تحميل الملف المرفق

‫األسس اامبادئ اسإسسماية‬
‫ملعماقدت امدامة‬
‫إعدائ‬
‫أ‪.‬ئ‪ .‬علي يحي امدين امقره ئاغي‬
‫بحث مقدم‬
‫للدورة السادسة عشرة للمجلس – اسطنبول‬
‫جبدئى األخرة ‪ 1427‬هـ ‪ /‬يومةو ‪ 2006‬م‬
‫بسم هللا امرحبن امرحةم‬
‫الحمد هلل ربّ العالمين والصالة والسالم على المبعوث رحمة للعاالمين وااا م الرساا واليبياين‬
‫وعلى آله وصحبه ومن بع هداه إلى يوم الدين ‪.‬‬
‫وبعد ‪:‬‬
‫فقد أكرم هللا عالى هذه األمة بهذه الشريعة الغارا ال ان يتلاح رحماةي وايارا ي وساعادة ومصالحة‬
‫للعباد فقد قاا عالى ‪( :‬وقيا للذين ا قاوا مااذا اياتا ربكام قاالوا ايارا ي ‪ 1‬وقااا عاالى فان وصا‬
‫الرسوا الكريم محمد صلى هللا عليه وسالم ‪( :‬وماا أرسالياك إالّ رحماةي للعاالمين ‪ 2‬وقااا عاالى ‪:‬‬
‫(ويتليا عليك الك اب بيايا ي لكا شن وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين ‪. 3‬‬
‫من هيا أدرك الفقها هذه الحقيقة حيث يصوا على أن هذه الشريعة شرعح ل حقيا المصاال‪،‬‬
‫ودر المفاسد وأييما كايح الشريعة فثم المصلحة وأييماا كاياح المصالحة الحقيقياة فاثم شار‬
‫هللا يقوا العت بن عبدالسالم ‪( :‬وقد علميا من موارد الشر ومصادره أن مطلوب الشر إيماا‬
‫هو مصال‪ ،‬العباد فن ديايهم ودييااهم ‪ 4‬ويقاوا ابان القايم ‪( :‬فالن الشاريعة مبياهاا وأساساها علاى‬
‫الحكم ومصال‪ ،‬العباد فن المعاش والمعااد وهان عادا كلهاا ورحماة كلهاا ومصاال‪ ،‬كلهاا‬
‫وحكمااة كلهااا فكااا مسا لة ارعااح عاان العاادا إلااى العااور وعاان الرحمااة إلااى اادها وعاان‬
‫المصااالحة إلاااى المفسااادة وعااان الحكماااة إلاااى العباااث فليساااح مااان الشاااريعة وإن أدالاااح فيهاااا‬
‫بال ويا‪. 5 ...‬‬
‫ومن هذا الميطل عالج اإلسالم الق ايا الم علقة بحاالح الحارب وحقاوا اإليساان فان ا ام‬
‫المعااارك والقواعااد واألعاارا الدوليااة ال اان ااي م هااذه األمااور و كماان أهميااة دراسااة هااذه‬
‫المبادئ ال ن حكم هذه المسائا فن أيها بارت ع ماة اإلساالم ورحم اه وساب الفقاه اإلساالمن‬
‫فاان ي اايم هااذه األمااور وال ساايما فاان وقااح يبااذا أعاادا اإلسااالم عهااودا ي كبياارة ل شااويه ساامعة‬
‫اإلسالم ميذ ف رة طويلة وباألاص بعد أحداث الحادي عشر من سب مبر أيلوا ‪2001‬م ‪.‬‬
‫وقد بذليا ما فن وسعيا من عهاد ل و اي‪ ،‬أهام المباادئ واألساي ال ان حكام العالقااح الدولياة‬
‫وباألاص فن حاالح الحرب داعيا ي هللا عالى أن ي قبلها مين ويععلها االصة لوعهاه الكاريم‬
‫وان يعصااميا ماان الاط ا والتلااا فاان العقياادة والقااوا والعمااا إيااه مواليااا فاايعم المااولى ويعاام‬
‫اليصير ‪.‬‬
‫كتبه الفقير إلى ربه‬
‫علي بن محي الدين القره داغي‬
‫امتعريف بدمعنوان ‪:‬‬
‫)‪ 1‬سورة اليحا ‪ /‬اآلية (‪30‬‬
‫)‪ 2‬سورة األيبيا ‪ /‬اآلية (‪107‬‬
‫)‪ 3‬سورة اليحا‪ /‬اآلية (‪89‬‬
‫)‪ 4‬قواعد األحكام للعت بن عبد السالم (‪ 35/1‬ط‪.‬الريان بالقاهرة ‪.‬‬
‫)‪ 5‬إعالم الموقعين ط‪.‬األتهرية (‪14/3‬‬
‫‪1‬‬
‫و مباد ه‬
‫أاالً ‪ :‬األسس ‪ :‬عمع أسااي وهاو قاعادة البياا ال ان يقاام عليهاا وأصاا كاا شان‬
‫وميه أسا الفكرة وأساي البحث‪. 1‬‬
‫ثدنةد ً ‪ :‬اامباادئ ‪ :‬عماع مبادأ ومبادأ الشان ‪ :‬أولاه وماد اه ال ان ي كاون ميهاا أو ي ركاب ميهاا‬
‫ومبادئ العلم أو الفن أو الدس ور أو القايون ‪ :‬قواعده األساسية ال ن يقوم عليها وال يارج ميهاا‪2‬‬
‫والمقصود بمبادئ اإلسالم وأسسه هن القواعد األساسية ال ن يقوم عليها اإلسالم ‪.‬‬
‫ثدمثد ً ‪ :‬امعماقدت امدامة ‪ :‬والمقصود بها هن األسي ال ن حكم العالقاح بين الدوا الما لفاة دييياا ي‬
‫أو عرقيااا ي أو إقليمياااا فااان حااااالح السااالم والحاارب وحاااديثيا ي يااااوا أي اااا ي بليعاااات العالقااااح‬
‫اإليسايية فن ا القايون الدولن اإليساين الذي يحاوا الحد من االثار ال ان حادث أثياا الحارب‬
‫و عييب المدييين من آثار الحرب‪. 3‬‬
‫اسإسسمام اامعماقدت امدامة ‪ ( :‬ناذة ين سسةرة امرسسول امقدئد صلى هللا علةه اسسلم)‬
‫يتا اإلسالم ل ي يم عالقة اإليسان بربه وب ايه اإليسان مسلما ي أو غير مسلم وبالكون الذي‬
‫حوله وو ع لذلك ميهعا ي م كامالي ومبادئ عامة وقواعد كلية صالحة لكا تمان ومكان‬
‫لما لها من قابلية لل طوير والمعاصرة مع الحفا على األصالة والثوابح ‪.‬‬
‫وفن الف رة المكية لم كن هياك دولة وإيما كايح العالقة فردية يدعو الرسوا صلى هللا‬
‫عليه وسلم الياي عميعا ي إلى الداوا فن دين هللا وااله دا بصراطه المس قيم وإلى ال وحيد‬
‫وبيا اإليسان على العقيدة الصحيحة وال ربية السليمة الشاملة لعوايب اإليسان الروحية‬
‫واليفسية البديية واالع ماعية ‪...‬‬
‫وقد حما الرسوا صلى هللا عليه وسلم وصحبه الكرام الكثير والكثير من األذى اليفسن‬
‫والبدين فن سبيا بليغ الدعوة الحقة وكان شعارهم (كفوا أيديكم وأقيموا الصالة ‪ 4‬والدعا‬
‫له ال المشركين الذين ي ذويهم‪(:‬اللهم اهد قومن فليهم ال يعلمون ‪.‬‬
‫وعيدما هاعر الرسوا صلى هللا عليه وسلم إلى المديية الميورة و سسح دولة اإلسالم األولى‬
‫سعى الرسوا صلى هللا عليه وسلم إلى قوية المع مع المدين والعبهة الداالية من عايبين‬
‫أساسين ‪:‬‬
‫أ ـ العايب الااص بالمسلمين حيث قام ب وحيد أواصر االاوة الحقيقية فيما بييهم من االا‬
‫ال آان بين المهاعرين بع هم وبع هم ثم بين المهاعرين واأليصار حيث أشرك األيصار‬
‫حقا ي إاوايهم المهاعرين فن أموالهم وفن يايلهم وثمارهم ‪.5‬‬
‫)‪ 1‬القاموي المحيط ولسان العرب والمععم الوسيط مادة ‪ :‬أسي‬
‫)‪ 2‬المصادر السابقة مادة ‪ :‬بدأ‬
‫)‪ 3‬أ‪.‬د‪ .‬ععفر عبدالسالم ‪ :‬القايون الادولن اإليسااين بحاث ميشاور فان معلاة كلياة الشاريعة والقاايون بالقااهرة العادد الثااين ‪1406‬هاـ ص ‪ 166‬ود‪ .‬عبادالغين محماود ‪ :‬القاايون الادولن‬
‫اإليساين ص ‪5‬‬
‫)‪ 4‬سورة اليسا ‪ /‬اآلية (‪72‬‬
‫)‪ 5‬يراعع ‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬أكرم‬
‫يا العمري السيرة اليبوية الصحيحة ط‪.‬قطر (‪240/1‬‬
‫‪2‬‬
‫ب ـ العايب العام الشاما كا من يعيش على أرض المديية من المسلمين واليهود وغيرهم من‬
‫االا الوثيقة ال ن كايح الدس ور ل ي يم العالقة بين أها المديية على أساي المساواة فن‬
‫المواطية فن الحقوا والواعباح والدفا عن المديية ويحوها ‪.1‬‬
‫ثم كايح العالقة بين الدولة اإلسالمية الف ية وقريش والقبائا المحيطة بها عالقة هعوم‬
‫وحرب من قبلهم عليها وكان موق الرسوا صلى هللا عليه وسلم موق الدفا عن اإلسالم‬
‫ودول ه مع حرصه الشديد على الدعوة أوالي وال صال‪ ،‬معهم ولكيهم كايوا ال يل تمون بعهودهم‬
‫ومواثيقهم ‪.‬‬
‫وأما موق الرسوا صلى هللا عليه وسلم مع الدوا المحيطة بالعتيرة هو أن الرسوا صلى‬
‫هللا عليه وسلم دعا ر سا ها من االا رسائا إليهم إلى الداوا فن اإلسالم وحييئ ٍذ يبقون‬
‫على حكمهم مع إعرا اإلصالحاح والعدالة ال ن يق يها اإلسالم ‪.‬‬
‫ويمكن لايص العالقة الدولية فن حالة السلم وفن حالة الحرب فن اآلياح الثالث فن سورة‬
‫الم حية وهن ‪ ( :‬عسى هللا أن يععا بييكم وبين الذين عادي م ميهم مودة وهللا قدير وهللا غفور‬
‫رحيم ال ييهاكم هللا عن الذين لم يقا لوكم فن الدين ولم يارعوكم من دياركم أن بروهم‬
‫و قسطوا إليهم إن هللا يحب المقسطين إيما ييهاكم هللا عن الذين قا لوكم فن الدين وأارعوكم‬
‫من دياركم و اهروا على إاراعكم أن ولوهم ومن ي ولهم ف ولئك هم ال المون ‪ 2‬فاآلية‬
‫األولى بين أن اإلسالم ي طلع إلى إتالة العداوة و حقي المودة بكا الوسائا الم احة وأما‬
‫اآلية الثالثة بين العالقة بين المسلمين وغيرهم فن حالة السلم وعدم االع دا حيث قوم على ما‬
‫‪ 2‬ـ والعدا والميتان ‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ البر واإلحسان‬
‫ي ن‪:‬‬
‫وأما اآلية الثايية ف بين العالقة مع غير المسلم فن حالة الحرب والعداوة حيث قوم على أن‬
‫ي حد المسلمون ويكون وال هم هلل عالى وللم ميين بالمحية واليصرة وأن ال كون يصر هم‬
‫له ال الكفرة المحاربين ومع ذلك قوم على العدا واإليصا ح ى فن حالة الحرب ‪.‬‬
‫والع يم فن هذه اآلية أيها عا ح فن سورة بدأ بما فعله أعدا هللا عالى مع المسلمين وما‬
‫يريدون أن يفعلوه معهم‪(:‬يا أيها الذين اميوا ال اذوا عدوي وعدوكم أوليا لقون إليهم بالمودة‬
‫وقد كفروا بما عا كم من الح يارعون الرسوا وإياكم أن ميوا باهلل ربكم إن كي م ارع م‬
‫عهادا ي فن سبيلن واب غا مر ا ن سرون إليهم بالمودة وأيا أعلم بما أافي م وما أعلي م ومن‬
‫يفعله ميكم فقد ا سوا السبيا ‪ 3‬ثم يقوا هللا عالى ‪( :‬إن يثقفوكم يكويوا لكم أعدا ويبسطوا‬
‫إليكم أيديهم وألسي هم بالسو وودوا لو كفرون ‪ 4‬ومع ذلك أمر هللا عالى فيها بالعدا وعدم‬
‫ال لم كما أكد ذلك قوله عالى ‪( :‬ال يعرميكم شيآن قوم على أن ال عدلوا اعدلوا هو أقرب‬
‫لل قوى ‪.5‬‬
‫)‪ 1‬المرعع الساب (‪289 – 272/1‬‬
‫)‪ 2‬سورة المم حية ‪ /‬اآلية (‪ 9،8،7‬ويراعع ال فسير الكبير للراتي ط‪.‬إحيا ال راث العربن (‪303/29‬‬
‫(‪ 3‬سورة المم حية ‪ /‬اآلية (‪1‬‬
‫(‪ 4‬سورة المم حية ‪ /‬اآلية (‪2‬‬
‫)‪ 5‬سورة المائدة ‪ /‬اآلية (‪2‬‬
‫‪3‬‬
‫واألع م من ذلك أن سورة المم حية يتلح بعد سورة البرا ة مما يبعد كا البعد مس لة اليسخ‬
‫ويحوه حيث برهيح السورة على أن ه ال المشركين كايوا ال يرعون عهودهم با إيهم قد‬
‫اايوا هللا واايوا الم ميين ومع ذلك كد هذه اآلياح على أن ي عاما المسلمون مع غيرهم‬
‫على قواعد العدا فن عميع األحواا وعلى قواعد البر واإلحسان أي ا ي إذا لم يمارسوا د‬
‫المسلمين ال لم واإلاراج والق ا واإلرهاب فالقاعدة اإلسالمية الكبرى فن العالقاح الدولية‬
‫هن ععا المقاطعة والاصومة ااصة بحالة العدا والعدوان وفيما عدا ذلك كون العالقة هن‬
‫البر واإلحسان فاإلسالم ليي براغب فن الاصومة وال مقطو بها كذلك وهو فن حالة‬
‫الاصومة س بقى أسباب الود فن اليفوي بي افة السلوك وعدالة المعاملة اي ارا ي لليوم الذي‬
‫ع مع فيه اليفوي على المحبة والسالم ‪.‬‬
‫يقوا سيد قطب ‪( :‬و لك القاعدة فن معاملة غير المسلمين هن أعدا القواعد ال ن ف مع‬
‫طبيعة هذا الدين ووعه ه وي ر ه إلى الحياة اإليسايية با ي ر ه الكلية لهذا الوعود الصادر‬
‫عن إله واحد الم عه إلى إله واحد الم عاون فن صميمه اللدين و قديره األتلن من ورا‬
‫كا اا ال و يويع وهن أساي شريع ه الدولية ال ن ععا حالة السلم بييه وبين الياي‬
‫عميعا ي هن الحالة الثاب ة ال يغيرها إالّ وقو االع دا الحربن و رورة رده أو او‬
‫الاياية بعد المعاهدة وهن هديد باالع دا ؛ أو الوقو بالقوة فن وعه حرية الدعوة وحرية‬
‫االع قاد وهو كذلك اع دا وفيما عدا هذا فهن السلم والمودة والبر والعدا للياي أعمعين ‪.‬‬
‫ثم هن القاعدة ال ن ف مع ال صور اإلسالمن الذي يععا الق ية بين الم ميين وماالفيهم‬
‫هن ق ية هذه العقيدة دون غيرها ؛ ويععا القيمة ال ن ي ن بها الم من ويقا ا دويها هن‬
‫ق ية العقيدة وحدها فليي بييهم وبين الياي ما ي ااصمون عليه وي قا لون إالّ حرية الدعوة‬
‫وحرية االع قاد و حقي ميهج هللا فن األرض وإعال كلمة هللا ‪.‬‬
‫هذا ال وعيه ي ف مع ا عاه السورة كلها إلى إبرات قيمة العقيدة وععلها هن الراية الوحيدة‬
‫ال ن يق ح ها المسلمون فمن وق معهم ح ها فهو ميهم ومن قا لهم فيها فهو عدوهم‬
‫ومن سالمهم ف ركهم لعقيد هم ودعو هم ولم يصد الياي عيها ولم يحا بييهم وبين سماعها‬
‫ولم يف ن الم ميين بها فهو مسالم ال يميع اإلسالم من البر به والقسط معه ‪.‬‬
‫إن المسلم يعيش فن هذه األرض لعقيد ه ويععلها ق ي ه مع يفسه ومع الياي من حوله فال‬
‫اصومة على مصلحة وال عهاد فن عصبية ـ أي عصبية ـ من عيي أو أرض أو عشيرة أو‬
‫يسب إيما العهاد ل كون كلمة هللا هن العليا ول كون عقيد ه هن الميهج المطب فن الحياة ‪. 1‬‬
‫فاإلسالم لم يحما السالح لفَرض عقيد ه بالقوة واإلكراه فقاا عالى ‪(:‬ال إكراه فن الدين ‪ 2‬كما‬
‫أن فكرة الهيمية واالس عال فكرة مرفو ة فن اإلسالم فقاا عالى ‪ ( :‬لك الدار اآلارة‬
‫يععلها للذين ال يريدون علوا ي فن األرض وال فسادا ي ‪ 3‬فالحرب فن اإلسالم هو للدفا عن العدا‬
‫ورفع ال لم فقاا عالى ‪ ( :‬أذن للذين يقا لون ب يهم لموا وإن هللا على يصرهم لقدير ‪ 4‬وأيها‬
‫)‪ 1‬فن الا القرآن ‪ /‬سيد قطب ط‪.‬دار الشروا بالقاهرة ‪1406‬هـ ( ‪3545 – 3544/6‬‬
‫)‪ 2‬سورة البقرة ‪ /‬اآلية (‪256‬‬
‫)‪ 3‬سورة القصص‪ /‬اآلية (‪83‬‬
‫)‪ 4‬سورة الحج‪ /‬اآلية (‪39‬‬
‫‪4‬‬
‫للدفا عن المس عفين فقاا عالى ‪( :‬وما لكم ال قا لون فن سبيا هللا والمس عفين من‬
‫ا لرعاا واليسا والولدان الذين يقولون ‪ :‬ربيا أارعيا من هذه القرية ال الم أهلها واععا ليا من‬
‫لديك وليا ي واععا ليا من لديك يصيرا ي ‪. 1‬‬
‫وقد شكلح أوا دولة إسالمية فن المديية الميورة فقامح على قاعدة الم اااة بين المسلمين من‬
‫المهاعرين واأليصار وايهم أمة واحدة من دون الياي وأيهم كعسد واحد وان يدهم واحدة‬
‫د من عاداهم وعلى قاعدة العدا والمواطية والحقوا والواعباح الم قابلة لغير المسلمين‬
‫صح على‬
‫حيث ُك ب فيما بين الرسوا صلى هللا عليه وسلم وبين اليهود صحيفة ووثيقة ي ّ‬
‫حوالن ‪ 47‬بيدا ي ميها ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ أن ذمة هللا واحدة يعير عليهم أدياهم وان الم ميين بع هم موالن بعض من دون الياي ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ وأيه من بعيا من يهود فلن له اليصر واألسوة غير م لومين وال م ياصر عليهم ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ وأن سلم المسلمين واحدة ال يسالم م من دون م من فن ق اا فن سبيا هللا إالّ على سوا‬
‫وعدا بييهم ‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ وأن كا غاتية غتح معيا يعقب بع هم بع ا ‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ وأيه مهما اا لف م فيه من شن فلن مرده إلى هللا وإلى محمد ‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ وأن يهود ييفقون مع الم ميين ما داموا محاربين ‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ وأن على يهود يفق هم وعلى المسلمين يفق هم وان بييهم اليصر على من حارب أها هذه‬
‫والبر دون اإلثم ‪.‬‬
‫الصحيفة وان بييهم اليص‪ ،‬واليصيحة‬
‫ّ‬
‫‪ 8‬ـ وايه ال ي ثم امر بحليفه وإن اليصر للم لوم ‪.‬‬
‫‪ 9‬ـ وأيه ال عار حرمة إالّ بلذن أهلها ‪.‬‬
‫‪ 10‬ـ وأن ما كان بين أها هذه الصحيفة من حدث أو اش عار ياا فساده فلن مرده إلى هللا‬
‫وأبره ‪.‬‬
‫وإلى محمد رسوا هللا صلى هللا عليه وسلم وإن هللا على أ قى ما فن هذه الصحيفة‬
‫ّ‬
‫‪ 11‬ـ وأن بييهم اليصر من دهم يثرب ‪.‬‬
‫‪ 12‬ـ وإذا دعوا إلى صل‪ ،‬يصالحويه ويلبسويه فليهم يصالحويه ويلبسويه وإيهم إذا دعوا إلى‬
‫مثا ذلك فلن لهم على الم ميين إالّ من حارب فن الدين ‪.‬‬
‫‪ 13‬ـ على كا أياي حص هم من عايبهم الذي قبلهم ‪.‬‬
‫‪ 14‬ـ وان يهود األوي مواليهم وايفسهم على مثا ما ألها هذه الصحيفة مع البر المحض من‬
‫أها هذه الصحيفة وإن البر دون اإلثم ال يكسب كاسب إالّ على يفسه وإن هللا على أصدا‬
‫وأبره ‪.‬‬
‫ما فن هذه الصحيفة‬
‫ّ‬
‫‪ 15‬ـ وإيه ال يحوا هذا الك اب دون الم أو آثم وايه من ارج آمن ومن قعد آمن بالمديية‬
‫بر وا قى‪.2.....‬‬
‫إالّ من لم وأثم وإن هللا عار لمن ّ‬
‫كما أكدح الوثيقة على الحرية الدييية بكا و وح فيصح على أن للمسلمين دييهم ولليهود‬
‫دييهم وح ى حييما حاوا بعض األيصار أن يعبروا بعض أبيا عشير هم الذين هودوا على‬
‫)‪ 1‬سورة اليسا ‪ /‬اآلية (‪75‬‬
‫)‪ 2‬يراعع يص الوثيقة فن ‪ :‬األس اذ محمد حميد هللا فن معموعاة الوثاائ السياساية ط‪.‬دار اإلرشااد ببياروح ‪1389‬هاـ ص ‪ 47 – 41‬وأسا اذيا الادك ور أكارم العماري ‪ :‬السايرة اليبوياة‬
‫الصحيحة ط‪.‬مركت بحوث السية والسيرة بقطر ‪1411‬هـ ص ‪ 282‬ـ ‪ 285‬حيث ارج بيودها من المصادر المع مدة‬
‫‪5‬‬
‫ن ‪ 1‬حيث يصح‬
‫العودة إلى اإلسالم أيتا هللا عالى ‪( :‬ال إكراه فن الدين قد بين الرشد من الغ ّ‬
‫إحدى مواد الصحيفة على ان ‪( :‬لليهود دييهم وللمسلمين دييهم ‪ :‬مواليهم وايفسهم إالّ من لم‬
‫يفسه وأثم فليه ال يو غ إالّ يفسه‪ 2 ...‬كما اكدح الوثيقة على المس ولية الشاصية كيدا ي لقوله‬
‫عالى ‪( :‬وال تر واترة وتر أارى ‪. 3‬‬
‫غير أن اليهود لم يحاف ا على هذه الوثيقة ومح واها ويق وا عهودهم مع رسوا هللا صلى‬
‫هللا عليه وسلم ف صابهم ما أصابهم ب لمهم ويق هم العهود ‪.‬‬
‫وأما القبائا (وعلى رأسها قريش وأها األديان المحيطة بهذه الدولة فلم قبا بوعود هذه‬
‫الدولة با قاوم ها بكا وسائا البطش والعدوان وبذلح كا عهودها للق ا عليها ق ا ي‬
‫مبرما ي ولذلك لم كن العالقة فيما بييهم وبين الدولة اإلسالمية عالقة ود و عاون با كايح‬
‫ومع ذلك اس طا اإلسالم أن يربن أ باعه على ا با العدا‬
‫عالقة ااصم وحرب وعدا‬
‫والقسط فكان من الطبيعن أن دافع هذه الدولة العقدية عن يفسها حيث يالح هذه الروح‬
‫الدفاعية فن أوا آية يتلح باصوص شريع العهاد ‪( :‬أذن للذين يقا لون فن ب يهم لموا وأن‬
‫هللا على يصرهم لقدير ‪. 4‬‬
‫ثم بييح اآلية الثايية ب ن مبرراح العهاد والق اا هو ايهم لموا وأيهم أارعوا من ديارهم‬
‫وبال الن فهم يدافعون عن أيفسهم وعن در ال لم والدفا عن العقيدة وأماكن العبادة ح ى‬
‫لغير المسلمين فقاا عالى ‪( :‬الذين اارعوا من ديارهم بغير ح إالّ أن يقولوا ربيا هللا ولوال‬
‫دفع هللا الياي بع هم ببعض لهدمح صوامع وبيع وصلواح ومساعد يذكر فيها اسم هللا كثيرا ي‬
‫ولييصرن هللا من ييصره إن هللا لقوي عتيت ‪. 5‬‬
‫ولذلك فالحرب فن ي ر اإلسالم رورة ال يلع إليها إالّ عيدما ي السبا و يسد الطرا‬
‫على الدعوة وقبوا اإلسالم أو االع را بدول ه من االا ما يسمى بالعتية ال ن هن مشاركة‬
‫من غير ا لمسلم فن حما أعبا األمن والمواطية كما ي حما المسلمون اكثر من ذلك من‬
‫الواعباح المالية من التكاة ويحوها ولذلك ال يبدأ المسلمون بالحرب د غيرهم با بعرض‬
‫الدعوة عليهم أوالي فلن قبلوها فبها ويعمح وإالّ فالعتية أي المسالمة والصل‪. ،‬‬
‫ويدا على هذه الروح فن أسمى معاييها صل‪ ،‬حديبية حيث قبا رسوا هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫ومع ذلك قاا صلى هللا عليه وسلم‬
‫بمعموعة من الشروط ال ن فن اهرها إعحا واع سا‬
‫‪6‬‬
‫‪( :‬وهللا ال دعوين قريش إلى اطة يس لويين فيها صلة الرحم إالّ أعطي هم إياها واع م من‬
‫ذلك سمى هللا عالى هذا الصل‪ ،‬بالف ‪ ،‬المبين يتلح فيه سورة سميح بسورة الف ‪.،‬‬
‫وقد أكد القرآن الكريم على هذا الميهج فن أكثر من آية فقاا عالى ‪( :‬وإن عيحوا للسلم فاعي‪،‬‬
‫لها و وكا على هللا ‪. 7‬‬
‫)‪ 1‬سورة البقرة ‪ /‬اآلية (‪256‬‬
‫)‪ 2‬المراعع السابقة‬
‫)‪ 3‬سورة األيعام ‪ /‬اآلية (‪164‬‬
‫)‪ 4‬سورة الحج ‪ /‬اآلية (‪39‬‬
‫)‪ 5‬سورة الحج ‪ /‬اآلية (‪40‬‬
‫)‪ 6‬رواه البااري مع ف ‪ ،‬الباري (‪329/5‬‬
‫)‪ 7‬سورة األيفاا ‪ /‬اآلية (‪61‬‬
‫‪6‬‬
‫ح ى من الياحية الفقهية فلن عماهير الفقها (الحيفية والمالكية فن قوا والشافعية‬
‫والحيابلة ‪ 1‬بوعوب الدعوة إلى اإلسالم قبا بد الحرب اس دالالي بقوله عالى ‪( :‬وما كيا معذبين‬
‫ح ى يبعث رسوالي ‪ 2‬وكان ميهج الرسوا صلى هللا عليه وسلم ووصي ه لصحبه الكرام عيدما‬
‫يرسلهم فن مهمة ح ى مع المشركين (‪...‬وإذا لقيح عدوك من المشركين فادعهم إلى إحدى‬
‫اصاا ثالث أو االا ف يهن أعابوك إليها فاقبا ميهم وك عيهم ثم ادعهم إلى‬
‫اإلسالم‪. 3 ....‬‬
‫با حسم ابن عباي ( رعمان القرآن وحبر األمة هذه المسالة بصيغة الحصر فقاا ‪( :‬ما قا ا‬
‫رسوا هللا صلى هللا عليه وسلم قوما ي قط ح ى يدعوهم إلى اإلسالم ‪. 4‬‬
‫وقد أعيب عن إغارة الرسوا صلى هللا عليه وسلم على بين المصطل ب يهم هم بد ه بالق اا‬
‫االا إعدادهم القوة لإلغارة على المديية الميورة‪ 5‬كما أيهم قد بلغ هم الدعوة‪.‬‬
‫األسس امفكري اسإسسماية امتي تسدعد على امتعديش اتعضده (بإيجاز) ‪:‬‬
‫أوالً ‪ :‬اإلنسانية ‪:‬‬
‫اع ر اإلسالم بكرامة اإليسان باع باره إيسايا ي مع قطع الي ر عن فكره وعقيد ه فقاا عالى‬
‫‪( :‬ولقد كرميا آدم ‪. 6‬‬
‫كما ععا هللا عالى اإليسان اليفة فن األرض وتوده باإلرادة واالا يار فقاا عالى ‪( :‬إين‬
‫عاعا فن األرض اليفة ‪ 7‬وحييما دالح المالئكة لبيان الحكمة من ذلك أثبح لهم بان اإليسان‬
‫اعلم ميهم فن معاا االس اال وال عمير ‪.‬‬
‫وقد أكرم هللا عالى اإليسان بالحرية فن معاا العقيدة فقاا عالى ‪( :‬ال إكراه فن الدين ‪8‬‬
‫وحرره من را العبودية لغير هللا وسعى بكا ما فن وسعه إلع اا العبد وميع المثلة وال عذيب‬
‫وح ى ال رويع وأعطى حرمة ع يمة لحرماح اإليسان واصوصيا ه وحقوقه ومم لكا ه‬
‫وساوى بين عميع البشر إالّ من االا العما الصال‪ ،‬فقاا عالى ‪( :‬يا أيها الياي إيا القياكم من‬
‫ذكر وايثى وععلياكم شعوبا ي وقبائا ل عارفوا إن أكرمكم عيد هللا أ قاكم ‪. 9‬‬
‫وععا المس ولية شاصية فقاا عالى ‪( :‬وأن ليي لإليسان إالّ ما سعى ‪ 10‬وقاا عالى ‪( :‬وال‬
‫تر واترة وتر أارى ‪. 11‬‬
‫)‪ 1‬يراعع ‪ :‬معمع األيهر (‪ 635/1‬والشرح الكبير مع الدسوقن (‪ 176/2‬ورو ة الطالبين (‪ 239/10‬والمغين البن قدامة مع الشرح الكبير (‪379/10‬‬
‫)‪ 2‬سورة اإلسرا ‪ /‬اآلية (‪15‬‬
‫)‪ 3‬صحي‪ ،‬مسلم ك اب العهاد (‪1357/3‬‬
‫)‪ 4‬مسيد أحمد (‪ 231/1‬والسين الكبرى (‪107/9‬‬
‫)‪ 5‬يراعع ‪ :‬صحي‪ ،‬مسلم ك اب العهاد (‪ 1356/3‬وسيرة ابن هشام (‪228/3‬‬
‫)‪ 6‬سورة اإلسرا ‪ /‬اآلية (‪70‬‬
‫)‪ 7‬سورة البقرة ‪ /‬اآلية (‪30‬‬
‫)‪ 8‬سورة البقرة ‪ /‬اآلية (‪256‬‬
‫)‪ 9‬سورة األيعام ‪ /‬اآلية (‪164‬‬
‫)‪ 10‬سورة اليعم ‪ /‬اآلية (‪39‬‬
‫)‪ 11‬سورة األيعام ‪ /‬اآلية (‪164‬‬
‫‪7‬‬
‫وال حقي ان اإلسالم يع ر بمعموعة من دوائر االر باط والوشائج وإن كان قد ععا وشيعة العقيدة‬
‫واالاوة اإليمايية هن األساي حيث يريد من االا ال وسع فن هذه الدوائر إيعاد أر ياح مش ركة لل قارب‬
‫وال عايش وال عاون والدعوة و لك الدوائر هن ‪:‬‬
‫أ ـ دائرة اإليسايية حيث العميع من آدم وحوا ولذلك يعن الاطاب بـ ‪ :‬يا أيها الياي ‪.‬‬
‫ب ـ دائرة القومية حيث عبر القرآن ـ أحدهم صال‪ ،‬ـ ‪.‬‬
‫ج ـ دائرة من هم أها الك اب (سورة مريم ‪.‬‬
‫د ـ وأايرا ي دائرة الباحثين عن الح ( وإيا أو إياكم‬
‫ثانيا ً ‪ :‬وحدة األديان ‪:‬‬
‫يُرعع اإلسالم األديان السماوية كلها إلى أصا واحد وهو الوحن اإللهن وأن شرائع هللا‬
‫عالى قد ايبثقح من مشكاة يور واحد ولذلك يدعو اإلسالم أ باعه إلى اإليمان بعميع األيبيا‬
‫والرسا السابقين والك ب السماوية والك ب الميتلة السابقة فقاا عالى ‪( :‬آمن الرسوا بما‬
‫ايتا إليه من ربه والم ميون كا آمن باهلل ومالئك ه وك به ورسله ال يفرا بين أحد من رسله‬
‫وقالوا سمعيا وأطعيا غفرايك ربيا وإليك المصير ‪ 1‬وقاا عالى ‪( :‬قولوا آميا باهلل وما أيتا إلييا‬
‫وما أيتا إلى إبراهيم وإسماعيا وإسحاا ويعقوب واألسباط وما أو ن موسى وعيسى وما‬
‫أو ن اليبيون من ربهم ال يفرا بين أحد ميهم ويحن له مسلمون ‪. 2‬‬
‫ويبين هللا عالى ب يه شر لهذه األمة كا الشرائع األساسية ال ن شرعها على بقية األيبيا‬
‫(شر لكم من الدين ما وصى به يوحا ي والذي أوحييا إليك وما أوحييا به إلى إبراهيم وموسى‬
‫وعيسى أن أقيموا الدين وال فرقوا فيه ‪. 3‬‬
‫وقد ذم هللا عالى الذين فرقوا دييهم فقاا عالى ‪( :‬إن الذين فرقوا دييهم وكايوا شيعا ي لسح ميهم‬
‫فن شن ‪.4‬‬
‫با إن القرآن الكريم يدعو ا باعه إلى ا با سين المرسلين فقاا عالى ‪ ( :‬أولئك الذين هدى هللا‬
‫فبهداهم اق ده ‪. 5‬‬
‫وأكثر من ذلك فلن القرآن الكريم ععا لف اإلسالم اسما ي مش ركا ي لعميع األديان وعلى ألسية‬
‫أكثر األيبيا فيقوا فن ش ن إبراهيم ‪( :‬إذ قاا له ربه أسلم قاا أسلمح لرب العالمين ‪ 6‬وقاا فن‬
‫شان يعقوب ‪( :‬إذ قاا لبييه ما عبدون من بعدي قالوا يعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيا‬
‫وإسحاا إلها ي واحدا ي ويحن له مسلمون ‪ 7‬ويقوا عالى ‪( :‬إن الدين عيد هللا اإلسالم ‪. 8‬‬
‫)‪ 1‬سورة البقرة ‪ /‬اآلية ‪285‬‬
‫)‪ 2‬سورة البقرة ‪ /‬اآلية (‪136‬‬
‫)‪ 3‬سورة الشورى ‪ /‬اآلية (‪13‬‬
‫)‪ 4‬سورة األيعام ‪ /‬اآلية (‪159‬‬
‫)‪ 5‬سورة األيعام‪ /‬اآلية (‪90‬‬
‫)‪ 6‬سورة البقرة ‪ /‬اآلية (‪131‬‬
‫)‪ 7‬سورة البقرة ‪ /‬اآلية (‪133‬‬
‫)‪ 8‬سورة آا عمران ‪ /‬اآلية (‪19‬‬
‫‪8‬‬
‫ونتج عن ذلك ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ االع را باألديان السماوية الحقة وبعميع الرسا واأليبيا الذين ذكرهم القرآن أو الذين‬
‫لم يذكرهم وفس‪ ،‬المعاا ألصحاب األديان أن يعيشوا فن ا اإلسالم ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ ال ع اما مع غير المسلمين بال سام‪ ،‬دون اإلكراه واالع دا فقاا عالى (ال إكراه فن الدين ‪1‬‬
‫وقاا عالى ‪( :‬فذكر إيما أيح مذكر لسح عليهم بمسيطر ‪ 2‬وقاا عالى محددا ي و يفة الرسوا‬
‫صلى هللا عليه وسلم (ما على الرسوا إالّ البالغ ‪ 3‬وقاا عالى ‪(:‬فلذلك فاد واس قم كما أمرح‬
‫وال بع أهوا هم وقا آميح بما ايتا هللا من ك اب وأمرح ألعدا بييكم هللا ربيا وربكم ليا‬
‫أعماليا ولكم أعمالكم ال حعة بيييا وبييكم هللا يعمع بيييا وإليه المصير ‪ 4‬وقاا عالى ‪( :‬لكم‬
‫دييكم ولن دين ‪ 5‬وقد أكد هللا عالى هذه المعاين فن اآلياح ال ن يتلح بالمديية مثا قوله عالى ‪:‬‬
‫(وقا للذين أو وا الك اب واألميين أأسلم م فلن أسلموا فقد اه دوا وإن ولوا فليما عليك البالغ‬
‫وهللا بصير بالعباد ‪. 6‬‬
‫ومن الياحية العملية كايح وثيقة المديية ال ن ع بر بمثابة دس ور يحكم أها المديية الذين كايوا‬
‫ما لفين من حيث الدين (اإلسالم والشرك واليهودية ومن حيث العيي ( القحطاييون‬
‫سوح بين العميع فن الحقوا العامة والواعباح من حسن العوار‬
‫والعدياييون واليهود حيث ّ‬
‫وال ياصر وما يسمى فن عصريا الحا ر بحقوا المواطية ‪.‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬األصل في اإلسالم هو السالم ال الحرب ‪:‬‬
‫الحرب فن اإلسالم ال يلع إليها إالّ فن حالة ال رورة فهن ليسح محبوبة من حيث المبدأ‬
‫با هن مكروهة فن يفوي الم ميين فقاا عالى ‪( :‬ك ب عليكم الق اا وهو كره لكم ‪. 7 ....‬‬
‫وقد أكد القرآن الكريم ذلك حيث يقوا ‪( :‬عسى هللا أن يععا بييكم وبين الذين عادي م ميهم‬
‫مودة وهللا قدير وهللا غفور رحيم ‪ . 8‬وقد ّ‬
‫من هللا على رسوله محمد وصحبه ب يه ميعهم من‬
‫الوقو فن الحرب فقاا عالى ‪( :‬وهو الذي ك أيديهم عيكم وأيدكم عيهم ببطن مكة من بعد أن‬
‫أ فركم عليهم وردّ هللا الذين كفروا لم ييالوا ايرا ي‬
‫و دا هذه اآلية بو وح على أن اإلسالم دين سالم وعقيدة وي ام يس هد أن ي لا العالم‬
‫كله ب له وان يقيم فيه ميهعه وان يعمع الياي حح لوا هللا ااوة م عارفين م حابين‬
‫وهذا الرعا من هللا عالى معياه القطع ب حققه وهذا ما حق فعالي حيث أسلمح قريش ومع م‬
‫القبائا المحيطة وأن وق العميع حح لوا واحد وان طويح الثاراح والمواعد‪.‬‬
‫)‪ 1‬سورة البقرة ‪ /‬اآلية (‪256‬‬
‫)‪ 2‬سورة الغاشية ‪ /‬اآلية (‪21‬‬
‫)‪ 3‬سورة المائدة ‪ /‬اآلية (‪99‬‬
‫)‪ 4‬سورة الشورى ‪ /‬اآلية (‪15‬‬
‫)‪ 5‬سورة الكافرون‪ /‬اآلية (‪6‬‬
‫)‪ 6‬سورة آا عمران ‪ /‬اآلية (‪20‬‬
‫)‪ 7‬سورة البقرة ‪ /‬اآلية (‪216‬‬
‫)‪ 8‬سورة المم حية ‪ /‬اآلية (‪7‬‬
‫‪9‬‬
‫رابعد ً ‪ :‬تقديم امصلح على امحرب حتى امو كدن امصلح فةه بعض امغاْن ‪:‬‬
‫وقااد أطلا هللا عااالى الاياار علااى الصاال‪ ،‬فقاااا ‪( :‬والصاال‪ ،‬اياار ‪ 1‬وقاااا عااالى ‪...( :‬أن بااروا‬
‫و قوا و صلحوا بين الياي‪ 2 ...‬ولام يقاا باين الما ميين فقاط باا عمام الصال‪ ،‬واإلصاالح باين‬
‫الياي عميعا ي فذلك الايار واأليفاع وقااا عاالى ‪( :‬ال ايار فان كثيار مان يعاواهم إالّ مان أمار‬
‫بصدقة أو معرو أو إصالح بين الياي ومن يفعا ذلك اب غا مر اح هللا فساو ي ياه أعارا ي‬
‫ع يما ي ‪.3‬‬
‫وقااد بااين اإلسااالم اطااورة اإلفساااد فاان األرض وعاادم اإلصااالح فععلااه ماان الكبااائر المحرماااح‬
‫الموبقاح فقاا عالى ‪( :‬وإذا ولى سعى فن األرض ليفسد فيها ويهلاك الحارث واليساا وهللا ال‬
‫يحااب الفساااد ‪ 4‬وقاااا عااالى فاان وص ا الكفاارة المعاارمين ‪( :‬الااذين يفساادون فاان األرض وال‬
‫يصلحون ‪. 5‬‬
‫واإلصااالح هااو رسااالة األيبيااا فقاااا عااالى علااى لسااان شااعيب عليااه السااالم ‪( :‬إن أريااد إالّ‬
‫اإلصااالح مااا اسا طعح وماا ااوفيقن إالّ باااهلل عليااه وكلااح وإليااه أييااب ‪ 6‬وقااد ععااا هللا ال وفيا‬
‫حلي إرادة من يريد اإلصالح دائما ي فقاا عالى ‪( :‬إن يريدا إصالحا ي يوف هللا بييهما ‪. 7‬‬
‫وربط هللا عالى باين الهاالك واإلفسااد وباين اليعااة واإلصاالح فقااا عاالى ‪( :‬وماا كاان رباك‬
‫ليهلك القرى ب لم وأهلها مصلحون ‪. 8‬‬
‫وليي الصل‪ ،‬واإلصالح فن اإلسالم معرد شاعار وإيماا طبقاه الرساوا صالى هللا علياه وسالم‬
‫فن سير ه العطرة حيث حييما عا للعمرة ومعه عدد كبير من صحبه الكرام ميعهم قاريش علاى‬
‫الاارغم ماان ان كااا الاادالئا كايااح شااير إلااى أن الهااد األساااي هااو أدا العماارة ولااذلك أ ااوا‬
‫محرمين وساقوا الهدي ح ى وصالوا حديبياة حياث بركاح ياق اه القصاوا ‪..‬ثام قااا ‪( :‬والاذي‬
‫يفسن بيده ال يس لوين اطة يع مون فيهاا حرمااح هللا إالّ أعطيا هم إياهاا ‪ 9‬ثام حااوا الرساوا‬
‫صاالى هللا صاالى هللا عليااه وساالم داااوا مكااة ولكاان قااريش ميع ااه ف رسااا رسااله اارى لبيااان‬
‫موقفااه لهاام حيااث أرسااا اااراش باان أميااة الاتاعاان فاا رادح قااريش ق لااه لااوال أن ماايعهم‬
‫األحابيش ثم أرسا عثمان بن عفاان فا بلغهم رساالة اليبان صالى هللا علياه وسالم با ن الهاد هاو‬
‫تيارة الكعبة و ع يمها غياران قريشاا ي أار اه ح اى ان المسالمون أيهاا ق ل اه فادعا الرساوا‬
‫صلى هللا عليه وسلم إلى البيعة حح الشعرة‪ 10‬فبايعوه عميعا ي على الموح ساوى العاد ابان قايي‬
‫(وكااان ميافق اا ي ثاام اي هااى األماار بالصاال‪ ،‬الااذي فاان اااهره ياااتا ماان طاار المساالمين لصااال‪،‬‬
‫)‪ 1‬سورة اليسا ‪ /‬اآلية (‪128‬‬
‫)‪ 2‬سورة البقرة ‪ /‬اآلية (‪224‬‬
‫)‪ 3‬سورة البقرة‪ /‬اآلية (‪220‬‬
‫)‪ 4‬سورة البقرة‪ /‬اآلية (‪205‬‬
‫)‪ 5‬سورة الشعرا ‪ /‬اآلية (‪152‬‬
‫)‪ 6‬سورة هود اآلية (‪88‬‬
‫)‪ 7‬سورة اليسا ‪ /‬اآلية (‪35‬‬
‫)‪ 8‬سورة هود (‪117‬‬
‫)‪ 9‬رواه البااري مع ف ‪ ،‬الباري (‪329/5‬‬
‫)‪ 10‬يراعع ‪ :‬ف ‪ ،‬الباري شرح صحي‪ ،‬البااري (‪ 439/7‬وصحي‪ ،‬مسلم ك اب اإلمارة (‪ 1409/3‬ويراعع للمتيد ‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬أكرم‬
‫‪453‬‬
‫‪10‬‬
‫يا العمري ‪ :‬السيرة اليبوية الصحيحة ط‪.‬قطر (‪– 434/2‬‬
‫المشركين فمثالي ك ب علن بن أبن طالب عقد الصل‪ ،‬وسطر ب مر اليبن صلى هللا عليه وسلم‬
‫بـ ‪ :‬بسم هللا الرحمن الرحيم فاع رض ممثا قريش سهيا بن عمارو فقااا ‪ :‬أماا الارحمن فاوهللا‬
‫مااا أدري مااا هاان ولكاان اك ااب ‪ :‬باساامك اللهاام فقاااا المساالمون ‪ :‬وهللا ال يك بهااا إالّ باساام هللا‬
‫الرحمن الرحيم فقاا اليبن صلى هللا عليه وسلم ‪ :‬اك ب باسمك اللهم ‪.‬‬
‫ثام اع اارض ساهيا علااى عبااارة ‪( :‬هاذا ماا قا ااى علياه محمااد رسااوا هللا حياث قاااا سااهيا ‪:‬‬
‫(وهللا لو كيا يعلم ايك رسوا هللا ما صددياك عن البياح وال قا ليااك ولكان اك اب ‪ :‬محماد بان‬
‫عبدهللا فقاا اليبن صلى هللا عليه وسلم ‪( :‬وهللا إين لرساوا هللا وإن كاذب موين اك اب ‪ :‬محماد‬
‫بن عبدهللا فاع اذر علان بان أبان طالاب عان مسا‪ ،‬كلماة (رساوا هللا ف ااذ الرساوا صالى هللا‬
‫عليه وسلم الك اب فمحاها بيده‪. 1‬‬
‫ثم اع رض سهيا على بيد ‪( :‬على أن الوا بيييا وبين البيح فيطاو باه حياث قااا ‪( :‬وهللا ال‬
‫حدث العرب ايا أاذيا غطة ‪. 2‬‬
‫ثم اش رط شرطا ي عسفيا ي غير عادا وهو ‪( :‬أياه ال ي ياك مياا رعاا ـ وإن كاان علاى ديياك ـ إالّ‬
‫ردد ه إلييا فن حين أن من عاد من المسلمين إلى قريش فليها ال رده‪. 3‬‬
‫ومع ذلك قبا الرسوا صلى هللا عليه وسلم هذه اال فاقية مع اذمر المسالمين ميهاا حياث ااقوا‬
‫ذرعا ي ببيودها وأسلوب اإلمال والصياغة ح ى قاا عمر له ‪( :‬ألسح يبن هللا حقاي؟ قاا ‪ :‬بلى‬
‫قلح ألسيا على الح وعدويا على الباطا ؟ قاا ‪ :‬بلاى قلاح فلام يعطان الديياة فان دييياا إذا ي ؟‬
‫قاا ‪ ( :‬إين رسوا هللا ولسح أعصيه وهو ياصري ‪. 4‬‬
‫ومما تاد الطين بلة أيه أثيا اال فاقياة عاا أباو عيادا بان ساهيا وهاو مرسا فان قياوده وقاد‬
‫ارج من اسفا مكة ح ى رمى بيفسه بين أ هر المسلمين فقاا ساهيا ‪ :‬هاذا ياا محماد أوا مان‬
‫ن فقاا اليبن صلى هللا عليه وسلم ‪( :‬إيا لم يقض الك اب بعاد فقااا ‪:‬‬
‫أقا يك عليه ان رده إل َّ‬
‫وهللا إذا ي لم أصالحك على شن أبدا ي ففن صحي‪ ،‬البااري ‪( :‬وأبى سهيا أن يقا ن رساوا هللا‬
‫صاالى هللا عليااه وساالم إالّ علااى ذلااك فكااره الم ميااون ذلااك وا َّمع ااوا ف كلمااوا فيااه فلمااا أبااى‬
‫سهيا ‪...‬كا به رسوا هللا صلى هللا عليه وسلم ‪...‬ورد أبا عيادا إلاى أبياه ‪...‬ولام يا ح رساوا هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم أحد من الرعاا إالّ رده فن لك المدة وإن كان مسلما ي ‪.5 ....‬‬
‫وقد غ ب المسلمون يفسيا ي مان رد المسالمين الفاارين بادييهم ح اى قاالوا ‪ :‬ياا رساوا هللا ك اب‬
‫هذا؟ قاا ‪(:‬يعم إيه من ذهب إليهم ف بعده هللا ومن عا ميهم سيععا هللا لاه فرعاا ي ومارعاا ي ‪6‬‬
‫‪.‬‬
‫هذا الصل‪ ،‬الذي أيعته الرسوا صلى هللا عليه وسلم وبهاذه الشاروط وفان اا حيا المسالمين‬
‫وغ بهم إن دا على شن فليما يدا على مدى أهمية الصل‪ ،‬لدى الرسوا صلى هللا عليه وسلم‬
‫)‪ 1‬صحي‪ ،‬مسلم ك اب العهاد (‪1411 – 1410/3‬‬
‫)‪ 2‬مصي‬
‫عبدالرتاا (‪343/5‬‬
‫)‪ 3‬صحي‪ ،‬البااري ـ مع الف ‪ ،‬ـ المغاتي (‪453/7‬‬
‫)‪ 4‬صحي‪ ،‬مسلم (‪1412/3‬‬
‫)‪ 5‬صحي‪ ،‬البااري ـ مع الف ‪ ،‬ـ ك اب المغاتي (‪453/7‬‬
‫)‪ 6‬صحي‪ ،‬مسلم (‪1412/3‬‬
‫‪11‬‬
‫با لدى اإلسالم حيث يتلح اآلياح من فوا سبع سمواح سم ه بالف ‪( ،‬إيا ف حيا لك ف حا ي مبيياا ي‬
‫ن مماا طلعاح‬
‫ح ى قاا الرسوا صلى هللا عليه وسلم ‪( :‬لقد أيتلح علن الليلة سورة لهن أحب إل ّ‬
‫عليه الشمي ثم قرأ ‪( :‬إيا ف حيا لك ف حا ي مبييا ي ‪. 1‬‬
‫وحقا ي كان هذا الصل‪ ،‬ف حا ي ع يما ي للقلوب حيث داا فن اإلسالم من بعد الصل‪ ،‬عام سح من‬
‫الهعرة إلى عام ف ‪ ،‬مكة فن ثمان آال م لفة حيث عا الرسوا صلى هللا عليه وسلم فن‬
‫صل‪ ،‬حديبية ومعه حوالن ‪ 1500‬فن حين عا فن ف ‪ ،‬مكة ومعه ثمايية آال ‪.‬‬
‫وقد كان الرسوا صلى هللا عليه وسلم من أشد الم مسكين ب يفيذ بيود العقاود معاه ـ كماا ساب ـ‬
‫والمحاف ين عليه ح ى إن بعاض شاباب قاريش الطائشاين أرادوا أااذ مساكر المسالمين غارة‬
‫وكااان عااددهم ثمااايين شااابا ي لكاايهم أسااروا فعفااا عاايهم الرسااوا صاالى هللا عليااه وساالم وأطل ا‬
‫سراحهم‪ 2‬مع أيه كان باإلمكان أن يععا ذلك سببا ي ليقض اال فاقياة كماا عفاا عان سابعين أسايرا ي‬
‫أسرهم المسلمون بعد الصل‪ ،‬وعن أربعة حاولوا اإليقا بالرسوا ف اذهم سلمة بن األكو ‪.3‬‬
‫وروى مسلم فن صحيحه بسيده عن ايي بن مالك ‪ :‬أن ثمايين رعالي من أها مكاة هبطاوا علاى‬
‫غرة اليبن صلى هللا عليه وسالم‬
‫رسوا هللا صلى هللا عليه وسلم من عبا ال يعيم م سللين يريدون ّ‬
‫وأصااحابه ف اااذهم مساالما ي فاس ا حياهم فااايتا هللا عاات وعااا ‪( :‬وهااو الااذي ك ا أيااديهم عاايكم‬
‫وأيديكم عيهم ببطن مكة من بعد أن أ فركم عليهم ‪. 4‬‬
‫وفن هذه اآلياة داللاة أاارى علاى أهمياة الصال‪ ،‬وعادم الوقاو فان الحارب حياث إن هللا عاالى‬
‫ام ن باذلك علاى الما ميين مماا يادا علاى اياه مان الايعم الكبارى وان الحارب مان حياث هان‬
‫ليسح محببة فن اإلسالم ‪.‬‬
‫شار ال يلعا إلياه‬
‫يقوا الشيخ محمد عبدهللا درات ‪( :‬ومن هيا يرى ان الحرب فان ي ار اإلساالم ّ‬
‫إال الم طر فألن يي هن المسلمون بالمفاو ة إلى صال‪ ،‬معحا بشان مان حقاوقهم ولكياه‬
‫فن الوقح يفسه يحقن الدما اير من اي صار باهر للح ته فيه األرواح ‪. 5‬‬
‫خديسد ً ‪ :‬يادأ امعدل اامقسط ‪: 6‬‬
‫يع باار هااذا المباادأ فاان اإلسااالم ماان اع اام المبااادئ ال اان قااوم عليهااا الشااريعة بااا قااوم عليااه‬
‫السمواح واألرض ولذلك كرر لف العدا ومش قا ه فن القرآن الكاريم ثماان وعشارون مارة‬
‫كماا ذكاار رديفااه (القسااط فان القاارآن الكااريم ‪ .......‬ياااوا القارآن الكااريم االلهمااا أهميااة العاادا‬
‫والقسط حيث أمر بالعدا واإلحسان فقاا عالى ‪( :‬إن هللا يا مر بالعادا واإلحساان وإي اا ذي‬
‫)‪ 1‬صحي‪ ،‬البااري ـ مع الف ‪ ،‬ـ ك اب المغاتي (‪452/7‬‬
‫)‪ 2‬صحي‪ ،‬مسلم العهاد (‪1442/3‬‬
‫)‪ 3‬اي ر ‪ :‬فصيا بيود الصل‪ ،‬فن صحي‪ ،‬مسلم (‪ 1441 – 1433/3‬الحديث ‪ 1807‬والسيرة الصحيحة (‪000446/2‬‬
‫)‪ 4‬صحي‪ ،‬مسلم (‪ 1442/3‬الحديث ‪ 1808‬واآلية من سورة الف ‪24 ،‬‬
‫)‪ 5‬دراساح إسالمية للدك ور محمد عبدهللا درات ط‪ .‬دار القلم بالكويح عام ‪ 1979‬ص ‪142‬‬
‫)‪ 6‬يقوا أبو البقا العكبري فن الكلياح ط‪.‬م سسة الرسالة ص ‪( : 150‬االع داا هو وسط حااا باين حاالين فان كام وكيا‬
‫االس قامة وفن الشريعة عبارة عن االس قامة على الطريا الحا باالا ياار وذلاك باالع يااب عان الهاوا‬
‫ويقاوا فان ص ‪ : 733‬القساط بالكسار العادا وبال ام العاور والقساطاي هاو‬
‫الميتان الدقي لالح رات عن التيادة واليقصان وعا فن مععم الوسيط ط‪ .‬قطر ص ‪( : 588‬العدا ‪ :‬االيصا‬
‫وهو من المصادر الموصو‬
‫بها يوص‬
‫ويقاوا فان ص ‪( : 639‬العادا‬
‫وهو إعطا المر ماله وأاذ ما عليه وفن ص ‪( : 734‬القسط ‪ :‬العدا‬
‫به الواحد والعمع يقاا ‪( :‬ميتان قسط وميتايان قسط ومواتين قسط ‪...‬والقسطاي ‪ :‬أ بط المواتين وأقومها‬
‫‪12‬‬
‫اد العاور ‪..‬؛ والعدالاة لغاة‬
‫القربى وييهاى عان الفحشاا والميكار ‪ 1‬وقااا عاالى ‪( :‬اعادلوا هاو أقارب لل قاوى وا قاوا هللا‬
‫وقاااا عااالى ‪( :‬وإذا قل ا م فاعاادلوا ولااو كااان ذا قربااى ‪ 3‬وقاااا عااالى ‪( :‬وأماارح ألعاادا بياايكم ‪4‬‬
‫وشدد فن حرمة عدم العدا مع قوم ولو كايوا أعدا فقاا عالى ‪( :‬وال يعرميكم شايآن قاوم علاى‬
‫أالّ عدلوا اعدلوا هو أقرب لل قوى ‪ 5 ..‬وأمار المسالمين أن يكاون حكمهام قائماا ي علاى العادا باين‬
‫الياي عميعا ي با ععا العدا أساساا ي للحكام اإلساالمن فقااا عاالى ‪ ( :‬إن هللا يا مركم أن ا دوا‬
‫األماياح إلى أهلها وإذا حكم م بين اليااي أن حكماوا بالعادا ‪ 6‬وشادد اإلساالم فان ا باا الهاوا‬
‫والرغباح والمصال‪ ،‬الشاصية لي دي ذلك إلى رك العدا فقااا عاالى ‪( :‬فاال بعاوا الهاوى أن‬
‫عدلوا ‪ 7‬وأمر بالعدا ح ى ماع البغااة الااارعين علاى الدولاة المقاا لين فقااا عاالى ‪(:‬فالن فاا ح‬
‫ف صلحوا بييهما بالعدا وأقسطوا إن هللا يحب المقسطين ‪. 8‬‬
‫با إن هللا عالى يهى عن ال عدد بين اليسا إذا أدى إلى العور وعادم العادا فقااا عاالى ‪( :‬فالن‬
‫اف م أال عدلوا فواحدة ‪ 9‬وععا العدا شرطا ي فن قبوا الشهادة والحكم ويحوهماا فقااا عاالى ‪:‬‬
‫(واشهدوا ذوي عدا ميكم ‪. 10‬‬
‫و كرر لف (القسط ومش قا ه فن القرآن الكريم سبعا ي وعشرين مرة حيث أمر هللا عاالى فيهاا‬
‫بالقسط مطلقا ي أي العدا فقاا ‪( :‬يا أيها الذين أميوا كويوا قوامين بالقسط ‪ 11‬وبالقساط فان الحكام‬
‫فقااااا عاااالى ‪( :‬وإن حكماااح فااااحكم بيااايهم بالقساااط إن هللا يحاااب المقساااطين ‪ 12‬وبالقساااط فااان‬
‫اليتاعاح ح ى مع الاارعين عن القايون فقاا عالى ‪( :‬ف صلحوا بييهما بالعادا وأقساطوا إن هللا‬
‫يحب المقسطين ‪ 13‬وععا هللا مصير ه ال الذين يق لون العادلين إلى اليار والعذاب األليم فقااا‬
‫عااالى ‪..( :‬ويق لااون الااذين ي ا مرون بالقسااط ماان الياااي فبشاارهم بعااذاب ألاايم ‪ 14‬واماار ان يكااون‬
‫الوفا فن الكيا والوتن فان الماديااح والمعيويااح بالقساط والعادا فقااا عاالى ‪( :‬وأوفاوا الكياا‬
‫والميتان بالقسط ‪ 15‬وقاا عالى ‪( :‬وتيوا بالقسطاي المس قيم ‪. 16‬‬
‫ومن الياحية العملية شاهدح السايرة اليبوياة العطارة و عاماا الرساوا صالى هللا علياه وسالم ماع‬
‫الياي عميعا ي أرو األمثلة فن العدا والقسط وكذلك سيرة الفائه الراشدين ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫)‪ 1‬سورة اليحا‪ /‬اآلية (‪90‬‬
‫)‪ 2‬سورة المائدة‪ /‬اآلية (‪8‬‬
‫)‪ 3‬سورة األيعام‪ /‬اآلية (‪152‬‬
‫)‪ 4‬سورة الشورى‪ /‬اآلية (‪15‬‬
‫)‪ 5‬سورة المائدة ‪ /‬اآلية (‪8‬‬
‫)‪ 6‬سورة اليسا ‪ /‬اآلية (‪58‬‬
‫)‪ 7‬سورة اليسا ‪ /‬اآلية (‪135‬‬
‫)‪ 8‬سورة الحعراح ‪ /‬اآلية (‪9‬‬
‫)‪ 9‬سورة اليسا ‪ /‬اآلية (‪3‬‬
‫)‪ 10‬سورة الطالا ‪ /‬اآلية (‪2‬‬
‫)‪ 11‬سورة اليسا ‪ /‬اآلية (‪135‬‬
‫)‪ 12‬سورة المائدة‪ /‬اآلية (‪42‬‬
‫)‪ 13‬سورة الحعراح‪ /‬اآلية (‪9‬‬
‫)‪ 14‬سورة آا عمران‪ /‬اآلية (‪21‬‬
‫)‪ 15‬سورة األيعام‪ /‬اآلية (‪152‬‬
‫)‪ 16‬سورة آا عمران‪ /‬اآلية (‪35‬‬
‫‪13‬‬
‫سسدئسسد ً ‪ :‬االعتراف بدالختماف اامتنوع ‪:‬‬
‫علاى الارغم‬
‫من واقعية اإلسالم اع رافة باالا ال فان العقائاد واألفكاار واأللاوان واألطياا‬
‫من ايه ييشد وحدة األمة ويريد لهم الاير كله حيث يقوا القرآن ‪( :‬كان الياي أماة واحادة أي‬
‫بعااد ذلااك اا لفااوا (فبعااث هللا اليبيااين مبشاارين وميااذرين وايااتا معهاام الك اااب بااالح لاايحكم بااين‬
‫الياي فيما اا لفوا فيه‪ 1 ...‬وبعد أن ذكر هللا عالى اليهود واليصارى واا الفهم قاا ‪( :‬ولو شاا‬
‫هللا لععلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم فيما آ اكم فاس بقوا الايراح‪. 2 ....‬‬
‫وقد أكد القرآن الكريم أن االا ال أحاد المقاصاد المع بارة لالبا ال فقااا عاالى ‪( :‬ولاو شاا‬
‫ربك لععا الياي أمة واحدة وال يتالون ما لفين إالّ من رحم ربك ولذلك القهم ‪. 3‬‬
‫وهااذه اآلياااح الكثياارة ومثلهااا ماان األحاديااث اليبويااة هياال يفااوي المساالمين لقبااوا اآلااارين‬
‫الما لفين معهم عقديا ي وفكريا ي وأصوليا ي وفرعياا ي وال عاايش معهام با من وأماان وهاذا ماا حادث‬
‫طواا ال ريخ اإلسالمن حيث عاش غير المسلمين فان أك اا الدولاة اإلساالمية القوياة وهام‬
‫ي م عااون بكامااا حقااوقهم بااا قلاادوا مياصااب رفيعااة فاان لهااا ولاام يحاادث مثااا ذلااك ف ان ااا‬
‫اإلمبراطورياااح الديييااة األااارى مثااا الدولااة الروماييااة ال اان كايااح ااطهد اليهااود وغياار‬
‫اليصارى ثم ال ييسى ال ريخ ما فعا الصليبيون بالمسلمين واليهود فن األيدلي ‪.‬‬
‫سسدبعد ً ‪ :‬امحوار بدل امشجدر اقوة امبنطق بدل ينطق امقوة ‪.‬‬
‫يركاات القاارآن الكااريم علااى عويااد األمااة علاى الاادعوة بالحكمااة والموع ااة الحسااية وبااالحوار‬
‫والعداا بال ن هن احسن دون القهر واالس بداد والصرا حياث يقاوا القارآن الكاريم ‪( :‬اد‬
‫إلى سبيا ربك بالحكمة والموع ة الحسية وعادلهم بال ن هن احسن ‪. 4‬‬
‫وي كد القرآن الكريم مرة أارى باليهن عن العداا مع أها الك اب إالّ باال ن هان احسان فيقاوا‬
‫‪ ( :‬وال عادلوا أها الك اب إالّ بال ن هن أحسن ‪. 5‬‬
‫والقرآن الكريم بيفسه هاو ك ااب حاوار حياث اسا عرض معموعاة رائعاة مان الحاواراح ميهاا‬
‫حوار المالئكة مع هللا عالى فن اس اال اإليسان وميها حوار الشيطان مع هللا عالى وميها‬
‫حااوار األيبيااا مااع هللا مثااا حااوار موسااى وميهااا حااوار األيبيااا مااع أممهاام وشااعوبهم وميهااا‬
‫حواراح أارى مثا حوار صاحبن العية فن سورة الكه ‪.‬‬
‫ثديند ً ‪ :‬امدفدع بدل امصراع هو األصل في امتعديل ‪:‬‬
‫ولاام يس ا عما القاارآن الكااريم لف ا الصاارا وإيمااا اس ا عما لف ا الاادفع والاادفا والمدافعااة باادا‬
‫الصرا ‪ 1‬فقاا عالى ‪( :‬إن هللا يدافع عن الذين آمياوا إن هللا ال يحاب كاا ااوان كفاور ‪ 2‬وقااا‬
‫)‪ 1‬سورة البقرة ‪ /‬اآلية (‪213‬‬
‫)‪ 2‬سورة المائدة‪ /‬اآلية (‪48‬‬
‫)‪ 3‬سورة هود ‪ /‬اآلية (‪119 – 118‬‬
‫)‪ 4‬سورة اليحا‪ /‬اآلية (‪125‬‬
‫)‪ 5‬سورة العيكبوح‪ /‬اآلية (‪46‬‬
‫‪14‬‬
‫عالى ‪( :‬ولوال دفع هللا الياي بع هم ببعض لفسدح األرض ‪ 3 ..‬وقااا عاالى ‪( :‬ولاوال دفاع هللا‬
‫الياي بع هم ببعض لهدمح صوامع وبيع وصلواح ومساعد ‪ 4‬حيث دا هذه اآلياح على ساية‬
‫ال دافع وايها من سين هللا عالى حيث يدفع ال المين ولكيها ال دا على صيا فكارة الصارا‬
‫فن قلوب المسلمين ب ن ي اذوا الصرا ميهعا ي فن عاملهم كما هو الحاا باليسبة لسية الاال‬
‫واالا ال فهن سية ومع ذلك ال ييبغن للمسلمين أن ي اذوه ميهعا ي لهم فن ال عاما ‪.‬‬
‫وإيما ا لذي اكد عليه القرآن فان كيفياة ال عاماا ماع المااالفين هاو مايهج الادفع باال ن هان أحسان‬
‫فقاا عالى فن سورة الم ميون ‪( :‬ادفع باال ن هان أحسان السايئة يحان أعلام بماا يصافون ‪ 5‬وفان‬
‫سااورة فصاالح ‪( :‬وال سا وي الحسااية وال الساايئة ادفااع بااال ن هاان أحساان فاالذا الااذي بييااك وبييااه‬
‫عداوة ك يه ولن حميم وما يلقا هللا إالّ الذين صبروا وما يلقاها إالّ ذو ح ع يم ‪. 6‬‬
‫فقد دلح هذه اآلياح أن الواعب على الرسوا صلى هللا عليه وسلم ومن يق دي به مان الادعاة أن يقاباا سايئة‬
‫الكفرة والميافقين والفسقة بالحسية سوا كان فن يطاا األقواا حيث يقابا األقواا حيث القوا السان باالقوا‬
‫الطيب او فن معاا األعماا وال صارفاح حياث يقاباا ذلاك باألعمااا الصاالحة وال صارفاح اليافعاة الطيباة‬
‫فقاا عالى فن وص عباد الرحمن (وعباد الرحمن الذين يمشاون علاى األرض هوياا ي إذا اااطبهم العااهلون‬
‫قالوا سالما فالمسلم ييبغن أن يكون كالشعرة المثمرة ال ن يرميها الرامن بالحعر ف قابله برمن ثمرة وهاذا‬
‫هو األسلوب الياع‪ ،‬فن ال عاما وهاو الاذي لاه ثماار طيباة حياث حاوا العاداوة إلاى المحباة واإلساا ة إلاى‬
‫اإلحسان والقطيعاة إلاى ال واصاا واالااوة وإن كاان هاذا األسالوب لايي ساهالي إالّ علاى الصاابرين الاذين‬
‫أعطاهم هللا ح ا ي ع يما ي مان الصابر علاى اإلياذا فيعاتيهم هللا عاالى بااألعر الع ايم والثاواب العتياا فان‬
‫الدييا واآلارة ‪.‬‬
‫تدسسعد ً ‪ :‬امتعديل عار يوازين امشرع ‪:‬‬
‫وأقصد بذلك أن اإلسالم و ع مواتين لكا األمور وأن هذه‬
‫امتطاةقدت امعبلة ملعماقدت امدامة في حدم امسلم اامحرب ‪:‬‬
‫أاالً ‪ :‬في حدم امسلم ‪:‬‬
‫يحاارص اإلسااالم كااا الحاارص علااى الحفااا علااى األماان واالمااان والسااالم وعلااى العهااود‬
‫والمواثي ا ال اان مااح بااين دولااة اإلسااالم او المساالمين وبااين غياارهم دوالي وأفاارادا ي فعااا ح‬
‫معموعة من اليصوص الصاريحة ا مر بالوفاا باالعهود والعقاود والمواثيا فقااا عاالى ‪( :‬ياا‬
‫أيها الاذين آمياوا أوفاوا باالعقود ‪ 7‬وقااا عاالى ‪( :‬وأوفاوا بالعهاد إن العهاد كاان عياه مسا والي ‪8‬‬
‫)‪ 1‬لم يرد فن القرآن الكريم لف ‪ :‬صر‬
‫وال الصرا‬
‫وال مش قا ه إالّ لف ‪:‬صرعى فن سورة الحاقة اآلية ‪( : 7‬ف رى القوم فيها صرعى ك يهم أععات ياا ااوية‬
‫)‪ 2‬سورة الحج‪ /‬اآلية (‪38‬‬
‫)‪ 3‬سورة البقرة‪ /‬اآلية (‪251‬‬
‫)‪ 4‬سورة الحج‪ /‬اآلية (‪40‬‬
‫)‪ 5‬سورة الم ميون ‪ /‬اآلية (‪96‬‬
‫)‪ 6‬سورة فصلح ‪ /‬اآلية (‪35 – 34‬‬
‫)‪ 7‬سورة المائدة‪ /‬اآلية (‪1‬‬
‫)‪ 8‬سورة اإلسرا ‪ /‬اآلية (‪34‬‬
‫‪15‬‬
‫وععا الوفا بالعهود والمواثي من صفاح الما ميين ويق اها مان صافاح الكفارة والمياافقين‬
‫فقاا عالى فن وص الم ميين المصلحين ‪( :‬والاذين هام ألماياا هم وعهادهم راعاون ‪ 1‬باا إن‬
‫القرآن الكريم ال يعيت للدولة المسلمة يقض العهد مع دولة غير إسالمية بييها عهود ومواثي ماا‬
‫دامح لم يقض عهدها ‪.‬‬
‫وقد ميح اآلياح العشرون (‪ 75 – 55‬من سورة األيفاا ال ن هان مان أوااار الساور ال ان‬
‫يتلح على الرسوا الكريم صورة وا احة للعالقااح الاارعياة باين الدولاة المسالمة وماا حولهاا‬
‫ماان الاادوا والطوائا والمعسااكراح حيااث قاارر إمكااان إقامااة عهااود عااايش بااين المعسااكراح‬
‫الما لفة ما أمكن أن صان هذه العهود مان اليكاث بهاا ماع إعطاا هاذه العهاود االح ارام الكاماا‬
‫والعدية الحقيقة‪ 2‬وذلك من االا المفاهيم اآل ية‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ وعوب صاون العهاود والمواثيا مان الايقض واليكاوث حياث سامى اليااكثين بشار الادواب‬
‫شر الدواب هم الذين يق وا عهودهم مع رسوا هللا صلى هللا عليه وسلم ‪.‬‬
‫فقاا عالى ‪ :‬وان ّ‬
‫‪ 2‬ـ وأن الدولة المسلمة ال ان لهاا عهاد ماع أيااي آاارين إذا اافاح مان ايااي هم فليهاا يباذ إلايهم‬
‫عهاادهم و اباارهم بااذلك وال اااويهم ألن هللا عااالى ال يحااب الاااائيين فاإلسااالم يريااد ماان‬
‫العهااد الصااياية وماان العقااد الحفااا عليااه وماان المواثي ا االل ااتام بهااا فاالذا وعااد المقابااا ال‬
‫يحاف على عهد وال يفن بعقده با من طبعه الاياية والمكار فالن المسالمين ال يعاوت لهام أن‬
‫يقابلوا اياي هم باياية ويق هم بيقض باا يصاارحويه ولاذلك ير فاع اإلساالم بالبشارية إلاى‬
‫آفاااا ماان الشاار واالس ا قامة وير قاان بهاام إلااى آفاااا األماان والطم يييااة واالس ا قرار وعاادم‬
‫الاو من اإلغارة والاياية ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ رورة إعداد القوة ح ى ال يطمع األعادا فان الدولاة اإلساالمية وهاذه سامى فان الوقاح‬
‫الحا ر ي رية القوة الرادعة ‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ وأيهم إذا عيحوا للسلم فعلى الدولة اإلسالمية أن ا ار اياار الساالم ماع ال وكاا علاى هللا ‪:‬‬
‫(وإن عيحوا للسلم فاعي‪ ،‬لها و وكا على هللا إيه هو السميع العليم ‪. 3‬‬
‫وقد شدد القرآن الكريم فن رورة األاذ بالسالم العادا والعيوح له ح ى ولو مع الااو مان‬
‫الاياية قاا عالى ‪( :‬وإن يريدوا أن يادعوك فلن حسبك هللا الذي أيدك بيصره وبالم ميين ‪. 4‬‬
‫‪ 5‬ـ رورة وفير الهيبة لهذا الدين واإلرادة القوية واالس عداد الدائم المسا مر لحماياة األماة‬
‫وليسح لالع دا ألن هللا ال يحب المع دين ‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ رورة ال كيد علاى مبادأ الماواالة فان مقاباا ماواالة الكاافرين بع اهم لابعض فاال ييبغان‬
‫لألمة المسلمة أن بقى م فرقة ممتقة وعدوها م حد يرميها مان قاوي واحادة وأن الف ياة كاا‬
‫الف ية هن أن ال يس وعب المسلمون ق ية الوال (إالّ فعلوه كن ف ية فن األرض وفساد كبير ‪5‬‬
‫‪.‬‬
‫)‪ 1‬سورة الم ميون‪ /‬اآلية (‪8‬‬
‫)‪ 2‬سيد قطب ‪ :‬فن الا القرآن ط‪.‬دار الشروا (‪1539/3‬‬
‫)‪ 3‬سورة األيفاا ‪ /‬اآلية (‪61‬‬
‫)‪ 4‬سورة األيفاا‪ /‬اآلية (‪62‬‬
‫)‪ 5‬سورة األيفاا‪ /‬اآلية (‪73‬‬
‫‪16‬‬
‫‪ 7‬ـ ه ال الذين ال يس طيع أحد ان يطمئن إلى عهدهم وعوارهم وشرورهم عاتا هم ااويفهم‬
‫وال رب على أيديهم بشدة ح ى ي ركوا هذا الصييع الفاحش ‪.‬‬
‫‪ 8‬ـ وعوب قيام العالقاح على الصراحة وحماية العهود والمواثي ويبذ الاياياة والميكافيلياة‬
‫فاال باي‪،‬‬
‫يقوا سيد قطب ‪ ( :‬إن اإلساالم يرياد للبشارية أن ر فاع ويرياد للبشارية أن عا‬
‫الغدر فن سبيا الغلب وهو يكاف‪ ،‬ألسمى الغاياح وأشر المقاصد وال يسم‪ ،‬للغاية الشريفة‬
‫أن س ا ادم الوساايلة الاسيسااة إن اإلسااالم يكااره الايايااة ويح قاار الاااائيين الااذين ييق ااون‬
‫العهود ومن ثم ال يحب للمسلمين أن ياويوا أماية العهد فن سبيا غاية مهماا كان شاريفة إن‬
‫الاايفي اإليسااايية وحاادة ال عااتأ وم ااى اس ا حلح ليفسااها وساايلة اسيسااة فااال يمكاان أن ااا‬
‫محاف ة على غاية شريفة ولايي مسالما ي كاامالي مان يبارر الوسايلة بالغاياة فهاذا المبادأ غرياب‬
‫على الحي اإلسالمن والحساسية اإلسالمية ‪. 1‬‬
‫‪ 9‬ـ من دالئا حفا المسلمين على عهودهم مع غيرهم أن بعض المسلمين الذين لم يي موا إلى‬
‫الدولة اإلسالمية لو اس يصروا بها فن الادين فعليهاا اليصارة علاى شارط أال يااا هاذا بعهاد مان‬
‫عهود المسلمين مع المعسكر اآلار ح ى ولو كان هاذا المعساكر مع اديا ي علاى أولئاك األفاراد فان‬
‫دياايهم وعقيااد هم فقاااا عااالى ‪( :‬وإن اس يصااروكم فاان الاادين فعلاايكم اليصاار إالّ علااى قااوم بياايكم‬
‫وبييهم ميثاا ‪. 2‬‬
‫ثدنةد ً ‪ :‬في حدم امحرب ‪:‬‬
‫من المعلوم أن الحرب المشروعة فن اإلسالم هو العهاد فن سبيا هللا وهو ألعا إعال كلماة‬
‫هللا ولاايي ألعااا أي غاارض دييااوي ولااذلك فهااو ديياان ااالقاان فاان ي اار اإلسااالم وهااو فاان‬
‫حقيق ه دفا ـ بمعياه الواسع ـ عن الدين والوطن‪ 3‬وإذا حدث فقد و ع اإلسالم قواعد عملياة‬
‫كثياارة افا ماان آثاااره و حاادد بليصااا مااا يق اايه الموقا الاادفاعن البحااح فيهااى عاان ق ااا‬
‫المرأة والراهب فان معباده والفاالح فان مترع اه فقااا عاالى ‪( :‬وقاا لوا فان سابيا هللا الاذين‬
‫يقا لويكم ‪ 4‬ويهى عن االع دا ح ى فن حالة الحرب وأثيا الحرب فقاا عالى ‪( :‬وال ع ادوا إن‬
‫هللا ال يحب المع دين ‪ 5‬وذلك من االا اإلعرا اح اآل ية ‪:‬‬
‫‪1‬ـ صدي من يعلن إسالمه ولو كان فن ساحة الق اا وهو ميهتم وقد ق ا من المسالمين حياث‬
‫قاااا اليباان ص الى هللا عليااه وساالم ‪( :‬أماارح ان اقا ااا الياااي ح ااى يشااهدوا أن ال إلااه إالّ هللا وأن‬
‫محمدا ي رسوا هللا فلذا فعلوا ذلك عصاموا ميان دماا هم وأماوالهم إالّ بحا اإليماان وحساابهم‬
‫على هللا ‪ 6‬وقد قاا عالى ‪( :‬وال قولوا لمان ألقاى إلايكم الساالم لساح م مياا ي ب غاون عر اا ي مان‬
‫الحياة الدييا ‪ 7‬وبقبوا المقا ا مسلما ي يعصم دما ذري ه الصغار أي ا ي ‪.8‬‬
‫)‪ 1‬سيد قطب ‪ :‬فن الا القرآن (‪1542/3‬‬
‫)‪ 2‬سورة األيفاا‪ /‬اآلية (‪72‬‬
‫)‪ 3‬يراعع ‪ :‬اإلسالم والقوة‬
‫بحث ليا ميشور فن معلة مركت بحوث السية والسيرة‬
‫)‪ 4‬سورة البقرة‪ /‬اآلية (‪190‬‬
‫)‪ 5‬سورة البقرة‪ /‬اآلية (‪190‬‬
‫)‪ 6‬صحي‪ ،‬البااري ك اب اإليمان مع ف ‪ ،‬الباري (‪/1‬‬
‫)‪ 7‬سورة اليسا ‪ /‬اآلية (‪94‬‬
‫)‪ 8‬المغين مع الشرح الكبير (‪413/10‬‬
‫‪17‬‬
‫‪2‬ـ عدم عوات ق ا الرسا والرهائن مهماا كاياح طبيعاة الدولاة ال ان أرسال هم فقاد روى الحااكم‬
‫وصححه وأبو داود بسيدهما عن يعيم بن مسعود قاا ‪ :‬سمعح رسوا هللا صلى هللا عليه وسالم‬
‫يقوا لرسول ْن مسيلمة حين قرأ ك اب مسيلمة ‪ :‬ما قوالن أي ما قاال يقوا كما قاا فقاا صالى‬
‫هللا عليه وسلم ‪( :‬لوال أن الرسا ال ق ا ل ربح أعياقكما ‪. 1‬‬
‫‪3‬ـ عدم ق اا اليساا واألطفااا وكباار السان والرهباان والفالحاين والعمااا والحاراثين ويحاوهم‬
‫ممن لم يشاركوا فن الق اا فقاا عالى ‪( :‬وقا لوا فن سبيا هللا الذين يقا لويكم وال ع دوا ‪. 2‬‬
‫وقد رعم اإلمام مسلم فن صحيحه ‪ :‬باب حاريم ق اا اليساا والصابيان فان الحارب ثام روى‬
‫بسيده عن عن عبدهللا أن امرأة وعدح فن بعض مغاتي رسوا هللا صلى هللا عليه وسالم مق ولاة‬
‫ف يكر صلى هللا عليه وسلم ق ا اليسا والصبيان ‪.3‬‬
‫وروى أبااو داود بساايده ان رسااوا هللا قاااا ‪( :‬ال ق لااوا فايي اا ي وال طف االي صااغيرا ي ‪ 4‬وروى أحمااد‬
‫بسيده عن ابن عباي قاا ‪ :‬كان اليبن صلى هللا عليه وسلم إذا بعث عيوشه قااا ‪( :‬اارعاوا بسام‬
‫هللا ‪...‬وال ق لاوا الولاادان وال أصااحاب الصااوامع ‪ 5‬وعااا فاان وصااية أباان بكاار ليتيااد باان آباان‬
‫سفيان ‪( :‬إيك س عد قوما ي حبسوا أيفسهم هلل عالى فذرهم وماا تعماوا أيهام حبساوا أيفساهم لاه ‪. 6‬‬
‫وروى ابن ماعه بسيده عن اليبن صالى هللا علياه وسالم قااا ‪ ( :‬ال ق لاوا ذرياة وال عسايفا ي ‪ 7‬أي‬
‫أعيرا ي ‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ كراهااة ق ااا الوالاادين وذوي األرحااام إالّ فاان حالااة ال اارورة أو الحاعااة وهااذا رأي الحيفيااة‬
‫والشافعية والتيدية‪ 8‬وذلك لألدلاة المع بارة اماا الوالادان فلقولاه عاالى ‪( :‬وصااحبهما فان الادييا‬
‫معروفا ‪ 9‬وذكر اإلمام محماد بان حسان الشايباين فان ك اباه الع ايم أن ‪( :‬حي لاة بان أبان عاامر‬
‫وعبدهللا بن عبدهللا بن أبن سلوا اس ذيا رسوا هللا صلى هللا عليه وسالم فن ق اا أبويهماا فيهاهماا ثام‬
‫ذكر بعض رواياح ق ا االبن أباه فن الحارب وساكح عياه رساوا هللا صالى هللا علياه وسالم مماا يادا‬
‫على أن االبن ال يقصد ق ا أبيه ولكن إذا اق ه ال رورة أو الحاعة فال ي ثم بق له‪.10‬‬
‫‪ 5‬ـ عاادم ال حري ا واالغااراا وقطااع األشااعار ويحوهااا إالّ إذا اق ا ها اارورة الحاارب أو‬
‫ي ر ب على ذلك اإلقالا من إراقة الدما ‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ عدم اسا عماا أسالحة الادمار الشااما ال ان ي ر اب عليهاا أ ارار بغيار المقاا لين مان اليساا‬
‫واألطفاا والحيواياح واألعياا الالحقة حيث األدلة الشـرعية علاى عادم عاوات ذلاك م اافرة‬
‫من الك اب والسية ‪.‬‬
‫)‪ 1‬المس درك (‪ 155/2‬وسين أبن داود (‪83/3‬‬
‫)‪ 2‬سورة البقرة ‪ /‬اآلية (‪190‬‬
‫)‪ 3‬صحي‪ ،‬مسلم ك اب العهاد (‪1364/3‬‬
‫)‪ 4‬سين أبن داود ك اب العهاد (‪371/3‬‬
‫)‪ 5‬مسيد احمد (‪300/1‬‬
‫)‪ 6‬معرفة السين واآلثار للبيهقن (‪249/13‬‬
‫)‪ 7‬سين ابن ماعه ك اب العهاد (‪948/2‬‬
‫)‪ 8‬يراعع ‪ :‬الي‬
‫للسغدي (‪ 710/2‬ويهاية المح اج (‪64/8‬‬
‫)‪ 9‬سورة لقمان‪ /‬اآلية (‪15‬‬
‫)‪ 10‬ك اب السير الكبير ط‪.‬مطبعة االعالياح الشرقية (‪106/1‬‬
‫‪18‬‬
‫وقد يص بعض الفقها ميهم المالكية على عدم عوات اس عماا الس ّم على األعدا ‪. 1‬‬
‫‪ 7‬ـ عدم ق ا الحيواياح وقد كايح وصية أبن بكر لمن يرسلهم إلى الق اا ‪( :‬ال عقرن شااة ي وال‬
‫بعيرا ي إالّ لم كله ‪. 2‬‬
‫‪ 8‬ـ عاادم اال اارار بالبيئااة بقاادر اإلمكااان ماان عاادم قطااع الشااعر ويحااوه إالّ إذا اق ا ه اارو‬
‫الحرب حيث عا فن وصية أبن بكر ر ن هللا عيه ‪( :‬ال حارقن شاعرا ي وال قطعان شاعرا ي‬
‫مثمرا ي ‪. 3‬‬
‫‪ 9‬ـ األمان واالس عارة حيث أعطى اإلسالم الح لكا م من أن يعطن حا األماان ألي كاافر‬
‫من حيث المبدأ حيث ذكريا مان األحادياث واآلثاار الدالاة علاى ذلاك ميهاا قولاه صالى هللا علياه‬
‫وساالم ‪( :‬ويسااعى بااذم هم أدياااهم ‪ 4‬وقااد قاااا هللا عااالى ‪( :‬وإن أحااد ماان المشااركين اساا عارك‬
‫ف عره‪ . 5 ....‬وقد أفاض اإلمام محمد الشيباين فن هذا المو و إفا ة رائعة‪. 6‬‬
‫‪ 10‬ـ الصل‪ ،‬والهدية ـ حيث ذكريا أهمية ذلك فن ي ر اإلسالم و طبيقه فن صل‪ ،‬الحديبية‪.‬‬
‫ثدمث اد ً ‪ :‬ف ا ي حدم ا انتءاادم امبعرك ا اانتصاادر امبساالبةن س يتاادخل اسإسساامام فااي كةفة ا امتعدياال ي ا امبء ا ايةن‬
‫ابدألخص ي األسسرى ‪:‬‬
‫حيث ي مر باإلحسان إليهم و وفير حاعيا هم األساسية مان الم كاا والمشارب والمساكن حياث‬
‫ععا هللا عالى إطعام الطعام لألسير من أف ا القرباح إلى هللا عاالى فقااا عاالى ‪( :‬ويطعماون‬
‫الطعام على حبه مسكييا ي وي ميا ي وأسيرا ي إيما يطعمكم لوعه هللا ال يريد مايكم عاتا وال شاكورا ي ‪7‬‬
‫ي‬
‫وكذلك ي داا اإلسالم بفرض إكرام عثث الق لى بدفيهم و عدم عوات أاذ المقابا لل ساليم أو‬
‫الدفن أو يحوهما ‪.‬‬
‫ومن أرو األمثلة فن هذا المعاا موق الرسوا صلى هللا عليه وسلم من أها مكة الاذين أذوه‬
‫وعذبوا أصحابه وفعلوا ما فعلوا طواا أكثر من عشرين سية وماع ذلاك لام يلعا إلاى الشاما ة‬
‫وال شفن با قاا لهم قول ه المعروفة ‪(:‬اذهبوا ف ي م الطلقا ‪.‬‬
‫)‪ 1‬مواهب العليا (‪352/3‬‬
‫)‪ 2‬معرفة السين للبيهقن (‪249/13‬‬
‫)‪ 3‬المرعع الساب‬
‫)‪ 4‬سب‬
‫اريعه‬
‫)‪ 5‬سورة ال وبة‪ /‬اآلية (‪6‬‬
‫)‪ 6‬السير الكبير (‪420/2‬‬
‫)‪ 7‬سورة اإليسان‪ /‬اآلية (‪9‬‬
‫‪19‬‬
‫امبادئ اسإسسماية اامقدنون امدامي اسإنسدني ‪:‬‬
‫اع قياودا ي علاى اسا ادام‬
‫يقصد بالقاايون الادولن اإليسااين ‪ :‬معموعاة القواعاد والمباادئ ال ان‬
‫القوة فن وق اليتا المسل‪ ،‬وذلك من اعا ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ الحد من اآلثار ال ان يحادثها العيا علاى المقاا لين بماا ي عااوت القادر الاالتم الاذي ق ايه‬
‫ال رورياح الحربية ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ 2‬ـ عييب األشااص الذين ال يش ركون بشكا مباشر فن األعماا الحربية ‪.‬‬
‫ومصااطل‪ ،‬القااايون الاادولن اإليساااين حااديث اليشااو حيااث اس ا ادم أوا ماارة ماان عايااب اللعيااة‬
‫الدولية للصليب األحمر فن الوثاائ ال ان قادم ها إلاى ما مر الابارا الحكاوميين الاذي عقاد فان‬
‫دور ه األولى بعيي عام ‪ 1971‬والسبب فن اسا ادام هاذا المصاطل‪ ،‬العدياد هاو إبارات الطاابع‬
‫اإليساين الاالص للقواعد الحربية ‪.2‬‬
‫ولم يعد فن الفقه اإلسالمن هذا المصطل‪ ،‬وال مصطل‪ ،‬القايون الدولن ولكن كما رأيياا أن ا‬
‫لفقه اإلساالمن قاد ساب القاوايين الو اعية بو اع األساي والمباادئ للعالقااح الدولياة والقاايون‬
‫الدوا اإليساين ولكيه اس عما مصطل‪ ،‬العهاد أو الساير وكاان لألئماة الكارام وبااألاص‬
‫اإلمام محمد بن حسن الشيباين المولود فن ‪132‬هـ والم وفى فن ‪189‬هـ الذي أل سفرا ي ع يماا ي‬
‫فاان امسااة أعااتا فاان السااير أو بعبااارة دقيقااة فاان القااايون الاادولن والقااايون الاادولن اإليساااين‬
‫حيث يع بر أوا رائد من رواد ال لي فن القاايون الادولن حياث ساب بك اباه هاذا غروسايوي‬
‫الهوليدي ‪1645 – 1583‬م الذي سمن أبا القايون الدولن فن عصره ‪.‬‬
‫)‪ 1‬أ‪.‬د‪.‬ععفر عبدالسالم ‪ :‬القايون الدولن اإليساين بحث ميشور فن معلة كلية الشريعة والقايون بعامعة األتهر العدد الثاين ‪1406‬هـ ص ‪166‬‬
‫)‪ 2‬المرعع الساب‬
‫‪20‬‬
‫وماان اإليصااا أن يقااوا ‪ :‬إن علمااا القااايون الاادولن والمش ا غلين بااه فاان ما ل ا بااالد العااالم‬
‫أسسوا عمعية فن غو يعن ب لمايياا باسام ‪( :‬عمعياة الشايباين للحقاوا الدولياة واي ااب لرئاسا ها‬
‫فن وق ه الفقيه القايوين المصري الدك ور عبدالحميد بادوي كماا اي ااب الادك ور صاالح الادين‬
‫ميعد الذي حق ك اب السير الكبير للشيباين‪. 1‬‬
‫فالقايون الدولن اإليساين هو معموعة من المبادئ واألعرا واإلعارا اح ال ان اوفر الحماياة‬
‫لفئاح معيية فن حاالح الحرب والصراعاح المسلحة وبال الن فهو يشما ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ قااايون الهاااي الااذي اقاار عااام ‪1907 1899‬م والااذي يااي م حقااوا وواعباااح المقااا لين عيااد‬
‫وقو الحرب‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ قااايون عيياا الااذي يساا هد يحااو ااوفير الحمايااة والمعاملااة اإليسااايية للمااديين الااذين ال‬
‫يشاركون فن الحرب حيث يشما على ا فاقيااح عييا األرباع لعاام ‪1949‬م الااصاة ب احايا‬
‫الحرب والبرو وكلين الم افين إليها اللذين أقرا فن عيي عام ‪.2 1977‬‬
‫وهذه اال فاقياح س هد حماية حقوا اإليسان فن حالة الحرب وحماية الماديين وأن كاون‬
‫الحرب يفسها مشروعة وهكذا وقد رأييا عالج اإلسالم فن هذه المعاالح ‪ .‬وهللا الموف‬
‫)‪ 1‬مقدمة مدير معهد الماطوطاح بالقاهرة لك اب السير الكبير ط‪.‬شركة االعالياح الشرقية ‪3/1( 1971‬‬
‫)‪ 2‬د‪.‬عبدالغين محمود ‪ :‬القايون الدولن اإليساين ص ‪5‬‬
‫‪21‬‬