االسم و اللقــــب :طالب سمية و بوجمعة فاطمة الزهراء. التخصــــــــص:بحوث العمليات و تسيير المؤسسة. الرتبــــــــــــــة:ماجستير. الوظيـــــــــــفة:أستاذة ماجستير. المؤسســـــــــة:جامعة أبي بكر بلقا يد تلمسان. العنــــــــــوان:شقة رقم ( )01بمدرسة بن ددوش أحمد الرمشي تلمسان. الهاتــــــــــف.0664 06 53 38: البريـــــــد االلكترونــــــي[email protected] : المشاركة بالحضور : المشاركة بتعقيب : المشاركة بمداخلة : محــــــور المشاركــــــــة:األساليب الكمية و دورها في اتخاذ القرار. عنــــــــــوان المداخلـــــة:األساليب الكمية و دورها في اتخاذ القرارات اإلدارية. مقدمة: من أجل بيان دور و أهمية األساليب الكمية في عملية اتخاذ القرارات كأساس لتوضيح المشكلة من حيث المدخل الكمي و معبر عنه باألرقام و المعادالت الرياضية التي تسمى بالنموذج الرياضي. يمكن تعريف األساليب الكمية ،بأنها مجموعة من األدوات أو الطرق التي تستخدم من قبل متخذ القرار لمعالجة مشكلة معينة أو لترشيد القرار اإلداري المتخذ بخصوص حالة معينة و المفروض توفر القدر الكافي من البيانات المتعلقة بالمشكلة. ظهرت الحاجة ملحة الستخدام أساليب التحليل الكمي في اإلدارة نتيجة لضخامة حجم المشروعات و المؤسسات الحديثة حيث أصبحت المشكالت اإلدارية فيها على درجة عالية من التعقيد ،و صارت األساليب التقليدية التي تعتمد على الخبرة الذاتية لمتخذ القرار و التجربة و الخطأ ،غير فعالة ومن ناحية أخرى فإن نتائج القرارات إن لم تكن محسوبة و مقدرة تقديرا صحيحا قد يترتب عليها أضرار و خسائر ال يمكن تعويضها. ومن خصائص األساليب الكمية أنها طريقة لحل المشاكل التي تعالج باستخدام بحوت العمليات .و يعتبر النموذج الرياضي الوسيلة أو األسلوب التي تتم معالجة المشكالت من خاللها ،و من بعد ذلك تجري عليها التحليالت المالئمة و المناسبة حسب طبيعة المشكلة ،و بالتالي يتم التوصل إلى الحل المطلوب .و عند بناء النموذج الرياضي يمكن التفرقة بين األنواع اآلتية من النماذج. النماذج الوصفية و النماذج القرارية ،النماذج المحدد و النموذج االحتمالي، النموذج الخطي ،النماذج الساكنة و النماذج الديناميكية. و من أهم األساليب و النماذج الرئيسية لبحوث العمليات :نموذج البرمجة الخطية ،برمجة األهداف ،البرمجة الرقمية ،البرمجة الغير خطية، البرمجة التربيعية ،البرمجة العشوائية ،تحليل شبكات األعمال باستخدام أسلوب تقويم البرامج و مراجعتها و طريقة المسار الحرج ،نظرية القرارات ،نظرية المباريات االستراتيجية ،نماذج صفوف االنتظار ،نماذج المخزون ،عمليات مركوف .و من هنا يمكننا اختيار نموذج البرمجة الخطية باألهداف كموضوع في هذه المداخلة. و المشكل المطروح كيف تساعد البرمجة الخطية باألهداف كأسلوب كمي متخذ القرار في اختيار القرار األمثل بخصوص مشكلة معينة؟ .Iنظرية اتخاذ القرار: -1تعريف القرار و أهميته: كلما زادت درجة تعقيد البيئة التي تعمل فيها اإلدارة كلما زادت أهمية عملية اتخاذ ال قرار .و القرار يتعلق بالمستقبل ،و بالطبع فإن المستقبل غير مؤكد .فكلما زادت درجة تغيير البيئة التي تعمل فيها كلما زادت درجة تعقيد عملية اتخاذ القرارات .تعتبر عملية صنع القرارات أحد األدوار األساسية التي يمارسها المدير عند أداء وظائف التخطيط ،التنظيم ،التوجيه ،و الرقابة. إن عملية اتخاذ القرارات تتم لمعالجة مشكالت قائمة أو لمواجهة حاالت أو مواقف معينة محتملة الوقوع أو لتحقيق أهداف مرسومة.1 و يتفق الباحثون 2و الممارسون على أن عملية اتخاذ القرار تنطوي على: "اختيار لبديل واحد من بين بديلين على األقل" .و يشير هذا التعريف إلى اآلتي: -1ضرورة وجود أكثر من بديل واحد متاح للتصرف ،حيث أن وجود بديل واحد يشير إلى عدم وجود مشكلة و من ثم ال توجد عملية اختيار أو مفاضلة و بالتالي ال توجد حاجة التخاذ قرار. -2يجب أن تكون البدائل محتملة الحدوث ،ألن ظروف التأكد تجعل عملية االختيار شكلية و من ثم ال يتحقق جوهر عملية اتخاذ القرار. تعرف القرار على أنه" :االختيار المدرك بين البدائل المتاحة في موقف معين أو هو عملية المفاضلة بين حلول بديلة لمواجهة مشكلة معينة و اختيار الحل األمثل من بينها".3 -1د .حسين علي مشرقي" ،نظرية القرارات اإلدارية – مدخل كمي في اإلدارة" ،دار المسيرة للنشر و التوزيع و الطباعة -عمان ،الطبعة األولى ،1997 ،ص.22 : -2د .محمد اسماعيل بالل" ،بحوث العمليات -استخدام األساليب الكمية في صنع القرار" ،دار الجامعة الجديدة -االسكندرية ،2005 ،ص.267 : -3د .خليل محمد العزاوي" ،إدارة اتخاذ القرار اإلداري" ،دار كنوز المعرفة للنشر و التوزيع، الطبعة األولى ،2006 ،ص.21: كما يعبر عنه" :اختيار بديل واحد من بين بديلين محتملين أو أكثر للتعامل مع مشكلة معينة أو موضوع معين في ضوء بعض المعايير". 1 و من أجل حل المشاكل التي تواجه المنشآت في وقتنا الحاضر ،فمن الضروري التوصل إلى قرارات ناجحة تحقق الهدف أو األهداف المرجوة منها ،و لكي يتم مساعدة تعد نماذج بحوث العمليات من أهم النماذج التي تساعد في اتخاذ القرارات حيث أنها تعتمد على الطريقة العلمية في حل المشاكل و تتناول الجوانب المختلفة لإلدارة العلمية للتنظيم.2 و من الخصائص المميزة لبحوث العمليات أنها تعتمد على منهج متكامل لتحليل المشكالت و دراستها و ذلك بالتعرف على الجوانب المختلفة التي تحكم المشكلة المدروسة و األهداف المراد تحقيقها و البدائل التي تؤدي إلى الوصول إلى هذه األهداف ...الخ .و ذلك باستخدام الطرق الكمية المالئمة.3 و يتم اتخاذ القرار المناسب في ضوء نتائج التحليل الكمي من ناحية و بناء على التقدير أو الحكم الشخصي judgementلمتخذ القرار من ناحية أخرى ،و ذلك ألن الحكم الشخصي لمتخذ القرار يأخذ في االعتبار أيضا العوامل التي لم تتم صياغتها صياغة كمية. -2أنواع القرارات: هناك ثالث أنواع من القرارات صنفها ) (H. Igor. Ansoffو هي: القرارات اإلستراتيجية ،القرارات اإلدارية ثم القرارات العملية. لهذه القرارات ميزات متعددة نذر منها :الفترة الزمنية ،التكرار ،مستويات اتخاذ القرار ،درجة و عدم التأكد من المعلومات. -1د .محمد حافظ حجازي" ،دعم القرارات في المنظمات" ،الناشر دار الوفاء لدنيا الطباعة و النشر ،االسكندرية ،الطبعة األولى ،2006 ،ص.16: -2د .اسماعيل ابراهيم جمعة و آخرون" ،المحاسبة اإلدارية و نماذج بحوث العمليات في اتخاذ القرارات" ،الدار الجامعية طبع -نشر -توزيع -االسكندرية ،ص.28: -3د .ابراهيم احمد مخلوف" ،التحليل الكمي في اإلدارة" ،مطابع جامعة الملك سعود ،الطبعة األولى ،1995 ،ص.5 : -1-2-1القرارات اإلستراتيجية: يقصد بمصطلح استراتيجية العالقة بين المؤسسة و المحيط الخارجي ،مدتها تكون أكثر من 5سنوات أي تتخذ هذه القرارات في المدى الطويل و لذلك فهي من اختصاص اإلدارة العليا (العامة) ،و نظرا ألهمية هذه القرارات للمنظمة ،فهي تحتاج إلى دراسة و تركيز شديد ،نظرا العتمادها على التوقعات المختلفة.1 -2-2-1القرارات اإلدارية: القرارات اإلدارية هي القرارات الداخلية للمؤسسة ،مدتها تكون أقل من 5 سنوات و أكثر من سنة ،تتكرر و ليس بكثرة ،تتخذ على مستوى اإلدارة الوسيطية، عدم التأكد يكون مرتفع. القرارات اإلدارية تهتم بنوع و بنية المؤسسة ،تنظيمها ،الحصول على الموارد الضرورية للمؤسسة لكنها تتضمن خطرا أضعف من خطر القرارات اإلستراتيجية. -3-2-1القرارات العملية: ترتبط هذه القرارات باإلدارة التنفيذية أو المباشرة ،تتم على مستوى المدى القصير (أقل من سنة) ،تتكرر بكثرة فهي تعالج في الغالب األمور اليومية أو األسبوعية :على مستوى المصلحة ،الوظيفة...،الخ .درجة عدم التأكد هي ضعيفة جدا. القرارات العملية هي قرارات استغالل ) (exploitationو التسيير العادي للمؤسسة ،هدفها تحقيق األهداف المسطرة من طرف المؤسسة و تتضمن توزيع المهام بين مكونات المنظمة ،تخطيط العمليات ،تسيير النشطات ،و مراقبة العمليات الروتينية. -1د .سهيل فهد سالمة" ،إدارة الوقت -منهج متطور للنجاح" ،المنظمة العربية للعلوم اإلدارية، ،1988ص.86 : و الجدول التالي يوضح أنواع القرارات المختلفة في المؤسسة. الجدول رقم ( :)1-1أنواع القرارات في المؤسسة حسب . I. Ansoff أنواع القرارات مجال القرارات المدى المشكل طبيعة المشكل القرارات اإلستراتيجية اإلستراتيجية متوسطة و طويلة المدى اختيار المنتوجات و األسواق التي تحقق اإلستثمارات المثلى. توزيع الموارد بين المنتوجات و األسواق. القرارات اإلدارية القرارات العملية التسيير. قصيرة األجل. اإلستغالل. قصيرة األجل. بنية الموارد التي تؤمن النجاح األحسن. االستغالل في الشروط المثلى لمردودية رأس المال. مراقبة العمليات. تنظيم و تنمية الموارد بين المنتوجات و األسواق. المصدر H. Igor. Ansoff. :بتصرف. خطوات اتخاذ القرار: و يمكن تلخيص مراحل عملية صنع القرار بخمس مراحل و هي:1 -1تحديد طبيعة المشكلة /الهدف المراد تحقيقه. -2تحديد البدائل. -3تحليل و تقييم كل بديل. -4اختيار البديل المثل من البدائل و إصدار القرار. -5تنفيذ القرار و متابعته و تقييمه. -1د .سليمان محمد مرجان" ،بحوث العمليات" ،الجامعة المفتوحة طرابلس ،الطبعة األولى، ،2002ص.39: -1تحديد طبيعة المشكلة أو الهدف المراد تحقيقه: تعرف المشكلة بأنها انحراف عن األداء المخطط ،1و تحديد طبيعة المشكلة يعتبر بمثابة الطريق الذي يجب أن يسير عليه متخذ القرار ،إذ يتعين على متخذ القرار أن يضبط كل جوانب المشكلة و يفهمها فهما جيدا( ،2من حيث المكان و الزمان و االنعكاسات) ،فمثال :إذا كانت المشكلة هي مراقبة جودة منتج معين ،فعليه أن يحدد المواصفات الواجب توفرها في هذا المنتج ،تحديد المواد األولية التي تدخل في تركيب هذا المنتج ،تحديد متغيرات العملية االنتاجية. يمكن تقسيم المشاكل حسب التصنيف التالي:3 مشاكل روتينية -و هي المشاكل التي تتكرر. مشاكل حيوية -و هي المتعلقة بالخطط و السياسات المتبعة في المشروع. مشاكل طارئة -و هي التي تحدث دون وجود مؤشرات على حدوثها و يعتمد عالجها على قدرة المدير في اتخاذ قراره بسرعة و حزم. -2تحديد البدائل (وضع المشكلة في صورة بدائل): ما نود التركيز عليه في هذه الخطوة هو أنه من النادر وجود بديل واحد ألية مشكلة (عمل) ،لذلك ال بد من وجود عدة أدلة أو براهين ألي عمل و يتم تحديدها عن طريق البحث العلمي. -3تحليل و تقييم كل بديل: يتم تحليل و تقييم البدائل بواسطة تحديد المتغيرات التي يمكن قياسها بسهولة كاإليرادات ،التكاليف ،الزمن و غيرها. -4اختيار البديل األمثل من البدائل و إصدار القرار: -1د .محمد اسماعيل بالل ،مرجع سابق ذكره ،ص.269 : -2د .محمد راتول" ،بحوث العمليات" ،ديوان المطبوعات الجامعية ،بن عكنون ،الجزائر، ،2004ص.183 : -3سليمان محمد مرجان ،مرجع سابق ذكره ،ص.40 : من الطبيعي أنه يتم اختيار البديل األمثل من خالل ثالثة متطلبات و هي: الخبرة ،التجربة ،البحث و التحليل .1و المنطلق األخير هو األسلوب األكثر استخداما و تأثيرا بتحليل المشكلة و اكتشاف العالقات بين المتغيرات المهمة و كذلك القيود التي لها عالقة بالهدف الذي تسعى إلى تحقيقه أو مجموعة األهداف التي يجب تحقيقها في آن واحد. -5تنفيذ القرار و متابعته و تقييمه: حيث نجد أنه ال تنتهي مهمة متخذ القرار عند تنفيذه بل تتعدى إلى متابعة نتائج التنفيذ و ذلك على مدى نجاح البديل المختار أو األمثل في عالج المشكلة (تحقيق الهدف المرغوب). عناصر اتخاذ القرار:2 -1الهدف ):(Objective هو النتيجة النهائية التي يجب الوصول إليها و ذلك من خالل تنفيذ بعض اإلجراءات على المتغيرات الداخلة و المؤثرة على المشكلة كأن يكون الهدف الحصول على أعلى فائدة (الربح) من جراء إنتاج بعض المواد ،أو الحصول على أقل تكلفة في إنتاج مواد أو توزيعها. -2المتغيرات):(Variable هي مجموعة العناصر التي تفرض قيودا معينة على الحل مثل المواد األولية الداخلة في إنتاج مادة معينة فقد تفرض هذه المواد قيودا على الحل و ذلك من خالل أسعارها و كمية توافرها و كيفية مشاركتها في إنتاج المادة. و من أهم النماذج األكثر استعماال في الميدان االقتصادي و بالخصوص في ميدان بحوث العمليات نجد النموذج الرياضي. النموذج الرياضي: "النموذج الرياضي هو عرض مبسط للواقع في صورة رياضية".3 -4سليمان محمد مرجان ،مرجع سابق ذكره ،ص.40 : -1يزن مقبل" ،مقدمة في بحوث العمليات" ،مكتبة المجتمع العربي للنشر و التوزيع ،الطبعة الولى ،2005 ،ص.12: -2ابراهيم أخمد مخلوف ( ،)1995مرجع سابق ذكره ، ،ص.6: و يتم بناء النموذج عادة من معادالت و متباينات و دوال رياضية تضم في تكوينها مجموعة من المتغيرات المختلفة ،سواء كانت متغيرات متحكم فيها من طرف المؤسسة أو متغيرات ال يمكن التحكم فيها. أنواع النماذج الرياضية: و عند بناء النموذج الرياضي يمكن التفرقة بين األنواع اآلتية من النماذج:1 -1النماذج الوصفية و النماذج القراريةDescriptive and normative : models -1-1النماذج الوصفية :descriptive models يهتم النموذج الوصفي ببيان طريقة للنظام المدروس و خصائصه المميزة ،و يمكن أن يتنبأ بخصائصه في المستقبل و لكن ال يهتم بايجاد التصرف األمثل أو الحل األمثل. و من أمثلة ذلك نجد أسلوب المحاكاة simulationحيث هذا األسلوب ال يتضمن دوال رياضية محددة و لكن يعتمد على إجراء تجارب لتمثيل أداء الموقف المدروس و سلوكه و ذلك وفق لقيم عشوائية تمثل الظواهر أو المتغيرات احتمالية التي تحكم سير الموقف ،و تعرف المحاكاة في هذه الحالة بمحاكاة مونت كارلو ).(Monte carlo simulation -2-1النماذج القرارية :normative models و هي النماذج التي يمكن لها أن تبين للمسير كيفية التصرف أمام مسألة قرار التي من أجلها تم بناء هذا النموذج ،و ذلك من خالل تحديد التصرف األمثل الذي يجب أن يسلكه و المعروف بالحل المثالي. و األمثلة على هذا النوع من النماذج نجد نموذج البرمجة الخطية ،البرمجة باألهداف. و تتكون أغلب هذه من ثالثة عناصر أساسية و هي:2 -1د .ابراهيم أخمد مخلوف ( ،)1995مرجع سابق ذكره ، ،ص.9: -2د .ابراهيم احمد مخلوف (" ،)1995نفس المرجع السابق" ،ص.10 -9: أ -المتغيرات القرارية :و هي الكميات موضوع البحث و التي يرمز لها بالرمز: .X ب -القيود :و هي مجموعة من القيم التي يتم فرضها على المتغيرات أو بعض المتغيرات و ذلك باستخدام العالقات الرياضية.1 ج -دالة الهدف :و تمثل معيار اتخاذ القرار أي معيار االختيار و المفاضلة بين البدائل الممكنة ،و المعروفة رياضيا بالمتغير التابع و التي تقيس فعالية النموذج، بحيث يعبر عنها على شكل عالقات رياضية خطية أو غير خطية بالمتغيرات القرار التي تكون معامالتها عبارة عن ثوابت معروفة مسبقا .و من أهم النماذج القرارية األكثر استعماال نجد البرمجة الخطية. البرمجة الخطية: تعتبر البرمجة الخطية من أهم التطورات العلمية التي توصل إليها اإلنسان في النصف الثاني من القرن العشرين 2و هي عبارة عن أسلوب رياضي يهدف إلى تقرير الوضع األمثل الستخدامات موارد المنظمة المحدودة (المادية ،المالية، البشرية...الخ ،بغية تحقيق أقصى المنافع (مثال تعظيم الربح أو تدنية التكاليف) ،و يترجم ذلك رياضيا من خالل مثالية ) (Optimisationمتغير تابع (دالة الهدف) مرتبط وظيفيا بعدة متغيرات مستقلة (متغيرات القرار) تكون خاضعة إلى عدة قيود معينة. و كلمة برمجة تخطيط أو وضع خطة لتحقيق هدف ما ،3بمعنى تلك الطريقة المنتظمة التي يتم على أساسها التوصل إلى الحل األمثل للمشكلة موضوع التطبيق من بين الحلول المتاحة و الممكنة.4 -1يزن مقبل ،نفس المرجع السابق ،2005 ،ص.13: -2د .محمد أسعد عبد الوهاب النيداني ،نفس المرجع السابق ،ص.41 : -3نفس المرجع السابق ،ص.42 : -4د .عبد الحي مرعى" ،المعلومات المحاسبية و بحوث العمليات في اتخاذ القرارات" ،مؤسسة شباب الجامعة ،اإلسكندرية ،1993 ،ص.323 : و صفة خطية فيقصد بها أن العالقة بين كل متغيرات المسألة هي عالقة خطية (متغيرات من الدرجة األولى). و قد كان الستخدام طريقة السمبلكس التي طورها دانتزج عام ،1947لحل البرنامج الخطي أثر كبير في زيادة و انتشار التطبيقات العملية لهذا النموذج ،و ساعد على ذلك االستعانة بالحاسبات اآللية المتطورة في حله بحيث يمكن معالجة برنامج يتكون من مئات من المتغيرات بسهولة .مثال :برنامج .LINDO كما يواجه متخذ القرار في الحياة العملية كثيرا من المواقف اإلدارية التي تتضمن تحقيق أهداف متعددة قد تكون متنافسة مثل تخفيض التكلفة و تحسين مستوى خدمة العميل و قد تكون ذات وحدات قياس مختلفة مثل تعظيم الربح و تعظيم عدد المستهلكين...الخ و يمكن دراسة هذه المواقف باستخدام أسلوب برمجة األهداف. البرمجة باألهداف : Goal programming أسلوب برمجة األهداف و هو امتداد ألسلوب البرمجة الخطية .و يتم صياغة برنامج األهداف بتحديد األهداف goalsالمراد تحقيقها و القيم المقابلة لكل هدف و التي تعرف بالقيم المتهدفة ثم يعبر عن كل هدف بقيد يعرف بقيد الهدف في صورة معادلة تحتوي على متغيرين يمثل أحدهما الكمية الزائدة عن القيمة المستهدفة و يمثل اآلخر الكمية الناقصة ،و يعرف هذين المتغيرين بالمتغيرين االنحرافتين deviation variablesو يتم صياغة دالة الهدف في صورة تصغير مجموع متغيرات االنحرافات ،و يمكن تقدير معامل يقابل كل هدف يسمى معامل أولوية a priority factorيعكس درجة تفضيل متخذ القرار للهدف ،و تشمل القيود الهيكلية لبرنامج األهداف قيود البرنامج األصلي باإلضافة إلى قيود األهداف ،و يتم حله باستخدام طريقة السمبلكس أو logiciel LINDOسوف نتطرق لها بالتفصيل في المبحث الموالي لهذا المبحث. كما يمكن تقسيم النماذج الرياضية إلى النماذج التالية: -2النماذج المحددة و النماذج اإلحتمالية:1 -1د .ابراهيم احمد مخلوف (" ،)1995نفس المرجع السابق" ،ص .10 في النماذج المحددة تكون مؤشرات النموذج محددة أي ال يدخل فيها العنصر االحتمالي. عكس ذلك فالنماذج الغير محددة أو االحتمالية تتضمن عدم التأكد بالنسبة لمؤشر أو أكثر .و إذا كان النموذج االحتمالي قراريا ،فان النتائج التي نحصل عليها منه تكون في صورة قيم متوقعة. -3النموذج الخطي و النموذج الغير خطي: إذا كانت جميع عالقات النموذج خطية يكون النموذج خطيا مثل البرمجة الخطية .أما إذا كانت عالقة أو أكثر من عالقات النموذج غير خطية فيكون النموذج غير خطي مثل البرمجة الغير خطية و صفوف االنتظار و المخزون. -4النموذج الساكن و النموذج الديناميكي: النموذج الساكن هو الذي تبقى مؤشراته بدون تغير أثناء عملية الحل و يعرف عند نقطة زمنية محددة (البرمجة الخطية المحددة) .عكس ذلك فالنموذج الديناميكي تتغير مؤشراته خالل الفترة محل الدراسة و يتم الحل من خالل سلسلة متتابعة من المراحل (البرمجة الديناميكية ،سالسل ماركوف). .II البرمجة الخطية باألهداف: في السنوات األخيرة أثبتت التجربة للمؤسسات أنها ال تسعى لتحقيق هدف واحد ،و إنما هي مجبرة على تحقيق عدة أهداف ،فمتطلبات الحياة العملية و الظروف و الضغوط التي تفرضها و كذلك واقع المؤسسة و ظروفها الداخلية ،كل ذلك جعل المؤسسة تسعى لتحقيق أهداف متعددة اقتصادية و غير اقتصادية.1 و نتيجة لالهتمام المتزايد بدراسة مشاكل تعدد األهداف ،و ما قد ينتج عنه من تعارض و تناقض بين تلك األهداف ،و نتيجة لقصور النماذج التقليدية للبرمجة الخطية في معالجة هذا النوع من المشاكل ،لذلك فقد آثرنا أن نخصص هذا المبحث لتناول و استعراض الطريقة التي يمكن أن نعالج بها المشاكل المتعددة األهداف.2 -1د .فريد عبد الفتاح زين الدين" ،بحوث العمليات و تطبيقاتها في حل المشكالت و اتخاذ القرارات ،جامعة الزقازيق ،1997 ،ص.296 ،295 : -2د .فريد عبد الفتاح زين الدين ،مرجع سابق ذكره ،ص.296 : و هذه الطريقة و التي تستخدم في معالجة هذه النوعية من المشاكل يطلق عليها اصطالح نموذج برمجة األهداف ).1)Goal Programming Model إن نموذج البرمجة الخطية باألهداف يسمح باعتبار في آن واحد عدة أهداف المراد الوصول إليها في إشكالية اختيار أحسن من ضمن الحلول الممكنة.2 اكتشف هذا النموذج من طرف الباحثين المعروفين Charnes and ،Cooperفي شكله الخطي 3أي األهداف المراد الوصول إليها عبارة عن معادالت خطية ،و قد كان ذلك في سنة .1955 و أول االستخدامات و التطبيقات الموسعة و الفعلية لنموذج البرمجة باألهداف في الميدان العملي ترجع لسنوات السبعينات من طرف كل من ( Clyon 1972و Lee 1973ثم ) Igniziou 1976و بالخصوص في الميدان الصناعي ثم توسعت بعد ذلك لتشمل العديد من المجاالت و التخصصات المختلفة و المتنوعة كتسيير اإلنتاج و العمليات (تخطيط اإلنتاج ،جدولة اإلنتاج المتعدد المعايير ،تسيير المخزونات ،مراقبة الجودة ، ،تسيير المهالت الصناعية) ،تسيير الموارد البشرية و تسيير الموارد المائية ،اختيار المواقع ،التخطيط المالي ،اختيار االستثمارات األكثر مردودية ،التسويق ،ميدان النقل (مثال :اختيار محطات المترو(، الميدان الفالحي ،المحاسبة ،تقييم العقرات ،التنبؤ ،التقدير. و مع مرور الزمن و كثرة التطبيقات في المجاالت المختلفة عرفت البرمجة الخطية باألهداف عدة تغييرات من حيث النماذج ،و ذلك للظروف التي تعايشها المؤسسة مع المشاكل اليومية ،نذكر منها :البرمجة الخطية بالهداف العادية ،البرمجة باألهداف المرجحة ...،الخ. -3د .فريد عبد الفتاح زين الدين ،مرجع سابق ذكره ،ص.296 : 1- Aouni, B and O , Kettani, « Goal Programming Model : Aglorious History and Apromising Future », European Journal Research, 2001, p : 226- 229. 2- Aouni, Belaid, « Le modèle de programmation mathématique avec buts dans un environnement imprécis » : sa formulation, sa résolution et une application, thèse de doctorat , faculté des sciences de l’administration, université Laval (Canada), 1998, p : 17. -1ماهية نموذج البرمجة باألهداف: لقد ظهرت خالل السنوات الماضية العديد من المحاوالت إلعطاء فكرة عامة حول مفهوم نموذج البرمجة باألهداف ،من أبرز هذه األعمال نجد: -1-1تعريفه: حسب 1998 Mehrdad. Tamiz & Carlos Romeroفإن نموذج البرمجة باألهداف "عبارة عن منهجية رياضية مرنة و واقعية موجهة باألساس لمعالجة تلك المسائل القرارية المعقدة و التي تتضمن األخذ بعين اإلعتبار لعدة أهداف إضافة للكثير من المتغيرات و القيود".1 أما حسب 1999 Sang M Lee et David L.Olsonفإن " :نموذج البرمجة باألهداف يعتبر إحدى طرق التسيير العلمي األولى الموجهة لحل مسائل القرار ذات الطابع المتعدد األهداف".2 أما حسب " Belaid Aouni 1998فإن نموذج البرمجة باألهداف تسمح باألخذ بعين اإلعتبار دفعة واحدة (في نفس الوقت) لعدة أهداف ،و هذا تحت إشكالية اختيار أحسن حل من بين مجموعة من الحلول الممكنة".3 و من خالل هذه التعاريف يمكن استخالص أن نموذج البرمجة باألهداف يهتم بالتطبيق الرياضي للطريقة العلمية ،لحل مسائل القرار المتعلقة باشكالية اختيار أحسن حل ممكن من بين مجموعة من الحلول الممكنة ،و هذا اعتبارا لعدة معايير تؤخذ كلها دفعة واحدة إضافةإلى عدة معايير تؤخذ كلها دفعة واحدة إضافة إلى عدة قيود مفروضة على نظام معادالت تضم في تكوينها مجموعة من المتغيرات. 1- Tamiz. M ,C. Romero, D.Jones (1998) « G.P for decision making : An overview of the current state of the art »,European. Journal of operation Research vol. 111 (579.581), page : 579. 2- Lee, S. M& D. L. Olson (1999) « G.P , in multicriteria decision & making, advances in MCDM models, Algorithms, Theory Applications ». Hanne (Eds), kluwer academie publishers, Boston, p : 8. 3- B. Aouni (1998) « Le modèle de G. P mathématique avec buts dans un environnement imprécis » (thèse de doctorat), pehd, p : 37. و ترتكز الصياغة الرياضية لنموذج البرمجة باألهداف بشكل عام على المراحل التالية: أخذ بعين اإلعتبار جميع األهداف المختلفة التي يتم من خاللها اختيار الحل المناسب للمسألة. تحديد القيم المستهدفة أو مستويات الطموح المراد تحقيقها بالنسبة لكل هدف على حدا. إعطاء أولوية (قوى) لهذه األهداف حسب أهميتها. تحديد االنحرافات الموجبة أو السالبة بالنسبة لهذه القيم المستهدفة. تصغير المجموع المرجح لهذه االنحرافات. بصفة أدق فإن هذا النموذج يهتم بالبحث عن الحل الذي يصغر بقدر اإلمكان المجموع المرجح لهذه االنحرافات بالنسبة للقيم المستهدفة. -2-1صياغة نموذج البرمجة باألهداف في شكله المعياري: أول صياغة لنموذج البرمجة باألهداف تمت على يد كل من & Cooper 1961 Charnesو ذلك حسب الصياغة التالية:1 النموذج (:)1.1 تحت القيود: بحيث: . 2 1- Charnes, A, Cooper, w.w devoe, J.K., Learner, D.B. and Reinecke « A Goal programming model for media planning management science », 1968, p : 425- 427. 2- Martel. J & Aouni, « Incorporating the decision Marker’s préférences in the Goal Programming model », Journal of the opération research society, 1990, p : 1122- 1124. :تمثل األهداف مع :الهدف المراد الوصول إليه للهدف رقم .)i= 1.2…p( i :يمثل المتغير للقرار رقم . (j=1.2…n) n :المعامالت التكنولوجية. :مصفوفة المعامالت المتعلقة بقيود النماذج. :شعاع المراد المتاحة. هذا النموذج يمكن كتابته على شكله الخطي التالي: النموذج (:(2.1 . حيث جداء االنحرافات الموجبة و السالبة يكون معدوما ،ألن الشعاعان ال يمكن أن يتحققا معا ،بمعنى آخر بالنسبة للهدف ،iال يمكن في آن واحد أن نصل إلى قيمة أصغر من الهدف قيمة أكبر من و . -3-1كيفية تحديد اإلنحرافات المتعلقة بالدالة اإلقتصادية: كقاعدة عامة :إذا كان قيد الهدف (أقل من أو يساوي ≤) فإنه يتعين إضافة إلى دالة تخفيض الهدف .أما إذا متغير االنحراف الذي يبالغ في تحقيق الهدف كان الهدف (أكبر من أو يساوي ≥) فإنه يجب ضم متغير اإلنحراف الذي يقيس مقدار النقص أو عدم التحقق إلى دالة الهدف ،أما إذا كان القيد (يساوي = ) فإنه من الضروري إضافة كال إلى دالة الهدف ألن كال منهما في تلك الحالة يمثل انحرافا غير المتغيرين مرغوب فيه. الجدول رقم (:)1-2 نوع القيد المعادلة التي يأخذها القيد االنحرافات الذي يظهر في الدالة االقتصادية و بالرغم من أن الصياغة األولى النموذج البرمجة باألهداف في شكله المعياري لقيت رواجا مهما في البداية ،إال أن ذلك لم يستمر من خالل ظهور مجموعة من المالحظات من بعض الباحثين و التي تركزت حول التجريد التام من أفضليات متخذ القرار بحيث يقتصر المحلل الكمي فقط على معطيات حول مستويات الطموح لألهدا ف و بعض برامترات المسألة دون أي اهتمام ألفضليات متخذ القرار ،كما أنه ال يمكن تطبيقه في جميع الحاالت القرارية الواقعية. -2مختلف متغيرات نموذج البرمجة باألهداف في الحاالت الخطية: 1-2البرمجة الخطية باألهداف المرجحةGoal programming pondéré1: 1- Evans, G.W, « An overview of technique for solving multiobjective mathematical programs », management science, 1984, p : 12741276. - Ignizio JP. « A review of goal programming : a tool for multi; objective analysis. Journal of the operational research society, 1978 p : 1112- 1115. البرمجة الخطية باألهداف المرجحة تنص على أن تعطي االنحرافات معامالت ، ،تعبر عن نسبة مئوية تمثل األولوية لبعض األهداف على حسب معلومات جديدة يمكن أن تساعد المسير( المقرر). إن الشكل التحليلي لهذا النموذج يكتب على الشكل التالي: النموذج (:)1.2 (i=1.2…p). . عادة إن المسير يعطي أهمية مختلفة لألهداف ،و بالتالي هذه المعامالت ذات في الدالة اإلقتصادية Zلكل هدف i ،ترفق باإلنحرافات األهمية النسبية ).(i= 1.2…p حسب (Martel, Aouni) 1كلما كانت النسبة المئوية ل اإلنحراف المتعلق بالقيد . iبحيث ترفق لالنحراف السالب ترفق باالنحراف الموجب أكبر صغر ، . 1- Martel.J- M& B. Aouni, « Diverse imprécise goal programming model formulations », Journal of global optimisation, 1998, p :133. - Martel, J.-M et B. Aouni, « methde multi critère de choix d’un emplacement : Le cas d’un aéroport dans le nouveau Québec », imformation systems and operational research, 1992, p :113. من خالل ما سبق ،نستنتج أن البرمجة الخطية المرجحة أين تكون: بمعنى آخر في البرمجة الخطية العادية ،المسير ال يأخذ بعين االعتبار األهمية النسبية ل النحراف . -2-2البرمجة الخطية الليكسيكوغرافية /المعجميLexicographique Goal : Programming1 إن هذا النموذج اقترح من طرف كل من Romero, Tamis & Jones لقد طبق ه ذا النموذج في عدة مجاالت مثل :المالية ،التسيير للموارد البشرية، التخطيط االقتصادي ،االنتاج ،االستثمار....، إن المخطط الرياضي لهذا النموذج معرف كما يلي: النموذج (:)1.3 1- Romero C. Handbook of critical issues in goal programming, op. cit..p :30. - Tamiz M, Jones DF, EL- DARZIE. A review of goal programming and its applications. Annals of operations research, 1995 ,p : 44- 46. - Tamiz, M., D. Jones & C. Romero, « Goal programming for decisionmaking : An overview of the current state- of- the- art », Européen Journal of opération research, 1998, p : 570- 572. الخطوة األولى :سنقوم بايجاد للهدف ،أي نعطي األولوية ،و عندما نجد الحلول للخطوة األولى ،نعتبرها كقيود جديدة تضاف إلى القيود السابقة. الخطوة الثانية :سنقوم بحل ،مع ظهور حلول الخطوة األولى كقيود جديدة مع القيود السابقة ،و هكذا إلى أن نصل الخطوة األخيرة . -3-2استخدام نموذج البرمجة باألهداف في االحصاء (التقدير البرامتري): ظهرت خالل سنوات الثمانينات مجموعة من األعمال و االقتراحات أظهرت كلها إمكانية استخدام البرمجة الرياضية في ميدان التقدير البرامتري في االحصاء كبديل مناسب للطرق و األساليب االحصائية المعروفة كطريقة المربعات الصغرى أو طريقة القيو المطلقة الصغرى. و من هذه األعمال نجدها في أبحاث كل من )(Clover, Freed 1981 و ) (Sueyoshi 1986و ) (Cooper & Charnes1986حيث ساهمو في استخدام نموذج البرمجة باألهداف كأداة و أسلوب مناسب في ميدان التقدير البرامتري.1 نجد عمل B.Aouni 1998الذي أظهر في عمله أن لطريقة البرمجة ،بحيث أن باألهداف امتياز كقيم غير دقيقة و معبرة في مجال طريقة المربعات الصغرى تفترض أن القيم المشاهدة للمتغير عبارة عن قيم دقيقة بالتمام و هذا ما ال ينطبق مع الكثير من الحاالت الواقعية يعكس طريقة البرمجة باألهداف و الذي يمكن له أن يطبق في الحاالت التي تكون فيها (القيم المشاهدة) غير دقيقة. و قد استخدم الباحثان ) (B.Aouni & J.Martelالصياغة الجديدة لنموذج البرمجة باألهداف باستخدام دوال الكفاءة /دوال الرضى تحت ظروف عدم الدقة في 1- B.Aouni, J. Martel (2000) « Real estata through au imprecise goal programming model, méthode and reuristics for decision making », p : 1. مستويات الطموح المطورة سنة 1998في مجال مراقبة الجودة حيث تكون القيم المشاهدة هي عبارة عن قيم غير دقيقة منظمة في مجال حيث: :تمثل الحد األدنى و األعلى للقيمة المشاهدة على التوالي. -3مشكلة وحدات القياس المتعلقة باألهداف: إحدى االنتقادات الموجهة تجاه مختلف متغيرات نموذج البرمجة باألهداف ،نجدها ترتكز باألساس حول مشكلة وحدات القياس المتعلقة بالهداف، خصوصا بالنسبة للبرمجة باألهداف المعياري أو المرجح أو المعجمي (من خالل درجات األولوية) و بالضبط على مستوى دالة الهدف عند تجميع االنحرافات الغير مرغوب فيها المتعلقة باألهداف ،حيث تالحظ في بعض األحيان دالة الهدف تحتوي على وحدات قياس مختلفة. و النتيجة المحصل عليها ال يمكن أن يكون لها تفسير اقتصادي و علمي واضح كما أن المشكلة األساسية هو حساسية الحل المستخرج لدى تمديد سلم وحدات القياس لتوضيح ذلك نأخذ مثال. مثال :1 شركة ترغب في استبدال ثالث منتجات جديدة بالنماذج التي كانت تنتجها من قبل ،و المطلوب تحديد المزيج السلعي األمثل و الذي يحقق ثالثة أهداف المطلوب تحقيقها. الهدف األول :أن اليقل اجمالي صافي القيمة الحالية لإليرادات عن 120مليون وحدة نقدية. الهدف الثاني :أن ال يتغير حجم العمالة عن الحجم الحالي 4000عامل. الهدف الثالث :ال يزيد رأس المال المطلوب استثماره في هذه المنتجات الثالثة عن 60مليون وحدة نقدية. -1د .محمد أسعد عبد الوهاب النيداني" ،مقدمة في بحوث العمليات" ،الجامعة المفتوحة طرابلس ،مكتبة و مطبعة اإلشعاع الفنية ،الطبعة األول ،2002 ،ص.250،251: كما قامت إدارة الشركة بتحديد أوزان تمثل جزاءات في حالة عدم تحقيق هذه األهداف فكانت كما يلي: بالنسبة للهدف األول: تم تحديد 5وحدات جزاء لكل مليون وحدة نقدية أقل من المقدرة لهذا الهدف (120 مليون و.ن). بالنسبة للهدف الثاني: فقد تم تحديد وحدتا جزاء لكل مائة عامل أقل من القيمة المحددة لنفس الهدف كما تم تحديد 4وحدات جزاء لكل مائة عامل أكثر من القيمة المحددة لنفس الهدف. أما بالنسبة للهدف الثالث: فقد تم تحديد 3وحدات جزاء لكل مليون وحدة نقدية أكثر من القيمة المحددة (50 مليون و .ن). يوضح الجدول رقم ( )1-2-3يوضح أثر كل منتج من المنتجات الثالثة على كل هدف كما يوضح القيمة الخاصة بكل هدف و درجات الجزاء الموقعة في حالة عدم تحقيق الهدف (الوزان). الجدول رقم ( :)2-2معطيات المثال (.)01 الهدف القيمة المنتوج األول الثاني الثالث المطلوب تحقيقها 15 9 12 الوحدة معامل األهمية (الوزن) الربح مليون وحدة 5 نقدية مائة عامل 4 3 العمالة 5 رأس مليون وحدة 3 8 7 5 نقدية المال المصدر :د .محمد أسعد عبد الوهاب النيداني ،مرجع سابق ذكره ،ص.251 : بافتراض أن: :هي عدد الوحدات المطلوب انتاجها من المنتوج األول. :هي عدد الوحدات المطلوب انتاجها من المنتوج الثاني. :هي عدد الوحدات المطلوب انتاجها من المنتوج الثالث. نفترض أن جميع األوزان المتعلقة باألهداف متساوية أي (أي األهداف لها (i=1.2.3). نفس األهمية) حيث=1: كما أن بالنسبة للهدف التاني=1 الصياغة الرياضية لهذه المسألة تكتب كما يلي: النموذج رقم (:)2 .3 تحت القيود: حل النموذج الرياضس باستعمال logiciel LINDOيقودنا إلى النتائج التالية: من خالل النموذج الرياضي رقم 1 .3نالحظ أن دالة الهدف تحتوي على وحدات قياس مختلفة (دينار +عامل) و بالمقابل إذا قمنا مثال على مستوى القيدين الهدفين األول و الثال بتحويل وحدة القياس من الدينار الجزائري إلى السنتيم مع بقاء جميع المعطيات على حالها فإن النتائج المحصل عليها ستختلف عن النتائج الناتجة عن استخدام وحدة القياس دج و يمكن اظهار ذلك كما يلي: تحت القيود: حل النموذج الرياضي باستعمال logiciel LINDOيقودنا إلى النتائج التالية: و من أجل التغلب على هذه المشكلة بمعنى يجب التوصل إلى حل واحد مهما كانت وحدة القياس المستعملة الدينار الجزائري أو السنتسذيم إضافة إلى العمل على اختفاء وحدات القياس المختلفة من دالة الهدف ،Zظهرت في السنوات الماضية العديد من الطرق المختلفة ،جميعها تعرف بطرق التوحيد. أبرز طرق التوحيد: من أبرز طرق توحيد وحدات القياس المتعلقة باألهداف نجد: -1طريقة التوحيد النسبي المئوي:1 (porccentage normalisation (1991) (C. Romero). حسب هذه الطريقة فإنه يتم تقسيم معامالت متغيرات القرار مستويات الطموح المتضمنة في قيود األهداف على عدد ثابت و يعرف بثابت التوحيد و المتعلق بكل قيد هدف من أجل ) (i= 1.2…mو الذي يمثل مستوى الطموح لكل هدف مقسوم على مئة .100 )(I=1.2…m و منه يمكن التعبير على دالة الهدف Zللنموذج الرياضي من شكل: =Min Z -2طريقة التوحيد االقليدي:2 Eclidean normalisation (1981 B. W. Widhelm). 1- C.Romero (1991) « Handbook of critical issue in Goal programming »,pergamon press, oxford 1991. 1- W. B. Wilodhelm (1981) « Extensions of Goal programming models », Omega page 212. باستخدام هذه الطريقة فإنه يتم تقسيم كل من معامالت متغيرات القرار و مستويات الطموح المتضمنة في قيود األهداف على عدد ثابت (ثابت التوحيد) و المتعلق بكل قيد هدف من أجل ) ،(i=1.2…mحيث: 1/2 = و المعروف بالمعيار االقليدي )(Eclidean norm للمعامالت التقنية الخاصة باألهداف من أجل )(i=1.2…m و منه يمكن التعبير على دالة الهدف Zللنموذج الرياضي من شكل: -3طريقة التوحيد باستخدام االنحرافات النسبية (م .بلمقدم ،ح .مسلم :1)2005 و التي تعتبر من بين الطرق الحديثة جدا في هذا الميدان ،حيث ساهمت في التعديل الجبري لصياغة نموذج البرمجة باألهداف خصوصا على مستوى دالة و التي يتم التعبير عليها على شكل مجموع االنحرافات النسبية من الهدف مستويات الطموح من أجل كل ) ،(i=1.2…mبدال من الصياغة السابقة لكل من (Cooper & Charnes) 1961التي كان يتم فيها التعبير عن دالة الهدف Zعلى شكل مجموع االنحرافات المطلقة. -1موسليم حسين (" ،)2005توحيد وحدات القياس في البرمجة الخطية باألهداف" ،رسالة لنيل درجة الماجستير ،تخصص :تسيير العمليات و االنتاج ،جامعة أبي بكر بلقايد -تلمسان، ص.75 : و بالتالي من خالل هذه الطريقة فالصياغة الرياضية الجديدة لنموذج البرمجة باألهداف تكون حسب الشكل التالي: =Min Z تحت القيود: (i=1.2…m). . و من مزايا هذه الطريقة بالمقارنة مع كل من طريقتي التوحيد االقليدي و النسبي المئوي يكمن في المحافظة على المعنى االقتصادي و الرياضي للصياغة الرياضية لنموذج البرمجة باألهداف ،عكس الطريقتين السابقتين اللتان تقودان إلى نموذج رياضي مغاير تماما للنموذج الرياضي األصلي خصوصا على مستوى قيود األهداف كمثال: بالنسبة للتوحيد المئوي: )/(i=1.2…m أو بالنسبة للتوحيد االقليدي: إضافة إلى جعل قيود األهداف مجردة تماما من وحدات القياس المتعلقة بها، و هذا كله يؤثر على المعنى الرياضي و االقتصادي للنموذج الرياضي. خاتمة،: كخالصة يمكن القول بأن األساليب الكمية هي أسوب رياضي يتم من خالله معالجة المشاكل االقتصادية و اإلدارية و التسويقية بمساندة الموارد المتاحة من البيانات و األدوات و الطرق التي تستخدم من قبل متخذي القرار لمعالجة المشكالت. تتصف األساليب المستخدمة في معالجة المشاكل بأن بعضها ذات طابع احتمالي و البعض اآلخر ثابتة constantأو ساكتة staticو البعض اآلخر متغيرة variablesو بشكل مستمر dynamicحسب طبيعة العامل الزمني. المراجع: -1باللغة العربية: -1د .حسين علي مشرقي" ،نظرية القرارات اإلدارية – مدخل كمي في اإلدارة" ،دار المسيرة للنشر و التوزيع و الطباعة -عمان ،الطبعة األولى.1997 ، -2د .محمد اسماعيل بالل" ،بحوث العمليات -استخدام األساليب الكمية في صنع القرار" ،دار الجامعة الجديدة -االسكندرية.2005 ، -3د .خليل محمد العزاوي" ،إدارة اتخاذ القرار اإلداري" ،دار كنوز المعرفة للنشر و التوزيع، الطبعة األولى.2006 ، -4د .محمد حافظ حجازي" ،دعم القرارات في المنظمات" ،الناشر دار الوفاء لدنيا الطباعة و النشر ،االسكندرية ،الطبعة األولى.2006 ، -5د .اسماعيل ابراهيم جمعة و آخرون" ،المحاسبة اإلدارية و نماذج بحوث العمليات في اتخاذ القرارات" ،الدار الجامعية طبع -نشر -توزيع -االسكندرية. -6د .ابراهيم احمد مخلوف" ،التحليل الكمي في اإلدارة" ،مطابع جامعة الملك سعود ،الطبعة األولى.1995 ، -7د .سهيل فهد سالمة" ،إدارة الوقت -منهج متطور للنجاح" ،المنظمة العربية للعلوم اإلدارية، .1988 -8د .سليمان محمد مرجان" ،بحوث العمليات" ،الجامعة المفتوحة طرابلس ،الطبعة األولى، .2002 -9د .محمد راتول" ،بحوث العمليات" ،ديوان المطبوعات الجامعية ،بن عكنون ،الجزائر، .2004 -10يزن مقبل" ،مقدمة في بحوث العمليات" ،مكتبة المجتمع العربي للنشر و التوزيع ،الطبعة األولى.2005 ، -11د .عبد الحي مرعى" ،المعلومات المحاسبية و بحوث العمليات في اتخاذ القرارات"، مؤسسة شباب الجامعة ،اإلسكندرية.1993 ، -12د .فريد عبد الفتاح زين الدين" ،بحوث العمليات و تطبيقاتها في حل المشكالت و اتخاذ القرارات ،جامعة الزقازيق.1997 ، -13د .محمد أسعد عبد الوهاب النيداني" ،مقدمة في بحوث العمليات" ،الجامعة المفتوحة طرابلس ،مكتبة و مطبعة اإلشعاع الفنية ،الطبعة األول.2002 ، -14موسليم حسين (" ،)2005توحيد وحدات القياس في البرمجة الخطية باألهداف" ،رسالة لنيل درجة الماجستير ،تخصص :تسيير العمليات و االنتاج ،جامعة أبي بكر بلقايد -تلمسان. -2باللغة األجنبية: 15- Aouni, B and O , Kettani, « Goal Programming Model : Aglorious History and Apromising Future », European Journal Research, 2001. 16- Aouni, Belaid, « Le modèle de programmation mathématique avec buts dans un environnement imprécis » : sa formulation, sa résolution et une application, thèse de doctorat , faculté des sciences de l’administration, université Laval (Canada), 1998. 17- Tamiz. M ,C. Romero, D.Jones (1998) « G.P for decision making : An overview of the current state of the art »,European. Journal of operation Research vol. 111 (579.581). 18- Lee, S. M& D. L. Olson (1999) « G.P , in multicriteria decision & making, advances in MCDM models, Algorithms, Theory Applications ». Hanne (Eds), kluwer academie publishers, Boston. 19- B. Aouni (1998) « Le modèle de G. P mathématique avec buts dans un environnement imprécis » (thèse de doctorat), pehd. 20- Charnes, A, Cooper, w.w devoe, J.K., Learner, D.B. and Reinecke « A Goal programming model for media planning management science », 1968 . 21- Martel. J & Aouni, « Incorporating the decision Marker’s préférences in the Goal Programming model », Journal of the opération research society, 1990. 22- Evans, G.W, « An overview of technique for solving multiobjective mathematical programs », management science, 1984. 23- Ignizio JP. « A review of goal programming : a tool for multiobjective analysis. Journal of the operational research society, 1978 . 24- Martel.J- M& B. Aouni, « Diverse imprécise goal programming model formulations », Journal of global optimisation, 1998. 25- Martel, J.-M et B. Aouni, « methde multi critère de choix d’un emplacement : Le cas d’un aéroport dans le nouveau Québec », imformation systems and operational research, 1992. 26- Romero C. Handbook of critical issues in goal programming, op. cit... 27- Tamiz M, Jones DF, EL- DARZIE. A review of goal programming and its applications. Annals of operations research, 1995 . 28- Tamiz, M., D. Jones & C. Romero, « Goal programming for decision- making : An overview of the current state- of- the- art », Européen Journal of opération research, 1998. 29- B.Aouni, J. Martel (2000) « Real estata through au imprecise goal programming model, méthode and reuristics for decision making ». 30- C.Romero (1991) « Handbook of critical issue in Goal programming »,pergamon press, oxford 1991. 31- W. B. Wilodhelm (1981) « Extensions of Goal programming models ».
© Copyright 2025 Paperzz