املؤمتر الثالث للمصارف واملؤسسات املالية اإلسالمية ىف سوراي األدوات املالية االسالمية احلديثة الواقع وتحديات التشغيل عدانن أمحد يوسف الرئيس التنفيذى – جمموعة الربكة املصرفية 10مارس 2008 األدوات املالية االسالمية احلديثة :الواقع وحتدايت التشغيل إعداد عدانن أمحد يوسف الرئيس التنفيذي – جمموعة الربكة املصرفية احلضور الكرمي السالم عليكم ورمحة هللا وبركاته يشرفىن ىف هذا الصباح الطيب املبارك أن أقف بينكم يف سوراي الشقيقة ،لكي أشارككم بعض الرؤى واألفكار حول موضوع الصيفة االسالمية والىت كان لنا ىف جمموعة الربكة املصرفية مؤخراً شرف نيل ترخيص احلكومة العربية السورية لتأسيس بنك الربكة الذي سيعمل وفقا ملبادىء الشريعة االسالمية ىف هذا البلد الواعد إبمكانياته وموارده االقتصادية الضخمة واملتعددة وفوق ذلك خربات أهله وثراء جتارهبم منذ آالف السنني. االخوة واالخوات كما تعلمون فقد اكتسبت صناعة املال االسالمية ىف االونة االخية الكثي من الزخم االعالمى وشهدت مؤسساهتا الكثي من احلراك على صعيد النمو االفقى والرأسى وأضحت جزءا اصيال من النظام املاىل الدوىل عرب البنك وصندوق النقد الدوليني ودخول العديد من املصارف العاملية ضمن منظومة النظام املاىل االسالمي. ومرد هذا النجاح يعود ىف تقديران بشكل اساسى اىل ارتباط األسس الفلسفية ابلتشريعات السماوية واحلكمة الىت يعجز العقل البشري عن إدراك أبعادها .وهى بال شك ساحنة طيبة لكي نسجل الشكر والعرفان لرواد الصناعة االوائل الذين تبنوا الفكرة ورعوها جبهدهم وفكرهم وماهلم حىت أصبحت اليوم شجرة وارفة الظالل ،واخص ابلشكر والتقدير كل من مسو األمي حممد الفيصل ال سعود وسعادة الشيخ صاحل كامل مؤسسة سلسلة بنوك الربكة املنتشرة ىف كافة أحناء العاملني العرىب واالسالمي ،وال ننسى كذلك الشيخ اجلليل احلاج سعيد لواته مؤسس بنك ديب االسالمي .ويسرىن ان ازف لكم البشرى ابنه وقريبا جدا ستكون خرباتنا ىف جمال املعامالت املالية االسالمية ومعارفنا الثرية متاحة ىف سوراي واندونيسيا وهى اخلربات الىت يقود جهد توثيقها واعتمادها من الناحية الشرعية أحد أبناء هذا البلد املعطاء وهو الشيخ الدكتور عبد الستار أبوغدة. وكما أسلفت فإن البنوك االسالمية قد تطورت االن ووصلت اىل مرحلة أصبحت فيها صناعة متكاملة هلا مؤسساهتا وقواعدها التنظيمية ومعاييها احملاسبية والشرعية و الرقابية واالشرافية الىت انلت اعرتاف وتقدير املؤسسات املالية الدولية. األخوة واالخوات يكتسب موضوع التحدايت التشغيلية املرتبطة ابملنتجات املالية االسالمية أمهية خاصة ىف هذه املرحلة اهلامة الىت أضحت فيها صناعة املال االسالمية حمل اهتمام متزايد من كافة األوساط املالية العاملية كواحدة من االدوات املناط هبا لعب دور قيادى ىف تعبئة املوارد وتشجيع ثقافة االدخار ىف اوساط اجملتمعات من انحية ومن انحية اخرى إعادة توظيف هذه املوارد فيما ينفع الناس وكل ذلك من خالل اإلطار الفلسفي الذى تقوم عليه فكرة البنوك االسالمية واملتمثل ىف البعد عن الراب احملرم شرعا والرتكيز على مبدأ إعمار االرض ملا حيتويه من قيم مرتبطة ابلتنمية وما يتضمنه من قيمة مضافة بعكس الراب الذى يعترب من ضروب الكسب الىت ال تستند على مبادىء العدل وحتمل التبعة بل وتنشأ عنه طبقات طفيلية حتصل على املال دون بذل جهد أو حتمل خماطرة ،وغيه من االسس الفلسفية الىت ابدع علمائنا االجالء ىف صياغتها ووضع اسسها الىت تعمل هبا املصارف االسالمية حاليا. موضوع املنتجات املالية االسالمية من املوضوعات الفريدة الىت حتتاج لتناول عميق الرتباطه بشكل مباشر بسبب وجود املؤسسة املصرفية االسالمية ىف حد ذاته فبدون وجود حزم متكاملة من املنتجات واخلدمات الىت يتم تطويرها على أساس احلاجات الفعلية للسوق ال ميكن هلذه املؤسسات ان تواصل تقدمي خدماهتا بفعالية .وحنن ىف جمموعة الربكة املصرفية إبعتباران واحدة من املؤسسات الرائدة ىف هذا اجملال قد حجحنا اىل حد كبي من االستفادة من املوروث الضخم لفقه املعامالت املالية االسالمي لتطوير منتجات مالية إسالمية تلىب احلاجات املتعددة للعمالء احلاليني ىف كافة االسواق الىت نعمل فيها. وبسبب الطبيعة الديناميكية لعملية تطوير املنتجات وارتباطها بشكل مباشر ابلعديد من العوامل اخلارجية مثل املتغيات االقتصادية والعوامل السوقية والتغي ىف السلوك االستهالكي فقد أولينا اهتماما خاصا جبانب حبوث التطوير بشقيها الفقهي من خالل اهليئة الشرعية املوحدة وكذلك اجلانب االقتصادى والبيئة السوقية من خالل وحدة تطوير املنتجات ابملركز الرئيسى الىت تلعب دورا حيواي ىف منظومة العمل لدينا من خالل "إدارة عملية التطوير" فكما هو معلوم فإن عملية إدارة التطوير تعترب من اهم اجلوانب وذلك من منطلق تنفيذ االهداف االسرتاتيجية ،والعملياتية، والتكتيكية املرتبطة ابلتطوير بصورة سليمة وعلى أعلى درجات االحرتافية. ووفقا ملعطيات التطور الذى تشهده الصناعة حاليا والذى تشكل جمموعة الربكة املصرفية احد أركانه األساسية فإن مسألة احلفاظ على هذه الوتية املتصاعدة من النمو تتطلب ابلضرورة من املؤسسات املالية اإلسالمية أن تعمل على إجياد البيئة املالئمة لالستمرار ىف رفد االسواق ابملزيد من املنتجات واخلدمات وزايدة جرعات تعريف السوق مباهية البنوك االسالمية وكيف تعمل أدواهتا مع الرتكيز على تبيان الفروق اجلوهرية الىت متيزها عن نظيهتا التقليدية. االخوة واألخوات الكرام: انطالقا من جتربة املتحدث الشخصية ىف جمال الصيفة االسالمية والىت امتدت ألكثر من ثالثني عاما أعتقد اننا ىف البنوك االسالمية قادرين على االستمرار ىف احملافظة على وتية النمو الىت حنققها حاليا ولكن جمرد إطالق األمنيات ال يكفى لتحقيق هذا اهلدف االسرتاتيجي فالبد اوال من استيعاب التحدايت الىت قد تعيق الوصول هلذا اهلدف .وأود أن أركز هنا بشكل اساسى على التحدايت املرتبطة بتطوير املنتجات واخلدمات املالية خاصة وان مفاهيم العمل املرتبطة بتطوير املنتجات ال تزال ىف مراحل تطورها الباكر ابلنظر اىل عمر الصناعة وجتربتها العملية فهي بدأت من حواىل ثالثني سنة فقط واكتسبت زمخا متصاعدا من حواىل عشر سنوات فقط وبذلك فهي حباجة مستمرة للمراجعة والتنقيح املستمرين سواء علي الصعيد النظري أو علي مستوي التطبيق العملي واالستفادة من أفضل املمارسات حملاولة جتسي اهلوة فيما بني اإلطار النظري املرتبطة ابهلوية الفلسفية للبنوك االسالمية (حتقيق منفعة اجملتمع) واحلاجات االقتصادية للمجتمع وهو من اجلوانب الىت جملموعة الربكة املصرفية ابع كبي فيها. وىف هذا اإلطار فإنه يتعني النظر إىل العمل املصريف اإلسالمي ،مثل أي نظام مصريف آخر، ابعتباره نظاماً نشأ نتيجة لوجود رغبات أكيدة لدى املدخرين الستثمار مدخراهتم أبساليب تبيحها الشريعة اإلسالمية والشرائع السماوية االخرى ،ولتلبية حاجات اجملتمع االقتصادية فالبد من الرتكيز خالل املرحلة املقبلة على املنتجات الىت تلىب احلاجات الفعلية وعدم االعتماد على ما يعرف ابلصيفة املالية Financial Bankingأبي شكل من األشكال ابعتباره واحدا من أسباب األزمات املالية الىت حدثت ىف معظم االسواق الىت تعتمد مثل هذا النوع من الصيفة والعمل على بناء القدرات الذاتية واملتمثلة ىف اإلطار التنظيمي املناسب واملدعوم بقدرات حبثية عالية املستوى وحزمة من االجراءات املوحدة واألدلة التنفيذية النموذجية مبا ىف ذلك استخدام أفضل املعايي الدولية ىف االدارة والتسويق وكذلك استخدام مفهوم اهلندسة املالية وغيها من الوسائل املرتبطة ابلقدرات الذاتية. لقد أوضحت ىف العديد من املؤمترات واللقاءات البحثية السابقة أن التطوير املعريف واالبتكار يعتربان القوة احملركة إلى مؤسسة ابجتاه رفع كفاءهتا االقتصادية وعطفا على النجاحات الىت حققناها فإنين أعتقد أن أهم خطوات النجاح ىف تطوير منتجات مالية انجحة يتمثل ىف وجود الفهم الصحيح الحتياجات العمالء كعامل رئيسي وكذلك التعاون مع املؤسسات املالية االسالمية االخري ىف سبيل أتسيس أرضية مشرتكة لبحوث التطوير ،تستند على املصادر البحثية الغنية املتمثلة ىف فقه املعامالت املالية االسالمية واليت ميكن استخدامها يف جهود إعادة هيكلة وتطوير املنتجات املالية اجلديدة على مستوى كل مؤسسة على حدة. هنالك ايضا جانب هام للغاية ينبغي عدم التغافل عنه واملتمثل ىف التأثيات الىت ميكن ان حيدثها ما يعرف ابلعوملة والتحرير االقتصادى وإن كنت ال أرى ىف العوملة جمرد حتدى ال بد من مواجهته بقدر ما أراه عنصرا رئيسيا وحمفزا هاما لزايدة وتية بناء القدرات الذاتية ابلقدر الذى ميكننا من املنافسة على املستوى العاملي وابلتايل تعزيز فرص منو الصناعة ومتددها ىف االسواق العاملية وذلك من خالل الرتكيز على عملية إعادة البناء املرتبطة بتوقعات املتغيات اخلارجية ،وتعزيز املوارد الرأمسالية ،وتطبيق التكنولوجية احلديثة ،واالهتمام بعنصر املوارد البشرية من خالل التدريب ورفع املستوى االحرتايف ،وكذلك تطوير أنظمة الرقابة والضبط ،وإتباع أفضل املعايي الدولية ىف جمال األنظمة واإلدارة . احلضور الكرمي وختاما اشكر القائمني على هذا املؤمتر على إاتحتهم لنا هذه الساحنة لإلطالل على هذا اجلمع املبارك ،و أسأل املوىل القدير أن يتقبل هذا اجلهد املتواضع ويباركه ،وجيعل فيه فائدة للصناعة املالية اإلسالمية كما أشكركم على حسن اإلصغاء واملتابعة. عدانن أمحد يوسف الرئيس التنفيذى
© Copyright 2025 Paperzz