تحميل الملف المرفق

‫ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ واﻟﺘﻜﺎﻓﻞ وﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﺼﺎرف‬
‫اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ اﻟﺘﻜﺎﻓﻠﻲ اﻻﺳﻼﻣﻲ‪:‬‬
‫واﻗﻊ وآﻓﺎق‬
‫أ‪.‬ﺣﺴﻴﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻄﻠﺐ ا‪8‬ﺳﺮج@‬
‫* باحث اقتصادي أول بوزارة الصناعة والتجارة الخارجية المصرية‪.‬‬
‫ﻣﻘﺪﻣﺔ‪:‬‬
‫التأمين التكافلي أو التأمين على األشخاص نوع من أنواع التأمين اإلسالمي الذي‬
‫والتأمين اعطاء األمن (كما ان التعليم اعطاء العلم) ومن هنا جاء معناها في المصطلح‬
‫يشمل جميع أنواع التأمين التي تتوافر فيها أسس وشرط هذا التأمين‪ ،‬وقد قسم‬
‫المالي المعاصر فهو النشاط الذي يحصل فيه تأمين األفراد والشركات عن بعض ما‬
‫يخافون من المكاره مقابل عوض مالي فهو معنى جديد وان كان اشتقاقاً صحيحاً من‬
‫األشخاص ‪.‬وقد اعتاد الكاتبون في التأمين اإلسالمي على تسمية التأمين اإلسالمي‪،‬‬
‫كلمة أمن‪.‬‬
‫الباحثون التأمين اإلسالمي إلى تأمين على األشياء وتأمين تكافلي أو تأمين على‬
‫الذي تتفق أحكامه مع الشريعة اإلسالمية‪ ،‬بالتأمين التكافلى‪ ،‬أو التأمين التبادلي‪ ،‬أو‬
‫التأمين التعاوني‪ ،‬وهذه التسمية تعني أن أهم أسس التأمين اإلسالمي هو التعاون‬
‫وفي االصطالح القانوني‪ :‬هو عقد بين طرفين‪ ،‬األول يسمى (المؤمن)‪ ،‬والثاني يسمى‬
‫أوالتكافل‪ ،‬أو التبادل‪ .‬فالتعاون والتكافل من أهم أسس التأمين اإلسالمي‪ ،‬ولكنه‬
‫(المؤمن له) بمقتضاه يحصل (المؤمن له) على تعهد لصالحه أو لصالح غيره من‬
‫ليس األساس الوحيد‪ ،‬ثم إن لهذا التعاون في نظر الشريعة اإلسالمية ضوابط‬
‫وشروطاً‪ ،‬ال يكون التأمين إسالمياً إال بتوافرها‪ ،‬وعلى كل حال فإنه يمكن أن تضاف‬
‫المؤمن إذا ما حدث حادث معين وبمقتضى هذا التعهد يلتزم (المؤمن) بتقديم أداء‬
‫معين إلى (المؤمن له) لقاء قسط أو أقساط معينة يؤديها (المؤمن له) إلى (المؤمن)‬
‫كلمة اإلسالمي إلى عبارة التأمين التعاوني أو التكافلي للتعبير عن هذا المعنى‪ ،‬أي أن‬
‫في األوقات المتفق عليها‪.‬‬
‫التعاون أو التكافل من أهم أسس التأمين‪ ،‬غير أنه يخضع للضوابط الشرعية(‪.)1‬‬
‫التعريف االقتصادي‪ :‬يمكن تعريف التأمين من الناحية االقتصادية بأنه‪“ :‬أداة لتقليل‬
‫وقد اتصل التأمين بالفقهاء المسلمين للمرة األولى في القرن التاسع عشر ولعل أول‬
‫الخطر الذي يواجهه الفرد عن طريق تجميع عدد كافٍ من الوحدات المتعرضة لنفس‬
‫فقيه تحدث عن التأمين بصيغته المعهودة اليوم هو العالمة محمد أمين ابن عابدين‬
‫ذلك الخطر (كالسيارة والمنزل والمستودع‪...‬الخ) لجعل الخسائر التي يتعرض لها كل‬
‫المولود سنة ‪1784‬م‪ .‬وقد عرف المسلمون عقد التأمين عندئذٍ من البحارة األوروبيين‬
‫فرد قابلة للتوقع بصفة جماعية‪ ،‬ومن ثم يمكن لكل صاحب وحدة االشتراك بنصيب‬
‫إذ كانت سفنهم يغطيها التأمين البحري الذي يسمى في ذلك الزمن سكيوريتيه‬
‫منسوب الى ذلك الخطر”‪.‬‬
‫(بالفرنسية) وأشتهر عند المسلمين باسم “سوكره”‪ ،‬فقال فيه ابن عابدين “إذا عقد‬
‫في بلد إسالمي كان عقد معاوضة فاسد ال يلزم الضمان به ألنه التزام ماال يلزم شرعاً‬
‫التعريف القانوني‪ :‬كما يمكن تعريف التأمين من الناحية القانونية بأنه “عقد يتعهد‬
‫وهو باطل عند األحناف” (‪ .)2‬وقد اختلف الفقهاء منذ ابن عابدين في حكم التأمين‬
‫فمنهم من أجازه بال تحفظ وهم قلة قليلة‪ ،‬ومنهم من أجاز أنواعاً منه حتى لو كان‬
‫محدد في العقد”‪.‬‬
‫على صفة التأمين التجاري إال إن جمهورهم منذ ابن عابدين قد منع التأمين التجاري‬
‫وأجاز ما يسمى التأمين التكافلى على اختالف في صيغة األخير يأتي تفصيلها الحقاً‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴ‪ :8‬ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻋﻘﺪ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ‬
‫أو ً‬
‫ﻻ‪ :‬ﺗﻌﺮﻳﻒ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ‬
‫بموجبه طرف مقابل أجر بتعويض طرف آخر عن الخسارة إذا كان سببها وقوع حادث‬
‫وفي ضوء هذا التعريف تتكون عناصره من‪:‬‬
‫أ‪ -‬المؤمن‪.‬‬
‫التأمين لغة‪ )3( :‬من األمن ضد الخوف حيث يعطي هذا العقد األمن‪ ،‬ويراد به طمأنينة‬
‫ب‪ -‬المؤمن له‪.‬‬
‫النفس وسكونها بتوفر أسباب الطمأنينة‪ ،‬وعقد التأمين هو الذي يحاول أن يعطي‬
‫الطمأنينة واألمان لمن يريده ويكون طرفاً فيه‪.‬‬
‫جـ‪ -‬التعهد من المؤمن بأداء مبلغ معين أو أداء معين‪.‬‬
‫د‪ -‬الحادث أو الخطر الذي إذا وقع يقوم المؤمن بتنفيذ التزامه‪.‬‬
‫هـ‪ -‬األقساط التي يتعهد المؤمن له بدفعها إلى المؤمن‪.‬‬
‫التأمين في اللغة العربية مشتق من األمن وهو طمأنينة النفس وزوال الخوف‪ .‬وله‬
‫معان‪ :‬منها إعطاء االمان‪ ،‬مثل التأمين الحربي اذا نزل في بالد المسلمين ألمر ينصرف‬
‫بانقضائه‪ ،‬ومنها التأمين على الدعاء وهو قول آمين أي إستجب‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ و اﻟﻤﺼﺮﻓﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﻧﻲ‪2013 /‬‬
‫ﺛﺎﻟﺜ‪ :8‬ﺷﻮاﻫﺪ داﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ اﻟﺘﻜﺎﻓﻠﻲ )‪.(4‬‬
‫ذهبت الشريعة في إقرار الفكرة االجتماعية والفنية للتأمين مدى أوسع وأشمل من‬
‫ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ واﻟﺘﻜﺎﻓﻞ وﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﺼﺎرف‬
‫استخدام علم اإلحصاء والرياضة واالكتواريين حيث‪ :‬تعددت فيها وسائل المعاونة من‪:‬‬
‫ عبادات مالية مفروضة‪.‬‬‫ تعاون اختياري بين األفراد‪.‬‬‫ حق مقرر في مال المسلمين لقوله تعالى‪“ :‬إن المتقين في جنات وعيون ‪ ..‬وفي‬‫أموالهم حق للسائل والمحروم” الذاريات ‪.19/‬‬
‫وقوله تعالى‪“ :‬والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم” المعارج‪.24/‬‬
‫ومن ثم فالتأمين التكافلي مصلحة‪:‬‬
‫(‪ )1‬موافقة لمقاصد الشارع الحكيم الخمس الكبرى من الضروريات والحاجيات‬
‫والتحسينات‪.‬‬
‫(‪ )2‬مالءمة للتصرفات التي اعتبرها الشارع في الجملة‪ ،‬من اإلحسان والمؤاخاة‬
‫واالحتياط للمستقبل وسهم المؤلفة قلوبهم‪.‬‬
‫(‪ )3‬تشهد له شواهد الشرع ونصوصه من اآليات واألحاديث النبوية الشريفة وكالم‬
‫الفقهاء‪.‬‬
‫وشرعية المصلحة يتعين لها شرعية الوسائل المؤدية إليها في ذاتها‪ ،‬فالتعاون يقوم‬
‫على نية التبرع ال على أساس المبادلة ‪ ،‬ويحقق المصلحة من التأمين‪.‬‬
‫وتأسيساً على ذلك نكتفى بذكر عدد من الشواهد الدالة على التأمين التكافلى على‬
‫النحو التالي (‪:)5‬‬
‫‪ -1‬ﻣﻦ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ‪:‬‬
‫يقول تعالى‪{ :‬وتعاونوا على البر والتقوى وال تعاونوا على اإلثم والعدوان} سورة‬
‫المائدة‪ :‬من اآلية ‪.2‬‬
‫ويقول تعالى‪{ :‬والعصر‪ ،‬إن اإلنسان لفي خسر‪ ،‬إال الذين آمنوا وعملوا الصالحات‬
‫وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر } سورة العصر اآليات ‪.3-1‬‬
‫فاآليات التي تحث على التعاون في شتى المجاالت‪ ،‬تدل على أن اإلسالم دين‬
‫التعاون والتراحم‪ ،‬فالخالق سبحانه أمرنا بالتعاون على الخير ومحاربة الشر‪ ،‬وأوجب‬
‫على الناس أن يعين بعضهم بعضاً في ميادين الحق والخير والبر‬
‫“التأمين التكافلىمن عقود التبرع التي يقصد بها أصالة التعاون على تفتيت األخطار‬
‫واالشتراك في تحمل المسؤولية عند نزول الكوارث وذلك عن طريق أسهم أشخاص‬
‫بمبالغ نقدية تخصص لتعويض من يصيبه الضرر فجماعية التأمين التكافلى ال‬
‫يستهدفون تجارة وال ربحاً من أموال غيرهم وإنما يقصدون توزيع األخطار بينهم‬
‫والتعاون على تحمل الضرر‪ .‬والثاني خلو التأمين التكافلىمن الربا بنوعيه ربا الفضل‬
‫وربا النسيئة فليس عقود المساهمين ربوية وال يستغلون ما جمع من االقساط في‬
‫معامالت ربوية”‪.‬‬
‫يتضح مما سبق ان التأمين الذي تشير اليها الفتوى يتصف بما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬انه اتفاق بين مجموعة المستأمنين‪.‬‬
‫‪ -2‬إلتزام كل فرد من المستأمنين فيه نحو اآلخرين ال يتوقف على مقدار ما دفع‬
‫من قسط ولكن حدوده القصوى هي نصيبه من الخطر العام الن هذا هو معنى‬
‫التعاون والتكافل‪.‬‬
‫‪ -3‬ان الفتوى ال تمنع استثمار اقساط التأمين لمصلحة أصحابها ولكنها تشترط ان‬
‫يكون ذلك ضمن نطاق المباح‪.‬‬
‫ﺧﺎﻣﺴﺎ‪ :‬أﺳﺲ ﻧﻈﺎم اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ اﻟﺘﻜﺎﻓﻠﻲ ا‪V‬ﺳﻼﻣﻲ‪:‬‬
‫يقوم نظام التأمين التكافلى اإلسالمي على مجموعتين من األسـس‪:‬‬
‫كل منهما (‪:)7‬‬
‫أسـس فقهيـة‪ ،‬وأخرى تعاونيــة‪ ،‬وفيما يلي نبذة موجزة عن طبيعة ٍ‬
‫‪ 1‬األسـس الفقهيـة لنظـام التأمين التكافلى اإلسالمي‪ ،‬وتتضمن‪:‬‬
‫أ‪ -‬يعتبر التأمين التكافلى اإلسالمي من عقود التبرع التي يقصد بها أصالة‬
‫التعاون على تفتيت األخطار واإلشتراك في تحمل المسئولية عن نزول‬
‫الكوارث وذلك عن طريق إسهام أشخاص بمبالغ نقدية تخصص لتعويض‬
‫من يصيبه الضرر‪.‬‬
‫ب‪ -‬خلو التأمين التكافلى من الربا بنوعيه ربما الفضل وربا النسيئـة فليست عقود‬
‫المساهمين ربوية وال يوظفون ما جمع من اإلشتراكات في معامالت ربوية‪.‬‬
‫ج‪ -‬أنه ال يضر جهل لمساهمين في التأمين التكافلى بتحديد ما يعود عليهم من‬
‫النفع ألنهم متبرعون فال مخاطرة وال غرر وال مقامرة‪.‬‬
‫د‪ -‬اإلستثمار اإلسالمي ألموال المشتركين في ضوء أحكام الشريعة اإلسالمية‬
‫وفي مجال الطيبات بعيداً عن الربا‪.‬‬
‫‪ -2‬ﻣﻦ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ‪:‬‬
‫أ‪ -‬قوله صلى اهلل عليه وسلم‪” :‬من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس‬
‫اهلل عنه كربة من كرب يوم القيامة“ رواه مسلم‪.‬‬
‫ب‪ -‬قوله صلى اهلل عليه وسلم‪” :‬واهلل في عون العبد ما كان العبد في عون‬
‫أخيه“رواه مسلم‪.‬‬
‫ج‪ -‬وفي قولـه صلى اهلل عليه وسلم‪” :‬إن األشعريين إذا أرملوا في الغزو أو قل‬
‫طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد ثم اقتسموه‬
‫بينهم في إناء واحد بالسوية فهم مني وأنا منهم“ (أرملوا‪ :‬فني طعامهم أو‬
‫قارب)‪.‬فهذه صورة مثالية للتكافل والتعاون‪ ،‬وفي عمل األشعريين دليل واضح‬
‫على التأمين التكافلىأيده رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم بقوله عنهم إنهم‬
‫مني وأنا منهم‪.‬‬
‫راﺑﻌ‪ :8‬ﺻﻴﻐﺔ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ اﻟﻤﻔﺘﻰ ﺑﺠﻮازﻫﺎ‪:‬‬
‫ودون الخوض في التفاصيل فان الفتاوى المجمعية قد إتجهت الى القول بحرمة‬
‫التأمين التجاري وقد قدمت صيغة التأمين التكافلى بدي ً‬
‫ال مقبو ًال من الناحية الشرعية‬
‫‪،‬وقد ورد في قرار هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية ما نصه (‪:)6‬‬
‫ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ و اﻟﻤﺼﺮﻓﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﻧﻲ‪2013 /‬‬
‫‪11‬‬
‫ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ واﻟﺘﻜﺎﻓﻞ وﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﺼﺎرف‬
‫‪ -2‬األسـس التعاونيـة لنظام التأمين التكافلي اإلسالمي‪ ،‬وتشمل‪:‬‬
‫أ‪ .‬التعاون‪ :‬يقوم النظام على أساس التعاون والتكافل والتضامن بين مجموعة من‬
‫اإلفراد لدفع األضرار ومجابهة الحوادث‪.‬‬
‫ب‪ .‬خدمـة األعضاء‪ :‬يهدف نظام التأمين التكافلي اإلسالمي إلى خدمـة أعضائه‬
‫والتي تتمثل في تأمينهم مـن المخاطـر عن طريـق تكافلهـم وتضامنهم في‬
‫معاونة من يصيبـه الضـرر منهـم ماليـاً‪ ،‬وليس الهدف هو المتاجرة بتوفير‬
‫األمان وتحقيق األرباح‪.‬‬
‫ج‪ .‬العضوية المفتوحة‪ :‬يعتبر كل فرد عضواً مشتركاً مع اآلخرين وليس مساهماً‬
‫وما يقوم بسداده يعتبر تبرعاً منه عن رضـاء تام لتعويض من يصيبـه ضرر‪،‬‬
‫وإذا لم يحدث ضرر فيظـل مالكاً لما دفعه باإلضافة إلى نصيبه مما يكون‬
‫قد ساقه اهلل من رزق من عائد إستثمار الفائض‪ ،‬ويمكن ألي فرد اإلنضمـام‬
‫في أي وقت‪.‬‬
‫د‪ .‬إستثمار فائض اإلشتراكات‪ :‬يستثمر فائض اإلشتراكات في المجاالت التي‬
‫تجيزها الشريعة اإلسالمية وبذلك تنتفي شبهة الربا‪،‬ومن أهم صيغ اإلستثمار‬
‫اإلسالمي‪ :‬نظام المضاربة والمشاركة والمرابحة واإلستصناع واإلجارة‬
‫والسلم‪.‬‬
‫هـ‪ .‬فائـض عمليـات التأمين‪ :‬إذا أسفـرت عمليات التأمين عن فائض يـوزع على‬
‫أعضـاء الجماعة التأمينية‪.‬‬
‫و‪ .‬الفصل بين أموال أصحاب الشركة وأموال الجماعـة التأمينيـة (المشتركين)‬
‫يلزم أن تحتفظ شركة التأمين التكافلي اإلسالمي بحسابات منفصلة لكل‬
‫من أموال المؤسسين والمشتركين وتوزيع عائد إستثمار األموال بينهما ‪ ،‬وال‬
‫يجوز للمؤسسين اإلشتراك في فائض العمليات التأمينية‪.‬‬
‫ز‪ .‬المشاركة في اإلدارة‪ :‬من حق كل عضو في الجماعة التأمينية أن يرشح نفسه‬
‫في إدارة نشاط الشركة‪ ،‬وال يجوز أن ينفرد بإدارتها مجموعة مستقلة ويجوز‬
‫أن يحصل مجلس اإلدارة على مكافأة تخصم من الفائض قبل التوزيع‪.‬‬
‫ح‪ .‬تكوين اإلحتياطيـات لمواجهـة العجز إذا تجاوزت التعويضـات‪ :‬إذا تجاوزت‬
‫التعويضات المدفوعة اإلشتراكات المحصلة من المشتركين‪ ،‬يمكن لمجلس‬
‫اإلدارة تغطية هذا العجز عن طريق اإلحتياطيات المكونة من الفوائض قبـل‬
‫التـوزيـع‪.‬‬
‫ط‪ .‬تخضع األنشطة والعمليـات للمراقبة الشرعية‪ :‬للتأكد من أن كافة األنشطة‬
‫والمعامالت التي تقوم بها شركة التأمين اإلسالمية تتفق مع أحكام الشريعة‬
‫اإلسالمية فيوجد في الشركة هيئة يطلق عليها أسم “هيئة الرقابة الشرعية‬
‫والتي تتكون من فريق من علماء المسلمين المؤهلين في الشريعة اإلسالمية‬
‫واإلقتصاد والتأمين‪ ،‬وتقوم هذه الهيئـة بالمراقبـة على تلك العمليات وتصـدر‬
‫الفتـاوى المطلوبـة لتسيير العمل‪.‬‬
‫ﺳﺎدﺳﺎ‪ :‬اﻟﻔﺮق ﺑﻴﻦ اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ا‪V‬ﺳﻼﻣﻲ واﻟﺘﺄﻣﻴﻦ اﻟﺘﺠﺎري‪:‬‬
‫الفروق بين التأمين اإلسالمي والتأمين التجاري فجوهرية وكثيرة من أهمها (‪:)8‬‬
‫أ‪ .‬التأمين اإلسالمي‪ :‬يقوم على التعاون وليس فيه الربا بنوعيه الفضل والنسيئة‪،‬‬
‫وال يستغل ما جمع من األقساط في معامالت ربوية‪ ،‬وان الغرر ال يؤثر في عقود‬
‫التبرعات‪ ،‬أما التأمين التجاري‪ :‬فال يخلو من الربا والغرر والجهالة والمقامرة‪،‬‬
‫ولذلك قال الفقهاء بحرمته‪.‬‬
‫ب‪ .‬التأمين اإلسالمي‪ :‬العالقة بين المؤمن والمستأمنين تقوم على التبرع وذلك‬
‫عن طريق اسهام أشخاص بمبالغ نقدية تخصص لمن يصيبه ضرر‪ ،‬أما التأمين‬
‫التجاري ‪ :‬فالعالقة بين الشركة والمستأمنين تقوم على المعاوضة‪ ،‬فالمستأمن‬
‫يأخذ مبلغ التأمين عند وقوع الخطر مقابل دفع قسط التامين‪ ،‬والمؤمن يأخذ‬
‫قسط التأمين مقابل تعهده بدفع مبلغ التأمين عند وقوع الخطر‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ و اﻟﻤﺼﺮﻓﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﻧﻲ‪2013 /‬‬
‫ج‪ .‬التأمين اإلسالمي‪ :‬أصل قيمة القسط المدفوع يعود لصاحبه (المستأمن‬
‫بعد استقطاع حصته من التعويضات والمصروفات وإعادة التأمين)‪ ،‬وهذا ما‬
‫يسمى بالفائض‪ ،‬اما التأمين التجاري‪ :‬فال يعود أصل أو أي جزء من قيمة‬
‫القسط المدفوع بأي حال من األحوال إلى المستأمن‪ ،‬ألنه دخل في ملكية‬
‫الشركة‪.‬‬
‫ً‬
‫د‪ .‬الشركة في التأمين اإلسالمي ال تتملك األقساط‪ ،‬وإنما هي تكون ملكا لحساب‬
‫التأمين المنقل عنها‪ ،‬أما الشركة في التأمين التجاري فتتملك األقساط وتدخل‬
‫في ملكيتها‪.‬‬
‫هـ‪ .‬التأمين اإلسالمي‪ :‬عوائد استثمار أصول األقساط تعود إلى حساب التأمين‬
‫بعد استقطاع حصة الشركة كمضارب‪ ،‬أما التأمين التجاري‪ :‬فعوائد استثمارات‬
‫أصول األقساط لصالح الشركة التجارية فقط دون غيرها‪.‬‬
‫و‪ .‬التأمين اإلسالمي‪ :‬الهدف منه تعاون أفراد المجتمع‪ ،‬اما التأمين التجاري‪:‬‬
‫فتهدف الشركة إلى تحقيق أعلى ربحية ألصحابها‪.‬‬
‫ز‪ .‬التأمين اإلسالمي‪ :‬أرباح الشركة ناتجة من استثماراتها ألموالها الذاتية‬
‫وحصتها كمضارب في عوائد االستثمار أو أجرها باعتبارها وكيلة في الصورة‬
‫الثانية التي ذكرناها‪ ،‬اما التأمين التجاري‪ :‬فأرباح الشركة ناتجة من عملياتها‬
‫ومن استثماراتها‪ ،‬أو فوائدها الربوية‪ ،‬ومن بقية األقساط بعد المصاريف‬
‫والتعويضات‪.‬‬
‫ح‪ .‬التأمين اإلسالمي‪ :‬أموال المستأمنين في صندوق خاص بهم أو حساب خاص‬
‫بهم‪ ،‬أما التأمين التجاري‪ :‬فليس هناك حساب خاص بالمستأمن ألن األقساط‬
‫كلها تصبح ملكاً للشركة بمجرد العقد والدفع‪.‬‬
‫ط‪ .‬التأمين اإلسالمي‪ :‬المؤمن والمستأمن في الحقيقة واحد‪ ،‬ولكنهما مختلفان‬
‫من حيث االعتبار‪ ،‬اما التأمين التجاري‪ :‬فالشركة هي المؤمنة وهي تختلف عن‬
‫المستأمنين من حيث الذمة وغيرها‪.‬‬
‫ي‪ .‬الشركة في التأمين اإلسالمي صفتها في التعاقد أنها وكيلة عن حملة الوثائق‪،‬‬
‫واما الشركة في التأمين التجاري فهي طرف أصيل في التعاقد‪ ،‬فتعقد عقد‬
‫التأمين لنفسها‪ ،‬وباسمها ولصالحها‪.‬‬
‫ك‪ .‬المستأمن في التامين اإلسالمي حريص على عدم وقوع الحوادث ألن آثار عدم‬
‫وقوعها‪ ،‬او التقليل منها تعود عليه من حيث استرجاع الفائض وتوزيعه عليه‬
‫وعلى بقية المستأمنين‪ ،‬أما المستأمن في التأمين التجاري فال يهمه ذلك ألنه‬
‫دفع القسط‪ ،‬ولن يرجع إليه شيء سواء صدر منه حادث أم ال‪ ،‬وفي ذلك تعويد‬
‫على تربية استهالكية‪ ،‬بل تربية غير مسؤولة على عكس األول‪.‬‬