تحميل الملف المرفق

‫مدخل إىل فقه النوازل‬
‫د‪.‬عبد احلق بن أمحد محيش‬
‫(‪)1‬‬
‫ملخص البحث‪:‬‬
‫يف كل عصر‪ ،‬بل يف كل يوم حتدث للناس حوادث و قضااي ونوازل جديدة‪ ،‬واالجتهاد يف هذه النوازل من‬
‫األمور الضرورية يف حياة الناس اليوم‪ ،‬وذلك لكثرة املستجدات والقضااي املطروحة‪ ،‬وألن ابلناس حاجة ملحة ملعرفة‬
‫احلكم الشرعي‪ ،‬خاصة وأهنم يقفون أمام حكمها الشرعي عاجزين حيارى‪ .‬إن فقه النوازل من أبواب الفقه الضرورية‬
‫للناس جييبهم عن مسائلهم ونوازهلم‪ ،‬ويبني هلم احلالل واحلرام يف قضاايهم‪" .‬الفقهية املعاصرة"‪ .‬و"فقه النوازل" موضوع‬
‫حيتاج إىل مدخل منهجي يهتم به من مجيع جوانبه‪ ،‬يوضح معامله ويضع األسس والقواعد والضوابط له‪ .‬ومما يهدف‬
‫إليه البحث‪ :‬بيان كيفية معاجلة القضااي الفقهية املستجدة املطروحة على الساحة‪ ،‬وما هي األسس والقواعد والضوابط‬
‫اليت جيب اعتمادها للوصول إىل احلكم الشرعي الصحيح يف تلك النوازل‪ .‬إن فقه النوازل يقوم على الدراسة الشاملة‬
‫جلميع ما يتعلق ابلنازلة من كافة أبعادها الشرعية‪ ،‬التارخيية‪ ،‬القانونية‪ ،‬االجتماعية‪ ،‬النفسية‪ ،‬ومن مث إعطاء احلكم‬
‫الشرعي املناسب هلا‪ .‬كما حياول البحث تقدمي رؤية شاملة للمجتهدين والفقهاء املهتمني ابلدراسات الفقهية بعامة‪،‬‬
‫وخباصة منها تلك الدراسات اليت تتناول مستجدات العصر ونوازله‪ ،‬فيكون البحث مرجعا متواضعا مساعدا هلم من‬
‫حيث بيان األصول واألسس واملراجع‪ .‬ويبني كيف أن الفقه اإلسالمي جنح يف مواجهة تلك اإلشكاالت الواقعية‪،‬‬
‫امليدانية‪ ،‬يف حياة الناس اليومية‪ ،‬وأنه مل يقف يوما جامداً عاجزا عن مواجهة تطورات احلياة ومشاكلها‪.‬‬
‫املقدمة‬
‫إن احلمد هلل حنمده ونستعينه ونستغفره‪ ،‬ونعوذ ابهلل من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا‪ ،‬من يهده هللا فال مضل‬
‫له‪ ،‬ومن يضلل فال هادي له‪ ،‬ونشهد أن ال إله إال هللا وحده ال شريك له‪ ،‬ونشهد أن حممداً عبده ورسوله‪ ،‬أرسله هللا‬
‫للناس كافة بشريا ونذيراً‪ ،‬وداعيا إليه إبذنه وسراجا منريا‪ ،‬بلغ الرسالة‪ ،‬وأدى األمانة‪ ،‬ونصح األمة‪ ،‬وبني هلا احلالل‬
‫واحلرام‪ ،‬القائل ‪-‬عليه الصالة والسالم‪" -‬من يرد هللا به خرياً يفقهه يف الدين"(‪ ،)2‬أما بعد‪:‬‬
‫ففي كل عصر‪ ،‬بل يف كل يوم حتدث للناس حوادث وقضااي ونوازل جديدة‪ ،‬واالجتهاد يف هذه النوازل من‬
‫األمور الضرورية يف حياة الناس اليوم‪ ،‬وذلك لكثرة املستجدات والقضااي املطروحة‪ ،‬وألن ابلناس حاجة ملحة ملعرفة‬
‫احلكم الشرعي‪ ،‬خاصة وأهنم يقفون أمام حكمها الشرعي عاجزين حيارى‪.‬‬
‫إن فقه النوازل‪ ،‬من أبواب الفقه الضرورية للناس جييبهم عن مسائلهم ونوازهلم‪ ،‬ويبني هلم احلالل واحلرام يف‬
‫قضاايهم‪.‬‬
‫"القضااي الفقهية املعاصرة" أو "فقه النوازل" موضوع حيتاج إىل مدخل منهجي يهتم به من مجيع جوانبه‪،‬‬
‫يوضح معامله ويضع األسس والقواعد والضوابط له‪.‬‬
‫لقد حاولت يف هذه الوريقات اليت جتمعت عندي أن أمل شتات هذا املوضوع املهم واخلطري يف نفس الوقت‪،‬‬
‫وأقدم للقارئ والباحث وطالب العلم ما يعينه على فهم واستيعاب مسائل فقه النوازل‪ ،‬وحىت تكون هذه الدراسة عبارة‬
‫عن مدخل وأساس يبىن عليها كيفية تناول ومعاجلة القضااي الفقهية املعاصرة اليت تتنزل ابلناس‪.‬‬
‫أمهية البحث وأهدافه‪:‬‬
‫ال ختفى أمهية املوضوع وضرورته للمهتمني بعلوم الشريعة خباصة‪ ،‬وجلميع املسلمني بعامة‪ ،‬وإن البحث يهدف‬
‫إىل حتقيق األمور التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬بيان كيفية معاجلة القضااي الفقهية املستجدة املطروحة على الساحة‪ ،‬وما هي األسس والقواعد والضوابط‬
‫اليت جيب اعتمادها للوصول إىل احلكم الشرعي الصحيح يف تلك النوازل‪.‬‬
‫‪ -2‬إن فقه النوازل يقوم على الدراسة الشاملة جلميع ما يتعلق ابلنازلة من كافة أبعادها الشرعية‪ ،‬التارخيية‪،‬‬
‫القانونية‪ ،‬االجتماعية‪ ،‬النفسية‪ ،‬ومن مث إعطاء احلكم الشرعي املناسب هلا‪.‬‬
‫‪ -3‬من مث إبراز قدرة الفقه اإلسالمي وفاعليته لتقدمي احللول الناجعة اليت تستجيب لواقع العصر وحتدايته‪.‬‬
‫‪ -4‬البحث يربهن على صدق اإلسالم وخلوده وصالحيته للقيادة والرايدة والتوجيه إىل يوم الدين‪.‬‬
‫‪ -5‬يسعى البحث أيضا لبيان ما ميتاز به الفقه اإلسالمي عن غريه من التشريعات البشرية بثروته اهلائلة‪،‬‬
‫وتنوعه الشامل‪ ،‬وقواعده احملكمة وعطائه املتواصل مما يستوجب االهتمام به علما وعمال‪ ،‬دراسة و تطبيقا‪.‬‬
‫‪ -6‬حياول البحث تقدمي رؤية شاملة للمجتهدين والفقهاء املهتمني ابلدراسات الفقهية بعامة‪ ،‬وخباصة منها‬
‫تلك الدراسات اليت تتناول مستجدات العصر ونوازله‪ ،‬فيكون البحث مرجعا متواضعا مساعدا هلم من حيث بيان‬
‫األصول واألسس واملراجع‪.‬‬
‫‪ -7‬يعطي البحث إمكانية االطالع على تلك اجلهود الفقهية العظيمة يف كل عصر من العصور اإلسالمية‬
‫واليت واجهت كل طارئ وجديد‪ ،‬ويبني كيف أن الفقه اإلسالمي جنح يف مواجهة تلك اإلشكاالت الواقعية‪ ،‬امليدانية‪،‬‬
‫يف حياة الناس اليومية‪ ،‬وأنه مل يقف يوما جامدا عاجزاً عن مواجهة تطورات احلياة ومشاكلها‪.‬‬
‫‪ -8‬البحث مشاركة متواضعة لالهتمام مبوضوع االجتهاد النوازيل يف الشريعة اإلسالمية‪ ،‬والتأكيد على وجوب‬
‫العودة لتطبيق الشريعة اإلسالمية يف مجيع مناحي احلياة‪ ،‬وشد األمة بدينها وعقيدهتا‪ ،‬ووجوب استشراف النظر إىل‬
‫آفاق االجتهاد اآلنية واملستقبلية‪ ،‬حبكم ما تعيشه األمة اإلسالمية من تطورات اجتماعية‪ ،‬وتشهده من حتوالت‬
‫اقتصادية‪ ،‬وتواجهه من اخرتاعات علمية‪ ،‬وما ينزل هبا من نوازل ومستجدات وقضااي معاصرة تبحث عن احللول‬
‫الشرعية هلا‪.‬‬
‫‪ -9‬الباحث يريد سد ثغرة موجودة يف املكتبة اإلسالمية بسبب عدم وجود مؤلف سابق يف املوضوع‪ ،‬ولعل‬
‫نشر هذا البحث يستثري قرحية علمائنا وطالبنا لبحث املوضوع واالهتمام به‪.‬‬
‫‪ -10‬لإلشارة إىل املراجع واملؤلفات واجملالت واملواقع اإللكرتونية اليت اهتمت هبذا املوضوع‪.‬‬
‫الدراسات السابقة يف املوضوع‪:‬‬
‫مل يكتب يف املوضوع كتابة شاملة مستقلة إال القليل وفيما يلي ذكر لذلك‪:‬‬
‫‪-1‬‬
‫إعالم املوقعني‪ :‬البن القيم اجلوزية (‪752‬هـ) ففي اجلزأين األول والرابع من الكتاب مباحث‬
‫نفيسة يف املوضوع وإن ما كتبه ابن القيم رمحه هللا تعاىل يف ذلك الوقت كأنه كتبه لنوازل العصر‬
‫احلاضر وهذا يدل على علم وفقه هذا العامل الكبري‪.‬‬
‫‪-2‬‬
‫فقه النوازل‪ :‬د‪ .‬بكر أبو زيد‪ :‬والكتاب حيوي جمموعة أحباث دون مدخل أو مقدمة منهجية‪.‬‬
‫‪-3‬‬
‫املعامالت املالية املعاصرة‪ :‬د‪.‬حممد عثمان شبري‪ :‬ففي مقدمة هذا الكتاب دراسة جيدة لكيفية‬
‫تناول القضااي الفقهية املعاصرة‪ ،‬ولقد استفدت من هذه املقدمة يف حبثي خاصة يف موضوع منهج‬
‫دراسة النوازل‪.‬‬
‫‪-4‬‬
‫منهج استخراج األحكام الفقهية للنوازل املعاصرة دراسة أتصيلية تطبيقية‪ :‬للدكتور مسفر بن‬
‫علي بن حممد القحطاين (رسالة دكتوراه قدمت بكلية الشريعة والدراسات اإلسالمية‪ ،‬جامعة أم‬
‫القرى)‪.‬‬
‫‪-5‬‬
‫جملة "جممع الفقه اإلسالمي" يف عددها احلادي عشر اجلزء الثاين حيث اشتمل العدد على‬
‫دراسات حتت عنوان‪" :‬سبل االستفادة من النوازل (الفتاوى) والعمل الفقهي يف التطبيقات‬
‫املعاصرة‪.‬‬
‫‪-6‬‬
‫مقدمة يف فقه النوازل‪ :‬لألستاذ الدكتور انصر بن سليمان العمر على موقعه ابإلنرتنت‬
‫(‪ )www.almoslim.net‬اعتمد يف كتابة هذه املقدمة على ما جاء يف كتاب املعامالت‬
‫املالية املعاصرة للدكتور حممد عثمان شبري‪.‬‬
‫لقد استفدت من بعض هذه الدراسات اليت تيسر يل االطالع عليها وحاولت أن أضيف إليها بعض‬
‫املعلومات األخرى فرتبتها فكان حبثي على النحو التايل‪:‬‬
‫خطة البحث‪:‬‬
‫هذا ولقد كانت خطيت يف هذا املوضوع على النحو التايل‪:‬‬
‫املبحث األول‪ :‬حقيقة فقه النوازل‪:‬‬
‫ املطلب األول‪ :‬يف تعريف فقه النوازل‪.‬‬‫ املطلب الثاين‪ :‬األلفاظ ذات الصلة‪.‬‬‫ املطلب الثالث‪ :‬الفرق بني النوازل والفتاوى‪.‬‬‫املبحث الثاين‪ :‬أمهية فقه النوازل‪:‬‬
‫‪ -‬املطلب األول‪ :‬أنواع القضااي املعاصرة‪.‬‬
‫ املطلب الثاين‪ :‬خصائص فقه النوازل‪.‬‬‫ املطلب الثالث‪ :‬فوائد فقه النوازل‪.‬‬‫املبحث الثالث‪ :‬االجتهاد يف فقه النوازل‪:‬‬
‫ املطلب األول‪ :‬شروط املتصدر للفتوى يف النوازل‪.‬‬‫ املطلب الثاين‪ :‬طريقة االجتهاد يف اإلسالم‪.‬‬‫ املطلب الثالث‪ :‬ضوابط االجتهاد يف النوازل‪.‬‬‫ املطلب الرابع‪ :‬منهج دراسة النوازل‪.‬‬‫ املطلب اخلامس‪ :‬االجتهاد اجلماعي يف النوازل‪.‬‬‫املبحث الرابع‪ :‬مصادر فقه النوازل‪:‬‬
‫ املطلب األول‪ :‬أهم الكتب اليت تعرضت لفقه النوازل‪.‬‬‫ املطلب الثاين‪ :‬اجملالت املتخصصة يف الدراسات اإلسالمية وأحباث الفقه واالجتهاد‪.‬‬‫ املطلب الثالث‪ :‬املواقع اإللكرتونية املهتمة بفقه النوازل‪.‬‬‫اخلامتة‪.‬‬
‫وقبل أن أختم هذه اخلدمة‪ ،‬أقر أبن البحث قد يتخلله بعض النقص أو القصور‪ ،‬وذلك ألسباب عدة أمهها‪:‬‬
‫أنه مل يكتب فيه من قبل إال القليل‪ ،‬فلقد اجتهدت وحاولت أن أمل شتاته املوزع على كتب قدمية وحديثة كثرية‪.‬‬
‫فإن وفقت يف ذلك فاحلمد هلل أوال وآخراً‪ ،‬فالتوفيق والسداد منه عز وجل فله الشكر واملنة‪ ،‬وإن قصرت أو‬
‫أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان‪ ،‬وأستغفر هللا من مجيع الذنوب واخلطااي‪ ،‬إنه مسيع جميب‪.‬‬
‫وأسأل هللا تعاىل العلي القدير أن تعم الفائدة من هذا البحث‪ ،‬ويبارك فيه‪ ،‬ويكون مقدمة لبحوث أخرى يف‬
‫املوضوع‪.‬‬
‫وأصلي وأسلم على خامت األنبياء واملرسلني وإمام اجملتهدين املبعوث رمحة للعاملني‪.‬‬
‫املبحث األول‪ :‬حقيقة فقه النوازل‬
‫املطلب األول‪ :‬تعريف فقه النوازل‪:‬‬
‫تعريف النوازل لغة‪:‬‬
‫قال ابن منظور‪ :‬النازلة‪ :‬الشديدة تنزل ابلقوم ومجعها نوازل(‪ ،)3‬وقال صاحب كتاب الصحاح‪ :‬النازلة‪:‬‬
‫الشديدة من شدائد الدهر تنزل ابلناس(‪ ،)4‬وقال الفيومي‪ :‬النازلة هي املصيبة الشديدة تنزل ابلناس(‪.)5‬‬
‫فنخلص مما سبق أن النازلة لغة هي‪ :‬األمر الشديد الذي يقع‪ ،‬ابلناس‪.‬‬
‫تعريف الفقه‪:‬‬
‫الفقه لغة‪ :‬مطلق الفهم‪ ،‬وقيل‪ :‬فهم األشياء الدقيقة‪ ،‬وقيل‪ :‬فهم غرض املتكلم من كالمه(‪ ،)6‬أما اصطالحا‪:‬‬
‫فهو العلم ابألحكام الشرعية العملية املكتسبة من أدلتها التفصيلية(‪.)7‬‬
‫تعريف "فقه النوازل" اصطالحا‪:‬‬
‫ مل أعثر على تعريف اصطالحي قدمي لفقه النوازل‪ ،‬لكن بعض الكتاب احملدثني اجتهدوا يف ذلك منهم‪:‬‬‫الشيخ شلتوت رمحه هللا حيث قال يف تعريفها‪" :‬هي مشكالت املسلم املعاصر اليت تعرتضه يف حياته اليومية‬
‫العامة"(‪ ،)8‬وقال عبد العزيز بن عبد هللا‪" :‬هي القضااي والوقائع اليت يفصل فيها القضاة طبقا للفقه اإلسالمي"(‪،)9‬‬
‫وقال الشيخ بكر أبو زيد‪" :‬هي الوقائع واملسائل املستجدة‪ ،‬واحلادثة املشهورة بلسان العصر ابسم النظرايت‬
‫والظواهر"(‪.)10‬‬
‫وقال الشيخ سلمان العورة‪" :‬هي قضااي مستجدة يغلب على معظمها طابع العصر املتميز ابلتعقيد‬
‫والتشابك"(‪.)11‬‬
‫وقال حمقق كتاب جامع األحكام للربزيل‪" :‬النازلة‪ :‬هي يف الواقع مشكلة عقائدية أو أخالقية يصطدم هبا‬
‫املسلم يف حياته اليومية‪ ،‬فيحاول أن جيد هلا حال يتالءم وقيم اجملتمع بناء على قواعد شرعية"(‪.)12‬‬
‫ابلنظر إىل هذه التعريفات ميكننا مالحظة التايل‪:‬‬
‫ أن هذا العلم يبحث يف املسائل اجلديدة‪ ،‬وهي عبارة عن مشكالت‪ ،‬معاصرة‪ ،‬تتميز ابلتعقيد والتشابك‪،‬‬‫تعرتض املسلم يف حياته اليومية‪ ،‬فيتصدى هلا العلماء اجملتهدون ببيان حكمها الشرعي‪ ،‬بناء على قواعد وأصول‬
‫الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫عليه ميكننا تعريف فقه النوازل أبنه‪" :‬علم ابألحكام الشرعية املتعلقة ابلقضااي املعاصرة"‪.‬‬
‫ويف هذا العصر يطلق على فقه النوازل مصطلح "قضااي فقهية معاصرة" فما املراد هبذا املصطلح؟‪:‬‬
‫يشتمل التعريف عدة عناصر هي‪ -1 :‬قضااي‪ -2 ،‬فقهية‪ -3 ،‬معاصرة‪.‬‬
‫أوالً تعريف مصطلح "القضااي"‪:‬‬
‫القضااي‪ :‬مجع قضية‪ :‬وهي مأخوذة من قضى‪ ،‬وهي األمر املتنازع عليه(‪ )13‬اليت تعرض على القاضي أو اجملتهد‬
‫ليحكم أو يفيت فيها‪.‬‬
‫جاء يف املعجم الوسيط القضية‪ :‬احلكم‪ ،‬والقضية مسألة يتنازع فيها وتعرض على القاضي أو القضاء للبحث‬
‫والفصل(‪.)14‬‬
‫اثنياً الفقهية‪:‬‬
‫من الفقه‪ ،‬الفقه كما سبق تعريفه قريبا هو لغة‪ :‬الفهم الدقيق‪ ،‬أما اصطالحا‪ :‬فهو العلم ابألحكام الشرعية‬
‫العملية املكتسبة من أدلتها التفصيلية‪.‬‬
‫ومعلوم أن الفقيه يبحث يف فعل املكلف من حيث ما يثبت له من األحكام الشرعية والفقه هو املرجع يف‬
‫معرفة احلكم الشرعي فيما يصدر عن اإلنسان أو ما يعرتضه من مسائل يف حياته(‪.)15‬‬
‫اثلثاً املعاصرة‪:‬‬
‫املعاصرة مأخوذة من العصر وهو لغة‪ :‬الدهر‪ ،‬وهو الزمن الذي نزلت فيه هذه القضية‪ ،‬واملقصود به العصر‬
‫احلايل أو الوقت احلاضر الذي ظهرت فيه كثري من القضااي واملسائل املستجدة اليت حتتاج إىل حكم شرعي واجتهاد‬
‫العلماء املتخصصني فيها‪.‬‬
‫فمصطلح (قضااي فقهية معاصرة) يعين أن هناك قضااي مستجدة تستحق أن توجه إليها العناية يف البحث‬
‫والتأصيل والتقومي‪ ،‬واإلسالم هو الدين الذي أنزله هللا عز وجل لتقومي احلياة اإلنسانية مبا فيها من حركة ونشاط‪ :‬ومما‬
‫يقطع به أن له أحكاما وضوابط يف كل ما يكتشفه اإلنسان من حيث كيفية االستفادة منه والتعامل معه وال شك أن‬
‫علماء الشرع مدعوون دائما إىل استنباط تلك األحكام والبحث عن تلك الضوابط‪ ،‬مستنريين مبقاصد شريعة هللا‬
‫وقواعدها العامة ومناهج السلف الصاحل اليت اختذوها يف مواجهة املستجدات للحكم عليها وضبط التعامل معها(‪،)16‬‬
‫وإن حاجة العصر إىل االجتهاد حاجة أكيدة ملا يعرض من قضااي مل تعرض ملن تقدم عصران‪ ،‬وكذلك ما سيحدث من‬
‫قضااي جديدة يف املستقبل(‪.)17‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬األلفاظ ذات الصلة‪:‬‬
‫لقد أطلق الفقهاء على تلك املسائل اليت استجدت ابلناس يف عصورهم املتتالية عدة ألفاظ ومصطلحات‪ ،‬كما‬
‫تعددت تعبرياهتم وتسمياهتم هلذا اللون من التأليف يف الفقه‪ :‬ومن التسميات اليت ذكرت ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬الفتاوي‪:‬‬
‫هي مجع فتوى ‪-‬ابلواو‪ -‬بفتح الفاء‪ ،‬وابلياء‪ ،‬فتضم وهي اسم من أفىت العامل إذا بني احلكم(‪.)18‬‬
‫ويف االصطالح‪" :‬هو إظهار األحكام الشرعية ابالنتزاع من الكتاب والسنة واإلمجاع والقياس"(‪ ،)19‬وقيل‪ :‬هي‬
‫اإلخبار حبكم هللا تعاىل عن دليل شرعي(‪.)20‬‬
‫ولعل إطالق اسم الفتاوى على فقه النوازل هو األشهر واألكثر تداوال بني الناس‪ ،‬من أمثلتها‪ :‬الفتاوى اهلندية‪،‬‬
‫وفتاوى ابن حجر اهليثمي وفتاوى شيخ اإلسالم ابن تيمية‪...‬‬
‫‪ -2‬الفتاوى املعاصرة‪:‬‬
‫بعضهم يسميها الفتاوى املعاصرة ألهنا تتعرض ملسائل الوقت احلاضر وقضاايه أو العصر احلايل‪ ،‬فقد برزت يف‬
‫هذا العصر نوازل كثرية حتتاج إىل اجتهاد فقهي وحكم شرعي‪ ،‬لعل أشهر من ألف حتت هذا العنوان الشيخ يوسف‬
‫القرضاوي يف كتابه املشهور يف جزأين إىل اآلن‪ ،‬وهو من أنفس الكتب‪.‬‬
‫‪ -3‬القضااي املستجدة‪:‬‬
‫القضااي مجع قضية وهي األمر املتنازع عليه‪ ،‬وأضيف إليها املستجدة ألهنا مسائل مستحدثة جديدة الوقوع‪.‬‬
‫‪ -4‬املسائل‪ ،‬أو األسئلة‪:‬‬
‫مساها بعض العلماء القدماء ابملسائل ألهنا تتناول قضااي مطلوبة تطلب حال أو تطلب فتوى‪ ،‬وبعضهم يسميها‬
‫ابألسئلة ألهنا أسئلة يطرحها الناس ويتكفل العلماء ابلرد عليها‪ ،‬ومن أشهر من ألف هبذا االسم‪ :‬مسائل‪ :‬القاضي أبو‬
‫الوليد بن رشد‪.‬‬
‫‪ -5‬األجوبة‪ ،‬أو اجلواابت‪:‬‬
‫كذلك مساها بعض علماء األندلس ابجلواابت ألهنا مسائل أجاب عنها العلماء بطلب من الناس ويف اللغة‬
‫يقولون‪ :‬ال يسمى جواب إال بعد طلب(‪.)21‬‬
‫‪ -6‬املشكالت‪:‬‬
‫كما عرب عنها اإلمام شلتوت يف كتابه الفتاوى حيث قال‪" :‬مشكالت املسلم املعاصر اليت تعرتضه يف حياته‬
‫اليومية"‪ ،‬وكذلك مساها حممد فاروق النبهان يف كتابه املدخل للتشريع اإلسالمي(‪ ،)22‬واملشكالت مجع مشكلة وهي‬
‫يف اللغة من أشكل‪ ،‬يقال أشكل األمر‪ :‬إذا التبس(‪.)23‬‬
‫‪ -7‬الواقعات‪:‬‬
‫وقال ابن عابدين‪ :‬الفتاوى أو الواقعات‪ :‬وهي مسائل استنبطها اجملتهدون املتأخرون ملا سئلوا عن ذلك(‪،)24‬‬
‫والواقعات مجع واقعة وهي لغة مبعىن نزل‪ ،‬أما يف االصطالح فهي احلادثة اليت حتتاج إىل استنباط حكم شرعي هلا‪،‬‬
‫وقيل هي الفتاوى املستنبطة للحوادث املستجدة(‪.)25‬‬
‫‪ -8‬املستجدات‪:‬‬
‫وهي املسائل احلادثة اليت مل يكن هلا وجود من قبل وهذه املسائل يكثر السؤال عن حكمها الشرعي(‪.)26‬‬
‫‪ -9‬احلوادث‪:‬‬
‫قال الشيخ حممد الربكيت‪" :‬احلوادث هي النوازل اليت يستفىت فيها"(‪.)27‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬الفرق بني فقه النوازل والفتاوى‪:‬‬
‫يف احلقيقة هناك ترادف بني النوازل والفتاوى واملسائل واألجوبة‪ ،‬وهي أمساء ملسمى واحد‪ ،‬غري أن النوازل‬
‫ختتص ابحلدوث والوقوع فهي لذلك أخص من الفتاوى اليت تشمل سؤال الناس عن األحكام سواء حدثت أومل‬
‫حتدث‪.‬‬
‫وقد ال يرد هذا الفرق إذا رجعنا إىل املعىن اللغوي لكلمة الفتوى فهي من الفتاء وهو احلداثة واجلدة‪ ،‬وقيل من‬
‫الفىت وهو الشاب احلدث(‪.)28‬‬
‫قال اإلمام الرازي يف تفسري قوله تعاىل (أ ََفْ تُ يوين ييف أ َْم يري)(‪ :)29‬معىن أفتوين‪ :‬أجيبوين يف األمر أي احلديث‬
‫اجلديد(‪.)30‬‬
‫وواضح أن األمر احلديث إما أن يكون هو نفسه حديثا وجديدا حقيقة‪ ،‬وإما أن يكون حديثا ابلنسبة للسائل‬
‫عنه ابخلصوص‪ ،‬ومن هنا يظهر التقارب اللغوي بني مصطلحي الفتوى والنازلة(‪.)31‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬أمهية فقه النوازل‬
‫املطلب األول‪ :‬أنواع القضااي املعاصرة وأمثلتها‪:‬‬
‫سأذكر فيما يلي جمموعة كبرية من القضااي والنوازل املعاصرة وأحيل يف اهلامش على اجملامع أو فتاوى العلماء‬
‫الذين حبثوا هذه القضااي لالستفادة منها(‪:)32‬‬
‫‪ -1‬قضااي يف العبادات‪:‬‬
‫الصالة يف الطائرة(‪.)33‬‬
‫استئجار الكنائس للصالة فيها (يف بالد الغرب)(‪.)34‬‬
‫أوقات الصالة والصيام يف البالد ذات خطوط العرض العالية الدرجات(‪.)35‬‬
‫حتديد أوائل الشهور القمرية ابحلساب(‪.)36‬‬
‫راكب الطائرة مىت يفطر؟(‪.)37‬‬
‫احلقنة هل تفطر؟(‪.)38‬‬
‫زكاة األسهم والسندات(‪.)39‬‬
‫استثمار أموال الزكاة(‪.)40‬‬
‫صرف الزكاة على الدعوة وعلى املراكز اإلسالمية(‪.)41‬‬
‫صرف الزكاة على بناء املساجد(‪.)42‬‬
‫مشكلة حلوم األضاحي يف احلج(‪.)43‬‬
‫‪ -2‬قضااي يف جمال األسرة واملرأة‪:‬‬
‫الزواج املدين(‪.)44‬‬
‫النكاح إبضمار نية الفرقة(‪.)45‬‬
‫زواج املسيار(‪.)46‬‬
‫التحرمي بنقل الدم(‪.)47‬‬
‫تنظيم النسل(‪.)48‬‬
‫إجهاض اجلنني الناتج عن اغتصاب(‪.)49‬‬
‫املشاركة السياسية للمرأة(‪.)50‬‬
‫وسائل تنظيم النسل(‪.)51‬‬
‫‪ -3‬قضااي اقتصادية ومالية (قضااي البيوع)‪:‬‬
‫الورق النقدي(‪.)52‬‬
‫البيع ابلتقسيط(‪.)53‬‬
‫بيع احلقوق اجملردة(‪.)54‬‬
‫بيع اخللو(‪.)55‬‬
‫الرتخيص التجاري(‪.)56‬‬
‫التأمني(‪.)57‬‬
‫تغري قيمة العملة(‪.)58‬‬
‫اإلجيار املنتهي ابلتمليك(‪.)59‬‬
‫إجراء العقود آبالت االتصال احلديثة (الفاكس واإلنرتنت)(‪.)60‬‬
‫األسواق املالية‪-‬البورصة(‪.)61‬‬
‫بطاقات االئتمان(‪.)62‬‬
‫عقد املزايدة(‪.)63‬‬
‫بيع الدم(‪.)64‬‬
‫البنوك الربوية والتعامل معه والعمل فيها(‪.)65‬‬
‫الفوائد املصرفية(‪.)66‬‬
‫الشرط اجلزائي(‪.)67‬‬
‫‪ -4‬قضااي طبية‪:‬‬
‫قتل الرمحة (تيسري املوت للمريض امليؤوس منه)(‪.)68‬‬
‫إجهاض اجلنني املشوه(‪.)69‬‬
‫أطفال األانبيب(‪.)70‬‬
‫بنوك احلليب(‪.)71‬‬
‫أجهزة اإلنعاش(‪.)72‬‬
‫زراعة األعضاء التناسلية(‪.)73‬‬
‫استخدام األجنة مصدراً لزراعة األعضاء(‪.)74‬‬
‫مداواة الرجل املرأة(‪.)75‬‬
‫مسؤوليات الطبيب وأخالقه وأدبه(‪.)76‬‬
‫مرض نقص املناعة املكتسبة (اإليدز)(‪.)77‬‬
‫االستنساخ(‪.)78‬‬
‫الرتق العذري(‪.)79‬‬
‫زراعة خالاي املخ واجلهاز العصيب(‪.)80‬‬
‫حكم تشريح جسم اإلنسان(‪ ،)81‬نقل الدم(‪.)82‬‬
‫إزالة الشحوم الزائدة (سحب الدهون)(‪.)83‬‬
‫العقاقري واألدوية احملتوية على حمرم(‪.)84‬‬
‫اختيار جنس اجلنني(‪.)85‬‬
‫األحكام املتعلقة ابلعالج الطيب(‪.)86‬‬
‫استئجار الرحم(‪ ،)87‬موت الدماغ(‪.)88‬‬
‫عمليات التجميل(‪.)89‬‬
‫‪ -5‬قضااي أخرى‪:‬‬
‫التجنس ابجلنسية األجنبية(‪.)90‬‬
‫الرايضات العنيفة (املالكمة‪ ،‬املصارعة)(‪.)91‬‬
‫املسرح والسينما(‪.)92‬‬
‫خطف الطائرات(‪.)93‬‬
‫حوادث السري(‪.)94‬‬
‫العمل يف احملالت اليت تبيع اخلمر واخلنزير(‪.)95‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬خصائص فقه النوازل‪:‬‬
‫ميتاز هذا النوع من الفقه خبصائص ومميزات أوجزها يف النقاط التالية‪:‬‬
‫النوازل يف معظم األحيان لون جديد من املسائل وطعم جديد مل يسبق حدوثها‪ ،‬هلذا قد تكون على الناس‬
‫غريبة يصعب فهمها من أول وهلة فهي حتتاج إىل إمعان نظر وإىل بصرية اثقبة‪.‬‬
‫وقليل منها نظري حمض أو تعليمي خالص كما هو حال كتب الفقه بصفة خاصة‪ ،‬فهو يف الغالب إجاابت‬
‫عن أسئلة يطرحها الناس وحل ملشكالت تتعلق حبياهتم اليومية هلذا كان هلا طعم خاص يقبل عليه الناس ويتلهفون‬
‫معرفة اجلواب الصحيح املتعلق به‪ ،‬فكانت مدعاة إىل إاثرة علم املتصدر هلا واستجالب رأيه والتعرف على اجتهاداته‬
‫واختياراته‪.‬‬
‫كما أن املسائل اليت حبثت يف فقه النوازل عدت ثروة جيدة‪ ،‬ومادة قانونية إسالمية صحيحة استطاعت أن‬
‫تدخل يف الكتب واملصنفات وأن تستمر ويقبل عليها الناس بلهفة‪ ،‬دون أن تفقد صالحيتها وقابليتها للحياة‪.‬‬
‫لذا نرى كيف أن املفتني استندوا إليها يف فتاواهم واستشهدوا هبا يف كتبهم‪ ،‬وأيدوا أجوبتهم مبضموهنا‪ ،‬أو‬
‫ابقتباس منها يف عبارهتا أو أجابوا هبا نفسها انسبني أجوبتهم إىل أصحاهبا(‪.)96‬‬
‫إن فقه النوازل خيتلف عن تلك االفرتاضات النظرية فهي مسائل واقعية حتدث للناس وكل متلهف ملعرفة‬
‫حكمها الشرعي‪.‬‬
‫كما تتميز املسائل املتعرض هلا يف فقه النوازل ابلتعقيد وكثرة تشابكها ودقة فهما وصعوبة حل معضالهتا‪ ،‬لذا‬
‫فهي حتتاج إىل مزيد جهد وإىل إمعان نظر وعدم التسرع يف احلكم واالجتهاد فيها‪.‬‬
‫كما أن أكثر هذه املشكالت والقضااي املطروحة قد سببت احلرج والضيق مبن نزلت هبم وهم يف حاجة ماسة‬
‫إىل من جييبهم عن تلك املسائل وإىل من يرفع احلرج عنهم ابالجتهاد والفتوى‬
‫املطلب الثالث‪ :‬فوائد وأمهية فقه النوازل‪:‬‬
‫لفقه النوازل فوائد تتعلق بصفة املسائل الواقعية اليت تعرض صورا من اجملتمع الذي نزلت فيه النازلة‪ ،‬وله فوائد‬
‫تتعلق ابلفتوى أو احلكم الشرعي‪ ،‬وله فوائد تعود على الفقيه اجملتهد الناظر يف الواقعة وفيما يلي ذكر هلذه الفوائد‪:‬‬
‫‪ -1‬أنه من العلوم اهلمة والفنون الضرورية يف حياة الناس اليوم‪ ،‬ألنه يرد وجييب عن مشكالت وقضااي‬
‫مستجدة وعويصة نزلت ابلناس وهم يف أمس احلاجة ملعرفة احلكم الشرعي فيها‪.‬‬
‫ومن املعلوم أن الناس مل يكونوا علماء كلهم ال يف عهد الرسول صلى هللا عليه وسلم وال يف عهد الصحابة‬
‫والتابعني واألئمة املرضيني‪ ،‬ولقد أمر هللا اجلاهل أن يسأل العامل عن احلكم فيما ينزل به من قضااي وواقعات‪ ،‬قال‬
‫تعاىل‪( :‬فَاسأَلُواْ أ َْهل ي‬
‫الذ ْك ير إين ُكنتُ ْم الَ تَ ْعلَ ُمو َن)(‪.)97‬‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫إذاً يهدف فقه النوازل إىل توليد البدائل الشرعية للمشكالت املطروحة على الساحة املعاصرة اجتماعيا‬
‫وسياسيا واقتصاداي وقانونيا‪...‬‬
‫‪ -2‬كما أن لفقه النوازل أمهية أخرى تتصل بصفة النوازل الواقعية اليت تعرض لنا صورا من اجملتمع الذي وقعت‬
‫فيه تلك النوازل من الناحية الفكرية واالجتماعية والسياسية واالقتصادية والتارخيية واألدبية‪:‬‬
‫أ‪ -‬فمن الناحية الفكرية‪ ،‬يعرفنا فقه النوازل ابلعالقة بني املذاهب الفقهية والفرق الكالمية ويظهر ذلك من‬
‫خالل املناظرات واملناقشات العلمية اليت كانت تدور بني علماء الفرق واملذاهب يف أثناء التعرض لنازلة من النوازل‪،‬‬
‫كما يظهر ذلك من خالل مواجهة األفكار املنحرفة مثل ظاهرة الردة والزندقة وكيف واجه العلماء هذه الظواهر‬
‫ابلقواعد الشرعية الالزمة يف هذا امليدان مع االجتهاد العادل(‪.)98‬‬
‫ب‪ -‬ومن الناحية االجتماعية تقدم "النوازل" الكثري من اإلشارات إىل أحوال اجملتمع اإلسالمي يف منطقة‬
‫النازلة من عادات يف األفراح واألتراح‪ ،‬كما تقدم لنا صورة حية عن حياة الناس وعاداهتم يف السلم واحلرب والعمران‬
‫وأنواع امللبوسات واملطعومات وما إىل ذلك‪ ،‬األمر الذي جيعل منها مصدرا وثيقا لعامل االجتماع مثلما هو للفقيه‬
‫والعامل‪.‬‬
‫وكل ذلك سوف يسجله التاريخ‪ ،‬وتتناقله األجيال‪ ،‬وتصبح كتب فقه النوازل من املصادر واملراجع اليت يرجع‬
‫إليها‪ ،‬لذا جند كثريا من املؤرخني قد انصرف إىل مصنفات النوازل والفتاوى لدراستها واستنباط ظواهر اجتماعية منها‬
‫واستنتاج إفادات اترخيية‪ ،‬ومن هؤالء املستشرق الفرنسي "جاك ابرك" الذي اعتىن بنوازل املازوين‪ -‬الذي استفاد كثريا‬
‫من كتب فقه النوازل إلبراز جوانب اجتماعية للمغرب يف عصر هذه النوازل‪.‬‬
‫ج‪ -‬ومن الناحية األدبية فإن لفقه النوازل فوائد عظيمة‪ ،‬فقد حتتوي األسئلة واألجوبة عن تلك النوازل على‬
‫قطع أدبية بليغة أو شعر اندر استشهد به‪ ،‬كما أهنا حتافظ لنا على لغة الفقه والفقهاء األدبية الرائعة‪.‬‬
‫د‪ -‬ومن الناحية السياسية تنقل هذه النوازل صورة واقعية حلوادث اترخيية متس ذلك اجملتمع الذي وقعت فيه‬
‫النازلة يف السلم واحلرب مما قد يفيد السياسي يف دراسته ومما يعينه يف فهم كثري من أحداث الزمان‪.‬‬
‫هـ‪ -‬ومن الناحية االقتصادية تقدم النوازل مجلة من الصور عن احلالة االقتصادية اليت متر هبا البالد اإلسالمية‪،‬‬
‫وعن امللكية والتجارة والبنوك وهذا كله ميكن معرفته من خالل تلك النوازل واملسائل املتعلقة ابملواضيع االقتصادية‪،‬‬
‫كطغيان البنوك الربوية على واقع املسلمني اليوم وكثرة األسئلة اليت يطرحها املسلمون ويطرحها الواقع املر الذي يتخبط‬
‫فيه اجلانب االقتصادي يف اجملتمعات املسلمة‪ ،‬ومشكلة الديون اليت تتعب كاهل الدول اإلسالمية وغريها من املواضيع‬
‫االقتصادية اليت حتتاج إىل فقه واجتهاد يف نوازهلا وواقعاهتا املريرة‪.‬‬
‫و‪ -‬ومن الناحية التارخيية تقدم "النوازل" أحدااث اترخيية وقعت لألمة اإلسالمية ونزلت هبا ومت اجلواب عنها‪،‬‬
‫وتقدم أحياان أحدااث أغفلها املؤرخون الذين ينصب اهتمامهم غالبا ابلشؤون السياسية وما يتصل ابحلكام واألمراء‬
‫ومثال عن ذلك ما حيدث اليوم يف أفغانستان من تقاتل بني الفصائل األفغانية‪ ،‬أو مثل احلرب العراقية اإليرانية اليت‬
‫وقعت يف الثمانينيات أو اجتياح العراق للكويت وما ترتب عليه من استعانة ابلكفار‪ ،‬وما حدث وحيدث إلخواننا‬
‫املسلمني يف يوغسالفيا من اضطهاد واغتصاب وما يستلزم ذلك من فقه واجتهاد جييب عن تلك الشدائد والنوازل‬
‫اليت تنزل ابألمة اإلسالمية يف عصورها املتتالية‪.‬‬
‫‪ -3‬ومن فوائد فقه النوازل ذلك األثر العلمي الذي ختلفه هذه اإلجاابت ألهنا حتفظ لنا مسائل واجتهادات‬
‫العلماء بنصها لتكون سجال للفتوى والقضاء ومرجعا مهما للمهتمني هبا من أهل االختصاص ال ميكن االستغناء‬
‫عنها حبال‪.‬‬
‫‪ -4‬كما أن فقه النوازل يعرفنا أبمساء المعة من العلماء اجملتهدين املفتيني‪ ،‬الذين تصدوا هلذه النوازل وأغاثوا‬
‫األمة‪ ،‬وكيف أهنم بذلوا اجلهد والوسع للوصول إىل احلكم الشرعي وذلك ابتباع أصول االجتهاد دون تعصب أو‬
‫هوى‪.‬‬
‫‪ -5‬وإضافة للفائدة السابقة فإن فقه النوازل يلقي األضواء على شخصية صاحب ذلك الفقه‪ ،‬وتدلنا على‬
‫اجتاهه وموقفه وعلى أصوله اليت اعتمد عليها يف اجتهاده وما إىل ذلك‪.‬‬
‫‪ -6‬كما أن لفقه النوازل فائدة أخرى‪ ،‬وهي فيما إذا نوقشت هذه املسائل يف اجملامع الفقهية اليت يتم تشكيلها‬
‫من علماء ميثلون مجيع الدول اإلسالمية‪ ،‬فإن ذلك من شأنه تلقيح أفكار العلماء واستفادة بعضهم من علم البعض‪،‬‬
‫وكذلك من أجل التعاون والتكاتف للوصول إىل احلكم الشرعي الصحيح‪ ،‬وهذا يعصمهم من اخلطأ أو االختالف‪،‬‬
‫كما يساعد على وضع األصول والضوابط االجتهادية مما يسهل على الفقيه واجملتهد النوازيل عمله يف استنباط‬
‫األحكام الشرعية‪.‬‬
‫هلذا كله دونت أجوبة العلماء وفتاوى الفقهاء يف تلك العصور الزاهرة وكانت مرجعا عظيما ملعرفة األحكام‪،‬‬
‫وثروة فقهية واسعة وكانت يف الوقت نفسه مصادر يرجع إليها خمتصون يف علم التاريخ واالجتماع واالقتصاد والسياسة‬
‫وينهلون منها ما يفيدهم ويعينهم على الفهم الصحيح والعلم الناجح‪.‬‬
‫وتدوين هذه النوازل ونشرها فيه الفائدة العظيمة ويكون وصال ملا انقطع من سلسلة البحوث الفقهية اليت‬
‫بدأها سلفنا العلماء األعالم‪.‬‬
‫‪ -7‬كسب األجر واملثوبة من هللا عز وجل‪ ،‬فإن الدارس "للنازلة" املتجرد الذي يريد أن يصل إىل حكمها‬
‫الشرعي إذا بذل جهده ووصل إىل حكم فيها فهو مأجور‪ ،‬إن أصاب فله أجران‪ ،‬وإن أخطأ فله أجر‪.‬‬
‫‪ -8‬احلرص على أتدية األمانة اليت محملها هللا العلماء؛ فقد أخذ هللا امليثاق على العلماء ببيان األحكام‬
‫الشرعية وعدم كتماهنا‪ ،‬وقد حصر التكليف هبم؛ فكان لزاما عليهم التصدي للفتوى يف النوازل ما استطاعوا إىل ذلك‬
‫سبيالً‪ ،‬وذلك إبراء للذمة ابلقيام بتكاليف إبالغ العلم وعدم كتمانه‪.‬‬
‫‪ -9‬كما أن هذه النوازل تثري الفقيه بعلم من سبقه من العلماء‪ ،‬ومن مت يستطيع االستفادة واإلفتاء بفتاوى‬
‫من سبقه إذا كانت مطابقة ومتناسبة مع النازلة أو على األقل أن يسلك مسالكهم ومناهجهم يف دراسة نوازل عصرهم‬
‫على انزلة عصره حىت يصل إىل استنباط احلكم الشرعي املناسب هلا‪.‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬االجتهاد يف النوازل‬
‫املطلب األول‪ :‬شروط املتصدر للفتوى يف النوازل‪:‬‬
‫من الضرورة أن يكون يف األمة عدد من العلماء اجملتهدين الذين نسميهم‪ :‬ابلعامل النوازيل أو الفقيه النوازيل أو‬
‫اجملتهد النوازيل‪ ،‬الذي إىل جانب توافر شروط االجتهاد فيه ‪-‬واليت سوف أذكرها بعد قليل‪ -‬جيب أن يكون ملما‬
‫أبمور أخرى مهمة أصبحت ضرورية خاصة يف هذا العصر حبوادثه املعقدة واملتشابكة‪ ،‬منها فهمه واقع عصره واستيعابه‬
‫للتكنولوجيا اليت ما فتأت تتطور وترتقي‪.‬‬
‫وليس كل أحد يصلح للفتوى واالجتهاد بل ال بد من توافر شروط معينة فيمن يتصدى لالجتهاد‪" :‬قال مالك‬
‫وجاء رجل ابن هرمز فأرسل بعض السالطني يستشريه يف الفتوى فسأله‪ :‬أتراين أهال لذلك؟ قال‪" :‬إن كنت عند‬
‫الناس كذلك ورأوك أهال لذلك فباشر"‪.‬‬
‫قال حممد بن رشد‪ :‬زاد يف هذه احلكاية يف كتاب األقضية أنه قال له‪ :‬إن رأيت نفسك أهال لذلك ورآك‬
‫الناس أهال لذلك فافعل‪ .‬وهي زايدة صحيحة ألنه هو أعرف بنفسه‪ ،‬فإن مل ير نفسه أهال لذلك فال ينبغي له أن‬
‫يفعل وإن رآه الناس أهال لذلك‪ ،‬وأما إذا مل يره الناس أهال لذلك فال ينبغي أن يفيت وإن رأى هو نفسه أهال لذلك‪،‬‬
‫ألنه قد يغلط فيما يعتقده يف نفسه من أنه أهل لذلك‪ ،‬وال حرج عليه إن فعل إذا علم من نفسه أنه قد كملت له‬
‫آالت االجتهاد أبن يكون عاملا ابلقرآن وابلسنة‪ ،‬مميزا بني صحيحها وسقيمها‪ ،‬عاملا أبقوال العلماء من الصحابة‬
‫والتابعني ومن بعدهم من فقهاء األمصار وما اتفقوا عليه وما اختلفوا فيه من أهل النظر واالجتهاد بصريا بوجه القياس‬
‫عارفا بوضع األدلة يف مواضعها‪ ،‬ويكون عنده من علم اللسان ما يفهم به معاين الكالم فإذا اجتمعت فيه هذه‬
‫اخلصال مع العدالة واخلري والدين صح استفتاؤه فيما ينزل من األحكام وجاز للعاصي تقليده فيها"(‪.)99‬‬
‫إذا البد أن تتوافر يف اجملتهد الذي يبحث يف حكم النوازل شروط االجتهاد املطلوبة يف العلماء اجملتهدين ألنه‬
‫ال يتأتى اجتهاد بدون آلته‪ ،‬وحىت ال تتعثر االجتهادات وحتيد عن أمر هللا تعاىل إذ ال ميكن فهم مقاصد الشرع يف‬
‫الكتاب الكرمي وسنة الرسول صلى هللا عليه وسلم إال هبا‪.‬‬
‫وشروط اجملتهد كما نص عليها علماء األصول(‪ )100‬يف كتبهم هي‪:‬‬
‫‪-1‬‬
‫أن يكون ابلغا‪ ،‬ألن غري البالغ مل يكمل عقله حىت يؤخذ بقوله‪.‬‬
‫‪-2‬‬
‫أن يكون عاقال‪ ،‬ألن غريه ال متييز له يهتدي به إىل ما يريد فال يعترب قوله‪ ،‬واملراد من الشرط‬
‫األول هو الوصول إىل جمرد العقل ابلبلوغ‪ ،‬أما الشرط الثاين فاملراد منه كماله‪.‬‬
‫‪-3‬‬
‫أن يكون عاملا بنصوص الكتاب والسنة يقول ابن النجار‪" :‬وليس املراد أن يعرف سائر آايت‬
‫القرآن ومجيع أحاديث السنة وإمنا املراد ما حيتاج إىل معرفته‪ ،"...‬وليس املراد بعلمه بذلك حفظه‪،‬‬
‫بل املراد أن يكون حبيث ميكن استحضاره لالحتجاج به ال حفظه(‪.)101‬‬
‫‪-4‬‬
‫يشرتط يف اجملتهد أيضا أن يكون عاملا ابلناسخ واملنسوخ منها ‪-‬أي من الكتاب والسنة‪ -‬حىت ال‬
‫يستدل بدليل منسوخ‪.‬‬
‫‪-5‬‬
‫العلم ابللغة العربية‪ :‬من حنو وصرف وغريمها من علوم اللغة العربية‪ ،‬وأن يكون عارفا بعلوم البالغة‬
‫من معان وبيان وبديع وبذا يستطيع النظر يف الدليل نظرا صحيحا ويستخرج منه األحكام‬
‫استخراجا قواي ويكفيه يف ذلك الدرجة الوسطى ال أن يبلغ مبلغ األئمة يف اللغة العربية كاخلليل‬
‫وسيبويه واألخفش(‪.)102‬‬
‫‪-6‬‬
‫أن يكون عاملا خبريا مبواقع اإلمجاع حىت ال يفيت وجيتهد خبالف ما أمجع عليه فيكون قد خرق‬
‫اإلمجاع‪ ،‬وخرق اإلمجاع حرام(‪.)103‬‬
‫‪-7‬‬
‫أن يكون عاملا أبسباب النزول يف اآلايت واألحاديث ليعرف املراد من ذلك‪ ،‬وما يتعلق هبما من‬
‫ختصيص أو تعميم‪ :‬وألن بعض النصوص نزل عاما وقد أريد به اخلصوص وال يفهم ذلك إال من‬
‫خالل العلم بسبب نزول النص‪.‬‬
‫‪-8‬‬
‫يشرتط فيه أن يكون عاملا أبصول الفقه‪ :‬أي أبن تكون له قدرة على استخراج أحكام الفقه من‬
‫أدلتها وذلك مبعرفة القواعد األصولية‪ ،‬وعليه أن يطول الباع يف هذا الشرط ويضطلع على‬
‫خمتصراته ومطوالته مبا تبلغ به طاقته فإن هذا العلم هو عماد فسطاط االجتهاد وأساسه الذي‬
‫تقوم عليه أركان بنائه(‪.)104‬‬
‫‪-9‬‬
‫عاملا مبقاصد الشريعة وعارفا مبصاحل الناس وعرفهم حىت يستنبط األحكام اليت توافق مقصد‬
‫الشارع وحىت ال يوقع الناس يف احلرج والعسر‪ :‬يقول اإلمام السيوطي نقال عن "مقاصد الشرع‬
‫قبلة اجملتهدين من توجه إىل جهة منها أصاب احلق"(‪.)105‬‬
‫شروط أخرى‪:‬‬
‫وميكننا أن نضيف إىل تلك الشروط اليت ذكرها العلماء يف اجملتهد شروطا أخرى واليت البد أن تتوافر يف اجملتهد‬
‫النوازيل بصفة خاصة وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬امللكة الفقهية‪:‬‬
‫وذلك أبن يكون ذا ملكة فقهية‪ :‬وقد تكونت لديه من خالل ممارسته ألساليب الفقهاء واصطالحاهتم‪ ،‬وأن‬
‫يكون شديد الفهم ابلطبع ملقاصد الكالم‪ ،‬ألن من دون هذه املرتبة لن تتأتى لديه القدرة على االستنباط املقصود‬
‫ابالجتهاد(‪.)106‬‬
‫‪ -2‬سعة األفق‪:‬‬
‫وجيب أن تتوفر يف اجملتهد النوازيل سعة األفق وتتحقق سعة األفق بعدم اجلهود على ظواهر ألفاظ النص‪،‬‬
‫وابلقدرة على تقليب وجوه النظر يف املشكلة‪ ،‬وإدراك تعدد وجوه القياس‪ ،‬وانتقاء األقوى أثرا واألكثر حتقيقا للمصلحة‬
‫وإن خفي مأخذه ودق خترجيه(‪.)107‬‬
‫‪ -3‬الدربة على الفتوى واالستنباط والتخريج‪:‬‬
‫البد من التدريب على ختريج األحكام‪ ،‬ألن التدريب يكسب الفقيه املرونة الفقهية الالزمة يف معاجلة‬
‫املشكالت احلديثة وضرورة التدريب على ختريج األحكام كضرورة التدريب على حل مسائل الرايضيات‪ :‬فكما ال‬
‫يكفي العلم ابلقوانني الرايضية دون التدرب عليها فكذلك ال يكفي العلم ابلقواعد األصولية دون التدرب على‬
‫تطبيقها واستنباط وختريج األحكام منها‪.‬‬
‫وقد تنبه اإلمام أبو حنيفة ‪-‬رمحه هللا‪ -‬قدميا إىل أمهية التدريب على ختريج األحكام فكان رمحه هللا تعاىل يدرب‬
‫خواص تالميذه على ذلك‪ :‬بطرح املشكلة عليهم مت يتلقى األحكام واإلجاابت منهم مث يناقش هذه األجوبة معهم‬
‫فيصحح منها ما يصحح ويرد ما يرد وال يكره أحداً على قول(‪ ،)108‬واهلدف من ذلك هو الدربة على الفتوى‬
‫واالستنباط‪.‬‬
‫‪ -4‬الفطنة والذكاء‪:‬‬
‫البد أن يكون اجملتهد النوازيل ذا فطنة وذكاء حادين يستطيع هبما فهم املسائل من مجيع جوانبها ليتوصل‬
‫بذلك إىل احلكم الصحيح‪ ،‬ومن عدم الفطنة والذكاء فقد يغيب عليه فهم النازلة وقد يغيب عليه فهم الدليل فهما‬
‫صحيحا فيكون حكمه جمانبا للصواب‪.‬‬
‫‪ -5‬معرفة الناس‪:‬‬
‫وهذا أصل عظيم حيتاج إليه الفقيه النوازيل‪ ،‬فإن مل يكن فقيها فيه‪ ،‬فقيها يف األمر والنهي يطبق أحدمها على‬
‫اآلخر‪ ،‬كان ما يفسد أكثر مما يصلح‪.‬‬
‫فإنه إذا مل يكن فقيها مبعرفة الناس فقد يتصور له الظامل بصورة املظلوم وعكسه‪ ،‬واحملق بصورة املبطل وعكسه‪،‬‬
‫وراج عليه املكر واخلداع واالحتيال‪ ،‬وتصور له الزنديق يف صورة الصديق‪ ،‬والكاذب يف صورة الصادق‪ ،‬ولبس كل‬
‫مبطل ثوب زور حتتها اإلمث والكذب والفجور‪ ،‬وهو جلهله ابلناس وأحواهلم وعوائدهم وعرفياهتم‪ ،‬فإن الفتوى تتغري بتغري‬
‫الزمان واملكان والعوائد واألحوال‪ ،‬وذلك كله من دين هللا كما تقدم بيانه(‪.)109‬‬
‫فرع‪ :‬وجوب ضبط املتصدين للفتوى واالجتهاد يف النوازل‪:‬‬
‫يقول الراغب األصفهاين‪" :‬ال شيء أوجب على السلطان من مراعاة املتصدين للرايسة ابلعلم فمن اإلخالل‬
‫هبا ينتشر الشر ويكثر األشرار‪ ،‬ويقع بني الناس التباغض والتنافر وذلك أن السواس أربعة األنبياء وحكمهم على‬
‫اخلاصة والعامة ظاهرهم وابطنهم‪ ،‬والوالة وحكمهم على ظاهر اخلاصة والعامة دون ابطنهم‪ ،‬واحلكماء وحكمهم على‬
‫بواطن اخلاصة‪ ،‬والوعاظ وحكمهم على بواطن العامة‪.‬‬
‫وصالح العامة مبراعاة أمر هذه السياسات لتخدم العامة اخلاصة‪ ،‬وتسوس اخلاصة العامة‪ ،‬وفساده يف عكس‬
‫ذلك وملا تركت مراعاة التصدي للحكمة والوعظ‪ ،‬وترشح قوم للزعامة يف العلم من غري استحقاق منهم هلا فأحدثوا‬
‫جبهلهم بدعا استغروا هبا العامة واستجلبوا هبا منفعة ورايسة‪ ،‬ووجدوا من العامة مساعدة ملشاكلتهم هلم وقرب جوهرهم‬
‫منهم‪ ،‬فكل قرين إىل شكله كأنس اخلنافس ابلعقرب وفتحوا بذلك طرقا منسدة ورفعوا هبا ستورا مسبلة وطلبوا منزلة‬
‫اخلاصة فوصلوا إليها ابلوقاحة ومبا فيهم من الشرة‪ ،‬فب مدعوا العلماء وكفروهم اغتصااب لسلطاهنم ومنازعة يف مكاهنم‪،‬‬
‫فأغروا هبم أتباعهم حىت وطؤهم أبخفافهم وأظالفهم فتولد من ذلك البوار واجلور العام"(‪ .)110‬إن أمر الدين عظيم‬
‫وخطري‪ ،‬ومن أجل هذا حرم هللا القول فيه بغري علم‪ ،‬قال تعاىل‪( :‬قُل إي مَّنَا ح مرم ريب الْ َفو ي‬
‫اح َ َما هَ َه َر يم ْن َها َوَما بَطَ َن‬
‫َ َ ََ َ‬
‫ْ‬
‫م‬
‫ّلل ما ََل ي ن يز ْل بي يه س ْلطَاانً وأَن تَ ُقولُواْ علَى ي‬
‫ي‬
‫اّلل َما الَ تَ ْعلَ ُمو َن)(‪.)111‬‬
‫َ‬
‫َوا يإل ْْثَ َوالْبَ غْ َي بيغَ ْيري ا ْْلَ يق َوأَن تُ ْش يرُكواْ ياب َ ْ ُ َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫حتصل على آلة االجتهاد وتوفرت فيه شروط االجتهاد املعروفة‬
‫لذا جيب أن يتوىل النظر يف فقه النوازل من م‬
‫واملذكورة يف كتب أصول الفقه واليت أشران إليها قريبا‪" ،‬أما أدعياء االجتهاد الذين ال ميلكون إال اجلراءة على النصوص‬
‫ابألصول وإتيان البيوت من غري أبواهبا فهؤالء ينبغي أن يرفضوا حفاظا على قداسة الدين وحرمة الشريعة"(‪.)112‬‬
‫وينبغي ألولياء األمور القيام بواجبهم يف هذا فال يسمحوا ابلفتوى واالجتهاد إال ملن كان أهالً لذلك‪ ،‬وأما من‬
‫كان بعيداً عن االجتهاد وال حيمل آلته فينبغي منعه بقوة السلطان‪ ،‬حفاظا على الدين وعلى أنفس وأرواح الناس‪...‬‬
‫فرع‪ :‬ضرورة اإلملام بعلم مقاصد الشريعة للمجتهدين يف النوازل‪:‬‬
‫أمر املقاصد الشرعية أمر يف غاية األمهية ابلنسبة حلملة العلم الشرعي واملتفقهني واجملتهدين يف النوازل والوقائع‬
‫املستجدة‪.‬‬
‫إذ إهنا كالبوصلة اليت حتدد للمسافر صحة اجتاهه من عدمه فهي ابإلضافة ‪-‬إىل شروط االجتهاد اليت جيب‬
‫توافرها يف اجملتهد‪ -‬تساعد الباحث عن أحكام الشريعة يف حتديد صحة سريه‪ ،‬وسالمة طريقه يف التعامل مع نصوص‬
‫الكتاب والسنة وعباراهتا واستخراج واستنباط مدلوالهتا ومعانيها ومراميها‪.‬‬
‫إن االلتفات إىل فقه املقاصد يساعد على جتاوز كثري من املزالق اليت قد يقع فيها بعض الفقهاء واجملتهدين أو‬
‫طلبة العلم حني يقصرون نظرهم على دليل جزئي شرعي‪ ،‬غري ملتفتني إىل موقعه يف سياقه العام من كليات الشريعة‬
‫ومقاصدها العامة‪ ،‬وما قد يرتتب على تنزيله يف الواقع ابلكيفية اليت ارأتوها غري عابئني ابملوازنة بني املصاحل واملفاسد‬
‫الذي هو مثرة لفقه املقاصد والذي هو يف احلقيقة لب السياسة الشرعية وروحها وحقيقتها يف التعامل مع األحداث‬
‫والوقائع واملستجدات يف احلياة ببصرية وهدى وفقه وعقل وما أقل من مجع ذلك يف زماننا‪.‬‬
‫وإن مثل من يتصدى للفتوى واالجتهاد يف النوازل من غري إملام مبقاصد الشرع وال معرفة حقيقية ابلواقع مثل‬
‫من يبحث عن الثمرة يف غري شجرهتا‪ ،‬أو كمن حياول استنبات البذرة يف غري بيئتها ومكاهنا املناسب الذي ال تنمو‬
‫وتنتج إال فيه‪ ،‬وأىن هلذا أو لذلك أن يبلغ املراد أو يصل للغاية واهلدف(‪.)113‬‬
‫وإذا عرضت على الفقيه واقعة ليس فيها نص حكم للشارع فإنه يعطي هذه الواقعة حكما يتفق مع مقاصد‬
‫الشارع‪ ،‬وذلك أبن يكون احلكم حمققا مصلحة من جنس املصاحل اليت دلت النصوص على اعتبارها‪ ،‬ومن ذلك أن‬
‫الصحابة حكموا بتضمني الصناع السلع اليت تتلف أبيديهم‪ ،‬حمافظة على األموال‪ ،‬وحكموا بقتل اجلماعة إذا اشرتكوا‬
‫يف قتل الواحد‪ ،‬حفظا لألرواح‪ ،‬وحفظ املال والنفس من املصاحل اليت الحظها الشارع يف تشريعه‪ ،‬وسار على وفقها يف‬
‫تشريع األحكام‪.‬‬
‫وأخريا فإن الفقيه يزن األدلة اجلزئية الظنية مبقاصد الشارع اليت قامت أدلته على اعتبارها‪ ،‬فما كان منها خمالفا‬
‫هلذه املقاصد رده ومل يعتمد عليه يف االستنباط‪ ،‬فقد ردت عائشة رضي هللا عنها حديث "إن امليت ليعذب ببكاء‬
‫أهله عليه"(‪ )114‬ألنه خيالف مقصدا شرعيا دل عليه قوله تعاىل‪( :‬أ مَال تَ يزر وا يزرةٌ يو ْزر أُ ْخرى*وأَن لمْيس لي ْيْلنس ي‬
‫ان إيمال َما‬
‫َُ َ َ َ َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َس َعى)(‪ )115‬وأمهل "مالك" اعتبار حديث "من مات وعليه صوم صام وليه عنه"(‪ ،)116‬ملخالفته هلذا املقصد‬
‫أيضا(‪.)117‬‬
‫إن اجملتهد يف حاجة إىل معرفة مقاصد الشارع وإىل الطرق اليت هبا تعرف املقاصد حىت تكون مقاصده اتبعة‬
‫ملقاصد الشارع وحمكومة هبا‪ ،‬وذلك ألن اجتهاده يف األمور اليت ليست داللتها واضحة إمنا يقع موقعه على فرض أن‬
‫يكون ما ظهر له هو األقرب إىل قصد الشارع‪ ،‬واألوىل أبدلة الشريعة دون ما ظهر لغريه من اجملتهدين فيجب عليه‬
‫اتباع ما هو األقرب‪ ،‬وأما غري اجملتهد فهو حباجة لعلم املقاصد للتعرف على أسرار التشريع وحكمه‪ .‬وكذلك لتنشيط‬
‫العقل املسلم وختليصه من األمراض والعلل النامجة عن النظر اجلزئي‪ ،‬وتناسي الغاايت وجتاهل املقاصد والتشبث‬
‫ابألمور الشكلية واللفظية واإلحالة على التعبد ألدىن مالبسة وجتاهل احلكم أو الكسل عن طلبها والتفتيش عنها‪.‬‬
‫وإن العلم مبقاصد الشريعة وأهدافها وغاايهتا يساعد كثريا على إخراج العقل املسلم من تلك الوهدة ويعاجله من‬
‫تلك األمراض ويعيد إليه نقاءه وصفاءه وأتلقه وقدرته على العطاء واالجتهاد وتوخي املقاصد والغاايت(‪.)118‬‬
‫قال عبد الوهاب خالف‪" :‬ومعرفة املقصد العام من التشريع من أهم ما يستعان به على فهم نصوصه حق‬
‫فهمها‪ ،‬وتطبيقها على الوقائع‪ ،‬واستنباط احلكم فيما ال نص فيه‬
‫(‪)119‬‬
‫ألن داللة األلفاظ والعبارات على املعاين قد‬
‫حتتمل عدة وجوه‪ ،‬والذي يرجح واحدا من هذه الوجوه هو الوقوف على مقصد الشارع‪ ،‬وألن بعض النصوص قد‬
‫تتعارض ظواهرها‪ ،‬والذي يرفع هذا التعارض ويوفق بينها أو يرجح أحدها هو الوقوف على مقصد الشارع‪ ،‬وألن كثريا‬
‫من الوقائع اليت حتدث رمبا ال تتناوهلا عبارات النصوص‪ ،‬ومتس احلاجة إىل معرفة أحكامها أبي دليل من األدلة‬
‫الشرعية‪ ،‬واهلادي يف هذا االستدالل هو معرفة مقصد الشارع‪.‬‬
‫وهلذا يعىن رجال السلطة التشريعية يف احلكومات احلاضرة بوضع املذكرات التفسريية‪ ،‬اليت تبني املقصد من‬
‫تشريع القانون بوجه عام‪ ،‬وتبني املقصد اخلاص من كل مادة من مواده‪ ،‬وهذه املذكرات التفسريية ومجيع البحوث‬
‫واملناقشات اليت تبودلت أثناء حتضري القانون وتشريعه هي عون رجال القضاء على فهم القانون وتطبيقه بنصوصه‬
‫وروحه ومعقوله‪ .‬وكذلك نصوص األحكام الشرعية ال تفهم على وجهها الصحيح إال إذا عرف املقصد العام للشارع‬
‫من تشريع األحكام وعرفت الوقائع اجلزئية اليت من أجلها نزلت األحكام القرآنية أو وردت السنة القولية أو‬
‫العملية(‪.)120‬‬
‫اجتهاد الصحابة يف النوازل‪:‬‬
‫قال ابن القيم اجلوزية يف كتابه إعالم املوقعني‪ ..." :‬وقد كان أصحاب رسول هللا صلى هللا عليه وسلم جيتهدون‬
‫يف النوازل‪ ،‬ويقيسون بعض األحكام على بعض‪ ،‬ويعتربون النظري بنظريه‪.‬‬
‫وقد اجتهد الصحابة يف زمن النيب صلى هللا عليه وسلم يف كثري من األحكام ومل يعنمفهم‪ ،‬كما أمرهم يوم‬
‫األحزاب أن يصلوا العصر يف بين قريظة‪ ،‬فاجتهد بعضهم وصالمها يف الطريق‪ ،‬وقال‪ :‬مل يرد منا التأخري‪ ،‬وإمنا أراد سرعة‬
‫أخروها إىل بين قريظة فصلوها ليالً‪ ،‬نظروا إىل اللفظ‪ ،‬وهؤالء سلف أهل‬
‫النهوض‪ ،‬فنظروا إىل املعىن‪ ،‬واجتهد آخرون و م‬
‫الظاهر‪ ،‬وهؤالء سلف أصحاب املعاين والقياس(‪.)121‬‬
‫وملا كان علي رضي هللا عنه ابليمن أاته ثالثة من نفر خيتصمون يف غالم‪ ،‬فقال كل منهم‪ :‬هو ابين‪ ،‬فأقرع علي‬
‫بينهم‪ ،‬فجعل الولد للقارع‪ ،‬وجعل عليه للرجلني ثلثي الدية‪ ،‬فبلغ النيب صلى هللا عليه وسلم فضحك حىت بدت‬
‫نواجذه من قضاء علي ‪-‬رضي هللا عنه‪ ،)122(-‬واجتهد سعد بن معاذ يف بين قريظة وحكم فيهم ابجتهاده‪ ،‬فصوبه‬
‫ت فيهم حبكم هللا من فوق سبع مساوات"(‪.)123‬‬
‫النيب صلى هللا عليه وسلم وقال‪" :‬لقد َح َك ْم َ‬
‫واجتهد الصحابيان اللذان خرجا يف سفر‪ ،‬فحضرت الصالة وليس معهما ماء فصليما‪ ،‬مث وجدا املاء يف الوقت‪،‬‬
‫فأعاد أحدمها ومل يعد اآلخر‪ ،‬فصوهبما النيب صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وقال للذي مل يعد‪" :‬أصبت السنة‪ ،‬وأجزأتك‬
‫صالتك" وقال لآلخر "لك األجر مرتني"(‪.)124‬‬
‫وملا قاس جمزز املدجلي وقاف وحكم بقياسه وقيادته على أن أقدام زيد وأسامة ابنه بعضها من بعض سر بذلك‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم حىت برقت أسارير وجهه من صحة هذا القياس وموافقته للحق‪ ،‬وكان زيد أبيض وابنه‬
‫أسامة أسود‪ ،‬فأحلق هذا القائف الفرع بنظريه وأصله وألغى وصف السواد والبياض الذي ال أتثري له يف احلكم(‪.)125‬‬
‫وقال أبو بكر الصديق ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬يف الكاللة‪ :‬أقول فيها برأيي‪ ،‬فإن يكن صوااب فمن هللا‪ ،‬وإن يكن‬
‫(‪)126‬‬
‫رد شيئا‬
‫خطأ فمين ومن الشيطان‪ ،‬أراه ما خال الوالد والولد ‪ ،‬وملا ا ْستخلف عمر قال‪ :‬إين ألستحيي من هللا أن أ م‬
‫قاله أبو بكر‪ ،‬وقال الشعيب عن شريح قال‪ :‬قال يل عمر‪ :‬أقض مبا استبان لك من كتاب هللا‪ ،‬فإن مل تعلم كل كتاب‬
‫هللا فاقض مبا استبان لك من قضاء رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فإن مل تعلم كل أقضية رسول هللا صلى هللا صلى‬
‫عليه وسلم فاقض مبا استبان لك من أئمة املهتدين‪ ،‬فإن مل تعلم كل ما قضت به أئمة املهتدين فاجتهد رأيك‪،‬‬
‫واستشر أهل العلم والصالح(‪.)127‬‬
‫وقد اجتهد ابن مسعود يف املفوضة وقال‪ :‬أقول فيها برأيي‪ ،‬ووفمقه هللا للصواب‪ ،‬وقال سفيان عن عبد الرمحن‬
‫األصبهاين عن عكرمة قال‪ :‬أرسلين ابن عباس إىل زيد ابن اثبت أسأله عن زوج وأبوين‪ ،‬فقال‪ :‬للزوج النصف‪ ،‬ولألم‬
‫ضل أما على أب‪،‬‬
‫ثلث ما بقي‪ ،‬ولألب بقية املال‪ ،‬فقال‪ :‬جتده يف كتاب هللا أو تقول برأيك؟ قال‪ :‬أقوله برأيي‪ ،‬وال أف م‬
‫كرم هللا وجهه وزيد بن اثبت يف املكاتب‪ ،‬وقايسه يف اجلد واإلخوة‪ ،‬وقاس ابن عباس‬
‫وقايس علي بن أيب طالب م‬
‫األضراس ابألصابع‪ ،‬وقال‪ :‬عقلها سواء‪ ،‬اعتربوها هبا(‪.)128‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬طريقة االجتهاد يف اإلسالم‪:‬‬
‫ي‬
‫ي‬
‫مي‬
‫از ْعتُ ْم ييف َش ْي ٍء‬
‫يعواْ ال مر ُس َ‬
‫ول َوأ ُْويِل األ َْم ير يمن ُك ْم فَيإن تَ نَ َ‬
‫يعواْ اّللَ َوأَط ُ‬
‫آمنُواْ أَط ُ‬
‫ين َ‬
‫يقول تعاىل‪َ ( :‬اي أَيُّ َها الذ َ‬
‫ي‬
‫اّلل وال مر ُس ي‬
‫ول)(‪.)129‬‬
‫فَ ُردُّوهُ إي َىل َ‬
‫وبني رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ملعاذ كيفية االجتهاد يف النوازل يف احلديث املشهور‪ :‬فعن أانس من أهل‬
‫م‬
‫محص من أصحاب معاذ بن جبل أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ملا أراد أن يبعث معاذا إىل اليمن قال‪" :‬كيف‬
‫تقضي إذا عرض لك قضاء؟" قال‪ :‬أقضي بكتاب هللا‪ ،‬وقال‪" :‬فإن مل جتد يف كتاب هللا؟" قال‪ :‬فبسنة رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وسلم‪ ،‬قال‪" :‬فإن مل جتد يف سنة رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وال يف كتاب هللا؟" قال‪ :‬أجتهد رأيي وال‬
‫آلو‪ ،‬فضرب رسول هللا صلى هللا عليه وسلم صدره وقال‪" :‬احلمد هلل الذي وفق رسول رسول هللا ملا يرضي رسول‬
‫هللا"(‪.)130‬‬
‫وكذلك كان دأب اخللفاء إذا عرضت هلم انزلة‪ :‬فإهنم أول ما ينظرون فيه كتاب هللا‪ ،‬فإن مل جيدوا فيه حكما‬
‫قضوا ابلسنة فإن مل يكن يف القرآن والسنة حكم يف ذلك األمر‪ ،‬اجتمعوا ونظروا يف املسألة ابالجتهاد اجلماعي‪.‬‬
‫وعن شريح أن عمر بن اخلطاب كتب إليه‪" :‬إذا أاتك أمر فاقض فيه مبا يف كتاب هللا‪ ،‬فإن أاتك ما ليس يف‬
‫كتاب هللا فاقض مبا سن فيه رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬فإن أاتك ما ليس يف كتاب هللا‪ ،‬ومل يسن فيه رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم فاقض مبا اجتمع عليه الناس‪ ،‬إن أاتك ما ليس يف كتاب هللا ومل يسنه رسول هللا ومل يتكلم فيه‬
‫أحد فأي األمرين شئت فخذ به"(‪.)131‬‬
‫وعن عبيد هللا بن أيب يزيد قال‪" :‬مسعت ابن عباس إذا سئل عن شيء فإن كان يف كتاب هللا قال به‪ ،‬فإن مل‬
‫يكن يف كتاب هللا وكان عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال به‪ ،‬فإن مل يكن يف كتاب هللا وال عن رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وسلم‪ ،‬وكان عن أيب بكر وعمر رضي هللا عنهما قال به‪ ،‬فإن مل يكن يف كتاب هللا وال عن رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وسلم وال عن أيب بكر وال عن عمر اجتهد رأيه"(‪.)132‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬ضوابط االجتهاد يف النوازل‪:‬‬
‫إن االجتهاد ضروري يف هذا العصر‪ ،‬وأمهيته واضحة حلياتنا اإلسالمية املعاصرة‪ ،‬وحىت يستطيع الفقه اإلسالمي‬
‫مواكبة العصر ويكون قادراً على عالج املشكالت والنوازل املتجددة وفقاً ألصول الشريعة اإلسالمية ومقاصدها "ال‬
‫بد وأن نضع له املنهج القومي الذي حيكمه‪ ،‬ونوضح املعامل والضوابط اليت تنظم سريه وحتدد غايته وتضبط‬
‫طريقه‪.)133("...‬‬
‫إن الذي ينظر يف النوازل البد وأن يكون مسلحاً بشروط االجتهاد اليت ذكرانها سابقاً‪ ،‬كما أنه البد وأن‬
‫يكون مستحضراً لعدة أمور أخرى مثل‪ :‬فهم واقع املسألة‪ ،‬وإعطاؤها حقها من االستيعاب واالستيضاح‪ ،‬واالستعانة‬
‫أبهل اخلربة واالختصاص‪ ،‬وفهم مقاصد الشريعة يف النازلة‪ ،‬وحتقيق املصاحل اليت ال تصدم ابلشرع‪ ،‬ومبدأ رعاية‬
‫الضرورات واألعذار وغري ذلك من القواعد واملبادئ‪.‬‬
‫إن هذه القواعد اليت سنذكر بعضاً منها ستساعد اجملتهد يف الوصول للحكم الصحيح للنازلة ‪-‬إبذن هللا‬
‫وتوفيقه‪ ،-‬وابلتايل نضمن فيها إذا التزم اجملتهد هبا أن االجتهاد املعاصر يسري يف الطريق الصحيح الذي رمسه اإلسالم‬
‫لالجتهاد والفقه والفتوى بعيداً عن اخلطأ والزلل‪.‬‬
‫وفيما يلي أهم املعامل والضوابط لالجتهاد والنظر يف النوازل املعاصرة‪:‬‬
‫‪ -1‬مجع كل ما يتصل ابلنازلة من أدلة وقرائن‪:‬‬
‫إذا وقعت حادثة أو انزلة جديدة‪ :‬فعلى اجملتهد إذا أراد النظر فيها أن يستجمع كل ما يتعلق هبا من‪ :‬آايت‬
‫قرآنية وأحاديث نبوية وآاثر السلف‪ ،‬وأوجه القياس املمكنة‪ ،‬ونواح لغوية‪ ،‬ويبحث عن حكم القضية املستجدة يف‬
‫اجتهادات األئمة وكتب الفقه القدمية‪.‬‬
‫يقول اإلمام الشافعي‪" :‬وال يكون ألحد أن يقيس حىت يكون عاملا مبا مضى قبله من السنن وأقاويل السلف‬
‫وإمجاع الناس واختالف العلماء ولسان العرب ويكون صحيح العقل ليفرق بني املشتبهات‪ ،‬وال يعجل‪ ،‬وال ميتنع من‬
‫االستماع ممن خالفه ليتنبه بذلك على غفلة إن كانت‪ ،‬وأن يبلغ غاية جهده‪ ،‬وينصف من نفسه حىت يعرف من أين‬
‫قال ما قال‪.)134("...‬‬
‫وقال علي بن احلسن بن شقيق مسعت عبد هللا بن املبارك يسأل‪ :‬مىت يسع الرجال أن يفيت؟‪ ،‬قال‪ :‬إذا كان‬
‫عامل ابألثر بصرياً ابلرأي"(‪.)135‬‬
‫قال ابن عبد الرب‪" :‬ال يكون فقيهاً يف احلادث ما مل يكن عاملاً ابملاضي"(‪.)136‬‬
‫وكم من املسائل والقضااي يظنها الباحث جديدة حادثة فتبني بعد البحث والتنقيب أهنا ليست كذلك‪.‬‬
‫‪ -2‬استفراغ الوسع‪:‬‬
‫فال اجتهاد يف أي قضية من القضااي إال بعد استفراغ الوسع‪ :‬وذلك أبن يبذل اجملتهد أقصى ما يف وسعه يف‬
‫تتبع األدلة والبحث عنها يف مظا مهنا وبيان منزلتها‪ ،‬واملوازنة بينها إذا تعارضت ابالستفادة مما وضعه علماء األصول من‬
‫قواعد التعادل والرتجيح(‪.)137‬‬
‫والتسرع يف إبداء احلكم وعدم التثبت والرتوي يف النازلة مما يوقع اجملتهد يف اخلطأ‪.‬‬
‫وإذا كانت النازلة غامضة أو غري مفهومة أومل يعلم الفقيه حكمها فإنه ال حيل له التسرع يف إبداء الرأي فيها‪،‬‬
‫بل البد من سؤال أقرانه وطلب مساعدهتم للوصول إىل احلق‪ ،‬ومىت أقدم على الفتوى وهو غري عامل فقد تعرض لعقوبة‬
‫هللا ودخل حتت قوله تعاىل‪( :‬إي مَّنَا ح مرم ريب الْ َفو ي‬
‫اح َ َما هَ َه َر يم ْن َها َوَما بَطَ َن َوا يإل ْْثَ َوالْبَ غْ َي بيغَ ْيري ا ْْلَ يق َوأَن تُ ْش يرُكواْ‬
‫َ َ ََ َ‬
‫ّلل ما ََل ي ن يز ْل بي يه س ْلطَاانً وأَن تَ ُقولُواْ علَى ي‬
‫ي‬
‫اّلل َما الَ تَ ْعلَ ُمو َن) [األعراف‪]33 :‬‬
‫َ‬
‫ياب َ ْ ُ َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫وعن أيب هريرة رضي هللا عنه قال النيب صلى هللا عليه وسلم‪" :‬من أفيت بغري علم فإن إمثه على من‬
‫أفتاه"(‪ ،)138‬وعن ابن عباس رضي هللا عنه قال‪" :‬من أفىت بفتيا وهو يعمى عنها كان إمثها عليه"(‪.)139‬‬
‫إن الفتاوى ختتلف يف وزهنا فمنها ما ال حيتاج إال قليل من التدبر‪ ،‬وهي الفتاوى املطروقة املمهدة السبيل‪ ،‬اليت‬
‫أدلتها واضحة جلية يقع عليها النظر مبجرد البحث عنها‪ ،‬ومنها ما حيتاج إىل تدقيق نظر وعمق حبث‪ :‬ألهنا تتطلب‬
‫وقتاً‪ ،‬كما عرض لإلمام مالك ‪-‬رمحه هللا‪ -‬فإنه روي أنه قال‪ :‬إين ألفكر يف مسألة بضع عشرة سنة فما اتفق يل رأي‬
‫إىل اآلن(‪.)140‬‬
‫واملالَ َحظ إذا توقف اإلمام مالك وهو من هو يف علمه وبعد نظره وسعة مداركه‪.‬‬
‫قال عبد الرمحن بن مهدي‪ :‬جاء رجل إىل مالك‪ :‬فسأله عن شيء فمكث أايماً ما جييبه‪ ،‬فقال‪ :‬اي أاب عبد هللا‬
‫إين أريد اخلروج‪ ،‬فأطرق طويالً ورفع رأسه فقال‪ :‬ما شاء هللا!‪ ،‬اي هذا إين أتكلم فيما أحتسب فيه اخلري ولست أحسن‬
‫مسألتك هذه(‪ ،)141‬وقال ابن وهب‪ :‬مسعت مالكاً يقول‪ :‬العجلة يف الفتوى نوع من اجلهل واخلرق(‪.)142‬‬
‫‪ -3‬التزام النصوص وعدم االجتهاد يف املسائل القطعية‪:‬‬
‫فعلى اجملتهد يف القضااي املستجدة االلتزام مبا تدل عليه النصوص الشرعية حبسب داللتها مباشرة أو حبسب‬
‫ظواهرها العامة ‪-‬أي بنصها أو ظاهرها‪:-‬‬
‫فإن أول ما جيب البحث فيه عن حكم املسألة هو يف النصوص من كتاب أو سنة‪ ،‬كما كان يفعل الصحابة‬
‫الكرام يف اجتهادهم بعد النيب صلى هللا عليه وآله وسلم(‪.)143‬‬
‫فال جيوز فتح ابب االجتهاد يف حكم ثبت بداللة القرآن القاطعة‪ ،‬مثل فرضية الصيام على األمة‪ ،‬أو حترمي‬
‫اخلمر‪ ،‬أو حلم اخلنزير‪ ،‬أو أكل الراب‪ ،‬أو إجياب قطع يد السارق إذا انتفت الشبهات واستوفيت الشروط‪ ،‬ومثل توزيع‬
‫تركة األب امليت بني أوالده للذكر مثل حظ األنثيني‪ ،‬وحنو ذلك من أحكام القرآن والسنة اليقينية‪ ،‬اليت أمجعت عليها‬
‫األمة‪ ،‬وأصبحت معلومة من الدين ابلضرورة‪ ،‬وصارت هي عماد الوحدة الفكرية والسلوكية لألمة‪.‬‬
‫ومقتضى هذا أال ننساق وراء املتالعبني الذين يريدون حتويل حمكمات النصوص إىل متشاهبات‪ ،‬وقطعيات‬
‫األحكام إىل ظنيات‪ ،‬قابلة لألخذ والرد‪ ،‬واإلرخاء والشد‪.‬‬
‫جيب أن نذكر أن جمال االجتهاد هو األحكام الظنية الدليل‪ ،‬أما ما كان دليله قطعاً فال سبيل إىل االجتهاد‬
‫فيه(‪ .)144‬وجيب تطبيق احلكم الوارد فيه دون تردد‪.‬‬
‫‪ -4‬مراعاة األعراف والعادات‪:‬‬
‫العرف‪ :‬هو ما اعتاده الناس‪ ،‬وساروا عليه‪ ،‬من كل فعل شاع بينهم‪ ،‬أو لفظ تعارفوا إطالقه على معىن خاص‬
‫ال أتلفه اللغة‪ ،‬وال يتبادر غريه عند مساعه‪ ،‬وهذا يشمل العرف العملي والعرف القويل‪.‬‬
‫والشارع احلكيم راعى الصحيح من عرف العرب يف التشريع ففرض الدية على العاقلة‪ ،‬وشرط الكفاءة يف‬
‫الزواج‪ ،‬واعترب العصبية يف الوالية واإلرث‪ ،‬والعرف حجة يف الشريعة‪ ،‬فتفهم النصوص الشرعية من القرآن والسنة بداللة‬
‫العرف القائم حني ورود النص‪ ،‬وال يلتفت لتبدل األعراف‪ ،‬وخيصص النص عند احلنفية واملالكية ابلعرف العام‬
‫العملي‪ ،‬فال تلزم املرأة الشريفة القدر إبرضاع ولدها‪ ،‬ويقصد ابلطعام الذي حيرم يف الراب الرب‪ ،‬كما خيصص القياس‪،‬‬
‫ويرتك النص املذهيب ابلعرف اخلاص املعارض له‪ ،‬فيحكم بطهارة خرء احلمام يف املسجد‪ ،‬وتصح اإلجارة املشروطة‬
‫بشرط متعارف عليه‪.)145(...‬‬
‫وهلذا قال العلماء‪ :‬العادة حمكمة‪ ،‬والثابت ابلعرف اثبت بدليل شرعي‪ ،‬وقالوا أيضاً‪ :‬كل ما ورد به الشرع‬
‫مطلقاً وال ضابط له فيه وال يف اللغة يرجع فيه إىل العرف(‪ ،)146‬واإلمام مالك بىن كثرياً من أحكامه على عمل أهل‬
‫املدينة‪ ،‬والشافعي ملا نزل مبصر غري بعض األحكام اليت كان قد ذهب إليها وهو يف العراق لتغري العرف وأصبح معروفاً‬
‫يف املذهب الشافعي‪ :‬قال الشافعي يف القدمي وقال الشافعي يف اجلديد‪ ،...‬ويف فقه احلنفية أحكام كثرية مبنية على‬
‫العرف منها‪ :‬إذا اختلف املتداعيان وال بينة ألحدمها فالقول ملن يشهد له العرف(‪.)147‬‬
‫فعلينا وحنن جنتهد أن نعرتف مبا طرأ على حياتنا من تغريات يف األفكار واألعراف والعالقات والسلوك‪ ،‬وأن‬
‫نقدر ظروف العصر وضروراته‪ ،‬وما عمت به البلوى‪ ،‬وأن نطبمق على الواقع ما قرره علماؤان من تغري الفتوى بتغري‬
‫الزمان واملكان والعرف واحلال(‪.)148‬‬
‫ورحم هللا ابن أيب زيد القريواين صاحب "الرسالة" املشهورة يف الفقه املالكي‪ ،‬حيث كان يسكن يف أطراف‬
‫املدينة‪ ،‬فاختذ كلبا للحراسة فقيل له‪ .‬كيف تفعل ذلك ومالك يكرهه؟ فقال‪ :‬لو كان مالك يف زماننا الختذ أسداً‬
‫ضارايً!(‪.)149‬‬
‫يقول ابن القيم اجلوزية‪" :‬تتغري الفتوى لتغري العرف والعادة(‪.)150‬‬
‫مث نقل رمحه هللا قول املالكية يف العرف حيث قال‪" :‬قالوا‪ :‬وعلى هذا أبداً جتيء الفتاوى يف طول األايم‪،‬‬
‫فمهما جتدد يف العرف فاعتربه ومهما سقط فألغه وال جتمد على املنقول يف الكتب طول عمرك‪ ،‬بل إذا جاءك رجل‬
‫من غري إقليمك يستفتيك فال جتره على عرف بلدك‪ ،‬وسله عن عرف بلده فأجره عليه وأفته به‪ ،‬دون عرف بلدك‬
‫املذكور يف كتبك‪ ،‬قالوا‪ :‬فهذا هو احلق الواضح واجلمود على املنقوالت أبدا ضالل يف الدين وجهل مبقاصد علماء‬
‫املسلمني والسلف املاضني‪ ،‬قالوا‪ :‬وعلى هذه القاعدة خترج أميان الطالق والعتاق وصيغ الصرائح والكناايت‪ ،‬فقد‬
‫يصري الصحيح كناية يفتقر إىل النية‪ ،‬وقد تصري الكناية صرحياً تستغين عن النية‪.‬‬
‫مث عقب ابن القيم على هذا مبا يلي‪" :‬وهذا حمض الفقه‪ ،‬ومن أفىت الناس مبجرد املنقول يف الكتب على‬
‫اختالف عرفهم وعوائدهم وأزمنتهم وأمكنتهم وأحواهلم وقرائن أحواهلم فقد ضل وأضل وكانت جنايته على الدين أعظم‬
‫من طبب الناس كلهم على اختالف بالدهم وعوائدهم وأزمنتهم وطبائعهم مبا يف كتاب من كتب الطب على أبداهنم‪،‬‬
‫بل هذا الطبيب اجلاهل وهذا املفيت اجلاهل أضر ما على أداين الناس وأبداهنم وهللا املستعان(‪.)151‬‬
‫‪ -5‬مراعاة الضرورة أو احلاجة‪:‬‬
‫ولقد عرف العلماء الضرورة‪" :‬ما يرتتب على عدم مراعاهتا خطر أو ضرر شديد حمقق كاملوت جوعاً"‪.‬‬
‫أما احلاجة‪" :‬فهي ما يرتتب على تركها مشقة وحرج أو عسر وصعوبة"‪.‬‬
‫من أهم املبادئ اليت تقوم عليها الشريعة اإلسالمية واليت ينبغي للمجتهد يف النوازل مراعاهتا واالهتمام هبا‪،‬‬
‫موضوع الضرورات واحلاجة والظروف االستثنائية اليت قد تعرتض الناس يف حياهتم اليومية‪ ،‬وقد شرعت الشريعة‬
‫اإلسالمية أحكاماً استثنائية مناسبة لتلك احلاالت وفقاً الجتاه الشريعة العام يف التيسري على الناس ورفع احلرج عنهم‪،‬‬
‫ولكوهنا شريعة هتتم ابلواقع البشري‪.‬‬
‫ولقد استثنت حاالت الضرورة يف كثري من تشريعاهتا‪ ،‬حىت يبقى املكلف دائماً داخل إطار الشريعة يف كل‬
‫أعماله(‪.)152‬‬
‫ي‬
‫ٍ‬
‫ومن األدلة على مراعاة الشريعة للضرورة قوله تعاىل‪( :‬فَ َم ين ا ْ‬
‫ضطُمر غَْي َر َاب ٍغ َوالَ َعاد فَال إي ْْثَ َعلَْيه إي من اّللَ‬
‫غَ ُف ي‬
‫يم) [البقرة‪.]173 :‬‬
‫ٌ‬
‫ور مرح ٌ‬
‫ضطُ ير ْرُُْت إيلَْي يه) [األنعام‪]119 :‬‬
‫وقوله سبحانه‪َ ( :‬وقَ ْد فَ م‬
‫ص َل لَ ُكم ما َح مرَم َعلَْي ُك ْم إيالم َما ا ْ‬
‫وعن مسرة بن جندب قال صلى هللا عليه وسلم‪" :‬جيز من الضرورة صبو أو غبوق"(‪.)153‬‬
‫يقول شيخ اإلسالم ابن تيمية‪" :‬ومن استقرأ الشريعة يف مواردها ومصادرها وجدها مبنية على قوله تعاىل‪:‬‬
‫ضطُمر غَي ر اب ٍغ والَ َع ٍ‬
‫ص ٍة غَْي ر متَجاني ٍ‬
‫ف ييإل ٍْْث‬
‫اد فَال إي ْْثَ َعلَْي يه) [البقرة‪ ،]173 :‬وقوله‪( :‬فَ َم ين ا ْ‬
‫(فَ َم ين ا ْ‬
‫ضطُمر ييف ََمْ َم َ َ ُ َ‬
‫َْ َ َ‬
‫فَيإ من اّلل غَ ُف ي‬
‫يم) [املائدة‪ ،]3 :‬فكل ما احتاج الناس إليه يف معاشهم ومل يكن سببه معصية وهي ترك واجب أو‬
‫َ ٌ‬
‫ور مرح ٌ‬
‫فعل حمرم ‪ -‬مل حيرم عليهم ألهنم يف معىن املضطر الذي ليس بباغ وال عاد"(‪.)154‬‬
‫القاعدة الفقهية املقررة تقول‪" :‬الضرورات تبيح احملظورات"(‪.)155‬‬
‫وتطبيقات الضرورة أو احلاجة من النوازل والفتاوى كثرية فيما يلي بعض األمثلة عنها‪:‬‬
‫ تناول بعض املآكل أو املشارب احملظورة إلنقاذ النفس من اهلالك أو املوت جوعاً‪ ،‬فيباح تناول شيء‬‫من امليتة أو اخلنزير أو اخلمر‪ ،‬أو أخذ مال شخص آخر غري مضطر مثله‪ ،‬لدفع خطر اهلالك‪ ،‬إما‬
‫حمققاً‪ ،‬أو بظن غالب‪ ،‬أو الوقوع يف وهن ال حيتمل‪.‬‬
‫ كشف العورات أمام الطبيب للعالج واملداواة‪.‬‬‫ كما يباح النظر لوجه املرأة للمعاملة واإلشهاد واخلطبة والتعليم وحنوها‪ ،‬للحاجة لذلك‪ ،‬ولكن بقدر‬‫احلاجة يف كل ما ذكر‪ ،‬ألن (الضرورة أو احلاجة تقدر بقدرها)(‪.)156‬‬
‫‪ -6‬مراعاة حتقيق مصاحل الناس‪:‬‬
‫الشريعة اإلسالمية اليت خصها هللا ابلعموم جلميع الناس يف كل زمان ومكان وجعلها خامتة الشرائع السماوية‬
‫يرى الباحث يف أحكامها أهنا تساير وتراعي مصاحل الناس وهتدف إىل حتقيق هذه املصاحل‪ :‬ومن مظاهر هذا األمر‬
‫تدرجها يف تشريع األحكام‪ ،‬ووجود النسخ يف عصر الرسالة‪ ،‬فقد يشرع الشارع حكماً ملالءمته للناس وقت التشريع أو‬
‫ملقصد خاص مث تزول مالءمته أو ينتهي الغرض املقصود منه(‪ ،)157‬فينسخ ذلك احلكم حبكم آخر‪.‬‬
‫يقول تعاىل‪( :‬ما نَنس ْخ يمن آي ٍة أَو نُ ي‬
‫نس َها ََن ي‬
‫ْت يِبَ ٍْري يم ْن َها أ َْو يمثْلي َها) [البقرة‪]106 :‬‬
‫َ َ ْ َ ْ‬
‫ومعىن هذا أن هللا سبحانه وتعاىل قد شرع بعض األحكام مث أبطلها ونسخها ملا اقتضت املصلحة ذلك‪.‬‬
‫أما بعد عصر النبوة فإن التشريع جاء لرياعي مصاحل الناس ألن أحكامه شرعت لعلل وحكم صرحت النصوص‬
‫ببعضها وهذا التعليل يفيد أن احلكم يدور مع علته وجوداً وعدماً‪ ،‬فإذا كانت املصلحة اليت شرع هلا احلكم دائمة ال‬
‫تتغري فال يتغري احلكم أبداً لعدم وجود ما يقضي التغيري‪ ،‬وإذا ثبت أهنا تتغري تبعاً لتغري الظروف واألحوال تغري احلكم‬
‫معها وإال مل تكن فائدة من شرعيته‪.‬‬
‫ومن هنا منع عمر بن اخلطاب رضي هللا عنه سهم املؤلفة قلوهبم بعد أن كان رسول هللا عليه وسلم يعطيهم ملا‬
‫زال السبب(‪.)158‬‬
‫ولتحقيق مصاحل الناس اختلف أسلوب التشريع ففي األشياء اليت ال تتغري مصاحلها فصلها وبينها أجلى بيان‬
‫كالعبادات وبعض األنظمة املتعلقة ابألسرة من زواج وطالق ومرياث كما حدد عقوابت لبعض اجلناايت اليت ال تتغري‬
‫مفسدهتا على مر األايم‪ :‬كالقتل والزان والسرقة وقطع الطريق والقذف‪.‬‬
‫أما األشياء اليت تتغري مصاحلها أو ختتلف ابختالف األزمان كاملعامالت‪ ،‬وما يتعلق ابلنظام االجتماعي أتى‬
‫التشريع على صفة قواعد عامة صاحلة للتطبيق ليطبقها اجملتهدون وأولو األمر حسبما تقتضيه مصلحة الناس(‪.)159‬‬
‫لذا البد على الفقيه النوازيل أن يراعي مصلحة الناس يف اجتهاده يف النوازل لكن شرط أن ال تتعارض‬
‫مصلحتهم مع أصل شرعي أو قاعدة حمكمة‪.‬‬
‫وقد ألف العلماء قدمياً وحديثا كتبا كثرية تبني ضوابط العمل ابملصلحة البد من مراجعتها واالستفادة‬
‫منها(‪.)160‬‬
‫يقول ابن القيم‪" :‬إن الشريعة مبناها وأساسها على احلكم ومصاحل العباد يف املعاش واملعاد وهي عدل كلها‪،‬‬
‫ورمحة كلها ومصاحل كلها وحكمة كلها فكل مسألة خرجت عن العدل إىل اجلور‪ ،‬وعن الرمحة إىل ضررها وعن‬
‫املصلحة إىل املفسدة‪ ،‬وعن احلكمة إىل العبث فهي ليست من الشريعة"(‪.)161‬‬
‫‪ -7‬مراعاة أحوال التطور يف روح العصر‪:‬‬
‫يقول فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي‪" :‬جيب أال ننسى أننا يف القرن اخلامس عشر اهلجري‪ ،‬ال يف القرن‬
‫العاشر‪ ،‬وال ما قبله‪ ،‬وأن لنا حاجتنا ومشكالتنا اليت مل تعرض ملن قبلنا من سلف األمة وخلفها‪ ،‬وأننا مطالبون أبن‬
‫جنتهد ألنفسنا‪ ،‬ال أن جيتهد لنا قوم ماتوا قبلنا بعدة قرون‪ ،‬ولو أهنم عاشوا عصران اليوم‪ ،‬وعانوا ما عانينا‪ ،‬لرجعوا عن‬
‫كثري من أقواهلم‪ ،‬وغريوا كثرياً من اجتهاداهتم‪ ،‬ألهنا قيلت لزماهنم‪ ،‬وليس لزماننا"(‪.)162‬‬
‫فال جيوز للمجتهد أن يتغافل عن روح العصر وحاجاته الذي تغري فيه كل شيء‪ ،‬بعد عصر االنقالب‬
‫الصناعي‪ ،‬مث عصر التقدم التكنولوجي‪ ،‬عصر غزو الكواكب و"الكمبيوتر" وثورة البيولوجيا اليت تكاد تغري مستقبل‬
‫اإلنسان؟!!‪.‬‬
‫وملسايرة هذا التطور فال مانع من أن نقتبس من أنظمة الشرق أو الغرب‪ ،‬ما ال خيالف عقيدتنا وشريعتنا‪ ،‬مما‬
‫حيقق املصلحة جملتمعنا‪ ،‬على أن نصبغه بصبغتنا‪ ،‬ونضفي عليه من روحنا‪ ،‬حىت يغدو جزءاً من نظامنا‪ ،‬ويفقد جنسيته‬
‫األوىل‪ ،‬كما رأينا ذلك فيهما اقتبسه املسلمون يف العصور الذهبية من األمم األخرى(‪.)163‬‬
‫‪ -8‬احلذر من الوفود حتت ضغط الواقع‪:‬‬
‫ففي الوقت الذي ندعو فيه إىل مراعاة أحوال التطور وروح العصر والرتحيب ابجلديد النافع فإنه ينبغي أن حنذر‬
‫من الوقوع حتت ضغط الواقع القائم يف جمتمعاتنا املعاصرة وهو واقع مل يصنعه اإلسالم بعقيدته وشريعته وأخالقه‪ ،‬ومل‬
‫يصنعه املسلمون إبرادهتم وعقوهلم وأيديهم‪ ،‬إمنا هو واقع صنع هلم‪ ،‬وفرض عليهم‪ ،‬يف زمن غفلة وضعف وتفكك‬
‫منهم‪ ،‬وزمن قوة ويقظة ومتكن من عدوهم املستعمر‪ ،‬فلم ميلكوا أايمها أن يغريوه أو يتخلصوا منه‪ ،‬مث ورثه األبناء من‬
‫اآلابء‪ ،‬واألحفاد من األجداد‪ ،‬وبقي األمر كما كان‪.‬‬
‫فليس معىن االجتهاد أن حناول تربير هذا الواقع على ما به‪ ،‬وجر النصوص من تالبيبها لتأييده‪ ،‬وافتعال‬
‫الفتاوى إلضفاء الشرعية على وجوده‪ ،‬واالعرتاف بنسبه مع أنه دعي زنيم‪.‬‬
‫إن هللا جعلنا أمة وسطاً لنكون شهداء على الناس‪ ،‬ومل يرض لنا أن نكون ذيالً لغريان من األمم‪ ،‬فال يسوغ لنا‬
‫أن نلغي متيزان ونتبع سنن من قبلنا شرباً بشرب وذراعاً بذراع‪.‬‬
‫وأدهى من ذلك أن حناول تربير هذا وجتويزه أبسانيد شرعية‪ ،‬أي أننا حناول اخلروج على الشرع مبستندات من‬
‫الشرع‪ ،‬وهذا غري مقبول(‪.)164‬‬
‫املطلب الرابع‪ :‬منهج دراسة فقه النوازل‪:‬‬
‫بعد أن عرفنا الشروط اليت جيب أن تتوفر فيمن يتصدى للحكم يف النوازل‪ :‬فيما يلي بيان للخطوات اليت‬
‫ينبغي أن يتبعها ذلك املتصدي ليكون حكمه موفقا للصواب إبذن هللا تعاىل(‪.)165‬‬
‫‪ -1‬التجرد يف دراسة النازلة‪ ،‬واإلخالص هلل يف ذلك‪ :‬وأن يكون اهلدف من وراء انشغاله بتلك النازلة هو‬
‫إرضاء هللا تعاىل أوال وآخرا‪ ،‬ليس من أجل فالن‪ ،‬أو لنصرة مذهب معني أو للوصول إىل مكانة أو رائسة قال تعاىل‪:‬‬
‫ي‬
‫ي‬
‫ي‬
‫اّلل َُمْلي ي‬
‫ين)(‪.)166‬‬
‫صَ‬
‫( َوَما أُم ُروا إيمال ليَ ْعبُ ُدوا مَ‬
‫ني لَهُ الد َ‬
‫‪ -2‬على اجملتهد إههار االفتقار هلل تعاىل ملهم الصواب‪ :‬يقول ابن القيم‪" :‬ينبغي للمفيت املوفق إذا نزلت به‬
‫املسألة أن ينبعث من قلبه االفتقار احلقيقي ال العلمي اجملرد إىل ملهم الصواب‪ ،‬ومعلم اخلري وهادي القلوب‪ :‬أن يلهمه‬
‫الصواب ويفتح له طريق السداد‪ ،‬ويدله على حكمه الذي شرعه لعباده يف هذه املسألة‪ ،‬فمىت قرع هذا الباب فقد قرع‬
‫ابب التوفيق‪ ،)167("...‬وكان سعيد بن املسيب ال يفيت فتيا إال قال‪" :‬اللهم سلمين"(‪.)168‬‬
‫‪ -3‬فقه حقيقة النازلة‪ :‬وذلك بتصورها تصورا واضحا‪ ،‬ألن احلكم على الشيء فرع عن تصوره‪ :‬وحتقق ذلك‬
‫بثالثة أمور‪:‬‬
‫أ‪-‬‬
‫مجع كل ما يتصل ابلنازلة من أدلة وقرائن‪ ،‬لتعرف حقيقتها وأقسامها ونشأهتا والظروف احمليطة هبا‪.‬‬
‫ب‪ -‬سؤال أهل االختصاص واالستعانة هبم يف موضوع النازلة فإذا كانت املسألة طبية فينبغي الرجوع‬
‫لألطباء واملختصني‪ ..‬وهكذا‪.‬‬
‫ت‪ -‬حتليل القضية املركبة إىل عناصرها األساسية اليت تتكون منها‪.‬‬
‫فعلى اجملتهد أن يتأمل النازلة أتمال شافيا حىت ولو بدت من أول وهلة أهنا سهلة ميسر احلكم فيها‪،‬‬
‫وذلك ألن التسرع يف إبداء احلكم وعدم التثبت من النازلة طويال‪ ،‬كثريا ما يوقع اجملتهد يف اخلطأ‪،‬‬
‫فعن ابن عباس ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬قال‪" :‬من أفىت بفتيا وهو يعمى عنها كان إمثها عليه"(‪.)169‬‬
‫‪ -4‬تكييف النازلة تكييفا فقهيا‪ :‬واملراد ابلتكييف الفقهي للمسألة حتريرها‪ ،‬وتصورها التصور الكامل‪ ،‬وحترير‬
‫األصل الذي تنتمي إليه(‪ ،)170‬وهذا التكييف يفيد يف حترير مسار البحث بتعيني مصادره املعينة يف معرفة احلكم‪ ،‬كما‬
‫أنه يضيق دائرة البحث يف املصادر واملراجع الواسعة(‪.)171‬‬
‫‪ -5‬عرض النازلة على املصادر الشرعية من الكتاب والسنة واإلمجاع‪ ،‬كما فعل الصحابة والتابعون رضي‬
‫هللا عنهم‪ ،‬وقد ال جيد الباحث نصا صرحيا يف املسألة ألهنا انزلة‪ ،‬ولكنه قد جيد داللة النصوص عليها اباللتزام أو‬
‫التضمن(‪.)172‬‬
‫‪ -6‬عرض النازلة على أقوال الصحابة واجتهاداهتم‪ :‬فقد كان عمر رضي هللا عنه ينظر يف كتاب هللا وسنة‬
‫رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬فإن مل جيد‪ ،‬نظر يف قضاء أيب بكر رضي هللا عنه‪ ،‬وكان التابعون ينظرون يف‬
‫اجتهادات الصحابة(‪.)173‬‬
‫‪ -7‬البحث يف حكم النازلة يف اجتهادات األئمة‪ :‬قال ابن عبد الرب‪" :‬ال يكون فقيها يف احلادث ما مل يكن‬
‫عاملا ابملاضي"(‪ ،)174‬وللباحث حني إذن حاالن‪:‬‬
‫األوىل أن جيد نصها يف النازلة ذاهتا وذلك مثل بنوك احلليب‪ ،‬فقد تكلم ابن قدامة يف املغين يف كتاب الرضاع‬
‫عن مسألة مشاهبة جدا هلذه النازلة‪ ،‬وكذلك انزلة عقد التأمني فقد تكلم عليها ابن عابدين يف معرض‬
‫كالمه عن السوكرة‪.‬‬
‫الثانية أن ال جيد الباحث نصا يف النازلة بذاهتا ولكنه جيد نصا قريبا منها فحينئذ يتمكن بواسطته من فهم‬
‫النازلة‪ ،‬أو خيرجها على مسألة من املسألة اليت قد تتفرع عنها فيسهل احلكم عليها(‪.)175‬‬
‫‪ -8‬البحث يف قرارات اجملامع الفقهية والندوات الفقهية املتخصصة‪ :‬واليت يصدر عنها قرارات وفتاوى‬
‫فقهية تغين الباحث وترضيه‪.‬‬
‫‪ -9‬البحث يف الرسائل العلمية املتخصصة كرسائل الدكتوراه واملاجستري يف علوم الشرعية وخاصة فيما‬
‫يتعلق ابلنوازل املعاصرة‪.‬‬
‫‪ -10‬إذا َل جيد الباحث حكما للنازلة فيما سبق من خطوات فإنه يعيد النظر يف النازلة‪ ،‬مث يفرتض فيها‬
‫أقسام احلكم التكليفي من وجوب أو ندب أو إابحة أو حترمي‪.‬‬
‫ويبحث يف كل افرتاض ما يرتتب عليه مصاحل ومفاسد ويوازن بينهما مراعيا عند إجراء تلك املوازنة القواعد‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪-1‬‬
‫عدم مصادمة النصوص الشرعية‪.‬‬
‫‪-2‬‬
‫اعتبار مقاصد الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫‪-3‬‬
‫درء املفاسد مقدم على جلب املصاحل عند التعارض‪.‬‬
‫‪-4‬‬
‫الضرورات تبيح احملضورات‪.‬‬
‫‪-5‬‬
‫الضرورة تقدر بقدرها‪.‬‬
‫‪-6‬‬
‫رفع احلرج‪.‬‬
‫‪ -11‬وإذا َل يتوصل الباحث إىل حكم شرعي يف النازلة توقف فيها لعل هللا يهيء من العلماء من يتصدى‬
‫لإلفتاء فيها(‪.)176‬‬
‫املطلب اخلامس‪ :‬االجتهاد اجلماعي يف النوازل‪:‬‬
‫االجتهاد الفردي أن يبذل أحد اجملتهدين غاية وسعه يف استنباط حكم شرعي من أدلته يف مسألة من املسائل‪،‬‬
‫أما االجتهاد اجلماعي فهو‪" :‬اتفاق أكثر من جمتهد بعد تشاور بينهم على حكم شرعي مع بذهلم غاية وسعهم يف‬
‫استنباطه من أدلته"(‪.)177‬‬
‫ولقد كان االجتهاد اجلماعي معروفا عند الصحابة فقد كانوا إذا نزلت هبم انزلة اجتمع أهل العلم والرأي منهم‬
‫وتشاوروا يف حكم تلك املسألة وغالبا ما كانوا يتفقون على رأي واحد فيها واألمثلة على ذلك كثرية‪.‬‬
‫مث اتسم االجتهاد ابلطابع الفردي بعد أن كان شورى بني الصحابة‪ ،‬روى البغوي عن ميمون بن مهران أنه‬
‫قال‪ :‬كان أبو بكر الصديق إذا ورد عليه اخلصم‪ ،‬نظر يف كتاب هللا فإن وجد فيه ما يقضي بينهم قضى به‪ ،‬وإن مل‬
‫يكن يف الكتاب‪ ،‬وعلم من رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يف ذلك األمر سنة قضى هبا‪ ،‬فإن أعياه خرج فسأل‬
‫املسلمني وقال‪ :‬أاتين كذا وكذا فهل علمتم أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قضى يف ذلك بقضاء؟ فرمبا اجتمع إليه‬
‫النفر كلهم يذكر من رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فيه قضاء‪ ،‬فيقول أبو بكر‪ :‬احلمد هلل الذي جعل فينا من حيفظ‬
‫عن نبينا‪ ،‬فإن أعياه أن جيد فيه سنة من رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬مجع رؤوس الناس وخيارهم فاستشارهم فإذا‬
‫اجتمع رأيهم على أمر قضى به(‪.)178‬‬
‫ومما يؤيد ويدلل على االجتهاد اجلماعي ما رواه الطرباين يف األوسط‪ :‬عن علي ابن أيب طالب رضي هللا عنه‬
‫قال‪ :‬قلت اي رسول هللا‪ :‬إن عرض يل أمر مل ينزل فيه قضاء يف أمره وال سنة كيف أتمرين؟ قال‪ :‬جتعلونه شورى بني‬
‫أهل الفقه والعابدين من املؤمنني‪ ،‬وال تقضي فيه برأيك خاصة"(‪.)179‬‬
‫وكان عمر بن اخلطاب رضي هللا عنه إذا مل جيد يف املسألة كتااب وال سنة وال قضاء من أيب بكر دعا رؤوس‬
‫املسلمني وعلماءهم فاستشارهم فإذا اجتمع رأيهم على أمر قضى به(‪.)180‬‬
‫وقد حرص عمر رضي هللا عنه على أن يكون هذا املنهج اجلماعي يف االجتهاد هو األسلوب الذي ينبغي أن‬
‫يسري عليه والة األمور يف األقاليم‪ ،‬فقد كان يوصي والته ابتباع هذا األسلوب ومن ذلك ما قاله لشريح‪ ..‬وروى‬
‫الدارمي عن املسيب بن رافع قال‪ :‬كانوا إذا نزلت هبم قضية ليس فيها من رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أثر اجتمعوا‬
‫هلا وأمجعوا فاحلق فيما رأوا فاحلق فيها رأوا"(‪.)181‬‬
‫يقول اإلمام مالك رمحه هللا‪ :‬إن عمر بن اخلطاب وعامة خيار الصحابة رضي هللا عنهم كانت ترد عليهم‬
‫املسائل وهم خري القرن الذي بعث فيهم النيب صلى هللا عليه وسم وكانوا جيمعون أصحاب النيب صلى هللا عليه وسلم‬
‫وأيلون مث حينئذ يفتون فيها مبعىن(‪ )182‬أنه إذا نزلت انزلة أو واقعة ليس عندهم فيها نص عن هللا تعاىل وال عن سنة‬
‫ورى‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم مجعوا هلا الصحابة مث جعلوها شورى بينهم عمال بقوله تعاىل‪َ ( :‬وأ َْم ُرُه ْم ُش َ‬
‫بَ ْي نَ ُه ْم)(‪ )183‬وقوله سبحانه‪َ ( :‬و َشا يو ْرُه ْم ييف األ َْم ير)(‪.)184‬‬
‫احلاجة إىل االجتهاد اجلماعي يف هذا العصر‪:‬‬
‫هناك أسباب عديدة تدعوان يف هذا العصر إىل العودة إىل االجتهاد اجلماعي‪ :‬ومن هذه األسباب ما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬‬
‫تعذر توفر شروط االجتهاد املطلق يف أفراد العلماء‪ ،‬فلقد تبني أن الشروط اليت نص عليها علماء‬
‫األصول لتحقق االجتهاد الفردي يندر إن مل يتعذر توافرها اليوم‪.‬‬
‫‪-2‬‬
‫اتسام مشكالت العصر ابلتشابك والتعقيد والصعوبة الكبرية يف الوصول إىل احلكم الشرعي فيها‬
‫ابجتهاد فردي مثل مسائل التأمني وحتديد النسل وزراعة األعضاء وجراحات التجميل‬
‫واالستنساخ‪...‬‬
‫‪-3‬‬
‫تضارب االجتهادات الفردية يف كثري من املسائل العصرية األمر الذي أوقع املسلمني يف كثري من‬
‫احلرج واحلرية‪.‬‬
‫‪-4‬‬
‫اجلمود على النصوص القدمية أو التساهل واالبتعاد عن الضوابط الشرعية‪.‬‬
‫‪-5‬‬
‫صدور االجتهاد اجلماعي من عدد من اجملهدين األكفاء أضبط من صدوره من جمتهد واحد‪،‬‬
‫فمن خالل االجتهاد اجلماعي تتبادل اآلراء بني العلماء الشرعيني بعضهم البعض ومع اخلرباء‬
‫وأهل االختصاص فيتم تقليب املسائل من مجيع جوانبها مما جيعل نسبة الصواب والتوفيق أكثر‬
‫منها يف االجتهاد الفردي‪.‬‬
‫‪-6‬‬
‫انضمام اخلرباء املختصني يف شؤون االقتصاد‪ ،‬والطب‪ ،‬والقانون واالجتماع إىل علماء الشريعة‬
‫يساعد على فهم النوازل وعلى التوصل إىل احلكم الشرعي الصحيح فيها‪.‬‬
‫‪-7‬‬
‫هذا وقد فرض االجتهاد اجلماعي نفسه‪ ،‬كضرورة يف هذا العصر لتطبيق الشريعة‪ ،‬بعد عجز أكثر‬
‫القوانني الوضعية أو فشلها عن إصالح اجملتمعات اإلسالمية‪ ،‬وبعد ظهور قضااي عامة ال حييط‬
‫االجتهاد الفردي هبا علما‪.‬‬
‫كما أن االجتهادات الفردية مل تبق طريقا تنشرح هلا النفس أو يطمئن هلا القلب‪ ،‬والسيما يف أحكام القضااي‬
‫املستجدة‪ ،‬ألن هذه حتتاج إىل مزيد درس ومناقشة واجتهادات جزئية تقوم على ختريج األحكام على أصول بعض‬
‫األئمة أومن خلفهم من كبار الفقهاء‪ ،‬أو على ترجيح بعض اآلراء واملذاهب بعضها على بعض‪ ،‬أو حتتاج إىل نظر‬
‫يقوم على االستنباط واملوازنة‪ ،‬ومحل النظري على نظريه ابتغاء جلب املنفعة ورفع احلرج عن الناس‪ ،‬ويف هذا تتباين‬
‫األنظار وختتلف اآلراء فكان من األليق واألجدى االعتماد يف حتديد األحكام يف شأن القضااي املعاصرة على االجتهاد‬
‫اجلماعي‪ ،‬ملا ينبين عليه من حتقيق أهل احلل والعقد ومتحيصهم وملا فيه من العصمة من الزلل وضمان إصابة احلق‬
‫بقدر الوسع(‪.)185‬‬
‫ظهور اجملامع الفقهية‪:‬‬
‫وتلبية هلذه احلاجة املاسة لالجتهاد اجلماعي ظهر يف عصران احلايل ما يسمى ابجملامع الفقهية‪ ،‬وهي هيئات‬
‫جتمع عددا ال أبس به من العلماء يدرسون القضااي والنوازل املطروحة وبعد البحث والتمحيص والتنقيب واملناقشة‬
‫اجلماعية يتم إصدار احلكم الشرعي يف تلك القضااي‪ ،‬وفيما يلي نبذة خمتصرة عن أهم هذه اجملامع‪:‬‬
‫‪ -1‬جممع البحوث اإلسالمية مبصر‪:‬‬
‫أنشئ جممع البحوث اإلسالمية سنة ‪ 1961‬ليحل حمل مجاعة كبار العلماء يف مصر ويتألف من عدد ال يزيد‬
‫عن مخسني عضوا من كبار علماء اإلسالم ميثلون مجيع املذاهب اإلسالمية‪ ،‬وهلذا اجملمع حبوثه الفقهية القيمة‪ ،‬وهي‬
‫تعد من املراجع املهمة للفقه النوازيل‪.‬‬
‫‪ -2‬جممع الفقه اإلسالمي الدوِل جبدة‪:‬‬
‫ملا انعقد مؤمتر القمة اإلسالمي الثالث مبكة املكرمة سنة ‪1401‬هـ أصدر قراره التارخيي إبنشاء جممع رمسي‬
‫يطلق عليه‪" :‬جممع الفقه اإلسالمي" يكون أعضاؤه من الفقهاء والعلماء واملفكرين البارزين يف شىت جماالت املعرفة‬
‫الفقهية والثقافية والعلمية من خمتلف أحناء العامل اإلسالمي لدراسة مشكالت احلياة املعاصرة‪ ،‬واالجتهاد فيها اجتهادا‬
‫أصيال فعاال يهدف إىل تقدمي احللول النابعة من الرتاث اإلسالمي واملتفتحة على تطوير الفكر اإلنساين‪.‬‬
‫ولقد انعقد املؤمتر التأسيسي للمجمع يف مكة املكرمة يف شعبان ‪1403‬هـ ولقد نص على أن من األهداف‬
‫اليت أنشئ اجملمع من أجلها‪:‬‬
‫‪-1‬‬
‫بيان احلكم الشرعي يف القضااي الطارئة اليت ال نص فيها وال إمجاع واليت اختلفت فيها اآلراء ومل‬
‫يتبني الوجه السديد الذي تطمئن إليه النفوس وميكن اعتماده بشأهنا‪.‬‬
‫‪-2‬‬
‫شد األمة اإلسالمية إىل شريعتها السمحة ومتكينها من حل مشاكلها عن طريق املنهج اجليد‬
‫للفقه اإلسالمي واالستخدام الصحيح لقواعده واخلضوع يف ذلك كله ألسرار التشريع اإلسالمي‬
‫ومقاصده‪.‬‬
‫‪-3‬‬
‫مجع كلمة األمة اإلسالمية ابالهتمام مبشاكلها وتدبر أحواهلا ودراسة أوضاعها وفحص قضاايها‪،‬‬
‫قصد إجياد احللول املناسبة هلا عن طريق االجتهاد اجلماعي‪ ،‬يف جممع فقهي يضم علماء وجمتهدين‬
‫من خمتلف األقطار اإلسالمية كما يضم أصحاب االختصاص واخلربة الذين يدعون للمشاركة يف‬
‫كل دورة أو ندوة‪.‬‬
‫‪ -3‬اجملمع الفقهي اإلسالمي التابع لرابطة العاَل اإلسالمي مبكة املكرمة‪:‬‬
‫أوصت األمانة العامة لرابطة العامل اإلسالمي يف عام ‪1383‬هـ إبنشاء هيئة فقهية تضم مجاعة من العلماء‬
‫والفقهاء احملققني اجلديرين ابإلفتاء‪ ،‬من خمتلف أحناء العامل اإلسالمي‪ ،‬يتولون دراسة أمور واقع األمة اإلسالمية‬
‫واملشكالت الطارئة اليت تواجهها يف أمور حياهتا وإجياد احللول الصحيحة على أساس كتاب هللا العزيز والسنة النبوية‬
‫املطهرة واإلمجاع وبقية املصادر املعتمدة يف الفقه والتشريع اإلسالمي العظيم‪.‬‬
‫ومن األهداف اليت أنشئ من أجلها اجملمع الفقهي برابطة العامل اإلسالمي ما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬‬
‫إحياء الرتاث الفقهي ونشره‪.‬‬
‫‪-2‬‬
‫إبراز تفوق الفقه اإلسالمي على مجيع القوانني الوضعية املنتشرة يف العامل‪.‬‬
‫‪-3‬‬
‫دراسة مجيع ما يواجه العامل اإلسالمي من مسائل مستجدة وبيان حكم الشريعة فيها على هدي‬
‫الكتاب والسنة واإلمجاع والقياس‪.‬‬
‫ولقد عقد جملس اجملمع عدداً ال أبس به من الدورات اليت درس فيها موضوعات وكثرية أصدر بعد إمتام‬
‫دراستها القرارات والفتاوى املناسبة هلا(‪.)186‬‬
‫‪ -4‬هيئة كبار العلماء ابلرايض‪:‬‬
‫أنشئت هيئة كبار العلماء ابململكة العربية السعودية أبمر ملكي عام ‪1391‬هـ‪ ،‬وتفرعت عن هذه اهليئة جلنة‬
‫دائمة للبحوث والفتوى يف الشؤون الفردية‪ ،‬ومن مهمتها أيضا اإلجابة عن أسئلة املستفتني يف شؤون العقائد‬
‫والعبادات واملعامالت الشخصية‪ ،‬وتصدر األمانة العامة هليئة كبار العلماء "جملة البحوث اإلسالمية" اليت حتوي حبواث‬
‫فقهية قيممة‪.‬‬
‫‪ -5‬جملس الفكر اإلسالمي بباكستان‪:‬‬
‫وهذا اجمللس ذو مكانة عالية يف ابكستان وسلطاته واسعة يف إصدار القوانني ومراجعتها وتعديلها مبا يتواءم مع‬
‫أحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬ولقد أجنز اجمللس منذ أتسيسه عام ‪1973‬م أحبااث جليلة يف مسائل ونوازل شىت‪.‬‬
‫‪ -6‬جممع الفقه اإلسالمي ابهلند‪:‬‬
‫مؤسسة علمية إسالمية أسسها القاضي جماهد اإلسالم القامسي‪ ،‬تقوم خبدمات جليلة يف جمال معاجلة القضااي‬
‫املعاصرة وتقدمي حلوهلا الشرعية يف ضوء الكتاب والسنة‪ ،‬من أهم أنشطتها‪ :‬الندوات الفقهية‪ ،‬ترمجة أوردوية للموسوعة‬
‫الفقهية الكويتية‪ ،‬ولقد استكمل اجملمع ثالثة عشر ندوة مت مناقشة أربعني موضوعا متعلقا ابلقضااي املستجدة(‪.)187‬‬
‫املبحث الرابع‪ :‬مصادر فقه النوازل‬
‫املطلب األول‪ :‬أهم الكتب اليت تعرضت لفقه النوازل‪:‬‬
‫فيما يلي ثبت شامل ألهم الكتب واملصنفات القدمية واحلديثة اليت احتوت على ما ميكن أن نطلق عليه فقه‬
‫النوازل‪ ،‬وال ندعي أهنا احتوت فقط نوازل ومشكالت حديثة بل لقد مشلت إجاابت عن أسئلة متكررة احلدوث‬
‫وأخرى تقع ألول مرة فاجتهد العلماء أصحاب هذه الكتب يف الرد عليها‪.‬‬
‫ونبدأ بعرض جمموعة كبرية من الكتب اليت عنونت هبذا االسم وهي كلها ملؤلفني ينتسبون للمذهب املالكي‬
‫وملنطقة املغرب العريب واألندلس بصفة خاصة‪ ،‬ومن مث نذكر بقية الكتب املؤلفة عند املذاهب الفقهية األخرى‪:‬‬
‫أوال‪ :‬كتب امللكية القدمية‪:‬‬
‫‪-1‬‬
‫اإلعالم بنوازل األحكام‪ .‬عيسى بن سهل أيب األصبغ اجلياين قاضي طنجة ومكناس وغرانطة‬
‫(ت‪486‬هـ)‪.‬‬
‫‪-2‬‬
‫نوازل األحكام‪( :‬فتاوى أيب مطرف)‪ :‬عبد الرمحن بن قاسم (‪497‬هـ)‪.‬‬
‫‪-3‬‬
‫معني احلكام يف نوازل القضااي واألحكام‪ .‬إلبراهيم بن حسن املكىن اببن عبد الرفيع (‪513‬هـ)‪.‬‬
‫‪-4‬‬
‫فتاوى ابن رشد (‪520‬هـ) ‪-‬مطبوع‪.-‬‬
‫‪-5‬‬
‫نوازل ابن احلاج‪ :‬حممد بن أمحد بن خلف (‪529‬هـ)‪.‬‬
‫‪-6‬‬
‫مذاهب احلكام يف نوازل األحكام‪ :‬القاضي عياض (‪544‬هـ)‪.‬‬
‫‪-7‬‬
‫مفيد احلكام فيما يعرض هلم من نوازل األحكام‪ :‬أليب الوليد بن هشام األزدي (‪606‬هـ)‪.‬‬
‫‪-8‬‬
‫نوازل أمحد بن قاسم بن عبد الرمحن القباب قاضي جبل طارق (‪799‬هـ)‪.‬‬
‫‪-9‬‬
‫فتاوى ابن لب‪ :‬فرج بن قاسم الغرانطي (‪782‬هـ)‪.‬‬
‫‪ -10‬الفتاوى‪ :‬اإلمام أبو اسحق إبراهيم الشاطيب (ت‪790‬هـ) ‪-‬مطبوع‪.-‬‬
‫‪ -11‬الدرة املكنونة يف نوازل مازونة‪ :‬ليحىي بن أمحد املغيلي املازوين (‪883‬هـ)‪.‬‬
‫‪ -12‬جامع مسائل األحكام مما نزل من القضااي ابملفتني واحلكام‪ :‬أمحد بن حممد الشهري ابلربزيل‬
‫(‪844‬هـ)‪.‬‬
‫‪ -13‬نوازل إبراهيم بن هالل الزملاطي مفيت سلجماسة (‪903‬هـ)‪.‬‬
‫‪ -14‬املعيار املعرب واجلامع املغرب عن فتاوى أهل إفريقية واألندلس‪ :‬البن العباس أمحد بن حيىي‬
‫الونشريسي (‪914‬هـ) (طبع وزارة األوقاف الغربية)‪.‬‬
‫‪ -15‬نوازل عيسى بن عبد الرمحن السجستاين (‪1062‬هـ)‪.‬‬
‫‪ -16‬النوازل الكربى‪ :‬لعبد القادر بن علي الفاسي الفهري (ت‪1091‬هـ) طبعت بفاس طبعة حجرية‬
‫ومسيت ابألجوبة‪.‬‬
‫‪ -17‬نوازل حممد التاودي بن الطالب بن سودة‪ :‬مجعها ولده القاضي أبو العباس‪ :‬طبعت طبعة حجرية‬
‫بفاس عام ‪1301‬هـ ومعها النوازل الصغرى للشيخ عبد القادر بن علي الفاسي‪.‬‬
‫‪ -18‬نوازل حممد بن أمحد املنساوي الدالئي (ت‪1136‬هـ) مجعها تلميذه حممد بن اخلياط الدكايل‪.‬‬
‫‪ -19‬نوازل أمحد الشدادي القاضي النوازيل (ت‪1146‬هـ)‪.‬‬
‫‪ -20‬نوازل حممد بن حممد الورزازي (‪1176‬هـ)‪.‬‬
‫‪ -21‬مواهب ذي اإلجالل يف نوازل البالد السائبة واجلبال‪ :‬حملمد بن عبد هللا بن عبد الرمحن الكيكي‬
‫(‪1185‬هـ)‪.‬‬
‫‪ -22‬نوازل العريب بن حممد اهلامشي العزوزي الزرهوين (ت‪1260‬هـ)‪.‬‬
‫‪ -23‬نوازل‪ :‬حملمد بن حممد التامرادي (‪1285‬هـ)‪.‬‬
‫‪ -24‬نوازل عمر عبد القادر الرندي (ت‪1290‬هـ)‪.‬‬
‫‪ -25‬الفتح العلي املالك‪ :‬الشيخ عليش (‪1299‬هـ) (مطبوع)‪.‬‬
‫‪ -26‬نوازل أيب احلسن علي بن عيسى بن علي بن أمحد الشريف العلمي‪ ،‬مطبوع طبعة حجرية‪.‬‬
‫‪ -27‬النوازل اجلديدة الكربى يف أجوبة أهل فاس وغريهم من أهل املدن الكربى‪ :‬املهدي بن حممد‬
‫الوزاين (ت‪1342‬هـ)‪.‬‬
‫‪ -28‬النوازل‪ :‬للمهدي بن حممد الوزاين (ت‪1342‬هـ)مجع فيه فتاوى املتأخرين من علماء املغرب‬
‫كالشيخ التاودي والرهوين وآخرين‪ ،‬حققه عمر بن عباد يف أحد عشر جزءا‪.‬‬
‫‪ -29‬نوازل عبد الصمد بن التهامي بن املدين نزيل طنجة (‪1352‬هـ)‪.‬‬
‫‪ -30‬نوازل حملمد بن أمحد العبادي قاضي اجلماعة مبراكش‪.‬‬
‫‪ -31‬نوازل حممد املختار بن األعمش الشنقيطي‪.‬‬
‫‪ -32‬النوازل‪ :‬للمكي بن عبد هللا البناين مفيت الرابط‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬كتب املذاهب األخرى‪:‬‬
‫‪-1‬‬
‫النوازل‪ :‬أليب الليث السمرقندي (‪376‬هـ)‪.‬‬
‫‪-2‬‬
‫خمتارات النوازل‪ :‬لصاحب اهلداية املرغيناين احلنفي (‪513‬هـ)‪.‬‬
‫‪-3‬‬
‫الواقعات‪ :‬اإلمام الصدر الشهيد احلنفي‪.‬‬
‫‪-4‬‬
‫الفتاوى اهلندية وتسمى أيضا ابلفتاوى العاملكريية‪ .‬للعالمة نظام ومجاعة من علماء اهلند (دار‬
‫إحياء الرتاث العريب‪ :‬بريوت)‪.‬‬
‫‪-5‬‬
‫فتاوى قاضيخان‪ :‬لإلمام فخر الدين حسن بن منصور األوزجندي الفرغاين (‪295‬هـ) وجاء يف‬
‫مقدمة الكتاب‪" :‬ذكر يف هذا الكتاب مجلة من املسائل اليت يغلب وقوعها ومتس احلاجة إليها‬
‫وتدور عليها واقعات األمة"‪.‬‬
‫‪-6‬‬
‫العقود الدرية يف تنقيح الفتاوى احلامدية‪ :‬للشيخ العالمة حممد أمني أفندي (دار املعرفة‪-‬‬
‫بريوت)‪.‬‬
‫‪-7‬‬
‫الفتاوى اخلريية لنفع الربية على مذهب اإلمام أيب حنيفة إبراهيم بن سليمان ابن حممد بن عبد‬
‫العزيز‪.‬‬
‫‪-8‬‬
‫فتاوى النووي (املسمى ابملسائل املنثورة)‪ :‬اإلمام أبو زكراي حميي الدين بن شرف النووي‪.‬‬
‫‪-9‬‬
‫الفتاوى الكربى‪ :‬ابن حجر اهليثمي‪ ،‬هبامشه فتاوى العالمة مشس الدين الرملي‪..‬‬
‫‪ -10‬النتف يف الفتاوى‪ :‬أليب احلسن علي بن حممد املسعودي (‪461‬هـ) حتقيق صالح الدين الناهي‬
‫(مؤسسة الرسالة‪ :‬بريوت)‪.‬‬
‫‪ -11‬فتاوى ومسائل ابن الصالح‪ :‬حتقيق عبد املعطي أمني قلعه جي (دار املعرفة‪ :‬بريوت)‪.‬‬
‫‪ -12‬فتاوى السبكي‪ :‬أبو احلسني تقي الدين علي بن عبد الكايف السبكي‪( :‬دار املعرفة‪ :‬بريوت)‪.‬‬
‫‪ -13‬احلاوي للفتاوى‪ :‬احلافظ جالل الدين عبد الرمحن بن أيب بكر السيوطي (طبعت طبعات كثرية‬
‫متنوعة)‪.‬‬
‫‪ -14‬مطلع األنوار البهية ومنبع األسرار الفقهية‪ :‬الشيخ حممد صاحل بن حممد اخلزرجي الشافعي‬
‫(‪1363‬هـ)‪ - .‬جلنة الرتاث والتاريخ بدولة اإلمارات‪.‬‬
‫‪ -15‬الفتاوى الكربى‪ :‬اإلمام العالمة تقي الدين بن تيميه (طبعت طبعات كثرية)‪.‬‬
‫‪ -16‬القواعد النورانية الفقهية‪ :‬شيخ اإلسالم أمحد بن عبد احلليم بن عبد السالم ابن تيمية (طبعت‬
‫كثريا)‪.‬‬
‫‪ -17‬االختيارات الفقهية من فتاوى شيخ اإلسالم ابن تيمية‪ :‬الشيخ عالء الدين أبو احلسن علي بن‬
‫حممد بن عباس البعلي (مكتبة الرايض احلديثة)‪.‬‬
‫‪ -18‬الفتاوى السعدية‪ :‬عبد الرمحن بن انصر آل سعدي‪.‬‬
‫اثلثا‪ :‬كتب النوازل احلديثة ‪ -‬املعاصرة‪:‬‬
‫‪-1‬‬
‫فتاوى هيئة كبار العلماء‪ :‬ابململكة العربية السعودية‪.‬‬
‫‪-2‬‬
‫فتاوى اللجنة الدائمة لإلفتاء ابلرايض (‪ 4‬ج) مجعها الشيح أمحد بن عبد الرزاق الدويش‬
‫(مكتبة املعارف الرايض)‪.‬‬
‫‪-3‬‬
‫فتاوى جممع البحوث ابلقاهرة‪.‬‬
‫‪-4‬‬
‫أحباث هيئة كبار العلماء ابململكة العربية السعودية‪ :‬الرائسة العامة إلدارة البحوث العلمية‬
‫واإلفتاء‪.‬‬
‫‪-5‬‬
‫األسئلة واألجوبة الفقهية املقرونة ابألدلة الشرعية‪ :‬عبد العزيز حممد السلمان (مطابع النصر‬
‫احلديثة‪ :‬الرايض)‪.‬‬
‫‪-6‬‬
‫جمموعة الرسائل واملسائل النجدية‪ :‬لبعض علماء جند األعالم‪( :‬دار العاصمة ‪1412‬هـ)‪.‬‬
‫‪-7‬‬
‫جمموعة فتاوى ومقاالت متنوعة‪ :‬عبد العزيز بن عبد هللا بن عبد الرمحن بن ابز (مكتبة املعارف‬
‫للنشر والتوزيع)‪.‬‬
‫‪-8‬‬
‫فتاوى شرعية وحبوث إسالمية‪ -‬حسنني حممد خملوف ‪( -‬دار االعتصام ط اخلامسة ‪1405‬هـ)‪.‬‬
‫‪-9‬‬
‫فتاوى إسالمية جملموعة من العلماء ‪ -‬الشيخ ابن ابز وابن عثيمني وابن جربين (دار القلم ط‬
‫األوىل ‪.)1408‬‬
‫‪ -10‬حل املشكالت ‪ -‬العالمة عبد هللا بن حممد بن زريق ‪ -‬وزارة الرتاث القومي والثقافة‪ :‬عمان‪.‬‬
‫‪ -11‬يسألونك يف الدين واحلياة ‪ -‬د‪ .‬أمحد الشرابصي ‪ -‬دار اجليل بريوت ط الثالثة ‪.1977‬‬
‫‪ -12‬فتاوى شرعية ‪ -‬دائرة األوقاف والشؤون اإلسالمية بديب‪ -‬إعداد قسم اإلفتاء ط األوىل‬
‫‪.1997/1418‬‬
‫‪ -13‬من هدى اإلسالم‪ :‬فتاوى معاصرة ‪ -‬د‪ .‬يوسف القرضاوي ‪ -‬دار القلم‪ :‬الكويت ط الثالثة‪.‬‬
‫‪ -14‬أنت تسأل واإلسالم جييب ‪ -‬د‪ .‬حممد سامل حميسن‪ ،‬دار اجليل بريوت ط األوىل ‪.1414‬‬
‫‪ -15‬الفتاوى‪ :‬كل ما هم املسلم يف حياته ويومه وغده ‪ -‬الشيخ حممد متويل الشعراوي ‪( -‬دار القلم)‪.‬‬
‫‪ -16‬فتاوى الشيخ حممد الصاحل العثيمني ‪ -‬إعداد وترتيب‪ :‬أشرف عبد املقصود ‪( -‬دار عامل الكتب‬
‫ابلرايض ط األوىل ‪.)1411‬‬
‫‪ -17‬جمموعة رسائل‪ :‬الشيخ عبد هللا بن زيد آل محود‪ -‬رئيس احملاكم الشرعية بقطر ‪ -‬نشرها زهري‬
‫الشاويش ‪ -‬املكتب اإلسالمي‪.‬‬
‫‪ -18‬من غريب ما سألوين ‪ -‬الشيخ عبد هللا النوري ‪( -‬ذات السالسل‪ :‬الكويت ‪.)1984‬‬
‫‪ -19‬الفتاوى ‪ -‬اإلمام األكرب حممود شلتوت ‪ -‬الشروق ط السادسة عشرة ‪.1991/1411‬‬
‫‪ -20‬اجملموع املفيد من رسائل وفتاوى الشيخ سعد بن محد بن عتيق ‪ -‬مجع وترتيب‪ :‬إمساعيل بن سعد‬
‫بن عتيق ‪ -‬دار اهلداية الرايض ‪1403‬‬
‫‪ -21‬أنت تسال واإلسالم جييب ‪ -‬عبد اللطيف مشتهري ‪ -‬دار االعتصام ط الثانية‬
‫‪.1982/1402‬‬
‫‪ -22‬أسئلة طال حوهلا اجلدل ‪ -‬عبد الرمحن عبد الصمد ‪ -‬دار الفتح‪ :‬الشارقة ط األوىل ‪ 1414‬هـ‪.‬‬
‫‪ -23‬هداية الطريق من رسائل وفتاوى الشيخ محد بن عتيق ‪ -‬تقدمي إمساعيل ابن سعد بن عتيق ‪ -‬دار‬
‫اهلداية الرايض‪.‬‬
‫‪ -24‬الفتاوى ‪ -‬اإلمام األكرب حسن مأمون ‪ -‬اجمللس األعلى للشؤون اإلسالمية القاهرة ‪.1389‬‬
‫‪ -25‬حبوث فقهية يف قضااي عصرية‪ :‬صاحل بن فوزان بن عبد هللا الفوزان ‪ -‬دار العاصمة ‪ -‬النشرة‬
‫األوىل ‪1415‬هـ ‪ -‬الرايض‪.‬‬
‫‪ -26‬فقه النوازل‪ -‬بكر أبو زيد‪( :‬مكتبة الرسالة‪ :‬بريوت)‪.‬‬
‫‪ -27‬فتاوى إسالمية‪ :‬الشيخ حممد بن عبد العزيز املسند‪( :‬دار الوطن الرايض)‪.‬‬
‫‪ -28‬جمموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ حممد بن صاحل العثيمني (دار الثراي الرايض)‪.‬‬
‫‪ -29‬رأي الدين بني السائل واجمليب‪ :‬د‪ .‬حممد البهي (دار الفكر)‪.‬‬
‫‪ -30‬فتاوى نور على الدرب‪ :‬الشيخ صاحل بن فوزان الفوزان (مكتبة ابن تيميه ‪ -‬الكويت)‪.‬‬
‫‪ -31‬فتاوى وأحكام‪ :‬د‪ .‬حممد إبراهيم احلفناوي (دار احلديث‪ :‬مصر)‪.‬‬
‫‪ -32‬اإلسالم واملشكالت السياسية املعاصرة‪ :‬مجال الدين حممد حممود (دار الكتاب املصري‪:‬‬
‫القاهرة)‪.‬‬
‫‪ -33‬االقتصاد اإلسالمي والقضااي الفقهية املعاصرة‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬علي أمحد السالوس (دار الثقافة‪ :‬الدوحة)‪.‬‬
‫‪ -34‬جمموعة حبوث فقهية معاصرة‪ :‬د‪ .‬عبد الكرمي زيدان (مؤسسة الرسالة)‪.‬‬
‫‪ -35‬قرارات اجملمع الفقهي التابع لرابطة العامل اإلسالمي مبكة املكرمة‪.‬‬
‫‪ -36‬أحباث فقهية يف قضااي الزكاة املعاصرة‪ :‬د‪ .‬حممد سليمان األشقر‪ :‬دار النفائس ط األوىل‪.‬‬
‫‪ -37‬حبوث يف الفقه الطيب‪ :‬د‪ .‬عبد الستار أبوغدة‪ :‬نشر دار األقصى ط األوىل ‪1411‬هـ‪.‬‬
‫‪ -38‬فتاوى شرعية‪ :‬إدارة األوقاف والبحوث‪ :‬ديب‪ :‬مطبعة البيان ط األوىل ‪1418‬هـ‪.‬‬
‫‪ -39‬قرارات وتوصيات جممع الفقه اإلسالمي‪( :‬منظمة املؤمتر اإلسالمي) دار القلم ط الثانية‬
‫‪1418‬هـ‪.‬‬
‫‪ -40‬الفتاوى الشرعية يف املسائل الطبية‪ :‬الشيخ الدكتور عبد هللا بن عبد الرمحن اجلربين‪ :‬دار الصميعي‬
‫ط األوىل ‪1418‬هـ‪.‬‬
‫‪ -41‬الطبيب أدبه وفقهه‪ :‬د‪ .‬زهري السباعي ود‪ .‬حممد علي البار دار القلم ط الثانية ‪1418‬هـ‪.‬‬
‫‪ -42‬قضااي فقهية معاصرة‪ :‬د‪ .‬حممد سعيد رمضان البوطي‪ ،‬ط اخلامسة ‪ - 1414‬مكتبة الفارايب‪.‬‬
‫‪ -43‬مسائل فكرية وفقهية‪ :‬هشام البدراين‪ ،‬دار البيارق ط األوىل ‪1418‬هـ‪.‬‬
‫‪ -44‬أحباث فقهية يف قضااي طبية معاصرة‪ :‬د حممد نعيم ايسني‪ ،‬دار النفائس ط الثانية ‪1410‬هـ‪.‬‬
‫‪ -45‬حبوث فقهية يف قضااي اقتصادية معاصرة‪ :‬د‪ .‬حممد سليمان األشقر وآخرون‪ :‬دار النفائس ط‬
‫األوىل ‪1418‬هـ‪.‬‬
‫‪ -46‬املعامالت املالية املعاصرة‪ :‬د‪ .‬حممد عثمان شبري‪ :‬دار النفائس ط األوىل ‪1416‬هـ‪.‬‬
‫‪ -47‬حبوث فقهية هامة‪ :‬د‪ .‬عبد العزيز اخلياط دار السالم ط األوىل ‪ 1406‬هـ‪.‬‬
‫‪ -48‬األحكام السياسية لألقليات املسلمة يف الفقه اإلسالمي‪ :‬سليمان توبولياك ‪ -‬دار النفائس ط‬
‫األوىل ‪1418‬هـ‪.‬‬
‫‪ -49‬مستجدات فقهية يف قضااي الزواج والطالق‪ :‬أسامة عمر سليمان األشقر ‪ -‬دار النفائس ‪-‬‬
‫األردن ‪1420‬هـ ‪2000 -‬م‪.‬‬
‫‪ -50‬قضااي فقهية معاصرة‪ :‬حممد برهان الدين السنبهلي دار القلم‪.‬‬
‫‪ -51‬إحتاف السائل مبا ورد من املسائل‪ :‬حممد أديب كلكل ط األوىل‪.‬‬
‫‪ -52‬حبوث يف قضااي فقهية معاصرة‪ :‬حممد تقي العثماين‪ :‬دار القلم‪.‬‬
‫‪ -53‬حبوث فقهية معاصرة‪ :‬د‪ .‬إبراهيم فاضل الدبو دار عمار‪.‬‬
‫‪ -54‬مع الناس‪ :‬مشورات وفتاوى‪ :‬د‪ .‬حممد سعيد رمضان البوطي ‪ -‬دار الفكر ‪ -‬دمشق ‪ -‬سورية‪،‬‬
‫الطبعة األوىل ‪1999‬م‪.‬‬
‫‪ -55‬حكم إجراء العقود بوسائط االتصال احلديثة‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬وهبة الزحيلي‪ ،‬دار املكتيب ‪ -‬دمشق ‪-‬‬
‫الطبعة األوىل ‪1420‬هـ‪2000/‬م‪.‬‬
‫‪ -56‬العمليات االستشهادية يف امليزان الفقهي‪ :‬نواف هايل تكروري‪ ،‬الطبعة الثانية‬
‫‪1418‬هـ‪1997/‬م‪.‬‬
‫‪ -57‬البطاقات البنكية‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬عبد الوهاب إبراهيم أبو سليمان‪ ،‬دار القلم ‪ -‬دمشق ‪ -‬الطبعة األوىل‬
‫‪1419‬هـ‪1998/‬م‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬اجملالت املتخصصة يف الدراسات اإلسالمية وأحباث الفقه واالجتهاد‪:‬‬
‫حاولت أن أرصد مجيع اجملالت اإلسالمية واليت هتتم ابلدراسات الفقهية واألصولية والشرعية وجتمع عندي هذا‬
‫العدد‪ ،‬وذكرت مع كل جملة عنواهنا ابلتفصيل ملن أراد املراسلة واالشرتاك أو حىت الكتابة‪.‬‬
‫‪-1‬‬
‫األمحدية‪ :‬جملة علمية دورية حمكمة تعىن ابلدراسات اإلسالمية وإحياء الرتاث دار البحوث‬
‫للدراسات اإلسالمية وإحياء الرتاث ص‪.‬ب‪- 25171 :‬ديب‪ -‬دولة اإلمارات العربية املتحدة‪.‬‬
‫‪-2‬‬
‫األزهر‪ :‬جملة شهرية جامعة‪ :‬يصدرها جممع البحوث اإلسالمي إدارة األزهر‪ -‬القاهرة ت‪:‬‬
‫‪.2638599‬‬
‫‪-3‬‬
‫االقتصاد اإلسالمي‪ :‬جملة شهرية اقتصادية متخصصة يصدرها بنك ديب اإلسالمي ص‪.‬ب‪:‬‬
‫‪ -12988‬ديب‪ -‬دولة اإلمارات العربية املتحدة‪.‬‬
‫‪-4‬‬
‫آفاق اإلسالم‪ :‬جملة ثقافية علمية تبحث يف جوهر الدين ومكوانت هنضة املسلمني‪ ،‬تصدر عن‬
‫الدار املتحدة للنشر والتوقيع عمان‪ :‬الصويفية‪ -‬شارع التباشري‪ -‬رقم ‪ 4‬هاتف‪/5818652 :‬‬
‫‪ -5818664‬فاكس‪ 5818892 :‬ص‪.‬ب‪.5229-11118 :‬‬
‫‪-5‬‬
‫التجديد‪ :‬جملة علمية نصف سنوية حمكمة‪ :‬تصدرها اجلامعة اإلسالمية العاملية مباليزاي‬
‫‪Gombak, Selangor, Malaysia 53100‬‬
‫‪-6‬‬
‫اْلق‪ :‬شريعة وقانون جملة دورية حمكمة تعىن بنشر الدراسات الشرعية والقانونية‪ ،‬تصدر عن‬
‫مجعية احلقوقيني بدولة اإلمارات العربية املتحدة‪ :‬ص‪.‬ب‪ -2233 :‬الشارقة‪ ،‬دولة اإلمارات‬
‫العربية املتحدة هاتف‪009716-5354888 :‬‬
‫‪-7‬‬
‫منرب اإلسالم‪ :‬يصدرها اجمللس األعلى للشؤون اإلسالمية بوزارة األوقاف مبصر‪9 ،‬ش النبااتت‬
‫جباردن سييت‪ -‬القاهرة‪ ،‬هاتف‪.7958664 -7958659 :‬‬
‫‪-8‬‬
‫اجمللة اإلسالمية‪ :‬جملة تعىن ابلدراسات والبحوث اإلسالمية‪ ،‬تصدرها رابطة اجلامعات‬
‫اإلسالمية‪ ،‬ص‪.‬ب‪ -242 :‬الرابط‪ ،‬امللكة املغربية‪.‬‬
‫‪-9‬‬
‫جملة البحوث اإلسالمية‪ :‬جملة دورية تصدر عن رائسة إدارة البحوث العلمية واإلفتاء‪ :‬الرايض‪،‬‬
‫ص‪.‬ب‪ -22571 :‬الرايض‪ -‬الرمز الربيدي ‪.11416‬‬
‫‪ -10‬جملة البحوث الفقهية املعاصرة‪ :‬جملة علمية حمكمة متخصصة يف الفقه اإلسالمي‪ -‬اململكة‬
‫العربية السعودية الرايض‪ 11441 :‬هاتف‪4351872 :‬‬
‫‪ -11‬جملة جامعة أم القرى للبحوث العلمية احملكمة‪ :‬ص‪.‬ب‪ 715 :‬مكة املكرمة‪ ،‬اململكة العربية‬
‫السعودية‪.‬‬
‫‪ -12‬جملة جامعة اإلمام حممد بن سعود اإلسالمية‪ :‬جملة علمية حمكمة الرايض‪ ،‬ص‪.‬ب‪:‬‬
‫‪ 11432/5701‬اهلاتف‪.01/2582230 :‬‬
‫‪ -13‬جملة الشريعة والقانون‪ :‬حولية حمكمة تصدرها كلية الشريعة والقانون جبامعة اإلمارات العربية‬
‫املتحدة‪ -‬العني‪ -‬ص‪.‬ب‪ 15551 :‬هاتف‪.643998 :‬‬
‫‪ -14‬جملة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية‪ :‬إسالمية فكرية ثقافية حمكمة‪ .‬تصدر عن كلية‬
‫الدراسات اإلسالمية والعربة بديب ص‪.‬ب‪ -50106‬ديب‪ ،‬اإلمارات العربية املتحدة‪.‬‬
‫‪ -15‬جملة كلية الدعوة اإلسالمية‪ :‬جملة إسالمية ثقافية جامعة حمكمة‪ ،‬تصدر عن كلية الدعوة‬
‫اإلسالمية ابجلماهريية الليبية ص‪.‬ب‪ ،71771 :‬طرابلس‪.‬‬
‫‪ -16‬جملة الشريعة والدراسات اإلسالمية‪ :‬جملة علمية حمكمة تعىن ابلبحوث والدراسات اإلسالمية‬
‫تصدر عن جملس النشر العلمي يف جامعة الكويت كل أربعة أشهر‪ .‬ص‪.‬ب‪ 17433 :‬الرمز‬
‫الربيدي ‪ 72455‬اخلالدية الكويت هاتف‪ 481250 :‬فاكس‪ 4812504 :‬العنوان‬
‫االلكرتوين‪:‬‬
‫‪[email protected]‬‬
‫‪ -17‬جملة اجملمع الفقهي‪ :‬جملة دورية تصدرها أمانة جممع الفقه اإلسالمي برابطة العامل اإلسالمي‪-‬‬
‫مكة املكرمة ص‪.‬ب‪ ،538 -537 :‬مكة املكرمة‪ ،‬اململكة العربية السعودية ت‪5445335 :‬‬
‫فاكس‪.5431176 :‬‬
‫‪ -18‬املسلم املعاصر‪ :‬جملة فصلية فكرية ثقافية حمكمة‪ ،‬تعاجل قضااي االجتهاد املعاصر يف ضوء‬
‫األصالة اإلسالمية‪ -‬تصدر عن مؤسسة املسلم املعاصر‪ ،‬املراسالت على عنوان‪ 3 :‬ش وزارة‬
‫الزراعة‪ -‬الدقي‪ -‬القاهرة‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬املواقع اإللكرتونية املهتمة بفقه النوازل‪:‬‬
‫لقد أصبح اإلنرتنت الوسيلة األكثر استخداما اليوم يف مجيع جوانب احلياة‪ ،‬وذلك للسرعة يف احلصول أو‬
‫الوصول إىل أي معلومة ويف مجيع التخصصات‪.‬‬
‫لذا اجتهدت يف مجع عدد ال أبس به من املواقع اإلسالمية املهتمة مبوضوع النوازل والفتاوى‪ ،‬ولقد اخرتت‬
‫وانتقيت هذه الواقع من مئات املواقع املتوفرة على شبكة اإلنرتنت‪:‬‬
‫كما جيب أن حنذر املستفيت من أخذ الفتوى من موقع دون معرفة املشرفني عليه والكاتبني‬
‫فيه وعلى من يعتمد يف الفتوى عندهم‪..‬‬
‫_‬
‫موقع الشيخ ابن ابز‪ -‬رمحه هللا‪:-‬‬
‫‪http://www.binbaz.org.sa‬‬
‫حيتوي املوقع على‪ :‬جامع لفتاوى الشيخ عبد العزيز بن ابز رمحه هللا تعاىل‪ ،‬وعلى كتبه ورسائله‪،‬‬
‫ومشاركاته يف برانمج الفتاوى الشهري‪" :‬نور على الدرب"‪.‬‬
‫_‬
‫موقع الشيخ ابن عثيمني‪ -‬رمحه هللا‪:-‬‬
‫‪/hrrp://www.binothaimeen.com‬‬
‫حيتوي الوقع على جمموع فتاوى الشيخ حممد بن صاحل بن عثيمني رمحه هللا اليت وصلت إىل عشرين‬
‫جملدا ميكن حتميلها وتنزيلها من املوقع‪ ،‬إضافة إىل حلقات برانمج "نور على الدرب"‪.‬‬
‫_‬
‫موسوعة فتاوى األزهر‪:‬‬
‫‪http://www.elazhar.com/ftawa.htm‬‬
‫تشمل أوال‪ :‬الفتاوى اإلسالمية من دار اإلفتاء املصرية منذ السابع من مجادى اآلخرة ‪1313‬هجرية‬
‫املوافق‪ 21‬نوفمرب عام ‪1885‬ميالدية‪ ،‬اثنيا‪ :‬الفتاوى األحكام لفضيلة الشيخ عطية صقر رئيس جلنة‬
‫الفتوى ابألزهر الشريف‪ ،‬اثلثا‪ :‬اجلامع للفتاوى لفضيلة الشيخ حممد متويل الشعراوي ميكن البحث يف‬
‫نصوص الفتاوى كما ميكن تصفح حمتوى موسوعة الفتاوى برتتيب األحكام واملوضوعات‪.‬‬
‫_‬
‫موقع إسالم أون الين‪:‬‬
‫‪http://islamonline.net‬‬
‫تشرف عليه هيئة علمية من كبار العلماء من خمتلف أحناء العامل اإلسالمي برائسة األستاذ الدكتور‬
‫يوسف القرضاوي مهمتها ضمان عدم خمالفة ما ينشر يف هذا املوقع لثوابت الشريعة اإلسالمية‪،‬‬
‫ابإلضافة إىل خنبة من اخلرباء واملختصني يف السياسة واالقتصاد واإلعالم واالجتماع والتكنولوجيا‬
‫والفنون وغريها من اجملاالت‪.‬‬
‫حيتوي املوقع على‪ :‬فتاوى مباشرة‪ ،‬اسألوا أهل الذكر‪ ،‬وبنك الفتوى‪.‬‬
‫_‬
‫موقع الشؤون اإلسالمية بدب‪:‬‬
‫‪http://www.godubai.com/awqaaf/fatawa.asp‬‬
‫ومما جاء يف مقدمة موقعهم هذا‪ :‬وإنه حبمد هللا تعاىل قد من هللا علينا يف دائرة األوقاف والشؤون‬
‫اإلسالمية بثلة من هؤالء الفقهاء احلكماء العلماء تفخر هبم األوقاف‪ ،‬وتزهو هبم دولتنا احلبيبة‪ ،‬ملا هم‬
‫عليه من مكانة يف العلم والصالح والسري على هنج السلف الصاحل‪ ،‬وإن من عطائهم اليوم ما يتمثل‬
‫بني يديك أيها القارئ الكرمي من هذه الفتاوى النافعة اليت سيتواىل نشرها تباعا إن شاء هللا تعاىل يف‬
‫هذه الصفحة‪.‬‬
‫_‬
‫موقع فتوى أون الين‪:‬‬
‫‪http://www.fatwa-online.com‬‬
‫وهو ابللغة اإلجنليزية يعتمد فيه على فتاوى الشيخني‪ :‬عبد العزيز بن ابز وحممد بن صاحل العثيمني‬
‫رمحهما هللا تعاىل‪.‬‬
‫_‬
‫موقع اإلسالم‪:‬‬
‫‪www.al-islam.com‬‬
‫حيوي املوقع القاموس اإلسالمي والفقه وأصول الفقه والفتاوى االقتصادية والزكاة لألفراد وخدمات‬
‫أخرى انفعة‪.‬‬
‫_‬
‫موقع وزارة الشؤون اإلسالمية واألوقات والدعوة واإلرشاد ابمللكة العربية السعودية‪:‬‬
‫‪www.islam.org.sa‬‬
‫موقع جيد يف كل ما خيص الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫_‬
‫موقع القرضاوي‪:‬‬
‫‪www.qaradawi.net‬‬
‫فيه صفحة للفتاوى واألحكام يف النوازل‪ ،‬إضافة إىل أحباث وكتب وخطب الشيخ يوسف القرضاوي‪.‬‬
‫_‬
‫وزارة األوقات والشؤون اإلسالمية بقطر‪:‬‬
‫‪www.islam.gov.qa‬‬
‫موقع جيد ومرجع يف الفتاوى وفقه النوازل‪.‬‬
‫_‬
‫موقع وزارة األوقات والشؤون اإلسالمية‪ -‬دولة الكويت‪.‬‬
‫‪www.awkaf.net‬‬
‫يقدم خدمة الفتوى اهلاتفية وخدمة املواطن‪.‬‬
‫_‬
‫موقع املوسوعة اإلسالمية املعاصرة‪:‬‬
‫‪http://www.islampedia.com‬‬
‫حيتوي هذا املوقع على مكان للقضااي الفقهية املعاصرة‪ :‬جتمع قرارات اجملامع الفقهية يف اململكة العربية‬
‫والسعودية وغريها‪.‬‬
‫_‬
‫موقع املنرب‪:‬‬
‫‪http://www.fatwanet.net‬‬
‫أسس هذا املوقع العلمي املتميز‪ ،‬جلمع واستيعاب الفتاوى الشرعية املطبوعة ألهل العلم املعتربين من‬
‫املتقدمني واملتأخرين‪ ،‬وتلخيصها وفهرستها‪ ،‬وتسهيل اإلفادة منها‪ ،‬مما يعني املفتني ويسد ثلمةَ ف ْقد‬
‫العلماء الرابنيني‪ .‬وهو يف ذلك ينتقي الفتاوى املعتمدة على األصول العلمية الصحية‪ ،‬وحيذر من‬
‫التقليد األعمى‪ ،‬وحيارب التعصب املذهيب‪ ،‬ويدعو إىل األخذ مبا ترجح دليله وابنت حجته‪.‬‬
‫_‬
‫شبكة الفتوى الشرعية‪:‬‬
‫‪http://www.islamic-fatwa.net‬‬
‫جييب على األسئلة فضيلة الشيخ‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬أمحد احلجي الكردي‪ ،‬خبري يف املوسوعة الفقهية‪ ،‬وعضو‬
‫هيئة اإلفتاء يف دولة الكويت‪.‬‬
‫اخلامتة‪:‬‬
‫احلمد هلل الذي وفقين إلمتام هذا البحث‪ ،‬الذي من خالله توصلت للنتائج التالية‪:‬‬
‫‪-1‬‬
‫فقه النوازل‪ :‬هو العلم ابألحكام الشرعية املتعلقة ابلقضااي املعاصرة‪.‬‬
‫‪-2‬‬
‫أطلق الفقهاء على فقه النوازل عدة تسميات أشهرها الفتاوى‪ ،‬الفتاوى املعاصرة‪ ،‬القضااي الفقهية‬
‫املعاصرة‪ ،‬املسائل‪ ،‬األجوبة‪ ،‬املشكالت‪ ،‬الواقعات‪ ،‬املستجدات‪.‬‬
‫‪-3‬‬
‫ورد مصطلح "النوازل" على لسان كثري من الصحابة والتابعني والعلماء‪.‬‬
‫‪-4‬‬
‫كان أصحاب رسول هللا صلى هللا عليه وسلم جيتهدون يف النوازل وكذلك فعل التابعون وأئمة‬
‫املذاهب الفقهية األربعة ومن جاء بعدهم من العلماء اجملتهدين‪.‬‬
‫‪-5‬‬
‫متتاز النوازل أبهنا ذات لون جديد من املسائل‪ ،‬وقل منها نظري حمض فهي يف الغالب إجاابت‬
‫عن أسئلة يطرحها الناس وحل ملشكالت تتعلق حبياهتم‪ ،‬كما تتميز هذه املسائل ابلتعقيد وكثرة‬
‫التشابك والصعوبة يف فهمها وسرب غورها‪.‬‬
‫‪-6‬‬
‫هلذا الفقه أمهية كبرية ومتنوعة‪ :‬فهو علم ضروري ال يستغىن عنه‪ ،‬كما أنه يعرض لنا صورا من‬
‫اجملتمع الذي وقعت فيه تلك النوازل من الناحية الفكرية واالجتماعية والسياسية واالقتصادية‬
‫والتارخيية واألدبية‪ ،‬ويساعد فقه النوازل على وضع أصول وضوابط ملواجهة أية انزلة‪.‬‬
‫‪-7‬‬
‫فقه النوازل من مصادر كتابة التاريخ االقتصادي واالجتماعي والسياسي للمنطقة العربية‬
‫واإلسالمية‪.‬‬
‫‪-8‬‬
‫جيب أن يكون يف األمة عدد من العلماء اجملتهدين الذين نطلق عليهم اسم "الفقيه النوازيل"‬
‫والذين جيب أن تتوافر فيهم شروط االجتهاد املعروفة إضافة إىل امللكة الفقهية وسعة األفق والدربة‬
‫على الفتوى واالستنباط والتخريج مع الفطنة والذكاء ومعرفة الناس ومعرفة أعرافهم وعوائدهم‪.‬‬
‫‪-9‬‬
‫ضروري جدا إملام الفقيه النوازيل بعلم مقاصد الشريعة‪ :‬ألن هذا العلم كالبوصلة اليت حتدد‬
‫للمجتهد صحة سريه وسالمة اجتهاده‪.‬‬
‫‪ -10‬من األمور الواجبة على السلطان مراعاة املتصدين للفتوى واالجتهاد يف النوازل ألن اإلخالل هبذا‬
‫األمر ينشر الشر ويكثر الفوضى‪.‬‬
‫‪ -11‬إن احلاجة ماسة يف هذا العصر للعودة إىل االجتهاد اجلماعي للنظر يف النوازل والقضااي املستجدة‬
‫كما كان معموال به يف عهد الصحابة والتابعني وذلك لتعذر توفر شروط االجتهاد يف أفراد‬
‫العلماء‪.‬‬
‫‪ -12‬تلبية هلذه احلاجة ظهرت يف عصران اجملامع الفقهية واليت تبذل جهودا كبرية للنظر ولبيان احلكم‬
‫الشرعي يف النوازل والقضااي املستجدة اليت تقع للناس يف عصران هذا الذي تتسم مشاكله‬
‫وحوادثه ابلتعقيد والتشابك‪.‬‬
‫‪ -13‬اهتم علماء املالكية املغاربة واألندلسيني بصفة خاصة ابلتأليف يف هذا النوع من الفنون ومن أهم‬
‫كتبهم وأشهرها‪ :‬املعيار املعرب‪ ،‬ومذاهب احلكام من نوازل األحكام‪.‬‬
‫‪ -14‬ألفت يف هذا العصر كتب تعاجل املستجدات والنوازل ولعل من أمهها كتاب فتاوى معاصرة‬
‫لألستاذ الدكتور يوسف القرضاوي‪.‬‬
‫‪ -15‬توجد جمالت علمية فقهية ختتص بفقه النوازل‪ ،‬منتشرة يف البالد العربية واإلسالمية وهي مراجع‬
‫مفيدة للناس عامة ولطالب العلم خاصة‪.‬‬
‫‪ -16‬كما أن هناك مواقع على شبكة اإلنرتنت اهتمت بفقه النوازل وابإلجابة عن أهم القضااي اليت‬
‫تعرتض الناس وهتمهم يف حياهتم املتجددة‪.‬‬
‫نسأله تعاىل أن يعلمنا ما ينفعنا ويهدينا إىل كل خري‪ ،‬فإن وفقت يف هذا البحث فنرجو من هللا األجر‬
‫والثواب‪ ،‬وإن أخطأت فمين ومن الشيطان‪ ،‬نسأله العفو واملغفرة إنه مسيع قريب‪.‬‬
‫قائمة املراجع‪:‬‬
‫_‬
‫أحباث فقهية يف قضااي طبية معاصرة‪ :‬حممد نعيم ايسني‪ ،‬دار النفائس‪.‬‬
‫_‬
‫االجتهاد‪ :‬جالل الدين السيوطي‪ ،‬حتقيق فؤاد عبد املنعم أمحد‪ ،‬مؤسسة شباب اجلامعة‬
‫‪ 1405‬هـ‬
‫_‬
‫االجتهاد اجلماعي يف العاَل اإلسالمي‪ :‬جامعة اإلمارات العربية املتحدة‪.‬‬
‫_‬
‫االجتهاد يف الشريعة اإلسالمية‪ :‬حممد صاحل موسى‪ ،‬دار طالس دمشق ‪1989‬م‬
‫_‬
‫اإلحكام يف أصول األحكام‪ :‬علي بن حممد اآلمدي‪ ،‬املكتب اإلسالمي ‪1402‬هـ‪.‬‬
‫_‬
‫إرشاد الفحول‪ :‬حممد بن علي الشوكاين‪ ،‬مؤسسة الكتب الثقافية‪.‬‬
‫_‬
‫أصول الفقه اإلسالمي‪ :‬د‪ .‬وهبة الزحيلي‪ ،‬دار الفكر ط األوىل ‪1406‬هـ‪.‬‬
‫_‬
‫إعالم املوقعني‪ :‬ابن القيم اجلوزية‪ ،‬حتقيق حممد حميي الدين عد احلميد‪ ،‬املكتبة العصرية‪.‬‬
‫_‬
‫البيان والتحصيل‪ :‬ابن رشد القرطيب‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي ‪1406‬هـ بريوت‪.‬‬
‫_‬
‫التاريخ الكبري‪ :‬حممد بن إمساعيل البخاري‪ ،‬دار الفكر بريوت‪.‬‬
‫_‬
‫التشريع اإلسالمي‪ :‬شعبان حممد إمساعيل‪ ،‬مكتبة النهضة املصرية ط األوىل‪.‬‬
‫_‬
‫التعريفات‪ :‬علي بن حممد بن علي اجلرجاين‪ ،‬دار الكتاب العريب ط األوىل‪1405‬هـ‪.‬‬
‫_‬
‫تيسري التحرير‪ :‬حممد أمني ابدشاه‪ ،‬دار الكتب العلمية بريوت‪.‬‬
‫_‬
‫جامع بيان العلم وفضله‪ :‬ابن عبد الرب‪ ،‬حتقيق أيب األشبال الزهريي‪ ،‬دار ابن اجلوزي الدمام‬
‫‪1994‬م‪.‬‬
‫_‬
‫جامع مسائل األحكام‪ :‬للربزِل‪ :‬جملة كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية ابلرابط العدد ‪.5‬‬
‫_‬
‫مجع اجلوامع‪ :‬عبد الوهاب ابن السبكي دار إحياء الكتب العربية القاهرة‪.‬‬
‫_‬
‫الرسالة‪ :‬حممد بن إدريس الشافعي‪ :‬حتقيق أمحد شاكر‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫_‬
‫الذريعة إىل مكارم الشريعة‪ :‬أليب القاسم احلسني بن حممد بن املفضل املعروف ابلراغب‬
‫األصفهاين‪ :‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬أبو اليزيد العجمي‪ -‬دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع‪ -‬املنصورة‪.‬‬
‫_‬
‫سنن أب داود‪ :‬اإلمام احلافظ أبو داود سليمان السجستاين‪ ،‬دار الفكر‪.‬‬
‫_‬
‫سنن الرتمذي‪ :‬أبو عيسى حممد بن عيسى بن سورة‪ .‬حتقيق أمحد شاكر‪ .‬دار الكتب العلمية‪-‬‬
‫بريوت‪.‬‬
‫_‬
‫سنن الدارمي‪ :‬عبد هللا بن عبد الرمحن الدارمي‪ ،‬دار الكتاب العريب بريوت‪.‬‬
‫_‬
‫سنن النسائي‪ :‬للحافظ عبد الرمحن بن شعيب النسائي‪ ،‬دار القلم بريوت‪.‬‬
‫_‬
‫شر تنقيح الفصول‪ :‬شهاب الدين القرايف‪ ،‬حتقيق طه عبد الرؤوف‪ :‬مكتبات الكليات‬
‫األزهرية ط األوىل ‪1393‬هـ‪.‬‬
‫_‬
‫شر الكوكب املنري‪ :‬الشيخ حممد بن أمحد‪ ...‬املعروف اببن النجار‪ ،‬مكتبة العبيكان‬
‫‪1413‬هـ‪.‬‬
‫_‬
‫الصحا ‪ :‬إمساعيل بن محاد اجلوهري‪ :‬حتقيق أمحد عبد الغفار عطار‪ ،‬دار العلم للماليني ط‬
‫الرابعة ‪1990‬م‪.‬‬
‫_‬
‫ضوابط االجتهاد والفتوى‪ :‬أستاذان د‪ .‬أمحد طه راين‪ :‬دار الوفاء ط األوىل ‪1415‬هـ‪.‬‬
‫_‬
‫ضوابط للدراسات الفقهية‪ :‬الشيخ سلمان العودة‪ ،‬دار العاصمة الرايض‪.‬‬
‫_‬
‫علم أصول الفقه‪ :‬عبد الوهاب خالف‪ ،‬دار القلم‪ ،‬الكويت ‪.1986‬‬
‫_‬
‫عون املعبود‪ :‬حممد مشس احلق العظيم آابدي‪ ،‬دار الكتب العلمية بريوت‪.‬‬
‫_‬
‫الفتاوى‪ :‬الشيخ حممد شلتوت‪ ،‬دار الشروق‪.‬‬
‫_‬
‫الفتاوى‪ :‬أبو إسحق إبراهيم الشاطيب‪ :‬مجعها وحققها حممد أبو األجفان‪ ،‬ط األوىل ‪1405‬هـ‪.‬‬
‫_‬
‫فتاوى ابن رشد (اجلد)‪ :‬دار الغرب اإلسالمي بريوت‪.‬‬
‫_‬
‫الفتاوى والتاريخ‪ :‬حممد املختار ولد السعد‪ ،‬دار الغرب الطبعة األوىل ‪2000‬م‪.‬‬
‫_‬
‫فقه النوازل‪ :‬بكر أبو زيد‪ ،‬دار العاصمة‪.‬‬
‫_‬
‫الفقيه واملتفقه‪ :‬اخلطيب البغدادي‪ :‬حتقيق عادل العزازي‪ :‬دار ابن اجلوزي‪.‬‬
‫_‬
‫فواتح الرمحوت بشر مسلم الثبوت‪ :‬عبد العلي الكلنوي‪ :‬دار صادر ط األوىل‪.‬‬
‫_‬
‫قرارات اجملمع الفقهي التابع لرابطة العاَل اإلسالمي‪ :‬األمانة العامة لرابطة العامل اإلسالمي ط‬
‫الرابعة ‪1411‬هـ‪.‬‬
‫_‬
‫الكليات‪ :‬أبو البقاء أيوب بن موسى احلسيين الكفوي‪ :‬مؤسسة الرسالة ط األوىل‬
‫‪1412‬هـ‪1992/‬م‪.‬‬
‫_‬
‫لسان العرب‪ :‬محال الدين حممد بن كرم بن منظور‪ ،‬دار صادر بريوت‪.‬‬
‫_‬
‫لقاءات وحماورات حول قضااي اإلسالم والعصر‪ :‬د‪ .‬يوسف القرضاوي‪.‬‬
‫_‬
‫جملة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية (بدب)‪ :‬العدد اخلامس ‪1413‬هـ‪1992/‬م‪.‬‬
‫_‬
‫جمموع الفتاوى‪ :‬لشيخ اإلسالم ابن تيمية‪ :‬مجع عبد الرمحن بن قاسم وابنه‪ ،‬الرايض‪.‬‬
‫_‬
‫جمموعة رسائل ابن عابدين‪ :‬حممد أمني أفندي الشهري اببن عابدين‪ ،‬دار إحياء الرتاث العريب‬
‫بريوت‪.‬‬
‫_‬
‫احملصول يف علم أصول الفقه‪ :‬فخر الدين الرازي‪ ،‬حتقيق طه جابر العلواين‪ ،‬جامعة اإلمام ط‬
‫األوىل ‪.1999‬‬
‫_‬
‫املختصر الوجيز يف مقاصد التشريع‪ :‬د‪ .‬عوض بن حممد القرين‪ ،‬دار األندلس اخلضراء‪-‬‬
‫جدة‪ ،‬الطبعة األوىل ‪.1998/1416‬‬
‫_‬
‫املدخل إىل الفقه اإلسالمي‪ :‬حممود حممد الطنطاوي‪ ،‬مطابع البيان‪ ،‬ديب ‪.1988‬‬
‫_‬
‫املدخل يف الفقه اإلسالمي‪ :‬حممد مصطفى شليب‪ .‬دار النهضة مصر‪.‬‬
‫_‬
‫مدخل لدراسة الفقه اإلسالمي‪ :‬د‪ .‬يوسف القرضاوي‪ ،‬مكتبة وهبة‪ .‬مصر‪.‬‬
‫_‬
‫مسائل أب أبوليد ابن رشد (اجلد)‪ :‬حتقيق حممد احلبيب التجاري‪ ،‬دار اجليل‪ -‬بريوت‪.‬‬
‫_‬
‫مستجدات فقهية يف قضااي الزواج والطالق‪ :‬أسامة عمر سليمان األشقر‪ :‬دار النفائس ‪-‬‬
‫األردن ‪1420‬هـ‪2000 /‬م‪.‬‬
‫_‬
‫املستدرك‪ :‬أليب عبد هللا حممد عبد هللا احلاكم‪ ،‬دار املعرفة‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫_‬
‫املستصفى من علم األصول أليب حامد الغزايل‪ :‬دار صادر ط األوىل ‪1322‬هـ‪.‬‬
‫_‬
‫املصبا املنري‪ :‬أمحد بن حممد بن علي الفيومي‪ ،‬املكتبة العلمية‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫_‬
‫املعامالت املالية املعاصرة‪ :‬د‪ .‬حممد عثمان شبري‪ ،‬دار النفائس ط األوىل ‪1416‬هـ‪.‬‬
‫_‬
‫املعجم الوسيط‪ :‬إبراهيم أنيس وآخرون‪ :‬جممع اللغة العربية‪.‬‬
‫_‬
‫معلمة الفقه املالكي‪ :‬عبد العزيز بن عبد هللا‪ :‬دار الغرب اإلسالمي ط األوىل ‪.1403‬‬
‫_‬
‫مقاصد الشريعة اإلسالمية‪ :‬الشيخ حممد بن الطاهر بن عاشور الشركة التونسية للتوزيع‪.‬‬
‫_‬
‫املقاصد العامة للشريعة اإلسالمية‪ :‬د‪ .‬يوسف حامد العامل‪ -‬دار احلديث ابلقاهرة‪.‬‬
‫_‬
‫مقدمة لدراسة الفقه اإلسالمي‪ :‬د‪ .‬حممد كمال الدين إمام‪ -‬املؤسسة اجلامعية للدراسات‬
‫والنشر‪.‬‬
‫_‬
‫املوافقات يف أصول الشريعة‪ :‬أليب إسحق الشاطيب‪ :‬دار املعرفة بريوت‪.‬‬
‫_‬
‫نصب الراية‪ :‬جلمال الدين عبد هللا بن يوسف الزيلعي‪ :‬دار احلديث‪ ،‬اهلند‪.‬‬
‫_‬
‫نظرية الضرورة الشرعية‪ :‬مجيل حممد مبارك‪ ،‬دار الوفاء‪ ،‬القاهرة ‪.1988‬‬
‫_‬
‫هناية السول يف شر منهاج األصول‪ :‬مجال الدين اإلسنوي‪ ،‬عامل الكتب‪.‬‬
‫_‬
‫الوجيز يف إيضا قواعد الفقه الكلية‪ :‬حممد صدقي البورنو‪ :‬مكتبة املعارف ط الثانية‬
‫الرايض‪1410‬هـ‪.‬‬
‫(‪ )1‬كلية الشريعة والدراسات اإلسالمية‪-‬جامعة الشارقة‪.‬‬
‫(‪ )2‬متفق عليه (البخاري (‪ 39/1 )71‬ومسلم (‪ )718/2 )1037‬من حديث معاوية ‪-‬رضي هللا عنه‪.-‬‬
‫(‪ )3‬لسان العرب‪ :‬البن منظور مادة نزل ‪.658/11‬‬
‫(‪ )4‬الصحاح‪ :‬للجوهري مادة نزل ‪.1829/5‬‬
‫(‪ )5‬املصباح املنري‪ :‬الفيومي مادة نزل ‪.269/2‬‬
‫(‪ )6‬القاموس احمليط‪ :‬الفريوز آابدي مادة فقه ‪.1714/1‬‬
‫(‪ )7‬اإلهباج‪ :‬السبكي ‪.28/1‬‬
‫(‪ )8‬عنوان كتابه الفتاوى (صفحة العنوان من الكتاب)‪.‬‬
‫(‪ )9‬معلمة الفقه املالكي‪ :‬عبد العزيز بن عبد هللا ص‪.18‬‬
‫(‪ )10‬فقه النوازل‪ :‬بكر أبو زيد ‪.8/1‬‬
‫(‪ )11‬ضوابط للدراسات الفقهية‪ :‬سلمان العودة ص‪.89‬‬
‫(‪ )12‬جامع األحكام ‪-‬للربزيل‪ -‬ص‪.1762‬‬
‫(‪ )13‬املصباح املنري للفيومي ‪.696/2‬‬
‫(‪ )14‬املعجم الوسيط ‪-‬إبراهيم أنيس وآخرون‪ -‬مادة قضى ص‪.742‬‬
‫(‪ )15‬أصول الفقه‪ -‬د‪.‬وهبة الزحيلي ‪.28/1‬‬
‫(‪ )16‬أحباث فقهية يف قضااي طبيه معاصرة‪ :‬حممد نعيم ايسني ص‪.6‬‬
‫(‪ )17‬قرار اجملمع الفقهي يف دورته الثامنة املنعقد عام ‪1405‬هـ‪ -‬بشأن موضوع االجتهاد‪.‬‬
‫(‪ )18‬املصباح املنري ابب الفتوى ‪.462/2‬‬
‫(‪ )19‬فتاوى ابن رشد ‪.1496/3‬‬
‫(‪ )20‬مباحث يف أحكام الفتوى‪ :‬د‪.‬عامر سعيد الزيباري ص‪.32‬‬
‫(‪ )21‬رسالتان يف اللغة‪ :‬أبو احلسن الرماين ‪.81/1‬‬
‫(‪ )22‬املدخل للتشريع اإلسالمي‪ :‬حممد فاروق النبهان ص‪.392‬‬
‫(‪ )23‬لسان العرب‪ :‬ابن منظور مادة شكل ‪.357/11‬‬
‫(‪ )24‬جمموعة رسائل بن عابدين ص‪.17‬‬
‫(‪ )25‬انظر املعامالت املالية املعاصرة‪ :‬د‪.‬حممد عثمان شبري ص‪.13-12‬‬
‫(‪ )26‬مستجدات فقهية يف قضااي الزواج والطالق‪ :‬أسامة عمر سليمان األشقر ص‪.27‬‬
‫(‪ )27‬قواعد الفقه‪ :‬حممد الربكيت ‪.269/1‬‬
‫(‪ )28‬لسان العرب البن منظور‪ ،‬مادة فتا ‪.148/15‬‬
‫(‪ )29‬سورة النمل‪.32 :‬‬
‫(‪ )30‬التفسري الكبري‪ :‬للرازي ‪.555/24‬‬
‫(‪ )31‬تطور املذهب املالكي يف الغرب اإلسالمي‪ :‬األستاذ حممد بن حسن شرحبيلي (وزارة األوقاف والشؤون‬
‫اإلسالمية‪ ،‬املغرب) ‪1421‬هـ‪2000 /‬م‪.‬‬
‫(‪ )32‬تتنوع النوازل ابعتبارات شىت‪ :‬ابلنظر إىل أبواب الفقه‪ ،‬وابلنظر إىل الرجل واملرأة‪ ،‬وابلنظر إىل اإلفراد‬
‫(‪)33‬‬
‫(‪)34‬‬
‫(‪)35‬‬
‫(‪)36‬‬
‫(‪)37‬‬
‫(‪)38‬‬
‫(‪)39‬‬
‫(‪)40‬‬
‫(‪)41‬‬
‫(‪)42‬‬
‫(‪)43‬‬
‫(‪)44‬‬
‫(‪)45‬‬
‫(‪)46‬‬
‫(‪)47‬‬
‫(‪)48‬‬
‫(‪)49‬‬
‫(‪)50‬‬
‫(‪)51‬‬
‫(‪)52‬‬
‫(‪)53‬‬
‫والرتكيب‪ ...‬واخرتت الرتتيب املثبت أعاله اجتهاداً مين ليس إال‪.‬‬
‫فتاوى إسالمية‪ :‬الشيخ ابن ابز ‪ ،271/1‬فتاوى شرعية وحبوث‪ :‬الشيخ حسنني هيكل ‪.22/1‬‬
‫قرار رقم ‪ )3/11( 23‬جممع الفقه اإلسالمي‪.‬‬
‫قرار هيئة كبار العلماء ابململكة العربية السعودية (فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء)‪.‬‬
‫فتاوى معاصرة‪ :‬الشيخ يوسف القرضاوى ‪ ،221/1‬املوسوعة الفقهية الكويتية مادة رؤية ‪ ،22/22‬فقه‬
‫النوازل‪ :‬بكر أبو زيد‪ ،‬اجلزء األول‪.‬‬
‫اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء (رمضان ‪1420‬هـ)‪.‬‬
‫فتوى للشيخ يوسف القرضاوي (‪.)www.islamonline.net‬‬
‫انظر قرار جملس اجملمع الفقهي اإلسالمي املنعقد ودورته اخلامسة مكة املكرمة ‪1419‬هـ‪.‬‬
‫جملس اجملمع الفقهي اإلسالمي املنعقد يف دورته اخلامسة مكة املكرمة ‪1419‬هـ القرار السادس‪.‬‬
‫جملة البحوث اإلسالمية ابلرايض (اجمللد األول‪ ،‬العدد الثاين)‪ ،‬أحباث فقهية يف قضااي الزكاة املعاصرة‪ :‬جملموعة‬
‫من العلماء‪.‬‬
‫انظر املراجع السابقة‪.‬‬
‫قضااي فقهية معاصرة‪ :‬حممد برهان الدين السنبهلي‪ ،‬ص‪( 101‬دار القلم)‪.‬‬
‫فتوى للدكتور وهبة الزحيلي (‪.)www.zuhayli.com‬‬
‫فتوى اللجة الدائمة للبحوث واإلفتاء ابلرايض‪ ،‬وفتوى للشيخ حممد بن عثيمني رمحه هللا وآخر فتوى نشرت‬
‫للشيخ ابن ابز رمحه هللا بتاريخ ‪ 5‬صفر ‪1420‬هـ‪.‬‬
‫فتوى للشيخ يوسف القرضاوي (‪ ،)www.qaradawi.net‬مستجدات فقهية يف قضااي الزواج والطالق‪ :‬أسامة‬
‫األشقر (دار النفائس)‪.‬‬
‫اجملمع الفقهي اإلسالمي لرابطة العامل اإلسالم مكة املكرمة (رجب ‪1409‬هـ)‪.‬‬
‫فتوى الشيخ عبد اجمليد سليم مفىت الداير املصرية ‪ 12‬ذو القعدة ‪1355‬هـ‪ ،‬قرار هيئة كبار العلماء ابململكة‬
‫العربية السعودية برقم ‪ ،2‬واتريخ ‪1396/4/13‬هـ‪.‬‬
‫فتوى للشيخ يوسف القرضاوي (فتاوى معاصرة ‪.)674/2‬‬
‫قضااي فقهية معاصرة‪ :‬د‪.‬حممد سعيد رمضان البوطي ‪ ،165/1‬فتاوى معاصرة‪ :‬الشيخ يوسف القرضاوي‬
‫‪.409/2‬‬
‫قرار جممع الفقه اإلسالمي جبدة يف دورته اخلامسة املنعقدة ابلكويت (‪ 6-1‬مجادى األوىل ‪1409‬هـ)‪.‬‬
‫انظر قرار اجملمع الفقهي يف دورته اخلامسة املنعقدة عام ‪1402‬هـ‪ ،‬وجملس جممع الفقه اإلسالمي يف دورته‬
‫مؤمتره اخلامس ابلكويت (‪ 6-1‬مجادى األوىل ‪1409‬هـ املوافق ‪1988/12/15‬م)‪ ،‬أحباث هيئة كبار‬
‫العلماء ابململكة العربية السعودية ‪.27/1‬‬
‫جملس جممع الفقه اإلسالمي املنعقد يف دورة مؤمتره السابع جبدة (‪ 12 -7‬ذي القعدة ‪1412‬هـ املوافق ‪-9‬‬
‫‪1992/5/14‬م‪.‬‬
‫(‪)54‬‬
‫(‪)55‬‬
‫(‪)56‬‬
‫(‪)57‬‬
‫(‪)58‬‬
‫(‪)59‬‬
‫(‪)60‬‬
‫(‪)61‬‬
‫(‪)62‬‬
‫(‪)63‬‬
‫(‪)64‬‬
‫(‪)65‬‬
‫(‪)66‬‬
‫(‪)67‬‬
‫(‪)68‬‬
‫(‪)69‬‬
‫(‪)70‬‬
‫(‪)71‬‬
‫(‪)72‬‬
‫(‪)73‬‬
‫قرارات وتوصيات جممع الفقه اإلسالمي التابع ملنظمة املؤمتر اإلسالمي جبدة‪ ،‬حبوث فقهية يف قضااي فقهية‬
‫معاصرة‪ :‬حممد تقي العثماين‪ ،‬ص‪.77‬‬
‫جملة جممع الفقه اإلسالمي العدد الرابع‪ ،‬قرارات جممع الفقه اإلسالمي جبدة يف دورة مؤمتره الرابع‪.‬‬
‫املعامالت املالية املعاصرة يف الفقه اإلسالمي‪ :‬د‪ .‬حممد عثمان شبري‪ ،‬ص‪.55‬‬
‫جملس جممع الفقه اإلسالمي الدورة الثانية جبدة (‪ 16-10‬ربيع الثاين ‪1406‬هـ املوافق ‪-22‬‬
‫‪1985/12/28‬م)‪.‬‬
‫جملس جممع الفقه اإلسالمي املنعقد يف دورة مؤمتره الثالث بعمان األردن (‪ 13-8‬صفر ‪1407‬هـ املوافق‬
‫‪1986/10/16-11‬م)‪.‬‬
‫جملس جممع الفقه اإلسالمي املنعقد يف دورة مؤمتره اخلامس ابلكويت (‪ 6-1‬مجادى األوىل ‪1409‬هـ املوافق‬
‫‪1988/12/15-10‬م)‪.‬‬
‫جملس جممع الفقه اإلسالمي يف دورة مؤمتره السادس جبدة (‪ 23-17‬شعبان ‪1410‬هـ املوافق ‪-14‬‬
‫‪1990/3/20‬م)‪.‬‬
‫جملس جممع الفقه اإلسالمي يف دورة مؤمتره السادس السابق‪.‬‬
‫البطاقات البنكية‪ :‬د‪.‬عبد الوهاب أبو سليمان (دار القلم‪ ،‬وجممع الفقه اإلسالمي جبدة)‪.‬‬
‫جملس جممع الفقه اإلسالمي يف دورة مؤمتره الثامن بربواني (‪ 7-1‬حمرم ‪1414‬هـ املوافق ‪-21‬‬
‫‪1993/6/27‬م)‪.‬‬
‫جملة اجملمع الفقهي التابع لرابطة العامل اإلسالمي العدد األول ‪1408‬هـ‪ ،‬وقرار اجملمع املنعقد يف رجب‬
‫‪1409‬هـ‪.‬‬
‫جملة اجملمع الفقهي التابع لرابطة العامل اإلسالمي العدد األول ‪1408‬هـ‪.‬‬
‫قضااي فقهية معاصرة‪ :‬حممد برهان السنبهلي (دار القلم)‪ ،‬ص‪.9‬‬
‫أحباث هيئة كبار العلماء ‪.99/1‬‬
‫فتاوى معاصرة‪ :‬الشيخ يوسف القرضاوي ‪ ،577/2‬الندوة السنوية بكلية طب جامعة عني مشس ندوة قتل‬
‫الرمحة (عام ‪2000‬م)‪.‬‬
‫جملس جممع الفقهي اإلسالمي رابطة العامل اإلسالمي يف دورته ‪( 12‬مكة املكرمة ‪ 15‬رجب ‪1410‬هـ)‪.‬‬
‫قرار اجملمع الفقهي رقم ‪ ،3/4/17‬الفتاوى الشرعية يف املسائل الطبية‪ :‬د‪.‬عبد هللا اجلربين ص‪ ،7‬فقه النوازل‪:‬‬
‫بكر أبو زيد‪ ،‬اجلزء األول‪.‬‬
‫جملس جممع الفقه اإلسالمي الدورة الثانية جدة (‪ 16-10‬ربيع الثاين ‪1406‬هـ املوافق ‪-22‬‬
‫‪1985/12/28‬م)‪.‬‬
‫انظر حبث موت الدماغ بني الطب واإلسالم‪ :‬ندى حممد نعيم (دار الفكر املعاصر)‪.‬‬
‫قرار هيئة كبار العلماء ابململكة العربية السعودية ‪1401‬هـ‪ ،‬أحباث فقهية يف قضااي طبية معاصرة‪ :‬د‪ .‬حممد‬
‫نعيم ايسني‪.‬‬
‫(‪)74‬‬
‫(‪)75‬‬
‫(‪)76‬‬
‫(‪)77‬‬
‫(‪)78‬‬
‫(‪)79‬‬
‫(‪)80‬‬
‫(‪)81‬‬
‫(‪)82‬‬
‫(‪)83‬‬
‫(‪)84‬‬
‫(‪)85‬‬
‫(‪)86‬‬
‫(‪)87‬‬
‫(‪)88‬‬
‫(‪)89‬‬
‫(‪)90‬‬
‫(‪)91‬‬
‫(‪)92‬‬
‫(‪)93‬‬
‫(‪)94‬‬
‫(‪)95‬‬
‫املؤمتر السادس للمجمع الفقهي اإلسالمي رابطة العامل اإلسالمي ‪1410‬هـ‪1990 /‬م‪.‬‬
‫جممع الفقه اإلسالمي يف دورة مؤمتره الثامن ابلقرار ‪/12/85‬د‪.)8‬‬
‫املؤمتر العاملي األول للطب اإلسالمي املعقد ابلكويت (‪ 10-6‬ربيع األول ‪1401‬هـ املوافق ‪-12‬‬
‫‪1981/1/16‬م)‪.‬‬
‫جممع الفقه اإلسالمي يف دورة مؤمتره الثامن يف برواني (‪ 7-1‬حمرم ‪1414‬هـ املوافق ‪1993/6/27-21‬م)‪.‬‬
‫القرار رقم‪ )10/2( 94 :‬جمللس جممع الفقه اإلسالمي يف دورة مؤمتره العاشر جبدة (‪ 28-23‬صفر ‪1418‬هـ‬
‫املوافق ‪1997/6/28‬م)‪.‬‬
‫أحباث فقهية يف قضااي طبية معاصرة‪ :‬د‪.‬حممد نعيم ايسني (دار النفائس)‪ ،‬ص‪.227‬‬
‫جممع الفقه اإلسالمي جبدة (‪ 2-17 )6/5/56‬شعبان ‪1410‬هـ املوافق ‪1990/3/14-10‬م‪.‬‬
‫أحباث هيئة كبار العلماء ‪ ،5 /2‬جملس جممع الفقهي اإلسالمي رابطة العامل اإلسالمي الدورة العاشرة مكة‬
‫املكرمة (‪ 24‬صفر ‪1408‬هـ املوافق ‪1987/10/17‬م)‪ ،‬حكم تشريح اإلنسان‪ :‬د‪ .‬عبد العزيز خليفة‬
‫القصار (دار ابن حزم)‪.‬‬
‫جممع الفقه اإلسالمي رابطة العامل اإلسالمي مكة املكرمة رجب ‪1409‬هـ‪.‬‬
‫فقه النوازل‪ :‬اجلامعة األمريكية املفتوحة‪ ،‬ص‪.176-160‬‬
‫حكم التداوي ابحملرمات‪ :‬د‪ .‬عبد الفتاح إدريس‪ ،‬حبوث يف قضااي فقهية معاصرة‪ :‬حممد تقي العثماين‪،‬‬
‫ص‪.340‬‬
‫فتوى للشيخ القرضاوي (‪.)www.islamonline.net/fatwa‬‬
‫جملس جممع الفقه اإلسالمي املنعقد يف دورة مؤمتره السابع جبدة (‪ 12-7‬ذي القعدة ‪1412‬هـ املوافق ‪-9‬‬
‫‪1992/5/14‬م)‪.‬‬
‫راجع فتوى صادرة عن جممع البحوث مبصر (ال حتضرين معلومات صدورها)‪.‬‬
‫موت الدماغ بني الطب واإلسالم‪ :‬ندى حممد نعيم الدقر (دار الفكر املعاصر)‪.‬‬
‫فتوى للشيخ ابن عثيمني رمحه هللا (فتاوى إسالمية ‪ ،)412/4‬العمليات التجميلية وحكمها يف الشريعة‬
‫اإلسالمية‪ :‬د‪ .‬أسامة الدابغ‪.‬‬
‫جملة اجملمع الفقهي اإلسالمي‪ ،‬العدد الرابع ص‪ ،169‬قضااي فقهية معاصرة‪ :‬حممد سعيد رمضان البوطي‬
‫‪.181/1‬‬
‫قرار جملس اجملمع الفقهي اإلسالمي رابطة العامل اإلسالمي يف دورته العاشرة مكة املكرمة ‪1408‬هـ‪1987/‬م‪.‬‬
‫حكم اإلسالم يف وسائل اإلعالم‪ :‬عبد هللا انصح علوان‪.‬‬
‫فتوى للشيخ يوسف القرضاوي (‪.)www.islamonline.net‬‬
‫جملس جممع الفقه اإلسالمي املنعقد يف دورة مؤمتره الثامن برواني ‪ 7-1‬حمرم ‪1414‬هـ املوافق ‪ 27-21‬يونيو‬
‫‪1993‬م‪.‬‬
‫فتوى للشيخ عبد الباري الزمزمي عضو رابطة علماء املغرب (‪.)www.islamonline.net‬‬
‫(‪ )96‬انظر مقدمة كتاب فتاوى ابن رشد‪ 8/1 :‬و‪.34‬‬
‫(‪ )97‬سورة النحل‪.43 :‬‬
‫(‪ )98‬مقدمة حتقيق كتاب املسائل‪ :‬ص‪.103‬‬
‫(‪ )99‬البيان والتحصيل‪ :‬البن رشد ‪.339/17‬‬
‫(‪ )100‬انظر املراجع التالية يف شروط اجملتهد‪ :‬الرسالة ص‪ ،509‬مجع اجلوامع ‪ ،382/2‬األحكام لآلمدي‬
‫‪ ،162/4‬املستصفى ‪ ،250/2‬شرح تنقيح الفصول ص‪ ،437‬احملصول ‪ ،30/3/2‬تيسري التحرير‬
‫‪ ،180/4‬املوافقات ‪ ،67/4‬فواتح الرمحوت ‪ ،362/2‬إرشاد الفحول ص‪.250‬‬
‫(‪ )101‬شرح الكوكب املنري ‪.461/4‬‬
‫(‪ )102‬انظر ضوابط االجتهاد والفتوى ألستاذان د‪.‬أمحد طه راين ص‪.44‬‬
‫(‪ )103‬هناية السول ‪ ،244/3‬إرشاد الفحول ‪.251‬‬
‫(‪ )104‬إرشاد الفحول ص‪ ،252‬شرح الكوكب املنري ‪.459/4‬‬
‫(‪ )105‬االجتهاد (الرد على من أخلد إىل األرض وجهل أن االجتهاد يف كل عصر فرض)‪ :‬جالل الدين السيوطي‬
‫ص‪.182‬‬
‫(‪ )106‬انظر ضوابط االجتهاد والفتوى ص‪ 44‬وانظر الكتاب الذي أصدرته وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية بقطر‬
‫بعنوان "امللكة الفقهية" فهو كتاب نفيس‪.‬‬
‫(‪ )107‬انظر حبث "منهج معاجلة القضااي املعاصرة‪ :‬د‪.‬حممد راوس قلعجي ص‪.61‬‬
‫(‪ )108‬املرجع السابق ص‪.62‬‬
‫(‪ )109‬إعالم املوقعني ‪.472/3‬‬
‫(‪ )110‬الذريعة إىل مكارم الشريعة‪ :‬أبو القاسم احلسني بن حممد الراغب األصفهاين ص‪.51‬‬
‫(‪ )111‬األعراف ‪.33‬‬
‫(‪ )112‬مدخل لدراسة الشريعة اإلسالمية‪ :‬د‪.‬يوسف القرضاوي ص‪.281‬‬
‫(‪ )113‬املختصر الوجيز يف مقاصد التشريع‪ :‬د‪.‬عوض بن حممد القرين ص‪.13‬‬
‫(‪ )114‬البخاري يف اجلنائز (‪ ،)1206‬ومسلم يف اجلنائز (‪.)1543‬‬
‫(‪ )115‬سورة النجم اآلية (‪.)39-38‬‬
‫(‪ )116‬أخرجه البخاري (‪ ،)1851‬ومسلم (‪.)1147‬‬
‫(‪ )117‬انظر أصول الفقه‪ /‬د‪.‬حسني حامد ص‪ ،15 ،14‬ومقدمة لدراسة الفقه اإلسالمي‪ /‬د‪.‬حممد كمال الدين‬
‫إمام ص‪.21 ،20‬‬
‫(‪ )118‬راجع مذكرتنا "مقاصد الشريعة" نشر اجلامعة األمريكية املفتوحة بواشنطن ص‪.6‬‬
‫(‪ )119‬علم أصول الفقه ‪-‬عبد الوهاب خالف‪ -‬ص‪.197‬‬
‫(‪ )120‬املرجع السابق ص‪ ،198‬وهذا ال يعين إطالقاً أننا نوافق على القوانني املخالفة للشريعة اإلسالمية اليت‬
‫تصدرها بعض احلكومات‪ ،‬بل ندعو القانونيني دائما للرجوع إىل الشريعة اإلسالمية وجعلها األساس يف بناء‬
‫القوانني فهي ديننا وعقيدتنا ومنهج حياتنا الذي نسأل عنه يوم القيامة‪.‬‬
‫(‪ )121‬إعالم املوقعني ‪ ،163/1‬عون املعبود ‪.371/9‬‬
‫(‪ )122‬أخرجه الطرباين يف الكبري (‪ ،)4991‬والبيهقي (‪.)21075‬‬
‫(‪ )123‬صحيح مسلم يف اجلهاد (‪ ،)1768‬والبخاري يف اجلهاد (‪.)2878‬‬
‫(‪ )124‬النسائي يف الغسل والتيمم (‪ )430‬وأبو داود يف الطهارة (‪ ،)286‬وابن ماجه يف الطهارة وسننها‬
‫(‪.)551‬‬
‫(‪ )125‬احلديث متفق عليه (مسلم (‪ )1459‬والبخاري (‪.))3362‬‬
‫(‪ )126‬سنن الدارمي يف كتاب الفرائض (‪.)2845‬‬
‫(‪ )127‬عون املعبود ‪ ،371/9‬اتريخ مدينة دمشق ‪.19/23‬‬
‫(‪ )128‬عون املعبود ‪ ،371/9‬إعالم املوقعني ‪.162-160/1‬‬
‫(‪ )129‬سورة النساء ‪.59‬‬
‫(‪ )130‬أخرجه أبو داود يف كتاب األقضية ابب اجتهاد الرأي يف القضاء احلديث (‪ ،)3592‬والرتمذي يف كتاب‬
‫األحكام ابب القاضي كيف يقضي احلديث (‪ )1337‬وقال‪ :‬وليس إسناده عندي مبتصل‪.‬‬
‫(‪ )131‬أخرجه النسائي يف سننه (‪ ،)5944‬الدارمي (‪ ،)167‬جامع بيان العلم وفضله ‪.846/2‬‬
‫(‪ )132‬أخرجه الدارمي (‪ )166‬واخلطيب يف الفقيه واملتفقه (‪ )202/2‬وجامع بيان العلم وفضله ‪.849/2‬‬
‫(‪ )133‬االجتهاد املعاصر بني االنضباط واالنفراط‪ :‬د يوسف القرضاوي‪ ،‬ص‪.87‬‬
‫(‪ )134‬الرسالة‪ :‬الشافعي‪ ،‬ص‪.510‬‬
‫(‪ )135‬جامع بيان العلم وفضله ‪.47/2‬‬
‫(‪ )136‬إيقاظ اهلمم‪ :‬صاحل العمري‪ ،‬ص‪.33‬‬
‫(‪ )137‬االجتهاد املعاصر بني االنضباط واالنفراط‪ ،‬ص‪.92‬‬
‫(‪ )138‬أخرجه أبو داود يف كتاب العلم ابب التويف يف الفتيا (‪ ،321/3 )3657‬وابن ماجه يف أول كتاب منه‬
‫ابب اجتناب الرأي والقياس (‪ ،20/1 )53‬واحلاكم ‪.102/1‬‬
‫(‪ )139‬جامع بيان العلم وفضله ‪ ،8/2‬سنن الدارمي ‪ ،58/1‬إعالم املوقعني ‪.199/2‬‬
‫(‪ )140‬املوافقات ‪.286/4‬‬
‫(‪ )141‬إعالم املوقعني ‪.186/2‬‬
‫(‪ )142‬املدخل إىل السنن الكربى‪ :‬البيهقي ‪.437/1‬‬
‫(‪ )143‬سبل االستفادة من النوازل والفتاوى والعمل الفقهي يف التطبيقات املعاصرة‪ :‬أ‪.‬د‪.‬وهبة الزحيلي‪ ،‬ص‪.63‬‬
‫(‪ )144‬االجتهاد املعاصر بني االنضباط واالنفراط‪ ،‬ص‪.92‬‬
‫(‪ )145‬سبل االستفادة من النوازل والفتاوى والعمل الفقهي يف التطبيقات املعاصر‪ ،‬ص‪.49‬‬
‫(‪ )146‬األشباه والنظائر‪ :‬للسيوطي ‪ ،98/1‬حواشي الشرواين ‪ ،397/2‬اإلقناع ‪ ،284/24‬املغين ‪،18/4‬‬
‫التمهيد لإلسنوي ‪.230/1‬‬
‫(‪ )147‬التلقني ‪ ،433/2‬اإلنصاف ‪.383/9‬‬
‫(‪ )148‬االجتهاد املعاصر بني االنضباط واالنفراط ص‪.96‬‬
‫(‪ )149‬كفاية الطالب الرابين شرح رسالة ابن أيب زيد القريواين‪ :‬أليب احلسن املالكي ‪.648/2‬‬
‫(‪ )150‬إعالم املوقعني ‪.41/3‬‬
‫(‪ )151‬املرجع السابق ‪.78/3‬‬
‫(‪ )152‬نظرية الضرورة الشرعية‪ :‬مجيل حممد بن مبارك ص‪.31‬‬
‫(‪ )153‬أخرجه احلاكم يف مستدركه كتاب األطعمة ‪ ،125/4‬والبيهقي يف سننه (‪ ،356/9 )19422‬ومعىن‬
‫احلديث‪ :‬أي إمنا حيل للمضر من امليتة أن أيكل منها ما يسد الرمق غداء أو عشاء وليس له أن جيمع بينهما‬
‫(النهاية يف غريب األثر ‪.)83/3‬‬
‫(‪ )154‬جمموع فتاوى شيخ اإلسالم ابن تيمية ‪.64/29‬‬
‫(‪ )155‬الدر املختار ‪ ،532/3‬حاشية الدسوقي ‪ ،150/1‬كشاف القناع ‪ ،398/1‬جملة األحكام العدلية املادة‬
‫‪ ،21‬ص‪.18‬‬
‫(‪ )156‬حواشي الشرواين ‪.118/1‬‬
‫(‪ )157‬راجع‪ :‬املدخل يف الفقه اإلسالمي‪ :‬د حممد مصطفى شليب‪ ،‬ص‪ 89‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )158‬جمموع فتاوى شيخ اإلسالم إىل تيمية ‪.94/33‬‬
‫(‪ )159‬انظر‪ :‬املدخل إىل الفقه اإلسالمي‪ :‬حممود حممد الطنطاوي ص‪ ،51‬واملدخل يف الفقه اإلسالمي‪ :‬د‪.‬حممد‬
‫مصطفى شليب ص‪.94-91‬‬
‫(‪ )160‬يراجع‪ :‬رعاية املصلحة يف الشريعة اإلسالمية‪ :‬علي اخلفيف‪ ،‬املصلحة أساس التشريع اإلسالمي‪ :‬زكراي الربي‬
‫(اجمللس األعلى للشؤون اإلسالمية)‪ ،‬نظرية املصلحة يف الفقه اإلسالمي‪ :‬حسني حامد حسان (مكتبة املتنيب‪:‬‬
‫القاهرة)‪ ،‬ضوابط املصلحة يف الشريعة اإلسالمية‪ :‬حممد سعيد رمضان البوطي (مؤسسة الرسالة)‪ ،‬املصلحة يف‬
‫التشريع اإلسالمي وجنم الدين الطويف (األزهر‪ ،‬العدد ‪ 10‬مجادى األوىل ‪.)1374‬‬
‫(‪ )161‬إعالم املوقعني ‪.3/3‬‬
‫(‪ )162‬االجتهاد املعاصر بني االنضباط واالنفراط ص‪.96‬‬
‫(‪ )163‬املرجع السابق ص‪.95‬‬
‫(‪ )164‬انظر االجتهاد املعاصر بني االنضباط واالنفراط ص‪.93-92‬‬
‫(‪ )165‬سيكون حبثي هلذا املنهج بشكل خمتصر خشية التطويل‪ ،‬ومن أراد التفصيل فعليه مراجعة املصادر التالية‬
‫(إعالم املوقعني البن القيم اجلوزية ‪ ،447/4‬منهج معاجلة القضااي املعاصرة يف ضوء الفقه اإلسالمي‪ :‬د‪.‬حممد‬
‫رواس قلعة جي (جملة كلية الدراسات اإلسالمية والعربية العدد اخلامس الصفحة ‪ ،)59‬املعامالت املالية‬
‫املعاصرة يف الفقه اإلسالمي‪ :‬د‪.‬حممد عثمان شبري ص‪.)40‬‬
‫(‪ )166‬سورة البينة آية ‪.5‬‬
‫(‪ )167‬إعالم املوقعني ‪ -‬ابن القيم ‪.447/4‬‬
‫(‪ )168‬التاريخ الكبري للبخاري ‪.511/3‬‬
‫(‪ )169‬سن الدارمي ‪ ،58/1‬جامع بيان العلم وفضله ‪.8/2‬‬
‫(‪ )170‬معجم لغة الفقهاء‪ :‬حممد رواس قلعه جي ود‪.‬حامد قنييب ص‪.143‬‬
‫(‪ )171‬مقدمة يف فقه النوازل‪ :‬د‪.‬انصر العمر (‪.)www.almoslim.net‬‬
‫(‪ )172‬انظر املعامالت املالية املعاصرة ص‪.143‬‬
‫(‪ )173‬إعالم املوقعني‪.‬‬
‫(‪ )174‬جامع بيان العلم وفضله ‪.74/2‬‬
‫(‪ )175‬مقدمة يف فقه النوازل‪ :‬د‪.‬انصر العمر (‪.)www.almoslim.net‬‬
‫(‪ )176‬انظر املعامالت املالية املعاصرة يف الفقه اإلسالمي ص‪ ،46-44‬مقدمة يف فقه النوازل‪ :‬د‪.‬انصر العمر‬
‫(‪.)www.almoslim.net‬‬
‫(‪ )177‬من كتاب خاص أصدرته جامعة اإلمارات العربية املتحدة بعنوان‪ :‬االجتهاد اجلماعي يف العامل اإلسالمي‬
‫‪.31/1‬‬
‫(‪ )178‬سنن الدارمي (‪ ،)161‬والسنن الكربى للبيهقي ‪.114/10‬‬
‫(‪ )179‬جامع بيان العلم وفضله ‪.853-852/2‬‬
‫(‪ )180‬السنن الكربى للبيهقي ‪.414/10‬‬
‫(‪ )181‬سنن الدارمي (‪.)115‬‬
‫(‪ )182‬إعالم املوقعني ‪.84/1‬‬
‫(‪ )183‬الشورى ‪.38‬‬
‫(‪ )184‬آل عمران ‪.159‬‬
‫(‪ )185‬الفقه اإلسالمي وقضااي العصر‪ :‬ص‪ ،44-43‬االجتهاد اجلماعي يف التشريع اإلسالمي ص‪.77‬‬
‫(‪ )186‬انظر قرارات اجملمع الفقهي التابع لرابطة العامل اإلسالمي فأحباثهم نفيسة ومفيدة‪.‬‬
‫(‪ )187‬راجع موقع اجمللس على االنرتنت‪.http://ifa-india.org :‬‬