تحميل الملف المرفق

‫أسس التفكري اإلجيايب وتطبيقاته‬
‫جتاه الذات واجملتمع يف ضوء السنة النبوية‪.‬‬
‫حبث علمي حمكم ومنشور يف إحدى اجملالت العلمية‬
‫قدم كورقة عمل يف املؤمتر الدويل عن تنمية اجملتمع ‪:‬حتدايت وآفاق‬
‫يف اجلامعة اإلسالمية مباليزاي( ‪) 2008‬‬
‫كتبه‬
‫د‪.‬سعيد بن صاحل الرقيب‬
‫أستاذ مشارك بقسم الدراسات اإلسالمية‬
‫كلية الرتبية جامعة الباحة‬
‫*******************‬
‫مدرب معتمد يف برانمج الكورت لتنمية مهارات التفكري‬
‫مدرب معتمد يف مقياس هريمن (بوصلة التفكري)‬
‫*************‬
‫‪[email protected]‬‬
‫أسس التفكري اإلجيايب وتطبيقاته جتاه الذات واجملتمع يف ضوء السنة النبوية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪‬‬
‫احلمد هلل والصالة والسالم على رسوله األمني ‪.‬‬
‫فقد أحدث اإلسالم تغيرياً نوعياً وكمياً يف حياة البشرية مبا أسسه نهف ف هر تغهري هه‬
‫نف ههو نعتنقي ه أوالً فأح ههدث ذل ههغ تغي ههرياً يف جمتمع هها فتغ هري ه ه وا ه ال ههدنيا ا وأ هها هها‬
‫اإلنسانية هنجوم آاي ال تاب والسنة تدهلا على نا يسعدها يف الداريف‪.‬‬
‫ويف ه ههلا الول ه ه ال ههل تبح ه ه في ه ه األن ههة اإلس ههالنية ومجاع هها وأف ه هرا اً عل ههى مجي ه ه‬
‫املستواي عف تغيري الر أو حتسني نف والعها ظهر كثري نف العلوم واملعارف الوافدة نهف‬
‫حضههارا وفقافهها أ ههر لههد فب ه ابلتجرهههة فاعليتههها واههدواها يف حههداث نسههتواي نههف‬
‫التغيري املنشو ا ونف تلغ املعارف نا اصطلح على تسميت ابلتف ري اإلاجاي‪.‬‬
‫وهعد أن يسر هللا يل حضهور عهد م نهف الهدورا التدريبيهة يف ههلا اوهاد ا وهعهد اولهة يف عهد‬
‫نف أ هيا التف ري اإلاجاي األانبية املرتمجة واد أن أسس هله املعرفة وتطبيقا ا نواهو ة‬
‫يف سههنة نبينهها مههد ‪ ‬فأحبب ه أن أكت ه‬
‫ث هاً يف هههلا املو ههو هعن هوان‪ ":‬أسسسس التفكسسري‬
‫اإلجيايب وتطبيقاته جتاه الذات واجملتمع يف ضوء السنة النبوية "‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫وذلغ ألسباب ننها ‪:‬‬
‫الرغبة يف أتصيل هله املعرفة نف الد نصوص السنة النبوية‪.‬‬
‫جمه ههاد اإلنته هها العلم ه ه يف جمه ههاد العله ههوم‬
‫احل ه ه عله ههى العه ههو ة ابلف ه ههر اإلسه ههالن‬
‫اإلنسانية‪.‬‬
‫تو يح ش نف ننهج النيب ‪ ‬يف هنا النفو املسلمة واوتم املسل ‪.‬‬
‫اجا ننهج علم وعمل للتف ري اإلاجاي نبين على أسس شرعية يطمئف ليهها لله‬
‫املسل ‪.‬‬
‫عدم واو راسا ا أو أ اث علمية تعىن هبلا املو و امله يف حياة كل فر ‪.‬‬
‫طة البح كما يل ‪:‬‬
‫ولد اا‬
‫أسس التفكري اإلجيايب وتطبيقاته جتاه الذات واجملتمع يف ضوء السنة النبوية‪.‬‬
‫املقدمة‪.‬‬
‫متهيد‪ :‬مقدمات عن التفكري اإلجيايب‪:‬‬
‫املبح األود ‪ :‬املقصو ابلتف ري اإلاجاي‪.‬‬
‫املبح الثاين ‪ :‬أمهية التف ري اإلاجاي‪.‬‬
‫املبح الثال ‪ :‬مثرا التف ري اإلاجاي‪.‬‬
‫الفصل األول‪:‬‬
‫أسس التفكري اإلجيايب ‪ ،‬وتطبيقاته جتاه الذات‪.‬‬
‫املبح األود‪ :‬هنا اهلوية اإلاجاهية لللا ‪.‬‬
‫املبح الثاين ‪ :‬أفر األ ا والصفا اإلاجاهية على اللا ‪.‬‬
‫املبح‬
‫املبح‬
‫املبح‬
‫املبح‬
‫الثال ‪ :‬التول اإلاجاي لألنور‪.‬‬
‫الراه ‪ :‬التفاؤد ا واألنل‪.‬‬
‫اخلانس‪ :‬احلدي اإلاجاي ن اللا ‪.‬‬
‫السا ‪ :‬التطوير اإلاجاي املتواصل ‪.‬‬
‫الفصل الثاين ‪:‬‬
‫أسس التفكري اإلجيايب ‪ ،‬وتطبيقاته جتاه اجملتمع‪.‬‬
‫املبح‬
‫املبح‬
‫املبح‬
‫املبح‬
‫املبح‬
‫اخلامتة‪.‬‬
‫األود ‪ :‬النظرة اإلاجاهية للمجتم ‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬بة اآل ريف او بة اخلري هل ‪.‬‬
‫الثال ‪ :‬املولف اإلاجاي نف أ طا اآل ريف‪.‬‬
‫الراه ‪ :‬احرتام النا ا وتقدير ننازهل ‪.‬‬
‫اخلانس ‪:‬التواصل اإلاجاي ن اوتم ‪.‬‬
‫املراجع واملصادر‪.‬‬
‫الفهرس‪.‬‬
‫وسي ون العمل يف هلا البح على املنهج التايل ‪:‬‬
‫‪ ‬هيان املقصو نف كل فقرة يف البح ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫أسس التفكري اإلجيايب وتطبيقاته جتاه الذات واجملتمع يف ضوء السنة النبوية‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ ‬يرا األحا ي الشريفة اليت تو ح الفقرة وتؤصلها‪.‬‬
‫‪ ‬خت هريج األحا ي ه اب تصههار ا فههنذا كههان احلههدي يف الصههحيحني أو أحههدمها ا فههننين‬
‫أكتف ه ابلعههلو ليهمهها يف حههاد االاتمهها أو االف هرتاا ا و ذا كههان احلههدي نههف ههار‬
‫الصههحيحني فههننين أ راه نههف فالفههة نصهها ر ا واذكههر ح ه احلههدي ابلنقههل عههف أحههد‬
‫أهل العل املعتربيف‪.‬‬
‫‪ ‬شرح احلدي ا وهيان اللت على املقصو ا وشرح األلفاظ الغريبة‪.‬‬
‫‪ ‬توفيق النصوص نف املراا العلمية‪.‬‬
‫‪ ‬نقل ألواد أهل املعرفة ابلتف ري اإلاجاي ا وو عها ا ل البح ومتييلها عف هقية‬
‫ال الم هو عها هني هاللني " "‪.‬‬
‫واسأد هللا أن يوفقين ملا أنلت يف هلا البح ا وأن اجعل الصاً لواه ال رمي‪.‬‬
‫أسس التفكري اإلجيايب وتطبيقاته جتاه الذات واجملتمع يف ضوء السنة النبوية‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪5‬‬
‫‪:‬‬
‫مقدمات عن التفكري اإلجيايب‪.‬‬
‫املبحث األول ‪ :‬املقصود ابلتفكري اإلجيايب‪.‬‬
‫التف ري اإلاجاي نصطلح نرك نف كلمتني ‪:‬‬
‫التفكري ‪:‬‬
‫نف حي اللغة ‪ ":‬ف ر يف األنر ا يف ر ا ف راً ‪ :‬أعمل عقل في ا ورت هعض نا يعله‬
‫ليص ههل هه ه اوه ههود ا وف ّ ههر نبالغ ههة يف ف ههر ا والتف ههري ‪ :‬عم ههاد العق ههل يف نشه ه لة‬
‫للتوصل حلها"(‪ )1‬ا وهلا لصر للتف ري على نوم نف أنواع ا وهو حل املش ال ‪.‬‬
‫ويف االصههطالح يقههود وار يبونههو أحههد أشهههر اخل هربا يف عل ه التف ههري ‪ ":‬ال يواههد‬
‫هنههات تعريههف واحههد نههر م للتف ههري ا ألن نعظ ه التعريفهها نر ههية عنههد أحههد نسههتواي‬
‫التف ههري ا أو عن ههد نس ههتو آ ههر (‪ )2‬ا وتعري ههف التف ههري ال ههل اعتم ههده يف كتاهه ه ‪ :‬ه ههو‬
‫التقص املدرو للخربة نف أاهل غهر نها" (‪)3‬ا ويعهرف التف هري هوصهف نههارة نه ‪":‬‬
‫العمل" (‪.)4‬‬
‫املهارة الفعالة اليت تدف ابللكا الفطر‬
‫اإلجيايب ‪:‬‬
‫نسبة اإلاجاهية وه ‪ :‬احملافظة على التوازن السلي يف رات خمتلف املشه ال ا وهه‬
‫‪ :‬أس ههلوب نت ان ههل يف احلي ههاة ا ويع ههين الرتكي ههل عله هى اإلاجاهي هها يف أ نول ههف ه ههدالً ن ههف‬
‫الرتكيل علهى السهلبيا ا نه يعهين أن حتسهف ظنهغ ههلاتغ ا وأن تظهف هرياً يف اآل هريف ا‬
‫وأن تتبىن األسلوب األنثل يف احلياة (‪. )5‬‬
‫وأن هها ابعتب ههار الرتكي ه فتق ههود ف هريا هيف ههر ‪ ":‬التف ههري اإلاج ههاي ه ههو‪ :‬االنتف هها هقاهلي ههة العق ههل‬
‫الالواع لاللتنا هش ل اجاي "(‪.)6‬‬
‫(‪ ) 1‬املعجم الوسيط ‪.705/2‬‬
‫(‪ ) 2‬تعليم التفكري‪ ،‬د‪.‬إدوارد ديبونو ص ‪.41‬‬
‫(‪ ) 3‬املوضع السابق‪.‬‬
‫(‪ ) 4‬املرجع السابق ص ‪.56‬‬
‫(‪ ) 5‬التفكري اإلجيايب ‪ ،‬ضمن سلسلة مهارات احلياة املثلى ص ‪.6‬‬
‫(‪ ) 6‬التفكري اإلجيايب ‪ ،‬فريا بيفر ‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫أسس التفكري اإلجيايب وتطبيقاته جتاه الذات واجملتمع يف ضوء السنة النبوية‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫وتقود وفا مد نصطفى ‪" :‬هو أن تستخدم لدرة عقلغ الباطف ( عقلغ الالواع )‬
‫للتأفري على حياتغ العانة هطريقة تساعدت على هلوغ آنالغ ا وحتقيق أحالنغ "(‪.)1‬‬
‫ويقود س و هليو ‪ ":‬هو لدرتنا الفطرية للوصود نتائج أفضل عرب أف ار اجاهية‬
‫"(‪.)2‬‬
‫************************‬
‫(‪ ) 1‬حقق أحالمك بقوة التفكري اإلجيايب ‪ ،‬وفاء مصطفى ص ‪.29‬‬
‫(‪ ) 2‬قوة التفكري اإلجيايب يف األعمال ‪ ،‬سكوت دبليو ص ‪.49‬‬
‫أسس التفكري اإلجيايب وتطبيقاته جتاه الذات واجملتمع يف ضوء السنة النبوية‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫املبحث الثاين ‪ :‬أمهية التفكري اإلجيايب‪.‬‬
‫يسعى اإلنسان نهمها كهان عمهره ا ونهمها كهان اللنهان أو امل هان الهل يعهي فيه‬
‫أن ت ون حياته وحيهاة نهف حوله نليئهة ابلسهعا ة ا والرفاهيهة ا والنجهاح املتواصهل يف شه‬
‫جم ههاال احلي ههاة ا ول ههللغ ههاود ااه ههداً أن اجله ه لنفسه ه ولغ ههريه اخل ههري واملص ههاا املا ي ههة‬
‫واملعنويهة ا وأن يههدف عهف نفسه الضهر واملفاسههد ا و ن ممها مي ههف اإلنسهان نههف الوصههود‬
‫نرا ه أن يقهوم اب ذ ههد هتحسهني نسهتوايت الف ريهة وذلهغ هتبهين نهنهج ف هر سهلي‬
‫عههف نفس ه وعههف جمتمع ه وعههف احليههاة هصههفة عانههة ا وأن يههدرب نفس ه علههى التخل ه عههف‬
‫األف ار السهلبية الهيت حتهد نهف لدراته ا والهيت تضهي اههو ه يف سهبيل حتقيهق نها يصهبو ليه‬
‫نف أهداف يف حيات ‪.‬‬
‫" ونف هنا ندرت أمهية التف ري اإلاجاي فاإلنسان يستطي أن يقرر طريقة تف ريه فهنذا‬
‫ا رت أن تف ر إباجاهية تستطي أن تليهل ال ثهري نهف املشهاعر الغهري نرغهوب هبها والهيت رمبها‬
‫تعيقغ نف حتقيق األفضل لنفسغ "(‪.)1‬‬
‫"ويه هرتبجت االا ههاه العقله ه اإلاج ههاي ارتباطه هاً وفيقه هاً ابلنج ههاح يف كه هل جم ههاد ن ههف جم ههاال‬
‫احلياة"(‪. )2‬‬
‫" و ن نعرفتنهها لتفاعههل العقههل الهواع والعقههل البههاطف سههوف اعههل اإلنسههان لهها راً علههى‬
‫حتوي ههل حياته ه كله هها ا فعن ههدنا يف ههر العق ههل هطريق ههة ص ههحيحة ا وعن ههدنا يفهه ه احلقيق ههة ا‬
‫وت ههون األف ههار املو عههة يف هنههغ العق هل البههاطف أف ههاراً هنهها ةً وهينههها انسههجام و اليههة نههف‬
‫اال ههطراب فههنن القههو الفاعلههة العجيبههة سههوف تسههتجي واله أو ههاعاً وظروفهاً نالئمههة‬
‫واألفضهل يف كهل شه ا ول ه يغههري اإلنسهان الظهروف اخلارايههة فننه يتعههني عليه أن يغههري‬
‫السب ا والسب هو الطريقة اليت يستخدم هبا اإلنسان عقل وهو الوسيلة اليت يف هر هبها‬
‫اإلنسان ويتصورها يف عقل " (‪.)3‬‬
‫(‪ ) 1‬تنظيم وتفعيل الذات ‪ ،‬كيت كينان ص ‪.51‬‬
‫(‪ ) 2‬غري تفكريك غري حياتك ‪ ،‬برااين تريسي ص ‪.230‬‬
‫(‪ ) 3‬قوة عقلك الباطن ‪ ،‬د‪.‬جوزيف مرييف ص ‪.8‬‬
‫أسس التفكري اإلجيايب وتطبيقاته جتاه الذات واجملتمع يف ضوء السنة النبوية‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫وصدا هللا العظي حي يقود ‪ ":‬إن هللا ال يغير ما بقوم حتى يغيررو مرا‬
‫بأنفسهم "(‪ )1‬ا لاد سيد لط رمح هللا " فنن ال يغري نعمة أو هؤسى ‪ ,‬وال يغهري عهلاً أو‬
‫ذلههة ‪ ,‬وال يغههري ن انههة أو نهانههة ‪ . . .‬ال أن يغههري النهها نههف نشههاعره وأعمههاهل ووال ه‬
‫حيها ‪ ,‬فيغهري هللا نها هبه وفهق نها صهار ليه نفوسهه وأعمهاهل ‪ .‬و ن كهان هللا يعله نها‬
‫سي ون ننه لبل أن ي هون ‪ .‬ول هف نها يقه علهيه يرتته علهى نها ي هون نهنه ‪ ,‬واجه‬
‫الحقاً ل يف اللنان ابلقيا ليه ا و هنا حلقيقة تلق على البشر تبعهة فقيلهة ف فقهد لضه‬
‫نشيئة هللا وار هبا سنت ‪ ,‬أن ترتت نشيئة هللا ابلبشهر علهى تصهرف ههؤال البشهر ف وأن‬
‫تنفل فيه سنت هنا على تعر ه هلله السنة هسهلوكه ا والهن صهريح يف ههلا ال تمهل‬
‫اان ه التبعههة ‪ -‬ليههل الت ههرمي هلههلا املخلههوا الههل‬
‫التأويههل ا وهههو مههل كههللغ ‪-‬‬
‫التض نشيئة هللا أن ي ون هو هعمل أ اة التنفيل ملشيئة هللا في "(‪.)2‬‬
‫" ول حتقق النجاح وتعي سعيداً وحتيا حياة نتوازنة اج أن يشهمل التغيهري طريقهة‬
‫تف ههريت ا وأس ههلوب حيات ههغ ا ونظرت ههغ ا ههاه نفس ههغ ا والن هها ا واألش ههيا ا واملول ههف ال ههيت‬
‫تطوير مجي اوان حياتغ" (‪.)3‬‬
‫حتدث لغ ا والسع الدائ‬
‫"واجه عليهغ أن تعله أن أ تغيهري يف حياتههغ هدث أوالً يف ا لههغ ا يف الطريقهة الههيت‬
‫تف ر هبا ا واليت ستسب لغ فورة ذهنية كبرية لد اعل حياتغ سعا ة أو تعاسة" (‪.)4‬‬
‫************************‬
‫(‪ ) 1‬سورة الرعد آية (‪.)11‬‬
‫(‪ ) 2‬يف ظالل القرآن ‪.2042 /4‬‬
‫(‪ ) 3‬حقق أحالمك بقوة تفكريك اإلجيايب ‪ ،‬وفاء حممد مصطفى ص ‪.23‬‬
‫(‪ ) 4‬قوة التحكم يف الذات ‪ ،‬د‪ .‬إبراهيم الفقي ص ‪.17‬‬
‫أسس التفكري اإلجيايب وتطبيقاته جتاه الذات واجملتمع يف ضوء السنة النبوية‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫املبحث الثالث ‪ :‬مثرات التفكري اإلجيايب‪.‬‬
‫مي ههف أن حتههد مث هرا التف ههري اإلاجههاي نههف ههالد الفلسههفة الههيت يتبنههها اإلنسههان لتحقيههق‬
‫أهدافه ه يف ه ههله احلي ههاة ا فاملس ههل لديه ه ه ههدف س ههان يتمث ههل يف حتقي ههق وره يف ه ههله احلي ههاة‬
‫ابلعبو يههة ز عههل واههل وذلههغ ابلت هلام التف ههري السههلي مبهها تتضههمن نعههاين اإلميههان وأركان ه ا ومبهها‬
‫ينههتج عههف ذلههغ اإلميههان يه ي ههون نههف لوازنه العمههل اإلاجههاي العمههل الصههاا حينههها يتحقههق‬
‫لإلنسهان احليهاة الطيبهة يف الهداريف لهاد هللا تعها ‪ ":‬مرن ممرص لراًحا ن مرن أورر و‬
‫نثى وهو مؤمن فلنحيينه حيرا ييبر" " (‪ )1‬لهاد سهيد لطه رمحه هللا ‪ ":‬وأن العمهل‬
‫الصاا ال هد له نهف القاعهدة األصهيلة يرت هل عليهها لاعهدة اإلميهان ابز { وههو نهؤنف } فبغهري‬
‫هله القاعدة ال يقوم هنا ا وهغري هله الراهطهة ال يتجمه شهتات منها ههو هبها كرنها اشهتد‬
‫ه ه ال هريح يف يههوم عاصههف ا والعقيههدة ه ه احملههور الههل تشههد لي ه اخليههو مجيع هاً ا و ال فه ه‬
‫أن اث ا فالعقيدة ه اليت اعل للعمل الصهاا ابعثهاً وغايهة فتجعهل اخلهري أصهيالً اثهتهاً يسهتند‬
‫أصل كبري ال عار اً نلعلعاً مييل ن الشهوا واألههوا حيه متيهل ا وأن العمهل الصهاا‬
‫ن اإلميان الاؤه حياة طيبة يف هله األر "(‪.)2‬‬
‫ومما يلكره املؤلفون يف التف ري اإلاجاي نف فوائد استخدان نا يل ‪:‬‬
‫" هههو الباع ه علههى اسههتنبا األفضههل ا وهههو سههر األ ا العههايل ا ويعههلز هيئههة العمههل‬
‫ابالنفتاح والصدا والثقة" (‪.)3‬‬
‫" يدعغ التف ري اإلاجاي ختتار نف لائمة أهداف احلياة املستقبل األفضل الل قق‬
‫أهدافغ" (‪.)4‬‬
‫" أتكههد أن التغيههري اإلاجههاي البنهها الههل اري ه ا ههل نفسههغ سههوف ي ههون ل ه األفههر‬
‫الناف يف شخصيتغ ويف كافة نشاطاتغ" (‪.)5‬‬
‫(‪ ) 1‬سورة النحل آية (‪.)97‬‬
‫(‪ ) 2‬يف ظالل القرآن ‪.2188/4‬‬
‫(‪ ) 3‬قوة التفكري اإلجيايب يف األعمال ‪ ،‬سكوت دبليو ‪ ،‬ص ‪.28‬‬
‫(‪ ) 4‬كيف تكون إجيابياً ‪ ،‬دريتشارد بريلي ص ‪.49‬‬
‫(‪ ) 5‬اإلنسان والتفكري اإلجيايب د‪.‬عيسى املال ص ‪.36‬‬
‫أسس التفكري اإلجيايب وتطبيقاته جتاه الذات واجملتمع يف ضوء السنة النبوية‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫" أن ت ون نف راً اجاهياً يعين ان تقلق هش ل ألل ا وتستمت أكثر ا وأن تنظر‬
‫للجان ه املض ه هههدالً نههف أن متههأل راسههغ ابألف ههار السههو ا ا وختتههار أن ت ههون سههعيداً‬
‫هدالً نف احللن ا وواابغ األود أن ي ون شعورت الدا ل طيباً "(‪.)1‬‬
‫" ن العق ههل ميتل ههغ ف ههرة واح ههدة يف أ وله ه ف ههنذا أ لن هها يف عقولن هها ف ههرة اجاهي ههة‬
‫أ راه الف ههرة السههلبية الههيت تقاهلههها ا ن العقههل ال يقبههل الفهراغ فههنذاف منههأله ابألف ههار‬
‫اإلاجاهية فسوف متأله األف ار السلبية " (‪.)2‬‬
‫" ن ه ههله اإلاجاهي هها يف عقولن هها ونش ههاعر تص ههن يف حياتن هها ‪ :‬اإلاجاهي ههة ا والتف ههاؤد‬
‫والطال ههة ا والق ههدرة عل ههى ال ههدفا ع ههف ال ههنفس ا وص ههد اهلج ههوم ال ههل يص ههدر لين هها ن ههف‬
‫شياطني األنس واجلف ا وأكرب ننهما حدي النفس" (‪.)3‬‬
‫" عندنا نف ر هطريقة اجاهية تنجلب لينا املوالف اإلاجاهية ا والع س هدث عنهدنا‬
‫نف ر هطريقة سلبية فنننا جنلب لينا املولف السلبية" (‪.)4‬‬
‫" ن الشخ الل يف هر اجاهيهاً ويعتمهد علهى نفسه ا وينظهر نظهرة نتفائلهة يسهتطي‬
‫أن يستهو نا حول فعالً ا ويطلق القدرا اليت حتقق اهلدف" (‪.)5‬‬
‫" يبح ه التف ههري اإلاجههاي عههف القيمههة والفائههدة ا وهههو تف ههري هنهها توالههد ا وتصههدر‬
‫نن ه املقرتحهها امللموسههة والعمليههة حي ه اجعههل األشههيا تعمههل ا وهدف ه هههو الفعاليههة‬
‫والبنا "(‪.)6‬‬
‫" وينبغ عدم اإلفرا يف أن التف ري اإلاجهاي مبفهر ه ي فه لتغيهري احليهاة األفضهل فننه نهف‬
‫الض ههرور أن ي ههون ل ههد اإلنس ههان هع ههض االس هرتاتيجيا ا وهع ههض اخلط ههجت التدراجي ههة لتغي ههري‬
‫الطريقة اليت يف ر هبا اواليت يشعر هبا ا وأيضاً لتغيري نا يفعل يف كل يوم مير علي " (‪.)7‬‬
‫" فالتف ري اإلاجاي هو عملية و ارا وليس غاية يف حد ذات " (‪.)1‬‬
‫(‪ ) 1‬التفكري اإلجيايب ‪ ،‬فريا بيفر ‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫(‪ ) 2‬علم نفس النجاح ‪ ،‬براين تريسي ‪ ،‬ص ‪.27‬‬
‫(‪ ) 3‬التطوير الذايت ‪ ،‬د‪.‬أمسة حريري ‪ ،‬ص ‪.149‬‬
‫(‪ ) 4‬املفاتيح العشرة للنجاح ‪،‬د‪ .‬إبراهيم الفقي ‪ ،‬ص ‪.74‬‬
‫(‪ ) 5‬قوة التفكري اإلجيايب ‪ ،‬د‪.‬نورمان فينسينت بيل ‪ ،‬ص ‪.128‬‬
‫(‪ ) 6‬قبعات التفكري الست ‪ ،‬د‪.‬إدوارد ديبونو ‪ ،‬ص ‪.183‬‬
‫(‪ ) 7‬نصائح من صديق ‪ ،‬أنتوين روبنز ‪ ،‬ص ‪.10‬‬
‫أسس التفكري اإلجيايب وتطبيقاته جتاه الذات واجملتمع يف ضوء السنة النبوية‪.‬‬
‫(‪ ) 1‬كيف تكون إجيابياً ‪ ،‬دريتشارد بريلي ‪ ،‬ص ‪.168‬‬
‫‪11‬‬
‫أسس التفكري اإلجيايب وتطبيقاته جتاه الذات واجملتمع يف ضوء السنة النبوية‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫الفصل األول‪:‬‬
‫أسس التفكري اإلجيايب ‪ ،‬وتطبيقاته جتاه الذات‪.‬‬
‫املبحث األول‪ :‬بناء اهلوية اإلجيابية للذات‪.‬‬
‫" هويههة الههلا ه ه ‪ :‬الصههورة اللهنيههة الههيت ملههها اإلنسههان عههف نفس ه ا و حساس ه‬
‫هلات " (‪. )1‬‬
‫" وللهويههة األفههر ال بههري يف حتديههد ف ههر اإلنسههان وليم ه وسههلوك ا ونظ هراً لقههوة تصههورت‬
‫الشخص للاتغ فننغ ائماً نا تؤ سلوكاً اراياً يتفق ن صورتغ للاتغ ا لياً "(‪.)2‬‬
‫لههللغ اهها األحا ي ه الش هريفة لرتسههيا اهلويههة اإلاجاهيههة ورهط ه كثههرياً نههف أعمههاد‬
‫اإلنسان هبا فمف ذلغ لول ‪ ": ‬املسلم من سلم املسلمون من لسانه ويده "(‪ )3‬ا‬
‫ويرسهها النههيب ‪ ‬اهلويههة اإلاجاهيههة عنههد الههنفس املؤننههة نههف ههالد نهها يصههدر عنههها نههف‬
‫أفعههاد ينبغه أن تطههاهق نهها له عليه اهلويههة الههيت ملههها املههؤنف فعههف أي شهريح اخللاعه ‪ ‬أن‬
‫النيب ‪ ‬لهاد ‪ :‬من كان يؤمن ابهلل واليوم اآلخر فليحسن إىل جاره ‪ ،‬ومن كسان يسؤمن ابهلل‬
‫واليسسوم اآلخسسر فليكسسرم ضسسيفه "(‪ )4‬ا فههانظر كيههف رهههجت النههيب ‪ ‬هههني األفعههاد اجاهيههة واهلويههة‬
‫اإلاجاهية ‪.‬‬
‫وعنههدنا طله ننه أحههد الصههحاهة أن اتصههر له األنههر أرشههده حتديههد هويههة اجاهيههة‬
‫يتبعههها فعههل نسههتمر علههى املههنهج الههل حتههد ه تلههغ اهلويههة فعههف سههفيان هههف عبههد هللا الثقفه ‪‬‬
‫لاد لل اي رسود هللا ‪ :‬قسل يل يف اإلسسالم قسو ً أسسلل عنسه أحسداً بعسدك ‪ ،‬قسال ‪ :‬قسل ‪:‬‬
‫آمنت ابهلل فاستقم "(‪ )5‬ا لهاد املنهاو يف شهرح احلهدي ‪ ":‬لهل آننه ابز أ اهد ميانهغ‬
‫(‪ ) 1‬التطوير الذايت د‪.‬أسامة حريري ‪ ،‬ص‪.354‬‬
‫(‪ ) 2‬غري تفكريك ‪،‬غري حياتك ‪ ،‬برااين تريسي ‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫(‪ ) 3‬أخرجه البخاري يف صحيحه رقم (‪ ، )10‬ومسلم يف صحيحه رقم (‪.)41‬‬
‫(‪ ) 4‬أخرجه البخاري يف صحيحه رقم (‪ ، )5672‬ومسلم يف صحيحه رقم (‪.)48‬‬
‫(‪ ) 5‬أخرجه مسلم يف صحيحه رقم ( ‪. ) 38‬‬
‫أسس التفكري اإلجيايب وتطبيقاته جتاه الذات واجملتمع يف ضوء السنة النبوية‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫ابز ذكراً هقلبغ ونطقاً هلسانغ ن تستحضر مجي نعهاين اإلميهان الشهرع س اسهتق أ لهلم‬
‫عمل الطاعا واالنتها عف املخالفا ذ ال تتأتى ن ش نف االعواا فنهنا ده "(‪.)1‬‬
‫ويههله النههيب ‪ ‬ترسههيا اهلويههة اإلاجاهيههة يف أ ىن راا هها وذلههغ ثه ألتباعه نههف‬
‫املسههلمني ن ي ههف الواحههد نههنه شههره عههف النهها ( السههلوت السههليب ) ذا ف ي ههف لهها راً علههى‬
‫عمل اخلري لنفس أو لغهريه ( السهلوت اإلاجهاي ) فعهف أي ذر ‪ ‬لهاد ‪ :‬لله اي رسهود هللا‪ :‬أ‬
‫األعماد أفضل؟‪.‬‬
‫لههاد ‪ ":‬اإلميسسان ابهلل ‪ ،‬واجلهسساد يف سسسبيله ‪ ،‬قسسال ‪ :‬قلسست ‪ :‬أي الرقسساب أف سسل ؟ ‪ ،‬قسسال‪:‬‬
‫أنفسسسها عنسسد أهلهسسا وأكثرهسسا مثنساً ‪ ،‬قسسال ‪ :‬قلسست ‪ :‬فس ن أ أفعسسل ؟ ‪ ،‬قسسال ‪ :‬تعسسني صسسانعاً أو‬
‫تصنع ألخرق ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬اي رسول هللا أرأيت إن ضعفت عن بعض العمل ؟ ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫تكف شرك عن الناس ف هنا صدقة منك على نفسك " (‪.)2‬‬
‫فجعههل النههيب ‪ ‬ال ههف عههف السههلوت السههليب يف حههاد عههدم القههدرة علههى السههلوت اإلاجههاي نههف‬
‫أفض األعماد‪.‬‬
‫ويف سههبيل ترسههيا أ ىن هههله املراته يقههود ‪ ": ‬ومسسن كسسان يسسؤمن ابهلل واليسسوم اآلخسسر فليقسسل‬
‫خرياً أو ليصمت " (‪.)3‬‬
‫لاد النوو يف شرح احلدي ‪ ":‬أن ذا أرا أن يت ل فنن كان نا يهت ل هه هرياً ققهاً يثهاب‬
‫علي وااباً أو نندوابً فليت ل و ن ف يظهر ل أن ري يثهاب عليه فليمسهغ عهف ال هالم سهوا‬
‫ظهههر له أنه حهرام أو ن ههروه أو نبههاح نسههتو الطههرفني فعلههى هههلا ي ههون ال ههالم املبههاح نههأنوراً‬
‫هرتك نندوابً اإلنسهات عنه خمافهة نهف اجنهراره احملهرم أو امل هروه وههلا يقه يف العها ة كثهرياً‬
‫أو غالباً"(‪.)4‬‬
‫وجن ههد الن ههيب ‪ ‬ينبه ه أتباعه ه‬
‫أن الس ههلوكيا الس ههلبية ال ههيت ل ههد يقع ههون فيه هها هه ه يف‬
‫حقيقتهها ممهها ينههايف كمههاد اسههتحقاله للهويههة اإلاجاهيهة الههيت ينسههبون أنفسههه ليههها كقوله ‪": ‬‬
‫(‪ ) 1‬فيض القدير ‪.523/4‬‬
‫(‪ ) 2‬أخرجه مسلم يف صحيحه رقم ( ‪.) 84‬‬
‫(‪ ) 3‬أخرجه البخاري يف صحيحه رقم (‪ ، )5672‬ومسلم يف صحيحه رقم (‪.)48‬‬
‫(‪ ) 4‬شرح النووي على صحيح مسلم ‪.19/2‬‬
‫أسس التفكري اإلجيايب وتطبيقاته جتاه الذات واجملتمع يف ضوء السنة النبوية‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫وهللا يؤمن ‪ ،‬وهللا يؤمن ‪ ،‬وهللا يؤمن ‪ ،‬قيل ‪ :‬ومن اي رسول هللا ؟ قال ‪ :‬السذي‬
‫أيمن جاره بوائقه (‪.)2(")1‬‬
‫فجعل السلوت السليب ننالضاً للهوية اإلاجاهية للمؤنف الصا ا يف ميان ‪.‬‬
‫************************‬
‫(‪ ) 1‬بوائقه ‪ :‬أي غوائله ‪ ،‬وم اره ‪ ،‬مشارق النوار ‪.75/1‬‬
‫(‪ ) 2‬أخرجه البخاري يف صحيحه رقم (‪. )5670‬‬
‫أسس التفكري اإلجيايب وتطبيقاته جتاه الذات واجملتمع يف ضوء السنة النبوية‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫املبحث الثاين ‪ :‬أثر األمساء والصفات اإلجيابية على الذات‪.‬‬
‫فالسه اإلنسههان أو نهها لههد يطلههق عليه نههف الصههفا الال تههؤفر علههى ذاته سههلبياً أو‬
‫اجاهياً ا فقد يسه االس أو الصفة يف تش يل هوية الفر أو اجلماعة س نا يرتت على تلغ‬
‫اهلوية نف لي وسلوكيا يقود اههف القهي يف ذلهغ ‪ ":‬ملها كانه األ ها لواله للمعهاين و الهة‬
‫عليها التض احل مة أن ي ون هينها ارتبا وتناس وأن ال ي ون املعىن نعها مبنللة األانيب‬
‫احملههض الههل ال تعلههق له هبهها فههنن ح مههة احل ههي أتىب ذلههغ والواله يشهههد خبالفه هههل لأل هها‬
‫أتفههري يف املسههميا وللمسههميا أتفههر عههف أ ائههها يف احلسههف والقههبح واخلفههة والثقههل واللطافههة‬
‫وال ثافة "(‪. )1‬‬
‫وتو ح السنة النبوية أن أفر االس اإلاجاي أو السليب على اللا ينتقل نف ايهل‬
‫ايل فعف سعيد هف املسي عف أهي أن أابه جاء إىل النيب ‪ ‬فقال ‪ :‬ما امسك ؟‪.‬‬
‫قسسال حسسزن قسسال أنسست سسسهل قسسال أغسسري امس ساً مسانيسسه أيب ‪ ،‬قسسال بسسن املسسسيب ‪ :‬فمسسا زالسست‬
‫احلزونة فينا بعد"(‪. )2‬‬
‫اا يف نعىن كالم سعيد هف املسي ‪ ":‬يشري الشدة اليت هقيه يف أ اللهه فقهد‬
‫ذكر أهل النس أن يف ولده سو لق نعروف فيه ال ي ا يعدم ننه "(‪.)3‬‬
‫وتو ههح السههنة أيضهاً أن ائههرة أتفههري االسه اجاهيهاً أو سههلبياً تتوسه حه تشههمل القبيلههة‬
‫سههرها فعههف اهههف عمههر ‪ ‬أن رسههود هللا ‪ ‬لههاد علههى املنههرب ‪ ":‬غفسسار غفسسر هللا هلسسا ‪ ،‬وأسسسلم‬
‫ساملها هللا ‪ ،‬وعصسية عصست هللا ورسسوله " (‪)4‬ا لهاد املنهاو يف شهرح احلهدي ‪ ":‬ونهف أتنهل‬
‫نعههاين الس ههنة وا ههد نع ههاين األ هها نرتبط ههة مبس ههميا ا ح ه كههأن نعانيه هها ن ههأ وذة ننه هها وك ههأن‬
‫األ ا نشتقة ننها "(‪.)5‬‬
‫(‪ ) 1‬زاد املعاد ‪.305/2‬‬
‫(‪ ) 2‬أخرجه البخاري يف صحيحه رقم (‪.)5836‬‬
‫(‪ ) 3‬فتح الباري ‪.575/10‬‬
‫(‪ ) 4‬أخرجه البخاري يف صحيحه رقم (‪ ، )3322‬ومسلم يف صحيحه رقم (‪.)979‬‬
‫(‪ ) 5‬فيض القدير ‪.237/1‬‬
‫أسس التفكري اإلجيايب وتطبيقاته جتاه الذات واجملتمع يف ضوء السنة النبوية‪.‬‬
‫عههدة أحا ي ه لههام النههيب ‪ ‬فيههها هتغيههري األ هها ذا الههدالال السههلبية‬
‫واهها‬
‫أ ا ذا‬
‫‪16‬‬
‫الال‬
‫اجاهية ونف ذلهغ نها اها عهف عبهد هللا ههف عمهر‪ ":‬أن رسسول هللا ‪ ‬غسري‬
‫اسم عاصية وقال ‪ :‬أنت مجيلة" (‪.)1‬‬
‫وك ههللغ حه ه ّ الن ههيب ‪‬‬
‫ويرسهها اهلويههة اإلاجاهيههة ملههف يتسههمى هبهها فقههاد ‪ ": ‬أحسسب األمسسساء إىل هللا ‪ :‬عبسسد هللا وعبسسد‬
‫التس ههم‬
‫هها ذا‬
‫الال‬
‫اجاهي ههة يع ههلز التس ههم هب هها‬
‫الرمحن ‪ ،‬وأصدقها ‪ :‬حارث ومهام "(‪.)2‬‬
‫لههاد اهههف القههي ‪ ":‬وهههلا ألن التعلههق الههل هههني العبههد وهههني هللا منهها هههو العبو يههة احملضههة والتعلههق‬
‫الل هني هللا وهني العبد ابلرمحة احملضة فربمحت كان واهو ه وكمهاد واهو ه والغايهة الهيت أواهده‬
‫ألالها أن يتأل له وحهده بهةً و وفهاً وراها ً و اهالالً وتعظيمهاً في هون عبهدا ز ولهد عبهده ملها‬
‫يف اس ه هللا نههف نعههىن اإلهليههة الههيت يسههتحيل أن ت ههون لغههريه وملهها غلب ه رمحت ه غضههب وكان ه‬
‫الرمحههة أحه ليه نههف الغض ه كههان عبههد الههرمحف أحه لي ه ‪ .....‬وملهها كههان كههل عبههد نتحرك هاً‬
‫ابإلرا ة ا واهله نبههدأ اإلرا ة ويرتته علههى را ته حركته وكسهب كههان أصههدا األ هها اسه مهههام‬
‫واس حارث ذ ال ينفغ نسمامها عف حقيقة نعنامها "(‪.)3‬‬
‫************************‬
‫(‪ ) 1‬أخرجه مسلم يف صحيحه رقم (‪.)2139‬‬
‫(‪ ) 2‬أخرجه أبو داود يف سننه رقم (‪ ، )4950‬واإلمام أمحد يف مسنده رقسم (‪ ، )19054‬والبخساري يف األدب املفسرد رقسم (‪)814‬‬
‫‪ ،‬وقال األلباين ‪ :‬صحيح " ‪ ،‬صحيح الكلم الطيب رقم (‪.)218‬‬
‫(‪ ) 3‬زاد املعاد ‪.306/2‬‬
‫أسس التفكري اإلجيايب وتطبيقاته جتاه الذات واجملتمع يف ضوء السنة النبوية‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫املبحث الثالث ‪ :‬التوقع اإلجيايب لألمور‪.‬‬
‫يله أهل املعرفة ابلتف هري اإلاجهاي ال أن التف هري يف أنهر نها والرتكيهل عليه ههو أحهد‬
‫القوانني الرئيسة يف تواي حياة اإلنسان سلبياً أو اجاهياً ‪.‬‬
‫" ن نا نف ر في تف رياً نركلاً يف عقلنا الواع ينغر ويندنج يف ربتنا " (‪.)1‬‬
‫" و أايً كان نا تعتقهده فسهيتحود حقيقهة عنهدنا متنحه نشهاعرت ا وكلمها اشهتد‬
‫لوة اعتقها ت ا وارتفعه العاطفهة الهيت تضهيفها ليه تعهاظ ههللغ أتفهري اعتقها ت علهى سهلوكغ‬
‫وعلى كل ش دث لغ ‪ .....‬يظل األشخاص النااحون والسهعدا تفظهني علهى الهدوام‬
‫ابااه نفس نف التول اللايت اإلاجاي "(‪.)2‬‬
‫ول ههف عنههد ملههف املسههلمني أعظ ه نههف هههله التجههارب فعههف أي هريههرة ‪ ‬لههاد ‪ :‬لههاد‬
‫النهيب ‪ ": ‬يقول هللا تعاىل ‪ :‬أان عند ظن عبسدي يب"(‪ )3‬ا ويف روايهة أ هر للحهدي ‪ ":‬إن‬
‫هللا عز وجل قال ‪ :‬أان عند ظن عبدي يب أن ظن يب خرياً فله ‪ ،‬وإن ظن شراً فله "ا لاد‬
‫اهف حجر ‪ ":‬أ لا ر على أن أعمل ه نا ظف أين عانل ه " (‪.)4‬‬
‫فمف هنا ينبغ على املسل أن يطور يف ذاته لهانون التوله اإلاجهاي لألنهور وأن سهف‬
‫ظن هره ح ولو كان الظروف احمليطة ه يف غايهة الصهعوهة والسهو وال حتمهل يف طيا ها نهف‬
‫النظرة األو أية هشائر ري أو انفرا يف أزنة مير هبها اإلنسهان ولنها يف نهيب الرمحهة أسهوة حسهنة‬
‫فعنههدنا ههال ه ه األر نههف ت ههلي النهها ل ه ور ه ه لدعوت ه ف تههؤفر علي ه تلههغ الظههروف‬
‫الصههعبة أو تلجئ ه ألن يسههلغ سههبيل الظههف السههي هب ه أو السههري يف نتاههها التول ه السههليب‬
‫لألنور يف نسهتقبل األايم ههل كهان حسهف الظهف هرهه ا واسهتخدم التوله اإلاجهاي ملسهتقبل نهف‬
‫كله وطر ه وآذاه ا ولد حتقق تولع اإلاجاي هعد ندة نف اللنان فعف عائشهة ر ه هللا عنهها‬
‫زو النيب ‪ ‬حدفت أهنا لال للنيب ‪ : ‬هل أتى عليغ يوم كان أشد نف يوم أحد؟‪.‬‬
‫لاد ‪ :‬لقد لقيت من قومك ما لقيت ‪ ،‬وكان أشد مسا لقيست مسنهم يسوم العقبسة إذ عرضست‬
‫نفسي على بن عبد اي ليل بن عبد كالل فلم جيبس إىل مسا أردت ‪ ،‬فانطلقست وأان مهمسوم‬
‫(‪ ) 1‬علم نفس النجاح ‪ ،‬برااين تريسي ‪ ،‬ص ‪.27‬‬
‫(‪ ) 2‬غري تفكريك غري حياتك ‪ ،‬برااين تريسي ص ‪.111-110‬‬
‫(‪ ) 3‬أخرجه البخاري يف صحيحه رقم (‪ ، )6970‬ومسلم يف صحيحه رقم (‪.)2675‬‬
‫(‪ ) 4‬فتح الباري ‪.385/13‬‬
‫أسس التفكري اإلجيايب وتطبيقاته جتاه الذات واجملتمع يف ضوء السنة النبوية‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫على وجهي فلم أستفق إ وأان بقرن الثعالب ‪ ،‬فرفعت رأسي ف ذا أان بسحابة قد أظلت‬
‫فنظرت ف ذا فيها جربيل فناداين فقال ‪ :‬إن هللا قد مسع قسول قومسك لسك ومسا ردوا عليسك‬
‫‪ ،‬وقد بعث هللا إليك ملك اجلبال لتلمره مبا شئت فيهم فنساداين ملسك اجلبسال فسسلم علسي‬
‫‪ ،‬مث قال ‪ :‬اي حممد فقسال ذلسك فيمسا شسئت إن شسئت أن أطبسق علسيهم األخشسبني ‪ ،‬فقسال‬
‫النيب ‪ : ‬بل أرجو أن خيرج هللا من أصالهبم من يعبد هللا وحده يشرك به شيئاً"(‪.)1‬‬
‫فههانظر لمههة حسههف الظ هف ابز و التول ه اإلاجههاي ملهها سيحصههل يف املسههتقبل يف لول ه ‪ ":‬هههل‬
‫أراو أن ار هللا نف أصالهب " رغ شدة اهل والوحدة ا والغرهة اإلميانية ا ونطار اً نف أههل‬
‫الشهر ا ونهف شهدة ههلا اهله فقهد نشهى النهيب ‪ ‬أكثهر نهف سهتني كيلهو نهرت وف يشهعر هنفسه‬
‫فل ي ف مه وكرهت نف أال نا ول ل شخصياً ا ول ف ملا رفض اجلهاد نف ري وفالح هل‬
‫يف الداريف ا ون كل تلغ املعا ة استخدم النيب ‪ ‬التول اإلاجاي لهيعل أنته كيهف يف هرون‬
‫وكيف يفعلون ذا حدث هل ش مما لد ي در صفو حيا يف أنور ينه أو نياه ‪.‬‬
‫" فحينما تتول األفضل فنن هلا يربز أحسف نها فيهغ ا وأنه ألنهر يهدعو للعجه أن‬
‫تول األفضل يثري القوا ال اننة يف اجلس لتحقيق هلا الل نتولع " (‪.)2‬‬
‫************************‬
‫(‪ ) 1‬أخرجه البخاري يف صحيحه رقم (‪ ،)3059‬ومسلم يف صحيحه رقم (‪.)1795‬‬
‫(‪ ) 2‬قوة التفكري اإلجيايب ‪ ،‬د‪.‬نورمان فنيست بيل ‪ ،‬ص ‪.117‬‬
‫أسس التفكري اإلجيايب وتطبيقاته جتاه الذات واجملتمع يف ضوء السنة النبوية‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫املبحث الرابع ‪ :‬التفاؤل ‪ ،‬واألمل‪.‬‬
‫"يقصههد ابلتف ههاؤد ‪ :‬اإلمي ههان ابلنت ههائج اإلاجاهي ههة ا وتولعه هها ح ه يف أص ههع املوال ههف واألزن هها‬
‫(‪)1‬‬
‫والتحداي "‬
‫ونههف مثرات ه أن يشههعر املتفائههل هسههلطت ولوت ه وأن ه نههتح يف حيات ه مههة وذكهها ح ه يف‬
‫نوااهة املش ال املختلفة (‪.)2‬‬
‫ن ههين أس ههتطي الت ههأفري إباجاهي ههة يف س ههلوت اآل هريف ا وح ه يف نتيج ههة العم ههل املتولع ههة ملهم ههة أو‬
‫هدف نا وذلهغ عنهدنا أكهون نتفهائالً ا فهنن التفهاؤد اجعهل أتفهري لوتهغ يتضهاعف عهدة نهرا‬
‫أكثر نف أتفريها الطبيع (‪.)3‬‬
‫ولد كان هلا يدن النيب ‪ ‬باً للتفاؤد وكارهاً وجمانباً ملا يضا ه نف التشاؤم والتطري‬
‫ا فعف أنس ‪ ‬عف النيب ‪ ": ‬لاد ‪ :‬عدوى و طرية (‪)4‬ويعجبس الفسلل الصساحل الكلمسة‬
‫احلسنة"(‪.)5‬‬
‫ل ههاد الن ههوو يف ش ههرح احل ههدي ‪" :‬و من هها أح ه الف ههأد ألن اإلنس ههان ذا أن ههل فائ ههدة هللا تع هها‬
‫وفضل عند سب لو أو عيف فهو على ري ىف احلاد "(‪.)6‬‬
‫وكان ‪ ‬يتفائل يف كل املوالف يف حيات ويطبق والعاً عملياً ا فعسن يعسيا الافساري‬
‫‪ ‬قال ‪ :‬دعا رسول هللا ‪ ‬بناقسة يومساً ‪ ،‬فقسال ‪ :‬مسن للبهسا ؟ فقسال رجسل ‪ :‬أان ‪ ،‬قسال مسا‬
‫امسك ؟ قال ‪ :‬مرة ‪ ،‬قال ‪ :‬اقعد ‪ ،‬مث قام آخسر فقسال ‪ :‬مسا امسسك ؟ ‪ ،‬قسال ‪ :‬حسرب قسال‪:‬‬
‫اقعد ‪ ،‬مث قام آخر فقال ‪ :‬ما امسك ؟ ‪ ،‬قال ‪ :‬مجرة ‪ ،‬قال ‪ :‬اقعد ‪ ،‬مث قام يعيا فقال ‪:‬‬
‫ما امسك ؟ قال ‪ :‬يعيا ‪ ،‬قال ‪ :‬احلبها "(‪.)7‬‬
‫(‪ ) 1‬قوة التفكري اإلجيايب يف األعمال ‪ ،‬سكوت دبليو ‪ ،‬ص ‪.101‬‬
‫(‪ ) 2‬التفكري اإلجيايب ‪ ،‬ضمن سلسلة مهارات احلياة املثلى ‪ ،‬ص ‪ ، 36‬بتصرف‪.‬‬
‫(‪ ) 3‬حكمة اجلنر ت ‪ ،‬وليام كوهني ‪ ،‬ص ‪.107-106‬‬
‫(‪ ) 4‬والفرق بني الفلل والطرية أن الفلل إمنا هو من طريق حسن الظن ابهلل عز وجل والطرية إمنا هي من طريق ا تكال على شيء‬
‫سواه" ‪ ،‬غريب احلديث أليب عبيد ‪.183/1‬‬
‫(‪ ) 5‬أخرجه البخاري يف صحيحه رقم (‪ ، )5424‬ومسلم يف صحيحه رقم (‪.)2224‬‬
‫(‪ ) 6‬شرح النووي على صحيح مسلم ‪.219/14‬‬
‫(‪ ) 7‬أخرجه إبراهيم احلريب يف إكرام ال يف رقم (‪ ، )42‬و الطرباين يف املعحم الكبري ‪ 277/22‬ح ‪ ، 710‬وأبو نعيم يف معرفة‬
‫الصحابة رقم (‪ ،) 6071‬قال اهليثمي ‪ :‬إسناده حسن ‪ ،‬جممع الزوائد ‪.47/8‬‬
‫أسس التفكري اإلجيايب وتطبيقاته جتاه الذات واجملتمع يف ضوء السنة النبوية‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫لاد اهف عبد الرب القهرطيب ‪ ":‬ههلا عنهد ‪ -‬وهللا أعله ‪ -‬نهف ابب الفهأد احلسهف فننه ‪ ‬كهان‬
‫يطلب ويعجب وليس نف ابب الطرية يف ش ألن اد أن ينهى عف الطرية وأي ا هل هو نف‬
‫ابب الفأد فنن كان ‪ ‬يتفا د ابالس احلسف" (‪.)1‬‬
‫ويف ح ههاد احل ههرب ال ههيت ت ههون النف ههو فيه هها نش ههدو ة ن ههر الرس ههود ال ههرمي ‪ ‬يتف هها د ابسه ه‬
‫املفههاو‬
‫ل ه يف احلههرب ا فعنههدنا اهها ه وفههد ل هري وفههيه سهههيل هههف عمههرو ‪ ‬لههاد ‪‬‬
‫‪":‬‬
‫لقد سهل لكم من أمركم " ا ويف رواية هلفظ ‪ ":‬سهل هللا أمركم"(‪.)2‬‬
‫لاد اهف القي ‪ ":‬وكان ‪ ‬أي ل املعاين نف أ ائها يف املنام " (‪ )3‬فعف أنس ههف نالهغ ‪ ‬لهاد‬
‫‪ :‬لاد رسود هللا ‪ ": ‬رأيت ذات ليلة فيما يرى النائم كلان يف دار عقبة بن رافع فلتينسا‬
‫برطب من رطب بسن طساب(‪ ، )4‬فلولست الرفعسة لنسا يف السدنيا والعاقبسة يف اآلخسرة وأن ديننسا‬
‫قد طاب"(‪.)5‬‬
‫فأ ل ‪ ‬الرفعة يف الديف نف اس راف ا والعالبة ألنت نف اس عقبهة ا وطيه الهديف‬
‫نف اس الرط ‪.‬‬
‫وكان هلا ننهج ‪ ‬يف فتح أهواب األنل والتفاؤد ألنت نف هعهده فعهف فهوابن ‪ ‬لهاد‬
‫‪ :‬لاد رسود هللا ‪ ": ‬إن هللا زوى (‪)6‬يل األرض فرأيت مشارقها وماارهبا وإن أميت سسيبل‬
‫ملكها ما زوى يل منها "(‪.)7‬‬
‫" ننهها نعههي يف عصههر يههل ا سههلبية ونشههحون ابنفصههام الصههال االاتماعيههة وتفسهها‬
‫اإلميههان ا وشههي نههف التفههاؤد يسههاعد علههى ن افحههة احلههلن الههل اههي علههى حياتنهها ا ومينحنهها‬
‫الشجاعة والطالة الالزنة للتغل على األزنا " (‪.)8‬‬
‫(‪ ) 1‬ا ستذكار ‪.513/8‬‬
‫(‪ ) 2‬أخرجه البخاري يف صحيحه رقم (‪ ، )2581‬األدب املفرد للبخاري رقم (‪.)915‬‬
‫(‪ ) 3‬زاد املعاد ‪.308/2‬‬
‫(‪ ) 4‬قال النووي ‪ ":‬هو نوع من الرطب معروف يقال له رطب بن طاب ومتر بن طاب ‪ ،‬و عذق بن طاب ‪ ،‬و عرجون بن طاب‬
‫وهي م اف إىل بن طاب رجل من أهل املدينة " ‪ ،‬شرح النووي على صحيح مسلم ‪.31/15‬‬
‫(‪ ) 5‬أخرجه مسلم يف صحيحه رقم (‪.)2270‬‬
‫(‪ ) 6‬زوى ‪ :‬مجعت ‪ ،‬غريب احلديث ‪ ،‬أليب عبيد ‪.3/1‬‬
‫(‪ ) 7‬أخرجه مسلم يف صحيحه رقم (‪.)2889‬‬
‫(‪ ) 8‬نعم تستطيع ‪ ،‬سام ديب ‪ ،‬ص ‪.5‬‬
‫أسس التفكري اإلجيايب وتطبيقاته جتاه الذات واجملتمع يف ضوء السنة النبوية‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫" وكههون املههر اجاهي هاً يعتههرب أن هراً ا تيههارايً ا فنختههار النظههر األشههيا هطريقههة اجاهيههة ا‬
‫وكههللغ رت ههار الرتكي ههل عل ههى العناص ههر اإلاجاهي ههة يف نول ههف ن هها ا وع ههالوة عل ههى ذل ههغ نس ههتطي‬
‫البح عف الفوائد وامللااي " (‪.)1‬‬
‫" ن التفاؤد اجعلنها نشهعر ههدنياً هاد أفضهل ا فاملتفهائلون يعيشهون هصهحة أفضهل نهف‬
‫سواه ا ألن أاهلة املناعة لديه تعمل هش ل أفضل حلمايته " (‪.)2‬‬
‫************************‬
‫(‪ ) 1‬قبعات التفكري الست ‪ ،‬د‪.‬إدوارد ديبونو ‪ ،‬ص ‪.155‬‬
‫(‪ ) 2‬ليس املهم مقدار ذكائك ‪ ،‬د‪.‬جني آن كي ‪ ،‬ص ‪.222‬‬
‫أسس التفكري اإلجيايب وتطبيقاته جتاه الذات واجملتمع يف ضوء السنة النبوية‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫املبحث اخلامس‪ :‬احلديث اإلجيايب مع الذات‪.‬‬
‫احلدي اللايت ‪ ":‬هو نا يقول اإلنسان أو يؤكده لنفس عنهدنا ينفعهل نه نفسه ا أو‬
‫يتفاعل ن تقييم اللايت أل ائ "(‪.)1‬‬
‫ن نهها يصههدر عههف اإلنسههان نههف أل هواد وأفعههاد هههو يف احلقيقههة ترمجههة ملهها يف ذهن ه نههف‬
‫لناعا وأف ار عف ذات وعمف حول وعف احلياة عموناً ا وتتشه ل تلهغ القناعها واألف هار‬
‫ا هرا ن هها يتع ههر ل ه عق ههل اإلنس ههان ن ههف نص هها ر التش ه يل ال هدا ل واخل هارا ا فالتش ه يل‬
‫اخلههارا نصهها ره نتعههد ة األهههل واألصههدلا واملدرسههة ووسههائل اإلعههالم ا ول ههف أشههد تلههغ‬
‫املصهها ر أمهيههة هههو املصههدر الههدا ل ألن ه ههدث ذاتي هاً ورمبهها نههف غههري أن يشههعر ه ه اإلنسههان ا‬
‫وت مههف طورت ه يف كون ه نالزن هاً لإلنسههان ط هواد الول ه ا وال يسههتطي اإلنسههان اهلههروب نن ه‬
‫كما لد يفعل ن املصا ر اخلاراية ا وألن لد يصل ابإلنسهان نرحلهة التعهو فيقهوم هرت يهد‬
‫تلههغ األف ههار ح ه تصههبح اههلً نههف أف ههاره ولناعات ه ا وت هرار اإلنسههان للف ههرة وتقبلههها ون‬
‫متحي ليق ينتج لدي تصديق نطلهق وغهري لاههل للشهغ فيمها رآه والتنه هه سهوا عهف نفسه‬
‫أو عف غريه أو عف احلياة(‪. )2‬‬
‫ولللغ أرشد النيب أتباع تعويد أنفسه للحهدي اإلاجهاي عهف الهلا ا وتنفهريه‬
‫نف احلدي السليب الل يربنج حياة اإلنسان ون أن يشعر فعف عائشة ر ه هللا عنهها عهف‬
‫النيب ‪ ": ‬قال يقولن أحدكم خبثت نفسي ولكن ليقل لقست(‪ )3‬نفسي "(‪.)4‬‬
‫لاد اهف أي مجرة ‪ ":‬ويؤ هل نهف احلهدي اسهتحباب جمانبهة األلفهاظ القبيحهة واأل ها‬
‫والعدود نا ال لبح في ‪ .....‬وفي أن املر يطل اخلري ح ابلفأد احلسهف ويضهيف اخلهري‬
‫نفس ه ولههو هنسههبة نهها ويههدف الشههر عههف نفس ه نهمهها أن ههف ويقط ه الوصههلة هين ه وهههني أهههل‬
‫الشر ح يف األلفاظ املشرتكة"(‪.)5‬‬
‫(‪ ) 1‬اإلنسان والتفكري اإلجيايب ‪،‬د‪.‬عيسى املال ‪ ،‬ص ‪.133‬‬
‫(‪ ) 2‬بتصرف من كتاب الربجمة اللاوية العصبية من اخلريطة إىل الكنز ‪ ،‬سلمان الشمراين ‪ ،‬ص ‪.33‬‬
‫(‪ ) 3‬قال القاضي عياض ‪ ":‬لقست نفسي بكسر القاف قيل ‪ :‬غثت ‪ ،‬وقيسل ‪ :‬سساءت خلقهسا ‪ ،‬وقيسل ‪ :‬خبثست ‪ ،‬وقيسل ‪ :‬انزعتسه إىل‬
‫أمر وحرصت عليه " مشارق األنوار ‪.362/1‬‬
‫(‪ ) 4‬أخرجه البخاري يف صحيحه رقم ( ‪ ، ) 5825‬ومسلم يف صحيحه رقم ( ‪.) 2250‬‬
‫(‪ ) 5‬هبجة النفوس ‪.342/2‬‬
‫أسس التفكري اإلجيايب وتطبيقاته جتاه الذات واجملتمع يف ضوء السنة النبوية‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫وأنهها نتيجههة احلههدي السههليب ن ه الههلا فههيم ف النظههر ليههها نههف ههالد حههدي اهههف‬
‫عبا ر‬
‫هللا عنهما أن النيب ‪ ‬دخل على أعرايب يعوده قال وكسان النسيب ‪ ‬إذا دخسل‬
‫على مريض يعوده قال أبس طهور إن شاء هللا فقال له أبس طهسور إن شساء هللا قسال‬
‫قلت طهسور كسال بسل هسي محسى تفسور أو تثسور علسى شسير كبسري تزيسره القبسور فقسال النسيب ‪‬‬
‫فنعم إذاً"(‪.)1‬‬
‫فيتنب نف احلدي كيف كان الرسائل اإلاجاهيهة نهف النهيب لعمهوم النها فقهد لهاد هلهلا‬
‫املهريض ‪ ":‬طهههور " وهه رسههالة اجاهيههة مبعههىن أن احلمههى طهههر لههغ(‪ )2‬ا ل ههف األعهراي أىب أن‬
‫يتقبل هله الرسالة اإلاجاهية فألف للات رسهالة سهلبية تتمثهل يف اهلهالت واملهو نهف ههلا املهر‬
‫الاد العيين يف نعىن كالم األعرايه ‪ -‬فسنعم إذاً ‪ -‬ا " وههله اللفظهة كنايهة عهف املهو " (‪ )3‬ا‬
‫فماذا كان نتيجة رفض األعراي للرسالة اإلاجاهية وتبنيه للرسهالة السهلبية اها يف روايهة أ هر‬
‫للحدي نف حدي شرحبيل اجلعف ‪ ": ‬لاد النيب ‪ ":‬أما إذا أبيت فهي كما تقول ‪،‬‬
‫وما ق ى هللا فهو كائن ‪ ،‬قال ‪ :‬فما أمسى من الاد إ ميتاً " (‪.)4‬‬
‫ونف ألو األسالي اليت يرشد ليها النيب ال هرمي ‪ ‬هه ختليهة الهنفس وتعويهدها النفهور نهف‬
‫األلفاظ واملعاين القبيحة ‪.‬‬
‫" فقد ل الدراسا أن (‪ ) %80‬ممها نقوله ألنفسهنا ي هون سهلبياً ويعمهل هد نصهلحتنا ا‬
‫فمف املم ف للربجمة اللاتية ا والتحدث ن النفس أن اعل ننهغ نسها ً سهعيداً احهاً قهق‬
‫أحالن ا أو تعيساً وحيداً ايئساً نف احلياة " (‪.)5‬‬
‫هههلا احلههدي النبههو الههل يعههو املسههل علههى التنفههري نههف مثانيههة ألفههاظ سههلبية‬
‫وانظههر نع ه‬
‫اللفظ واملعىن ا وكل واحد ننها نهلغ لإلنسان لوحده ف يف لو ااتمع علي كلها‬
‫(‪ ) 1‬رواه البخاري يف صحيحه رقم ((‪. )5338‬‬
‫(‪ ) 2‬فتح الباري ‪.608/10‬‬
‫(‪ ) 3‬عمدة القاري ‪.148/25‬‬
‫(‪ ) 4‬رواه الطرباين يف املعجم الكبري ‪ 306/7‬ح ‪.7213‬‬
‫(‪ ) 5‬قوة التحكم يف الذات ‪،‬د‪.‬إبراهيم الفقي ‪ ،‬ص ‪.28‬‬
‫أسس التفكري اإلجيايب وتطبيقاته جتاه الذات واجملتمع يف ضوء السنة النبوية‪.‬‬
‫‪24‬‬
‫لاد أنهس ههف نالهغ ‪ ": ‬فكنست أخسدم رسسول هللا ‪ ‬إذا نسزل فكنست أمسعسه كثسريا يقسول ‪:‬‬
‫اللهم إين أعوذ بك من اهلم واحلزن والعجز والكسل والبخسل واجلسو وضسلع السدين وغلبسة‬
‫الرجال" (‪.)1‬‬
‫ل ههاد ال رن ههاين ‪ ":‬ه ههلا ال ههدعا ن ههف اوانه ه ال له ه الن أنه هوا الرذائ ههل فالف ههة نفس ههانية وهدني ههة‬
‫و ارايههة فههاألو س ه القههو الههيت لإلنسههان وه ه فالفههة العقليههة والغضههبية والشهههوانية فههاهل‬
‫واحللن يتعلق ابلعقلية واجلنب ابلغضبية والبخل ابلشهوانية والعجل وال سل ابلبدنية "(‪.)2‬‬
‫" ن اللغة اليت تتحدث هبها ال تع هس سهلوكغ فقهجت ا ول نهها أيضهاً تهؤفر عليه لهلا‬
‫عليغ ا تيار كلما وعبارا نفعمة ابحليوية واإلاجاهية ا ل تهنجح يف حياتهغ اإلاجاهيهة ا‬
‫وعلي ههغ هفحه ه ال لم هها ال ههيت تس ههتخدنها وتغريه هها ن ل ههلم األن ههر يه ه تع ههس اإلاجاهي ههة‬
‫والتوا البنا الل تنشده" (‪.)3‬‬
‫فف حدي أن راالً رفهض األنهر النبهو اإلاجهاي وافهرت هلغته والعهاً سهلبياً فحهار‬
‫تلغ ال لمة عليه فعهف سهلمة ههف األكهو ‪ ‬أن راهال أكهل عنهد رسهود هللا ‪ ‬بشسماله فقسال‬
‫‪:‬كسسل بيمينسسك ‪ ،‬قسسال ‪ :‬أسسستطيع ‪ ،‬قسسال ‪ :‬اسسستطعت مسسا منعسسه إ الكسسرب ‪ ،‬قسسال ‪ :‬فمسسا‬
‫رفعها إىل فيه"(‪.)4‬‬
‫فاحل هدي ال ههلا الس ههليب يق ههو ت الفش ههل ا ويب ههد احرتان ههغ ل ههلاتغ ا وفقت ههغ هنفس ههغ ا‬
‫فيستنلف طالاتغ اجلسدية واللهنية(‪.)5‬‬
‫************************‬
‫(‪ ) 1‬أخرجه البخاري يف صحيحه رقم (‪.)2736‬‬
‫(‪ ) 2‬الكواكب الدراري ‪ ،‬شرح الكرماين على صحيح البخاري ‪.159/22‬‬
‫(‪ ) 3‬التفكري اإلجيايب ‪ ،‬سلسلة مهارات احلياة املثلى ص ‪.20‬‬
‫(‪ ) 4‬أخرجه مسلم يف صحيحه رقم (‪.)2021‬‬
‫(‪ ) 5‬تطعن نفسك يف ظهرك ‪ ،‬د‪.‬جوديث برايلز ص ‪.12‬‬
‫أسس التفكري اإلجيايب وتطبيقاته جتاه الذات واجملتمع يف ضوء السنة النبوية‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫املبحث السادس ‪ :‬التطوير اإلجيايب املتواصل ‪.‬‬
‫ن نههف نقونهها شخصههية املف ههر اإلاجههاي نواصههلة التطههوير للات ه يف مجي ه اوههاال الههيت‬
‫تعو ابلنف علي يف الداريف ا وأن يطبق األف ار اإلاجاهية على تصرفات ور و أفعال ‪.‬‬
‫" ول تصبح فعاالً ق عليهغ هتطبيهق اسهرتاتيجيا التف هري اإلاجهاي ا لهيس فقهجت فيمها‬
‫ا ه األف ههار واألفعههاد واالنفعههاال اليونيههة ا ول ههف مبسههتو أعمههق نههف ذلههغ ه ثههري ي ه‬
‫(‪)1‬‬
‫ترسا صاد شخصيتغ هثبا ولوة "‬
‫" و ذا ك ههان اجلان ه ه األود للش ههجاعة ه ههو االس ههتعدا ألن تب ههدأ ف ههنن اجلان ه ه الث ههاين ه ههو‬
‫االستعدا ألن تستمر وتتحمل فاالنضبا الهلايت ههو صهفة متنحهغ القهوة الهيت حتتااهها لتقهدم‬
‫على املخاطر " (‪.)2‬‬
‫ومما ينبغ الرتكيل علي يف هلا الباب أنور نف أمهها‪:‬‬
‫ا لتزام واملوظبة ‪.‬‬
‫" االلت هلام هههو القههوة الههيت تههدفعنا لنسههتمر ح ه ابلههرغ نههف الظههروف الصههعبة ا وهههو القههوة‬
‫الدافعههة الههيت تقههو إلجنههاز أعمههاد عظيمههة ا وهههو الههل اههر نههف ا لههغ مجيه القههدرا‬
‫ال اننههة ا واجعلههها حت ه تص هرفغ ا وهق هوة االلت هلام فننههغ لههف تتههارا وكلمهها ض ه ارهههة‬
‫ستتفتح لديغ الفرص األكثر واألكرب للنجاح " (‪.)3‬‬
‫ويرشههد النههيب أنته االلتهلام ابلعمههل اإلاجههاي ونواصههلة تنميههة ال ههون حه ولههو كانه القيانههة‬
‫تلوح يف األفق لاد رسود هللا ‪ ": ‬إن قامست السساعة وبيسد أحسدكم فسسيلة (‪)4‬فس ن اسستطاع‬
‫أن يقوم حىت يارسها فليفعل "(‪.)5‬‬
‫(‪ ) 1‬التفكري اإلجيايب ‪ ،‬ضمن سلسلة مهارات احلياة املثلى ص ‪.30‬‬
‫(‪ ) 2‬غري تفكريك ‪ ،‬غري حياتك ‪ ،‬برااين تريسي ص ‪.302‬‬
‫(‪ ) 3‬املفاتيح العشرة للنجاح ‪،‬د‪.‬إبراهيم الفقي ص ‪.84‬‬
‫(‪ ) 4‬فسلية ‪ :‬النخلة الصارية ‪ ،‬غريب احلديث أليب عبيد اهلروي ‪.202/4‬‬
‫(‪ ) 5‬أخرجسسه البخسساري يف األدب املفسسرد ص ‪ 168‬ح ‪ ، 479‬وأخرجسسه اإلمسسام أمحسسد يف مسسسنده ‪ ، 191/3‬وأخرجسسه عبسسد بسسن محيسسد يف‬
‫مس سسنده ‪ 366/1‬ح ‪ ، 1216‬وال سسياء املقدس سسي يف املخت سسارة ‪ 264/7‬ح ‪ ، 2715‬وق سسال األلب سساين ‪ :‬ح سسديث ص سسحيح "‪ ،‬سلس سسلة‬
‫األحاديث الصحيحة رقم (‪.)9‬‬
‫أسس التفكري اإلجيايب وتطبيقاته جتاه الذات واجملتمع يف ضوء السنة النبوية‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫لاد املناو يف شرح احلدي ‪ ":‬ن نبالغة يف احل ّ على غر األشجار وحفهر األهنهار لتبقهى‬
‫هله الدار عانرة آ ر أندها احملدو املعدو املعلوم عند القها ف ما غر لغ‬
‫غريت فانتفع ه فاغر ملف اج هعدت لينتف و ن ف يبق نف الدنيا ال صباهة"(‪.)1‬‬
‫لههاد مههد لط ه ‪ ":‬هنهها فعههة عجيبههة للعمههل واالسههتمرار في ه واإلص هرار علي ه ! ال ش ه علههى‬
‫اإلطههالا مي ههف أن مينه نههف العمههل! كههل املعولهها ‪ ..‬كههل امليئسهها ‪ ..‬كههل " املسههتحيال "‪..‬‬
‫كلها ال وزن هلا وال حساب‪ ..‬وال متن عف العمل‪.‬‬
‫ومبثل هله الروح اجلبارة تعمر األر حقاً وتشيد فيها املدنيا واحلضارا ‪.‬‬
‫ك ههل ن هها يف األن ههر أن اإلس ههالم وه ههو ي ههدعو لتعم ههري األر ا والعم ههل يف س ههبيلهاا ال ينح ههرف‬
‫ابألف ههار واملشههاعر عههف طريههق هللا وطريههق اآل ههرةا ألنه ال يفصههل هههني الههدنيا واآل ههرةا وال هههني‬
‫احلياة العملية و األ الا "(‪.)2‬‬
‫************************‬
‫التوريث اإلجيايب‪.‬‬
‫حني ميو اإلنسان وتنقط صلت ابحلياة ال يبقى ال نا لف نف رث فعف أي هريرة ‪ ‬أن‬
‫رسههود هللا ‪ ‬لههاد ‪ ":‬إذا مسسات اإلنسسسان انقطسسع عنسسه عملسسه إ مسسن ثالثسسة ‪ :‬إ مسسن صسسدقة‬
‫جارية ‪ ،‬أو علم ينتفع به ‪ ،‬أو ولد صاحل يدعو له " (‪.)3‬‬
‫لاد العلما ‪ ":‬نعىن احلدي أن عمل املي ينقط مبوت وينقط اهد الثهواب له ال يف ههله‬
‫األشيا الثالفة ل ون كان سببها فنن الولد نف كسهب وكهللغ العله الهل لفه نهف تعلهي أو‬
‫تصنيف وكللغ الصدلة اجلارية وه الولف "(‪.)4‬‬
‫و ه النهيب أتباعه للتوريه اإلاجهاي ويفهتح لهللغ ابابً واسهعاً ا كمها ينفهر أشهد التنفههري‬
‫نف أهواب التوري السليب هقول ‪ ": ‬من سن يف اإلسالم سنة حسنة فله أجرها وأجر من‬
‫(‪ ) 1‬فيض القدير ‪.30/3‬‬
‫(‪ ) 2‬قبسات من الرسول ص ‪.24‬‬
‫(‪ ) 3‬أخرجه مسلم يف صحيحه رقم (‪.)1631‬‬
‫(‪ ) 4‬شرح النووي على صحيح مسلم ‪.85/11‬‬
‫أسس التفكري اإلجيايب وتطبيقاته جتاه الذات واجملتمع يف ضوء السنة النبوية‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫عمل هبا بعده من غري أن ينقص من أجورهم شيء ‪ ،‬ومن سن يف اإلسالم سنة سيئة كسان‬
‫عليه وزرها ووزر من عمل هبا من بعده من غري أن ينقص من أوزارهم شيء "(‪.)1‬‬
‫" والسنة احلسنة نقيدة ن أييت ابحلسنة هطريقة نر ية يشهد هلا أصل نف أصود الديف "‬
‫(‪. )2‬‬
‫" ووزر نف عمل هبا ‪ :‬مود على نف ف يت نف ذلغ اللن " (‪. )3‬‬
‫************************‬
‫محاية النفس من العدو الداخلي‪:‬‬
‫ونف أه األنور اليت ينبغ على نف يسلغ طريق التف ري اإلاجاي أن ال نفس ائماً مما لد‬
‫يع ر صفو تف ريه ونف س أفعال التاهعة لللغ التع ري ‪.‬‬
‫ن العدو ال بري للتف ري اإلاجاي هو ا لغ ا وليس اراغ ا ويتأتى نف تغيري امللا ا فال‬
‫تد محاسغ اف ويلهل هسب أن نشاعرت اليهوم ختتلهف عمها كانه عليه يف املهرة األ هرية‬
‫ا ال تهرهجت نلااههغ املتههأراح هههداف حياتههغ اإلاجاهيههة ا و ال فقههد تشههعر وكأنههغ أ فقه يف‬
‫حني ف تبدأ هعد(‪.)4‬‬
‫ويف هلا املعىن يرشد النيب ‪‬‬
‫احملافظة على القوة ا واحلرص على الناف ا واالسهتعانة ابز‬
‫وعدم العجل والتواين يف طريق العمل اإلاجاي ا وتطهوير الهلا فعهف أي هريهرة لهاد لهاد رسهود‬
‫هللا ‪ ": ‬املؤمن القوي خري وأحب إيل هللا من املؤمن ال عيف ويف كل خري احسرص علسى‬
‫ما ينفعك واستعن ابهلل و تعجز وإن أصابك شيء فال تقل لو أين فعلت كان كسذا وكسذا‬
‫ولكن قل قدر هللا وما شاء فعل ف ن لو تفتح عمل الشيطان " (‪.)5‬‬
‫ن أحهد األسهباب الههيت اعهل ال ثهرييف ننها يوااهههون نتاعه يف تههرت املا ه ورا هه ههو نيلنهها‬
‫مجيعاً التف ري يف أن ف ي ف ينبغ أن هدث ذلهغ أل ننها ا فههلا ظله ا عنهدنا نسهمح‬
‫(‪ ) 1‬أخرجه مسلم يف صحيحه رقم (‪.)1017‬‬
‫(‪ ) 2‬حتفة األحوذي ‪.365/7‬‬
‫(‪ ) 3‬فتح الباري ‪.193/12‬‬
‫(‪ ) 4‬كيف تكون إجيابياً ‪،‬دريتشارد برييل ‪ ،‬ص ‪.185-184‬‬
‫(‪ ) 5‬رواه مسلم يف صحيحه رقم ( ‪.) 2664‬‬
‫أسس التفكري اإلجيايب وتطبيقاته جتاه الذات واجملتمع يف ضوء السنة النبوية‪.‬‬
‫‪28‬‬
‫ألنفسنا ابلتف ري هبله الطريقة وجنعل الف هرة تسهتحوذ علينها نبهدأ يف الولهو يف شهبات الغضه‬
‫واالستيا (‪.)1‬‬
‫************************‬
‫ا ستفادة من جتارب األمم وخرباهتا‪.‬‬
‫ن صههاح التف ههري اإلاجههاي يبح ه عههف كههل نهها يصههلح حيات ه وحي هاة اآل هريف مبهها يتفههق ن ه‬
‫نبهها ين ه وليم ه االاتماعيههة ا وال ينغلههق علههى نفس ه فيبقههى أس هرياً خلربات ه وااره ه احملههدو ة‬
‫دو زنان ون ان ‪.‬‬
‫فعنههدنا أرا النههيب ‪ ‬البحه فيمهها يصههلح للجنههني يف هطههف أنه املر ه نظههر فيمهها هههو نههف فعههل‬
‫األنه والشههعوب اوههاورة له ا والههيت تشههرتت نعه يف هههلا البعههد اإلنسههاين فعههف ادانههة األسههدية‬
‫ر‬
‫هللا عنها لال حضر رسود هللا ‪ ‬يف أ‬
‫وهو يقود ‪ ":‬لقسد مهمست أن أهنسى عسن‬
‫الايلسسة(‪ )2‬فنظسسرت يف السسروم وفسسارس ف س ذا هسسم يايلسسون أو دهسسم فسسال ي سسر أو دهسسم ذلسسك‬
‫شيئاً"(‪.)3‬‬
‫وكههللغ فيمهها هههو نههف سههلوكيا حضههارية وهروتوكههوال ر يههة جنههد النهيب ‪ ‬لههد راعههى األعهراف‬
‫الدهلوناسية يف عصره ا فعف أنس هف نالغ ‪ ‬لهاد ‪ " :‬ملا أراد النيب ‪ ‬أن يكتب إىل الروم‬
‫قيل له إهنم لن يقرأوا كتابك إذا أ يكن خمتوماً فاختذ خامتساً مسن ف سة ونقشسه حممسد رسسول‬
‫هللا فكلمنا أنظر إىل بياضه يف يده "(‪.)4‬‬
‫واالستفا ة نهف اهارب األنه اآل هر نشهرو ابحملافظهة علهى هويهة املسهل نهف الهلوابن يف هويهة‬
‫اآل ر ا وابحملافظة على التميل احلضار الل مينعه نهف االنسهالل الثقهايف أنهام هبهر وز هرف‬
‫احليههاة املا يههة لن هريف ا فعههف هههف عمههر ‪ ‬لههاد ‪ :‬لههاد رسههود هللا ‪ ": ‬مسسن تشسسبه بقسسوم فهسسو‬
‫منهم "(‪.)5‬‬
‫(‪ ) 1‬خطوات بسيطة ‪ ،‬د‪.‬آلرثر كاليندو ‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫(‪ ) 2‬الايلة ‪ ":‬وهو ان جيامع الرجل زوجته وهي مرضع " ‪ ،‬النهاية يف غريب األثر ‪.402/3 ،‬‬
‫(‪ ) 3‬أخرجه مسلم يف صحيحه رقم (‪.)1442‬‬
‫(‪ ) 4‬أخرجه البخاري يف صحيحه رقم ( ‪ ، ) 65‬ومسلم يف صحيحه رقم ( ‪.) 2092‬‬
‫(‪ ) 5‬أخرجه أبو داود يف سننه رقم (‪ ، )4031‬وقال ابن حجر ‪ ":‬إسناده حسن " ‪ ،‬فتح الباري ‪.271/10‬‬
‫أسس التفكري اإلجيايب وتطبيقاته جتاه الذات واجملتمع يف ضوء السنة النبوية‪.‬‬
‫‪29‬‬
‫لاد املناو يف شرح احلدي ‪ ":‬نف تشب هقهوم أ تهلاي يف ظهاهره ههليه ويف فعله هفعلهه ويف‬
‫ختلق ه خبلقه ه وسههار هسههري وهههديه يف نلبسههه وهعههض أفعههاهل أ وكههان التشههب ههق لههد‬
‫طاهق في الظاهر الباطف فهو ننه " (‪.)1‬‬
‫************************‬
‫(‪ ) 1‬فيض القدير ‪.104/6‬‬
‫أسس التفكري اإلجيايب وتطبيقاته جتاه الذات واجملتمع يف ضوء السنة النبوية‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫الفصل الثاين ‪:‬‬
‫أسس التفكري اإلجيايب ‪ ،‬وتطبيقاته جتاه اجملتمع‪.‬‬
‫فألن اإلنسان ال ينفغ عهف عاللهة نسهتمرة نه نهف حوله ا وملها لهد يرتته علهى تلهغ‬
‫العاللههة نههف اههاذب أو تنههافر هههني أصههحاهبا فقههد اهها يف السههنة النبويههة أحا يه كثههرية تؤصههل‬
‫ألسههس التف ههري اإلاجههاي اههاه اوتم ه ا وترسهها تطبيقات ه يف احليههاة اليونيههة ليههنع املسههل يههاة‬
‫نتوافقهة نه جمتمعه يسهو ها احله والههوام ا وحه اخلهري للنهها والبه هله ا ونههف أهههرز أسههس‬
‫التف ري اإلاجاي وتطبيقات ااه اوتم نا يل ‪:‬‬
‫املبحث األول ‪ :‬النظرة اإلجيابية للمجتمع‪.‬‬
‫نبدأ ال الم يف ههلا املو هو نهف هري ال هالم فعهف أي هريهرة ‪ ‬أن رسهود ‪ ‬لهاد ‪":‬‬
‫إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم "(‪.)1‬‬
‫لههاد اخلطههاي يف شههرح احلههدي ‪ ":‬نعنههاه ال يهلاد الراههل يعيه النهها ويهلكر نسههاؤه‬
‫ويقههود فسههد النهها وهل هوا وملههو ذلههغ فههنذا فعههل ذلههغ فهههو أهل هه أ أسهوأ حههاالً نههنه مبهها‬
‫يلحق ه نههف اإلس يف عيههبه والوليعههة فههيه ورمبهها أ اه ذلههغ العج ه هنفس ه ورؤيت ه أن ه ههري‬
‫ننه "(‪.)2‬‬
‫" مثه ههة طريقته ههان أساسه ههيتان للنظه ههر العه ههاف ا هوسه ههعغ التحل ه ه هنظه ههرة للعه ههاف تتميه ههل‬
‫ابإلاجاهية فتصري شخصهاً اجاهيهاً ا وتهر العهاف يف طهار اخلهري واإلحسهان ا وتصهري أكثهر تفهاؤالً‬
‫حياد ذاتغ ا وتصري شخصاً أكثر سهعا ة ا وأكثهر فاعليهة ا أو التحله هنظهرة تتسه ابلسهلبية‬
‫واخلب ه اههاه العههاف فلههف تههر سههو املش ه ال والظل ه يف كههل ن ههان ا وتههر القيههو وعههدم‬
‫اإلنصاف هدالً نف رؤية الفرص واألنل"(‪.)3‬‬
‫(‪ ) 1‬أخرجه مسلم يف صحيحه رقم ( ‪.) 2623‬‬
‫(‪ ) 2‬أعالم احلديث ‪.120/4‬‬
‫(‪ ) 3‬غري تفكريك ‪ ،‬غري حياتك ‪ ،‬براين تريسي ص ‪.46‬‬
‫أسس التفكري اإلجيايب وتطبيقاته جتاه الذات واجملتمع يف ضوء السنة النبوية‪.‬‬
‫‪31‬‬
‫فحههني ترتسهها هههله النظههرة لههد املف ههر اإلاجههاي فنن ه هههال شههغ سههيقبل علههى جمتمع ه‬
‫االط ا ويناصح ا و يصرب على نا لد يرتت على ذلغ نف أذ ‪.‬‬
‫ويرسهها النههيب ‪ ‬هههلا املعههىن اإلاجههاي هههلكره لقصههة نههيب نههف األنبيهها لههيعل أنت ه كيههف‬
‫ت ون عاللته اإلاجاهية ن اوتم ح ولو حصل هل األذية يف سبيل اخلري والفالح الهل‬
‫ملون وتمعه ‪.‬‬
‫فعف عبدهللا هف نسهعو لهاد ‪ ":‬كسلين أنظسر إىل النسيب ‪ ‬لكسي نبيساً مسن األنبيساء ضسربه قومسه‬
‫فلدموه فهو ميسح الدم عن وجهه ويقول ‪ :‬رب اغفر لقومي ف هنم يعلمون"(‪.)1‬‬
‫لههاد الن ههوو يف شههرح احل ههدي ‪ ":‬في ه نهها ك ههانوا علي ه ص ههلوا هللا وس ههالن علههيه ن ههف احلل ه‬
‫والتصرب والعفو والشفقة علهى لهونه و عهائه هله ابهلدايهة والغفهران وعهلره يف انهايته علهى‬
‫أنفسه هن ال يعلمون "(‪.)2‬‬
‫" للا اج علينا أن نسأد أنفسنا عف حقيقة نشاعر ااه اآل ريف ا هل ه نشاعر اجاهية‬
‫؟ أم نشههاعر سههلبية ؟ ح ه نههنجح يف ار هها ا وتصههوي سهههاننا للوصههود للههوب النهها‬
‫لل جمهو وألصر الطرا جناحاً لفتح نغاليق القلوب "(‪.)3‬‬
‫************************‬
‫(‪ ) ) 1‬أخرجه البخاري يف صحيحه رقم (‪ ، )3290‬وأخرجه مسلم يف صحيحه رقم ( ‪.) 1792‬‬
‫(‪ ) 2‬شرح النووي على صحيح مسلم ‪.150/12‬‬
‫(‪ ) 3‬حقق أحالمك بقوة تفكريك اإلجيايب ‪ ،‬وفاء حممد مصطفى ص ‪.122‬‬
‫أسس التفكري اإلجيايب وتطبيقاته جتاه الذات واجملتمع يف ضوء السنة النبوية‪.‬‬
‫‪32‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬حمبة اآلخرين ‪،‬وحمبة اخلري هلم‪.‬‬
‫" يعتمد النجاح يف املهنة على عانلني مها ‪ :‬نهارا العمل ا والعاللا اإلنسانية ا‬
‫ن هنا عاللا نسانية احة يبدأ ابملولف اإلنساين اإلاجاي " (‪.)1‬‬
‫" وأو املوال ههف اإلاجاهي ههة يف نش هها عالل ههة اجاهي ههة هه ه ب ههة الن هها اهت ههدا ً ا فمحب ههة‬
‫النا لغ ه أصالً انع ها بتهغ هله ا فيفهتح النها لهغ للهوهب كمها تفهتح اللههور ألشهعة‬
‫الشمس" (‪.)2‬‬
‫ولللغ رهجت النيب ‪ ‬هلا احل ابإلميان ألن أوفق العر ا وألو راهطة هني النا ا‬
‫فجعل مما ينج العبد هعد اإلميان ابز ا والربا ة نف ال فار ا هو بة اآل ريف ز عل وال‬
‫" وأن لب املرء لبه إ هلل " (‪ )3‬ا واعل ‪ ‬نف السبعة الليف يظله هللا يف ظل يهوم ال‬
‫ظل ال ظل ‪ ":‬ورجالن حتااب يف هللا اجتمعا عليه وتفرقا عليه"(‪.)4‬‬
‫" فحههني مله اآل هريف هصههدا فنننهها نسههاعده علههى اإلحسهها ابألنههف والطمأنينههة ا ونؤكههد‬
‫ليمته األساسية ا ونسهل هل أن يعيشهوا لهوانني احليهاة نهف التعهاون واملشهاركة ا واالنضهبا ا‬
‫واالستقانة" (‪.)5‬‬
‫ويتجلى احل احلقيق لن ريف يف صور عملية ش وننها ‪:‬‬
‫حمبة اخلري هلم‪.‬‬
‫" ليس األف ار وال لمها سهو نطهااي للمشهاعر يف عاللتهغ نه نفسهغ ا ويف عاللتهغ‬
‫ن اآل ريف ا و ذا ف ترافق األف ار وال لما نشاعر نناسبة ا فنن أتفريها ي ون غري نباشهر‬
‫ويف أ ىن حههد ا ويقيههين أنه حههني تواههد نشههاعر احله ا فههنن األف ههار اإلاجاهيههة تتبعههها هشه ل‬
‫آيل "(‪.)6‬‬
‫(‪ ) 1‬موقفك اإلجيايب أغلى ما متلك ‪ ،‬اللود تشمبان ‪ ،‬ص ‪.108‬‬
‫(‪ ) 2‬قوة التفكري اإلجيايب ‪ ،‬نورمان فينسيت بيل ‪ ،‬ص ‪.257‬‬
‫(‪ ) 3‬أخرجه البخاري يف صحيحه رقم (‪ ، )16‬وأخرجه مسلم يف صحيحه رقم (‪.)43‬‬
‫(‪ ) 4‬أخرجه البخاري يف صحيحه رقم ( ‪ ، ) 1357‬وأخرجه مسلم يف صحيحه رقم (‪.)1031‬‬
‫(‪ ) 5‬العادات السبع ‪ ،‬د‪.‬ستيفن كويف ‪ ،‬ص ‪.201-200‬‬
‫(‪ ) 6‬قوة التفكري السليب ‪ ،‬توين مهفريز ‪ ،‬ص ‪.54‬‬
‫أسس التفكري اإلجيايب وتطبيقاته جتاه الذات واجملتمع يف ضوء السنة النبوية‪.‬‬
‫‪33‬‬
‫فعف أنس عف النيب ‪ ‬لاد ‪ ":‬يؤمن أحدكم حىت لب ألخيه ما لب لنفسه "(‪.)1‬‬
‫أل ي يف اإلسالم‬
‫لاد النوو يف شرح احلدي ‪ :‬نعناه ال ي مل ميان أحدك ح‬
‫نثههل نهها ه لنفس ه والقيههام هههللغ صههل ن ه ل ه حصههود نثههل ذلههغ نههف اهههة ال‬
‫يلامح ه فيههها ي ه ال تههنق النعمههة علههى أ ي ه شههيئا نههف النعمههة علي ه وذلههغ سهههل علههى‬
‫القل السلي و منا يعسر على القل الدغل "(‪.)2‬‬
‫" السههلوت اإلاجههاي الوافههق ‪ :‬هههو تصههرف فاعههل ونباشههر وصهها ا ا وهههو يههرتت انطباع هاً نههف‬
‫احرتام اللا واحهرتام اآل هريف ا فباتباعنها السهلوت اإلاجهاي الوافهق نضه رغباتنها ونتطلباتنها‬
‫وحقولن هها ابلتس ههاو ن ه ه رغب هها ونتطلب هها وحق ههوا اآل ه هريف وهب ههلا ي ههؤ س ههلوكنا‬
‫التسههاو والت ههافؤ يف النتههائج هيننهها وهههني اآل هريف ا ممهها اجعله ه يتقبلههون التفاعههل والتعههاون‬
‫نعنا هدون التعر لر و الفعل أو االنتقاما هل يشج على لانة عاللا نليههة وصهر ة‬
‫ووا حة " (‪.)3‬‬
‫************************‬
‫تقدمي العون واملساعدة هلم‪.‬‬
‫" علههى نههف يري هد االنسههجام أن يقههدم الغههري علههى نفس ه ا ح ه ول هو كههان هههلا التقههدمي‬
‫يسههب حرنان ه نههف كثههري نههف نههالذ احليههاة ا فههنن الشههعور الههل صههلون علي ه نههف كههوهن‬
‫نصدر سعا ة لن ريف يغمره هللة لد ال تعا هلا الللائل األ ر يف احلياة"(‪.)4‬‬
‫ويرشههد النههيب ‪ ‬نهها هههو أعمههق وألههو نههف املههر و النفس ه الههل جنني ه نههف نسههاعدة‬
‫اآل ريف أال وهو اجللا ابملثل نهف هللا تعها لإلنسهان علهى كهل نعهروف يسهه هه اإلنسهان‬
‫يف سعا اآل هريف فجهلاؤه لهيس نهف عنهد البشهر ههل ههو نهف عنهد رب البشهر ا الهل هيهده‬
‫نل ههو السههموا واألر ا وأ حتفيههل أعظه نههف كههون هللا يف عههون نههف يعههني غههريه نههف‬
‫النا ا وأ اطمئنان نفس صل لإلنسان حني حتل ه كرهة ن هللا هو الل سينفس‬
‫(‪ ) 1‬أخرجه البخاري يف صحيحه رقم ( ‪ ، ) 13‬وأخرجه مسلم يف صحيحه رقم (‪.)45‬‬
‫(‪ ) 2‬شرح النووي على صحيح مسلم ‪.17/2‬‬
‫(‪ ) 3‬اكتشف نفسك ‪ ،‬سام لويد ‪ ،‬ص ‪.24‬‬
‫(‪ ) 4‬الشخصية بني النجاح والفشل ‪ ،‬عباس مهدي ‪ ،‬ص ‪.109‬‬
‫أسس التفكري اإلجيايب وتطبيقاته جتاه الذات واجملتمع يف ضوء السنة النبوية‪.‬‬
‫‪34‬‬
‫عن ه كرهت ه ا وأ يسههر هعههد عسههر سههيجده نههف يسههر علههى نعسههر ذا كههان هللا هههو الههل‬
‫سيتو تيسري كل عسري لد يوااه يف نستقبل حيات ‪.‬‬
‫فعهف أي هريههرة ‪ ‬لههاد ‪ :‬لههاد رسههود هللا‬
‫‪": ‬‬
‫مسسن نفسسس عسسن مسسؤمن كربسسة مسسن كسسرب السسدنيا‬
‫نفس هللا عنه كربة من كرب يوم القيامسة ‪ ،‬ومسن يسسر علسى معسسر يسسر هللا عليسه يف السدنيا‬
‫واآلخرة ‪ .....‬وهللا يف عون العبد ما كان العبد يف عون أخيه "(‪.)1‬‬
‫" ن احل ه ينمههو ابملش هاركة ا ومي نههغ أن متتلههغ األكثههر لنفسههغ عنههدنا تعطي ه لن هريف‬
‫"(‪.)2‬‬
‫************************‬
‫تقدمي النصيحة هلم ‪.‬‬
‫وهلا نبدأ سالن أصيل اا نف تف ري اجاي يف املبا رة لتقدمي الهرأ واملشهورة الصها لة ملهف‬
‫تااها ا فالنصيحة نعناها ‪ ":‬بة اخلهري للمنصهوح " (‪)3‬ا واعهل النهيب ‪ ‬الهديف صهوراً يف‬
‫النصيحة فقهاد ‪ ": ‬السدين النصسيحة قلنسا ملسن قسال هلل ولكتابسه ولرسسوله و ئمسة املسسلمني‬
‫وعامتهم " (‪.)4‬‬
‫وجند أن الصحاهة ر‬
‫هللا عنه لد فهموا املرا نف حدي النيب فطبقهوه والعهاً عمليهاً ا فعهف‬
‫ارير‪ ‬لاد ‪ ":‬ابيعت رسسول هللا ‪ ‬علسى السسمع والطاعسة والنصسح لكسل مسسلم" ا ف هان‬
‫لينهها ممهها‬
‫– اريههر ‪ -‬ذا اشههرت شههيئاً أو ابع ه يقههود لصههاحب اعل ه أن نهها أ ههل ننههغ أح ه‬
‫أعطيناك فا رت "(‪.)5‬‬
‫ل ههاد اه ههف حج ههر يف هي ههان النص ههيحة للمس ههلمني ‪ ":‬والنص ههيحة لعان ههة املس ههلمني الش ههفقة عل ههيه‬
‫والسع فيما يعو نفع عليه وتعليمه نا ينفعه وكف واوه األذ عنه وأن ه هله نها‬
‫لنفس وي ره هل نا ي ره لنفس "(‪.)6‬‬
‫(‪ ) 1‬أخرجه مسلم يف صحيحه رقم (‪.)2699‬‬
‫(‪ ) 2‬حقق أحالمك بقوة تفكريك اإلجيايب ‪ ،‬وفاء حممد مصطفى ص ‪.169‬‬
‫(‪ ) 3‬النهاية يف غريب احلديث ‪.61/5‬‬
‫(‪ ) 4‬أخرجه مسلم يف صحيحه رقم ( ‪.) 55‬‬
‫(‪ ) 5‬أخرجه مسلم يف صحيحه رقم (‪ ، )56‬وابن حبان يف صحيحه رقم (‪ ، )4546‬واللفظ له‪.‬‬
‫(‪ ) 6‬فتح الباري ‪.137/1‬‬
‫أسس التفكري اإلجيايب وتطبيقاته جتاه الذات واجملتمع يف ضوء السنة النبوية‪.‬‬
‫‪35‬‬
‫أبواب النفع لآلخرين حدود هلا‪.‬‬
‫يفههتح الن ههيب ‪ ‬أه هواب نتع ههد ة مل ههف أرا فع هالً اجاهي هاً تع ههو فائدت ه عل ههى الغ ههري ا فع ههف أه ههو‬
‫هريههرة‪ ‬لههاد رسههود هللا ‪ ": ‬كسسل سسسالمى(‪ )1‬مسسن النسساس عليسسه صسسدقة ‪ ،‬كسسل يسسوم تطلسسع فيسسه‬
‫الشمس قال تعدل بني اإلثنني صدقة ‪ ،‬وتعني الرجل يف دابتسه فتحملسه عليهسا أو ترفسع لسه‬
‫عليهسسا متاعسسه صسسدقة ‪ ،‬قسسال ‪ :‬والكلم سة الطيبسسة صسسدقة ‪ ،‬وكسسل خطسسوة متشسسيها إىل الصسسالة‬
‫صدقة ومتيط األذى عن الطريق صدقة"(‪.)2‬‬
‫لهاد اهههف حجهر يف شههرح احلهدي ‪ ":‬كههأهن فهمهوا نههف لفهظ الصههدلة العطيهة فسههألوا عمهف لههيس‬
‫عنده ش فبني هل أن املرا ابلصدلة نا هو أع نف ذلغ "(‪.)3‬‬
‫" ف لمهها ننح ه ون تول ه عائههد أو نههر و ا أص هب املليههد نههف أهعههد املصهها ر عههف تولعههغ ا‬
‫وطاملهها واصههل غههر هههلور الطيبههة واخلههري سههيعو عليههغ عملههغ نههف اهههة غههري نتولعههة علههى‬
‫اإلطالا ا ويف ول هعيد عف االحتمهاد ا كهل نها عليهغ القيهام هه ههو التأكهد أنهغ تقهدم نها‬
‫لديغ على الدوام ا وأنا الثمار فسوف تنضج نفسها هنفسها" (‪.)4‬‬
‫************************‬
‫(‪ ) 1‬السالمى ‪ :‬مجع سالمية ‪ ،‬وهي ‪ :‬األمنلة من أانمل األصابع ‪ ،‬النهاية يف غريب احلديث ‪.396/2‬‬
‫(‪ ) 2‬أخرجه البخاري يف صحيحه رقم (‪ ، )2827‬وأخرجه مسلم يف صحيحه رقم (‪، )1009‬واللفظ له‪.‬‬
‫(‪ ) 3‬فتح الباري ‪.308/3‬‬
‫(‪ ) 4‬غري تفكريك ‪ ،‬غري حياتك ‪ ،‬برااين تريسي ص ‪.162‬‬
‫أسس التفكري اإلجيايب وتطبيقاته جتاه الذات واجملتمع يف ضوء السنة النبوية‪.‬‬
‫‪36‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬املوقف اإلجيايب من أخطاء اآلخرين‪.‬‬
‫ملا كان الولو يف اخلطأ نف الصفا الالزنة لإلنسان وملا لد يرتت علهى اخلطهأ حهني‬
‫ولوع نف تنافر القلوب وحدوث القطيعهة ههني النها وههلا كله ممها يضها نقصهداً نهف نقاصهد‬
‫الشهريعة وهههو التههفلف هههني البشههر عمونهاً ا وهههني أهنهها نلههة اإلسههالم صوصهاً فقههد ور يف سههنة‬
‫النههيب ‪ ‬عههد اً نههف القواعههد الههيت تضههبجت الههنفس البش هرية وترتق ه هب ها نسههتو اختههاذ نوالههف‬
‫اجاهيههة عنههد ولههو ا ههتالف ن ه اآل هريف هسههب ولههوعه يف طههأ غههري نقبههود عنههد الطههرف‬
‫اآل ر‪.‬‬
‫ونف املوالف اإلاجاهية يف التعانل ن أ طا اآل ريف ‪:‬‬
‫التثبت من املخطئ قبل احلكم على فعله‪.‬‬
‫فههنن طبيعههة الههنفس البش هرية ترغ ه يف االسههتعال و ظهههار النصههر عنههد ولههو اخلطههأ نههف طههرف‬
‫آ ر ملا ابل علي النفو نف ح االستعال ا وملا تبح عن الهنفس نهف حتقيهق للهلا‬
‫فنننهها جن هد النههيب ‪ ‬يعل ه أنت ه االرتقهها هتف ههريه ون هوالفه اإلاجاهيههة نههف أ طههأ اآل هريف وأود‬
‫طهوا النظههر يف أ طهها اآل هريف هه التثبه فعههف اههاهر ‪ ‬لههاد ‪ :‬دخسسل رجسسل يسسوم اجلمعسسة‬
‫والنيب ‪ ‬خيطب فقال أصليت قال قال قم فصل ركعتني "(‪.)1‬‬
‫فبا ر النيب الرال ابالستفسار لبل اإلن ار ا وتثب نن لبل أن أينره هتأ ية الركعتني‪.‬‬
‫************************‬
‫احلرص على املصلحة العظمى يف مقابل املصلحة الصارى‪.‬‬
‫فقد أت هل اإلنسهان الغهرية علهى ينه ملها لهد يهراه نهف أ طهأ اآل هريف ا واجعله ذلهغ يعمهى عهف‬
‫رؤيههة اانه آ ههر أكثههر أمهيههة ممهها ههدث فيتعجههل يف اإلن ههار يف أنههر صههغري ممهها لههد يسههب يف‬
‫ولو نن ر أكرب ا ويرشد النيب ‪ ‬أنته‬
‫التف هري اإلاجهاي املتهلن وذلهغ ابلهرتو عنهد ن هار‬
‫املن ههر فعههف أنههس هههف نالههغ ‪ ‬لههاد ‪ :‬هينمهها ملههف يف املسههجد نه رسههود هللا ‪ ‬ذ اهها أعهراي‬
‫فقهام يبهود يف املسهجد ا فقههاد أصهحاب رسهود هللا ‪ : ‬نه نه ! ا لهاد ‪ :‬لهاد رسههود هللا ‪‬‬
‫تزرموه دعوه فرتكوه حىت ابل ‪ ،‬مث إن رسول هللا ‪ ‬دعاه فقال لسه ‪ :‬إن هسذه املسساجد‬
‫(‪ ) 1‬أخرجه البخاري يف صحيحه رقم (‪ ، )889‬وأخرجه مسلم يف صحيحه رقم (‪.)875‬‬
‫أسس التفكري اإلجيايب وتطبيقاته جتاه الذات واجملتمع يف ضوء السنة النبوية‪.‬‬
‫‪37‬‬
‫تصسسلح لشسسيء مسسن هسسذا البسسول و القسسذر إمنسسا هسسي لسسذكر هللا عسسز وجسسل والصسسالة وقسراءة‬
‫القرآن ‪ ،‬قال فلمر رجال من القوم فجاء بدلو من ماء فشنه (‪)1‬عليه"(‪.)2‬‬
‫لههاد النههوو ‪ ":‬وفي ه الرفههق ابجلاهههل وتعليم ه نهها يللن ه نههف غههري تعنيههف وال يههلا ذا ف أي‬
‫ابملخالفههة اسههتخفافا أو عنهها ا وفي ه ف ه أعظ ه الضههرريف ابحتمههاد أ فهمهها لقول ه ( عههوه ) و‬
‫كههان لوله ( عههوه ) ملصههلحتني حههدامها ‪ :‬أنه لههو لطه عليه هوله تضههرر وأصههل التنجههيس لههد‬
‫حصل ف هان احتمهاد زاي ته أو نهف ايقها الضهرر هه ا والثانيهة ‪ :‬أن التنجهيس لهد حصهل يف‬
‫اههل يسههري نههف املسههجد فلههو ألههانوه يف أفنهها هول ه لتنجس ه فياه ه وهدن ه ونوا ه كثههرية نههف‬
‫املسجد"(‪.)3‬‬
‫************************‬
‫الرباءة من الفعل من الفاعل‪.‬‬
‫" ن أسلوب الرتكيل على سلوت الفر عف اخلطأ هعيداً عهف نهس كرانته هلهو أسهلوب يهدف‬
‫الشهخ اآل ههر الثقهة يف نفسه ويدفعه تعههديل نسههاره ا ويهرتت له البهاب نفتوحهاً حه‬
‫يتصرف هش ل أفضل " (‪.)4‬‬
‫" ن توايه ه النق ههد هوي ههة الفاع ههل كم ههف يقص ههف عاص ههمة هل ههد ن هها ا ون ههف يواه ه النق ههد‬
‫السلوت ف أمنا ه نناوشة على احلدو (‪.)5‬‬
‫فحههني وله نههف الههد هههف الوليههد ‪ ‬نهها وله يف شههأن األسههر ا وكههان يف ذلههغ جمانبهاً للصهواب‬
‫جند النهيب ‪ ‬يتهربأ نهف سهلوت الهد وف يتهربأ نهف شخصه أيواه اللهوم ذاته ا لهاد عبهد هللا‬
‫ههف عمههر ‪ ": ‬حه لههدننا علههى النههيب ‪ ‬فهلكر ه – أ نهها وله نههف الههد ‪ -‬فرفه النههيب ‪‬‬
‫يدي فقاد ‪ :‬اللهم إين أبرأ إليك مما صنع خالد مرتني "(‪.)6‬‬
‫(‪ ) 1‬فشنه ‪ ،‬أي فصبه ‪ ،‬مشارق األنوار ‪.224/2‬‬
‫(‪ ) 2‬أخرجه البخاري يف صحيحه رقم (‪ ، )5679‬وأخرجه مسلم يف صحيحه رقم (‪ )285‬واللفظ له‪.‬‬
‫(‪ ) 3‬شرح النووي على صحيح مسلم ‪.190/3‬‬
‫(‪ 17 ) 4‬قاعدة نفسية يف سورة يوسف ‪ ،‬أكرم عثمان ص ‪.86‬‬
‫(‪ ) 5‬التطوير الذايت ‪ ،‬أسامة احلريري ‪.356/2‬‬
‫(‪ ) 6‬أخرجه البخاري يف صحيحه رقم ( ‪.)4084‬‬
‫أسس التفكري اإلجيايب وتطبيقاته جتاه الذات واجملتمع يف ضوء السنة النبوية‪.‬‬
‫‪38‬‬
‫لاد اهف حجر ‪ ":‬والل يظهر أن التربؤ نف الفعل ال يستللم س فاعل وال للان الغرانة فان‬
‫س املخط نرفو و ن كان فعل ليس مبحمو " (‪.)1‬‬
‫" ن النقد الل جت نف لدر الشخ ويل ر ليمت ينظر لي ابعتباره أنراً نثبطاً ا وتقل‬
‫احتمالية االستفا ة نف القوة اإلاجاهية هللا النقد"(‪.)2‬‬
‫************************‬
‫املوازنة بني حسنات املخطئ وسيئته‪.‬‬
‫" فعندنا ت ون على نعرفهة مبهلااي الشهخ – الهل تنتقهده‪ -‬فهنن ههلا يعطيهغ الفرصهة للنظهر‬
‫الشخ هصورة أكثر اجاهية ا وهلا ههدوره يسهاعدت علهى الهتح يف الغضه واإلحبها‬
‫ا وعنههدنا تههلكر اإلاجاهيهها هو ههوح ف هنن هههلا يبع ه للشههخ اآل ههر هرسههالة نفا ههها أنههغ‬
‫تستشعر جمهو ت وتقدرها ا وهبلا حتافظ على احرتام الشخ اآل ر ون نسا ه ا فضالً‬
‫تعليل هلا االحرتام " (‪.)3‬‬
‫عف أن لد يؤ‬
‫وجند هلا املستو نف النقد الهل ينبه نهف تف هري اجهاي أصهيل والعهاً عمليهاً يف حيهاة‬
‫النهيب ‪ ‬والعهاً فعنههدنا لهام حاطه هههف أي هلتعهة ‪ ‬إب بههار لهري نهر حتههرت اهي املسههلمني‬
‫تعانل نع النيب ‪ ‬رلى أسلوب لاد حاط نبينناً لسب نا لهام هه نهف عمهل ‪ ":‬فلحببست‬
‫إذ فات ذلك من النسب فيهم أن أختذ عندهم يداً لمون قرابيت ‪ ،‬وأ أفعله ارتسداداً عسن‬
‫دي و رضا ابلكفر بعد اإلسالم"‪.‬‬
‫فقاد رسهود هللا ‪ : ‬أما إنسه قسد صسدقكم ‪ ،‬فقسال عمسر‪ :‬اي رسسول هللا دعس أضسرب عنسق‬
‫هسسذا املنسسافق ‪ ،‬فقسسال ‪ :‬إنسسه قسسد شسسهد بسسدراً ومسسا يسسدريك لعسسل هللا اطلسسع علسسى مسسن شسسهد بسسدراً‬
‫فقال ‪ :‬اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم "(‪.)4‬‬
‫ونرة أ هر يف لصهة املهرأة الهيت زنه يتجلهى ههلا التف هري اإلاجهاي والعهاً عمليهاً فعهف عمهران ههف‬
‫حصني ‪ ‬لاد ‪ ":‬أمر هبا فرمجت مث صسلى عليهسا فقسال لسه عمسر ‪ :‬تصسلي عليهسا اي نسيب هللا‬
‫(‪ ) 1‬فتح الباري ‪.182/13‬‬
‫(‪ ) 2‬قوة النقد البناء ‪ ،‬هندري ويسنجر ص ‪.20‬‬
‫(‪ ) 3‬قوة النقد البناء ‪ ،‬هندري ويسنجر ص ‪.39‬‬
‫(‪ ) 4‬أخرجه البخاري يف صحيحه رقم (‪ ، )4025‬وأخرجه مسلم يف صحيحه رقم ( ‪.) 2494‬‬
‫أسس التفكري اإلجيايب وتطبيقاته جتاه الذات واجملتمع يف ضوء السنة النبوية‪.‬‬
‫‪39‬‬
‫وقد زنت؟ فقال ‪ :‬لقد اتبت توبة لو قسمت بني سبعني من أهل املدينة لوسعتهم ‪ ،‬وهسل‬
‫وجدت توبة أف ل من أن جادت بنفسها هلل تعاىل"(‪.)1‬‬
‫هللا أكرب نا أعظمغ اي رسود هللا حني أتنهر هبها فهرتا الرت اهبها كبهرية نهف ال بهائر س‬
‫حتفههظ هلهها الفضههل هتوهتههها ورغبتههها يف أن تطهههر نفسههها نههف تبعهها ذلههغ الههلن الفظي ه ن‬
‫تتحمهل كهل تلههغ اآلالم يف سهبيل أن ختله نفسههها نهف غضه هللا عليههها ا س تهداف عنههها اي‬
‫رسود هللا وتعل أنتغ كيف ينظرون أ طا اآل ريف ن ال ينسوا أن ينظروا حسهنا‬
‫نف لد ول يف اإلس‪.‬‬
‫************************‬
‫إشراك املخطئ يف عملية التصحيح‪.‬‬
‫فباالسهتقرا جنههد نصهوص السههنة النبويهة زا ههرة مبها يواه هبنها الرلاهههة اللاتيهة لهد أتبهها‬
‫الههديف اإلسههالن ألن هههله الرلاهههة ه ه األلههو نههف الرلاهههة اخلارايههة يف حتفيههل اإلنسههان للعمههل‬
‫الص ههاا ا وأكث ههر ص ههالهة يف حج ههله و ننعه ه ن ههف الول ههو يف اآلاثم ا فباس ههتطاعة اإلنس ههان أن‬
‫يههتخل نههف الرلاهههة اخلارايههة فيفعههل نهها لههو ل ه ا وجنههد النههيب ‪ ‬يعههلز الرلاهههة الدا ليههة نههف‬
‫ههالد شهرات الشههخ الههل وله ننه اخلطههأ أو كهها أن يقه فيه حه أصههبح هههلا األسههلوب‬
‫أاد نفعاً ا وألو أتفرياً ا فعف أي أنانة ‪ ‬قال ‪ :‬إن فىت شاابً أتى النيب ‪ ‬فقسال ‪ :‬اي‬
‫رسسول هللا ائسذن يل ابلسزان ‪ ،‬فلقبسل القسوم عليسه فزجسروه ‪ ،‬وقسالوا ‪ :‬مسه مسه ! ‪ ،‬فقسال ‪ :‬أدنسه‬
‫فدان منه قريباً ‪ ،‬قال ‪ :‬فجلس ‪ ،‬قال ‪ :‬أحتبه ألمك ؟ ‪ ،‬قسال ‪ :‬وهللا جعلس هللا فسداءك‬
‫‪ ،‬قال ‪ :‬و الناس لبونه ألمهاهتم ‪ ،‬قسال ‪ :‬أفتحبسه بنتسك ؟ قسال ‪ :‬وهللا اي رسسول هللا‬
‫جعل هللا فداءك ‪ ،‬قال ‪ :‬و الناس لبونه لبناهتم ‪ ،‬قال ‪ :‬أفتحبه ألختسك ؟ ‪ ،‬قسال ‪:‬‬
‫وهللا جعل هللا فداءك ‪ ،‬قال ‪ :‬و الناس لبونه ألخواهتم ‪ ،‬قال ‪ :‬أفتحبه لعمتك ؟ قسال‬
‫‪ :‬وهللا جعل هللا فداءك ‪ ،‬قال ‪ :‬و الناس لبونسه لعمساهتم ‪ ،‬قسال ‪ :‬أفتحبسه خلالتسك ؟‬
‫قسسال‪ :‬وهللا جعلس هللا فسسداءك ‪ ،‬قسسال ‪ :‬و النسساس لبونسسه خلسسا هتم ‪ ،‬قسسال ‪ :‬فوضسسع يسسده‬
‫عليه ‪ ،‬وقال ‪ :‬اللهم اغفر ذنبسه وطهسر قلبسه ‪ ،‬وحصسن فرجسه ‪ ،‬فلسم يكسن بعسد ذلسك الفسىت‬
‫(‪ ) 1‬أخرجه مسلم يف صحيحه رقم ( ‪.) 1696‬‬
‫أسس التفكري اإلجيايب وتطبيقاته جتاه الذات واجملتمع يف ضوء السنة النبوية‪.‬‬
‫‪40‬‬
‫يلتفت إىل شيء"(‪ )1‬ا فانظر‬
‫اخلامتة اليت وصل ليها النيب ‪ ‬ن هلا الشهاب حه أصهبح‬
‫شه‬
‫ممهها كههان يريههد فعل ه ا كههل هههلا اهها نههف ههالد نشههاركت يف‬
‫هعههد ذلههغ ال يلتف ه‬
‫احلوار‪.‬‬
‫" ن فعغ للشخ الل تنتقده ملشاركتغ يف عملية النقد أنر نه ألسباب عديدة ننها‪:‬‬
‫ أن ف هلا الشخ للتفاعل اإلاجاي يعلز كثرياً نف فرص اجا حل نثمر‪.‬‬‫ مي نغ أن تستشعر نف الد هلا ند اتفاا هلا الشخ نعغ فيما تقود‪.‬‬‫ هههلا األسههلوب يقلههل ألصههى لههدر مم ههف نههف احتمههاد تبههين هههلا الشههخ ملولههف‬‫فاع " (‪.)2‬‬
‫************************‬
‫(‪ ) 1‬أخرجه اإلمام أمحد يف مسنده رقم (‪ ، )22256‬والطرباين يف املعجم الكبري رقم (‪ ، )7679‬والبيهقي يف شعب اإلميان رقم (‬
‫‪ ، )5415‬قال األلباين ‪:‬حديث صحيح " ‪ ،‬سلسلة األحاديث الصحيحة رقم (‪.)370‬‬
‫(‪ ) 2‬قوة النقد البناء ‪ ،‬هندري ويسنجر ص ‪ 34-33‬بتصرف‪.‬‬
‫أسس التفكري اإلجيايب وتطبيقاته جتاه الذات واجملتمع يف ضوء السنة النبوية‪.‬‬
‫‪41‬‬
‫املبحث الرابع ‪ :‬احرتام الناس ‪ ،‬وتقدير منازهلم‪.‬‬
‫عنههدنا يسههتخدم اإلنسههان التف ههري اإلاجههاي يف ألواله وأفعاله وعاللته نه النهها فههنن ذلههغ‬
‫يواد عنده نوازيف اجاهية نعتدلة اعل رتم اجلمي ا ويعرف ننازهل فيعط كل واح مهد نهنه‬
‫نهها له نههف حقههوا االحهرتام والتبجيههل نهمهها كههان صههغرياً أو كبهرياً يف السههف شهريفاً أو و ههيعاً يف‬
‫النس ا ويتجلى املنهج النبو ال رمي يف احرتام النا نف الد عدة أنور‪:‬‬
‫قبول الناس كما خلقهم هللا‪.‬‬
‫فيؤسس النيب ‪ ‬أساساً نتينهاً لضهبجت العاللها ههني النها إبرسها نفههوم اجهاي هبيهان أصهل‬
‫النها وأنه ال تفا هل هيههنه يف أصههل لقهته و منهها ي هون التفا ههل هيههنه فيمها يتفا ههلون فيه‬
‫اب تيههاره و نههف كس ه أنفسههه هسههلوكه ملههنهج التقههو الههيت ه ه أسهها التف ههري اإلاجههاي‬
‫والسلوت املثايل يف عاللة اإلنسان ن‬
‫القه ا ونه نهف لهق هللا فقهاد ‪ ": ‬اي أيهسا النساس‬
‫أ إن ربكسسم واحسسد وإن أابكسسم واحسسد إ‬
‫ف سسل لعسسريب علسسى أعجمسسي و لعجمسسي علسسى‬
‫عريب و ألمحر على أسود و أسود على أمحر إ ابلتقوى"(‪.)1‬‬
‫ويعلز النيب ‪ ‬هلا امليلان هلن ملها يضها ههلا امليهلان نهف نهوازيف اطئهة اها‬
‫نهف‬
‫أع هراف وتقاليههد لسههم البش ههر طبقهها ابعتبههارا تههن ع ههف اهههل صههل لقههة البش هرية‬
‫كهون ههلا الفعهل نهف اجلاهليهة‬
‫الواحد واعترب ‪ ‬انتقهاص اآل هريف وعيهبه مبها لهيس هعيه‬
‫ذلههغ ألن صههاح هههلا الههنمجت نههف التف ههري لههد نظههر نظههرة سههلبية نههف ننظههور تف ههري سههليب‬
‫ههلا املخلههوا الههل كرنه هللا لههاد أهههو ذر الغفههار ‪ ": ‬كسسان بيس وبسسني رجسسل كسسالم وكانسست‬
‫أمه أعجمية فنلت منها فذكرين إىل النيب ‪ ‬فقال ‪ :‬يل أساببت فالانً ‪ ،‬قلست‪ :‬نعسم ‪ ،‬قسال‬
‫‪ :‬أفنلت من أمه ؟ قلت ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬إنك امرؤ فيك جاهلية "(‪.)2‬‬
‫************************‬
‫(‪ ) 1‬أخرجه اإلمام أمحديف مسنده رقم (‪ ، )25356‬واحلارث بن أيب أسامة يف مسنده رقم ( ‪ ، ) 51‬والبيهقي يف شعب األميان رقم‬
‫(‪ ، )5137‬وقال األلباين ‪ ":‬حديث صحيح " ‪ ،‬سلسلة األحاديث الصحيحة رقم ( ‪.) 2700‬‬
‫(‪ ) 2‬أخرجه البخاري يف صحيحه رقم ( ‪ ، )5703‬وأخرجه مسلم يف صحيحه رقم ( ‪.)1661‬‬
‫أسس التفكري اإلجيايب وتطبيقاته جتاه الذات واجملتمع يف ضوء السنة النبوية‪.‬‬
‫‪42‬‬
‫احرتام إنسانيتهم ‪.‬‬
‫اإلنسهان ذلههغ ال هائف الههل كرنه رهه ا ‪,‬اسهجد له نالئ ته ا وفضههل علهى غههريه نههف‬
‫املخلولا هلو ادير ه ل احرتام إلنسانيت ‪.‬‬
‫ويضههرب النههيب ‪ ‬أرو األنثلههة يف احهرتام نسههانية اإلنسههان فحه صههغار السههف كههان ينههاهل نههف‬
‫اح هرتام النههيب الش ه‬
‫ال ثههري فعههف أنههس هههف نالههغ ‪ : ‬أن رسسسول هللا ‪ ‬مسسر علسسى غلمسسان‬
‫فسلم عليهم"(‪.)1‬‬
‫لههاد اهههف هطههاد ‪ ":‬يف السههالم علههى الصههبيان تههدريبه علههى آ اب الشهريعة وفيه طههرح األكههاهر‬
‫ر ا ال رب وسلوت التوا ولني اجلان "(‪.)2‬‬
‫وح لو كان اإلنسان خمالفاً لنا يف الديف فهنن ذلهغ ال يسهمح لنها ن ملتقهر نسهانيت‬
‫وهن ههني كرانت ه اآل ني ههة فنج ههد رسه هولنا ال ههرمي ‪ ‬ف ههظ ح ههق أح ههد املخ ههالفني له ه ن ههف االحه هرتام‬
‫اإلنساين ح هعد نوت فعف سههل ههف حنيهف ولهيس ههف سهعد ر ه هللا عنهمها لهاال ‪ ":‬إن‬
‫النيب ‪ ‬مرت به جنازة فقام فقيل له إهنا جنازة يهودي فقال ‪ " :‬أليست نفساً "(‪.)3‬‬
‫وح ه يف حههاد احلههرب ‪ ‬كههان أينههر ابحملافظههة علههى نسههانية نههف نهها نههف العههدو يف سههاحة‬
‫املعركههة فنهههى عههف التمثيههل جبث ه القتلههى فعههف عبههد هللا هههف يليههد ‪ ‬عههف النههيب ‪ ‬أنسسه هنسسى عسسن‬
‫النهبة و املثلة (‪.)5(")4‬‬
‫************************‬
‫احرتامهم ولو كانت مهنهم متدنية ‪.‬‬
‫ينحههرف عنههد أصههحاب التف ههري السههليب نيهلان النظههر نراته النهها فيصههنفه نههف‬
‫ههالد نهها يقونههون ه ه نههف عمههل فينللههق يف وحههل االز را واالحتقههار هل ه ال لش ه و منهها ألهن ه‬
‫يقونهون هعمهل ال يهراه ههو عمهالً شهريفاً ا ول هف ههلا ف ي ههف عنهد نعله البشهرية ‪ ‬ا فعسسن أيب‬
‫هريرة ‪: ‬‬
‫أن امرأة سوداء كانت تقم املسجد ففقدها رسول هللا ‪ ‬فسلل عنها ‪ ،‬فقسالوا‬
‫(‪ ) 1‬أخرجه البخاري يف صحيحه رقم (‪ ، )5839‬وأخرجه مسلم يف صحيحه رقم (‪ )2168‬واللفظ له‪.‬‬
‫(‪ ) 2‬فتح الباري ‪ ،‬بن حجر ‪.33/11‬‬
‫(‪ ) 3‬أخرجه البخاري يف صحيحه رقم (‪ ، )1250‬وأخرجه مسلم يف صحيحه رقم (‪.)961‬‬
‫(‪ ) 4‬املثلة ‪ :‬املثلة يقال مثلت ابلقتيل إذا جدعت أنفه أو أذنه أو مذاكريه أو شيئاً من أطرافه ‪ ،‬النهاية يف غريب األثر ‪.294/4،‬‬
‫(‪ ) 5‬أخرجه البخاري يف صحيحه رقم (‪. )5197‬‬
‫أسس التفكري اإلجيايب وتطبيقاته جتاه الذات واجملتمع يف ضوء السنة النبوية‪.‬‬
‫‪43‬‬
‫‪ :‬ماتست ‪ ،‬قسسال ‪ :‬أفسسال كنسستم آذنتمسسوين ‪ ،‬قسسال ‪ :‬فكسسلهنم صسساروا أمرهسسا فقسسال ‪ :‬دلسسوين علسسى‬
‫قربها فدلوه فصلى عليها"(‪.)1‬‬
‫لاد النوو ‪ ":‬وفي هيان نا كان علي النيب ‪ ‬نف التوا‬
‫قوله واالهتمام مبصاحله يف آ ر و نياه "(‪.)2‬‬
‫************************‬
‫والرفق نت وتفقهد أحهواهل والقيهام‬
‫احرتام من كانت له سابقة يف اخلري‪.‬‬
‫نعرفههة ننههازد النهها نههف ههالد أفعههاهل ونهها لههدنوه نههف سههاهقة يف اخلههري ا فعنههدنا وله‬
‫هني أحد أصحاه املتقدنني يف اإلسالم والعمل ل والتضحية نف أال ن آ ر ممف أسل هعد‬
‫فههتح ن ههة لههام النههيب ‪ ‬نناصهراً ونههدافعاً عمههف كانه له سههاهقة ههري ا وفهها ً ننه ‪ ‬ملهها لههدنوه‬
‫وحفظاً حلقه املعنو نف واا التبجيل والتقدير الل يستحقون أكثهر نهف غهريه فعهف أي‬
‫سعيد اخلدر ‪ ‬لاد ‪ :‬لاد النيب ‪ ": ‬تسبوا أصحايب فلوا أن أحدكم أنفسق مثسل أحسد‬
‫ذهباً ما بل مد أحدهم و نصيفه "(‪.)3‬‬
‫(‪ ) 1‬أخرجه البخاري يف صحيحه رقم (‪ ، )446‬وأخرجه مسلم يف صحيحه رقم (‪ )956‬واللفظ له‪.‬‬
‫(‪ ) 2‬شرح النووي على صحيح مسلم ‪.25/7‬‬
‫(‪ ) 3‬أخرجه البخاري يف صحيحه رقم (‪ ، )3470‬وأخرجه مسلم يف صحيحه رقم ( ‪.)2540‬‬
‫أسس التفكري اإلجيايب وتطبيقاته جتاه الذات واجملتمع يف ضوء السنة النبوية‪.‬‬
‫‪44‬‬
‫املبحث اخلامس ‪:‬التواصل اإلجيايب مع اجملتمع‪.‬‬
‫فنن نف احلااا الضرورية لإلنسان حاات لالنتمها ا وههله احلااهة تفهر عليه أن‬
‫ت ون ل عاللة ن اآل ريف ا وهله العاللة ن ف ت ف اجاهية حتقق لإلنسان نصهاا ينيهة أو‬
‫نيوية ا أو تدف عن رراً نا ايً أو نعنوايً ا وال سبيل لعاللة اجاهية نا ف ت ف نؤسسة على‬
‫ف ر اجاي فل اإلنسان ليتواصل ن غريه إباجاهية‪.‬‬
‫" ن عاللتنا ن غري هه تعبهري عهف تركيبتنها النفسهية والعقليهة افهه اهل نهف صهفاتنا‬
‫وال نف حياتنا وتبني نقدار تقدير للاتنا وصورتنا اللاتية" (‪.)1‬‬
‫ن نهمة التواصل ن الغري ليس ابلسهلة اليسرية ا وليسه ابلصهعبة املسهتحيلة فهنن‬
‫احلجة ناسة ألن يعيد اإلنسان النظر يف اخللل يف طرا اتصال ن الغري‪.‬‬
‫" فنذا كن اد نفسغ ال تتفق ايداً ن اآل ريف ا رمبا ي ون ذلهغ هسهب نولفهغ‬
‫ااهه أو نولفه ااهغ هو ألل نف اجاي " (‪.)2‬‬
‫نف صور التواصل اإلاجاي اليت تل ر هبا السنة النبوية نا يل ‪:‬‬
‫إرسال الرسائل اإلجيابية‪.‬‬
‫ال لمة ه أكثر الرسائل استخداناً يف التواصل هني النها ا وعلهى حسه نها اتلنه‬
‫املرسههل يف ذهن ه نههف تف ههري اجههاي أو سههليب تصههدر عههف نوعيههة الرسههالة ا واإلنسههان خمههري ألن‬
‫ات ههار الرس ههالة ذا ال ههدالال اإلاجاهي ههة أو الس ههلبية ا فنج ههد الرس ههود ال ههرمي ‪ ‬ه عل ههى‬
‫ا تيار الرسائل اإلاجاهية فعهف عهد ههف حهام ‪ ‬لهاد ‪ :‬لهاد رسهود هللا ‪ ": ‬اتقسوا النسار ولسو‬
‫بشق مترة ف ن أ جتد فبكلمة طيبة " (‪.)3‬‬
‫لههاد اهههف هطههاد ‪ ":‬اعههل هللا يف فطههر النهها بههة ال لمههة الطيبههة واألنههس هبهها كمهها اعههل فههيه‬
‫االرتياح ابملنظر األنيق واملا الصايف وأن كان ال ميل وال يشره "(‪.)4‬‬
‫(‪ ) 1‬علم نفس النجاح ‪ ،‬برااين تريسي ص ‪.69‬‬
‫(‪ ) 2‬تنظيم وتفعيل الذات ‪ ،‬كيت كينان ‪ ،‬ص ‪.58‬‬
‫(‪ ) 3‬أخرجه البخاري يف صحيحه رقم (‪.)5677‬‬
‫(‪ ) 4‬فتح الباري ‪.215/10‬‬
‫أسس التفكري اإلجيايب وتطبيقاته جتاه الذات واجملتمع يف ضوء السنة النبوية‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫"نف القواعد اليت اج نعرفتها يف العاللا ن اآل ريف أن أفر ال الم اإلاجاي الل نت لمه‬
‫يعو علينا اجاهياً ا وال الم السليب يعو علينا سلبياً " (‪.)1‬‬
‫والعالل يسلغ طريق الرسائل اإلاجاهية واجتن الرسهائل السهلبية يف تعانله نه اآل هريف ا فعهف‬
‫أي هريههرة ‪ ‬لههاد ‪ :‬لههاد راههل ‪ ":‬اي رسسسول هللا إن فالنسسة يسسذكر مسسن كثسسرة صسسالهتا وصسسيامها‬
‫وصدقتها غري أهنا تؤذي جرياهنا بلساهنا؟ ‪ ،‬قال ‪ :‬هي يف النار‪.‬‬
‫قسسال ‪ :‬اي رسسسول هللا فسسان فالنسسة يسسذكر مسسن قلسسة صسسيامها وصسسدقتها وصسسالهتا وإهنسسا تصسسدق‬
‫ابألثوار من األقط(‪ )2‬و تؤذي جرياهنا بلساهنا؟ قال ‪ :‬هي يف اجلنة " (‪.)3‬‬
‫" ذا كان نا ار نف أفواهنا هو تدفق ملا ههو خمهلن يف للوهنها ا فمهف احل مهة أن نتأنهل ايهداً‬
‫املنب ه ا ملههف ااههة أن نفح ه ال لمهها الههيت تنسههاب علههى ألس هنتنا أو علههى وشههغ أن‬
‫أن نسهأد أنفسهنا كيهف وصهل‬
‫ننطهق هبها ا ل هف األهه ههو أننها ملتها‬
‫األود"(‪.)4‬‬
‫************************‬
‫هنهات يف املقههام‬
‫التبسم يف وجوه اآلخرين‪.‬‬
‫ذا عجل اإلنسان عف التواصل اللفظ ن اآل ريف نف هالد ال لمها اإلاجاهيهة نها‬
‫لعههدم القههدرة عههف التعبههري ا أو لعههدم اتسهها الول ه لديه للحههدي نعهه فباسههتطاعت التواصههل‬
‫نعه إباجاهية نر ال ي لف كثرياً نف اجلهد و الول ابالهتسانة‪.‬‬
‫ويرشد النيب ‪ ‬أنت‬
‫هلا املعىن هقوله ألي ذر ‪ ": ‬حتقسرن مسن املعسروف شسيئا‬
‫ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق "(‪.)5‬‬
‫(‪ ) 1‬علم نفس النجاح ‪ ،‬برااين تريسي ص ‪.76‬‬
‫(‪ ) 2‬األثوار‪ :‬مجع ثور وهي قطعة من اإلقط النهاية يف غريب احلديث ‪ ،228/1‬اإلقط ‪ :‬األقط وهو لني جمفف ايبس مستحجر يطبر به ‪،‬‬
‫النهاية فري غريب احلديث ‪.57/1‬‬
‫(‪ ) 3‬أخرجه اإلمام أمحد يف مسنده رقم (‪ ، )9673‬وابن حبان يف صحيحه رقم (‪ ، )5764‬واحلاكم يف املستدرك رقم ( ‪، )7304‬‬
‫وقال ‪ :‬صحيح اإلسناد وأ خيرجاه ‪ ،‬وقال األلباين ‪ ":‬حديث صحيح " سلسلة األحاديث الصحيحة رقم (‪.)190‬‬
‫(‪ ) 4‬كلمات إجيابية ‪ ،‬نتائج فعالة ‪ ،‬هال إيرابن ص ‪.37‬‬
‫(‪ ) 5‬أخرجه مسلم يف صحيحه رقم ( ‪.) 2626‬‬
‫أسس التفكري اإلجيايب وتطبيقاته جتاه الذات واجملتمع يف ضوء السنة النبوية‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫ر الههل ال يتجههاوب ن ه االهتسههانة ا فلههيس فقههجت تقههو‬
‫" اهتس ه ا فنن ه شههخ‬
‫نش ههاعرت ابلتص ههرفا الو ي ههة ول ههف عن ههدنا تبتس ه يف ههرز ناغ ههغ هرن ههون األن ههدروفني ا امللي ههل‬
‫الطبيع لألف نف نظام اجلس ا وه لا تنته ن تشعر هش ل أفضل ااه نفسغ "(‪.)1‬‬
‫فعف أي ذر ‪ ‬لاد ‪ :‬لاد رسود هللا ‪ ": ‬تبسمك يف وجه أخيك لك صدقة "(‪.)2‬‬
‫لاد املناو ‪ ":‬يعين ظهارت له البشاشهة والبشهر ذا لقيته تهؤار عليه كمها تهؤار علهى‬
‫الصدلة لاد هعض العارفني ‪ :‬التبس والبشر نف آاثر أنوار القل "(‪.)3‬‬
‫لاد مد لط ‪ ":‬والرسود املري ال يريد أن يعرفنا مبناه اخلري فحسه ا وال أن يعهو علهى‬
‫اخل ههري فحس ه ‪ .‬ول ههين أمل ههح ن ههف ورا تعدي ههد الص ههدلا ا وتبس ههيطها ح ه تص ههبح يف نتن ههاود‬
‫اجلمي ا نعىن آ ر‪..‬‬
‫اإلعطا حركة اجاهية‪ .‬ولللغ ليمة كرب يف ترهية النفو ‪.‬‬
‫فههالنفس الههيت تتعههو الشههعور ابإلاجاهيههة نفههس حيههة نتحركههة فاعلههة‪ .‬هع ههس الههنفس الههيت تتعههو‬
‫السلبية فه نفس نن مشة ننحسرة ئيلة‪.‬‬
‫والرسود ‪ ‬يريد للمسل أن ي ون لوة اجاهية فاعلةا وي ره ل أن ي ون لوة سلبية حسرية‪.‬‬
‫والشعور والسلوت صنوان يف عاف النفسا كالمها ي مل اآل ر ويليد يف لوت ‪.‬‬
‫ونههف هنهها حههرص الرسههود ‪ ‬علههى أن يصههف ح ه األعمههاد الصههغرية واهلينههة هنهها صههدلة هنهها‬
‫عطا " (‪.)4‬‬
‫" فاالهتسههانة هه ألههو عالنههة نههف عالنهها الشههخ الوافههق نههف نفسه ا والشههخ املبتسه‬
‫يب الثقة ا ويب الراحة النفسية يف نفو اآل ريف"(‪.)5‬‬
‫فهانظر كيههف كههان النههيب ‪ ‬يههري يف أصههحاه املعههاين العظيمهة نههف ههالد هههلا السههلوت اإلاجههاي‬
‫فعف ارير ر‬
‫هللا عن لاد ‪ ":‬ما حجب النيب ‪ ‬منذ أسلمت و رآين إ تبسم " (‪.)6‬‬
‫(‪ ) 1‬تنظيم وتفعيل الذات ‪ ،‬كيت كينان ص ‪.52‬‬
‫(‪ ) 2‬أخرجه الرتمذي يف سننه رقم (‪ ، )1956‬وابن حبان يف صحيحه رقم (‪ ، )474‬والبخاري يف األدب املفرد رقم (‪ ، )128‬قال‬
‫األلباين ‪ ":‬حديث حسن " ‪ ،‬سلسلة األحاديث الصحيحة رقم (‪.)572‬‬
‫(‪ ) 3‬فيض القدير ‪.226/3‬‬
‫(‪ ) 4‬قبسات من الرسول ‪ ،‬ص ‪.120‬‬
‫(‪ ) 5‬عجائب الثقة ابلنفس ‪ ،‬د‪.‬موسى املزيدي ‪ ،‬ص ‪.59-53‬‬
‫(‪ ) 6‬أخرجه البخاري يف صحيحه رقم (‪ ، )2871‬وأخرجه مسلم يف صحيحه رقم (‪.)2475‬‬
‫أسس التفكري اإلجيايب وتطبيقاته جتاه الذات واجملتمع يف ضوء السنة النبوية‪.‬‬
‫‪47‬‬
‫************************‬
‫التواصل إبجيابية حىت مع أصحاب القطيعة‪.‬‬
‫ن الههل مههل هههني انبي ه تف هرياً اجاهي هاً ال يسههمح للتف ههري السههليب أن يطغههى علههى عاللات ه‬
‫ح ن نف يقاطع ‪.‬‬
‫فع سسن أيب هري سسرة ‪ ‬أن رجس سالً ق سسال اي رس سسول هللا إن يل قراب سسة أص سسلهم ويقطع سسوين‬
‫وأحسسسن إلسسيهم ويسسسيئون إيل وأحلسسم عسسنهم وجيهلسسون علسسي ‪ ،‬فقسسال ‪ :‬لسسئن كنسست كمسسا قلسست‬
‫فكلمنا تسفهم املل(‪ )1‬و يزال معك من هللا ظهري عليهم ما دمت على ذلك "(‪.)2‬‬
‫لاد النوو يف شرح احلدي ‪ ":‬كأمنا تطعمه الرنا احلار وهو تشبي ملا يلحقهه نهف األف مبها‬
‫يلحق آكل الرنا احلار نف األف وال ش علهى ههلا احملسهف ههل ينهاهل اإلس العظهي يف لطيعته‬
‫و اهل األذ علي "(‪.)3‬‬
‫وصههاح التف ههري اإلاجههاي يبهها ر‬
‫الفعههل اإلاجههاي يف ظههل أاهوا الشههقاا واخلههالف نه‬
‫غههريه فعههف أي أيههوب األنصههار ‪ ‬أن رسههود هللا ‪ ‬لههاد ‪ ":‬لسسل لرجسسل أن يهجسسر أخسساه‬
‫فوق ثالث ليال يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخريمها الذي يبدأ ابلسالم"(‪.)4‬‬
‫************************‬
‫ا ستماع هلم وملشكالهتم‪.‬‬
‫ن املشاركة الوادانية والفعلية ملهف يعهاين أنهراً ممها افهف عهف صهاحب و هس ن هنهات‬
‫نف يقف نعه يف نته فيهدعو ذلهغ اطمئنهان للبه اوراحهة ف هره نهف حتمهل املفسه واآلالم‬
‫لوحده فيقتل اليأ مبعا ت لوحده‪.‬‬
‫فعف أنس هف نالغ ‪ ‬لاد ‪ ":‬كانت األمة من إمساء أهسل املدينسة لتلخسذ بيسد رسسول هللا ‪‬‬
‫فتنطلق به حيث شاءت " (‪.)5‬‬
‫(‪ ) 1‬تسفهم املل ‪ :‬أي تسقيهم الرتاب أو الرماد احلار ‪ ،‬مشارق النوار ‪.227/2‬‬
‫(‪ ) 2‬أخرجه مسلم يف صحيحه رقم ( ‪.) 2558‬‬
‫(‪ ) 3‬شرح النووي على صحيح مسلم ‪.115/16‬‬
‫(‪ ) 4‬أخرجه البخاري يف صحيحه رقم (‪ ، )5727‬وأخرجه مسلم يف صحيحه رقم (‪.)2560‬‬
‫(‪ ) ) 5‬أخرجه البخاري يف صحيحه رقم (‪.)5724‬‬
‫أسس التفكري اإلجيايب وتطبيقاته جتاه الذات واجملتمع يف ضوء السنة النبوية‪.‬‬
‫‪48‬‬
‫لههاد العيههين يف شههرح احلههدي ‪ ":‬واملهرا نههف األ ههل هيههده الزنه وهههو الرفههق واالنقيهها يعههين كههان‬
‫لههق رسههود هللا ‪ ‬علههى هههله املرتبههة هههو أن ه لههو كههان ألنههة حااههة هعههض نوا ه املدينههة‬
‫وتلههتمس نن ه نسههاعد ا يف تلههغ احلااههة واحتاا ه ن ميش ه نعههها لقضههائها ملهها ختلههف عههف‬
‫ذلغ ح يقض حااتها "(‪.)1‬‬
‫شههخ آ ههر فننههغ تعطي ه نتنفس هاً نفسههياً ا وحههني تشههب لدي ه‬
‫" فحههني تسههتم هههتقم‬
‫تلغ احلااة احليوية تستطي أن تركل على التهأفري عليه أو حهل املشه لة ا واحلااهة نتهنفس‬
‫نفس هلا ولعها على االتصاد يف مجي جماال احلياة " (‪.)2‬‬
‫************************‬
‫املشاركة هلم يف أفراحهم وأتراحهم‪.‬‬
‫فقد كان النيب ‪ ‬يشارت الصحاهة أفراحه العانة وذلغ حينما حضر ‪ ‬احتفاد العيد ا‬
‫وأيف ألي االحتفاد ؟ يف نسجده ‪ ‬ا فعهف عائشهة ر ه هللا عنهها لاله ‪ ":‬وكسان يسوم عيسد‬
‫يلعب السودان ابلدرق واحلراب ف ما سللت رسول ‪ ‬وإما قال تشستهني تنظسرين فقالست‬
‫نعم فلقام وراءه خدي على خده"(‪.)3‬‬
‫وين ههدب ‪ ‬أتباع ه ملش ههاركة اآل هريف أف هراحه اخلاص ههة ح ههني توا ه هل ه ال ههدعوة ا ويعت ههرب‬
‫التخلف عف احلضهور نعصهية فعهف ههف عمهر ‪ ‬أن النهيب لهاد ‪ ":‬إذا دعسي أحسدكم إىل وليمسة‬
‫عرس فليجب " (‪.)4‬‬
‫و لاد أهو هريرة ‪ ": ‬ومن ترك الدعوة فقسد عصسى هللا تعساىل ورسسوله ‪ ، )5( " ‬وههلا‬
‫النيب ‪.‬‬
‫يف ح املرفو‬
‫وأنهها نشههاركته فيمهها لههد يصههي الواحههد نههف اوتم ه فنن ه يف تلههغ احلالههة أشههد نهها ي ههون‬
‫حااههة نههف يقههف جبهواره يواسههي أو يسههل عنه عنههدها ههس مبجتمعه والفهاً نعه يشههد أزره‬
‫ويعينه علههى نوائه الههدهر فعههف أي هريههرة ‪ ‬لههاد ‪ :‬لههاد رسههود هللا ‪ ": ‬مسسن أصسسبح مسسنكم‬
‫(‪ ) 1‬عمدة القارئ ‪.140/22‬‬
‫(‪ ) 2‬العادات السبع ‪ ،‬ستيفن كويف ص ‪.246‬‬
‫(‪ ) 3‬أخرجه البخاري يف صحيحه رقم (‪ ، )2750‬وأخرجه مسلم يف صحيحه رقم (‪.)892‬‬
‫(‪ ) 4‬أخرجه مسلم يف صحيحه رقم (‪.)1429‬‬
‫(‪ ) 5‬أخرجه البخاري يف صحيحه رقم (‪ ، )4882‬وأخرجه مسلم يف صحيحه رقم (‪.)1432‬‬
‫أسس التفكري اإلجيايب وتطبيقاته جتاه الذات واجملتمع يف ضوء السنة النبوية‪.‬‬
‫‪49‬‬
‫اليوم صسائماً ؟ ‪ ،‬قسال أبسو بكسر ‪ : ‬أان ‪ ،‬قسال ‪ :‬فمسن تبسع مسنكم اليسوم جنسازة ؟ قسال أبسو‬
‫بكر ‪ : ‬أان ‪ ،‬قال ‪ :‬فمن أطعم منكم اليوم مسكيناً ؟ قال أبو بكر ‪ : ‬أان ‪ ،‬قال فمسن‬
‫عاد مسنكم اليسوم مري ساً ‪ ،‬قسال ‪ :‬أبسو بكسر ‪ : ‬أان ‪ ،‬فقسال رسسول هللا ‪ : ‬مسا اجستمعن يف‬
‫أمرىء إ دخل اجلنة" (‪.)1‬‬
‫ويف هههلا احلههدي أرهعههة أفعههاد فعلههها أهههو ه ههر الصههديق يون ه ذات فاسههتحق هبههله األفعههاد‬
‫اجلنههة ا فالفههة نههف تلههغ األفعههاد ه ه نههف املش هاركة اإلاجاهيههة لن هريف فيمهها أصههاهب ا األود ‪:‬‬
‫نشاركة اجاهية يف لتخفيف حهلن نفجهو هفقهد لريه ا والثهاين ‪ :‬نشهاركة اجاهيهة لتخفيهف أف‬
‫نريض ا والثالثة ‪ :‬نشاركة اجاهية لتخفيف او تا ‪.‬‬
‫وهبله الفعاد اإلنسانية يتفلف اوتم وتقو أواصر املو ة ا وتشي األلفة هدد القطيعة‪.‬‬
‫" فاأللفههة ه ه األ اة الوحيههدة لتحقيههق النتههائج ن ه األشههخاص اآل هريف ا والقههدرة علههى‬
‫توطيد األلفة تعترب حد أه املهارا اليت مي ف أن يتمت هبا اإلنسان" (‪.)2‬‬
‫وهههلا تعويههد للمسههل أن يعط ه نههف ولت ه واهههده اليههون للتواصههل إباجاهيههة ن ه اآل هريف‬
‫ويل ا عطا ه اتساعاً حني يعط شيئاً نف عواطف الرمحة ا والشفقة ا والرب ابآل ريف ‪.‬‬
‫" ف لمها زا عطهاؤت كلمها شههعر هراحهة أكهرب ا وكلمها أصههبح العطها أسههل ا فهال تواههد‬
‫هنههات نيههلة هشهرية أهه نههف نشههاركة الغههري ا وال يواههد هنههات نصههدر سههعا ة حقيقيههة أفضههل نههف‬
‫عمل اخلري" (‪.)3‬‬
‫************************‬
‫احلفاظ على التواصل اإلجيايب حتت ضاط املواقف السلبية‪.‬‬
‫" يصههبح املولههف اإلاجههاي نسههيطراً ونعههلزاً ذاتيهاً ولهها راً علههى االسههتمرار عنههدنا تسههري األنههور‬
‫علههى ههري نهها ي هرام ا ول ههف اإلنسههان هطبيعت ه يعل ه أن هنههات أحههدااثً تلههوح يف األفههق ال تبههار‬
‫لدرت على احلفاظ على هلا املولف" (‪.)4‬‬
‫(‪ ) 1‬أخرجه مسلم يف صحيحه رقم ( ‪.)1028‬‬
‫(‪ ) 2‬قدرات غري حمدودة ‪ ،‬أنتوين روبنز ص ‪.310‬‬
‫(‪ ) 3‬الراحبون ياشون أبداً ‪،‬جون هانتسمان ص ‪.155-154‬‬
‫(‪ ) 4‬موقفك اإلجيايب ‪ ،‬سام اليود ‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫أسس التفكري اإلجيايب وتطبيقاته جتاه الذات واجملتمع يف ضوء السنة النبوية‪.‬‬
‫‪50‬‬
‫فعندنا يتعر اإلنسان للضغجت النفس نف نوالهف سهلبية تصهدر نهف اآل هريف يظههر‬
‫عنههد ذلههغ اإلنسههان علههى حقيقته ا فههنن كانه نوالفه اجاهيههة نههف اآل هريف صهها لة و هعههة نههف‬
‫ف ههر اجههاي ونؤسسههة علههى هنيههان ف ههر سههلي فههنن اإلنسههان ههافظ علههى تلههغ اإلاجاهيههة نهمهها‬
‫ا تلف األزننة واألن نة ا و ن كان نبنية على ارف ها مر ونؤسسة على نوالهف نصهطنعة‬
‫فسرعان نا يظهر املر على حقيقت ا ويبان للعيهان تف هريه الهل أحهدث ر ة فعله السهلبية ا‬
‫ولد رب لنا رسود أرو األنثلة إبظهار املوالف اإلاجاهية يف كل املوالف السلبية الهيت تعهر‬
‫هلا ونف ذلغ نا اا عف أنس هف نالغ ‪ ‬لهاد ‪" :‬كنت أمشي مسع رسسول هللا ‪ ‬وعليسه‬
‫رداء جنراين غلسيظ احلاشسية فلدركسه أعسرايب فجبسذه بردائسه جبسذة شسديدة نظسرت إىل صسفحة‬
‫عنق رسول هللا ‪ ‬وقد أثرت هبا حاشية الرداء من شدة جبذته ‪ ،‬مث قال ‪ :‬اي حممد مر يل‬
‫من مال هللا الذي عندك ‪ ،‬فالتفت إليه رسول هللا ‪ ‬ف حك ‪ ،‬مث أمر له بعطاء "(‪.)1‬‬
‫انظههر لههود ال هراو ‪ :‬فضههحغ ا ر ة فعههل اجاهيههة علههى تصههرف سههليب نههف ااهههل ا وف‬
‫مينعه ذلههغ االعتههدا و الفظاظههة نههف األع هراي نههف كمههاد الههر اإلاجههاي فههأنر له هعطهها ا لههاد‬
‫النههوو ‪ ":‬في ه احتمههاد اجلههاهلني واإلع هرا عههف نقههاهلته و ف ه السههيئة ابحلسههنة و عطهها نههف‬
‫يتههألف للب ه والعفههو عههف نرت ه كبههرية ال حههد فيههها جبهل ه و ابحههة الضههحغ عنههد األنههور الههيت‬
‫يتعج ننها يف العا ة وفي كماد لق رسود هللا ‪ ‬وحلم وصفح اجلميل "(‪.)2‬‬
‫************************‬
‫التفهم اإلجيايب ملشاعر اآلخرين‪.‬‬
‫ف ههنن تص ههرفا اإلنس ههان ننبعه هها ن هها ا ههتلج يف نفسه ه ن ههف ف ههر ا وص ههاح التف ههري‬
‫اإلاجاي ينظر تصرفا اآل ريف نظهرة اجاهيهة تبعهده عهف أوههام سهؤ الظهف هبه ا ويبها ر‬
‫ظه ههار ن هها لدي ه ن ههف تفس هريا ألفع ههاد اآل هريف ح ه يبق ههى ن ههر ح الض ههمري وح ه ال ت هرتاك‬
‫(‪ ) 1‬أخرجه البخاري يف صحيحه رقم (‪ ، )5472‬وأخرجه مسلم يف صحيحه رقم ( ‪.) 1057‬‬
‫(‪ ) 2‬شرح النووي على صحيح مسلم ‪.147/7‬‬
‫أسس التفكري اإلجيايب وتطبيقاته جتاه الذات واجملتمع يف ضوء السنة النبوية‪.‬‬
‫‪51‬‬
‫التفس ه هريا السه ههلبية فتصه ههل ه ه ه اخته ههاذ نواله ههف سه ههلبية نه ههف اآل ه هريف نه هها ابهلجه ههوم عله ههيه أو‬
‫أو يعاشر‪.‬‬
‫ابالنسحاب السليب نف حياة نف‬
‫فعف عائشة ر‬
‫هللا عنها لال لهاد يل رسهود هللا ‪ ": ‬إين ألعلسم إذا كنست عس‬
‫راضية وإذا كنست علسي غ سا قالست فقلست مسن أيسن تعسرف ذلسك ؟ فقسال ‪ :‬أمسا إذا كنست‬
‫ع س راضسسية ف نسسك تقسسولني ‪ :‬ورب حممسسد وإذا كنسست غ سسا ‪ ،‬قلسست ‪ :‬ورب إب سراهيم‬
‫قالت ‪ :‬قلت أجل وهللا اي رسول هللا ما أهجر إ امسك "(‪.)1‬‬
‫لاد اهف حجر ‪ ":‬يؤ ل نن استقرا الرال حاد املهرأة نهف فعلهها ولوهلها فيمها يتعلهق ابمليهل ليه‬
‫وعدن واحل مبا تقتضي القرائف يف ذلغ " (‪.)2‬‬
‫" هني العاللا النااحة ائماً على االحرتام املتبا د ا للا عليغ أن تنفتح على اآل ريف ا‬
‫وان ختربه مبد أتفريه عليغ ا ونف س فهنهن يقه ّدرون أن ختهربه هتفاصهيل نها يرولهغ ا وأن‬
‫تعرب هل عف نشاعرت وأف ارت ااهه "(‪.)3‬‬
‫************************‬
‫(‪ ) 1‬أخرجه البخاري يف صحيحه رقم (‪ ، )4930‬وأخرجه مسلم يف صحيحه رقم ( ‪.) 2439‬‬
‫(‪ ) 2‬فتح الباري ‪.326/9‬‬
‫(‪ ) 3‬التفكري اإلجيايب ‪ ،‬ضمن سلسلة مهارات احلياة املثلى ‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫أسس التفكري اإلجيايب وتطبيقاته جتاه الذات واجملتمع يف ضوء السنة النبوية‪.‬‬
‫‪52‬‬
‫اخلامتة‪.‬‬
‫فاحلمد ز على نعم اليت ال تعد وال حتصى اوالصالة على هري لقه مهد ههف عبهد‬
‫هللا ‪. ‬‬
‫فبعد اولة ناتعة ن حدي املصطفى ‪ ‬ا ون مجلة نف األف ار اليت أر أهنها ذا‬
‫أمهيههة كبههرية للمسههل يف هههلا العصههر الههل كثههر يف السههلبيا ا والههيت تهها نعههها املسههل‬
‫أن اجههد منههجت تف ههريه ونظرت ه لنفس ه وجمتمع ه ا ولههد را ه هعههد كتاهههة هههلا البح ه‬
‫هفوائد عدة ننها ‪:‬‬
‫ ترسا لد اليقني ن اخلري كل اخلري يف نا اا ه املصطفى ‪. ‬‬‫ أن كههل اهههد هشههر لالرتقهها ابإلنسههان يف ف ههره أو سههلوك ل ه أصههل يف سههنة‬‫النيب ‪.‬‬
‫ أمهية أن يعتين املسل هقضااي التجديد يف أمنا التف ري لدي ا ولد جمتمع ‪.‬‬‫ أن التف ري اإلاجاي رافد نه نف روافد تطوير شخصية الفر املسل ‪.‬‬‫ أر أن تتبىن نؤسسا علمية العمل على أتصيل ههله العلهوم الوافهدة ا حه‬‫مي ف للدعاة واملصلحني أن ااطبوا النا هلغة عصره ‪.‬‬
‫واحلمد ز الل هنعمت تت الصاحلا ‪.‬‬
‫أسس التفكري اإلجيايب وتطبيقاته جتاه الذات واجملتمع يف ضوء السنة النبوية‪.‬‬
‫املصادر‪.‬‬
‫‬‫‬‫‪-‬‬
‫‬‫‬‫‬‫‬‫‬‫‬‫‬‫‬‫‬‫‬‫‬‫‬‫‬‫‪-‬‬
‫‪53‬‬
‫مصادر العلوم الشرعية والعربية‬
‫األ ب املفر ا حملمد هف اعيل البخار ا ( ‪256‬هه) ا ر أحا يث مد فؤا عبد البال ا الطبعة الثالثة‬
‫(‪1409‬هه)‪ .‬ار البشائر اإلسالنية – هريو ‪.‬‬
‫اإلحس ههان يف تقريه ه ص ههحيح اه ههف حب ههان‪ :‬أتلي ههف ع ههال ال ههديف عله ه ه ههف هلب ههان الفارسه ه ا حتقي ههق‪ :‬ش ههعي‬
‫األر ؤو ‪ .‬الطبعة األو (‪1412 -1408‬هه)‪ .‬نؤسسة الرسالة – هريو ‪.‬‬
‫(‪807‬ه ه ) ا حتقيهق ‪. :‬‬
‫هغية الباح عف زوائد نسهند احلهارث ا ألي ه هر ‪ :‬عله ههف سهليمان اهليثمه‬
‫حسني أمحد الباكر ا الطبعة األو ( ‪1413‬هه) ا نطبوعا نركل دنة السهنة والسهرية النبويهة ا ابجلانعهة‬
‫اإلسالنية‪.‬‬
‫هبجة النفو وحتليها مبعرفة نا هلا ونا عليها شرح خمتصر صحيح البخار ا أهو مدا عبد هللا ههف سهعد ههف‬
‫(‪726‬هه) ا طبعة ار ال ت العلمية ا هريو ‪.‬‬
‫أمحد هف أي مجرة األز األندلس ‪ ,‬األنصار‬
‫السههنف ألي او سههليمان هههف األشههع السجسههتاين ( ‪275‬ه هه) حتقيههق ‪ :‬كمههاد يوسههف احلههو ا الطبعههة‬
‫األو ( ‪1409‬هه) ا نؤسسة ال ت الثقافية ا هريو‬
‫( ‪676‬هه )ا الطبعة األو ( ‪1407‬هه) ا ار ال تاب‬
‫شرح صحيح نسل ا ليحىي هف شرف النوو‬
‫العري ا هريو ‪.‬‬
‫( ‪458‬ههه) ا حتقيههق ‪ :‬أهههو هههاار السههعيد هسههيوين‬
‫شههع اإلميههان ا ألي ه ههر ‪:‬أمحههد هههف احلسههني البيهقه‬
‫زغلود ا الطبعة األو ( ‪1410‬هه ) ا ار ال ت العلمية ا هريو ‪.‬‬
‫صههحيح البخههار ‪ :‬ألي عبههد هللا مههد هههف اعي هل البخههار ( ‪256‬ه هه) احتقيههق ‪ :‬ه الههديف اخلطي ه ا‬
‫الطبعة األو ا ( ‪1414‬هه) ا امل تبة السلفية ا القاهرة‪.‬‬
‫صهحيح نسهل ‪ :‬ألي احلسهني نسهل هههف احلجها النيسهاهور ( ‪261‬ههه) ا حتقيههق ‪ :‬مهد فهؤا عبهد البههال ا‬
‫ار حيا الرتاث العري ا هريو ‪.‬‬
‫(‪224‬ه ه هه) ا حتقي ههق حس ههني م ههد ش ههرف ا‬
‫غري ه ه احل ههدي ا ألي عبي ههد ‪ :‬القاس ه ه ي ههف س ههالم اهل ههرو‬
‫نطبوعا ( ‪1414‬هه) ا جمم اللغة العري ا القاهرة‪.‬‬
‫فههتح البههار هشههرح صههحيح البخههار ‪ :‬ألمحههد هههف عل ه هههف حجههر العسههقالين ( ‪852‬ه هه) ا حتقيههق‪ :‬ه‬
‫الديف اخلطي ا( ‪1380‬هه) الطبعة السلفيةا القاهرة‪.‬‬
‫يف ظالد القرآن ا سيد لط ا الطبعة الثاننة ا ار الشروا ا هريو ‪.‬‬
‫لبسا نف الرسود ا مد لط ا الطبعة اخلانسة ا ار الشروا ا هريو ‪.‬‬
‫املعج الوسيجت ا جمم اللغة العرهية ا الطبعة الثالثة ا القاهرة‪.‬‬
‫املسند لإلنام أمحد هف مد هف حنبل ( ‪241‬هه) ا طبعة امل ت اإلسالن ‪.‬‬
‫املستدرت على الصحيحني‪ :‬ألي عبدهللا مد هف عبدهللا احلاك النيساهور ‪ .‬الطبعة األو (‪1334‬هه) ائرة‬
‫املعارف العثمانية ه اهلند‪ .‬تصوير ار املعرفة‪.‬‬
‫( ‪544‬ه هه) ا الطبعههة‬
‫نشههارا األن هوار علههى صههحاح اآلاثر ا للقا ه عيهها هههف نوسههى اليحصههيب ا‬
‫األو ( ‪1418‬هه) ار الف ر ا هريو ‪.‬‬
‫أسس التفكري اإلجيايب وتطبيقاته جتاه الذات واجملتمع يف ضوء السنة النبوية‪.‬‬
‫‪54‬‬
‫‪-‬‬
‫املعج ال بري‪ :‬ألي القاس سليمان هف أمحد الطرباين ا‬
‫الطبعة الثانية ( هه) ار حيا الرتاث العري ‪.‬‬
‫نعرفة الصحاهة ا ألي نعي ‪ :‬أمحهد ههف عبهد هللا األصهبهاين (‪430‬ههه) ا حتقيهق ‪ :‬عها د العهلاز ا الطبعهة‬
‫األو ( ‪1419‬هه) ا ار الوطف ا الراي ‪.‬‬
‫املنتخ نف نسند عبد هف محيد ( ‪ 294‬هه ) ا حتقيق ‪ :‬صبح السانرائ ا و مو الصعيد ا الطبعة‬
‫األو ( ‪1408‬هه ) ا ن تبة السنةا القاهرة‪.‬‬
‫النهايهة يف غريه احلههدي واألفهر‪ :‬وهد الههديف املبهارت هههف مهد اجلهلر اهههف األفهري‪ .‬حتقيهق‪ :‬طههاهر أمحهد الهلاو‬
‫و مو الطناح ‪ .‬الطبعة الثانية (‪1399‬هه) ار الف ر‪.‬‬
‫‬‫‬‫‬‫‬‫‬‫‬‫‬‫‬‫‪-‬‬
‫اإلنسان والتف ري اإلاجاي ا ‪.‬عيسى املال ا الطبعة الثانية ‪1418‬هه‪.‬‬
‫اكتشف نفسغ ا سام لويد ا الطبعة الثانية ‪1423‬هها ار املعرفة للتنمية البشرية ا الراي ‪.‬‬
‫الربجمة اللغوية العصبية ا سلمان الشمراين ا طبعة ‪1424‬هه ا ار مد عبدهللا ر ا‪.‬‬
‫التطوير اللايت ا ‪.‬أسانة حرير ا الطبعة األو ‪1424‬هه ا ار اوتم ا ادة‪.‬‬
‫تعلي التف ري ا وار يبونوا الطبعة األو ‪2001‬م ا ار الر ا ا نشق‪.‬‬
‫التف ري اإلاجاي ا فريا هيفر ا الطبعة األو ‪2003‬م ا ن تبة ارير ا الراي ‪.‬‬
‫التف ري اإلاجاي ا مف سلسلة نهارا احلياة املثلى ا الطبعة األو ‪2005‬م ا ن تبة لبنان ا هريو ‪.‬‬
‫تنظي وتفعيل اللا ا كي كينان ا الطبعة األو ‪ 1426‬هه ا الدار العرهية للعلوم ا هريو ‪.‬‬
‫حقههق أحالنههغ هقههوة تف ههريت اإلاجههاي ا وفهها مههد نصههطفى ا ا الطبعههة األو ‪1424‬ه ه ا ار اهههف حههلم ا‬
‫هريو ‪.‬‬
‫ح مة اجلنراال ا وليام كوهني ا الطبعة األو ‪2003‬م ا ن تبة ارير ا الراي ‪.‬‬
‫طوا هسيطة ا ‪.‬آرفر كاليندور ا الطبعة األو ‪2003‬م ا ن تبة ارير ا الراي ‪.‬‬
‫الرا ون ال يغشون أهداص ا اون هانتسمان ا الطبعة األو ‪1426‬هه ا الدار العرهية للعلوم ا هريو ‪.‬‬
‫الشخصية هني النجاح والفشل ا ‪.‬عبا نهد ا ار احلرف العري ا هريو ‪.‬‬
‫العا ا السب ا ‪.‬ستيفف كويف ا طبعة ‪1998‬م ا املؤسسة العرهية للدراسا والنشر ا هريو ‪.‬‬
‫عجائ الثقة ابلنفس ا ‪.‬نوسى املليد ا الطبعة األو ‪1426‬هها ار اهف حلم ا هريو ‪.‬‬
‫عل نفس النجاح ا هرااين تريس ا الطبعة األو ‪1412‬هه ‪.‬‬
‫غري تف ريت غري حياتغ ا هرااين تريس ا الطبعة األو ‪2007‬م ا ن تبة ارير ا الراي ‪.‬‬
‫لبعا التف ري الس ا وار يبونو ا طبعة ‪1421‬هه ا اوم الثقايف ا أهو ظيب‪.‬‬
‫لدرا غري دو ة ا أنتوين روهينل ا الطبعة األو ‪2003‬م ا ن تبة ارير ا الراي ‪.‬‬
‫لدرة التف ري السليب ا توين مهفرييل ا الطبعة العرهية األو ‪1423‬هها ن تبة العبي ان ا الراي ‪.‬‬
‫لوة التح يف اللا ا ‪ .‬هراهي الفق ا الطبعة الثانية ‪1425‬هها نؤسسة اخلطوة اللكية اادة‪.‬‬
‫لوة التف ري اإلاجاي ا نورنان فينسين هيل ا ار الثقافة املسيحية ا القاهرة ‪.‬‬
‫‬‫‬‫‪-‬‬
‫( ‪360‬هه) حتقيهق‪ :‬محهد عبهد اويهد السهلف ا‬
‫مصادر علم التفكري‪.‬‬
‫‬‫‬‫‬‫‬‫‬‫‬‫‬‫‬‫‬‫‬‫‬‫‬‫‪-‬‬
‫أسس التفكري اإلجيايب وتطبيقاته جتاه الذات واجملتمع يف ضوء السنة النبوية‪.‬‬
‫‬‫‬‫‬‫‬‫‬‫‬‫‬‫‬‫‬‫‬‫‬‫‪-‬‬
‫‪55‬‬
‫هلي ههو ا الطبع ههة العرهي ههة األو ‪1424‬ه ه ه ا ن تب ههة العبي ههان ا‬
‫ل ههوة التف ههري اإلاج ههاي يف األعم ههاد ا س ه و‬
‫الراي ‪.‬‬
‫لوة عقلغ الباطف ا ‪.‬اوزيف نرييف ا الطبعة األو ‪2000‬م ا ن تبة ارير ا الراي ‪.‬‬
‫لوة النقد اللايت ا هندر ويسنجر ا الطبعة األو ‪2001‬م ا ن تبة ارير ا الراي ‪.‬‬
‫كلما اجاهية نتائج فعالة ا هاد يرابن ا الطبعة األو ‪2006‬م ا ن تبة ارير ا الراي ‪.‬‬
‫كيف ت ون اجاهياً ا ‪.‬ريتشار هريل ا الطبعة األو ‪2003‬م ا ار ال تاب العري ا نشق‪.‬‬
‫ال تطعف نفسغ يف ظهرت ا ‪.‬او ي هرايلل ا الطبعة األو ‪2006‬م ا شركة احلوار الثقايف ا هريو ‪.‬‬
‫ليس امله نقدار ذكائغ ا ‪.‬اني آن كريغ ا الطبعة العرهية األو ‪1426‬هه ا ن تبة العبي ان ا الراي ‪.‬‬
‫املفاتيح العشرة للنجاح ا ‪ .‬هراهي الفق ا الطبعة الثانية ‪1425‬هها نؤسسة اخلطوة اللكية اادة‪.‬‬
‫نولفغ اإلاجاي ا لوو تشمبان ا الطبعة الثانية ‪1423‬هها ار املعرفة للتنمية البشرية ا الراي ‪.‬‬
‫نصائح نف صديق اا أنتوين روهينل ا الطبعة األو ‪2006‬م ا ن تبة ارير ا الراي ‪.‬‬
‫نع تستطي ا سام ي ا الطبعة األو ‪2007‬م ا ن تبة ارير ا الراي ‪.‬‬
‫‪ 17‬لاعدة نفسية يف سورة يوسف ا أكرم عثمان ا الطبعة األو ‪1426‬هه ا ار اهف حلم ا هريو ‪.‬‬
‫أسس التفكري اإلجيايب وتطبيقاته جتاه الذات واجملتمع يف ضوء السنة النبوية‪.‬‬
‫‪56‬‬
‫‪‬‬
‫املقدمة‬
‫الصفحة‬
‫‪2‬‬
‫البيان‬
‫متهيد‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫املبح األود ‪ :‬املقصو ابلتف ري اإلاجاي‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫املبح الثاين ‪ :‬أمهية التف ري اإلاجاي‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫املبح الثال ‪ :‬مثرا التف ري اإلاجاي‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪:‬أسس التفكري اإلجيايب ‪ ،‬وتطبيقاته جتاه الذات‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫املبح األود‪ :‬هنا اهلوية اإلاجاهية لللا ‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫املبح الثاين ‪ :‬أفر األ ا والصفا اإلاجاهية على اللا ‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫املبح الثال ‪ :‬التول اإلاجاي لألنور‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫املبح الراه ‪ :‬التفاؤد ا واألنل‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫املبح اخلانس‪ :‬احلدي اإلاجاي ن اللا ‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫‪ :‬التطوير اإلاجاي املتواصل ‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫املبح السا‬
‫الفصل الثاين ‪:‬أسس التفكري اإلجيايب ‪ ،‬وتطبيقاته جتاه اجملتمع‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫املبح األود ‪ :‬النظرة اإلاجاهية للمجتم ‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫املبح الثاين‪ :‬بة اآل ريف او بة اخلري هل ‪.‬‬
‫‪32‬‬
‫املبح الثال ‪ :‬املولف اإلاجاي نف أ طا اآل ريف‪.‬‬
‫‪36‬‬
‫املبح الراه ‪ :‬احرتام النا ا وتقدير ننازهل ‪.‬‬
‫‪41‬‬
‫املبح اخلانس ‪:‬التواصل اإلاجاي ن اوتم ‪.‬‬
‫‪44‬‬
‫اخلامتة‪.‬‬
‫‪52‬‬
‫املراجع‪.‬‬
‫‪53‬‬
‫الفهرس‪.‬‬
‫‪56‬‬