املقدمة احلمد هللا خالق اإلنسان واملنـزل عليه القرآن وابعث الرسول مفصالً عليه ابلقول والبيان ،وأصلى على خامت األنبياء واملرسلني ،وعلى آله وصحبه ومن تبعهم إبحسان وسار على درهبم وخطاهم إىل يوم الدين ،أما بعد.. قرن، مما ال شك فيه أ ّن مبدأ التكافل قد رمسه لنا اإلسالم منذ أكثر من أربعة عشر ً ف فيما بعد ابلتأمني التجاري ،والذي حيث اقتبس الغرب هذا املبدأ من اإلسالم والذي عُ ِر َ ساد أورواب يف القرن الثالث عشر ،ومع اتساع نطاق العمل ابلتبادل التجاري بني الشعوب، ومع بداية عصر النهضة والثورة الصناعيّة اليت شهدها العامل ،انتقل التّأمني التجاري مبفهومه الغريب الذي تطبقه الرأمسالية ويقوم على مبدأ الفائدة والراب إىل بالد اإلسالم واملسلمني ،فشرع أرابب األموال يف إنشاء شركة التأمني التجاري على النمط الغريب. ـائدا علــى الســاحة التجاريــة واالقتصــادية ،وعلــى الشـركات ولقـد أحــحى هــذا الناــام سـ ً واملؤسسـ ــات الـ ــيت تعمـ ــل ابلتجـ ــارة ،وعلـ ــى ش ـ ـرائع التمعـ ــات الـ ــيت تعمـ ــل يف القطـ ــاع العـ ــام واخلاص ،وهذا سيكون له أثر اقتصادي قوي يف ناام الدولـة والشـركات والتمـع واألفـراد ،فـال خيلــو أي تبــادل ــاري بــني الغــرب واملســلمني وبــني املســلمني أنفســهم إالّ ونــر عقــد التــأمني وابدي فيه. حاحرا ً ً وعليــه ،فــع دن عقــد التّــأمني أو ناــام التّــأمني يع ـ هد مــن القضــاي امله دمــة الــيت شــغل فكــر املســلمني والفقهــاء والبــاحثني منــذ أكثــر مــن ســتني عام ـاً ،فكثــر النقــا وا ــدال حولــه منــذ ظه ــورا يف البل ــدان اإلس ــالمية ،فعق ــدت الن ــدوات وامل ــؤ رات الفقهي ــة ب ــدءًا م ــن 1955م يف مص ــر ،و مه ــا م ــن ال ــبالد العربي ــة واإلس ــالمية لبي ــان موقـ ـ اإلس ــالم من ــه وم ــد مش ــروعيته ومالءمته لطبيعة الشريعة اإلسالمية الغراء. فمــن خــالل النــدوات واملــؤ رات الــيت عقــدت علــى فـّات فويلــة ،ــد أ ّن الفقهــاء قــد أص ــدروا فت ــاو بتح ــرج الت ــأمني التج ــاري ،وأوصـ ـوا ابلب ــديل الش ــرع وه ــو الت ــأمني التع ــاو ، تفعــل حركــة التــأمني التعــاو علــى نطــاق وتضــمن أيض ـاً مقّحــات وتوصــيات مــن شــأ ّ ا أن ّ واســع حــمن أُفــر الش ـريعة اإلســالمية ،فنجــد مــاليزي مــن الــدول الــيت ابدرت إىل تنفيــذ تلــك التوص ــيات والعم ــل هب ــا وتنفي ــذ ه ــذا املقّح ــات إبنش ــاء ش ــركة التكاف ــل الوفني ــة ،ويف اململك ــة 1 أيضــا بنــك ا زيــرة مــن أوائــل املؤسســات املاليــة الكــظ الــيت تعمــل بناــام العربيــة الســعودية ــد ً التأمني التعاو أو التكافـل التعـاو ملبيـةً حاةـة العصـر إىل مثـل هـذا الناـام الـذي يقـوم علـى أسس الشريعة اإلسالمية ،ويف هذا الدراسة سيقوم الباحث إبلقـاء الضـوء علـى حقيقـة التـأمني التعــاو أو التكافــل ونامــه ،حيــث ظهــرت فتــاو وأقاويــل ــرم التعامــل مــع شــركات التــأمني التعــاو ةجــة وةــود شــبه قــوي بينهــا وبــني شــركات التــأمني التقليــدي ،ومــن نســلط الضــوء أيضــا علــى أعمــال املؤسســتني املــذكورتني وبيــان مــد موافقتهــا للناــام االقتصــادي اإلســالم ً الذي وحع أسسه الفقهاء والعلماء من خالل مداوالت تلك الامع والنـدوات وقراراهتـا اـاوالً إبراز أمهية التأمني التعاو ملتمساً بيان آاثرا يف نطاق جمتمعنا اإلسالم والغريب ،والذي يقوم على دفع املخافر وإزالتها و قيق معىن التعاون والتعاحد بني أفراد األمة اإلسالمية وترابطها. ومن خالل اإلشكالية املثارة حول املوحوع ،سيقوم الباحث إبذن هللا بدراسة موحـوع التــأمني التعــاو وتطبيقاتــه املعاصــرة مــن خــالل دراســة أــوذةني رائــدين ،أحــدمها ثــل الشــرق األوسط ،والثا ثل ةنوب شرق آسيا دراسةً مقارنةً. أسئلة البحث: مــن خــالل هــذا الدراســة ســيقوم الباحــث إبذن هللا ابإلةابــة عــن جمموعــة مــن التســاتالت عــن احلكم الشرع لناام التأمني ،أو عقد التأمني: )1ما حقيقة التأمني التجاري والتأمني التعاو وأنواعها ،وما الفـرق بينهمـا؟ ومـا أقـوال الفقهـاء حول مد شرعيتهما ،وما النام اليت تقوم عليها شركات التأمني التعاو اليوم؟ )2مــا صــور التــأمني وأنواعــه يف بنــك ا زيــرة يف اململكــة العربيــة الســعودية؟ ومــا أعمالــه والــدور الــذي يقــوم بــه يف تلبيــة حاةــة التمــع ،ومــا مــد التزامــه بض ـوابط الش ـريعة اإلســالمية الــيت وحــعها الفقهــاء مــن خــالل الــامع الفقهيــة؟ ومــا املقّحــات لتطــويرا ليشــمل يــع ش ـرائع التمع مستقبالً؟ )3مــا صــور التــأمني وأنواعــه يف شــركة اإلخــالص للتكافــل؟ ومــا أعما ــا والــدور الــذي تقــوم بــه الشـركة يف تلبيـة حاةـة التمــع؟ ومـا مـد التزامهـا بضـوابط الشـريعة اإلسـالمية الـيت وحــعها 2 الفقهــاء مــن خــالل الــامع الفقهيــة؟ ومــا املقّحــات لتطويرهــا ليشــمل يــع ش ـرائع التمــع مستقبالً؟ أهداف البحث: أما األهداف األساسية ذا البحث فتتلخص يف النقاط اآلتية: )1دراســة أن ـواع التــأمني ،وأق ـوال الفقهــاء حــول شــرعية التــأمني التعــاو ،و رخيــه وعالقتــه بغما من أنواع التأمني ،وبيان موق الشرع اإلسالم منه. )2دراســة يــع أن ـواع صــور التــأمني املطبقــة يف بنــك ا زيــرة ابململكــة العربيــة الســعودية، ومعرفة أهم أعماله والدور الذي يقوم به خلدمة التمع واإلسالم ،ومعرفـة مـد التزامـه بضوابط الشريعة اإلسالمية ،مع تقدج مقّحات وتوصـيات مـن شـأ ا أن تفعـل حركـة التأمني التعاو على مستو اململكة العربية السعودية و مها. )3دراســة يــع أن ـواع صــور التــأمني املطبقــة يف شــركة اإلخــالص للتكافــل مبــاليزي ،ومعرفــة أسسها وحوابطها والدور الذي تقوم به خلدمة التمع واإلسـالم ،وبيـان مـد التزامهـا بض ـوابط الشــرع ،مــع تقــدج مقّحــات وتوصــيات مــن شــأ ا أن تســاعد علــى تفعيــل حركة التأمني التعاو على نطاق ماليزي و مها. أمهية البحث: تعــود أمهيــة البحــث يف معرفــة حكــم الشــرع يف التــأمني التعــاو الــذي تقــوم بــه شــركات مسامهة وأقوال العلماء ،ودراسة مد التزام املؤسستني-شركة اإلخالص للتكافل مباليزي وبنـك ا زي ــرة ابململك ــة العربي ــة الس ــعودية ،-وإبـ ـراز ال ــدور امله ــم ال ــذي تق ــوم ب ــه ه ــاتني املؤسس ــتني وأعما مــا يف تلبيــة حاةــة التمــع واألف ـراد يف التعامــل بناــام إســالم بوصــفه بــديالً للتــأمني التجاري الذي يقوم على الرأمسالية الربويدة. حدود البحث: 3 إ ّن الباح ــث يف ه ــذا الدراس ــة س ــوف يتن ــاول دراس ــة الت ــأمني التع ــاو :دراس ــة فقهي ــة وتطبيقاته من خالل دراسة أوذةني ـذا الناـام ومهـا :شـركة اإلخـالص للتكافـل مبـاليزي وبنـك ا زيرة ابململكة العربية السعودية. الدراسات السابقة: يف الواقــع أ ّن موحــوع التــأمني يع ـ ّد مــن املواحــيع املهمــة الــيت شــغل األمــة بــه يف وقتنــا ال ـراهن ،فاهــرت كتــاابت ومؤلفــات ورســائل ةامعيــة كثــمة حــول مشــروعية التــأمني التجــاري، ومعاــم الدراســات الــيت ةــاءت تتنــاول ةانــج التــأمني التجــاري بــني احلــل واحلــرم ،وقليــل منهــا تناول ةانج التأمني التعاو ،و كن أن نقسم تلك الدراسات إىل أربع جمموعات: أوالً :املصادر القدمية مل جيــد الباحــث دراســة يف املصــادر الّاثيــة تتنــاول موح ـوع التــأمني مبفهومــه املعاصــر، ولعل أقدم دراسة ثل ذلـك هـ مـا كتبـه ابـن عابـدين يف كتابـه "حاشيية رد اتايار ىليل اليدر املخاار" 1يف موحوع التأمني البحـري ،وحيـث أفلـق علـى هـذا العقـد مبصـطلع عقـد السـوكرة، وانتهى قوله إىل عدم ةواز هذا النوع من العقود وأنه عقد فاسد ،وذلك لعـدم وةـود تـوازن يف العقــد ،ويقــول ابــن عابــدين روــه هللا :ه والــذي ياهــر ا أنــه ال لــل للتــاةر أخــذ بــدل ا الــك من ماله ،أل ّن هذا التزام ما ال يلزمه.2 اثنياً :الدراسات املعاصرة إ ّن معا ــم املؤلف ــات والكت ــج ال ــيت ة ــاءت ق ــد تناول ـ الت ــأمني ،أي أ ــا ت ــدور ح ــول التأمني التجاري وشـرعيته مـع إجيـاد البـديل الشـرع لـه والتوصـيات ،ومـن الدراسـات املهمـة يف ه ــذا ال ــال دراس ــة عب ــاا حس ــو وال ــيت ة ــاءت بعنـ ـوان "ىق ييد الا ييامف ه السقي ي ا سي ي م والقييان ا املقييارا" ،3حيــث عقــد الفصــل التمهيــدي لتعريـ التــأمني وصــورا واملشــكالت الــيت ــوم حولــه ،أمــا يف الفصــل األول فعنــه َع َقـ َـد مقارنــة بــني عقــد التــأمني والتوكــل ،فــذهج إىل أن التأمني ليس فيه خمالفة للتوكل على هللا ،وإأا هو مـن قبيـل التوكـل الصـحيع ،بشـرط خلـوا مـن 1 ابن عابدين ،امد أمني ،حاشية رد اتاار ىلل الدر املخاار (بموت :دار الفكر ،ط1368 ،2هـ). 2 ابن عابدين ،املصدر السابق ،ج ،4ص.170 3حسو ،عباا ،ىقد الاامف ه السق ا س م والقان ا املقارا (القاهرة :مكتبة وهبة ،ط1398 ،1هـ1978-م). 4 أي شــبهة لــال الشـريعة ،أمــا الفصــل الثــا ،فقــد تنــاول املؤلـ تكييـ عقــد التــأمني ،فبــني التكيي ـ اخلــافب عنــد بعــب الكتــاب والبــاحثني ،وبــني التكيي ـ الصــحيع يف ناــرا ،أمــا يف الفص ــل الثال ــث ،فعنّــه ي ــر أ ّن عق ــد الت ــأمني م ــن عق ــود الغ ــرر يف الفق ــه اإلس ــالم والق ــانون الوحــع ،وأ ّن فيــه معــىن القمــار ،ويف الفصــل الرابــع فقــد تنــاول عالقــة عقــد التــأمني والتعليــق، ذلك أ ّن عقد التّأمني هو عقد معلق دائماً علـى شـرط احتمـاا ،أمـا يف الفصـل اخلـامس ،فعنـه ير كغما من العلماء وةود شبهة الراب يف التأمني التجاري ،أمـا يف الفصـل السـادا ،فعنّـه قـد توصل من خالل هذا الدراسة البسيطة إىل ـرج وبطـالن التـأمني التجـاري مـع بيـان األسـباب الــيت يراهــا الكاتــج مــن وةهــة ناــرا ،أمــا الفصــل األخــم ،فقــد ق ـدم الكاتــج فيــه مقّحــات بوصــفها بــديالً للتــأمني التجــاري كغــما مــن العلمــاء ،إال أن الكاتــج مل يتنــاول ةانــج التــأمني التعاو وتطبيقاته املعاصرة. ومــن أهــم الدراســات الســابقة الــيت تناول ـ موحــوع التــأمني دراســة د .شــوك عليــان ـ "الاامف ه الشيرععة والقيان ا" ،4حيـث تنـاول يف دراسـته بصـورة مـوةزة ماهيـة التـأمني وأركانــه وخصائصــه وأقســامه ،ــم أن اهتمامــه كــان ابلتــأمني التجــاري وحكمــه لــد الفقهــاء، وأتبع بعد ذلك موحوع التأمني اإلسالم الذي ةاء بصورة مبسـطة .وهـذا الدراسـة مل تتنـاول ةانج التأمني التعاو وتطبيقاته ونامه لد شركات مسامهة ،وهذا ما سيقوم به الباحث يف دراسته. ومن الدراسات السابقة دراسـة سـعدي أيب حبيـج والـيت ةـاءت بعنـوان " الايامف بيف احلظر وا ابحة" ،5حيث تناول يف دراسته تعريـ عقـد التـأمني وأنواعـه ،ولقـد تركـزت دراسـته حــول التــأمني التجــاري ،ألنــه اــل خــالف بــني الفقهــاء يف ةـوازا وعدمــه ،فاقتصـر يف دراســته على ذكر ومناقشة أدلة القائلني اب ـواز والعـدم بصـورة مبسـطة ،فضـالً عـن أن هـذا الدراسـة مل تتناول موحوع التأمني التعاو وتطبيقاته يف شركات مسامهة ونامها. 4عليان ،شوك ،الاامف ه الشرععة والقان ا (الريض :دار الرشيد ،ط1401 ،2هـ1981-م). 5أبو حبيج ،سعدي ،الاامف بف احلظر وا ابحة (بموت ودمشق :دار الفكر ،ط1403 ،1هـ1983-م). 5 ومن الدراسات السابقة أيضـاً دراسـة د .إبـراهيم علـ إبـراهيم بعنـوان ”مبياد الايامف الرايض ي واالما ياى " ،6حيــث تنــاول يف الفصــل األول عــن األخطــار وتبعاهتــا ،مــن حيــث تعريـ اخلطــر وأنواعــه وصــورا ،واالحتمــاالت الــيت تصــيج الشــركات املؤمنّــة والتجاريــة والتمــع والفرد ،أما يف الفصل الثا فتناول التأمني ونشأته وتطورا وتقسيماته واملبادئ اليت يقـوم عليهـا وأمهيتــه يف هــذا العص ـر ،ويف الفصــل الثالــث ،فعنـّـه تنــاول فــروع التــأمني التجــاري ،ويف الفصــل الرابع دث عـن التـأمني االةتمـاع وفروعـه وصـورا وفـرق تطبيقـه ،واإلةـراءات الـيت تـتم بـني امل ــؤمن واملس ــتأمن ،أم ــا الفص ــل الس ــادا فعن ــه خصص ــه للح ــديث ع ــن الت ــأمني عل ــى احلي ــاة واالحتمــاالت الــيت تصــيج الفــرد مــن خــالل بــرنما التــأمني علــى احليــاة ،أمــا الفصــل الســادا فعن يتحدث عن األقساط اليت تـدفع دفعـة واحـدة وقواعـدها ،وهـذا يـدخل ـ التـأمني علـى احلي ــاة ،أم ــا الفص ــل الس ــابع فعن ــه تن ــاول األقس ــاط الدوري ــة الس ــنوية وقواع ــد الت ــأمني التج ــاري وقوانينه .ولقـد يـزت هـذا الدراسـة إبحصـائيات التـأمني التجـاري واالةتمـاع ،إالّ أ ّ ـا تفتقـر إىل احلكم الشرع ذا العمليات ،فضالً عن أ ّن هذا الدراسة مل ِ تول االهتمام جبانـج التـأمني التعاو وتطبيقاته يف شركات التأمني التعاو ونامها ،وهذا ما سيعمد الباحث دراسته. وم ــن الدراس ــات الس ــابقة دراس ــة لل ــدكتور ام ــد ش ــوق الفنج ــري بعنـ ـوان "ا سي ي والاييامف" ،7حيــث قســم دراســته إىل ســة فصــول ،تنــاول يف الفصــل األول الزكــاة والتــأمني، وير فيها أن الزكاة قد سبق نام التأمني املعمـول هبـا حاليـاً منـذ أكثـر مـن أربعـة عشـر قـرنً، وأن الزكاة اليت كان معموالً هبا يف عهد اخللفاء ه التـأمني االةتمـاع احلقيقـ الـذي دعـى إليــه اإلســالم جبميــع صــورا ،ــم أنــه يــر ال كــن تطبيــق الزكــاة تطبيق ـاً كــامالً ،لــذلك ياــل التمــع ةاةــة إىل التــأمني ،أمــا يف الفصــل الثــا ،فعنــه خصصــه لتنــاول أن ـواع التــأمني وصــورا املعمول هبا يف شركات التأمني ،أما يف الفصـل الثالـث ،فعنـه تنـاول أقـوال الفقهـاء حـول حجيـة الت ــأمني ،والب ــديل اإلس ــالم ل ــه ،أم ــا يف الفص ــل الراب ــع ،ف ــعن الباح ــث يقـ ـ ّدم مقّحـ ـاً ألس ــس مشـروع ناــام التـأمني التعــاو ،فيـذكر أوالً العوائــق الـيت نــع مـن انتشــار التـأمني التعــاو ،ومــن َّ بني أسـس مشـروع ناـام التـأمني التعـاو ،أمـا الفصـل األخـم ،فعنّـه يتنـاول قـرار جملـس هي ـة 6عبد ربه ،إبراهيم عل إبراهيم ،مباد الاامف الرايض واالما اى (اسكندرية :دار املطبوعات ا امعية ،د.ط1984 ،م). 7الفنجري ،امد شوق ،ا س والاامف (الريض :دار ثقي ،ط1409 ،3هـ1988-م). 6 كبــار العلمــاء ابململكــة العربيــة الســعودية بشــأن التــأمني التعــاو .هــذا الدراســة تعـ ّد مــن حــمن دراسة الباحث والذي يود التوسع فيها. ومـ ــن الدراسـ ــات السـ ــابقة دراسـ ــة يوس ـ ـ كمـ ــال بعن ـ ـوان "الزكي يياة و رشي يييد الاي ييامف املعاص يير" ،8حيــث قســم كتاب ــه إىل ســتة فص ــول ،تضــمن يف الفصــل األول ،ات ــة رخييــة ع ــن التأمني وأسباب نشأته وتطورا يف دول الغرب ،أما يف الفصل الثا ،فعنه تنـاول أقسـام التـأمني بصورة عامة ،ويف الفصل الثالث ،يتناول التقوج العمل لناام التـأمني وخصائصـه ،أمـا الفصـل الرابـع ،فعنـه يتنـاول التقـوج الفقهـ للعمليـة مـن الناحيـة الشــرعية مـع ذكـر االعّاحـات املوةهــة ا ،أما يف الفصل اخلامس فيتناول الباحـث الزكـاة والتـأمني ،ويـر فيهـا أ ّن املسـلمني لـو فبقـوا مــا أمــر هللا بــه مــن إخ ـراج الزكــاة ملــا احتــاةوا إىل التــأمني الــذي ـزا عقــر دار اإلســالم ،أمــا يف الفصل األخم ،فعنه تناول التأمني االةتماع املالئم لتمعنا اإلسالم . ــم أن الباح ــث ي ــر أ ّن الزك ــاة ليسـ ـ هـ ـ الطريق ــة الوحي ــدة ل ــدفع وإزال ــة املخ ــافر واألزمــات الــيت تصــيج الفــرد وا ماعــة يف وقتنــا الـراهن ،وهــذا يعــود إىل صــعوبة تطبيقــه يف هــذا العصر ،وهذا فضالً عن أ ّن هذا الدراسات مل تشـمل يـع ةوانـج التـأمني ،وتفتقـر إىل تنـاول التأمني التعاو وتطبيقاته يف شركات التأمني التعاو ودراسته دراسة علمية مقارنة. ومــن الدراســات املهمــة دراســة للــدكتور امــد بلتــاة "ىقي د الاييامف مييا مقيية السقي ا س م " ،9واليت تناول فيها الفكـرة العامـة للتـأمني ،كنشـأة التـأمني وةـذورا ،أمـا يف البحـث الثــا والثالــث والرابــع ،فــع ّن املؤل ـ تنــاول أق ـوال الفقهــاء حــول ة ـوازا وعدمــه ،أمــا املبحــث اخلــامس ،فعنــه تنــاول التــأمني التعــاو ومــد توافقــه مــع حـوابط الشـريعة ،إالّ أن هــذا الدراســة تفتق ــر إىل حي ــز التطبي ــق ،وه ــذا م ــا س ــيقوم ب ــه الباح ــث م ــن خ ــالل دراس ــته للتـ ـأمني التع ــاو وتطبيقاته يف شركات التأمني التعاو ونامها اليوم. ومــن الدراســات الســابقة دراســة للــدكتور إبـراهيم بــن عبــد الــرون العــروان بعنـوان "ىقييد الايامف الاايارو وحه ي ه السقي ا سي م " ،10ـدث يف املبحـث األول عـن ماهيـة عقـد 8كمال ،يوس ،الزكاة و رشيد الاامف املعاصر (القاهرة :دار الوفاء ،ط1410 ،2هـ1990-م). 9بلتاة ،امد ،ىق د الاامف ما مقة السق ا س م (القاهرة :مكتبة الشباب ،د.ط1994 ،م). 10العروان ،إبراهيم بن عبد الرون ،ىقد الاامف الااارو وحه ه السق ا س م (الريض :مركـز البحـوث الّبويـة ،ط1415 ،1ه ـ- 1995م). 7 التأمني التجاري ،فـذكر تعريفـه وعناصـر وخصائصـه وأركانـه وأنواعـه ،أمـا املبحـث الثـا فتنـاول املؤل ـ حكــم عقــد التــأمني التجــاري مــع مناقشــة تلــك األق ـوال وتــرةيع ال ـراةع مــن بينهــاُ ،د خــتم قولــه ابلبــديل الشــرع للتــأمني التجــاري ،إالّ أ ّن هــذا الدراســة مل تتنــاول ةانــج التــأمني التعاو وتطبيقاته املعاصرة. ومــن الدراســات املهمــة يف جمــال التطبيــق العمل ـ دراســة اتمــد عــادل جمــرك ” ق ي ا سي والاييامف ه الايياايت وا هييداف" ،11فــم ة ـواز التــأمني لوةــود صــلة قويــة بــني التأمني واملبادئ األساسية اليت رمستها الشريعة اإلسالمية منـذ أكثـر مـن أربعـة عشـر قـرنً ،فـم ـدعم رأيــه ابآليت واألحاديــث وةــود تالق ـ التــأمني واإلســالم يف الغــايت واألهــداف ،فن ـراا يـ ّ الش ـريفة مؤكــداً علــى ة ـواز التــأمني ،وبــني أيض ـاً يف كتابــه حاةــة التمــع والفــرد إىل مثــل هــذا النوع من الناام الذي يدعو إىل التكافـل والتعـاون ،فقـدم يف الفصـل األول إىل الفصـل السـابع حججه وأدلته من القرآن والسنة حول ةواز التأمني ،أما الفصل الثامن والتاسـع ،فعنـه عقـدمها عن نشـأة شـركات ومؤسسـات التـأمني و ايتهـا وأهـدافها ،أمـا الفصـل العاشـر ،فعنـه لـاول رد االعّاحات والشبهات اليت أثمت حول التأمني ،أما الفصل احلادي عشـر حـا الفصـل الرابـع عشــر ،فــعن الباحــث تنــاول عــن التــأمني علــى احليــاة وتعويضــات خمــافر احليــاة ،وكــان لــه وةهــة فيبــة يف املوحــوع ،وأورد أيض ـاً تعويضــات أخطــار احلريــق والســرقة الــيت تصــيج التمــع والفــرد، وتنــاول أيض ـاً ةانــج التــأمني علــى خمــافر نقــل البضــائع ة ـراً ،وب ـراً ،وة ـواً ،وتنــاول تعويضــات حوادث السيارات اليت تصيج الفـرد بـني حـني وآخـر ،والفصـل األخـم فعنـه يـر مثـة فروقـاً بـني وظائ الزكاة ووظائ التأمني. وتعــد هــذا الدراســة مــن الدراســات امليدانيــة والتطبيقيــة يف ســوري ابعتبــار كــون املؤل ـ عضواً يف مؤسسة التـأمني بسـوري ،إال أن الباحـث يف دراسـته سـيتناول ةانـج التـأمني التعـاو يف مؤسستني إسالميتني دراسة مقارنة. ومن الدراسات السابقة " أحها البحر ه السقي ا سي م " 12للـدكتور عبـد الـرون بــن أوــد بــن فــايع ،ــدث الكاتــج عــن التــأمني البحــري ،ونشــأته وحكــم التــأمني بصــفة عامــة 11جمرك ،امد عادل ،ق ا س والاامف ه الااايت وا هداف (دمشق :دار الفكر ،د.ط1997 ،م). 12فايع ،عبد الرون بن أود بن امد ،أحها البحر ه السق ا س م ( ،ةدة :دار األندلس اخلضراء ،ط1421 ،1هـ2000-م). 8 والتــأمني البحــري بصــفة خاصــة ،ــم أ ّن هــذا ال ّدراســة مل تســتوعج يــع املوحــوعات املتعلقــة التأمني ومل ِ أتت مبقّحات ملعا ة اإلشكال الذي يدور حول التـأمني مـن شـأ ا أن تسـاعد يف فك املعضالت اليت واةهها الفقهاء ،ومن شأ ا أن تسهم يف تطوير فكرة التـأمني ،فضـالً عـن أ ّن الباحــث ســيتناول ةانــج الت ـأمني التعــاو وتطبيقاتــه يف شــركات التــأمني التعــاو ونامهــا وحكمها. وم ــن الدراس ــة ا دي ــدة واملهم ــة " احلظي يير والاي ييامف :هي ييج الاي ييامف الااي ييارو مي ييا ز شرىا؟" ،13للدكتور رفيـق يـونس املصـري ،حيـث بـني يف كتابـه يف الفصـل األول مفهـوم اخلطـر وعالقتــه ابلتــأمني ،أمــا يف الفصــل الثــا ،فتنــاول التــأمني كغــما مــن حيــث تعريفــه وأنواعــه ،أمــا الفصــل األخــم ،فعنــه تنــاول حكــم التــأمني ،اــاوالً إزالــة الش ـوائج الــيت تشــوب عقــد التــأمني التجاري ،ومناقشة آراء القائلني ابحلرمة والرد على الشـبهات .وهـذا الدراسـة عبـارة عـن دراسـة ناريــة ،فلــم تقــدم أي دراســة ميدانيــة أو املــنها التطبيق ـ ،لــذلك ســيعمد الباحــث إىل تنــاول ةـان الدراسـة الناـري والتطبيقـ ،فضـالً عـن أن الباحـث ســيتناول التـأمني التعـاو وتطبيقاتــه املعاصرة. اثلثاً :الرسا ج اجلامعية ــد أن معاــم الدراســات واألةــاث الــيت كتب ـ حــول املوحــوع تتنــاول ةانــج التــأمني التجــاري ،إالّ أن بعض ـاً منهــا قــد تنــاول التــأمني التعــاو وتطبيقاتــه يف مــاليزي عــن فريــق شــركة اإلخالص للتكافل املاليزية. ومـن الدراســات املهمــة رســالة دكتــوراا بعنـوان "الاييامف االما يياى ه ،14للــدكتور عبــد اللطي امود آل امود ،،حيـث تطـرق يف البـاب األول تعريـ التـأمني والتـأمني االةتمـاع وفروعه وخصائصه ،ومن ّ تناول ييز التأمني االةتماع عن املصطلحات واألنامة والعقـود القانونيــة األخ ــر ،أمــا يف الب ــاب الثــا ،فعن ــه تنــاول الض ــمان االةتمــاع وال ــذي كــان س ــبباً مباشـراً يف ظهــور التــأمني االةتمــاع يف الــبالد اإلســالمية متــأخراً ،و ــدث بعــدا عــن الكفالــة 13املصري ،رفيق يونس ،اخلطر والاامف :هج الاامف الااارو ما ز شرىاً؟ (دمشق :دار القلم ،ط1422 ،1هـ2001-م). 14آل امود ،الدكتور عبد اللطي امود ،الاامف االما اى ه ض ء الشرععة ا س مية( ،بموت :دار النفائس ،ط ،1د.ت). 9 االةتماعيــة والتكافــل االةتمــاع بــني التمعــات واألفـراد ،وتلـ هــذا الدراســة البــاب الثالــث الذي دث فيه عن ريخ التأمني االةتماع وتطورا ،ونشـأته ،أمـا البـاب األخـم فقـد تنـاول املؤل ـ احلكــم علــى التــأمني االةتمــاع مــن وةهــة الش ـريعة اإلســالمية وهــو مقصــد الدراســة ومطلوهبا ،فتناول يف هذا الباب عالقة حكم التأمني التجاري وحكـم التـأمني التعـاو ،ومـن ّ تناول حكـم ويلـه سـواء مـن الدولـة أومـن أصـحاب العمـل أو املـؤمن علـيهم .وهـذا الدراسـة مل تتناول ةانج التـأمني التعـاو وتطبيقاتـه يف شـركات التـأمني التعـاو ونامهـا وحكمهـا ،وهـذا ما سيعمد الباحـث يف دراسـته إىل تطبيقـه علـى شـركة اإلخـالص للتكافـل مبـاليزي وبنـك ا زيـرة ابململكة العربية السعودية. ومن الدراسات السابقة واملهمة ،رسالة ماةتسم بعنوان ه قوانني التأمني لعام 1996 والتكافــل لعــام 1984ه ،15للكاتبــة مارينــا حــاج هاشــم ،فقــد تناولـ يف الفصــل الثــا نشــأة عقــد التــأمني وتطــورا ،تناولـ يف الفصــل الثالــث بنــود وقـوانني التــأمني والتكافــل يف مــاليزي، أم ــا الفص ــل الراب ــع ،فع ــا تناولـ ـ التكاف ــل وه ــو نا ــام إس ــالم ،ومفهوم ــه وأنواع ــه يف ش ــركة التكاف ــل مب ــاليزي ،ــدث يف الفص ــل األخ ــم ع ــن الف ــرق ب ــني بن ــود الت ــأمني التج ــاري وبن ــود التكافل ،وختم دراستها بتقدج مقّحـات وتوصـيات ،إالّ أ ّن الباحـث سـيقوم بدراسـة شـركة اإلخـالص للتكافـل مــع مقارنتهـا ببنــك ا زيـرة ابململكـة العربيــة السـعودية لبيــان مـد التزامهمــا بضوابط الشرع. ومن الدراسات املهمة اليت تع هد نقلة ةديدة مـن احليـز الناـري إىل احليـز التطبيقـ هـ رسالة ماةستم لألخ عبد احلكيم عثمان ابةوري حول موحوع "املؤسسة ا س مية للاامف ه ميياليزاي :دراسيية ةققييية مقارنييةه ،16حيــث تنــاول الباحــث يف الفصــل األول تعريـ التــأمني وأقســامه ،والفصــل الثــا تنــاول حكــم التــأمني التعــاو عنــد الفقهــاء ،أمــا الفصــل األخــم فعنـّـه تناول شركة التكافـل يف مـاليزي ونشـأهتا وأعما ـا وصـورها علـى مـد إحـد عشـر سـنة ،ومـن 15 Hj. Hashim, Marina, Insurance Act 1996 & Takaful Act 1984: A comparative Paradigm, Master of Comparative Laws, Kullyyah of Laws, IIUM, 1996. 16ابةوري ،عبد احلكيم عثمـان ،املؤسسية ا سي مية للايامف ه مياليزو :دراسية ةققيية مقارنية ،قـدم هـذا الرسـالة اسـتكماالً ملتطلبـات احلصول على درةة املاةستم يف الفقه وأصوله يف كلية الدراسات الفقهية والقانونية1998 ،م ،ةامعة آل البي . 10 ّ ب ــني احلك ــم الش ــرع ــذا التأمين ــات .ــم أن الباح ــث يف دراس ــته ه ــذا س ــيتناول ش ــركة اإلخالص للتكافل مباليزي مع مقارنتها ببنك ا زيرة ابململكة العربية السعودية. وم ــن الدراس ــات املهم ــة يف ه ــذا ال ــال " املبي يياد والاطبيقي ييات للاهاةي ييج والاي ييامف املقييارا" 17للــدكتور امــد معصــوم اب ،حيــث تنــاول عــن كيفيــة نشــأة وتط ـور شــركة التــأمني والتكافل على فّات ،بـدءًا مـن العصـر ا ـاهل حـا عصـرن اليـوم ،ومـن قـام بسـرد جمموعـة مــن األه ــداف والغ ــايت ال ــيت م ــن أةله ــا شــرع الت ــأمني والتكاف ــل ،وم ــن ّ ب ـ ّـني م ــد فاعليّــة الت ــأمني وأث ــرا يف الن ــاا ،انتق ــل الكات ــج إىل ذك ــر اآلراء واألقـ ـوال ح ــول مش ــروعية الت ــأمني ومناقشــتها مناقشــة علميــة ،و ــدث بعــد ذلــك عــن املــؤثرات اخلارةيــة لعقــود التــأمني والتكافــل، وكــذلك تطــرق إىل التطــورات احلاصــلة لشــركة التــأمني والتكافــل ،وخــتم دراســته بتقــدج النتــائا والتوصيات واملقّحات. وهذا الدراسة ه عبارة عن ةزء من دراسة الباحث الذي سيقوم من خال ا بدراسـة التأمني التعاو وتطبيقاته يف شـركات التـأمني التعـاو ونامهـا وحكمهـا ،حيـث ظهـرت أقـوال ــرم التعام ــل م ــع ش ــركات الت ــأمني التع ــاو لوة ــود تش ــابه ق ــوي بينه ــا وب ــني ش ــركات الت ــأمني التقليدي ،واملتمثلة يف شركة اإلخالص للتكافل مباليزي وبنك ا زيرة ابململكـة العربيـة السـعودية دراسة مقارنة. Ma’sum Billah, Mohd, Principles & Practices of Takaful and Insurance Compared, (K.L: GECD Printing, First edition, 2001). 17 11 رابعاً :حب ث اجمل ع السقق لقــد عقــدت جمــامع ونــدوات علميــة وعامليــة بــدءًا مــن عــام 1955م مبصــر وتـواىل عقــد الندوات واملؤ رات اليت تقيمها الامع الفقهية وصدر عـن هـذا املـؤ رات والنـدوات العديـد مـن التوصيات واملقّحات تتناول أحكام التأمني أبنواعه ،وذهب إىل عدم ةـواز التـأمني التجـاري والتأمني على احلياة ،أوةدوا البديل الشرع له وهو التأمني التعاو ،ومن هـذا الدراسـات، ةــث للــدكتور وهب ــة الزحيل ـ بعن ـوان هالا ييامف ودى ييادة الا ييامف" ،18ــدث الباحــث تعري ـ التأمني وأنواعه وحكمه ،وختم دراسته مبوحوع إعادة التأمني ،وذهج إىل أن التأمني اإلةباري الــذي تفرحــه الدولــة هــو مــن قبيــل التــأمني ا ــائز ،إالّ أ ّن الدراســة مل تســتوعج التــأمني التعــاو وتطبيقاته يف املؤسسات ،وهذا ما سيقوم الباحث بدراسته. ومــن الدراســات الســابقة دراســة للــدكتور امــد عبــد اللطي ـ الفرفــور بعن ـوان هىق ي د الاامف ودىادة الاامف ه السق ا س م دراسية مقارنية ابلسقي الاير " ،19حيـث تنـاول يف الفصل األول عقد التـأمني بـني الفقـه اإلسـالم والفقـه الغـريب ،فتحـدث فيـه عـن أنـواع التـأمني مبيناً أقوال الفقهاء حول شرعيته ،أما يف الفصل الثا ،فتناول أدلتهم ومناقشـتهم واملوازنـة بـني تلــك األق ـوال ،أمــا يف الفصــل الثالــث ،فــع ّن الكاتــج تنــاول موحــوع إعــادة التــأمني بــني الفقــه الغــريب والفقــه اإلســالم ،إالّ أ ّن هــذا الدراســة مل تتنــاول التـأمني التعــاو وتطبيقاتــه يف شــركات التأمني التعاو ونامها وحكمها ،وهذا ما سيتوىل الباحث دراسته. منقج البحث: يعتمد الباحث إن شاء هللا يف دراسته على عدة مناها وه كاآليت: -1املــنها االســتقرائ :وهــو ــع وتتبــع آراء الفقهــاء والبــاحثني وأدلــتهم وحججهــم حــول املوحوع ،والنصوص املتعلقة به. 18الزحيل ،وهبة ،الاامف ودىادة الاامف ،جملة الفقه اإلسالم ،الدورة الثانية ملؤ ر جممع الفقه اإلسالم ،العدد الثا ،ج1407 ،2هـ- 1986م. 19الفرفور ،امد عبد اللطي ،ىق د الايامف ودىيادة الايامف مقارنية ابلسقي ا سي م ،جملـة جممـع الفقـه اإلسـالم ،الـدورة الثانيـة ،العـدد الثا ،ج1407 ،2هـ1986-م. 12 -2 -3 املــنها التحليلـ النقــدي :يقــوم الباحــث بعــد ــع اآلراء والنصــوص والناــريت اــاوالً ليلها ليالً أصوليا وفقهيا مبا يناسج واقعنا املعاصر ومقصد الشريعة. املــنها التطبيقـ ،بعــد دراســة هــذا األقـوال وبيــان الـراةع منهــا ،يعمــد الباحــث دراســة املوحــوع دراســة تطبيقيــة وميدانيــة للمؤسســتني املــذكورتني ،وذلــك بــزيرة خاصــة لتلــك املؤسســتني املــاليتني ،ومــن ّ تقــدج مقّحــات لتطــوير املؤسســات الــيت تعمــل ابلتــأمني التعاو ،ليشمل يع شرائع التمعات وعلى األخص ذوي ال ّدخل ااتدود. هيهج البحث: وعاه ا البحث ما السص ل اآل ية-: السصج ا ول الا قيدو :خطة البحث وهيهلقا العا : املقدمة أس لة البحث أهداف البحث أمهية البحث حدود البحث الدراسات السابقة منها البحث الباب ا ول :الاامف الاعاوين :مسق م ،واترخي ،وحه ،وى قا باريه ما أن اع الاامف الفصل األول :التأمني وأنواعه املبحث األول: املبحث الثا : املبحث الثالث الفصل الثا :مفهوم التأمني التعاو و رخيه 13 املبحث األول: املبحث الثا : املبحث الثالث: الفصل الثالث :حكم التأمني التعاو املبحث األول: املبحث الثا : الباب الثاين :طبيقات الاامف الاعاوين ه بني اجلزعيرة ابمل لهية العربيية السيع دعة وشيركة ا خ ص للاهاةج مباليزاي الفصل األول :تطبيقات التأمني التعاو يف بنك ا زيرة ابململكة العربية السعودية: املبحث األول :التعري ببنك ا زيرة املبحث الثا :أنواع وصور التأمني املطبقة يف بنك ا زيرة املبحث الثالث :حكم الشرع يف تطبيقات التأمني ببنك ا زيرة الفصل الثا :تطبيقات التأمني التعاو يف شركة اإلخالص للتكافل مباليزي املبحث األول :التعري بشركة اإلخالص للتكافل املبحث الثا :أنواع وصور التكافل املطبقة يف شركة اإلخالص للتكافل املبحث الثالث :حكم الشرع يف تطبيقات التأمني بشركة اإلخالص للتكافل السصج الثالث :املقارنة بف الاطبيقف والناا ج والا صيات املبحث األول :تقوج تطبيقات التأمني يف شركة التكافل الوفنية الفصل الثا :تقوج تطبيقات التأمني يف بنك ا زيرة الفصل الثالث :املقارنة بني التطبيقني املبحث الثا :النتائا والتوصيات اخلامتة والناا ج قا ة املصادر واملرامع 14 15 الباب ا ول :الاامف الاعاوين :مسق م ،واترخي ،ونظ ،وحه وحيا و ىلل ث ثة ةص ل: السصج ا ول :الاامف وأن اى السصج الثاين :الاامف الاعاوين مسق م واترخي ونظ ه شركات الاامف الاعاوين السصج الثالث :حهم الاامف الاعاوين 16 السصج ا ول :الاامف وأن اى يعـ ــد التـ ــأمني مـ ــن أهـ ــم القضـ ــاي املعاصـ ــرة واملسـ ــتجدة يف السـ ــاحة االقتصـ ــادية ل ـ ـد املســلمني ،ملــا لمــل بــني فياتــه مفــاهيم عديــدة ال جيــد املـرء نفســه إالّ الوقــوف عنــدا ،ودراسـته دراسة شرعية وعملية تطبيقية ،ملعرفة ما إن كان هذا القضـية الـيت شـغل ابل املسـلمني منـذ عامـا مـن خـالل اللقـاءات الدوليـة والعلميـة مطابقـة ملقاصـد الشـريعة اإلسـالمية أكثر من ستني ً وأسسها ،وما ه البدائل اليت قدموها عظ هذا الامع ،ومـد حاةـة التمـع املسـلم إىل مثـل هــذا النــوع مــن العقــود ،والــذي ابت عنصـ ًـرا أساســيًا يف الــدول املتقدمــة والصــناعية ،ذلــك ألن األمـوال املتجمعــة داخــل افاــة التــأمني تقــوم الشــركات بتمويلهــا لصــاو الدولــة جبانــج البنــو التجاري ــة ،ولق ــد تط ــور ص ــناعة الت ــأمني وتنوع ـ ا ه ــات أو ا ي ــات ال ــيت تق ــوم إبدارهت ــا وف ــق أهــداف اــددة متبعــة وحــمن ناــام معــني ،وهــذا األهــداف قــد تكــون ألةــل الـربع فقــط ،وقــد تكــون ألةــل التعــاون احلقيقـ وةــظ املصــابني ابملخــافر ااتدقــة ،وقــد تكــون مــن أةــل االثنــني معــا ،ويف هــذا الفص ـل ســيتناول الباحــث أن ـواع التــأمني مــن حيــث ا ي ــة الــيت تقــوم بتنايمهــا ً وإدارهتا ،ولتوي هذا الفصل على ثالث مباحث رئيسية ،وه على النحو التاا: املبحث ا ول :الاامف الااارو املبحث الثاين :الاامف الاباديل املبحث الثالث :الاامف احله م أو الاامف االما اى 17 املبحث ا ول :الاامف الااارو: متقيد: ال خيفــى علــى أحــد أن فكــرة التــأمني التجــاري القــائم علــى املعاوحــة قــد ظهــر يف بــالد الغرب ،وانتقلـ بعـد ذلـك إىل دير املسـلمني حلـاةتهم إليـه ةثًـا عـن األمـان وفمأنينـة الـنفس واالبتعــاد عــن آفــة الفقــر واخلســائر الــيت قــد تصــيج اإلنســان ةـراء املخــافر والنـوازل بــني الفينـة واألخـر ،وهــذا أمـر فبيعـ منـذ أزل بعيــد عرفتهــا القـرون الســابقة ،وفبقتهـا يف حيــاهتم ،ولقــد تنبه اإلنسان الغريب ذا الفكرة ،وقـام بتنايمـه وتقعيـدا وفـق آليـات عصـرية تـدر علـيهم دخـالً كبما ،ويف هذا الدراسة سنحاول إلقاء الضوء على هذا النوع من العقود ،والتسليط علـى أهـم ً املتعلقات به وتبسيط املوحوع بقدر اإلمكان. املطلب ا ول :عرعف الاامف الااارو: أوالً :عرعف الاامف لاة: مشــتق مــن مــادة أَِم ـ َن ،والــيت ت ــدل علــى فمأنينــة ال ـنفس وزوال اخلــوف ،واألص ــل أن 20 يستعمل يف سكون القلج. ويقـال أمــن أمنـاً وأمـانً وأمانـة وأمنــة :افمــأ دن ومل خيـ فهــو آمــن وأمـني ،ويقــال لــك األمــان: أي قد أمنتك. وأَِم ـ َن البلـ ُـد :اف َم ـأَ دن فيــه أهلُ ـه ،وأَِم ـ َن الش ـدر ،ومنــهَ :س ـلِم .وأَِم ـ َن فــالنً علــى كــذا :وثــق بــه 21 وافمأن إليه ،أو ةعله أميناً عليه. اثنياً :عرعف الاامف الااارو اصط حاً هنا تعريفات عـدة ،منهـا تعريـ القـانونيني ،والـذي عـرف القـانون املصـري والسـوري و ممهــا أبنــه :ه عقــد يلتــزم املــؤمن مبقتضــاا أن يــؤدي إىل املــؤمن لــه –املســتأمن -أو املســتفيد الذي اشّط التأمني لصاحله مبلغاً من املال ،أو إيراداً مرتباً ،أو أي عـوض مـاا آخـر يف حالـة 20الفيوم ،املصباح املنري ،ج ،1ص.42 21مصطفى ،إبراهيم وآخرون ،املعام ال سيط( ،استانبول :املكتبة اإلسالمية ،ط ،3د.ت) ج 1ص.28 18 وقــوع احلــادث ،أو قــق خطــر مبــني يف العقــد ،وذلــك يف مقابــل قســط ،أو أيــة دفعــة أخــر يؤديها املؤمن له إىل املؤمنه.22 ما عساساد ما هذا الاعرعف: إن التأمني من عقود املعاوحات املالية بني عاقدين ،أحدمها يسمى املؤمن ،وهو شركة التأمني ،واآلخر املؤمن له ،ويسمى املستأمن ،وهو الشخص الذي يتعامل مع الشركة ،فاملؤمن عوحا ماليًا للمؤمن له يف حالة قق اخلطـر، له يدفع مبلغاً من املال للمؤمن الذي يلتزم بدفع ً فكل من فريف عقد التأمني لصل على مقابل ملا يؤديه ،فاملبلغ الذي يدفعه املؤمن للمؤمن لـه لـيس تظعـاً منـه ألن املـؤمن لــه ملـزم بـدفع قسـط التـأمني ،وكــون املـؤمن لـه قـد ال خـذ شــي اً يف بعب األحيان ال خيرج التأمني من عقود املعاوحات ،ألن التأمني من العقود االحتمالية ،ومـن 23 فبيعة العقد االحتماا أال لصل فيه أحد املتعاقدين على العوض أحيانً. بينمــا فــرق مصــطفى الزرقــا بــني ناــام التــأمني وعقــد التــأمني ،فقــال يف ناــام التـأمني :ه ناــام تعاقــدي يقــوم علــى أســاا املعاوحــة ،ايتــه التعــاون علــى تــرميم أح ـرار املخــافر الطارئــة 24 بواسطة هي ات منامة تزاول عقودا بصورة فنية قائمة على أساا وقواعد إحصائيةه. فالتــأمني هــو مــل اخلســارة مــن ا هــة املؤمنــة للشــركة أو األف ـراد ،فــعذا أصــيج األف ـراد بضرر مساوي كان ،متوقع أو م متوقع ،وذلك مقابل مبلغ يدفعه املؤمن ،وأورد (هيمار) يف كتابـه تعريـ التـأمني علــى الوةـه التــاا :ه التـأمني عمليــة لصـل مبقتضــاها أحـد الطـرفني وهــو ِ ـؤمن عوحـاً ماليـاً يف حالـة املؤدمن له على تعهد لصاحله أو لصاو ما أبن يدفع له آخر هـو امل ّ ِ ـؤمن قق خطر معني ،وذلك نام مقابل ماا هو القسط ،وتنبو هـذا العمليـة علـى مـل امل ّ 26 تبعة جمموعة من املخافر وإةراء املقاصة 25بينهما وفقاً لقانون اإلحصاءه. 22الســهوي ،عبــد الــرزاق ،ال سيييط ه شييرح القييان ا املييدين اجلدعييد ،القــاهرة :دار النهضــة العربيــة ،د.ط1952 ،م ،مــا ،7قســم ،2 ص .1084الزرقا ،مصطفى أود ،نظا الاامف( ،بموت :مؤسسة الرسالة ،ط1404 ،1هـ1984-م) ،ص.19الزحيلـ ،وهبـة ،الايامف ودىادة الاامف ،جملة الفقه اإلسالم ،الدورة الثانية ملؤ ر جممع الفقه اإلسالم ،العدد الثا ،ج1407 ،2هـ1986-م ،ص.547 23الضرير ،الدكتور الصديق امد األمني ،الارر وأثره ه العق د( ،بموت :دار ا يل ،ط1410 ،2هـ1990-م) ص.640-639 24الزرقا ،نظا الاامف ،ص.19 25 املقاصة :ه إسقاط مالك من دين على ر ك يف نام ماله عليك ،ويسقط الدينان إذا كان متساويني يف املقدار ،فعن تفاو يف القدر ّ سقط من األكثر بقدر األقل وبقي الزيدة فتكون املقاصة يف القدر املشّ ،ويبقى أحدمها مديناً لألخر مبا زاد. 19 تعتظ هذا التعاري خالصة ما ذهج إليه جمموعة ان خمتصني ،م أ ا مل تسلم من نقد العلماء والكتـاب والفقهـاء ،فـاعتظت هـذا التعـاري وإن أوحـح ماهيـة التـأمني إال أ ـا تعريفــات للتــأمني التج ــاري فه ـ ــم ةامع ــة ،إذ ال يــدخل مــن ح ــمنها التــأمني االةتم ــاع 27 والتأمني التعاو . أم ـ ــا التعريـ ـ ـ املق ـ ــّه ه ـ ــو م ـ ــا ذه ـ ــج إلي ـ ــه عب ـ ــد اللطيـ ـ ـ ام ـ ــود يف كتاب ـ ــه الت ـ ــأمني االةتماع :هناام مـاا يلتـزم فيـه املـؤمن بـدفع مبلـغ مـاا أو إيـراد مرتـج ،أو أي عـوض مـاا آخــر للمســتفيد عنــد وقــوع احلــادث املر ــوب فيــه أو ــم املر ــوب فيــه ،مــدة معينــة مقابــل دفــع 28 املستأمن قسط التأمني بصفة دورية أو دفعة واحدةه. فالتأمني منه ما هـو عقـد مـاا ،كمـا يف التـأمني التجـاري ،ومنـه مـا هـو تكافـل كمـا يف التأمني التبـادا ،ومنـه مـا هـو تكافـل اةتمـاع أو كفالـة اةتماعيـة أو مهـا معـاً كمـا يف التـأمني االةتماع ،لذلك فهو ناام ماا يشمل هذا التنوع يف التأمني. وأركان التأمني أربعة :وه املؤمن ،واملؤمن عليـه ،واخلطـر ،ومبلـغ التـأمني ،وقـد احتـو هذا التعري على هذا األركان. أمــا مبلــغ التــأمني فقــد يكــون مبلغـاً مقطوعـاً أو مبلغـاً دوريً وقــد يكــون تقــدج خــدمات للمســتفيد ،كــالعالج والتــدريج ،وقــد تضــمنها التعريـ فجــاء فيــه :هيــدفع مبلــغ مــاا ،أو إيـراد مرتج ،أو أي عوض ماا آخره. ومبلــغ التــأمني قــد يعطــى للمــؤمن لــه أو لغــما ممــن لــددهم هــو أو لــددهم القــانون، فجاء التعبم بـ(للمستفيد) ليكون شامالً. والتـزام املــؤمن ابلــدفع لــه أمــد اــدد إمــا ابتفــاق الطـرفني ،أو بتشـريع القــانون ،وقــد عــظ عنه التعري بـهخالل مدة معينةه. ويتميز التأمني عن املساعدة االةتماعية أبنه التزام املؤمن يقابلـه التـزام مـاا مـن املـؤمن علي ــه ،أو م ــن ــما ،كم ــا يف الت ــأمني التج ــاري ،وأكث ــر أنام ــة الت ــأمني االةتم ــاع ،ول ــذلك 26فايع ،أحها البحر ه السق ا س م ،ص.321 27آل امــود ،ال ــدكتور عبــد اللطي ـ ام ــود ،الا ييامف االما يياى ه ضي ي ء الشي يرععة ا سي ي مية( ،ب ــموت :دار النف ــائس ،ط ،1د.ت)، ص.35 28املرةع السابق ،ص.35 20 ةـاءت الفقـرة األخـمة مـن التعريـ همقابـل دفــع املسـتأمن قسـط التـأمني بصـفة دوريـة أو دفعــة 29 واحدةه. هـذا مـن ةهـة التعريـ ،أمــا مـن حيـث ةـوازا ،فـعن هــذا العقـد ال يتكافـأ مـع التبعــات بـني الطـرفني ،حيـث قـد يـدفع املـؤمن صـاحج املـال قسـطًا واح ًـدا ،خـذ مـا قيمـة األقســاط آالف املبــالغ حســج نــوع التــأمني ،ويف املقابــل قــد يــدفع األقســاط وال لصــل لــه أي ش ـ ء، فتذهج هذا األقساط ،ويسمى هذا النوع من التأمني ابلتأمني التجاري.30 فضـالً عــن أن التــأمني لــيس فيــه تـوازن بــني تبعــات العقــد ،فـنحن أيــل إىل ةعــل العقــد مت ـوازن ومتســاوي مــن نحيــة االلت ـزام ابلتبعــات واحلقــوق يف الش ـريعة ،فــعذا اختــل ذلــك الت ـوازن تتدخل الشريعة يف ةعل تلك التبعات متوازنة. املطلب الثاين :أقسا الاامف الااارو: إن للتأمني التجاري أنواع كثمة ،ذات اعتبارات خمتلفة ،إالّ أن هذا األنواع ال لرج عما قسمه القانونيون ،ويقوم هذا التقسيم ابعتبار اله ،وهو ينقسم إىل ثالثة أقسام: القسم األول :التأمني على األشخاص. القسم الثا :التأمني على األموال واملمتلكات أو ما يسمى ابلتأمني على األشياء القسم الثالث :التأمني على املسؤوليات. القسم ا ول :الاامف ىلل ا شخاص: ويقصــد بــه التــأمني حــد األخطــار الــيت تصــيج الفــرد أو الشــخص أو هتــدد حياتــه يف يــع مــا يتعلــق بشــؤون حياتــه أو ســالمة ةســمه أو صــحته أو شــيخوخته ،ومــن أشــهر تلــك التأمينات التأمني على احلياة. أوالً :الاامف ىلل احلياة: 29آل امود ،الاامف االما اى ،ص.36-35 30التـأمني التجــاري :وهـو الــذي يـراد مــن كلمـة التــأمني إذا أفلقـ .وفيــه يـدفع املــؤدمن لـه مبلغـاً مـن املــال للم ِّـؤمن (شــركة التـأمني) علــى أن يتحمل املؤمن تعويب الضرر الذي يصيج املؤمن له ،فعن مل يتعرض للضرر ااتدد بعقد التأمني أصبع املبلغ املدفوع حقاً للمؤمن ،وال ش ء للمؤمن له .أنار :أبو ةيج ،سعدي ،الاامف بف احلظر وا ابحة( ،بموت ودمشق :دار الفكر ،ط1403 ،1هـ1983-م) ،ص.18 21 يعد هذا النوع من أهم أنواع التأمني وأكثر األنواع اليت حصل فيه اخلالف بني العلماء يف هــذا العصــر ،ومل يتوصــل الفقهــاء إىل اتفــاق ــائ علــى إصــدار حكــم هــذا النــوع ،فعقــدت مؤ رات وندوات واافل دولية حوله. عرعف الاامف ىلل احلياة وص ره: التأمني على احلياة :هو عقد أو وثيقة التأمني على احلياة يتعهد مبقتضاا املؤمن (شـركة التــأمني) أن يــؤدي مبلغًــا مــا ل ـةً واحــد ًة أو يف صــور إي ـراد مرتــج إىل املــؤمن لــه أو املســتفيد (وهــو الشــخص أو األشــخاص الــذين حــددهم وثيقــة التــأمني الســتالم التعويضــات) إذا قــق حادث احتماا يتصل ةياة املؤمن لـه إمـا مبوتـه أو ةيـاة شـخص آخـر أو مبوتـه مقابـل أقسـاط سنوية أو شهرية يدفعها املؤمن له للمؤمن. من خالل هذا التعري نستطيع أن نستخرج أنواع التـأمني علـى احليـاة ،فمنهـا التـأمني حلالة الوفاة للشخص املؤمن ،أو لغما ،أو حلالة البقاء ،أو املختلط.32 31 احلالة ا وىل :الاامف حلالة ال ةاة: هــو عقــد يتعهــد املــؤمن مبوةبــه أن يــدفع مبلــغ التــأمني عنــد وفــاة املــؤمن علــى حياتــه مقابــل أقساط يدفعها األخم لألول .ولتوي هذا العقد على عدة أنواع ،منها: -1التــأمني العمــري ،وهــذا النــوع يســتحق مبلــغ التــأمني عنــد الوفــاة ،فهــو أتمــني علــى حياته إىل وق الوفاة .أي يبقى فول حياتـه يـدفع قسـط التـأمني إىل حـني وفاتـه، و الباً ما تلجأ إليه األسر لضمان أسرته مورداً مالياً. -2الت ــأمني املؤقـ ـ ،وه ــذا الت ــأمني ال يس ــتحق مبل ــغ الت ــأمني إالّ إذا م ــات امل ــؤمن ل ــه خالل مدة التأمني ،أي أن املؤمن يلتزم بـدفع قسـط التـأمني إىل أةـل معـني (وهـ البـاً تـد مـن سـنة واحـدة إىل 40ســنة أو أكثـر) ،فـعن مل ـ خـالل هـذا املــدة 31احلقيل ،املعام ت الاامينية ،ص .50امل س ىة العربية العاملية( ،الريض :مؤسسة أعمال املوسوعة للنشر والتوزيع ،ط1419 ،2هـ- 1999م) ،ج ،6ص.32 32السنهوري ،ال سيط ،ما ،7قسم ،2ص.1402 -1390 22 -3 فعنّه ال يستحق مبلغ التأمني ،فتسقط ذمة الشركة وينته العقـد مبجـرد انتهـاء فـّة التعاقد. أتمـني البقيــا ،وهــو أن يــدفع املـؤمن مبلــغ التــأمني لصــاو املسـتفيد مــن مبلــغ التــأمني أو ألحــد ورثتــه املســمى يف العقــد ،فــعن مــات املســتفيد قبــل مــوت املــؤمن ل ـه فــعن مبلغ التأمني يسقط ،وتظأ ذمة الشركة مـن دفـع التـأمني ،فبقـاء املسـتفيد أو التـأمني لشــخص معــني حيـاً بعــد مــوت املــؤمن علــى احليــاة شــرط الســتحقاق مبلــغ التــأمني بعــد مــوت املــؤمن علــى املــوت .وكثــمر ممـن يلجــأ إىل هــذا النــوع مــن التــأمني ليكفــل شخص عزيز بعد موته مبلغًا من املال ليستعني بـه يف احليـاة ،وهـو البـاً مـا يقصـد شخص معني ابلذات. احلالة الثانية :الاامف حلالة البقاء: هــو العقــد الــذي تلت ــزم مبوةبهــا شــركة التــأمني أو امل ــؤمن بــدفع مبلــغ التــأمني إن بق ـ املؤمن له إىل وق معني ،أي أن يبقى املؤمن على حياته إىل فّة انتهاء العقد بشرط أن ياـل حيـا إىل تلـك الفـّة املـذكورة يف العقــد .ويكـون املسـتفيد هـو املــؤمن علـى حياتـه ،أمـا إذا مــات خالل فّة العقد فعنه ال يستلم مبلغ التأمني على بقاء حياته ،وتظأ ذمة الشركة. احلالة الثالثة :الاامف املخالط: هـو الـذي جيمــع بـني أتمــني حلالـة الوفــاة إذا مـات املـؤمن لـه خـالل فــّة العقـد ،وأتمــني حلالــة البقــاء إذا بق ـ املــؤمن لــه حي ـاً لفــّة معينــة عنــد انتهــاء العقــد ،أي أن املــؤمن لــه يــدفع تقسيط التأمني أو رأا التأمني إىل شركة التأمني ،وإذا مات املؤمن علـى حياتـه يف خـالل مـدة التــأمني أو بق ـ حي ـاً إىل انتهــاء مــدة التــأمني فعنــه يســتحق مبلــغ التــأمني املتفــق عليــه يف العقــد و البً ــا م ــا يك ــون مبل ــغ التقس ــيط ع ــاا ومرتف ــع ،ذل ــك ألن ــه يكس ــج مبل ــغ الت ــأمني م ــن ك ــال 33 االحتمالني. 33حســان ،الــدكتور حســني حامــد ،حهييم الشييرععة ا سي مية ه ىقي د الاييامف( ،القــاهرة :دار االعتصــام ،ط1396 ،1ه ـ1976-م) ص .30-28ا مــال ،الــدكتور ريــج ،الاييامف الااييارو والبييدعج ا سي م ( ،القــاهرة :دار االعتصــام ،د.ط1399 ،هــ) ص.84-63 23 اثنياً :الاامف ضد احل ادث اليت صيب ا ةراد هــو عقــد يتعهــد مبوةبــه املــؤمن للمــؤمن لــه أو املســتفيد بــدفع مبلــغ التــأمني يف حالــة مــا إذا م ــات امل ـؤمن ل ــه أو ب ــدفع مص ــروفات الع ــالج إذا وق ــع عل ــى ةس ــمه عاه ــات أو إص ــاابت ةسيمة بسبج خارج عن إرادته. اثلثاً :الاامف ضد املرض أو الاامف الصح : هــو وثيقــة التــأمني الصــح اخلــاص الــذي مبوةبــه يتعهــد املــؤمن بــدفع مبلــغ التــأمني أو مص ــروفات دخ ــول املستش ــفى للع ــالج أو ا راح ــة و مه ــا م ــن املص ــروفات األخ ــر ،والعناي ــة الطبية كليًا أو ةزئيًا للمؤمن له ،نام دفعه ألقساط التأمني يف حالة ما إذا مرض املؤمن له يف أثن ــاء م ــدة الت ــأمني .و ك ــن أن تش ــمل وثيق ــة الت ــأمني الص ــح اخل ــاص أف ـراد األس ــرة كالزوة ــة واألففــال و ــمهم ،وتقــوم شــركات التــأمني التجاريــة بتقــدج أربعــة أن ـواع مــن التــأمني الصــح ، وه ـ -1 :أتمــني نفقــات املستشــفى -2 ،أتمــني املصــاري ا راحيــة -3 ،أتمــني مصــاري 34 العيادات اخلارةية -4 ،أتمني النفقات الطبية الكظ . رابعاً :الاامف ضد اهلر والشيخ خة: هــذا النــوع يــدخل ـ ناــام املعاشــات والتقاعــد أو املكافـ ت الــيت تعطــى للعامــل أو املوظ عند اية اخلدمة أو انتهائها ،فهو يقوم على استقطاع راتـج العامـل أو املوظـ أثنـاء عمله ،وعند اية اخلدمة تسـدد ا ي ـة أو شـركة التـأمني مكافـأة أو معاشـاً للموظـ أو العامـل 35 أو إىل ورثته عند وفاته. القسم الثاين :الاامف ىلل امل الهات: القرا دا ،عل اي الدين ،ال ض ابط الشرىية لعق د الايامف ىليل احليياة (الاهاةيج ا سي م حل اعية ال رثية وحياالت الضيعف ،ورقـة مقدمة للندوة الفقهية الرابعة ،تنايم بي التمويل الكوييت1416 ،هـ1995-م ،ص.182-197 34امل س ىة العربية العاملية ،ج ،6ص.34 35ا مال ،الاامف الااارو والبدعج ا س م ،ص.59 24 هو نوع من أهم أنواع التأمينات اليت يتم التعاقد عليه حلمايـة األمـوال واملمتلكـات الـيت يتعــرض ــا املــؤمن لــه ،وذلــك ناــم دفعــه ألقســاط التــأمني علــى أن تلتــزم شــركة التــأمني بــدفع التعويضات يف حالة حدوث أي حرر أو تل يصيج املـؤمن لـه (املسـتفيد) .ويعـد هـذا النـوع من أمشل أنواع التأمينات املوةودة لد شركات التأمني وأوسعها على اإلفالق ،حيـث ينـدرج ته يع ممتلكات األفراد والشركات وا ماعات وممتلكات الدولة ،يف ا و والظ والبحر. القسم الثالث :الاامف ىلل املسؤوليات هو وثيقة التأمني على املسؤولية تتعهد مبقتضـاا شـركة التـأمني بـدفع مبلـغ التـأمني للغـم أو املتضــرر نتيجــة إمهــال أو تص ـرفات أو أفعــال خاف ــة مــن قِبَــل املــؤمن لــه علــى وثيقــة التــأمني علـى املسـؤولية علـى أن يـدفع املـؤمن لـه قسـط التـأمني .ويـدخل يف هـذا النـوع أتمـني الســيارات والطـائرات والبـواخر ،وأصــحاب املهـن واألعمــال الـيت قـد تلحــق بعملهـم الضــرر ابلغـم ،كتــأمني 36 األفباء واملهندسني والصيادلة واملقاولني و مهم من أصحاب املهن. املطلب الثالث :خصا ص الاامف الااارو: أوالً :يعتظ عقد التأمني من عقـود الّاحـ وذلـك ابعتبـار أن اإلجيـاب والقبـول صـدرا مـن كـال الط ـرفني وهــو املــؤمن واملســتأمن ،ومبوةــج هــذا العقــد يلتــزم كــال الط ـرفني مبــا ذهبــا إليــه ،ويعتــظ العقد ساري املفعول منذ أول دفع قسط التأمني. اثنيياً :أنــه عقــد احتمــاا ألن اخلســارة والـربع مــن كــال الطـرفني ــم معروفــة وقـ العقــد ،وهــذا يعتمــد علــى قــق اخلطــر وعدمــه ،هــذا ابلنســبة للمســتأمن ،أمــا للمــؤمن فــعن اخلســارة تكــون نس ــبية أي بس ــيطة وه ــذا عائ ــد إىل ك ــون الش ــركة تتعام ــل م ــع جمموع ــة كب ــمة ،فتغط ــى اخلس ــائر ابألرابه اليت تؤخذ منهم. 36ثنيان ،الاامف وأحهام ،ص.74-73 25 اثلثاً :يعتظ عقد التأمني مـن عقـود اإلذعـان ،فيخضـع املسـتأمن للشـروط الـواردة يف البنـود دون أي مناقشــة أو تغ ــم أو تعــديل ،ألن ه ــذا الشــرط ينطب ــق علــى ي ــع املشــّكني ،إال أن ل ــه – 37 املستأمن -اخليار يف نوعية التأمني. رابعي ياً :يع ــد عق ــد الت ــأمني عق ــد معاوح ــة ،ةي ــث أن ك ــال الط ــرفني خ ــذ مق ــابالً مل ــا يعطـ ـ ، فللمســتأمن أو املــؤمن لــه لصــل مــن املــؤمن مقابــل دفعــه لألقســاط علــى مــل مسـ ولية اخلطــر على ال التأمني ،و خذ املـؤمن مقابـل ملـه مسـ ولية اخلطـر قسـطاً أتمينيـاً ،وهبـذا ينتفـ عـن هذا العقد صفة التظع واملشاركة يف ترميم املخافر. خامس ياً :أنــه مــن عقــود اإلل ـزام ،وهــذا االلت ـزام إأــا هــو ابلنســبة للمــؤمن لــه ،فهــو يلتــزم بــدفع األقساط يف مقابل التزام املؤمن بدفع مبلغ التأمني إذا قق اخلطر املؤمن منه ،وهنا التزامات أخــر يف عقــد التــأمني وذلــك كــالتزام املــؤمن لــه بتقــدج البيــانت ومــا يط ـرأ مــن ظــروف أثنــاء سرين مدة العقد ،وكذلك أخطار املؤمن بوقوع احلوادث. سادس ياً :أنــه مــن العقــود الشــرفية ،فــعن تنفيــذ العقــد معلــق ابلشــرفية ،وهــذا الشــرط هــو قــق اخلطر املـؤمن حـدا ،مبعـىن أن مـا ةـاء يف عقـد التـأمني مـن شـروط والتزامـات ال كـن تنفيـذها 38 إال إذا وقع احلادث الوارد يف العقد. 37اخلفي ،امد ،التأمني( ،القاهرة :مطبوعات األزهر1417 ،هـ) ،ص.27-25 38الســنهوري ،ال سيييط ،مــا ،7قســم ،2ص .1142-1138عليــان ،شــوك ،الاييامف ه الشيرععة والقييان ا( ،الــريض :دار الرشــيد، ط1401 ،2هـ1981-م) ،ص.33-31 26 املبحث الثاين :الاامف الاباديل: متقيد: عرف هذا النوع من التأمني قبل ظهور فكرة التأمني التجاري ،وهـذا النـوع مـن التـأمني ال يقــوم علــى فكــرة املعاوحــة والبحــث عــن الـربع واملكســج والــدخل ،وإأــا يقــوم علــى التعــاون والتكافل والتأس بني األفراد ،وال شك أن هذا النوع متفق عليه بني الفقهـاء عامـة يف ةـوازا، وتقوم الفكرة على أتسيس عية صـغمة لعـدد معـني يعـرف بعضـهم الـبعب ،إال أن هـذا النـوع من التأمني ال كن تطبيقه وعمله أو تفعيله بصورة رمسيـة يف بعـب الـدول اإلسـالمية والغربيـة، ألن قوانني هذا الدول تفرض أن خذ التأمني بصورة شركات مسامهة. املطلب ا ول :عرعف الاامف الاباديل: مسميات كثمة عند الكتداب والفقهاء ،فتارًة يطلقون عليـه ابلتـأمني إ ّن للتّأمني التّبادا ّ التعــاو البســيط ،والــبعب يطلــق عليــه التــأمني ابالكتتــاب ،ذلــك ألن مــا يدفعــه العضــو هــو اشّا متغم وليس قسطًا اثبتًا.39 والتأمني التبادا :هو أن جيتمع عدة أشـخاص معرحـني ألخطـار متشـاهبة ،ويـدفع كـل مــنهم اش ـّاكاً معين ـاً ولصــص هــذا االش ـّاكات ألداء التعــويب املســتحق ملــن يصــيبه الضــرر، وإذا زادت االشـ ـّاكات عل ــى م ــا ص ــرف م ــن تع ــويب ك ــان لألعض ــاء ح ــق اس ــّدادها ،وإذا 40 نقص فولج األعضاء ابشّا إحايف لتغطية العجز. ويقــول وهبــة الزحيلـ :هوهــو أن يشــّ جمموعــة مــن األشــخاص بــدفع مبلــغ معــني، 41 يؤدي من االشّاكات تعويب ملن يصيبه حرره. و ُمسـ ـ دى ه ــذا الت ــأمني ابلتّـ ـأمني التّب ــادا ،أل ّن ك ــل مشـ ـّ يتب ــادل م ــع اآلخـ ـرين املعون ــة أيضـا والتعاون ،حيـث يكـون كـل مـنهم مؤمنًـا لـه ،سـواء كـان شـري ًكا يف اإلدارة أم ال .ويسـمى ً 39ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن وي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ،ص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاو ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن عب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد هللا ،الا ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييامف الاع ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي يياوين ا سي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي م ، http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_content.cfm?id=71&catid=74&artid =1679#1 40الضرير ،الارر وأثره ه العق د ،ص.641-640 41الزحيل ،وهبة ،ىقد الاامف( ،دمشق :دار املكت ،ط1416 ،1هـ1995-م) ،ص.18-17 27 ابلت ــأمني التع ــاو البس ــيط -للتميي ــز بين ــه وب ــني الت ــأمني التع ــاو املرك ــج ال ــذي ي ــديرا ش ــركات تعاونيــة ،-وه ـ عبــارة عــن عيــة تعاونيــة مكونــة مــن جمموعــة مــن األشــخاص أو األف ـراد بغيــة 42 ترميم املخافر واألزمات اليت تصيج أحد أفراد ا معية. أيضــا الــدكتور ســعدي أبــو ةي ـج أبنــه :هاكتتــاب جمموعــة مــن األشــخاص ممــن وعرفــه ً يتهددهم خطر واحد مببالغ نقديـة علـى سـبيل االشـّا يـؤدي منهـا تعـويب لكـل مـن يتعـرض 43 لضرر منهمه. املطلب الثاين :حقيقة الاامف الاباديل وخصا ص وص ره: أوالً :حقيقة الاامف الاباديل (الاامف الاعاوين البسيط أو الاامف ابالكاااب : يعت ــظ الت ــأمني التب ــادا م ــن أنـ ـواع الت ــأمني اإلس ــالم ال ــذي تط ــور واش ــتهر بع ــد ذل ــك ابلت ــأمني التع ــاو 44أو ابلتكاف ــل ال ــذي ي ــدار م ــن قب ــل هي ــات إس ــالمية أو ش ــركات إس ــالمية مس ــامهة ،وه ــذا يع ــود إىل التوص ــيات واملقّح ــات ال ــيت ق ــدم ع ــظ ال ــامع الفقهي ــة والن ــدوات العلميــة ومــداوالت العلمــاء والفقهــاء كبــديل للتــأمني التجــاري الــذي ســاد معاــم بــالد اإلســالم يومـا بعــد يــوم واملســلمني منــذ القــرن التاســع عشــر .ولقــد أصــبع التــأمني التبــادا ينمــو ويتطــور ً طما لشركات التأمني التجاري اليوم. منافسا خ ً حا أصبع ً أخــذ التــأمني التبــادا ابلتطــور والنمــو واالنتشــار الس ـريع يف البلــدان العربيــة واإلســالمية ح ــا وص ــل إىل مرحل ــة متقدم ــة وعرفـ ـ بش ــركات الت ــأمني التع ــاو ،حي ــث ت ــديرا ش ــركات إسالمية مسـامهة كبـمة ،ومنافسـة لشـركات التـأمني التجـاري 45.وهـذا يعـود إىل الطمـع وا شـع 42 (عمان :دار األعالم ،ط1423 ،1هـ2002-م) ،ص.51 ملحم ،أود سامل ،الاامف ا س م ّ ، 43أبو ةيج ،الاامف بف احلظر وا ابحة ،ص.18 44عند ما يطلق التأمني التعاو فماد منه التأمني الذي يدار مـن قِبَـل شـركات التـأمني اإلسـالم ،أو الـذي يـدار مـن قِبَـل مؤسسـة إسـالمية كالبنو اإلسالمية. 45ملح ـ ـ ـ ـ ــم ،الا ي ي ي ي ييامف ا سي ي ي ي ي ي م ،ص .61ب ـ ـ ـ ـ ــن وي ـ ـ ـ ـ ــد ،صـ ـ ـ ــاو بـ ـ ـ ــن عبـ ـ ـ ــد هللا ،الا ي ي ي ي ييامف الاع ي ي ي ي يياوين ا سي ي ي ي ي ي م ، http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_content.cfm?id=71&catid=74&artid =1679#1 28 واالستغالل من قِبَل شركات التأمني التجـاري ،ممـا ّأد ابلنـاا أو التمـع إىل تكـوين عيـات 46 تعاونية أتمينية ،واليت تطورت بعد ذلك إىل مؤسسات تبادلية للتأمني. وهــذا املؤسســة تقــوم إبدارهت ـا بعــب املســتأمنني ويكــون أساســه التعــاون والتــظع ح ــا تكون خالية من املعاوحة ،فينتف عنها مفاسد القمار وا هالة والغرر الفاح ،وتشرف على هذا املؤسسة ،هي ة مكونة مـن إداريـني ومـوظفني ،وعمـال ومشـّكني ،ويكـون ـم جملـس إدارة ينتخج من بني األعضاء املشّكني يف هذا املؤسسة ،ويكون علـى املسـتأمن أن يـؤمن بعضـهم بعضـا دون وســيط ســو املنامــة أو املؤسســة الــيت تعمــل حلســاهبم ،وأن يعتقــد كــل شــخص أ ّن ً ما يدفعه إّأا هو من ابب التعاون مع زمالئه يف لفي الضرر ورفعه عن أحدهم ،وهبذا لقـق مصاو كثمة مـر الشـرع هبـا ،فيقـرر أسـاا التعـاون الـذي قـال عنـه سـبحانه وتعـاىل :وتعـاونوا على الظ والتقو سـورة البقـرة ،آيـة ،185ومـن حـق الدولـة التـدخل أو االشـّا يف اإلدارة ،عندئـذ جيــج علــى الدولــة أن تشــار بنصــيج معــني لتضــمن تطــوير املؤسســة و قيــق التيســم لكافــة الشــعج ،ومــن حــق الدولــة أن تفــرض علــى الشــعج مبــا يعــود علــيهم اخلــم والنفــع ،مثــل ســائق أيض ــا يف ناـ ــام الت ــأمني الس ــيارة والع ــاملني يف املصـ ــانع واحلـ ــاالت املؤكـ ــدة املخ ــافر ،ويـ ــدخل ً االةتماع وناام املعاشات وه أنامة تعاون على الـظ الـالف التـأمني التجـاري ،ألنـه ناـام يقصد منه الربع والغرر وا هالة ،أما ناام املعاشات والتأمينـات االةتماعيـة ناـام تعـاو وهـو تظع ــات يف األص ــل .وس ــأتناول بش ــيب م ــن التفص ــيل يف الفص ــل الق ــادم ع ــن الت ــأمني التع ــاو والذي يقوم مبزاولته شركات إسالمية. اثنياً :خصا ص الاامف الاباديل (الاامف الاعاوين البسيط : -1يعتظ عقد التأمني التبادا من عقود الّاح ،حيث يتم فيـه اإلجيـاب والقبـول ،ويعتـظ كـل مشّ فيه مؤمن لغما ومؤمن له ،أي أنه مؤمن لغما من خالل اشّاكه يف ناام التأمني وهـذا ما يفتقدا يف التأمني التجاري. 46ثنيان ،الاامف وأحهام ،ص.83 29 -2تتكون إدارة الموعة أو ا معية من املؤمنني أنفسهم ،إذ أ م لملون صفة املؤمن واملؤمن لــه ،وال تــديرها أي هي ــة مســتقلة أو خارةــة عــن املــؤمنني أنفســهم ،وهــذا خيتل ـ عــن التــأمني التجاري. -3يعد عقد التأمني التبادا من عقود التظع ااتب ،إذ يشـار املؤمنـون بقصـد التـظع أصـالة، وذلك لّميم املخافر وتوزيعها وتفتيتها على املشّكني ،وهو يف حقيقته نوع من التكافل الذي حثــه اإلســالم وند إلي ـه منــذ أكث ــر مــن أربع ــة عشــر قــرنً ،وه ــذا بطبعــه خمتل ـ عــن الت ــأمني التجاري الذي يقوم على املراةة أصالةً. -4إن الفــائب مــن أقســاط التــأمني بعــد توزيعهــا علــى املتضــررين أو بعــد تــرميم اخلطــر الــذي أُصــيج بــه أحــد أف ـراد املشــّكني فعنــه يعــاد إىل املشــّكني أو يبقــى يف صــندوق االش ـّا حلــني إصابة أحد بضرر ما ،فيعطى منه. -5إن مثــل هــذا العمليــة قليلــة إذا مــا قــارن بــني شــركات التــأمني التجاريــة وشــركات التــأمني التعاونيــة ،حيــث يقــوم بــه –التــأمني التبــادا -أهــل ســوق أو حرفــة ،فه ـ بــني ف ــات معينــة، وعـالوة علـى ذلــك كثـرة شــركات التـأمني الـيت تـزاول يـع أنـواع التأمينـات ،فضـالً عــن ذلـك مــا تقوم به الدول من فرض التأمني اإلةتماع أو اإلةباري على املوافنني وأهـل صـنعة والعـاملني 47 يف املصانع والشركات. -6تغـم قيمـة االشـّا ،ألن كـل واحــد مـن أســرة التـأمني التعــاو مـؤمن ومــؤمن لـه يف الوقـ نفســه ،فيكــون االش ـّا املطلــوب مــنهم عرحــة للــزيدة أو الــنقص تبع ـاً للمخــافر أو احل ـوادث 48 السنوية نوعاً وكماً. اثلثاً :ص ر الاامف الاباديل: أوالً :التأمني التعاو البسيط ذو احلصص :وهو تعاون أصحاب املصاو املشّكة فيمـا بيـنهم، أي تكوين أو تشكيل عية صغمة لألفراد الـذين يتعرحـون خلطـر مشـّ أو متشـابه ،كتعـاون أص ــحاب املص ــاو فيم ــا بي ــنهم ،أو تع ــاون أه ــل حرف ــة واح ــدة أو ص ــنعة واح ــدة ،ك ــأن يتف ــق 47ا مال ،الاامف الااارو والبدعج ا س م ،ص .275-253ملحم ،الاامف ا س م ،ص.64 -63 48الزحيل ،ىقد الاامف ،ص.23-22 30 أص ـحاب الس ــفن التجاري ــة فيم ــا بي ــنهم عل ــى دف ــع أقس ــاط ا ــددة تُ ـودع يف ص ــندوق خيص ــص لإلنفاق منه على من يصيج سفينته كارثة ةرية ،وهذا الصورة تشمل يـع أصـحاب املصـاو املشــّكة ،كــذلك ــد أ ّن التّـأمني حــد احلريــق ثــل صــورة تعاونيــة مــن الصــور القد ــة املعروفــة، كأن يتفق أصـحاب املبـا يف مدينـة واحـدة علـى دفـع أقسـاط اـددة لصـندوق خيـدم حـوادث احلريق اليت صل ألحد مبا املدينة أو مبا احل الواحد. اثنياً :التأمني التبادا ذو األقساط املقدمة ،حيث تتم تشكيل عية صغمة ،يتفق العضو فيها على دفع قسط التأمني مقدماً عند االنضمام ،وذلك على أساا تسهيل عملية دفع التعويب 49 للمتضررين مبجرد حدوث احلادث و قق اخلسارة. اثلثاً :التأمني على احلياة التبادا ،فعنّه كن إجياد نوع شرع للتأمني على احلياة بشرط أن خذ صورة عقد قرض لتاليف األخطار واألحرار اليت تنتا عادة عن هذا النوع من التأمني، وذلك يتحقق أبن يتفق اثنان أو أكثر على أن يقوم كل منهما بدفع قسط ادد قل أو كثر فعذا مات أحدهم قبل سائر املشّكني فعن ورثة املي خذون مبلغ لدد حني العقد ،فعذا كان هذا املبلغ يزيد على األقساط اليت دفعها مورثهم فعن الفرق يعتظ قرحاً يف ذمتهم لصاو 50 الصندوق يسددونه يف مدة دد مقدماً يف العقد التعاو . ابعا :حهم الاامف الاباديل: رً ال خيتل اثنان أن التـأمني التبـادا صـورة مـن صـور التكافـل والتعـاون اللـذان أمـر هبمـا هللا ســبحانه وتعــاىل يف كتابــه العزيــز ،وحــث عليــه الرســول قــوالً وعمـالً يف مواحــع تــذخر هبــا كتج السنة ،وهو بديالً عن التأمني التجاري ،وصـدر قـر ًارا مـن يـع ا ي ـات والـامع الفقهيـة 51 على ةوازا مهما كان نوع اخلطر املؤمن منه. 49املصــري ،عبــد الســميع ،الاييامف ا سي م بييف النظرعيية والاطبيي ،القــاهرة :مكتبــة وهبــة ،ط1407 ،2ه ـ1987-م) ص.46-40 ملحم ،الاامف ا س م ،ص.55 50حسو ،ىقد الاامف ه السق ا س م والقان ا املقارا ،ص.76-75 51القرا دا ،الاامف ا س م ،ص.196 31 املبحث الثالث :الاامف احله م أو الاامف االما اى : متقيد: يَـعُـ ّد التــأمني االةتمــاع نــوع مــن أنـواع التــأمني الــذي ســاد يف وقتنــا احلاحــر يف معاــم دول العامل كنتيجة للثورة الصناعية اليت مل تشهدها أية أمة من األمم السابقة ممـا ّأد إىل إقبـال العمالـة للمصــانع وإزديدهــم الكبـم ،ومــا تّتــج عليهـا مــن خمــافر ةسـيمة تتعــرض ــا األفـراد. ّ 52 فالدولــة ه ـ الــيت تتــوىل تنايمــه وتقعيــدا ،مــع إدارة شــؤونه ،ويشــمل ذلــك ،ناــام التقاعــد، وناام املعاشات ،وناام التأمينات االةتماعية. املطلب ا ول :عرعف الاامف االما اى : يّكــز التــأمني االةتمــاع علــى تــوفم ب ـراما كثــمة تعــود لصــاو املوظ ـ احلكــوم أو العامـل يف القطاعـات اخلاصـة كالشـركات واملصـانع و مهــا ،ويقـوم هـذا النـوع مـن التـأمني علــى التعاون والتكافل يف مساعدة هؤالء يف مواةهة األعباء عند التقاعد وعند إصابة العامل الطـر ال مس ــع هللا ،و ك ــن أن م ــل أنـ ـواع الت ــأمني االةتم ــاع منه ــا نا ــام املعاش ــات واملكافـ ـ ت، وإصــاابت العامــل يف العمــل والتــأمني حــد املــرض ،والتــأمني حــد البطالــة وأتمــني الشــيخوخة 53 والوفاة. وعلــى احلكومــة أن تــؤمن املســتفيدين س ـواءً أكــانوا مــوظفني لــديها أو عمــاالً وتفــرض الدولــة هــذا الناــام علــى ســبيل اإلةبــار ــذا الف ــات حــا ال يكــون لفــرد خيــار ،وال بــد أن تش ــار احلكوم ــة يف ه ــذا الن ــوع ب ــدفع نس ــبة معين ــة م ــن خزينته ــا .وم ــن خ ــالل ه ــذا الت ــأمني اإلةباري من ميع املدخرات من موظفيها وموافنيها يكون عونً مالياً ألداء مهامهـا يف شـا 52لقد تغم الوحع يف اآلونة األخمة يف بعب الدول ،حيث أصبح شركات التأمني التجارية أو التعاونية تقوم إبدارة التأمني االةتماع ، ونــذكر علــى ســبيل املثــال ،اململكــة العربيــة الســعودية ،حيــث قام ـ احلكومــة ببيــع اســهم الشــركة التعاونيــة للتــأمني للشــعج وأصــحاب رتوا أموال ،وه كان يف السابق ملك للحكومة ،ولقد قام احلكومة أيضاً بفتع الال لشركات التأمني التعاو ببيع منتجاهتا االةتماعية إىل املصــانع والشــركات ،ولقــد ســاعدت هــذا الفكــرة إىل أــو وتطــور الســوق التــأميو التعــاو يف اململكــة وبعــب دول اخللــيا العــريب .أناــر خــظ اتفاقية شركة التكافل التعاو بني بنك ا زيرة وشركة صافوال: http://www.sahmy.com/printthread.php?t=948 53ص ــالوايت ،يس ــني ،امل سي ي ىة العربي يية امليس ييرة وامل س ييعة ( ،ب ــموت :مؤسس ــة التـ ـاريخ الع ــريب ،ط1422 ،1ه ـ ـ2001-م) ج،3 ص.1080-1079 32 مرافق احلياة من تعبيد الطـرق ،وإقامـة وحـدات سـكنية ،ومشـاريع تنمويـة ،و مهـا مـن املشـاريع اليت تاج لبناء وتطور الدولة يف خمتل مناح احلياة. فــيمكن أن نعــرف التــأمني االةتمــاع كناريــة أو ناــام أبنــه :هناــام يقصــد بــه حــمان دخــل معــني للفــرد أو تقــدج مســاعدة لــه يف حالــة العجــز عــن الكســج ،لبطالــة أو مــرض أو شيخوخة أو مها من األسباب ،وهو ماهر للتكافل االةتماع واقـرار الدولـة مبسـؤليتها عـن توفم حد أدىن ملعيشة الفرد لل ال الكسج عند انقطاعه ويقوم بتغطيـة النفقـات االسـتثنائية الطارئةه. أمــا مــن حيـث التــأمني االةتمــاع كتطبيــق :ه هــو ناــام اةبــاري البـاً ،تشــرف عليــه الدولــة ،و البًـا مــا تقــوم بــه ال بقصــد قيــق األرابه املاليــة ،ولــه املــؤمن عليــه وصــاحج العمــل واحلكومـ ــة أو بعضـ ــهم مبسـ ــامهات دوريـ ــة موحـ ــدة أو خمتلفـ ــة يف املقـ ــدار أو النسـ ــبة ،ليحصـ ــل املستحق من املؤمن عليه أو من ُمعالية كلهم أو بعضهم على مبلغ ل ومعا وبدل دوريـني يتناسج مع دخله ومدة االشّا أو من م تناسج عند انقطاعه ،أو قيام ما يستلزم نفقـات ماليــة ،وعلــى مهــا مــن اخلــدمات كــالعالج والتــدريج والتأهيــل عنــد احلاةــة إليهــا أو بعــب 54 ذلكه. املطلب الثاين :خصا ص الاامف االما اى : -1 التــأمني االةتمــاع ناــام مــاا قــانو ،فهــو ناــام مــاا قــائم علــى أســاا اســتالم االش ـّاكات واملس ــامهات املدفوع ــة ،ودف ــع امل ــردودات الواةب ــة ،لكن ــه م ــن الناحي ــة القانونيــة ل ــيس عق ــداً مــن العق ــود ،ألن دائ ــرة العق ــود ه ـ االتفاق ــات ال ــيت تق ــع يف نطــاق القــانون اخلــاص ويف دائــرة املعــامالت املاليــة ،وهــذا أساســها تراحـ الطـرفني علــى إنشــائها ،وقــد يتبعــه التوقيــع علــى العقــد إمــا ابعتبــارا وســيلة إثبــات أو عقــداً شــكلياً أو عقــداً عيني ـاً ،وهــذا مــا ال ــد يف التــأمني االةتمــاع حيــث ال توةــد عقود بني املؤمن عليهم وبني ةهة التطبيق ،فالقـانون هـو الـذي ينشـب هـذا الناـام 54آل امود ،الاامف االما اى ،ص.59-58 33 -2 -3 -4 -5 ويُطبــق علــى املــؤمن علــيهم ،وعلــى مموليــه بقــوة القــانون ال إبرادة األف ـراد ،ومصــدر االلتزام هو القانون الذي أنشأا. الت ــأمني االةتم ــاع نا ــام إةب ــاري يف عموم ــه ،فاألص ــل يف الت ــأمني االةتم ــاع ناــام إةبــاري تفرحــه الدولــة علــى املــؤمن علــيهم وعلــى املمـولني ،وتصــدر القـوانني لتطبيق الفروع اليت تراها دون اختيار منهم ،ولذلك يعتظ من أنامة القانون العام، ف ــال كم ــه القواع ــد املنام ــة للت ــأمني التج ــاري ال ـواردة يف الق ــانون امل ــد .ولك ــن القـانون قـد جييـز للـبعب أن ينضـم إىل التـأمني االةتمـاع ،وذلـك إذا أنشـأ ناامـاً اختيــاريً ،كمــا هــو الشــأن ابلنســبة ألصــحاب املهــن احلــرة وأصــحاب األعمــال يف عدد من الدول ،فحين ذ يكون ابلنسبة م اختياريً على خالف الغالج. التــأمني االةتمــاع ناــام ملــزم ألفرافــه ،فــاملمولون لــه ملزمــون بســداد االشـّاكات واملس ــامهات املفروح ــة يف أوقاهت ــا ،وةه ــة التطبي ــق ملزم ــة أبداء امل ـزاي ال ــيت أعطاه ــا ومعاليهم. القانون للمستحقني من املؤمن عليهم ُ التأمني االةتماع ناام لتمل املعاوحة ،أي لـيس كـل ممـول للتـامني لصـل علـى معاوحة ،فأصـحاب العمـل واحلكومـة ال لصـلون علـى معاوحـة عمـا دفعـوا –أي معاوحة مالية -وإذا كان املؤمن عليـه أحـد املمـولني لـه فلـيس مـن احلـتم أن لصـل علــى معاوحــة عــن االشــّكات الــيت دفعهــا ،فقــد ال لصــل يف أتمــني الشــيخوخة على أي مردود إذا تويف قبل سن التقاعد ومل يكن لـه ُمعـال ،كمـا قـد ال صـل لـه بطالة أو عجز أو مرض خالل فّة عمله فال يستحق مردود. التــأمني االةتمــاع ناــام احتمــاا ،أي أن مقــدار مــا لصــل عليــه املســتفيد مــن امل ـزاي ،ومــا صــله ةهــة التــأمني مــن االش ـّاكات واملســامهات ،ــم اــددة عنــد البدء يف التطبيق ،والسبج يف ذلك راةع إىل كونه نااماً زمنياً (مستمراً)وإىل كـون االش ـّا مرتبط ـاً بنســبة مــن الــدخل يف الغالــج الكثــم وهــو متغــم ،كمــا أن م ـزايا النقدي ــة البـ ـاً م ــا تُ ـربط ابألة ــر وم ــدة االش ـّا ،ومـ ـزايا النقدي ــة تعويض ــية –أي مبقــدار احلاةــة كــالعالج والتــدريج والتأهيــل ،وكــل ذلــك جيعلــه ــم قابــل للتحديــد من الطرفني. 34 -6التأمني االةتمـاع ناـام مسـتمر ،أي أن مـدة هـذا الناـام تتجـدد ابلـزمن إىل أمـد ــم مع ــروف عن ــد الب ــدء يف تطبيق ــه ،وه ــو س ــن التقاع ــد ،أو ح ــدوث العج ــز أو املرض ،أو الوفاة ،أو م ذلك من األسباب اليت قد تكون مرة واحدة وقـد تتعـدد كاملرض والبطالة. -7التــأمني االةتمــاع ناــام مــن أنامــة اإلذعــان ،فــاملؤمن عليــه ال يســتطيع أن ُ ل ـ شــروفه ،وكــذلك ةهــة التــأمني ومثلهمــا أصــحاب العمــل ،فــعن حقــوق والتزامــات كــل مــن الط ـرفني لــددها الق ـانون ،وناـراً ألن الدولــة هتــدف مــن إقامتــه إىل وايــة أصحاب املكاسج واألةور فع ا تعمل دائماً على أن يكون هذا الناام يف صاو املؤمن عليهم. -8الت ـ ــأمني االةتم ـ ــاع وس ـ ــيلة م ـ ــن وس ـ ــائل التع ـ ــاون ،فياه ـ ــر التع ـ ــاون يف الت ـ ــأمني االةتمــاع بوحــوه ،ففيــه تعــاون بــني املم ـولني فيخ ـ العــجء عــن ا ميــع ،وفيــه تعــاون بــني املــؤمن علــيهم إذا اشــّكوا يف ويلــه ،إذ يشــّ كــل مــنهم بقــدر دخلــه ألن ــه اس ــوب بنس ــبة م ــن األة ــر الب ـ ـاً م ــن ــم اعتب ــار لن ــوع اخلط ــر وةس ــامته وتكاليفــه ،حق ـاً ال ــد نيــة مشــّكة لــد املــؤمن علــيهم أو لــد املم ـولني عموم ـاً للتعاون ،ولكنه تعاون مفروض عليهم وال يستطيع أي منهم أن لدد مبلغ التـأمني ومدته ،كما يف التأمني لتجاري. وال يتــأت يف التــأمني االةتمــاع خاصــية حســن النيــة ألن املقصــود منــه ،كمــا ســبق، وايــة أصــحاب املكاســج وعــائالهتم ،لــذلك ال يُوقــع الكش ـ الط ـ علــى املنضــمني إليــه يف 55 البداية ،كما يف التجاري ،بل أنه قد يطبق على من وقع عليه اخلطر قبل بدء التطبيق. 55آل امود ،الاامف االما اى ،ص .73-70احلقيل ،املعام ت الاامينية ،ص.130-120 35 السصج الثاين :الاامف الاعاوين :مسق م واترخي ونظ ه الشركات ا س مية يعــد التــأمني التعــاو الــذي تــديرا شــركات ومؤسســات إســالمية امتــداد لفكــرة التــأمني التبــادا القــائم علــى التــظع مببلــغ التقســيط ،ولقــد تطــورت شـركات التــأمني التعــاو علــى مــدار ـاعدا يف معاــم الــدول اإلســالمية ،و ــا أثــر أكثــر مــن عقــدين مــن الــزمن ،وشــهدت أـ ًـوا متصـ ً اقتصـادي قــوي علـى الدولــة والشـركات ،وأخــذت ــل اـل شــركات التـأمني التقليــدي تــدرجييًا، أيضا شركات إعادة التأمني التعاو أو التكافل يف منـافق كثـمة مـن العـامل اإلسـالم ، ونشأت ً و ــا ناــم وقواعــد خاصــة وإن كــان بعضــها شــبيهة بــنام التــأمني التجــاري ،وســنتحدث يف هــذا الفصل عن مفهوم التأمني التعاو وأهداف شركات التأمني التعاو يف العامل اإلسالم ،وهذا الفصل لتوي على ثالث مباحث رئيسية وه : املبحث ا ول :مسق الاامف الاعاوين املبحث الثاين :اترعخ الاامف الاعاوين املبحث الثالث :نظم شركات الاامف الاعاوين 36 املبحث ا ول :مسق الاامف الاعاوين متقيد: ســبق وأن ذكــرن أن التــأمني التعــاو مــاهو إالّ امتــداد لفكــرة التــأمني التبــادا الــذي قــام يف أساسه على جمموعة صغمة من األفراد يكـون ـم صـندوق خـاص يدفعونـه إليـه علـى شـكل تظع اب بقصد ترميم املخـافر أو لفيفهـا ،أو الـيت تصـيج أحـد األعضـاء أو املشـّكني فيـه، ومـن تطــورت الفكــرة إىل أن أصــبح شــركات أتمينيّـة تعاونيّـة تُـديرها هي ــات إســالميّة تقــوم مقام التدأمني التجاري دون الناـر إىل عنصـر الطمـع وا شـع الفاحشـني املوةـودتني يف شـركات التأمني التجارية. إحــافة إىل ذلــك ،أن التــأمني التبــادا يقــوم يف أساســه علــى جمموعــة صــغمة ،وأن عــدد ماس ـة يومــا بعــد يــوم ،فــع دن ّ احلاة ـة ّ املســتأمنني اــدود يعــرف بعضــهم الــبعب فــعذا تزايــد العــدد ً إلقامـة صـره كبــم يقـوم مقــام عيـة التــأمني التبـادا ،وهـو عبــارة عـن شــركة التـأمني التعــاو أو مؤسسة التأمني التعاو ،تقوم إبدارهتا خمتصني على أساا الوكالة أبة ٍر معلوم أو علـى أسـاا املضاربة. 56 يقــول الشــيخ صــاو بــن ويــد :هوقــد تطــور التوســع فيــه ،ةيــث أصــبع جيمــع أعــداداً فماً تتعرض ألخطار متعددة دون أن يعرف بعضهم بعضاً .ول ن كان التـأمني يف مبـدأ نشـأته يقــوم علــى اكتت ــاب لصــل م ــن املشــاركني فق ــد تطــور علــى أس ــاا قســط اثب ـ نســبياً ي ــدفع 57 مقدماًه. وناـراً لتعــدد العقــود وكثــرة أنواعهــا وتــداخلها مــع بعضـها الــبعب ،فــع ّن الــبعب يســميها 58 ابلت ـ ـ ـأمني التع ـ ــاو املرك ـ ــج للتفرق ـ ــة ب ـ ــني الت ـ ــأمني التبـ ـ ــادا أو الت ـ ــأمني التع ـ ــاو البس ـ ــيط. 56يقصد به التأمني التبادا. 57ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن وي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ،ص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاو ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن عب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد هللا ،الا ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييامف الاع ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي يياوين ا سي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي م ، http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_content.cfm?id=71&catid=74&artid =1679#1 58ملحم ،الاامف ا س م ،ص.73 37 املطلب ا ول :عرعف الاامف الاعاوين: ذهــج معاــم الكتّـاب والبــاحثني إىل تعري ـ التــأمني التعــاو ابلتــأمني التبــادا لوةــود التشــابه والغاي ــة وا ــدف بينهم ــا ،إالّ أ ّن مثّـة اخ ــتالف ةــوهري ب ــني التــأمني التب ــادا والت ــأمني التعــاو ،ويكمــن هــذا االخــتالف يف أن التــأمني التبــادا عبــارة عــن عي ـة أو جمموعــة أف ـراد صغمة ،تديرا مؤسسة أو عية صغمة ،ويكـون العـدد بسـيط يعـرف بعضـهم الـبعب يف معاـم األحيــان ،أمــا التــأمني التعــاو فتــديرا شــركات أو مؤسســات إســالمية كبــمة ــا حصــانة ماليــة قويــة ،تتــوىل العمليــات التأمينيــة بــني املســتأمنني والــيت قــد تصــل إىل أعــداد كبــمة .لــذا فالباحــث ير التفريق بني تلك التعاري املتشاهبة. فنا ـ ًـرا ــذا االخ ــتالف ،ف ــع ّن تعريـ ـ الت ــأمني التع ــاو ال ــذي ي ــدار م ــن قِب ــل ش ــركات مس ــامهة كالش ــركة اإلس ــالمية القطري ــة للت ــأمني ،أو ي ــدار م ــن قِب ــل بنـ ـك إس ــالم أو مص ــرف إســالم كبنــك إســالم يف مــاليزي وبنــك ا زيــرة ابململكــة العربيــة الســعودية ،و ممهــا مــن البنــو اإلسالمية اليت تبن فكرة إقامة شـركة التـأمني التعـاو ،فـع ّن العلمـاء قـد عرفـوا التـأمني التعـاو ابعتبــار وةــود عنصــر التعــاون والتــظع ،والشــركة الــيت تقــوم إبدارة العمليــات التأمينيــة ،والفــائب التأميو ،وهذا األسس يف جمموعها لتل عن التأمني التجاري أيضاً من نحية. لــذا ،فقــد عــرف عبــد اللطي ـ عبــد الــرحيم ةنــاح 59التــأمني التعــاو أبنــه :ه تعــاون جمموعة من الناا لدفع األخطار ااتتملة عن بعضهم البعب ،وذلك بتظع كل منهم بقدر من املال لصندوق تعاو على أسس علمية ريحية إحصائية ،ةيـث يكفـ إلقالـة عثـرة املتضـررين مــن األخطــار ااتتملــة ،و ــدد مقــدار قــدرة الصــندوق علــى تعــويب املشــّ عنــد وقــوع اخلطــر ال ــذي قـ ــد يتعـ ــرض لـ ــه ،فـ ــعن قـ ــق فـ ــائب سـ ــنوي مـ ــن االش ـ ـّاكات بعـ ــد دفـ ــع التعويضـ ــات واملصروفات وخصم االحتيافات أعيد الفائب دون التزام على املتظع أو اتفق فيما لقق اخلـم لإلسالم واملسلمنيه.60 ويعــرف الــدكتور عبــد احلميــد البعلـ التــأمني التعــاو أبنــه هعقــد تــظع بــني جمموعــة مــن األشــخاص ،للتعــاون علــى تفتي ـ األخطــار املبينــة يف العقــد ،واالش ـّا يف تعــويب األح ـرار 59املدير العام لبنك البحرين اإلسالم ،ورئيس جملس إدارة شركة البحرين اإلسالمية للتأمني. 60ةنــاح ،عبــد اللطي ـ عبــد الــرحيم ،الاييامف ىلييل احلييياة ومسيياادات العق ي د ،أعمــال النــدوة الفقهيــة الثالثــة ،تناــيم :بي ـ التمويــل الكوييت ،الكوي :بي التمويل الكوييت ،ط1413 ،1هـ1993-م) ،ص.160 38 الفعلية الـيت تصـيج أحـد املشـّكني والنا ـة عـن وقـوع اخلطـر املـؤمن منـه ،وذلـك وفقـاً للقواعـد اليت ينص عليها ناام الشركة والشروط اليت تتضمنها واثئق التأمني ومبا ال يتعارض مـع أحكـام 61 الشريعة اإلسالم ه. ولقـد ســلك الــدكتور أوــد ملحــم هــذا املسـلك يف تعريـ التــأمني التعــاو أبنــه :هعقــد أتمــني ــاع يلتــزم مبوةبــه كــل مشــّ فيــه بــدفع مبلــغ معـ دـني مــن املــال علــى ســبيل التــظع، لتعــويب املتضــررين مــنهم علــى أســاا التكافــل والتضــامن ،عنــد قــق اخلطــر املــؤمن منــه ،تــدار 62 فيه العمليات التأمينية من قِبَل شركة متخصصة على أساا الوكالة أبةر معلومه. أمـ ــا الـ ــدكتور حسـ ــني حامـ ــد فعنّـ ـه يقسـ ــم مفهـ ــوم التـ ــأمني التعـ ــاو أو اإلسـ ــالم إىل عقدا. نااما ،والثا ابعتبارا ً اعتبارين :األوىل ابعتبارا ً ناامـا :ههـو تعـاون جمموعـة مـن األشـخاص ،يسـمون فتعري التأمني التعاو ابعتبـارا ً ههي ة املشـّكنيه يتعرحـون خلطـر أو أخطـار معينـة ،علـى تـاليف آاثر األخطـار الـيت قـد يتعـرض ا أحدهم ،بتعويضه عن الضرر الناتا من وقوع هذا األخطار ،وذلك ابلتـزام كـل مـنهم بـدفع مبلغ معني ،على سبيل التـظع ،ويسـمى هالقسـطه أو هاالشـّا ه ـددا وثيقـة التـأمني أو عقـد االشّا ،وتتوىل شركات التـأمني اإلسـالمية إدراة عمليـات التـأمني واسـتثمار أموالـه ،نيابـة عـن هي ة املشّكني ،يف مقابل حصة معلومة من عائد اسـتثمار هـذا األمـوال ابعتبارهـا مضـارابً ،أو 63 معاه. معلوما وكيالً أو مها ً مبلغًا ً عقدا فيقول :هاتفاق بني شركة التـأمني اإلسـالم ، أما تعري التأمني التعاو ابعتبارا ً ابعتباره ــا ممثل ــة ه ي ــة املش ــّكنيه وش ــخص فبيع ـ ـ أو قـ ــانو ،علـ ــى قبولـ ــه عض ـ ـواً يف هي ـ ــة املشــّكني ،علــى أن تــدفع لــه الشــركة نيابــة عــن هــذا ا ي ــة ،مــن أمـوال التــأمني ،الــيت مــع منــه ومن ما من املشّكني ،التعويب عن الضرر الفعل الذي أصابه من ةراء وقوع خطر معـني، 61البعل ،عبد احلميد ،أسس ر يسية للاامف الاعاوين الاهاةل ،ورقة مقدمة حمن أعمال منتد التكافل السعودي الـدوا األول21 ، إىل 22من سبتمظ2004 ،م ،ةدة ،ص.31 62ملحم ،الاامف ا س م ،ص.73 63حسـان ،حسـني حامـد ،أسيس الاهياةل الاعياوين ه ضي ء الشيرععة ا سي مية ،ورقـة مقدمـة حـمن أعمـال منتـد التكافـل السـعودي الدوا األول 21 ،إىل 22من سبتمظ2004 ،م ،ةدة ،ص.3 39 يف التــأمني علــى األشــياء ،أو مبلــغ التــأمني يف التــأمني التكــافل علــى األشــخاص ،علــى النحــو 64 الذي ددا وثيقة التأمني وبني أسسه الناام األساس للشركةه. فنــر أن املقصــد وا ــدف احلقيقـ للتــأمني التعــاو بــني املشــّكني التعــاون علــى مــل األخطــار وتوزيعهــا بيــنهم ،وعلــى املــؤمن أو هي ــة التــأمني التعــاو تناــيم هــذا التعــاون التكــافل وإدارة أعمــال التــأمني واســتثمار أم ـوال التــأمني وفــق أحكــام الش ـريعة اإلســالمية ،وياهــر مــن خالل هذا التعاري التقـارب واالنسـجام ،ملـا لويهـا مـن عناصـر مهمـة تـدل علـى االخـتالف ا وهري بني شركة التأمني التجاري وشركة التأمني التعاو . اثلثاً :مس يات أخرى هلذا الن ع ما الاامف: -1يسمى هذا النوع عند الـبعب ابلتـأمني التبـادا ،ذلـك ألن املشـّكني يتبـادلون فيمـا بيـنهم علــى مــل األخطــار واألحـرار والكـوارث الــيت تصــيبهم وتوزيعهــا فيمــا بيــنهم ،أحـ إىل هــذا، 65 أن املشّ يف التأمني جيمع بني صفيت املؤمن واملؤمن له. -2يســمى هــذا النــوع مــن التــأمني تعاونيـاً ،وذلــك لتعــاون املشــّكني بعضــهم الــبعب يف توزيــع األخطار اليت تصيبهم واألحرار النا ة عن املخافر بينهم. ويعــرف مــؤ ر األمــم املتحــدة للتجــارة والتنميــة التعاونيــات :هالتعاونيــة ه ـ أساس ـاً أداة تنايميـ ــة تتـ ــيع لصـ ــغار املنتجـ ــني واملسـ ــتهلكني ميـ ــع م ـ ـواردهم لتحقيـ ــق منـ ــافع ذات صـ ــبغة اقتصادية ،وهو مبـدأ كـن تطبيقـه بصـفة علـى التـأمني الـذي يرتكـز علـى توزيـع األخطـار علـى أكظ عدد ممكنه.66 أيض ــا ابلت ــأمني اإلس ــالم ،ذل ــك ألن ــه يتف ــق م ــع أحك ــام الشـ ـريعة اإلس ــالمية، -3ويس ــمى ً وللتميي ـز بينــه وبــني التــأمني التجــاري ،والتــأمني التعــاو القــائم يف بــالد الغــرب ،فــم الــدكتور 64حســان ،حسـني حامـد ،أسيس الاهياةل الاعيياوين ه ضي ء الشيرععة ا سي مية ،ورقـة مقدمــة حـمن أعمـال منتـد التكافـل الســعودي الدوا األول21 ،إىل 22من سبتمظ2004 ،م ،ةدة ،ص.5 65البعلـ ،عبــد احلميــد ،أسييس ر يسيية للاييامف الاعيياوين الاهيياةل ،ورقــة مقدمــة حــمن أعمــال منتــد التكافــل الســعودي الــدوا األول، 21إىل 22من سبتمظ2004 ،م ،ةدة ،ص.31 66ةنــاح ،عبــد اللطيـ عبــد الــرحيم ،الان ييية والاييامف مييا منظي ر دسي م ،أعمــال النــدوة الفقهيــة الثانيــة لعــام 1410ه ـ1990-م، تنايم :بي التمويل الكوييت ،الكوي :بي التمويل الكوييت ،ط1413 ،1هـ1993-م) ،ص.74-73 40 حسني حامد والشيخ صاو بن ويـد ،أن التـأمني التعـاو منشـأا األصـل بـالد الغـرب ،يقـول الشــيخ صــاو بــن ويــد :ه مــن املستحســن أن يســمى التــأمني الــذي يتفــق مــع أحكــام الشـريعة ـدال مـن التـأمني التعـاو أو التبـادا أو مهـا مـن التسـميات اإلسالمية بــ(التأمني اإلسـالم ) ب ً الــيت قص ــدها األس ــاا التع ـاون والتكاف ــل ول ــيس ال ـربع والتج ــارة ذل ــك أن هــذا األمس ــاء م ــن ( التبــادا أو التعــاو وأمثا ــا) :موةــودة لــد ــم املســلمني والســيما يف بــالد الغــرب الــيت ه ـ أصــل منشــأ هــذا النــوع مــن التــأمني ،وليسـ متطابقــة مــع الصــيغة اإلســالمية ذلــك أن الشـريعة تتطلــج يف ه ــذا الن ــوع م ــن التع ــاون أو التكاف ــل ش ــروفاً وخص ــائص ال تت ـوافر يف أن ـواع وص ــيغ 67 التأمني التعاو والتبادا يف الغربه. تمد مــن اإلسـالم مــن حيـث مبادئــه وأفكــارا إ ّن مفهـوم التــأمني التعـاو يف حقيقتــه ُمسـ ّ الســاميّة والرئيســة ،ولقــد أخــذ الغـرب فكــرة التعــاون والتكافــل مــن اإلســالم ،وفبقــوا يف حيــاهتم اري ،والباحث حقيقةً خيال ما وعملهم كما سبق وأن ذكرن ،فوروا إىل أن أصبع أتمينًا ً ذهـج إليـه فضـيلة الشــيخ صـاو بـن ويــد والـدكتور حسـني حامــد يف نشـأة التـأمني التعــاو يف بــالد الغــرب ،فاألصــل يف التعــاو إســالم ،فــال لتــاج أن ننســج التــأمني إىل اإلســالم ،فهــو إسالم ر أصالةً وتطبيقاً. فض ـالً عــن هــذا ،أ ّن كلم ــة التّعــاون قــد ورد يف القــرآن الك ــرج الــذي لــث فيــه الن ــاا أيضــا بكلمــة الــظ الــذي يــدل علــى والتمــع املســلم علــى التعــاون ،عــالوة علــى ذلــك ،ارتبافــه ً أيضــا علــى اإلنفــاق الفــرض اإلنفــاق التطــوع يف قولــه تعــاىل (وآتــى املــال علــى حبــه) ،ويــدل ً ـوه ُكم قِبـل المشـ ِرِق والمغـ ِر ِ ه د ب س ال ِ د َ َ ـظ أَن تُـ َولـوا ُو ُة َ َ َ َ والواةـج وهـو الزكـاة يف قولـه تعـاىل :لـي َ ـك دن الِ دظ من آمن ِابللِ واليـوِم ِ ولَ ِ اآلخ ِر والمآلئِ َك ِة وال ِكتَ ِ ني َوآتَى ال َم َال َعلَى ُحبِّ ِه ذَ ِوي اب َوالندبِيِّ َ َ ََ ّ َ َ َ َ َ َ ِِ ِ ني وِيف ِ ِ ِ صـال َة َوآتَـى الدزَكـا َة ـام ال د ـامى َوال َم َسـاك َ الرقَـاب َوأَقَ َ ال ُقـرَب َواليَـتَ َ ني َواب َـن ال دسـب ِيل َوال دسـ ئل َ َ ّ ِِ دوا ...البقرة177. ، اه ُ َوال ُموفُو َن بِ َعهدهم إِ َذا َع َ أيض ــا تكافليً ــا ل ــنفس ا ــدف والغاي ــة ،وملع ــىن الكفال ــة ال ــيت تضـ ـم جمموع ــة م ــن -4ويس ــمى ً املشــّكني بــدفع مبلــغ مــن املــال علــى ســبيل التــظع ،أي أن التكافــل يعتــظ أتمينًــا تعاونيًــا يســاهم 67ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن وي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ،ص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاو ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن عب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد هللا ،الا ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييامف الاع ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي يياوين ا سي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي م ، http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_content.cfm?id=71&catid=74&artid =1679#1 41 فيــه األعضــاء بــدفع مبلــغ معــني علــى ســبيل التــظع وذلــك لوةــود عنصــر املصــلحة املشــّكة بــني 68 املشّكني. ويعــرف الــدكتور عبــد هللا نصــع عل ـوا أبن التكافــل هــو :ه أن يتضــامن أبنــاء التمــع ويتساندوا فيما بيـنهم سـواء أكـانوا أفـراداً أو اعـات ،حكامـاً أو اكـومني علـى الـاذ مواقـ إجيابيــة كرعايــة اليتــيم ..أو ســلبية كتحــرج االحتكار..بــدافع مــن شــعور وةــدا عميــق ينبــع مــن أصل العقيدة اإلسالمية ،ليعي الفرد يف كفالة ا ماعة ،وتعـي ا ماعـة مبـؤازرة الفـرد ،حيـث 69 يتعاون ا ميع ويتضامنون إلجياد األفضل ،ودفع الضرر عن أفراداه. ـو علـى التعـاون ااتـب والتكافـل ومما الشك فيه ،أ ّن أساا التأمني التعاو وفكرته مب ّ بني أفراد األمة والتمع أبسرا ،وهو أيضاً تضامن أبنـاء التمـع ومسـاندة بعضـهم الـبعب سـواءً أكانوا أفراداً أم اعات. لذا ،د يف وقتنا الراهن أ ّن بعب الشركات اليت تعمل يف قطاع التأمني التعاو تتخـذ مســمى التكافــل شــعاراً ومســمى ــا ،بــدالً مــن كلمــة التــأمني ،وذلــك للتمييــز بــني الشــركات اإلســالمية عــن الشــركات التجاريــة ،فض ـالً عــن هــذا ،ملــا يف كلمــة التكافــل مــن دالئ ـل تــوح مبعـ ـا ال ــظ والـ ـّاحم والقرب ــة واإليث ــار 70،وه ــذا م ــا نش ــاهدا يف م ــاليزي ،م ــن اس ــتخدام كلم ــة التكافل يف معام شركات التأمني التعاو و مها من البلدان الاورة. ابعا :مصطلحات ذات صلة ابلاامف الاعاوين: رً السهم :حصة ذات قيمة معينة من رأا املال النقدي والعيو. مالكو األسهم :جمموعة املؤسسني واملسامهني أصحاب رأا مال الشركة وأسهمها. االشّا :دفعة مالية يؤديها عضو اعة التكافل على سبيل التظع ملعاونـة مـن لـل بـه الضـرر من املتكافلني. ا ماعة التكافلية (هي ة املشّكني) :جمموعة املشّكني يف التكافل. 68ابتل ،صابر ،الاهاةج والاقليص ما السقرwww.icmif.org/takaful ، 69علوان ،عبد هللا نصع ،الاهاةج االما اى ه ا س ( ،القاهرة :دار السالم ،ط1422 ،6هـ2001-م) ،ص.15 70الشني ،فتحـ ،صياة مقدمة لشركة أتمف ودىادة الايامف ه ا سي ،ةـث مقـدم للنـدوة الفقهيـة الثانيـة لبيـ التمويـل الكـوييت لعـام 1410هـ املوافق 1990م( ،الكوي :بي التمويل الكوييت ،ط1413 ،1هـ1993-م) ص.101 42 املطلب الثاين :خصا ص الاامف الاعاوين: -1 عقـد تعـاو ـاع بــني األعضـاء ،علـى أسـاا الوكالــة مـن املسـتأمنني ،فــتجمعهم يعاً عقد التأمني التعاو ،وفيه قيق معىن التعـاون ابملعـىن الصـحيع القـائم علـى التــظع ااتــب والتضــحية ،وإفــادة يــع املشــّكني ،فيكــون كــل واحــد مــنهم مؤمن ـاً لغ ــما ومؤمن ـاً لنفس ــه ،فه ــو م ــؤمن لنفس ــه ذل ــك أن ــه يش ــّ يف الت ــأمني ،فل ــه ح ــق احلصول على التعويب يف حالة الضرر أو اخلسارة الـيت تلحـق بـه ،فاكتسـج صـفة املســتفيد .أمــا كونــه مــؤمن لغــما ،فبمســامهته يف دفــع االش ـّا علــى ســبيل التــظع، فعنه يدفع كتعويب لغما عند وقوع اخلطر ،فله صفة الشريك واملسـاهم يف لفيـ عجء اخلطر على ما. -2 تر ــة مب ــدأ التكاف ــل والتض ــامن إىل واق ــع عملـ ـ ،حي ــث تغط ــى املخ ــافر ،وت ــرمم األحرار إما مطلقاً أو حمن حـدود معينـة ،وقـد يتعـد ذلـك إىل قيـق األرابه مـن خالل االستثمارات والفائب التأميو. إن األقســاط الــيت يــدفعها املســتأمن أو املشــّ يف التــأمني التعــاو تبقــى ملكيتهــا للمش ــّكني أنفس ــهم ،فه ـ ـ ليس ـ ـ مل ًك ـ ـا للش ــركة -كم ــا ه ــو احل ــال يف الت ــأمني التجاري ،-وذلك بعد خصـم تكـالي إدارة الشـركة للعمليـات التأمينيـة ،واسـتيفاء يــع احلقــوق املتعلقــة كــدفع التعويضــات ،وتكــالي إعــادة التــأمني واالحتيافــات الضرورية ،و مها ،أي أن الفائب التأميو ملك للمشّكني. إن التـ ـ ــأمني التع ـ ـ ــاو يس ـ ـ ــتوعج أعـ ـ ــداد كب ـ ـ ــمة م ـ ـ ــن ف ـ ـ ــات التم ـ ـ ــع والش ـ ـ ــركات واملؤسسات ،فهو يعادل التأمني التجاري ويتفوق علـى التـأمني التبـادا مـن حيـث التعدد والكثرة يف عدد املسـتأمنني ،ويتفـوق عـن التـأمني التجـاري والتـأمني التبـادا أيضـاً مــن حيــث الــظاما والتغطيــات املتنوعــة للمخــافر وفكــرة االدخــار للمســتقبل سواءً من حيـث بـرنما الدراسـة لألبنـاء والـزواج و ممهـا مـن الـظاما الـيت تتفـق مـع أحكام الشريعة. إن التــأمني التعــاو يف هي تــه وشــكله وصــورا علـم قــائم بذاتــه بوصــفه بــديالً شــرعيًا ـديرا أن عـن التـأمني التجـاري ،فيتطلـج خــظة علميـة واسـعة يف ميـادين تطبيقـه ،وةـ ً -3 -4 -5 43 -6 يدرا يف ا امعات ،فامليدان التطبيق لتاج أيضاً إىل كوادر علمية وفنية متميـزة، فهذا يساعد على دفع عجلة تقدم الصـناعة التأمينيـة املوافـق لألسـس الشـرعية ـو األمــم وبنــاء صــره شــامخ قــوي لالقتصــاد اإلســالم مــن إقامــة املشــاريع واســتثمار األموال. إن الت ــأمني التع ــاو ي ــدخل يف عق ــود التظع ــات ،ألن ــه خيل ــو م ــن مع ــىن املعاوح ــة، متظعــا كليًــا أو ةزئيًـا ،ملــن وقــع لــه فتكــون األقســاط الــيت يــدفعها املســتأمن يكــون ً 71 حادث أو خطر ،أو ملن أراد الزواج. املطلب الثالث :ص ر وأن اع شركات الاامف الاعاوين ه العامل: لقد تعددت أأاط وصور شركات التـأمني التعـاو أو التكافـل يف العقـد األخـم أو مـع بداية األلفية ا ديدة ،وتعتمـد هـذا الصـور بنـاءًا علـى اعتبـارات عديـدة ،وهـذا يعـود إىل وةـود ـوي منافس ــا ق ـ ً تط ــور كب ــم يف الفك ــر االقتص ــادي للت ــأمني التعـ ــاو ،وال ــذي ل ــاول أن يك ــون ً لشركات التأمني التجاري اليوم ،ولذلك تسعى شـركات التـأمني التعـاو اليـوم ةاهـدة أن تـزيع تلــك الشــركات بقــدر اإلمكــان مــن ســيطرهتا علــى الــدول اإلســالمية ،و كــن أن نقســم صــور شركات التأمني لعدة اعتبارات وه كاآليت: أوالً :ص ر شركات الاامف الاعاوين ابىابارها رحب أو ال رحب : اضـا دون البحـث عـن املكاسـج واألرابه لقد بدأ التأمني التعاو كمـا ذكـرن تعاونيًـا ً ـؤخرا شــركات إســالمية تبحــث عــن هــذا الـربع ،وهــذا الـربع لــيس اـالً والعوائــد ،إالد أندـه ظهــر مـ ً للمقارنـة بينهـا وبـني شـركات التــأمني التجـاري الـذي يـز ابلطمــع وا شـع ،والبحـث عـن الـربع الفاح بغب النار عن الطرق املؤدية إىل ذلك ،و كن أن نقسم هذا النوع إىل صورتني: الص رة ا وىل :ص رة شركة الاامف الاعاوين ال رحب : وصورة هذا الشركة أ ا تقوم يف بداية األمر على ع األقسـاط ،ولـيس ـا رأا مـال، و لكهـ ــا ولـ ــة الب ـ ـوالص (هي ـ ــة املشـ ــّكني) ،وإأـ ــا رأا ما ـ ــا تقـ ــوم علـ ــى األقسـ ــاط والرسـ ــوم واالحتيافات املّاكمة ،وتقوم إدارة الشركة ابستثمار هذا األموال لصاو ولـة البـوالص لتقويـة 71ملحم ،الاامف ا س م ،ص .90 -87الزحيل ،ىقد الاامف ،ص.23-22 44 مركزهــا املــاا ورفــع حصــانتها املاليــة حــد األخطــار والك ـوارث الطبيعيــة ،وظهــرت أكثــر هــذا الشـركات يف الـواليت املتحــدة األمريكيـة ،وأخــذت بعـب هــذا الشـركات بعــد فـّة تتحــول إىل شــركات رةيــة اريــة ،ذلــك ألن هــذا الشــركات ال تســتطيع إصــدار ســندات الــدين واالقـّاض مــن البنــو ،لعــدم وةــود مــال ــذا الشــركة ،فتحولـ تلــك البـوالص إىل أســهم تبــاع يف ســوق األوراق املالية. الص رة الثانية :ص رة شركات الاامف الاعاوين الرحب : أنتشــر هــذا النــوع م ـن الشــركات يف البلــدان اإلســالمية أكثــر مــن وةودهــا يف البلــدان الغربيــة ،حيــث تشــبه هــذا الشــركات شــركات التــأمني التجــاري مــن حيــث وةــود ولــة أســهم، وأ ـا تســتهدف الـربع وتوزيــع العوائـد علــيهم ،أحـ إىل هــذا وةـود عنصــر االلتـزام للشــركة مــن 72 نحية دفع التعويب. بَـيد أ دن شركات التأمني التعـاو اإلسـالم لتلـ عـن شـركات التـأمني التجـاري بعـدة ممي ـزات – ســنذكرها يف مواحــيعها -ولعــل أمههــا ،أن األوىل قام ـ بتحويــل ابب املعاوحــة يف املعامالت إىل ابب التظعات يف ع األقسـاط ،ويّتـج علـى ذلـك لـة مـن األمـور سـنذكرها ال ح ًقـ ــا ،أح ـ ـ إىل هـ ــذا أن األوىل تقـ ــوم ابسـ ــتثمار أم ـ ـوال التـ ــأمني فب ًقـ ــا ألحكـ ــام الش ـ ـريعة املســتخدمة يف املعــامالت ،فــال تتعامــل يف ســندات الـراب ،وال يف أتمــني الشــركات واملصــانع الــيت تنــتا أدوات ارم ــة ش ــرعيًا مثــل مص ــانع اخلم ــور و مهــا ،وترت ــج عل ــى ذلــك أم ــور س ــنذكرها، أح ـ ـ إىل ذل ــك أن دور ش ــركة الت ــأمني التع ــاو ا ــاا املش ـ ـّكني تنا ــيم العملي ــات التأميني ــة ابعتبارهـا وكــيالً عــنهم ،وال تعتــظ أمـوال التــأمني مل ًكــا للشــركة ،وإأــا هـ ملــك ي ــة املشــّكني، و ي ــة املشــّكني اســّداد الفــائب التــأميو ابعتبــار أن هــذا األمـوال نتيجــة االســتثمار واألمـوال املتبقيــة مــن دفــع التعويضــات ،وكــل هــذا األمــور و مهــا كــن أن عــل شــركة التــأمني التعــاو خمتلـ ـ ع ــن ش ــركة الت ــأمني التج ــاري يف بع ــب األم ــور املتعلق ــة أبحك ــام الشـ ـريعة اإلس ــالمية، 72القــري ،امـد العلـ ،الاييامف الصيح ،جملــة جممــع الفقـه اإلســالم ،الـدورة الثالثــة عشـرة ،العــدد الثالـث عشــر1422 ،ه ـ2001-م، ج ،3ص.573-567 45 أيضــا م ـن حيــث ناــرة األوىل للتــأمني أبن املقصــد األساس ـ مــن إنشــاءها هــو إجيــاد وخمتل ـ ً بديل شرع للثا خيدم اإلسالم واملسلمني. اثنيًا :ص ر شركات الاامف الاعاوين القا م ىلل أساس ال كالة أبمر أو بدوا أمر: ي ــزت بع ــب الش ــركات الت ــأمني التع ــاو يف العق ــد األخ ــم بعق ــد الوكال ــة يف عملي ــات التــأمني التعــاو ،إال أ ــا لتلـ يف كو ــا تتقاحــى علــى تلــك العلميــات وكالــة أبةــر أو بــدون أةر ،وعلى هذا األساا نقسم شركات التأمني التعاو إىل صورتني ،وه : الص رة ا ول :ىلل أساس ال كالة بدوا أمر: تقوم شركة التأمني على أساا الكالة بدون أةر يف تنايم العمليات التأمينية مـن ـع األقساط أو مبلغ التظع ،ودفع التعويضات و ممها من األمـور الـيت تتعلـق ابلعمليـات التأمينيـة، ويتم أتسيس الشركة بناءً على قيـام جمموعـة مـن املسـامهني إبنشـاء وتكـوين شـركة مسـامهة وبنـاء هيكلها العام ،وه تقوم على االلتزام أبحكام الشرع يف يع تعامالهتا. وهــذا الشــركة قائمــة علــى مبــدأ التعــاون والتــظع بــني ولــة الواثئــق أو هي ــة املشــّكني، أيضــا تشــكيل هي ــة فيتظعــون ابألقســاط املتفقــة عليهــا ابتــداءً عنــد التوقيــع علــى العقــد ،ويــتم ً الرقاب ــة الش ـرعية ،وتك ــون فتواه ــا ملزم ــة للش ــركة ،و ــا احل ــق الكام ــل يف مراقب ــة ي ــع عملي ــات التــأمني ،واالفــالع علــى كافــة الواثئــق املتعلقــة ابلشــركة واملســتأمنني ،ــم أن هــذا الشــركات ال تتقاحى على تلك العلميات واإلدارة أي أتعاب ،بغية ثواب هللا ونيل رحاا. وتعتــظ الشــركة اإلســالمية القطريــة للتــأمني مــن الشــركات القائمــة علــى هــذا املبــدأ وهــو الوكالــة بــدون أةــر يف إدارة العمليــات التأمينيــة 73،إال أ ــا ســتقطع نســبة معينــة مــن عمليــات االستثمار على أسـاا املضـاربة الشـرعية بنسـبة عاليـة قـد تصـل إىل مـا بـني %50إىل %80 حســج األرابه ،وعلــى حــوء ذلــك فــعن يــع املصــاري املتعلقــة ابلعمليــات التأمينيــة والرســوم والضـ ـرائج و مه ــا عل ــى حس ــاب هي ــة املش ــّكني وه ــم ول ــة الواثئ ــق ،74وللش ــركة حس ــابني مستقلني ،ومها حساب ولة الواثئق أو هي ة املشّكني وحساب الشركة. 73القرا دا ،الاامف ا س م ،ص.206-204 74القرا دا ،الاامف ا س م ،ص.327 46 أمــا مــن نحيــة اســتفادة املســامهني يف الشــركة يف هــذا العمليــة ،فــعن ــم عوائــد اســتثمار ـتثمارا شـرعيًا ،ونسـبة مـن عوائـد اسـتثمار أمـوال التـأمني ،زيدة قيمـة أسـهم رأا مال الشركة اس ً الشــركة مــن خــالل ــاه الشــركة يف اســتثمار األمـوال ،فضـالً عــن ذلــك ،أ ــم يكتســبون األةــر من عند هللا سبحانه وتعاىل يف مسامهتهم البناءة يف خدمة اإلسالم واملسلمني. الص رة الثانية :ىلل أساس ال كالة أبمر: ه ـ نفــس الفكــرة الــيت ذكرنهــا يف الصــورة األوىل ،إالّ أ دن الثانيد ـة لتل ـ عــن الصــورة األوىل يف كو ا تقوم ابستقطاع نسبة معينة من مبلغ التـظع مقابـل إدارهتـا لعمليـات التـأمني مـن أيضــا ــع األقسـاط ودفــع التعويضــات و ممهــا مــن األمــور الفنيــة املتعلقــة ابلعمليــة ،وتســتقطع ً نسبة معينة من األرابه والفائب التأميو كأةر وكالة ومعام الشركات اإلسالمية العاملة يف السـوق التـأميو تنـتها ـا الصـورة الثانيـة ،ألن ـما لــو وصــل فكـرة الوكالــة أبةـر معلــوم يف يـع التعــامالت التأمينيــة تـدر علــيهم دخـالً ورةًــا كب ً عــدد املشــّكني إىل األلــوف أو املاليــني ،وهــذا الفكــرة تعتــظ بديلــة عــن ناــم التــأمني التجــاري، وموافقة للشريعة اإلسالمية بشرط أن تكون األةرة معلومة مسب ًقا و م فاح . ويتم تقدير األةر بطـريقتني ،األوىل :أن يـتم ديـد يـع مصـاري العمليـات التأمينيـة وأةرة اإلدارة و ممها ،ومن يتم اقتطاع ذلك املبلغ ،مثل :أن يكون تكالي هـذا العمليـات سنوي سة ماليني مثالً ،فتقـوم الشـركة ابسـتقطاع هـذا املبلـغ مـن صـندوق هي ـة وأةرة اإلدارة ً املشّكني مبلغ سة ماليني و س مائة أل أو ستة ماليني ،أما الطريقة الثانية فه الطريقة الش ــائعة ملعا ــم ش ــركات الت ــأمني التع ــاو أو التكاف ــل ،وهـ ـ اس ــتقطاع نس ــبة معين ــة م ــن ك ــل مشّ ،أي تستقطع نسبة معينة من األقساط من يع ولة الواثئق ،كأن تكون النسـبة مـثالً 76 %17أو .%25 75 75القرا دا ،الاامف ا س م ،ص.207-206 76القرا دا ،الاامف ا س م ،ص.328 47 اثلثًا :ص ر شركات الاامف الاعاوين ابىابار اجلقة املؤسسة هلا: أص ــبح ش ــركات الت ــأمني التع ــاو الي ــوم منافس ــة كب ــمة لش ــركات الت ــأمني التج ــاري، عوحا عن ااترم ،ولقد بدأت شركات ابعتبار أن املسلمني اليوم يبحثون عن املعامالت ا ائزة ً التــأمني التعــاو ابلاهــور عــام 1979م ،مــن قبــل بنــك إســالم ،وبعــد هــذا االنتشــار ســع شـركات التــأمني التجـاري تعزيــز مكانتهــا بـني شــركات إسـالمية بفــتع فــروع ـا يف بعــب الــدول تقوم على املبادئ األساسية اليت أقرهتا الامع الفقهية والعلمـاء ،وبـدأت بعـب البنـو التجاريـة قدما و أتسيس شركة التأمني التعاو أو التكافل ،وعليه فعن صـور شـركات ً أيضا يف التفكم ً التأمني التعاو تنقسم إىل عدة صور ابعتبار ا هة اليت تقوم بتأسيسـها أو ويلهـا ،وهـ علـى النحو اآليت: -1ص رة شركة الاامف الاعاوين اليت ساند دىل بن ك دس مية: إن معام قوانني البلدان اإلسالمية تنص على أن يكون أتسيس شـركة التـأمني التعـاو أو التكافل قائمة على وةود رأا مال للشركة ،وتستند بعب شركات التأمني التعاو يف هـذا اليــوم علــى بنــو إســالمية ،ابعتبــار أن هــذا البنــو لــديها حصــانة ماليــة قويــة ،تســتطيع مــن خال ــا الوقــوف أمــام العجــز املــاا الــذي تصــيج هــذا الشــركات ،ولقــد كــان للبنــو اإلســالمية ائدا يف أتسيس تلك الشركات وتطورها ،ولعل أبرز تلك الشركات العامليـة ،شـركة التـأمني دورا ر ً ً اإلس ــالم ابخلرف ــوم ال ــيت اس ــتندت إىل بن ــك فيص ــل اإلس ــالم السـ ــودا ،وش ــركة التكاف ــل التع ــاو ال ــيت اس ــتندت إىل بن ــك ا زي ــرة ،وش ــركة التكاف ــل املاليزي ــة وال ــيت اس ــتندت إىل البن ــك اإلس ــالم امل ــاليزي ،وش ــركة الت ــأمني اإلس ــالمية األردني ــة ال ــيت اس ــتندت إىل البن ــك اإلس ــالم األرد .77 -2ص رة شركات الاامف الاعاوين اليت ساند دىل رؤوس أم ال رمال ا ى ال: تقــوم بعــب شــركات التــأمني التعــاو ابالســتناد أو االعتمــاد علــى رةــال أعمــال ،أو الذين لكون أموال فائلة أو رتوا أموال وعلى أثرها تسـتعني هبـا الشـركة يف بدايـة أتسيسـها، وتتمثــل هــذا األمـوال علــى شــكل أســهم ،مــن خال ــا يســتفيد حامــل األســهم األرابه والعوائــد 77ملحم ،الاامف ا س م ،ص.179 48 النا ــة مــن االســتثمار ،إحــافةً إىل املبــالغ الــيت تتحصــل عليهــا الشــركة مــن خــالل أةــرة الوكالــة، ونسبة من الفائب التأميو. أو تكون هذا الشركة قد قام يف أساسها على ةزء من أرابه شركة ارية وخيصص للتــأمني الصــح علــى املســامهني يف هــذا الشــركة وورثــتهم ،مثــل الشــركة اإلســالمية لالســتثمار 78 اخلليج . -3ص رة شركات الاامف الاعاوين اليت ساند دىل شركات أتمف جتارعة أو بن ك جتارعة. لقــد ظهــرت يف وق ـ قريــج شــركات التــأمني التعــاو الــيت تســتند إىل شــركات التــأمني التجــاري أو بنــو اريــة مبقابــل ،فقــد يكــون املقابــل ،أةــور الوكالــة ونســبة مــن الفــائب أو أن تقــوم الشــركة اإلســالمية إبعــادة التــأمني لــديها ،وهــذا الاهــور ســببه أن بعــب الــدول تفــرض أن قائم ــا عل ــى مب ــدأ التع ــاون أو التكافـ ـل ،مث ــل تق ــوم الش ــركة العامل ــة يف الس ــوق الت ــأميو يك ــون ً اململكــة العربيــة الســعودية الــيت فرح ـ علــى يــع شــركات التــأمني التجــاري أن تطبي ـق ناــام شـ ــركات التـ ــأمني التعـ ــاو ،إحـ ــافة إىل ذلـ ــك ،أن شـ ــركات التـ ــأمني التعـ ــاو بـ ــدأ يف الاهـ ــور واالنتشــار بقــوة ،وأصــبح تــدرجييًا ــل اــل شــركات التــأمني التجــاري ،لوةــود فتــاو ــرم التعامل معها ،مثل شركة اإلخالص للتكافل اليت استندت إىل الشـركة الوفنيـة إلعـادة التـأمني، والشــركة الوفنيــة للتكافــل اســتندت إىل الشــركة الوفنيــة إلعــادة التــأمني ،وشــركة مــاي ابن ،والــيت استندت إىل بنك ماالين املاليزي. 78املنياوي،امد بدر ،الاامف الصح و طبيقا ي املعاصيرة ه ضي ء السقي ا سي م ،جملـة جممـع الفقـه اإلسـالم ،الـدورة الثالثـة عشـرة، العدد الثالث عشر1422 ،هـ2001-م ،ج ،3ص.319 49 املبحث الثاين :اترعخ الاامف الاعاوين إن للتأمني ريخ عريق منذ أن برز فكرة البحث عن األمان حد تقلبـات العـامل بصـورة فجائيــة يعجــز اإلنســان مواةهتهــا ،وحــد الكـوارث الطبيعيــة الــيت ــدث بــني الفينــة واألخــر ، وتطــورت الفكــرة عقبــة بعــد عقب ـة لــتالئم فبيعــة الزمــان واملكــان ،إىل أن ةــاء اإلســالم خا ــة الرســائل ومهيمنــة علــى مــا قبلهــا ،ليعط ـ لبــو البشــر مــا مل تعطيــه األدين األخــر ،ونام ـ ـما األمــور حيــاة النــاا مــن عبــادات ومعــامالت وةنــايت و مهــا ،ولقــد ركــز القــرآن الكــرج كثـ ً املتعلقة ابملعامالت ،وحث يف مواحيع خمتلفة من القرآن على كل ما هـو فيـه خـم وتعـاون بـني التمــع املســلم بعضــهم بــبعب ،وانتقــل هــذا املفهــوم اإلســالم إىل بــالد الغــرب ،وتطــوروا أ ــا تطــوير ،وأدخلـوا عليــه تعــديالت لــال مبــادئ الشـريعة اإلســالمية ،وانتقــل إىل دير اإلســالم، وأخذ العلماء بدراستها دراسة علميـة رصـينة تـدل علـى عمـق فهمهـم لـريت األحـداث ،ومـن َّ أوةدوا البديل ،وأخذت ـل اـل القـدج أو التقليـد ،وسـنتحدث يف هـذا املبحـث عـن هـذا أيض ــا ع ــن تط ــور الفك ــر االقتص ــادي التط ــور امللم ــوا ــذا العق ــد بص ــورة مبس ــطة ونتح ــدث ً للتأمني. املطلب ا ول :نشاة الاامف قدمياً نشــأ التــأمني التعــاو منــذ بــروز فكــرة التعــاون بــني األف ـراد وا ماعــات والقبائــل ،وهــذا دومـا وعلـى م ّـر يعود إىل أ ّن احلياة ال للو من الكوارث الطبيعية واملخافر اليت تواةـه اإلنسـان ً األيم ،لــذا لــاول اإلنسـان بطبيعتــه لفيـ املخــافر وجماهبتهــا بشـ ّـا الطــرق ،فنجــد املــرء قــد ًا يدخر ماله وفعامه من أةل املستقبل ،وقد يلجأ اإلنسان أو الفـرد إىل الغـم مـن أةـل احلمايـة والدفاع عنه ،وهو مطلج مهم يف كل األزمنة واألمكنة. ويـر بعــب البــاحثني ،أ ّن فكــرة التــأمني قــد بــدأ تعاونيًــا ،دون الناــر إىل عنصــر الطمــع وا شع واالستغالل ،وإّأا ه فكرة يف أساسها تقوم علـى التعـاون والتعاحـد وتـرميم املخـافر، ولفي ـ أعبائهــا الــيت تصــيج الفــرد أو العائلــة أو التمــع ،وكان ـ الفكــرة أو الصــورة يف بدايــة األمــر ،بســيطة بــني أفـراد أو قبائــل أو جمموعــة مــن األف ـراد املعرحــني ملخــافر مشــّكة ومتشــاهبة نتيجـ ــة لك ـ ـوارث فبيعـ ــة أو اةتماعيـ ــة أو اقتصـ ــادية ،وتطـ ــور بتطـ ــور احليـ ــاة واألف ـ ـراد ،وبتطـ ــور 50 احلضارات املدنيّة ،وتتغم وتتبدل حسج العصـور واألمكنـة ،ولصـل التغيـم يف فروعـه وتطبيقـه وتنايمه حسج العرف والعادات ،ويقبل األصل وهو البحث عن األمان. وير البعب أن فكرة التـأمني التعـاو يعـود إىل حكـم أمـم املـؤمنني عمـر بـن اخلطـاب 79 رح هللا عنه ،فقد كان يعط الناا من بي مال املسلمني وهو عبارة عن خزينة الدولة. وترو بعب الروايت أن ا ندوا والبابليني والفينيقيني واليونن والرومـان عرفـوا فريقـة القرض البحري ،وكان ذلك قبل 3000سنة من املـيالد ،80ولقـد وةـد يف لنـدن مـا بـني عـام أيضـا تعـويب األمـوال (1015-827م) عيات تقوم بتعويب السيد الذي يفقـد خادمـه ،و ً 81 املسروقة. وعم هـذا الفكـرة منطقـة الـدول العربيـة واألفريقيـة انتقلـ إىل الـدول األوروبيـة يف ّ القرن الثا عشر ،وتشم بعب الروايت أ ا كان يف القرن الثالـث عشـر ،وتـرو أخـر أ ـا كان ـ يف القــرن الرابــع عشــر عــن فريــق القــرض البحــري وانتشــار التجــارة البحريــة بــني مــدن إيطاليــا واملــدن الواقعــة يف حــوض البحــر األبــيب املتوســط ،واملقصــود ابلقــرض البحــري ،أنــه مــا يصم عنـه اإلقـراض بضـمان السـفينة ودفـع أةـور مالحيهـا ،ولصـل مبقتضـاا صـاحج الشـحنة إذا رق السفينة أو أصاهبا أي كارثة ال يلتزم املقّض برد القرض ،أما إذا وصل ساملة فعنـّه يلتـزم بـرد املبلــغ الـذي اقّحــه مـع فائــدة املقـرض الـذي مــل هـذا املخــافر ،ويعتـظ املقــرض يف 82 منـزلة املؤمن ومبلغ القرض مبنـزلة التأمني. ولق ــد كان ـ ـ امل ــدن الش ــمالية إبيطالي ــا واملعروف ــة ابس ــم هاللومب ــارده ومنه ــا هفلورنس ــاه هامــا للتجــارة ،ومــع حــدوث احلــروب والغــزوات احــطر التجــار إىل النـ ـزوه مــع وهةن ـواه مركـ ًـزا ً عــائالهتم مــن هاللومبــارده إىل فرنســا وبلجيكــا وا لـّا ونقلـوا معهــم فكــرة التــأمني ،ومعاــم هــذا العوائل اليت نزح إىل إ لّا وفرنسا كانوا مـن اليهـود الـذين اشـتهروا مبعـامالهتم الربويـة ،وكونـوا 79الصــاو ،امــد بــن أوــد بــن صــاو ،الاييامف بييف احلظيير الشييرى وا ابحيية ،ورقــة مقدمــة إىل املــؤ ر الــدوا :الصــناعة التأمينيــة يف العــامل اإلسالم :واقعها ومستقبلها ،الذي عقد يف ةامعة األزهر سنة 1421هـ2001-م ،البحث األول ،ج ،2ص.5 80 Ma'sum Billah, Principles & Practices of Takaful & Insurance compared, pp.1113 http://www.arriyadh.com/Economics/leftBar/Researches 81 82السنهوري ،ال سيط ،ما ،7قسـم ،2ص .1096احلقيـل ،الـدكتور عثمـان عثمـان ،املعيام ت الاامينيية بيف السقي ا سي م والقيان ا ال ضع ( ،الريض :مطابع الفرزدق ،ط1407 ،1هـ1987-م) ،ص.40 51 م ــن ذل ــك ث ــروات ح ــخمة ،ومس ــى ش ــارع ابمسه ــم ،وال يـ ـزال ح ــا اآلن يف لن ــدن ،وه ــو ش ــارع اللومبارد. ويف نفس الوق كان ار آخرون ارسون نفس الدور ،ومنهم األملان ،فابتدعوا فكرة التأمني البحري ،ولكـن مل تُ ِسـ دن أيـّة قـوانني قبـل عـام 1602م ،إذ يف ذلـك العـام بـدأ االهتمـام ابلتــأمني ،واعّف ـ بــه الق ـوانني اإل ليزيــة ،كثــرت عقــود التــأمني البحــري ،وتفــر ــا بعــب التجــار ،وكان ـ التعاقــدات ــري يف مقهــى لكــه هإدوارد لويــدزه ،وهــو ن ـواة مؤسســة لويــدز، 83 أشهر مؤسسات التأمني يف عصرن احلاحر. ظهر بعد ذلك التأمني الظي ،وكان أوىل صورا ما حدث يف القـرن السـابع عشـر، عن ــدما ش ــج حري ــق يف لن ــدن س ــنة 1666م اس ــتدعى أتس ــيس الت ــأمني عل ــى املمتلك ــات، 84 انتقل الفكرة إىل بالد أخر يف أملانيا وفرنسا ،والواليت املتحدة األمريكية. بعــد عصــر النهضــة يف أورواب ووةــود االخّاعـات مثــل البخــار توســع العمــل التجــاري، والتبــادل بــني األمــم والشــعوب بنطــاق أوســع وأمشــل وأكــظ عمــا كــان عليــه يف الوق ـ الســابق، فأصــبع هن ـا معامــل تنــتا الســلع ومبــالغ حــخمة تصــرف يف إنشــاء املصــانع ،وازداد النشــاط التجاري ،ومع ذلك االزديد ،نشأت البنو ،وتطور مفهـوم التـأمني التجـاري( السـوكرة)ُ ،85 انتقل إىل الدير اإلسالمية ،ور م توسع وانتشار التأمني التجـاري علـى نطـاق واسـع يف الغـرب إالّ أن هنــا عيــات التــأمني التعــاو موةــودة وقائمــة تقــوم برســالتها ودورهــا التعــاو ،فف ـ أيض ــا يف سويسـ ـرا أمريك ــا أنشـ ـ عي ــات تعاوني ــة متع ــددة تباش ــر فك ــرة التـ ـأمني التع ــاو ،و ً وإ لّا و مها من بلدان أورواب.86 83ةناح ،عبد اللطي عبد الرحيم ،الاامف ىلل احلياة ومسياادات العقي د ،ةـث مقـدم للنـدوة الفقهيـة الثالثـة لبيـ التمويـل الكـوييت لعام 1413هـ املوافق 1993م( ،الكوي :بي التمويل الكـوييت ،ط1413 ،1ه ـ1993-م) ،ص .155فـايع ،الـدكتور عبـد الـرون بـن أود بن امد ،أحها البحر ه السق ا س م ( ،ةدة :دار األندلس ،ط1421 ،1هـ2000-م) ،ص.325-322 84السنهوري ،ال سيط ،ما ،7قسم ،2ص.1096 85السوكرة :لفظ ادث من اإل ليزية ،وه :عقد ي ضمن فيه أحد املتعاقدين مـا يتلـ مـن سـلع اآلخـر مقابـل مبلـغ معـني مـن املـال يدفعـه له. 86 http://www.arriyadh.com/Economics/leftBar/Researches 52 ولقــد أوصــى اللــس األورويب لإلفتــاء والبحــوث مبدينــة بلنســية بشــرق أســبانيا ،مســلم أورواب إىل إنشـ ــاء شـ ــركات ومؤسسـ ــات ماليـ ــة يف جمـ ــال التـ ــأمني التعـ ــاو ،وذلـ ــك عـ ــن فريـ ــق 87 االتصال بشركات التأمني املوةودة يف الغرب لالتفاق معها على إزالة ااتاورات الشرعية. املطلب الثاين :نشاة شركات الاامف الاعاوين ا س م و ط رها: إ ّن ســبج نشــأة شــركات التــأمني التعــاو يعــود إىل نــزوه شــركات التــأمني التجــاري مــن الغــرب إىل البلــدان اإلســالمية الــيت تقــوم علــى مبــدأ ال ـربع والطمــع وا شــع ،واســتغالل امل ـوارد اإلنسانية والطاقات البشرية ،وتزيني مبدأ التعاون والتكافل يف مواةهة األخطار واملصائج الـيت الظاقـة الـيت اةتاحـ بعـب الـدول اإلسـالمية ل على املسلم والتمع ،و مهـا مـن الـدعايت ّ لتحقيــق رحــهم املــادي والــذي يقــوم علــى ميــع رتوا األمـوال لف ــة قليلــة مــن النــاا ،فأخــذ الفقهــاء والبــاحثني والعلمــاء بدراســة التــأمني التجــاري ،فعقــدت النــدوات واملــؤ رات ،واســتقر األمر على رج التأمني التجاري مع إجياد البديل الشرع ،وهو شرعية التأمني التبادا. ولق ــد تق ــدم األس ــتاذ ا ــج ال ــدين اخلطي ــج (رو ــه هللا) ع ــام 1934م ابق ـّاه لـ ـذوي الصنعة الواحدة وأهل حرفة واحدة ،كالناشرين وأصحاب املكتبات ،بتكوين نـة خاصـة فيمـا بيــنهم مــن أهــل الثقــة واألمانــة ،تقــوم جبمــع األمـوال الــيت تــدفع لشــركات التــأمني ـ صــندوق واحد ،يتعاونون ويتكاتفون على جماهبة املصائج واملخافر اليت تصيبهم من احلريق و وا. تلت ــه مش ــروع وزارة األوق ــاف املصـ ـرية ع ــام 1954م إبنش ــاء ص ــندوق أتم ــني عل ــى العمارات التابعة ـا ،يكـون ـا شخصـية معنويـة 88.وتعتـظ هـذا اخلطـوتني العمليتـني بدايـةً إىل أيضا التطبيق الفعل للناريت والدراسات واحلمالت اليت قام ح ّد التأمني التجاري ،وتعتظ ً خطــوات إجيابيـة ــو قيــق هــدف التــأمني والــذي مــن أةلــه تبــىن معاــم الكتــاب والفقهــاء إىل إجياد البديل الشرع للتأمني التجاري. 87دعوة مسلم أورواب للتأمني التعاو ttp://www.islamonline.htm. 88القرا دا ،عل ا الدين ،الايامف ىليل احليياة ومسياادات العقي د ،ةـث مقـدم للنـدوة الفقهيـة الثالثـة لبيـ التمويـل الكـوييت لعـام 1413هـ املوافق 1993م( ،الكوي :بي التمويل الكوييت ،ط1413 ،1هـ1993-م) ص.137 53 هذا مما دفع إىل تطـوير فكـرة إنشـاء شـركات التـأمني التعـاو واالرتقـاء هبـا إىل مسـتو ش ــركات الت ــأمني التج ــاري م ــن حي ــث التنا ــيم واإلدارة ،إن مل يك ــن ق ــد تفوقـ ـ عليه ــا ،ملبيّ ـةً حاةة األفراد والشركات والتمع إىل التأمني التعاو ليكون بديالً عن ااترم. أيضا إىل ظهور شـركات التـأمني التعـاو اإلسـالم ،هـو االزديد الواحـع وكان الدافع ً لعدد املشّكني يف التأمني التبـادا الـذي قـد يفـوق اآلالف ،فـال كـن معيـة التـأمني التبـادا أن تقوم بتنايم وترتيج وإدارة هذا الكم ا ائل من املستأمنني واملشّكني لناام التعاون ،لذلك استدعى األمر وةود هي ة أو ةهة تقوم إبدراة التأمني التعاو بصفة الوكالة كما ذكرن ساب ًقا، وهذا ا هة ثل شركة التأمني التعاو . ولعــل أقــدم شــركة تعمــل يف جمــال التــأمني التعــاو اإلســالم شــركة التــأمني اإلســالمية الس ـ ــودانية أوىل ش ـ ـركات الت ـ ــأمني اإلس ـ ــالم ظه ـ ــوراً يف حي ـ ــز الوة ـ ــود ،وك ـ ــان ذل ـ ــك يف ع ـ ــام 1399ه ـ املوافــق 1979م يف اخلرفــوم ،واعتــظت هــذا الفــّة هـ نقلــة كبــمة وحقيقيــة للفكــر االقتص ــادي اإلس ــالم م ــن ال ــال النا ــري إىل ال ــال التطبيقـ ـ والعملـ ـ ،وذل ــك م ــن خ ــالل املباحثــات وتــداول اآلراء يف الــامع الفقهيــة والنــدوات العلميــة واملــؤ رات العامليــة حــول شــرعية التــأمني التجــاري ،ممــا اســتدعى إىل إجيــاد البــديل الشــرع لــه ،وذلــك إبنشــاء شــركات إســالمية تقوم مقام التأمني التجاري. ولقد كان للمصارف اإلسالمية دور هـام وابرز علـى صـعيد العـامل اإلسـالم ،حيـث تبن ـ فكــرة إنشــاء شــركات للتــأمني التعــاو أو اإلســالم ،وقــد كــان لبنــك فيصــل اإلســالم الفعال والرائد يف دعم شركة التأمني اإلسالمية ابلسـودان ،ممـا فـتع السودا هذا السبق والدور ّ جمال أكظ لبنو إسالمية أخر لدعم مسمة الشركات اإلسالمية للتأمني و التقدم والتطور. وتعتــظ املؤسســات اإلســالمية العاملــة يف الســوق التــأميو اليــوم هـ يف احلقيقــة شــركات الت ــأمني التعـ ــاو الرة ـ ـ ،ولقـ ــد ظه ــرت وانتشـ ــرت يف ال ــبالد اإلسـ ــالمية بفع ــل العوامـ ــل الـ ــيت ذكرنهــا ،فه ـ إىل حــد مــا تشــبه شــركات التــأمني التجــاري مــن حيــث وةــود أصــحاب رتوا أموال وهم ولة األسهم ،ووةود عنصر االلتـزام ابلتعـويب أو التغطيـة للمخـافر ،ابإلحـافة إىل ذلك أن شركات التأمني التعاو أو التكافل تسعى إىل الربع مـن خـالل االسـتثمارات ونسـبة من الفائب التأميو ،وأةر الوكالة واليت كلما زاد عدد املشّكني يزيد دخل الشركة. 54 م أن الفـروق بـني شـركات التـأمني التعـاو وشـركات التـأمني التجـاري وهـو أن األول تقــوم بتوزيــع الفــائب التــأميو علــى املشــّكني الــالف الثــا فــعن الفــائب التــأميو ينحصــر يف مال الشركة أو أصحاب رتوا األموال ،والفرق الثا أن األول تقوم ابستثمار أموال التـأمني يف فرق مشروعة والثانية تستثمر أموا ا البًا يف سندات الدين الربوية ،والفرق الثالث ـد أن شــركات التــأمني التعــاو تقــوم علــى مبــدأ التــظع بــني املشــّكني ،وهــذا بــدورا لــدد العالقــة بــني 89 الشركة واملشّكني. ويبلغ عدد شركات التأمني التعاو أو شركات التكافـل يف العـامل حـواا سـبعة وسـبعني شــركة إس ــالمية موزع ــة يف ثالث ــة وعش ـرين دول ــة يف الع ــامل ،ويبل ــغ ع ــدد ش ــركات إع ــادة الت ــأمني التع ــاو أو ش ــركات إع ــادة التكاف ــل يف الع ــامل مثاني ــة ش ــركات إع ــادة التكاف ــل موزع ــة يف س ــبعة أتسيسا: دول ،90و كن أن مل أشهر شركات التأمني اإلسالمية وأسبقها ً -1شــركة التــأمني اإلســالمية الســودانية ،ظهــرت عــام 1979م ،يف اخلرفــوم مــن قبــل بنك فيصل اإلسالم ابلسودان. -2الشــركة اإلســالمية العربيــة للتــأمني (إي ) ،ظهــرت ســنة 1399ه ـ ـ1979-م يف ديب من قبل بنك ديب اإلسالم . -3شركة التكافل اإلسالمية ابلبحرين ،ظهرت عام 1983م. -4شركة التكافل اإلسالمية بلكسمبورج ( ،)Luxembourgظهرت عام 1983م. -5الشركة الوفنية للتأمني التعاو ،91ظهرت يف الـريض يف اململكـة العربيـة السـعودية س ـ ـ ــنة 1405ه ـ ـ ـ ـ1985-م مبوة ـ ـ ــج مرس ـ ـ ــوم ملك ـ ـ ـ .وهـ ـ ـ ـ ش ـ ـ ــركة حكومي ـ ـ ــة 92 ابلكامل. 89 القـري ،امـد العلـ ،الايامف الصيح ،جملـة جممـع الفقـه اإلسـالم ،الـدورة الثالثـة عشـرة ،العـدد الثالـث عشـر1422 ،ه ـ2001-م، ج ،3ص.573-564 http://www.icmif.org/2k4takaful/site/Tawuuni.asp 91لق ــد تق ــرر تع ــديل اس ــم الش ــركة م ــن ه الش ــركة الوفني ــة للت ــأمني التع ــاو ه إىل هالتعاوني ــة للت ــأمنيه بت ــاريخ 1423/12/2هـ ـ املواف ــق 2003/2/4م ،أبمر من جملس الوزراءhttp://www.ncci.com.sa/AR/NCCI%20Forms/forms.html. 92صــدر قـرار جملــس الــوزراء رقــم 112و ريــخ 1425/4/5ه ـ ببيــع األســهم اململوكــة للدولــة مــن صــندوق االســتثمارات العامــة يف الشــركة التعاونية للتأمني ونسبته ،%50ونسبة %10من مسامهات املؤسسة العامة للتأمينات االةتماعيـة ،ونسـبة %10مـن مسـامهات املؤسسـة للتقاعد.http://www.ameinfo.com/arabic/Detailed/27458.html . .http://islamic-finance.net/arrased/arrased.html 90 55 -6 -7 -8 -9 -10 -11 -12 -13 -14 -15 -16 شركة التكافل املاليزية ،ظهرت عام 1984م ،من قبل البنك اإلسالم املاليزي. الشــركة اإلســالمية للتــأمني وإعــادة التــأمني ،ظهــرت ســنة 1412هـ ـ1992-م يف البحرين ،ولبنك البحرين اإلسالم دور مهم إنشائها واستثمار أموا ا. شركة األمان للتأمني ومقرها الرئيس البحرين. شـ ــركة التـ ــأمني اإلسـ ــالمية املسـ ــامهة العامـ ــة ااتـ ــدودة ،ظهـ ــرت سـ ــنة 1416هـ ـ ـ- 93 1996م يف األردن من قبل البنك اإلسالم األرد . شركة التكافل الوفنية مباليزي ،ظهرت عام 1993م. شركة التكافل األندونيسية ،ظهرت عام 1994م. شركة التكافل السنغافورية ،ظهرت عام 1995م. شركة التعاون اإلسالمية بقطر ،ظهرت عام 1995م. جمموعة آسيان للتكافل ،ظهرت عام 1996م. شركة التكافل التعاو ببنك ا زيرة ،ظهرت عام .2001 شركة اإلخالص للتكافل مباليزي ،ظهرت عام 2003م. املطلب الثالث :ط ر مراحج السا ى والسهر االقاصادو للاامف: لقــد مـ ّـر دراســة حكــم التــأمني أو فتــاوي حــول التــأمني مبراحــل ،وهـ يف حقيقتهــا تعــظ أرح ــا عــن تط ــور الفكــر االقتص ــادي اإلســالم للت ــأمني ،ممــا أَثـ ـَر علــى الس ــاحة االقتصــادية ً خصبًا ورحبًـا واس ًـعا لدراسـة التـأمني جبميـع أنواعـه ،و ّأدت هـذا الدراسـات مـن خـالل األةـاث العلمي ــة املقدم ــة إىل ال ــامع الفقهي ــة والن ــدوات العلمي ــة وامل ــؤ رات العاملي ــة إىل نش ــوء وظه ــور شركات التأمني التعاو يف بعب األقطـار اإلسـالمية بـدالً مـن التـأمني التقليـدي ،واالرتقـاء هبـا ـما يف تنميــة إىل أعلــى املســتويت املشــهودة اليــوم علــى الســاحة االقتصــادية ،والــذي ســاعد كثـ ً االقتصــاد اإلســالم يف تلــك الــدول ،مــن خــالل إقامــة املشــاريع واســتثمار األم ـوال يف خمتل ـ 93ا رف ،امـد سـعدو ،طي ر السهير االقاصيادو ا سي م ه ايال الايامف ،ورقـة مقدمـة إىل املـؤ ر الـدوا :الصـناعة التأمينيـة يف العـامل الإلسالم :واقعها ومستقبلها ،الذي عقد يف ةامعة األزهر سنة 1421هـ2001-م ،البحث األول ،ج ،2ص.29-27 56 مناح احلياة .و كن تقسيم مراحل تطور الفكر االقتصادي للتأمني ودراسته إىل ثالثة مراحل أساسية: املرحلة ا وىل :ما قبج : 1932 ش ــهدت ه ــذا املرحل ــة ظه ــور فت ــاوي ح ــول ع ــدم إة ــازة الت ــأمني ،دون دي ــد ،ماهي ــة ـاري أو تعاونيًـ ـا ،وه ــذا ق ــد يع ــود إىل ع ــدم وة ــود ش ــركات الت ــأمني الت ــأمني يف كو ــا أتمينًـ ـا ـ ً التعــاو ،أو ابعتبــار كــون التــأمني التجــاري ربيــة النشــأة ،ولــاول بســط نفــوذا علــى البلــدان اإلســالمية واســتغالل امل ـوارد البش ـرية ،وحاةــة التمــع إىل مثــل هــذا النــوع مــن العقــود لتــأمني حيــاهتم وحــمان عيشــهم يف ظ ـل التحــديت املعاصــرة الــيت تواةــه التمــع اإلســالم ،مــن فقــر واستعمار ،و ممها من األسـباب الـيت ّأدت بعـب األفـراد الناـر جبديـة إىل هـذا العقـود ،وذلـك ابلنار إىل اشتمال العقد على الغـرر مـع بيـان درةتـه ،فضـالً عـن ذلـك ،حـاول الفقهـاء ديـد ن ــوع العق ــد ،م ــن حي ــث إدراة ــه ح ــمن عق ــود املعاوح ــات أو التظع ــات ،وتتمي ــز ه ــذا املرحل ــة إب اع العلماء على رج عقد التأمني. ويعتظ ابن عابدين أول القائلني بتحرج عقد التأمني عامةً ،والبحري خاصةً ،الشـتماله على الغرر الفاح ،وأنه من قبيل الضمان البافل .وةاء من بعدا الشيخ امد عبدا ،فسـ ل إحد شركات التأمني عن :ه رةل يريد أن يتعاقد مـع اعـة (قومبانيـة) مـثالً ،علـى أن يـدفع م ماالً من ماله اخلاص على أقسـاط معيّنـة ليعملـوا فيهـا ابلتجـارة ،واشـّط علـيهم أنـه إذا قـام مبا ذكر وانتهى االتفـاق املع ّـني ابنتهـاء األقسـاط املعيّنـة ،وكـانوا قـد عملـوا يف ذلـك املـال ،وكـان حيًــا ،أخــذ مــا يكــون لــه مــن املــال مــع مــا خيصــه مــن األرابه ،وإذا مــات يف أثنــاء تلــك املــدة يكون لورثته ،أو ملن له حا الوالية يف ماله ،أن خذوا املبلغ .تعلق مورثهم مـع األرابه ،فهـل مثل هذا التعاقد الذي يكون مفيداً ألراببه ،مبا ينتجـه ـم مـن الـربع -ةـائز شـرعاً ً .نرةـو التكرم ابإلفادةه. أةاب الشيخ امد عبدا يف شهر صفر سنة 1321هـ -أبريل 1903م بقوله :ه لو ـائزا صدر مثل هذا التعاقد بني ذلك الرةل وهؤالء ا ماعـة علـى الصـفة املـذكورة كـان ذلـك ة ً شرعا ،وجيوز لذلك الرةل بعـد انتهـاء األقسـاط ،والعمـل يف املـال وحصـول الـربع أن خـذ لـو ً 57 كان حيًا ،ما يكون له من املال ،مع ما خصه مـن الـربع ،وكـذا جيـوز ملـن يوةـد بعـد موتـه مـن ورثته أو من له والية التصرف يف ماله بعد موته أن خذ ما يكون له مـن املـال ،مـع مـا أنتجـه 94 من الربع وهللا أعلمه. وهذا يدل داللة واحـحة علـى ذكـاء الشـيخ يف الـرد علـى هـذا املسـألة بوحـوه ،حيـث اعتظ هذا املسألة كون الرةل يعط ماله لشركة على أساا املضاربة ،إالّ أن هؤالء استخدموا هذا الفتـو يف الدعايـة أبن الشـيخ أفـا جبـواز التـأمني علـى احليـاة ،ويـر بعـب البـاحثني عـدم وةود فتـو صـريع هبـذا الصـدد 95،إالّ مـا ةـاء عـن اللـس األعلـى لـديوان األوقـاف العموميـة املكــون مــن املشــائخ :ســليم مطــر البشــري ،وحســونة الن ـواوي ،وامــد عبــدا ،وبكــري عاشــور الصــميف ،وامــد الــايت -روهــم هللا ،-مفــادا عــدم ة ـواز التــأمني علــى األعيــان مــن احلريــق، ابلــر م مــن الدعايــة الشــديدة حــول ةـواز التــأمني أبنواعــه يف مصــر ،ور ــم ثنــاء بعــب الكتدـاب على مرونة أحكام الشريعة اإلسالمية ومسايرهتا للتقدم احلضاري الذي شهد تلك الفّة. أيضــا ق ـرار اكمــة مصــر الشــرعية الكــظ عــام 1906م ،القاح ـ بعــدم ة ـواز وظهــر ً ـرعا .تقــدم املطالبــة مببلــغ التــأمني علــى احليــاة ،الشــتما ا علــى مــا ال ــوز املطالبــة هبــا شـ ً أيضــا رفــب االســت ناف ا هــة املطالبــة ابلتعــويب والــذي مت رفــب الــدعو ابالســت ناف ،ومت ً وأقرت ااتكمة بصحة القرار السابق يف 24ديسمظ 1906م. أمــا فتــو الشــيخ امــد الي ـ املطيع ـ ،فس ـ ل روــه هللا عــن عقــد التــأمني فقــال :هإن ح ــمان امل ــال إم ــا أن يك ــون بطري ــق الكفال ــة ،أو بطري ــق التع ــدي ،أو اإلت ــالف ،أم ــا الض ــمان بســبج الكفالــة فلــيس متحقق ـاً هنــا لعــدم قــق عقــد الكفالة...والضــمان بســبج التعــدي أو اإلتــالف ال اــل لــه أيضـاً ،ألن املــال ابق ـ يــد مالكــه ،ويف تصــرفه ،إذا هلــك كــان هالكــه وقدرا ،وإما بتعد ،أو إتالف من م أهل الشركة .أما هم فال يتعرض لـه أحـد مـنهم إما قضاءً ً أبدىن حــرر ،والت ـزامهم ال يصــلع ســبباً لضــمان لــيس لــه ســبج شــرع ،فهــو الت ـزام ملــا ال يلــزم 94أنار :الفرفور ،امد عبد اللطي ،ىق د الاامف ودىيادة الايامف مقارنية ابلسقي ا سي م ،جملـة جممـع الفقـه اإلسـالم ،الـدورة الثانيـة، العدد الثا 1407 ،هـ1986-م ،ج ،2ص.586 95القرا دا ،الاامف ا س م ،ص.149-148 58 شرعاً ،كما أن هذا العقد ليس عقد مضاربة ،..فيكـون عقـداً فاسـداً شـرعاً ،وذلـك ألنـه معلـق على خطر رة يقع ،و رة ال يقع ،فهو قمار معىن..ه.96 ومــن الــذين أفتـوا بتحــرج التــأمني الشــيخ عبــد الــرون امــود قراعــة الفقيــه احلنفـ مفــيت ال ـ ــدير املص ـ ـرية آن ـ ــذا ،وذهب ـ ـ ااتكم ـ ــة الش ـ ــرعية الكلي ـ ــة ابالس ـ ــكندرية يف 7فظاي ـ ــر ع ـ ــام 1931م ،وااتكمة العليا الشرعية واملكونة من الشـيخ امـد األوـدي الاـواهري شـيخ األزهـر 97 يف وقته ،والشيخ عبد اليد سليم مفيت مصر يف تلك الفّة إىل عدم ةواز التأمني. املرحلة الثانية :متاد ما بف ىا 1932دىل ما قبج ىا : 1979 يــزت هــذا الفــّة بتزايــد كبــم واهتمــام واحــع مبوحــوع التــأمني ،فأصــبع احلــديث عــن أيضــا م ــن خــالل البحــوث واملقــاالت املقدمــة للمج ــالت التــأمني حــديث الســمر والــالس ،و ً أيضــا العلميــة ااتكمــة ،والنــدوات ،والــامع الفقهيــة ،واملــؤ رات العامليــة ،وشــهدت هــذا الفــّة ً ظهور فتاو يز التأمني أبنواعه ًيعا ،وفتاو يـز بعـب أنواعـه ،فكثـرة املقـاالت واألةـاث والــامع الفقهيــة والنــدوات العامليــة حــول التــأمني مــع تقــدج مقّحــات وتوصــيات وبــدائل عــن 98 التأمني التجاري. ففـ أســبوع الفقــه اإلســالم ومهرةــان اإلمــام ابــن تيميــة الــذي عقــد بدمشــق يف عــام 1380هـ1961-م من أهـم الدراسـات الـيت عقـدت حـول الفكـر االقتصـادي للتـأمني ،ولقـد ق ــدم يف ه ــذا األس ــبوع أرب ــع وريق ــات تتح ــدث ع ــن حك ــم الت ــأمني ،فأة ــاز ةث ــان ي ــع أن ـواع التأمني ،ومها للشيخ مصطفى الزرقا روه هللا ،والثا لألستاذ عبد الرون عيسى ،وةث واحد نــع التــأمني ،وهــو ةــث األســتاذ عبــد القليقلـ ،دون أن يفــرق بــني التــأمني التجــاري والتــأمني 96ةناح ،عبد اللطي عبد الرحيم ،الان ية والاامف ما منظ ر دس م ،ةث مقدم للندوة الفقهيـة الثانيـة لبيـ التمويـل الكـوييت لعـام 1410هـ املوافق 1990م( ،الكوي :بي التمويل الكوييت ،ط1413 ،1هـ1993-م) ،ص.78-76 97ا رف ،امـد سـعدو ،طي ر السهير االقاصيادو ا سي م ه ايال الايامف ،ورقـة مقدمـة إىل املـؤ ر الـدوا :الصـناعة التأمينيـة يف العـامل اإلسالم :واقعها ومسـتقبلها ،الـذي عقـد يف ةامعـة األزهـر سـنة 1421ه ـ2001-م ،ج ،2ص .9-3القـرا دا ـ ،الايامف ا سي م ، ص.152-144 98ملزيد من التفاصيل أنار :القرا دا ،الاامف ا س م ،ص.-161-152 59 التعاو ،م أن الااهر من كالمه هو التأمني التجاري ،أما البحث األخم فهـو ةـث للشـيخ الصديق امد األمني الضرير ،حيث أةاز التأمني التعاو ومنع التأمني التجاري. الفعـال يف ولقد كان ذا األسبوع نقا وةدال حادين حول املوحـوع ،كـان لـه األثـر ّ تطــور الفكــر االقتصــادي للتــأمني ،ممــا أثــر جمــاالً رحب ـاً وخصــباً للكتــاب والبــاحثني والفقهــاء دارســة هــذا املوحــوع مبوحــوعية وأكثــر شــفافية مــن ذي قبــل ،وتقــدج املقّحــات والتوص ـيات قام على أثرها بدائل للتأمني التجاري ،وذلك إبقامة شركات التأمني التعاو . توال دراسات أخر مستفيضة حول التأمني بعد أسبوع الفقه اإلسـالم يف عـدد من املؤ رات العاملية والامع الفقهية ومنها: -1جممــع البحــوث اإلســالمية ابلقــاهرة يف مــؤ را الثــا عــام 1385ه ـ1965-م ،ومــؤ را الثالث عام 1386هـ1966-م ،وقد تقرر فيهما ةواز التأمني التعاو ،أما يف مؤ را الس ــابع ع ــام 1382ه ـ ـ1972-م ،فق ــد كت ــج في ــه مث ــانني ورق ــة يف الت ــأمني التج ــاري، فبعضـها أةـاز يـع أنـواع التـأمني ،وبعضـها منـع ةـواز التـأمني التجـاري ،وبعضـها منــع التأمني على احلياة وأةاز يع أنواع التأمني ،ومل يصدر المع قراراً هبذا املوحوع. -2ندوة التشريع اإلسالم اب امعة الليبية ابلبيضاء عام 1972م. -3املــؤ ر العــامل األول لالقتصــادي اإلســالم مبكــة 1396ه ـ1976-م ،وقــد تقــرر فيــه بعــدم ة ـواز التــأمني التجــاري ،واقــّه اللــس تكــوين نــة مــن ذوي االختصــاص مــن علماء الشريعة وعلماء االقتصاد القّاه الصبغة الشرعية للتأمني خالية من الراب والغرر، و قق التعاون والتكافل بدالً من التأمني التجاري. -4جملس هي ة كبار العلماء ابململكة العربيـة السـعودية ،وقـد ةـاء يف قـرارا رقـم 55بتـاريخ 1497/4/4هـ من ةواز التأمني التعاو بدالً من التأمني التجاري. -5جملــس المــع الفقه ـ برابطــة العــامل اإلســالم الــدورة األوىل 1398هـ ـ مبكــة املكرمــة، 99 وةاء قرارا بتحرج التأمني التجاري جبميع أنواعه وةواز التأمني التعاو . 99الضرير ،الصديق امد األمني ،م قف ةققاء الشرععة ا س مية ما الاامف ،ورقة مقدمة إىل املؤ ر الـدوا :الصـناعة التأمينيـة يف العـامل اإلسالم :واقعها ومستقبلها ،الذي عقد يف ةامعة األزهر سنة 1421هـ2001-م ،ج ،2ص.15-12 60 ونر يف يع هذا الـالس العلميـة ،أن املقصـود جبـواز التـأمني التعـاو هـو التـأمني القـائم بـني األف ـراد وا معيــات الصــغمة ،والــيت هــدفها األول واحلقيق ـ التعــاون والتكافــل ،حيــث يســاهم املشّ مباله عن فيج خافر منه بدون ديد قيمة املسامهة ،ولـيس املـراد منـه مـا قامـ عليـه معــا عــن فريــق عقــد شــركات التــأمني التعــاو اليــوم مــن وةــود عنصــر التعــاون واملراةــة يف آن ً الوكالــة أبةــر معلــوم أو عــن فريــق املضــاربة ابإلحــافة إىل نســبة معينــة مــن األرابه الــيت ققهــا الشركة عن فريق االستثمار والفائب التأميو. املرحلة الثالثة :متاد ما ىا 1979هي وحىت اآلا: تعتظ بداية عام 1979م ،ه النقلة احلقيقية أو الفيصـل احلقيقـ بـني تلـك الفـّات، حيــث انتقــل الفكــر االقتصــادي للتــأمني مــن احليــز الناــري إىل احليــز التطبيق ـ والعمل ـ ،ف ـتم إنشاء أول شركة للتأمني التعاو تعمل وفق أسس الشريعة اإلسالمية ،وهذا نتيجة للدراسـات املستفيضة حول املوحوع ،ومثرة سنوات فويلة من البحث الناري ،فجاء قيامها نتيجة للتطور الفكــري لالقتصــاد اإلســالم للتــأمني ،ومــن قامـ بعــدها شــركات إســالمية تعمــل يف جمــال التأمني التعاو لتحل ال التأمني التقليدي مدعماً من املصارف اإلسالمية. أيضا اب سار اخلالف تدرجييًا حول حكم التأمني التجاري ،إالّ أ ّن و يزت هذا الفّة ً ـتمرا ب ــني العلم ــاء ،م ــع ظه ــور خ ــالف ح ــول الت ــأمني التع ــاو وم ــا ت ــديرا اخل ــالف م ــا زال مس ـ ً شــركات التــأمني التعــاو م ــن عمليــات أتمينيــة ،ووةــود التش ــابه الكبــم بينهمــا –كمــا ذك ــرن ســاب ًقا -يف أن أصــحاب رتوا أمـوال هــم ولــة األســهم ،ووةــود عنصــر االلتـزام ابلتعــويب أو التغطي ــة للمخ ــافر ،ابإلح ــافة إىل ذل ــك أن ش ــركات الت ــأمني التع ــاو أو التك ــافل تس ــعى إىل الربع كشركات التأمني التقليدي. عالوة على ذلك ،ااولة ةادة مـن قبـل احلكومـات اإلسـالمية والشـركات واملؤسسـات تبو فكرة إعادة التـأمني التعـاو تكـون منافسـةً لشـركات إعـادة التـأمني التجـاري يف اإلسالمية ّ 61 املس ــتقبل ،وظه ــرت رسـ ـائل علمي ــة تقو ي ــة فقهي ــة اقتص ــادية ح ــول الت ــأمني وش ــركات الت ــأمني 100 اإلسالمية. أحـ إىل هــذا ،أن الدراســات مازالـ مســتمرة حــول تطــوير فكــرة التــأمني التعــاو ، ومد احلاةة إليه يف وقتنـا الـراهن ،حـا ـدت بعـب احلكومـات تتبـىن فكـرة التـأمني اإللزامـ للشــركات واملؤسســات احلكوميــة والقطاعــات اخلاصــة وعلــى الســيارات الصــح و مهــا ،مثــل الس ــعودية وم ــاليزي ،فعق ــدت الن ــدوات العلمي ــة وامل ــؤ رات الدولي ــة العاملي ــة ح ــول تط ــوير فك ــرة التــأمني التعــاو ،وظهــرت مســميات ةديــدة للتــأمني مثــل التكافــل والــذي تبــىن فكرتــه معاــم الشــركات ا ديــدة العاملــة يف جمــال التــأمني ،وذلــك لبيــان أمهيــة التــأمني التعــاو وإلحــفاء نــوع ةدي ــد للت ــأمني اإلس ــالم و ــذب انتب ــاا ه ــور عام ــة الن ــاا م ــن ي ــع ش ـرائع التمع ــات، أيض ــا إىل قي ــام بع ــب وإعط ــاء ثق ــتهم ح ــول ش ــرعية تل ــك الش ــركات اإلس ــالمية ،مم ــا س ــاعد ً الشركات تدع لنفسها األسلمة ،وه شركات أتمني ارية أحاف اسـم التعـاو لتـدل علـى شرعيتها 101،فأخذت تنصج شباكها على التمع واألفراد وذوي احلاةات دون رقابة صارمة من الدولة نفسها أو احلكومة أو اليت يف يدها زمام األمور.102 100ا رف ،امد سعدو ،ط ر السهر االقاصادو ا سي م ه ايال الايامف ،ورقـة مقدمـة إىل املـؤ ر الـدوا :الصـناعة التأمينيـة يف العـامل اإلسالم :واقعها ومستقبلها ،الذي عقد يف ةامعة األزهر سنة 1421هـ2001-م ،ج ،2ص.29-26 101نة البحث العلم يف موقع اإلسالم اليومhttp://www.islamtoday.net/print.cfm/artid=1675 ، 102لقد شهدت اململكة العربية السعودية يف اآلونة األخمة ظهور شركات التأمني التجارية تدع لنفسها ابألسلمة ،فأخذت تنصـج شـبا احليل مع األموال ،وذلك يف ظل التوترات احلاصلة بشأن استخراج الّاخيص اليت تسمع مبزاولة التأمني التعاو وفق لشروط مؤسسة النقد العــريب الســعودي الــيت يف يــدها زمــام األمــور ،ويف ظــل إةبــار التمــع الســعودي ابلتــأمني اإللزام ـ علــى الســيارات والصــحة وإةبــار الشــركات األخــر علــى التــأمني ،فقام ـ هــذا الشــركات – شــركات التــأمني النصــابة -جبمــع األم ـوال وادع ـ أ ــا ستحصــل علــى الّخــيص مــن قبــل مؤسسة النقد العريب السعودي ،وبعد فّة وةيزة أعلن هـذا الشـركات بقفـل مكاتبهـا دون أن تقـوم بـرد تلـك األمـوال إىل أصـحاهبا واكتفـ قيد الدراسة. مؤسسة النقد إبعالن عن عدم التعامل مع هذا الشركات ،وإعالن الشركات املرخصة واليت http://www.insurancearab.com/vb/showthread.php?t=180 ـج ويقول الشيخ عبد العزيز بن ابز يف هذا املوحوع :ه ولكن ظهر يف اآلونة األخمة من بعب املؤسسات والشركات تلبيس على النداا َوقَـل ر للحقائق ،حيث مسوا التأمني التجاري ااترم :أتميناً تعاونياً ،ونسبوا القول إبابحته إىل هي ة كبـار العلمـاء ،مـن أةـل التغريـر ابلندـاا ،والدعايـة لشـركاهتم ،وهي ـة كبـار العلمـاء بري ـة مـن هـذا العمـل ك دـل الـظاءة ،أل دن قرارهـا واحـع يف التفريـق بـني التـأمني التجـاري والتـأمني التعـاو ،وتغيـم االســم ال يغــم احلقيقــة ،وألةــل البيــان للندــاا ،وكشـ التلبــيس ،ودحــب الكــذب واالفـّاء صــدر هــذا البيــانه .املكتــج التعــاو للــدعوة واإلرشاد وتوعية ا اليات 1421 -هـ[email protected] 62 و كن أن مل بعب الندوات واملؤ رات اليت أقيمـ يف العـامل اإلسـالم خـالل هـذا الف ــّة ،ويف دول خمتلف ــة لتؤك ــد م ــد م ــا وص ــل إلي ــه الفك ــر االقتص ــادي اإلس ــالم يف جم ــال التأمني ،مع بيان أمهية ما تقوم به شركات التأمني التعاو يف العامل اإلسالم من تقـدج بـراما متنوعة ومثمة للغاية ،مثل برنما االدخار وبرنما الزواج وبـرنما للدراسـة و مهـا مـن الـظاما الــيت تقــدمها هــذا الشــركات اإلســالمية ،فأصــبح أكثــر إنتاة ـاً وســعةً ومرون ـةً وخصــوبةً مــن شركات التأمني التجاري ،ومن لة هذا الندوات واملنتديت: -1املؤ ر الدوا للصناعة التأمينية يف العامل اإلسـالم :واقعهـا ومسـتقبلها ،مـن -17 19من مارا ،عام 1421هـ2001-م. -2منتــد التكافــل الســعودي الــدوا األول جبــدة ،مــن 22-21مــن ســبتمظ ،عــام 2004م. -3ندوة التكافل بكواالملبور-ماليزي ،من 7-6من أكتوبر ،عام 2004م. -4ملتقى التأمني التكافل ابلقاهرة، -5 التأمني اإلسالم هالتكافله ،خالل الفّة من 13 - 12يناير عام 200 63 املبحث الثالث :نظم شركات الاامف الاعاوين متقيد: إن لشــركات التــأمني التعــاو أو التكافــل يف العــامل ناــم كــم ســمها ومســمهتا ،وهــذا الــنام بعضــها تشــبه ناــم شــركات التــأمني التجــاري مــن حيــث األســس الفنيــة وكيفيــة إدارهتــا، ـما مــن األمــور املتعلقــة ابلشــرع وأحكامــه ،وهــذا االخــتالف يعتــظ وبعضــها لتل ـ عنهــا يف كثـ ً ـوهري حقيقيًــا ــدد ماهيــة الشــركة كو ــا إســالمية أم اريــة ،أمــا مــن حيــث التشــابه، اختالفًــا ةـ ً فهذا ال يعو أن شركات التأمني التعاو أو التكافل تقـوم علـى نفـس املناومـة املخالفـة للشـرع كمــا ذهــج بعــب العلمــاء ،وإأــا يكمــن التشــابه كمــا ذكــرن يف األســس الفنيــة املتعلقــة بكيفيــة إدارة الشــركة واحتســاب قيمــة االشـّاكات أو املســامهات ودفــع التعويضــات و مهــا مــن األمــور اليت ال لل بشرعية هذا الشركات. املطلب ا ول :نظم أتسيس شركة الاامف الاعاوين: أوالً :ا سس واملباد املطبقة ه شركة الاامف الاعاوين: إن وحع األسس واملبـادئ إلنشـاء شـركات التـأمني التعـاو مـن االسـّاتيجيات املهمـة أيضــا املــؤثرات الــيت ســتؤثر علــى حركــة الــيت ســتقوم عليهــا فلســفة الشــركة يف املســتقبل ،وتعتــظ ً دما و قيق ما هو أفضل للمجتمـع املسـلم ،وهـذا األسـس واملبـادئ ـدد الشركة وتطورها قُ ً أيضـا االنطبـاع العـام للشـركة وماهيتهـا ،كو ـا تلـ حاةـة سلوكه و القبول أو الرفب ،و ـدد ً التمع وكو ا موافقة ألحكام الشـريعة ،وهـذا األسـس واملبـادئ حقيقـة ال ينبـغ أن تكـون علـى وريقــات صــغمة فقــط أو حــظ علــى ورق ،وإأــا ينبغ ـ أن تنقــل إىل أرض الواقعــة ،ومــن احليــز الناري إىل احليز التطبيق ،وهذا األسس واملبادئ على النحو التاا: -1حتقي ا ماا وا ما لل شيككف :إ ّن تعـاون ا ميـع أو املشـّكني لناـام التـأمني التعـاو ، يســاعد علــى لفي ـ املخــافر أو األح ـرار الــيت تن ــزل أو تصــيج أحــد أعضــاء التــأمني التعــاو وتوزيعها على املستأمنني. 64 ال نقصــد بتحقي ـق األمــان ،أ ّن الشــركة ســتدفع عنــه هــذا اخلطــر أو الــبالء الــذي ينـ ـزل أيضــا أن يتهــور الشــخص يف أعمالــه وتصــرفاته مانــة أ ّن الشــركة ســتعوض بصــاحبه ،وال نقصــد ً عنـه يف حالـة وقـوع اخلطـر ،نعـم إ ّن الشــركة سـتعطيه مبلـغ التـأمني أو التعـويب الـذي يســتحقه، وذلــك بعــد دراســة وافيــة وشــاملة ل ـريت احلــادث ،ولــيعلم كــل مشــّ أ ّن هللا مراقبــه يف كــل تصـرفاته وأعمالــه ،فــال يتهــور يف قيــادة الســيارة وال يفتعــل اخلطــر مــن أةــل احلصــول علــى هــذا املبلــغ ،وال يتهــور يف حياتــه دون دراســة مســبقة ابإلقــدام إىل مشــروع يعلــم أنــه سيخســر فيــه، وليعلم أن املبلغ الذي أخـذا مـن شـركة التـأمني التعـاو أو التكـافل مقابـل الضـرر الـذي أملّ بـه حرام و م مشروع. وإأا نقصد ابألمان للمشّ ،أب ّن املؤمن يزاول أعماله وتصرفاته احلياتية الطبيعية دون هتــور يف أي جمــال يـُقـ ِدم عليــه ،وهــو مطمـ رن أب ّن اخلطــر الــذي يصــيبه ال مســع هللا ســيوزع علــى ابق املشّكني ،فال ل به الكارثة وحدا وإأا على ا ميع ،فعن كان التأمني على املمتلكـات أو علــى الصــحة ،فــع ّن الشــركة ســتقوم بتعويضــه مبلــغ التــأمني مــن صــندوق االشـّا ،وذلــك يف حالة قق الكارثـة ،أو وعكـة صـحية فيحتـاج إىل عـالج يف املستشـفيات ،أو قـرض حسـن – كمــا تقدمــه بعــب ا هــات -و مهــا مــن ال ـظاما الــيت تقــدمها الشــركات علــى ســبيل التعــاون كظنما االدخـار والتقاعـد وزواج األبنـاء ودراسـتهم ا امعيـة ،و مهـا مـن األمـور الـيت لتاةهـا دوما نراا يشغل ابله وتفكما. اإلنسان ،ومن األمور اليت ً -2حتقي الهسب احل ل :إن فكرة إنشاء شركة التـأمني التعـاو فري ًقـا إىل الكسـج احلـالل معــا ،وذلــك مــن خــالل االســتثمارات واملشــاريع املختلفــة واملوافقــة للش ـريعة للمشــّكني والشــركة ً اإلس ــالمية ،وال ــيت تق ــوم عل ــى أس ــاا الوكال ــة أبة ــر معل ــوم ،م ــن أه ــم األم ــور أو الس ــمات ال ــيت حددت هوية الشركة كو ا مطابقة للشريعة ومدلو ا العام. فيتحقــق للمســتأمن الكســج احلــالل مــن خــالل اســتثمارات الشــركة ــذا األم ـوال يف فـ ـ ــرق مشـ ـ ــروعة ،ويتحقـ ـ ــق الكسـ ـ ــج احلـ ـ ــالل للشـ ـ ــركة مـ ـ ــن خـ ـ ــالل نسـ ـ ــبة األرابه وعوائـ ـ ــد االســتثمارات ،وأةــر الوكالــة املعلــوم الــذي تــديرا الشــركات مقابــل العمليــات التأمينيــة .ويتحقــق 65 الكسج للعاملني يف الشـركة علـى أسـاا إةـارة األشـخاص ،فيعتـظ عملهـم مشـروع مـن وةهـة إسالمية من حيث املبدأ واألصل. -3دا ش ييركات الا ييامف الاع يياوين :تعت ــظ ش ــركة الت ــأمني ماه ــر أو مس ــة م ــن مس ــات ص ــالحية الش ـريعة اإلســالمية ومواكبتهــا لكــل زمــان ومكــان ،و قيــق معــىن خا ــة الش ـرائع ،وذلــك مــن خ ــالل النص ــوص الش ــرعية العام ــة وقواع ــدها الفقهي ــة ،وأب ــا ق ــادرة عل ــى اس ــتيعاب النـ ـوازل والقضــاي احلديثــة ،مــع قيــق مفهــوم اخلالفــة يف األرض والعدالــة والتعــاون بعيـ ًـدا عــن أســلوب االستغالل واألننية ،أح إىل ذلك ،أن الشـريعة اإلسـالمية ـا القـدرة الكامنـة علـى إصـدار األحكـام املتعلقــة ابلنـوازل ،فــعن كـان حر ًامــا كالتـأمني التجــاري ،فع ـا قــادرة علـى إجيــاد البــديل ـما علــى األمــة اإلس ـالمية وبعيـ ًـدا عــن ا مــود ،وفــتع آفاقًــا واســعة للبحــث الشــرع لــه ،تيسـ ً والدراســة والتطــوير والــيت تســاهم يف تفعيــل فقــه املعــامالت ،ونقلــه مــن حيــز الناــري إىل احليــز التطبيق والعمل . -4املس ييامهة ه بن يياء االقاص يياد ودى ييم مس ييري وا ده يياره ،وذل ــك م ــن خ ــالل اس ــتمرار املشروعات االقتصادية التنموية املختلفة ،وذلك من خالل األمور التالية: ب -تنميــة واســتثمار أمـوال املســامهني واملســتأمنني ابلطــرق املشــروعة ،وذلــك بنقــل تلــك األموال من دائرة االكتناز إىل دائرة االستثمار. ت -تقليل من حجم البطالة ،فمن خالل االستثمارات واملشاريع اليت تقيمها الشركات نســتطيع إجيــاد فــرص عمــل للشــباب الواعــدين ،وبــذلك نســاهم مــن تقليــل الفقــر والبطالة يف التمع. ث -املساعدة يف إجياد حياة أفضـل ،يف حالـة العجـز واملـرض ،قـد يواةـه اإلنسـان أثنـاء حياتــه وعمل ــه ظــروف قاس ــية يض ـطر إىل تــر العم ــل بســبج الطع ــن يف الس ــن أو عج ــز ةزئـ ـ أو كلـ ـ مل ــرض أو ح ــادث أص ــابه ،ف ــال يس ــتطيع أن ــارا حيات ــه الطبيعيـة ،ويعجــز عــن إجيــاد دخلـ يكفلــه هــو وعيالــه ،أو قــد يتوفــاا األةــل ويــّ 66 عيالــه عالــة علــى التمــع ،فــال يكفــل بيـ املــال عيالــه أو يكفلــه قريــج ،فيــأيت دور التأمني التعاو ليساهم يف كفالة األيتام أو كفالة الشيخ الطاعن يف السن. ج -املســاعدة يف حــل أزمــة اإلســكان للفق ـراء وال ـرا بني يف الــزواج مــن خــالل املشــاريع اإلسكانية ،مع الربع البسيط. ه -مـ ــن خـ ــالل املشـ ــاريع واالسـ ــتثمارات وعوائـ ــدمها الكثـ ــمة ،نسـ ــتطيع إخ ـ ـراج الزكـ ــاة وتوزيعها على األصناف الثمانية املذكورين يف القرآن. -5محاعة االقاصاد ا س م ال طين من استغالل شركات التأمني التجـاري وشـركات إعـادة التــأمني التجــاري العــامل ،مــن قيــق أكــظ قــدر مــن األرابه لصــاو ف ــة خاصــة علــى حســاب حغط احلاةة إىل التأمني مع الفـرض علـيهم شـروط تعسـفية املشّكني ،وذلك ابستغال م لصــاو الشــركات التجاريــة ،واســتثمارها يف ال ـراب ،عــالوة علــى ذلــك ،فــعن هــذا الشــركات تنقــل األموال من البلدان اإلسالمية إىل بالد الغرب ،عن فريـق شـركات إعـادة التـأمني ،وهـ حقيقـة يف أيدي اليهود واملهيمنني على االقتصاد العامل . -6ق ي شييركات الاييامف الاعيياوين بييدىم االقاصيياد ا س ي م ،وذلــك بــدعمها للمصــارف واملؤسســات اإلســالمية يف إقامــة املشــاريع ملــا يعــود نفعهــا علــى التمــع واألف ـراد و قيــق معــىن اخلالف ــة ال ــيت أمره ــا هللا س ــبحانه وتع ــاىل وإعم ــار األرض والتم ــع املس ــلم مل ــا يع ــود إلي ــه ابخل ــم 103 والصاله. -7مزاولة مجيع أن اع الايامف الاعياوين ودىيادة الايامف الاعياوين ،والقيـام بكـل األعمـال الـيت تؤدي إىل قيق أهداف الشركة وأ راحها ،وذلك على أساا االلتزام الكامل بقواعـد وأحكـام 104 الشريعة اإلسالمية. 103ملحم ،الاامف ا س م ،ص.101-97 104الشني ،فتح ،صياة مقدمة لشركة أتمف ودىادة الاامف ه ا س ،ةث مقدم للندوة الفقهيـة الثانيـة لبيـ التمويـل الكـوييت لعـام 1410هـ املوافق 1990م( ،الكوي :بي التمويل الكوييت ،ط1413 ،1هـ1993-م) ،ص.110 67 اثنيًا :رأس مال الشركة: يتكون رأا مال الشركة من اعتني: اجل اىيية ا وىل :اعــة املســامهني أو املؤسســني ،وهــم مــالكو األســهم ،وه ـ تقــوم علــى إدراة الشركة وإدارة أعمال التكافل والتعاون ،فال تتقاحـى عـن إدراة أعما ـا سـو مصـاري اإلدارة وأةــرة تناــيم العمليــات التعاونيــة ،ونســبة مــن األرابه مقابــل اســتثمار أم ـوال التكافــل ابعتبارها مضارًاب أو وكيالً عن املستثمرين. اجل اىيية الثانييية :هـ اعــة املشــّكني يف التكافــل ،واملتعــاونني علــى لفيـ املخــافر الــيت قــد تص ــيبهم ،و م ــل نتائجه ــا ع ــن فري ــق الت ــظع أبقس ــاط االشـ ـّا ،وه ــم ول ــة الواثئ ــق أو هي ــة املشّكني. وتــتم إدارة رأا املــال وأمـوال التــأمني ةســابني مســتقلني ،حيــث يــتم لصــيص صــندوق خاص للجماعة األوىل وهم مالكو األسهم ،وصندوق أخر للمشّكني. وبناءً على هذا ،فع ّن حساابت الشركة تتأل من صندوقني: أحدمها :أم ال الايامف أو صيندو هيئية املشيككف ،وهـ األقسـاط وعوائـدها الـيت ـىن مـن خالل االستثمارات والفائب التأميو. واثنيق ييا :أمي ال املسييامهف وعوائــدها الــيت ــىن مــن خــالل االســتثمارات ،ابإلحــافة إىل أةــر الوكالة مقابل إدارة عمليات التأمني. أم ــا القال ــج املش ــّ ب ــني الص ــندوقني ،ه ــو اس ــتثمار الش ــركة أمـ ـوال املس ــامهني وأمـ ـوال الت ــأمني ،فت ــوزع األرابه ب ــني م ــالكو األس ــهم وهي ــة املش ــّكني حس ــج االتف ــاق املنص ــوص يف العقــد ،وال مــا نــع مــن أن أتخــذ الشــركة حصــتها مــن األرابه ابعتبارهــا مضــارًاب أو وكــيالً كمــا قلنــا .وال جيــوز ملــالك األســهم االســتفادة مــن الفــائب التــأميو خــالل العــام ،أي أنــه ال جيــوز 105 105الشني ،فتح ،صياة مقدمة لشركة أتمف ودىادة الاامف ه ا سي ،ةـث مقـدم للنـدوة الفقهيـة الثانيـة لبيـ التمويـل الكـوييت لعـام 1410هـ ـ املوافــق 1990م( ،الكوي ـ :بي ـ التمويــل الكــوييت ،ط1413 ،1هـ ـ1993-م) ص .107 ،101حســان ،حســني حامــد، أسس الاهاةل الاعاوين ه ض ء الشرععة ا سي مية ،ورقـة مقدمـة حـمن أعمـال منتـد التكافـل السـعودي الـدوا األول21 ،إىل 22مـن سبتمظ2004 ،م ،ةدة ،ص.15 68 توزيع الفائب التأميو من عمليـات التـأمني علـى مـالك األسـهم ،ابعتبـار أن الفـائب التـأميو أيضـ ــا أرابه املشـ ــّكني يف التـ ــأمني خـ ــالل االسـ ــتثمارات ،تبقـ ــى لص ـ ــاو ملـ ــك للمشـ ــّكني ،و ً املشّكني أو حلملة الواثئق (البوليصة) ،فهذا الفائب عبارة عن أرابه أموال التأمني من خالل االستثمارات ،واألقساط الزائدة عن دفع التعويضات خالل العام ،فقد يوزع على ولة الواثئق يف صورة أرابه ،وقد لتفظ به كاحتياف فـو ،أو ـم ذلـك مـن االحتيافـات الـيت يقصـد هبـا صــاو ولــة الواثئــق .وأر أن يــتم ديــد يــع االلتزامــات املــذكورة ســابقاً يف عقــد التــأمني أو 106 وثيقة التأمني. اثلثاً :الس ددارة الشركة: خيتلـ ـ تك ــوين جمل ــس إدارة الش ــركة ب ــني ش ــركة وأخ ــر ،فق ــد ي ــتم تعي ــني جمل ــس إدارة الشركة عن فريق ا معية العموميـة ،وهـم الـذين اسـتمروا أعضـاء يف ا ماعـة التكافليـة فـّة مـن الزمن قد يزيد عن الثالث سنوات.107 رابعاً :هيئة الرقابة الشرىية: أوالً :عرعف هيئة الرقابة الشرىية وأمهياقا: عرف الرقابة الشرعية أب ا:هالتأكد من مد مطابقة أعمال املؤسسـة املاليـة اإلسـالمية ألحكام الشريعة اإلسالمية حسج الفتاوي الصادرة والقرارات املعتمدة من ةهة الفتو ه.108 فللرقاب ـ ــة الش ـ ــرعية أمهي ـ ــة ابلغ ـ ــة يف املص ـ ــارف اإلس ـ ــالمية عام ـ ــة ويف ش ـ ــركات الت ـ ــأمني أيضــا اإلسـالمية خاصـة ،ذلــك أل ـا ثـل أســلمة املصـارف اإلسـالمية وشــركات التـأمني ،و ثـل ً صورة الشركة ومد التزامها بضوابط الشرع ،ومن أمهها: 106حسان ،حسني حامـد ،أسيس الاهياةل الاعياوين ه ضي ء الشيرععة ا سي مية ،ورقـة مقدمـة حـمن أعمـال منتـد التكافـل السـعودي الدوا األول21 ،إىل 22من سبتمظ2004 ،م ،ةدة ،ص.20-19 107الشني ،فتح ،صياة مقدمة لشركة أتمف ودىادة الاامف ه ا سي ،ةـث مقـدم للنـدوة الفقهيـة الثانيـة لبيـ التمويـل الكـوييت لعـام 1410هـ املوافق 1990م( ،الكوي :بي التمويل الكوييت ،ط1413 ،1هـ1993-م) ،ص.112 www.alrajhibank.com.sa/finportal/published_ar/aboutus/contant/sha_control.h 108 69 -1 -2 -3 -4 -5 من املعلوم لد ا ميـع أن البنـو ربيـة النشـأة واملنشـأ ،ملـا لتويهـا مـن معـامالت ربوية ،ولقد قام بدائل شرعية حل الها ،وه البنو اإلسـالمية أو املصـارف وفعال يف أسلمة البنو ،وهذا اإلسالمية ،ولقد كان ي ة الرقابة الشرعية دور ابرز ّ أيضا يف شـركات التـأمني التجـاري ،حيـث حـل الهـا شـركات التـأمني هو احلاصل ً التع ـاو ،مــن خــالل الفتــاوي الشــرعية والــامع الفقهيــة العامليــة والنــدوات العلميــة واملؤ رات العاملية ،ابإلحافة إىل ذلك دور هي ة الرقابة الشرعية. عـ ــدم إحافـ ــة وإملـ ــام العـ ــاملني يف املصـ ــاري وشـ ــركات التـ ــأمني التعـ ــاو بقواعـ ــد املعامالت اإلسالمية واألسس الشرعية ،هذا مما يتطلج إقامة هي ة الرقابة الشـرعية اليت تقوم مبراةعة تلك العمال أول أبول ،وإعطاء النصع واإلرشادات ـم ،وإقامـة دورات علمية ملعرفة أسس وقواعد الشريعة يف املعامالت. لقــد تعقــدت احليــاة يف هــذا العصــر ،وكثــرت النـوازل ،وانتشــرت املعــامالت الربويــة، ممــا اســتدعى قيــام هي ــة الرقابــة الشــرعية ابلتصــد ــذا النـوازل ،واألفكــار الوافــدة، ووقـ أي عمــل ال يتفــق مــع روه الشـريعة اإلسـالمية ابلتعــاون مــع خـظاء قــانونيني واقتصاديني إسالميني ومن ذوي اخلظة واالختصاص. إن العمليات املصرفية اليوم واالستثمارات والتمويـل تـاج إىل رأي سـديد مـن قِبَـل هي ة الرقابة الشرعية ،مع مراةعة تلك العمليات وإصدار الفتو الذي ال يتعارض لل مبصاو التمع واألفراد. مع مبادئ الشرع ،وال ّ إن وةود الرقابة الشـرعية يعطـ للمصـارف اإلسـالمية وشـركات التـأمني اإلسـالم صــبغة شــرعية ،كمــا يعط ـ وةــود رقابــة شــرعية علــى يــع األعمــال الــيت تقــوم هبــا الشركات اإلسالمية ارتياه هـور العـاملني يف شـركات التـأمني التعـاو واملشـّكني 109 يف التأمني التعاو . 109هندي ،منم إبراهيم ،شبقة الراب ه معام ت البني ك الاقليدعية وا سي مية :دراسية اقاصيادعة وشيرىية( ،اسـكندرية :املكتـج العـريب احلديث ،د.ط1996 ،هـ) ،ص.65 70 اثنياً :عيف هيئة الرقابة الشرىية وص حياهتم:110 يتم تعيني هي ة الرقابة الشرعية ابلطرق التالية: -1الس ددارة الشركة: يق ــوم جمل ــس إدراة الش ــركة بتعي ــني هي ــة للرقاب ــة الش ــرعية ،وه ــم م ــن العلم ــاء والفقه ــاء املعــروفني علــى نطــاق واســع وبــني ا مهــور ،ويــتم ديــد عــددهم ومكاف ـ هتم عــن فريــق جملــس إدارة الشركة ،وللهي ة أن تستعني مبن تشاء من اخلظاء االقتصاديني والقانونيني. -2اجل عية الع مية: تق ــوم ا معي ــة العمومي ــة يف بع ــب املص ــارف اإلس ــالمية وش ــركات الت ــأمني بتعي ــني أو انتخاب من يقوم ابلرقابة على أعمال املصارف وأعمال التأمني. -3الدولة: تقــوم بعــب الــدول اإلســالمية بتعيــني هي ــة للرقابــة الشــرعية علــى املصــارف اإلســالمية وشــركات التــأمني التعــاو ،فنــر أن اململكــة العربيــة الســعودية قــد شــكل نــة تقــوم مبراقبــة أعمال شركات التأمني التعاو قريبًا عن فريق مؤسسة النقد العريب السعودي. وللهي ة لة من الصالحيات ،ه على التواا: -1التأكد من سم أعمال الشركة وفق أحكام الشريعة اإلسالمية ومبدأ التكافـل ،وأن اسـتثمارات رأا مـال الشـركة ،واشـّاكات املتكــافلني تـتم بوسـائل خاليـة مـن الـراب، وأي ااـور شـرع ،والتأكــد ًامـا مبطابقــة هـذا األعمـال أبحكــام الشـريعة ،فضـالً عـ ــن ذلـ ــك ،أن ـ ــا السـ ــلطة املطلقـ ــة مبراةعـ ــة املسـ ــتندات والبيـ ــانت الـ ــيت لـ ــص متعلقات التأمني التعاو من تعويضات واألقساط واالستثمارات و مها. -2إعداد دراسـة وافيـة ومسـتوفية وشـاملة عـن أنـواع التـأمني التعـاو ،مـع تقـدج بـدائل شـ ــرعية إن كان ـ ـ خمالفـ ــة ألحكـ ــام الش ـ ـريعة ،مـ ــع صـ ــيا ة مقّحـ ــات وتوصـ ــيات ابملوحوع. 110داود ،حســن يوسـ ،الرقابيية الشييرىية ه املصييارف ا سي مية ،القــاهرة :املعهــد العــامل للفكــر اإلســالم 1417 ،ه ـ1996-م)، ص31-29 71 -3 -4 اعطــاء املشــورة للــس اإلدارة وســائر أقســام إدارات الشــركة ،ويف حالــة عــدم تنفيــذ هـذا املقّحـات وعـدم التعـاون مـع جملــس هي ـة الرقابـة الشـرعية ،تقـوم ا ي ـة بتقــدج تقرير عن ا معية العمومية ،وذلك اللاذ االةراءات الالزمة. جيــوز ي ــة الرقابــة الشــرعية حاــور جملــس إدارة الشــركة ،و ــا أيض ـاً أن تطلــج مــن 111 جملس إدارة الشركة حاور االةتماع. املطلب الثاين :أى ال شركة الاامف الاعاوين: أوالً :نظيم الاعام ت الاامينية الاعاونية: -1أركاا ىقد الاامف الاعاوين أو ىقد الاهاةج: القسييط :هــو املبلــغ الــذي يــدفع علــى ســبيل التــظع وهــو اــدد ،قــد يــدفع مــرة واحــدة أو علــى أقســاط ،فيقــوم التــأمني التعــاو يف الشــركات إذًا علــى أســاا التــظع امللــزم بقــول اإلمــام مالــك روــه هللا ،112فالعضــو أو املشــّ يكــون ملتزمـاً بــدفع القسـط علــى ســبيل التــظع مبجــرد التوقيــع على العقد واملوافقة على البنود الواردة يف العقد وانضمامه إىل عضوية هي ة املشـّكني ،وأسـاا هذا العقد يتم بني الشركة واملشّ . فالقسط إذن هو التظع الـذي يدفعـه املشـّ مـرة واحـدة أو علـى أقسـاط ليسـتفاد منـه يف الغرض الذي قام له الشركة ،فقد يكون لدفع األخطار ااتـددة حسـج ناـام الشـركة ،أو قــد يكــون لــظنما أتمــني األبنــاء ملرحلــة الدراســة ،أو للــزواج ،و مهــا مــن الـظاما املعروحــة مــن قبل شركة التأمني التعاو . وهــذا األم ـوال أو القســط ه ـ ملــك للمســتأمنني أو هي ــة املشــّكني وهــم ولــة واثئــق التــأمني أو مــا يســمى ببوليصــة التــأمني ،وتــذهج بعــب شــركات التــأمني إىل أن مبلــغ التقســيط تــوزع إىل جمموعــات ،وذلــك بعــد أن يقــوم املشــّ إببـرام العقــد مــع الشــركة علــى أســاا التــظع 111الشني ،فتح ،صياة مقدمة لشركة أتمف ودىادة الاامف ه ا س ،ةث مقدم للندوة الفقهيـة الثانيـة لبيـ التمويـل الكـوييت لعـام 1410هـ املوافق 1990م( ،الكوي :بي التمويل الكوييت ،ط1413 ،1هـ1993-م) ص.115-114 112أبو ةيج ،الاامف بف احلظر ا ابحة ،ص .53ملحم ،الاامف ا س م ،ص.91 72 بكامــل املبلــغ ،113فتقــوم الشــركة بتــظع جبــزء منــه لصــاو صــندوق التعويضــات ملــن حصــل لــه الضــرر املتحقــق والفعل ـ كالتــأمني علــى األشــياء واملمتلكــات أو علــى األشــخاص أو الت ــأمني التعاو على احلياة ،وةزء منه لصندوق االستثمار ،وةزء منه لالدخار إن كان الشـركة تقـوم ابلتأمني التكافل كظنما ادخار األسرة أو الدراسة أو الزواج ،وةزء منـه كـأةر الوكالـة لصـاو الش ــركة ،إالّ أن ه ــذا األم ـوال يف حقيقته ــا ه ـ مل ــك ي ــة املش ــّكني –ص ــندوق التعويض ــات وصندوق االستثمار وصندوق االحتياط العام ،وصندوق الفائب التأميو وأرابه االستثمار،- 114 وليس كلها ملك للشركة كما هو احلال ابلنسبة لشركة التأمني التجاري. وير الدكتور عل اي الدين القـرا دا ـ يف حـال انسـحاب املشـّ مـن الشـركة أنـه ال لق له اسّداد املبالغ الذي دفعه من األقساط ،ألنه قـائم علـى التـظع ،فـال جيـوز لـه الرةـوع عنهــا بعــد القــبب لقولــه صــلى هللا عليــه وســلم :هالعائــد يف هبتــه كالكلــج يقيــب ،يعــود يف قي هه.115 ولقــد اقــّه الــدكتور معصــوم اب 116أن تكــون صــيغة العقــد مبنيــة علــى فكــرة املســامهة مببلغ التأمني التعاو أو التكافـل بـدالً مـن عقـد التـظع أو ا بـة ،وصـيغتها أن يقـوم كـل مشـّ ابملسامهة مببلغ معني حسج ما هو منصوص يف العقد املـظم بـني الشـركة واملشـّ ،لنخـرج مـن اإلشــكاليات املثــارة حــول عقــد التــظع بشــرط العــوض ،وإشــكالية ةـواز أخــذ املشــّ مبلــغ مــن 117 الفائب التأميو أو عوائد االستثمارات ،وةواز أخذ مبلغ التظع يف حالة االنسحاب. إالّ أ ّن فكــرة املســامهة ال تعتــظ ةــد ذاهتــا عقــد ،فلــم تــذكر كتــج الفقهــاء عــن مســمى عقــد املســامهة ،إال أننــا كــن القــول أن الشــخص يســاهم مببلــغ مــا علــى أســاا التــظع أو علــى 113يــر الباحــث أن فكــرة التــظع بكامــل القســط دون ديــد الكيفيــة الــيت ســيتم توزيعــه عــظ ص ـناديق املوةــودة يف الشــركة مثــل صــندوق االدخار صندوق التعويضات صندوق االستثمار أمر جيج إعادة النار فيه ،ألن العلماء اختلفوا يف ةواز اسّداد أمواله يف حالة االنسحاب من املشاركة يف التكافل ،وكذلك اختلفوا يف ةواز أخذا الفائب التأميو وه عبارة عن أرةا االستثمار واألموال املتبقية من ع التقسيط. 114حسان ،حسني حامـد ،أسس الاهاةل الاعاوين ه ضي ء الشيرععة ا سي مية ،ورقـة مقدمـة حـمن أعمـال منتـد التكافـل السـعودي الدوا األول21 ،إىل 22من سبتمظ2004 ،م ،ةدة ،ص.17 115البخاري ،صحيح البخارو ،ج ،5ص.216 116الــدكتور معصــوم اب امـ د ،أســتاذ مشــار بكليــة االقتصــاد اب امعــة اإلســالمية العامليــة مبــاليزي ،وعضــو هي ــة الرقابــة الشــرعية بشــركة اإلخالص للتكافل ،له إسهامات ومؤلفات عديدة و تطوير التكافل يف ماليزي وخارةها. Masum Billah, Mohd, al-Musahamah? A Proposed Paradigm of Premium in 117 Takaful (Life & General) Practices, p2-4. 73 أس ــاا الص ــدقة أو عل ــى أس ــاا التع ــاون وهك ــذا ،..وه ــذا املبل ــغ -مبل ــغ املس ــامهة -ك ــن تقســيمه إىل عــدة اــافظ يف الشــركة ،وحبــذا لــو قام ـ الشــركة بــذكر هــذا التقســيم يف العقــد، ليع ــرف املش ــّ أن املبل ــغ ال ــذي سيحص ــل علي ــه يف حال ــة االنس ــحاب ه ــو افا ــة االدخ ــار وافاــة االســتثمار ،أمــا افاــة التظعــات فع ــا تبقــى لصــاو هي ــة املشــّكني ،وملــن وقــع علــيهم الضرر الفعل ،و كن أن نقسم هذا ااتافظ على النحو التاا :وه : -1حمسظة الاربىات والاع عضات (أو اخلطر :أي أن الشـخص يسـاهم جبـزء مـن املبلـغ املتفــق عليــه يف العقــد علــى أســاا التــظع بــه واملشــاركة مــع زمــالءا والتضــامن معهــم يف ةظ املصائج ولفيفها ملن يصيبه اخلطر أو الضرر. -2حمسظ يية االدخ ييار :أي أن الش ــخص يس ــاهم م ــع زم ــالءا اب ــزء الث ــا م ــن املبل ــغ يف االدخار من أةل املستقبل من تقاعد ودراسة األبناء وزواةهم. -3حمسظيية االسيياث ار :يقــوم الشــخص ابملســامهة مــع زمــالءا اب ــزء الثالــث مــن املبلــغ يف االستثمار ،وتنميته من أةل املستقبل. وهبذا التقسيم خنرج من يع اإلشكاليات املثارة حول عدم ةواز اسّداد مبلغ التظع، أيضـ ــا مـ ــن فكـ ــرة املسـ ــامهة كو ـ ــا لـ ــيس عقـ ـ ًـدا ةـ ــد ذاهتـ ــا ،وإأـ ــا ه ـ ـ مرتبطـ ــة بعقـ ــود وخنـ ــرج ً 118 أخر .ب أمــا ابلنســبة لتحديــد األقســاط ،فعنــه يعتمــد علــى نــوع التــأمني املـراد منــه ،فقــد يزيــد أو ـرعا احتســابه بنــاءًا يــنقص ،ةســج نــوع التــأمني املـراد االشـّا فيــه ،وهــذا التحديــد ال مــانع شـ ً على األسس الفنية املتبعـة لـد شـركات التـأمني التجـاري ،119وهـذا بـدورا يعتمـد علـى جملـس إدارة الشركة ،إالّ أن مبلغ التظع يف بعب شركات التأمني التعاو يكون أقـل مـن مبلـغ التـأمني يف ش ــركات الت ــأمني التج ــاري بكث ــم ،أحـ ـ إىل ه ــذا ،ك ــن أن ي ــنص نا ــام ش ــركة الت ــأمني التعاو ،على أن يتضمن التنازل عن مبلغ التأمني أو القسط يف حاالت معينة كالعجز الكل أو ا زئ ،حيث ال يستطيع املشّ دفع التقسيط ،وكذلك كن أن ينص الناام على وةود 118سيقوم الباحث بدارسة موسعة حوله هذا املوحوع يف مبحث التوصيات. 119القرا دا ،الاامف ا س مية ،ص.368 74 واثئــق أو بوليصــة التــأمني للفقـراء واملوصــوفني بصــفة معينــة كطالــج علــم واملـريب والعــاةز عــن 120 العمل ،لتحقيق العدالة واملساواة يف التمع. املشييكك :هــو املــؤمن لــه ،ومنــه تتكــون هي ــة املشــّكني ،وتتمثــل دورهــا يف الــدفاع عــن مصــاو األفراد أمـام شـركة التـأمني التعـاو ابعتبـار أ ـا تقـوم إبدارة العمليـات التأمينيـة واملضـاربة .ذلـك ألن هي ــة املشــّكني املكــونني مــن املســتأمنني ه ـ يف احلقيقــة الــيت تقــوم بــدفع أم ـو ًاال فائلــة قــد تفوق يف معام األحيان رتوا أمـوال الشـركة ،لـذا جيـج أن تصـا قانونيًـا وةـود هـذا ا ي ـة – هي ة املستأمنني أو املشّكني ،-تقوم نيابةً عن األفراد وهم املشّكون ابلدفاع عن مصـاحلهم يف حــال خــروج شــركة التــأمني التع ــاو عــن التزاماهتــا املتفقــة عليه ــا بــني الطــرفني ،وهبــذا الفك ــرة نســتطيع اخلــروج مــن الالــم أو املشــاكل الــيت قــد تواةــه املشــّكني ،وبــذلك نســتطيع مــن خــالل إعمـال هـذا القـانون أن فـظ حقـوق املشـّكني و قـق املقصـد النبيـل الـذي مـن أةلـه أنشـأت شركات التأمني التعاو . أمــا عــن العالقــة املشــّكة بــني املشــّ وشــركة التــأمني ،هــو وةــود عقــد جيمعهمــا وهــذا العقد يتمثل يف إعطاء األول للثا حرية إدارة العمليات التأمينية وحرية استثمار أموال التأمني يف صاو األول ،وهذا العالقة معهمـا عقـد الوكالـة الـيت أقرهـا العلمـاء والفقهـاء اليـزين لعقـد التــأمني التعــاو ،أمــا عــن العالقــة الــيت مــع هي ــة املشــّكني ًيعــا فهـ عقــد التــأمني التعــاو ا مــاع ،ويتمثــل هــذا العقــد وةــود صــندوق مشــّ بــني هــؤالء املشــّكني وهــو مــا يســمى بصندوق التعويضات أو صندوق اخلطر ،ومن خـالل هـذا الصـندوق يقـوم كـل فـرد بـدفع مبلـغ املسامهة يف هذا الصندوق علـى سـبيل التـظع ،متفـق عليـه ابتـداءً ،وتقـوم الشـركة بـدور الوسـافة يف هذا العملية نيابة عن هي ة املشّكني مبقتضى عقد الوكالة أبةر معلـوم ،ومـن ّ تقـوم بـدفع التعويضـات للمتضـررين أو ذوي احلاةـة أو القـرض احلســن أو أي بـرنما أخـر تقدمـه الشــركة، والشروط يف التظعات ةائزة ،حيث أوق سيدن عثمان ب ًـرا بشـرط أن يشـرب منهـا ،وقـد أقــرا الن ـ علــى ذلــك ،واتفــق الفقهــاء علــى أن مــن تــظع مبــال لقــوم موصــوفني بصــفة معينــة 120حسان ،حسني حامـد ،أسس الاهاةل الاعاوين ه ضي ء الشيرععة ا سي مية ،ورقـة مقدمـة حـمن أعمـال منتـد التكافـل السـعودي الدوا األول21 ،إىل 22من سبتمظ2004 ،م ،ص.22 75 كـالفقر أو فالــج علــم أو املـرض ،فمــا صــار مـنهم أو وةــدت هــذا الصـفة اســتحق التعــويب أو سكىن دارا ما أوقفها لطالج العلم وصار منهم. أح إىل هذا ،أن الشركة تقوم ابستثمار وتوظي هذا األموال يف مشروعات تنموية 121 وخمية نيابةً عن هي ة املشّكني ولصاحلهم ابعتبارها ملك م. املييؤما :وه ـ الشــركة الــيت تقــوم بــدور الوســافة أو بــدور تناــيم العمليــات التأمينيــة مــن ــع التظع ــات ودف ــع التعويض ــات واس ــتثمار أمـ ـوال الت ــأمني يف ص ــناديق االس ــتثمار اإلس ــالمية ويف التجــارة والصــناعة والزراعــة وبنــاء املنشـ ت أو مهــا مــن اسـّاتيجية االســتثمار ،حــمن حـوابط شرعية ،فتقـوم هي ـة الرقابـة الشـرعية مبراةـع كافـة األعمـال املتعلقـة ابلتـأمني التعـاو أو التكافـل بدءً من أتسيس الشركة ووحع األهـداف والـظاما والصـور التأمينيـة أو التكافليـة ،و ديـد مبلـغ التقسيط والتعويضات ،و مها من األمور املتعلقة ابلتأمني التعاو . وهــذا الشــركة الــيت تقــوم أبعمــال التــأمني التعــاو ــا أســس وح ـوابط ــددها الدولــة، واملؤسسة اليت تقوم بتناـيم ومراقبـة شـركات التـأمني التعـاو وابلتعـاون مـع هي ـة الرقابـة الشـرعية ابلشـركة أو ابملؤسســة املسـؤولة عــن تناـيم شــركات التــأمني التعـاو ،وهــذا الشـركة تكــون شــركة مسامهة ،ويفضل أن يكون البنك اإلسالم هـو املؤسـس احلقيقـ للشـركة ،ملـا ـا مـن حصـانة ماليــة قوي ــة تس ــتطيع تلبي ــة التعويض ــات واخلس ــائر والوق ــوف أم ــام العج ــز امل ــاا ال ــذي ال س ــيما 122 كثما للشركات الصغمة. لدث ً حمييج العق ييد :اــل العقــد يف عقــد الت ـأمني التعــاو قــد يكــون اخلطــر الــذي مــن أةلــه اشــّ املشّ مع زمالئه ،واخلطر الذي جيابه اإلنسـان أو املؤسسـات قـد تكـون مساويـة أي الكـوارث الطبيعية كالظكان والزالزل والفيضانت ،و مها ،وال يستطيع اإلنسان التنبؤ هبا ،أو كاألمراض واملوت وحوادث السم والسيارات ،وقد تكـون بفعـل فاعـل كالسـرقة والقتـل و ممهـا ،أو يكـون 121حسان ،حسـني حامـد ،أسيس الاهياةل الاعياوين ه ضي ء الشيرععة ا سي مية ،ورقـة مقدمـة حـمن أعمـال منتـد التكافـل السـعودي الدوا األول21 ،إىل 22من سبتمظ2004 ،م ،ةدة ،ص.8-5 122نة البحث العلم يف موقع اإلسالم اليومhttp://www.islamtoday.net/print.cfm/artid=1675 ، 76 لــظنما مــن الـظاما الــيت تقــدمها الشــركة لشـرائع التمــع مــن أةــل املســتقبل أو االدخــار ،مثــل الدراسة والزواج والتقاعد أو من أةل مستقبل األوالد ،و مها من الظاما الذي سوف نناقشه يف تطبيقات التّأمني التّعاو . وخالصــة القــول :أن اــل العقــد هــو االتفــاق املنصــوص بــني املشــّكني أو املســتأمنني يتعرحون خلطر معني أو ُمشتَـَر ،أو لظنما معني تقدمه الشركة علـى سـبيل التعـاون والتكافـل 123 واالدخار ،وذلك مقابل مبلغ التأمني يدفع على سبيل التظع. -2ا سس السنية للاامف الاعاوين: تعتــظ األســس الفنيــة لتقــدير اخلســائر وتقــدير األقســاط الشــهرية للتــأمني التعــاو ه ـ األس ــس املطبق ــة يف ش ــركات الت ــأمني التج ــاري ،وي ــتم تق ــدير اخلس ــائر واألقس ــاط بن ــاءًا عل ــى أساس ــني رئيس ــني ،ومه ــا :أوالً :تق ــدير االحتم ــاالت ،اثنيً ــا :ق ــانون األع ــداد الكب ــمة أو ق ــانون الكثرة. أوالً :قان ا االحا االت: يــتم تقــدير االحتمــاالت بنــاءاً علــى ميــع أكــظ عــدد ممكــن مــن املشــّكني واملعرحــني خلطـر واحــد أو األخطــار املتشــاهبة كــاحلريق مــثالً أو حـوادث الســيارات يف بــرنما واحــد ،ويــتم تقــدير احتمــاالت قــق ذلــك اخلطــر للمشــّكني وذلــك فب ًقــا لق ـوانني اإلحصــاء ،أي إحصــاء ع ــدد مـ ـرات احلري ــق ال ــذي وقعـ ـ يف املاحـ ـ أو حـ ـوادث س ــيارات ،وم ــد ق ــق اخلط ــر يف القريج العاةل أو املستقبل ،لـذلك يقـوم املـؤمن بـدور ـع أكـظ عـدد مـن املشـّكني يف خطـر واحد أو برنما واحد ،ليتم توزيع اخلطر الذي يصيج الفرد منهم على الموعة. اثنيًا :قان ا ا ىداد الهبرية أو الهثرة: 124 123حسان ،حسـني حامـد ،أسيس الاهياةل الاعياوين ه ضي ء الشيرععة ا سي مية ،ورقـة مقدمـة حـمن أعمـال منتـد التكافـل السـعودي الدوا األول21 ،إىل 22من سبتمظ2004 ،م ،ةدة ،ص.9 124يعود اكتشاف هذا القانون يف القرن السابع عشر يف أورواب ،وذلك عند إعدادهم لقوائم الوفيات ،فالحاوا أن عـدد املـوتى مـن الـذكور واإلنث مــن كــل بلــد يــل إىل التســاوي كلمــا زاد عــدد املســجلني يف القائمــة ،ولقــد اكتش ـ هــذا القــانون ســيمون بواســان ،ومساهــا قــانون 77 يتم احتساب أو ميـع املخـافر أو معرفـة احتمـال وقـوع اخلطـر بدقـة كبـمة مـن خـالل قــانون األعــداد الكبــمة ،حيــث يــتم دراســة الكارثــة الواحــدة الــيت تقــع علــى جمموعــة مــن األفـراد، فكلما كثر عدد األفراد يزيد معرفة احتمال وقوع اخلطر إذا سـارت األمـور علـى فبيعتهـا ،علـى اعتبار وةود إحصاء لعدد من الناا لسنوات ماحية. ولك يتم تقدير االحتماالت بدقة هنا عوامل رئيسية ثالثة: -1أن يكــون اخلطــر متفرقًــا ،فــال يكــون وقوعــه يف وقـ واحــد ويتفــرق علــى أوقــات متباعــدة، و ذا السبج نر أن شركات التأمني ال تقوم على التـأمني مـن الكـوارث الطبيعيـة مـثال الـزالزل متجمعــا ويف والظاكــني والفيضــانت واحلــروب ،ذلــك ألن اخلطــر يف هــذا املنــافق تقــع لألف ـراد ً وق واحد ،فال تستطيع هذا الشركات أن تويف ابلتزاماهتا. -2أن يكــون اخلطــر مــن نــوع واحــد ومتمــاثالً ،مثــل حـوادث الســيارات أو السـرقة أو احلريــق، فيتم توزيع اخلطر أو تقسيمه إىل ةزاء ةسج عدد املشّكني يف التأمني. -3أن يك ــون اخلط ــر من ــتام الوق ــوع ،ف ــال يك ــون وقوع ــه م ــن الن ــدرة فيتع ــذر عم ــل إحص ــاء كالتسونم أو من الكثرة كالزالزل يف الياابن فال تستطيع الشركات الوفاء اباللتزامـات عندئـذ دائمـا ابلنسـبة للمجموعــة يكـون قسـط التـأمني مر ً تفعـا ،ويقصـد ابالنتاـام ،أن ن يكـون وقوعـه ً املشـّكة ولـيس ابلنسـبة للمشـّ ،فلــو وقـع حريـق لكـل شــخص يف السـنة عنـدها يتـوزع اخلطــر على الموعة .فعند توافر الشروط يكـون اخلطـر املـراد منـه التـأمني مقبـوالً و كـن التـأمني عليـه، وعندها كن معرفة االحتماالت بدقة أكظ ،أما إذا كان معرفة احتمـاالت وقـوع اخلطـر ـم دقيق ،فعندها يتم معا ة اخلطر بطريقتني ،أوالً :الاذ االحتيافات الالزمة للتقليل مـن اخلطـر، مثــل احلريــق ،فــعن شــركة التــأمني تقــوم بتشــجيع علــى تــوفم األدوات الالزمــة للتقليــل مــن احلريــق كوةود ففايت ووةود فرق مكافحة احلريق و ممها ،وتقوم الشركة بتخفيب الرسوم يف حالـة وةـود هــذا األدوات .أمــا الطريقــة الثانيــة ،فهـ إعـادة التــأمني ،وذلــك للتقليـل مــن التعويضــات ال ــيت تق ــع عل ــى عاتقه ــا يف حال ــة ح ــدوث اخلط ــر ابس ــتمرار وع ــدم تق ــدير االحتم ــاالت بدق ــة 125 أكظ. األعداد الكبمة لوةود تشابه بينـه وبـني نـواميس الطبيعـة .القـري ،امـد العلـ ،الايامف الصيح ،جملـة جممـع الفقـه اإلسـالم ،الـدورة الثالـث عشر1422 ،هـ2001-م ،ج ،3ص.555 125السنهوري ،ال سيط ،ما ،7قسم ،2ص.1904 -1092 78 -4مدة التأمني ،فتعتظ مدة التأمني ومعرفتها من األمور املهمة لتناسق األخطار وقيمتها. ـرعا مــن اســتخدامها يف شــركات التــأمني التعــاو وهــذا األمــور الفنيــة و مهــا ال نــع شـ ً 127 الحتساب األقساط. 126 -3مصارعف ا دارة: تاةه ــا الش ــركة إلنش ــاء وإدارة العلمي ــات التأميني ــة ،وتنقس ــم ه ــذا هن ــا مص ــاري املصاري إىل عدة أقسام: مصاري التأسيس ،تاج الشركة يف بداية قيامها إىل مصاري كثـمة إلنشـاء وتكـوينالش ــركة ،وه ــذا املص ــاري تتحمله ــا الش ــركة بنفس ــها ،مث ــل اس ــت جار مك ــان إلدارة الش ــركة ومصاري مصـ ــاري إدارة عمليـ ــات التـ ــأمني واملـ ــوظفني ،فهـ ــذا املصـ ــاري تتحملهـ ــا صـ ــندوقاددا من مبلغ التقسيط. التأمني ،أي أن الشركة تستقطع مبلغ ً مصــاري االس ــتثمار ،تس ــتقطع الش ــركة مص ــاري االس ــتثمار م ــن ص ــندوق أص ــحاباألســهم ،وصــندوق هي ــة املشــّكني ،وتــنص الفتــو الصــادرة مــن نــدوة الظكــة الثانيــة عشــرة لالقتص ــاد اإلس ــالم رق ــم ،11/12وه ــذا ن ــص الفت ــو :هيتحم ــل املس ــامهون م ــا يتحمل ــه املضــارب مــن املصــروفات املتعلقــة ابســتثمار األم ـوال ناــم حصــته مــن ربــع املضــاربة ،كمــا 128 يتحملون يع مصاري إدارة التأمني نام عمولة اإلدارة املستحقة مه. -4االلازا بدةع الاع عضات: إن مبــدأ االلت ـزام بــدفع التعويضــات يف شــركات التــأمني التعــاو أو التكافــل هــو مبــدأ يشــبه إىل حــد مــا شــركات التــأمني التجــاري ،إال أن الفــارق بينهمــا ،أن األول يــدفع التعــويب على سبيل التخفي من حد اخلطر الـذي أصـاب املشـّ ،وال يصـل حـد التعـويب إىل الغـىن 126القرا دا ،الاامف ا س م ،ص.22 127القرا دا ،الاامف ا س م ،ص.368 128القرا دا ،الاامف ا س م ،ص.309-308 79 كمــا هــو موةــود يف شــركات التــأمني التجــاري ،لــذا ،ــد أن هــذا الشــركات –شــركات التــأمني التجــاري -ال تقــوم علــى أتمــني األخطــار الطبيعيــة كــالوارث والفيضــانت واألعاصــم والظاكــني، والتســونم ،129و مهــا مــن الك ـوارث الطبيعيــة ،ألن التعــويب يف هــذا احلــاالت قــد تصــيبهم اإلفالا ،أما يف شركات التأمني التعاو أو التكافل فعننا د أ ا تقوم بتعويب املتضررين من الك ـوارث الطبيعيــة – مثــل شــركة اإلخــالص للتكافــل ،-إالد أ دن مبلــغ التعــويب يســاعدا فقــط على أن يواةه احلياة من ةديد ،وال يصل إىل حد الغىن. وي ــر الباح ــث أن َد اخ ــتالف ة ــوهري ب ــني االلتـ ـزام ب ــدفع التعويض ــات يف ش ــركات التأمني التعاو وشـركات التـأمني التجـاري ،وإن كـان هنـا اخـتالف بينهمـا مـن حيـث املبـدأ، إال االخــتالف يكمــن يف أن األوىل ال تــدفع مــن ةيبهــا اخلــاص وإأــا مــن صــندوق املشــاركني املخصــص ملواةهــة املخــافر واألزمــات الــيت تنــزل أبحــد املشــّكني ،وهــذا الصــندوق هــو ملــك ي ة املشّكني وليس ملـك للشـركة ،وهـذا االلتـزام ينبـع مـن العقـد التعـاو ا مـاع املتفـق بـني املشّكني ملواةهة املشاكل ،أي أن االلتزام بـدفع التعويضـات يـتم بـني املشـّكني أنفسـهم ،كمـا نراهــا يف ا معيــات التعاونيــة الصــغمة ،ودور الشــركة ابعتبارهــا وكيلــة عــن املشــّكني فع ــا تقــوم هبذا الصـالحية –االلتـزام بـدفع التعويضـات -املوكلـة ـا بتناـيم عمليـات التـأمني التعـاو مـن ــع التظعــات ودفــع التعويضــات واســتثمار أم ـوال التــأمني ،أمــا الثانيــة فــعن األم ـوال الــيت مــع علـ ـ س ــبيل القس ــط ،فع ــا ت ــدخل يف حس ــاهبم اخل ــاص أي حس ــاب الش ــركة وخي ــتلط احلاب ــل ابلنابــل ،أي أن هــذا األمـوال تصــبع ملــك للشــركة ولــيس للمشــّكني أو املــؤمنني ،لــذلك يعتــظ شرعا. االلتزام بدفع التعويضات من صميم واةج الشركة ا اا املؤمنني ،فهو التزام مبا ال يلزم ً أح ـ إىل هــذا ،أن شــركة التــأمني التعــاو يف حالــة العجــز املــاا ،أو يف حالــة العجــز عــن دفــع التعويضــات فه ـ ليس ـ ملزمــة بــدفع هــذا التعويضــات مــن ةيبهــا اخلــاص ،أو مــن أموال املسامهني ،وهذا املبدأ خيتل عما عليها شركات التأمني التجـاري ،130الـذي يسـتوةج عليه ــا االلتـ ـزام ب ــدفع ي ــع التعويض ــات يف حال ــة ح ــدوث خط ــر ا ــدق مي ــع املش ــّكني أو لغالبيتهم ،وإن كان هذا األمر شبه مستحيل. 129السنهوري ،ال سيط ،ما ،7قسم ،2ص.1093 130القرا دا ،الاامف ا س م ،ص.308-307 80 و ــد أ دن األصــل يف قيــام شــركات التــأمني التعــاو أن ال يكــون ــا رأا مــال ســو مــا يدفعــه املشــّكون مــن أقســاط ،إالّ أ دن بعــب الــدول تفــرض علــى الشــركات وةــود رأا مــال، وعلــى إثــرا تؤســس الشــركة ،لــذا رأت بعــب ا هــات الــيت تقــوم ابلرقابــة علــى أعمــال شــركات استكماال ملتطلبات الّخيص القانو . التأمني ةواز وةود رأا مال للشركة ً وجي ــدر اإلش ــارة هن ــا ،أ ّن وظيف ــة رأا م ــال الش ــركة ،أو أمـ ـوال املس ــامهني يف ش ــركات ـما عــن وظيفتــه يف شــركات التــأمني التجــاري ،ففـ شــركات التــأمني التعــاو خيتلـ اختالفًــا كبـ ً التأمني التجاري ه اليت تتحمل اخلسارة ،وينفرد ابلربع ،أما يف شركات التـأمني التعـاو ،فـال تتحمــل اخلس ــارة ،وال تنــال رةًــا ،وإأــا ال ــذي يتحمــل اخلس ــارة هــم املش ــّكون يف الت ــأمني ،أو ال ــذين خ ــذون الف ــائب الت ــأميو أص ــالةً ،أي أن دور الش ــركة إدارة األم ـ ـوال التأميني ــة ول ــيس الضمان. لــذا ،يــر املســؤولون أن مطالبــة املشــّكني يف التــأمني بــزيدة مبــالغ لتغطيــة العجــز قــد ـوال لــد ا معيــات التبادليــة ،أو شــركات التــأمني التعــاو ،إذا كــان ـهال أو مقبـ ً يكــون أمـ ًـرا سـ ً ـورا يف َكـ ٍم بسـبط ،أمـا إذا وصـل عـدد املشـّكني علـى مـا يربـو اآلالف مـن العدد قليل ،أو اص ً املشّكني ،فعنده يتع ّذر علينا مطالبتهم بـزيدة مبـالغ التـأمني لتغطيـة العجـز والتعويضـات ،أحـ إىل ذلـك أن األعضــاء املشـّكني يف التكافــل أو التــأمني التعـاو يف تغــم دائـم ومســتمر ،حيــث د أن بعضهم يستمر لفّة معينة أو وةيزة وبعدها دا قد توق عن االشّا يف الظنما، 131 ولذلك يصعج مطالبتهم ابلنقص. وقـ ــد عا ـ ـ شـ ــركة الت ــأمني اإلسـ ــالمية ابخلرفـ ــوم ه ــذا اإلشـ ــكالية ،وذلـ ــك بتكـ ــوين احتياف فائب مـن عمليـات التـأمني واالسـتثمار ،أمـا إذا مل تكفـ أو تـويف هـذا االحتيافـات مســتلزمات التعويضــات ،فتقــوم الشــركة ابالســتقراض مــن رأا املــال لتغطيــة العجـز ،ولقــد وافــق املؤسســون للشــركة علــى هــذا الفكــرة ،وهــذا نــص الناــام األساس ـ مــن املــادة 61وه ـ :هإذا ظهــر عجــز يف حســاب املشــّكني يغطــى العجــز مــن االحتيــاف العــام ،ويف حالــة عــدم وةــود 132 احتياف ،أو كفايته يغطى العجز من رأا املال على سبيل القرضه. 131القري ،امد عل ،الاامف الاعاوينhttp://www.elgari.com/insurancea.htm ، 132الضرير ،الصديق امد األمني ،الاامف الااارو ودىادة الاامف ابلص ر املشروحة وامل ن ىة ،ةث مقـدم للنـدوة الفقهيـة الثانيـة لبيـ التمويل الكوييت لعام 1410هـ املوافق 1990م( ،الكوي :بي التمويل الكوييت ،ط1413 ،1هـ1993-م) ،ص131-130 81 أمــا إذا حصــل عجــز آخــر ،أبن كــان مل يســتطع رأا املــال مــن تغطيتــه ،فعنــدها يقــدم قرحا حسنًا ،مـن حسـاب املسـامهني ،وهـم أصـحاب رتوا أمـوال ،علـى املسامهون من أموا م ً أن يســدد القــرض يف العــام القــادم أو األعـوام القادمــة مــن صــندوق الفــائب التــأميو ،ويف هــذا ســيد ملعــىن التعــاون أو صــورة يلــة يف ثــوب يــل لمــل بــني فيّاتــه معــىن التكافــل والتعــاون الــذي أمرمهــا يــع األدين الســماوية ،133وبعــد ربــة شــركة التــأمني اإلســالمية يف إدارة العجــز املــاا الــذي تصــيج الشــركة ،تبن ـ معاــم الشــركات هــذا الفكــرة لتتماشــى مــع روه التكافــل والتعاون بني الشركة وهي ة املشّكني ،ومسامهة منهمـا اسـتمرارية عجلـة التقـدم االقتصـادي ـو األمام. -5اناقاء العقد: هنا فرق كثمة مبوةبهـا ينتهـ العقـد املتفـق أو املـظم بـني الشـركة ابعتبارهـا وكيلـة عـن هي ة املشّكني يف إبرام العقود وإدارة العمليات التأمينية ،وهذا الطرق على النحو التاا: أ :-دخ ل ال قي اتيدد لنقاعية العقيد ،أي أن هنـا اتفـاق منصـوص بـني الشـركة واملشـّ علــى أةــل معــني لنهايــة العقــد ،أو أن فــّة ســرين العقــد املــظم بــني الشــركة واملشــّ تــد لفــّة معينــة تــتم ديــدها بنــاءً علــى اتفــاق بينهمــا ،وقــد يكــون عُمــر االتفــاق ســنة ابلنســبة للتكافــل العام ،وأقله سة سنوات مثالً ،فف اية األةل ينته العقد من تلقاء نفسه. ب :-ةسخ العقد ،يـتم فسـخ العقـد ألسـباب الفسـخ يف العقـود العامـة ،وينطبـق كـذلك علـى عقــد التــأمني ،وقــد تكــون هنالــك أســباب أخــر ،كــون املــؤمن لــه ال يســتطيع دفــع األقســاط املتبقية واملتفقة بني الشركة واملشّ . م ي ي :-ا ةي ي س أو الاص ييسية ،يعت ــظ ه ــذان الس ــببان م ــن موةب ــات فس ــخ العق ــد تلقائيًــا م ــن نفسهما ،ولكن ملا كان الشركة ال تقدر على دفع مبلغ التعويب بسبج اإلفالا كان للمـؤمن 134 حق الفسخ. 133البعل ،عبد احلميد ،أسس ر يسة للاامف الاهاةل ،ورقـة مقدمـة حـمن أعمـال منتـد التكافـل السـعودي الـدوا األول21 ،إىل22 من سبتمظ2004 ،م ،ةدة ،ص .53القري ،امد عل ،الاامف الاعاوينhttp://www.elgari.com/insurancea.htm ، 134حسني ،سيد عبد هللا عل ،املقارانت الاشرععية بف الق انف ال ضعية املدنية والاشرعع ا س م ،دراسة و قيق :علـ عـة امـد وآخــرون ،القــاهرة :دار الســالم ،ط1421 ،1هـ ـ2001-م ،مــا ،3ص .1289-1288القــرا دا ـ ،الا ييامف ا سي ي م ،ص-446 .448 82 اثنياً :اساث ار رؤوس أم ال الشركة وأم ال الاامف: يعتظ استثمار رتوا أمـوال الشـركة وأمـوال التـأمني مـن األمـور املهمـة السـتمرار الشـركة ـارا لألف ـراد والشــركات ،ولقــد ورفــع حصــانتها املاليــة وزيدة يف احتيافــات الشــركة ودخ ـالً وادخـ ً ـما ،ملــا يعــود منافعهــا للمجتمــع الشـ ء الكثــم ال كــن حصــرها، حــث اإلســالم علــى ذلــك كثـ ً وتلعج البنو التجارية منها واإلسالمية بدور هام اليوم كفيلة عرعف االساث ار: حــاول الكتــاب ديــد ماهيــة االســتثمار يف مواحــع كثــمة تــذخر هبــا كتــج االقتصــاد واألةـاث املقدمــة للنــدوات واملــؤ رات العلميــة والعامليـة ،وكتــج التــأمني والفقــه ،وهــذا التعــاري أيضـا ـما مـا يسـتعمل الفقهـاء لفـظ التثمـم أي تكثـم املـال ،وتسـتعمل ً قريبة من تعريفه لغة ،وكث ً كلمة التنمية واالستنماء أي فلج النماء والزيدة.135 إالّ أ ّن مــا ةــاء م ـن تعري ـ الــدكتور قطــج ســانو لالســتثمار أوســع وأمشــل ،فقــال يف تعريـ االســتثمار :هتوظي ـ الفــرد –أو ا ماعــة املســلمة -مالــه الزائــد عــن حاةاتــه الضــرورية بشــكل مباشــر أو ــم مباشــر يف نشــاط اقتصــادي ال يتعــارض مــع مبــادئ الشــرع ومقاصــدا العامــة ،وذلــك بغيــة احلصــول علــى عائــد منــه يســتعني بــه ذلــك الفــرد املســتثمر –أو ا ماعــة املستثمرة -على القيام مبهمة اخلالفة وعمارة األرضه.136 و كــن أن نســتنتا مــن هــذا التعري ـ قضــاي مهمــة ذات صــلة كبــمة ابســتثمار أم ـوال التأمني التعاو وفق أسس شرعية ،و كن أن ملها يف نقاط: -1إن الغــرض األساس ـ مــن إنشــاء شــركات التــأمني التعــاو هــو التعــاون مــن أةــل اتقــاء املخافر املتوقعـة علـى املشـّكني ،137ويقـوم التعـاون علـى أسـاا ـع األقسـاط أو مبلـغ املســامهة أو التــظع بــني املشــّكني وتوزيعهــا علــى املتضــررين ،أو ذوي احلاةــة مــن األفـراد، 135الكاسا ،البدا ع والصنا ع ،ج ،6ص .88الشمازي ،املقذب ،ج ،1ص.159 136ســانو ،قطــج مصــطفى ،االسيياث ار أحهام ي وض ي ابط ه السق ي ا س ي م ( ،عمــان :دار النفــائس ،ط1420 ،1ه ـ2000-م) ص.24 ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن وي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ،ص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاو ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن عب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد هللا ،الا ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييامف الاع ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي يياوين ا سي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي م ، http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_content.cfm?id=71&catid=74&artid =1679#1 137 83 وهــذا األم ـوال الــيت مــع علــى ســبيل األقســاط تــاج إىل اســتثمارها وتوظيفهــا ،وذلــك بعد دراسة إحصائية علمية لألخطار الـيت قـد تواةـه املشـّكني ،والفـائب منهـا أو الزائـد عــن حاةاتــه الضــرورية كمــا ةــاء يف التعريـ ،يــتم إخراةــه مــن دائــرة االكتنــاز إىل إقامــة املشــاريع التنمويــة يف البلــد ،أو أن لصــص افاــة يــتم ــع أو اســتقطاع ةــزء مــن أمـوال املسامهة يف التكافل أو التأمني التعاو يف هذا ااتفاة ،ومن نقوم ابستثمارها لصـاو هي ــة املش ــّكني ،وف ــق أس ــس الشـ ـريعة اإلس ــالمية وآلي ــات االس ــتثمار املعاص ــر ،ومنه ــا نس ــتطيع أن ص ــل عل ــى عوائ ــد تس ــاعدن أو تس ــاعد ش ــركات الت ــأمني التع ــاو عل ــى أيضــا مســاعدة املشــّكني أو املتضــررين مواةهــة املخــافر والتخفي ـ مــن حــدهتا ،ومنهــا ً نســتطيع أن نعــا قضــاي مهمــة يف عصــرن مــن أزمــة اإلســكان والــزواج ،وإخ ـراج الزكــاة وتوزيعها على الفقراء ،و مها من األمور اليت تاةها اليوم. -2أمـا قولـه بشــكل مباشـر أو ــم مباشـر ،فــعن القصـد منـه يعــود إىل كـون الشــركة هـ الــيت تت ــوىل عملي ــة اس ــتثمار ه ــذا األمـ ـوال ،كاس ــتثمار األمـ ـوال يف بن ــاء مش ــاريع س ــكنية ،أو مشاريع تنموية ،أو ارية ،أما قوله بطريقة م مباشرة ،كأن تقوم الشركة بتفـويب املـال لشـركات اســتثمارية تقــوم هبـذا املهمــة علــى أســاا مبـدأ املضــاربة أو املشــاركة أو املراةــة، أو م ذلك مـن وسـائل االسـتثمار املعروفـة يف وقتنـا احلاحـر ،بينمـا تتفـر الشـركة إبدارة العمليات التأمينية. وير الدكتور امد األشقر أنه ال جيوز للشركة استثمار أموال التأمني بنسبة من األرابه كو ــا مضــارًاب بنفســها ،ولكــن جيــوز ــا أن تعطـ هــذا األم ـوال لشــركات اريــة أو اســتثمارية 138 قائمة بذاهتا أي منفصلة تقوم هبذا العمل على أساا املضاربة. إن اســتثمار شــركة التــأمني التعــاو كو ــا مضــارًاب ال نــع ذلــك ،إذا كان ـ اإلمكانيــات متاحــة ،مــع وةــود أهــل اخلــظة واالختصــاص يف االســتثمارات واملشــاريع الض ـخمة ،حيــث ــا احلــق يف الــدخول يف مشــاريع خمتلفــة ملــا يعــود النفــع هبــا علــى ا ميــع ،وذلــك بعــد دراســة تلــك املشاريع وتكوين ان خمتصـة تشـرف علـى هـذا األعمـال ،ومنهـا جيـوز ـا أن أتخـذ نسـبة مـن 138األشـقر ،امــد سـليمان ،حبي ث ةققيية ه قضييااي اقاصييادعة معاصيرة( ،األردن :دار النفــائس ،ط1418 ،1ه ـ1998-م) ،مــا ،1 ص.17 84 األرابه أو العائد االستثماري ،إذاً ينحصر عملها –شركة التأمني التعاو -يف إدارة العمليات التأمينية مع أخذ أةرة الوكالة ،واستثمار تلك األموال بطريق مباشر أو م مباشر. -3أمــا قولــه يف نشــاط اقتصــادي ،فع ّ ـا تــدل علــى أ ّن هــذا األم ـوال تكــون حــمن حــدود اقتصــادي كالتجــارة والصــناعة واملزارعــة واملضــاربة وصــناديق االســتثمار و مهــا .فالــال مفتــوه ومتيســر لشــركات التــأمني التعــاو الســتثمار األم ـوال وتنميتهــا ،حــا يعــم النفــع ي ــع املش ــّكني و ــم املش ــّكني يف دوران ه ــذا األمـ ـوال وت ــداو ا ب ــني الن ــاا والفقـ ـراء ومعا ة البطالة يف توظيفهم. -4وأما قوله ال يتعارض مع مبـادئ الشـرع ومقاصـدا ،فهـذا أتكي ًـدا علـى عنصـر الفـرق بـني شــركات التــأمني التعــاو وشــركات التــأمني التجــاري ،فالتجــاري يقــوم علــى أســاا الـراب، أم ــا ش ــركان الت ــأمني التع ــاو فع ــا تق ــوم ابس ــتثمار ه ــذا األمـ ـوال وف ــق أس ــس الشـ ـريعة اإلســالمية ،وبعيـ ًـدا عــن شــبهات ال ـراب والغــرر والــيت قــد تصــاحج البًــا شــركات التــأمني التجاري. يق ــول ال ــدكتور عب ــاا حس ــو :هيت ــوىل جمل ــس اإلدارة –إدراة ش ــركة الت ــأمني التع ــاو - اســتثمار رتوا األمـوال املتجمــدة لصــاو الشــركاء ،بشــرط أن يكــون االســتثمار بعيـ ًـدا عــن الـراب 139 والغرره. -5وأمــا قولــه بغيــة احلص ــول علــى عائــد من ــه يســتعني بــه الف ــرد املســتثمر أو ا ماعــة ،ف ــع دن شركات التأمني التعاو تستثمر هذا األموال للحصول على عوائد تستطيع منهـا تغطيـة األخطــار الــيت تقــع علــى الفــرد أو ا ماعــة ،ومنهــا االدخــار مــن أةــل مســتقبل األبنــاء أيضــا تســتطيع تقويــة وبــرنما التقاعــد يســتعني بــه الشــيخ الكبــم بعــد التقاعــد ،ومنهــا ً االقتصــاد اإلس ــالم ،فض ـالً ع ــن وة ـوب إخ ـراج الزك ــاة ،يف عص ـ ٍر لل ــى في ــه كث ــمر م ــن األ نيــاء عــن أداء هــذا الواةــج الــديو ،الــذي بــه يســاعد علــى إعمــار األرض و قيــق 140 اخلالفة اليت أرادها هللا سبحانه وتعاىل لبو البشر و قيق األمن والعدالة بينهم. 139حسو ،ىقد الاامف ه السق ا س م والقان ا املقارا ،ص.76 140سانو ،االساث ار ،ص.27-24 85 ولقـد تعـددت اليـوم وسـائل االسـتثمار يف العــامل وكثـر فرقـه ،ولعـل أ ـع الوسـائل وأبرزهــا مـا تقــوم بــه اليــوم البنــو اإلســالمية والشــركات التجاريــة ،وشــركات االســتثمار وشــركات التــأمني و مهــا مــن الشــركات ،إبنشــاء صــناديق االســتثمار ،حيــث تقــوم جبمــع مــدخرات املســتثمرين الذين ال يستطيعون اسـتثمار أمـوا م إمـا لعـدم وةـود خـظة يف جمـال االسـتثمار ،أو عـدم كفايـة رأا امل ــال إلدارة املش ــروع ،وتق ــوم ه ــذا الص ــناديق ابس ــتثمار ه ــذا األمـ ـوال ع ــن فري ــق س ــوق 142 141 األوراق املالية . ولقد عرف الدكتور أشرف امد دوابه صناديق االستثمار أب ا :همؤسسات ماليـة تقـوم ابالستثمار ا ماع لألوراق املالية عن فريق ميـع املـدخرات مـن عـدد كبـم مـن املسـتثمرين، واســتثمارها يف ش ـراء وبيــع األوراق املاليــة بواســطة إدارة اّفــة ،هبــدف قيــق منفعــة ملؤسســيها 143 وللمستثمرين ،ولالقتصاد القوم ككله. ويعتــظ ــع ةــزء مــن مبلــغ املســامهة يف شــركة التكافــل يف افاــة االســتثمار ،هــو ميــع ملــدخرات األف ـراد والشــركات املشــّكني يف عقــد التــأمني التعــاو ،ومــن جمموعهــا نس ــتطيع أن نســتثمر هــذا األم ـوال عــظ صــناديق االســتثمار املوةــودة يف الشــركة أو البنــك ،وذلــك بواســطة إدارة متخصصــة واّفــة يف هــذا الــال ــاول قيــق منفعــة للشــركة كوكيــل عــن هي ــة املشــّكني من زيدة أرابه وعوائد للشركة ،ومنفعة لألفراد والشركات كأصحاب أموال. ى ا د االساث ار والسا ض الااميين: السا ض الااميين: 141تقصد ابألوراق املالية أب ا :هصكو أو مستندات تثب حق صاحبها يف ملكية ةزء شائع من صايف أصول أو موةودات الشركة وما ينتا عن استثمارها من ربع مثل األسهم ،او احلق يف دين على الشركة مصدرة الورقة مثـل السـندات ،أو احلـق يف العائـد فقـط ،مثـل حصـص التأسيس ،وتكون قابلة للتداول ابلبيع والشراء يف أسواق رأا املـاله .عمـر ،امـد عبـد احللـيم ،اجل انيب الشيرىية العامية للشيركات العاملية ه اال ا ورا املالية ،ورقة مقدمة إىل املنتد االقتصادي الثا :الشركات العاملة يف جمال األوراق املالية ،الذي عقد مبركز صاو كامل – لالقتصاد اإلسالم جبامعة األزهر1418 ،هـ1997-م ،ص.60 142عمـر ،امـد عبـد احللـيم ،اجل انيب الشيرىية العامية للشيركات العاملية ه ايال ا ورا املاليية ،ورقـة مقدمـة إىل املنتـد االقتصـادي الثا :الشركات العاملة يف جمال األوراق املالية ،الـذي عقـد مبركـز صـاو كامـل – لالقتصـاد اإلسـالم جبامعـة األزهـر1418 ،ه ـ1997-م، ص.54 143دوابه ،أشرف امد ،صنادع االساث ار ه البن ك ا س مية ،القاهرة :دار السالم ،ط1425 ،1هـ2004 -م ،ص.49 86 يع ــرف األس ــتاذ أو ــد ص ــبا الف ــائب الت ــأميو بقول ــه" :ه ــو امل ــال املتبقـ ـ يف حس ــاب املس ــتأمنني م ــن جممـ ــوع االش ـ ـّاكات ال ــيت ق ــدموها واسـ ــتثماراهتا بعـ ــد احتسـ ــاب التعويضـ ــات املستحقة م ،وتسديد املطالبات ومصاري إعادة التـأمني ،واسـتيفاء الشـركة ألةرهـا بصـفتها 144 وكيالً عنهم يف إدارة العمليات التأمينية وكذلك رصد االحتيافات الفنيةه. نســتفيد مــن هــذا التعريـ أن الفــائب التــأميو يتكــون مــن حصــيلة األقســاط املدفوعــة مــن املســتأمنني ،إحــافة إىل عوائــد االســتثمارات الشــرعية لتلــك األقســاط ،وذلــك بعــد خصــم التعويضــات املدفوعــة للمســتأمنني ،واالحتيافــات الــيت لــتفظ هبــا ،ومصــاري إعــادة التــأمني، واملتبقـ مــن هــذا العمليــة هــو مــا يعــرف ابلفــائب التــأميو ،فتــوزع علــى املســتأمنني فقــط دون ولة األسهم ،ابعتبارهم أصحاب احلق ،ولعل هذا الفائب التـأميو مـن حصـيلة االسـتثمارات وحصــيلة األقســاط ابلطــرق املشــروعة م ـن أهــم الف ـوارق الرئيســة بــني شــركات التــأمني التعــاو 145 وشركات التأمني التجاري. ويــر الــدكتور عل ـ اي ـ الــدين القــرا دا ـ ،أن الفــائب ينطبــق عليــه عقــد النهــد، أيضــا عقــد ا بــة بشــرط العــوض ،ويعتــظ أن هــذين العقــدين ــثالن أصــل لناريــة وينطبــق عليــه ً توزيــع الفــائب ،ابعتبــار أن التــظع مببلــغ القســط مقيــد لصــاو هي ــة املشــّكني ،وأن مــا عــاد إىل هــؤالء لــيس فيــه معــىن الرةــوع عــن ا بــة أو التــظع ،وإأــا كــو م أعضــاء يف هي ــة املشــّكني ،وأن 146 الصندوق اخلاص هبي ة املشّكني مل ًكا م. oأسس ومعاعري عع السا ض الااميين ه شركات الاامف الاعاوين: ذكرن ساب ًقا أ ّن توزيـع الفـائب التـأميو لـد شـركات التـأمني التعـاو مـن أهـم الفـروق ال ــيت ت ــاز هب ــا ع ــن ش ــركات الت ــأمني التقلي ــدي ،إح ــافة إىل ذل ــك ،أن الف ــائب الت ــأميو ل ــد شركات التأمني التعاو من األساسيات واالمتيازات اليت تتمتع هبا الشركات اإلسالمية ،ذلـك 144صـبا ،أوـد امـد ،جتربية شييركة الايامف ا سي مية ه ا ردا ،ورقـة مقدمـة إىل املـؤ ر الـدوا :الصـناعة التأمينيـة يف العـامل اإلســالم : واقعهــا ومســتقبلها ،الــذي عقــد يف ةامعــة األزهــر ســنة 1421هـ ـ2001-م ،ج ،2ص .12-11قريــج هللا ،س ـراج الــدين امــد ا ــادي، العناصر املؤثرة ه السا ض الاامف وطر عع ،ورقة مقدمة إىل نفس املؤ ر ،ج ،1ص.33-32 145القرا دا ،الاامف ا س م ،ص.310 146القرا دا ،نفس املرةع ،ص.311 87 ألنــه متعلــق ةقــوق املشــّكني وهــم ولــة واثئــق التــأمني ،وهــم أيض ـاً علــى أساســه قام ـ فكــرة إنشاء شركات إسالمية. ـؤخرا وحــع لــة مــن املعــايم واألســس الرئيســة لتوزيــع الفــائب التــأميو يف ولقــد مت مـ ً شركات التأمني التعاو ،ةيث يّ إلدارة الشركة اختيار املعيـار املناسـج ،وهـذا الطـرق كلهـا ةائزة إن شاء هللا:147 ا ول :مشــول توزيــع الفــائب التــأميو ميــع ولــة الواثئــق دون التفريــق بــني ممــن حصــل علــى تعويضات ومن مل لصل عليهـا ،بنسـبة اشـّا كـل مـنهم ،وهـذا العمـل جيـري يف شـركة التـأمني 148 اإلسالم وشركة الظكة للتأمني يف السودان. الثيياين :مشــول توزيــع الفــائب التــأميو ملـن مل لصــل علــى تعويضــات أصـالً ،أمــا الــذين حصــلوا عل ــى تعويض ــات ف ــال يس ــتحقون ش ــي اً م ــن الف ــائب الت ــأميو .أي أن ت ــوزع نس ــبة األرابه أو الفــائب التــأميو بنســبة مســامهاهتم ،وهــذا رأي ا مهــور يف توزيعهــا حســج املشــاركة يف رأا املــال ،عكــس مــا ذهــج إليــه أبــو حنيفــة وبعــب احلنابلــة يف ةــواز التفــاوت يف توزيــع األرابه، 149 وحجــتهم يف ذلــك ،أن بعــب الشــركاء قــد يعمــل يف الشــركة أكثــر مــن ــما مــن الشــركاء. وهـذا قـول معقـول ابعتبــار أن الشـريك يقـوم إبدارة الشـركة أو أنــه يعمـل يف نفـس الشـركة ،فزيــد يف مستحقاته لوةود الهود الذي يقوم به. الثالييث :التفريــق بــني مــن حصــل عل ـى تعويضــات اســتغرق يــع أقســافه ،وبــني مــن حصــل على تعويضات ومل تستغرق كل األقساط ،أي أن التعويضات تكون أقـل مـن جممـوع األقسـاط املقدمة. ي ــع األقس ــاط ،ف ــع ّ م ال لص ــلون عل ــى فال ــذين حص ــلوا عل ــى تعويض ــات اس ــتغرق الفائب التـأميو ،أمـا الـذين حصـلوا علـى تعويضـات مل تسـتغرق يـع أقسـافه ،فـع م لصـلون 147القرا دا ،نفس املرةع ،ص.312 148شبم ،املعام ت املالية املعاصرة ه السق ا س م ،ص.134 149حسان ،حسني حامـد ،أسس الاهاةل الاعاوين ه ضي ء الشيرععة ا سي مية ،ورقـة مقدمـة حـمن أعمـال منتـد التكافـل السـعودي الدوا األول21 ،إىل 22من سبتمظ2004 ،م ،ةدة ،ص.25 88 على يع الفائب التأميو مع خصم مبلغ التعويب الذي حصلوا عليه .وهذا ما ةر العمـل 150 يف شركة التأمني اإلسالمية يف األردن. ابعيا :كــن للشــركة أن ـتفظ ابلفــائب التــأميو لــديها ،فــعن كثــر الفــائب التــأميو لــديها بعــد رً فّة من الزمن ،حين ذ تقوم الشركة بتخفيب األقساط الالحقة سواء من املشّكني القدامى أو 151 ا دد. ى ا د االساث ار: ذهج بعب العلماء والفقهاء ،أن الشركة تستحق نسبة معلومة مـن عوائـد اسـتثمار – األرابه -أم ـ ـوال الت ــأمني بص ــفتها مض ــارًاب أو وك ــيالً ع ــن هي ــة املش ــّكني يف اس ــتثمار افا ــة االستثمار ،وتدخل إدارة عمليات التأمني ابلتبع يف أعمال االستثمار ،وذهج البعب إىل عدم ةـ ـواز ــع الش ــركة ب ــني أة ــر الوكال ــة وحص ــة املض ــارب ،لوة ــود التن ــايف ب ــني عق ــدي الوكال ــة واملضاربة ،152م أنه يف احلقيقة ال يوةـد تنـايف بـني العقـدين ،حيـث أن الشـركة تتقاحـى أةـر الوكالــة بصــفة أ ــا تقــوم إبدارة أعمــال عمليــات التــأمني ،وذلــك إبةـراء الدراســات الفنيــة و ــع األقساط ،وإبرام العقود ومن دفع التعويضات للمستحقني ،وأما اسـتحقاقها نسـبة معينـة مـن حصــة عوائــد االســتثمار ،كو ــا تقــوم ابملشــاريع واســتثمار هــذا األم ـوال يف وةــوا اخلــم وإقامــة 153 املنش ت وبناء وحدات سـكنية ،ويف التجـارة والصـناعة أو الزراعـة بطريـق مشـروع كاملضـاربة 150قريــج هللا ،سـراج الــدين امــد ا ــادي ،العناصيير املييؤثرة ه السييا ض الاييامف وطيير ععي ،ورقــة مقدمــة إىل املــؤ ر الــدوا :الصــناعة التأميني ــة يف الع ــامل اإلس ــالم :واقعه ــا ومس ــتقبلها ،ال ــذي عق ــد يف ةامع ــة األزه ــر س ــنة 1421هـ ـ2001-م ،ج ،1ص .37-33ملح ــم، الاامف ا س م ،ص.168-167 151األشــقر ،امــد ســليمان ،حبي ث ةققييية ه قضييااي اقاصييادعة معاصييرة( ،األردن :دار النفــائس ،ط1418 ،1ه ـ1998-م ،مــا،1 ص .22نة البحث العلم يف موقع اإلسالم اليومhttp://www.islamtoday.net/print.cfm/artid=1675 ، 152 األشقر ،حب ث وقضااي اقاصادعة معاصرة) ،ما ،1ص.17 153حسان ،حسني حامـد ،أسيس الاهياةل الاعياوين ه ضي ء الشيرععة ا سي مية ،ورقـة مقدمـة حـمن أعمـال منتـد التكافـل السـعودي الـ ـ ـ ـ ــدوا األول21 ،إىل 22م ـ ـ ـ ـ ــن س ـ ـ ـ ـ ــبتمظ2004 ،م ،ةـ ـ ـ ـ ــدة ،ص .18-17ن ـ ـ ـ ــة البح ـ ـ ـ ــث العلم ـ ـ ـ ـ يف موق ـ ـ ـ ــع اإلس ـ ـ ـ ــالم الي ـ ـ ـ ــوم، http://www.islamtoday.net/print.cfm/artid=1675 89 أو عظ صناديق االستثمار اإلسالمية ،ويفضل أن تذكر هذا النسبة ،أي التصريع هبا يف وثيقـة 154 منعا للنـزاع يف املستقبل بني املشّكني والشركة. التأمني الصادرة من الشركةً ، وجيج األخذ ابالعتبار ،أ ّن عوائد االستثمار والفائب التأميو من عمليات التـأمني أو 155 تبعـ ـا ال قص ـ ًـدا ،أي أن املقص ــد األمس ــى األرابه الس ــنوية يف ش ــركات الت ــأمني التع ــاو تعـ ـ ّد ً متظعــا ،أمــا األرابه واألساسـ هــو التعــاون والتكافــل والتكــات ،وعلــى املشــّ أن يــدفع مالــه ً تبعـا للقصــد األساسـ وهــو التعــاون ،وهــذا ال ينــايف كــون وةــود أرابه أو أو هــذا العوائــد تعتــظ ً عوائد االستثمار تعود منافعها إىل املشّكني ،يقول السيوف :هيغتفر يف التوابع ما ال يغتفـر يف مهــاه ،156وهــذا القاعــدة أوردهــا الزركشـ ،يف قولــه :هيغتفــر يف الشـ ء إذا كــان ًبعــا مــا ال 157 ـودا ،158ولقــد ـوداه ،أي أن التــابع كــن أن يتســامع مــا مل يكــن مقصـ ً يغتفــر إذا كــان مقصـ ً أورد أيض ـ ـاً اب ــن ــيم قاع ــدة ش ــبيهةً هب ــا يف قول ــه :هيغتف ــر يف الش ـ ـ ء ح ــمنًا م ــا ال يغتف ــر يف 159 األصل. املطلب الثالث :الاامف الاعاوين ىلل احلياة: لقد ذكـرن يف الفصـل السـابق التـأمني علـى احليـاة وصـورا يف شـركات التـأمني التجاريـة، وأن العلمــاء جممعــون علــى ر ــه إذا كان ـ ا هــة املنامــة ــذا الــظنما هــو شــركات التــأمني 154البعل ،عبد احلميد ،أسس ر يسة للاامف الاهاةل ،ورقـة مقدمـة حـمن أعمـال منتـد التكافـل السـعودي الـدوا األول21 ،إىل22 من سبتمظ2004 ،م ،ةدة ،ص.54 155 اضـا مـن املشـّكني ،وهـذا نـص الفتـو :هكمـا صـدر قـرار مـن هي ـة كبـار تظعا ً مل جيوز الشيخ ابن ابز روه هللا أخذ هذا األموال ،أل ا ً العلمــاء جبـواز التــأمني التعــاو ،وهــو الــذي يتكــون مــن تظعــات مــن ااتســنني ،ويُقصــد بــه مســاعدة ااتتــاج واملنكــوب ،وال يعـود منــه شـ ء للمشـّكني ـ ال رتوا أمـوال ،وال أرابه ،وال أي عائـد اسـتثماري ـ أل دن قصـد املشـّ ثـواب هللا سـبحانه وتعـاىل مبسـاعدة ااتتـاج ،ومل يقصـد عائدا دنيوي ،وذلك داخل يف قوله تعاىل:وتَـعاونُوا علَى الِ ِظ والتـدقـو والَ تَـعـاونُوا علَـى ا ِإل ِ والعـدو ِان ،ويف قـول النـ ((: وهللا يف ع ِ ـون ً َّ َ َ ََ َ َ ََ َ ً َ ُ َ العبد ما كان العبد يف عون أخيه)) .وهـذا واحـع ال إشـكال فيـه .أناـر :املكتـج التعـاو للـدعوة واإلرشـاد وتوعيـة ا اليـات 1421 -ه ـ، [email protected] 156الســيوف ،ا شييباه والنظييا ر ،ص .120البعلـ ،عبــد احلميــد ،أسييس ر يسيية للاييامف الاهيياةل ،ورقــة مقدمــة حــمن أعمــال منتــد التكافل السعودي الدوا األول21 ،إىل 22من سبتمظ2004 ،م ،ةدة ،ص.52-51 157الزركش ـ ،أبــو عب ــد هللا بــدر الــدين ام ــد بــن هب ــادر بــن عبــد هللا الش ــافع ،املنثي ي ر ه الق اى ييد ،ب ــموت :دار الكتــج العلمي ــة ،ط،1 1421هـ2000-م ،ج ،2ص.424 158الندوي ،عل أود ،الق اىد السققية ،دمشق :دار القلم ،ط1420 ،5هـ2000-م ،ص.424 -423 159ابن يم ،ا شباه والنظا ر ،ص.135 90 التجاري ــة ،ولق ــد تن ــاول الفقه ــاء ح ــول الب ــديل الش ــرع ل ــه يف جم ــامع فقهي ــة ون ــدوات علمي ــة ومؤ رات دولية حا هذا اليوم ،ليتماشى مع روه الشريعة ومقاصدها الرئيسة. ولعل تسميته ابلتأمني علـى احليـاة ومساعـه ألول وهلـة ،أنـه يعـارض عقيـدتنا يف القضـاء والقــدر ،وأ ّن احليــاة بيــد هللا ســبحانه وتعــاىل ،لــذا يــر الباحــث تغيــم هــذا االســم إىل مســمى ـديال لـه ،أو ـمى وب ً آخر ،لذا ،فقد سع بعب الشركات اإلسالمية وبعـب الكتّـاب إجيـاد مس ّ صـ ــيا ة مص ــطلع آخـ ــر يتماشـ ــى م ــع روه اإلسـ ــالم ،ك ــأن يطل ــق عليـ ــه ،التـ ــأمني التع ــاو أو التكافل على احلياة ،أو التكافل اإلسالم ملا بعد املوت ،أو مها من املصطلحات األخر اليت تساعد على تغيم املفهوم اخلافب ذا املصطلع. وتتضمن صيغة العقد عند شركات التأمني التجارية ،أبن تتعهد الشركة أبن تقدم مبلـغ التأمني يف حـني وفـاة املتعاقـد خـالل فـّة العقـد ولـو لبضـع ثـوان بعـد إبـرام العقـد ،أمـا إذا فاتتـه املنيـة بعــد انتهــاء مـدة العقــد ،فــع دن ورثـة املســتأمن بعــد موتـه ال يتقاحــون أي تعــويب ،أو أنــه مل ـ خــالل فــّة ســرين العقــد وانتهـ هــذا الفــّة مــا زال ح ـ يــرزق ،فـ األقســاط تــذهج هذا األقساط لصاو الشركة ،وتصبع جمموع األقساط الـيت دفعهـا املسـتأمن ملـك للشـركة ،أي 160 برئة ذم الشركة. ولقد بـدأت الشـركات اإلسـالمية بتطبيـق األسـس الشـرعية لناـام التـأمني التعـاو علـى ـديال للتــأمني علــى احليــاة الــيت تقــوم بــه شــركات احليــاة أو ناــام التــأمني التكــافل علــى احليــاة بـ ً التـأمني التجـاري ،ومت صـيا ة عقـود التـأمني علـى احليـاة ،ذلـك أل ـا تقـوم علـى التعـاون والناـر إىل املســتقبل بعــد التوكــل علــى هللا واألخــذ ابألســباب ،وهــذا يســاعد اإلنســان علــى االدخــار للمستقبل بسبج املرض أو العجز ،أو لورثته من بعدا ،لـذا ،جيـج صـيا تها-العقـود -صـيا ة شــرعية مقبولــة ،تقــوم علــى أســس التعــاون ،وليسـ املعاوحــة ،وبــذلك نســتطيع أن قــق ناــام التكافل بني األفراد والتمعات املسـلمة ،يف عصـر اختفـى فيـه ناـام بيـ مـال املسـلمني الـذي كان يكفل عي الفقراء وااتتاةني ،وكبار السن واملرحى. ولقــد رأ بعــب العلمــاء ،أن أتخــذ صــيغة عقــود التــأمني التعــاو علــى احليــاة الصــيغة الـيت ارتضــاها العلمــاء يف التــأمني التعــاو علــى ــم احليــاة ،ةيــث يقــوم أوالً علــى مبــدأ ا بــة أو 160السنهوري ،ال سيط ،ما ،7قسم ،2ص.1392 ،1376 91 التظع املشروفة بشروط تعود لصاو املتظع ،كأن تكون هبة بثواب ،والشروط يف ا بة جيـج أن تكــون ــم خمالفــة لنصــوص الكتــاب والســنة ،161فه ـ ملزمــة عنــد املالكيــة ،و كــن أن أتخــذ أيضا بصورة ا بة مـع شـرط الثـواب عنـد الـبعب مـن احلنفيـة واملالكيـة ،ومنعهـا الشـافعية ،يقـول ً ابن رشد :هوأما هبة الثواب فاختلفوا فيها فأةازها مالك وأبو حنيفة ومنعها الشافع وبه قال بيعـا جمهـول الـثمن؟ فمـن رآا داود وأبو ثور وسبج اخلالف هل ه بيع جمهول الثمن أو ليس ً بيعا جمهول الثمن قال هو من بيوع الغرر اليت ال ـوز ومـن مل يـر أ ـا بيـع جمهـول قـال جيـوز ه. ً 162 قال ابن رشد :هوكأن مال ًكا ةعل العرف فيها مبنزلة الشرط وهو ثواب مثلهاه. أما إذا كان ا بة بشرط العوض ،فقد ذهج هور العلمـاء مـا عـدا الشـافع بصـحة هذا الشرط ،ذلك ألن الشرط ال ينـايف مقتضـى العقـد ،ألن العـظة يف العقـود ابملقاصـد واملعـا دون األلفاظ واملبا . ولقد قدم الدكتور عل اي الدين القرا دا مقّه حول تغيم مسـمى التـأمني علـى احلياة إىل التكافل اإلسالم حلماية الورثة وحلاالت الضع ،ومنه قسمه إىل نوعني: -1التأمني يف حالة الوفاة حلماية الورثة و وهم. 163 -2التأمني لدفع العوز عند الشدة أو العجز أو و ذلك. الن ع ا ول :الاامف ه حالة ال ةاة حل اعة ال رثة وحن هم: من فبيعة اإلنسان أن يبحث عن األمان لنفسه وملن يعو م من ته ،كأبنائه أو إخوانـه إن مل يكــن لــه أبنــاء ،أو والديــه وورثتــه علــى وةــه العمــوم ،ويســعى يف العمــل ةاهـ ًـدا مــن أةــل لقمة العـي وحيـاة هني ـة لـه ولذريتـه ،ولقـد ـى الرسـول سـعد بـن أيب وقـاص أن يتـظع مبالـه كله أو نصفه ابتغاء مرحاة هللا ونيل ثوابه ،فقال له الرسول ( :الثلـث والثلـث كثـم ،إنـك إن 164 تدع ورثتك أ نياء خم من أن تدعهم عالة يتكففون الناا يف أيديهم) 161القـرا دا ـ ،علـ ايـ الــدين علـ ،حبي ث ه ةقي املعيام ت املالييية املعاصيرة ،بــموت :دار البشـائر اإلسـالمية ،ط1422 ،1ه ـ- 2001م) ،ص.329-327 162ابن رشد ،بداعة اجملاقد ،ج.248 ،2 163القرا دا ،حب ث ه ةق املعام ت املالية املعاصرة ،ص.337-336 164مسلم ،صحيح مسلم ،رقم احلديث ،1628ج ،3ص.1252-1251 92 أحـ إىل هــذا مــا قــام بــه عمــر بــن اخلطــاب مــن تقســيم األراحـ املفتوحــة يف العـراق والشــام علــى الاهــدين مــن أةــل مســتقبل األةيــال القادمــة ،يضــمن ــم دخــل مــاا مســتمر اةا يدفعونه لبيـ املـال ،ويقـول عمـر :هوهللا ال يفـتع ملال األرض ،ولكن فرض عليهم خر ً بعدي بلد فيكون فيه كبم نبل عسـى أن يكـون كـالً علـى املسـلمني فـعذا قسـم أرض العـراق بعلوةهــا وأرض الشــام بعلوةهــا فمــا يســد بــه الثغــور؟ ومــا يكــون للذريــة واألرامــل هبــذا البلــد 165 وبغما من أرض الشام والعراق؟ه. ولقــد قســم الــدكتور علـ ايـ الــدين القــرا دا ـ هــذا النــوع إىل تســعة صــور ،ويــر أنــه جيوز التأمني التعاو أو التكافل لصاو الورثـة ًيعـا أو لصـاو أحـد الورثـة إذا كـان هنـا مـظر شرع كوةود عاهة مستد ة أو أنه ر باـروف صـعبة خالفًـا ألخوتـه أو ممهـا مـن األسـباب األخر عله ينفرد هبذا احلق عن ما ،يقول ابن قدامه يف هذا الصـدد :هفـعن خـص بعضـهم –أي بعـب أوالدا -ملعـىن يقتضـ لصيصـه مثــل اختصاصـه ةاةـة أو زمانـة أو عمـ أو كثــرة عائلــة أو اشــتغاله ابلعلــم أو ــوا مــن الفضــائل أو صــرف عطيتــه عــن بعــب ولــدا لفســقه أو بدعته أو لكونه يستعني مبا خذا على معصية هللا أو ينفقه فيها فقـد رو عـن أوـد مـا يـدل 166 ـرعا أيضـاً التـأمني لصـاو على ةواز ذلك واألكثرية أةازوا ذلك مع الكراهيةه .وال مانع ش ً شخص أخر م وارث من ابب التظع .وهذا الصور على النحو التاا: -1التأمني التعاو العمري لصاو الورثة ًيعا بدفع رواتج شهرية أو سنوية ـم مـا دامـوا أحيــاء بعــد مــوت دافــع القســط ،وهــذا الصــورة ثــل إعانــة للورثــة يف مــل صغارا. مشاق احلياة إن كانوا ً -2التـأمني التعــاو لصــاو الورثــة ًيعـا بــدفع رواتــج ــم ملـدة معينــة كعشــر ســنوات (إن عاشوا) بعد موت دافع األقساط. -3التــأمني التعــاو لصــاو الورثــة ًيعــا بــدفع ااتــدد املتفــق عليــه مــرة واحــدة بعــد موت دافع األقساط. 165أبو يوس ،يعقوب بن إبراهيم ،كااب اخلراج ،القاهرة :املطبعة السلفية ،ط1383 ،3هـ ،ص.25-24 166املغو ،ج ،5ص.665 93 -4 -5 -6 -7 -8 -9 التأمني التعاو لصـاو أحـد الورثـة (مـع مـظر مشـروع للتخصـيص) بـدفع رواتـج له ما دام حيًا بعد موت دافع األقساط. التأمني لصاو أحد الورثة بدفع الرواتـج لـه ملـدة اـددة كعشـر سـنوات إن عـا بعد موت دافع األقساط هذا املدة أو املقدرة. التأمني التعاو لصاو أحد الورثة بدفع مبلغ التأمني إليـه مـرة واحـدة بعـد مـوت دافع األقساط. التــأمني التعــاو لصــاو األةنـ ( ــم الـوارث) بــدفع رواتــج لــه مــدة حياتــه بعــد موت دافع األقساط. الت ــأمني لص ــاو التع ــاو األةنـ ـ ( ــم ال ـ ـوارث) ب ــدفع روات ــج ل ــه مل ــدة عش ــر سنوات ،مثالً إن عا بعد موت دافع األقساط. التأمني التعاو لصاو األةن ( م الوارث) بدفع مبلغ التأمني املتفق عليـه مـرة 167 واحدة بعد موت دافع األقساط مباشرة إن كان حيًّا. الن ع الثاين :الاامف لدةع الع ىند الشدة وكرب السا: هــو اتفــاق بــني املشــّ وشــركة التــأمني التعــاو علــى دف ـع مبلــغ التــظع لصــاو نفســه ومستقبله عند مرحه وشيخوخته أو عند إحالته إىل املعا أو عدم قدرته على العمل و ومها. ومبقتضــى هــذا االتفــاق تقــوم شــركة التــأمني التعــاو بــدفع مبلــغ التــظع أو مبلــغ التــأمني املتفــق عليــه إىل املشــّ إن كــان حيًــا علــى شــكل راتــج شــهري أو أن يــدفع إليــه دفعــة واحــدة يستطيع من خالله أن ارا التجـارة ،أمـا إن مـات املشـّ فـعن مبلـغ التـظع كـن أن يـذهج إىل صــندوق التكافــل أو يــدفع إىل الورثــة وذلــك حســج االتفــاق املنصــوص عليــه .و كــن أن نقسم هذا النوع إىل أربعة صور: -1التأمني بدفع مبلغ التظع أو التأمني دفعة واحدة عند العجز عن العمل. -2التأمني بدفع مبلغ التظع أو التأمني يف صورة راتج عند العجز عن العمل. -3التأمني بدفع مبلغ التظع أو التأمني دفعة واحدة عند بلو سن الشيخوخة. 167القرا دا ،حب ث ه ةق املعام ت املالية املعاصرة ،ص .341-337القرا دا ،الاامف ا س م ،ص.347-370 94 -4التأمني بدفع مبلغ التظع أو التأمني على شكل راتج عند بلو سن الشيخوخة. 168 168القرا دا ،حب ث ه ةق املعام ت املالية املعاصرة ،ص.342 95 املبحث الثالث :دىادة الاامف الاعاوين املطلب ا ول :مسق دىادة الاامف وحقيقاقا: أوالً :مسق دىادة الاامف: يعـرف وهبــة الزحيلـ إعــادة التــأمني أبنــه :هعقــد مبقتضــاا تلتــزم إحــد شــركات التــأمني ابملسامهة يف مل أعباء املخافر املؤمن منها لد شركة أخر .فهـو عالقـة عقديـة بـني شـركة 169 التأمني املباشر ،وشركة إعادة التأمني ،وال شأن للمستأمن هباه. أي أن الشركات القائمة ابلتأمني سـواء أكانـ شـركات اريـة أو تعاونيـة تقـوم بتـأمني نفس ــها ،ذل ــك لتخفي ـ ـ أث ــر وقعـ ـ األخط ــار امل ــؤمن منه ــا وال ــذي ق ــد يض ــر الش ــركة لع ــدم 170 استطاعتها الوفاء اباللتزامات اليت عليها ،فتخف من وفأة اإلفالا أو اخلسارة. اثنيًا :حقيقة دىادة الاامف: إن شركات التأمني التجارية يف العامل تقـوم علـى إعـادة التـأمني يف كـظ شـركات إعـادة التــأمني يف العــامل لتضــمن ــم املزيــد مــن األرابه مــن خــالل العمليــات التأمينيــة ،ولفيـ وفــأة اخلسارة اليت قد تصيبهم فجـأة ،وذلـك مقابـل أقسـاط تـدفعها شـركات التـأمني إىل شـركة إعـادة التــأمني ،فيلتــزم الطــرف الثــا بــدفع تعويضــات متفــق عليهــا يف البنــود الــيت تــتم بــني الطـرفني يف حال وقوع اخلطـر املـؤمن مـن أةلهـا علـى أن يلتـزم الطـرف بـدفع األقسـاط ،فـالقوانني املوةـودة يف تناــيم العملي ــات التأميني ــة لــد ش ــركات الت ــأمني التج ــاري بصــفتها مس ــتأمنًا ه ـ الق ـوانني 171 املوةودة يف شركة إعادة التأمني بصفتها مؤمنًا. ولعـل هــذا الفكــرة الــيت ابتكرهــا الغــرب مــن أةــل حــمان مزيــد مــن األرابه هـ نفســها اليت قام عليها شركة التأمني التجـاري ،أي أ ـا أتخـذ حكمهـا ،سـواءً يف العمليـات التأمينيـة أيضـ ــا حكـ ــم املنـ ــع عنـ ــد القـ ــائلني بعـ ــدم ة ـ ـواز شـ ــركات التـ ــأمني أو يف التعويضـ ــات ،وأتخـ ــذ ً التجاري. 169الزحيلـ ـ ،وهب ــة ،املع ييام ت املالي يية املعاص ييرة( ،ب ــموت ودمش ــق :دار الفك ــر املعاص ــر ودار الفك ــر ،ط1423 ،1هـ ـ2002-م)، ص.287 170األشقر ،حب ث ةققية ه قضااي معاصرة ،ص.29 171األشقر ،حب ث ةققية ه قضااي معاصرة.30-29 ، 96 هــذا ممــا دع ـ احلاةــة إىل إقامــة شــركة إعــادة التــأمني التعــاو يف العــامل اإلســالم مــن خالل التوصيات اليت ةـاءت مـن قبـل املـؤ رات والنـدوات واملـؤ رات والبـاحثني مـن أةـل احلـ ّد مـ ــن انتقـ ــال خ ـ ـمات املسـ ــلمني وتـ ــدفقها إىل بـ ــالد الغـ ــرب ،وملواكبـ ــة عجلـ ــة تقـ ــدم االقتصـ ــاد اإلســالم ،ممــا تســاعد وايــة هــذا األم ـوال ومســايرة الركــج احلضــاري لتحقيــق مشــول اإلســالم ملنــاح احليــاة ،وأنــه صــاو لكــل زمــان ومكــان دون اإلخــالل بقواعــد الش ـريعة اإلســالمية الــيت وحعها قائد األمة امد وأكمل املسمة صحابته وعلمائنا الكرام. ويــر بعــب الكتــاب أ ّن الطريقــة املثلــى واملبســطة إلعــادة التــأمني ،ه ـ أن تقــوم كــل ُ شركة إسالمية تعمل يف جمال التأمني التعـاو ابلتـظع مببلـغ يتناسـج مـع األخطـار املـراد التـأمني عليها أو األخطار ااتددة اليت تريد تغطيتها ،فتُجمع تلك األمـوال ـ إدارة أو شـركة موثوقـة مستأةرة ،تغط منها اخلسائر اليت دفع عن األخطار املتفقة عليها. أو تقــوم إحــد شــركات إعــادة التــأمني التعــاو ابالتفــاق مــع شــركات التــأمني التعــاو تعهــداً بــدفع مبلــغ مــا عنــد حصــول اخلطــر ااتــدد أو املـراد التــأمني عليــه ،جيــري التقــاص بــني الشــركات .وكــال النــوعني عنــد الــبعب هــو تعــاو اــب ،موافــق للش ـريعة اإلســالمية ،حيــث 172 تمع أصحاب املصاو فيما بينهما لدفع اخلطر الذي يصيج أحد املشّكني. م أن هذين النوعني ينطبق عليهما عيات التأمني التبادا بني األفراد ،حيث كن ــذا ا معي ــات أن تتف ــق فيم ــا بينهـ ـا عل ــى تك ـوين ص ــندوق خ ــاص للجمعي ــات ،ففـ ـ ح ــني حصول أي خطر إلحد هذا ا معيات ومل تسـتطع أن تُـويف ابلتزاماهتـا ،عنـدها كـن ـا أن تستعني بصندوق إعادة التأمني. أما ابلنسبة لشـركات التـأمني التعـاو املوةـودة اليـوم والقائمـة علـى ناـم معينـة تفرحـها الدولــة أو ا هــة املســؤولة عــن تناــيم هــذا الشــركات كمؤسســة النقــد العــريب الســعودي ،فــم الباحث أنـه مـن الصـعج تطبيـق هـذين النـوعني ،ذلـك ألن عـدد املشـّكني يف شـركات التـأمني ـددا عنــد ا معيــات التبادليــة ،فيحتــاج عنــد ذلــك إىل إقامــة صــره كبــم التعــاو كبــم يفــوق عـ ً يـوازي قــوة شــركات إعــادة التــأمني التجــاري يف العــامل ،فضـالً عــن قـوانني الدولــة الــيت ال تســمع إبقامة عيات تعاونية. 172األشقر ،حب ث ةققية ه قضااي معاصرة.31-30 ، 97 وقبــل ثالثــة عقــود مــن الــزمن ،تـر بعــب املؤسســات القائمــة أبعمــال التــأمني التعــاو والفقهاء والعلماء والباحثني ،أن إقامة شركة إعادة التأمني التعاو أو إعادة التكافل توازي قوة شركات إعادة التأمني التجاري يف العامل من األمور العسمة يف ذلك الوق ،ذلك ألن أتسيس مثــل شــركات إعــادة التــأمني التعــاو تــاج إىل ســيولة لتغطيــة املخــافر واملصــائج ،قــد تعجــز عنهــا املؤسســات املوةــودة يف العــامل اإلس ــالم ،وقــد ال تل ـ أو تُـ ِ ـويف احتياةــات ومتطلب ــات التــأمني التعــاو لتغطيــة األخطــار والك ـوارث الكبــمة ،173عــالوة علــى ذلــك ،أن إقامــة شــركة إعادة التأمني التعاو متوقفة على اه شركات التـأمني التعـاو وتطورهـا ود ومتهـا مـع وةـود احتياف كبم لتغطية التعويضات اليت تصيج الفرد والشركات املؤمنة ةراء حـوادث الـدهر مـن 174 املصائج والنكبات والنوازل.. يقــول وهبــة الزحيل ـ :ه ..أن عقــدة املشــكلة أمــام التــأمني التعــاو تكمــن يف إعــادة التــأمني ،حيــث مل ينشــط هــذا النــوع علــى مســتو دوا ،ومل توةــد مؤسســات كــظ تنــافس شركات إعادة التأمني العاملية ،فكان اللجوء إليها أمراً قسريً أو احطراريً ،ليه ظروف احلاةـة املتعينة ،يف الوق الراهن ،إىل أن ياهر البديل األكظ جبانـج البـديل األصـغر علمـاً أبن إعـادة التأمني تسبج خسارة فادحة لالقتصاد القوم ه.175 أبسا مـن إعـادة التـأمني لـد شـركات التـأمني التجـاري لذا كان بعب العلماء ال يرون ً يف العامل ،إذا كان احلاةة أو الضرورة تستدع إىل ذلك ،ولقد وحـع هي ـة الرقابـة الشـرعية 176 لبنك فيصل السودا لة من األسس إلعادة التأمني يف شركات التأمني التجارية. 173الشني ،فتح ،صياة مقدمة لشركة أتمف ودىادة الاامف ه ا س ،ةث مقدم للندوة الفقهيـة الثانيـة لبيـ التمويـل الكـوييت لعـام 1410ه ـ ـ املوافـ ــق 1990م( ،الكوي ـ ـ :بيـ ـ التمويـ ــل الك ــوييت ،ط1413 ،1ه ـ ـ1993-م) ،ص .120الزحيل ـ ـ ،املعي ييام ت املاليي يية املعاصرة ،ص.287 174القرا دا ،عل اي الدين ،الاامف ىلل احلياة ومساادات العق د ،ةث مقدم للندوة الفقهية الثالثـة لبيـ التمويـل الكـوييت لعـام 1413هـ املوافق 1993م( ،الكوي :بي التمويل الكوييت ،ط1413 ،1هـ1993-م) ،ص.139 175الزحيل ،وهبة ،الض ابط الشرىية لص ر ىق د الاامف ىلل احلياة ودىادة الاامف ،ورقة مقدمـة للنـدوة الفقهيـة الرابعـة لبيـ التمويـل الكوييت لعام 1416هـ املوافق 1995م( ،الكوي :بي التمويل الكوييت ،ط1997 ،1م) ،ص.139 176ملزيــد مــن التفصــيل أناــر :ا مــال ،الاييامف الااييارو والبييدعج ا سي م ،ص .344-339الزحيلـ ،املعييام ت املالييية املعاصييرة، ص.290-289 98 إالّ أن احللم –إقامة شركة إعادة التـأمني -الـذي ابت قـد ًا شـبه مسـتحيل وكـان يـراود اقعـ ــا َخميلّـ ــة الفقهـ ــاء واالقتصـ ــاديني اإلسـ ــالميني وأصـ ــحاب رتوا األم ـ ـوال ،أصـ ــبع حقيق ـ ـةً وو ً لموسا مع األلفية ا ديدة ،وإن كان قد سبق إقامتها بفّة وةيزة ،إالّ أ ّن قواعدها وأسسها م ً املتينــة اليــوم تعــادل بعــب كــظ شــركات إعــادة التــأمني التجــاري يف العــامل مــن حيــث احلصــانة املاليـة والتقنيـات الفنيـة واإلدارة ا يــدة ،ممـا جيعلنـا نصـن تلــك الشـركات اإلسـالمية مـن كــظ شــركات العــامل ،وي ـّاوه عــدد شــركات إعــادة التكافــل يف الوق ـ أكثــر مــن مثانيــة شــركة إعــادة التكافل ،وه : البلد ا سم الشركة الشركة اإلسالمية للتكافل وإعادة التكافل Bahamas Islamic Takaful & Retakaful Co. (IRTCo.), الشركة األسيوية العاملية إلعادة التكافل Malaysia Asean Re-Takaful International الشركة اإلسالمية للتأمني وإعادة التأمني Saudi Arabia )Islamic Insurance & Reinsurance Co. (IIRCo. الشركة اإلسالمية للتكافل وإعادة التكافل Saudi Arabia )Islamic Takaful and Re-Takaful Co. (ITRCo. شركة نيكهيدو مارين فوكيو إلعادة التكافل Singapore Tokio Marine Nichido Retakaful Pte Ltd الشركة الوفنية إلعادة التأمني Sudan )National Re-insurance Co. (NRICo. Tunisia BEIT Iaadat Ettamine Tounsi Saoudi Re)insurance (B.E.S.T. Re شركة أريا () ARIG Dubai بَـي ــد أن نا ــام بع ــب ش ــركات إع ــادة التكاف ــل ال تس ــتطيع أن تتحم ــل نس ــبة %100 إلع ــادة التكاف ــل ل ــديها ،لعجزه ــا ع ــن تلبي ــة حاة ــات ش ــركات التكاف ــل أو الت ــأمني التع ــاو لضــخامة املنش ـ ت واملبــا والطــائرات والســفن واملمتلكــات احلكوميــة والعامــة ،فتطــر إىل قبــول 99 نســبة معينــة مــن بــرنما إعــادة التكافــل ،أو لنــوع معــني مــن أن ـواع التأمينــات املعروفــة كالتــأمني على املبا واملنش ت أو التكافل على احلياة. لذا ،ير الباحث ةواز إعادة التأمني لد شـركات التـأمني التقليديـة بنسـبة معينـة ال تتعــد مــا أقــرت هبــا هي ــة الرقابــة الشــرعية ببنــك فيصــل الســودا وشــركات التــأمني التعــاو األخــر ،حلــني قيــام ا ــاد عــام لشــركات إعــادة التكافــل ،أو أن تتبــىن البنــك اإلســالم للتنميــة هذا املشروع الضخم ،ابعتبار أنه يضم يف عضويته أكثر من سني دولة ،ولديه حصانة مالية قوية تستطيع أن تل حاةة شركات التكافل يف العامل. املطلب الثاين :ص ر شركات دىادة الاامف الاعاوين وى قاقا بشركات الاامف الاعاوين: أوالً :ص ر شركات دىادة الاامف الاعاوين -1أتسيس احتاد ىا لشركات الاامف الاعاوين: تقــوم هــذا الفكــرة علــى أتســيس ا ــاد عــام ميــع شــركات التــأمني التعــاو يف األقطــار اإلسالمية والرا بني االشـّا فيـه ،ومـن ّ توكيـل واحـدة منهـا للتعاقـد بـني الشـركات املشـّكة، وموافقــة بقيــة الشــركات ــذا العقــد ،وهبــذا تمــع شــركات التــأمني التعــاو لتأســس شــركة كبــمة وب ـرأا مــال كبــم تســتطيع مــن خال ــا تغطيــة املخــافر الــيت تقــع علــى إحــد شــركات التــأمني التعــاو وتعجــز الشــركات اإلســالمية عــن الوفــاء ابلتعويضــات الالزمــة للمصــابني ابلك ـوارث أو املخافر ،وبذلك قق فكرة التعاون املبو بني ا ماعات وفكرة ا اد شركات التأمني التعـاو على نطاق واسع. ولعل هذا األساا وهذا الفكرة كن أن تستمد من ناام العواقل على توزيع الـديت بني أفراد القبيلة الواحدة ،فعن عجزت فع ا توزع على القبائل التمعـة ـ نسـج واحـد ،أي أن ال ــديت ت ــوزع عل ــى أق ــرب القبائ ــل أو األق ــارب نس ــبًا ،حس ــج الّتي ــج املوة ــود يف الفق ــه اإلســالم ،فتوزيــع الــديت بــني األف ـراد والقبائــل أو العشــمة فيهــا معــىن التعــاون بيــنهم ،فف ـ الصــورة املقابلــة لــد شــركات التــأمني التعــاو يــتم توزيــع املخــافر بــني املشــّكني فيهــا صــورة التعــاون أيضـاً لــد شــركات التــأمني التعــاو ،ويف حالــة عجــز الشــركات عــن الوفــاء فيــه صــورة التعاون عند إعادة التأمني التعاو . 100 -2دنشاء شركة دىادة الاامف مدى ماً ما قبج البن ك ا س مية تقــوم هــذا الفكــرة علــى أتســيس شــركة إعــادة التــأمني بــدعم مــن املصــارف اإلســالمية املوةودة يف العامل اإلسالم برأا مال كبم ،كما سـامه واسـتطاع هـذا املصـارف أتسـيس شــركات التــأمني التعــاو ،ذلــك ألنــه قــد يتعــذر علــى بعــب أصــحاب رتوا أم ـوال املســامهة بذلك ،وبذلك نضمن أن عجلة تقدم االقتصاد اإلسالم يف تطور مسـتمر ،مـع حـمان عـدم انتق ــال خـ ـمات املس ــلمني وت ــدفقها إىل الغ ــرب ،فتص ــبع حين ــذ هـ ـذا األمـ ـوال دائـ ـرة يف ب ــالد اإلســالم ،وا ــدير ابلــذكر أن معاــم رتوا األمـوال الــيت قامـ عليهــا شــركات التــأمني التعــاو 177 دعما من البنو اإلسالمية يف كل قطر من أقطار العامل اإلسالم . ه يف األصل ً -3أتسيس شركة دىادة الاامف الاعاوين ما قبج احله مة كــن أن أتســس شــركة إعــادة التــأمني التعــاو مــن قِبَـل احلكومــة ،أي أن حكومــة كــل دولة تقوم علـى أتسـيس شـركة إعـادة التـأمني ميـع شـركات التـأمني التعـاو يف الدولـة ،وتقـوم ابإلش ـراف عليه ــا ووح ــع ن ــة خمتص ــة م ــن ذوي االختصاص ــات املمي ــزة إبدارة ش ــؤون الت ـأمني التعــاو لــد الشــركات واملراقبــة عليهــا لضــمان ســم الشــركة وفــق األســس الشــرعية ،ومــن اإلش ـ ـراف علـ ــى إع ــادة التـ ــأمني ،و ك ــن أن تتقاح ــى الدولـ ــة أو احلكومـ ــة أة ــر الوكالـ ــة علـ ــى العمليات التأمينية ،واسـتثمار تلـك األمـوال يف مشـاريع تنمويـة ومعا ـة األزمـات اإلسـكانية يف الدولة ،فمنها ما نعا مشكلة البطالة ،ومنها نعا عجز ميزانية الدولة يف استثمار األموال. اثنياً :ى قة شركة دىادة الاامف بشركات الاامف الاعاوين: .1تقــوم شــركة إعــادة التــأمني التعــاو ابلتعاقــد مــع شــركات التــأمني التعــاو وتقــوم جبمــع األقساط يف صندوق التأمني. .2تقوم شركة إعـادة التـأمني التعـاو ابسـتثمار أمـوال التـأمني علـى أسـاا املضـاربة بينهـا وبني جمموع الشركات املشّكة. 177ملحم ،الاامف ا س م ،ص.163-159 101 .3يتم تقسيم األرابه بني شركة إعادة التـأمني بنسـبة اـددة ،لصـاو أصـحاب رأا مـال الشركة ،والباق يدخل يف صندوق األموال التأمينية لديها. ـؤمن منهــا ،ومصــروفات عمليــات .4تعط ـ شــركة اإلعــادة التعويضــات عــن احل ـوادث املـ ّ التأمني ،من جمموع األقساط واالحتيافات واألرابه االستثمارية. .5عند وةود فائب ،تقوم شركة اإلعادة بردا إىل شركات التأمني بنسبة اشّاكها. .6عند قق عجز ،تضمنه شركة اإلعادة على سبيل القرض من أموال املسامهني. مــن خــالل هــذا ا ولــة السـريعة حــول عالقــة شــركات إعــادة التــأمني التعــاو وشــركات التـ ــأمني التعـ ــاو ،يتضـ ــع أن شـ ــركة اإلعـ ــادة صـ ــل علـ ــى نصـ ــيبها مـ ــن األرابه مـ ــن خـ ــالل االستثمارات اليت تقوم هبا كو ا مضـارابً ،وهـذا النسـبة حقيقـة تتفـاوت بـني شـركة اإلعـادة عـن مها. ولقد ذهج بعب العلماء إىل عدم ةـواز تلـك األعمـال كو ـا عقـدين يف عقـد واحـد، وهو عقـد مضـاربة وكفالـة ،وأيضـاً ملهـا مسـؤولية الضـمان حـال العجـز ،وهـ مسـؤولية كبـمة 178 قد تؤدي إىل خسارة كلية ،فهو تظع مضر ابملسامهني ،ال جيوز قبوله يف التجارة. واحلقيقــة أ دن الفكــرة الــيت تقــوم عليهــا بعــب شــركات اإلعــادة ه ـ تعــاون وتكافــل بــني الشــركات ،فه ـ تقــوم إبب ـرام العقــود بــني الشــركات كــون العقــد تــظع أو كفالــة ،أمــا كو ــا تقــوم ابستثمار هذا األموال مع أخذها الربع كو ا مضارابً فليس فيه عقدين يف عقد واحد. 178األشقر ،حب ث ةققية ه قضااي معاصرة ،ص.38-36 102 السصج الثالث :حهم الاامف الاعاوين: ن ــر الكث ــم م ــن املس ــلمني أخ ــذهتم احل ــمة يف الت ــأمني التج ــاري والت ــأمني التع ــاو ب ــني القول ابحلالل أو احلرام وبـني الـدخول فيـه أو رفضـه ،ونـر الـبعب ملتمسـني إىل بـديل شـرع يقــوم مقــام التــأمني ااتــرم ،فلــذلك أوةــج لــد املســؤولني الشــرعيني أو املتخصصــني يف هــذا الال إجياد بدائل ومقّحات تقوم مقام التأمني ااترم وتل حاةة التمع إىل هـذا األنـواع مـن التــأمني ،وهــذا البــديل يكــون أتمــني إســالم لــه فريقتــه وناامــه اخلــاص املســتمدة مــن الكتــاب والسنة ،ويوفر حياة الناا ويكفل م ويبعدهم عن االنزالق يف احلرام. فلــذلك نــر أن الشـريعة اإلســالمية يف حقيقتهــا ال نــع أو ال تعــارض إنشــاء شــركات التأمني أو املسمى نفسه ،إأا وةهة االعّاض ه ما تقوم به هذا الشركات وأسسها ونامها املوح ــوعة وش ــروفها التعس ــفية ال ــيت ال ل ــدم مص ــاو التم ــع واألفـ ـراد وال تواف ــق روه الشـ ـريعة اإلســالمية ،وإأــا لــدم فائفــة قليلــة مــن النــاا مههــم األول ميــع تلــك األمـوال داخــل افاــة ةيوهبم وتكدسها ،دون النار إىل عنصر التكافل والتعاون اللذان على أسسامها أنشـأت فكـرة التعــاون ،فــعن قمنــا بتعــديل أو تغيــم أو إنشــاء ناــم وفــق قواعــد إســالمية و ـ أفــر إســالم ، حين ذ ال يوةد سبج نع من التعامل به. ولتوي هذا الفصل على مبحثني: املبحث ا ول :حهم الاامف الااارو: املبحث الثاين :حهم الاامف الاعاوين: 103 املبحث ا ول :حهم الاامف الااارو: يعتـ ــظ التـ ــأمني أو شـ ــركات التـ ــأمني مـ ــن العقـ ــود املسـ ــتحدثة أو مـ ــن الن ـ ـوازل والقضـ ــاي األساسية واليت ابتلي هذا األمة اإلسالمية يف معام أ اء األرض املعمورة ،وذلك من خالل معــامالت النــاا وتعــامالهتم مــع البنــو وشــركات التــأمني ،179وتعتــظ كمــا ذكــرن آنف ـاً ربيــة 180 النشأة واملنشـأ ،وأول فقيـه تكلـم عـن هـذا النـوع مـن العقـود هـو الفقيـه ابـن عابـدين احلنفـ (ت1252هـ) ،181حيث أبد رأيه يف كتابه هرد ااتتار على الدر املختاره يف موحوع التأمني البحــري ،وأفلــق علــى هــذا العقــد بعقــد الســوكرة ،وانتهــى قولــه إىل عــدم ة ـواز هــذا النــوع مــن العقــود وأنــه عقــد فاســد ،وذلــك لعــدم وةــود ت ـوازن يف العقــد ،يقــول ابــن عابــدين روــه هللا :ه والذي ياهر ا أنه ال لل للتاةر أخذ بدل ا الك من ماله ،ألن هذا التـزام مـا ال يلـزمه.182 أي مــا ال يلــزم شــرعاً ال يصــع التزامــه وال اإلل ـزام بــه ،فــال لــل ملســلم أخــذا وال جيــوز التعاقــد عليــه ،وبعبــارة أخــر ،أن املــؤمن (صــاحج الســوكرة) وهــو املعــروف اآلن بشــركات التــأمني قــد ألزم نفسه بدفع ماله تعويضاً للتاةر اخلاسر أبنه التزام مل يلزمه الشرع بـذلك ومـا ال يلـزم الشـرع 183 به ال لل أخذا. أيضــا الــذي يقــول ابحلرمــة يســتلزم منــه إجيــاد البــديل أو احلــل ،فــال لــاول أن يكــون و ً مكتوف اليدين وال خيرج ذا األمة احللول الناةعة أو البدائل املقّحة أو احليل الشـرعية والـيت منهـا نرفــع عـن هــذا األمـة اإلصــر واأل ـالل ونلبســهم بـرداء اليســر والسـماحة ،يقــول تعــاىل﴿ : 179تفــرض بعــب الــدول –مثــل مــاليزي -علــى شــعبها أو أهلهــا دفــع التأمينــات وذلــك عنــد ش ـراء ســيارة ،أو عنــد العمــل يف احلكومــة أو الشركات .م أن للشيخ وهبة الزحيل نارة خاصة حول هذا املوحوع ،فم ةواز التأمني اإلةبـاري أو اإللزامـ الـذي تفرحـه الدولـة ،ألنـه مبثابة دفع حريبة للدولة .جملة جممع الفقه اإلسالم ،الدورة الثانية ،العدد الثا 1407 ،هـ1986-م ،ج ،2ص .549م أن هذا الناام كما هو معمول يف ماليزي ال تعد حريبة ،وإأا حصيلة التأمني تدخل لصاو شركات التـأمني الـيت تفـرض علـى األفـراد التـأمني اإللزامـ ،وهـذا التـأمني يكـون علــى ثـالث درةــات ،أو ثـالث ف ـات خيتــار الشـخص أي شــاء مـن هـذا الــدرةات ،وكـل درةــة ـا مقـدار معــني مـن التعــويب عند حدوث األخط ار ،وهذا التأمني يكون لفّة معينة وينته العقد ،مع بقاء وسرين حمان التأمني عند حدوث حادثة. 180هو امد أمني بن عمر بن عبد العزيز عابدين الدمشق ،الشهم اببن عابدين ،فقيه الدير الشامية ،وإمام احلنفية يف عصرا ،ولد سنة 1198ه ـ يف دمشــق وتــويف هبــا روــه هللا ،ولــه مــن املؤلفــات :حاشــية رد ااتتــار علــى الــدر املختــار ،ونســمات األســحار علــى شــره املنــار يف األصول. 181الزرقا ،نظا الاامف ،ص.21 182 ابن عابدين ،امد أمني ،حاشية رد اتاار ىلل الدر املخاار( ،بموت :دار الفكر ،ط1368 ،2هـ) ج ،4ص.170 183التميم ـ ،رةــج ،الاييامف ودىييادة الاييامف ،جملــة جممــع الفقــه اإلســالم ،الــدورة الثانيــة ،العــدد الثــا 1407 ،ه ـ1986-م ،ج،2 ص.556-555 104 اللُ بِ ُكـ ُـم اليُسـ َـر َوَال يُِريـ ُـد بِ ُكـ ُـم العُسـ َـر ﴾ ، 184وقولــه عليــه الصــالة والســالم :ه إن الــدين يُِريـ ُـد د ـاد الــدين أحــد إالّ لبــه ،فس ـ ِّددوا وقــاربوا وابشــروا ،واســتعينوا ابلغــدوة والروحــة يســر ،ولــن يشـ ّ وش ء من الد ة ه ،185ويف موحع آخر يقول عليه السالم :هإن هللا مل يبعثو معنِّتاً وال متعنتًا ميسراه.186 لكن بعثو ً معلما ً فلــذلك ،ك ــان واةــج العلم ــاء والفقهــاء البح ــث عــن املخ ــارج الشــرعية ،و ويله ــا إىل معامالت ةائزة ،فهنا يكمـن دور التهـد البـارز املـاهر الفطـن ،العـامل أبحـوال األمـة ومعامالهتـا والعامل مبقاصد الشريعة اليت منها نسم علـى الـدرب الصـحيع ،وخنـرج مـن دائـرة احلـرام إىل دائـرة احلــالل إبذن هللا ،و قــق مــا تســموا إليــه األمــة مــن املصــاو ،أال وهـ ةلــج املصــاو ــم ودرء املفاســد عــنهم س ـواءً عــاةالً أم آة ـالً دون تعــارض مــع النصــوص ومقاصــد الشــرع ،وهــذا مــا حدث فعالً خالل مداوالت الفقهـاء والعلمـاء يف النـدوات العلميـة واملـؤ رات الدوليـة ،والـامع الفقهية ،فأخرةوا ذا األمة احللول الناةعة كان مبثابة انطالق شركات التأمني التعاو على نطاق واسع وحمن أفر الشريعة اإلسالمية. و اول يف هذا ا زء أن نسلط الضوء على أقـوال العلمـاء يف شـرعية التـأمني التجـاري، أيضا على اختالف العلماء حول شرعية التأمني التعاو . ومن ّ نلق الضوء ً املطلب ا ول :اجمليزوا للاامف الااارو: وهــم القــائلون اب ـواز ،وذهــج إىل ذلــك ،عل ـ اخلفي ـ ،187وعبــد الوهــاب خــالف،188 وامد البه ،189ويوس موسـى 190وامـد بـن احلسـن احلجـوي ،191وامـد اخلفيـ وخلـق 184سورة البقرة.185 : 185البخــاري ،امــد بــن إمساعيــل أبــو عبــد هللا ا عف ـ ،صييحيح البخييارو ،قيــق :مصــطفى ديــج البغــا ( بــموت :دار ابــن كثــم ،ط،3 1407هـ1987-م) ،رقم احلديث ،39ج ،1ص.23 186النيسابوري ،مسلم بن احلجاج أبو احلسني القشمي ،صحيح مسلم ،قيق :امد فؤاد عبد البـاق (بـموت :دار إحيـاء الـّاث ،د.ط، د.ت) ،ج ،2ص.1104 187أستاذ الشريعة اإلسالمية بكلية احلقوق جبامعة القاهرة .يقول على اخلفي :هإن ما قدمناا يستوةج أن يكون حكـم التـأمني شـرعاً هـو ا وازه .املصري ،عبد السميع ،الاامف ا س م بف النظرعة والاطبي ( ،القاهرة :مكتبة وهبة ،ط1400 ،1هـ1980-م) ،ص.24 188أستاذ الشريعة اإلسالمية بكلية احلقوق جبامعة القاهرة ،ذهج إىل ةواز عقد التأمني على احلياة فقط. 189عضــو جممــع البحــوث ووزيــر األوقــاف وشــؤون األزهــر ســابقاً ،فــذهج يف كتابــه ناــام التــأمني يف هــرري أحكــام اإلســالم وحــرورات التمــع املعاصر ،إىل ةواز عقد التأمني جبميع أنواعه بل أوةج على الدولة ول الناا عليه إلزامياً. 105 كثم ،م أن ليس ؤالء صد قوي إالّ ما ةاء عن الشيخ مصطفى الزرقا 192روه هللا،193 يقــول مصــطفى الزرقــا :ه أن ناــام التــأمني بوةــه عــام تشــهد ـوازا يــع الــدالئل الشــرعية يف الشـريعة اإلســالمية وفقههــا ،وال يــنهب يف وةهــه دليــل شــرع علــى التحــرج ،وال تثبـ أمامــه شبهة من الشبهات اليت يتومهها القائلون بتحر هه.194 وأهم أدلاقم كاآليت: أوالً :ما الهااب والسنة: قوله تعاىل :إال أن تكون ارة عن تراض منكم ،195فالتأمني عمل اري يتم ابلّاحى بني املؤمن واملؤمن له. قوله تعاىل :ي أيها الذين آمنـوا خـذوا حـذركم 196فـا سـبحانه وتعـاىل دعـى إىل األخـذ أبسباب احليطة واحلذر ،فالتأمني من هذا األسباب. قوله تعاىل :وتعاونوا على الظ والتقو ،197والتأمني نوع من التعاون . قوله تعاىل :يريد هللا بكـم اليسـر وال يريـد بكـم العسـر ،فقـد انتشـر التـأمني انتشـاراً كبـماً، والقول بتحر ه يؤدي إىل التضييق على النـاا ،ويف إابحتـه تيسـم علـيهم وقـد ثبـ أن النـ ما خم بني أمرين إال أختار أيسرمها. املناقشة: 190أستاذ الشريعة اإلسالمية بكلية احلقوق ةامعة عني مشس ،قال إن التأمني بكل أنواعه حرب من حروب التعاون وشرعاً ال أبا به إذا خال من الراب. 191أستاذ العلوم العالية ابلقرويني ،ذكر ذلك يف كتابه السام . 192أســتاذ الش ـريعة اإلســالمية يف كليــة احلقــوق جبامعــة دمشــق وأســتاذ يف كليــة الش ـريعة ســابقاً ووزيــر ســابق .كتــج مصــطفى الزرقــا مقالتــه يف أســبوع الفقــه اإلســالم مبهرةــان ابــن تيميــة بدمشــق ،1961ــدث فيــه حــول ةـواز الســوكرة (عقــد التــأمني) .جملــة جممــع الفقــه اإلســالم ، الدورة الثانية ،العدد الثا 1407 ،هـ1986-م ،ج ،2ص.583 193فايع ،أحها البحر ،ص.328 194الزرقا ،نظا الاامف ،ص.65 195سورة النساء ،آية .29 196سورة النساء ،آية .71 197سورة البقرة ،آية .185 106 اآليــة األوىل :حجــة علــيهم وليسـ ــم ،فكــل عقــود الغــرر إأــا حرمتهــا الشـريعة ملــا يّتــج عليهــا مــن أكــل أم ـوال النــاا ابلبافــل ،للجهالــة الــيت ــيط مبوحــوعها ،وقــد قــال الن ـ يف بعب عقود الغرر أرأي إذا منع هللا الثمر مب خذ أحدكم مال أخيه؟ أما اآلية الثانية ال تفيدهم شيًا يف شرعية التأمني التجاري أل ا يف أخذ احلذر يف ا هـاد، وعلى فرض تعديّة حكمها إىل احلذر واحليطة يف أمور الناا العادية فع ا ال شـك إأـا تصـدق علــى الوســائل املشــروعة واملباحــة ،والتــأمني التجــاري يشــوبه الغــرر وال ـراب وفيــه أيض ـاً اســتغالل ف ة معينة. حلاةة الناا ،وتكدا األموال و معها وأمــا آيــة التعــاون فتمامهــا يــرد علــيهم :هوال تعــاونوا علــى اإل والعــدوانه وأي عقــد يشــوبه الغرر فهو إ وأي إ يشوب املعامالت أعام من الراب. ويف ما يتعلق ابلتيسم وعدم احلرج فاألمر يف اية الاهور و ـام احلـديث يضـع الـنقط فـوق 198 احلروف :هما خم الن صلى هللا عليه وسلم بني أمرين إال أختار أيسرمها ما مل يكن إمثاه. اثنياً :اسادالهلم ىا طرع ا دلة العقلية: -1األصل يف األشياء اإلابحة:199 أي أن معــامالت النــاا الــيت تعــود علــيهم ابلنفــع مباحــة ،إالّ مــا ورد فيــه دليــل الصوصــه يقتض م ذلك .فبمقتضى هذا القاعدة تكون عمليات التأمني ،بكل أنواعها مباحـة ،أل ـا من معامالت الناا النافعة ،ومل يرد الصوصه نص لرمها. املناقشة: نقول :أن قاعدة األصل يف األشياء اإلابحة ال تصلع أن تكون ال اسـتدالل ،ألن األدلـة قـد 200 قام على مناقضتها من الكتاب والسنة ،وهذا ما سنبينه يف أدلة القائلني بعدم ا واز. 198قاسـم ،يوسـ امـود ،الايامف الاايارو ودىيادة الايامف ،جملـة البحـوث اإلسـالمية ،العـدد ،20ذو القعـدة-ذو احلجـة1407 ،ه ـ- ارم-صفر 1408هـ ،ص.26-24 199الســيوف ،ةــالل الــدين عبــد الــرون بــن أيب بكــر ،ا شييباه والنظييا ر ،قيــق :امــد املعتصــم اب البغــدادي( ،بـموت :دار الكتــاب العريب ،ط1407 ،1هـ1987-م ،ص.133 200فايع ،أحها البحر ،ص.329-328 107 -2التــأمني فيــه مصــلحة ،حيــث دل الكتــاب والســنة واإل ــاع علــى اعتبــار املصــاو ،والتــأمني نشأ وليد احلاةة ،فاإلنسان يف هذا العصر ااط من املخـافر الـيت تصـيج الفـرد وا ماعـة ال حصر ا ،ومن هذا األخطار ما تكـون مساويـة كالعواصـ واحلرائـق و ممهـا ،ومنهـا مـا تكــون بفعــل اإلنســان كالســرقة و وهــا ،ومنهــا مــا ينشــأ بفعــل أو احلركــة التجاريــة كهبــوط األسهم واألسعار و ما. املناقشة: املصلحة يف نار الفقهاء :ةلج منفعـة أو دفـع مضـرة ،201وةلـج منفعـة ودفـع مضـرة من مقاصد الشريعة اإلسالمية ،واملقصود ابملصلحة احلفاظ على األصول اخلمسة الـيت هبـا قـوام احلياة ،وهو مقصود الشرع من بناء التمع و قيـق اخلالقـة ،وهـذا األصـول اخلمسـة هـ حفـظ الدين وحفظ النفس وحفظ العقل وحفظ النسل وحفظ املال ،فعن كل ما يتضـمن حفـظ هـذا األصـول اخلمسـة فهــو مصـلحة وتتوقـ عليهـا حيـاة النــاا الدينيـة والدنيويــة ،وإذا فقـدت هــذا األصـ ــول اختل ـ ـ احليـ ــاة يف الـ ــدنيا وشـ ــاع الفسـ ــاد وحـ ــاع النعـ ــيم األبـ ــدي وحـ ــل العقـ ــاب يف اآلخرة ،202يقول الشاف يف هذا املعىن :هأ ا ال ب ّد منها يف قيام مصاو الدين والدنيا ،ةيث إذا فقدت مل ر مصاو الدنيا على استقامة ،بل على فساد وهتارج وفـوت حيـاة ،ويف األخـر فوت النجاة والنعيم ،والرةوع ابخلسرانه.203 يتضــع مــن هــذا القــول أن هــذا األصــول اخلمســة مــن أهــم املصــاو الــيت دعـ الشـريعة إىل حفاه ــا ،وه ـ أص ــول احلي ــاة وقوامه ــا ،فبه ــا تس ــتقيم احلي ــاة وهب ــا تس ــعد ال ــنفس يف ال ــدنيا 201الغـزاا ،امـد بـن امـد بـن امـد الطوسـ ،املساصيسل مـن علـم األصـول ،قيـق :الـدكتور امـد سـليمان األشـقر( ،بـموت :مؤسسـة الرسالة ،ط1417 ،1هـ1997-م) ،ج ،1ص.286 202الزحيل ،وهبة ،أص ل السق ا س م ( ،دمشق :دار الفكر ،ط1406 ،1هـ1986-م) ،ج ،2ص.1050 203الشــاف ،أبــو إســحاق إبـراهيم بــن موســى اللخمـ الغرنفـ ،امل اةقييات ه أصي ل الشيرععة .حــبط ولـريا :الشــيخ إبـراهيم رمضــان، (بموت :دار املعرفة ،ط1420 ،4هـ1999/م) ،ج ،2ص.7 108 واآلخرة .يقول ابـن عاشـور :هفاملصـاو الضـرورية هـ الـيت تكـون األمـة مبجموعهـا وآحادهـا يف حرورة إىل صيلها ةيث ال يستقيم الناام ابختال ا...ه. 204 وأما احلاةية فه أقل مرتبـة مـن الضـروريت ،مـن حيـث احلـرج والضـيق ،فهـ املصـاو اليت لتاج إليها الناا للتيسم عليهم ورفع احلرج عنهم ،فعذا فقدت ال خيتل ناـام حيـاهتم كمـا يف الضروريت ولكن يلحقهم احلرج واملش ّقة 205،يقول الشـاف :هأ ـا مفتقـر إليهـا مـن حيـث ِ املؤدي يف الغالج إىل احلرج واملش ّقة الالحقة بفوت املطلوب ،فعذا مل تراع التوسعة ورفع الضيق ّ دخل على املكلّ –على ا ملة -احلرج واملشقة ،ولكنه ال يبلـغ مبلـغ الفسـاد العـادي املتوقـع 206 يف املصاو العامةً. الرخص يف لذلك نر أن معام الرخص اليت شرع تقع رتبة احلاةيات ،ومنها ّ قصــر الصــالة و عهــا للمســافر ،ورخصــة الفطــر يف رمضــان للمســافر وامل ـريب ،واملســع علــى السـلم والقـراض ،وبيـع اخل يف احلضر والسفر ،وأداء الصالة قاعداً يف حالة املـرض والعجـز ،و ّ االستصناع 207وا عالة ،208و مها من األمثلة املوةودة يف كتج الفقهاء. وأما التّحسينيات فه املصاو اليت تقتضيها املروءة ،ويعو األخـذ مبـا يليـق مـن ااسـن العادات ،ومكارم األخالق و نج األحوال املدنسات اليت أتنفها العقول الراةحـات 209.فـعذا فق ــدت أو اختل ـ فع ــا ال ل ــل بنا ــام احلي ــاة كم ــا يف الض ــروريت ،وال ين ــا م الض ــيق واحل ــرج واملشــقة كمــا يف احلاةيــات ،ولكــن تصــبع حيــاهتم مســتقبحة يف تقــدير البشــر ،فه ـ يف املرتبــة 204ابن عاشور ،امد الطاهر ،مقاصد الشرععة ا س مية ،قيق ودراسة :امد الطاهر امليساوي( ،د.م :البصائر لإلنتاج العلم ،ط،1 1418هـ ـ1998-م) ،ص .215-210النجــار ،عبــد اليــد ،خ ةيية ا نس يياا بييف ال ي ح والعقييج( ،فمةينيــا :املعهــد العــامل للفكــر اإلسالم ،ط1413 ،2هـ1993-م) ،ص.119-118 205الزحيل ،أص ل السق ا س م ،ج ،2ص.1022 206الشاف ،امل اةقات ،ج ،2ص.9 207االساصناع :هو فلج العمل من املصانع يف ش ء خمصوص ،كاستصناع املفروشات واملالبس و مهـا مـن األدوات املنزليـة والـيت تنتجهـا املصانع على مثن معلوم ،والش ء املصنوع معدوم عند التعاقد ،وأةيز ذلك العقد حلاةة الناا استحسانً. 208هـ أةـرة العامـل علـى عمـل معـني مـن رب العمـل ،وهـ التـزام شـخص معـني علـى القيـام بعمـل معـني أو جمهـول ،مغـىن ااتتـاج ،ج،2 ص.429 209الشاف ،امل اةقات ،ج ،2ص.9 109 الثالثــة 210،مثــل آداب األكــل والشــرب ،والبعــد عــن النجاســات مــن امل كــل واملشــارب ،والزينــة 211 من املالبس والتطيج ،واالمتناع عن بيع النجاسات ،وأمثلتها كثمة أيضاً يف كتج الفقه. الاامف الااارو وى قا ابملصلحة: أوالً :إن املفســدة يف التــأمني أرةــع مــن املصــلحة لوةــود عناصــر ال كــن لنــا أن نســتغفلها أو التقليــل مــن حــررها ،والشــبهات ااترمــة والــيت أفــا البيــة العلمــاء بعــدم ا ـواز التعامــل هبــا يف حياتنــا ،مثــل ال ـراب والقمــار وامليســر ،وأكــل أم ـوال النــاا ابلبافــل ،وعليــه ال يكــون التــأمني مــن قبيل التعاون على الظ والتقو ،بل من التعاون على اإل والعدوان. اثني ـاً :م ــن املص ــاو م ــا ش ــهدت الش ـريعة ابالعتب ــار ،وأ ــا حج ــة ،ومنه ــا م ــا ش ــهدت الش ـريعة إبلغائه ،فليس ةجة ،وعقود التأمني فيها ةهالة و رر وقمار كما ذكرن ،فكان مما شهدت الشريعة إبلغائه ،لرةحان ةانج املفسدة على ةانج املصلحة. اثلثاً :ذكرن قصد الشارع مـن املصـلحة املعتـظة الـيت فيهـا قيـام احليـاة االةتماعيـة منهـا كانـ أو االقتصــادية ،ففـ التــأمني التجــاري املفســدة متغلبــة علــى املصــلحة ملــا لويهــا مــن شــبهات ــوم حو ا ،أما إن كان املصلحة راةحة يف قيام التأمني ،فلقد ظهرت شركات التأمني التعاو أو شركات التكافل لتحل ال التأمني التجاري ااترم عند البية العلماء. وب ــذلك نص ــل إىل أن االعت ــداد بق ــول املص ــلحة يف الت ــأمني التج ــاري ال يعت ــد ب ــه عن ــد القائلني جبوازا ،وذلك لألسباب اليت ذكرنها ،فضالً عـن قيـام شـركات التكافـل الـيت تغنينـا عـن شركات التأمني التجاري. -3العرف والاامف :إن العرف مصدر شرع لألحكام ،ومبا أن التأمني قد كثر تعامل النـاا به ،وانتشر وعم أ اء العامل وتعارفوا عليه ،ولذلك يكون ةائزاً. 210الزحيل ،أص ل السق ا س م ،ج ،2ص..1051 212 211عثمــان ،امــود حامــد ،قاىييدة سييد الييذرا ع وأثرهييا ه السقي ا سي م (القــاهرة :دار احلــديث ،ط1417 ،1ه ـ1996-م) -224 .230 212عليان ،الاامف ه الشرععة والقان ا ،ص.139 110 املناقشة العــرف :مــا اســتقرت النفــوا عليــه بشــهادة العقــول وتلقتــه الطبــائع الســليمة ابلقبــول،213 واألصــل يف اعتبــار العــرف قولــه صــلى هللا عليــه وســلم :همــا رآا املســلمون حســناً فهــو عنــد هللا حسنه.214 والعرف ينقسم إىل قسمني ،األول :عرف صحيع :وهو العرف الـذي ال خيـال دلـيالً مـن أدلة الشرع ،والقسم الثا هو العرف الفاسد :وهو الذي يعارض دلـيالً مـن أدلـة الشـرع .وكـال القســمني يكــون قولي ـاً وعملي ـاً ،والعمل ـ :مــا ةــر عليــه عمــل الن ـاا وتعــارفوا يف معــامالهتم وتصـ ـرفاهتم ،وه ــذا ق ــد يك ــون عرفـ ـاً عامـ ـاً أو عرفـ ـاً خاصـ ـاً يتع ــارف علي ــه أرابب حرف ــة أو بل ــد 215 معني. والعرف املعتظ شرعاً: -1أن يتكرر اتباع الناا له ابنتاام. -2أال خيال حكماً شرعياً اثبتاً يف القرآن أو يف السنة . -3أال يكون خمالفاً لشرط اشّفه أحد املتعاقدين فاملا كان الشرط صحيحاً. قائما قبل وق حدوث التصرف الذي يراد االحتكام فيه إىل العرف ،فال عـظة -4أن يكون ً ابلعــرف املتــأخر علــى ذلــك التصــرف ،يقــول ابــن ــيم :هالعــرف الــذي مــل عليــه األلفــاظ إأــا هو املقارن السابق دون املتأخر ولذا قالوا ال عظة ابلعموم الطارئه.216 أن العرف لـيس املـراد منـه أن يكـون كـل مـا تعـارف عليـه النـاا وأقـروا عليـه ،وألفـوا يف فباعهم مهما كان ذلك األمر ،هبل املقصود منه مـا عرفـه أهـل العلـم واملعرفـة مـن ذوي العقـول النمة ،والطباع السليمة والثقافة اإلسالمية العريقة ،فع ّن ما يعتادا بعب سكان املعمـورة ممـا فيـه 213ا رةا ،عل بن امد بن عل ،الاعرعسات ،قيق :إبراهيم األبياري ( دار الرين ،د .ط ،د.ت) .ص.64 214عبــد هللا بــن أوــد بــن قدامــة املقدسـ أبــو امــد ،روضيية النيياجر ومنيية املنيياجر ،قيــق :د .عبــد العزيــز عبــد الــرون الســعيد( ،الــريض: ةامعة اإلمام امد بن سعود ،ط1399 ،2هـ) ،ص.85 215عليان ،الاامف ه الشرععة والقان ا ،ص.140 216السيوف ،ا شباه والنظا ر ،ص.193 111 حرر وفساد ،فليس من العرف املعتظ شرعاً ،فعذا اعتاد قوم شرب اخلمر أو التعامل ابلراب مثالً –كما يف بالد الغرب -فليس من العرف املقبول شرعاًه.217 هنا يت السؤال ،ما صار التأمني عرفاً عاماً أو خاصـاً؟ .فلـو قمنـا بعمـل إحصـائيات لعدد املؤمن م لوةدن أن نسبتهم لعموم الشعج نسـبة حـ يلة ال نعـ ّدهم أو نعتـظهم م ِ وةـ ِدين ُ ــذا العــرف ،وخصوص ـاً يف التــأمني علــى احليــاة ،فهــو خــاص لــبعب األف ـراد مــن ذوي الطبقــة العليــا مــن التمــع ،فهــم قلــة حـ يلة مــن النــاا تتعامــل مــع هــذا النــوع مــن التــأمني ،وأحـ إىل هــذا أن عقــد التــأمني التجــاري كــن أن يكــون متعارفًــا يف بــالد الغــرب كــاخلمر والـراب والقمــار، فهو ةائز عندهم ،فليس كل ماهو ةائز عندهم يكون ةائز عندن. فضـ ـالً عل ــى أن ــه ال يص ــع االس ــتدالل ابلع ــرف ،ف ــعن الع ــرف ل ــيس م ــن أدل ــة تشـ ـريع األحكام ،وإأـا يبـىن عليـه يف تطبيـق األحكـام ،وفهـم املـراد مـن ألفـاظ النصـوص ،ومـن عبـارات النــاا يف إ ــا م وت ــداعيهم وأخب ــارهم وس ــائر م ــا لت ــاج إىل دي ــد املقص ــود من ــه م ــن األفع ــال واألقوال؛ فال أتثم له فيما تبني أمرا ،وتعني املقصود منه ،وقد دل األدلة داللة واححة علـى منع التأمني ،فال اعتبار به معها. -4الضرورة والاامف: لق ــد أص ــبع الت ــأمني يف العص ــر احلاح ــر أمـ ـراً ح ــروريً ال ك ــن االس ــتغناء عن ــه ،وأدر الناا عاـيم حـاةتهم املاسـة إىل التـأمني ،أل ـم رأوا فيـه الوسـيلة الوحيـدة الـيت كـنهم هبـا دفـع الضــرر وأخطــار الك ـوارث والنكبــات .فــأدر التجــار وأصــحاب املصــانع و ــمهم أن االقتصــاد الصــحيع لــتم علــيهم ممارســة التــأمني علــى نطــاق واســع ،فلــذلك ن ـراهم يشــقون حيــاهتم بثقــة 218 وافم نان ،ورأينا سابقاً أن املصلحة تقتض ذلك و الفرد وا ماعة والتمع. املناقشة: 217عليان ،الاامف ه الشرععة والقان ا ،ص.141 -140 218عليان ،الاامف بف الشرععة والقان ا ،ص.134 112 الضــرورة مــا يّتــج علــى تركهــا هــال نفــس أو عضــو مــن أعضــاء ا ســم .والضــرورات تبــيع ااتاــورات أي رفــع احلرمــة التكليفيــة ال يــع اآلاثر ،فأخــذ مــال الغــم قهـراً ســدا للحاةــة 219 يرفع احلرمة م أن املال مضمون على اآلخذ وجيج عليه ردا. هالضرورات تبيع ااتاوراته ال يصع االستدالل هبا هنـا؛ فـع ّن مـا أابحـه هللا مـن فـرق ـرعا كســج الطيبــات أكثــر أحــعافًا مضــاعفة ممــا حرمــه علــيهم؛ فليسـ هنــا حــرورة معتــظة شـ ً تلج ــب إىل م ــا حرمت ــه الشـ ـريعة م ــن الت ــأمني ،والض ــرورة ال ــيت قص ــدها الفقه ــاء ال تتحق ــق هن ــا، فالنــاا لــن يعيش ـوا يف حــيق وحــرج كبــم بســبج ــرج التــأمني ،ألن هنــا التــأمني التعــاو أو التكـافل الــذي كننــا أن نوســع نطاقـه وجمالــه ليشــمل نـواح احليـاة ،ولقــد ــدثنا عــن التــأمني التعاو كبديل شرع لعقد التأمني التجاري. أما إن كان الضرورة تقتض التعامل ابلتـأمني التجـاري للتجـار ،ةيـث ال يسـمع ـم ابستماد البضائع والسلع إال إذا تعـاملوا ابلتـأمني لـد هـذا الشـركات ،فعنـه يتطلـج مـن هـؤالء البحــث عــن شــركات أخــر ال تتعامــل ابلتــأمني ،ولــو فرحــنا أن يــع شــركات العــامل تتعامــل ابلتــأمني ،وأ ــا تفــرض علــى عمالئهــا التعامــل بــه ،ففـ هــذا احلالــة يصــبع حــرورة التجــار دون ــمهم مــن عامــة النــاا ،فاملــا كــان املســلمون ةاةــة ملــا يســتوردا أول ــك التجــار أومل كــنهم احلصــول عليهــا مــن ةهــات أخــر ،مثــل األدويــة ،220يف حالــة عــدم وةــود شــركات إســالمية تعم ــل يف جمـ ــال التـ ــأمني ،ـ ــم أن الواقـ ــع قـ ــد تغ ــم ،فلقـ ــد ظهـ ــرت شـ ــركات التـ ــأمني التعـ ــاو أيضا ،فف هذا احلالة جيـج علينـا والتكافل ،يف كثم من بلدان العامل اإلسالم ،وبالد الغرب ً االس ــتغناء ع ــن ش ــركات الت ــأمني التقلي ــدي ،والتعام ــل م ــع ش ــركات الت ــأمني التع ــاو ،وب ــذلك نستطيع أن خنرج من اإلشكاليات املثارة حول املوحوع. اثلثاً :اسادالهلم ببعض ا نظ ة والقياس ىليقا: -1والء املواالة وعقد التأمني: 219العـز ،أبـو امـد عزالـدين عبـدالعزيز بـن عبدالسـالم السـلمى ،ق اىيد ا حهيا ه مصياأل ا ان ( ،بـموت :دار الكتـج العلميـة ،د.ط، د.ت) ،ج ،2ص.176 220عليان ،الاامف ه الشرععة والقان ا ،ص.138-137 113 قياا عقد التأمني على والء املوالة عند من يعتظ املواالة سبباً لإلرث من حيث اآليت: ِ ـؤمن ،واثنيهمــا :املعقــول عنــه أن كـالً منهمــا عقــد بــني فــرفني أو ــم :امل ـواالة ويقابــل املـ ّ ويقابل املؤدمن له. ِ ـؤمن (وهــو مـوىل املـواالة) بدفعــه عنـد قــق أنـه يتضـمن العــوض املـاا الـذي يلتــزم بـه امل ّ اخلطر املؤمن منه ،وهو يتمثـل يف الديـة أو التعـويب عـن ا ر ـة الـيت ينـتا عـن الضـرر للغم. أن عقد التـأمني يتضـمن عنصـر املقابـل املـاا الـذي لصـل عليـه مـوىل املـواالة (امل ِّ ـؤمن) مقابل مله تبعة اخلطر الذي يتمثل اب ر ة اليت قد يرتكبها املعقول عنه (املؤدمن له)، وهــذا املقابــل هــو اإلرث الــذي ينالــه املــوىل إذا كــان املعقــول عنــه قــد مــات ــم خملِّـ واراثً مطلقاً ،ابستثناء احلالة اليت يوةد فيها مع موىل املـواالة أحـد الـزوةني ،فيكـون مـا 221 ِ (املؤمن). تبقى من مال الّكة بعد فرض هذا الزوج حقاً مستحقاً ذا املوىل ّ املناقشة: قب ــل أن نب ــدأ مبناقش ــة أقوال ــه –رو ــة هللا علي ــه -نب ــني ماهي ــة املـ ـواالة ،ف ــاملواالة يع ــرف ابلقرابة ويقال موالي سيدي ،واملواالة املعاملة. والــوالء يف الشــرع رابطــة بــني شخصــني علــى عقــد اختيــاري علــى أن يعقــل لكــل واحــد منهما عن اآلخر ةنايـة موةبـة للمـال ،وأن يـرث كـل منهمـا اآلخـر إذا مـات قبلـه .ولقـد ثبـ هبذا الوالء اإلرث. قيــاا عقــود التــأمني علــى والء املـواالة عنــد مــن يقــول بــه ــم صــحيع؛ فعنــه قيــاا مــع الفــارق ،ومــن الفــروق بينهمــا أن عقــود التــأمني هــدفها ال ـربع املــادي املشــوب ابلغــرر والقمــار وفــاح ا هالــة الــالف عقــد والء امل ـواالة؛ فالقصــد األول فيــه الت ـ خ يف اإلســالم والتناصــر والتعــاون يف الشــدة والرخــاء وســائر األحـوال ،ومــا يكــون مــن كســج مــادي ،وأيضـاً التــأمني ال جيعل للمستأمن احلق يف إدارة وتنايم الشركة الالف الوالء فعن املـوىل يعتـظ مـن اـيط األسـرة، لــه مــا لألســرة وعليــه مــا علــيهم ،بينمــا نــر أن التــأمني التعــاو واحلكــوم ينحصــر أمرمهــا يف 221الزرقا ،نظا الاامف ،ص.57 114 التعاون ،بينما التجاري فهدفه الكسـج والـربع ،فـعذاً مفهـوم التـأمني التجـاري تنتفـ عنـه صـفة 222 املواالة. -2قياس ىقد الاامف ىلل ال ىد امللز ىند املالهية: ذلك ا م يرون أن من وعدا بقرض أو إعارة ،و و ذلك مما ليس بواةـج عليـه ،ففـ املشهور من األقوال عندهم أن الواعد ال يلزمه ش ء إالّ إذا ابشر املوعود قيـق السـبج الـذي ذكــر يف الوعــد ،فقياس ـاً علــى مــا ســبق فــعن أقــل مــا كــن أن يقــال يف عقــد التــأمني أنــه الت ـزام بتحمل اخلسـائر عـن املوعـود (املـؤدمن لـه) يف حـادث معـني اتمـل الوقـوع ناـم االلتـزام بتحمـل 223 خسارة املبيع عن البائع مثالً. املناقشة: هـل الوعــد ملـزم أم ــم ملـزم؟ أختلـ العلمـاء يف ذلــك ـم أن األ لبيــة يـرون أنــه ــم مل ـ ــزم ،ف ـ ــذهج ه ـ ــور الفقه ـ ــاء (احلنفي ـ ــة والش ـ ــافعية واحلنابل ـ ــة والااهري ـ ــة و ه ـ ــور الص ـ ــحابة والتابعني) أن الوعد م ملزم قضاء يف يـع األحـوال ،وإن كـان مـأموراً ابلوفـاء بـه دينـة ،ألنـه 224 تفضل وإحسان. القــول الثــا :أن الوعــد يكــون ملزمـاً إذا كــان علــى ســبج أو أدخلــه يف الســبج ،وإن مل يــدخل املوعــود فيــه فع ـالً ،وإذا مل يكــن علــى ســبج فــال يكــون ملزم ـاً وهــو قــول ملالــك ،مثــل أن يقــول رةالً ألخر أشّي هذا القلم وأن أدفعه لك ،فعذا اشّ الرةل القلم ،وةج عليه الوفـاء ،أمـا إن كان جمرد وعد ،فهذا ال يلزمه. فقياا عقد التأمني التجاري على الوعد امللـزم عنـد مـن يقـول بـه ال يصـع؛ ألنـه قيـاا مــع الفــارق ،ومــن الفــروق أن الوعــد بقــرض أو إعــارة أو مــل خســارة مــثال مــن ابب املعــروف 222احلقيل ،املعام ت الاامينية ،ص.180-179 223الزرقا ،نظا الاامف ،ص.59-58 224عليان ،الاامف بف الشرععة والقان ا ،ص.126 115 ااتــب؛ فكــان الوفــاء بــه واةبًــا أو مــن مكــارم األخــالق ،الــالف عقــود التــأمني فع ــا معاوحــة 225 ارية ابعثها الربع املادي؛ فال يغتفر فيها ما يغتفر يف التظعات من ا هالة والغرر. -3قياس ىقد الاامف ىلل املضاربة: املضــاربة :هــو أن يــدفع رةــل مــاالً إىل ــما ليتجــر فيــه ويكــون ال ـربع بينهمــا علــى مــا شـرفا ،فيكــون الـربع لــرب املـال بســبج مالــه ،ألنـه أــاء مالـه ،وللمضــارب ابعتبـار عملــه الــذي هــو ســبج وةــود الـربع .والتــأمني يشــبه عقــد املضــاربة ،ففيــه يكــون املــال مــن ةانــج املشــّكني ِ (املؤمن) الـيت تسـتغل هـذا األمـوال، الذين يدفعون األقساط ،ويكون العمل من ةانج الشركة ّ 226 والربع يكون للمشّكني وللشركة حسج التعاقد. املناقشة: املضــاربة شــرعاً :عــرف فقهــاء احلنفيــة املضــاربة أب ــا :هشــركة يف الـربع مبــال مــن ةانــج وعمل من ةانجه ،227ومثاله أن يقول صاحج املال دفعته مضاربة أو معاملة على أن يكون لك من الربع معني كالنص أو الثلث ،ويقول املضارب قبل ،عند ذلك يكون االشـّا يف الربع. أما املالكية فع م يرون أن القراض واملضاربة مبعىن واحد :هوهو توكيل على ر يف نقد 228 مضروب مسلم جبزء من رةه إن علم قدرمهاه ،وصـفته أن يعطـ صـاحج املـال رةـالً مـاالً 229 على أن يتجر به على ةزء معلوم خذا العامل من ربع املال. 225الفرفور ،ىق د الاامف ،ص .598فايع ،أحكام البحر ،ص..335-334 226احلقيل ،املعام ت الاامينية ،ص.195 227امد بن أيب سهل السرخس أبو بكر ،املبس ( ،بموت :دار املعرفة ،د.ط1406 ،هـ) ج ،22ص .19زين بن إبـراهيم بـن امـد بن امد بن بكر ،البحر الرا شرح كنز الدقا ( ،بموت :دار املعرفة ،د.ط ،د.ت) ج ،7ص.263 228الدســوق ،امــد عرفــه ،حاشييية الدس ي ق ىلييل الشييرح الهبييري ،قيــق :امــد علــي ( ،بــموت :دار الفكــر ،د.ط ،د.ت) ج،3 ص .523خليل بن إسحاق بن موسى املالك ،خماصر خليج ه ةق دميا دار اهلايرة ،قيـق :أوـد علـ حركـات( ،بـموت :دار الفكـر، ط1415 ،1هـ) ،ةا ،1ص.238 229حسىن ،ىقد الاامف ه السق ا س م والقان ا املقارا ،ص.31 116 فحقيقة القراض توكيـل علـى شـراء أو بيـع حلصـول ربـع يف نقـد مضـروب مـن ذهـج أو فضة جبزء من ربع املال بشرط معرفة عدد املـال املضـارب بـه وةنسـه وصـفته وعلـم نسـبة الـربع 230 ملته كثلثه أو ربعه .وهو ما ذهج إليه الشافعية واحلنابلة على أن املضاربة هو القراض. وبــذلك نســتنتا أن االســتدالل بعقــود التــأمني التجــاري مــن عقــود املضــاربة أو مــا يف معناا م صحيع؛ فعن رأا املال يف املضاربة مل خيرج عـن ملـك صـاحبه ،ومـا يدفعـه املسـتأمن خيرج بعقد التأمني من ملكه إىل ملك الشركة ،حسبما يقتض به ناام التأمني .وإن رأا مال ناامــا مبلــغ التــأمني، املضــاربة يســتحقه ورثــة مالكــه عنــد موتــه ،ويف التــأمني قــد يســتحق الورثــة ً ول ــو مل ي ــدفع م ــورثهم إالّ قس ــطا واح ــدا ،وق ــد ال يس ــتحقون ش ــي ا إذا ةع ــل املس ــتفيد س ــو املستأمن وورثته ،وإن الربع يف املضاربة يكون بني الشريكني نسـباً م ويـة مـثال الـالف التـأمني؛ فربع رأا املال وخسارته للشركة وليس للمستأمن إال مبلغ التأمني أو مبلغ م ادد. فضالً عن ما تقوم به املضاربة على تبادل املنافع والتعاون وهتي ة فرص احلياة للعاملني، فذا يقدم ماالً وذا يقدم ةهداً عن فريـق اسـتثمار هـذا املـال علـى أن يبقـى هـذا املـال كمـا 231 أسلفنا ملكاً لصاحبه. -4قياس ىقد الاامف ىلل نظا الع اقج ه ا س : فقد ذهـج الفقهـاء إىل ةـواز األخـذ بناـام العاقلـة ،وهـو يهـدف إىل ـايتني ،األوىل: لفي ـ أثــر املصــيبة عــن ا ــا املخطــب ،والثانيــة :صــيانة دمــاء حــحاي اخلطــأ مــن أن تــذهج هــدراً ،ألن ا ــا املخطــب قــد يكــون فق ـماً ال يســتطيع دفــع الديــة ،فيضــيع دم الضــحية دون مقابــل ،فقــالوا :مــا املــانع مــن أن يفــتع ابب إلزام ـ لتناــيم هــذا التعــاون علــى تــرميم الك ـوارث واألخط ــار ع ــن فري ــق التعاق ــد واإلرادة احل ــرة كم ــا ةعل ــه الش ــرع إلزامي ـ ـاً دون تعاق ــد يف نا ــام 232 العواقل. 230الشمازي ،إبراهيم بن علـ بـن يوسـ الشـمازي أبـو إسـحاق ،املقيذب ه ةقي ا ميا الشياةع ( ،بـموت :دار الفكـر ،د.ط ،د.ت)، ج ،1ص ،384ابن قدامه ،املاين ،ج ،5ص.16 231ملزيد من التفاصيل أنار :حسىن ،ىقد الاامف ه السق ا س م والقان ا املقارا ،ص.34-31 232الزرقا ،نظا الاامف ،ص.60 117 املناقشة قياا ناام التأمني التجاري وعقودا على ناام العاقلة ال يصع فعنه قياا مع الفـارق، ومن الفروق أن األصل يف مل العاقلة لدية اخلطأ وشبه العمد مـا بينهـا وبـني القاتـل خطـأ أو شــبه عمــد مــن ذوي الــرحم والقرابــة الــيت تــدعو إىل النصــرة والتواصــل والتعــاون وإســداء املعــروف ولو دون مقابل ،وعقود التـأمني التجاريـة اسـتغاللية تقـوم علـى معاوحـات ماليـة اضـة ال ـُ 233 إىل عاففة اإلحسان وبواعث املعروف بصلة. -5قياس ىقد الاامف ىلل نظا الاقاىد: إن فقهــاء الشـريعة قبلـوا ناــام التقاعــد ،ومل ينــازع يف ذلــك أحــد مــنهم ،مــع أنــه ال فــرق بينه وبني التأمني التجاري ،فف ناام التقاعد يدفع املوظ يف كـل شـهر ةـزءاً مـن راتبـه حـا إذا بلــغ ســن التقاعــد دفعـ لــه الدولــة راتبـاً شــهريً فيلــة حياتــه يتناســج مــع مــدة اخلدمــة الــيت أداها ،وبعد موته تستحق عائلته راتباً شهريً وفق ناام خاص تقررا الدولة. فما الفرق بني عقد التأمني وناـام التقاعـد ،فـعن كليهمـا يـدفع الشـخص قسـطاً دوريً ال يـدري كــم يســتمر دفعــه وكــم يبلــغ جمموعــه عنــد التقاعــد ،و خــذ الشــخص أو أس ـرته يف مقابــل هــذا القس ــط الض ـ يل مبلغ ـاً دوري كب ـماً أيض ـاً يف التقاع ــد ،وف ــوريً يف الت ــأمني عل ــى احلي ــاة ،يتج ــاوز 234 جمموع األقساط ،وهذا ما جيعل عقد التأمني ةائزاً. املناقشة قيــاا عقــود التــأمني التجــاري علــى ناــام التقاعــد ــم صــحيع؛ فعنــه قيــاا مــع الفــارق أيضا؛ ألن ما يعط من التقاعد حق التزم به وا األمر ابعتبـارا مسـ وال عـن رعيتـه ،وراعـى يف ً ناامـا راعـى فيـه مصـلحة أقـرب صرفه ما قام به املوظ من خدمـة التمـع والدولـة ،ووحـع لـه ً النــاا إىل املوظ ـ ،وناــر إىل مانــة احلاةــة فــيهم؛ فلــيس ناــام التقاعــد مــن ابب املعاوحــات املالية بني الدولة وموظفيها. 233الفرفور ،ىق د الاامف ودىادة الاامف ،ص .598فايع ،أحها البحر ،ص.337-336 234الزرقا ،نظا الاامف ،ص.63-62 118 وعلى هذا فال شبه بينه وبني التـأمني الـذي هـو مـن عقـود املعاوحـات املاليـة التجاريـة اليت يقصد هبا اسـتغالل الشـركات للمسـتأمنني والكسـج مـن ورائهـم بطـرق ـم مشـروعة؛ ألن ما يعطى يف حالة التقاعد يُعتظ ًّ حقـا التُـزم بـه مـن حكومـات مسـ ولة عـن رعيتهـا وتصـرفها ملـن ـاون معـه ةـزاء تعاونـه معهـا ببدنـه وفكـرا وقطـع الكثـم مـن قام الدمـة األمـة؛ كِفـاءً ملعروفـه ،وتع ً فرا ه يف سبيل النهوض معها ابألمة. أمــا ش ــركات التــأمني فع ــا تلجــأ إىل وس ــائل ــم مش ــروعة لتحقــق م ــن ورائهــا أرابح ـاً 235 هائلة ،و مع ثروات حخمة. -6قياس ىقد الاامف ىلل ض اا اجملق ل وض اا ميا مل جييب ،جيـوز حـمان الهـول ومـا ال جيــج عنــد احلنفيــة واملالكيــة واحلنابلــة ،وإذا كــان الضــامن جيــج عليــه أداء مــا حــمنه مــع أنــه جمهــول م ـن حيــث املبــدأ ،فكــذلك احلــال يف عقــد التــأمني ،فــعن املــؤمن جيــج عليــه أن يــدفع 236 للمستأمن قيمة ما حمنه بعد وقوع اخلطر ،وإذا كان جمهوالً من حيث املبدأ. املناقشة: ِ ح َـمانًَ :ك َف َـل بـه .و حـمنا و َ ح ِـم َن الشـ ءَ وبـه َ ني :الكفــيلَ . الضمان لغة :من حمن :الضدم ُ 237 ح دمنَه إِياَ :ك دفلَه. َ الض ــمان ش ــرعاً :يس ــتعمل أكث ــر فقه ــاء احلنفي ــة كلم ــيت الض ــمان والكفال ــة عل ــى أ م ــا لفا ــان مّادفـان يـراد هبمــا مـا يعــم حـمان املــال وحـمان الــنفس ،فـذكر ابــن عابـدين الكفالــة أب ـا حــم 238 ذمة الكفيل إىل ذمة األصيل يف املطالبة. أما عند املالكية :هالضمان شغل ذمة أخر ابحلقه ،239أي أن ال ّدين يشغل ذمة 240الضامن مع ذمة املضمون عنه .فالضمان عند املالكية يشمل: 235العليان ،الاامف بف الشرععة والقان ا ،ص.208-207 236الزرقا ،نظا الاامف ،ص.58 237ابن مناور ،لساا العرب ،ج ،13ص.257 238ابن عابدين ،حاشية ابا ىابدعا ،ج.458 ،3 119 -1حــمان األم ـوال ،فــعذا حــمن شــخص آخــر فــعن ذمتــه تشــغل بــذلك كمــا شــغل بــه ذمــة املدين بدون أن يتوق على أمر آخر. -2حمان الوةه ،وهو التزام الضامن احضار املدين يف املوعد ااتدد فـعذا مل لضـرا يف املوعـد ااتدد شغل ذمته ابلدين. -3حمان الطلج ،وهـو التـزام الضـامن فلـج املـدين والبحـث عنـه فـعذا أمهـل يف ذلـك شـغل 241 ذمته مبا شغل به ذمة املدين. أمـا عنــد الشــافعية فــع م يــرون أن الضــمان هـو االلتـزام :ه حــق اثبـ يف ذمــة الغــم أو إحضار من هو عليه أو عني مضمونة ويقال للعقد الذي لصل به ذلك ويسمى امللتزم لذلك 242 حامنه وعلى هذا فالتعري يتناول: -1حــمان الــدين ،ومبقتضــى هــذا الضــمان يلتــزم الضــامن مــا يف ذمــة املــدين مــن ديــن ةيــث تنشغل به ذمته ،وإذا دفع أحدمها برئ ذمـة األخـر ،وال يصـع حـمان الـدين الهـول قـدرا أو قيمته أو صفته ألنه إثبات مال يف الذمة بعقد فأشبه البيع. -2حمان العني :ما يف حمان العني املغصوبة حيث يلتزم الضامن بردها إىل املغصوب منه ما دام قائمة. 243 -3حمان النفس ،ويراد به التزام الضامن إحضار شخص معني. أم ــا احلنابلـ ــة فق ــالوا( :الض ــمان ح ــم ذم ــة الضـ ــامن إىل ذم ــة املض ــمون عنـ ــه يف الت ـ ـزام احلق) ،244ومعىن ذلك أن الذمة األخر منشغلة اماً مع الذمة األوىل ،وأن كالّ مـن الضـامن 239امد بن يوس بن أيب القاسم العبدري أبو عبد هللا ،الااج وا كليج ملخاصر خليج( ،بموت :دار الفكـر ،ط1398 ،2هــ) ،ج،5 ص .102-96امد بن عبـد الـرون املغـريب أبـو عبـد هللا ،م اهيب اجللييج لشيرح خماصير خلييج( ،بـموت :دار الفكـر ،ط1398 ،2هــ)، ج ،5ص.99-96 240الذمة هو العهد ،وهو وص صار به اإلنسان مكلفاً ،فقو م وةج ذمته أي على نفسه. 241عليان ،الاامف ه الشرععة والقان ا ،ص.48 242اخلطي ــج ،ام ــد الشـ ـربيو ،ا قن يياع ه ح ييج ألس ييا أ ش ييااع ،قي ــق :مكت ــج البح ــوث والدراس ــات( ،ب ــموت :دار الفك ــر ،د.ط، 1415هــ) ،ج ،2ص .316-312امــد اخلطيــج الشـربيو ،ماييين اتايياج دىل معرةيية معيياين ألسييا املنقيياج( ،بــموت :دار الفكــر ،د.ط، د.ت) ،ج ،2ص .200-198زكري بن امد بن أود بن زكـري األنصـاري أبـو لـى ،ةياح ال هياب بشيرح مينقج الطي ب( ،بـموت :دار الكتج العلمية ،ط1418 ،1هـ) ،ج ،1ص.368-364 243عليان ،الاامف ه الشرععة والقان ا ,ص.49-48 120 واملض ــمون عن ــه مطال ــج ابحل ــق ،وأن ــه م ــا دفع ــه أح ــدمها ب ــريء من ــه اآلخ ــر ،وعل ــى ه ــذا ف ــعن الضمان يشمل حمان الديون وحمان األعيان وإحضار شخص معني فيكون الضامن مطالبـاً بذلك. فقيــاا عقــود التــأمني التجــاري علــى حــمان الهــول وحــمان مــا مل جيــج قيــاا ــم أيضــا ،ومــن الفــروق أن الضــمان نــوع مــن التــظع يقصــد بــه صــحيع؛ ألنــه قيــاا مــع الفــارق ً اإلحســان ااتــب ،حيــث أن يف الضــمان مل يشــّط الفقهــاء دفــع ش ـ ء للضــامن مقابــل ملــه الضــمان ،أمــا إذا دفــع املضــمون عنــه إىل املضــمون لــه فعنــه عائــد إىل املضــمون عنــه و خــذ مــا دفعه فال حرر عليه ،الالف التأمني فعنه عقد معاوحة ارية يقصد منه أوالً الكسج املادي؛ فعن ترتج عليه معروف فهو بع م مقصود إليه ،واألحكـام يراعـى فيهـا األصـل ال التـابع مـا 245 دام ًبعا م مقصود إليه ،والعقد لتم على املؤمن له أن يدفع ماالً يف حالة الضرر. املطلب الثاين :أدلة املانعف: يعد ابن عابدين أول من ذهج إىل عـدم ةـواز التـأمني املعـروف يف ذلـك العصـر بعقـد الســوكرة ،وتبعــه بعــد ذلــك آخــرون وهــم الس ـواد األعاــم مــن العلمــاء والفقهــاء ،وإليــك تفصــيل أدلتهم: أوالً :عقد التأمني التجاري حرب من حروب املقامرة246؛ ملا فيـه مـن املخـافرة يف معاوحـات مالية ومن الغـرم بـال ةنايـة أو تسـبج فيهـا ،ومـن الغـنم بـال مقابـل أو مقابـل ـم مكـافب؛ فـعن ِ ـؤمن كـل مبلـغ التـأمني ،وقـد ال املستأمن قد يدفع قسطًا من التـأمني ،يقـع احلـادث؛ فيغـرم امل ّ ِ ـؤمن أقســاط التــأمني بــال مقابــل ،وإذا اســتحكم فيــه ا هالــة يقــع اخلطــر ،ومــع ذلــك يغــنم املـ ّ 244اب ــن قدام ــة ،أب ــو ام ــد عب ــد هللا ب ــن أو ــد املقدس ـ ،املا ييين ه ةقي ي ا م ييا أمح ييد ب ييا حنب ييج الش يييباين( ،ب ــموت :دار الفك ــر ،ط،1 1405هـ) ،ج ،4ص.346-344 245ابن فايع ،أحها البحر ،ص.352-326جملة المع الفقه ،العدد الثا ،ج ،2ص.650-645 246 ينفـ الصــديق الضـرير وةــود عنصــر املقــامرة يف التــأمني التجــاري ،فقــال :هوأر أن حقيقــة التــأمني لتل ـ عــن حقيقــة القمــار شــرعاً وقــانونً ،وإن كــان يف كــل منهمــا ــرر ،فالقمــار حــرب مــن اللهــو واللعــج يقصــد بــه احلصــول علــى املــال عــن فريــق احلــظ واملصــادفة .الضـرير، الاييرر وأثييره ه العق ي د ،ص .649-648وذهــج إىل ذلــك أيض ـاً سـعدي أبــو حبيــج ،فقــال :هوالواقــع أن مــن يتأمــل القمــار والتــأمني جيــد الفرق بينهما سافراًه .أبو ةيج ،التأمني بني احلار واإلابحة ،ص.34 121 دِ ين َآمنُـوا إِدأَـا اخلَم ُـر كان ً قمارا ،ودخل يف عموم النه عن امليسر يف قوله تعاىل َ :ي أَيـه َها الذ َ والمي ِسر واألنصاب واألزالَم ِرةس ِمن عم ِل الشديطَ ِ ان فَاةتَنِبُواُ لَ َعلد ُكم تـُفلِ ُحو َن. َ َ ُ َ َ ُ َ ُ ر ّ ََ شرعا وذلك ألنه عقدا ً يقول الشيخ امد الي املطيع يف عقد التأمني أبنه :ه ً فاسدا ً معلق على خطر ،رة يقع و رة ال يقع فهو قمـاره ،247ويقـول الشـيخ أوـد إبـراهيم :هأمـا إذا مــات املــؤمن لــه قبــل إبقــاء يــع األقســاط وقــد ــوت بعــد دفــع قســط واحــد فقــط ،وقــد يكــون عايما ة ًـدا ألن مبلـغ التـأمني علـى احليـاة موكـول تقـديرا إىل فـريف العقـد علـى مـا الباق مبلغًا ً هو معلوم فعذا أدت الشركة املبلـغ املتفـق عليـه كـامالً لورثتـه أو ملـن ةعـل لـه املـؤمن واليـة قـبب مــا التزم ـ بــه الشــركة بعــد موتــه فف ـ مقابــل أي ش ـ ء دفع ـ الشــركة هــذا املبلــغ؟ ألــيس هــذا خمافرة إذن ،وعلى أن املقامرة حاصلة أيضاً من نحية أخر فعن املؤمن له بعـد أن يـويف يـع ما ألتزمه من األقساط يكون لـه كـذا وإن مـات قبـل أن يوفيهـا كلهـا يكـون لورثتـه كـذا أا هـذا قماراً وخمافرة حيث ال علم له وال للشركة مبا سيكون من األمر على التعينيه. وي ــر مص ــطفى الزرقـ ــا رو ــه هللا وعل ـ ـ امـ ــد اخلفي ـ ـ أن القمـ ــار يف حقيقت ــه لع ــج ابحلاــوظ ومقتلــة لألخــالق ،وقــد وصــفه القــرآن أبنــه حبالــة مــن حبائــل الشــيطان ووســيلة مــن وســائله يوقــع هبــا بــني النــاا العــداوة والبغضــاء ويلهــيهم هبــا عــن ذكــر هللا وعــن الصــالة ،بينمــا 248 ير أن عقد التأمني يعط املستأمن فمأنينة وأمانً من نتائا األخطار ا ائحة. وأةـاب األســتاذ أبـو زهــرة :هوأنـه ــذا إن مل يكــن قمـاراً ،ففيــه معـىن القمــار أو شــبهته، ولكن األستاذ مصطفى ينف هذا التشابه نفياً اب ً ،ألن القمار لعـج وهـذا ةـد ،وألن القمـار يؤدي إىل البغضاء ويصد عن ذكـر هللا وعـن الصـالة ،وهـذا لـيس فيـه مـن ذلـك ويـردا أبن هـذا 249 عقد فيه التزامات متبادلة وليس القمار فيه هذا املعىنه. 247ةناح ،عبد اللطي عبد الرحيم ،الان ية والايامف ميا منظي ر دسي م ، ،ةـث مقـدم للنـدوة الفقهيـة الثانيـة لبيـ التمويـل الكـوييت لعام 1410هـ املوافق 1990م( ،الكوي :بي التمويل الكوييت ،ط1413 ،1هـ1993-م) ،ص.78-77 248الزرقــا ،نظييا الاييامف ،ص .46-45اخلفيـ ،الاييامف ،ص .58وذهــج إىل هــذا القــول امــد ــاة هللا ،فأكــد أن القمــار يف حقيقتــه خيتلـ كثـماً عــن التــأمني .اناــر :صــديق ،امــد ــاة هللا ،الاييامف ه االقاصيياد ا سي م ( ،ةــدة :مركــز النشــر العلمـ ،ط1410 ،1ه ـ- 1990م) ،ص.37-25 249الايامف ،إعـداد اللجنـة الدائمـة للبحـوث العلميـة واإلفتـاء ،جملـة البحـوث اإلسـالمية ،العـدد ،19شـوال 1407هــ ،ص .95-94أبـو زهرة ،تعلبق على موحوع عقد التأمني ،حمن أسبوع الفقه اإلسالم ومهرةان ابن تيمية ،ص.519 122 ق ــال مال ــك ع ــن داود ب ــن احلص ــني أن س ــعد ب ــن املس ــيج يق ــول :هك ــان ميس ــر أه ــل ا اهليــة بيــع اللحــم ابلشــاة والشــاتنيه 250فالقمــار أو امليســر ال يقتصــر علــى اللعــج بــل هــو يشمل البيوع أيضاً إذ كانوا يبيعون اللحم ابلشاة والشاتني دون معرفة قدر اللحـم فهـذا ةهالـة فاحشــة وهــو ميســر أهــل املدينــة ،ومــن ميســر ا اهليــة الضــرب ابلقــداه علــى األم ـوال والثمــار 251 وهذا يؤدي إىل ا هالة الفاحشة يف هذا األموال. ويقــول الشــيخ ابــن تيميــة :هأن امليســر يوقــع العــداوة والبغضــاء ،سـواء كــان ميسـًـرا ابملــال أو اللعج ،فع ّن املغالبة بـال فائـدة وأخـذ املـال بـال حـق يوقـع يف النفـوا ذلـكه 252.وهـل أسـوأ مــن شــركات التــأمني التجاريــة الــيت تقــوم أبخــذ املــال بغــم حــق عنــد انتهــاء مــدة العقــد املتفقــة عليها ومل لصل للمستأمن شيب!. احلــق نق ــول ،أن ال ــذين شــبهوا ابلقم ــار ال حا ـوا وةــود عنص ــر املخ ــافرة يف الت ــأمني، فعملية التأمني للمستأمن يعتمد على عنصر احلـظ ،حيـث أنـه قـد يـدفع مبلغًـا بسـيطًا ـوت ـغما يف أي نــوع فتــدفع الشــركة لورثتــه مبلغـاً ،وهــذا ال يتناســج مــع ورثتــه ،أو قــد يــدفع مبلغًــا صـ ً مــن أنـواع التــأمني متمنيًــا احلصــول علــى مبلــغ كبــم ،فلــذلك نــر أن شــركة التــأمني يف حقيقتهــا ثل ُدور للقمار ،وهو دائماً الكاسج ،مثل الرةل الذي يقوم بيتًا للقمـار فهـو الكاسـج ،أمـا ابلنسـبة للمشــّكني فــعن الـربع واخلســارة تتقاســم فيمــا بــني األفـراد ،فضـالً عــن أن شــركة التــأمني تسعى للكسـج ،لـذلك ال نراهـا قبـل إبـرام عقـد التـأمني علـى احليـاة إال بعـد أن يقـوم املسـتأمن ابلكش الط الدقيق ،فعن انتفى منـه أي مـرض ،أي حـمان الشـركة أن هـذا الشـخص خيلـوا من أي مرض قد تودي ةياته مبجرد دفع قسط أو قسطني ،م أن هؤالء هم الذين لتـاةون 253 التأمني على احلياة إن كان يف معناا التكافل االةتماع . 250مالــك ،م طييا مال ي ،ج ،2ص .605ابــن عبــد الــظ ،أبــو عمــر يوس ـ بــن عبــد هللا النمــري ،الا قيييد ،قيــق :مصــطفى بــن أوــد العلوي ،امد عبد الكبم البكري ،املغرب :وزارة عموم األوقاف والشؤون اإلسالمية ،د.ط1387 ،هـ ،ج ،2ص.317 251حسـو ،عبـاا ،ىقيد الايامف ه السقي ا سي م والقيان ا املقيارا( ،القـاهرة :مكتبـة وهبـة ،ط1398 ،1ه ـ1978-م) ،ص-36 .38 252ابن تيمية ،ا ىة السااوو ،ما ،29ج ،29ص.28 253الفرفور ،ىق د الاامف ودىادة الاامف ه السق ا سي م ،ص .589أبـو ةيـج ،الايامف بيف احلظير وا ابحية ،ص .34-32فـايع، أحها البحر ،ص.348-347 123 اثنياً :عقد التأمني التجاري يشتمل على راب الفضل والنساء فـعن الشـركة إذا دفعـ للمسـتأمن ِ ـؤمن يــدفع للمســتأمن أو لورثتــه أو للمســتفيد أكثــر ممــا دفعــه مــن النقــود ــا فهــو راب فضــل ،واملـ ّ بعــد مــدة؛ فيكــون راب نسـاء ،وإذا دفعـ الشــركة للمســتأمن مثــل مــا دفعــه ــا يكــون راب نسـاء فقط ،وكالمها ارم ابلنص واإل اع. ومن يتبني أن الراب ال بـد أنـه حاصـل يف عقـود التـأمني التجـاري سـواء اتفـق النقـدان أم اختلفــا ،وذلــك ألنــه ينــدر أن يســاوي جممــوع األقســاط الــيت يــدفعها الشــخص املســتأمن بــل أن واحـدا ال يعـرف وةــه التحقيـق مــا الـذي ســيدفعه كـل مـن املســتأمن وشـركة التــأمني ،فقـد يــدفع احدا ،و صل الكارثة فتدفع شركة التأمني كامالً. املستأمن قسطًا و ً يقول ابن قدامه يف املغو :هوكل ما حرم التفاحل حـرم فيـه النسـاء بغـم خـالف نعلمـه ولــرم التفــرق قبــل القــبب لقــول الن ـ هعينــا بعــنيه وقولــه هيبــداً بيــده ألن ــرج النســاء أوىل 254 ابلتحرجه فض ـالً عــن ذلــك ،أ ّن شــركة التّـأمني تســتثمر احتيــاف أموا ــا عــن فريــق ال ـراب ،وذلــك مساعدة يف استثمار وتوظي األموال يف فرق ارمة ،وأن املستأمن يف التـأمني علـى احليـاة إذا بق حيا بعد انقضاء املدة ااتددة ابلعقد يسّد األقساط الـيت دفعهـا مـع فائـدة التـأمني ،وهـذا اــرم 255.ومــن هــذا املنطلــق ،ــد أننــا لســنا ةاةــة إىل هــذا النــوع مــن التــأمني مــع وةــود هــذا الشـوائج فيــه فهـو لــيس مـن حــرورات التمـع حــا نلـتمس لــه خمرةـاً يف الفقــه كمـا أن أســاا التأمني مستمد فكراً وحضارة من اليهود الذين ال يبنون معامالهتم إال على الراب. اثلثاً عقد التأمني التجاري من الرهان ااترم؛ ألن كالً منهما فيه ةهالة و رر ومقامرة ،ومل يـبع الشرع من الرهان إالّ ما فيه نصرة لإلسالم وظهورا ،وقد حصـر النـ رخصـة الرهـان بعـوض يف ثالثة بقولـه :هال سـبق إال يف خـ أو حـافر أو نصـله ،256ولـيس التـأمني مـن ذلـك وال ارما. شبيها به؛ فكان ً 254ابن قدامه ،املاىن ،ج ،4ص.109 255التأمني ،إعداد اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء ،جملة البحوث اإلسالمية ،العدد ،19شوال 1407هـ. 256ابــن حبــان ،صييحيح ابييا حبيياا ،رقــم احلــديث ،4690ج ،10ص .544أبــو داود ،سيينا أ داود ،رقــم احلــديث ،2564ج،3 ص.29 124 احلقيق ــة كم ــا يراه ــا البح ــث أن الره ــان ممن ــوع ش ــرعاً إال يف ص ــورة معين ــة ،ول ــيس منه ــا التأمني بال شك ،لذلك نقول أن املراهن يعتمد على الصدفة واحلظ ،وإن الرهان ليس فيـه أثـر لّمــيم أحـرار األخطــار الــيت يتعــرض ــا اإلنســان علــى ســبيل التعــاون ،فضـالً عــن انــه ال يعطـ املرء شي اً من األمان والطمأنينة. رابعيياً :عقــد التــأمني التجــاري فيــه أخــذ مــال الغــم بــال مقابــل ،واألخــذ بــال مقابــل يف عقــود دِ ين َآمنُـوا الَ املعاوحــات التجاريــة اــرم لدخولــه يف عمــوم النه ـ يف قولــه تعــاىلَ :ي أَيـه َهــا الــذ َ َأت ُكلُوا أَموالَ ُكم بـيـنَ ُكم ِابلب ِ اف ِل إِالد أَن تَ ُكو َن ِ َ َارًة َعن ترا ٍ ض منكم النساء.29 : َ َ َ ـرعا فـعن املـؤمن مل لـدث اخلطـر منـه ومل خامساً :يف عقد التـأمني التجـاري اإللـزام مبـا ال يلـزم ش ً يتســبج يف حدوثــه ،وإأــا كــان منــه جمــرد التعاقــد مــع املســتأمن علــى حــمان اخلطــر علــى تقــدير 257 ِ املؤمن مل يبذل عمالً ملستأمن ،فكان حراماً. وقوعه مقابل مبلغ يدفعه املستأمن له ،و ّ سادساً :عقـد التـأمني فيـه ةهالـة توةـج التحـرج ،واسـتدلوا أبدلـة يف حكـم بيـع الهـول ،وهـ مــا رواا البخــاري ،عــن أيب ســعيد اخلــدري رح ـ هللا عنــه قــال ،ــى رســول هللا عــن لبســتني وعــن بيعتــني ،و ــى عــن املالمســة واملنابــذة يف البي ـع ،واملالمســة ملــس الرةــل ثــوب اآلخــر بيــدا ابلليل أو ابلنهار وال يقلبه إالّ بذلك واملنابذة أن ينبذ الرةل إىل الرةل ثوبه وينبذ اآلخر بثوبـه ويكون ذلك بيعهما عن م نار وال تراضه.258 سييابعاً :عقــد التــأمني التجــاري مــن عقــود املعاوحــات املاليــة االحتماليــة املشــتملة علــى الغ ـرر الفــاح ؛ ألن املســتأمن ال يســتطيع أن يعــرف وق ـ العقــد مقــدار مــا يعط ـ أو خــذ؛ فقــد ِ ـؤمن ،وقــد ال تقــع الكارثــة يــدفع قســطا أو قســطني ،تقــع الكارثــة؛ فيســتحق مــا التــزم بــه املـ ّ 259 ِ ـؤمن ال يسـتطيع أن لـدد مـا يعطـ أصال فيدفع يع األقساط وال خذ شيًا ،وكذلك امل ّ 257احلقيل ،الدكتور عثمان عثمان ،املعام ت الاامينية بف السق ا س م والقان ا ال ضع (الـريض :مطـابع الفـرذدق ،ط1407ه ـ- 1987م) ،ص.121-98جملة المع الفقه ،العدد الثا ،ج ،2ص.645-644 258البخاري ،صحيح البخارو ،رقم احلديث ،5482ج ،5ص.2191 259 ال ،أود امد ،ىق د الاامف بف االىكاض والااعيد( ،مكة املكرمة :دار مكة ،ط1400 ،1هـ1980-م) ،ص.28 125 و خــذ ابلنسـبة لكــل عقــد مبفــردا ،وقــد ورد يف احلــديث الصــحيع عــن النـ هالنهـ عــن بيــع الغرره.260 ـررا، يقــول األســتاذ أبــو زهــرة :هلقــد قــرر املــانعون لعقــد التــأمني ــم التعــاو أن فيــه ـ ً فمحل العقد فيه م اثب ،و ـم اقـق الوةـود ،فيكـون كبيـع مـا لرةـه شـبكة الصـائد وكبيـع ما يكون يف بطن احليوان ،ووةه املشاهبة أن املبيـع يف هـذا الصـور ـم معلـوم الـه و ـم مؤكـد الوةود ،بل الوةود فيه احتماا ،وكذلك التأمني ـم التعـاو اـل العقـد ـم اثبـ ،فمـا هـو ال العقد؟ أهو املدفوع من املستأمن ،أم املدفوع من الشركة املؤمنة...ه.261 وإليــه ذهــج الشــيخ الصــديق الضـرير إىل أن عقــد التــأمني خــاا مــن أي شــبهة ــم أن هذا العقد فيه رر فاح ،فم أن الغرر هو السبج األساس يف منع عقد التأمني التجاري يقــول يف ذلــك :هإن الغــرر الكثــم هــو :همــا لــج علــى العقــد حــا صــار العقــد يوصـ بــهه، وأر أن هــذا الضــابط ينطبــق علــى العقــد ،فــعن مــن أركــان عقــد الت ـأمني الــيت ال يوةــد بــدو ا هاخلطره واخلطر هو حادثة اتملة ال تتوق على إرادة أحد الطرفني ،ولذا ال جيوز التـأمني إالّ من حادث مستقبل م اقق الوقوع ،فالغرر عنصر مالزم لعقد التـأمني ،ومـن اخلصـائص الـيت يتميز هبـا ،وممـا يـدل علـى أن الغـرر كـن مـن عقـد التـأمني ،وأصـبع صـفة مالزمـة لـه وأن كثـماً مــن الق ـوانني تــذكر ـ عن ـوان هعقــود الغــرره ،ولكــن بعــب الي ـزين لعقــد التــأمني ،املعّفــني بوةود الغرر فيه ،يرون أن الغرر الذي فيه مغتفر ال نع صحته.262 أما الرأي الراةع هو ما ذهج إليه الغالبيـة العامـى مـن العلمـاء املعاصـرين حـول ـرج التــأمني التجــاري ملــا يشــوبه مــن شـوائج كثــمة ،وقــد أ ــع السـواد األعاــم مــن العلمــاء يف يــع ااتافــل والنــدوات حــول ر ــه وعــدم ةـواز التعامــل معــه ،وأوةــدوا البــديل اإلســالم ،و ــن يف صدد احلديث عنه يف املبحث القادم. اثنياً :حهم الاامف ىلل احلياة: 260مســلم ،صييحيح مسييلم ،رقــم احلــديث ،1513ج ،3ص .1153ابــن حبــان ،صييحيح ابييا حبيياا ،رقــم احلــديث ،4951ج،11 ص.327 261الاامف ،إعداد اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء ،جملة البحوث اإلسالمية ،العدد ،19شوال 1407هـ. 262الضرير ،الارر وأثره ه العق د ،ص.656-655 126 ذهــج ةهابــذة العلمــاء و ــالبيتهم إىل القــول ابحلرمــة ،واألدلــة الدالــة علــى ذلــك يــع األدلــة الــيت ســقناها حــول ــرج عقــد التــأمني التجــاري ،مــع إحــافة بســيطة حــول شــبهة دفــع األقساط ،حيث أن املستأمن قد يدفع بعب األقساط يعجز عن الباق ،فيـذهج عليـه كـل مـا دفعـه ،أي يف حالـة عجـزا عـن بعـب األقسـاط تفـوت عليـه يـع مـا دفعـه ،وهـذا بـال شـك ـودا قليلـة مبقابـل فيه ال جيوز ،فليس فيه تعاون وال تكافل ،فاملؤمن يدفع علـى حياتـه ،فيـدفع نق ً احلصول على نقود كثمة ،وقد ال لصل. أح ـ إىل ذلــك ،أن الورثــة مــن األوالد و ــمهم مــا عرف ـوا مــن مــوروثهم أتمــني حياتــه هبذا املال العايم ،وخشوا فـوات هـذا املـال بطـول حياتـه و ـاوزا املـدة ااتـددة ،فـع م سـيعملون عملهــم مباشــرة أو ابلتســبج ابلقضــاء علــى حياتــه حرصـاً علــى احلصــول علــى املــال وحــذراً مــن فواته بطول حياته. أمــا القــائلون ابإلابحــة ،263فــع م ذهب ـوا إىل أن عقــد التــأمني علــى احليــاة يــتم بّاح ـ الطرفني ،وهذا الّاح ـ لفاـة التجـارة الـواردة يف القـرآن ،وقـد أورد القـرآن التجـارة مطلقـة ومل يقيدها ومل يوةد ما يقيد هذا الكلمة. وهــذا ال شــك فيــه أبن التجــارة ةــاءت مطلقــة ،ــم أن هنــا مــن النصــوص احلديثيــة يوحع املقصود ،فنر أن الراب ،وعقـود أخـر ارمـة تـتم ابلّاحـ ،وهـذا ال يعـو القـول ابحلـل 264 يف هذا األنواع. وقــالوا أيض ـاً األخــذ أبســباب احليطــة واحلــذر ،وقــد ذكــرن هــذا الــدليل ورددن علــيهم، وأيض ـاً قــالوا بقاعــدة الضــرورات تب ــيع ااتاــورات ،و مهــا مــن األدل ــة األخــر قــد قمنــا ابل ــرد عليه ــا .ل ــذلك س ــنحاول أن نس ــتخرج ف ــرق مش ــروعة ح ــول الت ــأمني عل ــى احلي ــاة يف املبح ــث القادم. 263ومن هؤالء :األستاذ عبد الوهاب خالف ،واألستاذ السنهوري ،ومفيت مصر عل عة. 264آل امود ،عبد هللا بن زيد ،أحها ىق د الاامف( ،القاهرة :دار الشروق ،ط1302 ،2هـ1982-م) ،ص.76-65 127 املبحث الثاين :حهم الاامف الاعاوين: بــدأ التــأمني التعــاو أتمينًــا تبادليًــا علــى شــكل اعــة يتعرحــون لنــوع مــن املخــافر، نااما تعاونيًا كجمعية أو صـندوق ،تطـور إىل هي ـة صـغمة تتـوالا جمموعـة فكونّوا فيما بينهم ً مــن املســامهني ،بشــكل مــنام ومرتــج ،إىل أن وصــل إىل مرحل ـة قيــام ش ـركات مســامهة ،يكــون 265 نشافها التأمني التعاو وفق أحكام الشريعة اإلسالمية. وقــد أنتشــر هــذا النــوع مــن التــأمني بصــورة كبــمة وواســعة ،وأخــذت ــل اــل شــركات التــأمني التجــاري أو التقلي ــدي ،ومــن ّ ظه ــرت إعــادة الت ــأمني التعــاو ال ــذي تــديرا ش ــركات إســالمية أو مصــرف إســالم ،بعــد التوصــيات واملقّحــات الــيت قــدم عــظ الــامع الفقهيــة والنـدوات العلميـة وأةــاث املـؤ رات وأورقـة البــاحثني يف جمـالت اكمـة و مهــا ،ولقـد اكتملـ أـو هـذا الشـركات ومؤسســات إعـادة التـأمني التعـاو مــع األلفيـة ا ديـدة ،وأصـبح منافســة لش ــركات إع ــادة الت ــأمني التجاري ــة يف الع ــامل ،بفض ــل دع ــم املص ــارف اإلس ــالمية واحلكومـ ــات وأصحاب رتوا األموال. ولقد ظهر عدد من العلماء يرفضون التأمني التعاو وإعـادة التـأمني التعـاو ،والـبعب جيوزونــه ،ولعــل اخلــالف القــائم اليــوم بــني الفقهــاء يعــود إىل كــون ناــام التــأمني التعــاو تتــوالا شــركات مســامهة ،فـرأوا أن شــركات التــأمني التعــاو ال لتل ـ عــن شــركات التــأمني التجــاري، وإأــا هـ حيلــة ــاول إصــبا هــذا الشــركات وإحــفاء شــرعية التــأمني التجــاري وإلباســها بــرداء ا واز ،وعليه ـاول يف هـذا املبحـث أن نبـني أقـوال العلمـاء يف مشـروعية التـأمني التعـاو ،أمـا عن حكم إعادة التأمني التعاو ،فعن احلكم خذ حكم التأمني التعاو . املطلب ا ول :اجمليزوا: ذهج البية العلماء إىل ةواز التأمني التبادا الذي تقوم به ا معيات اخلمية ،إالّ أن اخل ــالف ا ــاري ب ــني الفقه ــاء والعلم ــاء ح ــول ةـ ـواز الت ــأمني التع ــاو ،ال ــذي ي ــدار م ــن قِبَـ ـل الشركات اإلسالمية أو اليت تتبىن فكرة التأمني التعاو القائم على التكافـل والتعـاون والت سـى، 265القرا دا ،عل ا الدين ،الاامف ىلل احلياة ومساادات العق د ،ةـث مقـدم للنـدوة الفقهيـة الثالثـة لبيـ التمويـل الكـوييت لعـام 1413هـ املوافق 1993م( ،الكوي :بي التمويل الكوييت ،ط1413 ،1هـ1993-م) ص.135-134 128 وهذا االختالف بني الفقهاء املعاصرين قائم على عدة عوامل سنذكرها إن شاء هللا من خـالل ذكر أقوا م. أوالً :ا دلة النصية ســاق اليــزون لعقــد التــأمني التعــاو النصــوص الــيت ــث علــى مبــدأ التعــاون والتكافــل والت س والتكات بني املسلمني ،ومن أمهها: ِ اللَ إِ دن ّ ـاونُوا َعلَـى ا ِإل ِ َوالعُـد َوان َواتدـ ُقـوا ّ اللَ ـاونُوا َعلَـى ال ِّ ـظ َوالتـدق َـو َوالَ تَـ َع َ قـال تعـاىلَ :وتَـ َع َ يد العِ َق ِ اب املائدة ،2 :وقوله تعاىل :إِدأَا ال ُمؤِمنُو َن إِخ َوةر احلجرات.10 : َش ِد ُ وقوله ( :مثل املؤمنني يف توادهم وتراوهم وتعطفهم كمثل ا سد الواحد إذا اشتكى 266 منه عضو تداعى له سائر ا سد ابلسهر واحلمى) وقوله ( :املؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا).267 وقال ( :من نفس عن مؤمن كربة مـن كـرب الـدنيا نفـس هللا عنـه كربـة مـن كـرب يـوم القيامة ،ومن يسر على معسر يسـر هللا عليـه يف الـدنيا واآلخـرة ،ومـن سـّ مسـلماً سـّا هللا يف 268 الدنيا واآلخرة وهللا يف عون العبد ما كان العبد يف عون أخيه) وقال ( رحم هللا امرءً ا اكت سـج فيبًـ ا وأن فـق ق صـ ًد ا وقـدم ف ضـ الً ل يـوم ف قـرا وحاةته ) .والفضل ما فاض من ا لدخل أو الكسج بعد اإلنفاق. اثنياً :ش اهد ما السنة النب عة: 269 -1مــا رو البخــاري عــن أيب موســى األشــعري عــن النـ ( :إن األشــعريني إذا أرملـوا يف الغزو أو قل فعام عيا م ابملدينة ،عوا ما كـان عنـدهم يف ثـوب واحـد ،اقتسـموا بيـنهم 270 يف إنء واحد ابلسوية ،فهم مو وأن منهم) 266مسلم ،صحيح مسلم ،حديث رقم ،2582ج ،4ص..1999 267البخ ــاري ،صي ييحيح البخ ييارو ،رق ــم احل ــديث ،2314ج ،2ص .863مس ــلم ،صي ييحيح مسي ييلم ،ح ــديث رق ــم ،2582ج،4 ص.1999 268مسلم ،صحيح مسلم ،حديث رقم ،2699ج ،4ص.2074 269أرملوا :فو فعامهم أو قارب ،وأصله من الرمل ،كأ م لصقوا ابلرمل من القلة .فتع الباري ،ج ،6ص.55 270البخــاري ،صييحيح البخييارو ،مــن كتــاب الشــركة ،رقــم احلــديث ،2354ج ،2ص .880مســلم ،صييحيح مسييلم ،ابب فضــائل األشعريني ،رقم احلديث ،2500ج ،4ص.1944 129 -2ورو البخــاري عــن ةــابر بـن عبــد هللا رحـ هللا عنهمــا قــال( :بعــث رســول هللا صــلى هللا عليه وسلم بعثاً قبل الساحل ،فأمر عليهم أاب عبيدة بن ا راه وهم ثالمثائة وأن فيهم ،فخرةنا حــا إذا كنــا بــبعب الطريــق فــو الـزاد ،فــأمر أبــو عبيــدة أبزواد ذلــك ا ــي فجمــع ذلــك كلــه، فكان مزودي ر ،فكان يقوتناا كل يوم قليالً قليالً حا فـو ،فلـك يكـن يصـيبنا إال ـرة ـرة، فقل ـ ومــا يغــو ــرة؟ فقــال :لقــد وةــدن فقــدها حــني فني ـ ،قــال :انتهينــا إىل البحــر فــعذا حــوت مثــل الاــرب فأكــل منــه ذلــك ا ــي مثــا عشــرة ليلــة ،أمــر أبــو عبيــدة بضــلعني مــن 271 أحالعه فنصبا ،أمر براحلة فرحل ،مرت تهما فلم تصبهما) اثلثاً :ش اهد ما السق ا س م : يف الفقه اإلسالم شواهد تثب شرعية التأمني التعاو الذي يقوم أساسه على توزيـع املخافر بني املشّكني ،فعلى سبيل املثـال مـا ذكـرا القـرايف ـ عنـوان :هالفـرق بـني قاعـدة مـا يضمن ابلطره من السفن وقاعدة ما ال يضمنه.272 قــال مالــك :هإذا فــره بعــب احلمــل للهــول شــار أهــل املطــروه مــن مل يطــره ــم يف متاعهم ،وكان ما فره وسلم مـيعهم يف أائـه ونقصـه بثمنـه يـوم الشـراء إن اشـّوا مـن موحـع واحــد ،بغــم اــاابة ،أل ــم صــانوا ابملطــروه مــا ــم ،والعــدل عــدم اختصــاص-أي عــدم ملــه وحدا -أحدهم ابملطروه ،إذ ليس أحدهم أبوىل من اآلخر ،وهو بسبج سالمة يعهمه. ناام العواقل يف الفقه اإلسالم خم شاهد على مشروعية التأمني التعاو ،حيـث لـو ةىن شخص ةناية قتـل خطـأ ،يكـون حكمـه الديـة ولـيس القصـاص ،فديـة املقتـول تـوزع علـى أفراد العائلة أو القبيلة. أيضا الدالة على ةواز التأمني التعـاو ،مـا يسـمى بــهوالء املـوالةه ،عنـد ومن الشواهد ً احلنفيــة ،وصــورته :هأن يقــول شــخص جمهــول النســج آلخــر أنـ وليـ تعقــل عــو إذا ةنيـ ، وترثو إذا م ،فيقول :قبل ه. 271البخاري ،صحيح البخارو ،وهو أول حديث من كتاب الشركة ،رقم احلديث ،2351ج ،2ص.879 272القرايف ،السرو ،ج ،4ص.8 130 أيضـا الـيت تصـلع مسـتنداً للتـأمني التعـاو ،قضـية ـار البـز مـع احلاكـة، ومن الشـواهد ً وذل ــك يف أواس ــط الق ــرن الث ــامن ا ج ــري ،وهـ ـ حادث ــة حص ــل يف أقص ــى املغ ــرب الع ــريب، وابلتحديــد يف مدينــة (ســال) ،حيــث أن هــؤالء التجــار اتفقـوا فيمــا بيــنهم علــى أ ــم إذا اشــّ أي واحد منهم سلعة ،عليه أن يضع درمهاً عند رةل يثقون به ،فـعذا أصـيج أحـدهم أبي ـرم 273 استعني ابملال املوةود عند ذلك الرةل. فهذا الشواهد يف جمملها تـدل داللـة واحـحة علـى وةـوب التعـاون يف يـع الـاالت، شاهد على ةواز التأمني التعاو إن كان القصد منه أصالة التعـاون والتناصـر والتحابـج وخم ً 274 والتأس بني الناا. اثنياً :قرارات اجملامع السققية والندوات العل ية واملؤمترات العاملية:275 أقـرت الـامع الفقهيـة والنـدوات العلميـة واملـؤ رات العامليـة ةـواز التـأمني التعـاو الــذي تقـوم إبدارتـه شـركات متخصصــة يف جمـال تناـيم التـأمني التعــاو وفـق أسـس إسـالمية وحـوابط 276 شرعية ل ال التأمني التقليدي (التأمني التجاري) على أساا الوكالة أبةر معلوم. فدور الشركة (شركة التأمني التعاو ) إدارة يـع العمليـات التأمينيـة ،لوةـود عـدد كبـم مــن املســتأمنني تتعــذر علــى ا معيــات الصــغمة الــيت تــدير التــأمني التبــادا إدارتــه ،لــذلك تقــوم الش ــركات اإلس ــالمية جبم ــع األقس ــاط أو التظع ــات وم ــن توزيعه ــا عل ــى املتض ــررين يف حال ــة إصابة أحد الطـر (ال مسـع هللا) ،أو يف حالـة حاةـة الفـرد للمـال مـن خـالل الـظاما الـيت تقـوم 277 الشركة بعرحها على املشّكني كالتأمني العائل و ما. 273ةناح ،عبد اللطي عبد الرحيم ،الان ية والاامف ما منظ ر دس م ،ةث مقدم للندوة الفقهية الثانية لبيـ التمويـل الكـوييت لعـام 1410هـ املوافق 1990م( ،الكوي :بي التمويل الكوييت ،ط1413 ،1هـ1993-م) ص.74 274بلتاة ،ىق د الاامف ما ومقة السق ا س م ،ص.194 -192 275مــؤ ر علمــاء املســلمني الثــا يف القــاهرة عــام 1385ه ــ ،ومــؤ ر علمــاء املســلمني الســابع أيض ـاً يف عــام 1392ه ــ ،وجممــع البحــوث اإلســالمية يف األزهــر الشـري ،وجممــع الفقــه اإلســالم يف رابطــة العــامل اإلســالم يف مكــة املكرمــة عــام 1398ه ـ1978-م) ،وقـرار جملــس هي ة كبار العلماء ابململكة العربية السعودية عام 1397هـ1977-م ،وقرار الندوة الفقهية الثالثة يف بي التمويل الكـوييت عـام 1413ه ـ- ،1993وقرار جممع الفقه اإلسالم الدوا رقم .)2/9( 9 276الزحيلـ ،وهبــة ،املعييام ت املالييية املعاصييرة ،دمشــق :دار الفكــر ،ط1423 ،1ه ـ2002 -م ،ص .264-263ملحــم ،الاييامف ا س م ،ص.105 277مولوي ،نظا الاامف وم قف الشرععة من ،ص .180ملحم ،الاامف ا س م ،ص.74 131 وهذه بعض القرارات والا صيات: أوالً :أسب ع السق ا س م ،ومقرماا ا ما ابا ي ية بدمش ،سنة : 1961 قــال الشــيخ امــد أبــو زهــرة (روــه هللا) :هفهــال دعــون العــامل اإلســالم إىل إجيــاد ناــام أتمــني 278 تعاو ،بدل هذا الناام م التعاو الذي ال نزال مصرين على أنه بدعة يهوديةه. اثنياً :ندوة الاشرعع ا س م ،بليبيا ،سنة ،1972ة ا صياهتا: التوصية السادسة :هأن يعمل على إحالل التأمني التعاو ال التأمني التجاري..ه اثلث ياً :ق يرار هيئيية كبييار العل يياء ه امل لهيية العربييية السييع دعة رقييم 1397/4/4 ،52هي ي- . 1977 بع ــد الدراس ــة واملناقش ــة وت ــداول ال ـرأي ،ق ــرر الل ــس ةـ ـواز الت ــأمني التع ــاو وذل ــك لألس ــباب التالية: -1هإن الت ــأمني التع ــاو م ــن عق ـ ـود الت ــظع ،يقص ــد ب ــه أص ـ ـالً التع ــاون عل ــى تفتي ـ ـ األخطــار ،واالش ـّا يف مــل املســؤولية عنــد نــزول الك ـوارث ،وذلــك عــن فريــق إسهام أشخاص مببالغ نقدية لصص لتعويب من يصيبه الضرره. -2خلــو التــأمني التعــاو مــن ال ـراب ،فليس ـ عقــود املســامهني ربويــة ،وال يســتغلون مــا ع من األقساط يف معامالت ربويةه. رابعاً :رأو ا ع البح ث ا س مية ه ا هر ،سنة 1385هي: هالتــأمني الــذي تقــوم بــه عيــات تعاونيــة يشــّ فيهــا يــع املســتأمنني لتــؤدي ألعضــائها مــا 279 لتاةون إليه من معونت وخدمات ،أمر مشروع وهو من التعاون على الظه. خامساً :قرار اجمل ع السقق ا س م املنعقد مبهة املهرمية ه السيكة ميا 25شيقر ربييع اآلخر 1399هي دىل 4مجادى ا وىل 1399هي ،وهذا نصه: 278أبو زهرة ،امد ،علي ىلل م ض ع ىقد الاامف ،أسبوع الفقه اإلسالم ومهرةان اإلمام ابن تيميـة ،القـاهرة :اللـس األعلـى لرعايـة الفنون واآلداب والعلوم االةتماعية ،د.ط1382 ،هـ1963-م ،ص.524 http://www.arriyadh.com/Economic/Leftbar/Researches 279 132 هكما قرر جملس المع ابال اع املوافقة على قـرار جملـس هي ـة كبـار العلمـاء يف اململكـة العربيـة الســعودية رقــم ( )51و ريــخ 1397/4/4ه ــ .مــن ة ـواز التــأمني التعــاو ب ـدالً عــن التــأمني التجاري ااترم واملنوا عنه آنفاً لألدلة اآلتية: ا ول :أن الت ــأمني التع ــاو م ــن عق ــود الت ــظع ال ــيت يقص ــد هب ــا أص ــالة التعـ ـاو عل ــى تفتيـ ـ األخطار واالشـّا يف مـل املسـ ولية عنـد نـزول الكـوارث وذلـك عـن فريـق إسـهام أشـخاص مببالغ نقدية لصص لتعويب من يصيبه الضرر ،فجماعـة التـأمني التعـاو ال يسـتهدفون ـارة وال رةاً من أموال مهم وإأا يقصدون توزيع األخطار بينهم والتعاون على مل الضرر. الثيياين :خلــو التــأمني التعــاو مــن ال ـراب بنوعيــه راب الفضــل وراب النســأ ،فلــيس عقــود املســامهني ربوية وال يستغلون ما ع من األقساط يف معامالت ربوية. الثالييث :إنــه ال يضــر ةهــل املســامهني يف التــأمني التعــاو بتحديــد مــا يعــود علــيهم مــن النفــع أل ــم متظعــون فــال خمــافرة وال ــرر وال مقــامرة الــالف التــأمني التجــاري فعنــه عقــد معاوحــة مالية. الرابع :قيام اعة من املسامهني أو من ثلهم ابستثمار ما ع من األقساط لتحقيـق الغـرض الـذي مـن أةلـه أنشــب هـذا التعـاون سـواء كـان القيـام بـذلك تظعـاً أو مقابـل أةـر معــني ،ورأ اللس أن يكون التأمني التعاو على شكل شركة أتمني تعاونية خمتلطة لألمور اآلتية: أوالً :االلت ـ ـزام ابلفك ــر االقتصـ ــادي اإلس ــالم الـ ــذي ي ــّ لألف ـ ـراد مس ـ ـ ولية القي ــام مبختل ـ ـ املشروعات االقتصادية ،وال يت دور الدولة إال كعنصر مكمل ملا عجـز األفـراد عـن القيـام بـه، وكدور موةه ورقيج لضمان اه هذا املشروعات وسالمة عملياهتا. اثنياً :االلتزام ابلفكر التعاو التأميو الذي مبقتضاا يستقل املتعاونون ابملشروع كله مـن حيـث تشغيله ومن حيث ا هاز التنفيذي ومس ولية إدارة املشروع. اثلث ياً :تــدريج األهــاا علــى مباشــرة التــأمني التعــاو وإجيــاد املبــادرات الفرديــة واالســتفادة مــن البواعث الشخصية ،فال شـك أن مشـاركة األهـاا يف اإلدارة علهـم أكثـر حرصـاً ويقاـة علـى نــج وقــوع املخــافر الــيت يــدفعون جمــامعني تكلفــة تعويضــها ممــا لقــق ابلتــاا مصــلحة ــم يف إ ــاه التــأمني التعــاو ،إذ أن نــج املخــافر يعــود علــيهم أبقســاط أقــل يف املســتقبل ،كمــا أن وقوعها قد لملهم أقساط أكظ يف املستقبل. 133 رابعي ياً :إن ص ــورة الش ــركة املختلط ــة ال جيع ــل الت ــأمني كم ــا ل ــو ك ــان هب ــة أو منح ــة م ــن الدول ــة للمســتفيدين منــه ،بــل مبشــاركة منهــا معهــم فقــط حلمــايتهم ومســاندهتم ابعتبــارهم هــم أصــحاب املصــلحة الفعليــة ،وهــذا موقـ أكثــر إجيابيــة ليشــعر معــه املتعــاونون بــدور الدولــة وال يعفــيهم يف نفس الوق من املسؤوليةه. ه ــذا وق ــد وح ــع الل ــس جمموع ــة م ــن الضـ ـوابط م ــن ش ــا ا أن ع ــل ه ــذا الش ــركات اإلسالمية اـل اعتبـار وقـائم مقـام التـأمني التقليـدي يف تنفيـذ فكـرة التعـاون والـّابط والتكـات والتكافل مبا يعود علـى الفـرد والتمـع بصـاله أمرهـا يف تفتيـ املخـافر وتلبيـة حاةـة التمـع، وهذا الضوابط كن أن تكـون هـ اللبنـة األوىل الـيت سـاعدت فيمـا بعـد قيـام شـركات التـأمني التعاو بدفع املصاري اإلسالمية إىل تبو هذا املشـروع وملبيـة حاةـة التمـع ومواكبـة التقـدم احلضاري املشهود على الساحة التجارية ،وهذا الضوابط ه على النحو التاا: ها ول :أن يكـون ملنامــة التـأمني التعــاو مركـز ،لــه فـروع يف كافــة املـدن ،وأن يكــون ابملنامــة أقســام تتــوزع ةســج األخطــار امل ـراد تغطيتهــا وةســج خمتل ـ ف ــات ومهــن املتعــاونني ،كــأن يكون هنا قسم للتأمني الصح واثن للتأمني حد العجز والشيخوخة..إخل أو أن يكــون هنــا قســم لتــأمني الباعــة املتج ـولني وآخــر للتجــار واثلــث لطلبــة ورابــع أصــحاب املهن احلرة كاملهندسني واألفباء وااتامني..إخل. الثيياين :أن تكــون منامــة التــأمني التعــاو علــى درةــة كبــمة مــن املرونــة والبعــد عــن األســاليج املعقدة. الثال ييث :أن يك ــون للمنام ــة جمل ــس أعل ــى يق ــرر خط ــط العم ــل ويق ــّه م ــا يلزمه ــا م ــن ل ـوائع وقرارات تكون نفذة إذا اتفق مع قواعد الشريعة. الرابييع :ثــل احلكومــة يف هــذا اللــس مــن لتــارا مــن األعضــاء ،و ثــل املســامهني مــن خيتارونــه ليكونـوا أعضــاء يف اللــس ليســاعد ذلــك علــى إشـراف احلكومــة عليهــا وافم نا ــا علــى ســالمة سمها وحفاها من التالعج والفشل. واخلييامس :إذا ــاوزت املخــافر م ـوارد الصــندوق مبــا قــد يســتلزم زيدة األقســاط فتقــوم الدولــة واملشّكون بتحمل هذا الزيدة. 134 ويؤيــد جملــس المــع الفقهـ مــا اقّحــه جملــس هي ــة كبــار العلمــاء يف قـرارا املــذكور أبن يتوىل وحع املواد التفصيلية ذا الشركة التعاونية اعة من اخلظاء املختصني يف هذا الشأنه. وأتكيداً على القرار ،فقد أصدر أيضاً قرار جممـع الفقـه اإلسـالم لعـام 1406ه ـ1985-م، من خالل األةاث املقدمة من العلماء واملشاركني يف موحوع التأمني وإعادة التأمني ما يل : .1أن العقــد البــديل الــذي لــّم أصــول التعامــل اإلســالم هــو عقــد التــأمني التعــاو القــائم علــى أســاا التــظع والتعــاون .وكــذلك احلــال ابلنســبة إلعــادة التــأمني القــائم على أساا التأمني التعاو . .2دع ــوة ال ــدول اإلس ــالمية للعم ــل عل ــى إقام ــة مؤسس ــات الت ــأمني التع ــاو وك ــذلك مؤسسات تعاونية إلعادة التأمني ،حا يتحرر االقتصاد اإلسالم من االستغالل 280 ومن خمالفة الناام الذي ال يرحاا هللا ذا األمة. اثلثًا :ما املعق ل: -1يعـ ـ ّد الت ــأمني التع ــاو م ــن قبي ــل التع ــاون عل ــى ال ــظ والتق ــو ،فاملش ــّ يف عق ــد الت ــأمني التعــاو يـدفع املبلــغ مــن قبيــل التــظع ،وال يقصــد منــه الـربع واملعاوحــة ،فهــو يف هــذا احلالــة ال يدخل ــه يف ابب الـ ـراب وال القم ــار وال ي ــؤثر في ــه الغ ــرر ،وال س ــائر الش ــبهات املوة ــودة يف عق ــد التأمني التجاري فهو مباه. -2بفع ــل التط ــور املش ــهود يف عص ــرن احلاح ــر ،وتعق ــد احلي ــاة ،وتقطع ـ ص ــلة األرح ــام ب ــني الناا ،ازدادت خماوف الناا االقتصادية ،ومل تعد الدول اإلسالمية تطبق ناام بي املال ،ومل تعــد ــظ األ نيــاء بــدفع الزكــاة إىل بي ـ املــال ومــن ّ توزيعهــا علــى الفق ـراء ،فمــاذا نــع مــن إحداث ناام تقوم مقام بي املال ،والشريعة اإلسالمية مبقاصدها األمسى ال نع من إحـداث مثــل هــذا الناــام (التــأمني التعــاو ) لتحقيــق مصــاو النــاا وبــدائل مقّحــة تقــوم مقــام التــأمني 281 التجاري الذي يقوم على استغالل حاةة الناا. 280جممع الفقه اإلسالم ،قرارات وتوصيات الدورة الثانية للس جممع الفقه اإلسالم ،ةدة 16-10 ،ربيـع الثـا 1406هــ ، ،منامـة املؤ ر اإلسالم ( ،ةدة :شركة دار العلم للطباعة والنشر ،،د.ط ،د.ت) ،ص18 281النجيم ،امد بن ل بن حسن ،نظرات ه حهم الاامف ه السقي ا سي م ،ورقـة عمـل مقدمـة إىل املـؤ ر الـدوا حـول الصـناعة التأمينية يف العامل اإلسالم ،ةامعة األزهر1421 ،هـ2001-م ،ج ،2ص.29-28 135 ابعا :أق ال العل اء: رً استدل اليزون لعقد التأمني التعاو على لة من أقوال العلماء ونـود يف هـذا املقـام أن نـذكر بعـب مــن أقـوا م حـول شــرعية التــأمني التعــاو ،وهـذا األقـوال تؤيــد مـا ذهــج إليــه الفقهــاء يف ةواز التأمني التعاو : -1يقــول مصــطفى الزرقــا (روــه هللا) :هوال ريــج وال م ـراء يف أن التــأمني التبــادا 282يكــافع استغالل شـركات التـأمني االسـّابح وهـو البـديل الوحيـد الـذي كـن أن لـل الهـا .فيجـج علــى احلكومــات يف الــبالد اإلســالمية تشــجيعه لك ـ يتســع نطاقــه ويعــم .فهــو أحســن فــرق التــأمني ،وأبعــدها عــن الش ـوائج والشــبهات إذ يقــوم علــى أســاا تعــاو فــو يســتخدم وســائل اإلحصــاء الــدقيق وقــانون األعــداد الكبــمة اللــذين تســتخدمهما شــركات التــأمني االســّابح ، وهـو قابـل ألن يلـ حاةـات التمــع يف أوسـع نطـاق علــى فـول فريــق النشـافات االقتصــادية واملساع احليوية واحلاةات االةتماعيةه.283 -2يقول الدكتور حسني حامد حسن :هولقد قررن أن كـال مـن التـأمني االةتمـاع والتبـادا (التع ـ ـاو ) ال حرمـ ــة فيـ ــه ،ألن أسـ ــاا احلرمـ ــة يف عقـ ــود التـ ــأمني هـ ــو الغـ ــرر ،والغـ ــرر يـ ــؤثر يف املعاوحات دون التظعات عند من يعتد برأيه من الفقهاء ،وهذان النوعـان مـن التـأمني يقومـان 284 على التظع وعدم قصد الربع فارتفع مناط التحرج فيهماه. -3يقول الدكتور ريج ا مال :هإن التـامني التعـاو ةـائز شـرعاً ابتفـاق يـع الفقهـاء ،بـل هو أمر مر وب فيه ،ألنه مـن قبيـل التعـاون علـى الـظ ،وعلـى هـذا جيـوز أن ينشـب البنـك شـركة أتمني تعاو تزاول ما لقق املصلحة من أنشطة التأمني املختلفة على أن يكون املعىن التعـاو ظــاهراً فيــه ظهــوراً واحــحاً ،وذلــك ابلــنص صـراحة يف عقــد التــأمني علــى أن املبلــغ الــذي يدفعــه 285 املشّ يكون تظعاً منه للشركةه. 282يقصد به التأمني التعاو املتطور. 283الزرقا ،نظا الاامف ،ص.148 284حسان ،حهم الشرععة ا س مية ه ىق د الاامف ،ص.84 285ا مال ،الاامف الااارو والبدعج ا س م ،ص.264 136 -4يقول الدكتور الصديق امد األمني الضرير :هالتـأمني التعـاو ال أعتقـد أن هنـا اختالفـاً يف ةوازا ،بل هو عمـل تـدعو إليـه الشـريعة ،ويثـاب فاعلـه إن شـاء هللا ،ألنـه مـن التعـاون علـى الظ والتقو ،وقد أمرن هللا به ،فعن كل مشـّ يف هـذا العمليـة يـدفع شـي اً مـن مالـه عـن رحـا وفيــج نفــس ليتكــون منــه رأا مــال الشــركة يعــان منــه مــن لتــاج إىل املعونــة مــن املشــّكني يف الشــركة ،وكــل مشــّ هــو يف الواقــع متــظع ابشـّاكه ملــن لتــاج لــه مــن ســائر املشــّكني حســج الطريقة اليت يتفـق عليهـا املشـّكون ،وسـواء أكـان هـذا النـوع مـن التـأمني يف صـورة أتمـني ةـري أو بـ ــري أو أتمـ ــني علـ ــى احليـ ــاة أو أتمـ ــني مـ ــن احل ـ ـوادث أو أتمـ ــني مـ ــن األح ـ ـرار فهـ ــو ةـ ــائز 286 شرعاًه. -5هــذا ويؤكــد الشــيخ فيصــل مولــوي يف نتيجــة ةثــه حــول ناــام التــأمني قولــه :هأن التــأمني 287 التعاو واالةتماع حالل ال شبهة فيهه. -6ويقـول الــدكتور عمــر بــن عبــد العزيــز املـّ (روــه هللا) يف حكــم التــأمني التعــاو :ه ابلناــر يف حقيقة هذا التـأمني ـد أن معنـاا و ايتـه هـو التعـاون علـى تفتيـ األخطـار واملصـائج الـيت تق ــع عل ــى بع ــب األفـ ـراد ع ــن فري ــق التع ــويب ال ــذي ي ــدفع للمص ــاب م ــن امل ــال الم ــوع م ــن أقســافهم ،ولــيس الغــرض منــه االســتغالل أو الـربع ،ولــذا فــع أر ةـوازا شــرعاً ،ألن مبــادئ الش ـريعة الســمعة وقواعــدها العامــة تــدعو لكــل مــا مــن شــأنه توثيــق الــروابط بــني أف ـراد التمــع ولفي ـ ويالهتم.....ولــيس يف هــذا التــأمني أكــل للمــال ابلبافــل ،ألن مــا يُعطــى إأــا يعطــى 288 تظعاً منا جمموعه. -7يقــول الــدكتور امــد ســليمان األشــقر يف ةـواز إعــادة التــأمني التعــاو الــذي يقــوم إبدارتــه شــركات مســامهة أو مصــارف إســالمية :هإن حكــم التــأمني التعــاو ا ـواز ،كمــا أقرتــه الــامع الفقهية وفقهاء العصر ابإل اع إال ما ندر ،على أساا أقساط متظع هبا م مر عـة ،وتغطـى منهــا األحـرار الواقعــة ،ومــا فــاض منهــا عــن ذلــك يعــاد إىل املســتأمنني علــى أســاا أنــه مل لــتا 286الضـرير ،الصــديق امــد األمــني ،م قييف ةققيياء الشييرععة ا سي مية مييا الاييامف ،ورقــة عمــل مقدمــة إىل املــؤ ر الــدوا حــول الصــناعة التأمينية يف العامل اإلسالم ،ةامعة األزهر1421 ،هـ2001-م ،ج ،2ص.13-12 287مولوي ،نظا الاامف وم قف الشرععة من ،ص.155 288املّ ،عمر بن عبـد العزيـز ،اليراب واملعيام ت املصيرةية ه نظير الشيرععة ا سي مية ،لـريا :بكـر بـن عبـد هللا أبـو زيـد( ،الـريض :دار العاصمة ،ط1418 ،3هـ) ،ص.406-405 137 إليــه فيمــا حصــل التــظع ألةلــه ،وأن هــذا مــن ابب التعــاون ،فلــيس هنــا ةهــة تـربع مــن ذلــك 289 التأمنيه. املطلب الثاين :املانع ا: ذهج بعب العلمـاء (وهـم قلـة) إىل عـدم ةـواز التـأمني التعـاو الـذي تـديرا الشـركات اإلســالمية املســامهة ،لوةــود الشــبه القــوي بــني الت ـأمني التعــاو والتــأمني التجــاري ،290يقــول الدكتور شوك عليان :ه عـدم الفـارق بـني التـأمني التجـاري ،والتـأمني التبـادا-التعـاو -وإ ّن كالً منهما خذ حكم اآلخر ،فهما يف احلقيقة سواءه.291 ويقــول يوسـ كمــال :هومــن أكــظ املزالــق الــيت وقــع فيهــا الفكــر االقتصــادي اإلســالم التصوير اخلافب ألعمال شـركات التـأمني التبـادا واإليهـام أبنـه تعـاو ،ر ـم أ ـا ال لتلـ يف واثئقها ،وال يف عملياهتا ،وال يف حقيقة املعاوحـة الـيت تـتم هبـا عقودهـا ،عـن التـأمني التجـاري، 292 مما ينف صفة التظع عنهه. ويقول الدكتور سليمان بن ثنيان :293هوناراً ملا حـدث للتـأمني التبـادا مـن تطـورات، وتوســعات ،وتطلعــات يف يــع الــاالت ،فقــد أصــبع مــن العســم التفريــق بينــه وبــني التــأمني فاملقومـات األساسـيدة التجاري ،إالّ يف فـروق شـكلية ،ال أثـر ـا وال مسـاا يف وحـدة احلقي ّقـة، ّ يف النــوعني واحــدة :فكــل منهمــا عقــد يــدور فلكــه حــول اخلطــر ،ومهــا عقــد احتمــال ،وإذعــان، وإلـزام ،واســتمرار ،وأركا مــا واحــدة :وهـ اخلطــر ،والقســط ،ومبلــغ التــأمني .وهــدفهما واحــد: وهو قيق أكظ قدر من األرابه مهما كان الوسائل إىل ذلكه.294 289األشقر ،حب ث ةققية ه قضااي اقاصادعة معاصرة ،ص.33 290كمال ،الزكاة و رشيد الاامف املعاصر ،ص.30 291عليان ،الاامف ه الشرععة والقان ا ،ص.192 292كمال ،الزكاة و رشيد الاامف املعاصر ،ص.62 293عضو هي ة التدريس يف فرع ةامعة اإلمام امد بن سعود اإلسالمية ابلقصيم ،وهو أستاذ متخصص يف التأمني. 294ثنيان ،الاامف وأحهام ،ص.278 138 ومــن العلمــاء الــذين ســلكوا هــذا املســلك األســتاذ عيســى عبــدا (روــه هللا) والــدكتور شــوك عليــان ،والــدكتور ســليمان إبـراهيم بــن ثنيــان ،والــدكتور وــد وــاد عبــد العزيــز احلمــاد، واألستاذ الدكتور أود احلج الكردي .وإليك أدلة القائلني ابملنع والشبهات اليت أوردوها: أوالً :أدلة القا لف بعد م ا الاامف الاعاوين: اســتدل القــائلون بعــدم ة ـواز التــأمني التعــاو أبدلــة كثــمة ،وه ـ يف حقيقتهــا نفــس األدلــة الــيت ســاقها الفقهــاء بعــدم ةـواز التــأمني التجــاري ،و كــن أن نلخــص تلــك األدلــة علــى النحو التاا: الييدليج ا ول :أا الاييامف الاعيياوين ه حقيقا ي قييا م ىلييل الييراب ،ذلــك أن املش ـّ يف عقــد التــأمني التعــاو يقــوم بــدفع مبلــغ التــأمني علــى أمــل أن خــذ أكثــر ممــا دفــع يف حالــة وقــوع احلادث له ،وهذا يتم من خالل العقد املظم بني الشركة واملشّ بشرط التعويب ،أي أن هذا العقد يدخل حمن عقود املعاوحات ،ففيه يدخل الراب بنوعيه راب النسأ وراب الفضل ،ذلك أن املشّ يدفع املبلغ يف وق ويستلم التعويب يف وق أخر ،فال تتحقق فيه مقابضة العوحـني يف جملس واحد ،وهو ما يعرف براب النس ية ،أما راب الفضل ،فع ّن املشـّ قـد يـدفع مبلـغ زهيـد ويف املقابل لصل على مبلغ كبم زيدة على مبلغ القسـط أحـعافاً مضـاعفة ،فـال لـدث مماثلـة بني العوحني. الييدليج الثيياين :دا الاييامف الاعيياوين عييدخج ةيي الق ييار ،إن وةــود عنصــر االحتمــال يف عقــد نوعا من اللعج ابحلظ ،فاملشّ يدفع مبلغ التأمني وهو على علم ودراية التأمني التعاو ،هو ً أبنه سيقع له حادث أو ال يقع له حادث ،فهو يف هذا احلالة يدفع املال على سبيل املخافرة والازف ــة كم ــا لص ــل ألص ــحاب القم ــار ،ف ــعن وق ــع ل ــه احل ــادث ،فه ــو ال ـرابع ،وإن مل يق ــع ل ــه احلادث فهو عندئذ يعتظ خسران. 139 يقــول الــدكتور أوــد احلجـ الكــردي :هوأمــا التــأمني علــى احليــاة لــد شــركات التــأمني التكافل فقد أةازا أكثر الفقهـاء وحرمـه الـبعب ،وأن أميـل إىل ـرج التـأمني كلـه ،ملـا فيـه مـن املعاوحة مع ا هالة واملقامرةه.295 الدليج الثالث :دا الاامف الاعاوين عؤثر ةي الارر الساحش ،ذلك أن املشّ قد يدفع مبلغ التقس ــيط لف ــّة فويل ــة ق ــد تط ــول إىل اي ــة العم ــر ،وم ــن ّ ال لص ــل عل ــى مبل ــغ الت ــأمني أو التعويب ،وقد يدفع مبلغ بسيط فيحصل على تعويب قد يتجاوز أحعاف مضـاعفة ممـا دفعـه 296 من م مقابل ،وهذا ةد ذاته رر فاح يؤثر على عقد التأمني التعاو . الدليج الرابع :دا الاامف الاعاوين عيدخج ميا ابب املعاوضيات ولييس ميا ابب الاربىيات، ذلــك أن املشــّ يــدفع مبلــغ التقســيط ليحصــل علــى تعــويب عنــدما يقــع لــه احلــادث ،وهــو بــذلك ال ي ــدفع عل ــى ســبيل الت ــظع ،وإأ ــا بشــرط وعق ــد مل ــزم للشــركة ب ــدفع التعويض ــات عن ــد 297 حصول حادث ال مسع هللا ،فهو عقد معاوحة نقد بنقد. يقــول الــدكتور وــد احلمــاد :ههــذا مــا انتهي ـ إليــه فيمــا يســمى التــأمني التعــاو مــع التســليم أبن التظعــات يغتفــر فيهــا م ـا ال يغتفــر يف املعاوحــات إال أن التظعــات تــتم مــن فــرف واحــد دون الت ـزام مــن التطــرف اآلخــر وكــذا مــا يــتم بطريــق املواســاة يف أوقــات الاعــة...لك ال يدل هذا على ةواز إنشاء عقود تبادلية فيها التزامات من أفراف العقد ولو كان القصد منها التع ــاون ،ألن ةوهره ــا يف احلقيق ــة معاوح ــة م ــا دام ـ مبني ــة عل ــى تعاق ــد والت ـزام م ــن أف ـراف 298 التعاقد وهو التزام مبا ال يلزمه. يق ــول يوسـ ـ كم ــال يف كتاب ــه الزك ــاة وترش ــيد الت ــأمني املعاص ــر :هوق ــد ق ــام يف ب ــالدن املســلمة شــركات أتمــني تبــادا نســب نفســها إىل اإلســالم لكــن مل تتحــرر مــن شــكل التــأمني http://www.islamic-fatwa.net/viewtopic.php?TopicID=10992 295 296النجيم ،امد بن ل بن حسـن ،نظيرات ه حهيم الايامف ه السقي ا سي م ،ورقـة عمـل مقدمـة إىل املـؤ ر الـدوا حـول الصـناعة التأمينية يف العامل اإلسالم ،ةامعة األزهر1421 ،هـ2001-م ،ج ،2ص.33-31 297ثنيان ،الاامف وأحهام ،ص .283-282ملحم ،الاامف ا س م ،ص.112 -111 298احلم ــاد ،و ــد و ــاد عب ــد العزي ــز ،ىق ي ي د الاي ييامف حقيقاقي ييا وحه قي يياhttp://www.iu.edu.sa/Magazine/65- ، 66/3.htm. 140 التبادا القائم على املعاوحة ال التظع ،حيث تنص نامها األساسية علـى توزيـع الفـائب علـى أصحاب الواثئق دون التظع بهه.299 الدليج اخلامس :أا مجييع أني اع الايامف مبيا ةيي الايامف الاعياوين للقيادرعا ةقيط ىليل دةيع أقساط دوا العامزعا ،أي أنه لأل نياء دون الفقراء ،فالغالبية من التمـع أو السـواد األعاـم من التمع هم من الفقراء وأصحاب احلاةة ،فهم ال يريدون أن يعرفوا التأمني وال التأمني يريـد أن يعــرفهم ،ومــن ذلــك تبــني لنــا –أي املــانعون-أن التــأمني ال يقــدم خدمــة إىل التمــع الــذي 300 البيته من الفقراء ،بل يقدم لأل نياء ،إذن فما حاةة التمع إىل التأمني التعاو ؟ ولقــد فــره الــدكتور عيســى عبــدا للداللــة علــى ــرج التــأمني التعــاو عــدة تســاتالت، يطلج ا واب عنها-سنحاول إبذن هللا اإلةابة عنها يف املطلج القادم عند التعليق على أدلـة القائلني اب واز واملنع ،-منها: هــل قامـ يف التمــع اإلســالم حاةــة إىل هــذا العقــد املســتحدث وحــاق الشـريعة لســدهذا احلاةة؟ هـل يفــرض علــى الشـريعة اإلســالمية أن تقعــد الةتهــاد كــل إنســان وإن ةــاء مبــا أ نـ عنــهالشريعة؟ هل التأمني التعاو بديل عن التكافل اإلسالم القائم على الزكاة والصدقات ومـا يلتـزم بـه301 بي مال املسلمني؟ ويقول الدكتور شوك عليان :هأن تصور كون التـأمني التعـاو -التبـادا -تظعـاً اضـاً 302 وهم يف وهمه. ال يؤثر فيه الضرر ،وأنه لذلك حالل شرعاً ،إأا هو ر اثنياً :الشبقات اليت أثريت ح ل م ا الاامف الاعاوين: الشبقة ا وىل :اجلانب الدعين: 299كمال ،الزكاة و رشيد الاامف املعاصر ،ص.62 300ثنيان ،الاامف وأحهام ،ص ،352-351ص..357-356 301عبدا ،عيسى ،الاامف ا صيج والبدعج ،ص.21-20 302عليان ،الاامف ه الشرععة والقان ا ،ص.192 141 أوالً :أن التأمني أبنواعه املقّحة ،يؤدي إىل الوقوع يف ااترمات كالراب والقمار والغرر. الثاين :أن التأمني أبنواعه ينايف التوكل على هللا. الثالث :األخذ أبنواع التأمني نوع من اخلور ،ينايف عز ة الصظ على أقدار هللا. الرابييع :يضــيع األخــذ ابلتــأمني فرصــة االحتســاب بغيــة وةــه هللا تعــاىل ،فيضــيع االحتســاب يف مل الشداد ،ويضيع االحتساب ابإلحسان إىل أهل الشدة. الشبقة الثانية :اجلانب االما اى : أوالً :أن التأمني التعاو فيه إحراج للمسلمني ،وإدخال احلرام يف حيـاهتم ،وإشـاعة املخالفـات الشرعية فيما بينهم ،فاألخذ ابلتأمني جير التمع اإلسالم إىل ارتكاب خمتل ااترمات كالراب والقمار والغرر ،وأكل أموال الناا ابلبافل. اثنييياً :أن التــأمني التعــاو جيــرد الشــخص مــن عاففــة الروــة والقرابــة ،بفعــل املغــريت املاديــة البحتة ،مصداق ذلك سلسلة ا رائم اليت دث بسبج التأمني. اثلث ياً :التــأمني يــدعو التمــع إىل التفكــك ،وإىل وقــوف كــل فــرد وحيـ ًـدا ،بعيـ ًـدا عــن اآلخ ـرين، معاديً لكل من سواا ،ال ينتار عون أحد ،وال يعني أحد ،ولو كان ابنه أو وأابا. رابعي ياً :أن الت ــأمني التع ــاو جيع ــل الن ــاا ال ــذين يلج ــون إلي ــه ،ف ــال لك ــون الش ــجاعة وق ــدرة التحمل ملواةهة أعباء احليـاة ،فهـو ال يتطلـع إىل خـوض مارهـا ومكافحـة أخطارهـا ،ويصـ الدكتور سليمان بن ثنيان هذا اإلنسان –سااه هللا -همبثابة احليوان الذي يعل ولرا لك للج .فأي فعم للحياة وأي مذاق ا ،عند من ال هم له إال األكـل والشـرب والنكـاه؟ وأي فارق بينه وبني أخس احليوانت تدنياً؟. هــذا هــو التــأمني ،وهــذا أثــرا ،فهــو خيلــق جمتمع ـاً خـ ّـواراً ،ه ـزيالً ،ال عز ــة لــه وال قــدرة، ه العام ،لني اللحم ،فاسد الدم ،خير ألد صدمةه.303 الشبقة الثالثة :اجلانب االقاصادو: أوالً :اخلسارة االقاصادعة العامة: 303ثنيان ،الاامف وأحهام ،ص.353-352 142 إن املسـتفيد األكـظ مــن عمليـات التـأمني أو ناامــه هـو الشـركة الــيت ـارا هـذا الناــام البشع ،الذي يقوم على استغالل شرائع التمع ،ففيه إةحاف عايم يف حق املؤمن م. اثنياً :نزعف أم ال الدولة السقرية: تقوم الشـركات الكبـمة يف العـامل وعلـى رأسـها شـركات إعـادة التـأمني ،بنشـر فروعهـا يف يــع بقــاع العــامل ،بــدعوة لفي ـ اآلاثر املّتبــة ة ـراء احل ـوادث والنكبــات الــيت قــد تعجــز عــن تعويضها الشركات الصـغمة ،وإأـا ا ـدف األساسـ مـن هـذا حـمان تـدفق األمـوال مـن الـدول الفق ــمة إىل ص ــناديقها ،ع ــن فري ــق مكات ــج مساس ــرة ،ه ــدفها احلص ــول عل ــى نس ــبة معين ــة م ــن األرابه اليت قد تصل إىل آالف املاليني. اثلثاً :اخاساء بعض املعامج املاخصصة: إن ارتفاع رسوم التأمني وتقعدها ،واليت تفرحها الـدول علـى املؤسسـات الـيت تريـد فـتع مؤسســة مهنيــة معينــة أو حرفــة معينــة مــن خــالل شــركات التــأمني ،تعطــل هــذا الفكــرة و علهــا م قابلة للتنفيذ ،أو عل هؤالء يعزفون عـن فـتع معامـل خاصـة يزاولـون فيهـا حـرفهم ،وذلـك بسبج ارتفاع تكالي التأمني. ىدواان: رابعاً :د ف ا م ال ً قــد يغ ــري مبل ــغ الت ــأمني بعــب امل ــؤمن ــم ابلقي ــام علــى ةر ــة إت ــالف أم ـوا م امل ــؤمن عليهــا ،بغيــة احلصــول علــى مبلــغ التــأمني عــدوانً وفمعـاً ،بســبج ارتفــاع مبلــغ التعــويب ،فيــزرع 304 يف الشخص لإلقدام على فعل ا ر ة. وير الدكتور سليمان بـن ثنيـان ،أن تطبيـق الشـريعة اإلسـالمية ةـذافمها ،والعـودة إىل مــنها الســل يف عهــد النبــوة وعهــد اخللفــاء الراشــدين كفيلــة ةــل يــع املشــاكل الــيت تواةــه األمة اإلسالمية اليوم ،فاإلسالم ق ددم للعامل أأوذج الدولـة احليـة املتكاملـة ،القائمـة علـى مصـاو الناا واحتياةاهتم ،وير أن حمان قوام العي واألمـن مهـا املطلبـان العايمـان اللـذان تتبـاهى 304ثنيان ،الاامف وأحهام ،ص.358-347 143 يف قيقهمــا األمــم علــى خمتل ـ العصــور ،ومل يتحققــا يف العــامل إال لدولــة اإلســالم يف عصــرها 305 األول ،من خالل تطبيق شريعة هللا وحدا. ويــر أيضـاً أن بيـ املــال كفيــل بتحقيــق األمـن واألمــان بــني التمــع املســلم ،وبــني يف مبحث مستقل وفويل ،األمور اليت يتكفل بي مال املسلمني ابلقيام هبا ،فيقول :هوأخصـص هــذا البحــث لبيــان األمــور الــيت يتكفــل بي ـ مــال املســلمني ابلقيــام هبــا ،وممــا ال صــل لغــم 306 املسلمني إال ابلتأمنيه. الشبقة الرابعة: ذك ــر بع ــب امل ــانعني لعق ــد الت ــأمني التع ــاو ،أن ح ــديث األش ــعريني ت ــدل عل ــى ع ــدم االلت ـزام ابلتســوية إال يف القســمة ،أمــا يف األكــل فــال تســوية الخــتالف حــال اآلكلــني ،فالــذي يضع األكل فعن ايته الكرم ال الشع ،لذلك يغتفر فيه الراب لثبوت الدليل على ةوازا ،حيث أن الشخص قد كل أكثر وقـد كـل أقـل ،إحـافة إىل ذلـك ،أن هـذا لـيس فيـه تعاقـد والتـزام مـن كـال الطـرفني ،وإأـا مت عـن فريــق املواسـاة يف أوقــات احلاةـة والاعـة ،فضـالً عـن ذلــك ،أن الذي مت يف احلديث ليس فيه إرادة املبايعة والبـدل ،إأـا هـ مواسـاة ،وفيـه أيضـاً خلـط الـزاد يف الســفر والاعــة وهــذا مــن ابب اإليثــار وفلــج الظكــة ،فــال يصــلع أن يســتدل هبــا إلنشــاء عقــد 307 أتمني بدعو أنه تعاو وليس اري. املطلب الثالث :الاعلي والكميح أوالً :الاعلي ىلل أدلة اجمليزعا للاامف الاعاوين: مناقشة الدليج ا ول :ا دلة النصية إن هذا اآليت واألحاديث النبويـة ،ـث املسـلم بـل وتوةـج عليـه التعـاون والتكـات والتكافل ،ومل دد صورة معينة أو فريقة ما للتعاون والتكافل واألثرة والتكات ،وإأا تر اببه 305ثنيان ،الاامف وأحهام ،ص.309-307 306ثنيان ،الاامف وأحهام ،ص.332-311 307احلم ــاد ،و ــد و ــاد عب ــد العزي ــز ،ىق ي ي د الاي ييامف حقيقاقي ييا وحه قي يياhttp://www.iu.edu.sa/Magazine/65- ، 66/3.htm 144 مفتوحا لألمة اإلسالمية ،ددها الزمان واملكان وفبيعة التمـع املسـلم ،ولعـل التـأمني التعـاو ً مــن قبيــل هــذا الصــور الــيت رمسهــا لنــا رســول هللا ،وبــىن لنــا أسســها ومعايمهــا نستســق مــن ينابيعهـا العذبــة بطـرق شـ ّـا ،واملقــرر يف الشـريعة اإلســالمية وةــوب التعـاون والتكافــل والتعاحــد 308 بني أفراد األمة اإلسالمية وجمتمعاهتا يف كل زمان ومكان. مناقشة الدليج الثاين: إن فعــل األشــعريني يف هــذا احلــديث يــدل داللــة واحــحة علــى التعــاون ا مــاع بــني األقرابء ،وذلك لدفع احلاةة اليت تنـزل أبفراد العائلـة أو القبيلـة ،فاملسـلم بطبيعتـه يقـدم مـا لديـه ـما ،لـذلك ال كثما كان أم قلـيالً ،وهـذا ينـدرج ـ ابب التـظع ،فـال يـدري أ خـذ قلـيالً أم كث ً ً يدخل فيه عنصر الغرر أو الراب أو القمار ،ولقـد مـده عليـه الصـالة والسـالم عمـل األشـعريني، وحث التمع املسلم عليه يف وق الضيق والشدة ومثله يف الرخاء والسعة. يقول الدكتور امد بلتاة :هوهذا صورة مثالية للتكافل والتعاون ،حيـث جيمعـون يف وق ـ الك ـوارث مــا عنــد كــل مــنهم مــن قليــل أو كثــم-وبعضــهم قــد ال لــك شــي اً مطلق ـاً- يكونــون يف جممــوع ذلــك سواء...وواحــع ةــداً مــن جممــوع ذلــك أنــه ملــا كــان قصــد التعــاون والتكافــل والــظ –ولــيس الـربع الــذايت والتجــارة -وراء فعــل األشــعريني هــذا مل يثــر يف ذهــن أحــد كالم عن الغرر والراب واملقامرة ،مع أنه مقطوع به أن بعضهم يقدم القليل ولصـل علـى الكثـم ابلنسبة ملا قدمه ،فدل ذلك يف وحـوه علـى أن قصـد التعـاون والـظ يغتفـر معـه مـا ال يغتفـر يف املعامالت ه.309 أما احلدعث الثاين ،فع ّن ما فعله أبو عبيدة يف الغزو ،يدل داللة واححة على التكافـل والتض ــامن والتع ــاون ،وأن ــه ل ــيس م ــن قبي ــل املعاوح ــات أو البي ــوع ،وإأ ــا هـ ـ م ــن ابب األث ــرة والت س ،فانتفى عنه الغرر والراب ،مع التسليم أب ّن بعضهم أكل أكثر واآلخـر أقـل ممـا قـدم بـه، 310 لرفع حالة ا وع الذي أصاب به ا ي . 308الشني ،فتح ،صياة مقدمة لشركة أتمف ودىادة الاامف ه ا س ،ةث مقدم للندوة الفقهيـة الثانيـة لبيـ التمويـل الكـوييت لعـام 1410هـ املوافق 1990م( ،الكوي :بي التمويل الكوييت ،ط1413 ،1هـ1993-م) ص98 309بلتاة ،امد ،ىق د الاامف ما ومقة السق ا س م ( ،القاهرة :مكتبة البلد األمني ،ط1421 ،1هـ) ،ص.187 310بلتاة ،ىق د الاامف ما ومقة السق ا س م ،ص.188 145 ـورا فقــط يف الغــزو ،وإأــا كــانوا يفعلونــه أح ـ إىل ذلــك ،أ ّن هــذا العمــل مل يكــن اصـ ً عنــدما تنــزل هبــم نزلــة ،فعنــدما يقــل الطعــام والـزاد يف القبيلــة ،يلج ــون إىل هــذا العمــل اخلــمي، وهـذا ممـا ال ريـج فيـه ،داللـة واحـحة علـى وةـوب تناـيم التكافـل والتعـاون بـني التمـع املســلم 311 أثناء النكبات والنوازل. و لــة هــذا النصــوص املــذكورة آن ًفــا ،يف حقيقتهــا وةوهرهــا ــث املســلم وتــدعوا إىل التعــاون والتكــات والتكافــل ومشــاركته يف مواةه ــة احليــاة القاســية والك ـوارث واألخطــار ال ــيت تصيج اإلنسان بني احلـني واآلخـر ،ومـن ّ توزيعهـا علـى األفـراد املشـاركني يف ناـام التكافـل والتعاون ،هوكل ذلـك متحقـق يف التـأمني التعـاو ففيـه عـون للمسـلم الـذي حلـ بـه كارثـة أو مصــيبة يف نفســه أو مالــه أو يف نفــس ــما أو مالــه بســببه مــن خــالل مشــاركته يف تغطيــة مــا يّت ــج عل ــى ذل ــك م ــن تبع ــات مالي ــة يق ــدمها ل ــه إخوان ــه املش ــّكون مع ــه يف الت ــأمني كت ــظع منهمه.312 ع ــالوة عل ــى ذل ــك ،أن البخ ــاري رو احل ــديثني الس ــابقني ح ــمن ابب عق ــدا ـ ـ عن ـوان :هابب الشــركة يف الطعــام والنهــد والعــروض ،وكي ـ قســمة مــا يكــال ويــوزن جمازفــة أو بعضـا وكـذلك جمازفـة بعضـا وهـذا ً قبضة قبضة ،ملا مل ير املسلمون يف النهد أبساً أن كـل هـذا ً 313 الذهج والفضة والقران يف التمره. واملقصــود ابلنهــد يف قــول البخــاري :فهــو بكســر النــون وبفتحهــا ،أي العــون ،وهــو مــا لرةه ِّ الرفـ َقة من النفقة ابلسوية يف السفر ،أو عند ُمناهدة العدو ،أو و ذلـك ،ويقـال :فـره القوم ِ دا مع القوم :أعا م.314 ويقــول ابــن حجــر يف تفســما للعنـوان الــذي عقــدا يف ابب الشــركة :هوالــذي ياهــر أن أص ــله يف الس ــفر وق ــد تتف ــق رفق ــة فيض ــعونه يف احلض ــر كم ــا س ــيأيت يف آخ ــر الب ــاب م ــن فع ــل 311النجيم ،امد بن ل بن حسـن ،نظيرات ه حهيم الايامف ه السقي ا سي م ،ورقـة عمـل مقدمـة إىل املـؤ ر الـدوا حـول الصـناعة التأمينية يف العامل اإلسالم ،ةامعة األزهر1421 ،هـ2001-م ،ج ،2ص.30 312ملحم ،الاامف ا س م ،ص.69-68 313البخاري ،صحيح البخارو ،ج ،2ص.879 314مصطفى وآخرون ،املعام ال سيط ،ج ،2ص.957 146 األشــعريني وأنــه ال يتقيــد ابلتســوية إال يف القســمة وأمــا يف األكــل فــال تســوية الخــتالف حــال اآلكلني وأحاديث الباب تشهد لكل ذلكه. قولــه –أي البخــاري( -والعــروض) بضــم أولــه ــع عــرض بســكون الـراء مقابــل النقــد، وأمــا بفتحهــا فجميــع أصــناف املــال ،ومــا عــدا النقــد يــدخل فيــه الطعــام فهــو مــن اخلــاص بعــد العام ،ويدخل فيه الربويت ولكنه ا تفر يف النهد لثبوت الدليل على ةوازاه. واستدل ابن حجـر علـى ذلـك ،بشـره قـول البخاري:هوكأنـه أشـار إىل أحاديـث البـاب وقــد ورد الّ يــج يف ذلــك ورو أبــو عبيــد يف الغريــج عــن احلســن قــال أخرة ـوا ــدكم فعنــه أعام للظكة وأحسن ألخالقكمه.315 ويتضع من هذا ،أن فعل األشعريني وفعل أيب عبيدة تـدل داللـة واحـحة علـى وةـوب التعاون والتكات يف حال األزمات ويف كل األحوال ،ذلك ألن حياتنا ملي ة ابملخافر و تاج إىل تعــاون وتكافــل بــني أفـراد األمــة ،وال ريبــة أن التــأمني التعــاو يقــوم علــى هــذا املبــدأ ،ولــيس القصد من احلديث أن التأمني التعاو يشبهه أو صورة منه ،وإأا املقصد األساس أو األمسى مــن قصــة األشــعريني والنهــد وفعــل أبــو عبيــدة وقــول الرســول يف األشــعريني (فهــم مــو وأن منهم) دليل على تر يج أمته و بيذهم على التعاون والتكافل واملشاركة سواءً يف الطعـام أو يف ــما ،وعــدم التفرقــة بــني الفقــم والغــو وبــني الضــعي والقــوي ،فهــم سـواء يف فعــل األشــعريني، ويف عمــل أيب عبيــدة ،ويف التــأمني التعــاو يوةــد الفقــم والغــو ،فلــو قــام التــأمني التعــاو علــى هذا األساا فعننا قد عملنا مبا دل عليه احلديثني من أمهية التعاون والتكافل. يقــول الشــيخ مصــطفى الزرقــا (روــه هللا) :هممــا ال ريــج فيــه وال م ـراء أن التــأمني ــم اإلســّابح بنوعيــه :التعــاو ااتــب البــدائ ،والتبــادا املتطــور ،ةــائز (إن مل يعتــظ مطلــوابً) ابلنار الشـرع اإلسـالم ،وإنـه يعتـظ مـن صـميم التعـاون الـذي أتمـرا الشـريعة و ـب عليـه يف نصوصــها األساســية مــن الكتــاب والســنة ،ويف أصــو ا وقواعــدها العامــة املســتمدة منهــا .ذلــك ألن هذا النوع من التأمني حا يف صورته املتطورة اليت تقوم على عقد ٍ وقسط يؤديـه املسـتأمن، 315ابــن حجرالعســقال ،أبــو الفضــل أوــد بــن علـ ،ةيياح البييارو شييرح صييحيح البخييارو ،قيــق :امــد فـؤاد عبــد البــاق ،واــج الــدين اخلطيج( ،بموت :دار املعرفة ،د.ط ،د.ت) ،ج ،5ص.219 147 والتزام ابلتعويب عند وقوع اخلطـر تتعهـد بـه ا هـة املؤمنـة هـو تعـاون اـب خـال مـن كـل ربـع أو استغالل حاةةه.316 مناقشة الدليج الثالث :ش اهد ما السق ا س م :قضية طرح بعض ا ماعة ميا السيسا للس مة ،ونظا الع اقج ،وجتار البز: إن قضــية فــره بعــب األمتعــة مــن أةــل الســالمة تــدل علــى توزيــع املخــافر واش ـّاكها بــني ركــاب الســفينة وتــدل علــى التعــاون والتكــات مــن أةــل ســالمتهم يف حالــة الط ـوارئ الــيت تس ــتلزم ه ــذا العم ــل ،وه ــو خ ــم ش ــاهد عل ــى ة ـواز الت ــأمني التع ــاو ال ــذي يق ــوم عل ــى توزي ــع املخافر والكوارث اليت تصيج الفرد أو الموعة على ابقـ املشـّكني ،أي أن التـأمني التعـاو يشبه السفينة ،واملشّكني هم ركاب السفينة ،واخلطر الذي يصيج أحد املشـّكني ،هـو اخلطـر نفسه الذي يصيج السفينة ،فتستدع قيام يع املشّكني ابلتعاون على مواةهته. لــذلك يــر بلتــاة أن قــول مالــك يــدخل يف ابب توزيــع اخلســائر الــيت تلحــق ابلفــرد على جمموعة مـن النـاا تمـع معـه يف رابطـة تـظر هـذا التوزيـع ،وهـ نفـس الفكـرة الـيت قامـ 317 عليها فكرة التأمني التعاو . أما ناام العواقل ،فعن املقصد منه لفي أعباء اخلطر الذي يصيج أحد أفـراد القبيلـة مــن دفــع الديــة و ــما ،وهــو مــا لصــل حقيقــة يف جمتمعنــا ،حيــث قــد يرتكــج الشــخص حــاد ًاث مـا ،كحــادث سـيارة مــثالً ،فيصـطدم بشـ ٍ ـخص مــا و ـوت ،فهنــا يتطلـج مــن الرةـل دفــع الديــة، منامـا لقافلـة التـأمني التعـاو ،فـع ّن املبلـغ املوةـود وقد ال يسـتطيع الشـخص دفعهـا ،فـعذا كـان ً يف صندوق هي ة املشّكني ستذهج لصـاحله ،ومنـه يـتم توزيـع اخلطـر الـذي أصـاب هـذا الرةـل على املشّكني ،ولو نارن يف أروقة ااتاكم لوةدن أن معام املساةني هم من أصحاب الدية، أي الــذين علــيهم دفــع ديــة ،أو بســبج الــديون الــيت تراكمـ علــيهم ،وهبــذا الناــام نســتطيع أن نطبق ناام العاقلة كمبدأ يقوم على التعاون وتفتي املصائج ومـن توزيعهـا علـى املشـّكني، أيضا على هذا املبدأ. وكذلك ناام والء املواالة ،فع ا تقوم ً 316الزرقا ،نظا الاامف ،ص.133 317بلتاة ،ىق د الاامف ما ومقة السق ا س م ،ص.196 148 أما قضية ـار البـز ،فع ـا صـورة للتـأمني التعـاو الـذي يقـوم علـى التعـاون بـني التجـار جبمع مبلغ معني ،فعنـد حصـول خطـر مقـدر ،فـعن هـذا الشـخص يسـتعني ابلصـندوق املـدخر، ولع ــل ه ــذا ص ــورة للت ــأمني التب ــادا البس ــيط ،وه ــذا ال يع ــو أن ال نوس ــع دائرت ــه بص ــورة أك ــظ وأمشــل ،حيــث أتخــذ صــورة شــركة تقــوم بتناــيم هــذا العمليــات ،إحــافة إىل ذلــك أن مثــل هــذا العمليات تاج إىل ٍ أيد أمينة و ا خظة يف جمال التأمني وإدارته. اثلثًا :مناقشة قرارات اجملامع السققية والندوات العل ية: كبما على مد ربـع قـرن مـن الزمـان، ال شك أن قضية التأمني التجاري قد أخذ ً حيزا ً وأخــذ اهتمــام العلمــاء والفقهــاء والكتــاب والبــاحثني بصــورة واســعة ،وقــد اســتقر رأي الــامع الفقهيــة والنــدوات العلميــة إىل عــدم ةـواز التــأمني التجــاري ،فــردوا علــى القــائلني جبـواز التــأمني التجــاري تثب ـ حرمــة التعامــل معــه ،ومــن ُّ أوةــدوا البــديل وهــو التــأمني التعــاو ،ذلــك ألن ـه قائم على التعاون والتظع. بي ــد أن الص ــيغة ال ــيت ارتض ــاها العلم ــاء وال ــامع الفقهي ــة ه ـ اتف ــاق ب ــني جمموع ــة م ــن املســتأمنني أو عــدة أشــخاص معرحــني خلطــر معــني ،ولــيس اتفــاق بــني جمموعــة مــن املشــّكني عل ــى إقام ــة ش ــركة مس ــامهة مس ــجلة ،أي أن البي ــة ال ــامع الفقهي ــة مل ت ــذكر أن تك ــون ص ــبغة التأمني التعاو على شكل شركة مسامهة ،أي املقصـود يف هـذا الفتـاو هـ التـأمني التبـادا، أح ـ إىل ه ــذا ،أن الفتــاو مل ن ــع اس ــتثمار تلــك األم ـوال يف ص ــاو الموعــة ولك ــن بط ــرق مشروعة ومباه ،أما الصيغة املطبقة حاليًا فه ليسـ كمـا أفتـ الـامع جبوازهـا ،فهـ خمتلفـة 318 ًاما عما نص هذا الفتاو . أما ما ةاء عن هي ة كبار العلماء ابململكة العربيـة السـعودية ،فقـد نصـ جبـواز إنشـاء أيضــا توصــيات ومقّحــات مــن شــأ ا أن تكــون بــديالً للتــأمني شــركة أتمــني تعاونيــة ،وقــدموا ً ـوي للتـ ــأمني التجـ ــاري مـ ــن حيـ ــث التناـ ــيم واإلدارة ،ولقـ ــد أصـ ــبع التـ ــأمني التعـ ــاو منافسـ ــا قـ ـ ً ً التجاري ،وهذا يعود الفضل إىل العلماء بعد هللا سبحانه وتعاىل ،إال أن بعب شركات التأمني التعــاو ال تطبــق مــا توصــل إليــه العلمــاء مــن دراســة فويلــة وتوصــيات ومقّحــات ،ممــا أدخــل 318القري ،امد العل ،الاامف الصح ،جملة جممع الفقه اإلسالم ،الدورة الثالث عشر1422 ،هـ2001-م ،ج، 3ص.578 149 على بعب العلماء اللبس يف هذا الشركات ،ولعل هذا الشـركات حقيقـة هـ شـركات التـأمني التجــاري ،فاســتبدلوا املســمى فقــط دون التطبيــق العملـ ملبــدأ التعــاون والتــظع وعــدم الناــر إىل عنصر الربع والطمع. اثنياً :الاعلي ىلل أدلة املانعف للاامف الاعاوين: مناقشيية الييدليج ا ول والثيياين والثالييث والرابييع :ك ي ا الاييامف الاعيياوين عييدخج ةي ي الييراب والق ار والارر ،وأن ما ىق د املعاوضات: ذك ــرن س ــاب ًقا أن املقص ــود م ــن الت ــأمني ه ــو التع ــاون والتك ــات والتكاف ــل عل ــى ت ــرميم املص ــائج وتفتي ـ األخط ــار والك ـوارث ال ــيت تص ــيج الف ــرد وا ماع ــة ولفي ـ أح ـرارها بق ــدر اإلمكان ،وهو مقصد نبيل ال خيتل عليه اثنان ،وال ينكرا إالّ ةاهل به. ويعــد التعــاون والتكــات والتكافــل يف تــرميم املخــافر والكـوارث عــن فريــق ــع املــال، فريقــة مــن فــرق التــظع الــيت حــث عليهــا اإلســالم وشــجع األمــة اإلســالمية عليهـا ،لتكــون يـ ًـدا اباب واسـ ًـعا لطريقـة التـظع ،ومل لـدد معاملـه أو كيفيتـه ،بــل واحـدة متشـابكة األفـراف ،وفـتع لنـا ً ةعل أمرا مّوًكا للمكان والزمـان فيتحـدد مبـا يناسـج فبيعـة احليـاة والبي ـة والتمـع ،وقـد ظهـر يف وقتن ــا احلاح ــر عي ــات خمي ــة ،وص ــناديق تظع ــات ومنام ــات عاملي ــة إل اث ــة املنك ــوبني يف العــامل ،و ايتهــا التــظع ،دون الناــر إىل عنصــر الطمــع وا شــع لل ـربع علــى حســاب الضــعفاء، وتعتــظ هــذا الصــفات الــيت ذكرنهــا مــن تعــاون وتكــات وتكافــل متجســدة يف صــورة التــأمني التعــاو ،الــذي أةــازا البيــة العلمــاء والــامع الفقهيــة والنــدوات العلميــة واملــؤ رات العاملي ــة، فضالً عن حاةة التمع إىل التأمني التعاو . فــعذا كــان التــأمني التعــاو ينــدرج مــن قَبِيــل ابب التظعــات فعنــه ينتف ـ عنــه الشــبهات األربعة املثارة حوله ،كونه قائم على الـراب وفيـه شـبهة القمـار وامليسـر ويـؤثر فيـه الغـرر الفـاح ، ذلك ألن املستأمن هو متظع مباله ومشـّ مـع زمالئـه يف قالـج واحـد وهـو التعـاون علـى ةـظ املصــائج أو ألي بــرنما يقدمــه التــأمني التعــاو ،كــظنما الدراســة والــزواج واالدخــار و مهــا، وليس كما يدعيه خصومه أبنه جيتمع مع التأمني التجاري يف اخلطر وحـدا ويـدور حولـه ،وإأـا مثّة تطورات هائلة تشهدها الواقـع مـع األلفيـة ا ديـدة ،لـذا ،تغـم مفهـوم التـأمني التعـاو و يّـز عن التأمني التجاري وإن مل يتفوق عليه مبميزات كثمة ،وبراما متنوعة -ن بصدد دراسته إن 150 ش ــاء هللا م ــن خ ــالل دراس ــة تطبيقي ــة ملؤسس ــتني إس ــالميتني رائ ــدتني يف جم ــال الت ــأمني التع ــاو والتكــافل -ةعلت ــه مقب ــوالً ل ــد التم ــع اإلســالم املعاص ــر ويف نا ــر البي ــة فقهائن ــا وكتّابن ــا اإلسالميني. يقـول النجيمـ :هأن التعـاون املوةــود يف التـأمني التعـاو لـيس جمــرد صـفة مـن صــفاته، ـاري ،وعنـدما ولكنه األساا الذي جيعل التأمني التعاو نااما تكافليًا بدل أن يكـون عق ًـدا ً ً ناامــا تكافليًــا تــزول منــه كــل الشــبهات الــيت تــرد علــى التــأمني التجــاري يكــون التــأمني التعــاو ً 319 وهو يشبه ناام العاقلةه. ولقد ى النـ عـن بيـع الغـرر أو املعـامالت الـيت تـدخل فيهـا الغـرر الفـاح ،ذلـك ألن ــه يفض ـ إىل اخلص ــومة ب ــني املتب ــايعني والن ـ ـزاع بينهم ــا يف مواقـ ـ كث ــمة ال ك ــن حص ــرها، لذلك ،د أن التأمني التجاري يقوم على املعاوحة ،أي أن املقصد احلقيق وراء عقد التأمني من كال الطرفني –املستأمن والشركة -الربع ابلنسبة للشركة ،واملعاوحة ابلنسبة للمستأمن ،أمـا يف التظعــات فــال يــدخلها الغــرر الفــاح ألن مبــىن التعــاون يقــوم علــى أســاا التســامع بــني أفـرادا فهـ خاليــة مــن املعاوحــة ،هوإذا عــدم معــىن املعاوحــة ،فقــد انتفــى عنهــا مفســدة ا هالــة والغرر والغنب وشبهة الرابه.320 يق ــول الش ــيخ اب ــن تيمي ــة :هوإذا كانـ ـ مفس ــدة بي ــع الغ ــرر هـ ـ كون ــه مان ــة الع ــداوة والبغضاء ،وأكل أموال الناا ابلبافل فمعلوم أن هذا املفسدة إذا عارحتها املصـلحة الراةحـة قــدم عليهــا ،كم ــا أن الســباق ابخليــل والس ــهام واإلبــل ،مل ــا كــان فيــه مص ــلحة شــرعية ة ــاز ابلعــوض ،وإن مل جيــز ــما بعــوض ...ومعلــوم أن الضــرر علــى النــاا بتحــرج هــذا املعــامالت أشــد علــيهم ممــا قــد يتخــوف فيهــا مــن تبــا ب ،وأكــل مــال ابلبافــل ،ألن الغــرر فيهــا يســم واحلاةة إليها ماسة ،واحلاةة الشـديدة ينـدفع هبـا يسـم الغـرر ،والشـريعة يعهـا مبنيـة علـى أن 321 املفسدة املقتضية للتحرج إذا عارحتها حاةة راةحة أبيع ااترم..ه 319النجيم ،امد بن لى بن حسن ،نظيرات ه حهيم الايامف ه السقي ا سي م ،ورقـة عمـل مقدمـة إىل املـؤ ر الـدوا حـول الصـناعة التأمينية يف العامل اإلسالم ،ةامعة األزهر1421 ،هـ2001-م ،ج ،2ص.38-37 320ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ويـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ،ص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاو بـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن عب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد هللا ،الاي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييامف الاعي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي يياوين ا س ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي م ، http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_content.cfm?id=71&catid=74&artid=16 79#1 321ابن تيمية ،ا ىة السااوو ،ما ،29ص.29 151 الدليج اخلامس :أا مجييع أني اع الايامف مبيا ةيي الايامف الاعياوين للقيادرعا ةقيط ىليل دةيع أقساط دوا العامزعا مناقشة الدليج اخلامس: يتميز التأمني التعاو عن التأمني التجاري يف أن مبلغ التأمني أو مبلغ التـظع يف األول أقــل بكثــم مــن الثــا ،وأن ناــام االش ـّا يف التــأمني التعــاو عبــارة عــن درةــات أو ف ــات، ةيــث يــّ للمشــّ االختيــار يف أي درةــة يــود أن يكــون منهــا ،أح ـ إىل هــذا أن بعــب ـددا وإأــا يــّ لــه حــق االختيــار الشــركات ،ال تفــرض أن يكــون مبلــغ التــأمني أو مبلــغ التــظع اـ ً مببلغ الّع أبن يكون أقل ش ء 100رينج مثالً. أحـ ـ إىل ذل ــك ،أن ــه ك ــن أن ي ــنص يف نا ــام الت ــأمني التع ــاو وواثئ ــق الت ــأمني أو بوليصــة التــأمني للفقـراء أو ذوي احلاةــة أو املوصــوفني بصــفة معينــة كطالــج علــم أو مهــا مــن األســباب الــيت قــد تســاعد هــؤالء علــى جماهب ـة احليــاة وقســوهتا ،يقــول حســني حامــد :هجيــوز أن ينص ناام ا ي ـة ،وهـو الناـام األساسـ لشـركة التـأمني علـى أن ـنع واثئـق أتمـني علـى احليـاة جمان ،أي بدون أقسـاط ،للفقـراء أو األيتـام ،أو ملـن ال كنـه مـواردا املاليـة مـن دفـع األقسـاط، ً و كــن أن تضــاف شــروط أخــر ،كشــرط املهنــة واــل اإلقامــة ،أو التفــوق ،أو تقــدج خــدمات ـرعا مــن التــظع لــبعب لإلســالم ،بــل إن ذلــك هــو األصــل يف التــظع ..ولــيس هنــا مــا ن ـع شـ ً األشــخاص املوصــوفني بصــفة ،ال املعينــني بــذواهتم ،وذلــك بــدفع مبلــغ مــن املــال ،أو أي مبلــغ كن ديدا وفق قواعد وحوابط معينة ،ملن وةـدت تلـك الصـفة فـيهم ،فيكـون الـنص :يـدفع مبلــغ كــذا-لكــل مــن مــات عائلــه ،يف ســن مبكــرة (قبــل 60ســنة) وكــان مــن أهــل كــذا أو كــان اعـا أستا ًذا جبامعة القاهرة ،أو من قتل ً متميزا يف لصصه ،أو قـد اخّ ً شهيدا يف احلرب أو كان ً ةديدا ه. 322 ً فض ـالً عــن هــذا ،أن هللا قــد فــرض الزكــاة علــى أمــة امــد ،لتحقيــق العدالــة يف التمع وال تكون ُد َولَة بني األ نياء ،و قيق معىن اخلالفة يف األرض ،فمن خالل تكوين هـذا 322حسان ،حسني حامـد ،أسس الاهاةل الاعاوين ه ضي ء الشيرععة ا سي مية ،ورقـة مقدمـة حـمن أعمـال منتـد التكافـل السـعودي الدوا األول21 ،إىل 22من سبتمظ2004 ،م ،ةدة ،ص.33-31 152 األموال أي أموال التظع واألقساط نستطيع احلصول على مبالغ حخمة وكبمة ،ومنها نستطيع أيضــا نســتطيع أن نسـتخرج الزكــاة الــيت إقامــة املشــاريع التنمويــة واســتثمار تلــك األمـوال ،ومنهــا ً فرحها هللا علينا ،وقد يقول قائالً لو أننا فبقنا الزكاة يف جمتمعاتنا ألصبح كفيلة عن التأمني وأنواعه وأ نتنا عن هذا الدخيل الذي دخل علينا من الغرب. ونــرد عليــه ونقــول :نعــم لــو فبقنــا ناــام الزكــاة علــى رةــال األعمــال والتجــار األثــريء كفيال عن ناام التأمني ،إال أن الصعوبة تكمن يف أن الدولة وأصحاب رتوا األموال ألصبع ً ال تفــرض علــى هــؤالء ،كمــا كــان يفعــل يف الســابق ،كمــا أ ّن النفــوا قــد تغــمت ،فأصــبح شــحيحة والزكــاة حقيقــة تطهــر هــذا اآلفــة ،وال يتــأت إخـراج الزكــاة إال أبن تفــرض الدولــة علــى األ نيــاء .لــذا يــر الباحــث ،أن تطبيــق ناــام لـريا الزكــاة عــن فريــق شــركات التــأمني التعــاو الــذي تفرحــه هي ــة الرقابــة الشــرعية علــى الشــركة ،والــيت ــا الســلطة املطلقــة يف مراةعــة أعمــال أيضــا إةبــار تلــك التــأمني واســتثمارات الشــركة ومــد مطابقتهــا للشـريعة كننــا تطبيقهــا ،فلهــا ً الش ــركات عل ــى ل ـريا الزك ــاة يف حال ــة ع ــدو ا ع ــن ذل ــك ،وب ــذلك نس ــتطيع أن ق ــق مفه ــوم العدالة يف التمع. مناقشة الشبقات ال اردة ح ل الاامف الاعاوين: مناقشة الشبقة ا وىل :اجلانب الدعين: أوالً :أا الاامف عؤدو دىل ال ق ع ه اترمات كالراب والق ار والارر. مناقشة هذه الشبقة: نق الباحث هذا الشبهة كون التأمني التعاو فيـه راب وقمـار و ـرر ،فـذكرن أن هـذا ااتاــورات تــدخل يف عقــود املعاوحــات ،وال تــدخل يف عقــود التظعــات ،والقاعــدة العامــة يف قياسـا البيـع ،323وكـذلك الـراب الفقه اإلسالم أن الغرر يـؤثر يف سـائر عقـود املعاوحـات املاليـة ً 323البعلـ ،عبـد احلميـد ،أسيس ر يسية للاييامف الاعياوين الاهياةل ،ورقـة مقدمـة حـمن أعمـال منتـد التكافـل السـعودي الــدوا األول، 21إىل 22من سبتمظ2004 ،م ،ةدة ،ص.14 153 والقمــار ،فعنــه يــؤثر يف عقــود املعاوحــات ،وال يــؤثر يف عقــود التظعــات ،والقاعــدة تقــول :هإن يع عقود التظعات ال يؤثر الغرر يف صحتهاه. 324 اثنيًا :أا الاامف أبن اى عناه الا كج ىلل هللا. مناقشة هذه الشبقة: إن هللا ســبحانه وتعــاىل مل مــرن ابلتواكــل عليــه بــل أمــرن ابلتوكــل عليــه ،أي أن ال نــّ األمور تسم هباءً منثورا دون األخذ ابحليطة واحلذر والتخطيط ،لـذا ،أمـرن هللا سـبحانه وتعـاىل ابلتوكل عليه وحبج إليه ،يقول هللا :فعذا عزم فتوكل على هللا ،إن هللا لج املتوكلني (آل عمران ،)195 :ولقد ةاء يف تفسم هذا اآلية يف التفسم املنم قوله :هولـيس معـىن التوكـل هـو التواكل وإمهال األسباب ،وإأا هـو حسـن االعتمـاد علـى هللا ،والثقـة بـه ،وتفـويب النتـائا إليـه بعد االلاذ ابألسبابه ،ويقول الرازي عن هذا اآلية :ه ليس التوكل أن يهمـل اإلنسـان نفسـه 325 كما يقول بعب ا هال ،وإالّ كان األمر ابملشاورة منافيًا لألمر ابلتوكله. لـذا ،فــال نقــول للم ـريب ال تــذهج إىل الطبيــج أو ال تتــداو بــل عليــك ابلصــظ ،وال نقول لشخص ال تبحث عن العمل سـمزقك هللا إن شـاء هللا ،وكـل هـذا األمـور منافيـة ملفهـوم التوكل على هللا ،ولقد أمرن هللا سبحانه وتعاىل األخذ ابألسباب واحليطة واحلـذر ،واحلـذر كمـا ي ـراا وهبــة الزحيل ـ يف تفســما :هأنــه ال ينــايف أخــذ احلــذر التوكــل علــى هللا ،بــل هــو مقــام عــني التوكــل ،ألن التوكــل لــيس معنــاا تــر األســباب ،وإأــا هــو الثقــة اب ،واإليقــان أبن قضــاءا ٍ ماض ،واتباع سنة نبيـه يف السـع فيمـا ال بـد منـه مـن األسـباب..وليس يف اآليـة دليـل علـى أن أخــذ احلــذر يتعــارض مــع القــدر أو نــع القــدر شــيًا ،ولكنــا مطــالبون أبال نلقـ أبيــدينا إىل التهلك ــة ،والق ــدر ة ــار عل ــى م ــا قض ــى هللا ويفع ــل هللا م ــا يش ــاء ،ويك ــون أخ ــذ احل ــذر م ــن القـدره ،326ومـن فبيعـة اإلنسـان البحــث عـن السـالمة والتفـادي مــن األخطـار الـيت قـد تصــيبه بقــدر اإلمكــان ،فالتــأمني إذن ال ينــايف التوكــل علــى هللا واألخــذ ابحليطــة واألســباب ،وإن كــان 324البعلـ ،عبـد احلميـد ،أسيس ر يسية للاييامف الاعياوين الاهياةل ،ورقـة مقدمـة حـمن أعمـال منتـد التكافـل السـعودي الــدوا األول، 21إىل 22من سبتمظ2004 ،م ،ةدة ،ص.28 325الرازي ،الاسسري الهبري ،القاهرة :مطبعة البهية املصرية ،ط1357 ،1هـ1938-م ،ج.68-67 ،9 326الزحيل ،الاسسري املنري ،ج ،3ص134 154 اتوما ،فعن التأمني يكون من القدر الـذي نسـتطيع قدرا ً اخلطر الذي يصيج الفرد أو ا ماعة ً ب ــه أن خنف ـ وف ــأة اخلط ــر ال ــذي جيه ــد كاه ــل اإلنس ــان ،وخنرة ــه م ــن ه ــذا ال ــدائرة إىل دائ ــرة التعاون والتكات وتوزيعها على ابق املشّكني. أيضا يشجع الفرد وا ماعة ابلبحث عن األمـن واألمـان ،فـاألمن واإلسالم يف حقيقته ً ةد ذاته عنصر أساس لسعادة اإلنسان ،ولقد أشار النـ يف حديثـه( :مـن أصـبع يف بدنـه معــا ،آمنًــا يف س ـربه ،عنــدا قــوت يومــه ،فكأأــا حيــزت لــه الــدنيا ةــذافمها) ،327وقــد شــرع اإلسالم البحث عن األمان من أةل النفس واألوالد ولكن بطرق مشروعة ،ولـذلك ـى النـ سـعد بــن أيب وقـاص حــني أراد أن يوصـ بثلثـ مالـه ابتغــاء مرحـاة هللا ونيــل ثوابـه ،فقــال لــه الن ـ ( :إنــك إن تــذر ورثتــك أ نيــاء خــم مــن أن تــذرهم عالــة يتكففــون النــاا) ،328وهــذا دلي ــل واحـ ــع علـ ــى أن التـ ــأمني ال ين ــايف التوكـ ــل علـ ــى هللا مـ ــع األخ ــذ ابالحتيافـ ــات الالزمـ ــة والتخطــيط للمســتقبل ،وإأــا املنهــى عنــه هــو التواكــل ،يقــول امــد عــادل جمــرك :هبــل التوكــل علي ــه أن يراعـ ـ اإلنس ــان األس ــباب الا ــاهرة ،ولك ــن ال يُع ــول عليه ــا بقلب ــه ب ــل عل ــى عام ــة احلكمةه.329. اثلثًا :ا خذ أبن اع الاامف ن ع ما اخل ر ،عناه ىزمية الصرب ىلل أقدار هللا. مناقشة هذه الشبقة: ش ــرع هللا س ــبحانه وتع ــاىل بيـ ـ مـ ـال املس ــلمني للفق ـراء وذوي احلاة ــة م ــن األص ــناف الثمانية املذكورة يف القرآن الكرج ،وهذا ال يعـو أن هـؤالء حـعاف وأن هـذا ينـايف عز ـة الصـظ ـما أو مسـكينًا أو أنـه على أقدار هللا ،نعـم قـدر هللا سـبحانه وتعـاىل أن يكـون هـذا الشـخص فق ً من األصناف الثمانيـة ،فهـو الـذي يعطـ امللـك ملـن يشـاء ،وينــزع امللـك ممـن يشـاء ،واحلـوادث موةودة ،وابتالء هللا سبحانه وتعاىل لعبـادا موةـود يف كـل حـني ويف كـل وقـ ويف كـل حلاـة، 327البســيت ،ام ــد بــن حب ــان بــن أو ــد التميم ـ ،ص ييحيح اب ييا حب يياا ،قيــق :ش ــعيج األرنــؤوف ،ب ــموت :مؤسســة الرس ــالة ،ط،2 1414ه ـ1993-م ،ج ،2ص .446ا يثمـ ،علـ بــن أيب بكــر ،ا ييع الزا يد ،القــاهرة ،بــموت :دار الـرين ،دار الكتــاب العــريب ،د.ط، 1407هـ ،ج ،10ص.289 328مسلم ،صحيح مسلم ،رقم احلديث ،1628ج ،3ص.1252-1251 329جمرك ،ق ا س والاامف ه الااايت وا هداف ،ص.94 155 عون ؤالء الضعاف ،فتأخذ األموال ولذلك ،قدر هللا سبحانه وتعاىل إنشاء بي مال ليكون ً مـن األ نيـاء ،والفتوحـات واخلـراج لبنـاء هـذا التمــع ،واملسـاواة بـني البشـر والعـدل بيـنهم ،فلهــم حقــوق مــن بي ـ املــال ليتســلحوا أبنفســهم وأوالدهــم مــن ح ـوادث الــدهر واألخطــار الــيت قــد تصــيبهم وتصــيج التمــع ،ومل جيعــل بي ـ املــال الطريقــة الوحيــدة الــيت منهــا طــاط ألنفســنا، مفتوحــا ،ومنهــا فليس ـ ه ـ مــا نلجــأ إليهــا يف حــال الفقــر والعــوز ،وإأــا ةعــل فريقــه واببــه ً التأمني التبادا والتأمني االةتماع والتـأمني التعـاو ،فعنـد وقـوع اخلطـر –ال مسـع هللا -نلجـأ إليــه ،فــاملرء بطبعــه وفطرتــه ال يبحــث عــن اخلطــر أو ال لــاول إجيــاد اخلطــر أو الوقــوع فيــه ،وإأــا هــو حــادث أو ابــتالء يصــيج املــرء بــني حــني وآخــر ،والتســلع وأخــذ احليطــة عــن فريــق التــأمني 330 التعاو ال ينايف عز ة الصظ على قدر هللا. ويف حادثــة الطــاعون الــذي اةتــاه الشــام وه ـ قصــة مشــهورة ،وكــان ال ـواا عليهــا أو احلــاكم هــو الصــحايب ا ليــل أبــو عبيــدة عــامر بــن ا ـراه ،وقــد أصــابه الطــاعون وقُتــل فيــه، هم عمر بـن اخلطـاب دخـول الشـام ،إالّ أن الصـحابة الـذين كـانوا معـه نصـحوا بعـدم ولقد ّ الــدخول إىل الشــام ،ورأ عمــر بــن اخلطــاب ،أن هــذا القــول صــحيع ،فأرســل إليــه أبــو عبيــدة رســالة يقــول فيهــا( :أفـر ًارا مــن قــدر هللا ي عمــر) ،فقــال لــه عمــر :هلــو ــم قا ــا ي أاب عبيــدة، ادي لـه عـدو ن ،إحـدامها نعم نفر من قدر إىل قـدر هللا ،أرأيـ لـو كـان لـك إبـل فهبطـ و ً خمصبة ،واألخر ةدبة ،أليس إن رعيـ اخلصـبة رعيتهـا بقـدر هللا ،وإن رعيـ ا دبـة رعيتهـا بقدر هللاه ،331يقول القرف :هأي ال ايص لإلنسان ،عما قدرا هللا له وعليه ،لكن أمـرن هللا تعــاىل ابلتحــرز مــن املخــاوف ،واملهلكــات وابســتفرا الوســع يف التــوق مــن املكروهــاته،332 علمـا وبعد ما قال عمر قولته املشهورة ،ةاء عبد الرون بن عوف فقال :هإن عندي من هـذا ً مسع رسول هللا يقول( :إذا مسعتم به أبرض فال تقدموا عليه وإذا وقع أبرض وأنـتم هبـا فـال 330جمرك ،ق ا س والاامف ه الااايت وا هداف.86-81 ، 331مسلم ،صحيح مسلم ،رقم احلديث ،2219ج ،4ص .1740البخاري ،صحيح البخارو ،ج ،3ص.2163 332القــرف ،أبــو عبــد هللا امــد بـن أوــد بــن أيب بكــر ،سسييري القييرطي ،قيــق :أوــد عبـد العلــيم البــزدو ،القــاهرة :دار الشــعج ،ط،2 1372هـ ،ج ،3ص.233 156 لرةـوا ف ـرارا منــه) ،333فحمــد هللا عمــر انصــرف ،وهــذا دليــل واحــع علــى أن التــوق وأخــذ أيضا معـىن التـوق مـن أثـر املصـائج الـيت تقـع احلذر ال ينايف عز ة الصظ ،والتأمني التعاو فيه ً علــى عــاتق الشــخص وحــدا فتــوزع علــى ابقـ املشــّكني ،واألخطــار واملصــائج والكـوارث الــيت حتما مقدر ومكتوب ،وإأا القدر أن خنف حجم اخلسـائر عـن فريـق تقع على اإلنسان فهو ً التأمني التعاو . ابعا :عضيع ا خذ ابلاامف ةرصة االحاساب بايية ومي هللا عياىل ،ةيضييع االحاسياب ه رً حت ج الشداد ،وعضيع االحاساب اب حساا دىل أهج الشدة. مناقشة هذه الشبقة: إن التخطيط السليم للمسـتقبل واتقـاء املخـافر الـيت قـد ابـه اإلنسـان مـن األمـور الـيت ـروعا فيــه ،والتعــاون والتكــات والتكافــل لتســج عليهــا األةــر إن شــاء هللا ،إن كــان األمــر مشـ ً من األمور املشروعة واملطلوبة يف عصرن احلاحر ،أما إن وقع اخلطـر والشـدائد ومل ـد ـا حـالً مفتوحــا يــدخل إليــه اللصــوص أو ال نعمــل ونتحمــل فعلينــا ابلصــظ ،أمــا أن نــّ ابب البي ـ ً الشـدائد ،أو أـرض وال نـذهج إىل الطبيـج مـن أةـل االحتسـاب يف مـل الشـدائد فهـذا أمـر ينــايف عقيــدتنا وينــايف فطــرة اإلنســان يف البحــث عــن األمــان والراحــة ،ومــن ذا الــذي يقــول أن التــأمني يضــيع االحتســاب ابإلحســان إىل أهــل الشــدة ،ومــن ذا الــذي يقــول أن التــأمني ه ـ الطريقــة الوحيــدة الحتســاب األةــر إىل أهــل الشــدة ،فبــاب اإلحســان والتــظع والصــدقة وعمــل اخلمات مفتوه ملن أراد أن يتصدق أو يتظع إىل أن يت يوم ال جيد فيه اإلنسان أحـد يتصـدق عليه. مناقشة الشبقة الثانية :اجلانب االما اى : 333ورد هــذا احلـديث يف صــحيع مسـلم قولـه ( :إذا كنـ أبرض فوقـع هبـا فــال لـرج منهــا ،وإذا بلغـك أنـه أبرض فــال تـدخلها) ،مســلم، صييحيح مسييلم ،رقــم احلــديث ،2218ج،4ص .1739أمــا عنــد البخــاري يقــول ( :إذا مسعــتم ابلطــاعون أبرض فــال تــدخلوها وإذا وقــع أبرض وأنتم هبا فال لرةوا منها) ،البخاري ،صحيح البخارو ،ابب ما يذكر يف الطاعون ،رقم احلديث ،5386ج ،3ص.2163 157 أوالً :أا الاامف عدخج ا نساا دىل احلرا وال ق ع ه املخالسات وجير اجملا ع دىل ار هاب اترمات كالق ار والراب والارر وأكج أم ال الناس ابلباطج. مناقشة هذه الشبقة: إن التــأمني التعــاو مــن قبيــل التظعــات ،فينتفــى عنــه ه ـذا الشــبهات كونــه يــؤدي إىل احلرام ألنه من ابب التظعات والتعـاون والتكـات والتكافـل ،أمـا التـأمني التجـاري فـعن التعامـل فيه يدخل اإلنسان يف ااترمـات ويوقعـه يف املخالفـات ،وفيـه أكـل أمـوال النـاا ابلبافـل ،ذلـك ألن أموال التأمني تتجمع عند ف ة قليلة من النـاا ،أمـا يف التـأمني التعـاو ،فـعن هـذا األمـوال تدخل يف صندوق هي ة املشّكني ،أي أن هذا األموال هـ ملـك للمسـتأمنني ،وليسـ مل ًكـا ألصحاب الشركة أو أصـحاب األسـهم ،أمـا مـن حيـث اسـتثمار تلـك األمـوال فـعن الشـريعة ال نع استثمار تلك األمـوال بطـرق مشـروعة ،ففيهـا تقويـة القتصـاد الدولـة ،وفيهـا معاونـة للدولـة علــى إقامــة املشــاريع الضــخمة ،منهــا تقــدج يــد املســاعدة للفــرد الــذي ال جيــد فرصــة عمــل أو مسكنًا مالئم لـذوي أصـحاب الـدخل البسـيط ،أمـا وإن كـان هـؤالء -أي أصـحاب األسـهم- عــد الضــمائر يســتغلون النــاا ،يســتثمرون أم ـوال التقســيط يف ال ـراب ،أو يســتثمرون األم ـوال لصاحلهم ،فهم الذين يقع عليهم اللوم ،وهم اللذين جيرون التمع إىل الوقوع يف احلـرام ،أمـا إذا قــام التــأمني علــى أســس الشـريعة كمــا وحــعها العلمــاء بعيـ ًـدا عــن االســتغالل والطمــع وا شــع، فهذا هو املطلوب ح ًقا. مفتوحـا فضالً عن هذا ،مل دد لنا الشريعة اإلسالمية كيفية التعاون وإأا تـر لنـا اببـه ً ليتناســج مــع كــل بي ــة وجمتمــع وزمــان ،بشــرط أالّ خيــال نصــوص الكتــاب والســنة مــن حيــث املب ــدأ ،أم ــا إن ك ــان م ــن ابب التلب ــيس عل ــى الن ــاا ب ــدعوة أن الت ــأمني التج ــاري ه ــو الت ــأمني التعــاو ،فتقــع هــذا الشــبهات ،لـذا فمــن واةــج هي ــة الرقابــة الشــرعية ودورهــا الرئيسـ مراقبــة تلــك األعمــال ملــا يوافــق روه الشـريعة ومراةعتهــا ابســتمرار ،حــا ال نــّ جمــاالً لــذوي النفــوا الضعيفة للوقوع يف ااترمات وأكل أموال الناا ابلبافل. اثنييياً :أن التــأمني التعــاو جيــرد الشــخص مــن عاففــة الروــة والقرابــة ،بفعــل املغــريت املاديــة البحتة ،مصداق ذلك سلسلة ا رائم اليت دث بسبج التأمني. 158 مناقشة هذه الشبقة: إن مبدأ التأمني التعاو شبيهة مببدأ بي مـال املسـلمني وإن مل يكـن صـورة منـه ،ففيـه يتعاون الفرد والتمع على ةظ املخافر وتفتيتها وتوزيعها على املشـّكني مقابـل حصـة يـدفعها املشّ على سبيل التظع. إن صورة التأمني التعاو القائم مـن قبـل شـركات مسـامهة تقـوم علـى مبـدأ التعـاون بـني األفـراد ،وأي صــورة أ ــل مــن أن يتعــاون التمــع أبســرا مــع بعضــهم ،وأي صــورة أ ــل مــن أن تر املسلمني متكـاتفني ومتعـاونني ومتكـافلني مـع بعضـهم الـبعب ،وأي مـودة أو أخـوة أفضـل م ــن أخ ــوة اإلسـ ــالم ،نع ــم ق ــد ال يع ــرف بعض ــنا ال ــبعب يف ش ــركات الت ــأمني التع ــاو لكث ــرة املشّكني الذين قد يصل عددهم إىل م ات األلوف ،إن الصورة اليت ـدث عنهـا سـليمان بـن ثنيــان هـ الصــورة املوةــودة يف التــأمني التجــاري ،واملوةــود يف بــالد الغــرب ،حيــث أن املشــّ يــدفع أقســاط ابهاــة مــن أةــل احلصــول علــى مبلــغ التــأمني الــذي قــد يصــل إىل املاليــني ،وهــذا يزرع يف النفس الطمع وا شع ،إحافة إىل ذلك انعدام عاففة القرابة ابعتبـار اخـتالف الـدين، وهذا الصورة 334ه حقيقة موةـودة يف بـالد الغـرب ،فـاالبن حـني يبلـغ سـن معينـة فعنـه لـيس لـألب سـلطة يف هتذيبـه أو حـربه فينعـدم الثقــة واحلـج املتبـادل بينهمـا ،ليصـبع مسـتقالً يبحــث عن لقمة العي بطريقته اخلاصة ،وكذلك البن ،وهذا خيلق يف اإلنسان الكرا والطمع ،وجيـرد الشخص من عاففة القرابة واألبوة وحا األمومة ،لذا تكثر ا رائم يف بالد الغرب. أمــا يف بــالد اإلســالم أو يف التمــع اإلســالم ،فــعن األمــر خيتلـ ،فاملبــدأ الــذي يقــوم عليــه بــني األســرة والقبيلــة فيمــا بيــنهم ،يقــوم علــى مبــدأ التعــاون والتكــات بــني أف ـراد القبيلــة واألس ـ ــرة ال ـ ــيت رمس ـ ــه لن ـ ــا دينن ـ ــا احلنيـ ـ ـ ،ومل يص ـ ــل إىل ح ـ ــد أن يقت ـ ــل االب ـ ــن أابا ،وإن ك ـ ــان 335 ـدما ،فالتـأمني مل ً موةودا فعن املقارنة بني التمع اإلسالم والتمـع الغـريب يكـاد يكـون منع ً ول ــن جي ــرد الش ــخص املس ــلم م ــن عافف ــة الرو ــة والقراب ــة ،م ــادام اإلس ــالم ٍ ابق وم ـ ٍ ـاض إىل ي ــوم القيامــة ،ولعــل الدراســة واالســتنتاةات الــيت قــام هبــا الباحــث ينصــج يف التمــع الغــريب ،وذلــك 334ال يقصد الباحث أن التمع أبسرا ،تنطبق عليه الصورة ،وإأـا الغالبيـة مـنهم علـى هـذا املنـوال ،وخاصـة يف األسـر الفقـمة ،والـيت تبحـث عن لقمة العي لنفسها. 335إن قضـية قتــل االبـن أابا أو قتــل الـوارث موروثــه ،فموةـود منــذ القـدم ،ولــذلك ـدث الفقهــاء عـن هــذا املوحـوع إبســهاب ،فلـم جيــوزوا استحقاق القاتل عمداً أو شبه عمد الورث عند من يقول به. 159 من خالل الرحالت اليت قام هبا يف أورواب ،ولو أنه قـام بدارسـة حـاالت قتـل االبـن أابا ،لوةـد أن ذلــك شــبه منعــدم ًامــا ،حــا وإن كانـ عبــارة عــن تنبـؤات مســتقبلية ،فــعن ال خيطــر علــى ابل إنسـان أن لــدث مثــل هــذا يف جمتمعنــا الــذي يقــوم علــى عــدة مبــادئ ســامية مســتمدة مــن القرآن والنصوص الشرعية. اثلث ياً :التــأمني يــدعو التمــع إىل التفكــك ،وإىل وقــوف كــل فــرد وحيـ ًـدا ،بعيـ ًـدا عــن اآلخ ـرين، معاديً لكل من سواا ،ال ينتار عون أحد ،وال يعني أحد ،ولو كان ابنه أو وأابا. مناقشة هذه الشبقة: تعد هذا الشبهة حقيقة موةودة يف بالد الغرب ،ولقد ذكرن أن بعب األفراد يف بـالد الغــرب ال يهمــه إالّ نفســه م ـن أةــل حــمان لقمــة العــي ،ل ـذلك ــد أن التمــع متفكــك يف بالد الغرب ،أما التمع اإلسالم فعنه يقوم على خالف ما ذكرا الكاتج ،فبعب التمعـات مازالـ ـافظ علــى قيمهـا ومبادئهـا األصــيلة الـيت ةبلـ عليهـا ،وبعـب التمعــات الـيت تكثــر فيه ــا أه ــل األدين األخ ــر ،مث ــل البوذيـ ــة وا ندوس ــية واملس ــيحية ،و مه ــا م ــن األدين ال ــيت سـ ــاعدت علـ ــى أن يعتمـ ــد الشـ ــخص علـ ــى نفسـ ــه يف حياتـ ــه العمليـ ــة واملعيشـ ــية ،فض ـ ـالً عـ ــن التطــورات ا ائلــة احلاصــلة يف بــالد اإلســالم وخاصــة يف املــدن ،والــذي ةعــل مــن أهــل القــر والقبائ ـ ـل والب ـ ــدو الرح ـ ــل ين ـ ــزحون إليه ـ ــا ،مم ـ ــا أد إىل تف ـ ــرق بع ـ ــب أف ـ ـراد القبائ ـ ــل يف امل ـ ــدن وااتافاات ،إال أن صلة الدم تبقى رابع ياً :أن التــأمني التعــاو جيعــل النــاا يلج ــون إليــه ،فــال لكــون الشــجاعة وقــدرة التحمــل ملواةهة أعباء احليـاة ،فهـو ال يتطلـع إىل خـوض مارهـا ومكافحـة أخطارهـا ،ويصـ الـدكتور سليمان بن ثنيان هذا اإلنسان –سااه هللا -همبثابة احليوان الذي يعل ولـرا لكـ للـج. فـأي فعـم للحيـاة وأي مـذاق ـا ،عنـد مـن ال هـم لـه إال األكـل والشـرب والنكـاه؟ وأي فـارق بينه وبني أخس احليوانت تدنياً؟. 160 جمتمعــا خـ ّـو ًارا ،ه ـز ًيال ،ال عز ــة لــه وال قــدرة، هــذا هــو التــأمني ،وهــذا أثــرا ،فهــو خيلــق ً ه العام ،لني اللحم ،فاسد الدم ،خير ألد صدمةه.336 مناقشة هذه الشبقة: إذا وقع اخلطر على الفرد أو على الشخص كي يواةه تلك املخافر أو اآلاثر املّتبة عليها ،هل يال اإلنسان داخل السجن عندما لصل له ال مسع هللا حادث سيارة وفيهـا دفـع تعـويب يصـل إىل مائـة ألـ ريل ،مـن أيـن لـه أن يـدفع هـذا املبلـغ الكبـم ،وكيـ يواةـه هـذا املشكلة ،ماذا عساا أن يفعل ،أ يواةهها أبن يقول للحكومة دعو أخرج وأةث عن املبلـغ، أو أتركو أخرج وأعمل أسدد الدين الذي عل د دفعه ،أو عنـدما يصـاب مبـرض ال مسـع هللا ولتاج إىل عملية ةراحية ،والعملية تاج إىل مبلغ حخم ،ماذا عساا أن يفعل ،نعم نقـول لـه أصظ فـعن الصـظ يـل ،وجيـج أن تتحمـل الشـدائد ،أو أن تقـول لـه أنتاـر سـنبحث عـن أهـل اخلم ليعطو املبلغ ،إن هذا هراء وكالم ال يقبله املنطق وال العقل. الشبقة الثالثة :اجلانب االقاصادو: أوالً :اخلسارة االقاصادعة العامة: إن املستفيد األكظ مـن عمليـات التـأمني أو ناامـه هـ الشـركة الـيت ـارا هـذا الناـام البشع ،اليت تقوم على استغالل شرائع التمع ،ففيه إةحاف عايم يف حق املؤمن م. مناقشة هذه الشبقة: نعــم إن املســتفيد األكــظ مــن ناــام التــأمني هــو الشــركة ،إن كان ـ هــذا الشــركة قائمــة على مبدأ الرأمسالية كمـا ذكـرن سـاب ًقا ،وهـذا ينطبـق ًامـا علـى شـركات التـأمني التجـاري الـذي قائمــا علــى التعــاون والتكافــل بــني املشــّكني فــعن هــذا يقــوم علــى ال ـربع فقــط ،أمــا وإن كــان ً املسألة ال تنطبق على شركة التـأمني التعـاو ،واألرابه أو الفـائب التـأميو ال تعـود إىل الشـركة إالّ من خالل االستثمارات اليت تقوم هبا الشركة من رأا مال املسامهني فقط ،إحافة إىل أةـر الوكالة ومصروفات اإلدارة واليت تقتطع بنسج معينة مـن مبلـغ االشـّا ،أمـا وإن قامـ شـركة الت ــأمني التع ــاو علـ ــى أس ــاا أن الفـ ــائب الت ــأميو أو أم ـ ـوال املش ــّكني تـ ــدخل يف ص ــندوق 336ثنيان ،الاامف وأحهام ،ص.353-352 161 حتمــا ،وفيــه أكــل أمـوال النــاا ابلبافــل الــذي ـى الشــرع عنــه يف املســامهني فــعن الشــبهة تقــع ً الكتاب والنصوص الشرعية ،فال تنطبق على شـركة التـأمني التعـاو ،صـفة التعـاون أو التكافـل وإأـا تنطبــق عليهــا الصــفة التجاريــة ،أي أن ا ــدف هــو احلصــول علــى أكــظ دخــل أو مكســج ؤالء ،وهذا ينايف فبيعة التعاون. اثنياً :نزعف أم ال الدولة السقرية: تقوم الشـركات الكبـمة يف العـامل وعلـى رأسـها شـركات إعـادة التـأمني ،بنشـر فروعهـا يف يــع بقــاع العــامل ،بــدعوة لفي ـ اآلاثر املّتبــة ة ـراء احل ـوادث والنكبــات الــيت قــد تعجــز عــن تعويضها الشركات الصـغمة ،وإأـا ا ـدف األساسـ مـن هـذا حـمان تـدفق األمـوال مـن الـدول الفق ــمة إىل ص ــناديقها ،ع ــن فري ــق مكات ــج مساس ــرة ،ه ــدفها احلص ــول عل ــى نس ــبة معين ــة م ــن األرابه اليت قد تصل إىل آالف املاليني. مناقشة هذه الشبقة: إن هذا الشبهة تقع على شركات التأمني وإعادة التـأمني التجاريـة ،فا ـدف األساسـ ذا الشركات ع األمـوال واحلصـول علـى أكـظ عائـد بقـدر اإلمكـان مـن الـدول الفقـمة ،بَـي َـد ـما عــن هــذا املفهــوم الرأمســاا، أ دن ،شــركات التــأمني وإعــادة التــأمني التعــاو لتلـ اختالفًــا كبـ ً فمــن املعــروف أن نشــأة البنــو يف العــامل تعتمــد اعتمــاد كبــم علــى املــدخرات يف تقويــة الوحــع أيضـا شـركات املاا ـا ،وخاصـة يف إقامـة املشـاريع يف خمتلـ أرةـاء الدولـة ،وهـذا مـا تقـوم بـه ً التــأمني التعــاو يف هــذا الــال ،مــن ــع األم ـوال واســتثمارها وتقويــة اقتصــاد الدولــة يف حالــة 337 العجز املاا اليت تعا منها بعب الدول. أح إىل هذا ،لو قام البنو اإلسـالمية وشـركات التـأمني التعـاو يف الـدول الغنيـة ابســتثمار تلــك األم ـوال يف الــدول الفقــمة ،لســاعدت علــى تنميــة هــذا الــدول و قيــق أفضــل ع ــي للفق ـراء ،وتش ــغيل األي ــدي العامل ــة والقض ــاء عل ــى البطال ــة ،وإذا قام ـ ه ــذا الش ــركات بتــأمني األفـراد والعــاملني بصــورة التعــاون والتكافــل لكــان هــذا يف صــاو الفــرد والتمــع والدولــة، 337القــري ،امــد العلـ ،الاييامف الصييح ،جملــة جممــع الفقــه اإلســالم ،الــدورة الثالــث عشــر1422 ،ه ـ2001-م ،ج، 3ص-557 .558 162 ونــذكر عل ــى س ــبيل املثــال م ــا يق ــوم بــه البن ــك اإلس ــالم للتنميــة م ــن االس ــتثمارات واملش ــاريع أيض ــا عل ــى ه ــؤالء الض ــخمة يف ال ــدول اإلس ــالمية الفق ــمة ،فل ــو فب ــق نا ــام الت ــأمني التع ــاو ً العاملني حلققنا ا دف املنشود من إقامة شركة التأمني التعـاو وإعـادة التـأمني يف هـذا الـبالد، وخلففن ــا م ــن وف ــأة الفق ــر ال ــذي أص ــاب معا ــم ال ــدول اإلس ــالمية مث ــل إندونيس ــيا وابكس ــتان و ممهــا مــن البلــدان اإلســالمية ،وذلــك بتعــويب العُ ّمـال عــن األحـرار واحلـوادث الــيت تصــيبهم، مــع تقــدج ب ـراما متنوعــة ،منهــا ب ـراما التقاعــد والتــأمني الصــح واالدخــار ،والبطالــة و مهــا، وبــذلك نســتطيع تقويــة اقتصــاد الفــرد أو العامــل يف حــال العجــز أو الشــيخوخة ،وعنــدها خنــرج ٍ أيد أمينة. من اإلشكالية املثارة حول التأمني التعاو ،فتكون هذا األموال ع ــالوة علـ ــى هـ ــذا ،كـ ــن لص ــيص ةـ ــزء م ــن األرابه يف العمـ ــل اخل ــمي ،ومسـ ــاندة ومساعدة الفقـراء واملسـاكني واألففـال املشـردين يف العـامل اإلسـالم ،والـذين أصـاهبم الكـوارث الطبيعيــة مثــل ال ـزالزل والفيضــان وال مــأو ــم ،وذلــك بنــاءً علــى موافقــة املشــّكني وأصــحاب رتوا أموال ،وبذلك تدخل شركة التأمني التعاو حمن ا معيات أو املؤسسات اخلمية. اثلثاً :اخاساء بعض املعامج املاخصصة: إن ارتفاع رسوم التأمني وتقعدها ،واليت تفرحها الـدول علـى املؤسسـات الـيت تريـد فـتع مؤسســة مهنيــة معينــة أو حرفــة معينــة مــن خــالل شــركات التــأمني ،تعطــل هــذا الفكــرة و علهــا م قابلة للتنفيذ ،أو عل هؤالء يعزلـون عـن فـتع معامـل خاصـة يزاولـون فيهـا حـرفهم ،وذلـك بسبج ارتفاع تكالي التأمني. مناقشة هذه الشبقة: إن ارتفــاع رســوم التــأمني وتقع ـدها تعــود إىل كــون الشــركة ه ـ شــركة التــأمني التجــاري، ومن املعروف ،أن رسـوم التـأمني لـد هـذا الشـركات ابهضـة ومكلفـة مقارنـة بشـركات التـأمني التعاو ،حيث يكـون مبلـغ التـأمني لـد شـركات التـأمني التعـاو أقـل بكثـم عمـا يف شـركات التــأمني التجــاري ،ذلــك ألن العائ ــد أو الفــائب مــن هــذا األم ـوال تعــود إىل هي ــة املش ــّكني، وليس ـ ملــك للشــركة ،عــالوة علــى ذلــك ،أن مبلــغ التعويضــات يف شــركات التــأمني التجــاري أيضــا يف أكــظ بكثــم مــن مبلــغ التعويضــات يف شــركات الت ـأمني التعــاو أو التكافــل ،ويكمــن ً 163 ارتفاع أو اخنفاض مبلغ التأمني لد شركات التأمني مبا تفرحه الدولة أو املؤسسات الـيت تقـوم بتناــيم العمليــات التأمينيــة ،فضـالً عــن دور هي ــة الرقابــة الشــرعية وتــدخلها يف تناــيم العمليــات التأمينية. ىدواان: رابعاً :د ف ا م ال ً قــد يغ ــري مبل ــغ الت ــأمني بعــب امل ــؤمن ــم ابلقي ــام علــى ةر ــة إت ــالف أم ـوا م امل ــؤمن عليهــا ،بغيــة احلصــول علــى مبلــغ التــأمني عــدوانً وفمعـاً ،بســبج ارتفــاع مبلــغ التعــويب ،فيــزرع 338 يف الشخص لإلقدام على فعل ا ر ة. وير الدكتور سليمان بـن ثنيـان ،أن تطبيـق الشـريعة اإلسـالمية ةـذافمها ،والعـودة إىل مــنها الســل يف عهــد النبــوة وعهــد اخللفــاء الراشــدين كفيلــة ةــل يــع املشــاكل الــيت تواةــه األمة اإلسالمية اليوم ،فاإلسالم قددم للعامل أأوذج الدولـة احليـة املتكاملـة ،القائمـة علـى مصـاو الناا واحتياةاهتم ،وير أن حمان قوام العي واألمـن مهـا املطلبـان العايمـان اللـذان تتبـاهى يف قيقهمــا األمــم علــى خمتل ـ العصــور ،ومل يتحققــا يف العــامل إال لدولــة اإلســالم يف عصــرها 339 األول ،من خالل تطبيق شريعة هللا وحدا. ويــر أيضـاً أن بيـ املــال كفيــل بتحقيــق األمــن واألمــان بــني التمــع املســلم ،وبــني يف مبحث مستقل وفويل ،األمور اليت يتكفل بي مال املسلمني ابلقيام هبا ،فيقول :هوأخصـص هــذا البحــث لبيــان األمــور الــيت يتكفــل بي ـ مــال املســلمني ابلقيــام هبــا ،وممــا ال صــل لغــم 340 املسلمني إال ابلتأمنيه. مناقشة هذه الشبقة: إن اإلقدام على مثل ما ذكرا سليمان ثنيـان مـن اإلةـرام بسـبج ارتفـاع مبلـغ التعـويب يعــود إىل قلــة الـوازع الــديو لــد هــذا الشــخص ،أحـ إىل ذلــك ،أن معاــم هــذا ا ـرائم تقــع للشــخص املــؤمن لــد شــركات التــأمني التجــاري بســبج ارتفــاع تكــالي التعــويب ملــن أصــابه 338ثنيان ،الاامف وأحهام ،ص.358-347 339ثنيان ،الاامف وأحهام ،ص.309-307 340ثنيان ،الاامف وأحهام ،ص.332-311 164 املــوت ،ولق ــد اعتمــد س ــليمان بــن ثني ــان يف دراس ــته علــى النم ــاذج املوةــودة يف ب ــالد الغ ــرب، واملــؤمنني لــد هــذا الشــركات ،فلــو ناــرن إىل شــركات التــأمني التعــاو ،وخاصــة شــركة التــأمني اإلســالمية الســودانية كــأول شــركة رائــدة يف جمــال التكافــل ،فع ــا معدومـة مــن تلــك االدعــاءات مقارنة بشركات التأمني التجاري وإن كان موةودة يف بعـب احلـاالت ،وعـدم وةـود شـركات التامني التعاو ال نع من وةود ا رائم جبميع أنواعها ،فه موةودة منذ القدم. فضـالً عــن ذلــك ،أن شــركات التــأمني التعــاو أو التكــافل تقــوم بتعــويب أســرة املتــو عنها رب البي مبلغًا بسيطًا ال يؤدي إىل الغىن ،وإأا تقوم بتخفيـ املصـيبة علـى األسـرة مـن ابب التعـ ــاون والتكافـ ــل ،ولـ ــيس مـ ــن ابب التعـ ــويب الكبـ ــم الـ ــذي ن ـ ـراا يف شـ ــركات التـ ــأمني التجاري. أيضــا أن تطبيــق الشـريعة ةــذافمها كفيلــة ةـل يــع املشــاكل ويــر ســليمان بــن ثنيــان ً أيضا أن حمان العي واألمن مطلبان عايمان تتباهى هبمـا األمـم ومل تتحقـق املوةودة ،وير ً إالّ يف صــدر اإلســالم ،فهــو يــدعو إىل تكــوين هــذا الدولــة ،ولكــن يبقــى الس ـؤال ،هــل قام ـ دولة إسالمية عايمة بعد صدر اإلسـالم ،ا ـواب :نعـم ،قامـ يف عهـد اخلليفـة األمـوي عمـر بن عبد العزيز ،ومل تتحقق بعدها على ما يقرب مـن ألـ عـام ،ومـن الصـعوبة ة ًـدا إقامـة مثـل هذا الدولة ،وهذا يعود إىل احلاكم والتمع اإلسالم . أيضــا أن بيـ املــال كفيــل بتحقيــق األمــن واآلمــان ،وهــذا ال خيتلـ عليــه اثنــان، ويــر ً ولكن أين هذا البي الذي يكفل الفقم واليتيم واملسكني واألرامل و ـمهم ،ويكـاد بيـ املـال ـديال عــن ـدوما يف معاــم الــبالد اإلســالمية وال أثــر لــه يــذكر ،فالتــأمني التعــاو لــيس بـ ً يكــون معـ ً بي ـ املــال ،وإأــا يعاونــه يف فعــل اخلــم والتعــاون والتكافــل بــني املشــّكني ،ابعتبــارا وســيلة مــن وســائل تناــيم التكافــل اإلســالم والــذي يقــوم علــى أســس تتوافــق ام ـاً مــع األســس الشــرعية للتكافل والتعاون. 341 ولقد قام سليمان بن ثنيان بدراسة ميدانية تطبيقية للتـأمني ووظائفـه وأمهيتـه وأثـرا علـى الدولة والتمع والفرد من خالل ا والت اليت قام هبا يف أ اء أورواب ،وكشف الدراسة حقيقة أيضــا مبقابلــة مســؤولني وأخصــائيني التــأمني التجــاري وزيفهــا وادعاءاهتــا الكاذبــة ا ذابــة ،وقــام ً 341 نة البحث العلم يف موقع اإلسالم اليومhttp://www.islamtoday.net/print.cfm/artid=1675 ، 165 اقتصاديني يف هذا الال ،وذهبوا ًيعا إىل أن التأمني فيه استغالل و وخداع وأكـل أمـوال الناا ابلبافل ،وهـذا الدراسـة حقيقيـة تسـتحق التقـدير واإلعجـاب ،بيـد أن هـذا الدراسـة مـع مشو ــا وانــج كثــمة إال أ ـا تــدور حــول شــركات التــأمني التجــاري ،ومــا توصــل إليهــا الباحــث من كش حلقائق كثمة حول هذا الشركات ،و و ا إىل شـركات التـأمني التعـاو وأ ـا تـدع لنفســها األســلمة ،وأخــذت تنصــج شــباكها وحيلهــا علــى التمــع اإلســالم ،كــان ــا األثــر الفعل يف ميله إىل رج إنشاء شركات التأمني التعاو ،ومل يقدم لنا البديل املناسج ا ،وإأـا اكتفــى بتقــدج اق ـّاه مل يكــن ةديـ ًـدا يف حــد ذاتــه ،فهــو يناــر ويتطلــع إىل قيــام دولــة إســالمية شبيهةً بعصـر الصـحابة أو صـدر اإلسـالم مـع علمـه بصـعوبة قيـام مثـل هـذا الدولـة والـيت دعـى إليها الكثمين أمثال الشهيد سيد قطج يف كتابه معامل يف الطريق ،و ما من الكتاب. ويعــد التــأمني التعــاو مــن األمــور الــيت مــرت مبراحــل كثــمة إىل أن وصــل علــى مــا عليــه اآلن من تطور كغما ،مثـل التعلـيم ،فكـان يف بدايتـه يقـوم علـى التلقـني ،أي أن الطالـج يتلقـى علمه عظ شيخه ،انتقل بعد ذلك إىل تلقى العلـم عـن فريـق املدرسـة عـن فريـق ا امعـة، أيضــا البنــو فكــان يف بدايــة أمــرا ــريب النشــأة واملنشــأ ،وذهــج العلمــاء والفقهــاء ،أنــه مــن و ً املس ــتحيل إقام ــة بن ــو إس ــالمية أو بن ــو ال تتعام ــل ابلـ ـراب ،وه ــا ــن اآلن ق ــد أنش ــأن بن ــو إسالمية تقوم على أسـس الشـريعة اإلسـالمية مـع وةـود هي ـة الرقابـة الشـرعية ،لـذا ،فالشـبهات الــيت أاثرهـا ســليمان بــن ثنيــان هـ شــبهات ال تنطبــق علــى التــأمني التعــاو ،أمــا كــون التــأمني التع ــاو في ــه ش ــبهات ،فنح ــاول بق ــدر اإلمك ــان أن نزيله ــا ع ــن فري ــق هي ــة الرقاب ــة الش ــرعية واملؤسسات الـيت تلـك زمـام األمـور ،وخنـرج لألمـة اإلسـالمية حلـوالً كفيلـة ةـل يـع األزمـات االقتصادية اليت ر هبا الدولة والتمع والفرد ،وبذلك قـق املقصـد الكلـ النبيـل وهـو التعـاون والتك ــات ب ــني أبن ــاء األم ــة اإلس ــالمية يف احلف ــاظ عل ــى إح ــد كلي ــات الش ـريعة وه ــو حف ــظ ال ــنفس ،وال تقتضـ ـ الض ــرورة أن يك ــون حف ــظ ال ــنفس م ــن خ ــالل ال ــدفاع ع ــن ال ــنفس ح ــد العـدوان ،وإأــا يتضــمن ذلـك حفــظ الــنفس مـن األمـراض واألخطــار الـيت ــدق ابلفــرد والتمــع يف كــل حــني ،ومــن الفقــر الــذي قــد يصــيج األســرة يف حــال وفــاة رب البي ـ ،فــال ــد تلــك أيضــا حفــظ املــال مــن الضــياع األرملــة أو هــؤالء األيتــام مــا يضــمن ــم عيشــة هنيــة ،ويتضــمن ً عندما ال يستطيع الشخص أن يدفع دية املقتول يف حادث سيارة. 166 الشبقة الرابعة: ذك ــر بع ــب امل ــانعني لعق ــد الت ــأمني التع ــاو ،أن ح ــديث األش ــعريني ت ــدل عل ــى ع ــدم االلت ـزام ابلتســوية إالّ يف القســمة ،أمــا يف األكــل فــال تســوية الخــتالف حــال اآلكلــني ،فالــذي يضع األكل فعن ايته الكرم ال الشع ،لذلك يغتفر فيه الراب لثبوت الدليل على ةوازا ،حيث أن الشخص قد كل أكثر وقـد كـل أقـل ،إحـافة إىل ذلـك ،أن هـذا لـيس فيـه تعاقـد والتـزام مـن كـال الطـرفني ،وإأـا مت عـن فريــق املواسـاة يف أوقــات احلاةـة والاعـة ،فضـالً عـن ذلــك ،أن الذي مت يف احلديث ليس فيه إرادة املبايعة والبـدل ،إأـا هـ مواسـاة ،وفيـه أيضـاً خلـط الـزاد يف الســفر والاعــة وهــذا مــن ابب اإليثــار وفلــج الظكــة ،فــال يصــلع أن يســتدل هبــا إلنشــاء عقــد 342 أتمني بدعو أنه تعاو وليس اري. مناقشة هذه الشبقة: إن التأمني التعاو ليس صورة من فعل األشـعريني كمـا ياـن الـبعب ،وإأـا يـدل كغـما م ــن األحادي ــث األخ ــر مبدلول ــه الع ــام عل ــى وة ــوب التع ــاون ب ــني ه ــذا األم ــة ،فنس ــتطيع أن نســتخرج منــه كــدليل عــام أو مقصــد لثنــا علــى التكــات وعــدم التفرقــة بــني املســلمني يف يــع األحوال. اثلثاً :الق ل الرامح: من خالل هذا ا ولة اللطيفة والسريعة حـول التـأمني التعـاو بـني اليـزين لـه واملـانعني له ،ياهر لنا –وهللا أعلم -وةاهة أدلة اليزين لشركات التأمني التعاو لعدة اعتبارات منها: إ ّن الش ـريعة اإلســالمية قــد وحــع قواعــد كليــة ومبــادئ عامــة ،منهــا تســم األمــة ــو التق ــدم والرقـ ـ واحلض ــارة ،ومواةه ــة املش ــاكل واملعض ــالت ال ــيت تنـ ــزل عل ــى األم ــة اإلس ــالمية يومـا مـا عـن تقـدج احللـول وجمتمعاهتا القائمة يف بـالد اإلسـالم وبـالد الغـرب ،فلـم تكـن قاصـرة ً 342احلم ــاد ،و ــد و ــاد عب ــد العزي ــز ،ىق ي ي د الاي ييامف حقيقاقي ييا وحه قي يياhttp://www.iu.edu.sa/Magazine/65- ، 66/3.htm 167 أيضــا عــاةزة عــن أداء رســالتها الناةعــة والعادلــة مبــا فيهــا اخلـم والصــاله ــذا األمــة ،ومل تكــن ً احلقيقية و قيق معىن خالفة األرض ابعتبارها خا ة الشرائع السماوية. ولقــد يــزت هــذا األمــة الــيت رمسهــا لنــا القائــد األعاــم امــد بــن عبــد هللا صــلوات هللا وســالمه عليــه ،مببــدأ التكافــل والتعــاون واألُثــرة بصــور شــا ،فلــم لــدد لنــا فريقــة معينــة للتعــاون والتكافل ،وإأا تر لنا حرية االبتكار واالختيار بينهما ،وأن دد معاملـه كيفمـا نشـاء دون إل ـزام أح ــد عل ــى اتباع ــه ،إالّ أن ــه م ــن املق ــرر يف الشـ ـريعة اإلس ــالمية وة ــوب التع ــاون والتكاف ــل والتعاحــد بــني أف ـراد األمــة اإلســالمية وجمتمعاهتــا يف كــل زمــان ومكــان دون اإلخــالل أبصــول 343 وقواعد الشريعة اإلسالمية. إن القــول مبنــع أو ــرج يــع أن ـواع التــأمني فيــه ناــر ،حيــث أةــاز العلمــاء والفقهــاء التعامــل مــع شــركات التــأمني التعــاو أو التكافــل كبــديل شــرع للتــأمني التجــاري ااتــرم ،وهـذا هو دور التهد والفقيـه العـامل أبحـوال األمـة ومقاصـدها ،فـال يغلـق يـع األبـواب ،بـل يتوةـج عليه البحث عن بـدائل تقـوم مقـام ااتـرم ،فنجـد مـن خـالل االسـتقراء أن معاـم األحكـام الـيت حرمها هللا وذكرها يف كتابـه ونصـوص احلـديث ،ةـاءت ببـدائل مثـل الـزن ،فـعن هللا قـد فـتع لنـا ابب الزواج ،وحرم علينا اخلبائث واخلنزير واخلمر ،وفتع لنا ابب اخلمات يعهـا ،فـدور الفقيـه ال يكمن فقـط يف ـرج األشـياء ،دون إجيـاد خمـرج شـرع أو بـدائل ـل اـل ااتـرم ،يقـول ابـن القــيم روــة هللا :ه مــن فقــه املفــيت ونصــحه إذا ســأله املســتفيت عــن ش ـ ء فمنعــه منــه وكان ـ فيسد عليه ابب ااتاور ويفتع له ابب حاةته تدعو إليه ،أن يدله على ما هو عوض له منهّ ، املبــاه وهــذا ال يتــأتى إالّ مــن عــامل نصــع مشــفق قــد ةــر مــع هللا وعاملــه بعلمــه ،فمثال ـه مــن العلمــاء :مثــال الطبيــج العــامل الناصــع يف األفبــاء ،لم ـ العليــل عمــا يضــرا ،ويص ـ لــه مــا ينفعــه ،فهــذا شــأن أفبــاء األدين واألبــدان ...وقــد منــع الن ـ صــلى هللا عليــه وســلم بــالالً أن صاعا من التمر ا يد بصاعني من الرديء دله على الطريق املباه فقال :هبع ا ميع يشّي ً ابلدراهم اشّ ابلدراهم ةنيبًاه فمنعه من الطريق ااترم وأرشدا إىل الطريق املباه...ه. 344 343الشني ،فتح ،صياة مقدمة لشركة أتمف ودىادة الاامف ه ا س ،ةث مقدم للندوة الفقهيـة الثانيـة لبيـ التمويـل الكـوييت لعـام 1410هـ املوافق 1990م( ،الكوي :بي التمويل الكوييت ،ط1413 ،1هـ1993-م) ص98 344ابن القيم ،إعالم املوقعني ،ج ،4ص.159 168 إ ّن معاــم املــانعني لعقــد التــأمني التعــاو الــذي تــديرا الشــركات اإلســالمية ،مل يرفض ـوا التــأمني التبــادا الــذي تقــوم بــه عيــات تعاونيــة تبادليــة ،ــم أننــا ــد أن معاــم قـوانني الــدول الغربية واإلسالمية ال تسمع إبقامة مثل هذا ا معيات يف النطاق االةتماع اخلاحع لنشاط وقيــود مــا يعــرف بــوزارات الشــؤون االةتماعيــة ،وهـ تكــون اــدودة النطــاق لطوائـ العــاملني وأعضاء النقاابت ،فال تتعداها إىل مها ،وأما فيما يتعلق مبمارسة النشـاط االقتصـادي العـام، فتشــّط البيــة القــوانني أن تتخــذ ا ماعــة التأمينيــة صــورة شــركة مســامهة ،ذات شــروط وناــم وق ـوانني اــددة بق ـوانني الدولــة ،وال كــن ألحــد أن خيــال هــذا الشــروط الــيت حــددهتا تلــك الدولة للشركات ،إالّ أنه كن وير بعب هـذا الشـروط لتحقيـق معـىن التعـاون والتكافـل ونيـة التظع ،وعدم اسّابه أحد األفراف على حساب األخر ،مـع ديـد حـوابط ومفهـوم املعاونـة يف اإلفار اإلسالم ،345فنجد أن اململكة العربية السعودية ،قـد وحـع قـوانني وبنـود إلقامـة شــركة التــأمني التعــاو عــن فريــق مؤسســة النقــد العــريب الســعودي -وســنناق إن شــاء هللا يف ابب أخر كنموذج ـذا الدراسـة – فتوةـج علـى شـركات التـأمني التعـاو االلتـزام هبـا وفـق مـا تقتضيه الضرورة. لـذلك يعتـظ حكـم احلـاكم اـل اخلـالف يرفـع اخلـالف ،يقـول الزركشـ :ه قـالوا حكــم احلاكم يف املسائل املختل فيها يرفع اخلالف ،وهذا مقيد مبا ال ينقب فيه حكم احلـاكم ،أمـا ينقب فيه فال ه ،346وال نقب احلكم عنـدما يتبـني اخلطـأ ،واخلطـأ إمـا يف اةتهـاد احلـاكم يف احلكــم الشــرع مــن خــالل وةــود الــنص أو اإل ــاع أو القيــاا ا ل ـ الالفــه ويكــون احلكــم مّتبًـا علــى ســبج صــحيع ،أو عنــدما يكــون احلكــم مّتبًــا علــى ســبج ابفــل ،كشــهادة الــزور مــثالً ،فهنــا جيــوز نقــب احلكــم ،347أمــا إن كــان احلكــم مبنــاا علــى خــالف العلمــاء والفقهــاء حول رج -وهم قلة -وةـواز إنشـاء شـركات التـأمني التعـاو والتعامـل معهـا كبـديل للمحـرم، 345الشني ،فتح ،صياة مقدمة لشركة أتمف ودىادة الاامف ه ا س ،ةث مقدم للندوة الفقهيـة الثانيـة لبيـ التمويـل الكـوييت لعـام 1410هـ املوافق 1990م( ،الكوي :بي التمويل الكوييت ،ط1413 ،1هـ1993-م) ص.101-100 346الزركش ،املنث ر ه الق اىد ،ج ،2ص.69 347القحطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا ،مسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــفر بـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن عل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ،أتميي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ت ةققي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي يية..ح ل م ض ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ع الا ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييامف، . http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_content 169 عنــدها فيجــوز تــرةيع ةـوازا بنــاء علــى أمــر احلــاكم بضــرورة إنشــاءها وتلبيــة حاةــة التمــع إىل مثل هذا النوع من العقود. وتعتظ فكرة التعاو والتكافل والتعاحد بني أفراد األمة اإلسالمية مـن قبيـل احلاةيـات إن مل تكــن مــن قبيــل الضــروريت ،وفكــرة التــأمني التعــاو تعــد مــن هــذا القبيــل ،أي أن هــذا الفكــرة مبناهــا تقــوم علــى ا ـواز ال علــى التحــرج واملنــع ،ولعــل ســوء اســتخدام بعــب شــركات التــأمني التعــاو أو شــركات التكافــل ــذا املبــدأ وعــدم تطبيقــه بصــورة صــحيحة أثــرت أ ــا أتثــم علــى بعــب العلمــاء والكتــاب وا مهــور ،وهــذا ال ينبغـ لنــا أن ــرم شــيًا بســبج ســوء تطبيــق بعب شركات التأمني التعاو أو اخلوف من سوء التطبيق. ل ــذا ،مل ي ــرفب يوس ـ كم ــال الت ــأمني التع ــاو ال ــذي يق ــوم يف حقيقت ــه عل ــى التع ــاون ااتــب ،وإأــا يــرفب اســتغالل هــذا الشــركات والــيت تــدع لنفســها اإلســالم ،حيــث نــر أن املشّكني لعقـد التـأمني التعـاو هـم مـن ذوي القـادرين والطبقـة الغنيـة الـيت تسـتطيع دفـع قسـط التأمني ،وأن التعويضـات الـيت تـتم بـني املتعاقـدين يف حقيقتهـا تـدور حـو م ،دون الفقـراء وأهـل ةراء حوادث الزمن وتقلج الـدهر ،وأنـه لـيس مـن احلاةة املاسة ذا التعويضات اليت تصيبهم ّ حق الشركة أن تقوم بتوزيع الفائب علـى ولـة الواثئـق فقـط ،بـل تتعـداا إىل ـمهم مـن الفقـراء والغارمني وأصحاب احلاةة من الطبقة الفقمة. يقول يوس كمال :هوليحاى العقد بصفة التظع وتنتف عنه شبهة املعاوحة ،ولتكن بســبيل عــرف أتميــو إســالم ةديــد ال بــد أن يســتخدم الفــائب يف رعايــة ــم القــادرين علــى دفــع القســط ،ال توزيعــه علــى ولــة الواثئــق .وهــذا يعط ـ التــأمني اإلســالم قــدرة علــى خدمــة التمــع ح ــني ت ــد الرعاي ــة إىل أبعــد م ــن دائ ــرة الش ــركة ول ــرج مــن دائ ــرة املعاوح ــة املبني ــة عل ــى ـاري كــان أم تبادليً ـا ،لتــدخل يف دائــرة التكافــل املماكس ـة واملشــاححة صــفة التــأمني املعاصــر ـ ً 348 والّاحم ،اليت يشرق هبما اإلسالم والزكاة والصدقة والتعاونه. واحلق أقول :إن معام شـركات التـأمني التعـاو الـيت تـدع لنفسـها التعـاون والتكـات قامـ ـ عل ــى أس ــاا البح ــث ع ــن الـ ـربع واملكس ــج السـ ـريع ،دون النا ــر إىل مقاص ــد الت ــأمني التعــاو وأساســه الــذي بــو عليــه الفكــرة مــن قبــل توصــيات الــامع الفقهيــة واملــؤ رات العامليــة 348كمال ،الزكاة و رشيد الاامف املعاصر ،ص.66 170 والنــدوات العلميــة ،هــذا ممــا أثــر علــى بعــب الفقهــاء والعلمــاء إشــكاليات كثــمة ،كــون شــركات التأمني التعاو شبيهة ابلتأمني التجاري من حيث أ ا مع األموال لصاو ف ة معينة ،أي أن الغــرض احلقيقـ هــو االســّابه علــى حســاب املشــّكني ،وأ ـا تقــوم علــى املعاوحــة ،فــعذا بنيــة الفك ــرة يف البح ــث ع ــن ال ـ ـربع واملكس ــج والتج ــارة ،ف ــع ّن األم ــر يص ــبع معاوح ــة ،وت ــدخلها الشبهات اليت ذكرها العلماء ،لذا ،توةـج علـى شـركات التـأمني التعـاو واملشـّكني أن يكـون القصـد مـن العمليـات التأمينيـة التعـاون والتكافـل أصـالةً ،وأن املبلـغ الـذي يـدفع لصـندوق هي ـة املشــّكني يكــون مــن ابب التــظع ،و ــذا ،يســتوةج مــن هي ــة الرقابــة الشــرعية يف يــع شــركات أيضا على هؤالء ،يف حال التأمني التعاو املراقبة الدائمة ،وعدم التهاون يف األمر ،واللوم تقع ً زيغ أو تقصم أصحاب النفوا الضعيفة واليت مهها األول هو ع املال وةو األرابه. يقول الـدكتور وهبـة الزحيلـ :ه ومـن أهـم مـزاي التـأمني التعـاو اإلسـالم القـائم علـى التظع ابألقساط ،ابإلحافة إىل تغطية حاةـات املتعـاملني مـع مؤسسـاته يف التـأمني علـى احليـاة و ــما :و يــزا ابلاــاهرة اإلنســانية الرحيمــة ،حيــث يغط ـ ةانب ـاً مهم ـاً يف احليــاة ،مــن مواســاة املنكوبني وااتتاةني الذين ال جيدون ما ينفقون إلبرام عقود :أتمني ارية أبقساط اثبتة دورية، ويتمكن صاحج الدخل ااتدود من اإلفادة منه..ه.349 املطلييب الرابييع :حهييم شييركات الاييامف الاعيياوين اليييت اسيياندت ه أتسيسييقا دىل شييركات الاامف الااارعة وحهم شيركات دىيادة الاهاةيج أو الايامف الاعياوين الييت قي ىليل دىيادة الاامف لدى شركات دىادة الاامف الااارو: أوالً :حه ييم ش ييركات الا ييامف الاع يياوين ال يييت اس يياندت ه أتسيس ييقا دىل ش ييركات الا ييامف الااارو أو البن ك الااارعة: ذكرن يف السابق صور شركات التأمني التعاو ابعتبار ا هة املؤسسة ا ،وه تنقسم إىل ثالثة صور رئيسية: -1ص رة شركة الاامف الاعاوين اليت ساند دىل بن ك دس مية. -2ص رة شركات الاامف الاعاوين اليت ساند دىل رؤوس أم ال رمال ا ى ال: 349الزحيل ،املعام ت املالية املعاصرة ،ص.294 171 -3ص رة شركات الاامف الاعاوين اليت ساند دىل شركات أتمف جتارعة أو بن ك جتارعة. وتبــني أن الصــورة األوىل والثانيــة وه ـ شــركة التــأمني التعــاو الــيت اســتندت إىل بنــو إســالمية وشــركات التــأمني الــيت اســتندت إىل رتوا أمـوال رةــال األعمــال ةــائزة ،أمــا الصــورة ـتنادا إىل شــركات أتمــني الثالثــة والــذي يتضــمن إنشــاء شــركات التــأمن التعــاو أو التكافــل اسـ ً اريــة أو بنــو اريــة ــم إســالمية ،فلــم يتحــدث العلمــاء والفقهــاء عــن احلكــم الشــرع ــا، وإأا ةـاء حـديثهم بشـكل عـام عـن ةـواز التـأمني التعـاو أو التكافـل وإعـادة التـأمني التعـاو أو إع ـادة التكافــل ،إالّ مــا ةــاء حــديثهم عــن عــدم ة ـواز لشــركات التــأمني التعــاو أن تكــون وكيلـ ــة أو وسـ ــيطة لشـ ــركات التـ ــأمني التجـ ــاري وهـ ــذا قـ ــول للـ ــدكتور عل ـ ـ اي ـ ـ الـ ــدين القـ ــرا دا ـ ،350أمــا مــا ةــاء يف أن شــركات التــأمني التعــاو الــيت تقــوم ابختيــار وســطاء أو وكــالء لشــركات التــأمني التجــاري يف منــافق أو بلــدان لــيس لشــركات التــأمني التعــاو فــروع يف مقابــل أيضــا ال أن صــل شــركات التــأمني التجــاري علــى نســبة معينــة مقابــل اخلــدمات اإلداريــة فهــذا ً جيــوز ،ألن املبلــغ الــذي حصــل عليــه شــركات التــأمني التعــاو فريقــة ــم شــرعية ،فيجــج علــى 351 الثا وق هذا النشاط. استنادا إىل شركة التأمني التجاري أو إعادة التأمني التجاري أما أتسيس شركة التكافل ً أو البنو التجارية ،فعن الباحث ير ةواز أتسيس األوىل ابالستناد إىل الثانية ،وهذا االستناد ال ينعــو أن شــركة التكافــل ةــزء ال يتج ـزأ مــن شــركة التــأمني التجــاري أو وســيطًا ــا أو وكــيالً عنهــا إأ ـا قام ـ علــى ابالســتناد علــى رأا املــال فقــط ،الــذي هــو مطلــج رئيس ـ الســتكمال متطلبــات احلصــول علــى الّخــيص الــذي يعط ـ ــا صــالحية مزاولــة التــأمني التعــاو يف بلـ ًـدا، ورأا املال الذي استخدم يف أتسيس شركة التكافل عبـارة عـن حـمان الشـركة يف حالـة العجـز عـن دفـع التعويضــات ،وتسـتفيد شـركة التــأمني التجـاري أو إعـادة التــأمني التجـاري والبنـو مــن هــذا العلميــة أ ــا تســتقطع ةــزء مــن أرابه شــركة التكافــل نســبة مــن األةــور واألتعــاب الــيت تتقاحها الشركة مقابل عقد الوكالة. 350القرا دا ،الاامف ا س م ،ص.354 351فتو هي ة الرقابة الشرعية لبنك فيصل اإلسالم ،القرا دا ،الاامف ا س م ،ص.356 172 اثنيًيا :حهييم شيركات دىييادة الايامف اليييت قي مىييادة الايامف لييدى شيركات دىييادة الاييامف الااارو: ــدثنا ســاب ًقا عــن إعــادة التــأمني التعــاو أو التكافــل ،ورةحنــا أنــه ال جيــوز لشــركات التأمني التعاو أو التكافل إبعادة التـأمني لـد شـركات التـأمني التجـاري ةجـة احلاةـة وعـدم توفر شركات إعادة التكافل أو التأمني التعاو ،وذلك ابعتبار وةود شـركات إسـالمية إلعـادة التــأمني التعــاو ــا حصــانة ماليــة تســتطيع أن تــويف ابلتزاماهتــا ا ــاا األحـرار واحلـوادث الــيت ال تس ـ ــتطيع ش ـ ــركات الت ـ ــأمني التع ـ ــاو مله ـ ــا ،وأص ـ ــبح ش ـ ــركات إع ـ ــادة التكاف ـ ــل يف الع ـ ــامل اإلســالم مــن كــظ شــركات العــامل والرائــدة يف جمــال صــناعة التــأمني التعــاو علــى الصــعيدين العــامل واإلســالم ،إال أنــه ينبغ ـ أن نشــم إىل أن بعــب شــركات إعــادة التــأمني التعــاو أو التكافــل قــد ال تســتطيع أن تــويف جبميــع االلتزامــات مــن ك ـوارث فبيعيــة و مهــا ،فتقــوم إبعــادة أيضــا ال جيــوز التــأمني لــد شــركات إعــادة التــأمني التجــاري يف الغــرب ،وهــذا ب ـرأي الباحــث ً لشركات إعادة التأمني التعاو أن تقوم إبعادة التأمني لد شـركات اريـة كمـا أفـا بـه جممـع الفقــه اإلســالم بعــدم ا ـواز ،ولــو كــان التعامــل بــني الشــركتني أبســلوب إســالم ،ابعتبــار أن شركة إعـادة التـأمني التجـاري اـرم التعامـل معهـا ،فـالقبول إبعـادة التـأمني لـد هـذا الشـركات مــن األمــور ااترمــة ،ابعتبــار أن شــركات التــأمني التعــاو وإعــادة التــأمني التعــاو قــد كثــرت يف اآلون ــة األخ ــمة ،ولق ــد أص ــبح ــذا الش ــركات حص ــانة مالي ــة تس ــتطيع م ــن خال ــا أن تل ـ حاةيات إعادة التأمني وذلك ابلتعاون فيما بينها لّميم اخلسـائر الفادحـة الـيت تلحـق إبحـد هذا الشركات.352 ويقّه الباحث أن يقوم البنك اإلسالم للتنمية إبنشاء شركة إلعادة التـأمني التعـاو أو التكافل كا ـاد عـام جيمـع يـع شـركات إعـادة التكافـل أو التـأمني التعـاو ،ملـا ـذا البنـك من حصانة مالية قويـة يف العـامل ،فـال تـاج أي شـركة إعـادة التـأمني التعـاو إىل إعـادة التـأمني ل ـد شــركات إعــادة التــأمني التجــاري ،فض ـالً عــن هــذا ،أن البنــك تلــك عضــوية أكثــر مــن سني دولة إسالمية مسامهة يف خمتل األنشطة االقتصادية. 352األشقر ،امد سليمان ،الاامف ىلل احلياة ودىادة الاامف ،أعمال الندوة الفقهية الثالثة ،تنايم :بي التمويل الكوييت ،الكوي :بي التمويل الكوييت لعام 1416هـ1996 -م ،الكوي :بي التمويل الكوييت ،ط1997 ،1م) ،ص.167 173
© Copyright 2024 Paperzz