصر في الجملة مفهوم من السيا ‪،‬‬
‫وليئ مدلوكا علي باللفظ؛ فدكلت غير اصُالحية‪ ،‬وهذا كثير في ل ة العر ‪.‬‬
‫وج البالغة في تعريف َّ‬
‫الدين بجملة الصلة‬
‫أعني‪ :‬ما الفر بين أن يقال " وليملم المدين " وأن يقال‪ " :‬وليملم الذل علي الحَ‪.‬؟‬
‫الذل يبدو أن كلمة " المدين " لن تفيد معنى جديدا في هذا السيا لُن لما أريد الت ُيد على المدين‬
‫ب ن يعترف بما علي أمام الَهود‪ ،‬والُات ‪ ،‬ولما أريد تذكيرل ب ن ما أيذل ليئ حق ‪ ،‬بم هو حَ‬
‫عرف المدين بجملة الصلة؛ كي تجمع كم هذل‬
‫الدائن‪ ،‬والحقو كبد أن ترجع إلى أصحابها‪ ،‬ف‬
‫المعاني في وسيلة واحدَ للتعريف‪.‬‬
‫يقول اإلمام عبد القاهر‪ " :‬إن اسم الموصول (الذل) اجتل‬
‫ليكون وصلة إلى وصف المعارف‬
‫بالجمم‪َ ،‬وانما اجتل حتى إذا كان قد عرف رجم بقصة‪ ،‬وأمر َج َرو ل ‪ ،‬فتيصص بتلك القصة‪،‬‬
‫وَذلك األمر عند السامع‪ ،‬ثم أريد القصد إلي ذكر (الذل) { (‪.)97‬‬
‫وك ن من مقاصد جملة الصلة هنا إَهار المدين‪ ،‬وتعريف للنائ ب ن (الذل علي الحَ)‪.‬‬
‫أترو إلى أل مدو يكون هذا مؤث ار في المدين بين النائ؟‬
‫حيث يَتهر بهذا الوصف العجي ‪ ،‬وك ن ك يعرف باسم ‪ ،‬ولُن يعرف ب ن (الذل علي الحَ)‪،‬‬
‫وفي ذلك ما في من التنفير لهذا النوع من المعامالت‪.‬‬
‫كما أن في اصُفاَ اسم (الحَ) تذكي ار للجميع‪ ،‬وعلى رأسهم المدين بوجو عودت إلى صاحب ‪،‬‬
‫ووجو إحقاق ‪ ،‬والحرص على عدم ت ييع ‪.‬‬
‫كما أن متوج أي ا إلى الدائن؛ ُم نة ل ‪ ،‬وتسكين ا لفؤادل من أن مال لن ي يع‪.‬‬
‫الَاهدين‪ ،‬ب ن ما يَهدان علي ليئ إك الحَ‪ ،‬فعليهما اإلقدام‪ ،‬وعدم التياذل‪،‬‬
‫كما أن متوج إلى‬
‫َ‬
‫كما أن عليهما الَهادَ الصادقة التي تحفظ الحقو ‪.‬‬
‫كما أن متوج إلى الُات‬
‫ب ن ما سيكتب ليئ إك الحَ؛ فال ينب ي أن يحيد عن ‪َ ،‬واك فقد‬
‫فالُلمة جرئ إنذار للجميع؛ (ويحَ هللا الحَ بكلمات )‪.‬‬
‫يع ؛‬
‫البناَ التركيبي لجملتي‪ " :‬وليتَ هللا رَ وك يبيئ من َيئ ا "‬
‫والجملتان معُوفتان على ما سبَ‪ ،‬من قول " وليملم الذل علي الحَ " وهما أمر ونهي‪ ،‬والجملة‬
‫المعُوف عليها هي األيرو أمر‪.‬‬
‫وكم هذل األوامر موجهة إلى " الذل علي الحَ "؛ فقيم ل ‪:‬‬
‫" أملم – واتَ هللا – وك تبيئ من َيئا "‪.‬‬
‫وهذل َّ‬
‫الدقات الثالث إنما هي إنذار وتحذير من أن يوسوئ ل َيُان ‪ ،‬ب ن يتملص من بعض الحَ‪،‬‬
‫أو أن ي ُم بعض األموال‪ ،‬أو أن يفعم َيئا ي فيع ب الحَ على صاحب ‪.‬‬
‫كم هذا استلزم تتابع هذل األوامر على نحو ياص‪ ،‬وو عت في التقوو بين األمر باإلمالل‪ ،‬والنهي‬
‫بحجز هذين األمرين‪ ،‬فتُون كالقل‬
‫عن البيئ‪ ،‬لت يذ التقوو ُ‬
‫فو ع التقوو في الوسُ هكذا " وليملم الذل علي الحَ – وليتَ هللا رَ – وك يبيئ من َيئا‪.‬‬
‫هذا النسَ يَير إلى أن األمر باإلمالل يحتاج إلى َيَ من التقوو‪.‬‬
‫الذل ي ذوهما‪.‬‬
‫والنهي عن البيئ يحتاج إلى َيَ من التقوو؛ فو عت التقوو بينهما؛ لتمدهما بحاجتهما؛ كي يتم‬
‫األمر‪ ،‬والنهي على وفَ مراد الَارع‪.‬‬
‫ولو قدمت التقوو‪ ،‬أو أيرت لزاد التَديد في جان‬
‫على حسا‬
‫جان‬
‫آير‪.‬‬
‫وتقديم األمر بالتقوو على النهي عن البيئ يفيد تهيئة النفوئ التي عليها الحَ لتلقي األوامر‬
‫والنواهي‪ ،‬باكمتثال‪ ،‬والُاعة‪.‬‬
‫وأسند الفعم " يتقي " إلى‬
‫مير ال ائ ؛ ألن الذل علي الحَ في مقام‬
‫عف‪ ،‬وك يرقى ليكون محم‬
‫تَريف‪َ ،‬واعزاز؛ حتى يباَرل هللا تعالى باليُا ‪ ،‬وفي ذلك ما في من التنفير اليفي من الديون‪ ،‬وفي‬
‫الحديث الَريف أن الرسول – صلى هللا علي وسلم – كان يقول‪:‬‬
‫" اللهم إني أعوذ بك من الُفر والدين‪.‬‬
‫فقال رجم‪ :‬يا رسول هللا أيعدل الدين الُفر؟‬
‫قال‪ :‬نعم‪.‬‬
‫وفي الجملة األولى جمعْ بين اسم " هللا " واسم " الر "؛ حيث قيم‪ " :‬وليتَ هللا رَ " لحكمة بلي ة‪،‬‬
‫وهي كما يقول أبو حيان‪ " :‬أن هللا تعالى مرَيا ل مصلحا ألمرل‪ ،‬باسُا علي نعم ‪.‬‬
‫وقدم اسم " هللا " ألن مراقبت من جهة العبودية واأللوهية أسبَ من جهة النعم " (‪)98‬‬
‫كما أن مقام الذل علي الحَ يحتاج إلى صفات الجالل الُامنة في اسم " هللا‪.‬‬
‫وكذا إلى صفات الجمال الَايصة في اسم " الر "‪.‬‬
‫أما صفة الجمال‪ ،‬فمن حيث تذكيرل ب ن سداد الدين يحتاج إلى عون هللا تعالى‪ ،‬وفتح أبوا‬
‫الرز‬
‫وأما صفة الجالل فمن حيث زجرل وتهديدل حتى ك يبيئ أو يماُم‪ ،‬أو ينكر الدين‪.‬‬
‫إذا الذل علي الحَ ينب ي أن يتذكر أمرين‪:‬‬
‫األول‪ :‬يتذكر قوَ هللا وسلُان وانتقام ‪ ،‬فال ي ُم أموال النائ‪.‬‬
‫واآلير‪ :‬يتذكر رحمة هللا تعالى وعُف وامتنان علي ‪ ،‬حيث أحم هذا ال ر من المعامالت والتي‬
‫استُاع بسببها أن ي يذ من أموال النائ إلى حين‪.‬‬
‫أما اصُفاَ لفظ البيئ هنا دون غيرل‪:‬‬
‫فألن من دكلت النقص واإليفاَ‪ ،‬وأقر األلفاظ إلى معنال هو‪ :‬ال بن‪.‬‬
‫والبيئ في لسان العر هو النقص بالتعيي ‪ ،‬والتزهيد‪ ،‬أو الميادعة عن القيمة‪ ،‬أو اكحتيال في التزيد‬
‫في الُيم‪ ،‬أو النقصان من ‪ ،‬أل‪ :‬عن غفلة من صاح‬
‫الحَ‪.‬‬
‫وتعدل الفعم إلى كلمة " َيئا " وهي نكرَ إلفادَ العموم واإلحاُة‪ ،‬أل‪ :‬أل َيَ‪ ،‬ولو كان حقي ار‪،‬‬
‫ولذلك كل ‪ ،‬أسند لفظ " ر " إلى ال مير العائد على المدين‪ ،‬فقيم‪ " :‬رَ "‪ ،‬ولم يقم‪ :‬رَكم‪ ،‬أو رَهم‪،‬‬
‫بم " رَ " أل‪ :‬الذل أنعم علي ‪ ،‬وأحم ل أيذ هذل األموال لينتفع بها إلى حين‪ ،‬ووعدل‬
‫ب ن يسد عن إن هو أيلص النية في السداد‪.‬‬
‫وقد جاَ في الصحيح عن أبي هريرَ‪ ،‬أن رسول هللا صلى هللا علي وسلم قال‪ " :‬من أيذ أموال النائ‬
‫يريد أداَها َّأد هللا عن ‪ ،‬ومن أيذها يريد إتالفها أتلف هللا تعالى " (‪)99‬‬
‫وك ن رقي‬
‫علي وحدل‪ ،‬كما أن فيها معنى التحذير؛ ألن رَ رقي‬
‫علي ‪.‬‬
‫وفي ذكر الجار والمجرور " من " حيث قيم‪ " :‬وك يبيئ من َيئا " تذكير بالحَ مرَ أيرو‪ ،‬حتى‬
‫تُون األذهان على ذكر من دائما‪ ،‬إما صراحة‪َ ،‬واما تقدي ار فتُون العقول والقلو مرتبُة ب ‪ ،‬فتراعي‬
‫الوفاَ‪ ،‬وال بُ عند كتابت ‪ ،‬ألن حَ‪.‬‬
‫اكستثناَ بالَرط في قول تعالى‪:‬‬
‫" ف ن كان الذل علي الحَ سفيها أو‬
‫عيفا أو ك يستُيع"‬
‫لالستثناَ أدوات كثيرَ‪ ،‬منها‪ [ :‬إك‪ ،‬وغير‪ ،‬وسوو ]‪ ،‬وقد يستثنى بجملة الَرط‪ ،‬كما هو حال الجملة‬
‫هنا؛ ولذلك لما قيم‪ " :‬وليملم الذل علي الحَ "‪ ،‬تبين أن هذا الحَ قد يكون على أنائ ك يستُيعون‬
‫القيام بعملية اإلعالم‪ ،‬وهم‪ :‬السفي ‪ ،‬وال عيف‪ ،‬ومن ب سب عارض يمنع من الُتابة‪ ،‬فاستُثنوا –‬
‫ليئ من الُتابة – َوانما من اإلمالل؛ إذ الُتابة واجبة على الجميع‪ ،‬ولعم إديال هؤكَ في دائرَ الُتابة‬
‫يزيد من معنى الوجو الذل مال البحث إلي ‪.‬‬
‫قيد‪ ،‬والقيود والعقبات تتواَم مع‬
‫إك أن اكستثناَ هنا سلك ُريَ الَرط؛ وذلك ألن الَرط في األصم ْ‬
‫سيا اآلية‪ ،‬الذل يسير في فلك التَديد والت ييَ‪.‬‬
‫ولُن‪ :‬إذا كانت الديون تنَ من قرض‪ ،‬أو بيع‪ ،‬أو َراَ ب جم‪ ،‬وهؤكَ كيمكن لهم مباَرَ هذل‬
‫المعامالت ب نفسهم‪ ،‬فكيف يقع عليهم دين ثم يكت‬
‫ولي ؟ !‬
‫عنهم ُّ‬
‫ولعم أولياَهم هم الذين يبيعون لهم ب جم‪ ،‬أو يَترون ب جم‪ ،‬أو يقتر ون لهم‪ ،‬أو أن لبع هم ريصة‬
‫من ولي األمر‪ ،‬ب ن يبيع أو يَترل‪ ،‬كما ريص النبي صلى هللا علي وسلم لمنقذ بن عمرو‪ ،‬حيث قال‬
‫يا رسول هللا إني ك أصبر على البيع‪ ،‬فقال ل صلى هللا علي وسلم‪ :‬قم‪ :‬ك يالبة "‬
‫(‪ )100‬أل‪ :‬ك يداع‪.‬‬
‫ترتي‬
‫األصناف الثالثة‪:‬‬
‫الوقوف أمام بالغة ترتي‬
‫هذل األصناف الثالثة ي تي بعد معرفة المقصود بكم صنف‪ " ،‬فالسفي ‪ :‬من‬
‫السف ‪ " ،‬والسين‪ ،‬والفاَ‪ ،‬والهاَ‪ ،‬أصم واحد يدل على يفة‪ ،‬وسيافة‪ ،‬وهو قيائ م ُرد‪ ،‬فالسف‬
‫الحلم " (‪)101‬‬
‫ولذلك قيم‪ " :‬السفي هو‪ :‬الجاهم بالصوا في الذل علي أن ُيمل على الُات ‪ ،‬أو هو الجاهم‬
‫باإلمالَ‪ ،‬واألمور‪ ....‬ويديم في ذلك كم جاهم بصوا ما ُيمم‪ ،‬من ص ير وكبير‪ ،‬وذكر وأنثى‪.‬‬
‫وقيم إن السفي ‪ :‬هو ميتم العقم‪...‬‬
‫وال عيف هو‪ :‬الص ير؛ لقول تعالى " ول ذرية‬
‫عفاَ " (البقرَ ‪،)266‬‬
‫أما الذل ك يستُيع أن يمم‪ :‬فهو العاجز‪ ،‬كمن ب بكم‪ ،‬وعمى‪ ،‬وصمم جميع ا‪)102( "...‬‬
‫د‬
‫ومما سبَ يت ح وج الترتي بين هذل األصناف؛ ف َد النائ حاجة إلى ولي ليقوم عن باإلمالَ هو‬
‫ف‬
‫السفي ؛ ألن ميتم العقم‪ ،‬ك ُيحكم األَياَ‪.‬‬
‫ثم ي تي ال عيف‪ ،‬وهو الذل يملك قوَ لُنها‬
‫عيفة؛ إما لص ر سن‪ ،‬أو لُبر سن‪ ،‬أو لقلة تجرَة في‬
‫الحياَ‪ ،‬وهذا يلي السفي في حاجت إلى من يملي عن ‪.،‬‬
‫أما األيير فهو‪ " :‬الذل ك يستُيع أن ُيمم هو‪"...‬؛ ويقصد ب الذل ك يملك الصي ة المثلى‪ ،‬أو‬
‫األسلو األمثم في العقود‪ ،‬مع امتالُ لمقومات العقم والقوَ‪.‬‬
‫فترتي‬
‫هذل األصناف ترتي‬
‫أولوية في حاجة كم صنف إلى من يقوم عن باإلمالَ؛ فالسفي أَدهم‬
‫احتياج ا‪ ،‬ثم ال عيف‪ ،‬ثم الذل ك يستُيع اإلمالَ‪.‬‬
‫وقد صيغ الصنف األيير في جملة فعلية‪ ،‬مع أن الصنفين األولين جاَا في صورَ اكسم –" السفي ‪،‬‬
‫وال عيف "‪ ،‬أما األيير فقيم‪ " :‬أو ك يستُيع أن يمم هو "‪ ،‬وكان يمكن أن يقال‪ " :‬أو غير مستُيع‬
‫"‪.‬‬
‫ووج ذلك‪ ،‬اإلَارَ إلى أن عدم استُاعت ليست على الدوام؛ ألنها عار ة‪ ،‬وُارئة‪ ،‬فلما كانت غير‬
‫ثابتة‪ُ ،‬عدل بها عن اكسم إلى الفعم‪.‬‬
‫أما ال مير " هو " في قول ‪ " :‬أن يمم هو "‪ ،‬ف ن " توكيد لل مير المستتر في " أن يمم "‪ ،‬وفائدَ‬
‫التوكيد ب ‪ :‬رفع المجاز الذل كان يحتمل إسناد الفعم إلى ال مير‪ ،‬فيقال‪ :‬أو ك يستُيع أن يمم؛‬
‫فال مير " هو " أفاد التنصيص على أن غير مستُيع بنفس " (‪.)103‬‬
‫وجاَ الفعم هنا " ُيمم " ب دغام الالم في الالم‪ ،‬في حين أن جاَ قبم ذلك مفكوك اإلدغام‪ ،‬في قول‬
‫تعالى‪ " :‬وليملم الذل علي الحَ‪ ،‬وجاَ أي ا بعد ذلك مفكوك اإلدغام‪ ،‬في قول ‪ " :‬فليملم ولي بالعدل‬
‫"‪ ،‬فما الحكمة في ذلك؟‬
‫كبد أوكا أن أَير إلى أن اإلدغام والفك لهجتان فصيحتان للعر ؛ فالحجازيون لهجتهم الفك‪ ،‬والتميميون‬
‫لهجتهم اإلدغام‪.‬‬
‫يمم هو "‪ ،‬واصُفاَ الفك‬
‫وهذا ك يكفي لمعرفة وج اصُفاَ اإلدغام في قول ‪ " :‬أو ك يستُيع أن ف‬
‫في الباقي‪.‬‬
‫وبالنظر يت ح أن اإلدغام جاَ مع اإلنسان العاجز عن اإلمالَ‪ ،‬وهو الذل ك يستُيع اإلمالَ‪ ،‬ك ن‬
‫مم "‬
‫في لسان ُحبسة‪ ،‬أو نحو ذلك‪ ،‬وهو ك يستُيع التو يح والتفصيم؛ ولذلك استيدم مع " ُي ف‬
‫باإلدغام؛ ليرسم صوراَ ل ؛ حيث تتدايم ألفاظ ‪ ،‬أو تنبهم معاني ؛ ولذلك يوكم عن من يقوم باإلمالَ‪.‬‬
‫أما اآليران اللذان يستُيعان اإلمالَ ويباَران ذلك ب نفسهما فجاَ الفعم معهما مفكوكا ليصور‬
‫قدرتهما على التو يح والبيان‪.‬‬
‫وعلى هذا‪ :‬كانت كم صورَ من صور الفعم متناغية مع حالة المتُلم‪ ،‬وهذا توافَ عجي‬
‫معجز‪ ،‬بين‬
‫الفعم وفاعل ‪.‬‬
‫ف ن كان الفاعم فصيحا‪ ،‬صريحا يؤتى مع بالفعم صريحا‪َ ،‬وان كان الفاعم في لسان ‪ ،‬أو عقل يلم‬
‫من‪ :‬احتبائ‪ ،‬أو همهمة‪ ،‬أو غم مة‪ ،‬أو سوَ فهم‪ ،‬أو نحو ذلك‪ ،‬يؤتى مع بالفعم المدغم‪.‬‬
‫******‬
‫أثر التُرار في بناَ جملة‪ " :‬فليملم ولي بالعدل‪:‬‬
‫وهذل الجملة هي جوا‬
‫الَرط السابَ؛ أعني قول ‪ " :‬ف ن كان الذل علي الحَ سفيها‪ ،‬أو‬
‫عيفا‪ ،‬أو ك‬
‫مم هو "‪.‬‬
‫يستُيع أن ُي ف‬
‫والذل يتبادر إلى الذهن من هذا الَرط هو التيفيف عنهم؛ ب ن يقال مثالا‪ :‬فال حرج عليهم أك‬
‫يكتبوا‪....‬أو نحو ذلك‪.‬‬
‫لُن جوا‬
‫الَرط جاَ باإلمالل‪ ،‬وبصي ة الم ارع المقترن بالم األمر‪ ،‬وهي ألزم وأَد في الوجو ‪،‬‬
‫وهذا يَير إلى أن وجو الُتابة ليئ مقصو ار على أحد دون أحد فال تسامح في هذا األمر‪ ،‬حتى َوان‬
‫كان الذل علي الحَ سفيه ا‪ ،‬أو‬
‫وهذل الفاَ هي الواقعة في جوا‬
‫عيف ا أو ك يستُيع أن يمم‪.‬‬
‫الَرط؛ ألن فعم أمر‪ ،‬والمجيَ بالم ارع المقترن بالم األمر يدل‬
‫على أن الوجو الُامن في اإلمالل األول على الذل علي الحَ لم ُينقض‪ ،‬ولم يتسامح في ‪ ،‬بم هو ما‬
‫علي من اإللزام‪ ،‬والفر ية‪.‬‬
‫ويلحظ هنا تُرار لفظ اإلمالل؛ حيث ذكر ثالث مرات‪ ،‬وك ن ركن من أركان العقد؛ لما في من رفع‬
‫الصوت‪ ،‬وسماع الجميع لقيمة الدين‪ ،‬وموعد سدادل‪ ،‬فاألمر أمر إعالن‪َ ،‬واَاعة لمن ل الحَ‪ ،‬ومن‬
‫النائ ذلك‪ ،‬وفي هذا ما في من إَراك للمجتمع في الَهادَ؛ ليكون ألزم للمدين‬
‫علي الحَ‪ ،‬ليعلم ُ‬
‫بالسداد‪.‬‬
‫واللفظ اآلير في هذل الجملة هو " بالعدل "؛ حيث ذكر قبم ذلك في قول ‪ " :‬وليكت‬
‫بينكم كات‬
‫بالعدل "‪.‬‬
‫وليئ العدل هنا أو هناك بمعنى العدالة التي يوصف بها الَاهد؛ فيقال‪ " :‬رجم عدل‪ ،‬ألن وجود الباَ‬
‫يصرف عن ذلك " (‪)104‬‬
‫فكلمة العدل هنا تعني الحَ؛ أل‪ :‬بما يعتقدل‪ ،‬وليئ غيرل‪ ،‬ف ن إمالَ ما يعتقدل هو إمالَ الحَ‪.‬‬
‫ف ذا رجعنا إلى معنى التُرار لهذا الحَ‪ ،‬ف ننا نجد أن هذا الحَ ذكر عدَ مرات‪:‬‬
‫‪ - 1‬في قول تعالى‪" :‬وك ي‬
‫كات‬
‫أن يكت‬
‫كما علم هللا " ف نها تص‬
‫في معنى الحَ‬
‫‪ – 2‬ثم التصريح بها في قول ‪ " :‬وليملم الذل علي الحَ "‪.‬‬
‫‪ - 3‬ثم التعبير عن بال مير في قول ‪ " :‬وك يبيئ من َيئ ا " أل من الحَ‪.‬‬
‫‪ – 4‬ثم التصريح ب مرَ رابعة‪ ،‬في قول ‪ " :‬ف ن كان الذل علي الحَ سفيه ا أو‬
‫عيف ا "‪.‬‬
‫فصرا ب مرَ أيرو‪.‬‬
‫‪– 5‬ثم التعبير عن بالُناية في قول ‪ " :‬وك تس موا أن تُتبول ص ي ار أو كبي ار "؛ فال مير‬
‫في " تُتبول " يمكن حمل أي ا على الحَ‪.‬‬
‫فهذل الموا ع تَير إلى أن "الحَ " كلمة سارية في أوصال اآلية ومقررَ بعدَ صور؛ لتمأل على‬
‫الجميع حواسهم‪ ،‬فال ت ي‬
‫عنهم‪ ،‬وفي ذلك ما في من إثارَ النفوئ إلى حفظ هذا الحَ‪ ،‬و مان ‪،‬‬
‫واكجتهاد في إيصال إلى أصحاب ‪.‬‬
‫ف ذا أ فنا إلى كم ذلك أن كلمة " العدل " يمكن حملها على معنى الحَ؛ أل يملم بالحَ؛ لظهر‬
‫جلي ا قيمة هذل اللفظة‪ ،‬وحرص اآلية على إَاعتها في النفوئ‪.‬‬
‫******‬
‫عوامم التوكيد في جملة‪ " :‬واستَهدوا َهيدين "‬
‫هذا هو الُرف الثالث في اآلية‪ ،‬بعد الحديث عن المتداينين‪ ،‬والُات ؛ ليكتمم بذلك توثيَ العقد‪.‬‬
‫وت يرت جملة اإلَهاد عن جملة الُتابة؛ ألنها مؤيرَ عنها في الواقع‪ ،‬فالَاهدان يَهدان بعد تحرير‬
‫الوثيقة‪ ،‬وليئ قبلها وَهادتهما ليئ مقصودا بها رؤية األيذ والعُاَ فقُ‪ ،‬بم مقصود بها أي ا‬
‫توقيعهما على تلك الوثيقة‪َ ،‬واقرارهما عليها كتابةا ؛ وذلك مستفاد من قول تعالى‪ " :‬وليكت‬
‫بينكم "‪،‬‬
‫فصي ة الجمع في " بينكم " تدل على ح ور الَهود‪َ ،‬واقرارهما بما في العقد كتاب اة‪.‬‬
‫والجملة معُوفة على جملة " فاُتبول "‪.‬‬
‫وحقيقية الَهادَ‪ :‬الح ور‪ ،‬والمَاهدَ‪ ،‬لُن المراد بها هنا ح ور ياص‪ ،‬وهو ح ور ألجم اكُالع‬
‫على التداين " (‪)105‬‬
‫و قد جاَ في هذل الجملة عدَ مؤكدات تبين أهميَّة الَهادَ‪ ،‬وأثرها في حفظ الحقو ‪.‬‬
‫وأول هذل المؤكدات‪:‬‬
‫اصُفاَ لفظ الَهادَ دون العلم‪ ،‬فقال‪ " :‬واستَهدوا " ولم ُيقم‪ :‬وأعلموا؛ ألن الَهادَ أيص من العلم؛‬
‫وذلك أنها‪ :‬علم بوجود األَياَ‪ ،‬ك من قبم غيرها‪.‬‬
‫والَاهد نقيض ال ائ‬
‫في المعنى؛ ولهذا سمي ما يدرك بالحوائ‪ ،‬ويعلم‬
‫فالَهادَ‪ :‬علم يتناول الموجود‪ ،‬أما العلم فيتناول الموجود والمعدوم‪.‬‬
‫روراَ َاهدا‪.‬‬
‫كما أن الَاهد للَيَ يقت ي أن عالم ب ‪ ،‬ولهذا قيم‪ :‬الَهادَ على الحقو ؛ ألنها ك تصح إك مع‬
‫العلم بها‪،‬وذلك أن أصم الَهادَ الرؤية‪ ،‬وقد َاهدت الَي‪ :‬رأيت رؤية وسمع ا "(‪)106‬‬
‫ومن المؤكدات في الجملة‪ :‬السين والتاَ‪:‬‬
‫يقول ابن حجر‪ " :‬واكستفعال بمعنى اإلفعال‪ ،‬كاكستجابة بمعنى اإلجابة " وقال الُيبي " السين للُل‬
‫وهو المبال ة " (‪)107‬‬
‫وقال ابن عاَور‪ " :‬إن السين والتاَ لمجرد التوكيد‪...‬ولك أن تجعلهما للُل ؛ أل‪ :‬اُلبوا َهادَ‬
‫َاهدين‪ ،‬فيكون تُليفا بالسعي لإلَهاد‪ ،‬وهو التُليف المتعلَ بصاح‬
‫الحَ " (‪)108‬‬
‫وعلى هذا‪:‬‬
‫ف ن األلف والسين والتاَ مع دكلة الُل ‪،‬تفيد‪ :‬التوكيد والتحقيَ‪,‬وهو من معانيها النحوية‪.‬‬
‫ومن المؤكدات في الجملة أي ا‪ :‬تعدية الفعم إلى المفعول المُلَ‪:‬‬
‫واألصم في المفعول المُلَ التوكيد‪ ،‬أو البيان للنوع‪ ،‬أو للعدد‪ ،‬وفي بيان النوع والعدد‬
‫ر من‬
‫التوكيد أي ا‪ ،‬فلما قيم‪ " :‬واستَهدوا َهيدين " ُفهم وجو اإلَهاد من ُريقين‪:‬‬
‫األول‪ :‬من األمر المسبو بالسين والتاَ‪.‬‬
‫واآلير‪ :‬من تعدية الفعم إلى المفعول المُلَ‪.‬‬
‫واَترط العدد في الَاهد‪ ،‬ولم يكتف بَهادَ عدل واحد‪ ،‬ألن الَهادَ لما تعلقت بحَ معين لمعين‬
‫لحَ مزعوم‪،‬فيحمل على تحريف الَهادَ‪ ،‬فاحتيج‬
‫الظالم‪ ،‬الُال‬
‫اتُهم الَاهد باحتمال أن يتوسم إلي‬
‫ُ‬
‫إلى حيُة تدفع التهمة‪ ،‬فاَترط في اإلسالم‪ -‬وكفى ب وازعا ‪ -‬والعدالة؛ ألنها تزع من حيث الدين‬
‫والمروََ‪ ,‬وزيد ان مام ثان إلي ؛ كستبعاد أن يتواُ كال الَاهدين على الزور"(‪)109‬‬
‫وفي صي ة " َهيد " ن م ل مردود عظيم في قلو المسلمين‪ ،‬فالصي ة تحمم معنى الت حية‪ ،‬واإلقدام‬
‫على المياُر‪ ,‬ولعم في السين والتاَ أي ا من المعاني ما يَعر بالجهد المبذول في السعي الجاد في‬
‫ُل‬
‫الَهيدين؛ ألنهما عزيزان بين النائ‪ ،‬ألن ُل‬
‫وبحث " عمن تُررت من الَهادَ فهو عالم‬
‫بموقعها‪ ،‬مقتدر على أدائها‪ ،‬وك ن فيها رم از إلى العدالة؛ ألن ك يتُرر ذلك من الَيص عند الحكام‬
‫إك وهو مقبول عندهم‪ ،‬ولعل لم يقم رجلين لذلك " (‪)110‬‬
‫َوانما قال‪ " :‬من رجالُم " لي يف إلى العدل معنى الذكورَ القادرَ على تحمم تبعات الَهادَ‪ ،‬وألوائها‪،‬‬
‫ثم أ يف لفظ " الرجال " إلى‬
‫مير اليُا ‪ ،‬ليَير إلى َهرتهم بين النائ‪ ،‬فهم المعروفون‬
‫المعدودون من الرجال؛ وذلك ألن القصد من اإلَهاد إحقا الحَ عند اليصومة‪ ،‬وهذا يتُل‬
‫معرفة‬
‫الَاهدين‪ ،‬وسهولة إح ارهما‪ ،‬كما أن في هذل اإل افة معنى آير أَار إلي ابن عاَور بقول ‪" :‬‬
‫وال مير الم اف إلي أفاد وصف اإلسالم " (‪ ،)111‬وعلي فال يجوز َهادَ الُافر على المسلم؛ ألن‬
‫ليئ من رجالنا‪.‬‬
‫وبعد‪ :‬فما زلت ألمح هذا الييُ السارل بين جنبات اآلية‪ ،‬والذل يصم أولها بآيرها‪ ،‬ويرَُ بين‬
‫ُ‬
‫تراُيبها‪ ،‬ويبرز مع كم جملة‪ ،‬بم كم كلمة‪ ،‬هذا الييُ الذل تحدثت عن آنفا‪ ،‬والذل ي ع العقبات‬
‫والعراقيم أمام إَاعة الديون‪ ،‬فهناك اآلن في بعض الدول رغبة جامحة لجعم الَع‬
‫كل مديون‪،‬‬
‫ال إلى هذا الُوفان الذل يهجم على النائ من يالل وسائم اإلعالم‪ ،‬بم انظر أي ا إلى‬
‫وانظر قلي ا‬
‫الوعود المقدمة للَبا‬
‫العاُم عن العمم‪ ،‬فبدك من تحريرل من البُالة‪ ،‬وتوفير فرص للعمم يريدون‬
‫تقييدل بالديون‪ ،‬ليزداد الينا علي ‪ ،‬فال يرو‪ ،‬وك يسمع‪ ،‬وك يهتم بعد استدانت إك بدين ‪ ،‬أو العقوبة !!!!‬
‫بالغة التعريف بالوصف في جملة‪:‬‬
‫ان ِم َّم ْن تَ ْر َ و َن ِم َن ُّ‬
‫ام َأرَتَ ِ‬
‫الَ َه َد ِاَ)‬
‫( َفِ ْن َل ْم َي ُك َ‬
‫ْ‬
‫ونا َرُجَل ْي ِن َف َرُج ْم َو ْ‬
‫وهذل الجملة الَرُية مترتبة على سابقتها‪ ،‬ومكونات الَرط هنا كما يلي‪:‬‬
‫أداَ الَرط‪ " :‬إن " الدالة على ندرَ الوقوع‪ ،‬فك ن الحديث هنا عن حالة نادرَ‪.‬‬
‫وفعم الَرط‪ " :‬يكونا رجلين " وفي دكلت ما يَير إلى أن األصم هو البحث عن َهود‬
‫نساَ‪ ،‬ولو كان البحث عن الرجال ياصة لقيم‪ :‬ف ن لم‬
‫عدول‪ ،‬رجاكا كانوا أم ا‬
‫يوجد رجالن "‪...‬‬
‫أما جوا‬
‫الَرط فهو " فرجم وامرأتان "‬
‫وهما إما فاعم لفعم محذوف‪ ،‬تقديرل‪:‬ف ن يَهد رجم وامرأتان‪ ،‬أو فليستَهد رجم وامرأتان‬
‫َواما مبتدأ‪ ،‬واليبر محذوف تقديرل ‪ -‬يَهدان ‪.-‬‬
‫َواما يبر لمبتدأ محذوف‪ ،‬تقديرل‪ :‬فالَاهد رجم وامرأتان‪.‬‬
‫وأولى هذل التقديرات – في رأيي – أن يكون قول ‪ " :‬فرجم وامرأتان " فاعالا لفعم محذوف تقديرل‪:‬‬
‫فليستَهد‪ ،‬ليوافَ قول من قبم‪ " :‬فاستَهدوا "‪ ،‬وألن ُل‬
‫م إلى هذا المعنى قول ‪ " :‬ممن تر ون "‪.‬‬
‫هؤكَ الثالثة يكون أصع ‪ ،‬وَياصة إذا‬
‫والسيا العام لآلية ي ِفيَ الينا على التعامم بالدين‪ ،‬فكان البحث عن رجم وامرأتين ير ى عنهم‬
‫المتداينين من الصعوبة بمكان؛ لذلك كان أقر رحم ا بال رض العام لآلية‪.‬‬
‫" وجيَ في اآلية بد " كان " الناقصة‪ ،‬مع إمكان القول – ف ن لم يكن رجالن؛ لئال يتوهم من أن َهادَ‬
‫المرأتين ك تقبم إك عند تعذر الرجلين‪..‬‬
‫وفي مرمى آير‪ ،‬وهو تعويدهم على إديال المرأَ في َؤون الحياَ؛ ف ذا كانت في الجاهلية ك تَترك‬
‫في مثم هذل الَؤون‪ ،‬فجعم هللا المرأتين مقام الرجم الواحد " (‪.)112‬‬
‫وهذا َوان كان في توسعة – إك أن في إَراك النساَ في الَهادَ على مثم هذل المعامالت هدفا آير‪،‬‬
‫وهو إحراج المدين‪ ،‬والت ييَ علي ‪.‬‬
‫فالرجم إذا استدان وَهد علي الرجم يكون في حالة من الذل وال عف‪ ،‬ولذلك يستعيذ باهلل تعالى من‬
‫غلبة الدين‪ ،‬فهو ييجم أن يعرف عن النائ أن مدين‪ ،‬فما بالك إذا كان الَاهد علي رجالا‬
‫وامرأتين‪.‬؟!!!‬
‫إن في إَهاد النساَ على الديون‬
‫رَا آير من التنفير؛ فُبيعة المرأَ ك تقوو على كتم األسرار‪ ،‬وهذا‬
‫يعني أن إَهادها على الديون في إَاعة لذلك األمر بين النائ‪ ،‬وهو ما ييَال المدين‪ ،‬مما يترت‬
‫علي العزوف عن هذل الديون قدر الُاقة‪.‬‬
‫والذل يظهر في هذل الجملة من األسالي‬
‫هو أسلو تعريف الَهود بالوصف؛ حيث قيم‪ " :‬فرجم‬
‫وامرأتان ممن تر ون "‪ ،‬وهذا التعريف يَير إلى أن كم واحد منهم ُميتَبر في مثم هذل المواقف؛ حيث‬
‫ثبت عدلُ ‪ ،‬وصدق ُ‪ ،‬وهذا يقار معنى " َهيدين من رجالُم "‪.‬‬
‫لُن قول ‪َ " :‬هيدين " في من الَهرَ ما ك يوجد في " فرجم وامرأتان "؛ إذ األصم في المرأَ عدم‬
‫الَهرَ‪َ ،‬وان كان ك يمنع تجرَة الَهادَ عليها؛ ولذلك زيد بعد الوصف قول ‪ " :‬من الَهداَ "‪ ،‬ولم يقم‬
‫– من المسلمين‪ ،‬أو من النائ ‪.-‬‬
‫فهذا يعني أن الر ا هنا ر ا َهادَ سابق ‪ ،‬كما أن تمام الوصف قول من الَهداَ دوقيم اللفظ المذكر‬
‫إما ت ليب ا كما هي عادَ العرَية‪ ،‬أو إَارَ إلي أن األصم في الَهود أن يكونوا رجاكا‪.‬‬
‫ويلحظ هنا أن الُالم جاَ باألسلو الصريح المكَوف اليالي من الصور البالغية‪ ،‬أو اللون البديعي؛‬
‫وذلك ألن السيا يحتاج إلي هذا الو وا والصراحة في هذل المعاملة؛ فاأليذ والعُاَ والُتابة والَهادَ‬
‫كلها أمور تحتاج إلي هذل الَفافية‪.‬‬
‫عد هذا اللفظ من قبيم المجاز المرسم؛حيث قال‪ " :‬وقيم لهم‪َ:‬هداَ قبم التحمم تنزيالا‬
‫لُن الزميَرل ف‬
‫لما يَارف منزلة الُائن"(‪)113‬‬
‫يعني‪ :‬أن العالقة هنا اعتبار ما سيكون‪ ،‬كما في قول تعالى‪ " :‬إني أراني أعصر يم ار "‪.‬‬
‫فلما كانوا قبم الَهادَ ليسوا َهودا أُلَ اللفظ عليهم‪ ،‬باعتبار أنهم سيكونون َهوداا ‪.‬‬
‫وهذا َوان كان مقبوكا َكالا إك أن ك يتناغم مع السيا الرامي إلى البحث عن رجم وامرأتين‪ ،‬ذات‬
‫صفات ميصوصة‪.‬‬
‫كم من الدائن‪ ،‬والمدين‪.‬‬
‫منها‪ :‬قبولهما عند ف‬
‫ومنها‪ :‬تجري الَهادَ عليهما من قبم‪.‬‬
‫وكم من األمرين متعلَ باآلير كما ك ييفى‪.‬‬
‫******‬
‫أثر القراَات في تصوير المعنى في جملة‪:‬‬
‫" أن ت م إحداهما فتذكر إحداهما األيرو "‬
‫" ايتلف القراَ في قراََ هذل الجملة؛ فق أر عامة أهم الحجاز‪ ،‬والمدينة‪ ،‬وبعض أهم الع ار ‪ " :‬أن ت م‬
‫فتذكر إحداهما األيرو "‪ ،‬بفتح األلف من " أن " ونص‬
‫إحداهما‬
‫َ‬
‫يكونا رجلين فرجم وامرأتان كي تذكر إحداهما األيرو إن لت‪.‬‬
‫تذكر "؛ بمعنى‪ :‬ف ن لم‬
‫"ت م"و" َ‬
‫فهو عندهم من المقدم الذل معنال الت يير؛ألن التذكير عندهم هو الذل يج‬
‫أن يكون مكان" ت م "‬
‫وقالوا‪ :‬إنما نصبنا " تذكر "؛ ألن الجزاَ لما تقدم اتصم بما قبل ‪ ،‬فصار جواب مردودا علي ‪ ،‬كما تقول‬
‫في الُالم‪ " :‬إن ليعجبني أن يس ل السائم فيعُي "‪ ،‬بمعنى إن ليعجبني أن يعُى السائم إن س ل‪ ،‬أو‬
‫إذا س ل‪ ،‬فالذل يعجبك هو اإلعُاَ‪ ،‬دون المس لة‪.‬‬
‫ولُن قول " أن يس ل " لما تقدم اتصم بما قبل ‪ ،‬وهو قول ‪ " :‬ليعجبني "‪.‬‬
‫وق أر ذلك آيرون كذلك‪ ،‬غير أنهم كانوا يقرؤون بتسكين الذال من " تُ ْذ ِكر‪ :‬وتيفيف كافها‪.‬‬
‫ذك ار باجتماعهما‪ ،‬بمعنى أن َهادتها‬
‫‪ ...‬وكان بع هم يوجه إلى أن معنال‪:‬‬
‫فتصير إحداهما األيرو َ‬
‫ِف‬
‫إذا اجتمعت وَهادَ صاحبتها‪ :‬جازت‪ ،‬كما تجوز َهادَ الواحد من الذكور في الدين؛ ألن َهادَ كم‬
‫واحدَ منهما منفردَ غير جائزَ فيما جازت في من الديون‪ ،‬إك باجتماع اثنتين على َهادَ واحدَ‪،‬‬
‫فتصير َهادتهما حينئذ بمنزلة َهادَ واحد من الذكور‪.‬‬
‫فك ن كم واحدَ منهما _ في قول مت ولي ذلك بهذا المعنى‪ -‬صيَّرت صاحبتها معها ذك ار‪ ،‬وكان آيرون‬
‫منهم يوجهون إلى أن بمعنى ِ‬
‫الذ ِ‬
‫كر بعد النسيان‪.‬‬
‫وق أر آيرون‪ " :‬إن ت م إحداهما فتُ َّ‬
‫ذك ُر إحداهما األيرو "بكسر " إن "‪ ،‬ورفع " فتذكر " وتَديدل‪ ،‬ك ن‬
‫بمعنى ابتداَ اليبر عما تفعم المرأتان إن نسيت إحداهما َهادتها تذكرها األيرو‪ ،‬من تثبيت الذاُرَ‬
‫الناسية‪ ،‬وتذكيرها ذلك‪....‬‬
‫ومعنى الُالم‪ :‬واستَهدوا َهيدين من رجالُم‪ ،‬ف ن لم يكونا رجلين فرجم وامرأتان ممن تر ون من‬
‫لت ذكرتها األيرو‪...،‬‬
‫الَهداَ؛ ف ْن إحداهما‬
‫يقول قتادَ‪ " :‬علِم هللاُ تعالى أن ستُون حقو ف يذ لبع هم من بعض الثقة‪ ،‬فيذوا ثقة هللا تعالى‪ ،‬ف ن‬
‫أُوع لرَكم‪ ،‬وأدرك ألموالُم‪ ،‬ولعمرل لئن كان تقي ا ك يزيدل الُتا إك يي ار‪َ ،‬وان كان فاج ار فباألحرو‬
‫أن يؤدل إذا علم أن علي َهودا (‪)114‬‬
‫وال الل هنا‪ :‬النسيان – كما قال أبوعبيدَ – معنى " ت م "‪ :‬تنسى‪ ،‬وال الل عن الَهادَ إنما هو‬
‫نسيان جزَ منها‪ ،‬وذكر جزَ‪ ،‬ويبقى المرَ حيران بين ذلك‪،‬‬
‫"‬
‫َّم " (‪.)115‬‬
‫اكا‪ ،‬ومن نسي الَهادَ جملة فليئ يقال‪:‬‬
‫وقد جعم الزميَرل هذا اللفظ من قبيم المجاز المرسم؛ حيث قال " أن ت م‪ ...‬أل‪ :‬إرادَ أن ت م‪،‬‬
‫ف ن قلت‪ :‬كيف يكون‬
‫اللهما مرادا هلل تعالى "؟‬
‫قلت‪ :‬لما كان ال الل سبب ا لإلذكار‪ ،‬واإلذكار مسبب ا عن ‪ ،‬وهم ينزلون كم و احد من السب ‪ ،‬والمسب‬
‫منزلة اآلير؛ كلتباسهما‪ ،‬واتصالهما كانت إرادَ ال الل المسب‬
‫إرادَ أن تذكر إحداهما األيرو إن‬
‫عن اإلذكار إرادَ لإلذكار‪ ،‬فك ن قيم‪:‬‬
‫لت‪ ،‬ونظيرل‪ - :‬أعددت اليَبة أن يميم الحائُ ف دعم ‪،-‬‬
‫وأعددت السالا أن يجيَ عدو ف دفع " (‪.)116‬‬
‫والسؤال الذل ُّ‬
‫يعن من يالل السورَ المجازية هو‪:‬‬
‫ما وج البالغة في إيثار " أن ت م " بدكا من " أن تنسى " إذا كانا بمعنى واحد؟‬
‫الذل أرال أن في ال الل معنى زائدا وهو ترت‬
‫هلُت ب ياعها‪ ،‬وفي القرآن الُريم ( َوَقالُوا أَِإ َذا‬
‫أوصالنا‪ ...‬كما أن من معانيها‪ :‬ال ياع‪ ،‬يقال‪:‬‬
‫لت الناقة‪ :‬إذا‬
‫الهالك على النسيان؛ ولذلك " قيم‪:‬‬
‫َ َلْلَنا ِفي ْاأل َْر ِ‬
‫ض) (السجدَ‪ )10:‬أل‪ :‬هلُنا بتقُع‬
‫هو ال في قوم ؛ أل‪ :‬ائع‪ ،‬ومن قول تعالى‪:‬‬
‫ائعا في قومك‪ ،‬ك يعرفون منزلتك‪...‬‬
‫ك َ اكا َف َه َدو) (ال حى‪)7:‬؛ أل‪:‬‬
‫"( َوَو َج َد َ‬
‫وقيم‪ :‬ال الل بمعنى القصد إلى الَيَ؛ (أن ت م)؛ أل تقصد إلى الَهادَ فتذكرها األيرو عون ا لها‪،‬‬
‫وهذا من المقلو المستفيض في كالمهم‪)117( ...‬‬
‫‪----‬‬‫وكم ذلك يص‬
‫في نهر واحد‪ ،‬وهو بيان الحكمة من و ع المرأتين مو ع الرجم الواحد؛ إذ أن ال ال‬
‫على عقول النساَ اكنَ ال ب مور المنزل‪ ،‬واألوكد‪ ،‬والقيام ب مر الترَية؛ فصلتها بالحياَ العامة‬
‫عيفة‬
‫بالنسبة للرجم‪ ،‬لذلك كانت في حاجة إلى تذكير‪....‬‬
‫وصياغة الجملة كان من الممكن أن يقال فيها‪ :‬لتذكر إحداهما األيرو إن‬
‫لت‪ ...‬لُن قدم ال الل‬
‫إيماَ إلى َدَ اكهتمام بَ ن اإلنكار علي ‪.‬‬
‫ا‬
‫ولما كان " أن ت م " في معنى " ل الل إحداهما " صارت العلة في الظاهر هي ال الل‪ ،‬وليئ‬
‫كذلك‪ ،‬بم العلة هي ما يترت‬
‫على ال الل من إ اعة المَهود ب ‪ ،‬فتفرع علي ‪ " :‬فتذكر إحداهما‬
‫األيرو " ألن ‪ -‬فتذكر – معُوف على – ت م – بفاَ التعقي ‪ ،‬فهو من تُملت ‪ ،‬والعبرَ بآير‬
‫الُالم‪...‬‬
‫ومن َ ن العر في ل تهم إذا ذكروا علة‪ ،‬وكان للعلة علة َّ‬
‫قدموا ذكر علة العلة‪ ،‬وجعلوا العلة معُوفة‬
‫عليها بالفاَ؛ لتحصم الدكلتان معا بعبارَ واحدَ‪)118( " ...‬‬
‫يسر التَريع‪ ،‬فيستدعي‬
‫وك َك أن هناك " ظروفا معينة قد ك تجعم وجود َاهدين أم ار ميسو ار‪ ،‬فهنا َّ‬
‫السول‬
‫النساَ للَهادَ‪ ،‬وهو إنما دعا الرجال؛ ألنهم هم الذين يزاولون األعمال عادَ في المجتمع المسلم‬
‫ف‬
‫الذل ك تحتاج المرأَ في أن تعمم لتعيش‪ ،‬فتجور بذلك على أمومتها‪ ،‬وأنوثتها‪ ،‬وواجبها في رعاية أثمن‬
‫األرصدَ اإلنسانية‪ ،‬وهي الُفولة الناَئة الممثلة لجيم المستقبم‪ ،‬في مقابم لقيمات أو دريهمات تنالها‬
‫من العمم‪ ،‬كما ت ُر إلى ذلك المرأَ في المجتمع النكد‪ ،‬المنحرف الذل نعيش في اليوم‪.‬‬
‫ف ذا لم يوجد رجالن‪ ،‬فليكن رجم واحد وامرأتان‪.‬‬
‫ولُن لماذا امرأتان؟‬
‫إن النص ك يدعنا نحدئ‪ ،‬ففي مجال التَريع يكون كم َيَ محددا‪ ،‬ووا حا ومعلالا فيقول‬
‫" أن ت م إحداهما فتذكر إحداهما األيرو "‪ ،‬وال الل هنا ينَ من أسبا كثيرَ‪..‬‬
‫فقد ينَا من قلة يبرَ المرأَ‪ ،‬بمو وع التعاقد؛ مما يجعلها ك تستوع‬
‫كم دقائق ‪ ،‬ومالبسات ‪ ،‬ومن ثم‬
‫ك يكون من الو وا في عقلها؛ بحيث تؤدل عن َهادَ دقيقة عند اكقت اَ‪ ،‬فتذكرها األيرو بالتعاون‬
‫مع ا على تذكر مالبسات المو وع كل ‪.‬‬
‫ال نفسيا في‬
‫وقد ينَ من ُبيعة المرأَ اكنفعالية؛ ف ن وظيفة األمومة الع وية البيلوجية تستدعي مقاب ا‬
‫المرأَ يجعلها َديدَ اكستجابة الوجدانية اكنفعالية‪ ،‬لتلبية مُال‬
‫ُفلها بسرعة وحيوية‪ ،‬ك ترجع فيها‬
‫إلى التفكير البُيَ‪ ،‬وذلك من ف م هللا تعالى على المرأَ‪ ،‬وعلى الُفولة‪ ،‬وهذل الُبيعة ك تتج أز‬
‫فالمرأَ َيصية موحدَ‪ ،‬هذا ُابعها حيث تُون امرأَ سوية‪ ،‬بينما الَهادَ على التعاقد في مثم هذل‬
‫المعامالت في حاجة إلى تجرد كبير من اكنفعال‪ ،‬ووقوف عند الوقائع‪ ،‬بال ت ثر وك إيحاَ‪ ،‬ووجود‬
‫امرأتين في‬
‫مانة أن تذكر إحداهما األيرو إذا انحرفت مع أل انفعال؛ فتتذكر وتفيَ إلى الوقائع‬
‫المجردَ " (‪.)119‬‬
‫ومن اإل افات التي يمكن اكستئنائ بها هنا ما ذكرل الَيخ عبد المجيد الزنداني في برنامج‬
‫التلفزيوني " معجزَ القرآن المتجددَ " في قناَ (إق أر) قال‪:‬‬
‫" إن عقم الرجم يوجد ب مركز للنَُ‪ ،‬ومركز للتذكر‪ ،‬في حين أن المو عين نفسيهما في عقم المرأَ‬
‫يعمالن في الُالم‪ ،‬وهما هما يعمالن في التذكر أو الذاُرَ‪ :‬فالرجم إذا َهد تُلم بجزَ‪ ،‬وتذكر بجزَ‬
‫آير‪ ،‬أما المرأَ إذا َهدت فهي تحتاج إلى عمليتين‪ :‬عملية الُالم‪ ،‬وعملية التذكر‪.‬‬
‫ولما كان المو عان ك يستُيعان العمم بالمهمتين في وقت واحد‪ ،‬كان ك بد من وجود امرأتين‪،‬‬
‫إحداهما تتُلم‪ ،‬واأليرو تتذكر؛ ألن الفصين في العقم يعمالن نفئ الوظيفة – وظيفة الُالم ووظيفة‬
‫التذكر – فالمرأَ الواحدَ إذا تُلمت غُت المنُقة التي تتُلم على الذاُرَ؛ لذا كان ك بد من وجود‬
‫امرأتين " (‪)120‬‬
‫اإلظهار في مو ع اإل مار في قول تعالى‪:‬‬
‫" فتذكر إحداهما األيرو "‬
‫" إن مقت ى الظاهر أن يقال‪ :‬أن ت م إحداهما فتذكرها األيرو؛ وذلك أن – إحدو واأليرو –‬
‫وصفان مبهمان‪ ،‬ك يتعين َيص المقصود بهما‪ ،‬فكيفما و عتهما في مو ع الفاعم والمفعول كان‬
‫المعنى واحدا‪...‬‬
‫والنكتة من إعادَ لفظ " إحداهما " وكان يمكن التعبير عن بال مير هي‪ :‬اإليهام‪.‬‬
‫ألن كم واحدَ من المرأتين يجوز عليها ما يجوز على صاحبتها من ال الل والتذكير‪ ،‬فديم الُالم‬
‫في معنى العموم؛ لئال يتوهم أن إحدو المرأتين ك تُون إك مذكرَ‪ ،‬وك تُون َاهدَ باألصالة‪.‬‬
‫وأصم هذا الجوا‬
‫لَها‬
‫الدين ال زنول‪ ،‬عصرل اليفاجي عن سؤال وجه إلي اليفاجي‪ ،‬وهذا السؤال‬
‫هو‪:‬‬
‫يا رأئ أهم العلوم السادَ البررَ ومن ندال على كم الورو نَرل‬
‫ما سر تُرار إحدو دون تُذكرها فآية لذول األَهاد في البقرَ‬
‫وظاهر الحال إيجاز ال مير على تُرار إحداهما لو أن ذكرل‬
‫وحمم إحدو على نفئ الَهادَ في أوكهما ليئ مر ي ا لدو المهرَ‬
‫ُ‬
‫ف ص بفكرك كستيراج جوهرل من بحر علمك ثم ابعث لنا دررل‬
‫ف جا‬
‫ال زنول بقول ‪:‬‬
‫وم ْن ف ائل في الُون مَتهرَ‬
‫يا من فوائدل بالعلم منتَرَ َ‬
‫(ت م إحداهما) فالقول محتمم كليهما فهي لإلظهار مفتقرَ‬
‫ولو أتى ب مير كان مقت ي ا تعيين واحدَ للحكم معتبرَ‬
‫ومن رددتم علي الحال فهو كما أَرتم ليئ مر يا لمن سبرل‬
‫هذا الذل سمح الذهن الُليم ب وهللا أعلم بالفحوو بما ذكرل‬
‫وك ن المراد هنا اإليماَ إلى أن كلتا الجملتين علة لمَروعية تعدد المرأَ في الَهادَ؛ فالمرأَ معر ة‬
‫لتُر النسيان إليها‪ ،‬وقلة‬
‫بُ ما يهم‬
‫تنسى إحداهما ما نسيت األيرو‪.‬‬
‫بُ ‪ ،‬والتعدد مظن ْة كيتالف مواد النقص واليلم‪ ،‬فعسى أك‬
‫فقول " أن ت م إحداهما " تعليم لعدم اكُتفاَ بالواحدَ‪ ,،‬وقول " فتذكر إحداهما األيرو " تعليم‬
‫إلَهاد امرأَ ثانية؛ حتى ك تبُم َهادَ األولى من أصلها (‪)121‬‬
‫وعلى هذا فكم من المرأتين ُمذكرَ لصاحبتها‪ ،‬كما أن كالا منهما ناسية لبعض التفصيالت؛ فقول ‪" :‬‬
‫إحداهما " ك يقصد ب واحدَ بعينها‪ ،‬بم على العموم‪ ،‬وكذلك " األيرو "‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وقد قرئ‪ " :‬فتذاُر إحداهما األيرو "‪ ،‬وق أر ابن كثير وأبو عمرو والحسن‪ " :‬فتُ ْذ ِكر " بسكون الذال‬
‫وكسر الُاف‪.‬‬
‫ف ما قراََ " فتذاُر " ف َارَ إلى المفاعلة القائمة بين المرأتين‪ ،‬واستعانة كم منهما باأليرو‪ ،‬في‬
‫استرجاع ال وابُ الحافظة للحقو ‪ ،‬والعودَ إلى تفاصيم ما تم بين الدائن والمدين‪ ،‬حتى تُون الَهادَ‬
‫بالعدل‪ ،‬وفي هذا تناغم وا ح مع سيا اآلية‪.‬‬
‫كما أن هناك هدفا آير‪ :‬وهو سكوت اآلية عن تحديد وقت التذكير؛ فالتذكير قد يكون وقت اكستدعاَ‬
‫إلحقا الحَ‪ ،‬وقد يكون قبم ذلك؛ بمعنى أن كالا من المرأتين تُ ِ‬
‫داوم على تذكير األيرو قبم حلول‬
‫موعد السداد‪ ،‬ف ذا حان موعدل كانت َهادتهما كاملة‪ ،‬وهذا بال َك يوافَ ُبائع النساَ‪ ،‬من حيث‬
‫تصور هنا ما ذكرل القرُبي من أن إحداهما تجعم األيرو ذك ار‪،‬‬
‫مداومة سرد هذل األحاديث‪ ،‬وك ُي َّ‬
‫(‪.)122‬‬
‫أما قراََ " فتُ ْذكر " فهي هي" فِ‬
‫فتذكر "‪ ,‬لُن التَديد‪ ،‬وعدم التَديد يَير إلى كمية المعلومات التي‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ناس َ‬
‫تنساها كم منهما‪ ،‬ف ن كانت قليلة ناس التعبير بالفعم " تُذكر" بعدم التَديد‪َ ،‬وان كانت كثيرَ َ‬
‫التعبير بالفعم " َّ‬
‫تذكر " بالتَديد؛ فلُم من القراَتين وج معتبر في المراد‪.‬‬
‫ويتوافَ مع هذين الفعلين قراََ‪ " :‬إن ت م " وقراََ " أن ت م "‪.‬‬
‫فاألولى توافَ " تُ ِ‬
‫ذكر " من حيث ندرَ حدوث النسيان المدلول علي بد " إن " الَرُية‪.‬‬
‫والثانية توافَ " فِ‬
‫تذكر " بالتَديد من حيث كثرَ حدوث النسيان؛ ألن النساَ لسن على درجة واحدَ في‬
‫النسيان؛ فمنهن من تنسى الُثير‪ ،‬ومنهن من هي حا رَ الذهن قليلة النسيان‪.‬‬
‫أثر السيا في تصوير المعنى في قول تعالى‪:‬‬
‫"وك ي‬
‫الَهداَ إذا ما دعوا‬
‫"‬
‫دعوَ الَهداَ إلى الَهادَ على وجهين‪:‬‬
‫األول‪ :‬دعوتهم إلى تحمم الَهادَ وقت كتابة العقد‪.‬‬
‫واآلير‪ :‬دعوتهم إلى أداَ الَهادَ عند حدوث يالف‪.‬‬
‫فما المراد من دعوتهم؟ هم إلى األداَ أم إلى التحمم؟‬
‫إن الجملة القرآنية حذفت المدعو إلي ‪ " ،‬فجمعت بين األمرين وهما‪:‬‬
‫أك ت بى إذا دعيت إلى تحصيم الَهادَ‪ ،‬وك إذا دعيت إلى أداَها " (‪)123‬‬
‫وهذا من سعة دكلة الحذف‪ ،‬كما قال اإلمام عبد القاهر عن ‪ " :‬إن با‬
‫عجي‬
‫دقيَ‪ ،‬المسلك لُيف الم يذ‪،‬‬
‫األمر‪َ ،‬بي بالسحر؛ ف نك ترو ب ترك الذكر أفصح من الذكر‪ ،‬والصمت عن اإلفادَ أزيد‬
‫بن " (‪)124‬‬
‫لإلفادَ‪ ،‬وتجدك أنَُ ما تُون إذا لم تنَُ‪ ،‬وأتم ما تُون بيانا إذا لم تُ ْ‬
‫َواذا كان المحذوف هو تحمم الَهادَ؛ ف ن يستفاد من أن تحمم الَهادَ فرض كفاية‪َ ،‬واذا كان المعنى‪:‬‬
‫إذا ُد ِعي إلى األداَ فعلي أن يجي ‪ ،‬أل أنها فرض عين‪.‬‬
‫قال مجاهد‪ " :‬إذا دعيت لتَهد ف نت بالييار‪َ ،‬واذا َهدت فدعيت ف ج ‪" ..‬‬
‫ورول عن ابن عبائ والحسن البصرل‪ :‬أنها تعم الحالين‪ " ،‬التحمم واألداَ " (‪)125‬‬
‫والذل أميم إلي في تعيين المحذوف هو‪ :‬تحمم الَهادَ‪ ،‬وذلك لعدَ أسبا ‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫‪ – 1‬أن السيا في الحديث عن الدعوَ للَهادَ‪ ،‬ولو كان السيا في َ ن األداَ ألمر الَاهد‬
‫بالح ور قص ار؛ ألن لم يَهد غيرل على التداين‪.‬‬
‫‪ – 2‬أن الحديث هنا عن توثيَ العقد‪ ،‬وليئ عن فض نزاع‪ ،‬وهذا يناسب أن تُون الدعوَ للتحمم‪،‬‬
‫وليئ لألداَ‪.‬‬
‫‪ – 3‬أن اآلية التالية تناولت األداَ‪ ،‬وحذرت من كتمان الَهادَ فقيم فيها " وك تُتموا الَهادَ " وك‬
‫داعي هنا للتُرار‪ ،‬فالحمم على الت سيئ أولى من الحمم على الت ُيد‪.‬‬
‫‪ – 4‬لو كان األمر ألداَ الَهادَ لما جاز ألحد أن يتيلف عنها‪ " ،‬ولقد جاَ عن الرَيع‪ :‬أن الرجم‬
‫كان يُوف في القوم الُثير يدعوهم ليَهدوا‪ ،‬فال يتبع أحد منهم‪ ،‬ف نزل هللا عز وجم‪ " :‬وك ي‬
‫الَهداَ إذا ما دعوا "‪.‬‬
‫‪ – 6‬أن اآلية تحدثت من قبم عن نهي الُات‬
‫عن اإلباَ‪,‬فقالت"وك ي‬
‫كات‬
‫كما علم‬
‫أن يكت‬
‫هللا"والُتابة والَهادَ جناحان للتوثيَ‪,‬و بُ الحقو ‪ ،‬وقد جاَ عن ابن جريج أن س ل عُاَ‪ :‬ما‬
‫َ ن إذا دعي أن يكت‬
‫قال‪:‬كذلك يج‬
‫على الُات‬
‫وج‬
‫علي أك ي بى‪َ ،‬واذا دعي أن يَهد لم يج‬
‫أن يجي ‪,‬وك يج‬
‫إن َاَ؟‬
‫على الَاهد أن يَهد‪،‬فالَهداَ كثير"(‪.)126‬‬
‫فقول ‪ " :‬الَهداَ كثير "‪ :‬محمول كما ك ييفى على التحمم‪ ،‬وليئ األداَ‪.‬‬
‫المجاز المترت‬
‫على تقدير المحذوف‪:‬‬
‫إذا كان األمر متعلق ا بتحمم الَهادَ‪ ،‬فكيف يجوز إُال اسم الَهداَ عليهم من قبم؟‬
‫لقد ذه الُبرل إلى عدم جواز هذا فقال‪ " :‬غير جائز أن يلزمهم اسم الَهداَ‪ ،‬إك وقد استَهدوا‬
‫قبم ذلك‪ ،‬فَهدوا على ما ألزمهم َهادتهم علي اسم الَهداَ‪ ،‬ف ما قبم أن يستَهدوا على َيَ‬
‫ف ير جائز أن يقال لهم َهداَ؛ ألن ذلك اكسم لو كان يلزمهم‪ ،‬ولما يستَهدوا على َيَ‬
‫يستوجبون بَهادتهم علي هذا اكسم‪ ،‬لم يكن على األرض أحد ل عقم صحيح إك وهو مستحَ أن‬
‫يقال ل ‪َ :‬اهد‪ ،‬بمعنى أن سيَهد‪ ،‬أو أن يصلح ألن يَهد‪.‬‬
‫فدعي إلى‬
‫وعلي كان معلوم ا أن‬
‫المعني بقول ‪ " :‬وك ي الَهداَ " َم ْن وصفنا صفت ممن قد َهد ُ‬
‫ف‬
‫القيام بها؛ ألن الذل لم يَهد غير مستحَ اسم َهيد‪ ،‬وك َاهد "‪)127( .‬‬
‫واألمر – كما أرو – أبسُ من كم هذا؛ ألن من األصول المعتمدَ في علم البالغة أن الَيَ‬
‫يجوز تسميت باسم ما يؤول إلي على سبيم المجاز المرسم‪ ،‬الذل عالقت اعتبار ما سيكون؛ مثم‬
‫قول تعالى‪ِ( :‬إِفني أَرِاني أَع ِ‬
‫ص ُر َي ْم ار) (يوسف‪.)36:‬‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫وهو ما علي األمر هنا‪.)128( .‬‬
‫وعلي ‪ ،‬يجوز تسمية الرجال باسم الَهداَ؛ ألنهم سيصيرون َهداَ‪ ،‬وفي ذلك نكتة‪ ،‬وهي أنهم‬
‫بمجرد دعوتهم إليها فقد تعينت عليهم اإلجابة فصاروا َهداَ‪)129( .‬‬
‫كما ك ييفى أن فيها تحري ا لهم بالمدا بهذا اللق ‪ ،‬باإل افة إلى أنهم ذو يبرَ‪ ،‬ومجرَون في‬
‫الَهادَ‪.‬‬
‫المتعاقدين بصي ة األمر‪ ،‬وجيَ في يُا‬
‫الَهداَ‬
‫يقول ابن عاَور‪َ " :‬وانما جيَ في يُا‬
‫بصي ة النهي؛ اهتمام ا بما في التفريُ؛ ف ن المتعاقدين ُيظن بهما إهمال اإلَهاد‪ ،‬ف ُم ار ب ‪.‬‬
‫والَهود ُيظن بهم اكمتناع فنهوا عن ‪ ،‬وكم يستلزم دل " (‪.)130‬‬
‫أما لبنات هذل الجملة ف نها تحمم من الُنوز الدكلية الُثير التي تتناغم مع دكلة األسالي ‪ :‬وأول ما‬
‫يلقانا هنا هو " ك " الناهية في قول ‪ " :‬وك ي‬
‫والنهي بد " ك" مَعر برغبة المنهي في ارتُا‬
‫الَهداَ "‪.‬‬
‫المنهي عن إن كانت ل مندوحة‪ ،‬فحين يقال‪ :‬ك‬
‫تفعم كذا‪ ..‬يفهم من أن ل رغبة في فعل ‪ ،‬أو أن يفعل اآلن‪ ،‬فنهي عن ‪ ،‬وهذا يصور نفرَ النفوئ‬
‫من تبعات الَهادَ‪ ،‬ومحاولة الفكاك منها‪ ،‬ولوك ُاعة هللا تعالى لما َهد أحد‪...‬‬
‫أما اصُفاَ الفعم " ي بى " دون " يمتنع " مثالا؛ فألن اإلباَ في من الرفض المصحو بالعلة‪،‬‬
‫ويوف المستقبم‪ ،‬والحذر من اإلقدام‪ ،‬فهو ليئ امتناعا ساذجا‪ ،‬بم امتناع معلم‪ ،‬وهذل أقصى‬
‫درجات الرفض‪ ،‬وك يعنى هذا أن القرآن أباا اكمتناع عن الَهادَ؛ ألن من سنن القرآن الُريم أن‬
‫يوج النهي إلى أعلى درجات الفعم ليكون ما دون ذلك دايالا في ا ‪ ,‬وهو المعروف بالتنبي باألعلى‬
‫على األدنى‪.‬‬
‫وم ْن من المؤمنين يح‬
‫كما أن الُلمة بجرسها العالي تَعر بالدفع‪ ،‬واإلعراض عن هذا األمر‪َ ،‬‬
‫الَهادَ في أمور تحفها المياُر؟ !!!!‬
‫أما لفظ " الَهداَ " فجاَ جمعا لديول النساَ في هذا اللفظ‪ ،‬فصاروا جمعا‪ ،‬وفي كلمة " إذا " ما‬
‫يَير إلى كثرَ ذلك منهما وأنهم صاروا معروفين بالَهادَ‪ ،‬وقد يلوا من هذل اآلية دليم على أن‬
‫يجوز لإلمام أن يقيم للنائ َهودا‪ ،‬ويجعم لهم من بيت المال كفايتهم‪ ،‬فال يكون لهم َ م إك‬
‫تحمم حقو النائ حفظ ا لها‪َ ،‬وان لم يكن ذلك‬
‫اعت الحقو وبُلت " (‪)131‬‬
‫ويعرفون‬
‫" وقد أحسن ق اَ تونئ المتقدمون‪ ،‬وأمراؤها في تعيين َهود منتصبين للَهادَ بين النائ‪ُ ،‬‬
‫بالعدالة‪ ،‬وكذلك كان األمر في األندلئ‪ ،‬وذلك من حسن النظر لألمة‪ ،‬ولم يكن ذلك‬
‫متبعا في بالد المَر ‪..‬‬
‫وكان مما يعد في ترجمة بعض العلماَ أن يقال‪ :‬كان مقبوكا عند القا ي فالن " (‪)132‬‬
‫دكلة " ما " في قول ‪ " :‬إذا ما دعوا "‪:‬‬
‫قيم " " ما " مزيدَ (‪ ،)33‬وراعى بع هم اللفظ فقال " ما" حرف زائد للتوكيد عند جميع البصريين‪،‬‬
‫َن َي ْ ِر َ َمثَالا َما‬
‫ويؤيدل سقوُها في قراََ ابن مسعود" بعو ة " في قول تعالى‪ِ( :‬إ َّن َّ َ ك َي ْستَ ْحِيي أ ْ‬
‫َب ُعو َ اة َف َما َف ْوَق َها) (البقرَ‪.)26:‬‬
‫وت تي " ما " على ستة معان منها‪ " :‬التوكيد‪ ،‬ويسمي بع هم صلة‪ ،‬وبع هم زائدَ‪ ،‬واألُولى‬
‫أولى؛ ألن ليئ في القرآن حرف إك ول معنى‪ ،‬والنحاَ إنما يقولون زائدَ‪ ،‬يقصدون أنها ك تؤثر على‬
‫إع ار الجملة‪ ،‬وك يقصدون يلوها من المعنى‪ ،‬أو إنها يمكن اكست ناَ عنها‪.‬‬
‫والذل ينب ي الوقوف علي هنا أن السيا يستدعي هذا التوكيد؛ ألن إعراض الَهداَ عن الَهادَ‬
‫كثير‪ ،‬بم إن المسلم ليتهر منها؛ يَية الوقوع في الزلم أو النسيان‪ ،‬أو معاداَ أحد المتداينين إن‬
‫َهد علي ‪ ،‬ومن أجم كم ذلك كان التوكيد هنا حسنا؛ ليعلم أن َهادت‬
‫َواغال ألبوا‬
‫مان للحقو ‪ ،‬ودفع للَبهات‪،‬‬
‫الَقا ‪....‬ولُن هم يمكن مالحظة النفي في " ما " هنا؟‬
‫إن مالحظة النفي هنا مقبول أي ا؛ ألن المعنى حينئذ هو أن‪ :‬على الَهداَ اإلدكَ بَهادتهم‪ ،‬حتى‬
‫َوان لم توج إليهم الدعوَ للَهادَ؛ ألن فيها إحقاق ا للحَ‪.‬‬
‫كما أن من دكلة " ما " المفهومة من يالل السيا هنا أنها تومئ إلى اإلسراع في تلبية الدعوَ‪ ،‬دون‬
‫ت جيم أو تسويف‪ ،‬فك نها تدل على الحينية‪ ،‬وتيصيص المستقبم الُامن في " إذا "‪ ،‬ف ن قيم‪ :‬وك ي‬
‫الَهداَ إذا دعوا "‪ ،‬جاز أن يلبوا اليوم أو غدا أو بعد أسبوع‪.‬‬
‫أما حين يقال‪ " :‬وك ي‬
‫الَهداَ إذا ما دعوا " فيعني وجو أن تُون اإلجابة للدعوَ في حينها‪ ،‬وفي‬
‫ذلك تعجيم بحفظ الحقو ‪َ ،‬وايحاَ للَهود بيُورَ األمر‪ ،‬ووجو حسم في حين ‪.‬‬
‫ويؤيد هذا أن اآليات التي جاَت فيها " ما " غالب ا ما تدل على رَُ الفعم بالزمن الحا ر العاجم‬
‫دون ت يير‪ ،‬وذلك في مثم‪:‬‬
‫‪ُ ( " – 1‬ق ْم ِإَّن َما أ ُْن ِذ ُرُك ْم ِباْل َو ْح ِي َوك َي ْس َم ُع ُّ ُّ‬
‫اَ ِإ َذا َما ُي ْن َذ ُرو َن) (اكنبياَ‪)45:‬‬
‫الص ُّم الد َع َ‬
‫وها ََ ِه َد َعَل ْي ِه ْم َس ْم ُع ُه ْم) (فصلت‪)20:‬‬
‫(حتَّى ِإ َذا َما َجا َُ َ‬
‫‪َ –2‬‬
‫‪(- 3‬وك عَلى َّال ِذين ِإ َذا ما أَتَو ِ ِ‬
‫ِ‬
‫َح ِمُل ُُ ْم َعَل ْي ِ )(التوبة‪)92:‬وغير ذلك كثير‬
‫َ‬
‫َ ْ َ‬
‫َ َ‬
‫ك لتَ ْحمَل ُه ْم ُقْل َت ك أَج ُد َما أ ْ‬
‫وأي ا من الدككت التي يمكن فهمها أنهم في أل وقت يدعون في للَهادَ فعليهم التلبية؛ وذلك ألن "‬
‫ما " تحمم معنى الوقت‪ ،‬وهذل من أوج دكلتها‪ ،‬كما قال ابن هَام في نحو قول تعالى‪ " :‬مادمت حيا‬
‫" مريم ‪ " 31‬أصل ‪:‬مدَ دوامي حيا‪..‬وفي نحو "كلما أ اَ لهم مَوا في " البقرَ ‪20‬‬
‫أل‪ :‬كم وقت إ اََ‪ ،‬واستدل ابن مالك على مجيئها للزمان‪)135( ...‬‬
‫أما اصُفاَ الفعم " دعوا " فيَير إلى الرفَ‪ ،‬واللين والتودد إلى الَهداَ؛ ألنهم كيبت ون من َهادتهم‬
‫إك ر ى هللا تعالى؛ لذلك حملت من الترغي‬
‫بالح ور؛ إذ ليئ هناك غيرهم‪.‬‬
‫******‬
‫ما يجذبهم إليها‪ ،‬ولو كانت الَهادَ َهادَ أداَ ألمروا‬
‫الُناية في قول " وك تس موا "‬
‫" لقد انتقم الَارع إلى غرض آير‪ ،‬غرض عام للتَريع‪ ،‬يؤكد رورَ الُتابة – َك ُب َر َّ‬
‫الدين أم ص ر‪،‬‬
‫بحجة أن الدين الص ير ك يستحَ‪ ،‬أو أن ك رورَ للُتابة بين صاحبي لمالبسة من المالبسات‬
‫كالتجمم‪ ،‬والحياَ‪ ،‬أو الُسم وقلة المباكَ‪ ،‬ثم يعلم تَديدل في وجو الُتابة تعليالا وجدانيا وتعليال‬
‫علمي ا‪.)136(.‬‬
‫والس ْام في ل ة العر " يعني‪ :‬الُسم والتهاون والملم في تُرير فعم ما‪ ،‬أو الملم مما يكثر فعالا كان‬
‫أو اسم ا " (‪.)137‬‬
‫وعلي ففي الفعم كناية عن صفة؛ " ألن المراد من الس م هو الُسم‪ ،‬إك أن ُكِفني ب عن ؛ ألن وقع في‬
‫القرآن صف اة للمنافقين " (‪)138‬‬
‫وقيم‪ُ :‬كني بالس م عن الُسم؛ ألن صفة المنافَ؛ ولذلك قال – صلى هللا علي وسلم – ك يقول‬
‫المؤمن كسلت " (‪)139‬‬
‫وك ن النهي هنا " نهي عن أثر الس م‪ ،‬وهو ترك الُتابة؛ ألن السآمة تحصم للنفئ عن غير ايتيار‪،‬‬
‫فال ُينهى عنها في ذاتها "‪.‬‬
‫وعلي ‪ ،‬ف ن األمر بالُتابة آُد من ذل قبم؛ألن الص ير والُبير من الديون دايم في دائرَ النهي‪.‬‬
‫كما يلحظ في دكلة الُناية هنا التحرز من وصف المؤمنين بصفة التصقت بالمنافقين‪ ،‬وهي الُسم؛‬
‫فحين قال هللا تعالى في وصف المنافقين‪َ ( :‬وِا َذا َقاموا ِإَلى َّ ِ‬
‫اموا ُك َساَلى) (النساَ‪ )142:‬آثر أن‬
‫َ‬
‫الصالَ َق ُ‬
‫ُ‬
‫ك من –‬
‫يجن المؤمنين وصفهم بالصفة التي اَتهر بها المنافقون؛ تُريما لهم‪ ،‬فقال " وك تس موا " بد ا‬
‫وك تُسلوا‪.‬‬
‫وهذا الفعم _ تس موا – قد يرد كزما‪ ،‬وقد يتعدو بحرف الجر‪ ،‬وقد يتعدو بنفس ‪ ،‬وذلك نحو " وهم ك‬
‫يس مون " (فصلت ‪ ،)38‬ونحو " ك يس م اإلنسان من دعاَ اليير " (فصلت ‪ )49‬وقد يتعدو بنفس كما‬
‫هو في اآلية هنا " وك تس موا أن تُتبول‪" ..‬‬
‫ودوران الفعم بين اللزوم‪ ،‬والتعدل بحرف‪ ،‬والتعدل بنفس يَير إلى دوران بين القوَ وال عف‪ ،‬وهذا‬
‫يعني أن الس م في اآلية س م َديد‪ ،‬فنهي عن هذا الس م الَديد الناتج من كثرَ الُتابة‪ ،‬أو من قلة‬
‫الدين‪.‬‬
‫إيماَ إلى‬
‫وأوقع الفعم على المفعول المؤول دون الصريح‪ ،‬فقال‪ :‬وك تس موا أن تُتبول " دون " كتابت "‪،‬‬
‫ا‬
‫أن كتابت تُون مرَ واحدَ‪ ،‬وتنتهي مهمة التوثيَ‪ ،‬أما إ مار المكتو ‪ ،‬وعدم إظهارل في " أن تُتبول "‬
‫فلإلَارَ إلى ثقل على النفوئ‪ ،‬ورغبتها في إيفائ ‪ ،‬وعدم الَُف عن ‪ ،‬أو أن ال مير ي فِ‬
‫ذكر المتعامَلين‬
‫ُ‬
‫بالدين وبالحَ معا؛ إذ يمكن إرجاع إلى كم منهما‪ ،‬أل وك تس موا أن تُتبوا الحَ‪ ،‬وهذا من اإليجاز‬
‫ْ‬
‫البديع‪.‬‬
‫وج التعبير بالص ير والُبير‪:‬‬
‫التعبير بهما يفيد اإلحاُة والَمول لُم دين‪ ،‬وقد بدأ بالص ير؛ ألن األقر إلى التهاون والُسم في‬
‫كتابت ‪ ،‬ف راد تعميم الُتابة‪ ،‬فبدا بما يمكن الُسم في ‪.‬‬
‫ولفظ الص ير والُبير " يستعمالن في األجسام و ك يستعمالن في األعداد‪ ،‬فاألعداد يستعمم معها‬
‫القليم والُثير واكستعمال هنا من قبيم اكستعارَ كما قال الراغ ‪ ،‬وأبو هالل (‪)140‬‬
‫وقد ذه‬
‫بعض أهم العلم إلى أن التعبير بهما هنا " يعني " على أل حال " (‪ )141‬وك ن ك فر ‪،‬‬
‫حتى أنهم فسروا هذا بذاك (‪)142‬‬
‫لُنني أرو في هذا اكستعمال ما يصرف الذهن إلى َيَ آير غير المال‪ ،‬إن العبارَ تصرف الذهن‬
‫إلى الحَ‪َ ،‬والى َّ‬
‫"الد ْين"‪ ،‬وهي أمور ألصَ بالص ر والُبر منها بالُثرَ والقلة‪.‬‬
‫إعادَ لفظ " األجم "‪:‬‬
‫ذكر األجم في أول اآلية‪ ،‬وأعيد ذكرل هنا في َب جملة وقعت حاكا من الهاَ في جملة " تُتبول "‬
‫والمعنى " وك تس موا أن تُتبول ص ي ار أو كبي ار مستق ار في ذمة المدين إلى وقت حلول الذل أقر ب ‪.‬‬
‫فال مير في " أجل " عائد إلى المدين‪ ،‬أل األجم الذل‬
‫رَ للدائن ألن أعلم بموعد سدادل‪ ،‬وقدرت‬
‫على هذا السداد‪ ،‬فجعم األجم وتحديدل من يصائص ؛ حتى ك يكون ل عذر عند حلول ‪.‬‬
‫وتُرار ذكر األجم؛ ألن السيا سيا س م من الُتابة‪ ،‬مما ُيَعر بالتهاون في ال وابُ السابقة‪ ،‬ف عيد‬
‫التنصيص على األجم؛ لبيان أن ك فر بين ما سبَ وما هو كحَ‪ ،‬فالحَ أحَ أن يتبع‪.‬‬
‫******‬
‫التحريض باليبر في جملة‬
‫ُ ِع ْن َد َّ ِ وأَ ْقوم لِ َّ‬
‫لَ َه َاد َِ َوأ َْدَنى أَكَّ تَ ْرتَ ُابوا)‬
‫( َذلِ ُُ ْم أَ ْق َس ُ‬
‫َ َُ‬
‫هذل جملة تحري ية‪ ،‬جاَت بعد تتابع األوامر والنواهي‪ ،‬وك نها علمت أن النفوئ قد زادت عليها‬
‫األعباَ فجاَت بما يقويها ويَد من أزرها‪ ،‬وهذل الجملة مكونة من مبتدأ وهو " ذلُم "‪ ،‬وعدَ أيبار‬
‫معُوف بع ها على بعض‪.‬‬
‫ك على هذا المبتدأ وهو " ذلُم " حيث تُون منة [ذا‪ ،‬والالم‪ ،‬وكم ]‪.‬‬
‫ولنقف أو ا‬
‫أما " ذا "‪.‬‬
‫فهي اسم إَارَ " واإلَارَ هنا تعود إلى أقر مذكور‪ ،‬وهو‪ :‬الُتابة‪ ،‬وقيم‪ :‬الُتابة واكستَهاد‪ ،‬وجميع‬
‫ما تقدم مما يحصم ب ال بُ ] (‪.)143‬‬
‫ومعلوم أن اسم اإلَارَ يفيد و وا المَار إلي حتى ك ن المياُ‬
‫يعيد أُراف المعاملة إلى رؤية ما و ع من‬
‫للدين ومن هو الذل علي الحَ ومن هو صاح‬
‫ينظر إلي ‪ ،‬أوأن اسم اإلَارَ هنا‬
‫وابُ مرَ أيرو‪ ،‬ليتبينوا ما في ‪ ,‬وك نها مراجعة أييرَ‬
‫الحَ‪ ،‬ومتى السداد‪....‬إلخ‬
‫إنها مراجعة سريعة‪ ،‬أو نظرَ أييرَ لألمر جملة قبم انف اض الموقف‪ ...‬كم ذلك مفهوم من قول "‬
‫ذلُم "‬
‫وجيَ باكم في " ذلُم " تنبيها على صعوبة تحقَ كم هذل ال وابُ‪ :‬من كتابة الدين على يد كات ‪،‬‬
‫وَهود عدول‪ ،‬وتحديد موعد السداد‪ ...‬وغير ذلك من ال وابُ الدالة على ندرَ تحققها كاملة‪.‬‬
‫ثم يوُ المؤمنون جميعا فجيَ بكاف اليُا ‪ ،‬والميم الدالة على الجمع؛ ليكون األمر أَب‬
‫باإلعالن العام غير المحصور في فئة دون فئة‪ ،‬مما يستدعي التريث قبم اإلقدام علي من كم إنسان‬
‫يفكر في اكستدانة‪ ،‬فاألمر لن ييم من عناَ‪َ ،‬واعالم النائ ب ن مدين‪.‬‬
‫ثم جاَ اليبر األول وهو‪ :‬أقسُ عند هللا‪:‬وعن أبي عبيدَ‪[ :‬قسُ‪ :‬جار‪ ،‬وقسُ‪ :‬عدل‪ ،‬وأقسُ باأللف‪:‬‬
‫عدل ك غير‪)144( ]..‬‬
‫َوايثار لفظ القسُ دون العدل هنا [ ألن القسُ هو‪ :‬العدل البين الظاهر‪ ،‬ومن سمي المكيال قسُا‪،‬‬
‫والميزان‪ :‬قسُ ا ألن يصور لك العدل في الوزن حتى ترال ظاه ار‪ ،‬وقد يكون من العدل ما ييفى‪ ،‬ولهذا‬
‫قلنا‪ :‬إن القسُ هو النصي‬
‫الذل َبي َّْن َت وجوه (‪.)145‬‬
‫وقيم‪ [:‬عند ] والعندية هنا عندية علم‪ ,‬وتعني التقدير والحكم؛ أل أقسُ في قدر هللا تعالى وحكم ‪.‬‬
‫وقيم [عند هللا ]ولم يقم عند رَك؛ألن السيا سيا حكم وميزان‪ ،‬وهو أليَ بالجالل من بالجمال‪.‬‬
‫وأقوم للَهادَ‪:‬‬
‫وهذان اللفظان أحدث تركيبهما غمو ا عندل من حيث دكلة لفظ أقوم َوا افت إلي الَهادَ‪ ،‬ثم‬
‫عالقة كم ذلك بالق ية األساسية هنا وهي (وك تسئموا أن تُتبول ص ي ار أو كبي ار إلي أجل )‪.‬‬
‫أما دكلة لفظ (أقوم) فقيم في ‪:‬يعني‪ [ :‬أعون علي إقامة الَهادَ ] (‪.)146‬‬
‫وقيم‪[ :‬أصح وأحفظ ] (‪.)147‬‬
‫وقيم‪[ :‬أثبت لها وأعون عن إقامتها ] (‪.)148‬‬
‫كما قيم إنها‪ [:‬أثبت للَاهد إذا و ع يُ ُ ثم رآل تذكر ب الَهادَ؛ كحتمال أن لو لم يكتب ؛ أن ينسال‬
‫كما هو الواقع غالبا ] (‪.)149‬‬
‫[وأصل من قول القائم‪:‬أقمت من عوج ‪ :‬إذا َّسويت فاستول‪َ ،‬وانما كان الُت‬
‫أعدل عند هللا تعالي‬
‫أقر بها البائع والمَترل‪ ..‬فال يقع بين‬
‫وأصو لَهادَ الَهود علي ما في ؛ ألن يحول األلفاظ التي ف‬
‫الَهود ايتالف في ألفاظهم بَهادتهم؛ كجتماع َهادتهم علي ما حوال الُتا ‪.‬‬
‫َواذا اجتمعت َهادتهم علي ذلك كان فصم الحكم بينهم أبين لمن احتُم إلي من الحكام مع غير ذلك‬
‫من األسبا‬
‫](‪.)150‬‬
‫وهذا يفتح البا‬
‫لمعني آير‪،‬وهو أن هناك من يَهد فقُ وك يكت ‪،‬فلما قيم‪( :‬وك تس موا أن تُتبول‬
‫ص ي ار أو كبي ار)‪ ،‬فهم من أن الَهادَ حينئذ تُون علي مكتو ؛ فال يتيللها نسيان أو‬
‫الل‪ ،‬أو‬
‫ايتالف بين الَاهدين‪.‬‬
‫وعلي ؛ [فالَهادَ علي َيَ مكتو أقوم من الَهادَ التي تعتمد علي الذاُرَ وحدها ] (‪)151‬‬
‫ألن تتابع األيام ُينسي‪،‬مما يترت‬
‫ويترت‬
‫علي كم ذلك‬
‫علي عوج في الَهادَ‪،‬أو نسيان بع ها‪،‬أو ايتالف بين الَاهدين‪،‬‬
‫ياع الحقو وَزوغ اليالف‪.‬‬
‫يقول القرُبي "وأقوم للَهادَ‪،‬دليم علي أن الَاهد‪ ،‬إذا رأل الُات‬
‫ولم يذكر الَهادَ ك يؤديها؛‬
‫ُي وك أذكر اآلن ما كتبت في "‪.‬‬
‫لما ديم علي من الريبة‪ ،‬وك يؤدل إك ما علم‪،‬لُن يقول‪:‬هذا َي ف‬
‫قال ابن المنذر[أُثر من ُيحفظ عن من أهم العلم يمنع أن يَهد الَاهد على يُ إذا لم يذكر الَهادَ‬
‫واحتج مالك على جواز ذلك بقول تعالى" وما َهدنا إك بما علمنا " – يوسف ‪81‬‬
‫وقال بعض العلماَ‪:‬‬
‫لما َن َس‬
‫َّ‬
‫هللا تعالى الُتابة إلى العدول جعلهم يَهدون على يُهم‪َ ،‬وان لم يذكروا‪.‬‬
‫ذكر ابن المبارك عن معمر عن بن ُاووئ عن أبي ‪ُ :‬يَهد على َهادَ فينساها؟‬
‫قال‪ :‬ك ب ئ أن يَهد إن وجد عالمت في الصك‪ ،‬أو يُ يدل‪.‬‬
‫قال ابن المبارك‪ :‬استحسنت هذا جدا‪.‬‬
‫وفيما جاَت ب األيبار عن رسول هللا ‪ -‬صلى هللا علي وسلم _ أن حكم في أَياَ غير واحدَ‬
‫بالدكئم والَواهد ] (‪)152‬‬
‫لُن الثابت أن اإلمام مالك – رحم هللا – [ كان يحكم باليُ إذا عرف الَاهد يُ ‪ ...‬ثم رجع عن‬
‫ذلك حين ظهر في النائ ما ظهر من الحيم‪ ،‬والتزوير ] (‪.)153‬‬
‫وعلي ‪ ،‬ف ذا كان هناك َك في الَهادَ يرجت الَهادَ عن وجهها‪ ،‬وفي القرآن الُريم‪:‬‬
‫ِ‬
‫َن َي ْتُوا ِب َّ‬
‫الَ َه َاد َِ َعَلى َو ْج ِه َها) (المائدَ‪)108:‬‬
‫ك أ َْدَنى أ ْ‬
‫( َذل َ‬
‫وبعد‪:‬‬
‫ف ن الهدف األسمى من كم هذل ال وابُ سالمة الصدر ب حقا الحَ‪ ،‬وذلك من يالل الُتابة‪،‬‬
‫والَهادَ‪ ،‬فك ن الُتابة وحدها كتُفي‪ ،‬والَهادَ وحدها ك تُفي‪ ،‬فال بد من اجتماع األمرين‪ ،‬حتى‬
‫نصم إلى نفي الري ‪ " :‬وأدنى أك ترتابوا " فالعقول تنسى‪ ،‬وقد ت‬
‫فتُتم‪ ،‬وقد تمالئ فتجور‪ ،‬وما‬
‫يمنعها من كم ذلك إك الُتابة والَهادَ‪.‬‬
‫قول تعالي (وأدني أك ترتابوا‪)..‬‬
‫‪---------------‬‬‫والدنو هو القر ‪ :‬من دنا يدنو؛أل أقر إلي عدم اكرتيا ‪[ ،‬واكرتيا‬
‫تقول إني مرتا‬
‫في فالن‪،‬إذا َككت في أمرل‪،‬واتهمت ‪،‬واكرتيا‬
‫َك مع تهم ‪،‬ف نك‬
‫أمر قلبي‪،‬ومع ذلك استيدم مع لفظ‬
‫"أدني "‪،‬وهو ميصوص بالقر المكاني؛ألن ‪ ":‬ك يكون إك في المسافة بين َيئين " ] (‪.)154‬‬
‫وفي ذلك إيراج للمعنول‪ ،‬وهو اكرتيا‬
‫من غ‬
‫في صورَ المحسوئ؛ ألن هذا المعنول يترك أثارل علي الحدوائ‬
‫ونحو ذلك‪.‬‬
‫ويبقي السؤال‪:‬‬
‫انتفاَ كامالا؛ فيقال "وأدني أك ترتابوا "‪ ،‬وك يقال وانفي للريبة؟‬
‫هم بعد كم هذل ال وابُ ك تنتفي الريبة‬
‫ا‬
‫إن هددذا يعُددي معنددي مهمد ا‪ ,‬وهددو أند بددالرغم مددن كددم هددذل ال ددمانات إك أن نفددئ اإلنسددان تظددم فددي قلددَ‬
‫ا‬
‫وتوجئ من ياع هذا المال؛فهي بعد كم هذا تقتر من ال مان‪،‬لُنها ك تحصم علي ال مان التام‬
‫ولما كان قائم هذا الُالم هو يالَ تلك النفئ‪ ،‬كان كبد مدن فهدم ُبيعدة هدذل النفدوئ وعالقاتهدا بالمدال‪،‬‬
‫فهي عالقة ذات يصوصية َديدَ‪ ،‬بحيث ك تُمئن إك بوجود المال فدي حوزتهدا‪ ،‬أمدا إذا كدان فدي حدوزَ‬
‫ال ير فمهما أعُيت من‬
‫مانات؛ ف نها ك تنفك عن الري ‪ ،‬ويوف ال ياع‪.‬‬
‫حذف المف م علي ‪:‬‬
‫ُحذف المف م علي في الجمم الثالث؛ إذ التقدير‪:‬‬
‫ذلُم أقسُ عند هللا من عدم الُتابة‪.‬‬
‫التحيز في الَهود‪.‬‬
‫وأقوم للَهادَ من عدم‬
‫ف‬
‫وأدنى إلى عدم الريبة من ترك كم هذا‪.‬‬
‫[وحسن حذف المف م علي لُون أفعم الذل للتف يم وقع يب ار‪ ,‬وتقديرل‪ :‬الُت‬
‫من عدم الُت‬
‫أقسُ‪ ،‬وأقوم‪ ،‬وأدنى‬
‫](‪.)155‬‬
‫ووج الحسن هنا هو ايتزال التف يم في تلك األلفاظ الثالثة‪ ،‬حتى ك ينصرف الذهن إك إليها‪ ،‬فيقبم‬
‫على األمر والنهي إقبال المح‬
‫ترتي‬
‫الموقن بحكمة ما و ع من‬
‫وابُ‪،‬وأن في صالح ‪.‬‬
‫الجمم الثالث‪:‬‬
‫يقددول أبددو حيددان [ نسددَ هددذل األيبددار فددي غايددة الحسددن؛ إذ بدددئ باألَددرف‪ ،‬وهددو قولد ‪ " :‬أقسددُ عنددد هللا "‬
‫أل في حكدم هللا‪،‬فينب دي أن يتفبدع مدا أمدر بد ‪ ،‬إذ اتباعد متعفلدَ الددين اإلسدالمي‪ ،‬وَندي عليد قولد " وأقدوم‬
‫للَهادَ " ألن ما بعد امتثال أمر هللا هو الَهادَ بعد الُتابة‪ ،‬وجاَ بقول " وأدنى أك ترتابوا " أييد ار؛ ألن‬
‫انتفاَ الريبة مترت‬
‫على ُاعة هللا تعالى في الُتا‬
‫واإلَدهاد‪ ،‬فعنهمدا ينَد أقرَيدة انتفداَ الريبدة‪ ،‬إذ ذاك‬
‫وأَدهد‬
‫فيثلج الصددر بمدا كتد‬
‫هو ال اية في أن ك يقع ريبة‪ ،‬وذاك ك يتحصم إك بالُت واإلَهاد غالبا ُ‬
‫علي ا وما بُ بالُتابة واإلَهاد ك يكاد يقع في َك‪ ،‬وك لبئ‪ ،‬وك نزاع ](‪)156‬‬
‫وهذا يؤكد أن الترتي ترتي تصاعدل‪ ،‬فبدأ باكلتزام ب مر هللا تعدالى‪ ،‬إذ هدو األسدائ الدذل يبندى عليد ‪،‬‬
‫وانتهى بنفي الريبة‪ ،‬إذ هي العلة المالحظة من وراَ كم هذل ال وابُ‪.‬‬
‫فه ددذل ال ددمانات َوان كان ددت أوام ددر ينب ددي الس ددمع له ددا والُاع ددة‪ ،‬تعب دددا هلل تع ددالى إك أن م ددن ورائه ددا عل ددة‬
‫عظيمددة‪ ،‬وهددي سددالمة المجتمددع‪ ،‬والمحافظددة علددى عالقات د وروابُ د ‪ ،‬وهددذا مددا أُدت د جملددة‪ " :‬وأدنددى أك‬
‫ترتابوا‪" ..‬‬
‫أسلو اكستثناَ في قول تعالى‪:‬‬
‫ِ ِ‬
‫ِ‬
‫ون َها َب ْيَن ُك ْم)‬
‫ير َ‬
‫(ِإ َّك أ ْ‬
‫َن تَ ُُو َن ت َج َاراَ َحا َرََ تُد ُ‬
‫وهذل الجملة تبين أن التجارَ الحا رَ بيوعها مستثناَ من قيد الُتابة‪ ،‬وتُفي فيها َهادَ الَهود؛ تيسي ار‬
‫للعمليات التجارية التي يعرقلها التقييد‪ ،‬والتي تتم في سرعة‪ ،‬وتتُرر في أوقات قصيرَ؛ ذلك أن اإلسالم‬
‫وهو يَرع للحياَ‪ ،‬قد راعى كم مالبساتها‪ ،‬وكان َريع اة عملية واقعية‪،‬ك تعقيد فيها وك تعويَ لجريان‬
‫الحياَ في مجراها‪)157( .‬‬
‫ولُني ألحظ هنا في هذل العبارَ دكلة أيرو يافية‪ ،‬وهي‪ :‬لفت أنظار المؤمنين إلى التيسيرات في غير‬
‫الديون‪ ،‬فاآلية تعرض العوائَ الُثيرَ في َ ن الديون‪ ،‬وت ع في اإلُار نفس األبوا‬
‫الممهدَ‪ ،‬حتى تفر النفوئ من عقبات الديون إلى تيسيرات البيع الناجز‪.‬‬
‫الميسرَ‪،‬والُر‬
‫ص َم كالم كثير بين المستثنى والمستثنى من ‪ ،‬وأصم‬
‫كما أن الجملة من با اكستثناَ المنقُع‪ ،‬حيث َف َ‬
‫جملة اكستثناَ هي‪ " :‬يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجم مسمى فاُتبول إك أن تُون تجارَ‬
‫حا رَ‪.)158(" ...‬‬
‫لما كانت في حاجة‬
‫ومعنى اكنقُاع هنا‪ :‬أن التجارَ الحا رَ ليست من با الديون في َيَ‪ ،‬لُن ف‬
‫إلى توثيَ عقد البيع‪ ،‬كما يوثَ عقد الديون أُلحقت التجارَ بالديون من وج احتياجها إلى توثيَ‪ ،‬لُن‬
‫توثيَ عقد البيع أقم كلفة وَروُا من عقد المداينة‪.‬‬
‫وج البالغة في وصف التجارَ بالح ور والدوران‪:‬‬
‫يرو الزميَرل – رحم هللا – أن قول ‪ [ :‬حا رَ تديرونها بينكم ] مفهوم من لفظ التجارَ نفسها‪،‬‬
‫ويس ل فيقول‪ [ :‬ف ن قلت ما معنى " تجارَ حا رَ " وسواَ كانت المبايعة بدين أو بعين‪ ،‬فالتجارَ‬
‫حا رَ؟‬
‫وما معنى إدارتها بينهم؟‪.‬‬
‫قلت‪ :‬أريد بالتجارَ ما ُيتَّجر في من األبدال‪ ،‬ومعنى إدارتها بينهم‪ :‬تعاُيهم إياها يدا بيد‪ ،‬والمعنى‪ :‬إك‬
‫أن تتبايعوا بيعا ناج از يدا بيد‪ ،‬فال ب ئ أن تُتبول؛ ألن ك يتوهم في ما يتوهم في التداين ] (‪.)159‬‬
‫لُن هذا اكستفسار في حاجة إلى مراجعة فليست كم تجارَ حا رَ‪ ،‬وَياصة تلك الصفقات التجارية‬
‫التي تعقد في ال رف الم لقة‪ ،‬وعن ُريَ الحاسبات اكلُترونية‪.‬‬
‫كما أن ليست كم تجارَ حا رَ دائرَ‪ ،‬فالدوران والح ور صفتان كزمتان إلباحة منع الُتابة‪.‬‬
‫أما الح ور فيعني وجود السلعة والثمن في مكان واحد‪ ،‬ويتم فيها البيع يدا بيد‪.‬‬
‫وأما الدوران‪ :‬فيعني التجارَ السريعة‪ ،‬ولقد كان الفقهاَ يقولون إنها ذات المُعومات‪ ،‬أو ذات الثمن‬
‫القليم؛ ألن هذل هي الدائرَ بين النائ‪ ،‬لُن اللفظ أعم من ذلك‪ ،‬وَياصة في عالمنا المعاصر‪ ،‬وقد رأينا‬
‫السلعة الواحدَ تباع في المجلئ الواحد أُثر من مرَ‪ ،‬وألُثر من َيص‪ ،‬وذلك في السو المصرفي‪،‬‬
‫أو ما يسمى بالبورصة‪ ،‬أو ما يُلَ علي المزاد العلني‪ ،‬فهذا الدوران للسلعة الواحدَ يبيح ترك الُتابة‪،‬‬
‫بم يستلزمها إذ ك يمكن الُتابة في مثم هذل المبايعات الحا رَ السريعة توسعة على النائ‪ ،‬ورفعا‬
‫للحرج‪.‬‬
‫وجملة‪ " :‬تديرونها بينكم "؛ فيها استح ار لعملية اكنتقال من تاجر إلى آير‪ ،‬ومن ثالث إلى رابع‪،‬‬
‫مما يصع‬
‫مع التوثيَ‪.‬‬
‫وقول " بينكم " يعُي معنى اجتماعهم‪ ،‬وتداول البيع يدا بيد‪ ،‬وانتفاَ الحرج؛ ألن البيع قائم على‬
‫اإليجا‬
‫والقبول‪.‬‬
‫*******‬
‫وج اصُفاَ النفي بد" ليئ" في قول تعالى‪:‬‬
‫وها)‬
‫اا أَك تَ ُْتُُب َ‬
‫(َفَل ْي َئ َعَل ْي ُك ْم ُجَن ْ‬
‫جاَ في القرآن الُريم النفي بد" ك " والنفي بد " ليئ " فما الفر ؟‬
‫لقد جاَ النفي‬
‫" ليئ " تسع مرات في حين ورد النفي‬
‫" ك " ست عَرَ مرَ‪.‬‬
‫وأول ما ُيلحظ من يالل سياقات اآليات أن النفي بد " ك " كائن في األمور التُليفية؛ التي يظن فيها‬
‫الصَفا َواْل َم ْرَوََ ِم ْن ََ َع ِائ ِر َّ ِ َف َم ْن َح َّج اْلَب ْي َت أ َِو‬
‫المكلف أن علي جناح ا إذا فعلها؛ مثم قول تعالى‪ِ( :‬إ َّن َّ‬
‫اعتَمر َفال جناا عَلي ِ أ َّ‬
‫ف ِب ِه َما) (البقرَ‪.)158:‬‬
‫َُ َ َ ْ ْ‬
‫َن َيَُّو َ‬
‫ْ ََ‬
‫كما أن كائن أي ا في نفي الجناا المفيد لإلباحة في مقابم الحظر‪ ،‬فكم ما يصد علي أن جناا‬
‫ِ‬
‫ك (األح از ‪.)51:‬‬
‫اا َعَل ْي َ‬
‫يكون منفي ا؛وذلك نحو‪َ ( " :‬و َم ِن ْابتَ َ ْي َت م َّم ْن َع َزْل َت َفال ُجَن َ‬
‫اا َعَل ْي ِه َّن ِفي َآب ِائ ِه َّن َوك أ َْبَن ِائ ِه َّن َوك ِإ ْي َو ِان ِه َّن‪( )..‬األح از ‪.)55:‬‬
‫ونحو‪( " :‬ك ُجَن َ‬
‫هذا باإل افة إلى أن النفي‬
‫" ك " للجناا كائن في ال ال‬
‫في األمور التُليفية َديدَ الحكم؛ أل‬
‫محرم؛ كما في إقامة حدود هللا تعالى‪ ،‬أو ركن في مقابم باُم‪،‬‬
‫التي يكون الحكم فيها واجب ا في مقابم َّ‬
‫كما في السعي بين الصفا والمروَ‪ ،‬أو مباا في مقابم محرم؛ كما في التعريض بيُبة النساَ‪.‬‬
‫النفي بـ" ليس "‪:‬‬
‫أما النفي بد " ليئ"‪ :‬فهو كائن فيما ليئ بذن أصالا‪ ،‬وعلي ف ن نفي الجناا عن لُمال التنزي ؛‬
‫ِ ِ‬
‫نحو‪(:‬وَليئ عَلي ُكم جن ِ‬
‫ان َّ ُ َغُفو ار َر ِحيما)(األح از ‪5:‬‬
‫َي َ‬
‫يما أ ْ‬
‫وب ُك ْم َوَك َ‬
‫َ ْ َ َ ْ ْ َُ ْ‬
‫ُ ْتُ ْم ِب َوَلُ ْن َما تَ َع َّم َد ْت ُقُل ُ‬
‫اا ف َ‬
‫معفو عن في األصم كما أن كائن فيما لم يرد في مقابل نفي ُينهى عن غالب ا‪.‬‬
‫واليُ‬
‫ُّ‬
‫هذا باإل افة إلى أن " ليئ " تنفي الوحدَ‪ ،‬وك تنفي الجنئ مثم " ك "‪ ،‬ومن ثم فهي أ عف في‬
‫النفي منها‪ ،‬وعلي يمكن فهم أن الجناا في قول " فليئ عليكم جناا أك تُتبوها " غير مقصور‪ ،‬أو‬
‫غير مت ُد في نفوسهم؛ لذلك جاَ نفي بد " ليئ " دون " ك "‪.‬‬
‫وعند عرض األسلوَين لبيان الفر بينهما من يالل السياقات المتنوعة تبين أن جملة‪:‬‬
‫" ك جناا عليكم " ت تي في سيا األحكام والفرائض‪.‬‬
‫أما قول ‪ " :‬وليئ عليكم جناا " ف نها ت تي في سيا المباحات‪ ،‬وما يستحسن من األمور‪.‬‬
‫فمن األولى كتابة التجارَ الحا رَ الدائرَ بين المسلمين‪َ ،‬وان كان الحرج مرفوعا‪.‬‬
‫بالغة التقديم في قول تعالى‪:‬‬
‫(وأَهدوا إذا تبايعتم)‬
‫وهذل الجملة‪ [ :‬تَريع لإلَهاد عند البيع‪ ،‬ولو ب ير دين؛ إذا كان البيع تجارَ حا رَ‪...‬‬
‫وهي إُمال لصورَ المعاملة؛ ف نها إما تداين‪ ،‬أو آيم إلى التداين؛كالبيع بدين َواما تناجز في تجارَ‪،‬‬
‫َواما تناجز في غير تجارَ؛ كبيع العقار‪ ،‬والعروض في غير التُ ْجر ](‪.)160‬‬
‫والجملة هنا جملة َرُية تقدم فيها جوا الَرط علي الفعم واألداَ‪ ،‬وهذا النمُ من التركي‬
‫يفيد‬
‫التوكيد للجوا ؛ أعني التوكيد لإلَهاد‪ ،‬لُن هذا التوكيد يحمم في معُف َيئا آير‪ ،‬وهو اإلَارَ إلي‬
‫كثرَ التبايع‪ ،‬وَيوع ذلك بين النائ؛ َّ‬
‫(وأ َْوُفوا اْل َُ ْي َم ِإ َذا‬
‫فن َّب بالتقديم على اإلَهاد وأهميت وذلك نحو‪َ :‬‬
‫ِكْلتُ ْم)‪.‬‬
‫حَ‬
‫واألمر في (وأَهدوا)‪ :‬قال الُبرل رحم هللا د بوجوب ‪ ،‬فعندل [اإلَهاد علي كم مبيع ومَترو ْ‬
‫وفرض كزم؛ ألن كم أمر هلل فرض‪ ،‬إك ما قامت حجت من الوج الذل يج التسليم ل ب ن‬
‫واج‬
‫ْ‬
‫ند‬
‫َوارَاد ] (‪.)161‬‬
‫جمع من الصحابة والتابعين‪ :‬ومن أَهرهم في ذلك عُاَ؛ حيث قال‪ :‬أَهد إذا‬
‫ولقد قال بالوجو أي ا ْ‬
‫بعت َواذا اَتريت بدرهم أو نصف درهم أو ثلث درهم‪ ،‬أو أقم من ذلك؛ ف ن هللا عز وجم يقول‪:‬‬
‫"وأَهدوا إذا تبايعتم "‪...‬‬
‫ميالفا كتا‬
‫وقال الُبرل أي ا‪ " :‬ك يحم لمسلم إذا باع َواذا اَترل إك أن يَهد‪َ ،‬واك كان‬
‫ا‬
‫وجم ] (‪.)162‬‬
‫هللا عز‬
‫وهذا التوج قد يكون مقبوكا في زمان آير‪ ،‬لُن حركة البيع اآلن والَراَ يستحيم معها اإلَهاد في‬
‫كثير من األحيان؛ إذ ليئ من المعقول عند َراَ قلم مثالا أو كتا‬
‫أظن أن اآلية ترمي إلي ‪.‬‬
‫أمر عسير‪،‬وك‬
‫أن أَهد اثنين‪ ،‬فهذا ْ‬
‫لُن اإلَهاد قد يكون كزما عند مظنة النزاع‪ ،‬أو عند بيع األَياَ الثمينة التي يكتنفها الُمع‪.‬‬
‫وجاَ الفعم الما ي بصي ة التفاعم؛ حيث قيم‪ " :‬تبايعتم " وتلك الصي ة تحمم بعض اإليحاَات‬
‫ومنها‪:‬‬
‫أن المجتمع المسلم عند تبايع ينب ي أن يكفي نفس أوكا‪،‬وك يلتفت إلي المجتمعات األيرو إك بعد‬
‫اكُتفاَ الدايلي؛ ألن الفعم قال‪ " :‬تبايعتم " وهذا توجي إلي إقامة سو إسالمية‪.‬‬
‫عم حدث‬
‫ومنها‪ :‬اإلَارَ إلي ت ار ي الُرفين [ وقد ذكر الزهرل عن عمارَ بن يزيمة أن ف‬
‫د وهو من أصحا النبي صلي هللا علي وسلم د أن النبي صلي هللا علي وسلم ابتاع فرسا من‬
‫أعرابي‪ ،‬فاستتبع النبي صلي هللا علي وسلم ليق ي ثمن فرس ‪ ،‬ف سرع النبي – صلى هللا علي وسلم‬
‫– وأبُ األعرابي‪ ،‬فُفَ رجال يعتر ون األعرابي فيساومون في الفرئ‪ ،‬وك يَعرون أن النبي –‬
‫صلى هللا علي وسلم – قد ابتاع ‪ ،‬حتى ازد بع هم في السوم على ثمن الفرئ‪ ،‬فنادو األعرابي النبي‬
‫– صلى هللا علي وسلم‪ ،‬فقال‪ :‬إن كنت مبتاعاا هذا الفرئ فابتع ’ َواك بعت ‪.‬‬
‫فقال النبي – صلى هللا علي وسلم – حين سمع نداَ األعرابي‪ :‬أوليئ قد ابتعت منك؟ !‬
‫فقال األعرابي‪ :‬ك وهللا ما بعتك‪.‬‬
‫فقال النبي – صلى هللا علي وسلم – بم قد ابتعت منك‪.‬‬
‫فُفَ النائ يلوذون بالنبي – صلى هللا علي وسلم – واألعرابي وهما يتراجعان‪.‬‬
‫فُفَ األعرابي يقول‪ :‬هلم َهيدا يَهد أن بعتك‪.‬‬
‫قال يزيمة بن ثابت‪ :‬أنا أَهد أنك قد بعت ‪.‬‬
‫ف قبم النبي – صلى هللا علي وسلم – على يزيمة فقال‪ :‬بم تَهد؟‬
‫فقال بتصديقك يا رسول هللا‪.‬‬
‫فجعم رسول هللا َهادَ يزيمة بَهادَ رجلين‪)163( ] .‬‬
‫وفي هذا ما يؤكد أهمية الَهادَ في األمور التي يمكن النزاع فيها‪.‬‬
‫******‬
‫بالغة التوجي في قول تعالى‪:‬‬
‫" وك ي ار كات‬
‫وك َهيد "‬
‫[ لما أمرت اآلية بالُتابة‪ ،‬ثم أمرت باإلَهاد انتقلت إلى معنى آير متصم ب ‪ ،‬وهو النهي عن‬
‫اإل رار بهما‪ ،‬ولم ُيقصد بذكر األول التوصم إلى ذكر الثاني‪ ،‬وهذا عند علماَ البالغة يسمى‬
‫اكستُراد (‪)164‬‬
‫وهو مَعر بامتداد ال رض‪......‬وكم ذلك يدل على يُورَ الديون‪ ،‬وكثرَ تبعاتها‪.‬‬
‫والم َّارَ هي‪ :‬إديال ال ير ب ن يوقع المتعاقدان الَاهدين والُات‬
‫إلى العقوبة ](‪)165‬‬
‫يجر‬
‫في الحرج واليسارَ‪ ،‬أو ما ف‬
‫والفعم " ي ار " يجوز أن يكون مسندا إلى الفاعم‪ ،‬ك ن قال ك ُي ِ‬
‫ارر‪....‬‬
‫وأن يكون مفعوكا‪ ،‬أل‪ :‬ك ي َارر‪ ،‬ب ن ُيَ م عن صنعت ‪ ،‬ومعاَ باستدعاَ َهادت ‪..‬‬
‫بمعنى أن يحتمم البناَ للمعلوم‪ ،‬والبناَ للمجهول‪ ،‬ولعم ايتيار هذل المادَ هنا مقصود‪ ،‬كحتمالها‬
‫حكمين ] (‪)166‬‬
‫ال لوجهين ميتلفين "؛ كقول هللا تعالى‬
‫وعلي ؛ ففي الُالم توجي ‪ ،‬والتوجي هو‪ " :‬إيراد الُالم محتم ا‬
‫حكاية عن المَركين‪ " :‬واسمع غير مسمع وراعنا "‪.‬‬
‫قال الزميَرل‪ [ :‬غير مسمع‪ :‬حال من المياُ ؛ أل‪ :‬اسمع وأنت غير مسمع‪ ،‬وهو قول ذو وجهين‪،‬‬
‫يحتمم الذم‪ ،‬أل اسمع منا مدعوا عليك بد " ك سمعت "‬
‫أو اسمع غير مجا‬
‫ماتدعو إلي ] (‪)167‬‬
‫فقول ‪ " :‬وك ي ار " على معنى إديال الَاهدين والُات‬
‫في الحرج‪ ،‬واليسارَ‪ ،‬أو إيذائهما لَهادتهما‬
‫الحقة‪.‬‬
‫وقد يفهم من معنى آير‪,‬وهو أن يتواُ الَاهدان والُات‬
‫في التوثيَ في يعا حَ الدائن أو المدين‬
‫[ لُن األولى بالسيا مياُبة المتداينين ب ك ي ُّاروا الُات‬
‫أو الَهيد؛ ألن لو كان يُابا للُات‬
‫الَهيد لقيم بعد‪َ :‬وان تفعال ف ن فسو بكما ] (‪)168‬‬
‫وقد أيذ فقهاؤنا من هات اآلية أحكاما كثيرَ تتفرع عن اإل رار‪:‬‬
‫ومنها‪ :‬ركو الَاهد من المسافة البعيدَ‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬ترك استفسارل بعد المدَ الُويلة التي هي مظنة النسيان‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬استفسارل استفسا ار يوقع في اك ُ ار ‪.‬‬
‫أو‬
‫ومنها‪ :‬أن ينب ي لوكَ األمور جعم جان‬
‫من مال بيت المال لدفع مصاريف انتقال الَهود‪َ ،‬واقامتهم‬
‫في غير بلدهم‪ ،‬وتعويض ما سينالون من ذلك اكنتقال من اليسائر المالية في إ اعة عائلتهم؛ إعان اة‬
‫على إقامة العدل بقدر الُاقة والسعة ] (‪.)169‬‬
‫وفي تقديم الُات‬
‫على الَهيد إَعار ب ن األصم في التوثيَ هو الُتابة‪ .،‬وأن‬
‫بُ هذل الديون واقع‬
‫في المقام األول على الُات ‪.‬‬
‫أما إفراد اللفظين [ الُات‬
‫والَهيد] مع تنكيرهما؛ فلقصد التعميم‪ ،‬بمعنى‪ :‬أل كات ‪,‬وأل َهيد‪.‬‬
‫كما أن هناك ملمحا آير‪ ،‬وهو ترغي‬
‫كم منهما في تلبية األمر دون النظر إلى وجود كات‬
‫َاهد آير‪ ،‬فتلبية األمر – وَياصة الَاهد –‬
‫غيرل‪.‬‬
‫رورية‪ ،‬حتى َوان ذه‬
‫أما اصُفاَ صي ة البناَ للمجهول في قول ‪ " :‬وك ي ار كات‬
‫آير‪ ،‬أو‬
‫وحدل‪ ،‬حتى َوان لم يح ر‬
‫وك َهيد " ف ن مَعر ب ن ذلك مترسخ‬
‫في الفُر السليمة‪ ،‬حتى َوان لم تُن في دين اإلسالم‪.‬‬
‫ِ‬
‫الح َكم‪ ،‬واألمثال‪ ،‬وك ن ليئ تَريعا للمسلمين‪ ،‬بم إيبار ببديهة تفر ها‬
‫فبناَ الجملة ي عها في قال‬
‫العقول الصحيحة‪ ،‬وهذا ُيكس‬
‫المعنى قوَ ولزوما‪ ،‬وحرصا من الجميع على اكلتزام ب ‪ ،‬ويؤيد هذا‬
‫إنَاَ‪ ،‬وك ن قراََ الرفع والنص‬
‫قراََ‪ " :‬وك ي ُّار " بالرفع؛ إذ إن المعنى على أن يبر‪ ،‬وليئ‬
‫ا‬
‫ِ‬
‫كم يصائص ‪ ،‬وميزات ‪.‬‬
‫إلى أن الجملة ْ‬
‫يبر ُغفلف في صورَ اإلنَاَ ليحمم من ف‬
‫فهو يحمم من اليبر لزوم وثبوت ‪.‬‬
‫ويحمم من اإلنَاَ فري ت ووجوب ‪َ ،‬واثم من ييلف ‪.‬‬
‫وهذا ما أُدت الجملة التالية‪ ،‬وهي‪َ " :‬وان تفعلوا ف ن فسو بكم "‪.‬‬
‫*******‬
‫تَير‬
‫البناَ التركيبي لجملة‪:‬‬
‫" َوان تفعلوا ف ن فسو بكم "‬
‫هذل الجملة تثير عدَ أسئلة‪ :‬ومنها‪:‬‬
‫‪ – 1‬ما وج البالغة في إيثار الفعم " تفعلوا " دون " ت اروا "؟‬
‫‪ – 2‬ما وج حذف المفعول للفعم " تفعلوا "؟‬
‫‪ – 3‬لم بني جوا‬
‫الَرط على الجملة اكسمية؟‬
‫‪ – 4‬لم أ يف الفسو إليهم؟ وكان يمكن أن يقال‪ :‬ف ن فسو ‪ ،‬وكفى‪.‬‬
‫وَداي اة‪:‬‬
‫فالجملة تحذير من إ رار الُات ‪ ،‬أو الَاهد ب لحا حكم الفسو بكم من يرتُ‬
‫ذلك‪.‬‬
‫وَناَ الجملة على الَرط يفيد احتمال وقوع هذا اإل رار‪ ،‬لُن األصم‪ ،‬أو الَائع انتفاَ هذا‪ ،‬كما أن‬
‫إن " يَعر بندرَ حدوث ‪.‬‬
‫اصُفاَ أداَ الَرط " ْ‬
‫أما بالغة ذكر اإل رار بلفظ " تفعلوا " ف ن يكمن في تقبيح من يفعم ذلك‪ ،‬وأن ارتُ‬
‫ذكرل أو وصف ‪ ،‬وهو إ رار الُات‬
‫أم ار ك يمكن‬
‫أو الَاهد‪ ،‬وما هما إك وسيلتان لحفظ الحقو ‪ ،‬وك يعقم أن يقابم‬
‫اإلحسان إك باإلحسان‪ ،‬فلما حدث هذا اإل رار عبَّر عن بلفظ الفعم؛ استبَاعا ل وتهويالا‪ ،‬كما قيم‬
‫لموسى – علي الصالَ والسالم – " وفعلت فعلتك التي فعلت " – الَعراَ ‪-19‬‬
‫كما أن إيثار صي ة الم ارع " تفعلوا " يَعر ب ن الم ارَ أ حت عادَ في النائ تتجدد‪ ،‬وتتُرر‬
‫كثي ار بينهم‪.‬‬
‫أما حذف المفعول من قول " َوان تفعلوا "؛ فلُي تذه في العقول ُك فم مذه ‪ ،‬حتى يديم في كم نوع‬
‫من اإل رار‪ ،‬سواَ في النفئ أو المال أو الولد أو غير ذلك‪.‬‬
‫وجاَ جوا الَرط جمل اة اسمية مفتتحة ب فن؛لإلَارَ إلي م مون الجملة‪ ،‬وهو ثبوت الفسو‬
‫بكم ما ي ر الُات أو الَهيد؛ ألن في ذلك إغالق ا لبا أباح هللا تعالي‪ ،‬وفي ذلك ت يَ علي‬
‫النائ أو دفعا لهم إلي الرَا أو ما حرم هللا‪...‬‬
‫إن " مي ار للَ ن‪ ،‬ول مير الَ ن َ ْن في بالغة العر ‪ ،‬فلقد م ي العلماَ علي أن [‬
‫وجاَ اسم " ف‬
‫يسمي مير‬
‫يفسر وكذلك َّ‬
‫فائدت الدكلة علي تعظيم الميبر عن ‪ ،‬وتفييم ب ن يذكر أوكا مبهماا ثم َّ‬
‫المجهول‪ ،‬وهو عائد على ما بعدل لزوما إذ ك يجوز للجملة المفسرَ ل أن تتقدم علي ] (‪)170‬‬
‫وعلي فتقدير المعنى‪ :‬ف ن الفسو بكم‪.‬‬
‫وكون‬
‫مير الَ ن مفيما‪ ,‬ومعظما للميبر عن يعني أن التفييم للفسو ‪ ،‬وأن المبال ة في الفسو ‪.‬‬
‫وهذا لون من ألوان التنفير‪ ،‬وزجر لُم من تسول ل نفس اإل رار بالُات‬
‫أو الَاهد‪ ،‬ألن فسق‬
‫سيكون مؤكدا ومبال ا في ‪ ،‬أو أن ال مير يعود على اإل رار المفهوم من قول ‪ ":‬وك ي ار "‪ ،‬ويكون‬
‫المعنى‪ :‬ف ن اإل رار فسو ‪.‬‬
‫ثم إن كان يمكن أن يقال‪ :‬ف ن فسو وكفى‪ ،‬لُن زاد النسبة‪ ،‬فقال [ بكم ] إلَعارهم ب ن‬
‫ر ار وأذو‬
‫قد لحَ بهم‪ ،‬فعليهم اإلسراع للتيلص من ‪ ،‬وك ن الفسو يتعلَ بهم حال إ رارهم بالُات ‪ ،‬أو الَهيد‪،‬‬
‫وليئ المراد هنا لزوم لهم‪ ،‬أو أنهم ك ينفكون عن كما قال البعض ] (‪)171‬‬
‫ولقد جاَ في الحديث‪ " :‬سبا‬
‫المؤمن فسو ‪ ،‬وقتال كفر " وك يمكن حمم المعنى على أن من س‬
‫مسلما لزم الفسو ‪ ،‬وك ينفك عن ‪ ،‬بم المعنى‪ :‬على أن الفسو كحَ ب حال سب ‪ ،‬وأن الُفر كحَ‬
‫ب حال قتال أليي المؤمن‪ ،‬ويزول عن إذا كف عن ذلك‪.‬‬
‫أما قول " بكم " وكان يمكن أن يقال – ألن فسو _ فوجه إرادَ الحكم على الفاعم تنفي ار من‬
‫اإل رار‪ ،‬وزج ار ل عن الوقوع في ‪.‬‬
‫*****‬
‫بالغة التُرار في قول تعالى‪:‬‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ ِ‬
‫َّ‬
‫يم)‬
‫( َواتُقوا َّ َ َوُي َعفل ُم ُك ُم َّ ُ َو َّ ُ ب ُك فم ََ ْيَ َعل ْ‬
‫وهذل ثالث جمم جاَت في يتام اآلية‪ ،‬والواو في الجملة األولى استئنافية؛ ليتم التُاليف السابقة‬
‫بالبواعث والمحر ات‪ ،‬على قبول ما سبَ‪ ،‬واكمتثال ل ؛ ذلك ألن التُاليف السابقة فيها من الثقم ما‬
‫فيها‪ ،‬والنفئ حين يثقم عليها الع َ تحتاج إلى ما ينَُها‪ ،‬فذكرتها اآلية بتقوو هللا تعالى؛ [ ألنها‬
‫مالك اليير‪ ،‬وَها يكون ترك الفسو ] (‪.)172‬‬
‫أما تُرار‪َ [ ،‬واظهار اسم الجاللة في الجمم الثالث‪ ،‬فلقصد التنوي لُم جملة؛ حتى تُون مستقلة‬
‫الدكلة‪ ،‬غير محتاجة إلى غيرها المَتمم على ُمعاد ميرها‪ ،‬حتى إذا استمع السامع لُم واحدَ منها‬
‫حصم ل علم مستقم‪ ،‬وقد ك يسمع إحداها فال ي رل ذلك في أيراها‪ ,‬ونظير هذا قول الحماسي‪:‬‬
‫اللؤم أُرم من وَر ووالدل واللؤم أُرم من وَر وما ولدا‬
‫واللؤم داَ لوَر ُيقتلون ب ك يقتدلون بداَ غيدرل أبددا‬
‫ف ن لما قصد التَنيع بالقبيلة‪ ،‬ومن ولدها‪ ،‬وما ولدت أظهر " اللؤم " في الجمم الثالث‪ ،‬ولما كانت‬
‫الجملة الرابعة كالت ُيد للثالثة لم يظهر اسم اللؤم بها‪.‬‬
‫هذا وإلظهار اسم الجاللة‪ ،‬وتُ اررل نكتة أيرو‪ ،‬وهي التهويم‪ ،‬وللتُرير مواقع يحسن فيها‪ ،‬ومواقع ك‬
‫يحسن فيها‪.‬‬
‫قال عبد القاهر في ياتمة دكئم اإلعجاز [ الذو قد يدرك أَياَ ك ُيهتدو ألسبابها‪ ،‬وأن بعض األئمة‬
‫قد يعرض ل اليُ في الت ويم‪ ،‬ومن ذلك ما ُحكي عن الصاح أن قال‪ :‬كان األستاذ ابن العميد‬
‫إلي القصيدَ التي فأولها‪:‬‬
‫وينفِقُ على ما ييتارل‪ ،‬قال الصاح ‪ ،‬فدفع َّ‬
‫ييتار من َعر ابن الرومي‪ُ ،‬‬
‫تتجدد‬
‫أتحت لوعي جمرَ تتوقد على ما م ى أم حسرَ‬
‫ُ‬
‫وقال لي‪ :‬ت ملها‪ ،‬فت ملتها‪ ،‬فوجدت قد ترك يير بيت فيها لم ينقُ علي ‪ ،‬وهو قول ‪:‬‬
‫مد‬
‫بجهم كجهم السيف والسيف منقض وحلم كحلم السيف والسيف م ُ‬
‫فقلت‪ :‬لم ترك األستاذ هذا البيت؟‬
‫بعد فاعتذر بعذر كان َ ار من ترك ‪ ،‬فقال‪ :‬إنما تركت ؛ ألن أعاد‬
‫فقال‪ :‬لعم القلم تجاوزل‪ ،‬ثم رآني من ُ‬
‫السيف أرَع مرات‪.‬‬
‫قال الصاح ‪ :‬لو لم ُيعدل لفسد البيت‪.‬‬
‫قال الَيخ عبد القاهر‪ :‬واألمر كما قال الصاح ‪ ....‬ثم قال‪:‬‬
‫إن الُناية والتعريض ك يعمالن في العقول عمم اإلفصاا والتَُيف‪ ،‬ألجم ذلك كان إلعادَ اللفظ في‬
‫قول تعالى‪":‬وبالحَ أنزلنال وبالحَ نزل"وقول ‪ :‬قم هو هللا أحد هللا الصمد " عمم لوكل لم يكن‪.‬‬
‫وقال الراغ ‪ :‬قد استُرهوا التُرير في قول ‪:‬‬
‫‪ ‬فما للنوو ُج فد النوو ُقُع النوو *‬
‫حتى قيم‪:‬لو سلُ بعير على هذا البيت لرعى ما في من النوو‪ ،‬ثم قال‪ :‬إن التُرير المستحسن‪ :‬هو‬
‫تُرير يقع على ُريَ التعظيم أو التحقير‪ ،‬في جمم متواليات‪ ،‬كم جملة منها مستقلة بنفسها‪،‬‬
‫والمستقبح هو أن يكون التُرير في جملة واحدَ‪ ،‬أو في جمم في معنى‪ ....‬ولم يكن في معنى‬
‫التعظيم أو التحقير‪.‬‬
‫فالراغ‬
‫موافَ لألستاذ ابن العميد‪ ،‬وعبد القاهر موافَ للصاح‬
‫بن عباد‪...‬‬
‫قال المرزوقي في َرا الحماسة عند قول يحيى بن زياد‪:‬‬
‫لما رأيت الَي‬
‫كان الواج‬
‫كا بيا‬
‫بمفر رأسي قلت للَي‬
‫مرحبا‬
‫أن يقول‪ :‬قلت ل ‪ :‬مرحبا لُنهم يكررون األعالم‪ ،‬وأسماَ األجنائ كثي ار والقصد‬
‫بالتُرير التفييم‪)173( ] .‬‬
‫وسواَ أُلَ العلماَ على هذا مصُلح‪ :‬و ع الظاهر مو ع الم مر‪ ،‬أو اليروج على يالف‬
‫األصم‪ ،‬أو التُرار؛ ف ن القصد هو التعظيم‪َ [ ،‬واديال الروعة وترَية المهابة في النفوئ ] (‪.)174‬‬
‫وعلي فتُرير اسم " هللا " في يتام اآلية حيث قيم " واتقوا هللا ويعلمكم هللا وهللا بكم َيَ عليم "‬
‫إنما قصد ب ترَية المهابة في القلو الدائنة‪ ،‬والمدينة‪ ،‬والَاهدَ‪ ،‬والُاتبة‪ ،‬وكذا ترَية المهابة في‬
‫قلو المجتمع اإلسالمي ليحتاط في هذل المعامالت‪ ،‬ويسمع ألوامر‪ ،‬ويُيع‪.‬‬
‫تعلَ العلم بالتقوو‪:‬‬
‫ذه البعض إلى التالزم بين العلم والتقوو‪ :‬تالزم ا َرُي ا‪ ،‬بمعنى‪ :‬أن العلم متعلَ بالتقوو‪ ،‬فمتى‬
‫حدثت التقوو حدث العلم وترت عليها اعتمادا على قول تعالى‪ ":‬واتقوا هللا ويعلمكم هللا "‬
‫يقول القرُبي‪ [:‬إن اآلية وعد مدن هللا بد ن مدن اتقدال َّ‬
‫علمد ‪,‬أل‪ :‬يجعدم فدي قلبد ندو ار يفهدم بد مدا ُيلقدى‬
‫إلي ](‪)175‬‬
‫ويقول الصابوني‪ [ :‬العلم نوعان‪ :‬كسبي ووهبي‪.‬‬
‫أما األول‪ :‬فيكون تحصيل باكجتهاد والمثابرَ والمذاُرَ‪.‬‬
‫وأمددا الثدداني‪ :‬فُريق د التقددوو‪ ،‬والعمددم الصددالح‪ ،‬كمددا قددال هللا تعددالى‪ " :‬واتق دوا هللا ويعلمكددم هللا " وهددذا‬
‫العلددم يسددمى العلددم اللدددني‪ " :‬وآتينددال مددن لدددنا علمددا " – الُهددف ‪ ,-65‬وهددو العلددم النددافع الددذل يهبد هللا‬
‫تعالى لمن يَاَ من عبادل المتقين‪ ،‬وعلي أَار اإلمام الَافعي بقول ‪:‬‬
‫َكوت إلى وكيع سوَ حفظي ف رَدني إلى ترك المعاصي‬
‫وأيبدرندي أن العلم ندور وندور هللا ك يهدو لعاص‬
‫لُن الزركَي – رحم هللا – يالف هذا‪ ،‬فقال [ وأما قول هللا تعالى " واتقوا هللا ويعلمكم هللا " فظن‬
‫بعض النائ أن التقوو سب‬
‫التعليم‪ ،‬والمحققون على منع ذلك؛ ألن لم يرَُ الفعم الثاني باألول‬
‫رَُ الجزاَ بالَرط‪ ،‬فلم يقم " واتقوا هللا يعلمكم هللا " وك قال " فيعلمكم هللا "‪َ .....‬وانما أتى بواو‬
‫العُف‪ ،‬وليئ في ما يقت ي أن األول سب للثاني‪َ ،‬وانما غايت اكقتران والتالزم‪ ،‬كما يقال‪ :‬زرني‬
‫وأزورك‪ ،‬وسلم علينا ونسلم عليك‪ ...‬ونحول مما يقت ي اقتران الفعلين‪ ،‬والتقارض من الُرفين‪ ،‬كما‬
‫لو قال عبد لسيدل‪ :‬اعتقني ولك علي ألف‪ ،‬أو قالت امرأَ لزوجها‪ُ :‬لقني ولك ألف‪ ،‬ف ن ذلك بمنزلة‬
‫ف‬
‫قولها‪ :‬ب لف‪ ،‬أو على ألف‪.‬‬
‫وحينئذ يكون متى عفلم هللا العلم النافع اقترنت ب التقوو بحس‬
‫اع ُب ْدلُ َوتََوَّك ْم َعَل ْي ِ ) (هود‪.)123:‬‬
‫( َف ْ‬
‫وك أظن أن هناك يالفا على العلم اللدني‪ ،‬لقول تعالى‪َ ( :‬ف َو َج َدا َع ْبدا ِم ْن ِعَب ِادَنا آتَ ْيَنالُ َر ْح َم اة ِم ْن‬
‫ِع ْن ِدَنا َو َعَّل ْمَنالُ ِم ْن َل ُدَّنا ِعْلم ا) (الُهف‪.)65:‬‬
‫ذلك‪ ،‬ونظير اآلية قول ‪:‬‬
‫فالعلم الوهبي علم يورث هللا تعالى لمن عمم بما علم‪َ ،‬والي اإلَارَ في األثر‪ " :‬من علم بما علم‬
‫ورثف هللا علم ما لم يعلم ](‪)178‬‬
‫هذا‪َ ....‬وان كان العلم الوهبي ك ييتلف علي أحد إك أن سيا اآلية في َ ن تعليم المسلمين‬
‫ال وابُ الحافظة للديون‪ ،‬وك عالقة لها بالعلم اللدني‪.‬‬
‫ولعم من أقحم هذا األمر نظر إلى ورود قول تعالى " ويعلمكم هللا " عق‬
‫وهذا بعيد – كما أرو ‪.-‬‬
‫قول تعالى‪ :‬واتقوا هللا "‬
‫أما جملة "‪ ":‬وهللا بكم َيَ عليم "‬
‫فقد يتمت بها اآلية‪ ،‬وهي مكونة من مبتدأ ويبر‪ ،‬وو ع بينهما الجار والمجرور " بكم َيَ "‬
‫ألن ما سبَ كان تعليما للمسلمين قواعد‪ ،‬وأصول ال بُ‪ ،‬ف حاط المبتدأ واليبر (هللا عليم) بكم‬
‫َيَ يتعلَ بالديون‪،‬‬
‫وقدم الجار والمجرور على اليبر ألن اآلية في َ ن التعليم والتوجي وو ع ال وابُ فقدم كم ذلك‬
‫على اليبر‪ ،‬ولو كان السيا في تمجيد هللا تعالى لقيم‪ " :‬وهللا عليم بكم َيَ‪.‬‬
‫وهذا اليتام تذكير للمسلمين ب ن ما و ع هللا تعالى من‬
‫ينَ في النفوئ من ري‬
‫وابُ إنما جاَ من علم محيُ بما قد‬
‫عند ترك هذل ال وابُ‪ ،‬أو ميالفتها مما يحتم عليهم األيذ بها واإلذعان‬
‫لُم جزئياتها‪.‬‬
‫*******‬
‫الفصم الرابع‬
‫اإليقاع دايم اآلية‬
‫ك َك أن روافد الجمال والبالغة في الل ة العرَية كثيرَ‪ ،‬ومن أعالها‪ :‬تآلفها الصوتي‪ ،‬وانسجام حروفها‬
‫وكلماتها وجملها في منظومة تجعم من الُالم وجبة متفاعلة العناصر متآلفة األجزاَ؛ ولذلك كان الَعر‬
‫ذا مكانة عالية عند العر ؛ لما يفيض ب من موسيقي ون م‪.‬‬
‫لُن الذل ينب ي اكلتفات إلي عند مالحظة هذل الن مات وتلك التوافقات الموسيقية‪ ،‬هو مالحظة‬
‫العالقة بينها وَين ال رض العام؛ ولذلك يقول أستاذنا محمود توفيَ‬
‫‪" :‬إن العرَية في أل أفَ من أفا البيان بها هي ل ة اإليقاع المتجدد " (‪.)179‬‬
‫والن م في الل ة ينبعث من عدَ مصادر‪ ..‬ويجمعها ُريقان‪:‬‬
‫األول‪ :‬الن م الصوتي‪.‬‬
‫واآلير‪ :‬الن م المعنول‪.‬‬
‫ففي الن م الصوتي‪ :‬ت تيك الموسيقي من يالل أصوات الحروف والحركات دايم الُلمة‪ ،‬ومن ايتيار‬
‫الُلمات واصُفاَ موقعها دايم الجملة‪ ،‬كما ي تي من حجم الُلمة واليتام بها في الفاصلة‪.‬‬
‫أما الن م المعنول‪ :‬في تي من التقابم‪ ،‬والتناظر‪ ،‬والتوازن‪ ،‬والتُافؤ‪ ،‬ورد العجز على الصدر‪ ،‬ومراعاَ‬
‫النظير‪ .......‬إلى آير ذلك من عالقات المعاني‪ ،‬ويجمع كم ذلك [ اكنسجام ] (‪)180‬‬
‫واآلن فلنحاول أن نرهف السمع إلى ما يبدو من تلك الن مات‬
‫إن البداية تبدو في حجم الجملة دايم اآلية‪ ،‬فالجملة العرَية وحدَ صوتية كبيرَ‪ ،‬لها ما يميزها من إيقاع‬
‫ن مي‪ ،‬وُول هذل الن مة أو قصرها ك َك ل دكلت ‪ ،‬أو ينب ي أن يكون ل دكلت ‪.‬‬
‫ثالث وعَرون جملة‪.‬‬
‫ومجموع الجمم في اآلية ْ‬
‫أرَع منها ُويلة ممتدَ‪َ ،‬واحدو عَرَ جملة متوسُة الُول‪ ،‬وثماني جمم قصيرَ‪.‬‬
‫وعلي ‪ ،‬فالُثرَ الُاثرَ للجمم المتوسُة والقصيرَ‪ ،‬من نحو (فليكت )‪( ،‬وليملم الذل علي الحَ) (وليتَ‬
‫هللا رَ )‪.‬‬
‫وهي ن مات تَعرك بالحدَ‪ ،‬والحسم‪ ،‬وسرعة اللهجة وعلو الصوت‪ ،‬وك نها أمور ك تحتمم النقاش أو‬
‫الت جيم‪ ،‬أو النظر‪ ،‬وهذا يص‬
‫في دائرَ اإللزام بالُتابة‪ ،‬فالق ية متعلقة بالحقو من جهة‪ ،‬وَوحدَ‬
‫الصف من جهة أيرو‪ ،‬وهذل ق ايا ك تهاون فيها‪ ,‬لذا كانت النبرَ عالية وسريعة‪.‬‬
‫أما من حيث الحروف‪:‬‬
‫ف ن الحروف الثالثة [ الُاف‪ ،‬والتاَ‪ ،‬والباَ ] في لفظ [ كت ] هي الن مة الَائعة في اآلية‪.‬‬
‫واسمع إلى ذلك‪:‬‬
‫– كات‬
‫[ فاُتبول – وليكت‬
‫– كات‬
‫– يكت‬
‫– فليكت‬
‫– تُتبول – تُتبوها – كات‬
‫‪.] -‬‬
‫فهي ن مة ك تُاد تنقُع عن األذن‪ ،‬وك ينفك القارئ منها حتى ينتهي من اآلية‪ ،‬وهي ن مة موزعة في‬
‫جنبات اآلية من أولها إلى آيرها؛ فال يكاد القارئ يسمعها إك وتعاودل مرَ أيرو؛ لتَيع هذا الجو من‬
‫الحفظ‪ ،‬وال مان الموجود في دكلتها‪.‬‬
‫ودكلة هذل الُلمة في الل ة تفيد [ جمع الَيَ إلى الَيَ ]‪.‬‬
‫ف ذا جمع كم ذلك من الن مات التي يتمت بها الجمم والفواصم َلتَبيَّن ما في اآلية من َّ‬
‫دقات عالية‬
‫الصوت‪ ،‬وك نها دقات إنذار وتحذير عالي اللهجة من يوض هذا المعترك اليُر‪ ،‬أعني‪ :‬معترك‬
‫الديون‪ ،‬ولنسمع سويا إلى يتام هذل الن مات‪ ،‬أو الجمم والحظ معي آير كم جملة ويلوها من اكمتداد‬
‫الصوتي او كما يقول الموسيقيون _ القفالت الحادَ _‪ ،‬لنسمع‪:‬‬
‫وليكت‬
‫فليكت‬
‫بينكم كات‬
‫بالعدل‪.‬‬
‫وليملم الذل علي الحَ‪.‬‬
‫وليتَ هللا رَ‬
‫‪.‬‬
‫واستَهدوا َهيدين من رجالُم‪.‬‬
‫ذلُم أقسُ عند هللا‪.‬‬
‫وأقوم للَهادَ‪.‬‬
‫وأَهدوا إذا تبايعتم‪.‬‬
‫َوان تفعلوا ف ن فسو بكم‪.‬‬
‫واتقوا هللا‪.‬‬
‫ويعلمكم هللا‪.‬‬
‫إن هذل النهايات المبنية على كلمات يالية من المد تَُعر بهذا الحزم‪ ،‬والحسم‪ ،‬والقُع؛ ألن الَائع في‬
‫يتم اآليات والجمم بكلمة فيها حرف مد في اآلير‪ ،‬أو قبم اآلير نحو‪:‬‬
‫القرآن الُريم ُ‬
‫(وال ُّ حى و َّ‬
‫الل ْي ِم ِإ َذا َس َجى) (ال‬
‫َ َ‬
‫َ‬
‫َّ ِ‬
‫ين ُه ْم ِفي‬
‫( َق ْد أَْفَل َح اْل ُم ْؤ ِم ُنو َن الذ َ‬
‫وهذا اكمتداد الصوتي ل وقع ن‬
‫حى‪ )2 – 1‬أو نحو‪:‬‬
‫ِ‬
‫الت ِهم ي ِ‬
‫اَ ُعو َن) (المؤمنون‪)2 – 1‬‬
‫ص ْ َ‬
‫َ‬
‫مي ممتد‪ ،‬وكم ن مة تناس ال رض الذل سيقت من أجل ‪ ،‬لُن الذل‬
‫كحظت هذا في نحو‪ [ :‬بالعدل – الحَ – رجالُم –‬
‫علي الحال هنا – في آية الدين – ييتلف‪ ،‬وقد‬
‫َ‬
‫أجل – رَ – تبايعتم – بكم ]‪.‬‬
‫تلك بعض نهايات الجمم دايم اآلية‪ ،‬وهي بال َك تتوافَ مع غر ها العام الداعي إلى‬
‫مان‬
‫الحقو ‪ ،‬وحفظها‪ ،‬وأيذ المواثيَ عليها‪ ،‬وتوعُّد الميالف‪.‬‬
‫كما أن من روافد الن م في اآلية هذل التقابالت بين األلفاظ والجمم‪.‬‬
‫ففي األلفاظ ُيلحظ الُبا بين [ رجم وامرأتان ]‪َ [ ،‬واحداهما واأليرو ]‪ [ ،‬وص ي ار أو كبي ار ]‪ ،‬وكذا بين‬
‫[ أن ت م ‪ -‬وتُذكر ]‪ ،‬وفي المقابلة تلحظ أي ا هذل النماذج‪:‬‬
‫مثم المقابلة بين جملتي‪ [ :‬ك يستُيع أن ُيمم هو ] و [ فليملم الذل علي الحَ ]‪ ،‬وَين جملتي [ أن‬
‫ت م إحداهما ] و [ فتذكر إحداهما األيرو ]‪ ،‬وَين جملتي [ ي بى الَهداَ ] و [ إذا ما دعوا ] وَين‬
‫جملتي‪ [ :‬وك ي ار كات‬
‫وك َهيد ] و [ إن تفعلوا ]‪ .‬حيث يفهم منها الم ارَ‪.‬‬
‫وهذل التقابالت بين الجمم والمفردات تعمَ المعاني المسكوت عنها في اآلية؛ فاآلية ت ع‬
‫وابُ لمنع‬
‫اليالف بين المسلمين‪ ،‬وهذا يعني أن النفوئ على َفا هذل الهاوية؛ فهي إذا في و ع متقابم‪ ،‬أو‬
‫تُاد‪ ،‬ومن ثم جيَ بالمعاني لتصور هذا الو ع القائم بين األُراف‪ ،‬ولترسم ُبيعت الم ادَ في َ ن‬
‫األموال‪ ،‬والتي من أجلها جاَت اآلية لتُمئن‪ ،‬ولت ع الروابُ بين هذل المتنافرات؛ حتى ك يؤدل‬
‫التعامم بالديون إلى المحذور‪ ،‬وهو اليالف والَقا ‪.‬‬
‫كما أن من روافد الن م في اآلية مراعاَ‬
‫النظير‪:‬‬
‫تم ُّت بالصلة إلى‬
‫حيث جمع مع الُلمة األم – وهي كلمة(الُتابة) ُج َ‬
‫مع معها بعض األلفاظ التي ُ‬
‫أسرتها الدكلية؛ وذلك نحو‪ [ :‬علم ‪ -‬يملم – ت م ‪ -‬تذكر – أ ْق َوم – يعلمكم – عليم ]‪.‬‬
‫فكم هذل كلمات ذات وَائج‪ ،‬وروابُ ك تيفى‪ ،‬وهذا يعني أن أسرَ كلمة (الُتابة) جاَت لت يف إلى‬
‫المعنى المفهوم منها قوَ وت صيالا؛ إذ ليئ التوثيَ عار ا‪ ،‬أو ثانوي ا‪ ،‬بم هو هدف ُحَدت ل األلفاظ‬
‫والتراُي والصور‪.‬‬
‫الفصم اليامئ‬
‫إعادَ التركي‬
‫بعد هذا التحليم‪ ،‬وبعد الوقوف أمام العناصر ب َكالها الميتلفة؛ من كلمات وجمم‪ ،‬وتراُي ‪ ،‬وصور‪،‬‬
‫وعالقة كم ذلك بال رض العام‪ ،‬والسيا الُلي‪ ،‬والجزئي‪ ،‬وبعد رؤية النص من يالل السورَ‪ ،‬وموقع ‪،‬‬
‫وعالقات المتَابكة‪ ،‬ون مات ‪ ،‬ورَُ كم ذلك ب رض اآلية الُلي‪.....‬‬
‫بعد كم هذا يبقى إعادَ جمع هذل العناصر من منظور آير؛ ليكتمم المنهج الُلي‪.‬‬
‫وذلك بالنظر إلى األسلو الذل بنيت علي هذل اآلية‪ :‬أعني األسلو األعلى‪ ،‬واألُثر َيوع ا‪ ،‬والذل‬
‫هو عمود اآلية ومحورها‪ ،‬ثم النظر إلى عالقات األسالي األيرو ب ‪ ،‬وكيف‬
‫انعُفت علي انعُاف الفرع على األصم‪ ،‬وكيف دارت في فلُ ‪ ،‬وتجمعت حول ؟‬
‫والذل ك ييفى بعد التحليم أن األسلو المهيمن على اآلية هو‪:‬‬
‫[ األمر بالُتابة ]‪.‬‬
‫فهو عمود اآلية‪ ،‬وقُ‬
‫رحاها‪ ،‬ومحور بنيانها؛ ف نك تلحظ صريحا ومفهوما‪.‬‬
‫فهو مثالا صريح في نحو‪:‬‬
‫‪ ‬إذا تداينتم بدين إلى أجم مسمى فاُتبول‪.‬‬
‫‪ ‬وليكت‬
‫‪ ‬وك ي‬
‫بينكم كات‬
‫كات‬
‫بالعدل‪.‬‬
‫أن يكت‬
‫كما علم هللا‪.‬‬
‫‪ ‬فليكت ‪.‬‬
‫‪ ‬وك تس موا أن تُتبول‪.‬‬
‫‪ ‬فليئ عليكم جناا أك تُتبوها‪.‬‬
‫وهو مفهوم في نحو‪:‬‬
‫‪ ‬وليملم الذل علي الحَ؛ ألن اإلمالل للُتابة‪.‬‬
‫‪ ‬واستَهدوا َهيدين من رجالُم؛ أل‪ :‬على المكتو ‪.‬‬
‫‪ ‬وك ي‬
‫أما األسالي‬
‫الَهداَ إذا ما دعوا؛ أل‪ :‬إلى توثيَ الُتابة‪ ......‬وغير ذلك كثير‪.‬‬
‫وعالقاتها ب سلو األمر بالُتابة فتت ح فيما يلي‪:‬‬
‫‪ – 1‬بين النداَ واألمر‪ " :‬يا أيها الذين آمنوا‪ .....‬فاُتبول‪" ...‬‬
‫فعالقة األمر بالنداَ جد وثيقة؛ إذ إن األمر بعد النداَ من مظاهر العظمة‪ ،‬كما قال اإلمام في آية‪:‬‬
‫ِ‬
‫اَ ِك) (هود‪)44:‬‬
‫يم َيا أ َْر ُ‬
‫" ( َوِق َ‬
‫ض ْابَلعي َم َ‬
‫يقول‪ [ :‬ومعلوم أن مبدأ العظمة في أن نوديت األرض ثم أمرت‪.)181( ] .‬‬
‫ذلك ألن النداَ توُئة لألمر‪ ،‬وفتح للعقول‪ ،‬حتى تستقبل استقبال المتوث‬
‫لالمتثال‪ ،‬فهو في‬
‫األصم تنبي ‪.‬‬
‫‪ – 2‬بين الَرط واألمر‪:‬‬
‫وكالهما قيد ولُن المالحظ أن أسلو الَرط في اآلية قد اقترن ب سلو األمر في أُثر من مو ع‬
‫نحو‪ " :‬إذا تداينتم‪ ...‬فاُتبول‪ ".‬ونحو‪ " :‬ف ن كان الذل علي الحَ سفيه ا اّ‪ ...‬فليملم‪" .‬‬
‫ونحو‪ " :‬وأَهدوا إذا تبايعتم "‪.‬‬
‫وك ن هناك صلة رحم بين كم منهما‪ ،‬وامتزاج؛ مما أباا تقديم كم منهما على اآلير‪ ،‬مع أن‬
‫األصم تقدم الَرط‪.‬‬
‫‪ – 3‬بين األسلو اليبرل واألمر‪:‬‬
‫تُاد تُون أسالي اليبر في اآلية استرواح ا بعد األوامر‪ ،‬أو استنها ا للهمم‪ ،‬لِتُواصم سماع‬
‫التُاليف من جديد‪ ،‬بعد األوامر في‪ " :‬واستَهدوا‪" ...‬‬
‫واألمر المفهوم من النهي في‪ " :‬وك تس موا أن تُتبول‪ " ..‬حيث قيم‪:‬‬
‫" ذلُم أقسُ عند هللا وأقوم للَهادَ وأدنى أك ترتابوا‪" ...‬‬
‫فك ن اإليبار بذلك لقبول األمر أي ا‪.‬‬
‫‪ – 4‬بين األمر والنهي‪:‬‬
‫أمر ب دل‪ ،‬أو‬
‫إن أسلو النهي هو الوج اآلير ألسلو األمر – غالبا ‪-‬؛ فالنهي عن َيَ ْ‬
‫العكئ في ال ال ؛ فقول ‪ " :‬وك ي كات أن يكت كما علم هللا‪ " ..‬نهي أريد ب األمر؛ أل‪:‬‬
‫ْ‬
‫فليكت كما علم هللا‪.‬‬
‫ال‪.‬‬
‫أمر بالوفاَ‪ ،‬كان قيم ل ‪ :‬لتُتب كام ا‬
‫والنهي في قول ‪ " :‬وك يبيئ من َيئا "‪ْ :‬‬
‫أمر بتلبية الدعوَ؛ ك ن قيم‪ :‬وليل ِف الَهداَ‬
‫والنهي في قول ‪ " :‬وك ي الَهداَ إذا ما دعوا‪ْ " ..‬‬
‫الدعوَ‪.‬‬
‫والنهي في قول ‪ " :‬وك ي فار كات‬
‫والَهيد‪ ...‬وهكذا‪.‬‬
‫ومن هنا تتبين عالقة األسالي‬
‫أمر ب دل‪ ،‬والمعنى‪ :‬أحسنوا إلى الُات‬
‫وك َهيد‪ْ :" ..‬‬
‫ب سلو األمر‪ ،‬وأنها تتصم ب من يالل السيا اتصاكا وثيق ا؛‬
‫لتُون في اليتام منظوم اة واحدَ دافعة إلى اتجال واحد وهو حفظ الحقو ‪َ ،‬واغال أبوا‬
‫ف‬
‫أن تفتح‪....‬‬
‫الَقا قبم‬
‫الفصم السادئ‬
‫ما ورد من أحاديث في َ ن الديون‬
‫هذل مجموعة من األحاديث النبوية‪ ،‬وكالم السلف الصالح في َ ن الديون‪ ،‬ت ع أمام القارئ صورَ‬
‫جلية لموقف اإلسالم من الديون‪ ،‬وتبرز ل مقدار الحرج الذل يلحَ صاحب ‪ ،‬وهي بهذا تص‬
‫في‬
‫ذات الهدف الذل جاَت اآلية لترسي في قلو المؤمنين‪،‬فهي أحاديث تحذر تارَ ’ وت يَ تارَ‬
‫أيرو‪ ،‬وتتوعد تارَ ثالثة‪ ،‬وما كم ذلك إك محاذير وعوائَ أمام هذا ال ر من المعامالت الذل –‬
‫َوان كان مباحا لُن ينب ي أن يكون في أ يَ الحدود وسوف أعرض هنا جزَا من هذل األحاديث‬
‫لت ُيد ما دلت علي اآلية الُريمة‪.‬‬
‫" عن سلمة بن األُوع ر ي هللا عن د قال‪ :‬كنا جلوس ا عند النبي صلي هللا علي وسلم؛ إذ أتي‬
‫صم عليها‪ ،‬فقال‪ :‬هم علي دين؟ قالوا‪ :‬ك‪ ،‬قال‪:‬فهم ترك َيئا؟ قالوا‪ :‬ك‪َّ ،‬‬
‫ِ‬
‫فصلي‬
‫بجنازَ‪،‬فقالوا‪ :‬ف‬
‫علي ‪.‬‬
‫صمف عليها‪ ،‬قال‪ :‬هم علي دين؟ قيم‪:‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬فهم ترك‬
‫ثم أتي بجنازَ أيرل فقالوا‪ :‬يا رسول هللا ِ‬
‫َيئا؟ قالوا‪ :‬ثالث دنانير‪،‬فصلي علي ‪.‬‬
‫ِ‬
‫صم عليها‪ ،‬قال‪ :‬هم ترك َيئا؟ قالوا‪ :‬ك‪ ،‬فقال‪ :‬فهم علي دين؟ قالوا‪:‬‬
‫ثم أتي بجنازَ ثالثة فقالوا‪ :‬ف‬
‫ِ‬
‫صم عليها يا رسول هللا‪ ،‬وعلي دين ‪ ،‬فصلي‬
‫ثالثة دنانير‪ ،‬قال‪ :‬صلوا علي صاحبكم‪ ،‬قال أبو قتادَ‪ :‬ف‬
‫علي " (‪.)182‬‬
‫وعن محمد بن جحش قال‪ :‬كنا جلوسا عند رسول هللا صلي هللا علي وسلم‪ ،‬فرفع رأس إلي السماَ‬
‫ثم و ع راحت علي جبهت ‪ ،‬ثم قال‪ :‬سبحان هللا ماذا نزل من التَديد؟! فسكتنا وفزعنا‪ ،‬فلما كان من‬
‫ال د‪،‬س لت يا رسول هللا‪ ،‬ما هذا التَديد الذل نزل؟ فقال‪" :‬والذل نفسي بيدل لو أن رجالا قتم في‬
‫سبيم هللا ثم أحيي ثم قتم‪،‬ثم أحيي ثم قتم وعلي دين ما ديم الجنة حتى يق ي عن دين "‬
‫(‪.)183‬‬
‫وعن أبي هريرَ أن الرسول صلي هللا علي وسلم قال‪ :‬نفئ المؤمن معلق ْة ما كان علي دين "‬
‫(‪.)148‬‬
‫إن قتلت في‬
‫" وعن أبي قتادَ أن قال‪ :‬جاَ رجم إلي النبي صلي هللا علي وسلم فقال‪ :‬يا رسول هللا‪ْ ،‬‬
‫سبيم هللا صاب ار محتسب ا مقبالا غير مدبر‪ ،‬أيكفر هللا عني يُايال؟! فقال رسول هللا صلي هللا علي‬
‫وسلم‪ :‬نعم‪ ،‬فلما أدبر الرجم نادال فقال ل ‪ :‬كيف قلت‪ ،‬ف عاد علي قول فقال ل النبي صلي هللا علي‬
‫وسلم‪ :‬نعم إك الدين‪ ،‬كذلك قال لي جبريم " (‪)185‬‬
‫وعن أبي ُلحة أن قال‪ :‬كنت أسمع رسول هللا كثي ار يقول‪ :‬اللهم إني أعوذ بك من الهم‬
‫والحزن‪،‬والعجز والُسم‪،‬والجبن والبيم‪ ،‬و لع الدين وغلبة الرجال " (‪.)186‬‬
‫إك الدين" (‪)187‬‬
‫وعن عبد هللا بن عمرو بن العاص أن رسول هللا قال‪ُ ":‬ي فر للَهيد كم ذن‬
‫وعن أبي سعيد اليدرل قال‪ :‬سمعت رسول هللا صلي هللا علي وسلم يقول‪ " :‬أعوذ باهلل من الُفر والدين‬
‫"‪ ،‬قال رجم‪ :‬يا رسول هللا‪ :‬أتعدل الدين بالُفر؟! فقال رسول هللا صلي هللا علي وسلم " نعم " (‪.)188‬‬
‫وعن ثوبان مولي رسول هللا صلي هللا علي وسلم أن قال‪ " :‬من فار الروا الجسد وهو برئ من ثالث‬
‫ديم الجنة‪ :‬من الُبر‪ ،‬وال لول‪ ،‬والدين " (‪.)189‬‬
‫وعن عمر د ر ي هللا عن د قال‪ :‬قال رسول هللا صلي هللا علي وسلم‪ " :‬من مات وعلي دينار أو درهم‬
‫ثم دينا أو درهم " (‪.)190‬‬
‫ُق ي من حسنات ؛ ليئ َّ‬
‫صهي اليير أن رسول هللا قال‪ " :‬أيما رجم يدين دينا‪ ،‬وهو ُم ْج ِم ْع علي أك يوفي إيال لقي هللا‬
‫وعن ُ‬
‫سارقا " (‪.)191‬‬
‫وعن سعيد بن الُوال أن أيال مات وترك ثالثمائة درهم‪ ،‬وترك عياكا‪ ،‬ف ردت أن أنفقها علي عيال ‪،‬‬
‫فقال النبي صلي هللا علي وسلم‪ " :‬إن أياك محتبئ ب َد ْيِن ‪،‬فاقض عن " فقلت يا رسول هللا قد أديت عن‬
‫إك دينارين ادعتهما امرأَ‪ ،‬وليئ لها بينة‪ ،‬قال‪ :‬ف عُها ف نها محقة " (‪.)192‬‬
‫وعن عائَة أن رسول هللا – صلى هللا علي وسلم – أُثر ما يتعوذ من الم ثم‪ ،‬والم رم‪ ،‬قلت‪ :‬يا رسول‬
‫هللا ما أُثر ما تتعوذ من الم رم؟‬
‫قال إن من غرم َّ‬
‫حدث فكذ ‪ ،‬ووعد ف يلف " (‪.)193‬‬
‫وروو الُحاول‪ ،‬وأبو جعفر‪ ،‬والحارث عن أسامة في مسندل عن عقبة بن عامر أن رسول هللا – صلى‬
‫هللا علي وسلم – قال‪ " :‬ك تييفا األنفئ بعد أمنها‪ ،‬قالوا‪ :‬يا رسول هللا وما ذاك؟‬
‫قال‪َّ :‬‬
‫الد ْين "‬
‫وقال – صلى هللا علي وسلم ‪َّ :-‬‬
‫الد ْين َِ ْين "‪.‬‬
‫ورول عن أن قال‪َّ " :‬‬
‫الدين هم بالليم ومذلة بالنهار "‪.‬‬
‫ُ‬
‫والبال‪ ،‬والهم الالزم في ق ائ ‪ ،‬والتذلم‬
‫قال علماؤنا‪َ :‬وانما كان َينا ومذلة لما في من َ م القل‬
‫منت بالت يير على حين أوان ‪ ،‬ورَما بعد من نفس الق اَ فيحلف‪ ،‬أو‬
‫لل ريم عند انق ائ ‪ ،‬وتحمم ف‬
‫حدث ال ريم بسبب فيكذ ‪ ،‬أو يحلف ل فيحنث‪.....‬إلى غير ذلك‪..‬‬
‫ُي ف‬
‫ولهذا يتعوذ من النبي – صلى هللا علي وسلم ‪ ،-‬وكم هذل األسبا مَائن في َّ‬
‫الد ْين ] (‪)194‬‬
‫وعن عمر بن اليُا‬
‫أن قال‪ " :‬إياُم والدين؛ ف ن أول هم‪ ،‬وآيرل حر " (‪)195‬‬
‫وعن أبي موسى األَعرل‪ ،‬عن رسول هللا – صلى هللا علي وسلم – أن قال‪ :‬إن أعظم الذنو عند هللا‬
‫اَ‬
‫تعالى أن يلقال بها عبد – بعد الُبائر التي نهى هللا عنها – أن يموت رجم وعلي دين ك يدع ل ق ا‬
‫" (‪.)196‬‬
‫وعن مالك بن يحيي بن سعيد أن بل‬
‫أن رسول هللا – صلى هللا علي وسلم – كان يدعو فيقول‪" :‬‬
‫اللهم فالَ اإلصباا‪ ،‬وجاعم الليم سكنا‪ ،‬والَمئ والقمر حسبانا‪ ،‬اقض عني الدين‪ ،‬وأغنني من الفقر‪،‬‬
‫وأمتعني بسمعي‪ ،‬وبصرل‪،‬وقوتي في سبيلك "(‪)197‬‬
‫وعن أبي هريرل ر ي هللا عن ‪ ،‬أن قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا علي وسلم " من أيذ أموال النائ‬
‫يريد أداَها أدو هللا عن ‪ ،‬ومن أيذها يريد إتالفها أتلف هللا " (‪)198‬‬
‫الياتمة‬
‫الحمد هلل يير ما بدئ ب الُالم ويتم‪ ،‬سبحان ! ك منتهى لعُايال ومنح ‪ ،‬أحمدل حمدا يقوم‬
‫بالواج من َكرل‪ ،‬ويحسن ب التيلص من هوو النفئ‪ ،‬وتسلُ الَياُين‪ ،‬إلى حسن اليتام‪،‬‬
‫وأصلي‪ ،‬وأسلم على يير األنام – سيدنا محمد يير من دعا إلى هللا على بصيرَ‪ ،‬وتركنا على‬
‫َريعة وا حة منيرَ‪ ،‬وأَهد أك إل إك هللا وحدل ك َريك ل ‪ ،‬الذل أحسن ابتداَ يلقنا بصنعت ‪،‬‬
‫وَرع لنا ما ينفعنا بحكمت ‪ ،‬وأَهد أن سيدنا محمدا عبدل ورسول ‪ ،‬وهدايت إلى يلق ورحمت ‪.......‬‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫ف ن دارئ العلم ك يعيش بمعزل عن مجتمع ‪ ،‬ألن العلم ُوجد لينفع‪ ،‬ونعوذ باهلل من علم ك ينفع‪...‬‬
‫َوان من َ ن أل مجتمع كثير األفراد‪ ،‬متعدد الُبقات أن يعج بالُثير من المَاُم‪ ،‬واألمراض‬
‫اكجتماعية‪َ ،‬وان من أيُر هذل المَاُم – في نظرل اليوم – ق ية الديون‪ ،‬والقروض التي‬
‫أحاُت بالنائ – وَياصة الَبا‬
‫– فقد أريد لهؤكَ الفتية أن يقتر وا‪ ،‬وفتحت لهم األبوا‬
‫على‬
‫مصراعيها قصدا أليذ القروض ليئ تيسي ار عليهم كما ُي َّد َعى‪ ،‬ولُن إلديالهم في دائرَ ك ييرجون‬
‫منها حتى تَي منهم النواصي‪ ،‬والعلة الجاهزَ للرد على المحذرين هي أن القرض َيَ مباا في‬
‫اإلسالم‪ ،‬لذلك َمرت عن ساعد الجد في دراسة هذل اآلية‪ ،‬ألن األمر – في نظرل – يرج من‬
‫دائرَ المعامالت إلى دائرَ الق ايا اكجتماعية التي تؤثر بالسل‬
‫على المجتمع‪ ،‬وتَيع في روا‬
‫المذلة‪ ،‬والي وع‪ ،‬واكنَ ال بالديون وسدادها عما يدور حولهم من مَكالت تنال من دينهم قبم أن‬
‫تنال من وُنهم‪.‬‬
‫ولقد أاصبح َبابنا اليوم أسي ار لهذا ال ول الذل انتَر في المجتمع‪ ،‬وك يكاد ييلو بيت من ‪.‬‬
‫ف ذا أ فنا إلى ذلك الرَا الذل ألحَ بهذل المعامالت‪ ،‬والتي تسمى فوائد القرض رأينا أنفسنا أمام‬
‫ميُُ إللهاَ النائ‪َ ،‬واي اعهم‪ ،‬بم واستعمارهم‪ ،‬ومن لم ي يذ دينا و عت أمام كماليات الدنيا‬
‫يحوذ منها ما يَاَ مع تقسيُ ثمنها على فترات متباعدَ‪ ،‬وهذا ر من الديون اليفية التي ك‬
‫يكاد يسلم منها أحد‪.‬‬
‫َواذا تتبعت المَاُم اليومية‪ ،‬والق ايا المرفوعة أمام المحاُم لعلمت أن أُثرها يرجع إلى هذا‬
‫األمر‪ ،‬حتى تحللت ُعرو المجتمع‪ ،‬وانتقض غزل ‪ ،‬وذهبت قوت في يالفات ترجع كلها إلى الديون‪.‬‬
‫لذلك كل ‪ ،‬ول يرل أي ا جعلت هذل الق ية محم بحثي في‬
‫وَ آية الدين‪ ،‬وهي آية جامعة مانعة‪،‬‬
‫فتناولتها من الوجهة الالغية التحليلية‪ ،‬لبيان منهج هللا تعالى في َ ن الديون‪ ،‬وعالقة ذلك بما يفعل‬
‫النائ‪ ،‬ولقد وددت من يالل هذل الدراسة أن أصرخ في النائ لينتبهوا إلى يُورَ ما هم واقعون‬
‫في ‪.‬‬
‫ولقد تناولت في بحثي آية الدين من عدَ محاور‪:‬‬
‫أظهرت في البداية مو ع اآلية من يالل سورَ البقرَ‪ ،‬وأنها جاَت بعد تمهيد للنفوئ باإليمان؛‬
‫لتتلقى األوامر بالقبول‪.‬‬
‫ثم أظهرت عالقة اآلية بمقصود السورَ األعظم‪ ،‬وهو ‪ -‬كما تبين لي – اإليمان بال ي‬
‫فهو الباعث‬
‫والمحرض على اكلتزام والقبول بكم التُاليف‪.‬‬
‫ثم تناولت السيا الياص العام والياص لآلية‪ ،‬فاآلية تدور في فلك ال وابُ التي تحفظ المجتمع‬
‫من اكنهيار اقتصادي ا‪ ,‬وت من ل القوَ الحامية للعقيدَ الصافية‪.‬‬
‫ثم تناولت وج الُول لهذل اآلية وكَفت عن أن هذا الُول ما هو إك إَارَ إلى المَا التي‬
‫مزجت اآلية بين التُليف والباعث علي ‪:‬‬
‫تُتنف هذل المعامالت‪ ،‬لذلك‬
‫ْ‬
‫فالتُليف مثم‪( :‬فاُتبول _ واستَهدوا)‪.‬‬
‫والباعث والمحرض مثم‪( :‬كما علم هللا ‪ -‬وليتَ هللا رَ ‪....‬إلخ)‪.‬‬
‫عنوان ا يبرز أهم ما‬
‫ثم قمت بتحليم اآلية جمل اة جملة‪ ،‬وكلم اة كلمة‪ ،‬وو عت لُم جملة أو تركي‬
‫في التركي من أسلو بالغي‪ ،‬وأظهرت من يالل هذا التحليم أن هناك ييُا يسلك كم لفظة‪،‬‬
‫وكم جملة‪ ،‬وكم أسلو ‪ ،‬وك ي يع هذا الييُ من اليد أبدا بداية من أول اآلية وحتى يتامها‪.‬‬
‫وهذا الييُ هو‬
‫الت ييَ‪ ،‬والتَديد‪ ،‬وو ع القيود على الديون لتنفير النائ منها‪ ،‬وو عها في‬
‫أ يَ الحدود؛ حتى ك تَيع في المجتمع المسلم‪.....‬‬
‫ثم بعد هذا التحليم حاولت الوقوف على ما في اآلية من ن مات‪ ،‬وَينت عالقة هذل الن مات‬
‫بال رض الذل تهدف إلي اآلية‪ ،‬وأن هذل الن مات رافد مهم من روافد المعنى‪ ،‬وييُ بارز من ييوط‬
‫النسيج دايم اآلية‪.‬‬
‫وبعد هذا التحليم أعدت النظر مرَ أيرو إلى ما تم فك من أسالي‬
‫وألفاظ‪ ،‬وظهر من يالل ذلك‬
‫أن أسلو األمر بالُتابة هو األسلو المهيمن على اآلية إذ ب يتم التوثيَ‪ ،‬وتحفظ الحقو ‪ ،‬وأن‬
‫األسالي‬
‫األيرو تدور في فلُ وتساعدل على إظهار المقصود‪.‬‬
‫ثم أردفت هذا كل بذكر بعض األحاديث النبوية التي ك تبعد عن مقصود اآلية‪ ،‬بم تبرز يُورت‬
‫على المسلم في حيات ‪ ،‬وبعد ممات ‪.‬‬
‫ففي الحياَ يدفع الدين إلى الُذ‬
‫َوايالف الوعد‪ ،‬والهم‪ ،‬والذل‪ ...‬إلخ‬
‫وبعد الموت – إن مات وعلي دين – حجزل الدين عن الجنة‪.‬‬
‫فاآلية واألحاديث في اليتام يرفعان إَارات التحذير ألمة غارقة في الديون؛ لتعود إلى رَدها‪،‬‬
‫وتسلك منهج رَها‪ ،‬إن أرادت لنفسها العزَ والُرامة‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وصلى هللا علي سيدنا محمد‪ ،‬وعلى آل وصحب أجمعين‪ ،‬والحمد هلل ر العالمين‪.‬‬
‫وكتب ‪:‬‬
‫الفقير إلى عفو رَ‬
‫سعيد أحمد جمعة‬
‫‪ 28‬من رج‬
‫‪ 1426‬هد‬
‫ثبت بالعناوين‬
‫العنوان‬
‫تقديم‬
‫التمهيد‬
‫منهج البحث‬
‫يُة البحث‬
‫الفصم األول‪ :‬النظرَ الُلية‬
‫موقع سورَ البقرَ على مدرجة القرآن‬
‫المقاصد الُلية دايم سورَ البقرَ‬
‫المقصود األعظم لسورَ البقرَ وعالقة آية المداينة ب‬
‫وج ايتصاص سورَ البقرَ بآية المداينة‬
‫السيا العام والياص لآلية‬
‫عالقة اآلية ب ول سورَ البقرَ وآيرها‬
‫وج البالغة في ُول اآلية‬
‫آية المداينة بين التثقيف والتُليف‬
‫مصُلحات وحدود‬
‫الفصم الثاني‪ :‬المعجم الل ول ثم رؤية بيانية ل‬
‫المعجم الل ول‬
‫رؤية بيانية لهذا المعجم‬
‫الفصم الثالث‪ :‬التحليم البالغي لآلية‪ ،‬وفي ‪:‬‬
‫أسلو النداَ في قول ‪ " :‬يا أيها الذين آمنوا "‬
‫فق دكلة أداَ الَرط في قول " إذا تداينتم "‬
‫البيان بالفعم " تداينتم "‬
‫دكلة البيان في قول ‪ " :‬بدين "‬
‫بالغة وصف األجم بد " مسمى "‬
‫الصفحة‬
‫‪3‬‬
‫‪5‬‬
‫‪6‬‬
‫‪7‬‬
‫‪10‬‬
‫‪11‬‬
‫‪13‬‬
‫‪15‬‬
‫‪16‬‬
‫‪19‬‬
‫‪20‬‬
‫‪24‬‬
‫‪26‬‬
‫‪28‬‬
‫‪31‬‬
‫‪37‬‬
‫‪38‬‬
‫‪43‬‬
‫‪45‬‬
‫‪46‬‬
‫‪48‬‬
‫‪49‬‬
‫‪51‬‬
‫‪53‬‬
‫‪54‬‬
‫‪56‬‬
‫‪57‬‬
‫‪62‬‬
‫‪66‬‬
‫‪71‬‬
‫‪73‬‬
‫‪74‬‬
‫‪76‬‬
‫‪77‬‬
‫‪79‬‬
‫بالغة اكستعارَ في قول ‪ " :‬مسمى "‬
‫بالغة التعبير في كتابة الدين "‬
‫أثر السيا في تحديد حكم الُتابة‬
‫بالغة اإلدماج في قول " وليكت‬
‫أوج البيان في قول ‪ " :‬وك ي‬
‫بينكم كات‬
‫كات‬
‫"‬
‫أن يكت‬
‫"‬
‫اجتماع األمر والنهي على الُتابة "‬
‫التفريع في قول ‪ " :‬فاُتبول "‬
‫أثر السيا في دكلة قول " وليملم الذل علي الحَ " على القصر‬
‫وج البالغة في تعريف المدين بجملة الصلة‬
‫البناَ التركيبي لجملتي‪ " :‬وليتَ هللا رَ وك يبيئ من َيئا "‬
‫اكستثناَ بالَرط في قول تعالى‪ " :‬ف ن كان الذل علي الحَ سفيها‪" ..‬‬
‫أثر التُرار في بناَ جملة‪ " :‬فليملم ولي بالعدل "‬
‫عوامم التوكيد في جملة‪ " :‬واستَهدوا َهيدين‬
‫بالغة التعريف بالوصف في جملة‪ " :‬ف ن لم يكونا رجلين "‬
‫أثر القراَات في تصوير المعنى في جملة‪ " :‬أن ت م إحداهما "‬
‫اإلظهار في مو ع اإل مار في قول تعالى‪ " :‬فتذكر إحداهما األيرو "‬
‫الَهداَ إذا ما دعوا "‬
‫أثر السيا في تصوير المعنى في جملة‪ " :‬وك ي‬
‫الُناية في جملة‪ " :‬وك تس موا "‬
‫التحريض باليبر في قول تعالى‪ " :‬ذلُم أقسُ عند هللا "‬
‫حذف المف م علي‬
‫ترتي‬
‫الجمم الثالث‬
‫أسلو اكستثناَ في قول تعالى‪ " :‬إك أن تُون تجارَ "‬
‫وج البالغة في وصف التجارَ بالح ور والدوران‬
‫وج اصُفاَ النفي بد" ليئ " في قول ‪ " :‬فليئ عليكم جناا أك تُتبوها "‬
‫بالغة التقديم في قول تعالى‪ " :‬وأَهدوا إذا تبايعتم "‬
‫بالغة التوجي في قول تعالى‪ " :‬وك ي ار كات‬
‫وك َهيد‬
‫البناَ التركيبي لجملة‪َ " :‬وان تفعلوا ف ن فسو بكم "‬
‫‪82‬‬
‫‪84‬‬
‫‪86‬‬
‫‪88‬‬
‫‪92‬‬
‫‪94‬‬
‫‪98‬‬
‫‪99‬‬
‫‪103‬‬
‫‪103‬‬
‫‪104‬‬
‫‪104‬‬
‫‪106‬‬
‫‪107‬‬
‫‪109‬‬
‫‪111‬‬
‫‪113‬‬
‫‪114‬‬
‫‪117‬‬
‫‪121‬‬
‫‪124‬‬
‫‪128‬‬
‫‪131‬‬
‫‪134‬‬
‫‪141‬‬
‫بالغة التُرار في قول تعالى‪ " :‬واتقوا هللا ويعلمكم هللا وهللا بكم َيَ عليم "‬
‫تعلَ العلم بالتقوو‬
‫الفصم الرابع‪ :‬اإليقاع دايم اآلية‬
‫الفصم اليامئ‪ :‬إعادَ الترتي‬
‫الفصم السادئ‪ :‬األحاديث النبوية الواردَ في َ ن الديون‬
‫الياتمة‬
‫ثبت بالعناوين‬
‫الهوامش‬
‫ثبت ب هم المصادر والمراجع‬
‫الهوامش‬
‫‪ -1‬في سنن الترمذل من حديث عثمان ر ي هللا عن قال‪ :‬كان رسول هللا – صلى هللا علي وسلم مما ي تي علي الزمان وهو‬
‫تتنزل علي السورَ ذوات العدد‪ ،‬فكان إذا نزل علي الَيَ دعا بعض من كان يكت‬
‫التي يذكر فيها كذا وكذا‪َ ،‬واذا نزلت علي اآلية فيقول‪:‬‬
‫فيقول‪:‬‬
‫عوا هؤكَ اآليات في السورَ‬
‫عوا هذل اآلية في السورَ التي يذكر فيها كذا وكذا (دار إحياَ التراث‬
‫العرَي حديث رقم ‪ ,3086‬وأيرج أحمد في المسند ‪ ،57 / 1‬نَر مؤسسة ُيبة ت‪ /‬أحمد محمد َاُر)‬
‫‪ -2‬منهج البحث البياني عن المعنى القرآني لمحمود توفيَ صد ‪ -19‬مُبعة األيوَ األَقاَ – مصر‬
‫‪ -3‬في حديث مسلم عن أبي هريرَ أن رسول هللا – صلى هللا علي وسلم – قال‪ :‬من صلى صالَ لم يق أر فيها ب م القرآن فهي‬
‫يداج‪ ،‬أل‪ :‬ناقصة ‪ ,296 /1‬حديث رقم ‪395‬‬
‫‪ -4‬جاَ عند الترمذل‪ ،‬وأحمد والمستدرك للحاُم من حديث أبي هريرَ‪ " :‬لُم َيَ سنام وسنام القرآن سورَ البقرَ " واللفظ‬
‫للترمذل‪ ،‬كتا‬
‫ف ائم القرآن ‪ 275 / 5‬رقم ‪2878‬‬
‫‪ -5‬النب العظيم – نظرات جديدَ في القرآن الُريم للدكتور محمد عبد هللا دراز صد ‪163‬وما بعدها ُبعة دار الثقافة – الدوحة قُر‬
‫‪ 1405‬هد‬
‫‪ -6‬منهج البحث البياني عن المعني القرآني لمحمود توفيَ ص ‪141 – 137‬‬
‫‪ -7‬السابَ صد ‪111‬‬
‫‪ -8‬السابَ صد ‪57‬‬
‫‪ -9‬السابَ صد ‪158 – 155‬‬
‫‪-10‬‬
‫إَكالية الجمع بين الحقيقة والمجاز في‬
‫‪-11‬‬
‫الجامع الصحيح الميتصر – صحيح البيارل ألبي عبد هللا محمد بن إسماعيم البيارل ‪ 841 / 2‬رقم ‪ 2257‬دار‬
‫‪1412‬هد ط األولى‬
‫وَ البيان القرآني لمحمود توفيَ صد ‪ – 153‬مُبعة األمانة – القاهرَ‬
‫ابن كثير – اليمامة – دمََ ط ‪ /‬الثانية ‪ 1407‬هد ت‪ /‬مصُفى دي‬
‫‪-12‬‬
‫الب ا‪.‬‬
‫إتقان ما يحسن من األيبار الدائرَ على األلسن لمحمد بن محمد العزل ط ‪ /‬األولى – دار الفارو الحديثة ت‪ /‬يليم‬
‫محمد العرَي ‪.260 / 2‬‬
‫‪-13‬‬
‫سبم اكستنباط من القرآن والسنة – دراسة بيانية ناقدَ لمحمود توفيَ ص ‪ – 483‬مُبعة األمانة – مصر ط‪ /‬األولى‬
‫‪1413‬هد‪.‬‬
‫‪-14‬‬
‫في ظالل القرآن لسيد قُ‬
‫‪-15‬‬
‫إَكالية الجمع بين الحقيقة والمجاز ‪.342 / 1‬‬
‫‪-17‬‬
‫أسرار البالغة لعبد القاهر الجرجاني ت‪ /‬هد ريتر صد ‪ 25‬مكتبة المتنبي – القاهرَ‪.‬‬
‫‪-18‬‬
‫دكئم اإلعجاز لعبد القاهر الجرجاني صد‪ 132‬ت‪ /‬محمود َاُر – مكتبة اليانجي – القاهرَ‪.‬‬
‫‪-16‬‬
‫‪ 342 / 1‬ط‪ /‬دار الَرو – مصر‪.‬‬
‫منج البحث البياني صد ‪.74 – 72‬‬
‫‪-19‬‬
‫سنن أبي داود – كتا‬
‫‪-20‬‬
‫األم لمحمد بن إدريئ الَافعي ‪ – 93 / 3‬دار المعرفة – بيروت ‪ 1393‬هد ط‪ /‬الثانية‪.‬‬
‫الدين عبد الحميد‪.‬‬
‫الصالَ – با‬
‫اكستعاذَ ‪ 93 / 2‬حديث رقم ‪ – 1555‬دار الفكر –بيروت – ت‪ /‬محمد محيي‬
‫‪-21‬‬
‫الجامع ألحكام القرآن للقرُبي ‪ – 377 / 3‬دار الَع‬
‫‪-22‬‬
‫السابَ ‪.378 / 3‬‬
‫– القاهرَ –ط‪ /‬الثانية – ت‪ /‬أحمد عبد العليم البردوني‪.‬‬
‫‪-23‬‬
‫معجم المصُلحات اكقتصادية لنزي حماد صد ‪ – 13‬المعهد العالمي للفكر اإلسالمي –ط ‪ /‬األولى‪.‬‬
‫‪-24‬‬
‫لسان العر كبن منظور األفريقي مادَ (دين) دار صادر بيروت –ط‪ /‬األولى‬
‫‪-25‬‬
‫الم ني في فق اإلمام أحمد بن حنبم الَيباني كبن قدامة المقدسي ‪ – 720 /5‬دار الفكر – بيروت ‪ 1405‬هد‪.‬‬
‫‪-26‬‬
‫الم ني كبن قدامة ‪5 / 6‬‬
‫‪-27‬‬
‫‪-28‬‬
‫الفرو ألبي هالل العسكرل صد ‪ 193‬ت‪ /‬محمد باسم عيون السود – مكتبة عبائ الباز – مكة المكرمة‪.‬‬
‫القاموئ المحيُ للفيروزَادل مادَ (سلم) مؤسسة الرسالة‪.‬‬
‫‪-29‬‬
‫الجامع ألحكام القرآن للقرُبي – دار الَع‬
‫‪-30‬‬
‫الم ني كبن قدامة ‪ – 720 / 5‬ت ‪ /‬محمد َرف الدين وغيرل ط‪ /‬دار الحديث – القاهرَ‪.‬‬
‫‪-31‬‬
‫القاموئ المحيُ – سلف‪.‬‬
‫‪-33‬‬
‫سبم السالم للصنعاني ‪ 68 / 3‬دار الحديث – القاهرَ‪.‬‬
‫‪-34‬‬
‫نيم األوُار من أحاديث سيد األييار َرا منتقى األيبار ‪ -‬الَوكاني – دار الجيم – بيروت ‪.343 / 5‬‬
‫‪-35‬‬
‫معجم المصُلحات اكقتصادية – صد ‪39‬‬
‫‪-36‬‬
‫السابَ صد ‪.105‬‬
‫‪-32‬‬
‫‪-37‬‬
‫‪-38‬‬
‫صحيح البيارل – كتا‬
‫اكستقراض – با‬
‫– القاهرَ‪.‬‬
‫من ايذ أموال النائ ‪ 841 2 -‬رقم ‪2257‬‬
‫فق السنة للسيد سابَ ‪ – 184 / 3‬مكتبة الرَد – الرياض – ط ‪ /‬األولى ‪1422‬هد‬
‫اإلتقان في علوم القرآن للسيوُي ‪ ،462 / 1‬جالل الدبن أبو بكر بن عبد الرحمن السيوُي‪ ،‬ت ‪ 913‬هد ‪ -‬دار‬
‫الفكر بيروت‪.‬‬
‫‪-39‬‬
‫السابَ ‪.517 / 1‬‬
‫‪-41‬‬
‫التحرير والتنوير لسماحة األستاذ اإلمام الَيخ محمد الُاهر بن عاَور ج ‪ 98 / 3‬دار سحنون للنَر والتوزيع تونئ‪.‬‬
‫‪-40‬‬
‫اإلتقان ‪.490 / 1‬‬
‫‪-42‬‬
‫األَبال والنظائر لعبد الرحمن بن أبي بكر السيوُي‪ ،‬دار الُت‬
‫‪-43‬‬
‫إَكالية الجمع بين الحقيقة والمجاز لمحمود توفيَ ‪ – 121 ،120‬مُبعة األمانة – القاهرَ ‪ 1412‬هد‪.‬‬
‫‪-44‬‬
‫العلمية –بيروت ‪.124/ 2‬‬
‫ولذلك فسر القرُبي رحمة هللا معني " آمنوا " بقول ‪" :‬يا أيها الذين آمنوا صدقوا هللا ورسول [ إذا تدينتم ]يعني إذا‬
‫تبايعتم بدين أو اَتريتم بدين‪ ,‬أو تعاُيتم‪ ،‬أو أيذتم ب إلى أجم مسمى ‪.116 / 3‬‬
‫‪-45‬‬
‫إَكالية الجمع بين الحقيقة والمجاز ص ‪.120‬‬
‫‪-46‬‬
‫السابَ ص ‪.119‬‬
‫‪-47‬‬
‫السابَ ص ‪.120‬‬
‫‪-49‬‬
‫السابَ ص ‪.198‬‬
‫‪-50‬‬
‫َرا قصيدَ ابن القيم ألحمد إبراهيم بن عيسى – المكت‬
‫‪-48‬‬
‫الجملة الَرُية عند النحاَ ألبي أوئ إبراهيم الَمسان ص ‪ 199‬مُبعة الدعوَ – عابدين – مصر‬
‫اإلسالمي – بيروت ط ‪ /‬الثالثة ت ‪ /‬زهير الَاويش‪.‬‬
‫‪-51‬‬
‫البرهان في علوم القرآن للزركَي – دار المعرفة – بيروت – ت‪ /‬محمد أبو الف م إبراهيم‪.‬‬
‫‪-53‬‬
‫جامع البيان عن ت ويم آل القرآن لمحمد بن جرير الُبرل ُبعة دار الفكر – بيروت‪.‬‬
‫‪-52‬‬
‫‪-54‬‬
‫‪-55‬‬
‫البرهان في علوم القرآن للزركَي ‪.299 /1‬‬
‫الجامع ألحكام القرآن للقرُبي ‪.\ 85 / 3‬‬
‫التبييان في إع ار القرآن مح‬
‫البجاول‪.‬‬
‫الدين عبد هللا العكبرل ص ‪ – 271‬دار إحياَ الُت‬
‫العرَية – ت‪ /‬علي محمد‬
‫‪-56‬‬
‫‪-57‬‬
‫‪-58‬‬
‫‪-59‬‬
‫الجامع ألحكام القرآن – ‪.382 / 3‬‬
‫الجامع ألحكام القرآن ‪.377 / 3‬‬
‫إرَاد العقم السليم إلى مزايا القرآن الُريم تفسير أبي السعود ‪ -‬دار إحياَ التراث العرَي – بيروت ‪.269 /1‬‬
‫التحرير والتنوير للُاهر بن عاَور ‪ 96 / 3‬دار سحنون للنَر والتوزيع‪.‬‬
‫‪-60‬‬
‫البرهان في علوم القرآن للزركَي ‪ – 400 – 398 / 2‬دار المعرفة – بيروت ‪ -‬ت‪ /‬محمد أبو الف م إبراهيم‪.‬‬
‫‪-62‬‬
‫التحرير والتانوير ‪.99 / 3‬‬
‫‪-61‬‬
‫‪-63‬‬
‫التحرير والتنوير ‪.99 / 3‬‬
‫اإلي اا في علوم البالغة لليُي‬
‫‪-64‬‬
‫الالح‬
‫‪-66‬‬
‫الجامع ألحكام القرآن ‪.382 / 3‬‬
‫‪-67‬‬
‫السابَ ‪.382 /3‬‬
‫‪-68‬‬
‫السابَ ‪.383 / 3‬‬
‫‪-65‬‬
‫‪-69‬‬
‫‪-70‬‬
‫هو‪ :‬الُريَ الممهد المستقيم‪.‬‬
‫صي ة األمر والنهي في الذكر الحكيم للدكتور محمود توفيَ – ص ‪ – 35‬مُبعة األمانة – مصر‪.‬‬
‫األم لإلمام الَافعي – ‪ – 89 / 3‬دار المعرفة – بيروت – ‪ 1993‬هد ‪ -‬ط ‪ /‬الثانية‪.‬‬
‫جامع البيان في ت ويم آل القرآن للُبرل ‪ – 131 – 119 / 3‬دار الفكر بيروت ‪.-‬‬
‫‪-71‬‬
‫التحرير والتنوير ‪.100 / 3‬‬
‫‪-72‬‬
‫في ظالل القرآن للسيد قُ‬
‫‪-73‬‬
‫القزويني ص ‪ – 327‬ت ‪ /‬عبد الحميد هنداول – مؤسسة الميتار – القاهرَ‪.‬‬
‫‪ – 652 / 1‬دار الَرو " ‪ /‬األولى – ‪ 1987‬م‪.‬‬
‫مقاييئ الل ة كبن فارئ – دمج – ص ‪ – 364‬دار الفكر – بيروت – ت‪َ /‬ها‬
‫‪ 1415‬هد‪.‬‬
‫‪-74‬‬
‫اإلي اا في علوم البالغة ص ‪ 327‬ت ‪ /‬عبد الحميد هنداول – مؤسسة الميتار‪.‬‬
‫‪-75‬‬
‫حاَية الدسوقي على التلييص ‪ – 399 / 4‬دار السرور – بيروت – لبنان‪.‬‬
‫‪-76‬‬
‫الدين أبو عمرو – ط ‪ /‬األولى‬
‫روا المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني لأللوسي ص‪ - 460 /1‬دار إحياَ التراث العرَي – بيروت ت ‪/‬‬
‫محمد السيد الجلينيد‪.‬‬
‫‪-77‬‬
‫الجامع ألحكام القرآن للقرُبي ‪.154 / 3‬‬
‫‪-78‬‬
‫روا المعاني ‪.101 / 1‬‬
‫‪-79‬‬
‫روا المعاني ‪.250 / 4‬‬
‫‪-80‬‬
‫روا المعاني ‪.390 / 4‬‬
‫‪-82‬‬
‫التحرير والتنوير ‪.102 / 3‬‬
‫‪-81‬‬
‫الجامع ألحكام القرآن للقرُبي ‪.54 / 3‬‬
‫‪-83‬‬
‫الجامع ألحكام القرآن ‪.384 / 3‬‬
‫‪-84‬‬
‫روا المعاني ‪.58 / 3‬‬
‫‪-85‬‬
‫‪-86‬‬
‫م ني اللبي‬
‫كبن هَام ‪ – 151 / 1‬المكتبة العصرية‪.‬‬
‫البحر المحيُ ألبي حيان ‪– 360 / 2‬ت ‪ /‬مجموعة من العلماَ – دار الُت‬
‫‪-87‬‬
‫التحرير والتنوير ‪.102 /3‬‬
‫‪-88‬‬
‫صورَ األمر والنهي في الذكر الحكيم لمحمود توفيَ ص ‪.65‬‬
‫‪-89‬‬
‫صحيح البيارل – كتا‬
‫اكعتصام‪ ،‬وفتح البارل ‪ ،222 /13‬ومسلم – كتا‬
‫العلمية – بيروت‪.‬‬
‫الحج رقم ‪.412‬‬
‫‪-90‬‬
‫التحرير والتنوير للُاهر بن عاَور ‪.102 / 3‬‬
‫‪-91‬‬
‫َروا التلييص ‪ – 386 – 385 / 4‬دار السرور – بيروت‪.‬‬
‫‪-92‬‬
‫التحرير والتنوير ‪.103 / 3‬‬
‫‪-93‬‬
‫التحرير والتنوير ‪.102 / 3‬‬
‫‪-94‬‬
‫روا المعاني ‪.67 / 3‬‬
‫‪-96‬‬
‫‪-97‬‬
‫دقائَ القصر تحري ار وتصوي ار لمحمود توفيَ ‪ 1405‬هد ص ‪.44‬‬
‫دكئم اإلعجاز لعبد القاهر الجرجاني ص ‪ – 199‬مكتبة اليانجي – ت ‪ /‬محمود َاُر‪.‬‬
‫‪-98‬‬
‫البحر المحيُ ‪.360 /2‬‬
‫‪-95‬‬
‫‪-99‬‬
‫السابَ ‪.67 / 3‬‬
‫صحيح البيارل – كتا‬
‫اكستقراض – با‬
‫من أيذ أموال النائ ‪ 841 / 2‬رقم ‪.2257‬‬
‫‪-100‬‬
‫الجامع ألحكام القرآن للقرُبي ‪.387 / 3‬‬
‫‪-101‬‬
‫التحرير والتنوير ‪ ،104 / 3‬وانظر القرُبي ‪.387 / 3‬‬
‫‪-102‬‬
‫مقاييئ الل ة كبن فارئ – سف ‪.-‬‬
‫‪-103‬‬
‫روا المعاني لأللوسي ‪.68 / 3‬‬
‫‪-105‬‬
‫التحرير والتنوير ‪.106 / 3‬‬
‫‪-104‬‬
‫‪-106‬‬
‫التحرير والتنوير ‪.101 / 3‬‬
‫الفروو الل وية ألبي هالل العسكرل – ص ‪ ،110‬ت ‪ /‬محمد باسم عيون السود – مكتبة عبائ الباز – مكة‬
‫المكرمة‪.‬‬
‫‪-107‬‬
‫فتح البارل َرا صحيح البيارل كبن حجر العسقالني ‪ – 38 / 6‬عالم المعرفة – بيروت – لبنان‪.‬‬
‫‪-108‬‬
‫التحرير والتنوير ‪.105 /3‬‬
‫‪-109‬‬
‫روا المعاني لأللوسي ‪.69 / 3‬‬
‫‪-110‬‬
‫روا المعاني لأللوسي ‪.70 /3‬‬
‫‪-111‬‬
‫‪-112‬‬
‫‪-113‬‬
‫‪-114‬‬
‫التحرير والتنوير ‪.106 / 3‬‬
‫التحرير والتنوير ‪.109 / 3‬‬
‫الَُاف عن حقائَ التنزيم وعيون األقاويم للزميَرل ‪ – 403 /1‬ط ‪ /‬مصُفى الحلبي ‪ 1392‬هد ‪ -‬القاهرَ‪.‬‬
‫تفسير الُبرل ‪.18 / 3‬‬
‫‪-115‬‬
‫إتحاف ف الَ البَر من القراَات األرَعة عَر لَها‬
‫‪-116‬‬
‫الَُاف ‪ ،403 / 1‬وانظر أي ا لسان العر كبن منظور –‬
‫أنئ مهرَ ص ‪ – 213‬مكتبة عبائ الباز – مكة المكرمة‪.‬‬
‫الدين أحمد بن محمد الدمياُي البناَ – و ع حواَي الَيخ‬
‫م ‪ ،-‬والقرُبي ‪.397 / 3‬‬
‫‪-117‬‬
‫الفرو الل وية ألبي هالل ص ‪ ،.241‬وانظر المفردات في غري‬
‫‪-118‬‬
‫التحرير والتنوير ‪.110 / 3‬‬
‫‪-120‬‬
‫محُة اق أر الف ائية‪ ،‬برنامج معجزَ القرآن المتجددَ‪ ،‬لف يلة الَيخ عبد المجيد الزنداني‪ ،‬في يوم الثالثاَ – ‪ 1423‬هد‪.‬‬
‫‪-121‬‬
‫التحرير والتنوير ‪.112 ،111 / 3‬‬
‫‪-122‬‬
‫الجامع ألحكام القرآن ‪.397 / 2‬‬
‫‪-123‬‬
‫الجامع ألحكام القرآن ‪.398 / 3‬‬
‫‪-119‬‬
‫في ظالل القرآن لسيد قُ‬
‫القرآن لألصفهاني – دار المعرفة – بيروت‪.‬‬
‫‪ – 390 / 3‬ط ‪ /‬دار الَرو القاهرَ‪.‬‬
‫‪-124‬‬
‫دكئم اإلعجاز لعبد القاهر الجرجاني ص ‪ .146‬اليانجي ت ‪ /‬محمود َاُر‪.‬‬
‫‪-125‬‬
‫تفسير االقرآن العظيم كبن كثير ص ‪ – 146‬دار الفكر بيروت‪.‬‬
‫‪-126‬‬
‫‪-127‬‬
‫تفسير الُبرل ‪.118/3‬‬
‫تفسير الُبرل ‪.119 /3‬‬
‫‪-128‬‬
‫تفسير النسفي ‪ ،137 /1‬وتفسير الثعالبي ‪.145 /1‬‬
‫‪-130‬‬
‫تفسير التحرير والتنوير ‪.112/3‬‬
‫‪-131‬‬
‫الجامع ألحكام القرآن ‪.398/3‬‬
‫‪-132‬‬
‫تفسير التحريروالتنوير ‪.112 /3‬‬
‫‪-134‬‬
‫تفسير الجاللين ‪– 63/1‬محمد بن أحمد وعبد الرحمن بن أبى بكر المحلي السيوُي –‪.‬‬
‫‪-129‬‬
‫‪-133‬‬
‫تفسير التحرير والتنوير ‪.112/3‬‬
‫تفسير البي اول ‪ -580/1‬دار الفكر – بيروت‪ ،‬ت‪ /‬عبد القادر حسونة‪.‬‬
‫‪-135‬‬
‫م ني اللبي‬
‫‪-136‬‬
‫في ظالل القرآن ‪.625 /1‬‬
‫‪-137‬‬
‫لسان العر – س م –والمفردات للراغ‬
‫‪-139‬‬
‫تفسير البي اول ‪ ,580/1‬والُاهر بن عاَور ‪.114/3‬‬
‫‪-138‬‬
‫كبن هَام ت‪ /‬محمد محيي الدين عبد الحميد ص ‪ – 335‬المكتبة العصرية – بيروت‪.‬‬
‫روا المعاني ‪.60/3‬‬
‫– س م – ‪.251 /1‬‬
‫‪-140‬‬
‫المفردات للراغ‬
‫‪-141‬‬
‫الَُاف ‪ ،403/2‬وابن كثير ‪ ،337/1‬واأللوسي ‪.60/3‬‬
‫‪-143‬‬
‫البحر المحيُ‪.368/2‬‬
‫‪-144‬‬
‫التبيان في تفسير غري‬
‫‪-145‬‬
‫الفرو الل وية ص ‪.263‬‬
‫‪-147‬‬
‫القرُبي ‪.401/3‬‬
‫‪-142‬‬
‫‪-146‬‬
‫‪-148‬‬
‫‪-149‬‬
‫‪-150‬‬
‫‪-151‬‬
‫األصفهاني ص ‪ – 140‬قم – وانظر الفرو ألبي هالل ص ‪.282‬‬
‫تفسير الُبرل ‪.130/3‬‬
‫القرآن ‪ 140 /1‬لَها‬
‫الَُاف ‪.404/2‬‬
‫معاني القرآن ألبي جعفر النحائ –جامعة أم القرو – مكة المكرمة ‪.321 /1‬‬
‫تفسير ابن كثير ‪337/1‬‬
‫تفسير الُبرل ‪.131 / 3‬‬
‫في ظالل القرآن ‪.562/1‬‬
‫‪-152‬‬
‫تفسير القرُبي ‪.402 / 3‬‬
‫‪-153‬‬
‫تفسير القرُبي ‪.402 / 3‬‬
‫‪-154‬‬
‫الفرو الل وية ‪.343‬‬
‫‪-156‬‬
‫البحر المحيُ ‪.269 ،268 /2‬‬
‫‪-157‬‬
‫في ظالل القرآن ‪.628 /1‬‬
‫‪-158‬‬
‫حاَية البحر المحيُ ‪.269/2‬‬
‫‪-159‬‬
‫الَُاف ‪.204 /2‬‬
‫‪-155‬‬
‫الدين المصرل – دار الصحابة بُنُا – مصر ط‪ /‬األولى‪.‬‬
‫البحر المحيُ ‪.268 /2‬‬
‫‪-160‬‬
‫التحرير والتنوير ‪.116 / 3‬‬
‫‪-161‬‬
‫تفسير القرُبي ‪.399 /3‬‬
‫‪-162‬‬
‫تفسير القرُبي ‪.402 / 3‬‬
‫‪-163‬‬
‫صرف الَاهد ‪ 308 / 3‬رقم ‪ – 3607‬دار الفكر بيروت‪.‬‬
‫سنن أبي داوود – كتا األق ية – با إذا علم الحاُم‬
‫َ‬
‫اإلي اا في علوم البالغة لليُي القزويني ص ‪.310‬‬
‫‪-166‬‬
‫التحرير والتنوير‪.328 /3‬‬
‫‪-164‬‬
‫‪-165‬‬
‫‪-167‬‬
‫التحرير والتنوير ‪.117 / 3‬‬
‫اإلي اا ص ‪.328‬‬
‫‪-168‬‬
‫البحر المحيُ ‪.-37 / 2‬‬
‫‪-170‬‬
‫اإلتقان في علوم القرآن ‪.552/1‬‬
‫‪-171‬‬
‫تفسير ابن كثير ‪ ،338/1‬وروا المعاني لأللوسي ‪.61 / 3‬‬
‫‪-172‬‬
‫التحريروالتنوير ‪.118 / 3‬‬
‫‪-173‬‬
‫دكئم اإلعجاز لعبد القاهر ص ‪ ،554‬وانظر المفردات للراغ‬
‫‪-175‬‬
‫صفوَ التفاسر للصابوني ‪.165/1‬‬
‫‪-176‬‬
‫تفسير القرُبي ‪.406/3‬‬
‫‪-177‬‬
‫البرهان في علوم القرآن للزركَي ‪.143 / 4‬‬
‫‪-169‬‬
‫‪-174‬‬
‫‪-178‬‬
‫التحرل والتنوير ‪.117 / 3‬‬
‫كر _‪.‬‬
‫– َّ‬
‫صفوَ التفاسير للصابوني ‪ 164 /1‬دار القرآن الُريم – بيروت ‪-‬ط األولى ‪ 1401‬هد‪.‬‬
‫اإلتقان في علوم القرآن للسيوُي ‪ ،181 /2‬والتبيان في آدا‬
‫حملة القرآن ‪ – 20 /1‬الوكالة العامة للتوزيع – دمََ‬
‫‪1402‬هد ‪-‬ط ‪ /‬األولى‪.‬‬
‫‪-179‬‬
‫البحث البياني ص ‪.203‬‬
‫‪-180‬‬
‫السابَ ص ‪203‬‬
‫‪-182‬‬
‫صحيح البيارل – كتا‬
‫‪-181‬‬
‫دكئم اإلعجاز ص ‪ 45‬ت ‪َ /‬اُر‪.‬‬
‫الحواكت ‪ 799 / 2‬رقم ‪.2168‬‬
‫‪-183‬‬
‫سنن النسائي – كتا‬
‫‪-184‬‬
‫صحيح ابن حبان – كتا‬
‫الجنائز – فصم في الصالَ على الجنازَ ‪ 231 /7‬رقم ‪.3061‬‬
‫‪-185‬‬
‫الموُ لإلمام مالك – كتا‬
‫الَهداَ ‪ 461 /2‬رقم ‪.986‬‬
‫‪-186‬‬
‫البيوع – با‬
‫صحيح البيارل – كتا‬
‫‪-187‬‬
‫صحيح مسلم – كتا‬
‫‪-188‬‬
‫سنن النسائي كتا‬
‫‪-189‬‬
‫سنن ابن ماجة – كتا‬
‫‪-190‬‬
‫الت ليظ في الدين ‪ 314 / 7‬رقم ‪.4684‬‬
‫الجهاد – با‬
‫الجهاد والسير – با‬
‫اإلمارَ – با‬
‫من غ از ‪ 1059 /3‬رقم ‪.2736‬‬
‫من قتم في سبيم هللا ‪ 1502 /3‬رقم ‪.1886‬‬
‫اكستعاذَ من الدين ‪ 264 / 8‬رقم ‪.5473‬‬
‫سنن ابن ماجة – كتا‬
‫الصدقات ‪ 805 /2‬رقم ‪.2410‬‬
‫الصدقات با‬
‫‪-191‬‬
‫السابَ با‬
‫‪-192‬‬
‫السابَ ‪ 813 /2‬رقم ‪.2433‬‬
‫القرض ‪ 813 /2‬رقم ‪.2410‬‬
‫الحبئ في الدين ‪ 808 /2‬رقم ‪.2416‬‬
‫في اكستعاذَ من الم رم ‪ 258 /8‬رقم ‪.5454‬‬
‫‪-193‬‬
‫سنن النسائي با‬
‫‪-194‬‬
‫الجامع ألحكام القرآن للقرُبي ‪.417 /3‬‬
‫‪-195‬‬
‫‪-196‬‬
‫‪-197‬‬
‫‪-198‬‬
‫الموُ لإلمام مالك – كتا‬
‫سنن أبي داود – كتا‬
‫الموُ كتا‬
‫القرآن با‬
‫صحيح البيارل – كتا‬
‫الوصية ‪ 707 /2‬رقم ‪.1460‬‬
‫البيوع – با‬
‫التَديد في الدين ‪ 246 /2‬رقم ‪.3342‬‬
‫ما جاَ في الدعاَ ‪ 212 /1‬رقم ‪.495‬‬
‫اكستقراض – با‬
‫من أيذ أموال النائ ‪ 814 /2‬رقم ‪.2257‬‬
‫ثبت ب هم المصادر والمراجع‬
‫‪ – 1‬إتحاف ف الَ البَر في القراَات األرَعة عَر لَها‬
‫الدين أحمد بن محمد الدمياُي البنا‪،‬‬
‫ت ‪ 1117 /‬هد‪ ،‬و ع حواَي الَيخ أنئ مهرل‪ ،‬مكتبة عبائ الباز‪ ،‬مكة الُرمة‪.‬‬
‫‪ – 2‬اإلتقان في علوم القرآن لجالل الدين السيوُي – دار الفكر – بيروت – لبنان‪.‬‬
‫‪ –3‬إتقان ما يحسن من األيبار الدائرَ على األلسن لمحمد بن محمد ال زل – ت ‪ 1061 /‬هد ط ‪/‬‬
‫األولى – دار الفارو الحديثة ت ‪ /‬يليم محمد العرَي‪.‬‬
‫‪ –4‬إرَاد العقم السليم إلى مزايا القرآن الُريم لمحمد بن العمادل أبي السعود – دار إحياَ التراث‬
‫العرَي – بيروت ط ‪ /‬األولى ‪ 1409‬هد‪.‬‬
‫‪ – 5‬أسرار البالغة لعبد القاهر الجرجاني – ت ‪ /‬ريتر – مكتبة المتنبي – القاهرَ‪.‬‬
‫‪ – 6‬األَبال والنظائر لعبد الرحمن بن أبي بكر السيوُي – دار الُت‬
‫العلمية – بيروت –ط‪/‬‬
‫األولى ‪ 1403‬هد‪.‬‬
‫‪ – 7‬إَكالية الجمع بين الحقيقة والمجاز في‬
‫وَ البيان القرآني لمحمود توفيَ – مُبعة األمانة‬
‫– القاهرَ – األولى ‪1412‬هد‪.‬‬
‫‪ 8‬األم ألبي عبد هللا محمد بن أدريئ الَافعي – دار المعرفة – بيروت ‪ 1393‬هد ‪ -‬الثانية – ت‬
‫‪ /‬محمد النجار‪.‬‬
‫‪ – 9‬اإلي اا في علوم البالغة لليُي‬
‫القزويني – ت ‪ /‬عبد الحميد هنداول – مؤسسة الميتار‬
‫– القاهرَ – األولى ‪1419‬هد‪.‬‬
‫‪ - 10‬البحر المحيُ ألبي حيان األندلسي – ت ‪ /‬مجموعة من العلماَ – دار الُت‬
‫العلمية –‬
‫بيروت – لبنان‪.‬‬
‫‪- 11‬البرهان في علوم القرآن لمحمد بن بهادر الزركَي – دار المعرفة – بيروت – لبنان – ت ‪/‬‬
‫محمد أبو الف م إبراهيم‪.‬‬
‫‪ – 12‬التبيان في آدا‬
‫حملة القرآن ألبي زكريا بن َرف الدين النوول – الوكالة العامة للتوزيع –‬
‫دمََ ‪ 1403‬هد ‪ -‬ط ‪ /‬األولى‪.‬‬
‫‪ – 13‬التبيان في إع ار‬
‫العرَية – بيروت‪.‬‬
‫القرآن ألبى البقاَ العكبرل – ت‪ /‬علي محمد البجاول – دار إحياَ الُت‬
‫‪ – 14‬التبيان في تفسير غري‬
‫القرآن لَها‬
‫الدين أحمد بن محمد الهائم المصرل ت ‪ 815 /‬هد‘ –‬
‫دار الصحابة للتراث بُنُا – مصر – األولى – ت ‪ /‬محمد أنور‪.‬‬
‫‪ 15‬التحرير والتنوير لألستاذ اإلمام الَيخ محمد الُاهر بن عاَور – دار سحنون للنَر والتوزيع –‬
‫تونئ‪.‬‬
‫‪ - 16‬تفسير البي اول – ت‪ /‬عبد القادر عرفات – دار الفكر – بيروت– األولى ‪1416‬هد‪.‬‬
‫‪ - 17‬تفسير الجاللين محمد بن أحمد‪ ،‬وعبد الرحمن بن أبي بكر المحلي والسيوُي – دار الحديث‬
‫– القاهرَ – ط ‪ /‬األولى‪.‬‬
‫‪ - 18‬تفسير القرآن العظيم إلسماعيم بن عمر بن كثير – دار الفكر – بيروت –‪ 1401‬هد‪.‬‬
‫‪ - 19‬جامع البيان عن ت ويم آل القرآن للُبرل – دار الفكر – بيروت ‪ 1405‬هد‪.‬‬
‫‪ - 20‬الجامع الصحيح الميتصر – صحيح البيارل – دار بن كثير‪ -‬اليمامة‪ -‬دمََ ‪ 1407‬هد‬
‫‪ -‬ط‪ /‬الثالثة – ت ‪ /‬مصُفى دي‬
‫الب ا‪.‬‬
‫‪ - 21‬الجامع ألحكام القرآن للقرُبي – دار الَع‬
‫بالقاهرَ‪-‬الثانية – ت ‪ /‬أحمد البردوني‪.‬‬
‫‪ - 22‬الجملة الَرُية عند النحاَ ألبي أوئ إبراهيم الَمسان – مُبعة الدعوَ عابدين – مصر –‬
‫ط‪ /‬األولى ‪ 1991‬مد‪.‬‬
‫‪ - 23‬الجواهر الحسان في تفسير القرآن كبن ميلوف الثعالبي – تفسير الثعالبي – مؤسسة‬
‫األعلمي للمُبوعات – بيروت‪.‬‬
‫‪ - 24‬دقائَ القصر تحري ار وتصوي ار لمحمود توفيَ سعد ‪ 1405-‬هد‪.‬‬
‫‪ - 25‬دكئم اإلعجاز لعبد القاهر الجرجاني – ت ‪ /‬محمود َاُر – مكتبة اليانجي ‪ -‬القاهرَ‪.‬‬
‫‪ - 26‬روا المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني لأللوسي – دار إحياَ التراث‬
‫العرَي – ت ‪ /‬محمد السيد الجليند‪.‬‬
‫‪ - 27‬سبم اكستنباط من القرآن والسنة – دراسة بيانية ناقدَ – لمحمود توفيَ سعد – مُبعة‬
‫األمانة ‪1413‬هد ‪ -‬القاهرَ –ط‪ /‬األولى‪.‬‬
‫‪ - 28‬سنن أبي داوود – دار الفكر – ت ‪ /‬محمد محيي الدين عبد الحميد – بيروت – لبنان‪.‬‬
‫‪ - 29‬سنن الترمذل – الجامع الصحيح – دار إحياَ التراث‪ -‬بيروت – ت ‪/‬أحمد محمد َاُر‪.‬‬
‫‪َ - 30‬را قصيدَ ابن القيم ألحمد بن إبراهيم بن عيسى ت ‪1329 /‬هد المكت‬
‫بيروت – لبنان ط ‪ /‬الثالثة – ت‪ /‬زهير الَاويش‪.‬‬
‫‪َ - 31‬روا التلييص – دار السرور – بيروت – لبنان‪.‬‬
‫اإلسالمي –‬
‫‪ - 32‬صي ة األمر والنهي في الذكر الحكيم لمحمود توفيَ سعد _ مُبعة األمانة – القاهرَ‪.‬‬
‫‪ - 33‬فتح البارل َرا صحيح البيارل كبن حجر العسقالني‪ -‬عالم المعرفة – بيروت لبنان‪.‬‬
‫‪ - 34‬الفرو الل وية ألبي هالل العسكرل –ت‪ /‬محمد باسم – مكتبة عبائ الباز – مكة المكرمة‪.‬‬
‫‪ - 35‬فق السنة للسيد سابَ – مكتبة الرَد – الرياض ط‪ /‬األولى ‪1422‬هد‪.‬‬
‫‪ - 36‬في ظالل القرآن لسيد قُ‬
‫– دار الَرو – مصر –ط‪ /‬األولى ‪1987‬مد‪.‬‬
‫‪ - 37‬القاموئ المحيُ للفيروزَادل ‪- -‬دار الرسالة للنَر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ - 38‬الَُاف للزميَرل –ط ‪ /‬مصُفى الحلبي ‪1392‬هد القاهرَ ومع حاَية السيد الَريف‪،‬‬
‫وحاَية ابن المنير‪.‬‬
‫‪ - 39‬لسان العر كبن منظور اإلفريقي‪ -‬دار صادر بيروت –لبنان ط‪ /‬األولى‪.‬‬
‫‪ - 40‬معاني القرآن ألبي جعفر النحائ – نَر جامعة أم القرو – مكة المكرمة ‪1409‬هد ط ‪/‬‬
‫األولى – ت ‪ /‬محمد على الصابوني‪.‬‬
‫‪ - 41‬معجم المصُلحات اكقتصادية في ل ة الفقهاَ لنزي حماد – المعهد العالمي للفكر‬
‫اإلسالمي – سلسلة المعاجم واألدلة والَُافات – ط ‪ /‬األولى ‪1414‬هد‬
‫‪ - 42‬الم ني في فق اإلمام أحمد بن حنبم الَيباني كبن قدامة المقدسي – دار الفكر – بيروت‬
‫‪ 1405‬هد ط ‪ /‬األولى‪.‬‬
‫‪ 43‬م ني اللبي‬
‫عن كت‬
‫األعاري‬
‫كبن هَام المصرل – ت ‪ /‬محمد محيي الدين عبد الحميد –‬
‫المكتبة العصرية – صيدا – بيروت – لبنان ‪1992‬م‪.‬‬
‫‪ - 44‬المفردات في غري‬
‫القرآن للراغ‬
‫األصفهاني – دار المعرفة – بيروت‪.‬‬
‫‪ - 45‬مقاييئ الل ة كبن فارئ – ت ‪َ /‬ها‬
‫الدين أبو عمرو –ط ‪ /‬ألولى ‪1415‬هد ‪ -‬دار الفكر‬
‫– بيروت‪.‬‬
‫‪- 46‬منهج البحث البياني عن المعنى القرآني في سيا السورَ لمحمود توفيَ سعد – مُبعة‬
‫األيوَ األَقاَ – مصر‪.‬‬
‫‪ - 47‬النب العظيم نظرات جديدَ في القرآن الُريم للدكتور ‪ /‬محمد عبد هللا دراز – ُبعة دار‬
‫الثقافة – الدوحة – قُر ‪ 1405‬هد‪.‬‬
‫‪ - 48‬النهاية في غري‬
‫الحديث واألثر كبن األثير – ت ‪606 /‬هد ت ‪ُ /‬اهر أحمد الزاول‬
‫ومحمود محمد الُناحي – المكتبة العلمية – بيروت – ‪1399‬هد‪.‬‬