تحميل الملف المرفق

‫املصاحل املرسلة‬
‫دراسة حتليلية ومناقشة فقهية وأصولية‬
‫مع أمثلة تطبيقية‬
‫أتليف‬
‫حممود عبد الكرمي حسن‬
‫دار النهضة اإلسالمية‬
1
‫املصاحل املرسلة‬
‫‪2‬‬
‫بسم هللا الرمحن الرحيم‬
‫‪3‬‬
‫املصاحل املرسلة‬
‫أتليف‬
‫حممود عبد الكرمي حسن‬
‫دار النهضة اإلسالمية‬
‫‪4‬‬
‫مجيع احلقوق حمفوظة‬
‫الطبعة األوىل‬
‫‪1415‬هـ‪1995 -‬م‬
‫طُبع منها ‪ 2000‬نسخة‬
‫ـــــــــــــــــ‬
‫دار النهضة اإلسالمية‬
‫‪Dar An-Nahda Al-Islamiyya‬‬
‫ص‪ .‬ب ‪155199‬‬
‫‪P .O. Bo. 155199‬‬
‫البسطة‪ ،‬بريوت‪ -‬لبنان‬
‫‪Basta, Beirut – Lebanon‬‬
‫ـــــــــــــــــ‬
‫‪5‬‬
‫بسم هللا الرمحن الرحيم‬
‫ِين آ َمنُواْ أ َ ِطيعُواْ ه‬
‫َيا أَيُّ َها الَّذ َ‬
‫الرسُو َل َوأُوْ ِلي األَمْ ِر ِمن ُك ْم‬
‫اّللَ َوأ َ ِطيعُواْ َّ‬
‫فَ ِإن تَنَ َ‬
‫ون بِ ه‬
‫از ْعت ُ ْم فِي ش َْيءٍ فَ ُردُّوهُ إِلَى ه‬
‫الرسُو ِل إِن ُكنت ُ ْم ت ُ ْؤ ِمنُ َ‬
‫اّللِ َو َّ‬
‫اّللِ‬
‫س ُن تَأ ْ ِويالً {‪ }59/4‬أَلَ ْم ت َ َر إِلَى الَّذ َ‬
‫ِين‬
‫َو ْاليَوْ ِم‬
‫ِ‬
‫اآلخ ِر ذَ ِلكَ َخ ْي ٌر َوأ َ ْح َ‬
‫يَ ْز ُ‬
‫نز َل ِمن قَ ْب ِلكَ ي ُِريدُ َ‬
‫ع ُم َ‬
‫ون أَن‬
‫نز َل إِلَيْكَ َو َما أ ُ ِ‬
‫ون أَنَّ ُه ْم آ َمنُواْ ِب َما أ ُ ِ‬
‫يَت َ َحا َك ُمواْ ِإلَى َّ‬
‫الطا ُ‬
‫ت َوقَ ْد أ ُ ِم ُرواْ أَن يَ ْكفُ ُرواْ ِب ِه َوي ُِريدُ ال َّ‬
‫ش ْي َطا ُن أَن‬
‫غو ِ‬
‫ضالَالً َب ِعيدًا {‪َ }60/4‬و ِإذَا ِقي َل لَ ُه ْم ت َ َعالَوْ اْ ِإلَى َما أ َ َ‬
‫نز َل ه‬
‫ي ُِضلَّ ُه ْم َ‬
‫اّللُ‬
‫صدُّ َ‬
‫الرسُو ِل َرأ َ ْيتَ ْال ُمنَا ِف ِق َ‬
‫ون عَنكَ ُ‬
‫ين يَ ُ‬
‫ف‬
‫َو ِإلَى َّ‬
‫صدُودًا {‪ }61/4‬فَ َك ْي َ‬
‫صابَتْهُم م ِ ٌ‬
‫ون بِ ه‬
‫ِيه ْم ث ُ َّم َجآ ُؤوكَ يَ ْح ِلفُ َ‬
‫اّللِ إِ ْن‬
‫إِذَا أ َ َ‬
‫ُّصيبَة بِ َما قَدَّ َم ْت أ َ ْيد ِ‬
‫ِين يَ ْعلَ ُم ه‬
‫سانًا َوتَوْ فِيقًا {‪ }62/4‬أُولَئِكَ الَّذ َ‬
‫اّللُ َما فِي قُلُو ِب ِه ْم‬
‫أ َ َر ْدنَا إِالَّ إِ ْح َ‬
‫فَأ َ ْع ِر ْ‬
‫ع ْن ُه ْم َو ِع ْظ ُه ْم َوقُل لَّ ُه ْم فِي أَنفُس ِِه ْم قَوْ الً بَ ِليغًا {‪}63/4‬‬
‫ض َ‬
‫سورة النساء ‪63 - 59 /‬‬
‫‪6‬‬
‫بسم هللا الرمحن الرحيم‬
‫املقدمة‬
‫حبــح حةيــة املصــاحل املرســلة حبــح أصــود اًلــف فيـ قــد ا وحــد ثا‪ ،‬ا أن هنالـ‬
‫فرق ــا وا ــخا ب ــة اا ــًال األلم ــة واألص ــولية‬
‫العص ــور األوىل‪ ،‬عص ــور ث ــرة العلم ــاء‬
‫وازده ــار العل ــم والفقـ ـ وس ــيادة اإلس ــالم‪ ،‬وب ــة اا ــًال الكً ــاب‬
‫األص ــو‬
‫العص ــور‬
‫املًأارة‪ ،‬أي عصور ندرة العلماء‪ ،‬واعًبارهم حبملهم للشهادات‪.‬‬
‫فالعصور األوىل ان األ ثرون ‪-‬من العلماء‪ -‬فيها على أن املصاحل املرسلة ليسـ‬
‫دليال‪ .‬أمـا العصـور املًـأارة ‪-‬مثـ عصـرا‪ -‬فإنـ ا تكـاد ـد مـن بخـح فيهـا حبثـا ـرعيا‬
‫صخيخا‪ ،‬وا تكاد د من ردها‪.‬‬
‫بـ وأ ثــر مـن ‪،‬لـ ‪ ،‬فإنـ‬
‫ــد‬
‫هـ العصــور ‪-‬األاـرية‪ -‬وهــع عصـور ارســار‬
‫اإلس ــالم‪ ،‬واض ــوم املس ــلمة لع ــدوهم‪ ،‬و ب ــدا مف ــاهيم اإلس ــالم بف ــاهيم يربي ــة أو ــرقية‬
‫منبثقة عن الكفر‪ ،‬د من العلماء عمالء للكفر وسالطين ‪ ،‬تربعوا‬
‫مواقـع العلـم واإلفًـاء‪،‬‬
‫غريون أحكام هللا وُفًون ابحلـال حرامـا‪ ،‬حبةـة املصـلخة وتغ رـري العصـر‪ ،‬وحبةـة أن للشـر عة‬
‫ر‬
‫مقاصــد ــف احلفــاا عليهــا‪ ،‬وا هــم يفيــة ه ـ ا احلفــاا‪ .‬ول ـ ل تــرص الــراب صــري مباحــا‪،‬‬
‫وأحكام العقوابت تًغري‪ ،‬وا ـري‬
‫‪،‬لـ طاملـا أن املقصـود هـو الاملـر واملنـع‪ ،‬فيمكننـا أن‬
‫ناملــر بغ ــري الطر ق ــة القد ــة‪ ،‬و ص ــب ااا ــًال‪ ،‬وــا عمـ ـ بـ ـ البلــوص‪ ،‬وتص ــب ااس ــًعانة‬
‫ابلكفار لقًا املسلمة عمال رعيا‪ ،‬و صـب الصـل مـع اليهـود وااعـفا بسـيادعم علـى‬
‫حيح علي اإلسالم‪ ، ،‬حيح على السلم‪.‬‬
‫بالد املسلمة أمرا ر‬
‫روج لكثري مـن‬
‫س من اإلسالم ثري من مسلرمات وقطعيات وُ ر‬
‫وألمل ‪،‬ل ‪ ،‬فإن ُط َْم ُ‬
‫األفكار الدايلة على اإلسالم حبةة أهنا قواعـد ـرعية‪ ،‬وليسـ ـ ل ‪ .‬مثـ ع تماعمـ بـ‬
‫ـثم ــرم هللات‪،‬‬
‫البلــوصت‪ ،‬وتا ُنكــر تغـ رـري األحكــام بًغـ رـري الامــانت‪ ،‬وتأ نمــا انـ املصــلخة فـ ر‬
‫‪7‬‬
‫عم ظ ر حرامـا‪ ،‬واألحكـام نكـر تغريهـا بًغـري‬
‫والعر ويري ‪،‬ل ‪ .‬والصواب أن احلرام حة ر‬
‫الامــان‪ ، ،‬الــوحع قــد انقطــع‪ ،‬وحكــم هللا الواقعــة الواحــدة بب ـ ا رفــع ا بــدلي مــن‬
‫الشــرم‪ ،‬و ــرم هللا لــيس حيــح تكــون املصــلخة‪ ،‬و ن ـ نا فلنقـ ع املصــلخة حيــح الشــرم‪.‬‬
‫والعــر لــيس بشــعء ا ‪،‬ا د الشــرم علــى ــعء من ـ ‪ ،‬فإن ـ اا ـ حين ـ بدالــة الشــرم‬
‫وليس ألن عر ‪.‬‬
‫ألملـ ـ هـ ـ ا اارـ ـرا‬
‫فه ــم اإلس ــالم والًض ــلي ‪-‬املًعم ــد‬
‫يال ــف األحي ــان‪-‬‬
‫والـ ي ـًَُـ َ لرمُ لـ ابملصــلخة املرســلة عمــدت ىل حبــح مو ــوم املصــاحل املرســلة حبثــا ــرعيا‬
‫أصوليا‪ ،‬عسى أن كون ل أثر منع ااررا ‪ ،‬و وعع املسلمة على حقيقة د نهم‪.‬‬
‫وقد قسم الكًاب ىل أربعة فصو واامتة قصريةع‬
‫الفص ـ األو ع‬
‫علــم أصــو الفق ـ مــن حيــح تعر ف ـ ومو ــوع ‪ ،‬و احلــا م وتَـ َفــرد‬
‫الفص ـ الثــا ع‬
‫مقاصــد الشــر عة وبيــان أهنــا يــاست للًشــر ع وليس ـ علــال‪ ،‬والفــرق بــة‬
‫الًخسة والًقبي ‪ ،‬مث‬
‫مصادر الًشر ع‪ ،‬املًفق عليها واملخًلف فيها‪.‬‬
‫مقاصد الشر عة ومقاصد األحكام‪ ،‬و مللف املصاحل ودرء املفاسد‪ ،‬مث‬
‫الًعلي ابملناسـبة‬
‫وأقسام املناسف وأقسام املصاحل‪.‬‬
‫الفص ـ الثالــحع‬
‫املصــاحل املرســلة مــن حيــح تعر فهــا وأدلــة القــاللة ــا وموقــف العلمــاء‬
‫منها‪ ،‬مث مناقشة أصولية هلا‪ ،‬ومناقشة فقهية ألمثلـة مـن أعمـا الصـخابة ر ـوان هللا علـيهم‪.‬‬
‫وتضـ ــمن املناقشـ ــة األدلـ ــة علـ ــى أن املصـ ــاحل املرسـ ــلة ليس ـ ـ دلـ ــيال ـ ــرعيا‪ ،‬وأن أعمـ ــا‬
‫الصخابة ليس من ابب املصاحل املرسلة‪.‬‬
‫الفص ـ الرابــعع و ًضــمن حتقيقــا‬
‫قصــد األلم ــة والعلمــاء ال ـ ن قــالوا ابملصــاحل املرس ــلة‪.‬‬
‫و ًضــمن أ ض ــا ر لد ــبهًة ح ــو تقســيم املص ــاحل ىل معً ـ ة وملغ ــاة وا معً ـ ة وا ملغ ــاة‪،‬‬
‫وحو و ع قيود هلا أبن ا تكون االفة لنص أو مجام أو قياس‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫اخلامتةع‬
‫القيام ابلفع بقصد املصلخة‪ ،‬و الرأي الشرعع احملفم و ن ـان االفـا املًهـاد‬
‫آار‪ ،‬و الرأي املردود رعا و ن ادع َع أن مسًنبط ابملًهاد صخي ‪.‬‬
‫املــنه‪ ،‬الـ ي اتبعًـ ‪ ،‬و مــا ‪،‬هبـ‬
‫واًامـا أســأ هللا تعــاىل أن أ ــون قــد وفقـ‬
‫لي من رأي‪ .‬وأن حيًسف د ه ا اجلهد عند ‪.‬‬
‫‪9‬‬
10
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫الفص األو‬
‫أصو الفق‬
‫احلا م‬
‫مصادر الًشر عع‬
‫‪ ‬متهيد‬
‫‪ ‬مصادر الًشر ع ف أن تكون قطعية‬
‫‪ ‬مصادر مًفق عليها‬
‫املصدر األو ع الكًاب‬
‫املصدر الثا ع السنة‬
‫املصدر الثالحع اإلمجام‬
‫املصدر الرابعع القياس‬
‫‪ ‬مصادر يري مًفق عليها‬
‫‪11‬‬
12
‫أصو الفق‬
‫تأصو الفق ت مر ف‬
‫ا تًوقف معرفً على معرفة ملاأي الف يف‪ ،‬واألصـ لغـة‬
‫هو ما بًىن علي ‪ ،‬سواء ان اابًنـاء حسـيا ابًنـاء اجلـدران علـى األسـاس‪ ،‬أو عقليـا ابًنـاء‬
‫املعلو على العلة واملدلو على الـدلي ‪ .‬فاألصـ هـو القاعـدة‪ ،‬وأصـو الفقـ هـع القواعـد‬
‫اليت بًىن عليها الفق ‪.‬‬
‫والفقـ ـ اصـ ــطالحا ه ــوع العلـ ــم ابألحكـ ــام الش ــرعية العمليـ ــة املس ــًنبطة مـ ــن أدلًهـ ــا‬
‫الًفصـيلية‪ .‬و مقابلــة األصــو فهـ األحكــام تســمى األحكـام الفرعيــة‪ .‬وُطلــق الفقـ ‪-‬‬
‫ااص ــطالي أ ض ــا‪ -‬عل ــى األحك ــام الش ــرعية نفس ــها‪ ،‬فنق ــو ع هـ ـ ا ً ــاب فقـ ـ ‪ ،‬أي حي ــوي‬
‫أحكاما رعية‪.‬‬
‫أمــا احلكــم الشــرعع فهــو اطــاب الشــارم املًعلــق أبفعــا العبــاد ‪-‬وقيـ ع املكلفــة‪-‬‬
‫ابلطلـف أو الًخيــري أو الو ــع‪ .‬فيخــرج بـ ل أحكــام العقالــد ألن مو ــوعها اإل ــان ولــيس‬
‫األفعــا ‪ .‬أمــا قولنــاع املســًنبطة مــن أدلًهــا الًفصــيلية فمعنــا أن ـ حكــم لـ أدلًـ اخلاصــة‪.‬‬
‫فقولـ تعــاىلع عوى علــى النــاس حــ‪ ،‬البيـ‬
‫دليـ تفصــيلع علــى حكــم ــرعع وهــو فر ــية‬
‫احلــ‪ ،،‬وقول ـ صــلى هللا علي ـ وســلمع ت ن ـ هنيــًكم عــن زسرة القبــور أا فاوروهــات‬
‫ع‪1‬‬
‫دلي ـ‬
‫تفصيلع على حكم رعع معة‪.‬‬
‫وعلي فأصو الفق هعع القواعد اليت بًىن عليهـا العلـم ابألحكـام الشـرعية العمليـة‬
‫املسًنبطة من أدلًها الًفصيلية‪ ،‬أي القواعد اليت ـًَُوصـ‬
‫ـا ىل اسـًنبا‪ ،‬هـ األحكـام مـن‬
‫أدلًهــا‪ .‬فمو ــوع هــو األحكــام واألدلــة‪ .‬أي الًعر ــف ابحلكــم وأنواع ـ ‪ ،‬ومعرفــة احلــا م أو‬
‫املشرم‪ ،‬أي ال ي ل صـدار احلكـم‪ ،‬ومصـادر احلكـم ـالقرآن والسـنة ومـا ر ـدان ليـ مـن‬
‫(‪)1‬‬
‫رواه مسلم‪ ،‬وزاد الترمذي‪" :‬فإنها تذكر باآلخرة"‪ ،‬وزاد ابن ماجه‪" :‬وتزهد بالدنيا"‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫مصــادر أاــر‪ ،‬واحملكــوم عليـ أي املكلــف بًنفيـ احلكــم‪ .‬واألدلــة اإلمجاليــة وملهــات دالًهــا‬
‫مطلــق األم ــر ومطل ــق النهــع‪ ،‬وفعـ ـ الن ــو صــلى هللا عليـ ـ وس ــلم وســكوت ‪ ،‬و يفي ــة ح ــا‬
‫املسًد أي معرفة ااملًهاد ما هو‪ ،‬واجملًهد من هو‪ ،‬و شم‬
‫والفاملي ع‪. 1‬‬
‫(‪)1‬‬
‫انظر‪ :‬اإلحكام لآلمدي ص ‪.8 - 5‬‬
‫‪14‬‬
‫يفيـة ااسـًدا أي الًعـاد‬
‫احلا م‬
‫وهــو ال ـ ي رملــع ل ـ صــدار احلكــم‪ ،‬أي صــاحف األمــر والنهـع‪ .‬واحلكــم املبخــو‬
‫عنـ ـ هن ــا ه ــو احلك ــم الش ــرعع الـ ـ ي نبـ ـ عليـ ـ الث ــواب والعق ــاب‪ .‬ول ــيس احلك ــم الـ ـ ي‬
‫سًخسـن اإلنســان ســواء بعقلـ أو ــوا ‪ ،‬ولــيس احلكـم الـ ي هــو َمظنلـةُ أن لــف املصــلخة‬
‫مــا راهــا اإلنســان‪ .‬فــاملعرو أن العقـ عةــا عــن اإلحاطــة حباملــات اإلنســان وهــو أعةــا‬
‫عن و ع املعاجلات هلا‪ .‬واملعرو أن عق اإلنسان قد رص اريا ما هو ر‪ ،‬وقـد ـرص ـرا‬
‫مــا هــو اــري‪ .‬وقــد سًخســن املــرء مــا ســًقبخ يــري ‪ ،‬وتقــد ر للمصــلخة نقص ـ اإلحاطــة‬
‫الًامة بواقع قضاس العباد لها‪ ،‬و نقصـ العلـم بنًـال‪ ،‬ومـأات أفعـا النـاس وسـلو هم‪ .‬قـا‬
‫ف عليكم القًا ُ وهو رٌ لكم وعسى أن تكرهوا ي ا وهو اري لكم وعسـى أن‬
‫تعاىلع ع ُ ً َ‬
‫حتبــوا ــي ا وهــو ــر لكــم وهللا علــم وأنــًم ا تعلمــون ع‪ . 1‬وقصــة ســيدا موســى مــع اخلضــر‬
‫عليهما السالم مللية‬
‫ه ا‪ ،‬حيح اسًنكر سيدا موسى علي السالم واسـًقب مـن أعمـا‬
‫اخلضر ما ان قوم ب بوحع من الشارمع‪. 2‬‬
‫صــخي أن العقــو قــد تًفــق علــى اسًخســان أمــور واســًقباي يريهــا‪ ،‬اسًخســان‬
‫الصـدق واســًقباي الكـ ب‪ ،‬و اسًخســان العــد واســًقباي الظلــم‪ ،‬ا أن هـ ا ااسًخســان‬
‫أو ه ا ااسًقباي ات‪ ،‬عن طبع فطري‬
‫اإلنسان ‪-‬أي هك ا ملبل اخلـالق‪ -‬فهـو يـ ىل‬
‫أمور و نفر من أمور‪ ،‬ولكن ه ا امليـ أو هـ ا النفـور ا داـ لـ بًخد ـد الثـواب والعقـاب‪،‬‬
‫فهـو ــاثر‬
‫موقــف اإلنســان مــن حيــح هــو نســان ‪-‬أي فيـ ـ اصــالص اإلنســان مــن‬
‫عةــا ونقــص واحًيــاج‪ ،‬وحــف وبغــو‪ ،‬وأثَــرة و ثــار‪ ،‬ور ــا ويضــف‪ ،‬وعلــم وملهـ ‪ ،‬و‪ ،‬ــاء‬
‫وعـ إرـع ومــا ىل ‪،‬ل ـ ‪ -‬وا نب ـ علي ـ ثــواب أو عقــاب‪ ،‬فــالثواب والعقــاب‬
‫ويبــاء‪ ،‬ونســيان َ‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫البقرة‪.216 :‬‬
‫وردت القصة في سورة الكهف‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫ًوقرف ــان عل ــى طاع ــة أو ع ــدم طاع ــة الـ ـ ي ثيـ ـف و عاق ــف‪ .‬وعليـ ـ فاسًخس ــان العقـ ـ أو‬
‫إ‬
‫لشعء ما أو لفع مـا‪ ،‬ا ـأن لـ اسـًخقاق ثـواب أو عقـاب‪ ،‬وا حيـدد مـا هـو‬
‫اسًقباح‬
‫احلسن وما هـو القبـي‬
‫الشـرم‪ .‬واحلكـم الـ ي ًوقـف عليـ اسـًخقاق الثـواب أو العقـاب‬
‫هو حكم هللا وحـد ‪ ،‬فكـان احلـا م هـو هللا وحـد ‪ .‬و ـان احلسـن هـو مـا أمـر بـ هللا‪ ،‬والقبـي‬
‫هو ما هنى عن هللا‪.‬‬
‫ول ـ ل فــإا نــرص أن الك ـ ب ال ـ ي نفــر من ـ الطبــع كــون حســنا أحيــاا مــا‬
‫احلرب أو على الاوملة أو لإلصالي‪ .‬والظلم ل ‪ ،‬فإن مـا قـد ـرا العقـ ظلمـا قـد كـون‬
‫عــدا والعكــس صــخي ‪ ،‬ألن العق ـ‬
‫بعيد با اعًادا علي‬
‫أحكام ـ ‪ ،‬وال ـ وق‬
‫مــا سًســيغ مًــأثران ىل حــد‬
‫حميطهما‪.‬‬
‫وقد د الشرم أ ضا على أن احلا م هو هللا سـبخان وتعـاىل وحـد ‪ .‬قـا تعـاىلع ع ن‬
‫احلكم ا ى ع‪ . 1‬وقا ع عوما ان ملامن وا مامنة ‪،‬ا قضـى هللا ورسـول أمـرا أن كـون هلـم‬
‫اخل َريةُ من أمرهم ع‪ ، 2‬وقا ع عأا ل اخللق واألمر ع‪. 3‬‬
‫وعلي ـ فاحلــا م هــو هللا ســبخان وتعــاىل وحــد ‪ .‬و ن وملــد اــال بــة املًكلمــة‬
‫مسألة الًخسة والًقبي ابلعق ‪ ،‬فال اال بينهم أن احلا مية ى وحد ‪.‬‬
‫و سًد با قدمنا على أن ا حكم قب ورود الشرم‪ ، ،‬قبـ ورود الشـرم لـيس ـة‬
‫وســيلة عــر‬
‫ــا حكــم هللا‪ .‬ومــا ص ـ ليـ العقـ مــن أحكــام‪ ،‬ومــا ًواطــأ عليـ النــاس مــن‬
‫قــوانة وأع ـرا ‪ ،‬ا نب ـ علي ـ ثــواب وا عقــاب‪ ، ،‬طاعًهــا ليس ـ طاعــة ى‪ ،‬واالفًهــا‬
‫ليس االفة ى‪ ،‬فهع ليسـ أحكامـا مـن هللا سـبخان وتعـاىل‪ .‬قـا الشـاطوع‪ 4‬ع تواألصـ‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫(‪)4‬‬
‫األنعام ‪ .57 /‬ويوسف ‪.67 ،40/‬‬
‫األحزاب‪.36 /‬‬
‫األعراف‪.54 /‬‬
‫الموافقات ج‪ ،4‬ص ‪.200‬‬
‫‪16‬‬
‫األعمــا قب ـ ورود الش ـرالع ســقو‪ ،‬الًكليــف‪ ، ،‬ا حكــم علي ـ قب ـ العلــم ابحلكــم‪، ،‬‬
‫ر‪ ،‬الًكليف عند األصولية العلم ابملكلف ب ت‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫مصادر الًشر ع‬
‫متهيد‬
‫ملا ان هللا سبخان وتعاىل هو املشـرم وحـد ‪ ،‬لَـاَم اإلنسـا َن أن عـر‬
‫ـر عً ليعـر‬
‫بــا‪،‬ا ــامن‪ ،‬و يــف عبــد هللا‪ ،‬و يــف قضــع حاملاتـ و عــا مشــكالت و قــيم حياتـ مــع يــري‬
‫مــن البشــر‪ .‬ومــن هنــا ــان النــاس علــى مــر العص ــور حمًــاملة للرس ـ ليبلغــوهم ـ ـرالع هللا‬
‫سبخان وتعاىل‪.‬‬
‫وقد ـان حممـد صـلى هللا عليـ وسـلم اـاي األنبيـاء و انـ رسـالً اامتـة الرسـاات‪.‬‬
‫وقد انًق صلى هللا علي وسلم بعد أن بلغ الرسالة ىل ملـوار ربـ كر ـا فينـا القـرآن والسـنة‪.‬‬
‫ضـوا عليهـا‬
‫وقد قا ع ت‪ ...‬علـيكم بسـنيت وسـنة اخللفـاء املهـد ة الرا ـد ن‪ ،‬متسـكوا ـا‪ ،‬وع ر‬
‫ابلنوامل ‪ ،‬و س م وحمدبت األمور‪..‬تع‪ . 1‬وقـا تعـاىلع عومـا ااًلفـًم فيـ مـن ـعء فخكمـ‬
‫ىل هللا ع‪ . 2‬وقـا ع عس أ هــا الـ ن آمنــوا أطيعـوا هللا وأطيعــوا الرسـو وأود األمــر مـنكم فــإن‬
‫تن ــازعًم‬
‫ــعء ف ــردو ىل هللا والرس ــو ن ن ــًم تامن ــون ابى والي ــوم ا ا ــر ‪،‬لـ ـ ا ــري‬
‫وأحسن أتو ال ع‪. 3‬‬
‫فكان ه الرسالة ر عة للناس افة ىل وم القيامة‪ ،‬وفيهـا حكـم ـ واقعـة‪ .‬وملـا‬
‫ان حياة الناس فيها من الوقالع والنـازات والقضـاس واملشـكالت مـا هـو مسـًة رد دالمـا‪،‬‬
‫ـ مـا سـًةد‪ ،‬وهـ ا قًضـع وملـوب معرفـة‬
‫فقد وملف دالما وملود من عر حكم هللا‬
‫املصادر اليت تاا منها األحكام‪ .‬وهع أحكام رعية‪ ،‬وقد نال على رسـو هللا صـلى هللا‬
‫علي وسلم لها وحيا‪ ،‬عوما نطق عن اهلوص‪ ،‬ن هو ا وحع ـوحى ع‪ . 4‬ولـ ل فاملصـادر‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫(‪)4‬‬
‫رواه أبو داود في كتاب السنة‪.‬‬
‫الشورى ‪.10 /‬‬
‫النساء ‪.59 /‬‬
‫النجم ‪4-3 /‬‬
‫‪18‬‬
‫اليت تاا منها األحكام‪ ،‬أي مصادر الًشر ع أو أصو الًشر ع‪ ،‬هع ما ثب قطعا‬
‫ع‪1‬‬
‫أهنا‬
‫وحــع مــن عنــد هللا‪ ،‬ىل ســيدا حممــد صــلى هللا عليـ وســلم‪ .‬ومــن هـ املصــادر مــا هــو مًفــق‬
‫علي بة املسلمة ومنها ما هو اًلف في ‪.‬‬
‫مصادر الًشر ع ف أن تكون قطعية‬
‫مصادر الًشر ع‬
‫ول ـ ل‬
‫اإلسالم هـع اجلهـات الـيت أودم هللا سـبخان وتعـاىل فيهـا أوامـر ونواهيـ ‪.‬‬
‫ُعــد حبــح املصــادر مــن أهــم أحبــا أصــو الفق ـ بعــد حبــح احلــا م‪ ،‬واملو ــوعان‬
‫مرتبطان ارتباطا مبا را‪.‬‬
‫ومصــادر الًشــر ع مــن األصــو الكليــة‪ ،‬ل ـ ل فهــع تُلخــق ابلعقالــد مــن حيــح وهنــا‬
‫لية‪ ،‬ومن حيح وملوب أن تكون قطعية‪ .‬فكمـا أن العقالـد ا تسـًفاد ابلظـن‪ ،‬وا ـوز أن‬
‫كًفى‬
‫يا‬
‫أا ها ابلظـن لقولـ تعـاىلع عومـا ًبـع أ ثـرهم ا ظنـا‪ ،‬ن الظـن ا غـ مـن احلـق‬
‫ع‪2‬‬
‫ولغريها من ا ست‪ ،‬ل أصو الفق ‪ ،‬ا تاا ابلظن‪ ،‬وا ـُ َعـد مـن األصـو مـا‬
‫ان ظنيا‪.‬‬
‫و ‪،‬ا ملاز قبو مصدر للًشر ع بنـاء علـى الظـن‪ ،‬فهـ ا عـ ملـواز عـ رد الظـن أو يلبـة‬
‫الظن أبي ملهة لية وحيا‪ .‬ومثال أن ُقا َ ن اإلجني والًـوراة مـن مصـادر الًشـر ع‪ ،‬ألهنمـا‬
‫ـو مــن‬
‫و ن ــاا حمــرفة حســف نــص القــرآن‪ ،‬فإن ـ مــن اجلــالا عقــال و ــرعا أن كــون بعـ ٌ‬
‫نصوصهما يري حمر ‪ ،‬وه النصوص صب من املمكن ااسًدا ا على األحكـام عنـد‬
‫حمرفـة‪،‬‬
‫من رص أن رم من قبلنا رمٌ لنا‪ ،‬ألن بعو النصوص قد ًعلق ـا الظـن أهنـا يـري ر‬
‫متاما ما أن السنة مصدر لألحكام مع وملود أحاد ح عيفة أو مو وعة فيها‪ .‬ولكن هـ ا‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫كما سنبين تحت العنوان التالي‪.‬‬
‫يونس ‪.36/‬‬
‫‪19‬‬
‫ابط ملا روي عنـ عليـ السـالم أنـ رأص مـع عمـر بـن اخلطـاب قطعـة مـن الًـوراة نظـر فيهـا‪،‬‬
‫فغضف وقا ع تأمل آت ا بيضاء نقية‪ ،‬لو أدر‬
‫أاع موسى ملا وسع ا اتباععتع‪. 1‬‬
‫وأ ضــا لــو ا ًفينــا ابلظــن األصــو لوملــف عـ رد ر ــة الرســو صــلى هللا عليـ وســلم‬
‫املن ـ ــام فكأ ـ ــا رآ‬
‫أثن ـ ــاء الن ـ ــوم مص ـ ــدرا‪ ،‬لقولـ ـ ـ ص ـ ــلى هللا عليـ ـ ـ وس ـ ــلمع تم ـ ــن رآ‬
‫اليقظةتع‪ ، 2‬ويري وا فيد املعىن نفس ‪ ،‬ومل ق أحد ون عًد برأ بث ه ا القو ع‪. 3‬‬
‫ل ل فاألصو العقالد ف أن تكون قينية‪ ،‬فكما ا تاا العقيدة ا عـن قـة‪،‬‬
‫فكـ ـ ل ا تعًـ ـ األص ــو ا ابليق ــة‪ ،‬والظ ــن ا عًـ ـ ا‬
‫ا حاد حةة‬
‫األحكام ومل كن حةة‬
‫قا الشاطوع‪ 4‬ع ت ن أصو الفق‬
‫الف ــروم‪ .‬ولـ ـ ل‬
‫ــان اـ ـ‬
‫العقالد‪.‬‬
‫الد ن قطعيـة ا ظنيـة‪ ،‬والـدلي علـى ‪،‬لـ أهنـا‬
‫راملعة ىل ليات الشر عة‪ ،‬وما ان ل فهـو قطعـعت‪ .‬وقـا ع‪ 5‬ع تلـو ملـاز الظـن أصـال‬
‫أصــو الفق ـ جلــاز ملعل ـ أصــال‬
‫أصــو الــد ن‪ ،‬ولــيس ـ ل ابتفــاق‪ ..‬ألن نســبة أصــو‬
‫الفق ـ مــن أص ـ الشــر عة نســبة أصــو الــد ن‪ ،‬و ن تفاوت ـ‬
‫ليــات معًـ ة‬
‫املرتبــة فقــد اســًوت‬
‫أهنــا‬
‫ـ ملــةت‪ .‬و ضــيف الشــاطوع‪ 6‬ع توقــد قــا بعضــهمع ا ســبي ىل ثبــات‬
‫أصــو الشــر عة ابلظــن‪ ،‬ألن ـ تشــر ع ومل نًعبــد ابلظــن ا‬
‫الفــرومت‪ .‬و قــو اإلمــام مجــا‬
‫الــد ن عبــد الــرحيم ا ســنوي‬
‫ًــاب تهنا ــة الســو ت عنــد الكــالم علــى دالــة عافع ـ مــن‬
‫حيح ن الدلي الظ ا عًـ‬
‫األصـو ع توأمـا اب حـاد فهـو ابطـ ألن روا ـة ا حـاد ن‬
‫أفــادت فإ ــا تفيــد الظــن‪ ،‬والشــارم ــا أملــاز الظــن‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫(‪)4‬‬
‫(‪)5‬‬
‫(‪)6‬‬
‫املســال العملي ـة وهــع الفــروم دون‬
‫رواه أحمد في مسنده‪.‬‬
‫رواه الشيخان واللفظ للبخاري‪.‬‬
‫ذكر الغزالي في المستصفى أن القول بالرؤى كمصدر للتشريع منسوب إلى بعض المبتدعة‪ .‬ج‪.2‬‬
‫الموافقات‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.10‬‬
‫المصدر السابق‪.‬‬
‫المصدر السابق‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫العلمية قواعد أصو الد ن و ل قواعد أصو الفقـ ‪ ،‬مـا نقلـ األنبـاري ـاري ال هـان‬
‫عن العلماء قاطبةت‪.‬‬
‫وعلى ما سبق فأصو الفق ومنها مصادر الًشر ع ف أن تكون قطعية‪.‬‬
‫مصادر مًفق عليها‬
‫اتفــق األصــوليون‬
‫اعًبــارهم لــبعو مصــادر الًشــر ع‪ ،‬وااًلفــوا‬
‫بعضــها ا اــر‪ .‬فممــا‬
‫اتفقــوا في ـ ع الق ــرآن‪ ،‬والســنة‪ ،‬واإلمجــام‪ ،‬والقي ــاس‪ ،‬وهــ ا ااتفــاق ه ــو مــا علي ـ اجلمه ــور‪.‬‬
‫والقــرآن وحــد وــا ا اــال في ـ مطلقــا‪ ،‬أمــا الثالثــة األاــرص فيًعلــق ــا االفــات واســعة‬
‫ومـاثرة‬
‫اسـًنبا‪ ،‬األحكـام‪ ،‬فالســنة غـا ر تعر فهـا عنــد ااثـ عشـر ة مــا عنـد أهـ الســنة‪،‬‬
‫ـف فيـ ع هـ هــو مجــام اجملًهــد ن‬
‫واإلمجــام ـ ل ااًُلـ َ‬
‫عصــر مــن العصــور أو هــو مجــام‬
‫الصخابة أو مجام أه املد نة أو مجام أه البي أو مجام األمة‪ .‬أما القياس فقد ااًُلـف‬
‫في و حتد د العلة ومسالكها‪.‬‬
‫املصدر األو ع الكًاب‬
‫تالكًاب هو القرآن املنا على سيدا حممد صلى هللا علي وسـلم‪ .‬وهـو مـا نقـ لينـا‬
‫بة دفريت املصخف ابألحر السبعة نقال مًواتراتع‪. 1‬‬
‫وه ـ ا أص ـ قطعــع وا اــال بــة املســلمة في ـ ‪ .‬وقــد ثب ـ‬
‫العقيــدة أن القــرآن‬
‫الم هللا‪ ،‬وهو قطعع قي ‪ .‬وعلي فهو مصدر للًشر ع‪ .‬وهو ما قـو األصـوليون الـدلي‬
‫األو ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫انظر في تحقيق معنى الكتاب‪ :‬اإلحكام لآلمدي‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.159‬‬
‫‪21‬‬
‫املصدر الثا ع السنة‬
‫وهــع‬
‫اللغــة الطر قــة وتطلــق‬
‫الشــرم علــى مــا ــان مــن العبــادات افلـة منقولــة عــن‬
‫النو علي السالم‪ ،‬وقد تطلق علـى مـا صـدر عـن الرسـو مـن قـو أو فعـ أو تقر ـر‪ ،‬وعنـد‬
‫الكالم على األدلة الشرعية تطلق السـنة علـى فعـ الرسـو وعلـى قولـ وعلـى قـرار ‪ ،‬فكـ‬
‫‪،‬ل هو السنةع‪. 1‬‬
‫والســنة مصــدر للًشــر ع‪ ،‬وهــع الــدلي الثــا بعــد الكًــاب‪ .‬وهــع الكًــاب متامــا مــن‬
‫حيح احلةية‪ ،‬قا تعاىلع عق‬
‫ا أنـ ر م ابلـوحع ع‪ . 2‬وقـا ع عومـا آك ـم الرسـو فخـ و‬
‫ومــا هنــا م عن ـ فــانًهوا ع‪ . 3‬وقــا ع عومــن طــع الرســو فقــد أطــام هللا ع‪ . 4‬وقــا ع عفــإن‬
‫تنــازعًم‬
‫ــعء فــردو ىل هللا والرســو ع‪ . 5‬والــرد ىل الرســو صــلى هللا عليـ وســلم بعــد‬
‫وفاتـ هــو الــرد ىل ســنً ‪ ،‬ويــري ‪،‬لـ مــن األدلــة ثــري‪ ،‬وهــع أدلــة قطعيــة الثبــوت ‪ ،‬هــع مــن‬
‫القرآن‪ ،‬وقطعية الدالة ما هو وا‬
‫من نصوصها‪.‬‬
‫وا اــال بــة املســلمة أن الســنة دلي ـ‬
‫ــرعع ُم ْلــام‪ .‬واملخــالف‬
‫ه ـ ا اــارج مــن‬
‫امللة‪ .‬ول ل فال اعًبار للخال ‪ .‬ومنكر حةية السنة افر قطعا‪.‬‬
‫وااقًصار على الكًاب رأي اخلارملة على اإلسالم‪ .‬قا تعاىلع عفال وربـ ا امنـون‬
‫حـ ــم حيكمـ ــوج فيمـ ــا ـ ــةر بيـ ــنهم مث ا ـ ــدوا‬
‫تسليما ع‪ . 6‬وقا علي الصالة والسالمع تأا‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫(‪)4‬‬
‫(‪)5‬‬
‫(‪)6‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.169‬‬
‫األنبياء‪.45 /‬‬
‫الحشر‪.7 /‬‬
‫النساء‪.80 /‬‬
‫النساء ‪.59/‬‬
‫النساء‪.65 /‬‬
‫‪22‬‬
‫أنفسـ ــهم حرملـ ــا وـ ــا قضـ ــي و سـ ــلموا‬
‫أوتي القرآن ومثل مع ‪ .‬ا و ـ رملـ‬
‫بعان على أر كً قو عليكم‬
‫ا القرآن فما وملـدي فيـ مـن حـال فـأحلو ‪ .‬ومـا وملـدي‬
‫في من حرام فخرمو ت‪.‬‬
‫ع‪1‬‬
‫املصدر الثالحع اإلمجام‬
‫ااًل ــف العلم ــاء اإلمج ــامع مج ــام َم ـ ْـن ه ــو فم ــن قالـ ـ ه ــو مج ــام األم ــة أو مج ــام‬
‫العلم ــاء‪ ،‬ىل قالـ ـ ه ــو مج ــام اجملًه ــد ن عص ــر م ــن العص ــور‪ ،‬ىل قالـ ـ ه ــو مج ــام أهـ ـ‬
‫ـف ىل الش ــيعة ق ــوهلم مج ــام أهـ ـ البيـ ـ أو مج ــام الع ــفة‪ ،‬وقيـ ـ ه ــو مج ــام‬
‫املد ن ــة‪ ،‬ونُس ـ َ‬
‫الصخابة‪ .‬و مكانية حصو اإلمجام بعد الصـخابة ـالم‪ ،‬و هـ ا نسـف ىل اإلمـام أمحـد‬
‫ر ع هللا عن ع تمن قا ابإلمجام فهو ا‪،‬بت‪.‬‬
‫و اخل ــال ح ــو اإلمج ــام ق ــو ال ــد ًور امـ ـ موس ــىع‪ 2‬ع توا ــف‪ ،‬الظاهر ــة‬
‫اإلمجام أن كون من الصخابة و ا فـال‪ ،‬نظـرا ملـا رونـ مـن أن قـو أهـ احلـ والعقـد ا‬
‫عًـ ـ ا‬
‫ح ــق الص ــخابة‪ ،‬ولك ــوهنم مش ــهور ن حمص ــور ن لقل ــًهم‬
‫بعدهم فقد ثروا وانًشروا‬
‫املد ن ــة املن ــورة‪ ،‬وأم ــا‬
‫الـبالد املًباعـدة ‪ ...‬واعًبـار اإلمجـام عنـد الشـيعة لـيس لكونـ‬
‫مجاعا‪ ،‬بال ا ًمال على قو اإلمام املعصوم‪ ،‬وقول ابنفراد حةـة عنـدهم‪ ،‬واإلمجـام عنـد‬
‫اخلــوارج هــو مجــام الصــخابة قب ـ حــدو الفرقــة‪ ،‬وأمــا بعــدها فاإلمجــام مجــام طــالفًهم ا‬
‫يري‪ ،‬ألن الع ة بقو املامنة وا مامن عندهم ا من ان على مـ هبهم‪ .‬و مجـام الصـخابة‬
‫حةة بال اال عند من عًد ب ‪ .‬أما اإلمجام فيما بعـدهم فقـد ااًلـف‬
‫مكانيـة وملـود ‪،‬‬
‫فالظاهر ة أنكرو و ل اإلمام أمحـد ‪ ،..‬وقـا مالـ ع مجـام أهـ املد نـة كفـع لوحـدهم‪،‬‬
‫وا ع ة خلال يريهم‪ ،‬ومل َر اجلمهور ه ا‪ ،‬وقا الشيعة اإلماميـة والا د ـةع ن مجـام أهـ‬
‫العفة حةة‪ ،‬واملراد ابلعفةع فاطمة وعلع واحلسن واحلسةت‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫رواه أبو داود‪.‬‬
‫المدخل إلى التشريع اإلسالمي‪ ،‬ص ‪.201‬‬
‫‪23‬‬
‫وقــد ااًلــف‬
‫قطعيــة دليـ اإلمجــام‪ .‬قــا الشــاطوع‪ 1‬ع ت‪، ...‬هــف بعــو األصــولية‬
‫ىل أن ــون اإلمجــام حةــة ظ ـ ا قطعــع‪ ، ،‬مل ــد‬
‫آحــاد األدلــة ابنفرادهــا مــا فيــد‬
‫القطعت‪.‬‬
‫و ـ ل حص ـ اخلــال‬
‫نكــار حةيــة اإلمجــام هــو فــر أو ا قــا الشــي حممــد‬
‫اخلض ــري بـ ـ ع‪ 2‬ع تق ــا بع ــو األص ــوليةع نك ــار حك ــم اإلمج ــام القطع ــع ف ــر‪ ،‬إمج ــام‬
‫الصــخابة بصــر القــو املنقــو عــنهم تــواترا‪ ،‬ألن نكــار ًضــمن نكــار دليـ قــاطع‪ ،‬وهـو‬
‫ًضــمن نكــار صــدق الرســو صــلى هللا عليـ وســلم وهـ ا فــر‪ .‬وقالـ طالفــةع لــيس بكفــر‬
‫ألن دلي حةية اإلمجام ليس قطعيا فيكون ظنيا فال فيد العلمت‪ .‬وقا أ ضا نقـال عـن مـام‬
‫احلرمةع‪ 3‬ع تأما اإلمجام الظ فمنكر حكم ليس بكافر اتفاقات‪.‬‬
‫اإلمجام هو مجام الصخابة‬
‫من تًبع األدلة ظهر لنا أن األدلة القاطعة قد دل علـى مجـام الصـخابة‪ ،‬وأمـا يـري‬
‫فأدلًـ ظنيــة‪ ،‬ولـ ل‬
‫ــان الًمييــا بــة مجــام قطعــع و مجــام ظـ ‪ ،‬ولـ ل أ ضــا ــان تكفــري‬
‫منكر حةية مجام الصخابة وعدم تكفري منكر حةية اإلمجام مطلقا‪ .‬وقد تقـرر‬
‫األصـو‬
‫أن األدلــة ــف أن تكــون قطعيــة‪ ،‬و مجــام الصــةابة دليل ـ قطعــع‪ .‬قــا تعــاىلع عوالســابقون‬
‫األولون من املهاملر ن واألنصار وال ن اتبعوهم إبحسان ر ع هللا عـنهم ور ـوا عنـ ‪ ،‬وأعـد‬
‫هلــم ملنــات ــري حتًهــا األهنــار االــد ن فيهــا أبــدا ‪،‬ل ـ الفــوز العظــيم ع‪ . 4‬وقــا ع عللفق ـراء‬
‫املهــاملر ن الـ ن أارملــوا مــن دسرهــم وأمــواهلم بًغــون فضــال مــن هللا ور ــواا و نصــرون هللا‬
‫ورســول وأول ـ هــم الصــادقون وال ـ ن تبــوءوا الــدار واإل ــان مــن قــبلهم حيبــون مــن هــاملر‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫(‪)4‬‬
‫الموافقات‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.16‬‬
‫أصول الفقه‪ ،‬ص ‪.287‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.288‬‬
‫التوبة‪.100 /‬‬
‫‪24‬‬
‫ليهم وا دون‬
‫ومن وق‬
‫صدورهم حاملة وا أوتوا و ـاثرون علـى أنفسـهم ولـو ـان ـم اصاصـة‪،‬‬
‫ر نفسـ فأول ـ هـم املفلخـون ع‪ . 1‬فهـ أدلـة قطعيـة‬
‫ثبوعـا ودالًهـا حيـح‬
‫هنا ثناء على الصخابة ابجلملة‪ ،‬ولـيس علـيهم ـأفراد‪ ،‬فقولـ تعـاىلع عر ـع هللا عـنهم ور ـوا‬
‫عن ‪ ،‬وقولـ ع عوأول ـ هـم الصـادقون ‪ ،‬وقولـ ع عوأول ـ هـم املفلخـون لهـا أقـوا قطعيـة‬
‫دالًها على صدق املث ر عليهم‪.‬‬
‫مث ن الصــخابة مــن مهــاملر ن وأنصــار هــم الـ ن نقلــوا لينــا القــرآن‪ ،‬ولــو ــان احًمــا‬
‫اخلطأ‬
‫الشر عة ًطرق ىل مجاعهم‪ ،‬لكان وكنا أن ًطرق اخلطـأ ىل القـرآن‪ ،‬وهـ ا حمـا ‪،‬‬
‫فلام اسًخالة مجاعهم على اطأ‬
‫اون الد ن‪.‬‬
‫أمــا اإلمجاعــات األاــرص فهــع ليسـ أدلــة ألنـ مل قــم الــدلي القطعــع عليهــا‪ .‬و ـ ل‬
‫فإنـ يــري مسـ لم بــدالًها علــى مــا اســًدلوا ــا عليـ ‪ .‬فكـ مجــام يــري مجــام الصــخابة لــيس‬
‫دليال رعيا‪ ،‬ألن مل قم الدلي القطعع على أن دليـ‬
‫ـرعع‪ ،‬و ـ مـا اسـًدلوا بـ هـو أدلـة‬
‫ظنيــة‪ ،‬وألن األدلــة الــيت اســًدلوا ــا مــع وهنــا ظنيــة‪ ،‬وليس ـ أبدلــة قطعيــة‪ ،‬فإن ـ ا ومل ـ‬
‫رعع‪.‬‬
‫لالسًدا ا على أن اإلمجام ال ي ردعون دلي‬
‫حبثنا ه ا اسًقصاء أنوام اإلمجام األارص ومناقشًها‪.‬‬
‫وا جما‬
‫املصدر الرابعع القياس‬
‫وهــو ـ ل مــن األدلــة املًفــق عليهــا عنــد اجلمهــور‪ ،‬ا أن ـ مو ــع أا ـ ور رد وملــد‬
‫واسع بة القاللة ب ما ظهر من تعار ف املخًلفة‪.‬‬
‫والقياس‬
‫اللغة الًقد ر‪ ،‬وعند األصـولية ااًلفـ تعار فـ ع‪ ، 2‬والًعر ـف األدق هـوع‬
‫ثبــات مثـ حكــم معلــوم‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫معلــوم آاــر ا ـفا هما‬
‫الحشر‪.8،9 /‬‬
‫انظر اإلحكام لآلمدي‪ ،‬ج‪ ،3‬ص ‪.193 -183‬‬
‫‪25‬‬
‫علــة احلكــم عنــد املثبـ ع‪ . 1‬وأر انـ‬
‫أربعة‪ ،‬وهعع الفـرم الـ ي ـراد قياسـ ‪ ،‬واألصـ الـ ي قـاس عليـ ‪ ،‬واحلكـم الشـرعع اخلـاص‬
‫ابألصـ ‪ ،‬والعلــة املشــف ة بــة األصـ والفــرم‪ .‬ومثالـ حتــرمي اإلملــارة عنــد أ‪،‬ان اجلمعــة قياســا‬
‫علــى حتــرمي البيــع عنــد األ‪،‬ان نفس ـ لوملــود العلــة وهــع اإلهلــاء عــن صــالة اجلمعــة‪ .‬وحكــم‬
‫األص ـ وعلً ـ مــأاو‪،‬ان مــن قول ـ تعــاىلع عس أ هــا ال ـ ن آمنــوا ‪،‬ا نــودي للصــالة مــن ــوم‬
‫فاسع ْوا ىل ‪ ،‬ر هللا و‪،‬روا البيع ع‪. 2‬‬
‫اجلمعة َ‬
‫فالفرم هنا اإلملـارة واألصـ هـو البيـع‪ ،‬واحلكـم الشـرعع اخلـاص ابألصـ والـ ي ـري‬
‫تطبيق ـ علــى الفــرم هــو الًخــرمي‪ ،‬أي حتــرمي البيــع عنــد أ‪،‬ان اجلمعــة‪ ،‬والعلــة هــع اإلهلــاء عــن‬
‫صالة اجلمعة‪.‬‬
‫وأ ثر أحبا القياس تـدور حـو العلـة‪ ،‬فـإ‪،‬ا ا ـف‪ ،‬للقيـاس علـة فقـد ااًلـف‬
‫هـ‬
‫العلة‪ ،‬ه هـع الباعـح علـى الًشـر ع للخكـم املعـة‪ ،‬أو هـع مقصـود الشـارم مـن احلكـم أو‬
‫هع احلكمة من تشر ع احلكم‪ ،‬وااًلف فيها ه تااـ مـن الـنص فقـط أبن ـد عليهـا‪ ،‬أو‬
‫أن للعق دورا‬
‫اسًنباطها أو حتد دها‪.‬‬
‫والقياس أص للًشر ع مردود عند الظاهر ة وعنـد الشـيعة اإلماميـة‪ ،‬وقـد ر رد ابـن حـام‬
‫القيــاس بعنــف‪ .‬و ن ــان ابــن حــام اط ــا لــرد القيــاس فإنـ –وهللا أعلــم‪ -‬مل كــن اط ــا‬
‫رد القياس ال ي علرً أي أمر ملامع‪.‬‬
‫ومل نسف نفع القياس ا ىل الظاهر ة و ىل الشيعة اإلمامية و ىل بعو املعًالة‪.‬‬
‫و معــرخل اخلــال حــو العلــة قــو ا مــديع‪ 3‬ع تااًلفــوا‬
‫األصـ بعــىن األمـارة اجملــردة‪ ،‬واملخًـار أنـ ا بـد وأن تكــون العلـة‬
‫ملــواز ــون العلــة‬
‫األصـ بعـىن الباعــح‪،‬‬
‫أي مشًملة على حكمة صاحلة أن تكون مقصودة للشارم من رم احلكمت‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫المصدر السابق‪.‬‬
‫الجمعة‪.9 /‬‬
‫اإلحكام‪ ،‬ج‪.202 ،3‬‬
‫‪26‬‬
‫أبي وصف جمرد ولو مل كن سياق الوصـف داا علـى‬
‫و‪،‬هف البعو ىل ملواز الًعلي ر‬
‫العلريــة‪ .‬قــا ا مــديع‪ 1‬ع ت‪،‬هــف األ ثــرون ىل امًنــام تعلي ـ احلكــم ابحلكمــة اجملــردة عــن‬
‫وملوز األقلـون‪ ،‬ومـنهم مـن فصـ بـة احلكمـة الظـاهرة املنضـبطة بنفسـها واحلكمـة‬
‫الضابط‪ ،‬ر‬
‫اخلفيـة املضـطربة‪ ،‬فة رـوز الًعليـ ابألوىل دون الثانيـة وهـ ا هـو املخًـارت‪ .‬ولـ ل فقـد ‪،‬هــف‬
‫ىل أن العلة تطلق إبزاء مفهومةع‬
‫الشي حممد اخلضري ب‬
‫تاألو ‪ -‬احلكم ــة الباعث ــة عل ــى تش ــر ع احلك ــم‪ ،‬وه ــع مص ــلخة طل ــف بـ ـ مللبه ــا أو‬
‫تكميلها‪ ،‬ومفسدة طلف در ها أو تقليلهات‬
‫ع‪2‬‬
‫وهو هنا قصد أهنا تفهم من النص‪.‬‬
‫الثــا ‪ -‬تمــا ــان وملــود مظنــة لوملــود احلكمــةتع‪ ، 3‬وه ـ ا حــة تكــون احلكمــة افيــة‪.‬‬
‫واملقصود هنا أن ليس‬
‫النصوص ما د عليها ا منطوقا وا مفهوما‪.‬‬
‫أم ــا اإلم ــام النبه ــا فيـ ـ هف ىل أن العل ــة ا تااـ ـ ا م ــن الكً ــاب والس ــنة و مج ــام‬
‫الصـخابة‪ ،‬وا ـرص للعلــة قيمـة ـرعية ا ‪،‬ا دلرـ عليهـا النصـوص‪ .‬قــو ع‪ 4‬ع تو ًبـة مــن‬
‫اسًقراء النصوص الشرعية‬
‫الكًاب والسنة أن النص الشرعع د على العلة ما صـراحة‬
‫أو دالة أو اسـًنباطا أو قياسـا‪ ،‬وا توملـد أي دالـة علـى العلـة الشـرعية مـن الشـرم أي مـن‬
‫النصوص املعً ة نصوصا رعية سوص ه األحوا األربعة ليس يريت‪.‬‬
‫القيــاس هــع الــيت بعــىن الباعــح‬
‫والصــواب – وهللا أعلــم – أن العلــة الــيت هــع ر ــن‬
‫علــى الًش ــر ع‪ -‬فهــع اط ــاب الشــارم منطوق ــا أو مفهومــا‪ ،‬و ا مل ك ــن احلكــم املعلـ ـ‬
‫حكما رعيا‪ -‬وفيها املعىن أو هع املعىن ال ي ألملل‬
‫رم احلكم األصـلع‪ ،‬و ‪،‬ا الـ مـن‬
‫ه ـ ا املعــىن فإهنــا ا تكــون العلــة املعً ـ ة للقيــاس ولــو ني ـ‬
‫ـ ل ‪ ،‬ب ـ تكــون حين ـ جمــرد‬
‫اطاب معر للخكم أو دا ر علي بدون الدالة على السبف ال ي ألملل‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫(‪)4‬‬
‫المصدر السابق‪.‬‬
‫أصول الفقه‪ ،‬ص ‪.298‬‬
‫المصدر نفسه‬
‫الشخصية اإلسالمية‪ ،‬ج‪ ،3‬ص ‪.343‬‬
‫‪27‬‬
‫ــا‬
‫رم احلكم‪.‬‬
‫فالعلة هع السبف ال ي ألملل‬
‫للخكــم‪ .‬والســبف ال ـ ي ألملل ـ‬
‫ـرم احلكـم وليسـ هـو جمـرد حكمـة أو جمـرد مقصـود‬
‫ــرم احلك ــم ا ســًطيع اإلنســان أن عرف ـ بــدون اب ــار‬
‫الشارم عن ‪ .‬ول ل فالعلة شف‪ ،‬فيها أمرانع‬
‫‪ -1‬أن تكــون س ـببا لًشــر ع حكــم األص ـ ‪ .‬ولــيس جمــرد وصــف في ـ ‪ ،‬ب ـ وصــفا مفهمــا‬
‫للعلية‪.‬‬
‫‪ -2‬أن عــة الشــارم ســبف الًشــر ع أو الباعــح‪ ،‬وهـ ا اا ـ مــن النصــوص ودااعــا‪.‬‬
‫وا قيمة لقو قال ع ه هع العلة دون اسًناد ىل أدلة رعية على العلة‪.‬‬
‫والقيــاس حةــة قطعيــة‪ ،‬ودليلـ واقعـ ‪ ، .‬ن الفــرم املقــيس و ن ــان ا نــص فيـ ‪ ،‬فــإ رن‬
‫هناج نصـا أصـل وهـو املقـيس عليـ ‪ ،‬و ‪،‬ا ـان حكـم األصـ قـد ـرم ألملـ علـة معينـة‪،‬‬
‫ـس حكــم األصـ ‪ ،‬ألن احلكــم‬
‫فـإن الفــرم ن ُوملـ َدت فيـ العلــة نفســها‪ ،‬لخقـ نفـ ُ‬
‫األصـ‬
‫ــا ــرم ألملـ العلــة‪ ،‬أمــا ‪،‬ا ورد نــص بــة حكــم الفــرم و ن وملــدت العلــة فإنـ ا قيــاس‬
‫حين ‪ .‬فقد تاتفق األقوا على أن ا رأي‬
‫مو ع النصتع‪ . 1‬أي ا قياس‪.‬‬
‫مصادر يري مًفق عليها‬
‫تهع أدلة يري مًفق عليها عند مجهور الفقهاءت ووا‬
‫ر منهاع‬
‫‪ -1‬مـ ـ هف الص ــخا ‪ -2 ،‬املص ــاحل املرس ــلة‪ -3 ،‬ااسًص ــخاب‪ -4 ،‬ااسًخس ــان‪،‬‬
‫‪ -5‬س رد ال رالع‪ -6 ،‬رم من قبلنا‪ -7 ،‬العر ‪.‬‬
‫و ض ــيف ال ــبعو ىل الس ــبعة املـ ـ ورة أع ــال ثالث ــة مص ــادر أا ــرصع ‪ -8‬مج ــام أهـ ـ‬
‫املد نة‪ -9 ،‬األاـ أبقـ مـا قيـ ‪ -10 ،‬ااسـًقراء‪ .‬و ـ ر القـرا مصـادر أاـرص‬
‫ىل ه العشرة‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫المدخل إلى التشريع اإلسالمي‪ ،‬ص ‪.204‬‬
‫‪28‬‬
‫ـافة‬
‫و قو اإلمام النبها ع‪ 1‬ع توأما األدلة اليت ظُ لن أهنا دلي وليس بدلي ‪ ،‬فهع مـا ُوملـ َد‬
‫ل دلي د على أن حةة ولكن دلي ظ أو يري منطبق على ما اسًد ب وأمههـا أربعـة‪،‬‬
‫هعع رم من قبلنا‪ ،‬وم هف الصخا ‪ ،‬وااسًخسان‪ ،‬واملصاحل املرسلةت‪.‬‬
‫و قو عن ااسًصخابع‪ 2‬ع توااسًصخاب ليس دلـيال ـرعيا و ا احًـاج ثباتـ ىل‬
‫حةــة قطعيــة‪ ،‬وهــو مل تقــم علي ـ حةــة قطعيــة‪ ،‬و ــا هــو حكــم ــرعع فيكفــع في ـ الــدلي‬
‫الظ ت‪.‬‬
‫والوا‬
‫من تعر ف ااسًصخاب –وهو ثبوت أمر‬
‫الامــان األو ‪ -‬أن ـ مــنه‪،‬‬
‫الامان الثا بناء علـى ثبوتـ‬
‫الفهــم وااســًدا ولــيس دلــيال‪ ،‬وهــو قًضــي العق ـ والنظــر‬
‫الس ــليم‪ ،‬وا مـ ــدي ا عـ ـ رد ااسًصـ ــخاب مص ــدرا زالـ ــدا عل ــى األربعـ ــة‪ ،‬وا حيلقـ ـ ابألدلـ ــة‬
‫املوهومة عنـد ‪ ،‬وهـو لخقـ ابلشـرعيات الـيت تااـ ابلظـن‪ .‬قـو ع‪ 3‬ع ت‪ ...‬مـا حتقـق وملـود‬
‫أو عدم‬
‫حالة من األحوا ‪ ،‬فإن سًلام ظن بقال ‪ ،‬والظن حةة مًبعة‬
‫الشرعياتت‪.‬‬
‫أمــا سـ رد الـ رالع فــال ـ ر ا مــدي بــة األدلــة املعًـ ة وا بــة األدلــة املوهومــة عنــد ‪.‬‬
‫وس رد ال رالع ليس أصال‪ ،‬ولكن قاعدة تندرج حت قاعدة لية هع قاعـدة مـأات األفعـا ‪،‬‬
‫وه القاعدة أو األص مع القواعد املندرملة حتًها مث قاعـدة سـ رد الـ رالع‪ ،‬وقاعـدة احليـ‬
‫وقاعدة مراعـاة اخلـال ويريهـا ـا مرملعهـا ىل أن الشـر عة ـا ملـاءت جللـف املصـاحل ودرء‬
‫املفاسد‪ .‬وقاعدة س رد ال رالع معً ة عند الشاطوع‪. 4‬‬
‫أما ااسًقراء فهو لـيس دلـيال و ـا هـو مـنه‪ ،‬املعرفـة وااسًكشـا‬
‫قـوم اسًقصـاء‬
‫األ ــياء ‪،‬ات اجلــنس الواحــد أو الــيت تًمًــع بصــفات مشــف ة وهــو مــنه‪،‬‬
‫الفهــم صــخي‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫(‪)4‬‬
‫الشخصية اإلسالمية‪ ،‬ج‪ ،3‬ص ‪.399‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.447‬‬
‫اإلحكام‪ ،‬ج‪ ،4‬ص ‪.127‬‬
‫الموافقات‪ ،‬ج‪ ،4‬ص ‪.130‬‬
‫‪29‬‬
‫عمومــا ولــيس ااصــا‬
‫الشــرعيات‪ ،‬واحلكــم علــى صــخً أو عــدم صــخً راملــع ىل العق ـ‬
‫وهو من األحبا املنطقية أو الرس يةع‪. 1‬‬
‫أما األا أق ما قي‬
‫ع‪2‬‬
‫فهو أ ضـا لـيس دلـيال أو مصـدرا للًشـر ع‪ ،‬و ـا هـو حبـح‬
‫منــا‪ ،‬األحكــام‪ ،‬أي ن احلكــم مًعلــق ـ ا املقــدار أو بــا هــو أ ـ من ـ أو أصــغر‪ ،‬فه ـ‬
‫املقاد ر هع ُمًَـ َع لق احلكم أي مناطـ ‪ ،‬وهـو ن صـ فإ ـا كـون حكمـا ـرعيا ولـيس أصـال‪.‬‬
‫وهو قد ُع رد‬
‫أما العر‬
‫الفملي ‪.‬‬
‫ع‪ 3‬فقد اعًـ بعـو اجملًهـد ن َوَر لد آاـرون‪ ،‬وتًبـع األقـوا‬
‫علــى أن ـ ا ــنهو ل ـ دلي ـ ‪ .‬ومــا عُ ـ لد عنــد الــبعو أدلــة علــى العــر ــا هــو مــن قبيـ ـ‬
‫ااصطالي‬
‫ع‪4‬‬
‫العـر‬
‫ـد‬
‫اللغات وااصطالحات اخلاصة أو مـن قبيـ الًقـد رع‪ً ، 5‬قـد ر األملـور أو‬
‫املهــور‪ ،‬أمــا العــر وهــو العــادة املنًشــرة بــة مجاعــة معينــة‪ ،‬أو مــا ًكــرر مــن أعمــا فيصــب‬
‫عرفا‪ ،‬فانًشار أو ااعًياد علي ليس دليال وا عل‬
‫رعيا‪ ،‬و ـا هـو عضـع لدالـة الشـرم‬
‫ملعرفة ملواز أو حرمً ابلدلي الًفصيلع لك عم ‪.‬‬
‫أما القو إبمجام أه املد نـة‪ ،‬فهـو منسـوب ىل املالكيـة‪ ،‬وهـو عنـد اإلمـام مالـ رمحـ‬
‫عصــر مالـ ومليـ ملــدا‪ ، ،‬عصــر‬
‫هللا عمـ أهـ املد نــة‪ .‬وقــد ر رد اجلمهــور‪ .‬والقــو بـ‬
‫ومشس اإلسالم ومشع نور ‪ ،‬فالعقـ قضـع‬
‫عصر الًابعةع‪ ، 6‬واملد نة َْجم َم ُع العلم والعلماء‪،‬‬
‫ُ‬
‫أن كــون اتفــاق أهـ املد نــة‬
‫أمــر مــن األمــور اســًمرارا ملــا ــان ســالدا‬
‫عصــر الصــخابة‬
‫ر ــوان هللا علــيهم و عصــر الرســو صــلى هللا عليـ وســلم‪ .‬ا أن هـ ا القــو لــيس قطعيــا‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫(‪)4‬‬
‫(‪)5‬‬
‫(‪)6‬‬
‫لمعرفة معناه انظر‪ :‬أثر االختالف‪ ،‬البغا‪ ،‬ص ‪.648‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.634‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.242‬‬
‫فما كان من هذا القبيل أي االصطالح أو التقدير فهو معتبر‪.‬‬
‫المصدر السابق‪.‬‬
‫اإلمام مالك من تابعي التابعين‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫مــن ملهــة‪ ،‬وا كــن القــو ابســًمرار‬
‫سبق اإل ارة لي‬
‫ـ عصــر احــق‪ .‬ول ـ ل فهــو لــيس دلــيال‪ ،‬وقــد‬
‫حد ثنا عن مجام الصخابةع‪. 1‬‬
‫أما م هف الصخا فقد قا ب اإلمام أمحد بن حنب ‪ ،‬واجلمهور على أن ليس دلـيال‪.‬‬
‫وهو وز األا ب من ابب الًقليد‪ ،‬وليس من ابب حةيً دلي ‪ ، ،‬احلةة‬
‫الوحع‪ .‬واحلةة قالمة‬
‫مـا ملـاء بـ‬
‫قو الصخابة ‪،‬ا أمجعوا‪ .‬أما الواحد أو ااثنـان أو األ ثـر‪ ،‬فلـيس‬
‫قوهلم أو فعلهم دليال‪.‬‬
‫و رم من قبلنا ل ااًلف في ‪ ،‬فقا البعوع رم من قبلنـا ـرم لنـا مـا مل نسـ ‪.‬‬
‫وقــا يــريهم ن الش ـرالع الســابقة لهــا منســواة ابجلملــة‪ ،‬وهــو الصــواب وهللا أعلــم‪ .‬قــا‬
‫تعاىلع علك ملعلنا منكم رعة ومنهاملا ع‪. 2‬‬
‫وااسًخسان نُسف العم ب ىل أ حنيفة واإلمام أمحد ر ـع هللا عنهمـا‪ ،‬و‪،‬لـ بنـاء‬
‫علــى مــا‬
‫ا مــدي‬
‫م ـ هبيهما مــن الفــروم‪ .‬وقــد رد الشــافعع‬
‫اإلحكــام‪ ،‬والغ ـااد‬
‫ًــاب بطــا ااسًخســان‪ .‬ورد‬
‫املسًصــفى‪ .‬وا ــًهر عــن الشــافعع قول ـ ع تمــن اسًخســن‬
‫فقــد ــرمت وقــد عُـ رد ااسًخســان عنــد مــن ردو قــوا ابلًشـ رـهع واهلــوص‪ .‬واألقــوا‬
‫تعر فـ‬
‫اًلفة‪ ،‬و ع معاني اًلفة‪.‬‬
‫أمـا دليـ املصـاحل املرســلة أو ااسًصـالي‪ ،‬فســأتناول ابلًفصـي ‪ ،‬مبينــا مـن الـ ن قــالوا‬
‫ب ‪ ،‬ومن ال ن ردو ‪ .‬مع تفصي البخح األساس ال ي بُ علي ه ا الدلي وهـو القـو‬
‫بقاصد الشر عة‪ .‬وسأب ملهدي اسًخالص ما أرا الصواب من أقواهلم‪.‬‬
‫وملخص القو ه األدلة املخًلف فيها بـة اجملًهـد ن واألصـولية‪ ،‬أن اااـًال‬
‫فيها ُ ْشع ُر أهنا ليسـ قطعيـة‪ .‬و وهنـا ليسـ قطعيـة ـا إ لـرد وعـدم اعًبارهـا‪ ، .‬األصـو‬
‫ف أن تكون قينية‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫انظر ص ‪ 24 ،23‬من هذا البحث‪.‬‬
‫المائدة‪.48 /‬‬
‫‪31‬‬
‫الفص الثا‬
‫‪‬‬
‫مقاصد الشر عة‬
‫‪ ‬مقاصد الشر عة‬
‫‪ ‬مقاصد الشر عة هع ياسعا‪ ،‬أي نًال‪ ،‬تطبيقها‬
‫‪ ‬مقاصد الشر عة ليس مقاصد لألحكام‬
‫‪ ‬مقاصد األحكام‬
‫‪ ‬مللف املصاحل ودرء املفاسد‬
‫‪ ‬علريرة مللف املصاحل ودرء املفاسد‬
‫‪‬‬
‫املناسف‬
‫‪ ‬أقسام املناسف‬
‫‪ ‬أقسام املصاحل‬
‫‪32‬‬
33
‫مقاصد الشر عة‬
‫قب البخح‬
‫املصاحل املرسلة من حيح تعر فها‪ ،‬ومن حيح وهنا أصال من أصو‬
‫الشر عة‪ ،‬ا بد من احلد ح عن بعو املقدمات اليت اسًند ليها القاللون ابملصاحل دلي‬
‫رعع ومنها مقاصد الشر عة‪ ،‬ومللف املصاحل ودرء املفاسد‪ ،‬وعليرة ه‬
‫املصاحل‪.‬‬
‫املقاصد أو‬
‫مقاصد الشر عة‬
‫قو بعو األلمة األصولية ن للشر عة مقاصد‪ ،‬و هنا قد رع‬
‫حلفظ ه املقاصد‬
‫اخللق‪ .‬فيقو ا مديع‪ 1‬ع تاملقصود من رم احلكم ا علو أن كون من قبي املقاصد‬
‫الضرور ة‪ ،‬أو ا من قبي املقاصد الضرور ة‪ .‬فإن ان من قبي املقاصد الضرور ة‪ ،‬فإما أن‬
‫كون أصال‪ ،‬أو ا كون أصال‪ ،‬فإن ان أصال فهو الراملع ىل املقاصد اخلمسة اليت مل خت ُ‬
‫من رعا ًها ملة من املل ‪ ،‬وا ر عة من الشرالع‪ ،‬وهعع حفظ الد ن‪ ،‬والنفس‪ ،‬والعق ‪،‬‬
‫والنس ‪ ،‬واملا ‪ .‬واحلصر‬
‫مقصد روري اارج عنها‬
‫و‪،‬ل‬
‫املبالغة‬
‫ه‬
‫اخلمسة األنوام ا ان نظرا ىل الوقوم والعلم ابنًفاء‬
‫العادة ‪ ..‬و ن مل كن أصال فهو الًابع املكم للضروري‪،‬‬
‫حفظ العق بًخرمي رب القلي من املسكر الداعع ىل الكثري و ن مل‬
‫كن مسكرا‪ ،‬وأما ن مل كن املقصود من املقاصد الضرور ة‪ ،‬فإما أن كون من قبي ما‬
‫تدعو حاملة الناس لي ‪ ،‬أو ا تدعو لي احلاملة‪ ،‬فإن ان من قبي ما تدعو لي احلاملة‪،‬‬
‫(‪)1()1‬‬
‫اإلحكام في أصول األحكام‪ ،‬ج‪ 3‬ص‪.274‬‬
‫‪34‬‬
‫فإما أن كون أصال أو ا كون أصال‪ ،‬فإن ان أصال‪ ،‬فهو القسم الثا الراملع ىل‬
‫احلاملات الاالدة و‪،‬ل‬
‫ًسليط الود على تاو ‪ ،‬الصغرية ‪ ...‬و ن مل كن أصال فهو‬
‫الًابع اجلاري جمرص الًًمة والًكملة للقسم الثا و‪،‬ل‬
‫رعا ة الكفاءة ومهر املث‬
‫تاو ‪ ،‬الصغرية ‪ ...‬وأما ن ان املقصود ليس من قبي احلاملات الاالدة فهو القسم الثالح‬
‫وهو ما قع موقع الًخسة والًا ة ورعا ة حسن املناه‪،‬‬
‫العادات واملعامالت‪ ،‬و‪،‬ل‬
‫سلف العبيد أهلية الشهادة من حيح ن العبد از القدر واملنالة لكون مسًسخرا‬
‫للمال مشغوا خبدمً ت‪ .‬ا‪.‬هـ‪.‬‬
‫و قو اإلمام الشاطوع‪ 1‬ع توه املقاصد ا تعدو ثالثة أقسام‪ ،‬أحدها أن تكون‬
‫رور ة‪ ،‬والثا أن تكون حاملية‪ ،‬والثالح أن تكون حتسينية‪ .‬فأما الضرور ة فمعناها أهنا ا‬
‫بد منها‬
‫قيام مصاحل الد ن والدنيا‪ ،‬حبيح ‪،‬ا فقدت مل ر مصاحل الدنيا على اسًقامة‪،‬‬
‫ب على فساد وعارج وفوت حياة‪ ،‬و األارص فوت النةاة والنعيم والرملوم ابخلسران‬
‫املبةت‪ .‬و قو ع‪ 2‬ع توجمموم الضرورست مخسة‪ ،‬وهع ع حفظ الد ن‪ ،‬والنفس‪ ،‬والنس ‪،‬‬
‫واملا ‪ ،‬والعق ‪ ،‬وقد قالواع هنا مراعاة‬
‫ملةت‪ .‬و ضيفع‪ 3‬ع توأما احلامليات فمعناها‬
‫أهنا مفًقر ليه ا من حيح الًوسعة ورفع الضيق املادي‬
‫الغالف ىل احلرج واملشقة‬
‫ام دا على املكلفة على اجلملة احلرج واملشقةت‪ .‬ومن‬
‫الالحقة بفوت املطلوب‪ ،‬فإ‪،‬ا مل تُر َ‬
‫األمثلة على ‪،‬ل عند الشاطو تالراص املخففة ابلنسبة ىل حلوق املشقة ابملرخل‪،‬‬
‫والسفر‪ ،‬و ابحة الصيد‪ ،‬والًمًع ابلطيبات وا هو حال مأ ال‪ ،‬ومشراب‪ ،‬وملبسا‪ ،‬ومسكنا‪،‬‬
‫وما أ ب ‪،‬ل ‪...‬ت‪.‬‬
‫(‪ )1‬الموافقات‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.4‬‬
‫(‪ )2‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪6. ،5‬‬
‫‪ 3‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.6 ،5‬‬
‫‪35‬‬
‫توأما الًخسينات فمعناها األا با ليق من حماسن العادات و نف األحوا‬
‫املدنسات اليت أتنفها العقو الراملخات‪ ،‬و مع ‪،‬ل قسم مكارم األاالق‪ ،‬ومن أمثلًها‬
‫عند ع ت زالة النةاسة‬
‫العبادات والطهارات‪ ،‬وسف العورة‪ ،‬وأا الا نة‪ ،‬والًقرب بنواف‬
‫اخلريات والصدقات والقرابت وأ با ‪،‬ل ت‪ ،‬وَـ ُعد الشاطو املقاصد الضرور ة أصال‬
‫للخاملية والًخسينية‪ ،‬واملقاصد احلاملية أصال للًخسينيةع‪. 1‬‬
‫و هف ثري من األصولية ىل ه ا الًقسيم‪ ،‬وأن املصاحل اليت ترعاها و لبها‬
‫الشر عة تقع‬
‫ًف‬
‫املراتف الثال ع الضرور ة واحلاملية والًخسينية‪ ،‬و هف معظم من‬
‫ه‬
‫ه ا املو وم‬
‫املقاصد و قسموهنا بنفس الكيفية‪ ،‬أي ىل‬
‫عصرا ىل القو‬
‫رور ة وحاملية وحتسينية‪ .‬واملقاصد الضرور ة كاد ًفق األلمة األصوليون على أهنا‬
‫مخسة‪ ،‬وهعع حفظ الد ن والنفس والعق والنس واملا ‪ .‬وقد ملعلها البعو سًة فأ ا‬
‫ر اد‬
‫حفظ العرخل‪ .‬ومل ُ َس ل ْم ابتفاق الشرالع على اخلمسة امل ورة‪ .‬قا الشو ا‬
‫الفخو ع‪ 2‬ع تواعفخل على دعوص اتفاق الشرالع على اخلمسة امل ورة أبن اخلمر ان‬
‫مباحة‬
‫ور رد أبن املباي منها‬
‫الشرالع املًقدمة و صدر اإلسالم‪ُ ،‬‬
‫تل الشرالع هو ما‬
‫ملة ا قا الغااد‪ .‬وحكا ابن القشريي‬
‫ا بلغ حد السكر املا للعق فإن حمرم‬
‫عن ال َق لفا مث ازع فقا ع تواتر اخل أهنا ان مباحة على اإلطالق ومل ثب‬
‫ان‬
‫ىل حد ا ا العق ‪ .‬و ا قا النووي‬
‫أن اإلابحة‬
‫ري مسلم‪ ،‬ولفظ ع وأما ما قول من‬
‫ا حتصي عند أن املسكر مل ا حمرما فباط ا أص ل انًهىت ضيف الشو ا ع‪ 3‬ع‬
‫تقل ع وقد أتمل‬
‫الًوراة واإلجني فلم أملد فيهما ا ابحة اخلمر مطلقا من يري تقييد‬
‫بعدم السكر ب فيهما الًصر با ًعقف اخلمر من السكر و ابحة ‪،‬ل فلم ًم دعوص‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬انظر ص ‪.10 ،9‬‬
‫إرشاد الفحول‪ ،‬ص ‪.216‬‬
‫إرشاد الفحول‪ ،‬ص ‪.216‬‬
‫‪36‬‬
‫اتفاق املل على الًخرمي‪ .‬وقد زاد بعو املًأار ن سادسا وهو حفظ األعراخل فإن عادة‬
‫العقالء ب‬
‫رم‬
‫نفوسهم وأمواهلم دون أعرا هم وما فدي ابلضروري فهو ابلضرورة أوىل وقد‬
‫اجلنا ة علي ابلق‬
‫احلد‪..‬ت‪ .‬و ل‬
‫الكلياتع‪. 1‬‬
‫ع رد القرا املقاصد الضرور ة سًة وناها‬
‫عصرا رددون أن الضرورست مخسة وأهنا مراعاة‬
‫وُ ًراب األصو‬
‫و روهنا إبسقا‪ ،‬حفظ العرخل‪ ،‬ما عدا اإلمام تقع الد ن النبها فهو قو بقاصد‬
‫الشر عة ولكن ا سًسيغ قو هنا مراعاة‬
‫ملة‬
‫ملة‪ ،‬و هف ىل أن الضرورست انية‬
‫وليس مخسة‪.‬‬
‫قو ع‪ 2‬ع تفمثال املقاصد اخلمسة اليت قولون هنا مل خت ُ من رعا ًها ملة من‬
‫املل ‪ ،‬وا ر عة من الشرالع وهع حفظ الد ن‪ ،‬والنفس‪ ،‬والعق ‪ ،‬والنس ‪ ،‬واملا ‪ ،‬ليس‬
‫ما هو روري للمةًمع من حيح هو جمًمع‪ ،‬فإن حفظ الدولة وحفظ األمن وحفظ‬
‫الكرامة اإلنسانية هع أ ضا من رورات اجملًمع‪ ،‬فالضرورات ‪،‬ن‬
‫و ا هع انية‪ .‬أما ابلنسبة لألحكام الشرعية اليت رع‬
‫النظرة ىل بعضها ‪ ...‬فكيف تكون ه مقاصد‬
‫هلا‪ ،‬فإن األدسن ختًلف‬
‫ملة من املل ت‪ .‬وهو يا بة مقاصد‬
‫الشر عة ومقاصد بعو األحكام‪ ،‬فيقو ع‪ 3‬ع تومقاصد الشر عة ه‬
‫ك ‪ ،‬أي مقاصد الد ن اإلسالمع‪ ،‬وليس‬
‫واقعها ليس مخسة‬
‫هع مقاصد‬
‫هع مقاصد الشر عة‬
‫حكم بعين ت‪ .‬و قو ع‪ 4‬ع‬
‫تول ل جند الشارم الوق ال ي ربة في مقاصد الشر عة من حيح هع ك ‪ ،‬بة‬
‫مقصد من رم بعو أحكام بعينها‪ ،‬فقا عن الق اجلن واإلنسع عوما الق اجلن‬
‫واإلنس ا ليعبدون ‪ ،‬وقا يري ‪،‬ل‬
‫ثري من األحكام ‪ ..‬فال كون مقصد هللا من‬
‫(‪ )1‬انظر‪ :‬شرح تنقيح الفصول‪ ،‬ص ‪.392‬‬
‫(‪ )2‬الشخصية اإلسالمية‪ ،‬ج‪ ،3‬ص ‪382‬‬
‫(‪ )3‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.360‬‬
‫(‪ )4‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪361‬‬
‫‪37‬‬
‫رم حكم معة هو مقصد من الشر عة ك ‪ ،‬وا كون مقصد من الشر عة ك هو‬
‫مقصد من‬
‫حكم بعين ت‪.‬‬
‫ورن ا أوردا هنا األقوا‬
‫ابملصاحل املرسلة‪ ،‬فهم قولون ن ه‬
‫املقاصد ملا هلا من دور أو لكوهنا مقدمة للقو‬
‫املقاصد د ااسًقراء أهنا مللف املصاحل ودرء‬
‫املفاسد‪ ،‬مث َـعُ ردوهنا علال للشر عة ولألحكام فيشرعون األحكام قياسا على املصاحل‪.‬‬
‫ول ل فلن أحتد عن املقاصد هنا من حيح تقسيمها ىل رور ة وحاملية وحتسينية و ا‬
‫من حيح ه هع مللف املصاحل ودرء املفاسد أوا وه هع عل للشر عة ولألحكام أو‬
‫ا‬
‫مقاصد الشر عة هع ياسعا‪ ،‬أي نًال‪ ،‬تطبيقها‬
‫‪38‬‬
‫دل‬
‫النصوص على أن هل‬
‫الشر عة مقاصد هع بثابة الغا ة من تطبيقها على‬
‫اخللق‪ .‬قا تعاىلع عوما أرسلناج ا رمحة للعاملة ع‪ . 1‬وه ا النص نفع –بقول تومات‪ -‬أن‬
‫كون رسا الرسو لغرخل آار يري رمحة العاملة‪ .‬و رسا الرسو صلى هللا علي وسلم‬
‫ا ان ابلرسالة‪ ،‬فًكون الرسالة هع الرمحة‪ ،‬أي ن وملود ه الرسالة مطبقة على الناس‬
‫هو الرمحة‪ .‬و ‪،‬ا نا معرفة ه الرمحة‪ ،‬فلنا أن نًصور اجملًمع ال ي ليس في أثر لًطبيق‬
‫اإلسال م‪ ،‬وال ي أنظمً وقوانين من و ع البشر‪ ،‬فإن هك ا قوانة تادي ىل الفساد‬
‫والظلم والشقاء وعيش الضن ‪ .‬بينما ر عة اإلسالم خترج العباد من الفساد ىل الصالي‪،‬‬
‫ومن الظالم ىل النور‪ ،‬ومن الشقاء ىل الرااء‪.‬‬
‫وقا تعاىلع عوننا من القرآن ما هو فاء ورمحة للمامنة ع‪ . 2‬فا ًان تدان‬
‫على ما قصد الشارم من الرسالة ومن القرآن‪ ،‬وهو الشفاء والرمحة‪ ،‬وه ياست تنً‪،‬‬
‫عن الًطبيق‪ .‬فهع مقاصد بعىن ياست أي نًال‪ ،‬قد تنً‪ ،‬عن الشر عة وقد ا تنً‪.،‬‬
‫فالنصوص ليس فيها ما د على أن حصو ه‬
‫النًال‪ ،‬حًمع‪ ،‬ألن من الناس من‬
‫رفو ه الرسالة‪ ،‬ومن اجملًمعات من رفضها وا طبقها‪ ،‬ب حيار ا‪ ،‬فلن حتص فيهم‬
‫الغا ة‪ ،‬أو الرمحة اليت أرسل‬
‫ألمللها الرسالة‪ .‬فإرسا الرسو رمحة‪ ،‬و ناا القرآن فاء‬
‫ع احلا املقصود وملود من رسا الرسالة و ناا القرآن‪ ،‬أو بعىن أن هللا سبخان‬
‫وتعاىل رحم العاملة فأرس ليهم الرسالة‪ ،‬أو أرس ليهم الدواء أو العالج الشا ال ي‬
‫حيًاملون ملا هم في من أمراخل الشقاء والفساد و ن‬
‫رمحة‪ ،‬وليس‬
‫ا ًة ما د على أهنا رع ألهنا رمحة‪ ،‬ب املعىن أن تشر عها و رساهلا‬
‫هو الرمحة‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫العيش‪ .‬فالشر عة أرسل‬
‫لًكون‬
‫األنبياء ‪107 /‬‬
‫اإلسراء ‪82 /‬‬
‫‪39‬‬
‫واإلنسان‬
‫عالقات ‪ ،‬سواء مع نفس ‪ ،‬أو مع يري من املخلوقات‪ ،‬أو مع اخلالق‪ ،‬حباملة‬
‫ىل نظام‪ .‬وهو ا بد مندفع ىل قضاء حاملات وحتصي مصاحل ‪ .‬ووملود ر عة ل ليسري‬
‫حبسبها أمر حًمع‪ .‬وهل ا ان بة البشر رالع وأنظمة اًلفة‪ ،‬منها ما هو من و عهم ومنها‬
‫ما هو من عند اخلالق‪ ،‬وما ضع اإلنسان لنفس من أنظمة وقوانة هو بثابة ر عة وهلا قصد‬
‫أو مقاصد‪ ،‬حيددها اإلنسان نفس –ألن هو وا ع الشر عة‪ -‬بعقل ناء على ما را األصل‬
‫واألنفع واألقوم ل ‪ .‬واإلسالم شر عة أناهلا اخلالق ليخًكم ليها الناس‪ ،‬هلا مقاصد حيددها‬
‫ال ي أنا الشر عة وهو هللا سبخان وتعاىل‪.‬‬
‫و ف مالحظة أن املقاصد اليت حيددها اإلنسان بعقل عندما شرم لنفس ا دلي‬
‫وملف أن تكون هع املقاصد اليت ر دها اخلالق من تشر ع للرسالة‪ .‬و افة ىل ‪،‬ل ‪ ،‬فإن‬
‫اإلنسان قد ضع األنظمة والقوانة‪ ،‬أو حم اطة معينة‪ ،‬لًةلف ل مصاحل معينة أو ليص‬
‫ىل ياست معي نة‪ ،‬ولكن لكون مقدار ما هل أ‬
‫وا علم ‪ ،‬عوما أوتيًم من العلم ا‬
‫قليال ع‪ ، 1‬وألن ا حييط ابإلنسان حاطة كمة من حيح معرفً بغرالا وميول ودوافع ‪ ،‬وألن‬
‫ا حييط ابجملًمعات من حيح العلم بطبيعة وقوانة حر ًها هبوطا وارتفاعا‪ ،‬ألمل ‪،‬ل ‪ ،‬فقد‬
‫قصد ىل يا ة معينة‪ ،‬و شرم ما را ازما لًخصيلها‪ ،‬أو ضع اخلطة اليت راها األسلم‬
‫واأل بط للوصو ليها‪ ،‬ولكن فش وتكون النًيةة عكسية‪.‬‬
‫بينما اخلالق عند علم‬
‫صل ُ اإلنسان وما فسد ‪ ،‬وحييط ابإلنسان‬
‫عء‪ ،‬فيعلم ما ُ ْ‬
‫حاطة ا لخقها نقص عأا علم من الق وهو اللطيف اخلبري‬
‫اجملًمعات‪ ،‬وسنن الطبيعة‪ ،‬ول ل‬
‫ع‪2‬‬
‫و علم الغيف‪ ،‬وحر ة‬
‫فإن ‪،‬ا ملع للًشر ع يا ة‪ ،‬فإن الًشر ع كون ا بد‬
‫موصال ىل تل الغا ة ‪،‬ا الًُام‪ .‬قا تعاىلع ع ن ه ا القرآن هدي لليت هع أقوم ع‪. 3‬‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫اإلسراء ‪85/‬‬
‫الملك ‪.14/‬‬
‫اإلسراء‪.9 /‬‬
‫‪40‬‬
‫مقاصد الشر عة ليس مقاصد لألحكام‬
‫مث ن ه‬
‫املقاصد للشر عة‪ ،‬أي رمحة العاملة و فاء الناس‪ ،‬ا هع مقاصد‬
‫للشر عة ك ‪ ،‬وليس ألحكام معينة أي هع ليس‬
‫الشر عة‪ .‬فالنص قو ع عوما أرسلناج‪..‬‬
‫ابلرسالة‪ ،‬فيكون النص أن الرسالة –‬
‫ع‪1‬‬
‫مقاصد لك ملالية من ملاليات‬
‫ا ة‪ ،‬والرسو صلى هللا علي وسلم أرس‬
‫الرسالة‪ -‬هع الرمحة‪ .‬وقول تعاىلع عوننا من‬
‫ص أن القرآن هو الشفاء والرمحة‪ ،‬فًكون النصوص أن الرسالة‬
‫القرآن ‪ ..‬ع‪ 2‬ا ة‪ ،‬نَ ل‬
‫رسالة هع الرمحة‪ ،‬وأن القرآن وما د علي من سنة و مجام صخابة وقياس‪ ،‬أي‬
‫الشر عة‪ ،‬هع الشفاء والرمحة‪ .‬فيكون النصان دالة على أن الشر عة ك رمحة و فاء‪،‬‬
‫وليس فيهما دالة على مقاصد األحكام الًفصيلية‪ ،‬أو مقاصد بعو األحكام‪.‬‬
‫وقد ملاءت نصوص ود ر‬
‫واحد منها على مقصد معة‪ ،‬فيكون ه ا املقصد‬
‫مقصدا هل ا احلكم‪ ،‬أو هل ا الفع فقط وليس للشر عة‪ ،‬وا لغري من األحكام‪.‬‬
‫مقاصد األحكام‬
‫قا تعاىلع عوما الق‬
‫اجلن واإلنس ا ليعبدون ع‪ ، 3‬فعبادة اخلالق هع املقصد من‬
‫اخللق‪ ،‬وه ا املقصد قد ًخلف ما نرص‬
‫من ا عبد هللا‪ ،‬والنصوص نفسها تد على أن‬
‫من اجلن واإلنس من ا ُطيع‪ .‬وقا تعاىلع ع ُ ًف عليكم الصيام ما ًف على ال ن من‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫األنبياء‪.107 /‬‬
‫اإلسراء‪.82 /‬‬
‫الذاريات ‪.56 /‬‬
‫‪41‬‬
‫قبلكم لعلكم تًقون ع‪ . 1‬وقا ع ع ن الصالة تنهى عن الفخشاء واملنكر‬
‫ع‪2‬‬
‫فالًقوص والنهع‬
‫نًيةة قد حتص وقد ا حتص ‪ ،‬فاألمر ابلصيام واألمر ابلًقوص واألمر ابلصالة والنهع عن‬
‫الفخشاء واملنكر‬
‫‪،‬ل‬
‫اطاب تكليف من الشارم‪ ،‬خبال‬
‫قول تعاىلع عفالًقط آ‬
‫فرعون ليكون هلم عدوا وحاا ع‪ ، 3‬فكون عدوا وحاا هو املقصد من ملع آ فرعون‬
‫لًقطون ‪ ،‬وه‬
‫نًيةة أو يا ة جلعلهم لًقطون ‪ .‬وهع هنا ليس من قبي ما ًخلرف‪ ،‬ألهنا‬
‫ابار من هللا با ر د وبا سيكون‪ .‬فهع أمر أراد هللا سبخان أن كون وليس تكليفا‪.‬‬
‫فه الغاست أو املقاصد مقصودة من احلكم املعة أو من الفع املعة‪ ،‬وا عالقة‬
‫هلا بقاصد الشر عة ك ‪ ،‬ول ل‬
‫ليس هع مقاصد ألحكام أارص يري ه‬
‫األحكام اليت‬
‫وردت فيها‪.‬‬
‫وما أطلق علي املقاصد الضرور ة هو مقاصد ألحكام بعينها‪،‬‬
‫وليس‬
‫واحد مقصد حلكم‪،‬‬
‫واحد منها مقصدا لك األحكام‪ ،‬وا لك الشر عة‪ ، ،‬ا دالة على ‪،‬ل ‪.‬‬
‫وه املقاصد دل عليها النصوص‪ ،‬فخفظ الد ن مقصد لًخرمي اارتداد‪ ،‬وقد ح رد‬
‫ل الشارم عقوبة القً ع‪ . 4‬وحفظ العق مقصد لًخرمي اخلمر وما ا ل ‪ ،‬وقد ح رد علي‬
‫الشارم عقوبة اجللدع‪ . 5‬وحفظ النس مقصد لًخرمي الاا‪ ،‬وقد ح رد علي الشارم عقوبة الرملم‬
‫أو اجللدع‪ ، 6‬وحفظ املا مقصد لًخرمي السرقة‪ ،‬وقد ح رد علي الشارم عقوبة القطعع‪. 7‬‬
‫و ل جند حفظ الكرامة اإلنسانية مقصدا لًخرمي الق بغري بينة‪ ،‬وقد ح رد علي الشارم‬
‫اجللد انة‪ .‬وحفظ األمن مقصد لًخرمي اإلفساد األرخل‪ ،‬وقد ح رد علي الشارم عقوبة‬
‫القً أو الصلف أو قطع األ دي واألرمل من اال أو النفع من األرخل‪ .‬وحفظ الدولة أي‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫(‪)4‬‬
‫(‪)5‬‬
‫(‪)6‬‬
‫(‪)7‬‬
‫البقرة ‪.183 /‬‬
‫العنكبوت ‪.45 /‬‬
‫القصص ‪.8 /‬‬
‫انظر‪ :‬اإلحكام لآلمدي‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.274‬‬
‫المصدر نفسه‪.‬‬
‫المصدر نفسه‪.‬‬
‫المصدر نفسه‪.‬‬
‫‪42‬‬
‫وحدة األمة اإلسالمية وحفظ ياهنا مقصد لًخرمي رق عصا املسلمة و الًهم ةماعة و يان‬
‫أحكام قًا البغاة‪ .‬وقا رسو هللا صلى هللا علي وسلمع تمن‬
‫أو دولة‪ ،‬وقد ُ رع ْ ل ل‬
‫أك م وأمر م مجيع على رمل واحد ر د أن ش رق عصا م أو فرق مجاعًكم فاقًلو تع‪. 1‬‬
‫وقا ع ت ‪،‬ا بُو ع خلليفًة فاقًلوا ا ار منهماتع‪. 2‬‬
‫فه‬
‫‪،‬ل‬
‫مقاصد ألحكام‪ ،‬وليس‬
‫هع مقاصد للشر عة‪ ، ،‬مل تد النصوص على‬
‫فخفظ املا ليس مقصد الشر عة ك ‪ ،‬و ا مقصد حكم من أحكامها‪ ،‬وحفظ‬
‫ل ‪.‬و ل‬
‫النس‬
‫املقصد من حكم ليس مقصدا حلكم آار‪ ،‬فخفظ النس ليس‬
‫مقصدا لًخرمي السرقة وا العكس‪.‬‬
‫وه املقاصد تعر بنص الشارم عليها وا تعر ابلعق ‪ .‬فهع ياست‪ .‬وحتد دا‬
‫هلا أبهنا ياست هو ما فهم النص مبا رة‪ .‬والغا ة هع يا ة الًشر ع‪ .‬فمقاصد الشر عة هع‬
‫ياست تشر عها‪ .‬ومقاصد األحكام هع ياست تشر ع األحكام‪ .‬والغا ة من تشر ع حكم‬
‫معة ا حيددها ال ي رم احلكم وهو هللا سبخان وتعاىل‪ .‬وا كن للعق أن فهمها ا‬
‫إبابار هللا عنها‪ .‬أما ما دعي البعو من فهم مقاصد الًشر ع اباسًقراء‪ ،‬فال ص‬
‫ألسبابع‬
‫‪ -1‬ن األحكام اليت نص الشارم على مقاصدها ااًلف‬
‫مقاصدها‪ ،‬فكان لك‬
‫حك م مقصد يري ا ار‪ .‬فإ‪،‬ا وملد حكم مل نص الشارم على مقصد من ‪ ،‬فال‬
‫كن أن ردد مقصد الشارم من بناء على مقاصد األحكام األارص ألهنا‬
‫اًلفة‪.‬‬
‫‪ -2‬ن املشرم هو هللا‪ ،‬وا قاس على اإلنسان‪ ،‬فلو ان املشرم هو اإلنسان‪،‬‬
‫اسًطعنا أن نقف – ىل حد ما‪ -‬على حقيقة ماهيً ودوافع وعقليً إنسان‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫رواه مسلم في كتاب اإلمارة‪.‬‬
‫رواه مسلم في كتاب اإلمارة‪.‬‬
‫‪43‬‬
‫وابلًاد كن الظن بقصود أو بقاصد ‪ .‬أما و ن املشرم هو هللا سبخان وتعاىل‪،‬‬
‫فال كن الوقو على عء من ه ا‪ ،‬وابلًاد ا كن معرفة مقصد ما مل ع‬
‫عن ‪.‬‬
‫‪ -3‬اتفق األلمة على أن ة أحكاما ا كن للعق أن ًبة مقاصدها بدون ابار‬
‫هللا عنها‪ ،‬وهع أحكام العبادات‪ ،‬و‬
‫حكم مل ع الشارم عن مقصد من‬
‫كون مثلها‪ .‬وا قا ن ه ا ااص ابلعبادات ألن العبادات ملاء من الشر عة‬
‫وهع أوامر ونوا إ مث بقية األحكام‪ .‬وتصنيف أحكام الشر عة ىل عبادات‬
‫ومعامالت ويري ‪،‬ل ‪ ،‬ا ع ألحكام العبادات اصوصية ليس‬
‫ألحكام‬
‫املعامالت أو األاالق أو يريها‪ ،‬ألن ه ا الًصنيف من اإلنسان وليس بدلي‬
‫من الشر عة نفسها‪ .‬وهو تصنيف صخي‬
‫من حيح واقع ه‬
‫األحكام‪.‬‬
‫فالعبادات هع مجلة األحكام اليت تنظم عالقة اإلنسان مع االق ‪ ،‬وأحكام‬
‫املعامالت هع مجلة األحكام اليت تنظم عالقة اإلنسان مع يري من البشر‪.‬‬
‫واألاالق هع األحكام اليت تنظم عالقة اإلنسان بنفس ن ص الًعبري‪ ،‬أو قُ ْ ع‬
‫تنظم سلوج اإلنسان اخلاص ب ‪ ،‬أ ل ولبس وع ف ميول وطبع وماامل ‪.‬‬
‫ومثل الًقسيم ال ي صنف بعو األ ياءع مأ وات‪ ،‬ومشروابت‪ ،‬وملبوسات‪،‬‬
‫أوع مكيالت ومعدودات وموزوات‪ ،‬فه ا تقسيم لأل ياء من حيح واقعها‪ ،‬وا‬
‫كون ألي صنف ما ة أو اصوصية على يري ا بدلي من الشرم‪ .‬ومث ه ا‬
‫تقنة أحكام الشر عة وملعلها أنظمة‪ ،‬نظام اقًصادي‪ ،‬ونظام‬
‫الًصنيف‬
‫ُ‬
‫املًماعع‪ ،‬ونظام حكم‪ ،‬ونظام عقوابت‪ ،‬ونظام أو أحكام بينات‪ ،‬فه أنظمة‬
‫اًلفة من حيح واقعها أو من حيح طبيعة ما تعاجل ‪ .‬ولكنها أ ضا هع نظام‬
‫واحد هو نظام اإلسالم‪ ،‬ول ل‬
‫فال كن أن تُعطَى أحكام النظام ااقًصادي‬
‫‪44‬‬
‫النصوص‪ .‬و ل ابلنسبة‬
‫مثال وصفا معينا ليس لغري من األنظمة ا ‪،‬ا دل‬
‫ألحكام العبادات‪ .‬فعدم طلف مقاصد هلا ف أن سري على‬
‫ه ا من ملهة‪ ،‬ومن ملهة أارص‪ ،‬فإن‬
‫أن عبد هللا‬
‫أعمال ‪ ،‬قا‬
‫األحكام‪.‬‬
‫أحكام الشر عة عبادة واإلنسان ف‬
‫تعاىلع عوما الق‬
‫اجلن واإلنس ا‬
‫ليعبدون ع‪ . 1‬فكما أن الصالة عبادة‪ ،‬فالصدق عبادة‪ ،‬وطاعة األمري عبادة‪،‬‬
‫واجلهاد عبادة‪ ،‬و نف اخلمر عبادة وترج الراب عبادة‪.‬‬
‫‪ -4‬قد سًطيع العق أن درج أحياا مقصدا أو مقاصد بعىن حكمة أو ح َكم من‬
‫هع احلكمة من تشر ع ه ا‬
‫ُح ْكم معة ولكن ا سًطيع أن قرر أن ه‬
‫احلكم‪ ،‬فقد كون ما أدر من ح َك إم –ريم أمهيً ‪ -‬بنوس أمام حكمة يريها مل‬
‫در ها لقصور علم أو لعدم اطالع على الغيف‪ .‬ول ل‬
‫ا كن للعق أن‬
‫قرر احلكمة‪ ،‬و ن ان كن أن سًنً‪ ،‬حكمة أو ح َكما‪ ،‬أي أن اخلطأ هو‬
‫القو ع ه هع احلكمة‪ .‬ومن املمكن القو ع ه حكمة‪ ،‬أي بدون داا أ‬
‫الًعر ف‪.‬‬
‫وعلي فمقاصد األحكام ف أن تد عليها النصوص‪ .‬فما أا ا الشارم عن مقصد‬
‫في نقو ب سواء ان من العادات أو من العبادات‪ .‬وما د الشرم على ون علة‬
‫العادات أو العبادات‪ ،‬وما مل ع ا الشارم عن مقصد‬
‫نَـعُد ُ علة رعية سواء ان‬
‫في وا عن علً ا ص تعية مقصد ل أو تعليل ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫الذاريات‪56/‬‬
‫‪45‬‬
‫مللف املصاحل ودرء املفاسد‬
‫قا بعو األصولية والكاتبة‬
‫األصو ع ن مقاصد الشر عة ومقاصد األحكام‬
‫مدي مثال قو ع‪ 1‬ع ت‪ ...‬علمنا من‬
‫هع مللف املصاحل للناس ودرء املفاسد عنهم‪ .‬فا ر‬
‫حا الشارم أن ا َر ُد ابحلكم اليا عن احلكمة ‪ ،‬األحكام ا رع ملصاحل‬
‫العبيد‪ ،‬وليس ‪،‬ل‬
‫بطر ق الوملوب‪ ،‬ب ابلنظر ىل ملري العادة املألوفة من رم‬
‫األحكامت‪ ،‬وقول ليس بطر ق الوملوب هو خبالق قو املعًالة‪ ،‬وقول ابلنظر ىل ملري‬
‫العادة املألوفة أي ابسًقراء األحكام‪.‬‬
‫و قو أ ضاع‪ 2‬ع تاملقصود من رم احلكم ما مللف مصلخة أو دفع مضرة‪ ،‬أو‬
‫جمموم األمر ن ابلنسبة ىل العبد لًعاد الرب تعاىل عن الضرر واانًفام‪ ،‬وربا ان‬
‫‪،‬ل مقصودا للعبد ألن ماللم ل وموافق لنفس ت‪ .‬واملاللم هو بعىن املناسف‪ ،‬وهو‬
‫ع‪4‬‬
‫ع‪3‬‬
‫خل على‬
‫ما قا أبو ز د ما نق عن ا مدي " املناسف عبارة عما لو عُر َ‬
‫العقو لًلقً ابلقبو ت‪ .‬ولكن ا مدي رص أن األص أن قا عع‪ 5‬تاملناسف عبارة‬
‫عن وصف ظاهر منضبط لام من ترتيف احلكم على وفق حصو ما صل أن كون‬
‫مقصودا من رم ‪،‬ل‬
‫احلكمت‪ .‬و شف‪ ،‬ا مدي أن شهد نص اباعًبار للمصلخة‬
‫أو للمقصود أو املاللم‪ ،‬و ا فال ص ااعًبار‪ .‬قو ع‪ 6‬ع تاملناسف ال ي مل شهد ل‬
‫أص من أصو الشر عة اباعًبار‪ ...‬وا ظهر لغا و ع عن ابملناسف املرس ت‪.‬‬
‫(‪ )1‬اإلحكام‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.260‬‬
‫(‪ )2‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.271‬‬
‫(‪ )3‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪ .270‬وأبو زيد هو عبيد هللا بن عمر الدبوسي القاضي‪ ،‬مات ام ‪430‬هـ‪.‬‬
‫(‪ )4‬المصدر نفسه‪.‬‬
‫(‪ )5‬المصدر نفسه‪.‬‬
‫(‪ )6‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.284‬‬
‫‪46‬‬
‫وقا ع‪ 1‬ع ت وقد اتفق الفقهاء من الشافعية واحلنفية ويريهم على امًنام الًمس‬
‫ب‪،‬‬
‫وهو احلقت‪ .‬واملناسف املرس هو املصاحل املرسلة‪.‬‬
‫و ل‬
‫الشاطو رص أن املقاصد هع املصاحل‪ ،‬فيورد عند حد ث عن املقاصد‬
‫مقدمة فيقو ع‪ 2‬ع توهع أن و ع الشرالع ا هو ملصاحل العباد‬
‫العامل وا مل‬
‫معات‪ ،‬و قو ع ت ا ‪،‬ا اسًقر نا من الشر عة أهنا و ع ملصاحل العباد اسًقراء ا نازم‬
‫في الرازي وا يري ‪...‬تع‪ ، 3‬مث قو ع تو ‪،‬ا د ااسًقراء على ه ا و ان‬
‫القضية مفيدا للعلم فنخن نقطع أن األمر مسًمر‬
‫مث ه‬
‫مجيع تفاصي الشر عةتع‪. 4‬‬
‫و قو ع‪ 5‬ع ت‪ ...‬من حيح تعلق اخلطاب ا رعا فاملصلخة ‪،‬ا ان هع الغالبة عند‬
‫مناظرعا مع املفسدة‬
‫حكم ااعًياد‪ ،‬فهع املقصودة رعا‪ ،‬ولًخصيلها وقع الطلف‬
‫على العباد‪ ،‬ليةري قانوهنا على أقوم طر ق وأهدص سبي ‪ ،‬وليكون حصوهلا أي وأقرب‬
‫وأوىل بني املقصود على مقًضى العادات اجلار ة‬
‫فليس‬
‫بقصودة‬
‫ابلنظر ىل املصلخة‬
‫الدنيا‪ ،‬فإن تبعها مفسدة أو مشقة‬
‫رعية ‪،‬ل الفع وطلب ‪ ،‬و ل املفسدة ‪،‬ا ان هع الغالبة‬
‫حكم ااعًبار‪ ،‬فرفعها هو املقصود رعا‪ ،‬وألملل وقع النهع‪،‬‬
‫ليكون رفعها على أي وملو اإلمكان العادي‬
‫مثلها حسبما شهد ل‬
‫عق سليم‪،‬‬
‫فإن تبعًها مصلخة أو ل ة فليس هع املقصودة ابلنهع عن ‪،‬ل الفع ‪ ،‬ب املقصود‬
‫ما يلف‬
‫ملغاة‬
‫احمل ‪ ،‬وما سوص ‪،‬ل‬
‫ملغى‬
‫مقًضى النهع‪ ،‬ما ان‬
‫ملهة املفسدة‬
‫ملهة األمرت‪.‬‬
‫وهك ا فالشاطو رص من اسًقراء الشر عة‪ ،‬أي من النظر‬
‫ملالياعا‪ ،‬أن‬
‫أحكامها هلا مقاصد هع مللف املصاحل ودرء املفاسد‪ ،‬و ‪،‬ا أمر الشارم أبمر ووملد‬
‫(‪ )1‬المصدر نفسه‪.‬‬
‫(‪ )2‬الموافقات ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.3‬‬
‫(‪ )3‬المصدر نفسه‪.‬‬
‫(‪ )4‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.4‬‬
‫(‪ )5‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫‪47‬‬
‫العق أن‬
‫األمر ىل ملانف املصلخة مفسدة‪ ،‬فاملقصود من األمر املصلخة‪،‬‬
‫مقصودة‪ ،‬و ل‬
‫واملفسدة ليس‬
‫‪،‬ا هنى عن أمر و ان في بنظر العق ىل ملانف‬
‫املفسدة مصلخة‪ ،‬فاملصلخة ليس مقصودة ابلنهع‪ ،‬و ا املفسدة هع املقصودة‪ .‬و رص‬
‫أن ه ا ري‬
‫مجيع تفاصي الشر عة‪ ،‬أي أن املصلخة اليت ا نص فيها‪ ،‬فإهنا ري‬
‫احلكم بناء على ما فيها من مللف مصلخة أو درء مفسدة‪.‬‬
‫اجملرص نفس ‪ ،‬فًُعطَى‬
‫َ‬
‫قو ع‪ 1‬ع ت أص رعع مل شهد ل نص معة‪ ،‬و ان ماللما لًصرفات الشرم‬
‫ومأاو‪،‬ا معنا من أدلً فهو صخي‬
‫بىن علي ‪ ،‬و رملع لي ‪،‬ا ان ‪،‬ل األص قد‬
‫صار بةموم أدلً مقطوعا ب ‪ ،‬ألن األدلة ا لام أن تد على القطع ابحلكم‬
‫ابنفرادها دون انضمام يريها ليها ‪ ..‬و دا حت‬
‫ه ا رب ااسًدا ابملرس‬
‫ال ي اعًمد مال والشافعع‪ ،‬فإن و ن مل شهد للفرم أص معة‪ ،‬فقد هد ل أص‬
‫لع‪ ،‬واألص الكلع ‪،‬ا ان قطعيا قد ساوي األص املعةت لكن الشاطو ضع‬
‫ابطا اعًبار املصلخة اليت ا نص فيها‪ ،‬فيقو ع‪ 2‬ع تا بد من اعًبار املوافقة لقصد‬
‫الشارم‪ ،‬ألن املصاحل ا اعً ت مصاحل من حيح و عها الشارم‬
‫شف‪ ،‬أن ا تكون املصلخة ملغاة‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫نظر الشر عة‪.‬‬
‫الموافقات‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.15‬‬
‫الموافقات‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص ‪.16‬‬
‫‪48‬‬
‫ل ت‪ ،‬و ل‬
‫علريرة مللف املصاحل ودرء املفاسد‬
‫و ىل ه ا هف بعو األصوليةع‪ ، 1‬فيع ردون املصاحل علة للشر عة‪ ،‬ومللف‬
‫املصاحل ودرء املفاسد علال لألحكام الشرعية‪ .‬فا مدي مثال عد املصلخة وصفا ص‬
‫نصب علة للخكم‪ ،‬ولكن شف‪ ،‬أن د الدلي على ون مصلخة حم كون معً ا‪.‬‬
‫وهو عقد ل ل‬
‫وااعًبار دلي‬
‫فصال فيقو ع‪ 2‬ع تالفص الثامن‬
‫ون الوصف علة و‪،‬ل‬
‫قامة الدالة على أن املناسبة‬
‫ألن األحكام ا رع‬
‫ملقاصد العباد‪ ،‬أما‬
‫أهنا مشروعة ملقاصد وحكم فيد علي اإلمجام واملعقو ت‪.‬‬
‫والشاطو رص أن العادات وا اعً الشارم فيها االًفات ىل املعا ‪ ،‬أي العل ‪،‬‬
‫و رص العل مصاحل‪ ،‬فيقو ع‪ 3‬ع تاألص‬
‫العادات االًفات ىل املعا ‪ ...‬فإا وملدا‬
‫الشارم قاصدا ملصاحل العباد‪ ،‬واألحكام العاد ة تدور مع حيح دار‪ ،‬ففص الشعء‬
‫الواحد نع‬
‫ىل أمل ‪ً ،‬نع‬
‫حا ا تكون في مصلخة‪ ،‬فإ‪،‬ا ان في مصلخة ملاز الدرهم ابلدرهم‬
‫املبا عة و وز‬
‫القرخل‪ ..‬وأن الشارم توسع‬
‫بيان العل واحلكم‬
‫تشر ع ابب العادات‪ ...‬وأ ثر ما عل فيها ابملناسف ال ي ‪،‬ا عرخل على العقو‬
‫تلقً ابلقبو ‪ ،‬ففهمنا من ‪،‬ل‬
‫أن الشارم قصد فيها اتبام املعا ا الوقو‬
‫مع‬
‫النصوص‪ ،‬خبال ابب العبادات‪..‬ت‪.‬‬
‫وهك ا فإننا جند عند ثري من األصولية ال هاب ىل أن املناسبة بة احلكم‬
‫والوصف علة‪ ،‬وه ا ان املدا للقو ابملصاحل املرسلة‪ ،‬وأحبا‬
‫ومسالكها‪ ،‬أو الدا عليها من أحبا‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫(‪)4‬‬
‫املناسبة‪ ،‬والعلة‬
‫القياس‪ .‬قا القرا ع‪ 4‬ع تالدا على العلة‬
‫وإلى هذا أيضا ً يذهب معظم الكتاب العاصرين في األصول‪ ،‬سنورد بعض آرائهم الحقاً‪.‬‬
‫اإلحكام‪ ،‬ج‪ ،3‬ص ‪.285‬‬
‫الموافقات‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.225‬‬
‫شرح تنقيح الفصول‪.‬‬
‫‪49‬‬
‫انيةع النص واإل اء واملناسبة والشب والدوران والس والطرد وتنقي املنا‪،‬ت‪ .‬و‪ ،‬ر‬
‫الرازي‬
‫احملصو أهنا عشرة باسدة اإلمجام والًقسيم‪ .‬و ثريون علون املناسبة من‬
‫األمور الدالة على العلة‪ .‬فما هع املناسبة أوع ما هو املناسف‬
‫‪50‬‬
‫املناسف‬
‫قا الشو ا ع‪ 1‬ع تاملناسبة هع عمدة ًاب القياس وحم يمو‬
‫وو وح ‪،‬‬
‫و سمى اسًخراملها ختر ‪ ،‬املنا‪،‬ت‪ .‬ونسف الشو ا ىل احملصو ع تأن الناس ‪ ،‬روا‬
‫تعر ف املناسف ي ةع األو ع أن املفضع ىل ما وافق اإلنسان حتصيال و بقاء وقد‬
‫ع عن الًخصي جبلف املنفعة وعن اإلبقاء بدفع املضرة‪ ..‬والثا ع أن املاللم ألفعا‬
‫العقالء‬
‫العادات‪ ،‬فإن قا ه‬
‫اللالاة تناسف ه‬
‫اللالاة‬
‫اجلمع بينهما‬
‫سل واحد مًاللمتع‪. 2‬‬
‫عرف البعو أبن ‪-‬املناسف‪ -‬عبارة عما لو عرخل على العقو تلقً ابلقبو ‪،‬‬
‫وقد ر‬
‫قا أبو ز د الدبروسع‪ ،‬وقال الشاطو‪ .‬و‪ ،‬ر ابن قدامة املقدسع أن املناسف هو‬
‫الوصف ال ي كون ثبات احلكم عقيب مصلخةع‪ . 3‬و رب علع الشا ع مثال‬
‫فقا ع‪ 4‬ع ت ‪،‬ا رأ نا خصا أعطى فقريا درمها يلف على الظن أن اإلعطاء لدفع حاملة‬
‫الفقري وحتصي مصاحل الثوابت‪ ،‬و سًنبط من ه ا أن دفع احلاملة وحتصي الثواب‬
‫وصف مناسف فيكون علة لإلعطاء‪.‬‬
‫و نق الشو ا عن الرازي قول ع‪ 5‬ع تاملناسبة ما تضمن حتصي مصلخة أو درء‬
‫مفسدة‪ ،‬فاألو‬
‫الغىن علة لوملوب الا اة‪ ،‬والثا‬
‫اإلسكار علة لًخرمي اخلمرت‪.‬‬
‫و نق أ ضا عن ابن احلاملف تعر ف للمناسفع‪ 6‬ع تاملناسف وصف ظاهر منضبط‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫(‪)4‬‬
‫(‪)5‬‬
‫(‪)6‬‬
‫إرشاد الفحول‪ ،‬ص ‪.215 -214‬‬
‫المصدر نفسه‪.‬‬
‫روضة الناظر وجنة المناظر‪.‬‬
‫أصول الشاشي‪.‬‬
‫إرشاد الفحول‪.‬‬
‫المصدر نفسه‪.‬‬
‫‪51‬‬
‫حيص عقال من ترتيف احلكم علي ما صل أن كون مقصودا من حصو مصلخة أو‬
‫دفع مفسدةت‪ ،‬والًعار ف ه‬
‫لها تُدد ابملعىن نفس تقر با‪.‬‬
‫و رص سيف الد ن ا مدي أن األص‬
‫تعر ف املناسفع‪ 1‬ع تهو عبارة عن‬
‫وصف ظاهر منضبط لام من ترتيف احلكم على وفق حصو ما صل أن كون‬
‫مقصودا من رم احلكمت‪ ،‬وه ا الًعر ف عًلف عن الًعار ف السابقة أبن ا ظهر‬
‫للعق دورا‬
‫تقر ر املناسبة‪ ،‬وابلًاد‬
‫وعلى اااًال‬
‫تقر ر العلة وابلًاد‬
‫فهم واقع املناسف نب ااًال وتفصي‬
‫الدالة على الًعلي أو ر رد أو الًفصي في ‪ .‬ول ل‬
‫املناسف أقساماع املاثر واملاللم والغر ف‪.‬‬
‫وعند الًخقيق‬
‫الًشر ع ابلعق ‪.‬‬
‫قبول أص‬
‫جند ألمة األصو ‪ ،‬روا‬
‫معىن املناسف ًبة أن طلق إبزاء معنية‪ .‬األو ع ما ليس للعق‬
‫أن حيكم في أو قرر‪ ،‬وليس ا أن فهم املناسبة من النص أو النصوص الدالة عليها‪.‬‬
‫واملناسبة‬
‫ا املعىن هع املناسبة بة احلكم والوصف‪ ،‬وهع املناسبة اليت ملعلها بعو‬
‫الوصف ل ل‬
‫األلمة من الدال على علريرة ‪،‬ل‬
‫أن د عليها الشرم‪ ،‬وأن فهم الفقي أو اجملًهد تل‬
‫النصوص‪ .‬وزسدة‬
‫احلكم‪ .‬فاملناسبة‬
‫ا املعىن ا بد‬
‫الدالة فهما من النص أو‬
‫الًأ يد والًو ي فإن ه ا املعىن ا ًضمن أن عة الفقي أو‬
‫اجملًهد املناسبة بعقل ‪ ،‬ألن ه ا هوص وتشر ع ابلعق ‪.‬‬
‫واملعىن الثا للمناسف هو ما ص للعق أن حيكم في وأن قرر ‪-‬وه ا ًخًم‬
‫أن كون اارج أمور الًشر ع‪ ،‬ألن الًشر ع حتسة وتقبي ‪ ،‬والعق ا دور ل فيهما‪-‬‬
‫أو أن كون وا أبي لإلنسان أن حيكم في ‪ .‬وه ا املعىن في أنوام‪ ،‬فقد كون في ما‬
‫ـُ ْر َمل ُع في ىل اخلطأ والصواب‪ ،‬أو ما رملع في ىل العر أو ىل الطبع واملااج‪ .‬مثا‬
‫(‪)1‬‬
‫المصدر نفسه‪.‬‬
‫‪52‬‬
‫أنوام األسلخة‪ ،‬فه ا‬
‫عدو سًعم أحد‬
‫األو داو احلرب أبسلخة قد ة د ر‬
‫قا في ن اطأ ويري مناسف‪ .‬والثا ع الاسرة بعد منًصف اللي أو وق القيلولة‪،‬‬
‫فه ا أ ضا ُسًعم في قو ع يري مناسف‪ .‬والثالح أن قا ع ه ا اللون ناسف ه ا‬
‫اللون أو ا ناسب ‪ ،‬أو ه احلبرات مًناسبة مع بعضها لًكون سل واحد‪ .‬وقد‬
‫كون من املناسف أمور عسر و عها حت‬
‫نوم معة‪ ،‬قو ع ه ان الاوملان ناسف‬
‫منهما ا ار‪ ،‬فقد تكون املناسبة عالدة ىل الطبام أو ىل امليو أو ىل‬
‫ااهًمامات عند‬
‫منهما أو يري ‪،‬ل ‪.‬‬
‫وه ا املعىن الثا للمناسبة ا فيد‬
‫وحد ‪ .‬فكان‬
‫الًعلي ألن ال ي حكم ا هو العق‬
‫العلة علة عقلية‪ ،‬و ان احلكم حكما عقليا‪ .‬ومل تكن العلة رعية وا‬
‫احلكم رعيا‪.‬‬
‫وقد اتفق القالسون على اعًبار املناسبة اليت ‪ ،‬راها عند املعىن األو ‪ .‬وهع‬
‫املناسبة اليت د عليها الشرم‪ .‬أو ما قالوا فيهاع املناسف ال ي هد ل الشرم‬
‫اباعًبار‪ .‬أما املناسف ال ي مل شهد ل الشرم اباعًبار‪ ،‬فهو من قبي النوم الثا ‪،‬‬
‫أي املناسف حبكم العق وحد ‪ ،‬فه ا قسمانع قسم هد الشرم إبلغال ‪ ،‬وه ا اتفق‬
‫على ر رد ‪ .‬وقسم مل شهد ل الشرم ابعًبار وا لغاء‪ ،‬وه ا ااًلف في ول ل‬
‫البعو أن الع ة ليس‬
‫ابملناسف‪ ، .‬ن ثريا ما كون يري ماثر‬
‫رأص‬
‫احلكم‪ .‬وأطلق‬
‫على يري املاثرع املناسف الغر ف‪ .‬قا ابن تيميةع‪ 1‬ع تو ن عُل َم أتثري الوصف‬
‫حكم‬
‫يري األص بنص أو‬
‫األص اباسًنبا‪ ،‬و ان الوصف مناسبا‪ ،‬فإما أن ـُ ْعلَ َم أتثري‬
‫مجام أو أن ا علم ل أتثري يري األص ‪ .‬فاألو هو املناسف املاثر واملاللم والثا‬
‫هو الغر ف‪..‬ت مث قا ع‪ 2‬ع تو الم القا ع والعراقية قًضع أهنم ا حيًةون ابملناسف‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫المسودة ص ‪.408‬‬
‫المصدر نفسه‪.‬‬
‫‪53‬‬
‫الغر ف وحيًةون ابملاثر مناسبا ان أو يري مناسفت‪ .‬وه ا د على اعًبار املناسف‬
‫أحياا وعدم اعًبار أحياا أارص‪ ،‬وأن املاثر عً دالما‪ .‬وه ا مرد أن املناسف قد‬
‫كون بدالة الشرم ‪ -‬ما قا ابن تيمية بنص أو مجام‪ -‬وابلًاد كون معً ا‪ ،‬وقد‬
‫كون بخو العق وابلًاد ا كون معً ا‪.‬‬
‫أقسام املناسف‬
‫أما ال ن توسعوا‬
‫اسًخراج املناسبة وع ردوها علة‪ ،‬ولو ان جمردة عن ااعًبار‬
‫قرروا لألحكام علال ا شهد هلا‬
‫الشرعع‪ ،‬وأفلًوا لعقوهلم العنان ليبخثوا و ق ردروا و ر‬
‫الشرم بدالة لية وا ملالية‪ ،‬فقد وقعوا أاطاء‪ ،‬واحظوا أن تعليالعم ومقًضيات‬
‫عقوهلم ثريا ما أتيت مصادمة للشرم‪ ،‬واحظوا أن الشرم ثريا ما تكون أحكام االفة‬
‫ملقًضيات املناسف العقلع‪ ،‬مثا ‪،‬ل‬
‫األمة‪ ،‬و اعًبار املاء فقط‬
‫عدة احلرة وعدة األمة وعورة احلرة وعورة‬
‫الطهارة‪ ،‬وعند فقد الفاب‪ ،‬وعدم اعًبار املطهرات‬
‫الكيماو ة الكخو وما ا ها‪ ،‬فه ا وا ا ًفق في الشرم مع املناسف العقلع‪.‬‬
‫عند الوقوم‬
‫ه الًناقضات لوحظ أن من املناسف العقلع ما أييت أحياا مًفقا‬
‫مع الشرم‪ ،‬ومن ما ظهر تصادم مع الشرم‪ .‬ومن ما ا وملد نص ا د وا نص‬
‫رد ‪ .‬فقسموا املناسف ىل ثالثة أقسامع‬
‫القسم األو ع وهو املناسف ال ي هد ل الشرم اباعًبار و طلق علي املناسف‬
‫املعً ‪.‬‬
‫القسم الثا ع وهو املناسف ال ي هد الشرم إبلغال ‪ ،‬وهو ال ي قرر العق علة‬
‫للًشر ع‪ ،‬ولكن الشرم د على عدم مناسبً وعدم عليً ‪.‬‬
‫‪54‬‬
‫القسم الثالحع وهو املناسف ‪-‬العقلع‪ -‬ال ي مل شهد ل الشرم ابعًبار وا لغاء‪.‬‬
‫وهو ال ي قا ل املناسف املرس ‪.‬‬
‫وقد قالوا ن املناسف هو املصلخة‪ .‬فقالواع املصلخة املرسلة‪ .‬وه ا من قبي‬
‫اعًبار ملنس الوصف‬
‫ملنس احلكم‪ ، .‬مهما ان الوصف ال ي ملاء ألملل احلكم‬
‫فإن ه ا الوصف مصلخة‪ .‬والعق ا رص مناسبا ا ما را مصلخة‪ .‬فك العل‬
‫معها وصف املصلخة‪ .‬مث ن املصلخة موملودة‬
‫موملودة‬
‫حكم طلب الشارم‪ ،‬واملفسدة‬
‫حكم هنى عن الشارم‪ ،‬ودرء املفسدة مصلخة‪ ،‬فًكون املصلخة هع‬
‫الوصف املناسف‬
‫أي حكم‪ ،‬سواء أ ان طلف فع أم طلف ترج‪.‬‬
‫أقسام املصاحل‬
‫وبناء على ه ا‪ ،‬أي تقر ر أن الوصف املناسف هو املصلخة‪ ،‬ي تقسيم املصاحل‬
‫من حيح ااعًبار‪ ،‬مث تقسيم املناسف ىل ثالثة أقسامع‬
‫القسم األو ع املصاحل املعً ة وهع اليت هد هلا الشرم اباعًبار بدلي نص عليها‪.‬‬
‫القسم الثا ع املصاحل امللغاة وهع اليت هد الشرم ببطالهنا‪ ،‬و‪،‬ل‬
‫فًوص حيىي بن‬
‫حيىي الفقي املالكع للخليفة عبد الرمحن بن احلكم األموي ملا واقع‬
‫هنار رمضان أن‬
‫علي صوم هر ن مًًابعة‪ ،‬فلما أنكر علي ‪،‬ل حيح مل أيمر إبعًاق رقبة مع اتسام‬
‫مال ل ل قا ع لو أمرت بًل لسه علي ‪،‬ل واسًخقر عًاق رقبة‬
‫هوت ‪ ،‬فكان‬
‫املصلخة‬
‫ملنف قضاء‬
‫اب الصوم ليناملر ب ‪ .‬فه ا قو ابط االف لنص‬
‫السنة ألن الرسو صلى هللا علي وسلم قا لألعرا ال ي قا ل ع واقع‬
‫‪55‬‬
‫أهلع‬
‫رمضان‪ .‬قا ل ع تأعًق رقبة‪ ،‬قا ع ا أملدها‪ .‬قا ع صم هر ن مًًابعة‪ .‬قا ع ا‬
‫عدم اعًبارها‪.‬‬
‫أطيق‪ .‬قا ع أطعم سًة مسكيناتع‪ . 1‬وه املصاحل ا اال‬
‫القسم الثالحع ما مل شهد ل الشرم اباعًبار وا ابلبطالن‪ .‬وه ا القسم هو ما أطلق‬
‫ع املرسلة من الدلي ‪ .‬فال دلي من الشرم‬
‫علي املصاحل املرسلة‪ .‬وهع ما هو وا‬
‫د عليها‪ .‬و ا تعً املصلخة بناء على نظر العق أبهنا لف مصلخة أو نفعا أو‬
‫صالحا‪ ،‬أو تدفع ررا أو تدرأ فسادا‪.‬‬
‫و ىل ه ا الًقسيم للمصاحل والًعلي ابملصلخة هف ثري من املعاصر ن من‬
‫الكًاب‬
‫األصو ع‪ . 2‬فمثال الد ًور حممد سعيد رمضان البوطع سًنً‪ ،‬أن املصاحل‬
‫عل لألحكام‪ ،‬ولكن ضع للمصلخة روطا سميها وابط فيقو ع‪ 3‬ع تعلى أن‬
‫ال ن اعً وا العقالد واألمور الًعبد ة قالمة على املصاحل األارو ة‪ ،‬ا عالفون فيما‬
‫‪ ،‬را ‪ ،‬و ا قصدهم أهنا يري مسًندة ىل وصف مناسف وا‬
‫القياس بوملب ‪ ،‬خبال‬
‫األ‪،‬هان كن‬
‫املعامالت وبقية األحكام املفصلة مبا رة بصاحل احلياة‬
‫الدنيو ة‪ ،‬فهع أو معظمها قالم على أساس العل الوا خة‬
‫للقياس عليهات‪ ،‬فهو َـ ُع رد املصاحل وصفا مناسبا‪ ،‬جملرد أن ًض‬
‫األ‪،‬هان وا فس اجملا‬
‫ال هن أهنا مصاحل‪،‬‬
‫وب ل تكون علة لألحكام‪.‬‬
‫عنوانع تمللف‬
‫أما اإلمام النبها فيناقش مو وم علريرة املصاحل إبسهاب حت‬
‫املصاحل ودرء املفاسد ليسا علة للشر عة بوصفها ال وا علة ألي حكم بعين تع‪. 4‬‬
‫وهو يا مقصد الشر عة أو الغا ة عن العلة‪ ،‬فيقو ع‪ 5‬ع تالغا ة من الشر عة اإلسالمية‬
‫(‪ )1‬هذه القصة نجدها في معظم كتب األصول التي تتحدث عن المصالح المرسلة‪.‬‬
‫(‪ )2‬كالبوطي والبغا مثالً‪ ،‬وهذا يستشهدان بنفس نصوص الشاطبي تقريباً‪ .‬انظر أثر األدلة المختلف فيها‪ ،‬ص‪،40-38‬‬
‫وانظر كتاب ضوابط المصلحة‪.‬‬
‫(‪ )3‬ضوابط المصلحة‪ ،‬ص ‪.87‬‬
‫(‪ )4‬الشخصية اإلسالمية‪ ،‬ج‪ ،3‬ص ‪.367‬‬
‫(‪ )5‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.375‬‬
‫‪56‬‬
‫بوصفها ال هو مللف املصاحل ودرء املفاسد‪ ،‬وليس مللف املصاحل هو علة الشر عة‬
‫اإلسالمية بوصفها ال وا هو الغا ة من‬
‫حكم بعين من أحكام الشر عة‪ ،‬وا علة‬
‫لك حكم بعين ت‪ ،‬و قو ع‪ 1‬ع توعلي فإن مللف املصاحل ودرء املفاسد ا وملود هلا‬
‫األحكام الشرعية‪ ،‬ا من حيح اسًنباطها‪ ،‬وا من حيح تشر عها وليس مها علة‬
‫لألحكام وا بومل من الوملو ‪ ،‬وحم العل الشرعية املسًنبطة من أدلة رعية‪ ،‬ليس‬
‫هع مصاحل العباد‪ ،‬و ا هع املعا اليت د عليها الدلي الشرعع بغو النظر عن‬
‫املصاحل واملفاسدت‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.385‬‬
‫‪57‬‬
‫‪ ‬املصاحل املرسلة‬
‫الفص الثالح‬
‫‪ ‬أدلة القاللة ابملصاحل املرسلة‬
‫‪ ‬موقف العلماء من املصاحل املرسلة‬
‫‪ ‬املصاحل املرسلة ليس دليال رعيا‬
‫‪ ‬مناقشة األدلة اليت أوردها القاللون اباسًصالي‪.‬‬
‫­ الدلي األو ع اعًبار الشارم ملنس املصاحل‬
‫ملنس األحكام‪.‬‬
‫­ الدلي الثا ع قرار الرسو معا‪،‬ا‪...‬‬
‫­ الدلي الثالحع األص‬
‫العادات االًفات ىل املعا ‪.‬‬
‫­ الدلي الرابعع تغري العادات وعدم فا ة النصوص‪.‬‬
‫­ الدلي اخلامسع عشرة أمثلة من أعما الصخابة ومجلة من‬
‫أعما الًابعة‪.‬‬
‫‪ ‬األدلة على أن املصاحل ليس دليال رعيا‪.‬‬
‫‪58‬‬
59
‫املصاحل املرسلة‬
‫مر معنا تعبري ا مدي عنها ابملناسف املرس ‪ ،‬والًعبريان الشالعان مهاع املصـاحل‬
‫لقد ر‬
‫املرســلة‪ ،‬وااسًصــالي‪ .‬ومــر معنــا ـ ل أن املصــاحل املرســلة هــع املصــاحل الــيت مل شــهد هلــا‬
‫الشـرم اباعًبــار وا ابإللغــاء‪ .‬وهـع األفعــا الــيت قصـد ــا مللــف مصـلخة أو دفــع مفســدة‬
‫وليس هلا دلي من الشرم‪ .‬قا الشو ا ع‪ 1‬ع توقا ابن برهان هـع مـا تسـًند ىل أصـ‬
‫وا ملالــعت‪ .‬وااسًصــالي قيـ طلـف اإلصــالي وقيـ طلــف الصــالي‪ .‬وهــو‬
‫األصــود ااســًدا ابملصــخلة علــى احلكــم الشــرعع‪ ،‬ضــا‬
‫داالة‬
‫لـع‬
‫ااصــطالي‬
‫ليهمــا أن تكــون املص ــلخة‬
‫مقاصد الشارم‪ .‬وقا الشـو ا ع‪ 2‬ع تناهـا بعضـهم تاباسـًدا ابملرسـ ت وأطلـق‬
‫مام احلرمة وابن السمعا عليها اسم ااسًدا ت‪.‬‬
‫وفيما سبق من هـ ا البخـح فا ـة لبيـان يفيـة ااسـًدا للقـو ابملصـاحل املرسـلة‪،‬‬
‫وفيما لع ملخص القو ‪ ،‬وهو بثابة دلي على حةية املصاحل املرسلة‪.‬‬
‫ن للش ــر عة مقاصـ ــد‪ ،‬وهـ ـ املقاصـ ــد ثبـ ـ ااسـ ــًقراء أهن ــا مللـ ــف املصـ ــاحل ودرء‬
‫املفاســد‪ .‬و ‪،‬ا ثب ـ ه ـ ا ابســًقراء نصــوص الشــر عة فإن ـ كــون أصــال ليــا‪ ،‬و ــري تطبيق ـ‬
‫علــى اجلاليــات الــيت لــيس فيهــا نــص أو دلي ـ اــاص‪ ،‬أي علــى مــا مل كــن مــن ــمن مــا‬
‫اســًقر ‪ .‬فــإن املســال الــيت لــيس فيهــا نــص أو مجــام ُنظــر فيهــا حبســف مــا نــً‪ ،‬عنهــا مــن‬
‫مص ــاحل أو مفاس ــد‪ ،‬و عط ــى احلك ــم الش ــرعع هل ــا بن ــاء عل ــى هـ ـ ا النظ ــر‪ ،‬ويي ــاب ال ــدلي‬
‫الًفصــيلع الــدا علــى احلكــم ا عـ أن احلكــم املبـ علــى مللــف مصــلخة أو درء مفســدة‬
‫ليس رعيا‪ ، ،‬ل دلي قد كون أقوص من الدلي الًفصيلع‪ ،‬وهو الدلي الكلع املسـًنبط‬
‫اباســًقراء‪ .‬وهـ ا الفهــم هــو عمــدة قــو ـ القــاللة حبةيــة املصــاحل املرســلة‪ .‬مث بعــد ‪،‬لـ‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫إرشاد الفحول‪ ،‬ص ‪.242‬‬
‫المصدر السابق‪.‬‬
‫‪60‬‬
‫حيــاولون ااســًدا بــبعو أعمــا الصــخابة ر ــوان هللا علــيهم‪ ،‬علــى أهنــا ان ـ اســًداا‬
‫منهم ‪-‬أي الصخابة‪ -‬ابملصلخة املرسلة‪.‬‬
‫أمـا ااســًقراء الـ ي ًخــدثون عنـ ‪ ،‬فقـد أورد أمثلــة منـ الشــاطو‪ ،‬وسأعر ــها مــا‬
‫وردت عنــد ‪ .‬قــو ع‪ 1‬ع تواملعًمــد ــا هــو أا اســًقر نا مــن الشــر عة أهنــا و ــع ملصــاحل‬
‫العبــاد‪ ،‬اس ــًقراء ا نــازم فيـ ـ ال ـرازي وا ي ــري ‪ .‬فــإن هللا تع ــاىل قــو‬
‫بعث ــة الرس ـ وه ــو‬
‫األص ـ سرســال مبشــر ن ومن ـ ر ن ل ـ ال كــون للنــاس علــى هللا حةــة بعــد الرس ـ ع‪ . 2‬سومــا‬
‫أصـ اخللقـةع سوهـو الـ ي الـق السـموات واألرخل‬
‫أرسلناج ا رمحة للعاملة ع‪ . 3‬وقـا‬
‫س ــًة أسم و ــان عر ـ ـ عل ــى امل ــاء ليبل ــو م أ ك ــم أحس ــن عم ــال ع‪ . 4‬سوم ــا القـ ـ اجل ــن‬
‫واإلنــس ا ليعبــدون ع‪ . 5‬سال ـ ي الــق املــوت واحليــاة ليبلــو م أ كــم أحســن عمــال‬
‫و ‪،‬ا د ر ‪-‬والكالم ما زا للشاطو‪ -‬ااسًقراء على هـ ا و ـان‬
‫للعلــم‪ ،‬فــنخن نقطــع أبن األمــر مســًمر‬
‫ع‪6‬‬
‫‪...‬‬
‫مثـ هـ القضـية مفيـدا‬
‫مجيــع تفاصــي الشــر عة‪...‬تع‪ . 7‬فه ـ أمثلــة مــن‬
‫اجلاليات املسًقرأة لًد على أن املصاحل املرسلة دلي ٌ رعع‪.‬‬
‫و ل ورد أحد املعاصر ن ع‪ 8‬أدلة على مراعاة الشـر عة للمصـاحل‪ ،‬نـ ر بعضـها‪.‬‬
‫قو ع تقول تعـاىلع س ن هللا أيمـر ابلعـد واإلحسـان و ًـاء ‪،‬ي القـرى و نهـى عـن الفخشـاء‬
‫واملنك ــر والبغ ــع عظك ــم لعلك ــم تـ ـ رون تع‪ . 9‬مث ق ــو ع توحقيق ــة الع ــد ب ــة ــي ة أو‬
‫خصــة املعادلــة واملوازنــة بينهمــا‬
‫اإلفـرا‪ ،‬والًفــر ط‬
‫ـ‬
‫أمــر مــا‪ ،‬فاملقصــود ب ـ ‪،‬ا مراعــاة الًوســط بــة طــر‬
‫ــعء‪ .‬ولــيس حقيقــة انًظــام مصــاحل النــاس وتناســقها مــع بعــو ا‬
‫(‪ )1‬الموافقات ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪.4 ،3‬‬
‫(‪ )2‬النساء‪.165 /‬‬
‫(‪ )3‬األنبياء‪.107 /‬‬
‫(‪ )4‬هود‪.7 /‬‬
‫(‪ )5‬الذاريات‪.56 /‬‬
‫(‪ )6‬الملك‪.2 /‬‬
‫(‪ )7‬الموافقات‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.3،4‬‬
‫(‪ )8‬وهو البوطي في كتابه ضوابط المصلحة ص ‪.75‬‬
‫(‪ )9‬النحل‪.90/‬‬
‫‪61‬‬
‫اطا مسًقيما فص بة طر اإلفـرا‪ ،‬والًفـر ط‬
‫ا حمالـ ــة‪...‬ت‪ .‬و سـ ــًد‬
‫ـاوهنم‪ .‬ومهـا طرفـان نًهيـان ابملفسـدة‬
‫ـ ـ ل بقول ـ ـ تعـ ــاىلع سه ـ ـ ا بصـ ــالر للنـ ــاس وهـ ــدص ورمحـ ــة لقـ ــوم‬
‫وقنون ع‪ ، 1‬وبقول تعاىلع سوما أرسلناج ا رمحة للعاملة ع‪. 2‬‬
‫وملخ ــص هـ ـ ا الش ــري أن ق ــا ن الش ــارم ق ــد ملعـ ـ مل ــنس الوص ــف‬
‫األحكـام وملــا ــان الوصــف هــو املصــلخة‪ ،‬وهــو وصــف مشــفج‬
‫قــوهلم‪ -‬قــالوا ن الشــارم قــد ملع ـ ملــنس املصــلخة‬
‫مل ــنس‬
‫ـ األحكــام‪- ،‬حســف‬
‫ملــنس األحكــام‪ .‬و ــان دلي ـ حةيــة‬
‫املصــاحل املرســلة –وهــو الشــري ال ـ ي أوردا قب ـ قلي ـ ‪ -‬هــو أن الشــارم قــد ملع ـ ملــنس‬
‫املصاحل‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ملنس األحكام‪.‬‬
‫الجاثية‪.20/‬‬
‫األنبياء‪.107 /‬‬
‫‪62‬‬
‫أدلة القاللة ابملصاحل املرسلة‬
‫ً ــف األص ــو س ــواء عن ــد األلم ــة أو عن ــد‬
‫فيم ــا ل ــع أدل ــًهم م ــا ه ــع مبثوث ــة‬
‫املعاصر ن‪ ،‬و راد أقوا بعو املعاصر ن ا هو لًمام البخح‪ ،‬ع ا قا‬
‫ول ل حاول أن أخلص ما اسًُد ل ب على املصاحل املرسلة‪.‬‬
‫‪ -1‬عمــاد األدلــة عنــدهم هــو أن الشــارم قــد ملعـ ملــنس املصــاحل‬
‫ة أدلة أاـرص‪.‬‬
‫ملــنس األحكــام‪.‬‬
‫وبنــاء علــى هـ ا الــدلي قــا أحــد املعاصــر نع‪ 1‬ع توأمــا ‪،‬ا مل وملــد نــص وا مجــام‬
‫احلكــم علــى الواقعــة وا قيــاس عليهــا ‪-‬و ــان فيهــا مصــلخة‪ -‬يلــف الظــن أهنــا‬
‫مطلوبــة للشــرم ‪-‬ألن ـ حيثمــا وملــدت املصــلخة فــثَ لم ــرم هللا تعــاىل‪ -‬وأتا ـ ه ـ‬
‫الواقعة حكما رعيا بناء على ما ًواى فيها من مصلخةت‪.‬‬
‫‪ -2‬ت قرار الرسو صلى هللا علي وسلم املًهاد معا‪ ،‬ابلرأي ملا بعث قا يا‪ ،‬وسأل عمـا‬
‫قضع ب ‪،‬ا عرخل ل أمر ومل د حكم‬
‫الكًاب أو السـنة وقولـ ع أملًهـد رأ ـع‬
‫وا آلــو‪ .‬فضــرب رســو ال ـ صــلى هللا علي ـ وســلم علــى صــدر وقــا ع تاحلمــد ى‬
‫ال ي وفرق رسو رسو هللا ملا ر ع هللاتع‪. 2‬‬
‫‪ -3‬ن جم ــا العمـ ـ اباسًص ــالي ــا ه ــو املع ــامالت وروه ــا و ــا ه ــو م ــن قبيـ ـ‬
‫العادات‪ .‬واألص‬
‫ه ا النوم من الًكليفات االًفات ىل املعا والبواعـح الـيت‬
‫بني عليها األحكام فهع ‪،‬ن مصاحل معقولـة ـدرج العقـ‬
‫ـا حسـن مـا طالـف بـ‬
‫الشـرم وقـب مـا هنـى عنـ ‪ .‬وهللا سـبخان وتعـاىل أوملـف علينـا مـا تـدرج عقولنـا نَـ ْف َعـ ُ‬
‫ع‪3‬‬
‫وحرم علينا ما تدرج عقولنا رر ‪..‬ت‬
‫ر‬
‫(‪ )1‬هو الدكتور مصطفى البغا في كتابه أثر األدلة المختلف فيها‪ ،‬ص‪.54‬‬
‫(‪ )2‬حجية المصالح المرسلة‪ ،‬ص ‪ . 88‬والحديث فيه كالم كثير‪ ،‬وهو مردود عند ابن حزم‪ ،‬ورده األلباني‪ ،‬إال أن االحتجاج‬
‫سار في كتب الفقه‪.‬‬
‫به ٍ‬
‫(‪ )3‬انظر الموافقات‪ ،‬ج‪ 2‬ص ‪ ،225‬وأثر األدلة المختلف فيها‪ ،‬ص‪.55‬‬
‫‪63‬‬
‫‪ -4‬ن الواقع ًغري و ًطور ابسًمرار واملسًةدات وـا حيًـاج ىل أحكـام ا هنا ـة هلـا وا‬
‫حصــر‪ .‬أمــا النصــوص أو األصــو اجلاليــة فهــع حمــدودة مًناهيــة‪ ،‬واملًنــاهع ا فــع‬
‫بغري املًناهع‪ ،‬فلام وملود طر ق إلثبات األحكام اجلالية‪ ،‬وه ا الطر ق هـو املصـاحل‬
‫اســًنادا ىل مقاصــد الشــرم علــى رــو لــع‪ .‬و قــو بعــو احملــدثةع‪ 1‬ع تقــد ــادي‬
‫تغيري أاالق الناس و‪،‬وهـم وأحـواهلم ىل أن صـري مفسـدة مـا ـان مصـلخة‪ .‬فلـو مل‬
‫ف ــً للمةًه ــد ن ابب الًش ــر ع اباسًص ــالي لض ــاق الش ــر عة اإلس ــالمية ع ــن‬
‫مصاحل العباد‪ ،‬وقصرت عن حاملاعم‪ ،‬ومل تصـل ملسـا رة اًلـف األمـا ن واألزمـان‬
‫والبي ات واألحوا ‪ .‬وه ا اال املعهود فيها من املرونة والشمو وااتسامتع‪. 2‬‬
‫‪ -5‬ت ن أصــخاب النــو عملــوا أمــورا ثــرية مل ًقــدم هلــا ــاهد اباعًبــار‪ ،‬و ــا عملوهــا‬
‫ملطلق ما وملدوا فيها مـن مصـلخة‪ ... ،‬بـ هنـم ـرعوا هلـ احلـواد عواألحكـام‬
‫مــا رأوا أن في ـ حتقيــق املصــلخة وــا لــف النفــع‪ ،‬أو ــدفع الضــرر‪ ،‬حســبما أدر ً ـ‬
‫عقوهلمتع‪. 3‬‬
‫ومن ه األمور اليت ُ ردعى أن قد عملها الصخابة اسًداا ابملصلخة املرسلةع‬
‫أ‪ -‬اتفاقهم ر ع هللا عنهم على مجع الصخف املًفرقة الـيت ًـف فيهـا القـرآن‬
‫موقعــة اليمامــة‬
‫عهــد‬
‫مصــخف واحــد ملــا ثــر القً ـ حبفظــة القــرآن‬
‫أ بكــر إب ــارة مــن عمــر ر ــع هللا عنهمــا‪ ،‬ملــا رآ مــن املصــلخة‬
‫هـ ا‬
‫اجلمع‪.‬‬
‫(‪ )1‬أثر األدلة المختلف فيها‪ ،‬ص ‪ .55‬وانظر حجية المصالح المرسلة‪.‬‬
‫(‪ )2‬المصدر السابق‪.‬‬
‫(‪ )3‬هذذذا الذذنص للذذدكتور مصذذطفى البغذذا مذذن كتابذذه أثذذر األدلذذة المختلذذف فيهذذا‪ ،‬ص ‪ ،54‬ومثذذل هذذذا الكذذالم يقولذذه كثيذذر مذذن‬
‫المعاصرين اليوم‪ .‬وهذا القول قال بما يقرب منه بعض األئمة‪ ،‬ولكن لم يكن أحد بجرأة البغا فيقول (لمطلق ما وجدوا فيها مذن‬
‫مصلحة)‪ .‬إذ إن األئمة بعضهم قيدها بأن تكذون جاريذة بحسذب مقاصذد الشذريعة‪ ،‬وبعضذهم قيذدها بذأن المصذلحة هذي مذا جعلذه‬
‫الشرع مصلحة‪ ،‬وسترى ذلك واضحا ً فيما يأتي عند حديثنا عن رأي الشاطبي وعن رأي العز بن عبد السالم‪ .‬قال القرافي فذي‬
‫كتابه (شرح تنقي ح الفصول)‪" :‬ومن المعلوم أن المصلحة المرسلة أخص من مطلق المناسبة ومطلق المصلحة" صفحة ‪.394‬‬
‫‪64‬‬
‫ب‪ -‬اســًخال أ بكــر لعمــر وتر ــيخ لوا ــة األمــر مــن بعــد ‪ ،‬ولـيس لـ مــن‬
‫سند ظاهر سوص املصلخة اليت راعاها‪.‬‬
‫ج‪ -‬تــرج عمــر اخلالفــة ــورص بــة ســًة مــن بــار الصــخابة‪ ،‬فلــم ــفج األمــر مــا‬
‫تر رسو هللا صلى هللا عليـ وسـلم‪ ،‬ومل عهـد لواحـد مـا فعـ أبـو بكـر‪ ،‬ولـيس لـ ل مـن‬
‫سند سوص املصلخة‪.‬‬
‫د‪ -‬نشــاء عمــر الــدواو ن وترتيبهــا وتنظيمهــا حبيــح تشــم‬
‫ـ مصــاحل الدولــة‪،‬‬
‫واختا‪ ،‬السةن وأترع ابهلةرة‪.‬‬
‫ه ـ ـ‪ -‬تض ــمة الص ــنام‪ .‬ق ــو الش ــاطوع ت ن اخللف ــاء الرا ــد ن قض ــوا بًض ــمة‬
‫الصنام‪ ،‬و ن عليا ر ع هللا عن قا ع ا صل الناس ا ‪،‬اج‪.‬‬
‫و‪ -‬اتفـق أصـخاب رسـو هللا صـلى هللا عليـ وسـلم مـن بعـد علـى حـد ــارب‬
‫اخلمر انة مللدة مسًند ن‬
‫‪،‬ل‬
‫ىل املصاحل‪.‬‬
‫ز‪ -‬ــان عم ــر ب ــن اخلط ــاب ر ــع هللا عنـ ـ ش ــاطر ال ــواة الـ ـ ن ــًهمهم‬
‫أمواهلم‪ ،‬ااًال‪ ،‬أمواهلم اخلاصة أبمـواهلم الـيت اسـًفادوها بسـلطان الوا ـة‪ .‬و‪،‬لـ مـن ابب‬
‫املصلخة املرسلة‪.‬‬
‫ي عن عمـر ر ـع هللا عنـ أنـ أراق اللـش املغشـو ابملـاء أتد بـا للغـا ر ‪،‬‬
‫ي‪ُ -‬رو َ‬
‫غش البالعون الناس‪.‬‬
‫و‪،‬ل من ابب املصلخة العامة ع ا ر‬
‫ا ف وا‬
‫ي عــن عمــر بــن اخلطــاب ر ــع هللا عن ـ أن ـ قً ـ اجلماعــة ابلواحــد ‪،‬ا‬
‫‪ُ -،‬رو َ‬
‫قًل ‪ ،‬ألن املصلخة تقًضع ‪،‬ل ‪ ، .‬ا نص‬
‫املو وم‪.‬‬
‫ي‪ -‬عــدم تقســيم عمــر ر ــع هللا عن ـ لألرا ــع الــيت افًًخهــا املســلمون عنــوة‪،‬‬
‫وهــع أرخل العـراق والشــام ومصــر‪ ،‬وقــد طلــف منـ بعــو الصــخابة أن قســم هـ األرا ــع‬
‫‪65‬‬
‫ال ــيت أفاءه ــا هللا عل ــيهم أبس ــيافهم م ــا قس ــم رس ــو هللا ص ــلى هللا عليـ ـ وس ــلم ايـ ـ حـ ـة‬
‫افًًخها‪.‬‬
‫ج‪ -‬مـا أورد البــوطع مثــا مـن أعمــا الًــابعة علـى األاـ اباسًصــالي‪ ،‬وهـو تمجلــة وــا‬
‫حكــم بـ عمــر بــن عبــد العا ــا ر ــع هللا عنـ ابن االفًـ ‪ .‬فمــن ‪،‬لـ ‪ ...‬أمــر الــواة إبقامــة‬
‫اخلاات بطر ق اراسان ليأوي ليها املسافرون اال سـفرهم وترحـاهلم‪ .‬وهـو عمـ مل عـر‬
‫عصـر النــو صـلى هللا عليـ وسـلم‪ ،‬ومل نفــق علــى مثـ ‪،‬لـ‬
‫وقًـ‬
‫ــعء مـن بيـ مــا‬
‫املســلمة‪ ،‬و ــا هــو أمــر اســًدعً مصــلخة املســافر ن الـ ن أصــبخ الطر ــق متًلـ‬
‫ــم‬
‫‪،‬ل العصر ال هو‪..‬تع‪. 1‬‬
‫(‪ )1‬هذه األمثلة من (أ) إلى (ك) تجدها في كثير من كتب األصول التي تذكر المصالح المرسلة‪ .‬تجدها مثالً في (الموافقات)‬
‫وفي (االعتصام) للشاطبي‪ .‬وتجدها في (شرح تنقيح الفصول) للقرافي‪ .‬والمثل األخير ذكره محمد سعيد رمضان البوطي في‬
‫كتابه (ضوابط المصلحة)‪.‬‬
‫‪66‬‬
‫موقف العلماء من املصاحل املرسلة‬
‫دت قب و ع ه ا العنوان أن أ ع بدا من ‪ ،‬رد العلماء للمصاحل املرسلة‪، .‬‬
‫ا سلم بنسبة القو ب ىل أحد‪ .‬و ا ثر من نسبون ىل مال واملالكية‪ ،‬و ثر من قو‬
‫ا‬
‫عصرا‪ .‬قو الد ًور البغاع‪ 1‬ع تتكاد لمة األصولية تلًقع على أن القو‬
‫اباسًصالي أمر اًلف في ‪ ،‬وأن الرامل من ا راء أن ا صل ااسًدا ب ‪ ، ،‬ا‬
‫دلي على اعًبار و ن مل هف ىل القو ب ا اإلمام مال رمح هللا تعاىلت‪.‬‬
‫و هف بعو املعاصر ن ون قو اباسًصالي ىل أن األلمة األربعة قد‬
‫اسًصلخوا و ن وردت عنهم األابار برد ااسًصالي ‪ -‬ا مالكا‪ -‬و ل‬
‫أن الصخابة‬
‫قد اسًصلخوا‪ .‬قو البوطعع‪ 2‬ع تاملصاحل املرسلة مقبولة ابتفاق الصخابة والًابعة واأللمة‬
‫األربعةت‪ .‬وتًناقو ه‬
‫ااسًنًاملات وا راء مع املنقو ‪ ،‬فأ ن الصواب ب وتًناقو‬
‫اسًنًاملات املعاصر ن مع الوا‬
‫الصر من املنقو عن األلمة‪ ،‬ما نق عن اإلمام‬
‫أمحد بن حنب ‪ ،‬ب ومع ما قالو أبنفسهم الغااد‬
‫املسًصفى‪ ،‬فما هو الصواب‬
‫الصواب أن ‪،‬ا نق عن أحدهم نقال صخيخا قول ن ا أيا املصاحل املرسلة‬
‫أن نقرر ما قال ‪ ،‬ا ‪،‬ا تبة بو وي أن ترج قول ‪ .‬أما أن نعمد ىل فروع الفقهية فنبخح‬
‫عن بعو األحكام‪ ،‬فإ‪،‬ا وقعنا على بعضها وا ا نعر دليل فيها‪ ،‬نسرم ىل القو ع ان‬
‫دليل املصلخة املرسلة‪ ،‬فه ا ليس صوااب ألبًة‪ ،‬ب وليس ل من صخة النظر حظ‪ .‬وقو‬
‫من قو ع تاملصاحل املرسلة مقبولة ابتفاق الصخابة والًابعة واأللمة األربعةت قو في ملرأة‬
‫غ هلا سوص ااسًهًار ابلعلم واجملازفة‬
‫س رو َ‬
‫ا ُم َ‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫اإلداء ابلرأي‪.‬‬
‫أثر األدلة المختلف فيها‪ ،‬ص ‪.41‬‬
‫ضوابط المصلحة‪ ،‬ص ‪.407‬‬
‫‪67‬‬
‫وبعدا عن الغموخل فسأعرخل فيما لع من حد ثع بعضا وا و‬
‫آراء العلماء‪،‬‬
‫وسأعرخل املواقف اليت ُ رد َعى أن الصخابة ر وان هللا عليهم أا وا فيها ابملصاحل املرسلة‪.‬‬
‫أما ابلنسبة ملواقف األلمة والعلماء‪ ،‬فاجلمهور على أن املصاحل املرسلة ليس‬
‫دليال رعيا‪ .‬فقد رد القو‬
‫و ل‬
‫ا اإلمام الشافعع ر ع هللا عن ‪ .‬نق ‪،‬ل‬
‫عن ا مدي‪.‬‬
‫نق ردها عن ثري من علماء الشافعية ا مدي والغااد وعا الد ن بن عبد‬
‫السالم‪ .‬ووا ا ًهر عن الشافعع قول ع من اسًخسن فقد َ لرم‪ .‬وه ا ااسًخسان امل موم‬
‫عند الشافعع ًضمن ااسًصالي املقصود ابملصاحل املرسلة عند املالكية‪.‬‬
‫قو اإلمام الشافعع‬
‫الرسالةع تو ا ااسًخسان تل ‪،‬ت‪ ،‬مث قو ع تعلى العامل‬
‫أن ا قو ا من ملهة العلم‪ ،‬وملهة العلم اخل الالزم ابلقياس ابلدال على الصواب‪،‬‬
‫حم كون صاحف العلم أبدا مًبعا ا ا‪ ،‬وطالف اخل ابلقياست‪ ،‬مث قا ع تولو قا بال‬
‫ا ازم وا قياس ان أقرب من اإلمث من ال ي قا وهو يري عامل‪...‬ت‪ ،‬وقا ع تومل ع‬
‫الكًاب‬
‫هللا ألحد بعد رسو هللا أن قو ا من ملهة علم مضى قبل ‪ ،‬وملهة العلم بَـ ْع ُد‬
‫ُ‬
‫بر وما وصف من القياس عليهاتع‪. 1‬‬
‫والسنةُ واإلمجامُ وا ُ‬
‫من ه األقوا لإلمام الشافعع ر ع هللا عن نفهم أن ش ردد النكري على املصاحل‬
‫املرسلة ما شدد النكري على ااسًخسان‪ ،‬ب‬
‫ليس‬
‫ن األوىل داالة عند‬
‫من ا ازم وا من قياس ‪ ،‬هع مرسلة‪ .‬ول ل‬
‫الثانية‪ ،‬ألهنا‬
‫فإن الغااد قا نفس ما قال‬
‫الشافعع‪ .‬قا ع تب من اسًصل فقد لرم ما أن من اسًخسن فقد ررمتع‪. 2‬‬
‫واملصاحل املرسلة يري معً ة عند اإلمام أمحد بن حنب ر ع هللا عن ‪ ،‬وليس هلا‬
‫‪ ،‬ر بة األصو اليت اعًمدها‪ ،‬وقد ردها العلماء ون هم على م هب ابن تيمية وابن‬
‫قدامة املقدسع‪ .‬أما ما ردعي بعو املعاصر ن من القو ن لع اإلمام مالكا‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫الرسالة‪ ،‬ص‪ ،508‬المسائل من ‪ 1464‬إلى ‪.1468‬‬
‫المستصفى‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.245‬‬
‫‪68‬‬
‫األا‬
‫اع‪ ، 1‬فكالم مل ترد ل ح‪ .،‬وربا نقل املعاصرون عما ‪ ،‬ر الشو ا نقال عن ابن دقيق‬
‫العيدع‪ 2‬ع تال ي ا‬
‫ترمليخا على يري من الفقهاء‬
‫في أن ملال‬
‫ه ا النوم و لي‬
‫أمحد بن حنب وا كاد علو يريمها من اعًبار ت‪ .‬وقد قا القرا ع‪ 3‬ع تهع عند الًخقيق‬
‫مجيع امل اهفت‪.‬‬
‫فمث ه ا الكالم ا ثب‬
‫املرسلة‪ ،‬وم هب‬
‫أهنا موملودة‬
‫العلة بعيد‬
‫عن اإلمام أمحد‪ ،‬ألن أصول ليس من بينها املصاحل‬
‫البعد عن املناسف املرس ‪ .‬أما ما نق عن بعو األلمة‬
‫مجيع امل اهف‪ ،‬فسنفص القو في ‪ ،‬ن ال ن أيا ون ا ا قصدون‬
‫أهن ا مرسلة إبطالق‪ ،‬ب قصدون أهنا مرسلة من الدلي اخلاص‪ ،‬وليس من الدلي العام أو‬
‫الكلع‪.‬‬
‫أما ما‬
‫ر الد ًور البوطع‬
‫ًاب ع وابط املصلخة من أن عدم ‪ ،‬ر‬
‫املصاحل املرسلة بة األصو اليت اعًمدها اإلمام أمحد ا نع أهنا ان‬
‫معً ة عند ‪ ،‬فال‬
‫أرا الما سًق يم‪ ،‬وعلى فرخل أن ‪،‬ل ا نع‪ ،‬فما ثبات أهنا معً ة عند ‪ .‬ن البخح‬
‫فقهيات ا سوغ دعوص أن عً املصاحل املرسلة‪ ، ،‬وملود مسألة ا نقف على دليل‬
‫فيها ليس افيا ادعاء أن سًد ابملصلخة املرسلة عليها‪.‬‬
‫وما حياو البعو قول ع ن القو ابملصلخة دا‬
‫من املعىن الواسع للقياس‪،‬‬
‫فه ا الم ا فالدة من ‪ ، ،‬القياس يري ااسًصالي‪ ،‬و ‪،‬ا ان ااسًدا على احلكم‬
‫ابملصلخة دااال‬
‫من القياس بط‬
‫ما قي‬
‫تقسيم املناسف ىل معً وملغى‬
‫ومرس ‪ ،‬وابلًاد بط ااسًصالي‪ .‬فه ا الم يري مب على فهم للمو ومع فالقياس‬
‫معً أل ن د علي الدلي القاطع‪ .‬واملصاحل املرسلة ا تدا‬
‫من القياس‪ ،‬وه ا ما قرر‬
‫(‪ )1‬ضوابط المصلحة‪ ،‬ص ‪ .368‬وحجية المصالح المرسلة ألحمد فراج حسين‪ ،‬ص ‪.65‬‬
‫(‪ )2‬إرشاد الفحول‪ ،‬ص‪.242‬‬
‫(‪ )3‬شرح تنقيح الفصول‪ ،‬ص ‪.394‬‬
‫‪69‬‬
‫األلمة ال ن قالوا ابملصاحل املرسلة‪ .‬وا حاملة للًطو‬
‫سبي املثا قو الشاطو‬
‫ه ا‪ ،‬فمن أراد فلرياملع على‬
‫ااعًصام‪ ،‬وسنأيت على ‪ ،‬ر عند مناقشة رأي الشاطو‪.‬‬
‫أما احلنفية فاملشهور عنهم أهنم ا أيا ون اباسًصالي‪ ،‬وا عً ون ‪ .‬وقد نق‬
‫ا مدي ردهم للمصاحل املرسلة هم والشافعيةع‪. 1‬‬
‫نقال عن الد ًور عبد الوهاب اال‬
‫و قو البغا‬
‫ع‪2‬‬
‫اإلسالمع ع تفاملشهور‬
‫من ًاب عمصادر الًشر ع‬
‫بعو الكًف أهنم ا أيا ون اباسًصالي وا عً ون دليال‬
‫رعيات‪ .‬وهنا أ ضا نقف على حماولة للقو‬
‫ن احلنفية قولون اباسًصالي‪ ،‬فيقو‬
‫َاال ع‪ 3‬ع ت‪ ...‬فمن البعيد أن أيا وا اباسًخسان و نكروا ااسًصالي‪..‬ت‪ .‬وه وملهة‬
‫نظر قو ة ‪ ،‬ااسًصالي وااسًخسان مًدااالن‪ .‬و ىل ه ا أ ضا هف الد ًوران البغا‬
‫والبوطع‪ ،‬و هبان مع َا ال‬
‫ىل أن تحظ املصلخة‬
‫فقه عأي أ حنيفة كمن‬
‫دليلة من أهم األدلة‪ ...‬مها ااسًخسان والعر تع‪ . 4‬والوا‬
‫ابملصلخة‪ ،‬و ن تداال‬
‫ما نق عن أن ا أيا‬
‫مع ااسًخسان‪ .‬فقو احلنفية اباسًخسان ا هو ألن قام‬
‫عندهم الدلي علي ‪ ،‬وردهم لالسًصالي ألن ا دلي د علي ‪ .‬ه ا هو املو وم‪ ،‬وليس‬
‫هو قرب أحدمها من ا ار أو بعد عن ‪ .‬واألمثلة اليت اتى ا للدالة على وملود‬
‫ااسًصالي‬
‫فق احلنفية‪ ،‬دليلها عندهم ااسًخسان وهللا أعلم‪ ،‬وليس ااسًصالي‪.‬‬
‫وابلنسبة ملا نق عن اإلمام مال ر ع هللا عن ‪ ،‬فاألقوا مًفقة تقر با على اعًبار‬
‫للمصلخة املرسلة‪ ،‬وقد أنكر ‪،‬ل‬
‫هف لي‬
‫العر ق‬
‫قول‬
‫القرطو ما سنبة‪ .‬وهناج ااًال‬
‫ا‪ .‬فنق الشاطو عن‬
‫احلد ال ي‬
‫ااعًصام أن اسفس في اسفسا املد‬
‫فهم املعا املصلخية‪ ،‬مث قا ع تحم لقد اسًشنع العلماء ثريا من وملو‬
‫(‪ )1‬اإلحكام‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.160‬‬
‫(‪ )2‬أثر األدلة المختلف فيها‪ ،‬ص ‪.45‬‬
‫(‪ )3‬المصدر نفسه‪ ،‬نقالً عن مصادر التشريع اإلسالمي‪.‬‬
‫(‪ )4‬انظر‪ :‬ضوابط المصلحة‪ ،‬ص ‪.381‬‬
‫‪70‬‬
‫ع‪1‬‬
‫احملكع عن مال ملواز القو‬
‫ن‬
‫ت‬
‫ع‬
‫اسفسال ‪ .‬وقا الشو ا‬
‫ر‬
‫اجلو‬
‫ال هان وأفر‪ ،‬عأي مال‬
‫املا ملصاحل قًضيها‬
‫القو‬
‫ا مطلقات‪ .‬وقا ع‪ 2‬ع تقا‬
‫ا حم ملر ىل اسًخال القً وأا‬
‫يالف الظن و ن مل د هلا مسًندات‪.‬‬
‫وز قً الثلح من اخللق‬
‫وقا ابن قدامة املقدسعع‪ 3‬ع ت ما حكع أن مالكا قا‬
‫نسف ىل القرطو مثال‪ .‬قا‬
‫اسًصالي الثلثة‪..‬ت‪ .‬ووا نق عن مال خبال ‪،‬ل ما َ‬
‫الشو ا ع‪ 4‬ع توقد أنكر مجاعة من املالكية ما نسف ىل مال من القو ا ومنهم القرطو‬
‫وقا ‪،‬هف الشافعع ومعظم أصخاب أ حنيفة ىل عدم ااعًماد عليها وهو م هف‬
‫مال ‪ ،‬قا وقد املفأ مام احلرمة اجلو وملاز فيما نسب ىل مال من اإلفرا‪،‬‬
‫األص ‪ .‬وه ا ا وملد‬
‫ًف مال وا‬
‫كون مال أو أحد من أصخاب قا‬
‫ه ا‬
‫عء من ًف أصخاب ت فالقرطو نكر أن‬
‫ا‪.‬‬
‫و ورد البوطع نقال عن أتبام مال‬
‫الشاطو والقرا ‪ ،‬أن رمح هللا عأي مال‬
‫أا اباسًصالي حيح اتفق ‪،‬ل مع مقاصد الشرم احلكيمع‪. 5‬‬
‫واحلق أن ‪،‬ا ثبً نسبة القو ابملصاحل املرسلة ىل مال ‪ ،‬فال ثب حبا ‪-‬على‬
‫ما عر من حال وتشدد‬
‫ااتبام ورد اابًدام‪ -‬أن قو‬
‫ا‬
‫مناقضة النصوص‪ .‬ب‬
‫ن ن قاهلا فال عرج اسًناد ليها عما أورد أتباع ‪ .‬و كننا فهم حقيقة رأ عند تفصي‬
‫القو‬
‫فهم الشاطو والقرا للمصلخة املرسلة‪ .‬أما الغااد وقد أ رت فيما سبق ىل‬
‫اا طراب‬
‫معرفة رأ ‪ .‬فالبعو أ كل علي أقوا الغااد فظن أن قو اباسًصالي‬
‫حاات‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫(‪)4‬‬
‫(‪)5‬‬
‫إرشاد الفحول‪ ،‬ص ‪.242‬‬
‫المصدر السابق‪.‬‬
‫روضة الناظر وجنة المناظر‪ ،‬ص‪.150‬‬
‫إرشاد الفحول‪ ،‬ص ‪.242‬‬
‫انظر‪ :‬ضوابط المصلحة‪.‬‬
‫‪71‬‬
‫والواقع أن قول‬
‫املسًصفى وا‬
‫‪ ،‬وا داعع للدوران حو النصوص‪ .‬ففع‬
‫املسًصفى العنوان الًادع‪ 1‬ع تمثر ما ُظَن أن من األصو وليس منها وهو أ ضا أربعةع رم‬
‫َمن قبلنا‪ ،‬وقو الصخا ‪ ،‬وااسًخسان‪ ،‬وااسًصاليت‪ .‬وقا أ ضاع‪ 2‬ع تفبه الشرو‪،‬‬
‫اليت ‪ ،‬راها وز اتبام املصاحل‪ ،‬و ًبة أن ااسًصالي ليس أصال اامسا برأس ‪ ،‬ب من‬
‫اسًصل فقد ررم ما أن من اسًخسن فقد ررمت‪ .‬أما االًباس ال ي قد قع في‬
‫البعو نًيةة مث قول ع تفبه الشرو‪ ،‬اليت ‪ ،‬راها وز اتبام املصاحلت‪ ،‬فيةف أن ا‬
‫ًخ ‪،‬ر عة للقو ن قو اباسًصالي‪ ، .‬ن اتبام املصاحل أمر طبيعع‬
‫واإلنسان سل بطبع ىل مصاحل ‪ .‬ولكن مو وم البخح هو‬
‫اإلنسان‪،‬‬
‫الدلي على الفع ال ي‬
‫ُقام ب قصدا للمصلخة‪ ،‬ه الدلي هو املصلخة ‪،‬اعا فالقو ابملصلخة هو اعًبار‬
‫لشرعية الفع بناء على ون مصلخة‪ ،‬وه ا ما رد الغااد‪ .‬أما ‪،‬ا د الشرم على ملواز‬
‫الفع ‪ ،‬فليس ة ما نع من القيام ب بقصد املصلخة‪ .‬ودالة الشرم آتية من األدلة‬
‫الشرعية وليس من ون املصلخة مصلخة‪ .‬وه ا ‪، -‬ن‪ -‬هو معىن الم ت وز اتبام‬
‫املصاحلت‪ .‬وقول تااسًصالي ليس أصال اامسا برأس ت‪ ،‬وقول ع تب من اسًصل فقد‬
‫مدي‬
‫رمت‪ .‬وعلي فااسًصالي يري معً عند الغااد‪ .‬و ل رد‬
‫ااسًصالي ا ر‬
‫َ‬
‫اإلحكام فقا ع‪ 3‬ع ت ن املصاحل تنقسم ابعًبار هادة الشرم هلا ىل معً ة و ىل ملغاة و ىل‬
‫املع ل عن ابملناسف املرس ت‪.‬‬
‫ما مل شهد الشرم هلا ابعًبار وا لغاء‪ .‬وه ا األاري هو َ‬
‫وقا ع‪- 4‬أي عن املناسف املرس ‪-‬ع توه ا القسم مفدد بة ‪ ،‬ن القسمة‪ ،‬وليس‬
‫حلاق أبحدمها أوىل من ا ار‪ ،‬فامًنع ااحًةاج ب دون اهد اباعًبار عر أن من‬
‫قبي املعً دون امللغىت‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫(‪)4‬‬
‫المستصفى‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.245‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.315‬‬
‫اإلحكام في أصول األحكام‪ ،‬ج‪ ،4‬ص ‪.160‬‬
‫المصدر نفسه‪.‬‬
‫‪72‬‬
‫و ل‬
‫رد اإلمام عا الد ن بن عبد السالم‪ .‬قا ع‪ 1‬ع تو ل‬
‫ا حكم ا ل‬
‫عأي ى فأحكام مسًفادة من الكًاب والسنة واإلمجام واألقيسة الصخيخة‬
‫وااسًداات املعً ة‪ ،‬فليس ألحد أن سًخسن وا أن سًعم مصلخة مرسلة‪ ،‬وا أن‬
‫قلد أحدا مل امر بًقليد ت‪.‬‬
‫و رد املصاحل املرسلة أ ضا ابن قدامة املقدسع‪ .‬قا ع‪ 2‬ع ت‪ ...‬فَـيُ َس لمى ‪،‬ل‬
‫مصلخة مرسلة وا نسمي قياسا‪ ،‬ألن القياس رملع ىل أص معة‪ ،‬والصخي أن ‪،‬ل‬
‫ليس حبةة ألن ما عر من الشارم احملافظة على الدماء بك طر ق‪ ،‬ول ل مل شرم املثلة‬
‫و ن ان‬
‫أبلغ الردم والاملر‪ ،‬ومل شرم القً‬
‫السرقة و رب اخلمر‪ ،‬فإ‪،‬ا أثب‬
‫حكما‬
‫ملصلخة من ه املصاحل مل علم أن الشرم حافظ على تل املصلخة إبثبات ‪،‬ل احلكم‪،‬‬
‫ان و عا للشرم ابلرأي وحكما ابلعق اجملردت‪ .‬وه ا قو نفيس‪ .‬و ل ردها جمد الد ن‬
‫بن تيمية‪ .‬قا‬
‫املسودةع‪ 3‬ع تاملصاحل املرسلة ا وز بناء األحكام عليها‪ ،‬قال الباقال‬
‫ومجاعة املًكلمةت‪.‬‬
‫و ل ردها تقع الد ن بن تيمية فقا ع‪ 4‬ع ت ن املصاحل املرسلة رم‬
‫الد ن با‬
‫مل أي‪،‬ن ب ‪ ،‬وهع تشب من بعو الوملو ااسًخسان‪ ،‬والًخسة العقلع‪ ،‬والرأي‪ ،‬ورو‬
‫‪،‬ل ت‪ .‬وردها ل ابن احلاملف املالكع‪ .‬ملاء‬
‫ًاب عحا يًا الًفًازا واجلرملا على‬
‫اًصر املنًهى األصود ع تاملصاحل املرسلة مصاحل ا شهد هلا أص اباعًبار‬
‫الشرم‬
‫و ن ان على سنن املصاحل وتلقًها العقو ابلقبو ‪ ،‬مث قا ع لنا أن ا دلي فوملف الرد‬
‫ما‬
‫ااسًخسانتع‪. 5‬‬
‫(‪ )1‬قواعد األحكام في مصالح األنام‪ ،‬ص ‪304‬‬
‫(‪ )2‬روضة الناظر وجنة المناظر‪ ،‬ص ‪.150‬‬
‫(‪ )3‬ص ‪.450‬‬
‫(‪ )4‬قواعد األحكام في مصالح األنام‪ ،‬ص ‪.304‬‬
‫(‪ )5‬الجزء الثاني‪ ،‬ص ‪.389‬‬
‫‪73‬‬
‫وردها أ ضا ابن مهام الد ن اإلسكندري احلنفع‪ .‬قا ع‪ 1‬ع ت‪ ...‬وه ا القسم‬
‫املسمى ابملصاحل املرسلة‪ ،‬واملخًار رد ‪ ، .‬ا دلي على ااعًبار‪ ،‬وهو دلي‬
‫رعع‬
‫فوملف رد ‪ .‬قالوا فًخلو وقالع ثرية‪ ،‬قلنا نع املالزمة عأي ا نسلم أن لام من عدم‬
‫اعًبار ما ‪ ،‬ر أن ختلو الوقالع من احلكم ألن العمومات واألقيسة املة‪ ،‬وبًقد ر عدم‬
‫فنفع‬
‫مدرج ااص حكم ابإلابحة األصلية عأي ‪،‬ا انًفى‬
‫األدلة األربعة فعم بوملف أص‬
‫األص‬
‫لع مقرر‬
‫حادثة وملود مأا من‬
‫الشرم اتفاقا وهو اإلابحة األصلية فإن‬
‫األ ياء ت‪.‬‬
‫و ل‬
‫رد املصاحل املرسلة اإلمام احملقق الشي حمف هللا بن عبد الشكور‪ ،‬وهو‬
‫حنفع امل هف‪ .‬قا ع‪ 2‬ع تفإن مل علم في أحد اعًبارات املاللم فهو الغر ف من املرس‬
‫وهو املسمى ابملصاحل املرسلة حةة عند مال ‪ ،‬واملخًار عند اجلمهور رد ‪ .‬لناع ا دلي‬
‫بدون ااعًبار و ن ان على سنن العق ‪ .‬قالواع أواع لو مل تعً خلل‬
‫الوقالع‪ .‬قلناع نع‬
‫املالزمة ألن العمومات واألقيسة عامة‪ ،‬وأ ضا عدم املدرج مدرج لإلابحة‪ .‬وبنياع الصخابة‬
‫انوا قنعون برعا ة املصاحل‪ .‬قلناع ب‬
‫ا اعً وا ما اطلعوا على اعًبار نوع أو ملنس ت‪.‬‬
‫و رد أ ضا الشو ا ‪ ، ،‬هو رد القياس أصال‪ ،‬وا أيا من القياس ا ما ان‬
‫علً منصوصة و ن ان ا سمي قياسا‪ .‬قو ع‪ 3‬ع تو ‪،‬ا عرف‬
‫ما حررا وتقرر لد‬
‫مجيع ما قررا فاعلم أن القياس املأاو‪ ،‬ب هو ما وقع النص على علً وما قطع في بنفع‬
‫الفارق وما ان من ابب فخوص اخلطاب أو حلن اخلطاب على اصطالي من سمع ‪،‬ل‬
‫قياسا وقد قدمنا أن من مفهوم املوافقة‪ .‬مث اعلم أن نفاة القياس مل قولوا إبهدار‬
‫ما‬
‫سمى قياسا و ن ان منصوصا على علً أو مقطوعا في بنفع الفارق‪ ،‬ب ملعلوا ه ا‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫تيسير التحرير‪ ،‬ج‪ ،3‬ص ‪ .315‬وما بين قوسين هو للشارح أمير بادشاه‪.‬‬
‫انظر كتاب فواتح الرحموت بشرح مسلم الثبوت‪ ،‬مطبوع مع المستصفى‪ ،‬ج ‪ ، 2‬ص ‪.266‬‬
‫إرشاد الفحول‪ ،‬ص ‪.204-203‬‬
‫‪74‬‬
‫النوم من القياس مدلوا علي بدلي األص مشموا ب مندرملا حتً ‪...‬ت‪ .‬و الم ه ا ع‬
‫أن أيا ابلعلة املنصوصة أو اليت قطع فيها بنفع الفارق وا أيا ابلعلة املسًنبطة‪ .‬فال‬
‫أيا ابلعلة اليت مسلكها املناسبة‪ ، ،‬املناسبة من قبي ااسًنبا‪ .،‬وعدم أا للمصلخة‬
‫املرسلة أوىل‪ ، ،‬هع مبنية على املناسف املرس ال ي هو ليس من قبي ااسًنبا‪ ،‬أصال‪،‬‬
‫ب من قبي حكم العق ‪.‬‬
‫وقد أنكر ااسًصالي أ ضا الظاهر ة وااثنا عشر ة وهم ا أيا ون ابلقياس‬
‫أصال‪.‬‬
‫و هف الشاطو‬
‫املوافقات و ااعًصام ىل األا ابملصاحل املرسلة و ىل أن‬
‫اإلمامة أاب حنيفة والشافعع قد متسكا اع‪ ، 1‬وه ا خبال ما ‪ ،‬ر ا مديع‪ . 2‬وأيا‬
‫ا‬
‫أ ضا اإلمام هاب الد ن القرا املالكع‪ .‬قو ع‪ 3‬ع تأما املصلخة املرسلة فاملنقو أهنا‬
‫وفرقوا بة املسألًة ا طلبون‬
‫ااصة بنا‪ ،‬و ‪،‬ا افًقدت امل اهف وملدعم ‪،‬ا قاسوا ومجعوا ر‬
‫اهدا اباعًبار ل ل‬
‫املعىن ال ي ب مجعوا وفرقوا ب كًفون بطلق املناسبة‪ ،‬وه ا هو‬
‫املصلخة املرسلة‪ ،‬فهع حين‬
‫أما‬
‫مجيع امل اهفت‪.‬‬
‫عصرا فأ ثر الكاتبة‬
‫األصو أو املًعر ة هلا على القو حبةية‬
‫املصاحل املرسلة‪ .‬ومنهم على سبي املثا ع الشي حممد اخلضري ب ع‪ ، 4‬وملاد احلق علع‬
‫ملاد احلقع‪ ، 5‬وحممد سعيد رمضان البوطعع‪ ، 6‬وعبد الكرمي ز دانع‪ ، 7‬والشي عبد الوهاب‬
‫اال ع‪ ، 8‬وحممد براهيم احلفناويع‪ ، 9‬واليفة اببكر احلسنع‪ ، 1‬ومصطفى اخلنع‪. 2‬‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫(‪)4‬‬
‫(‪)5‬‬
‫(‪)6‬‬
‫(‪)7‬‬
‫(‪)8‬‬
‫(‪)9‬‬
‫الموافقات‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.15‬‬
‫اإلحكام في أصول األحكام‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص ‪.160‬‬
‫شرح تنقيح الفصول‪ ،‬ص‪.394 :‬‬
‫انظر كتابه‪ :‬أصول الفقه‪.‬‬
‫الفقه اإلسالمي‪ ،‬مرونته ‪ ،‬وتطوره‪.‬‬
‫ضوابط المصلحة‪.‬‬
‫الوجيز في أصول الفقه‪.‬‬
‫مصادر التشريع اإلسالمي‪ ،‬وعلم أصول الفقه‪.‬‬
‫نظرات في أدلة التشريع المختلف فيها‪.‬‬
‫‪75‬‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫األدلة المختلف فيها عند األصوليين‪.‬‬
‫أثر االختالف في القواعد الفقهية‪.‬‬
‫‪76‬‬
‫وقد رد بعد حبح مفص اإلمام تقع الد ن النبها رمح هللاع‪. 1‬‬
‫و ل رد الد ًور حممد حسة عبد هللاع‪ ، 2‬وعطا أبو الر ًةع‪. 3‬‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫الشخصية اإلسالمية‪ ،‬ج‪.3‬‬
‫الواضح في أصول الفقه‪.‬‬
‫تيسير الوصول إلى علم األصول‪.‬‬
‫‪77‬‬
‫املصاحل املرسلة ليس دليال رعيا‬
‫بينرا فيما سبق أن ااسًدا ابملصلخة املرسلة اًلف في بة األلمة واألصولية‪،‬‬
‫وأن اجلمهور على رد ‪ .‬وه ا هو الصواب وهللا أعلم‪ .‬وسأاقش ‪،‬ل ا ن من اال ع‬
‫أوا‪ -‬مناقشة األدلة اليت أوردها القاللون ب ‪.‬‬
‫بنيا‪ -‬راد األدلة على أن ليس دليال رعيا‪.‬‬
‫بلثا‪ -‬بيان أن ال ن قالوا ابملصاحل املرسلة‪ ،‬مل قصدوا أهنا مرسلة إبطالق و ا مرسلة من‬
‫الدلي اخلاص على املسألة بعينها‪ ،‬بينما هع مندرملة حت‬
‫الدلي العام أو الكلع‪ .‬و‪،‬ل‬
‫من اال رأ َع اإلمامة القرا والشاطو‪ .‬وقد أوردت أوا رأي الشاطو لو وي وظهور‬
‫املراد من نصوص ‪ ،‬مث رأي القرا ‪.‬‬
‫رابعا‪ -‬بيان أن ال ن قالوا ابملصلخة من األلمة ا قصدون ا الًاو ر ال ي عمد لي‬
‫ملبسو احلق ابلباط ‪ ،‬و ا قصدوا املصلخةع هع ما طلب الشرم‪ ،‬و‪،‬ل‬
‫اإلمامة العا بن عبد السالم والغااد‪.‬‬
‫من اال رأ َع‬
‫اامسا‪ -‬رد بهًةع‬
‫أ‪ -‬ن هناج مصاحل معً ة ومصاحل ملغاة ومصاحل ا معً ة وا ملغاة‪.‬‬
‫ب‪-‬‬
‫ااسًدا على اجلواز بعدم العثور على دلي الًخرمي‪ ،‬أو بعدم االفة‬
‫الفع للقرآن والسنة واإلمجام والقياس‪.‬‬
‫‪78‬‬
‫ه ا وقد أحلق‬
‫البنود الثالثة األارية امل ورة هنا عالثالح والرابع واخلامس‬
‫ابلفص الرابع من ه ا الكًاب‪.‬‬
‫مناقشة األدلة اليت أوردها القاللون اباسًصالي‬
‫‪ ،‬را فيما سبق األدلة اليت اعًمد عليها القاللون اباسًصالي‪ ،‬وسأاقشها هنا‬
‫بنفس الفتيف ال ي عر ً سابقا‪.‬‬
‫الدلي األو ع ملع الشارم ملنس املصاحل‬
‫ملنس األحكام‬
‫ه ا هو دليلهم األو وهو عمدة األدلة عندهم‪ .‬وهو مب على أن للشارم‬
‫مقاصد هع مصاحل اخللق‪ ،‬وأن األص‬
‫نعم ن للشر عة مقاصد‪ ،‬ما دل‬
‫لك حكم‪ .‬هك ا دل‬
‫الشرم اعًبار ه املصاحلع‪. 1‬‬
‫الشر عة نفسها‪ ،‬وهع مقاصد للشر عة ك وليس‬
‫النصوص اليت فهم منها أن للشر عة مقاصد قول تعاىلع عوما‬
‫أرسلناج ا رمحة للعاملة ع‪ ، 2‬وقول ع عوننا من القرآن ما هو فاء ورمحة للمامنة ع‪، 3‬‬
‫وقول تعاىلع عه ا بصالر للناس وهدص ورمحة لقوم وقنون ع‪ . 4‬والنظر‬
‫ه النصوص‬
‫(‪ )1‬إن ما يفهمه البعض وخاصة من المعاصرين من مثل هذه األقوال هو غير ما قصده األئمة األصوليون منها‪ ،‬وأنا‬
‫أناقش هنا بحسب معانيها المتبادرة إلى الذهن وهي أن المصلحة ما يراه العقل مصلحة‪.‬‬
‫(‪ )2‬األنبياء‪.107 /‬‬
‫(‪ )3‬اإلسراء‪.82 /‬‬
‫(‪ )4‬الجاثية‪.20 /‬‬
‫‪79‬‬
‫والًدقيق‬
‫دااعا‪ ،‬فيد أن الرمحة والشفاء واهلدص هع نًال‪ ،‬لقبو الشر عة وتطبيقها‪،‬‬
‫واالًاام ا‪ ،‬و فيد أن ه‬
‫طبق‬
‫الشر عة‬
‫النًال‪ ،‬أو املصاحل هع نًيةة لًطبيق الشر عة ك ‪ ،‬فإ‪،‬ا‬
‫اجملًمع اسًقام حال وارتقى وازدهر و ان على اجلدة القو ة والصرا‪،‬‬
‫املسًقيم ال ي هدي لي القرآنع ع ن ه ا القرآن هدي لليت هع أقوم‬
‫عن النصوص‪ ،‬وه ا ما حص‬
‫ع‪1‬‬
‫ه ا ما خت‬
‫الواقع عندما طبق ه الشر عة على الناس‪ ،‬وليس‬
‫ه النصوص ما د ا من قر ف وا من بعيد على املصاحل‪ ،‬أو أن مقاصد الشارم هع‬
‫املصاحل‪ ،‬فضال عن ال هاب ىل أبعد من ه ا‬
‫‪،‬ا ثب‬
‫ااسًدا فيقا‬
‫مصلخة فهو رم‪ .‬صخي أن ه املقاصد أو الغاست أو النًال‪ ،‬هع‬
‫أن األمر‬
‫واقعها مصاحل‬
‫للناس‪ ،‬ولكنها ليس وهنا مصاحل هو ال ي د على الشر عة أو على صخًها أو قبوهلا‪.‬‬
‫ب الدا على صخًها وأا ها ك هو العقيدة‪ .‬وليس‬
‫ه النصوص اليت أورداها‬
‫ما د على أن املصاحل تشرم ألهنا مصاحل‪ .‬وفوق ‪،‬ل‬
‫النصوص خت ا أن‬
‫فإن ه‬
‫ر عًنا ر عة رمحة و فاء وهدص وصالي و ‪ ...‬فهع ا تبة لنا ما هع الرمحة وا ما هو‬
‫ليس‬
‫دالًها طالقا أن املصلخة أساس للشر عة فضال عن أن‬
‫الصالي‪ ...‬و ل‬
‫قا علة للشر عة‪ .‬و ل‬
‫فإن املعىن ال ي ف أن فهم وا فهم يري عند قولنا‬
‫فصلًها الشر عة‬
‫الشر عة رمحة‪ ،‬أو الشر عة هدص‪ ،‬أو الشر عة فاء‪ ،‬هو أن األحكام اليت ر‬
‫وبينًها‪ ،‬هع الرمحة وهع الشفاء‪ ،‬وهع الصالي‪ ،‬وهع العد ‪ ،‬فَـيُـ ْلًَـ َام ا ما نال ‪،‬‬
‫وه النصوص ا تد على أحكام تفصيلية للشر عة‪ ،‬ب هع ابار بواقع الشر عة‪ ،‬أهنا‬
‫هدص ورمحة و فاء‪ ،‬ومل تق النصوص هنا مصلخة‪ ،‬ب ن ه ا اإلطالق تمصلخةت هو‬
‫ََوز من اإلنسان‪ ،‬ألن الشر عة ا كن أن قا عنها ا هنا مصلخة واري وحق‪ ،‬وليس‬
‫‪،‬ل بناء على دراسة واقعها‪ ،‬ب فقط بناء على وهنا من عند اخلالق أي احلا م‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫اإلسراء‪.9 /‬‬
‫‪80‬‬
‫قو ع ن ااسًدا على املصاحل ومنها املصاحل املرسلة بقاصد‬
‫رب قال‬
‫الشر عة ليس قالما على ه األدلة أو النصوص اليت أوردعا‪ ،‬ب هو قالم ما قا على‬
‫اسًقراء الشر عة‪.‬‬
‫أقو ن اسًقراء الشر عة هو اسًقراء ألحكامها‪ ،‬أي ملا أَطْلَق علي الباحثون‬
‫تاجلالياتت‪ .‬فقالوا هنم اسًقرأوا اجلاليات ووصلوا ىل احلكم الكلع‪ ،‬ال ي طبقون على‬
‫واقعة حتًاج ىل حكم ملالع‪ .‬والرد هناع ن ليس صخيخا أن النصوص دل‬
‫على‬
‫اجلاليات‪ ،‬ودليلع هنا على رد قوهلم هو وملود بعو النصوص اليت خترم‬
‫املصاحل‬
‫إ‬
‫أي‬
‫ه ا الكلع عندهم‪ .‬ب ن النصوص اليت أوردوها أمثلة على ااسًقراء‪ ،‬ليس‬
‫منها دالةٌ على املصلخة‪ ،‬وسأتناو هنا أ ثرها‪ .‬من أدلًهم قول تعاىلع عرسال مبشر ن‬
‫ومن ر ن ل ال كون للناس على هللا حةة بعد الرس ع‪ 1‬فإن مقصود الشارم هنا أن ا‬
‫كون للناس على هللا حةة‪ ،‬وهع ليس فيها دالة على املصلخة ا منطوقا وا مفهوما‪.‬‬
‫وأ ثر من ‪،‬ل فليس فيها مصلخة للعباد حبسف العق ‪ ،‬وليس فيها مصلخة من قبي ما‬
‫ليس فيها وصف مناسف فيد أو‬
‫ـُ َعد مناسبا أو ماللما تًلقا العقو ابلقبو ‪ ،‬و ل‬
‫ا النص‪ .‬وعالوة على ‪،‬ل ‪ ،‬يف وملد القاللون‬
‫ُ ْشعر ابلعلريرة‪ .‬فيسقط ااسًدا‬
‫ابملصاحل مصلخة للناس ه ا النص أ هما األفض للناسع أن كون هلم حةة أو أن ا‬
‫كون أليس األفض ‪-‬وابلًاد املصلخة‪ -‬أن كون هلم حةة فينةون من الع اب أه‬
‫الففة‪ .‬و ل‬
‫واألرخل‬
‫من أمثلًهم على ااسًقراء قول تعاىلع عوهو ال ي الق السموات‬
‫سًة أسم و ان عر على املاء ليبلو م أ كم أحسن عمال ع‪ ، 2‬وقول ع عال ي‬
‫الق املوت واحلياة ليبلو م أ كم أحسن عمال ع‪ . 3‬فإ‪،‬ا ان مقصود اخلالق من الق‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫النساء‪.165 /‬‬
‫هود‪.7 /‬‬
‫الملك‪.2 /‬‬
‫‪81‬‬
‫السماوات واألرخل ومن الق املوت واحلياة ابًالء الناس أ هم أحسن عمال‪ ،‬فأ ن دالة‬
‫النص هك ا دالة‪ .‬ومثلما قلنا‬
‫النص على أن مقصود الشارم هو املصلخة ليس‬
‫النص السابق نقو هنا‪ ،‬فه ن العق رص أن ابًالء الناس مصلخة للناس فليس ة‬
‫طر ق ىل ه ا القو ‪ .‬وه للعق أن حيكم أبن املصلخة للعباد أن ُعلقوا فَـيُـ ْبـًَـلَوا فإما ىل‬
‫ملنة و م ا ىل ار وعلي فإن فوق أن النصوص ليس فيها دالة على املصلخة‪ ،‬فإن القو‬
‫املصلخة ليس وا تًلقا العقو ابلقبو ‪ .‬وليس‬
‫املصلخة وصفا مناسبا ظاهرا‬
‫منضبطا‪ .‬و ل ا وملد هنا مصلخة سالرة حبسف مقاصد الشارم‪.‬‬
‫و ل‬
‫من األمثلة اليت اسًقرأوها قول تعاىلع عوما الق‬
‫اجلن واإلنس ا‬
‫ليعبدون ع‪ . 1‬فه ا نص د على مقصد معة لشارم من فع معة‪ ،‬وليس في دالة على‬
‫املصلخة‪ ،‬وا على أن ه ا الفع‬
‫ن ألمل املصلخة‪ .‬و ل لو نظرا ابلعق ‪ ،‬فه واقع‬
‫الق الناس للعبادة مصلخة هلم‪ .‬والعبادة تكاليف وقيود‪ ،‬و يف قرر العق‬
‫مصلخة من‬
‫ا وملود ل خبلق للًكليف‬
‫أما اسًداهلم بقول تعاىلع ع وما أرسلناج ا رمحة للعاملة ع‪ ، 2‬وبقول ع عوننا من‬
‫القرآن ما هو فاء ورمحة للمامنة ع‪ ، 3‬وبقول ع عه ا بصالر للناس وهدص ورمحة لقوم‬
‫وقنون ع‪ ، 4‬فقد اقشنا سابقاع‪. 5‬‬
‫وأما قول تعاىلع ع ن هللا أيمر ابلعد واإلحسان و ًاء ‪،‬ي القرى و نهى عن‬
‫الفخشاء واملنكر والبغع عظكم لعلكم ت رون‬
‫ع‪6‬‬
‫فه ا النص أ ضا ا د على‬
‫املصلخة ا منطوقا وا مفهوما‪ ،‬وليس في ما د على أن الًشر ع يا ً املصلخة وا‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫(‪)4‬‬
‫(‪)5‬‬
‫(‪)6‬‬
‫الذاريات‪.56 /‬‬
‫األنبياء‪.107 /‬‬
‫اإلسراء‪.82 /‬‬
‫الجاثية ‪.20 /‬‬
‫انظر ص‪.78-77 :‬‬
‫النحل ‪.90/‬‬
‫‪82‬‬
‫دافع أو الباعح علي املصلخة‪ .‬و ا العق هو ال ي رص أن العد مصلخة‪ ،‬وأن‬
‫الفخشاء واملنكر والبغع مفسدة‪ .‬وه األلفاا ا ص أن فهم منها عء ‪،‬ا مل ترتبط‬
‫أبساس تفهم قياسا علي ‪ .‬أا ترص أن الشرالع الو عية واحملرفة عندها ما تسمي العد ‪،‬‬
‫وعندها ما سمى الفخشاء واملنكر‪ ،‬وعندها ما سمى احلق والباط ‪ ،‬ومع ‪،‬ل لو نظرا‬
‫ىل حقيقة عدهلم وقسنا على ر عًنا لوملدا عة الظلم‪ ،‬ولوملدا حقهم ابطال‪،‬‬
‫و حساهنم منكرا‪ ...‬فه‬
‫األلفاا ا تفهم ا من اال ما تد علي ‪ .‬وألفاا العد‬
‫واإلحسان والفخشاء واملنكر والبغع الواردة‬
‫ا ة ا فهم واقع أي منها ا من اال‬
‫ما تد علي ‪ .‬وما تد علي ليس أحكاما نعرفها مسبقا ونعر أهنا عد أو حسان‪ ،‬أو‬
‫فخشاء‪ ،‬أو منكر‪ ،‬أو بغع وملاءت ا ة لًقو ن ه ا ال ي تسمون عدا مل‬
‫ب ‪ ،‬وه ا ال ي تسمون منكرا مل‬
‫ابلعد ال ي بينً الشر عة‬
‫ألهنا م عن ! ال‪ ،‬ليس‬
‫ل ‪.‬ب‬
‫مر م‬
‫ن ا ة أتمر‬
‫موا ع أارص أن العد ‪ ،‬وتنهى عن املنكر ال ي بينً‬
‫النصوص األارص أن املنكر‪ ،‬و ل‬
‫ق ابلنسبة لإلحسان وابلنسبة للفخشاء وللبغع‪.‬‬
‫وه ا ال ي أمر ب الشارم هو العد ‪ ،‬وال ي هنى عن هو املنكر‪ ،‬ليس ألن العق نظر‬
‫ووملد أن ما أيمر ب الشارم ًطابق مع ما قر العق أن عد أو حسان أو معرو ‪،‬‬
‫وما هنى عن ًطابق مع ما قر العق أن فخشاء ومنكر وبغع‪ ،‬و ا ألن األمر إ‬
‫آت من‬
‫عند اخلالق وهو وحد صاحف األمر والنهع‪ .‬و لي وحد رملع الًخسة والًقبي ‪ .‬أما ما‬
‫‪،‬هف لي البوطع عند اسًدال‬
‫ا ة على املصلخة بقول ع ت ن العد هو اخلط‬
‫املسًقيم بة طر اإلفرا‪ ،‬والًفر طتع‪ ، 1‬فكالم ا مفهوم ل ‪ ،‬وحم صب هل ا الكالم‬
‫مفهوم تدر العقو ‪ ،‬ف معرفة ما هو اإلفرا‪ ،‬وما هو الًفر ط‪ .‬أليس قد كون ما را‬
‫اإلنسان بعقل وبناء على مصلخً فراطا هو العد أو الًفر ط وما را العق تفر طا هو‬
‫(‪)1‬‬
‫انظر ص ‪ 61‬من هذا البحث‪.‬‬
‫‪83‬‬
‫العد أو اإلفرا‪ ،،‬وما را عدا هو اإلفرا‪ ،‬أو الًفر ط‪ ،‬و ل‬
‫ما را مصلخة هو‬
‫املفسدة أو العكس‪ ،‬أمل ق هللا سبخان وتعاىلع عولو اتبع احلق أهواءهم لفسدت‬
‫السموات واألرخل ومن فيهن‬
‫طيعكم‬
‫ع‪1‬‬
‫و ل‬
‫ثري من األمر لعنًرم ع‪ . 2‬وعلي فإن هللا سبخان وتعاىل أيمرا‬
‫ابلعد ال ي ملعل عدا وبين لنا‬
‫لنا‬
‫قول تعاىلع عواعلموا أن فيكم رسو هللا لو‬
‫ه‬
‫ا ة‬
‫الشر عة‪ ،‬و نهاا عن املنكر ال ي ملعل منكرا وبين‬
‫الشر عة‪ .‬و طالق املصلخة على ما أيمر ب هللا هو ألن هللا أمر ب ‪ ،‬وليس ألننا‬
‫أدر نا وقررا ما هع املصلخة مث وملدا الشر عة أتمرا با أدر نا وقررا !‪ ،‬ال ليس‬
‫ل ‪ .‬ول ل‬
‫فه‬
‫ا ة ليس فيها دلي على املصلخة‪ ،‬وا على مراعاة الشر عة‬
‫للمصلخة‪.‬‬
‫و ا سقط ااسًدا ابسًقراء الشر عة على أن مصاحل العباد أص‬
‫و سقط القو جبع الشارم ملنس املصاحل‬
‫الًشر ع‪،‬‬
‫ملنس األحكام‪ ،‬فالنصوص الشرعية من‬
‫الكًاب والسنة مًعلقة بفع معة للعبد‪ ،‬فهع الدلي الشرعع على حكم الشرم‬
‫الفع ‪ ،‬وهع ليس‬
‫مقبو ة‬
‫ع‪3‬‬
‫ه ا‬
‫مًعلقة ابملصلخة واملفسدة‪ ،‬فاى تعاىل حة قو ع عفرهان‬
‫وحة قو ع ع ‪،‬ا تدا نًم بد ن ىل أمل مسمى فا ًبو‬
‫ع‪4‬‬
‫وحة قو ع‬
‫عوأ هدوا ‪،‬ا تبا عًم ع‪ ، 5‬ا بة حكم الرهن وحكم ًابة الد ن‪ ،‬وحكم الشهادة عند‬
‫البيع‪ ،‬ومل بة أن ه ا مصلخة أو ليس بصلخة ا صراحة وا دالة‪ ،‬وا ادي النص أن‬
‫ه ا احلكم مصلخة أو ليس بصلخة ا من قر ف وا من بعيد‪ ،‬وا أبي ومل من الوملو ‪.‬‬
‫الدلي الثا ع قرار الرسو صلى هللا علي وسلم معا‪،‬ا حة أرسل ىل اليمن أن ًهد‬
‫رأ ‪،‬ا مل د احلكم‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫(‪)4‬‬
‫(‪)5‬‬
‫ًاب هللا وا‬
‫سنة رسول ‪.‬‬
‫المؤمنون‪.71/‬‬
‫الحجرات‪.7/‬‬
‫البقرة ‪.283 /‬‬
‫البقرة ‪.282/‬‬
‫البقرة ‪.282 /‬‬
‫‪84‬‬
‫فه ا اسًدا‬
‫يري حمل ‪ .‬وليس‬
‫احلد ح ‪ ،‬ر للمصلخة‪ ،‬و ا ًخ احلد ح –‬
‫ن ص ‪ -‬حةة على ملواز ااملًهاد‪ ،‬وليس‬
‫احلد ح أن الرسو صلى هللا علي وسلم‬
‫أقٌر معا‪،‬ا على ااملًهاد بناء على املصلخة‪ ،‬ا منطوقا وا مفهوما‪ ،‬و ا في قرار ملعا‪،‬‬
‫أن ًهد رأ ليخكم با اد‬
‫لي ه ا ااملًهاد ‪،‬ا مل د احلكم‬
‫الكًاب وا‬
‫السنة‪ ،‬ومل ق معا‪ ،‬ن حيكم برأ ‪ ،‬و ا قا ع أملًهد رأ ع‪ .‬وه ا معنا أن ‪،‬ا مل د‬
‫احلكم صرحيا ا‬
‫برأ ع‪ ،‬فليس‬
‫الكًاب وا‬
‫السنة فسيب‬
‫ملهد اسًنباط ‪ .‬وحم لو قا ع أحكم‬
‫احلد ح ما د على أن حكم برأ سيكون بناء على املصلخة‪ .‬ومن‬
‫أ ن أييت الفهم أن الرسو صلى هللا علي وسلم أقر ااسًصالي أو املصاحل املرسلة‬
‫ا‬
‫احلد ح ه ا حتكم بال دلي ‪.‬‬
‫الـدلي الثالــحع وهـو قــوهلم ن األصـ‬
‫العـادات االًفــات ىل املعـا وبواعــح الًشــر ع‬
‫و‪،‬ل على عكس العبادات اليت وقف فيها على حد النص‪.‬‬
‫فقد سبق وبينا أن ا فرق بة العبادات وبة يريها وا سمون العادات‪ ،‬فكلها‬
‫أحكام رعية‪ ،‬و لها اطاب من الشارم‪ ،‬و لها موملهة ىل املكلف‪ .‬و ا العبادات عالقة‬
‫االصة بة العبد ورب ‪ ،‬ف أن قام ا حبسف ما أمر هللا‪ ،‬والعادات عالقة بة اإلنسان‬
‫واإلنسان ف أن تسري حبسف أوامر هللا تعاىل أ ضاع‪. 1‬‬
‫وه ا القو أي االًفات ىل املعا‬
‫العادات‪ ،‬معنا ا نطبق على حقيقة املعىن ال ي‬
‫قصد من قاللو ‪ .‬فهم قصدوا أن أحكام األفعا اخلارملة عن العبادات ف أن تعل ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫انظر صفحة ‪.62‬‬
‫‪85‬‬
‫وحقيقة معنا أن ه األفعا بخح هلا عن معىن‪ ،‬وه ا يري صخي ‪ .‬فالسرقة أو الاا أو‬
‫الصالة أو األمر ابملعرو والنهع عن املنكر هع أفعا ا بخح عن معانيها‪ ،‬و ا طلف‬
‫هلا احلكم‪ .‬و ل‬
‫‪،‬ا قلنا ن املعا هع العل ‪ -‬وهو مقصد أصخاب ه ا القو ‪ -‬فه ا‬
‫أ ضا ا ص ‪ ، ،‬ن األفعا ا بخح هلا عن علة‪ ،‬والعلة‬
‫الشرم هع علة احلكم‬
‫املًعلق ابلفع ‪ ،‬وليس علة الفع ‪ .‬فاإلهلاء عن الصالة هو علة احلكم وهو حترمي البيع عند‬
‫النداء للصالة من وم اجلمعة‪ ،‬وهو –أي اإلهلاء‪ -‬ليس علة للبيع أو لعدم البيع‪ .‬أما ما‬
‫قصدو وهو أن أحكام األفعا اخلارملة عن العبادات ف أن تعل ‪ ،‬فه األحكام تفهم‬
‫من النصوص أو وا صل لالسًدا ‪ ،‬وه‬
‫منها ما ملاء معلال سواء ان‬
‫صراحة أو دالة أو اسًنباطا أو قياسا‪ ،‬ومنها ما ملاء يري معل ‪ ،‬وما ان‬
‫لبشر بعد رسو هللا صلى هللا علي وسلم أن علل ‪ .‬والًعلي –‬
‫القياس وليس ىل القو ابملصاحل املرسلة‪ .‬أما ‪،‬ا قي‬
‫املصاحل املوملودة‬
‫العلة تاا‬
‫ل‬
‫فليس‬
‫حا ‪ -‬ادي ىل‬
‫ن املعا هع املصاحل أو ملنس‬
‫األحكام‪ ،‬فه ا راملع ىل دليلهم األو وقد أبطلنا ‪ .‬وااًصار الرد هنا‬
‫هو أن املصاحل ليس معىن للخكم وا للنص الدا على احلكم‪ ،‬أما الفع ال ي طلف ل‬
‫احلكم‪ ،‬فه ا ليس في معىن لًف‬
‫لي عند تشر ع احلكم سوص فهم واقع ‪ ،‬وبعد ‪،‬ل‬
‫عطى احلكم املًعلق ب من النصوص وليس من واقع ‪، ،‬ا واقع ليس في دالة على عء‪.‬‬
‫أما ما قالو ن ه املعا والبواعح هع مصاحل درج فيها العق حسن ما أمر ب‬
‫الشرم وقب ما هنى عن ‪ ،‬فقد سبق وقلنا ن ه الًسمية عمصاحل هع ََوز من اإلنسان‬
‫وليس من الشارم‪ .‬ول ل ا قيمة رعية هلا سواء ني مصاحل أو يري ‪،‬ل ‪ .‬والقو ن‬
‫العق درج من ه املصاحل حسن أمر ب الشرم وقب ما هنى عن يري صخي ‪ ،‬ملا بيرنا‬
‫سابقا عند حد ثنا عن العد واإلحسان واملنكر وعند حد ثنا عن الرمحة والشفاءع‪. 1‬‬
‫(‪)1‬‬
‫راجع صفحة ‪.81-80 ،78-77‬‬
‫‪86‬‬
‫و افة ىل ‪،‬ل فإن ه املقاصد‪، ،‬ا د عليها النص‪ ،‬هع نًال‪ ،‬قد تنً‪ ،‬وقد تًخلف‪،‬‬
‫فه ‪،‬ا ختلف‬
‫درج اإلنسان منها العكس‪ ،‬أي درج حسن ما هنى عن الشرم وقب ما‬
‫أمر ب ! ه ا من ملهة ومن ملهة أارص فإن احلسن والقب ليسا داالة من ما در‬
‫العق ‪ .‬فقد نً‪ ،‬ما حيب اإلنسان وقد نً‪ ،‬ما كره ‪ ،‬ولكن الًخسة والًقبي ا ًبعان ما‬
‫حيف اإلنسان أو ما كر ‪ ،‬وا ما سًخسن أو سًقب ‪ .‬قا تعاىلع عوعسى أن تكرهوا‬
‫ي ا وهو اري لكم ع‪ . 1‬أما القو ن هللا سبخان وتعاىل تأوملف علينا ما تدرج عقولنا‬
‫نفع وحرم علينا ما ا تدرج عقولنا رر ت فهو ظاهر الفساد والبطالن‪ ،‬ولو ان األمر‬
‫ل فما حاملًنا ىل ر عة اإلسالم ‪،‬ن ب ن هللا أوملف علينا أ ياء قد ا ندرج منها‬
‫نفعا وا را‪ ،‬وحرم علينا أ ياء قد ا ندرج منها نفعا وا را‪ .‬وحكم علينا بًكاليف ا‬
‫ندرج منها سوص أن علينا السمع والطاعة وه ا هو معىن العبود ة ى‪ .‬وه ا القو ع تأوملف‬
‫علينا ما تدرج عقولنا نفع وحرم علينا ما تدرج عقولنا رر ت ابط‬
‫وليس من اإلسالم‬
‫عء‪.‬‬
‫الدلي الرابعع‪ 2‬ع وهو أن الواقع ًغري و ًطور ابسًمرار والنصوص حمدودة‪ ،‬ول ل‬
‫اسًخدا‬
‫مصادر للًشر ع‪ ،‬وقوهلم ن املًناهع ا فع بغري املًناهع‪ ،‬ول ل‬
‫ف‬
‫لام األا‬
‫ابملصاحل املرسلة‪.‬‬
‫فمدلو ه ا الكالم أن الشر عة اقصة و ف أن نضيف ليها مصادر من عندا ع‬
‫تكًم ‪ ،‬وه ا االف لنص القرآنع عاليوم أ مل‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫لكم د نكمتع‪ . 3‬مث ن ه‬
‫البقرة ‪ ،216‬وقال تعالى في سورة النساء آية ‪( :19‬فعسى أن تكرهوا شيئا ً ويجعل هللا فيه خيرا ً كثيراً)‪.‬‬
‫انظر ص ‪.63‬‬
‫المائدة‪.3 /‬‬
‫‪87‬‬
‫فر ية‬
‫منطقية يري موفقة ‪ -‬أي حمدود ة النصوص وعدم حمدود ة الوقالع‪ -‬أا ترص أن نصا واحدا‬
‫القاعدة الشرعية املأاو‪،‬ة من نصوص القرآن وهعع األص‬
‫دلي الًخرمي‪ ،‬عطع حكما لك األ ياء‬
‫األ ياء اإلابحة ما مل رد‬
‫الدنيا مهما ثرت‪.‬‬
‫ن الوقالع لها من ا ًم ناو الًشر ع ىل وم القيامة هلا أحكامها‬
‫الشر عة بنصوصها‬
‫احملدودة‪ .‬وه ا ليس اباسًقراء و ا بنصوص القرآنع علقد أنالنا ليكم ًااب في‬
‫‪ ،‬ر م ع‪ ، 1‬عما فرطنا‬
‫الكًاب من عء ع‪ . 2‬واألدلة ليس‬
‫القرآن والسنة فقط‪ ،‬و ا‬
‫هع القرآن والسنة و مجام الصخابة والقياس‪ ،‬وه مكًملة ب اعا بدون أ ة‬
‫وأي‬
‫افة بشر ة‬
‫افة ىل األدلة حبةة عدم فا ة األدلة للمسًةدات‪ ،‬ا هو اعام نقص للشر عة‬
‫وه ا عالف القرآن‪ .‬واإل افة سًكون أحكاما مردودة ألهنا ليس‬
‫هو هللا وحد ع‪ . 3‬أما قوهلم ن الدلي اإل ا‬
‫سلمنا ابحلاملة ىل دلي‬
‫من عند احلا م ال ي‬
‫ف أن كون املصاحل املرسلة‪ ،‬فعلى فرخل‬
‫ا ‪ ،‬فةعل املصاحل املرسلة هو حتكم ا دلي علي ‪.‬‬
‫الدلي اخلامسع‪ 4‬ع وهو أن الصخابة ر وان هللا عليهم قد أا وا ابملصاحل املرسلة‪.‬‬
‫فغري صخي ‪ ،‬وهو‬
‫نعر‬
‫أحسن حاات توهم‪ .‬وعلى فرخل وملود فع عند الصخابة ا‬
‫ل دليال من قرآن أو سنة أو قياس‪ ،‬فال ص القو ن دليلهم ان املصلخة‬
‫املرسلة‪ ،‬ما مل وملد ما ثب‬
‫‪،‬ل ‪ .‬عالوة على أن فع الصخابة ولو مل جند ل دليال من‬
‫(‪ )1‬سورة األنبياء‪.10 /‬‬
‫(‪ )2‬سورة األنعام ‪.38/‬‬
‫ً‬
‫(‪ )3‬وانظر النص الذي أوردناه عن ابن همام االسكندري في الصفحة ‪ 73‬ردا على مثل هذا القول‪ ،‬وقد جاء مثل هذا الرد‬
‫عند الشوكاني في (إرشاد الفحول) صفحة ‪،204‬فقال‪" :‬ويجاب عن هذا بما قدمنا عن إخباره عز وجل لهذه األمة بأنه قد‬
‫أكمل لها دينها وبما أخبرها رسوله صلى هللا عليه وآله وسلم من أنه قد تركها على الواضحة التي ليلها كنهارها‪ .‬ثم ال يخفى‬
‫على ذي لب صحيح وفهم صالح أن في عمومات الكتاب والسنة ومطلقاتهما وخصوص نصوصهما ما يفي بكل حادثة تحدث‬
‫ويقوم ببيان كل نازلة عرف ذلك من عرفه وجهله من جهله"‪.‬‬
‫(‪ )4‬راجع صفحة ‪.63‬‬
‫‪88‬‬
‫القرآن أو السنة أو القياس‪ ،‬هو دلي قالم ب ات ‪،‬ا أمجعوا علي ‪ .‬و ا تسقط‬
‫األقوا‬
‫ابعًماد الصخابة على املصاحل املرسلة احلاات اليت ا وملد فيها ُم ْنكر‪ .‬و مجام‬
‫الصخابة د على وملود الدلي و ن مل ص لينا‪.‬‬
‫وا وملد ما د على اعًبارهم للمصلخة املرسلة‪ .‬واألمثلة اليت أوردوها من أفعا‬
‫الصخابة ر وان هللا عليهم‪ ،‬سنبخثها واحدا واحداع‬
‫اتفاقهم ر ع هللا عنهم على مجع الصخف املًفرقة‬
‫أ‪-‬‬
‫مصخف واحد ملا ثر‬
‫القً حبفظة القرآن من الصخابة بوقعة اليمامة‪ .‬واتفاقهم على نس املصخف‪.‬‬
‫ن ه ا العم ليس في ما د على أن املصلخة ان‬
‫دليال على ملواز ‪ .‬وه قا أحد‬
‫من الصخابة هنم اسًدلوا على ه ا العم ابملصلخة املرسلة فأمر أ بكر جبمع القرآن‬
‫وأمر عثمان بنس املصخف‪ ،‬و حراق سالر املصاحف‪ ،‬تد حادثً على أن زالة لضرر‬
‫عظيم‪ .‬فإن ملا ثر القً‬
‫اسًمر القً‬
‫حفاا القرآن‪ ،‬وايف على القرآن من الضيام ن‬
‫ر‬
‫القراء أي حفاا القرآن رأوا مجع القرآن‪ .‬ووقوم اااًال‬
‫نس املصاحف ايف أن حيص من ملرال ااًال‬
‫قراءة القرآن اباًال‬
‫القرآن بة املسلمة‪ ،‬ول ل‬
‫ح فة بن اليمان لعثمانع أدرج املسلمة قب أن عًلفوا‪ .‬فأمر بنس املصخف‬
‫واحدة وأحرق ما سواها‪ ،‬فه ا ل‬
‫قا‬
‫نسخة‬
‫رر أزال اليفة املسلمة‪ ،‬وه ا ليس مصلخة عم‬
‫ا من عند ‪ ،‬و ا ألن الرسو أمر إبزالة الضرر‪،‬فعن ابن عباس ر ع هللا عن قا ع قا‬
‫رسو هللا صلى هللا علي وسلمع تا رر وا رارتع‪ 1‬فما فعل أبو بكر وعثمان هو زالة‬
‫رر‪ ،‬وفعل‬
‫(‪)1‬‬
‫منهما اسًنادا ىل السنة وليس جملرد أن رأص أن ‪،‬ل مصلخة‪.‬‬
‫رواه ابن ماجة في كتاب األ؛كام‪ ،‬باب ‪ .17‬وفي روايات‪ :‬ال ضرر وال إضرار‪.‬‬
‫‪89‬‬
‫فإن قا قال‬
‫ن زالة الضرر مصلخة‪ .‬أقو ع نعم‪ ،‬ولكن املصلخة مل تكن دليال على‬
‫الفع ‪ ،‬و ا دليل هو احلد ح‪ ،‬والواقع ال ي أرادوا دفع بفعلهم مل كن هو الدلي ‪ ،‬ألن‬
‫انصف احلد ح علي ‪ .‬ول ل‬
‫الدلي قالم دالة النص‪ .‬أما الواقع فهو املنا‪ ،‬ال ي‬
‫ر‬
‫غلف على الظن أن تررح أ بكر قبو قو عمر ان للًخقق من املنا‪.،‬‬
‫و ن قا قال ع ملا‪،‬ا تسًد على عملهم ابلسنة ومل صرحوا ب ل وترفو ااسًدا‬
‫ابملصلخة ألهنم مل صرحوا ب ل‬
‫فاجلواب ننا نعلم ابلقطع أن السنة دلي ‪ ،‬ونعلم ابلقطع‬
‫أ ضا أهنم سًدلون ا‪ .‬أما املصلخة املرسلة فلم تثب‬
‫ه احلادثة وا‬
‫ب‪-‬‬
‫دليال فال ص ملعلها دليال هلم ا‬
‫يريها‪.‬‬
‫اسًخال أ بكر لعمر‪.‬‬
‫و قولونع ليس ل من سند ظاهر سوص املصلخةع‪ . 1‬ن املو وعية تفيد أن املصلخة‬
‫مل تكن سندا لفع أ بكر ا ظاهرا وا افيا‪ .‬واملصلخة كن أن نطلقها على النًيةة اليت‬
‫توااها أبو بكر من فعل ‪ .‬وليس الدلي على فعل ‪ ،‬أما الدلي على فعل فهو السنة‪ ،‬فقد‬
‫دل السنة على ابحة ه ا الفع ‪ .‬فمعلوم أن املسلمة عًلفون ه عة الرسو صلى هللا‬
‫علي وسلم اإلمام من بعد أو ا‪ .‬في هف بعو السنة ىل أن نص على مامة أ بكر‪،‬‬
‫فقا‬
‫مرخل موت ع تمروا أاب بكر فليص ابلناستع‪ . 2‬و قو يريهم ن مل عة أحدا‬
‫للخالفة‪ ،‬و ا ْأم ُرُ أاب بكر ابإلمامة ان تر يخا ل للخالفة‪ .‬و‪،‬ل لدالة النصوص على‬
‫أن اإلمام ا صري ماما ا ببيعة اانعقاد‪ .‬وه ا األاري هو الرامل ‪ .‬فإ‪،‬ا ان الرسو صلى‬
‫(‪ )1‬راجع ص ‪.64‬‬
‫(‪ )2‬رواه البخاري في كتاب االعتصام‪ ،‬ويذهب االثنا عشرية إلى أنه صلى هللا عليه وسلم نص على إمامة علي كرم هللا‬
‫وجهه‪ .‬ويستدلون على ذلك بأدلة عقلية ال تصلح لالستدالل وبأحاديث ضعيفة‪ .‬ويجعلون إمامة علي جزءا ً من عقيدتهم‪.‬‬
‫‪90‬‬
‫هللا علي وسلم ر‬
‫أاب بكر للخالفة‪ ،‬فه ا دلي أل بكر على تر ي عمر ر ع هللا‬
‫عنهما‪ .‬وفع أ بكر ليس سوص تر ي لعمر‪ ،‬وتوملي للمسلمة ىل ما هو األصل هلم‪،‬‬
‫وعمر مل صب اليفة ا ابلبيعة بعد وفاة أ بكر‪ .‬وا كن ملعل اليفة ابسًخال‬
‫بكر ل ‪ ،‬ألن لو ان ل‬
‫لصار اليفًان للمسلمة‬
‫أ‬
‫وق واحد‪ ،‬وه ا ا وز لقول‬
‫صلى هللا علي وسلمع ت ‪،‬ا بو ع خلليفًة فاقًلوا ا ار منهمات‬
‫ع‪1‬‬
‫فه ا الفع من أ بكر‬
‫دليل فع الرسو صلى هللا علي وسلم وليس املصلخة‪ .‬أما ما تواا من الفع سواء أ ان‬
‫املصلخة أم األصل أم دفع الضرر‪ ،‬فه نًيةة ر دها‪ ،‬وليس هلا قيمة‬
‫الًشر ع‪ ،‬ولكن‬
‫الفع ال ي ـُْنظَ ُر لي ‪ ،‬هو ما ُ ْسلَ ُ ىل النًيةة‪ ،‬سواء ان نفعا ومصلخة واريا أو دفع‬
‫رر وفساد و ر‪ .‬فالفع حيًاج ىل دلي من الشرم‪ ،‬وليس جمرد قصد املصلخة هو‬
‫الدلي ‪ .‬و واقعًنا ه ‪ ،‬الف ي مباي‪ ،‬وتر مباي‪ ،‬فمن قوم ابلفع عًار بدلي اإلابحة‬
‫ما را األصل ‪.‬‬
‫ج‪ -‬ترج عمر األمر ورص بة سًة من الصخابة‬
‫قا في مث ما قي‬
‫اسًخال‬
‫ع‪2‬‬
‫أ بكر لعمر‪،‬فإن مصلخة املسلمة ان‬
‫بة عي‬
‫عمر ر ع هللا عن ‪ ،‬ولكن جمرد وهنا مصلخة ما رآها مل تكن هع دلي الفع ‪ .‬وقد صري‬
‫هو ب ل فقا ع ت ن أسًخلف فقد اسًخلف من هو اري م ‪ ،‬و ن أترج فقد ترج من هو‬
‫اري م تع‪ . 3‬وهو هنا بة دليل على فعل ‪ ،‬و فهم من الم أن ااسًخال‬
‫مباحان‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫رواه مسلم في كتاب اإلمارة‪.‬‬
‫راجع ص ‪.64‬‬
‫تاريخ األمم والملوك للطبري‪ ،‬ج‪ ،5‬ص ‪ ،34‬والبخاري في كتاب األحكام‪ .‬واللفظ كما عند الطبري‪.‬‬
‫‪91‬‬
‫والفج‬
‫مصاحل الدولة‪ ،‬واختا‪ ،‬السةن‬
‫د‪ -‬نشاء عمر الدواو ن وترتيبها وتنظيمها حبيح تشم‬
‫وأترع ابهلةرةع‪. 1‬‬
‫ه‬
‫األفعا مل كن دليلها املصلخة‪ ،‬و ا ان قصد منها نًيةة كن حتصيلها هع‬
‫املصلخة‪ .‬أما الدلي فهو الشرم‪ ،‬و نظر ىل ه األفعا‬
‫ملا توسع‬
‫الدولة اإلسالمية و ثر املسلمون‬
‫الًادع‬
‫عهد عمر‪-‬وهو راعع املسلمة ومساو‬
‫عن رعا ًهم‪ -‬صارت أحواهلم و اوهنم حباملة ىل بط وحفظ وتسةي ‪ ،‬و‪،‬ل‬
‫من أمل‬
‫عمر ه‬
‫الوسال‬
‫القيام برعا ة‬
‫اوهنم حسف أحكام الشرم‪ ،‬ول ل‬
‫اسًخد‬
‫واألساليف‪ ،‬للقيام ابلواملف وهو تطبيق اإلسالم‪ ،‬فإ‪،‬ا تع ر ر تطبيق اإلسالم ورعا ة اون‬
‫املسلمة ا‬
‫األساليف والوسال أو ما هو مثلها‪ ،‬فإن صب اختا‪،‬ها أو اختا‪ ،‬ما هو‬
‫مثلها واملبا للقاعدة الشرعيةع تما ا ًم الواملف ا ب فهو واملفت‪ .‬فيكون دلي الفع‬
‫هو الشرم‪ ،‬أما املصلخة فهع النًيةة املًوااة‪ .‬ه ا من ملهة‪ ،‬ومن ملهة أارص فإن الشرم‬
‫د على ابحة ه‬
‫األ ياء اليت اسًخدثها عمر‪ ،‬فاألص‬
‫األ ياء اإلابحة ما مل رد‬
‫دلي الًخرمي‪ .‬فالشرم مثال قد أمر جببا ة األموا من ز اة واراج وملا ة ويري ‪،‬ل ‪ ،‬وأمر‬
‫بصرفها وملو معينة‪ ،‬فإ‪،‬ا ثرت األموا وتعددت ملهات مصادرها وملهات نفاقها‪،‬‬
‫و ثر ال ن ف أمواهلم الا اة أو اخلراج أو العشر فخين إ صب الًنظيم واملبا لًمام‬
‫تطبيق اإلسالم وليس للمصلخة‪ .‬أما اسًعما أ ياء معينة أو وسال وأساليف معينة دون‬
‫يريها ألمل ه ا الًنظيم وه الرعا ة فإن اااًيار قع على ما وص ىل املطلوب على‬
‫أحسن ومل ما رص صاحف أمر الرعا ة وهو اخلليفة أو اإلمام‪ .‬ولكن ملام ابااًيار من‬
‫(‪)1‬‬
‫راجع ص ‪.64‬‬
‫‪92‬‬
‫حرم‪ ،‬حم ولو ُومل َد أن أ ثر توصيال ىل املطلوب‪ .‬وه‬
‫من ما أابي هللا وابملًناب ما ر‬
‫األ ياء‪ ، ،‬ا دلي على حرمًها‪ .‬أما‬
‫األ ياء اليت اسًخدثها عمر مباحة بدلي األص‬
‫األفعا اليت ان تقع على ه األ ياء فهع تطبيق اإلسالم نفس ‪.‬‬
‫أما اخت ا‪ ،‬عمر ر ع هللا عن للسةن‪ ،‬فقد ان دليل فع الرسو صلى هللا علي وسلم‪.‬‬
‫وانظر ما قال عبد الرمحن املالكعع‪ 1‬ع ت‪-‬احلبسع احلبس الشرعع هو تعو ق الشخص ومنع‬
‫من الًصر بنفس ‪ ،‬سواء أ ان ‪،‬ل‬
‫بلد‪ ،‬أم‬
‫بي ‪ ،‬أم‬
‫مسةد‪ ،‬أم‬
‫سةن معد‬
‫للعقوبة أم يري ‪،‬ل ‪ ،‬والدلي على أن احلبس عقوبة من عقوابت الشرم ما روي عن ا بن‬
‫حكيم عن أبي عن ملد ع تأن النو صلى هللا علي وسلم حبس رملال‬
‫س‬
‫وعن أ هر رةع تأن النو صلى هللا علي وسلم َحبَ َ‬
‫عهد النو صلى هللا علي وسلم بي ‪ ،‬أو مسةد‪ ،‬و ل احلا‬
‫عمة مث الرى عن ت‬
‫عمة وما وليلةت‪ .‬و ان احلبس‬
‫ان على أسم أ‬
‫أسم عمر ا فص دارا لصفوان بن‬
‫بكر‪ ،‬فلم كن هناج حبس ُم َع رد للخصوم‪ ،‬فلما ان‬
‫أمية أبربعة آا درهم‪ ،‬وملعلها حبسا‪ ،‬وقد حبس عمر احلطي ة على اهلةو‪ ،‬وحبس صبيغا‬
‫على ساال عن ال ارست واملرسالت والنازعات و بههن‪..‬ت فاحلبس قد فعل رسو هللا‬
‫صلى هللا علي وسلم‪ .‬واختا‪ ،‬السةن بشك دالم هو لًمام تطبيق اإلسالم ملا ثر املسلمون‬
‫واتسع‬
‫رقعة الدولة اإلسالمية‪ ،‬فهو مث‬
‫عقوابت اإلسالم‪ .‬و ل‬
‫قا عن‬
‫نشاء الدواو ن لنفس السبف‪ .‬فهو لًطبيق‬
‫ما سًخد‬
‫ألمل الًنظيم وحسن رعا ة اون‬
‫ا ملسلمة‪ ،‬وحسن تطبيق اإلسالم‪ ،‬الًأر ابهلةرة أو يريها‪ ،‬و ل‬
‫قا‬
‫الوسال‬
‫واأل ياء املسًخدثة السيارة والطالرة وا لة واملصنع واهلاتف وامل سم‪ ،‬والًلفاز‪،‬‬
‫والصاروخ‪ ...‬فاألص‬
‫األ ياء اإلابحة ما مل رد دلي الًخرمي‪ ،‬ففع السفر مباي‪،‬‬
‫والوسيلة عء مباي ما مل رد الدلي على حرمً ‪ ،‬ول ل‬
‫(‪)1‬‬
‫نظام العقوبات‪ ،‬ص ‪.162‬‬
‫‪93‬‬
‫وز ر وب الدابة والسيارة‬
‫والطالرة‪ ،‬ولكن ا وز ر وب اخلنا ر مثال‪ ،‬ليس ألن ا صل ل ل‬
‫رحرم ‪ ،‬وحتر‬
‫ب ألن الدلي‬
‫ان حتر ا لك وملو اانًفام ب ‪.‬‬
‫هـ ‪ -‬تضمة الصنام‬
‫ع‪1‬‬
‫قا ب الشاطو‪ ،‬ومن املُ ْخ َدثة قا ب البوطع ونسف العم ب ىل الصخابة‬
‫والًابعة بناء على املصلخة املرسلة‪ .‬وقد َع لد بعو الكاتبة األصو تضمة الصنام من‬
‫أمثلة ااسًخسان‪ .‬و‪ ،‬ر البوطع أن أاب حنيفة عر ع هللا عن‬
‫يا ااسًصنام بناء على‬
‫ااسًصالي‪ ،‬وه ا يري صخي ‪ ،‬ب في اسًهًار‪ .‬فأبو حنيفة قو اباسًخسان‪ ،‬و رد‬
‫وأس ان األمر فااسًصنام ملالا وبب‬
‫ااسًصالي على قو من أ ل‬
‫صلوا على فروع ‪ .‬ر‬
‫ابلسنة ا اباسًصالي وا اباسًخسان‪ .‬فقد اسًصنع رسو هللا صلى هللا علي وسلم‬
‫اامتاع‪ ، 2‬واسًصنع من ا‪ .‬و ان الناس سًصنعون‬
‫أسم رسو هللا صلى هللا علي وسلم‬
‫وسك عنهم‪ ،‬فسكوت تقر ر هلم على ااسًصنامع‪ . 3‬أما ابلنسبة لًضمة الصنام‪ ،‬فاملعقود‬
‫علي‬
‫عملية ااسًصنام هو ما صنع اخلاي واملن واخلاانة والسيارة ويري ‪،‬ل ‪ .‬وهو‬
‫على ه ا الومل من قبي البيع‪ .‬أما لو أحضر الشخص للصانع املادة اخلام وطلف من أن‬
‫صنع ل ي ا‪ ،‬فإن حين إ كون من قبي اإلملارة‪ .‬وعلي فلمعرفة حكم الشرم الًضمة‬
‫فإن نظر ىل املنا‪ ،‬لًخقيق ه هو من قبي البيع أو اإلملارة وتُطَبل ُق بعدل إ أحكام الشرم‪،‬‬
‫فإن ان بيعا فالصانع امن‪ .‬و ن ان ملارة فال مان على الصانع‪ ،‬لقو رسو هللا‬
‫(‪ )1‬راجع ص ‪.64‬‬
‫(‪ )2‬عن أنس قال‪ :‬صنع النبي صلى هللا عليه وسلم خاتماً‪ .‬وعن سهل قال بعث رسول هللا صلى هللا عليه وسلم إلى امرأة أن‬
‫" ُمري غالمك النجار يعمل لي أعوادا ً أجلس عليهن"‪ .‬رواهما البخاري‪.‬‬
‫(‪ )3‬النظام االقتصادي في اإلسالم‪ ،‬ص ‪.144‬‬
‫‪94‬‬
‫أودم ود عة فال مان علي تع‪ . 1‬وملاء أ ضا عن علع ر ع هللا‬
‫تم ْن َ‬
‫صلى هللا علي وسلمع َ‬
‫عن قا ع تا مان على ر إام وا على مامتنتع‪ . 2‬والصانع ن أُعط َع املادة ليصنع منها أو‬
‫ا فهو مامتن أو أمة‪ ،‬واملادة عند ود عة سواء أ ان نسيةا أم اشبا أم حد دا أم يري‬
‫‪،‬ل ‪.‬‬
‫ووا ملاء عن الشافعع‬
‫األم قول ع‪ 3‬ع توا ضمن املسًودم ا أن عالف فإن‬
‫االف فال عرج من الضمان ا بدفع الود عة ىل ر ا ولو ردها ىل املكان ال ي ان في ‪،‬‬
‫رب املا اسً ماات‪ .‬والشافعع‬
‫ألن ابًداء هلا ان أمينا فخرج من حد األمانة فلم ردد ل ر‬
‫ر ع هللا عن ا د ع را ملن َـعُد الصانع األملري امنا ألن عالف احلد ح‪ ،‬ا ‪،‬ا قا‬
‫مثالع‪ 4‬ع تاألمة هو من دفع‬
‫لي را يا أبمانً ا ُمعطى أملرا على عء وا دفع‬
‫لي ‪،‬‬
‫و عطالع ه ا األملر تفر ق بين وبة األمة ال ي أا ما اسًامن علي بال ُملع ت‪ .‬واملادة‬
‫‪،‬ا أعطي ىل الصانع هع ود عة ليس يري و نطبق عليها احلد ح‪ .‬أما األملر ال ي ُعطا‬
‫دام املادة اخلام‪ ،‬و ا هو أملرة مقاب العم فيها‪ .‬ول ل‬
‫الصانع فهو ليس مقاب‬
‫فال‬
‫مان على الصانع‪ .‬أما ن أعطع الشخص أملرة مقاب حفظ املادة أو العة‪ ،‬فهو أ ضا ا‬
‫ضمن‪ ،‬ألهنا ود عة وهو مامتن‪ ،‬ا ‪،‬ا ان مهمال وتفصي ه ا األمر‬
‫الفق ‪ .‬أما ‪،‬ا أودع‬
‫ألن ليس‬
‫موا ع‬
‫ًف‬
‫عند الود عة أبملرة على أن كون امنا‪ ،‬فالضمان ر‪ ،‬ابط ‪،‬‬
‫ًاب هللا‪ ،‬و‬
‫ر‪ ،‬ليس‬
‫ًاب هللا فهو ابط ‪ .‬وهو هنا االف للخد ح‬
‫ال ي رفع الضمان عن املامتن‪ .‬وه ا الشر‪ ،‬ع العقد من قبي عقود الًأمة‪ .‬وعقود‬
‫الًأمة لها حرام رعاع‪. 5‬‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫(‪)4‬‬
‫(‪)5‬‬
‫رواه أبو داود‪.‬‬
‫المبسوط للسرخسي‪ ،‬ج‪ ،11‬ص ‪.109‬‬
‫األم‪ ،‬جزء ‪ ،3‬ص‪.245‬‬
‫األم‪ ،‬جزء ‪ ،4‬ص ‪.38-37‬‬
‫انظر النظام االقتصادي في اإلسالم‪ ،‬ص ‪.185‬‬
‫‪95‬‬
‫واالصة القو ن تضمة الصنام ا وز‪ .‬والقو ب اسًصالحا أو اسًخساا هو‬
‫ترج للشرم ىل اهلوص‪ .‬أما قو البوطعع‪ 1‬ع توومل املصلخة عأي‬
‫الناس هلم حاملة ىل الصناعة‪ ،‬وهم غيبون األمًعة‬
‫يالف األحوا‬
‫تضمة الصنام أن‬
‫ىل ملانف أهنم‬
‫الغالف جمهولو الصنعة واألمانة و غلف فيهم الًفر ط وترج احلفظ‪ ،‬فلو مل ثب‬
‫تضمينهم‬
‫مع ‪،‬ل ألفضى األمر ىل أحد ي ةع ما ىل ترج ااسًصنام ابلكلية‪ ،‬و ما أن عملوا وا‬
‫ضمنوا ي ا‪ ،‬فيفً هلم ب ل‬
‫املصلخة‬
‫ان‬
‫ابب الك ب وااحًيا وااًالس األموا ‪ ،‬ول ل‬
‫الًضمة‪ ،‬وهع مصلخة و ن ان ا تسًند ىل اهد معة من الشرم‪ ،‬ا أهنا‬
‫ا تعارخل أ ضا نصا أو دليال ببًا في ت‪ .‬فقول ه ا هو‬
‫الصانع األملري‪ ،‬وقول ع ن ا‬
‫عالف نصا قو يري صخي ‪ .‬ألن عالف حد ح النو صلى هللا علي وسلمع تمن أودم‬
‫ود عة فهلك‬
‫فال مان علي ت‪ .‬أما قول ع ن عدم الًضمة ادي ىل ترج ااسًصنام أو‬
‫فً ابب الك ب وااحًيا وااًالس األموا ‪ ،‬فاجلواب علي ن‬
‫ف تطبيق احلكم‬
‫‪،‬ل‬
‫ن‬
‫الشرعع مهما ان النًال‪ ،‬اليت تراها العقو ‪ .‬أما ترج ااسًصنام فال ري‬
‫ان نًيةة لًطبيق الشرم‪ ،‬وسيكون حين إ هو اخلري وهو املصلخة‪ .‬أما ن ان ادي‬
‫حسف قول ىل الك ب وااحًيا وااًالس األموا ‪ ،‬فإن الشارم مل شرم ملنع ‪،‬ل ترج‬
‫األحكام‪ ،‬و ا رم عقوابت تاا من مصادرها‪ .‬على أن أرص أن تضمة الصنام ادي‬
‫ىل قلًهم وه مفسدة‪ ،‬وعدم تضمينهم ادي ىل ثرعم‪ ،‬مث ىل تنافسهم فإىل تد ر‬
‫األسعار و ىل ازدهار الصناعة‪ .‬والصناعة هع عماد الدو اليوم‪ ،‬فاملصلخة عدم‬
‫الًضمة‪ ،‬فعق من س ترص كون املصدر لًقر ر املصلخة اليت شرم بناء عليها‬
‫وقد نسف ىل علع بن أ طالف ر ع هللا عن قول‬
‫تضمة الصنامع تا صل‬
‫الناس ا ‪،‬اجت‪ .‬وه ا ا د على اعًبار للمصلخة املرسلة‪ .‬و ‪،‬ا ثب‬
‫(‪)1‬‬
‫ضوابط المصلحة‪ ،‬ص ‪.356‬‬
‫‪96‬‬
‫ه ا عن فإن‬
‫ي عن علع أن ان ا ضمن أحدا من األملراء‪.‬‬
‫حممو على ما ان من قبي البيع‪ .‬ألن ُرو َ‬
‫و لي ما نقل البوطع نفس عن الشافعع‬
‫األمع‪ 1‬ع تقا‬
‫األمع عوقد روص من ومل ا‬
‫الغسا والصبراغ‪ ،‬وقا ع‬
‫ثب أه احلد ح مثل أن عليا بن أ طالف ر ع هللا عن من ر‬
‫ا صل الناس ا ‪،‬اج‪ .‬أا ا ب ل براهيم بن أ حيىي عن ملعفر بن حممد عن أبي أن‬
‫عليا ر ع هللا عن قا ‪،‬ل ‪ ،‬و روص عن عمر تضمة الصنام من ومل أ عف من ه ا‪ ،‬ومل‬
‫نعلم واحدا منهما ثب ‪ .‬وقد روي عن علع بن أ طالف أن ان ا ضمن أحدا من‬
‫األملراء‪ ،‬ومن ومل ا ثب‬
‫مثل ت‪ ،‬مث نًهع البوطع ىل القو ع‪ 2‬ع ت ن ما نقل عامة‬
‫الكاتبة عن علع ر ع هللا عن ويري من القو بًضمة الصنام‪ ،‬ليس ببًا ابلقدر الكا‬
‫لالعًماد علي ت‪ .‬ولكن ا أدري ‪،‬ا ملا‪،‬ا اعًمد علي البوطع‬
‫مث ه املسألة‪.‬‬
‫وما أوردا عن البوطع قب صفخًة‪ ،‬منقو تقر با حرفيا عن الشاطو‬
‫ااعًصام‪ ،‬ولكن الًفصي ال ي رد عند البوطع ع مقصد يري الوارد عند الشاطو‪.‬‬
‫فالشاطو ا ع ااسًدا على الًضمة ابملصلخة ب املصلخة هع النًيةة املًوااة‪،‬‬
‫والدلي‬
‫قام من الشرم‪ ،‬عاما أو ااصا‪ ،‬قو الشاطوع‪ 3‬ع تو احلد ح تا رر وا‬
‫رارتع‪ 4‬تشهد ل‬
‫بيع حا ر إ‬
‫لباد‪ ،‬وقا ع تدعوا الناس رزق هللا بعضهم من بعوتع‪ ، 6‬وقا ع توا تلقوا‬
‫ع‪5‬‬
‫األصو من حيح اجلملة‪ ،‬فإن النو صلى هللا علي وسلم هنى عن أن‬
‫ط ا ىل السوقت‬
‫السلع حم ـُ ْهبَ َ‬
‫اخلاصة‪ .‬فًضمة الصنام من ‪،‬ل القبي ‪ .‬ولنا أن القو ابلًضمة اسًنادا ىل أدلة ه‬
‫ع‪7‬‬
‫وه ا من ترملي املصلخة العامة على املصلخة‬
‫اليت أوردها الشاطو ا ص لوملود أدلة ااصة‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫(‪)4‬‬
‫(‪)5‬‬
‫(‪)6‬‬
‫(‪)7‬‬
‫ضوابط المصلحة‪ ،‬ص ‪.356‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.357‬‬
‫االعتصام ص ‪.7‬‬
‫رواه ابن ماجه‪.‬‬
‫له‪ :‬أي للتضمين‪.‬‬
‫رواه مسلم والترمذي وغيرهما‪ ،‬واللفظ لمسلم‪.‬‬
‫رواه البخاري وغيره‪.‬‬
‫‪97‬‬
‫الًضمة‪ .‬وعلي فًضمة الصنام ا‬
‫وز ألن االف للشرم ما بينا سابقا‪ .‬وعلى‬
‫حا فال مدا‬
‫ه املسألة للقو‬
‫ابملصاحل املرسلة‪.‬‬
‫و‪ -‬اتفاق أصخاب رسو هللا صلى هللا علي وسلم من بعد على حد ارب اخلمر انة‬
‫مللدة مسًند ن ىل املصاحل‬
‫ع‪1‬‬
‫وه ا القو مًهاف ‪ .‬فإن حد ارب اخلمر بب ابلسنة‪ ،‬والرسو صلى هللا علي‬
‫وسلم حد ارب اخلمر‪ .‬فعن أنس تأن النو صلى هللا علي وسلم أيت برمل قد رب‬
‫اخلمر فةلد جبر دتة رو أربعةتع‪ . 2‬و روا ة للنسالع تأن النو صلى هللا علي وسلم‬
‫رب ابلنعا روا من أربعةت‪ ،‬و روا ة ألمحد والبيهقعع تفأمر روا من عشر ن رملال‬
‫فةلد‬
‫واحد مللدتة ابجلر د والنعا ت‪ .‬وأما ما روي عن علع أن قا ع تمللد النو‬
‫صلى هللا علي وسلم أربعة‪ ،‬وأبو بكر أربعة‪ ،‬وعمر انة‪ ،‬و سنةتع‪ 3‬فإن د على أن‬
‫اجللد قد فعل الرسو صلى هللا علي وسلم أربعة‪ ،‬وفعل الصخابة أربعة و انة‪ ،‬وه ا‬
‫ع أن أقل أربعون وأ ثر انون‪ ،‬وهو مفوج لإلمام‪ ،‬وعلي فليس ‪،‬ل‬
‫من املصاحل‬
‫املرسلة‪ .‬فهو مل شرم انة للمصلخة‪ ،‬ب تُر َج للخليفة وقع أربعة و وقع انة‪ .‬وأما ما‬
‫فعل عمر فإن من ابب رعا ة الشاون‪ ،‬وهو ما ملع للخليفة أن قوم ب حسف رأ‬
‫واملًهاد ‪ .‬مث ن اجللد انة أليس علي دالة من أمر الرسو صلى هللا علي وسلم ابجللد‬
‫أربعة جبر دتة و ل الصخابة عندما لدون أإبعة و انة‪ ،‬وليس فيهم من نكر ‪،‬ل ‪،‬‬
‫أليس ه ا مجاعا منهم‪ .‬فال جما هنا للقو ابملصاحل املرسلة أبداع‪. 4‬‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫(‪)4‬‬
‫راجع ص ‪.64‬‬
‫أخرجه مسلم عن أنس‪.‬‬
‫أخرجه مسلم من حديث حضين بن المنذر في جلد الوليد‪.‬‬
‫صالً في هذا األمر في كتاب نظام العقوبات لعبد الرحمن المالكي‪.‬‬
‫وانظر بحثا ً مف ّ‬
‫‪98‬‬
‫ز‪ -‬مشاطرة عمر بن اخلطاب الواة ال ن ًهمهم‬
‫أمواهلم ااًال‪ ،‬أمواهلم اخلاصة‬
‫ابألموا اليت اسًفادوها بسلطان الوا ة‬
‫ع‪1‬‬
‫وه ا الفع ليس في ما د على اسًدا إ ابملصلخة‪ .‬فإن الشرم قد ملع‬
‫للخليفة أن قوم برعا ة اون املسلمة حسف رأ واملًهاد ‪ .‬فهو عة الواة وحياسبهم‬
‫و عاهلم‪ ،‬و نفق من بي‬
‫املا برأ واملًهاد ‪ ،‬و عقد املعاهدات و نقضها‪ ،‬و ومل اجليو‬
‫للةهاد ويري ‪،‬ل وا ملعل الشرم ل ‪ .‬فًصرفات خليفة آتية وا أعطا الشرم ل من حق‪.‬‬
‫ة مصلخة ر دها‪ ،‬فالعم ال ي قوم ب حلصوهلا ا كون حالا ألمل تل‬
‫وهو ن َع رَ‬
‫املصلخة‪ ،‬و ا ف أن د الشرم على ملواز ‪ .‬ففعل ر ع هللا عن من ابب حماسبة‬
‫الواة‪ .‬وه‬
‫احملاسبة قد فعلها رسو هللا صلى هللا علي وسلم‪ .‬مث هنا من ابب النص‬
‫للمسلمة واجلهد‬
‫النص هلم ورعا ة اوهنم‪ .‬قا صلى هللا علي وسلمع تما من أمري‬
‫لع أمر املسلمة مث ا هد هلم و نص ا مل دا اجلنة معهمتع‪ 2‬ومشاطرة عمر للواة‬
‫هو ااًال‪ ،‬أمواهلم ابألموا العامة اليت اسًفادوها ابلوا ة‪ ،‬فأا منهم عمر ر ع هللا‬
‫عن ما اسًفادو ابلوا ة‪ .‬وه ا مث ما فعل الرسو صلى هللا علي وسلم مع ال ي‬
‫اسًعمل على الصدقات‪ .‬فإن الرسو صلى هللا علي وسلم قد ح ر من مس األموا‬
‫أن ‪.‬‬
‫العامة‪ ،‬و دد ه ا الًخ ر‪ ،‬وحة رآ من وا إ من وات عنف واطف الناس‬
‫عن أ محيد الساعدي أن النو صلى هللا علي وسلم اسًعم ابن اللًبية على صدقات‬
‫ب سليم فلما ملاء ىل رسو هللا صلى هللا علي وسلم حاسب ‪ ،‬قا ع ه ا لكم وه هد ة‬
‫أهد‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ىل‪ .‬فق ا رسو هللا صلى هللا علي وسلمع تفهال مللس‬
‫راجع ص ‪.64‬‬
‫رواه مسلم‪.‬‬
‫‪99‬‬
‫بي‬
‫أبي‬
‫وبي‬
‫أم حم أتتي هد ً‬
‫ن ن صادقا ت مث قام رسو هللا صلى هللا علي وسلم فخطف‬
‫الناس ومحد هللا وأثىن علي مث قا ع تأما بعد فإ أسًعم رملاا منكم على أمور وا وا‬
‫هللا فيأيت أحد م فيقو ه ا لكم وه هد ة أهد‬
‫د‪ ،‬فهال مللس‬
‫بي‬
‫أبي وبي‬
‫أم حم أتتي هد ً ن ان صادقا فوهللا ا أيا أحد م ي ا بغري حق ا ملاء حيمل‬
‫وم القيامةتع‪ 1‬وه ا نا ة عن حماسبة هللا ل ومعاقبً على عمل ‪ ،‬وهو حت ر د د من أن‬
‫س احلا م األموا العامة وا أبي ومل من الوملو وا حت‬
‫الًأو والفًوص‪ .‬فالرسو‬
‫صلى هللا علي وسلم اسف رد ون ُو رَد أمرا من أمور املسلمة املا –وهو اهلد ة‪ -‬ال ي أك‬
‫بسلطان الوا ة‪ ،‬ففع عمر دليل السنة‪.‬‬
‫ي‪ -‬ما وري عن عمر أن أراق اللش املغشو وأن ‪،‬ل‬
‫ان عمال ابملصلخة املرسلة‬
‫ع‪2‬‬
‫وه ا أ ضا يري صخي ‪ .‬فاملصلخة نًيةة والفع دليل السنة‪ .‬فه ا الفع من‬
‫عمر ر ع هللا عن هو من ابب احلسبة‪ ،‬ودليل السنة‪ .‬فقد ان ر ع هللا عن ًفقد‬
‫السوق ما فع رسو هللا صلى هللا علي وسلم حة ترأص ص ة قم فمد د فإ‪،‬ا ا‬
‫بل ‪ ،‬فقا لصاحف الص ةع ما ه ا فقا ع ن السماء أمطرتنا‪ .‬فقا ل ع املع البل‬
‫ظاهرا حم عرف الناستع‪ ، 3‬وعمر ان قوم ابحلسبة ملراقبة البالعة‪ ،‬وملا رأص اللش‬
‫مغشو ا عاقف الغا ر ‪ ،‬وعقوبً ه إبراقة لبن من ابب الًعا ر‪ ،‬وهع عقوبة ُملع َ تقد رها‬
‫لإلمام أو للقا ع‪ ،‬ول أن قدرها ما رص من حدود الشرم وليس هع حكما رعيا‬
‫دليل املصلخة‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫رواه البخاري في كتاب األحكام‪ ،‬ومسلم في كتاب اإلمارة‪ ،‬واللفظ للبخاري‪.‬‬
‫راجع ص ‪.64‬‬
‫رواه مسلم في كتاب اإليمان‪.‬‬
‫‪100‬‬
‫‪ -،‬أما قً عمر اجلماعة ابلواحد‪ .‬وأن ما فع ‪،‬ل‬
‫ا نص‬
‫ا اسًنادا ىل املصلخة املرسلة ‪،‬‬
‫املو ومع‪. 1‬‬
‫فه ا أ ضا ا صل للقو ابسًدا الصخابة ر وان هللا عليهم ابملصلخة‬
‫املرسلة‪ .‬فإن دلي فع عمر هنا هو القياس‪ .‬وى در أبيهم هااء ال ي ردعون أن عمر‬
‫ر ق دماء مجاعة من الناس‪ ،‬ب من املسلمة‪ ،‬بغري دلي من الشرم‪ .‬واللغا الصعف هنا ما‬
‫هف لي البوطع‪ ،‬فيقو ن دلي قً اجلماعة ابلواحد موملود‬
‫ابحلر والعبد ابلعبد واألنثى ابألنثى‬
‫ع‪2‬‬
‫آ يت القصاص عاحلر‬
‫وعو ًبنا عليهم فيها أن النفس ابلنفس‪ ...‬ع‪. 3‬‬
‫و قو ع‪ 4‬ع ت ن آ ة القصاص دالة على أن اجلماعة تقً ابلواحد حبكم تنصيصها على‬
‫العلة‪ ،‬وحبكم وملود العلة املة‬
‫من أفراد اجلماعة على حدة‪ .‬فكيف قا عن ه ا‬
‫احلكم ال ي قضى ب عمر وأمجع علي عامة الفقهاء ما عدا الظاهر ة وبعو احلنابلةع ن‬
‫حكم معارخل للنص ب ولعمري يف قو البعو ن دليل ااسًخسان أو املصلخة‬
‫املرسلة ت ه ا الم‬
‫الصفخة ‪ 150‬من ًاب ت وابط املصلخةت‪ .‬مث بعد ‪،‬ل‬
‫قو‬
‫الصفخة ‪357‬ع تفًوص عمر بقً اجلماعة ابلواحد ان من قبي املصلخة املرسلةت‪ .‬وهو‬
‫–البوطع‪ -‬أييت‬
‫املسألة مثال على أا الصخابة للمصاحل املرسلة‪ ،‬فيقو ع‪ 5‬ع تيري أن‬
‫ه ا املسًند من املصلخة ا وملد نص معة د علي وا اهد من أص قاس علي ‪،‬‬
‫فكان ‪،‬ل‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫(‪)4‬‬
‫(‪)5‬‬
‫من قبي املصلخة املرسلةت‪ .‬ولعمري يف سًنبط هو احلكم من النص‬
‫راجع ص ‪.64‬‬
‫البقرة‪.178 /‬‬
‫المائدة‪.45 /‬‬
‫ضوابط المصلحة‪ ،‬ص ‪.150‬‬
‫ضوابط المصلحة‪ ،‬ص ‪.357‬‬
‫‪101‬‬
‫و قو ع‪ 1‬ع تال ي را الباحح بعد الًدقيق أن ال من آ يت القصاص السالفًة حيم دالة‬
‫وا خة على ه ا احلكمت‪ .‬مث قو ما أوردا أعال من عدم وملود نص وا اهد من‬
‫أص قياس أما اللغا الصعف فهو أن سًنبط هو احلكم ابلنص‪ ،‬و رص أن عمر –وهو‬
‫وع لع عنها عمر‬
‫من هو‪ -‬قد اسًند ىل املصلخة املرسلة‪ .‬فه ر د القو ن فهمها هو َ‬
‫والصخي أن ا ًة ليس فيهما دالة على قً اجلماعة ابلواحد‪.‬‬
‫وا‬
‫ملاءت‬
‫أن اجلماعة تقً ابلواحد‪ ،‬اسًنادا ىل السنة‪ ،‬ألن نص األحاد ح اليت‬
‫عقوبة القات تشم الواحد‪ ،‬وتشم اجلماعة‪ ،‬فقو الرسو صلى هللا علي‬
‫وسلمع تمن قًُ َ ل قًي فهو خبري النظر ن‪ ،‬ما أن فًدي‪ ،‬و ما أن قً تع‪ 2‬فإن شم ما‬
‫‪،‬ا ان قد قًل واحد‪ ،‬أو قًل مجاعة‪.‬‬
‫وروي أن عمر ان ش‬
‫علعع س أمري املامنة‪ ،‬أرأ‬
‫مسألة القًي ال ي ا فج‬
‫لو أن نفرا ا ف وا‬
‫فك ل تع‪ ، 3‬فإ‪،‬ا ا فج مجاعة‪ ،‬اثنان أو أ ثر‬
‫قًل سبعة‪ ،‬تفقا ل‬
‫سرقة أ ن تقطعهم قا ع نعم‪ ،‬قا ع‬
‫قً واحد عوقبوا مجيعا‪ ،‬فيقًلون مجيعا‪،‬‬
‫ولو ان املقًو واحداع‪. 4‬‬
‫و قو ابن حام‬
‫ه املسألةع‪ 5‬ع ت‪ ...‬قا ابن ملر ‪ ،‬فأا‬
‫عبد الكرمي وأبو‬
‫بكر قاا مجيعاع ن عمر ان ش فيها حم قا ل علعع س أمري املامنة أرأ‬
‫نفرا ا ف وا‬
‫لو أن‬
‫سرقة ملاور فأا ه ا عضوا وأا ه ا عضوا‪ ،‬أ ن قاطعهم قا ع نعم‪.‬‬
‫قا ع ف ل ت حة ليس أحدمها أصال لآلار‪ ،‬ألن النص قد ورد بقً من قً ‪ ،‬ما ورد‬
‫بقطع من سرق‪ ،‬وليس أحد النصة‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫(‪)4‬‬
‫(‪)5‬‬
‫القرآن أبقوص من ا ار‪ .‬قا تعاىلع عولكم‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.149‬‬
‫رواه البخاري‪.‬‬
‫الرواية في الموطأ‪.‬‬
‫انظر‪ :‬نظام العقوبات لعبد الرحمن المالكي‪.‬‬
‫اإلحكام في أصول األحكام‪ ،‬ج‪ ،7‬ص ‪.176‬‬
‫‪102‬‬
‫القصاص حياة ع‪ ، 1‬وقا تعاىلع عوملااء سي ة سي ة مثلها ع‪ ، 2‬وقا تعاىلع عوالسارق‬
‫ع‪3‬‬
‫عص تعاىل‬
‫والسارقة فاقطعوا أ د َهما ‪ ،‬ومل ر‬
‫لكان على‬
‫ا أنكر على عمر ااًال‬
‫ال األمر ن منفردا من مشارج‪ ،‬فلو ص‬
‫أحد النصة وأا‬
‫حكم فقط‪ ،‬وتر‬
‫اب ارتع‪ . 4‬فابن حام رص أن الدلي هو نص القرآن‪ ،‬وهو هنا قصد أن رد القو‬
‫ابسًدا عمر ابلقياس‪ ،‬ألن ا َـعُد ُ دليال‪ .‬وسواء ان الدلي‬
‫ه املسألة القياس أو‬
‫النص‪ ،‬فإن ا سبي ىل القو ن عمر ر ع هللا عن اسًد ابملصلخة‪.‬‬
‫ي‪ -‬عدم تقسيم عمر ر ع هللا عن لألرا ع اليت فًخها املسلمون عنوة وهع أرخل العراق‬
‫األرا ع اليت‬
‫والشام ومصرع‪ . 5‬وقد طلف من بال وعبد الرمحن والابري أن قسم ه‬
‫أفاءها هللا عليهم أبسيافهم‪ ،‬ما قسم رسو هللا صلى هللا علي وسلم أرخل اي على‬
‫املقاتلة حة افًًخها‪.‬‬
‫فالرسو صلى هللا علي وسلم بعد عقد اهلدنة مع قر ش‬
‫احلد بية ياا اي‬
‫ففًخها هللا علي وعلى املامنة عنوة‪ ،‬وملك أر هم ودسرهم وأمواهلم‪ ،‬فقسم الغنالم‬
‫واألر ة بعد أن مخسها‪ ،‬وملع األر ة ألفا و ا الة سهم‪ ،‬ملعل‬
‫انية عشر قسما‬
‫قسم شم مالة سهم‪ .‬وألمل أن الرسو صلى هللا علي وسلم قسم أرخل العنوة‬
‫اي‬
‫على املسل مة‪ ،‬فإهنم طالبوا عمر بن اخلطاب ر ع هللا عن أن قسم أرخل السواد عليهم‪.‬‬
‫ولكن عمر رفو الناو عند رأي الصخابة املطالبة بًقسيم األرخل‬
‫ه‬
‫املسألة‪ .‬ب‬
‫ن وا أثر عن ر وان هللا علي قول ع تاللهم ا ف بالا وصخب ت و ان أن اسًشار األنصار‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫(‪)4‬‬
‫(‪)5‬‬
‫البقرة‪.179 /‬‬
‫الشورى‪.40 /‬‬
‫المائدة‪.38 /‬‬
‫اإلحكام في أصول األحكام‪ ،‬ج‪ ،7‬ص ‪.176‬‬
‫كتاب األموال ألبي عبيد‪ .‬وانظر ص ‪.64‬‬
‫‪103‬‬
‫واسًشار املهاملر ن مث قا ع ترأ‬
‫أن أحبس األر ة بعلوملها‪ ،‬وأ ع عليهم فيها اخلراج‪،‬‬
‫و رقا م اجلا ة ادوهنا‪ ،‬فًكون في ا للمسلمة‪ ،‬املقاتلة وال ر ة وملن أييت من بعدهم‪،‬‬
‫الثغور ا بد هلا من رملا الزموهنا‪ ،‬أرأ ًم ه‬
‫أرأ ًم ه‬
‫املدن العظام الشام واجلا رة‬
‫والكوفة والبصرة ومصر ا بد هلا من أن تشخن ابجليو و درار العطاء عليهم فمن أ ن‬
‫ُعطى هااء ‪،‬ا قسم األر ون والعلوجت مث قا ع تو ن من أحد من املسلمة ا ول‬
‫ه ا الفعء حق ونصيفت فوافقو على رأ وقالوا مجيعاع الرأي رأ‬
‫رأ ‪ .‬ن مل تشخن ه‬
‫الثغور وه‬
‫فنعم ما قل‬
‫وما‬
‫املدن ابلرملا ‪ ،‬و ري عليهم ما ًقوون ب ‪ ،‬رملع‬
‫أه الكفر ىل مدهنم‪...‬تع‪ . 1‬فبعو الصخابة بال وعبد الرمحن بن عو والابري احًةوا‬
‫لعمر ر وان هللا عليهم وعلى الصخابة أمجعة بفع الرسو صلى هللا علي وسلم من‬
‫تقسيم أرخل العنوة اي ‪ .‬ولكن –أي عمر‪ -‬رأص أن األمر قد ااًلف وأن هناج ملندا‬
‫جمندة‪ ،‬وهناج مسلمون ثريون مل حيضروا املعر ة ومل كونوا من املقاتلة وهلم نس و َ‪،‬را إر‪.‬‬
‫وه ا ل حيًاج ىل أموا ابهظة ونفقات برية‪ ،‬فرأص أن مصلخة املسلمة تقًضع حبس‬
‫ه األرا ع وعدم تقسيمها على احملاربة‪ ،‬ب بقاءها حت‬
‫و نفاق اراملها على املسلمة‪ ،‬واسًشار الصخابة‬
‫ه‬
‫املسألة ما أوردعا أعال حصل‬
‫د أهلها وفرخل اخلراج عليها‬
‫ه ا ووافقو وقالوا نعم الرأي رأ ‪.‬‬
‫ابلنسبة ألرخل العنوة من العراق والشام‬
‫ومصر‪ ،‬وبعو املعاصر ن من ًاب األصو ًةر ون‪ ،‬فيصورون أن عمر ر ع هللا عن‬
‫والصخابة مع قد تر وا األمر ال ي بين الرسو صلى هللا علي وسلم حبةة املصلخة‪ .‬مث‬
‫قولون ن فع عمر د على ملواز ترج حكم الشرم ألمل املصلخة‪ .‬وأت يد الصخابة‬
‫لعمر صب‬
‫مجاعا على ملواز ترج الشرم ألمل املصلخة‪ .‬وه ا النوم من الفهم عقيم‬
‫سقيم‪ .‬وما علي حقيقة األمر أن األنفا والغنالم والفعء‪ ،‬أمرها مو و ىل اإلمام عم‬
‫(‪)1‬‬
‫كتاب األموال في دولة الخالفة لعبد القديم زلوم‪ ،‬ص ‪.48 – 47‬‬
‫‪104‬‬
‫فيها برأ حسف مصلخة املسلمة‪ ،‬وأرخل السواد من العراق والشام ومصر‪ ،‬أمرها مو و‬
‫ىل اخلليفة ن اء قسم ووزع و ن اء حبس ‪ .‬فالفع ملالا أصال بدالة الشرم وليس‬
‫حبةة املصلخة‪ ،‬و ا املصلخة أو األصل هو النًيةة املطلوبة عن طر ق اااًيار من‬
‫من املباحات‪ .‬مث ن عمر ر ع هللا عن عندما حاور الصخابة و اورهم‪ ،‬عرخل عليهم‬
‫اَّللُ َعلَى َر ُسول م ْن أ َْه الْ ُقرص فَل ل‬
‫رأ واسًد على فعل اب ست الًاليةع ع لما أَفَاء ل‬
‫َ‬
‫ة ْاألَ ْينيَاء‬
‫سا ة َوابْن ال ل‬
‫سبي َ ْع َا َ ُكو َن ُدولَة بَـ ْ َ‬
‫َولل لر ُسو َول ي الْ ُق ْرَى َوالْيَـًَ َامى َوال َْم َ‬
‫اَّللَ لن ل‬
‫آك ُ ُم ال لر ُسو ُ فَ ُخ ُ و ُ َوَما نَـ َها ُ ْم َع ْن ُ فَانًَـ ُهوا َواتلـ ُقوا ل‬
‫اَّللَ َ د ُد الْع َقاب‬
‫من ُك ْم َوَما َ‬
‫ضال رم َن ل‬
‫اَّلل َور ْ َواا‬
‫{‪ }7‬ل ْل ُف َق َراء ال ُْم َهاملر َن ال َن أُ ْار ُملوا من دسره ْم َوأ َْم َواهل ْم َـ ْبـًَـغُو َن فَ ْ‬
‫نص ُرو َن ل‬
‫صادقُو َن {‪َ }8‬وال َن تَـبَـ لوُوا ال لد َار َو ْاإل َا َن من قَـ ْبله ْم‬
‫اَّللَ َوَر ُسولَ ُ أ ُْولَ َ ُه ُم ال ل‬
‫َوَ ُ‬
‫املة رولا أُوتُوا َوـُ ْاث ُرو َن َعلَى أَن ُفسه ْم َولَ ْو‬
‫امل َر لَْيه ْم َوَا َ ُدو َن‬
‫ُ‬
‫ص ُدوره ْم َح َ‬
‫ُحيبو َن َم ْن َه َ‬
‫اصةٌ َوَمن ُو َق ُ ل نَـ ْفس فَأ ُْولَ َ ُه ُم ال ُْم ْفل ُخو َن {‪َ }9‬وال َن َملا ُوا من‬
‫ص َ‬
‫َ ا َن ْم َا َ‬
‫وا اب ْإل َان َوَا َ ْ َع ْ قُـلُوبنَا يال لرل َن‬
‫بَـ ْعده ْم َـ ُقولُو َن َربلـنَا ا ْيف ْر لَنَا َوإل ْا َواننَا ال َن َسبَـ ُق َ‬
‫يم {‪ }10‬ع‪ . 1‬مث قا ع ته ا ة اسًوعب املسلمة عامة –‬
‫َ‬
‫آمنُوا َربلـنَا نل َ َرُو ٌ لرح ٌ‬
‫مشريا ىل قاول تعاىلع عوال ن ملاءوا من بعدهم ‪ -‬ول ن عش ليأتة الراعع وهو بسرو‬
‫محْ َري نصيب منها مل عرق ا ملبين ت‬
‫فعمر بن اخلطاب ر ع هللا عن اسًد ابلقرآن على ملواز فعل ‪ ،‬وااًار فعال‬
‫ع‪2‬‬
‫ملالاا ل أصال من بة عدة أفعا مباحة ولكن ااًار ما هو أصل ألن اليفة املسلمة‪،‬‬
‫وفرخل علي أن نص هلم‪ .‬والدالة على ابحة الفع و ابحة يري فع الرسو صلى هللا‬
‫علي وسلم‪ ،‬فهو قد قسم األرخل‬
‫اي على املقاتلة‪ .‬ولكن قب ‪،‬ل‬
‫عندما افًً‬
‫(‪ )1‬راجع كتاب األموال ألبي عبيد‪ ،‬وكتاب األموال لعبد القديم زلوم‪ .‬واآليات من سورة الحشر ‪[ .10-7/‬توثيق اآليات‬
‫من الطابع]‬
‫(‪ )2‬راجع كتاب األموال في دولة الخالفة‪ ،‬ص ‪.48-37‬‬
‫‪105‬‬
‫أرخل ب النضري مل قسم األرخل وقسم ما سواها على املهاملر ن األولة دون األنصار ا‬
‫رمللة منهم‪ ،‬و ياوة حنة بعد فً مكة قسم الرسو صلى هللا علي وسلم األموا‬
‫وع فا عن السو‪ .‬فًصرفات الرسو صلى هللا علي وسلم تبة أن أمر األرخل واألموا‬
‫فيها با را مصلخة لإلسالم‪ ،‬أي با عة و ا د‬
‫والسو‪ ،‬مو و ىل اخلليفة ًصر‬
‫تطبيق اإلسالم داا الدولة اإلسالمية‪ ،‬ومح الدعوة ابجلهاد ىل األمم والشعوب‬
‫األارص فه ا الفع ليس في اسًدا ابملصلخة‪ ،‬و ا في قصد حتصي مصاحل املسلمة‬
‫عن طر ق القيام ابألعما اجلالاة‪ .‬فليس الفع من أمري املامنة عمر بن اخلطاب من ابب‬
‫املصاحل املرسلة أبي ومل من الوملو ‪.‬‬
‫ج‪ -‬واملث األاري ال ي نورد هنا وهو من أعما الًابعة‪ ،‬مفاد أن مجلة وا حكم ب‬
‫عمر بن عبد العا ا أمر الواة إبقامة اخلاات بطر ق اراسانع‪. 1‬‬
‫فه ا أ ضا ليس من قبي املصاحل املرسلة‪ ،‬و ا هو من قبي رعا ة اون املسلمة‬
‫والنص هلم‪ .‬وه ا وا ملعل الشرم ل بدلي من الشرم وليس من املصاحل املرسلة‪ .‬وقد‬
‫حتدثنا عن ه ا با كفع عند حد ثنا عن نشاء عمر للدواو ن وعن حماسبً للواةع‪. 2‬‬
‫وهك ا فةميع احلواد‬
‫اليت تروص عن الصخابة‪ ،‬ليس‬
‫اسًدا ابملصلخة املرسلة‪ ،‬و ا هع مسًندة ىل أدلة رعية‪.‬‬
‫األدلة على أن املصاحل املرسلة ليس دليال رعيا‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫راجع ص ‪ 65‬من هذا البحث‪.‬‬
‫راجع ص ‪ 90-89‬من هذا البحث‬
‫‪106‬‬
‫أي واحدة منها‬
‫‪،‬ا سقط ااحًةاج ابألدلة اليت أوردوها على حةية املصاحل املرسلة‪ ،‬فه ا وحد‬
‫ا إ لردها وعدم اعًبارها‪ .‬ومع ‪،‬ل فهع ابطلة من عدة وملو ‪.‬‬
‫‪ -1‬األدلة الشرعية من األصو ‪ ،‬وه‬
‫شف‪ ،‬فيها القطع‪ ،‬واملصاحل املرسلة دلي‬
‫موهوم‪ ،‬و أحسن احلاات ظ ‪ ،‬ول ل فال ص اعًبار املصاحل املرسلة‪ .‬أما‬
‫القو هنا دلي ولكنها ليس أصال قالما ب ات ‪ ،‬أو ليس قسيما للقرآن‬
‫والسنة واإلمجام والقياس‪ ،‬ب راملعة ىل املصادر األربعة‪ ،‬فخين إ ‪ -‬ن ص‬
‫القو ‪ -‬كون الدلي هو املصدر ال ي رملع‬
‫لي ‪.‬‬
‫‪ -2‬املصاحل املرسلة مردودة من حيح تعر فها‪ ،‬أي من حيح وهنا مرسلة ‪ ،‬رساهلا‬
‫هو رسا من الدلي ‪ .‬فهع حبسف تعر فها ا دلي عليها‪ .‬فلم بق سبف‬
‫لالعًبار ا اهلوص أو حكم العق ‪ .‬وه ا ليس من الد ن‪ .‬وملع الشر عة ك‬
‫دليال مردود‪ .‬فإن الشر عة ك ليس جملموعها معىن معة تد علي ‪.‬‬
‫‪ -3‬مل عر من الشارم احملافظة على املقصود بك طر ق‪ .‬ب ن حدد طر قا ف‬
‫االًاام ب ‪ .‬فخة عرفنا من مقاصد الشر عة مقصد حفظ العق مثال‪ ،‬مل تعر‬
‫طر قة ‪،‬ل احلفظ ابلعق ‪ .‬و ا عرفناها من الشرم‪ ،‬والشرم قيدا بطر قً ‪ .‬ورن‬
‫املشرعة‪ .‬وانظر‬
‫أصال مل نعر املقصد ا من اال األحكام ر‬
‫ه ا ما أوردا‬
‫عن ابن قدامة املقدسع صفخةع ‪.72‬‬
‫‪ -4‬القو ابملصاحل املرسلة االف لًعر ف احلكم الشرعع‪ .‬فهو اطاب الشارم‬
‫املًعلق أبفعا العباد‪ ،‬فإن مل كن ة اطاب فليس ة حكم رعع‪ .‬ورن‬
‫مأمورون ابتبام الشرم فقط‪ .‬قا تعاىلع عاتبعوا ما أنا ليكم من ربكم ع‪. 1‬‬
‫(‪)1‬‬
‫األعراف‪.3 /‬‬
‫‪107‬‬
‫وقا ع عوما آك م الرسو فخ و وما هنا م عن فانًهوا ع‪. 1‬‬
‫‪ -5‬ن تقد ر ن األمر الفال مصلخة راملع ىل العق ‪ ،‬والعقو البشر ة تًفاوت‪،‬‬
‫وأحكامها ليس‬
‫رعا سواء أاطأت أم أصاب ‪ .‬وملع الفع‬
‫مصلخة بًقد ر العق ‪ ،‬هو عطاء دور للعق‬
‫رعيا ألن‬
‫الًخسة والًقبي ‪ ،‬وه ا االف‬
‫حلا مية هللا وحد ع ع ن احلكم ا ى ع‪. 2‬‬
‫‪ -6‬هناج نصوص ثرية متنع من اتبام املصلخة ألهنا هوص ورأي‪ ،‬فمثال قول تعاىلع‬
‫عواعلموا أن فيكم رسو هللا لو طيعكم‬
‫تنازعًم‬
‫ثري من األمر لعنًم ع‪ . 3‬وقا ع عفإن‬
‫عء فردو ىل هللا والرسو ع‪ . 4‬وقا ع عوما ان ملامن وا مامنة ‪،‬ا‬
‫قضى هللا ورسول أمرا أن كون هلم اخلرية من أمرهم ع‪ . 5‬وقا ع عفال ورب‬
‫امنون حم حيكموج فيما ةر بينهم مث ا دوا‬
‫ا‬
‫أنفسهم حرملا وا قضي‬
‫و سلموا تسليما ع‪ . 6‬وقا ع ع ًف عليكم القًا وهو ر لكم وعسى أن‬
‫تكرهوا ي ا وهو اري لكم‪ ،‬وعسى أن حتبوا ي ا وهو ر لكم وهللا علم وأنًم‬
‫ع‪7‬‬
‫وملع املصلخة املرسلة دليال ليس ردا ىل هللا وا ىل الرسو ‪،‬‬
‫ا تعلمون ‪ْ .‬‬
‫وليس حتكيما للرسو صلى هللا علي وسلم وا ر ى حبكم ‪ .‬وقول تعاىلع عوهللا‬
‫علم وأنًم ا تعلمون في ر رد على ال ن سًدلون ابملصلخة املرسلة‪ ،‬فيقو هلم‬
‫سبخان وتعاىل ن وحد ال ي علم املصلخة والصالي واخلري والعد واهلدص‬
‫واحلق‪ ،‬أما هم فال علمون ‪،‬ل ‪ .‬و ل قو الصخا ر ع هللا عن عندما هنى‬
‫النو صلى هللا علي وسلم عن املخابرة أو املاارعةع تهناا رسو هللا صلى هللا‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫(‪)4‬‬
‫(‪)5‬‬
‫(‪)6‬‬
‫(‪)7‬‬
‫الحشر‪.7 /‬‬
‫األنعام‪ ،57 /‬يوسف‪.67 ،40 /‬‬
‫الحجرات‪.7 /‬‬
‫النساء‪.59 /‬‬
‫األحزاب‪.36 /‬‬
‫النساء‪.65 /‬‬
‫البقرة‪.216 /‬‬
‫‪108‬‬
‫علي وسلم عن أمر ان لنا افعا‪ ،‬ولكن طاعة رسو هللا أنفع لناتع‪ 1‬في رد لقو‬
‫ال ي علون الشرم حيح املصلخة‪.‬‬
‫‪ -7‬الد ن ام بنص القرآن‪ .‬ومصادر د ننا هع‬
‫النو حممد صلى هللا علي وسلم على أن‬
‫ما ان وحيا من عند هللا ىل‬
‫رم لنا‪ .‬وتقد ر املصاحل ليس وحيا‪،‬‬
‫فةع املصاحل املرسلة مصدرا‪ ،‬هو تشر ع من يري الوحع‪ .‬والقو‬
‫ن ه‬
‫األفعا املأاو‪،‬ة بناء على املصلخة مل أيت هلا الشرم حبكم‪ ،‬لام من أن الشر عة‬
‫اقصة‪ .‬وه ا االف لقول تعاىلع عاليوم أ مل‬
‫فرطنا‬
‫الكًاب من عء‬
‫ع‪3‬‬
‫لكم د نكم ع‪ . 2‬ولقول ع عما‬
‫و ة مداالة هنا‪ ،‬فقد قو البعوع ن ه‬
‫األفعا اليت أنا ها بناء على املصلخة‪ ،‬د الشرم على أهنا مباحة بدلي عام أو‬
‫لع‪ ،‬والرد هنا ‪،‬ا د الشرم على ابحًها فال تكون مرسلة حين إ ‪ ،‬وتاا بناء‬
‫على الدلي ال ي أابحها وليس بناء على وهنا جمرد مصلخة‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫رواه البخاري عن رافع بن خديج‪.‬‬
‫المائدة‪.3/‬‬
‫األنعام‪.38 /‬‬
‫‪109‬‬
‫الفص الرابع‬
‫‪‬‬
‫ما‪،‬ا قصد العلماء ال ن قالوا ابملصاحل‬
‫‪ ‬رأي اإلمام الشاطو‬
‫‪ ‬رأي اإلمام القرا‬
‫‪ ‬رأي ثلة من العلماء املعاصر ن‬
‫‪ ‬رأي اإلمام عا الد ن بن عبد السالم‬
‫‪ ‬رأي اإلمام الغااد‬
‫‪‬‬
‫رد بهًة‬
‫‪ ‬الشبهة األوىلع ن هناج مصاحل معً ة ومصاحل ملغاة ومصاحل ا معً ة وا‬
‫ملغاة‪.‬‬
‫‪ ‬الشبهة الثانيةع تقييد املصلخة أبن ا تكون االفة لنص أو مجام أو قياس‪.‬‬
‫‪110‬‬
111
‫ما‪،‬ا قصد العلماء ال ن قالوا ابملصاحل‬
‫حتدثنا عن املصاحل املرسلة مصدر من مصادر الًشر ع وبينرا ابألدلة أهنا ا نهو‬
‫هلا دلي ‪ .‬وقد نقضنا ابلدلي واحلةة مجيع ما تومه القاللون ابملصاحل املرسلة من أن أدلة‬
‫على حةيًها‪ .‬وقد ان الدافع ىل ه ا البخح ما ام عند بعو املًأار ن من ًاب‬
‫األصو أن ااسًصالي مصدر تشر عع‪ ،‬وأن املصلخة دلي على احلكم الشرعع‪ .‬وأ نما‬
‫ان املصلخة فثم رم هللا‪ ،‬وما بُ على ‪،‬ل من قواعد ملعلوها قواعد رعية وليس‬
‫ل ‪ ، ،‬ليس هع ا ملع املصلخة د نا‪ .‬ب ن بعو املًأار ن لةأ ىل ًف األلمة‬
‫والسلف فيةًا منها نصوصا أو فًاوي و سوقها لنا‬
‫ول ل‬
‫معان يري اليت قصدها األلمة‪.‬‬
‫وملف الًخ ر من أفكار هااء‪ ،‬ال ن لبسون على املسلمة أحكام د نهم‪،‬‬
‫و علون املصلخة عنواا بريا ًخللون بواسطً من قيود الد ن وأحكام ‪ ،‬فكان ا بد من‬
‫تفنيد حةةهم ومااعمهم‪ ،‬وبيان احلق ‪،‬ل ‪ ،‬ول ل فقد بَـيَـنرا موقف العلماء من‬
‫املصاحل املرسلة وحيح ن قد قا ا الشاطو والقرا فقد لام بيان حقيقة ما قصد من‬
‫قوهلم ابملصاحل املرسلة‪.‬‬
‫وعند الًدقيق ظهر ملليا أن مل ق أحد جبع املصلخة دليال على الفع ‪ -‬ومن‬‫نسف ىل أحد مث ه ا القو مطلوب من الدلي من يري املًااء وا حتر ف‪ -‬وال ن‬
‫قالوا ابملصاحل املرسلة ا أرادوا أن لإلنسان أن عًار‬
‫منطقة املباي حبسف مصلخً أو‬
‫منفعً أو األنسف ل ‪ ،‬وه ا األمر ا ري في ‪ ،‬وقد حتدثوا عن الوسال واألساليف اليت‬
‫ان‬
‫عهد الرسو صلى هللا علي وسلم‪ .‬فالوسال ختضع لقاعدة ال اءة األصلية‬
‫وهعع األص‬
‫األ ياء اإلابحة ما مل رد دلي الًخرمي‪ .‬واألساليف تكون حبسف الفع‬
‫‪112‬‬
‫املراد القيام ب وحبسف الوسال املًوفرة أو املمكنة ل ‪ .‬فاألساليف ‪،‬ا تًعدد وتًبد‬
‫الوسال مباحة‪ ،‬والفع‬
‫وتًطور حسف تعدد وتبد وتطور الوسال املمكنة‪ .‬فإ‪،‬ا ان‬
‫ال ي راد القيام ب مباحا‪ ،‬أتا األساليف حين إ حكم اإلابحة أو حكم الفع بًفصي‬
‫لسنا‬
‫صدد ‪ .‬و مثا للًو ي ع أنا اجلهاد مثال فهو فرخل‪ ،‬ول وسال ‪ ،‬منها السيف‬
‫والرم والفس والفرس‪ ،‬ومنها الداببة والطالرة واملدفع ويريها‪ ،‬فه‬
‫املباحة‬
‫لها من األ ياء‬
‫القًا ‪ .‬واسًعما السيف والرم وما ا ها قًضع أساليف قًالية ختًلف عن‬
‫األساليف اليت تقًضيها األسلخة احلد ثة‪ .‬و ل‬
‫نق األابار اليت ان‬
‫تعًمد على‬
‫تنق‬
‫اإلنسان واخلي أو على احلمالم‪ ،‬فقد تبدل‬
‫الوسال وتغريت األساليف فأصبخ‬
‫بواسطة الًليفون أو الفا س أو يري ‪ .‬فه‬
‫األساليف حكمها حكم الوسال أو حكم‬
‫الفع املأمور ب ‪، ،‬ا مل كن هناج أسلوب آار‪ .‬ومن األمثلة ل انًخاب اخلليفة‪ ،‬فقد‬
‫أي ‪،‬ل‬
‫كون عن طر ق أا رأي أه احل والعقد‪ ،‬أو عن طر ق أا رأي األمة لها‪ ،‬ر‬
‫ان فهو ملالا بشر‪ ،‬أن ع ر عن ر ى األمة وااًيارها‪ .‬وقد اا رأي الناس عن طر ق‬
‫اروج من مع آراء الناس‪ ،‬أو عن طر ق رفع األ دي ومعرفة األ ثر ة‪ ،‬أو عن طر ق‬
‫صناد ق ااقفام السر ة‪ .‬فك ه‬
‫أساليف‪ ،‬فهع ملالاة ‪،‬ا ان العم ال ي قام ب‬
‫بواسطًها ملالاا‪ ،‬والوسيلة املسًعملة يري حمرمة‪.‬‬
‫أما ‪،‬ا ان ااسًصالي بعىن وملود مصدر تشر عع القرآن والسنة و مجام‬
‫الصخابة والقياس‪ ،‬فه ا ا ثب حبا ‪ .‬و ا هو مقبو ‪،‬ا ان بعىن الوسال املسًةدة‬
‫واألساليف املسًخدثة‪ ،‬واليت وملد‬
‫مصادر الًشر ع ما د عليها أو على أصلها‪ ،‬أي‬
‫على ما تُـ َعد هع فرعا ل ‪.‬‬
‫‪113‬‬
‫رأي اإلمام الشاطو‬
‫ااعًصامع‪ 1‬ع ت ن حاص املصاحل املرسلة رملع ىل حفظ أمر‬
‫قا رمح هللا‬
‫روري ورفع حرج ازم‬
‫الد ن‪ ،‬وأ ضا مرملعها ىل حفظ الضروري من ابب عما ا ًم‬
‫الواملف ا ب ‪ ..‬فهع ‪،‬ن من الوسال ا من املقاصد‪ ،‬ورملوعها ىل رفع احلرج راملع ىل‬
‫الًخفيف ا الًشد دت‪ .‬فقو اإلمام الشاطوع تمن الوسال ت و‬
‫تا من املقاصدت‪ ،‬هو رد على‬
‫من قو جبع‬
‫ما ‪،‬هبنا لي ‪ ،‬وقول ع‬
‫ون الشعء مصلخة دليال على ملواز ‪.‬‬
‫‪ ،‬املقاصد هع نًال‪ ،‬األفعا ‪ ،‬واألفعا حكمها من الشرم‪ ،‬ولكن الوسيلة ىل الفع هع‬
‫اليت تاا بناء على املصلخة املرسلة‪.‬‬
‫والشاطو رص أن ااسًدا ابملصلخة على الوسيلة ف أن كون‬
‫وملود نص على تل‬
‫حالة عدم‬
‫الوسيلة‪ ،‬وعدم وملود قياس أ ضا‪ .‬قو ع‪ 2‬ع تاملصاحل املرسلة رملع‬
‫معناها ىل اعًبار املناسف ال ي ا شهد ل أص معة‪ ،‬فليس ل على ه ا اهد رعع‬
‫على اخلصوص‪ ،‬وا ون قياسا حبيح ‪،‬ا عرخل على العقو تلقً ابلقبو ت‪ .‬وهنا تظهر‬
‫أمهية قول ت اهد رعع على اخلصوصت أي أن تل الوسيلة أو ‪،‬ل األسلوب ا وملد‬
‫نص ااص ب ‪ ،‬و ا ملا ان دااال‬
‫املصاحل املرسلة‪ ،‬و ل أن ا د قياس على تل‬
‫الوسيلة أو ‪،‬ل األسلوب‪ .‬وقا أ ضاع‪ 3‬ع توأما وهنا‬
‫الضروري من قبي الوسال وتما‬
‫ا ًم الواملف ا ب ت‪ ،‬ن نص على ا فاط فهو ر‪ ،‬رعع فال مدا ل‬
‫ه ا‬
‫الباب‪ ،‬ألن نص الشارم في قد فاا مانة النظر في ‪ .‬و ن مل نص على ا فاط فهو ما‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫االعتصام‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.78‬‬
‫االعتصام‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪.65‬‬
‫االعتصام‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.78‬‬
‫‪114‬‬
‫عقلع أو عادي‪ ،‬فال لام أن كون رعيا‪ .‬ما أن ا لام أن كون على يفية معلومةت‬
‫وهك ا ًض وا قا أن املصلخة املرسلة هع وسيلة أو أسلوب ليس هناج نص معة أو‬
‫ااص د علي ‪ ،‬ولكن هناج أص عام أو دلي‬
‫لع تندرج حتً الوسيلة أو األسلوب‪.‬‬
‫نطبق عليها حكم األص‬
‫وهو قسمها قسمةع أعيان وأفعا ‪ .‬فاألعيان وسال‬
‫األ ياء‪ .‬واألفعا أساليف ختضع لقاعدة ما ا ًم الواملف ا ب فهو واملف‪.‬‬
‫وقول ع تو ن مل نص على ا فاط فهو ما عقلع أو عادي فال لام أن كون‬
‫رعيات فه ا راملع ىل أن احلكم املب على املصلخة قد كون دليل عما ا ًم الواملف‬
‫ا ب فهو واملف وه‬
‫قاعدة ازمة‬
‫الشرعيات و يري الشرعيات‪ .‬واملصلخة‬
‫املرسلة عند الشاطو ا ع أهنا مرسلة إبطالق‪ ،‬ب هو ع أهنا وسال أو أساليف مرسلة‬
‫من الدلي املعة أو الدلي اخلاص ال ي د مبا رة على ه‬
‫مرسلة من دلي عام أو دلي‬
‫لع تندرج حتً ‪ ،‬قا‬
‫اجلالية‪ ،‬ولكنها ليس‬
‫املوافقاتع‪ 1‬ع ت‬
‫أص‬
‫رعع مل‬
‫شهد ل نص معة‪ ،‬و ان ماللما لًصرفات الشرم ومأاو‪،‬ا معنا من أدلً فهو صخي‬
‫بىن علي و رملع لي ‪،‬ا ان ‪،‬ل األص قد صار بةموم أدلً مقطوعا ب ‪ .‬ألن األدلة‬
‫ا لام أن تد على القطع ابحلكم ابنفرادها دون انضمام يريها ليها ما تقدم‪ ،‬ألن ‪،‬ل‬
‫املًع ر‪ ،‬و دا حت ه ا رب ااسًدا املرس ‪...‬ت‪.‬‬
‫ووا ا د ه ا املعىن للمصاحل املرسلة عند الشاطو قول ع‪ 2‬ع تفإا لو فر نا حفظ‬
‫القرآن والعلم مطردا بغري ًف لص ‪،‬ل ‪ ،‬و ل‬
‫سالر املصاحل الضرور ة ص لنا‬
‫حفظهات‪ .‬فإن ًابة املصخف و ًابة العلم من أحاد ح وفق ويري ‪،‬ل ‪ ،‬هع من األساليف‬
‫الالزمة حلفظ القرآن وحفظ العلم‪ ،‬فلو افف نا أن حفظ القرآن وحفظ العلم وكن‬
‫أبسلوب آار يري الكًابة لكان ‪،‬ل‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫مقبوا رعا‪ .‬فكأن الشاطو قو ع حفظ القرآن‬
‫الموافقات‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.15‬‬
‫االعتصام‪ ،‬ص ‪.78‬‬
‫‪115‬‬
‫وحفظ العلم هو الفرخل‪ ،‬وا بد من اختا‪ ،‬األسلوب الالزم ل ل ‪ ،‬و ن مل نص علي دلي‬
‫ااص‪ ،‬وعدم وملود نص ااص ع ‪،‬ل‬
‫أسلوب واحد‪ ،‬ف ل‬
‫األسلوب مصلخة مرسلة‪ ،‬و ن مل وملد ا‬
‫األسلوب فرخل من ابب عما ا ًم الواملف ا ب فهو واملف ‪،‬‬
‫و ن وملد أ ثر من أسلوب فأي واحد منها اخت ص ‪ .‬وزسدة‬
‫قول‬
‫الًأ يد والًو ي ‪ ،‬انظر‬
‫نفس النصع‪ 1‬ع ت ما أا لو فر نا حصو مصلخة اإلمامة الك ص بغري مام على‬
‫تقد ر عدم النص ا لص ‪،‬ل‬
‫و ل‬
‫وملود اخلليفة د عليها النص‪ ،‬ودل‬
‫سالر املصاحل الضرور ةت‪ .‬فهو رص أن فر ية‬
‫عليها قاعدة ما ا ًم الواملف ا ب فهو واملف‪.‬‬
‫أما القاعدة فألن ا كن تطبيق اإلسالم بدون اليفة وملا ان تطبيق اإلسالم فر ا‪ ،‬ان‬
‫وملود اخلليفة فر ا‪ ،‬فرأي الشاطو أن لوا وملود النص على فر ية اخلالفة‪ ،‬لكان الفرخل‬
‫هو تطبيق اإلسالم وتطبيق أي أمر ازم ل ‪ ،‬فلو ان تطبيق اإلسالم وكنا بغري وملود‬
‫اخلليفة‪ ،‬أي أبسلوب آار‪ ،‬لكان املطلوب رعا حبسف قاعدة عما ا ًم الواملف ا‬
‫ب ‪ ...‬هو أحد األمر نع ما وملود اخلليفة أو ‪،‬ل األسلوب‪ ،‬وحين إ كون نصف اخلليفة‬
‫أو ‪،‬ل األسلوب مصلخة مرسلة‪ .‬وه ا فيما لو مل كن هناج نص على اإلمامة‪.‬‬
‫والشاطو ا رص أن املصلخة هع ما قرر العق ‪ ،‬و ا املصلخة هع الفع ال ي‬
‫أمر ب الشارم‪ .‬فإ‪،‬ا علمنا الفع مأمورا ب من قب الشارم علمنا حين إ أن مصلخة‪،‬‬
‫و ل علمنا أن ما ادي لي فهو مصلخة‪ ،‬و ل‬
‫ملعا الشرم مصلخة‪ ،‬وليس ما ي‬
‫قا عن املفسدة‪ ،‬فاملصلخة هو ما‬
‫لي العق ‪ ،‬أو اهلوص أو النفس‪ .‬قو ع تاملصاحل‬
‫اجملًلبة رعا واملفاسد املسًدفعة ا تعً من حيح تقوم احلياة الدنيا للخياة األارص‪ ،‬ا‬
‫من حيح أهواء النفوس‬
‫مللف مصاحلها العاد ة‪ ،‬أو درء مفاسدها العاد ةت و سًد على‬
‫‪،‬ل أبمور أ‪ ،‬ر واحدا منها‪ .‬فيقو ع ت ن الشر عة ا ملاءت لًخرج املكلفة من دواعع‬
‫(‪)1‬‬
‫االعتصام‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.78‬‬
‫‪116‬‬
‫أهوالهم حم كونوا عبادا ى‪ .‬وه ا املعىن ‪،‬ا ثب‬
‫ا ًمع مع فرخل أن كون و ع‬
‫الشر عة على وفق أهواء النفوس‪ ،‬وطلف منافعها العامللة يف ان ‪ ،‬وقا ربنا سبخان ع‬
‫عولو اتبع احلق أهواءهم لفسدت السموات واألرخل ومن فيهن ع‪. 1‬‬
‫فمن ه ا نعر ما قصد الشاطو ابملصلخة‪ ،‬وه ا هو املعىن ال ي أراد األلمة‬
‫والعلماء من السلف ال ن حتدثوا عن مللف املصاحل ودرء املفاسد وو عوا القواعد الفقهية‬
‫‪،‬ل ‪ ،‬وليس على يرار ما قول بعو املعاصر ن تسو غا للفًاوي املعاصرة وحتليال‬
‫لبعو ما حرم هللا‪ ،‬مًخ ن املصاحل ما روهنا بعقوهلم مصدرا للًشر ع‪.‬‬
‫وقد بسط الشاطو واقش‬
‫ًاب ااعًصام عشرة أمثلة على املصاحل املرسلة‬
‫تا د لنا دراسًها ه ا املعىن امل ور للمصاحل املرسلة عند ‪ .‬وه هع األمثلةع‬
‫‪ -1‬مجع املصخف ونسخ ‪ .‬قا في ع‪ 2‬ع تفإن ‪،‬ل راملع ىل حفظ الشر عة واألمر‬
‫حبفظها معلوم‪ ،‬و ىل منع ال ر عة لالاًال‬
‫علم النهع عن اااًال‬
‫أصلها ال ي هو القرآن وقد‬
‫‪،‬ل با ا ما دت‪.‬‬
‫‪ -2‬اتفاق الصخابة على حد ارب اخلمر انة مللدة‪ .‬وه ا عند مقطوم ب من‬
‫مجام الصخابة‪ ،‬وومل اإلرسا في عند أن ليس في نص اصوص بعدد‬
‫معة‪ ،‬ولكن الصخابة قد أمجعوا على األصل‬
‫الشرم قيم األسباب‬
‫‪-3‬‬
‫أمر مباي مسًأنسة أبن‬
‫بعو املوا ع مقام املسبباتع‪. 3‬‬
‫تضمة الصنام‪ .‬وبصر النظر عن ون تضمة الصنام ملالاا أو حمرما‪ ،‬فإن‬
‫قو الشاطو ابلًضمة راملع ىل قاعدة ما ا ًم الواملف ا ب فهو واملف‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫راجع روح المعاني لأللوسي وانظر بقية اآلية‪.‬‬
‫االعتصام‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‬
‫‪117‬‬
‫فبه األمثلة تظهر تطبيقات للمصاحل املرسلة‪ ،‬وهع‬
‫وا تُـ َعد مصدرا للًشر ع‪ .‬و ل‬
‫‪-4‬‬
‫ا املعىن ا عء فيها‪،‬‬
‫ًض م هب فيها من بقية أمثلً ‪ ،‬وهعع‬
‫رب املًهم‪.‬‬
‫‪ -5‬فرخل الضرالف‪.‬‬
‫‪-6‬‬
‫العقوبة أبا املا على بعو اجلناست‪.‬‬
‫‪-7‬‬
‫الاسدة على حد الضرورة من احلرام ‪،‬ا طَبَ َق احلرام األرخل‪.‬‬
‫‪-9‬‬
‫قامة اإلمام األمث ون ليس بةًهد ‪،‬ا اال الامان عن جمًهد‪.‬‬
‫‪ -8‬قً اجلماعة ابلواحد‪.‬‬
‫‪ -10‬بيعة املفضو مع وملود األفض ‪.‬‬
‫و ه ا ال ي أوردا عن الشاطو رمح هللا فا ة لبيان أن مل ع املصلخة اباب‬
‫من أبواب الًشر ع‪.‬‬
‫‪118‬‬
‫رأي اإلمام القرا‬
‫أما ما ‪،‬هف لي القرا فإن د على أن مل قصد ابملصاحل املرسلة ي ا بعيدا‬
‫عما أراد الشاطو‪ ،‬وأن مل قصد ملع املصاحل املرسلة مصدر تشر ع‪ .‬وال ن ردوا املصاحل‬
‫املرسلة ردوها أص من األصو أو خكم رعع ليس ل دلي طالقا‪ ،‬أي ا ملالع وا‬
‫لع‪ ،‬ما فهم من لمة مرسلة‪ .‬وااًال معىن املصاحل املرسلة عند را رد ها عن معناها‬
‫عند ا ا ن ا‪ ،‬وملف الًخقيق ه ا األمر‪ .‬والقرا سًغرب أن نسف القو‬
‫ابملناسف املرس‬
‫ىل مال‬
‫واملالكية‪ ،‬وأن رد من سواهم‪ ،‬بينما ‪ -‬الواقع‪ -‬اجلميع‬
‫قولون ب ‪-‬حسف رأ ‪ .-‬قو ع‪ 1‬ع توال ي ُمله أمر هو املصلخة املرسلة‪ ،‬اليت رن‬
‫نقو ا‪ ،‬وعند الًخقيق هع عامة امل اهفت‪ .‬وقا ع‪ 2‬ع توهع عند مال حةةت‪.‬‬
‫وقا ع‪ 3‬ع توأما املصلخة املرسلة فاملنقو أهنا ااصة بنا‪ ،‬و ‪،‬ا افًقدت امل اهف وملدعم ‪،‬ا‬
‫قاسوا ومجعوا وفرقوا بة املسألًة ا طلبون اهدا اباعبًار ل ل املعىن ال ي ب مجعوا‬
‫وفرقوا‪ ،‬ب كًفون بطلق املناسبة‪ ،‬وه ا هو املصلخة املرسلة‪ ،‬فهع حين إ مجيع‬
‫امل اهفت‪ .‬و رب أمثلة على املصاحل املرسلة من أعما الصخابة‪ ،‬مسًغراب أن ـُْن َكر على‬
‫املالكية القو‬
‫ا‪ ،‬ب قا ن ال ن أنكروها عليهم أا وا ا‪ .‬وه ا د على ااًال‬
‫املعىن ال ي قصد عن املعىن ال ي أنكرو ‪ .‬قا ع‪ 4‬ع توقد تقدم أن املصلخة املرسلة‬
‫مجيع امل اهف عند الًخقيق ألهنم قيسون و فرقون ابملناسبات وا طلبون‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫(‪)4‬‬
‫شرح تنقيح الفصول‪ ،‬ص ‪.394‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.446‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.394‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.447 -446‬‬
‫‪119‬‬
‫اهدا‬
‫اباعًبار‪ ،‬وا نع ابملصلخة املرسلة ا ‪،‬ل ‪ .‬ووا ا د العم ابملصلخة املرسلة أن‬
‫إ‬
‫اهد اباعبًار رو ًابة‬
‫الصخابة ر وان هللا عليهم عملوا أمورا ملطلق املصلخة ا لًقدم‬
‫املصخف ومل ًقدم في أمر وا نظري‪ ،‬ووا ة العهد من أ بكر لعمر ر ع هللا عنهما ومل‬
‫ًقدم فيها أمر وا نظري‪ ،‬و ل‬
‫ترج اخلالفة ورص وتدو ن الدواو ن وعم السكة‬
‫اليت إبزاء مسةد‬
‫للمسلمة واختا‪ ،‬السةن فع ‪،‬ل عمر ر ع هللا عن ‪ ،‬وه رد األوقا‬
‫رسو هللا صلى هللا علي وسلم والًوسعة ا املسةد عند يق فعل عثمان ر ع هللا‬
‫عن و د د األ‪،‬ان‬
‫اجلمعة ابلسوق وهو األ‪،‬ان األو فعل عثمان ر ع هللا عن مث نقل‬
‫عثمان ىل املسةد‪ ،‬و‪،‬ل‬
‫ثري ملدا ملطلق املصلخة‪ ،‬و مام احلرمة قد عم‬
‫ًاب‬
‫املسمى ابلغياثع أمورا وملوزها وأفم ا واملالكية بعيدون عنها وملسر عليها وقاهلا للمصلخة‬
‫املطلقة و ل‬
‫الغااد‬
‫فاء الغلي مع أن ااثنة د دا اإلنكار علينا‬
‫املصلخة‬
‫املرسلةت‪.‬‬
‫ونعلم أن ال ن ردوا املصاحل املرسلة‪ ،‬ردوها حبةة أن ليس هلا دلي ااص أو عام‬
‫وا ملالع وا لع‪ .‬وقو القرا‬
‫هنم عملوا ا مع األمثلة اليت أوردها بة أن قصد‬
‫ابمل رسلة أهنا مرسلة من الدلي اخلاص على ‪،‬ل‬
‫الفع بعين وليس من الدلي العام أو‬
‫الكلع‪ .‬وعلى ومل الدقة هع عند املسألة اليت فهم العق أهنا اا عة لدلي عام أو لع‪،‬‬
‫فًندرج حت ‪،‬ل الدلي دون أن وملد دلي ااص عليها بعينها‪ .‬والشاهد اباعبًار ال ي‬
‫ًخد عن القرا هو ما شهد للعق بصخة فهم أو حكم ابندراج تل املسألة حت‬
‫‪،‬ل الدلي ‪ .‬و ا املعىن ص‬
‫الم بوملودها‬
‫حكم للعق ىل اهد ملا ثب حكم‬
‫مجيع امل اهف‪ ،‬ب ه ا حمًم‪ .‬ولو احًاج‬
‫الدنيا‪ ،‬وملا ُومل َد اليقة‬
‫‪120‬‬
‫أص الد ن‪.‬‬
‫وعلى ه ا فليس ة مدا ألحد لينسف ىل ه ن اإلمامة قوهلما ابملصلخة مصدر‬
‫تشر ع‪ ،‬أو أن ون الفع في مصلخة د على ملواز ‪ ،‬وزسدة الًًبع ألقوا القرا أو‬
‫ألقواهلما‪ ،‬تا د ه ا املعىن فال داعع لإلطالة‪.‬‬
‫‪121‬‬
‫رأي ثُـلرة من العلماء املعاصر ن‬
‫‪،‬هف مجع يفري من علمالنا املعاصر ن ىل أن املصلخة املرسلة اسم أطلق أحياا‬
‫علماء أصو الشر عة على الوسال واألساليف اليت تنف‬
‫ا األحكام الًشر عية‪ ،‬وه ا وا‬
‫عاز الفهم ال ي أوردا لأللمة حو املصاحل املرسلة‪.‬‬
‫وقد ظهر ه ا الرأي ملليا‬
‫السعود ة ىل املل‬
‫فهد حت‬
‫امل رة اليت قدمها حشد من علماء اململكة‬
‫اسم م رة النصيخة‪ ،‬وقد نشرت امل رة جملة الوعع‬
‫أعدادها ‪ 71 ،70 ،69‬لسنة ‪ ،1993‬وسأ‪ ،‬ر هنا بعو املقاطع وا أوردت اجمللة ووا ورد‬
‫امل رة بياا للعلماء أصخاب الرأي وملضمون الرأي‪.‬‬
‫قال‬
‫اجمللةع‪ 1‬ع ت‪ ...‬املواد أو األحكام اإلملرالية‪ ،‬وه هع املواد اليت تنص على‬
‫أحكام تًعلق بوسال ماد ة وأساليف تنف‬
‫ا األحكام الًشر عية‪ ،‬وهو ما أطلق علي علماء‬
‫أصو الشر عة أحياا اسم املصلخة املرسلةت مث رب العلماء أمثلة على املصلخة املرسلة‪.‬‬
‫فقال‬
‫امل رةع تفعلى سبي املثا ع ن مجع الا اة على أموا اصوصة‪ ،‬وحتد د من ف‬
‫علي ‪ ،‬وتوز عها على أصنا اصوصة من الناس ‪،‬ل ع رد أحكاما تشر عية حيح ن‬
‫احلكم بوملوب مجع الا اة من قب الدولة‪ ،‬وعدم دفعها لغري أهلها‪ ،‬و رو‪ ،‬الا اة من حو‬
‫ونصاب وسببها‪ ،‬وما نع اراملها من د ن ورو ‪،‬ل ‪،‬‬
‫ه ا عد أحكاما تشر عية‬
‫ألفعا املكلفة ابلًكليف أو الو ع‪ .‬أما الوسال املسًخدمة للقيام‬
‫ا احلكم الًشر عع‬
‫من وسال النق ‪ ،‬والسةالت اخلطية أو املغناطيسية‪ ،‬و يفية اتصا اجلباة ابلناس ما‬
‫(‪)1‬‬
‫مجلة الوعي‪ ،‬العدد (‪ ،)69‬ص ‪.23‬‬
‫‪122‬‬
‫ابل هاب ليهم أو دعوة الناس ىل تسد د ز اعم بدالرة الا اة ابلكًابة ليهم ابل د‬
‫املسة ‪ ،‬والففة اليت ري ا ‪،‬ل من أو احلو أو وسط أو آار فإن‬
‫ه األمور‬
‫تعد أحكاما ملرالية تًعلق أبسلوب ووسيلة تنفي ه ا احلكم الًشر عع‪ .‬و مثا آار ن‬
‫ا فاج الناس‬
‫الطرق واملنافع العامة و ابحة حق اانًفام هلم ابلسري فيها‪ ،‬ومنع‬
‫ااًصاص أحد دون أحد‬
‫‪،‬ل ‪ ،‬عد أحكاما تشر عية‪ ،‬أما تنظيم تنفي ه‬
‫األحكام‬
‫بوسال وأساليف مًنوعة األرصفة‪ ،‬وعالمات املرور ولوحات ‪ ،‬واخلطوات اإلملرالية الالزمة‬
‫للًثب من أهلية قيادة املر بات عليها‪،‬‬
‫‪،‬ل‬
‫عد أحكاما ملراليةت‪.‬‬
‫وعلي فيفهم من امل رة أن املصاحل املرسلة ليس‬
‫مصدرا تشر عيا عند العلماء‬
‫ال ن قالوا ا‪ ،‬و ا هع الوسال واألساليف الالزمة لًنفي األحكام الشرعية‪ .‬قال‬
‫امل رة أ ضاع‪ 1‬ع تاألحكام الًشر عية ف اسًنباطها من أدلة الشرم وحيرم أا ها من‬
‫يري ت‪.‬‬
‫وقال‬
‫أ ضاع‪ 2‬ع تد الكًاب على أن الوسال املاد ة‬
‫الكون مباي اانًفام ا‬
‫لًسخريها من هللا تعاىل خللق وامًنان عليهم ا قا تعاىلع عهو ال ي الق ما‬
‫مجيعا ‪ .‬ما دل‬
‫األرخل‬
‫السنة وفع اخللفاء الرا د ن على أن األحكام اإلملرالية واألحكام‬
‫الدنيو ة احملضة ملالاة على ومل العموم ‪،‬ا مل رد دلي ااص بًخرمي فرد منها و‪،‬ل رو ما‬
‫ثب‬
‫حد ح أتبري النخ‬
‫قول علي السالمع تأنًم أعلم أبمور دنيا مت ورو حفر‬
‫اخلندق اقًباسا من الفرس سياسة دفاعية وتعلم بعو الصخابة صناعة الدابابت‬
‫واسًخدام املنةنيق ‪ ،‬واسًخدام عمر ر ع هللا عن الد وان اقًباسا من يري املسلمة‬
‫لًنظيم أمور العطاس ملراليا ىل يري ‪،‬ل من أمثلة‪ ،‬وهل ا مم ثب‬
‫ون احلكم ملراليا فإن‬
‫أي وسيلة أو أسلوب نف ب احلكم الًشر عع املسًنبط من أدلة الشرم وز اقًباسها‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.29‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪123‬‬
‫حبسف حتقيقها للمقاصد على أحسن ومل ‪ ،‬مع احلرص على تبسيط اإلملراءات وتيسريها‬
‫والرفق ابلناس عند سنها ‪،‬ا تعلق ابلدولة‪ .‬وه الوسال واإلملراءات هع ما أطلق علي‬
‫علماء أصو الشر عة أحياا اسم املصلخة املرسلة ابعًبار أن مل د دلي ااص هلا‪ ،‬و ا‬
‫تندرج حت احلكم الًشر عع العام وال ي تعد وسيلة وأسلواب لًنفي ت‪.‬‬
‫‪124‬‬
‫رأي اإلمام عا الد ن بن عبد السالم‬
‫رد اإلمام عا الد ن بن عبد السالم الًشر ع بناء على املصاحل املرسلة‪ .‬واملصاحل‬
‫املرسلة عند هع األحكام الشرعية‪ .‬قو ع‪ 1‬ع تمعظم مصاحل الدنيا ومفاسدها معرو‬
‫ابلعق ت‪ ،‬مث قو ع‪ 2‬ع توا نسبة بصاحل الدنيا ومفاسدها ىل مصاحل ا ارة ومفاسدها‪ ،‬مث‬
‫قو ع‪ 3‬ع تأما مصاحل الدار ن وأسبا ا ومفاسدها فال تعر‬
‫ا ابلشرمت‪ .‬ول ل فاخلالصة‬
‫عند أن املصاحل واملفاسد ا تعر‬
‫ا ابلشرم‪ ،‬ألن مصاحل الدنيا ومفاسدها‪ ،‬أي املصاحل‬
‫حبسف اهلوص أو تقر ر العق ليس‬
‫بشعء ابلنسبة ىل مصاحل ا ارة ومفاسدها‪ .‬ومصاحل‬
‫ا ارة ومفاسدها ا تعر‬
‫ا ابلنق ‪ .‬وعلي فاملصلخة هع ما طلب الشرم واملفسدة هع‬
‫عدم ع رد املصلخة مصدرا أو أصال للًشر ع‪.‬‬
‫ما هنى عن الشرم‪ .‬وه ا يا ة القو‬
‫وه ا ما و أن اسًعما لمة املصلخة عند ليس للدالة على املصلخة ابلرأي أو‬
‫اهلوص أو العق ‪ ،‬و ا املصلخة عند هع احلكم الشرعع وما قًضي احلكم الشرعع‪ .‬ب‬
‫‪،‬ا ترج األمر للعق فقد قرر مصاحل أو مفاسد بينما هع‬
‫الشرم عكس ‪،‬ل ‪،‬‬
‫وااعًبار للشرم فقط‪ .‬ول ل ا د عند أي أمهية لًسمية الشعء مفسدة أو مصلخة‪،‬‬
‫ب ن بعو ما طلب الشرم سمي مفسدة‪ ،‬وبعو ما هنى عنها الشرم سمي مصلخة‬
‫فيقو مثالع‪ 4‬ع توربا ان أسباب املصاحل مفاسد فيامر ا أو تباي ا لكوهنا مفاسد ب‬
‫لكوهنا ماد ة ىل املصاحل‪ ،‬و‪،‬ل‬
‫ابألرواي‬
‫اجلهاد‪ ،‬و ل‬
‫قطع األ دي املًأ لة حفظا لألرواي‪ ،‬و املخاطرة‬
‫العقوابت الشرعية لها ليس‬
‫مطلوبة لكوهنا مفاسد ب‬
‫لكوهنا املقصودة من رعها قطع د السارق وقطع الطر ق وقً اجلناة ورملم الااة‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫(‪)4‬‬
‫قواعد األحكام في مصالح األنام‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪125‬‬
‫الًعا رات‪.‬‬
‫وتغر بهم‪ ،‬و ل‬
‫مفاسد أوملبها الشرم لًخصي ما رتف عليها من‬
‫ه‬
‫املصاحل احلقيقية‪ ،‬وتسميًها ابملصاحل من جماز تسمية السبف ابسم املسبفت‪.‬‬
‫و قو ع‪ 1‬ع توربا ان أسباب املفاسد مصاحل هنى الشرم عنها‪ ،‬ا لكوهنا مصاحل‪،‬‬
‫السعع‬
‫ب ألهنا تادي ىل مفاسد‪ ،‬و‪،‬ل‬
‫حتصي الل ات احملرمات والشبهات‬
‫واملكروهات والففهات بفج مشاق الواملبات واملندوابت‪ ،‬فإهنا مصاحل ُهن َع عنها ا لكوهنا‬
‫مصاحل‪ ،‬ب ألهنا تادي ىل املفاسد احلقيقية‪ ،‬وتسميًها مفاسد من جماز تسمية السبف‬
‫ابسم املسبفت‪.‬‬
‫فاملصاحل عند هع ما طلب الشرم أو ما قًضي ما طلب الشرم‪ .‬واملفاسد هع ما‬
‫هنى عن الشرم أو ما قًضي ‪،‬ل‬
‫ردها‪ .‬ول ل‬
‫النهع‪ ،‬فإ‪،‬ا مل تكن املصلخة قد قررها الشرم فهو‬
‫فهو ااسًخسان و رد املصاحل املرسلة‪ .‬قو ع‪ 2‬ع توتفرد اإلل ابلطاعة‬
‫ااًصاص بنعم اإلنشاء واإلبقاء والًغ ة واإلصالي الد‬
‫والدنيوي‪ ،‬فما من اري ا هو‬
‫ملالب ‪ ،‬وما من ري ا هو سالب ‪ ،‬وليس بعو العباد أبن كون مطاعا أبوىل من بعو‪، ،‬‬
‫ليس ألحد منهم نعام بشعء وا ‪ ،‬رت‬
‫حق اإلل ‪ ،‬و ل‬
‫ا حكم ا ل ‪ ،‬فأحكام‬
‫مسًفادة من الكًاب والسنة واإلمجام واألقيسة الصخيخة وااسًداات املعً ة‪ ،‬فليس‬
‫ألحد أن سًخسن وا أن سًعم مصلخة مرسلة‪ ،‬وا أن قلد أحدا مل امر بًقليد‬
‫اجملًهد‬
‫تقليد اجملًهد أو‬
‫تقليد الصخابة‪ .‬و ه‬
‫املسال ااًال‬
‫بة العلماء‪،‬‬
‫و رد على من االف قول عا ومل ع ع ن احلكم ا ى‪ ،‬أمر أا تعبدوا ا س ع‪ 3‬ت‪.‬‬
‫و ه األقوا اليت أورداها عن اإلمام عا الد ن بن عبد السالم ما كفع لدفع‬
‫تاو ر ألقوال ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.304‬‬
‫يوسف‪.40 /‬‬
‫‪126‬‬
‫رأي اإلمام الغااد‬
‫هف اإلمام الغااد‬
‫فهم للمصلخة نفس م هف اإلمام عا الد ن بن عبد‬
‫ال سالم‪ .‬وا رص املصلخة ما ان مصلخة بًقر ر العق أو اإلنسان‪ ،‬فيقو ع تأما املصلخة‬
‫األص عن مللف منفعة أو دفع مضرة‪ ،‬ولسنا نع ب ‪،‬ل ‪ ،‬فإن مللف‬
‫فهع عبارة‬
‫املنفعة ودفع املضرة مقاصد اخللق وصالي اخللق‬
‫حتصي مقاصدهم‪ ،‬لكنا نع‬
‫ابملصلخة احملافظة على مقصود الشرم‪ ،‬ومقصود الشرم من اخللق مخسة وهو أن حيفظ‬
‫عليهم د نهم ونفسهم وعقلهم ونسلهم وماهلمتع‪. 1‬‬
‫ظن أن من‬
‫وهو رد ااسًصالي أص فيورد حت عنوانع تبيان أن َمثر ما ُ ر‬
‫أصو األدلة وليس منها وهو أ ضا أربعةع رم من قبلنا‪ ،‬وقو الصخا وااسًخسان‪،‬‬
‫وااسًصاليتع‪. 2‬‬
‫و قو‬
‫اًام الم عن ااسًصاليع‪ 3‬ع تااسًصالي ليس أصال اامسا برأس‬
‫ب من اسًصل فقد رم ما أن من اسًخسن فقد رمت‪ .‬فه‬
‫الغااد وا خة وصرحية‬
‫عدم ع رد ااسًصالي مصدرا للًشر ع‪.‬‬
‫ا أن البعو ما سبق وأوردا‬
‫حبثنا حياو القو ن املصلخة مصدر معً ة‬
‫عند األلمة والعلماء والفقهاء‪ ،‬و سًدلون لكالمهم با ا و‬
‫واملهًم‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ا الشأن‬
‫األقوا من اإلمام‬
‫ا طراب نًيةة تضارب األقوا ‪.‬‬
‫المستصفى‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.286‬‬
‫نفسه‪ ،‬ص ‪.245‬‬
‫نفسه‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.315‬‬
‫‪127‬‬
‫حقيقة األمر‪ ،‬فيقع القار‬
‫والوا‬
‫من أقوا الغااد ما وردت‬
‫املسًصفى أن معىن املصلخة املرسلة‬
‫عند مغا ر ملعىن ااسًصالي‪ .‬فااسًصالي هو الًشر ع بناء على املصلخة ما راها أو‬
‫احلكم‪ ،‬ما بينا من‬
‫قررها العق ‪ ،‬وه ا هوص‪ .‬ول ل ردها وع ردها ااسًخسان‬
‫ل ‪ ،‬و ا هع اليت د الشرم‬
‫نصوص فيما سبق‪ .‬أما املصلخة املرسلة عند فليس‬
‫على أهنا مقصودة أبدلة من الكًاب والسنة واإلمجام‪ .‬قو ع تو‬
‫مصلخة رملع‬
‫ىل‬
‫حفظ مقصود رعع علم ون مقصودا ابلكًاب والسنة واإلمجام فليس اارملا من ه‬
‫األصو لكن ا سمى قياسا ب مصلخة مرسلة ‪ ،‬القياس أص معة و ون ه املعا‬
‫مقصودة عرف‬
‫ا بدلي واحد ب أبدلة ثرية ا حصر هلا من الكًاب والسنة وقرالن‬
‫األحوا وتفار ق األمارات تسمى ل ل‬
‫مصلخة مرسلةتع‪ . 1‬ول ل‬
‫فهو ًفق هنا مع‬
‫القرا والشاطو من حيح ن املصلخة املرسلة ليس هع املرسلة من الدلي بعىن اخللية‬
‫عن الدلي مطلقا‪ ،‬ب هلا دلي أو أدلة ثرية ا حصر هلا‪ .‬والكالم ليس على لفظ املصلخة‬
‫املرسلة‪ ،‬ب على املعىن املقصود ا‪ ،‬فإ‪،‬ا ان املعىن املقصود أهنا مرسلة من الدلي‬
‫إبطالق‪ ،‬فلم ق‬
‫ا أحد‪ .‬و ن ان املقصود أهنا هلا أدلة اارملة عن احلصر ولكن ليس هلا‬
‫دلي معة ااص ا‪ ،‬فال اال‬
‫على مقصود الشرم فال ومل للخال‬
‫اعًبارها‪ .‬قو الغاا ع تو ‪،‬ا فسرا املصلخة ابحملافظة‬
‫اتباعها ب‬
‫ف القطع بكوهنا حةةتع‪. 2‬‬
‫وعلي فإن الغااد يا بة ااسًصالي واملصلخة املرسلة‪،‬فريد ااسًصالي قوا‬
‫واحدا ألن هوص وليس من الوحع‪ ،‬و قب املصلخة املرسلة ‪،‬ا ان‬
‫عر‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫وهنا مقصودة أبدلة من الكًاب والسنة واإلمجام‪.‬‬
‫المستصفى‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.311‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.311‬‬
‫‪128‬‬
‫مقصودة للشرم‪،‬‬
‫فإ‪،‬ا قلنا ن املصلخة املرسلة هع ما ان مصلخة بنظر العق ‪ ،‬ومل رد دلي‬
‫اباعًبار ا من الكًاب وا من السنة وا من اإلمجام فهع مردودة عند ‪ .‬فه ا وا‬
‫من‬
‫ااصطالي و ا البخح‬
‫معىن‬
‫تًبع أقوال ‪ ،‬وليس البخح‬
‫الكلمة ‪ ،‬ا مشاحة‬
‫ااصطالي‪.‬‬
‫وربا اسًشك األمر على البعو من اال األمثلة اليت أييت ا الغااد عند حد ث‬
‫عن ااسًصالي‪ .‬فنورد بعضها لًو ي ‪،‬ل ‪.‬‬
‫قو ع‪ 1‬ع ت ن الكفار ‪،‬ا تفسوا جبماعة من أسارص املسلمة فلو ففنا عنهم‬
‫لصدموا ويلبوا على دار اإلسالم وقًلوا افة املسلمة ولو رمينا الفس لقًلنا مسلما‬
‫معصوما مل نف ‪،‬نبا وه ا ا عهد ب‬
‫الشرم‪ ،‬ولو ففنا لسلطنا الكفار على مجيع‬
‫املسلمة فيقًلوهنم مث قًلون األسارص أ ضا فيةوز أن قو قال ع ه ا األسري مقًو بك‬
‫حا فخفظ مجيع املسلمة أقرب ىل مقصود الشرم ألننا نعلم قطعا أن مقصود الشرم‬
‫ما قصد حسم سبيل عند اإلمكان‪ ،‬فإن مل نقدر على احلسم قدرا على‬
‫تقلي القً‬
‫الًقلي و ان الًفاك ىل مصلخة علم ابلضرورة وهنا مقصود الشرم ا بدلي واحد وأص‬
‫معة ب أبدلة اارملة عن احلصر‪ ،‬لكن حتصي ه ا املقصود‬
‫ا الطر ق وهو قً من مل‬
‫نف ير ف مل شهد ل أص معة‪ ،‬فه ا مثا مصلخة يري مأاو‪،‬ة بطر ق قطعية لية‪،‬‬
‫وليس‬
‫معناها ما لو تفس الكفار‬
‫قلعة بسلم ‪ ،‬ا حي رمع الفس ‪ ،‬ا رورة‪ .‬فبنا‬
‫ينية عن القلعة فنعد عنها ‪ ،‬مل نقطع بظفرا ا ألهنا ليس‬
‫معناها مجاعة‬
‫‪ ،‬حيص‬
‫(‪)1‬‬
‫قطعية ب ظنية‪ ،‬وليس‬
‫سفينة لو طرحوا واحدا منهم لنةوا و ا يرقوا جبملًهم ألهنا ليس‬
‫ا هالج عدد حمصور وليس ‪،‬ل‬
‫اسً صا‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.294‬‬
‫‪129‬‬
‫افة املسلمة‪..‬ت‪.‬‬
‫لية‬
‫املسلمة‪ .‬فإن حفظ‬
‫فاملث األو هو قً مجاعة من املسلمة ألمل حفظ‬
‫املسلمة من اإلابدة وحسم القً فيهم أو تقليل مقصود للشرم أبدلة ثرية‪ .‬ولكن قً‬
‫مجاعة من املسلمة ليس في نص ااص‪ .‬ب لو ان املو وم جمرد قً جلماعة من‬
‫املسلمة أو ملسلم واحد بغري حق لكان ‪،‬ل منهيا عن ‪ .‬فه ا أمر ليس في نص ولكن في‬
‫مصلخة‪ ،‬وهع مصلخة ابعًبار الشرم دل‬
‫عليها نصوص ثرية‪ .‬فه تقً مجاعة من‬
‫املسلمة ‪-‬وهو أمر ليس في نص‪ -‬ألمل تل‬
‫املصلخة‪ ،‬شف‪ ،‬هنا الغااد أن تكون‬
‫املصلخة رور ة‪ ،‬أي ا كفع أن تكون حاملية أو حتسينية‪ ،‬وأن تكون لية أي حلفظ‬
‫الك ولو على حساب اجلاء أو البعو‪ ،‬ما ًض من املث ال ي أتى ب‬
‫املسلمة‬
‫وه‬
‫السفينة‪ .‬و شف‪ ،‬أن تكون قطعية ا ظنية ما‬
‫قلعة‪.‬‬
‫األمثلة قا الغااد فيها و مثلهاع تو ‪،‬ا فسرا املصلخة ابحملافظة على مقصود‬
‫الشرم فال ومل للخال‬
‫ف ل‬
‫حالة الًفس بسلم‬
‫حالة‬
‫اتباعها ب‬
‫ف القطع بكوهنا حةة‪ ،‬وحيح ‪ ،‬را االفا‬
‫عند تعارخل مصلخًة ومقصود ن وعند ‪،‬ل‬
‫ف ترملي األقوصت‬
‫األمثلة اليت أورداها عن هع من قبي تعارخل املصاحل واملقاصد‪ .‬فالشرم دل‬
‫ع‪1‬‬
‫وه‬
‫نصوص‬
‫على طلف حفظ الك وحفظ البعو أو اجلاء‪ .‬ولكن وملد الًعارخل حبيح ا كن ا‬
‫هدار أحدمها ما الك و ما اجلاء‪ .‬فما هو ال ي ًم هدار هنا أ ضا رفو الغااد أن‬
‫كون حتد د أ هما ال ي هدر راملعا ىل العق ‪ ،‬ب ا بد أن الشرم هو ال ي بة أي‬
‫املصلخًة أو املقصود ن هو األوىل واألرمل ‪ .‬وقد أورد نقا ا‬
‫‪،‬ل قا ع‪ 2‬ع ت مسألة‬
‫الفس االفة مقصود الشرم حرام‪ ،‬و الكف عن قًا الكفار االفة ملقصود الشرم‪ ،‬فإن‬
‫قي ا ننكر أن االفة مقصود الشرم حرام ولكن ا نسلم أن ه‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫المستصفى‪ ،‬ص ‪.311‬‬
‫نفسه‪ ،‬ص ‪.312‬‬
‫‪130‬‬
‫االفة‪ ،‬قلناع قهر‬
‫الكفار واسًعالء اإلسالم مقصود و ه ا اسً صا اإلسالم واسًعالء الكفر‪ ،‬فإن قي‬
‫فالكف عن املسلم ال ي مل نف مقصود و ه ا االفة املقصود‪ ،‬قلناع ه ا مقصود وقد‬
‫ا طررا ىل االفة أحد املقصود ن وا بد من الفملي واجلالع حمًقر ابإل افة ىل الكلع‪،‬‬
‫وه ا ملالع ابإل افة فال عارخل ابلكلع‪ ،‬فإن قي مسلم أن ه ا ملالع ولكن سلم أن‬
‫اجلالع حمًقر ابإل افة ىل الكلع فاحًقار الشرم ل عر بنص أو قياس على منصوص‪.‬‬
‫قلناع قد عرفنا ‪،‬ل‬
‫ا بنص واحد معة ب بًفار ق أحكام واقفان داات مل بق معها‬
‫أن حفظ اطة اإلسالم ورقاب املسلمة أهم‬
‫معة‬
‫مقاصد الشرم من حفظ خص‬
‫ساعة أو هنار وسيعود الكفار علي ابلقً فه ا وا ا ش في ما أحبنا أ‬
‫الغري ابإل را لعلمنا أن املا حقري‬
‫مياان الشرم ابإل افة ىل الدم وعر ‪،‬ل‬
‫ما‬
‫أبدلة‬
‫ثريةت‪.‬‬
‫و ا د اإلمام الغااد رمح هللا أن الفملي بة املصلخًة أو املقصود ن أو الضرر ن‬
‫راملع ىل الشرم وحد وليس ىل أحد من البشر فيقو ع‪ 1‬ع تفإن قي فهال فهمًم أن حفظ‬
‫الكثري أهم من حفظ القلي‬
‫‪،‬ل‬
‫‪ ،‬أمجع‬
‫مسألة السفينة و اإل را و املخمصة‪ .‬قلناع مل نفهم‬
‫األمة على أن لو أ ر خصان على قً‬
‫ا حي ملسلمة أ‬
‫مسلم‬
‫خص ا حي هلما قًل ‪ ،‬وأن‬
‫املخمصة‪ ،‬فمنع اإلمجام من ترملي الكثرة‪ .‬أما ترملي‬
‫الكلع فمعلوم ما على القطع و ما بظن قر ف من القطع ف اتبام مثل‬
‫نص على االف ‪ .‬خبال‬
‫الكثرة ‪ ،‬اإلمجام‬
‫الشرم ومل رد‬
‫اإل را و املخمصة منع من ‪ ،‬فبه‬
‫الشرو‪ ،‬اليت ‪ ،‬راها وز اتبام املصاحل‪ ،‬وتبة أن ااسًصالي ليس أصال اامسا برأس‬
‫ب من اسًصل فقد رم ما أن من اسًخسن فقد رمت‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.314‬‬
‫‪131‬‬
‫ووا قال الغااد أ ضا ردا على ال ن ًومهون قول ابملصلخةع‪ 1‬ع تفإن قي فقد‬
‫ملًم‬
‫أ ثر ه‬
‫املسال‬
‫ىل القو ابملصاحل مث أوردي ه ا األص‬
‫مجلة األصو‬
‫املوهومة‪ ،‬فليلخق ه ا ابألصو الصخيخة ليصري أصال اامسا بعد الكًاب والسنة‬
‫واإلمجام والعق ع‪ ، 2‬قلناع ه ا من األصو املوهومة ‪ ،‬من ظن أن أص اامس فقد أاطأ‬
‫ألا رددا املصلخة ىل حفظ مقاصد الشرم ومقاصد الشرم تعر‬
‫ابلكًاب والسنة‬
‫واإلمجام فك مصلخة ا ترملع ىل حفظ مقصود فهم من الكًاب والسنة واإلمجام و ان‬
‫من املصاحل الغر بة اليت ا تاللم تصرفات الشرم فهع ابطلة مطررحة ومن صار ليها فقد‬
‫رم ما أن من اسًخسن فقد رمت‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫المستصفى ج‪ ،1‬ص ‪.310‬‬
‫أي القياس‪.‬‬
‫‪132‬‬
‫رد بهًة‬
‫ر‬
‫الشبهة األوىلع ن هناج مصاحل معً ة‪ ،‬ومصاحل ملغاة‪ ،‬ومصاحل مل شهد هلا الشرم‬
‫ابعًبار وا لغاء‪.‬‬
‫ولنففخل هنا أن درء املفسدة داا‬
‫الشر عة ا و ع‬
‫معىن املصلخة‪ .‬ومفاد القو أعال أن‬
‫جللف املصاحل‪ ،‬أو أن املصاحل هع البواعح على الًشر ع‪ ،‬وهع عل‬
‫األحكام‪ .‬وملا ان املصاحل ا هع عء قدر العق ‪ ،‬أي قيس بقا يس البشر اخلا عة‬
‫للخطأ والصواب ولك ما فطر هللا اإلنسان من اصالص‪ ،‬فإن ُومل َد عندما تُـًُـبر َع‬
‫األحكام أهنا مل أتت لها َوفْ َق املصاحل املق ردرة‪ .‬و ان ه ا وحد افيا لنقو ه ا القو من‬
‫أساس عند من قالوا ابملصاحل علال للشر عة‪ .‬ا أهنم بدا من ‪،‬ل‬
‫قالوا عن املصاحل‬
‫العقلية اليت وملدوها االفة لنص الشرم أهنا مصاحل ملغاة‪ ،‬وعما وملدو بعقوهلم مًفقا مع‬
‫نصوص الشر عة ن مصلخة معً ة‪.‬‬
‫ومن طبيعة ه ا املنه‪- ،‬أي القو ابملصاحل علال‪ ،‬والقو ابملصاحل املعً ة‬
‫واملصاحل امللغاة‪ -‬أن فضع عند البخح الًشر عع ىل أن تًقرر املصلخة من الفع ‪ ،‬مث‬
‫ف على معىن أو وصف مناسف‬
‫ـُْب َخ ُ‬
‫ح هلا عن دلي عدمها‪ ،‬فإن ُوق َ‬
‫نص ما للمصلخة‬
‫املقررة‪ُ ،‬حك َم على الفع ابجلواز‪ ،‬وعلى املصلخة أبهنا معً ة‪ .‬و ‪،‬ا ُومل َد نص حيرم الفع‬
‫املادي ىل تل املصلخة‪ُ ،‬حك َم على الفع ابحلرمة أو على املصلخة أبهنا يري معً ة‪ .‬وملا‬
‫ان‬
‫األحكام الشرعية منالة على أفعا العباد وليس على ما سمون مصلخة‪ ،‬فإهنم مل‬
‫دوا لكثري من املصاحل اليت قرروها نصا د عليها أو قصد ليها‪ .‬و ل مل دوا نصا‬
‫‪133‬‬
‫نعها‪ .‬فقالوا ن الشرم مل شهد هلا ابعًبار وا لغاء‪ .‬وقا البعو ا حكم هلا‬
‫أهنم مل دوا نصا د على املصلخة النا ة عن مجع القرآن‪ ،‬وا‬
‫الشر عة‪ .‬ومثا ‪،‬ل‬
‫نصا د على املصلخة املًوااة من نشاء الدواو ن‪ ،‬وا نصا لغع أس منهما‪ ،‬فظنوا أن‬
‫الفعلة ا وملد عليهما دلي‬
‫الشرم‪ .‬وبا أن ا بد من دلي حم كون الفع‬
‫أنشأوا دليال َن ْلو ع املصلخة اليت ليس هلا دلي ‪ ،‬وهع املصلخة املرسلة‪.‬‬
‫نعم‪ ،‬ربا عدم الدلي ال ي د على املصلخة‬
‫و‪،‬ل ألن األدلة ليس‬
‫فع أو‬
‫رعيا‪،‬‬
‫ثري من األفعا‬
‫موملهة ىل املصاحل‪ .‬ولكن توملد أدلة تبة أحكام ه األفعا ‪.‬‬
‫بواعح األحكام وعللَها‪.‬‬
‫ول ل فاخلطأ األساس‪ .‬وهو ‪-‬أي اخلطأ‪ -‬ملع ُ املصاحل‬
‫َ‬
‫وه ا القو منقوخل بقو مصاحل ملغاة‪ ،‬مث بعد ‪،‬ل فاق ٌد ملعنا بقو مصاحل ا معً ة وا‬
‫ملغاة‪ .‬ومقًضا أن الشر عة اقصة وه ا ناقو قول تعاىلع عاليوم أ مل لكم د نكم ‪.‬‬
‫مث ‪،‬ا ان‬
‫الصواب أن قا‬
‫األحكام تد على املصاحل‪ ،‬فما‪،‬ا قا عن املصاحل امللغاة‪ ،‬أليس‬
‫هنا مفاسد‪ ،‬على قاعدة أن األص‬
‫الشرم ألغاها فال بد أن تكون مفسدة‪ .‬والنًيةة أن ه‬
‫الًشر ع مصاحلُ العباد‪ ،‬فإ‪،‬ا‬
‫املصاحل مفاسد‪ ،‬أي أن ه‬
‫املصاحل بًقد ر العق مفاسد حبكم الشرم‪ .‬و ‪،‬ا ان األمر هك ا فليس ما نع أن قا‬
‫عما قالوا عن ن مصاحل ليس هلا اهد اباعًبار أو اإللغاء هنا مفاسد ليس هلا اهد‬
‫اباعًبار أو اإللغاء‪.‬‬
‫ول ل‬
‫فإن ه ا القو بصاحل معً ة‪ ،‬ومصاحل ملغاة‪ ،‬ومصاحل ا معً ة وا‬
‫ملغاة‪ ،‬ا فالدة من وا صل ليبىن علي أي معىن طاملا أن الشرم مل د على مصاحل‪،‬‬
‫وطاملا أن ه املصاحل قد تكون مفاسد‪.‬‬
‫الشبهة الثانيةع تقييد املصلخة أبن ا تكون االفة لنص أو مجام أو قياس‬
‫‪134‬‬
‫ن نًيةة رد املصاحل املرسلة‪ ،‬وعدم اعًبارها عند أ ثر األلمة واألصولية‪ ،‬عمد‬
‫القاللون ا ىل و ع قيود أو وابط هلا‪ ،‬منها أهنا ف أن تكون موافقة ملقصود الشارم‪،‬‬
‫و ف أن ا ختالف القرآن‪ ،‬وا السنة‪ ،‬وا اإلمجام‪ ،‬وا القياس‪ ،‬و‪،‬ل ليقولوا هنا ليس‬
‫مصاحل مطلقة‪ ،‬تومها أهنا هك ا تصب‬
‫رعية‪.‬‬
‫أما القو هنا ف أن تكون موافقة ملقصود الشارم‪ ،‬فقد بيرنا فيما سبق أن‬
‫مقصود الشارم ال ي هو املصلخة عندهم‪ ،‬ليس هو ل بدالة النصوص‪ ،‬وهو ليس‬
‫احلكم‪ ،‬و ا هو نًيةة لًطبيق احلكم قد حتص وقد تًخلف‪.‬‬
‫أما ‪،‬ا ان املقصود هو ما د علي الشرم وليس العق ‪ ،‬فال ري حين من‬
‫تسميً مصلخة أو منفعة أو أمرا حسنا أو يري ‪،‬ل ‪ .‬وه ا ليس مصلخة مرسلة و ا هو‬
‫مقصود للخكم د علي الشرم‪ .‬وهو قد ـُ َع رد علة حبسف ااًال‬
‫األلمة واألصولية‬
‫مسال العلة‪.‬‬
‫وقوهلم هنا ‪-‬املصلخة‪ -‬ف أن ا ختالف نصا أو مجاعا أو ا ختالف القرآن وا‬
‫السنة وا اإلمجام وا القياس ما فص البوطع‬
‫ًاب ع‪ ، 1‬ا علها رعية‪ .‬ألن الفع‬
‫ال ي قر اإلسالم هو ليس ال ي ا عالف أس من ه املصادر األربعة‪ ،‬و ا هو ال ي‬
‫كون منبثقا عنها أو عن ب عضها‪ .‬فاحلكم هو اطاب الشارم‪ ،‬فال بد أن أييت‬
‫اطاب‬
‫حم كون رعيا‪ ،‬وليس هو ال ي مل أيت اطاب الشارم بنع أو ‪،‬م ‪ .‬مث ن األحكام‬
‫الشرعية مخسةع الفرخل وهو ال ي طلف الشارم فعل طلبا ملازما‪ ،‬واملندوب وهو ال ي‬
‫طلف الشارم فعل طلبا يري ملازم‪ ،‬واملباي وهو ال ي اري الشارم في بة الفع والفج‪.‬‬
‫واملكرو وهو ال ي طلف الشارم تر طلبا يري ملازم‪ ،‬واحلرام وهو ال ي الشارم تر‬
‫طلبا ملازما‪ .‬فأ ن قع الفع ال ي ا عالف القرآن‪ ،‬وا السنة‪ ،‬وا اإلمجام‪ ،‬وا القياس‬
‫(‪)1‬‬
‫ضوابط المصلحة‪.‬‬
‫‪135‬‬
‫رب قال قو ع ‪،‬ا علمنا أن ليس االفا علمنا أن ملالا‪ ،‬فقد كون فر ا أو‬
‫مندواب أو مباحا أو مكروها‪ ،‬فهو ليس حراما وليس وا أمر الشارم بف ‪.‬‬
‫أقو ع ن الشر عة حتيط بك وقالع احلياة‬
‫فع من أفعا العباد‪ ،‬وا ل‬
‫زمان ومكان‪ ،‬وتعطع حكما لك‬
‫نسان أن حييط بك ما تد علي الشر عة‪ ،‬أي ا ل‬
‫ما أبي أو ما ُح ررم من أفعا ‪ ،‬وعلي‬
‫اإلنسان ‪-‬مهما أويت من العلم‪ -‬أن عر‬
‫فإن قا قال عن فع ماع ا أملد نصا د على حتر فه ا ليس علما ابجلواز‪ ،‬ب هو‬
‫مله ابحلكم‪ ، ،‬ربا ان الدلي الدا على احلرمة موملودا ولكن هو عةا عن اسًنباط ‪،‬‬
‫وا كن أن ُْحي َك َم على فع أن ليس حراما ا ‪،‬ا ُعل َم ‪-‬ابلدلي ‪ -‬أن فرخل أو مندوب‬
‫أو مباي أو مكرو ‪ .‬والفع ال ي ا وملد ما د على ملواز ‪ ،‬ولكن سًد على ملواز‬
‫بعدم وملود ما حيرم ‪ ،‬ما ال ي نع من القو ع مل جند ما د على ملواز ول ل‬
‫فهو‬
‫حرام‪ .‬مع مالحظة أن عدم الوملود هو ابلنسبة ىل الباحح وليس ابلنسبة ىل الشر عة‪،‬‬
‫فالشر عة فيها حكم لك فع ‪.‬‬
‫معارخل حبد ح رسو هللا صلى هللا علي وسلمع ت ن هللا فرخل‬
‫فإن قي ع ن قول‬
‫َ‬
‫فرالو فال تضيعوها‪ ،‬وحرم أ ياء فال تنًهكوها‪ ،‬وحد حدودا فال تعًدوها‪ .‬وعفا عن‬
‫أ ياء رمحة بكم يري نسيان فال تبخثوا عنهاتع‪ ، 1‬و ل ما روا ابن ماملة والفم ي عن‬
‫سلمان الفارسع قا ع س‬
‫فقا ع تاحلال ما أح هللا‬
‫رسو هللا صلى هللا علي وسلم عن السمن واجلش والفراء‬
‫ًاب ‪ ،‬واحلرام ما حرم هللا‬
‫ًاب ‪ ،‬وما سك‬
‫عن فهو وا‬
‫عفا لكمت‪ .‬فه النصوص تد على أن قد عفع لنا عما ا جند علي دليال‪ ،‬وابلًاد فال‬
‫‪،‬م وا عقوبة‪ ،‬وأن هناج أ ياء قد سك‬
‫الشارم عن بياهنا‪ ،‬وبناء علي ص ااسًدا‬
‫بعدم املخالفة للقرآن‪ ،‬والسنة‪ ،‬واإلمجام‪ ،‬والقياس على األمور الواقعة‬
‫(‪)1‬‬
‫ذكره الشاطبي بهذا النص في الموافقات‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.101‬‬
‫‪136‬‬
‫منطقة العفو‪،‬‬
‫وهع الوقالع اليت ا حكم هلا‪ .‬أقو ع ن ه النصوص ف أن ا تفهم بشك ًعارخل‬
‫مع يريها من النصوص‪ ،‬والقو ن ة أمورا أو وقالع ا حكم هلا عالف النص القطععع‬
‫عونالنا علي‬
‫الكًاب تبياا لك‬
‫القطععع عاليوم أ مل‬
‫عء ع‪ ، 1‬و ع‬
‫أن الشرعية اقصة‪ ،‬وعالف النص‬
‫لكم د نكم ع‪ . 2‬وه نصوص قطعية‪ ،‬وتل‬
‫أابار آحاد‪ ،‬وعند‬
‫الًعارخل رمل القطعع‪ .‬فلام أن تُفهم مدلوات احلد ثة وما ان مثلهما على يري ه ا‬
‫الوقالع‪ ،‬والسكوت ليس بعىن عدم وملود‬
‫الومل ‪ .‬ول ل فالشر عة حاو ة ألحكام‬
‫حكم‪ ،‬أو عدم وملود بيان‪ .‬و ا هو سكوت عن الًخرمي ختصيصا ملا قد أبي بدلي‬
‫اإلابحة العام‪ .‬وسكوت عن زسدة الًفصي والبيان ملا سبق بيان ‪ .‬وهاج األمثلة للًو ي ع‬
‫‪ -1‬ابلنسبة للسكوت عن الًخرمي ختصيصا لدلي اإلابحة العام‪ ،‬فقد دل النصوص‬
‫على أن األص‬
‫األ ياء اإلابحة ما مل رد دلي الًخرمي‪ ،‬واملقصود ابأل ياء هنا‬
‫األعيان‪ ،‬فعدم وملود نص د على حكم عء معة‪ ،‬ليس معنا سكوت‬
‫الشارم عن ‪ ،‬و ا ع سكوت عن حتر ‪ ،‬و كون حكم مبينا ابلقاعدة الشرعية‬
‫األص‬
‫األ ياء اإلابحة ما مل رد دلي الًخرمي‪ .‬ومن ه ا القبي‬
‫ان قو‬
‫رسو هللا صلى هللا علي وسلمع ت ن أعظم املسلمة ملرما من سأ عن عء مل‬
‫أفراد املباي‬
‫حيرم‪ ،‬فَ ُخ ررَم من أمل مسألً تع‪ . 3‬فقول مل حيرم أي ن مندرج حت‬
‫ابلقاعدة العامة‪ .‬وقول تفخرمت أي نا نص ااص ب عصص القاعدة العامة‪.‬‬
‫‪ -2‬ابلنسبة للسكوت عن زسدة الًفصي والبيان فيما سبق بيان ‪ .‬وهو أن أييت‬
‫النص مبينا حلكم فع معة‪ ،‬قول تعاىلع عوال ن ظاهرون من نسالهم مث‬
‫عودون ملا قالوا فًخر ر رقبة ع‪ ، 4‬فإطالق الرقبة هو عدم بيان هلا ه هع رقبة‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫(‪)4‬‬
‫النحل‪.89 ،‬‬
‫المائدة‪.3 ،‬‬
‫رواه البخاري في كتاب االعتصام‪.‬‬
‫المجادلة‪.3 ،‬‬
‫‪137‬‬
‫مامنة أو افرة‪ ،‬رقبة أنثى أو ‪ ،‬ر‪ ،‬رقبة صو أو ابلغ‪ ،‬وه ا ليس سكوك عن‬
‫بيان احلكم‪ ،‬و ا هو سكوت عن تقييد احلكم أي سكوت عن زسدة البيان‪ ،‬و ‪،‬ا‬
‫مل بة لنا الشارم هنا نوم الرقبة املطلوب عًاقها‪ ،‬تكون أي رقبة جمالة‪ .‬و كون‬
‫عدم البيان هو العفو‪.‬‬
‫ومثال أ ضا ما ورد‬
‫القرآن الكرمي‬
‫قول تعاىلع ع ن هللا أيمر م أن ت حبوا بقرة ع‪. 1‬‬
‫فإهنم لو ‪،‬حبوها دون أي ساا ألملاأ ‪،‬حبهم ألي بقرة‪ .‬فإ‪،‬ا ‪،‬حبوا بقرة و ان فار ا ‪ ،‬أو‬
‫بكرا‪ ،‬أو ليس صفراء‪ ،‬أو فيها ية‪ ،‬أي ليس منطبقة على األوصا اليت طلب منهم‬
‫فيما بعد‪ ،‬فسيكون عملهم جماائ‪ ،‬وفعلهم َم ْع ُف ًّوا عن ‪ .‬فعدم البيان هنا ليس من قبي وملود‬
‫واقعة ا حكم هلا‪ ،‬و ا هو من قبي عدم زسدة الًفصي والبيان ملا سبق بيان ‪.‬‬
‫وعلى ه ا األساس فهم موقف الرسو صلى هللا علي وسلم عندما قرأع عوى‬
‫على الناس ح‪ ،‬البي ع‪ 2‬ا ة‪ .‬فقا رمل ع س رسو هللا أ ل عام فأعرخل‪ ،‬مث قا ع س‬
‫رسو هللا أ عام فأعرخل‪ ،‬مث قا ع س رسو هللا أ عام فقا رسو هللا صلى هللا‬
‫علي وسلمع توال ي نفسع بيد لو قلًها لوملب ‪ ،‬ولو وملب‬
‫ما قمًم ا‪ ،‬ولو مل تقوموا‬
‫ا لكفري‪ ،‬ف رو ما تر ًكمتع‪ . 3‬فغضف رسو هللا صلى هللا علي وسلم د على النهع‬
‫عن ه ا النوم من األس لة‪ ،‬ال ي كون سببا‬
‫زسدة القيود أو زسدة الًكاليف باسدة‬
‫البيان والًفصي ‪ .‬فاألمر ابحل‪ ،‬مل بة م مرة – النص‪ -‬والقيام ب مرة واحدة حتص ب‬
‫الطاعة‪ ،‬ما حتص ابملرتة والثال ‪ ،‬والساا ‪،‬ا اقًضى ملوااب فاجلواب هو زسدة بيان‬
‫وهو زسدة تكاليف تادي ىل ما أا ب الرسو صلى هللا علي وسلم تملا قمًم ات فيكون‬
‫عدم حتد د م مرة من قبي العفو‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫البقرة ‪.67 ،‬‬
‫آل عمران‪.97 /‬‬
‫سنن النسائي‪ ،‬كتاب مناسك الحج‪.‬‬
‫‪138‬‬
‫فإ‪،‬ا نظرا ىل العفو على ه ا األساس من الفهم‪ ،‬ا جند منطقة حتًوي أفعاا ا‬
‫حكم هلا‪ .‬و ا هوع‬
‫‪ -1‬أعيان مل حيرمها الشارم فظل مباحة بدلي األص‬
‫األ ياء‪.‬‬
‫‪ -2‬أفعا بة أحكامها الشارم ولكن مل قيدها باسدة تفصي أو بيان ما كن أن‬
‫سأ عن السال ‪ ،‬األمثلة اليت ‪ ،‬راها‪ ،‬و مث قول تعاىلع عواقًلوهم حيح‬
‫ثقفًموهم‬
‫ع‪1‬‬
‫فقول ع عاقًلوهم حيص ابلقً سواء ان القً بدس السم أو‬
‫طعنا ابخلنةر أو رميا ابلرم ‪ ،‬أو انقا ابحلب أو ابليد‪ ،‬أو ‪،‬حبا ابلسكة أو‬
‫إبطالق رصاصة أو بًفةري قنبلة أو يري ‪،‬ل ‪ ،‬فعدم البيان لكيفية القً هو عدم‬
‫زسدة البيان‪ .‬وترج البيان هنا هو العفو‪ .‬ولو سأ سال هنا رسو هللا صلى هللا‬
‫علي وسلمع أنقًلهم بطر قة‬
‫ا أو بطر قة‬
‫رسو هللا صلى هللا علي وسلم‪ ،‬ما حد‬
‫ا‪ ،‬لكان ساال مسًدعيا لغضف‬
‫حد ح احل‪ .،‬و مث ه ا قا‬
‫رسو هللا صلى هللا علي وسلمع ت‪،‬رو ما تر ًكمت‪.‬‬
‫والسكوت عن زسدة البيان ليس موملودا‬
‫األحكام‪ ،‬فإا نالحظ أن بعو األحكام‬
‫الصالة واحل‪ ،‬ليس فيها جما لاسدة البيان وهللا أعلم‪ .‬فلو قا الشارم مثال تأقيموا‬
‫الصالةت من يري تفصي لظ األمر جممال وألملاأت الصالة يفما ان ‪ ،‬ولكن الرسو‬
‫صلى هللا علي وسلم قد زاد البيان وفص األمر أبحاد ث وبقول تصلوا ما رأ ًمو‬
‫أصلعتع‪ . 2‬فليس فيها جما لاسدة الًفصي والبيان‪ ،‬وأي تغيري فيها أو زسدة ُـ َع رد بدعة‬
‫وعضع لقول صلى هللا علي وسلمع تمن عم عمال ليس علي أمرا فهو ر ردت‪.‬‬
‫وعلي فال ختلو واقعة من حكم‪ ،‬واحلكم د الدلي على نوع من من األنوام‬
‫اخلمسة‪ ،‬والقو با ا عالف ليس صوااب‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫البقرة‪ ،191 /‬النساء‪.91 /‬‬
‫رواه البخاري في كتاب الصالة‪.‬‬
‫‪139‬‬
‫وا بد د أن أ ري ىل أ ا أحتد عن حكم الفع فيما ‪،‬ا اسًفرغ اجملًهد وسع‬
‫ومل سًطع الوصو ىل الظن حبكم ل ‪.‬‬
‫وا بد من اإل ارة أ ضا ىل أن مهما ان الرأي الصواب‬
‫منطقة أو مرتبة العفو‪،‬‬
‫فإن مو وعها هو أ ياء وأفعا عفا هللا عنها‪ ،‬وليس املصاحل‪ .‬واملصاحل هع نًيةة‬
‫األفعا ‪ .‬ل ل فخكم ما قع‬
‫منطقة العفو هو حكم لشعء أو فع ‪ ،‬وليس حكما لغا ة‬
‫الفع أو نًيةً ‪ ،‬سواء ني مصلخة أو يري ‪،‬ل ‪ .‬أي ن ‪،‬ا ص القو إبابحة أو رفع‬
‫احلرج أو العقوبة عن أفعا ا ختالف القرآن‪ ،‬وا السنة‪ ،‬وا اإلمجام‪ ،‬وا القياس‪ ،‬فإن‬
‫ه اإلابحة أو ه ا الرفع للخرج ًعلق ابألفعا ‪،‬اعا وليس بقاصدها أو نًالةها‪.‬‬
‫وعلي فليس منطقة العفو مداال للقو ابملصاحل املرسلة‪.‬‬
‫‪140‬‬
‫اخلامتةع‬
‫القيام ابلفع بقصد املصلخة‪.‬‬
‫الرأي الشرعع والرأي يري الشرعع‪.‬‬
‫‪141‬‬
142
‫القيام ابلفع بقصد املصلخة‬
‫ن ما سبق قول من عدم ملواز ااسًدا ابملصلخة للخكم على الفع ا ع‬
‫عدم ملواز السعع ىل املصلخة‪ .‬فاألمر الطبيعع‬
‫اإلنسان أن ندفع ىل ما را مصلخة‪،‬‬
‫وأن نفر وا لخق ب الضرر‪ ،‬ولكن األعما اليت قوم ا‬
‫احلالًة ف أن ختضع‬
‫لألحكام الشرعية‪.‬‬
‫واألحكام الشرعية مخسة‪ ،‬فما ثب‬
‫نًيةً ‪ ،‬وما ثب‬
‫مكرو ظ‬
‫فر ا ابلدلي‬
‫أن مندوب ظ مندواب ولو رأ نا أن‬
‫ل ولو ظهر لنا أن‬
‫فج‪ ،‬ولو رمل عقال أن‬
‫فعل مصلخة أو‬
‫قام ب بغو النظر عن‬
‫تر مصلخة‪ ،‬وما ثب‬
‫أن‬
‫تر مفسدة‪ ،‬وما ثب أن حرام‬
‫فعل مصلخة أو‬
‫تر مفسدة‪ .‬وا تًغري ه األحكام أبدا‪،‬‬
‫ا ‪،‬ا ورد دلي من الشرم على رفعها‪ ،‬ما‬
‫حاات معينة –د عليها الشرم‪ -‬عدم‬
‫قطع السارق‬
‫اجملاعة‪ ،‬وأ‬
‫امللة وما ا‬
‫‪،‬ل ‪.‬‬
‫امليًة عند اا طرار‪ ،‬والنطق بكلمة الكفر عند اإل را‬
‫أما املباي‪ ،‬وهو ما د الشرم على ابحً ‪ ،‬فاألمر الطبيعع‬
‫اإلنسان أن سل‬
‫في حبسف ما لف ل مصاحل – ما راها‪ -‬أو شبع هوات ‪ ،‬أو حبسف ما دفع عن‬
‫املفاسد – ما راها‪ -‬أو ما دفع عن ا ام أو عفف عن الًكاليف والقيود‪.‬‬
‫فالعم مباي‬
‫الًةارة‪ ،‬ومباي‬
‫الاراعة‪ ،‬ومباي لإلنسان أن عم أملريا أو أن‬
‫ص ُ ل الرب أ ثر‬
‫كون رب عم ‪ ،‬فل أن عم با را مصلخة ل ‪ ،‬أن كون وا ُحيَ ر‬
‫مثال‪ ،‬أو وا وفر ل الراحة أ ثر‪ ،‬أو وا وافق ميل و‪،‬وق ‪ .‬بشر‪ ،‬أن ادي حق هللا أي‬
‫عم عًار ‪.‬‬
‫‪143‬‬
‫ولإلنسان أن ًناو من املطعومات وامللبوسات ما حيف حبسف مصلخً أو‬
‫هوت أو ‪،‬وق أو ميل ‪ ،‬بشر‪ ،‬أن ًنف احملرم‪ ،‬اخلنا ر أو امليًة أو ما سكر‬
‫املطعومات‪ ،‬وما كشف العورة أو احلر ر للرملا‬
‫و ل من أو‬
‫امللبوسات‪.‬‬
‫لي أمر رعا ة عء ما‪ ،‬فإن لًام أبحكام ااقًضاء ما هع‪ .‬أما‬
‫املباي فإن عًار في حبسف م ا را األصل أو األنسف أو األص ‪ ،‬و‪،‬ل‬
‫رعا ة اون األمة و الرمل‬
‫و‬
‫رعا ة أسرت و املرأة‬
‫اخلليفة‬
‫ما زوملها‪..‬‬
‫ه ا‪ ،‬الفع مباي ودليل الشرم وليس املصلخة‪ ،‬و ا املصلخة هع الغا ة‬
‫اليت قصدها العبد من فعل ‪.‬‬
‫وهك ا فاملصلخة ا حتل وا حترم‪ .‬فأفعا اإلنسان نوعان عبادات وعادات‪ .‬أما‬
‫العبادات فهع عالقة االصة بة العبد ورب ‪ ،‬قصد اإلنسان فيها الً ل للخالق والطاعة‬
‫املطلقة ل ‪ ،‬والشعء ال ي ني العبد هنا هو ر ى هللا سبخان ‪ .‬فليس هناج مصلخة أو‬
‫مردود دنيوي‪.‬‬
‫أما أفعا العادات‪ ،‬الاواج والطالق والبيع والشر ة والو الة‪ ،‬واقًناء األب‬
‫والبيوت املاارفة‪ ،‬فكلها أفعا قوم ا املسلم والكافر‪ ،‬و منهما قصد منافع ومصاحل‬
‫معينة‪ ،‬فةاء الشرم ونظم عملية اانًفام واحلصو على املصلخة‬
‫واألفعا ‪ .‬فإ‪،‬ا ان لإلنسان مصلخة و هوة‬
‫حرا‪ ،‬و ا و ع ل قيودا ف االًاام ا‪ ،‬و ل‬
‫ا فيد‬
‫ه‬
‫الو‪،‬ء فالشرم مل نع من ‪،‬ل‬
‫األ ياء‬
‫ومل ف‬
‫البيع والشراء‪ .‬فكون الشعء مصلخة‬
‫الًخلي أو الًخرمي‪ ،‬ألن النص ن لنا بقضاء مصاحلنا ولكن و ع لنا نظاما‬
‫ل ل ‪ .‬فاملل‬
‫مصلخة سعى ليها اإلنسان بطبع ‪ .‬والشرم مل نع املل‬
‫أسبا ب ‪ .‬فال وز املل‬
‫اإلملارة‪ .‬فمن ل‬
‫ابلقمار أو الغش أو السرقة‪ .‬و كن املل‬
‫ابلصيد أو البيع أو‬
‫ابلبيع احلال فقد قصد ابلبيع مصلخة‪ ،‬ومن ل‬
‫‪144‬‬
‫ولكن حدد‬
‫ابلراب فقد قصد‬
‫ابلراب مصلخة‪ .‬واملصلخة‬
‫احلالًة هع املل‬
‫وهو ملالا أصال‪ .‬ولكن طر ق البيع مباي‬
‫وطر ق الراب حرام‪ .‬و ون املقصود مصلخة أو مباحا ا اثر‬
‫الطر ق ىل املقصود أي ا‬
‫د على ملواز الفع ال ي راد القيام ب للوصو ىل ‪،‬ل املقصود‪ .‬قا تعاىلع عوابًغ‬
‫س نصيب من الدنيا‪ ،‬وأحسن ما أحسن هللا لي ‪ ،‬وا‬
‫فيما آكج هللا الدار ا ارة وا تَـ ْن َ‬
‫تبغ الفساد األرخل‪ ،‬ن هللا ا حيف املفسد ن ع‪. 1‬‬
‫(‪)1‬‬
‫القصص‪.77 /‬‬
‫‪145‬‬
‫الرأي الشرعع والرأي يري الشرعع‬
‫وا ع قولنا ن املصاحل املرسلة ليس دليال رعيا أن نع رد‬
‫املصلخة املرسلة ليس سالميا‪ ،‬أو أن ا ا ب آمث‪ .‬ب ظ احلكم رعيا‬
‫ًبنا ‪،‬ا ان رص أن املصاحل املرسلة دلي‬
‫حكم دليل‬
‫حق من‬
‫رعع أو ‪،‬ا ان مقلدا ملن هو ل ‪.‬‬
‫فكون املصاحل املرسلة دليال أو ليس بدلي أمر اًلف في بة األلمة اجملًهد ن‪.‬‬
‫ورسو هللا صلى هللا علي وسلم قو ع ت ‪،‬ا حكم احلا م فاملًهد مث أصاب فل أملران و ‪،‬ا‬
‫حكم احلا م فاملًهد مث أاطأ فل أملرع‪ 1‬ت‪ .‬فاحلكم املسًنبط بدلي املصلخة املرسلة‬
‫حق من اسًنبط –بناء على ما رمل لد ‪ -‬و حق من قلد ‪ .‬و ظ احلكم‬
‫رعع‬
‫حمفما عند من ا أيا ابملصاحل املرسلة‪ ،‬و ن ان ا وز ل األا ب ألن ليس حكما‬
‫رعيا حسف املًهاد أو حسف ما قلد‪.‬‬
‫وا بد من اإل ارة ىل أن الرأي ال ي رفم مع أا نعد اطأ هو الصادر عن‬
‫ووَرم‪ .‬أما الرأي الصادر عن تالف أو مصلخة أو تعصف‪،‬‬
‫اسًدا صخي وعن علم َ‬
‫فليس رأس معً ا وا حمفما‪.‬‬
‫فال ن قالوا ابملصاحل املرسلة من املعاصر ن‪ ،‬وملعلوها أدلة على الشرم وحاولوا‬
‫ااسًناد ىل بعو األلمة اسًنادا ااط ا‪ ،‬وأفًَـ ْوا عن طر ق املصاحل أو مللف املصاحل ودرء‬
‫املفاسد‪ ،‬إبابحة الراب‪ ،‬أو مد األ دي ىل األنظمة الكافرة احملاربة لإلسالم والًعاون معها‪ ،‬أو‬
‫ابملشار ة‬
‫احلكم بنظام الكفر‪ ،‬أو جبواز العم‬
‫مع اليهود وااعفا‬
‫(‪)1‬‬
‫املاسسات الربو ة‪ ،‬أو جبواز الصل‬
‫بفلسطة هلم أو جبواز ااسًعانة ابلكفار لقًا املسلمة أو بعدم‬
‫رواه الشيخان‪.‬‬
‫‪146‬‬
‫الًغيري على من حيكم بغري ما أنا هللا حبةة الًعرخل لأل‪،‬ص‪ ،‬ويريها ثري‪ ،‬هااء أقواهلم‬
‫وفًاو هم مردودة وليس‬
‫آراء يري سالمية‪ ،‬وليس‬
‫معً ة‬
‫اإلسالم‪ .‬فهع ليس‬
‫هع رعية‬
‫آراء سالمية مرملوحة‪ ،‬و ا هع‬
‫حق من ًبناها‪ .‬وه الفًاوي ليس‬
‫من قبي‬
‫ااملًهاد الشرعع الصخي ‪ ،‬و ا هع تشر ع من اارج الوحع‪.‬‬
‫فإابحة الراب مثال‪ ،‬ا قا فيها هنا رأي سالمع املًهادي صاحب مع ور‪ ،‬ألن‬
‫الراب في نص قطعع الثبوت قطعع الدالة‪ ،‬حمكم يري منسوخ‪ ،‬ويري اصص ويري مقيدع‬
‫املشار ة‬
‫احلكم ابلكفر‪،‬فيها نصوص قطعية ا املًهاد معها‪.‬‬
‫توح لرم الرابتع‪ . 1‬و ل‬
‫قا تعاىلع عومن مل حيكم با أنا هللا فأول‬
‫هم الظاملون ع‪ ، 2‬وقا ع عالكافرون وقا ع‬
‫عالفاسقون ‪ .‬فمن حيكم أو شارج ابحلكم ابلكفر‪ ،‬فاسق مع الًأو ‪ ،‬افر ن مل نًأو ل ‪.‬‬
‫واملفيت ابجلواز بناء على املصلخة‪ ،‬ففي على هللا الك ب‪.‬‬
‫فمث ه‬
‫قبي الًضلي‬
‫األحكام ليس‬
‫من قبي اااًال‬
‫املشروم‬
‫الد ن‪ ،‬وأا لألحكام الشرعية من اارج د ن اإلسالم عأمل تر ىل ال ن‬
‫اعمون أهنم آمنوا با أنا لي‬
‫وما أنا من قبل ‪ ،‬ر دون أن ًخا موا ىل الطايوت‬
‫وقد أمروا أن كفروا ب و ر د الشيطان أن ضلهم الا بعيدا ع‪. 3‬‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫الرأي و ا هع من‬
‫البقرة‪.275 /‬‬
‫المائدة‪.45 /‬‬
‫النساء‪.60 /‬‬
‫‪147‬‬
148
‫فهرس املصادر واملراملع‬
‫م‬
‫‪1‬‬
‫الكًاب‬
‫أثر اااًال‬
‫األصولية‬
‫‪-2‬‬
‫املالف‬
‫القواعد د‪ .‬مصطفى سعيد اخلن‬
‫املطبعة أو الدار‬
‫ماسسة الرسالة‬
‫ااًال الفقهاء‬
‫أثر األدلة املخًلف فيها‬
‫الفق‬
‫د‪ .‬مصطفى د ف البغا‬
‫دار اإلمام البخاري‪ -‬دمشق‬
‫اإلسالمع‬
‫املكًف اإلسالمع‬
‫‪-3‬‬
‫‪4‬‬
‫اإلحكام‬
‫أصو األحكام‬
‫علع بن حممد ا مدي‬
‫اإلحكام‬
‫أصو األحكام‬
‫أبو حممد علع بن أ مد بن دار ا فاق اجلد دة‪ -‬بريوت‬
‫‪5‬‬
‫األدلة‬
‫سعيد بن حام‬
‫املخًلف‬
‫فيها‬
‫عند د‪ .‬اليفة اببكر احلسن‬
‫مكًبة وهبة –عابد ن‪1، -‬‬
‫األصولية‬
‫‪-6‬‬
‫ر اد الفخو ىل حتقيق احلق من حممد بن علع بن حممد دار الفكر – بريوت‬
‫علم األصو‬
‫الشو ا‬
‫‪7‬‬
‫أصو الفق‬
‫الشي حممد اخلضري ب‬
‫‪8‬‬
‫ااعًصام‬
‫أبو‬
‫سخق‬
‫املكًبة الًةار ة الك ص‪ -‬مصر‬
‫براهيم بن دار الًخر ر للنشر والطبع‪-‬‬
‫موسى اللخمع‬
‫القاهرة‬
‫‪9‬‬
‫األم‬
‫حممد بن در س الشافعع‬
‫دار املعرفة – بريوت‬
‫‪10‬‬
‫األموا‬
‫أبو عبيد البغدادي‬
‫دار الفكر‪ ،‬بريوت‪2، -‬‬
‫‪11‬‬
‫األموا‬
‫عبد القدمي زلوم‬
‫دار العلم للمال ة‪2، -‬‬
‫‪12‬‬
‫كر األمم وامللوج‬
‫‪13‬‬
‫تيسري الًخر ر على‬
‫دولة اخلالفة‬
‫أبو ملعفر حممد بن ملر ر دار حياء الفا العر‬
‫الط ي‬
‫ًاب ابن مهام اإلسكندري‬
‫دار الكًف العلمية – بريوت‬
‫الًخر ر‬
‫‪14‬‬
‫حا يًا الًفًازا واجلرملا على ابن احلاملف املالكع‬
‫اًصر املنًهى األصود‬
‫‪149‬‬
‫دار الكًف العلمية – بريوت‬
‫‪15‬‬
‫حةية املصاحل املرسلة‬
‫د‪ .‬أمحد فراج حسة‬
‫ماسسة الثقافة اجلامعية‬
‫‪16‬‬
‫الرسالة‬
‫حممد بن در س اجلامعع‬
‫دار الكًف العلمية – بريوت‬
‫‪17‬‬
‫رو ة الناظر وملنة املخاطر‬
‫ابن قدامة املقدسع‬
‫دار الكًاب العر – بريوت‬
‫‪18‬‬
‫سنن أ داوود‬
‫أبو داود سليمان بن دار حياء السنة النبو ة‬
‫‪19‬‬
‫سنن أبن ماملة‬
‫األ عح‬
‫أبو عبد هللا حممد بن ا د دار الفكر‬
‫القاو‬
‫‪20‬‬
‫الشخصية اإلسالمية ج‪2‬‬
‫تقع الد ن النبها‬
‫القدس – ‪1،‬‬
‫‪21‬‬
‫الشخصية اإلسالمية ج‪3‬‬
‫تقع الد ن النبها‬
‫القدس – ‪2،‬‬
‫‪22‬‬
‫ري تنقي الفصو‬
‫ااًصار‬
‫هاب‬
‫الد ن‬
‫القرا‬
‫دار الفكر – القاهرة‬
‫احملصو‬
‫املالكع‬
‫‪23‬‬
‫صخي البخاري‬
‫أبو عبد هللا حممد بن دار حياء الفا – بريوت‬
‫‪24‬‬
‫صخي مسلم‬
‫ناعي‬
‫أبو احلسة مسلم بن املطبعة املصر ة ومكًبًها‬
‫احلةاج‬
‫‪25‬‬
‫وابط املصلخة‬
‫د‪ .‬حممد سعيد رمضان املكًبة األمو ة بدمشق‬
‫البوطع‬
‫‪26‬‬
‫علم أصو الفق‬
‫د‪ .‬عبد الوهاب اال‬
‫مكًبة الدعوة اإلسالمية‬
‫‪27‬‬
‫الفق اإلسالمع مرونً وتطور‬
‫ملاد احلق علع ملاد احلق‬
‫جممع البخو اإلسالمية‬
‫‪28‬‬
‫فوات‬
‫الرمحوت بشري مسلم عبد العلع حممد بن نظام املطبعة األمري ة ببواق‪ ،‬مطبوم‬
‫الد ن األنصاري‬
‫الثبوت‬
‫مصاحل األام‬
‫‪29‬‬
‫قواعد األحكام‬
‫‪30‬‬
‫املبسو‪،‬‬
‫‪31‬‬
‫املدا ىل الًشر ع اإلسالمع‬
‫مع املسًصفى ‪1،‬‬
‫أبو حممد عا الد ن بن عبد ماسسة الرسن – بريوت‬
‫السالم‬
‫حممد بن أمحد بن أ سه‬
‫دار املعرفة – بريوت‬
‫السراسع‬
‫د‪ .‬ام موسى‬
‫‪150‬‬
‫ماسسة الرسالة ‪1،‬‬
‫‪32‬‬
‫املسًصفى‬
‫أبو حامد حممد الغااد‬
‫‪33‬‬
‫املسودة‬
‫‪34‬‬
‫املوافقات‬
‫‪35‬‬
‫املوطأ‬
‫‪36‬‬
‫نظام العقوابت‬
‫‪37‬‬
‫النظام ااقًصادي‬
‫أصو الفق‬
‫الطبعة األمري ة ببواق – ‪1،‬‬
‫لأللمة الثالثة من آ تيميةع‬
‫‪ -1‬جمد الد ن عبد السالم‬
‫بن عبد هللا بن‬
‫اخلضر‪.‬‬
‫‪ -2‬ولد‬
‫هاب الد ن عبد‬
‫احلليم‬
‫عبد‬
‫بن‬
‫السالم‬
‫‪ -3‬ولد الثا‬
‫تقع الد ن‬
‫أمحد بن عبد احلليم‬
‫أصو األحكام‬
‫سخق‬
‫أبو‬
‫براهيم بن مكًبة ومطبعة حممد علع صبي‬
‫موسى‬
‫أبو عبد هللا مال‬
‫– القاهرة‬
‫بن أنس دار الكًف العلمية – بريوت‬
‫األصبخع‬
‫‪38‬‬
‫نظرات‬
‫اإلسالم‬
‫عبد الرمحن املالكع‬
‫دار األمة – بريوت‪2، -‬‬
‫تقع الد ن النبها‬
‫دار األمة – بريوت – ‪4،‬‬
‫أدلة الًشر ع املخًلف د‪ .‬حممد براهيم احلفناوي‬
‫فيها‬
‫دار البشري للثقافة العلوم‬
‫ابلقاهرة‬
‫أصو الفق‬
‫‪39‬‬
‫الومليا‬
‫‪40‬‬
‫جملة الوعع‬
‫د‪ .‬عبد الكرمي ز دان‬
‫ماسسة الرسالة – ‪3،‬‬
‫العدد رقم ‪.69‬‬
‫‪151‬‬
152
‫حمًوست الكًاب‬
‫املقدمة‬
‫‪7‬‬
‫الفص األو‬
‫‪11‬‬
‫أصو الفق‬
‫‪13‬‬
‫احلا م‬
‫‪15‬‬
‫مصادر الًشر ع‬
‫‪18‬‬
‫متهيد‬
‫‪18‬‬
‫مصادر الًشر ع ف أن تكون قطعية‬
‫‪19‬‬
‫مصادر مًفق عليها‬
‫‪21‬‬
‫املصدر األو ع الكًاب‬
‫‪21‬‬
‫املصدر الثا ع السنة‬
‫‪21‬‬
‫املصدر الثالحع اإلمجام‬
‫‪22‬‬
‫املصدر الرابعع القياس‬
‫‪25‬‬
‫مصادر يري مًفق عليها‬
‫‪28‬‬
‫الفص الثا ع‬
‫‪33‬‬
‫مقاصد الشر عة‬
‫‪35‬‬
‫مقاصد الشر عة هع ياسعا‪ ،‬أي نًال‪ ،‬تطبيقها‬
‫‪39‬‬
‫مقاصد الشر عة ليس مقاصد لألحكام‬
‫‪41‬‬
‫مقاصد األحكام‬
‫‪41‬‬
‫مللف املصاحل ودرء املفاسد‬
‫‪46‬‬
‫‪153‬‬
‫علية مللف املصاحل ودرء املفاسد‬
‫‪49‬‬
‫املناسف‬
‫‪51‬‬
‫أقسام املناسف‬
‫‪54‬‬
‫أقسام املصاحل‬
‫‪55‬‬
‫الفص الثالح‬
‫‪57‬‬
‫املصاحل املرسلة‬
‫‪59‬‬
‫أدلة القاللة ابملصاحل املرسلة‬
‫‪62‬‬
‫موقف العلماء من املصاحل املرسلة‬
‫‪66‬‬
‫املصاحل املرسلة ليس دليال رعيا‬
‫‪76‬‬
‫مناقشة األدلة اليت أوردها القاللون اباسًصالي‬
‫‪77‬‬
‫الدلي األو ع اعًبار الشارم ملنس املصاحل‬
‫ملنس‬
‫‪77‬‬
‫األحكام‬
‫الدلي الثا ع قرار الرسو معا‪،‬ا‬
‫الدلي الثالحع األص‬
‫العادات االًفات ىل املعا‬
‫‪82‬‬
‫‪83‬‬
‫الدلي الرابعع تغري العادات وعدم فا ة النصوص‬
‫‪85‬‬
‫الدلي اخلامسع عشرة أمثلة من أعما الصخابة‪،‬‬
‫‪86‬‬
‫ومجلة من أعما الًابعة‬
‫األدلة على أن املصاحل ليس دليال رعيا‬
‫الفص الرابع‬
‫‪103‬‬
‫‪107‬‬
‫ما‪،‬ا قصد العلماء ال ن قالوا ابملصاحل املرسلة‬
‫رأي اإلمام الشاطو‬
‫‪109‬‬
‫‪111‬‬
‫‪154‬‬
‫رأي اإلمام القرا‬
‫‪116‬‬
‫رأي ثلة من العلماء املعاصر ن‬
‫‪118‬‬
‫املصلخة عن اإلمام عا الد ن بن عبد السالم‬
‫‪121‬‬
‫املصلخة عند اإلمام الغااد‬
‫‪123‬‬
‫رد بهًة‬
‫‪129‬‬
‫الشبهة األوىلع ن هناج مصاحل معً ة ومصاحل ملغاة‪،‬‬
‫‪129‬‬
‫ومصاحل ا معً ة وا ملغاة‬
‫الشبهة الثانيةع تقييد املصلخة أبن ا تكن االفة لنص‬
‫‪130‬‬
‫أو مجام أو قياس‬
‫اخلامتة‬
‫‪137‬‬
‫القيام ابلفع بقصد املصلخة‬
‫‪139‬‬
‫الرأي الشرعع والرأي يري الشرعع‬
‫‪142‬‬
‫فهرس املصادر واملراملع‬
‫‪145‬‬
‫حمًوست الكًاب‬
‫‪149‬‬
‫‪155‬‬
‫سالغال اخللفع‬
‫حتدثنا عن املصاحل املرسلة مصدر من مصادر الًشر ع وبينرا ابألدلة أهنا ا نهو‬
‫هلا دلي ‪ .‬وقد نقضنا ابلدلي واحلةة مجيع ما تومه القاللون ابملصاحل املرسلة من‬
‫أن أدلة على حةيًها‪ .‬وقد ان الدافع ىل ه ا البخح ما ام عند بعو‬
‫املًأار ن من ًاب األصو أن ااسًصالي مصدر تشر عع‪ ،‬وأن املصلخة دلي‬
‫على احلكم الشرعع‪ .‬وأ نما ان املصلخة فثم رم هللا‪ ،‬وما بُ على ‪،‬ل من‬
‫ل ‪ ، ،‬ليس هع ا ملع املصلخة‬
‫قواعد ملعلوها قواعد رعية وليس‬
‫د نا‪ .‬ب ن بعو املًأار ن لةأ ىل ًف األلمة والسلف فيةًا منها نصوصا‬
‫أو فًاوي و سوقها لنا‬
‫معان يري اليت قصدها األلمة‪ .‬ول ل وملف الًخ ر من‬
‫أفكار هااء‪ ،‬ال ن لبسون على املسلمة أحكام د نهم‪ ،‬و علون املصلخة‬
‫عنواا بريا ًخللون بواسطً من قيود الد ن وأحكام ‪ ،‬فكان ا بد من تفنيد‬
‫حةةهم ومااعمهم‪ ،‬وبيان احلق‬
‫املصاحل املرسلة وحيح ن قد قا‬
‫‪،‬ل ‪ ،‬ول ل فقد بَـيَـنرا موقف العلماء من‬
‫ا الشاطو والقرا فقد لام بيان حقيقة ما‬
‫قصد من قوهلم ابملصاحل املرسلة‪.‬‬
‫املالرف‬
‫‪156‬‬
‫طبع لكفونياع الفقري ىل هللا عاليفة أبو حممد ‪،‬‬
‫‪، 27‬ي القعدة ‪1424‬هـ‬
‫‪2004/1/20‬‬
‫‪157‬‬