بسم هللا الرحمان الرحيم كلية العلوم اإلقتصادية وعلوم التسيير الجمعية العلمية نادي الدراسات اإلقتصادية هاتف/فاكس021 47 75 15 : رقم الحساب البنكيN° 16-287/60-200 badr bank : الموقع www.clubnada.jeeran.com: البريد اإللكتروني[email protected]: المقر :ملحقة الخروبة الطابق األول علم ـ عمل ـ إخالص خطة البحث : مقدمة - 1مفهوم التمويل و مصادره في اإلقتصاد اإلسالمي - 1-1ماهية التمويل - 1-1-1مفهوم املال ,أنواعه ,أسباب متلكه -2-1-1مفهوم التمويل ,و أنواعه يف اإلسالم - 3-1-1أنواع العوائد يف التمويالت اإلسالمية -2-1مصادر التمويل يف االقتصاد اإلسالمي -1-2-1البنوك (املصارف اإلسالمية) -2-2-1شركات التأمني -3-2-1األسواق املالية اإلسالمية -2صيغ التمويل في اإلقتصاد اإلسالمي و كيفية تطبيقها -1-2املضاربة و الصيغ الشبيهة هبا كاملزارعة واملساقاة -1-1-2املضاربة -2-1-2املزارعة - 3-1-2املساقاة -2-2املشاركة - 1-2-2املشاركة يف متويل صفقة معينة -2-2-2املشاركة املتناقصة أو املنتهية ابلتمليك -3-2-2أثر متويل املشروعات عن طريق املشاركة -3-2املراحبة و اإلجارة و بيع السلم -1-3-2املراحبة -2-3-2اإلجارة -3-3-2بيع السلم -4-2املغارسة و اإلستصناع -1gg-4-2املغارسة -2-4-2اإلستصناع 2 - 5-2الدور التمويلي للزكاة 6-2البديل الشرعي لبعض صيغ اإلئتمان قصري األجل تطبيقا يف العمليات املصرفية املعاصرة -1-6-2خصم األوراق التجارية -2-6-2خطاب الضمان -3-6-2اإلعتماد املستندي -4-6-2بطاقة اإلئتمان اخلامتة . مقدمة : متثل عملية التمويل دورا هاما يف احلياة اإلقتصادية ,فهي الشراين احليوي و القلب النابض الذي ميد القطاع اإلقتصادي مبختلف وحداته و مؤسساته ابألموال االزمة للقيام بعملية اإلستثمار و حتقيق التنمية و دفع عجلة اإلقتصاد حنو األمام . فإذا كانت عملية التمويل مبفهومها العام تعين إنفاق املال ,وكان اإلستثمار ابملفهوم البسيط يعين استخدام املال يف عمليات اقتصادية بغية احلصول على مردودية أو نتيجة ,فإن كل إستثمار يعترب متويال ابلضرورة و لكن التمويل ال يعترب يف كل احلاالت إستثمارا . فاإلقتصاد اإلسالمي يعطي أمهية ابلغة لعمليات التمويل و حتقيق اإلستثمار و يتجلى ذلك من خالل فرض الزكاة على األموال سواء كانت عينية أو نقدية و ذلك حىت يقل االكتناز ,و ابلتايل عدم تعطيل املوارد و الوسائل اخلاصة بدفع وترية االستثمار .فالزكاة يف اإلقتصاد اإلسالمي تعترب أحسن و أبلغ أداة يف الكون كله ,و حمفزا لإلستثمار يف نظرة اإلسالم واملسلمني طبعا ,فاملسلم يستثمر حىت و لو كانت نسبة العائد أقل من نسبة الزكاة أي أقل من % 2.5ألهنا ابملقابل تعد أحسن مقياس موزع للدخل القومي ,و إذا مل يستثمر هذه األموال فسوف تزول بسبب امتصاص الزكاة ،و عليه يتوفر االقتصاد إلسالمي على اآلليات و امليكانيزمات اليت تدفعه إىل حتقيق التنمية و اإلزدهار ,و هلذا سوف حناول أن نركز يف دراستنا على 3 مفهوم التمويل يف االقتصاد اإلسالمي و الصيغ املختلفة اليت ميكن تقدمي هبا هذا التمويل و الشروط والظوابط اليت حتطم هذه الصيغ و كيفية تطبيقها من طرف البنوك اإلسالمية . و عليه نقول :ما مدى فعالية متويل املشاريع اإلقتصادية من املنظور اإلسالمي ؟ على ضوء هذا اإلشكال ندرج جمموعة من التساؤالت : مفهوم التمويل و أحكامه يف اإلقتصاد اإلسالمي . أدوات و مصادر التمويل يف اإلقتصاد اإلسالمي . صيغ التمويل و كيفية تطبيقها يف البنوك اإلسالمية .و بناءا على هذه التساؤالت تتبلور الفرضية التالية : تعترب صيغ التمويل اإلسالمية متعددة ومتنوعة وميكن تطبيقها يف خمتلف اآلجال (قصرية ,متوسطةوطويلة األجل )وذلك بتكييفها مع متطلبات العصر احلديث وفق أطر الشريعة اإلسالمية السمحاء . – 1مفهوم التمويل و مصادره في اإلقتصاد اإلسالمي : إن للمال يف اإلسالم وظيفة إجتماعية ذات أبعاد واسعة إىل جانب وظيفة اقتصادية ،فهو يعترب وسيلة إىل احلياة الكرمية لإلنسان ,لذلك وضع اإلسالم ضوابط لكسبه و إنفاقه .وإذا كان هذا الكسب و اإلنفاق يدخل يف إيطار عملية التمويل ابملفهوم االقتصادي ,فسوف حناول معرفة من خالل هذا الفصل مفهوم املال وصوال إىل مفهوم التمويل و أهم مصادره و املبادىء اليت حتكمه يف اإلقتصاد اإلسالمي . – 1-1ماهية التمويل : قبل التطرق إىل مفهوم التمويل و صيغته و أمهيته االقتصادية يف املنظور اإلسالمي وجب معرفة مفهوم املال و شروط و أسباب متلكه يف اإلسالم . – 1-1-1مفهوم المال ,أنواعه وأسباب تملكه : أ – تعريفه : 4 لغة :املال ما ميتلك من كل شىء و جيمع من أموال ,ويف لسان العرب ما يتملكه املرء من الذهب و الفضة ,مث أطلق على كل ما يقتىن و ميلك من األعيان . اصطالحا ( :اصطالح الفقراء و املعاصرين ) املال ما كان له قيمة مادية وجاز شرعا اإلنتفاع به يف حالة اإلختيار ,أي أن املال ما ميكن حيازته و االنتفاع به و التصرف فيه . وابجلمع بني التعريفني ميكن القول أن :املال يتمثل يف كل ما كانت له قيمة مادية و جاز لإلنسان امتالكه و اإلنتفاع به يف حالة االختيار ,على أن يكون هذا االنتفاع ممكنا لكافة الناس ال من بعضهم . ب – أنواعه : ميكن تقسيم املال إىل أصناف متعددة تبعا للحكمة من كل تصنيف ,سواء للدراسات الشرعية أو االقتصادية أو القانونية ,و أمهها ما يلي : تقسيم املال إىل نقود ( رأس مال نقدي ) و عروض ( رأس مال عيين ) . تقسيم املال إىل عقار و منقول . مثلي و قيمي :املثلي هو الذي تكون وحداته غري متفاوتة ,و القيمي هو الشيء النادر يعوضعلى مقدار القيمة و ليس على الشيء. املال املقوم و الغري املقوم :املقوم ما كان حبوزة املالك و يعوض على تلفه ،و الغري مقوم ( ما ال يثري مااليف اإلسالم ) وهو ما مل يكن حبوزة املالك كالسمك يف البحر ابلنسبة للصياد. ت – الطرق الشرعية لكسب املال : وضح الدكتور يوسف القرضاوي قاعدة عامة يف متلك املال ,وميكن حصر عدة طرق كمايلي : -2املعاوضات أو املبادالت . -1العمل :سواء ينجز عنه أجر أو ربح -2 اهلبة -6املرياث -9الغنيمة -5الزكاة -4الصدقة -7الوقف -10تطبيق القصاص . -8الوصية -2-1-1مفهوم التمويل و أنواعه في اإلسالم : لغة :أي أعطيه املال ,فالتمويل هو إنفاقه أي أموله متويال ,أي أزوده ابملال. 5 -1مفهوم التمويل: اصطالحا :تتضمن كلفة و مصدر األموال وكيفية استعماهلا و طريقة إنفاقها و تسيري هذا اإلنفاق . – 2صيغ التمويل من حيث األجل : ميكن تقسيم التمويل إىل تقسيمات خمتلفة من حيث احلجم ,الطبيعة أو املصدر ,ولكن هذا التقسيم عادة يكون حسب املدة أو األجل ,وذلك كاأليت : أ – التمويل قصري األجل : مدته سنة واحدة يف الغالب ,و جيب أن ال يتجاوز السنتني كحد أقصى ,أما احلد األدىن فيصل إىل يوم واحد. ب -التمويل متوسط األجل :ترتاوح مدته من 2 إىل 5سنوات وتصل إىل 7سنوات . ج -التمويل طويل األجل :مدته تزيد عن 5أو 7سنوات و ليس له حد أقصى ,إذ يصل إىل 20سنة. -3إرتباط عملية التمويل ابملشروع االقتصادي يف اإلسالم: إن املالحظ يف صيغ التمويل اإلسالمية ( كما سندرسها الحقا ) ترتبط ارتباطا وثيقا ابجلانب املادي لإلقتصاد أو ابإلنتاج احلقيقي الذي يضيف شيئا جديدا إىل اجملتمع ,فإذا كان التمويل الربوي يف أغلب األحيان يعتمد على ذمة املستقيد و يقدم على أساس قدرته على السداد ,فإن التمويل اإلسالمي يقدم على أساس مشروع استثماري معني متت دراسته و دراسة جدواه و نتائجه املتوقعة ,بينما جند أن التمويل الربوي ال يشرتط أن يكون التمويل مرتبطا بعملية إنتاجية حقيقية . – 3-1-1أنواع العوائد في التمويالت اإلسالمية : إن حتديد أنواع العائد يتطلب حتديد عناصر اإلنتاج يف اإلقتصاد اإلسالمي و الذين ميثالن عنصرين أساسيني مها :العمل و رأس املال ,فالعائد ال ميكن أن يكون إال رحبا أو أجرا ,و ميكن إضافة نوع اثلث وهو اجلعالة و إن كان تطبيقا صعبا يف عملية التمويل . الربح : يعرف الربح يف الفقه اإلسالمي أبنه نوع منو املال الناتج عن استخدام هذا املال يف نشاط استثماري ,و أن هذا النشاط اإلستثماري حيتوي على عنصر املخاطرة لتقلبات رأس املال ,بزايدة الربح أو وجود خسارة. و يعترب الربح اهلدف النهائي للمنتجني ,و مبا أنه ميثل الفرق بني نمن بيع السلعة و تكلفتها فقد سعى الفكر اإلسالمي إىل وضع ضوابط يف حتديد هذه الفروق : 6 -1أن يكون هامش الربح معقوال حىت ال يؤدي إىل ارتفاع األسعار و يقلل من سرعة دوران رأس املال . -2أن يتالءم هامش الربح مع درجة اخلطورة . -4أن ال يتضمن هامش الربح فوائد ربوية . األجر :هو تعويض مايل مقابل منفعة مشروعة ,و يشرتط يف األجر ما ال يشرتط يف الثمن أي أن يكون ماال مباحا منتفعا به شرعا ,معلوما و مملوكا للمستأجر .واملعلومات الواجب مراعاهتا عند حتديد األجر : -1ظروف العمل و طبيعة و مستوى مسؤوليته . -2مؤهالت العامل ومدى خربته و مستوى كفاءته . -3مستوى تكاليف املعيشة . -4الشروط اليت تتطلبها الوظيفة . -5كمية األموال لدفع األجرة . -6أوقات الراحة والعمل و العالوات. اجلعالة :يقول ابن رشد " :أن جيعل الرجل للرجل جعال على عمل عمله إن أكمل العمل ,و إن مل يكمل العمل مل يكن له شيء و ذهب عناؤه ابطال ". يف اجلعالة يتم اإلتفاق بني صاحب املصلحة و العامل على بذل عمل يؤدي إىل حتقيق نتيجة حمددة ,أما يف اإلجارة فإن اإللتزام ابلعمل ال يعين حتقيق الغاية كما يف اجلعالة . فاملنفعة ال حتصل للجاعل إال بتمام العمل ,خبالف اإلجارة فإته حيصل على املنفعة مبقدار ما أجنزه من عمل . إن العمل يف اجلعالة قد يكون معلوما أو عري معلوما كحفر بئر حىت خيرج منه املاء خبالف اإلجارة فال بد أن يكون فيها العمل معلوما . و يرى بعض املفكرين أن العمولة اليت يتلقاها البنك اإلسالمي نظري تقدمي العديد من اخلدمات لعمالئه هي يف احلقيقة جعالة ,و حنن نرى أهنا إجارة ألهنا لقاء عمل أو خدمة حمددة أو معلومة ,و نفس الشيء ابلنسبة للمضاربة إذ ال ميكن إشرتاط نتيجة كما هو يف اجلعالة ,غري أن هذا ال مينع أن جند بعض العمليات املصرفية اليت تعترب العمولة فيها نوعا من اجلعالة ,كتوسط البنك للعميل من أجل احلصول على قرض لدى جهة أخرى لقاء عمولة ,أو إحضار بضاعة اندرة للعميل يطلبها يف بيع املراحبة لقاء عمولة ,وشروط اجلعالة هي : 7 -إمتام العمل -الوصول إىل الغاية . – 2-1مصادر التمويل في اإلقتصاد اإلسالمي : – 1-2-1البنوك : إن البنوك تلعب دورا هاما يف حياتنا و حياة األمم و احلياة اإلقتصادية بصفة خاصة ,وال شك أن هذه البنوك تقدم خدمات إىل اجلمهور سواء كانت صناعية أو جتارية ,و عليه فهي تساهم يف حتقيق التنمية اإلقتصادية حسب إختصاص كل واحد منها ,فهي تعمل على تسيري اإلنتاج ,و تسيري التبادل و تعزيز رؤوس األموال .. إىل غري ذلك من املعامالت احليوية اليت تساعد على الرفاهية و التقدم. -وظائف البنوك اإلسالمية : أ-اإليداع : إن عملية اإليداع تعين أن املودع يقوم إبيداع أمواله يف إحدى البنوك للمحافظة عليها ,يف حني يدفع البنك كل فرتة معينة فائدة على تلك األموال وهذه الفائدة تعترب راب ,ولذلك وضع البديل اإلسالمي " عقد املضاربة " مبعىن أن يكون املودع هو " رب املال " ككل و البنك هو" املضارب". و يكون له احلق يف استثمار هؤالء بنفسه أو عن طريق شركات أو وكالء آخرين ,و البنك يف هناية كل فرتة مالية ( عادة سنة واحدة ) يقوم حبساب املشروعات اليت حققت جناحا سواء كان كبريا أو متوسطا و املشروعات اليت حققت خسائر ,مث يقوم حبساب أرابحه بعد خصم املصاريف العمومية و احتياطاته ,مث يوزع الباقي بينه وبني املودعني مجيعا. يوزع البنك مبعرفته اجلزء املتفق عليه على املودعني ,و بطبيعة احلال سوف خيتلف من عام ألخر دون شك تبعا لألرابح اليت حيققها البنك وعلى هذا تكون األرابح حالال ,ألن املال يف هذه احلالة يتعرض إىل املخاطرة وأن نسبة الربح متغرية ,و اجلزء املتبقي بعد ذلك يوزعه البنك على املسامهني إن كان بنكا خاصا أو حسبما حيدده القانون ,وال شك أن النسبة اليت سيوزعها البنك على املودعني سوف يراعي فيها مبالغ الودائع ونسبة األجل اليت 8 مكثت فيها يف حوزة البنك وسامهت مبقتضاها يف هذا اإلستثمار .وهذه العملية تسري وفق الشريعة اإلسالمية ألهنا : تعرض رأس املال للمخاطرة . تغري نسبة الربح من سنة ألخرى أو عدم حتقيق الربح على اإلطالق يف حالة اخلسارة . حتقيق دورة رأس املال بدال من إكتنازها لفائدة أصحاب رؤوس األموال أنفسهم. -نفع اجملتمع و االقتصاد القومي و رفع مستوى املعيشة طبقا هلذا اإلستثمار. ب -اإلقراض : ب-1-البديل عن القروض اإلستهالكية: تقدم البنوك قروض إستهالكية للذين تعوزهم احلاجة إىل اإلقرتاض لإلستعانة هبا يف قضاء حوائجهم املعيشية ,و تتقاضى هذه املصارف فائدة ربوية على تلك القروض ,وهذه الفائدة راب النسيئة وهو بطبيعة احلال حمرم . البديل عن هذا هو أن تكف البنوك عن إعطاء مثل هذه القروض ,ويقدم جهاز داخل هذه البنوك أي البنوك اإلسالمية جبباية الزكاة وتقوم بتوجيه حصيلة ما جيىب إىل املصارف الشرعية املعروفة ,أما غري املستحق للزكاة ممن تظطر احلاجة لذلك للحصول على قروض فإن جهاز الزكاة يستطيع أن ميدهم بغري فائدة اطالقا ببعض القروض ذات اآلجال القصرية يستعينون هبا على تفريج كربتهم على أن يبادروا بردها إىل رصيد الزكاة مع وجود ضماانت كافية للوفاء هبذه القروض ,ولعل هذه الطريقة حتقق : سيادة روح الكفالة اإلجتماعية يف اجملتمع الواحد. اإلطمئنان و األمان الذي يوفره هذا النظام لكافة أفراد اجملتمع.وذلك مصدقا لقوله صلى هللا عليه وسلم " :مثل املؤمنني يف توادهم و ترامحهم كمثل اجلسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر األعضاء ابلسهر و احلمى ( ".صحيح البخاري ). ب– 2-البديل عن القروض اإلنتاجية : يف هذه احلالة البنك هو " رب املال " و أصحاب املشروعات هم " املضاربون" ,فصاحب أي مشروع يقوم أبخذ املال من البنك مع تقدمي الضماانت الالزمة و املافية ,مع وجود جهاز للتخطيط ابلبنك نفسه لدراسة املشروعات للتأكد من صالحيتها للتنفيذ على أن يقدم ألصحاب املشروعات ويتم توجيههم إىل الطريق الصحيح إلستثمار األموال ,فإذا حقق املشروع أرابحا خصمت منها مصاريف إحتياطاته مث يقسم الربح بني أصحاب رد املال إىل البنك إذا سلم رأس املال املشروع و البنك حسبما يتفق الطرفان مسبقا ,أما إذا مل حيقق املشروع رحبا ّ و تعطى مهلة أخرى إذا كان هناك أمل يف املستقبل ,أما إذا أصاب رأس املال خسارة فإهنا التلحق إال برب 9 املال أي البنك ,هذا إذا مل يكن لصاحب املشروع يد يف هذه اخلسارة ,أما إذا كانت له يد يف هذه اخلسارة فإن عليه الضمان . هبذه الطريقة يعمل جهاز التخطيط ابلبنك على وضع استثمار األموال يف جماهلا الصحيح من أجل ضمان أمواله و حتقيق أرابح اليت ال شك أهنا ستعود على اجملتمع ابلرفاهية و ستشجع أصحاب األموال على اإلقدام للمشروعات اإلنتاجية .كما أن ذلك سيساعد على قيام شركات اإلستثمار مادام البنك سوف يشرتك معها يف التخطيط و تقدمي النصح . النشاط املصريف اخلارجي :إذا كانت معامالتنا املصرفية بني بالد العامل اإلسالمي اليت تسري حسب الشرع احلنيف ,فهذا ينطبق عليه نفس املعاملة املصرفية الداخلية و إستبدال الفائدة ابملضاربة .أما إذا كانت هذه املعامالت مع بالد غري إسالمية و اليت نتعامل معها سواء بعض قروض التمويل لبعض النشاطات اإلنتاجية أو إنتاج سلع مل نصل إىل إنتاجها فتكون : يشاركنا رأس املال األجنيب يف مشروعاتنا اإلنتاجية و نتقاسم الربح معا أي حسب النسبة املتفق عليها بعدحساب املصروفات و خصم اإلحتياطات . إذا مل يوافق رأس املال األجنيب على ما سبق فهناك طريقة أخرى هي عدم أخذ فوائد ربوية على قروضهماإلنتاجية ( آالت ومعدات إنتاجية ) ,و إمنا الزايدة يف نمنها ,زايدة تتناسب األجل الذي بعده يسدد القرض و هذا حىت تصح معامالتنا وتتم خالية من الشبهات الربوية . – 2-2-1شركات التأمين : ال شك أن الناس ,املصانع و التجار ...يلجؤون إىل التأمني على أمواهلم و أنفسهم ليتجنبوا كوارث الدهر نظري ما يدفعون لشركات التأمني ,وإذا حلت اخلسارة فإن هذا التأمني يعمل على : حتقيق واجب حيوي أال وهو التكافل لدفع املأساة . توسيع جماالت اإلستثمار و تقليل البطالة و رفع مستوى املعيشة ,بصفته ضروري يف االقتصاد القوميواكن رغم أن التأمني فيه من التعاون و التكافل من انحية ,و اإلستثمار لصاحل اإلقتصاد القومي من انحية أخرى فإننا إذا تعمقنا يف عملية التأمني و دور شركات التأمني و عقود التأمني جند أن هناك عدة ثوائب ،لذلك حناول إعطاء البديل اإلسالمي أو ما تسمح به الشريعة : أ -بيوع الغرر : نتكلم عن بيوع الغرر إبعتبار عقد التأمني هو نوع من أنوع تلك البيوع ،و الغرر معناه التغرير ،و األصل هو اخلطر الذي ميكن أن يقع أو ال يقع و ابلتايل فهناك غرر. 10 بيع الغرر هو بيع املخاطرة وهو اجلهل ابلثمن أو املثمن أو سالمته أو أجله ,وذلك يبني أن بيع الغرر هو البيع الذي ال يتحقق من نتائجه و إمنا تكون هذه النتائج متوقعة على أمر مستقبل أو جمهول قد يفع أو قد اليقع. إن عقد التأمني عقد إحتمايل مبعىن أن كال من املتعاقدين ال يعلم كم سيأخذ و كم سيدفع ,فهو عقد متعلق ابملستقبل ابجملهول الذي ال يعلمه إال هللا و لقد هنى الرسول صلى هللا عليه وسلم عن بيع الغرر ,ولكن الشريعة اإلسالمية ترى أبن هناك بديل هلذا التأمني يواكب هذا العصر و هو :التأمني التباديل و التكافل اإلجتماعي يف اإلسالم . -1التأمني التباديل : هو عبارة عن مشروعات تعاونية ,كما يطلق على هذه املشروعات إسم " املشروعات العضوية " ويقصد هبا تلك املشروعات اليت تعارض عمليات التأمني بقصد تقدمي اخلدمة لألعضاء أصال أي بدون السعي لتحقيق الربح كما هو احللل يف الشركات املمتلكة . ومن املميزات الرئيسية للمشروعات التعاونية أن القائمني إبداراهتا هم األعضاء أنفسهم ,وهؤالء األعضاء ال يقومون عادة بدفع أجزاء يف رأس املال ,إذ أن رأس املال غري موجود أصال يف هذا النوع من املشروعات ويرتتب علال ذلك اندماج شخصية املؤمن و املستأمن يف شخص واحد .عضو اهليئة اليت تندمج فيه ابلتبعية مسؤولية املؤمن ,و املستأمن تكون مسؤوليته عادة على وجه العموم غري حمدودة إذا ما قورنت مسؤولية املؤمن واملستأمن يف املشروعات املمتلكة . و يطهر مما سبق أن العضو املستأمن يف املشروع التعاوين يطلب الضمان من غريه من األعضاء يف نفس املشروع , ويف نفس الوقت يضمن األعضاء اآلخرين من األخطار بصفته عضوا يف املشروع ولذلك يطلق على عملية التأمني التعاوين عادة " التأمني التباديل ". * مشروعات التأمني التعاوين تعمل بدون رأس املال ,كما أهنا ال تعمل بقصد الربح وهي عبارة عن مشروعات يشرتك فيها األعضاء الذين يتعرضون خلطر واحد مثل خطر احلريق ,خطر الكوارث ... , وهم يف حالة وقوع اخلطر ألحد األعضاء يقومون ابملسامهة يف تغطية نتيجة الكارثة اليت وقعت هلذا العضو سواء عن طريق حصص يدفعوهنا بعد تقدير اخلسائر أو تغطية اخلسائر اليت وقعت بتقدمي حصص ,وإذا بقي يف هناية العام فائض فإنه يقسم بني األعضاء على أن هذه اهليئات أو املشروعات ال تقوم بقصد الربح إطالقا , و إمنا تقوم يف مواجهة إستغالل شركات التأمني ولتحقيق التعاون. فرضية عمل هذه اهليئات أو املشروعات :اقرتاح عمل هذه اهليئات يف إطار الشريعة اإلسالمية هو أن تقوم هيئات التأمني التباديل جبمع أعضاء املهن املتشاهبة أو األعضاء الذين يتعرضون خلطر واحد ,ويقوم كل عضو يف بداية كل عام بدفع حصة معينة اثبتة و 11 متساوية مع بقية األعضاء لكي يكون هذه احلصص حاضرة لتغطية اخلسائر إذا وقعت و لكي تعوض العضو املصاب فورا ,وهذه احلصص خمصصة لتغطية األخطار اليت يتعرض هلا األعضاء ,وإذا مل تكفي يلتزم األعضاء بدفع حصص أخرى خالل السنة على أنه قد يصبح هناك فائض يف هناية العام ميكن إستثماره يف املشروعات عن طريق املشاركة ( املضاربة ) لتحقيق منفعة اإلقتصاد القومي و لألعضاء ,على أن تودع األرابح الناجتة عن هذه اإلستثمارات يف صندوق اهليءة لإلنفاق منه و ملقابلة أي خسائر قد تقع . وإذا زاد رصيد هذا الصندوق حبيث يكفي لتغطية كل اخلسائر فقد يعفى األعضاء من دفع حصص أخرى ,وعليه نكون قد وصلنا إىل : * حتقيق األمن و اإلطمئنان ألعضاء اهليئة و تغطية اخلسائر اليت يتعرضون إليها . * عن طريق استثمار أموال اهليئة تتحقق الفائدة و النفع لإلقتصاد القومي و لشركات اإلستثمار و ابلتايل: .1حتقيق الفائدة لألعضاء يف صور ختفيض حلصصهم يف اهليئة أو عدم دفعها لعدة أعوام . .2عدم سعي هذه اهليئات لتحقيق الربح أي أهنا قائمة أساسا بقصد تقدمي اخلدمة ألعضائها و ابلتايل يشجع أعضاء اجملتمع كله على التسابق لإلشرتاك فيها ,مما يؤهلها لتحقيق األهداف السابقة بعيدا عن التأمني الذي تشوبه شبهات الراب و الغرر و اإلستغالل اليت تغري الوجه اإلسالمي للمجتمع . -2التكافل اإلجتماعي يف اإلسالم : إن اجملتمع اإلسالمي الصحيح هو جمتمع التكافل و التعاون ,واإلسالم قد قرر حصة من الزكاة للفقراء و املساكني كما قرر حصة للغارمني وهم التجار املدينون يف غري معصية و عجزوا على السداد ,فيقوم بيت املال بسداد دينهم نيابة عنهم من حصة الزكاة . فإذا كنا نبحث عن التأمني التباديل و جتميع األموال إلعادة استثمارها يف املشروعات من أجل حتقيق التكافل اإلجتماعي و دفع اخلسائر ,فأوىل لنا أن نسلك الطريق القومي و هو الزكاة . إن يف الزكاة فائدة كربى عند مجعها فبدل أن نستثمر أموال التأمني نستثمر أموال الزكاة ,فتوزع الزكاة حسب مصاريفها الشرعية ,خيصص جزء الغارمني يف اإلستثمار عن طريق املشاركة ( املضاربة ) ابإلضافة إىل اجلزء الذي يتبقى بعد توزيع الزكاة يف اإلستثمار يف إقامة املشروعات الزراعية و الصناعية و التجارية ,وابلتايل: حتقيق التعاون و التكافل اإلجتماعي بصورة أكثر إشراقا ,حبيث يعود النفع على كل أعضاء اجملتمع دونأن يشرتكوا يف شركات التأمني و لبأس أن ينشأ أعضاء املهن املتشاهبة هيئات أتمني تباديل فيما بينهم للمساعدة يف أتمني األفراد على حياهتم و أمواهلم وممتلكاهتم . 12 استثمار أموال الزكاة ابلطريقة اإلسالمية الصحيحة حيقق فوائد للمجتمع اإلسالمي وهي الرفاهية وإرتفاعمستوى املعيشة و التقدم واإلزدهار . – 3-2-1األسواق ( البورصات ) لقد إنتشر البيع ألجل يف األسواق اإلسالمية ألنه من جهة يسهل البيع ,ومن جهة أخرى إذا مل تكن األموال حاضرة فإنه يسهل على املتعاملني التجارة دون توقف ,كما أنه من انحية اثلثة أداة لتعريف السلع و البضائع ويسهل التعامل وال جيعل هناك تعقيدات يف السوق . وذلك لقوله صلى هللا عليه وسلم ":من أسلف يف نمر ,ويف رواية أخرى يف شيء فليسلف يف كيل معلوم ووزن معلوم إىل أجل معلوم ". و يشرتط يف هذا العقد سبعة شروط : -1 -2 -3 أن يكون فيما ميكن ضبط صفاته من املكيل و املوزون من احلبوب و غريها . أن يصفه مبا خيتلف به الثمن ظاهرا فيذكر جنسه و نوعه فيقول يف التوشال برين أو معلق . أن يذكر عذره ابلكيل يف املكيل و الوزن يف املوزون و الذراع يف املذروع و العريف املعدود . -4 أن يشرتط أجال معلوما وقع يف الثحن عادة كالشهر . -5 أن يكون املسهم فيه عام الوجود يف حمله سواء كان موجودا حال الفقر أو معدوما . -6أن يقبض رأس ماله يف جملس العقد أو ما يف معىن القبض . -7أن يسلم الذمة فإن أسلم يف عني مل يصح ألنه رمبا تلف قبل أوان تسليمه. هذا هو عق البيع ألجل أو عقد السلم وهو جائز عند أغلب الفقهاء حىت لو كان الشيء معدوم يف هذا العقد فقط . البورصات سوق صاحل للتعامل و املعامالت يف الدول اإلسالمية ولكن البد من إدخال بعض التعديالت عليها حىت تكون متشاهبة مع السوق اإلسالمية . شروط البورصة : -1 وجود مكان معلوم . -2 إتصال البائعني و املشرتين بسهولة و يسر . -3إجتاه أنمان السلع حنو التساوي أو اختاذ وضعها السلم بسرعة و بسهولة . -4احلرية التامة بني املتعاملني حسب أحاديث الرسول عليه الصالة و السالم فإن للسوق اإلسالمية نفس شروط البورصة . -1وجود مكان معلوم : 13 حدثنا موسى بين امساعيل قال ,عن عبد هللا رضي هللا عنه قال ":كنا نتلقى الركبات فنشرتي منهم الطعام ,فنهاان النيب صلى هللا عليه وسلم أن نبتاعه مىت يبلغ السوق" وهذه احلقيقة تطهر أنه البد من التعامل داخل مكان حمدود ويف مكان معلوم. -2اإلتصال ابلبائعني و املشرتين بسهولة ويسر : كذلك من احلديث السابق فاملكان املعلوم الذي يلتقي فيه البائعون و املشرتون يسهل عملية اإللتقاء . -3احلرية التامة بني املتعاملني : قال الرسول صلى هللا عليه وسلم :أنه من آداب التعامل يف السوق احلرية التامة بني البائع و املشرتي فهو يعوض الثمن أو السلعة فهذا يقبل أو ال يقبل فلكل حرية . -4إجتاه أمثان السلع حنو التساوي و اختاذ الوضع السلم بسرعة و سهولة ,ففي احلديث موسى بن امساعيل يتضح فيه أن النهي عن التعامل خارج السوق كان لغرض وهو أن يعرف الركبان األسعار ابلسوق ,و يبيعون على هذا األساس وهذه ميزة السوق هي أن جتعل أنمان السلع أو الصفقات موضع التعاقد معروفة و ظاهرة و واضحة. مما سبق يتبني لنا أن اإلسالم أول من شرع البورصة و إن كانت ليست هبذا التطور ,ولكن هناك املضاربة اليت تعكر صفو السوق ,وال نقصد املضاربة اليت تبقى لصاحل اإلقتصاد القومي ألن املضاربة يف حد ذاهتا عالمة جيدة على التنبؤ ابملستقبل ,و لكنها أحياان خترج عن هذا املفهوم وتتحول إىل مقامرة ,وهلذا قررا : أن تدخل احلكومة فتحدد يف البورصة األسعار الدنيا و العليا وهي اليت تتأرجح بينها األسعار ,و هنانطمئن إىل أن عمليات املضاربة على فروق األسعار جتري حسب طبيعة السوق و دوافع العرض و الطلب و أن الصفقات الصورية و ال يقع منها إال القليل النادر الذي ال يؤثر يف السوق . يف حالة اخنفاض أو ارتفاع أسهم شركة فعلى هذه األخرية أن تقدم تقرير تبني فيه سبب اإلرتفاع أواإلخنفاض خالل مدة زمنية معينة ,و يظهر أن هناك تالعب أوال عند تقدمي حسب األرابح و اخلسائر و امليزانية يف هناية العام . جيب على احلكومات اإلسالمية أن ختصص أجهزة رقابة على الشركات اليت تتعامل يف البورصة حىت اليتالعب رؤسائها أو مديروها يف امليزانيات فيؤثر على األسعار يف البورصة و يستفيدوا هم و أتباعهم من تقلبات هذه األسعار . أعمال البورصة :-1 العمليات العاجلة :هذه العمليات ال تشمل على أي أجل إال ابلنسبة لتسلم األوراق املالية أو البائع موقع التعامل وال ابلنسبة لدفع الثمن فهي تنفذ يف مهلة قصرية جدا . 14 -2العمليات اآلجلة :هذه العمليات تتضمن إشرتاك ميعاد معني لتسليم البضائع أو األوراق املالية بوقوع التعامل و دفع نمنها ,وهي تعترب من أعمال املضاربة اليت غالبا ماال تتوفر فيها نسبة التسلم ,وهذه املعامالت اآلجلة يف البورصة ينطبق عليها العقد السلم من أنه يبيع شيء معلوم إىل أجل معلوم ,ولكن ينقصها أهم أركان العقد وهو نسبة التسليم املبيع. –2 صيغ التمويل في اإلقتصاد اإلسالمي و كيفية تطبيقها: وضع اإلسالم صيغا عديدة إلستخدام املال و إستثماره ابلطرق املشروعة ,سواء بتعاون املال مع املال أو بتعاون املال مع العمل ,وهي ما ميكن تسميتها بصيغ التمويل و سوف حناول دراسة هذه الصيغ ابلتفصيل يف مفهومها أحكامها و كيفية تطبيقها. – 1-2المضاربة و الصيغ الشبيهة بها كالمزارعة و المساقاة: – 1-1-2المضاربة : لغة :هي مفاعلة من الضرب يف األرض وهو السري فيها . جاء يف القاموس احمليط :و ضارب له اجتر له يف ماله وهي القراض . 15 اصطالحا :يعرف بن رشد املضاربة مبا يلي " :أن يعطي الرجل للرجل املال على أن يتجر به على جزء معلوم أبخذه العامل من ربح املال أي جزء كان مما يتفقان عليه ’ثلثا ’ أو ربعا ’ أو نصفا ’ و يقول تعاىل يف سورة املزمل " :و آخرون يضربون يف األرض يبتغون من فضل هللا " (املزمل )18 -2شروط املضاربة : للمضاربة شروط أمجع عليها الفقهاء ,وعموما ميكن تقسيمها إىل : أ -شروط خاصة برأس املال : أن يكون من األنمان ( أي النقود وما يقوم مقامها) أن يكون معلوما لكل من رب املال و املضارب . أن يكون دينا يف الذمة عند مجهور الفقهاء ,و أجاز ذلك بن القيم بينما أجاز أحد الفقهاءاملعاصرين ,ذلك إن كان امليسر و منعه على املعسر . ب -الشروط اخلاصة ابلعمل : أن يسلم رأس املال املضاربة إىل املضارب مناولة أو ابلتمكني منه. أن يستقل املضارب استقالال اتما ابلعمل و اإلدارة .و أجاز احلنابلة أن يعمل رب املال معاملضارب ألن املضاربة نوع من الشركة عندهم. يف حالة اخلسارة خيسر املضارب عمله و جهده و خيسر رب املال ماله و ال جيوز إشرتاط ما خيالفهذا الشرط ,أما إذا خالف املضارب شرطا من الشروط صاحب املال اعترب متحداي و عليه ضمان رأس املال . ج -الشروط اخلاصة ابلربح : جيب أن يتم حتديد نصب كل من رأس املال و املضارب يف الربح و أن يكون هذا النصب جزءا شائعا كالنصف أو الثلث . هل جيوز املضاربة على التجارة فقط أم جتوز فقط يف ميادين أخرى كالزراعة أو الصناعة ؟ مثال ,يروى عن اإلمام أمحد ( رمحه هللا ) أن ":من دفع إىل رجل ألفا و قال إجتر فيها مبا شئت فزرع زرعا فربح فيه فاملضاربة جائزة و الربح بينهما . -3كيفية متويل املشروعات عن طريق املضاربة : إن متويل املشروعات عن طريق املضاربة ينقسم إىل قسمني : 16 املضاربة املطلقة :هي اليت ال تتقيد بشروط معينة يضعها رب املال و ذلك من حيث الزمان واملكان و طبيعة النشاط ...أخل. املضاربة املقيدة :وهي اليت تكون يف عملية معينة أو مشروع حمدد و بشروط خاصة يضعها رباملال على املضارب . و املضاربة اليت كانت جتري يف القدمي هي صيغة من صيغ التمويل قصري األجل ألن معظم املعامالت املالية و التجارية كانت تتم آنذاك يف األجل القصري .أما حاليا ,فإن املضاربة فيمكن أن تتم يف األجل القصري كما يف األجل املتوسط أو الطويل وهو األعم و األغلب يف تطبيقات املضاربة يف الوقت احلاضر ,فمع تطور النشاط اإلقتصادي و ظهور املشاريع التجارية و الصناعية الكربى ,أصبح تطبيق املضاربة يف األجل القصري من الصعب حتقيقه ألن األصل يف املضاربة أن تستمر حىت تنفيض كل العروض ألن مقياس الربح يتوقف على تنفيض العروض . و ابلنسبة لألموال اليت تودع خالل السنة فتحسب أرابحها بنسبة الشهور اليت أتيحت فيه إلستخدامها من قبل املعرف. و البنك اإلسالمي عندما يقوم بعملية املضاربة قد يكون هو املضارب ألنه يتلقى أموال الغري و قد يكون هو رب املال ألنه يشغل أمواله اخلاصة عند الغري ,كما قد خيلط البنك العملية أي يقوم خبلط أموال املودعني مع جزء من أمواله اخلاصة و يعمل يف املالني معا ,فإذا ربح قسم الناتج عن املالني فيكون للبنك حصة من الربح كمضارب و حصة كوب للمال . و لتوضيح كيفية استخدام األموال يف العمليات اإلستثمارية وطريقة توزيع األرابح نورد املثال التايل : نفرتض أن البنك تلقى من عمالئه الودائع نفرتض أن البنك قام بتمويل العمليات التالية العميل أ مبلغ 80000ملدة 12شهر العملية األوىل مببلغ 250000دج العميل ب مبلغ 50000ملدة 11شهر العملية الثانية مببلغ 20000دج العملية الثالثة مببلغ 50000دج العميل ج مبلغ 30000دج ملدة 9 أشهر العميل د مبلغ 40000دج ملدة 8 اجملموع = 320000دج أشهر إذن املبلغ الذي استثمره البنك من رأس ماله اخلاص هو : 120000=200000-320000 اجملموع = 200000دج 17 حصة املضاربة من الربح هي 70% كانت أرابح العمليات كما يلي : عملية أوىل 60000دج العملية الثانية 65000دج العملية الثالثة 40000دج نصب املضاربة : 42000=(0.7) 60000 45500=(0.7)65000 28000=(0.7) 40000 اجملموع 115500دج مصروفات البنك العمومية واإليدارية اليت ختص عمليات اإلستثمار 10500دج الربح القابل للتوزيع 10500=10500-11500 :دج العميل املدة املبلغ املبلغ × املدة حصة الربح أ 80000 12 960000 28474.57 ب 50000 11 550000 16313.56 ج 30000 9 270000 8008.47 د 40000 8 320000 9491.52 البنك 40000 12 1440000 42711.26 3540000 105000 حنسب عائد استثمار الدينار يف الشهر كمايلي : 0.029661+ 3540000/105000 و حلساب حصة كل عميل نقوم بضرب عائد استثمار الدينار يف الشهر × مبلغ النمو املقابل ,ويكون حسب اجلدول .أما ابلنسبة لعمليات املضاربة قصرية األجل اليت متول صفقة معينة ,تكون كما يلي : مثال :قام البنك اإلسالمي بتمويل صفقة لتصدير التمويل من اجلزائر إىل أرواب مببلغ إمجايل قدره 300000 دج وذلك على أساس صيغة املضاربة اليت قام هبا أحد العمالء . بلغت إيرادات املضاربة 60000دج -مصاريف العملية 10000:دج -الربح الصايف 50000:دج. وإذا إتفق الطرفان على تقسيم الربح بنسبة %30للمضارب و 70%لرب املال ,يكون : نصب املضارب 15000=(0.3)50000 :دج نصب رب املال 35000=(0.7)50000 :دج و نود أن نشري يف اخر حديثنا عن املضاربة أن هذه الصفة ال تعتمد البنوك اإلسالمية عليها كثريا و ذلك ألن املضاربة طويلة األجل فيها أكثر من املخاطرة ,أما القصرية األجل فوجود صيغ أخرى أكثر ضماان مثل املراحبة . أما عن الصيغ الشبيهة ابملضاربة فنقصد هبا املزارعة و املساقاة ,وقد أمسيناها كذلك ألهنا تشبه املضاربة من حيث كوهنا تضم ماال و إن اختلفت أشكاله. 18 -2-1-2المزارعة : لغة :املزارعة لغة مفاعلة من الزرع وهو اإلثبات. وحب ملن يزرعه و يقوم عليه أو مزرع ملن يعمل عليه جبزء مشاع من املتحصل اصطالحا:هي دفع أرض ّ ويلزم العامل ما فيه صالح الثمرة و الزرع و زايدهتا من السقي و احلرث و اآللة ...أخل. دليل مشروعية املزارعة : تثبت املزارعة ابلنسبة و اإلمجاع ,فقد روي عن ابن عمر (رضي هللا عنه) أن النيب صلى هللا عليه وسلم: "عامل أهل خيرب بشطر ما خيرج منها من نمر أو زرع". -1شروط املزارعة : يشرتط يف املزارعة ابإلضافة إىل أهلية املتعاقدين ما يلي : -1حتديد األرض حمل الزراعة و تسليمها ملن عليه واجب العمل . -2أن يكون البدر من صاحب األرض حىت يكون رأس املال كله من أحدمها قياسا على املضاربة -3اإلتفاق على الشيء املزروع مامل يفوض الزارع تعويضا شامال ,وهذا قياس على املضاربة املفيدة أو املطلقة. -4اإلتفاق على كيفية توزيع العائد و أن يكون نصيب كل منها جزء شائعا من الغلة كالنصف أو الثلث أو الربع. -5اإلتفاق على أجل انتهاء العقد أي مدة املزارعة . -2كيف تطبق املزارعة :صور املزارعة اجلائزة يف الفقه اإلسالمي : أن تكون األرض و املدخالت من قبل أحد الطرفني على أن يقوم اآلخر ابلعمل. أن تكون األرض وحدها من قبل أحد الطرفني على أن يقوم اآلخر بكل العمل . أن تكون األرض والعمل من طرف و املدخالت من طرف آخر . أن تكون األرض من طرف ,و املدخالت من طرف اثين و العمل من اثلث . اإلشرتاك يف األرض و املدخالت و العمل .من املالحظ أن الفالح البسيط يف أغلب البالد اإلسالمية ميلك األرض كما ميلك اإلستعداد للعمل ,لكن الذي ينقصه غالبا هو التمويل الالزم لشراء األمسدة و البذور و وسائل جلب املياه... و احلقيقة أن البنوك اإلسالمية ليست معذورة متاما يف عدم دخول قطاع الزراعة لإلستثمار فيه بدعوة عدم وجود صيغة مناسبة لتطبيقه ,فمن صيغ املزارعة ترى هذه البنوك أبن صيغ املزارعة تعد من األعمال اليت 19 يفرتض فيها شراء األرض أو كرائها إضافة إىل شراء بقية املستلزمات برأس املال املضاربة مما جيعلها متوسطة أو طويلة األجل .و صيغ املزارعة جبميع صورها تبدو أبهنا صيغة من التمويل قصري األجل ,ذلك ألن الناتج يوزع عند جين احملصول . – 3-1-2المساقات : لغة :لفظ املساقات منبثق من سقي الثمرة ,و هي مفاعلة على تسرب بساق . اصطالحا :املساقات هي ذلك النوع من الشركات اليت تقوم على أساس بذل اجلهد من العمل يف رعاية األشجار املثمرة و تعهدها ابلسقي والرعاية على أساس أن يوزع الناتج من الثمار بينهما بنسبة معينة متفق عليها. دليل مشروعية املساقات : هو نفسه دليل مشروعية املزارعة عند أغلب الفقهاء أي ابإلمجاع ,فقد روي البخاري حديث بن عمر (رضي هللا عنه) عن أهل خيرب برواية أخرى ,مهي أن الرسول صلى هللا عليه وسلم ساقاهم على نصف ما خترجه األرض و الثمرة . شروط املساقات:يشرتط الفقهاء يف املساقات ابإلضافة إىل أهلية العاقدين مايلي : أن يكون عمله معلوما كإصالح السواقي والسقي ...و إحضار ما حيتاجه يف عمله إن يكونموجودا يف احلقل . اإلتفاق على كيفية تقدمي الناتج و أن يكون نصيب كل منهما جزء ا شائعا كالنصف أو الثلث أوالربع ,وال تصح أن تكون األجرة من غري الثمر . أن يكون األصل مثمرا أي مما جيين نماره . أن يعقد العقد قبل بدء و صالح الثمر . اإلتفاق على املدة إذ ال جيوز أن تبقى جمهولة منعا لغرر.كيفية تطبيق املساقات من حيث األجل : أن املساقات هي صيغة متويلية قصرية األجل تنتهي جبين احملصول و تقسيمه إال إذا كان هناك إتفاق بني الطرفني على إعادهتا لدورات زراعية متعددة .وميكن للبنك اإلسالمي أن يطبق املساقات على أكثر من صورة : 20 أن يقوم البنك بسقي األرض اليت يعجز عنها أصحاهبا ,حبيث يدفعها إىل من يرغب يف العملأبجرة معينة ويكون دور البنك هو توفري التمويل الالزم جللب املياه و توفري أدوات السقي و يقسم الناتج بني البنك و صاحب األرض . كما ميكن تطبيق صيغة الثالثية كما هو احلال يف املزارعة . - 2-2المشاركة : لغة :املشاركة لفظ مشتق من الشركة . اصطالحا :يعرف الفقهاء املسلمون الشركة أبهنا عبارة عن تعاقد بني اثنني أو أكثر على العمل للكسب بواسطة األعمال أو األموال أو الوجاهة (مراكزهم الشخصية) ليكون الغنم بينهم حسب اإلتفاق . دليل مشروعية املشاركة : املشاركة مشروعة ابلكتاب و السنة ,لقوله تعاىل ":إن كثريا من اخللفاء ليبغي بعضهم على بعض إال الذين (صورة ص )-24- آمنوا وعملوا الصاحلات و قليل ما هم ". عز و جل ":أان اثلث الشريكني ما مل روي عن رسول هللا صلى هللا عليه و سلم أنه قال فيما يرويه عن ربه ّ (رواه أبو داود ) خين أحدمها صاحبه ,فإذا خانه خرجت من بينهما ". شروط املشاركة : ابإلضافة إىل أهلية املتعاقدين :جيب أن يكون رأس املال املشاركة من النقود أو القروض عند أغلب الفقهاء و املعاصرين ,و جيب أنيكون معلوما و موجودا ابإلتفاق . كما يرى أحد الفقهاء املعاصرين جواز اشرتاك أحد الشركاء بشيء حمتوي له صبغة مالية كرباءةاإلخرتاع أو عالمة جتارية أو اسم جتاري . أن يكون توزيع الربح حسب حصص رأس املال و يرى الفقهاء املعاصرين حسب االتفاق ألنالعمل له حصة يف الربح . أن يكون نصيب كل شريك من الربح جزءا شائعا ال مبلغا مفقودا . أن تكون اخلسارة حسب حصص رأس املال حسب اتفاق كل الفقهاء .كيفية تطبيق املشاركة حسب األجل : من املعلوم أن شركات العقود يف الفقه اإلسالمي تنقسم إىل أربعة أنواع : 21 – 1شركة األعمال :و تسمى أيضا شركة األبدان ,وهي اشرتاك اثنني أو أكثر على أن يتقبال األعمال من الغري و يكون توزيع الربح بينهما حسب اإلتفاق ,كإشرتاك خياطني أو صباغني و جيوز اختالف طبيعة العمل . – 2شركة العنان :هي أن يشرتك اثنان أو أكثر مباهلما و يعمالن فيه أبنفسهما ,أو يعمل فيه أحدمها على أن يكون الربح بينهما و ال يشرتط فيهما تساوي املالني ,و إذا كان الذي يعمل هو أحدمها فقط جاز له اشرتاط املقابل عن هذا العمل . – 3شركة املفاوضة :هي أن يشرتك اثنان أو أكثر يف شركة على أساس التفويض الكامل من أحد الشركاء إىل لصاحبه ابلتصرف يف أمور الشركة ,و يشرتط فيها التساوي يف رأس املال و التصرف يف توزيع الربح. – 4شركة الوجوه :و تسمى أيضا شركة املفاليس ,وهي أن يشرتك اثنان أو أكثر ال مال هلما وال صنعة ,على أن يشرتاي بضائع جباههما نسيئة (ألجل ) مث يبيعاهنا و يكون الربح بينهما ابلتساوي أو حسب االتفاق ,على أن تكون اخلسارة بنسبة ما يشرتيه كل منهما ألنه ضامن له بوجهاته. ابإلضافة إىل هذه األنواع األربعة جند صفا أقرب من صيغ التعاقد بني رأس املال و العمل كاملضاربة واملزارعة و املساقات و اليت اعتربها بعض الفقهاء نوعا من الشركة . وميكن اإلستفادة كثريا من هذه الصفة األخرية أو من الصيغ املذكورة سابقا يف متويل املشروعات اإلستثمارية ,سواء بني األفراد أو بني معامالت البنوك اإلسالمية ,لكن من املالحظ عمليا يف تطبيقات هذه البنوك أهنا تطبق املشاركة على ثالثة أشكال . – 1-2-2المشاركة في تمويل صفقة معينة : و هي املشاركة اليت ختص عملية جتارية تنتهي إبنتهاء هذه الصفقة حبيث يشرتك البنك يف متويل هذه الصفة بنسب معينة ,مث يقتسمان الربح حسب هذه النسب و هي تتم عادة يف األجل القصري ألهنا توجه لتمويل عمليات اإلسترياد والتصدير و متويل الرأمسا ل العامل . 22 مثال :إذا افرتضنا أن صفقة معينة حتتاج إىل متويل إمجايل قدره 500000دج دفع منها البنك 250000 دج و العميل 250000دج ,فإذا كان العائد احملقق هو 100000دج ,وكان االتفاق على توزيع الربح مناصفة كان نصيب البنك 50000دج و العميل 50000دج . وإذا كانت اإلدارة و العميل فقط وكان نصب رأس املال 80%تقسم 40%لكل شريك و 20% للعميل مقابل اإلدارة ,وعليه يكون النصب اإلمجايل للعميل هو 60%و يساوي = 60000دج. – 2-2-2المشاركة المتناقصة أو المنتهية بالتمليك : وهي الشركة اليت يتم فيها حتديد نصيب كل من البنك و العميل يف رأس املال املشروع ,و عندما يبدأ هذا املشروع يف حتقيق األرابح يتنازل البنك تدرجييا عن حصته يف رأس املال ببيعها إىل العميل إىل أن يصح هذا املشروع بعد مدة معينة يتفق عليها ملوكا من طرف العميل . مثال :قام البنك بتمويل املشروع بصفته املشاركة املتناقصة ألحد العمالء ,تكلفة املشروع 10000000 دج 40% ,مبلغ البنك و 60%مبلغ العميل ,و اتفق الطرفان على أن يكون عائد العمل أيخذها العميل ,و يقسم الباقي 75%بنسبة املسامهة يف رأس املال ,و يتنازل العميل للبنك مببلغ 000دج سنواي وذلك تسديدا حلصته يف رأس املال . علما أن العائد السنوي 3000 000دج فيكون التوزيع كما يلي : 25% 1000 السنة األوىل 75000=(0.25)3000 0000 :دج ( حصة العمل ) )900 000= (0.3)3000 000=40%(75% = 1350 000دج )45%=60% (75% دج ( حصة البنك ) السنة الثانية :يتم التوزيع بنفس الطريقة مع طرح مبلغ 1000 000من حصة العميل يف الربح ,اضافة إىل حصة البنك مقابلة التخارج ز أي حصة البنك تصبح 1900 000دج حصة العميل تصبح 350 000دج السنة الثالثة : حصة البنك حصة العميل 575000= 1000000-1575000=3000000(0.525)=70%(0.75):دج )16755000=1000000+675000= 3000000(0.225)=30%(0.75دج السنة الرابعة : 23 حصة البنك 1450000= 1000000+450000=3000000(0.15)=20%(0.75):دج حصة العميل 800000= 1000000-1800000=3000000(0.6)=80%(0.75):دج السنة اخلامسة : حصة البنك ) 1225000=1000000+225000=3000000(0.075)=10%(0.75دج حصة العميل ) 1025000=1000000-2025000=3000000(0.675)=90%(0.75دج ميكن أن يتجسد هذا التنازل يف عدة صور : أن يتفق البنك مع متعامله على حتديد حصة كل منهما يف رأس املال ابإلضافة إىل عقد مستقليكون له احلق يف بيعها للمتعامل لشريكه أو لغريه و كذلك األمر ابلنسبة للمتعامل مع البنك . حيدد نصيب كل من البنك و شريكه يف صورة أسهم متثل قيمة الشركة و توزع األرابح حسب األسهم ,و للشريك أن يقتين من هذه األسهم كل سنة حىت تصبح كل األسهم ميتلكها يف النهاية . املشاركة الدائمة وفيها يشرتك البنك مع شريك أو جمموعة من الشركاء يف إنشاء مشروع دائم و مستمرال ينتهي إال بتصفية املشروع. – 3-2-1أثر تمويل المشروعات عن طريق المشاركة : إن الطريقة اليت ينفرد هبا املصرف اإلسالمي يف استثمار األموال املودعة لديه بغرض اإلستثمار ,تتلخص يف أنه يقوم بتوظيف هذه األموال يف مشروعات يقوم هبا بنفسه ,ذلك يف إطار حمدود أو متويل املشروعات اليت يقوم هبا آخرون على نظام املشاركة يف التمويل و يف العائد وفقا كما يتم عليه اإلتفاق يف إطار القواعد الشرعية اليت أقرهتا الشريعة اإلسالمية. وال يقتصر نظام املشاركة على حتقيق التوجيهات و التعاليم اإلسالمية فحسب ,بل أنه حيقق العدل الذي استهدفته هذه التوجيهات كما أنه حيقق عددا من اآلاثر اإلجتماعية و االقتصادية بعيدة املدى يف اجملتمع وعلى سبيل املثال. مشاركة املصرف للعمالء يف نشاطهم اإلنتاجي ألن جيند املصرف خربته الفنية يف البحث عن أفضلجماالت االستثمار ,و البحث عن أرشد األساليب وبذلك يتعاون رأس املال و خربة العمل يف تنمية االقتصاد القومي . تشجيع املسلمني على إيداع أمواهلم لدى البنوك اإلسالمية و دوام استثمارها بواسطته ,ويف ذلك ربطاملسلمون بعملية تكوين رأس املال كركن أساسي يف تدعيم اقتصادايت العامل اإلسالمي و إقباهلم على مداومة استثمارها بدال من اكتنازها . 24 يف توظيف األموال بنظام املشاركة و حترير املسلمون من الفائدة احملددة أي الراب اليت هي طاغية علىمعامالتنا يف اجملتمعات اإلسالمية يف الوقت احلايل . 3-2المرابحة و اإلجارة وبيع السلم : – 1-3-2المرابحة : لغة :املراحبة مشتقة من الربح كأن نقول أرحبته على سلعته أي أعطيته رحبا. اصطالحا :املراحبة هي البيع ابلزايدة ربح على الثمن األول ,وهي اشرتاك البائع واملشرتي يف قبول األرابح ابلقدر احملدد .و تنقسم البيوع اإلسالمية إىل : -1بيوع األمانة :و هي اليت يتم اإلتفاق فيها على سعر السلعة بني البائع و املشرتي مع اإلختيار بسعرها األصلي وهي : بيع الوقعية :نمن البيع أقل من نمن الشراء . بيع التولية :نمن البيع يساوي نمن الشراء . بيع املراحبة :نمن البيع أكرب من نمن الشراء. بيوع املساومة :هي اليت يتم االتفاق فيها على سعر السلعة دون اشرتاط معرفة نمنها األصلي أيابملساومة بني الطرفني . دليل مشروعية املراحبة: حرم الراب " (سورة البقرة ) 275و املراحبة بيع من البيوع يف إلسالم. قال تعاىل ّ ": أحل هللا البيع و ّ شروط املراحبة : ابإلضافة إىل الشروط العامة للعقد كاألهلية و الصيغة فإن شروط املراحبة مها : -حتديد مواصفات السلعة حتديدا كامال . أن يكون الثمن األول للسلعة معلوما للمشرتي الثاين ,ألن املراحبة من بيوع األمانة اليت يشرتط فيهامعرفة الثمن. أن يكون الربح معلوم ألنه خيص الثمن ,و العلم ابلثمن شرط لصحة البيع . -أن ال يكون الثمن يف العقد األول مقابال جبنسه من األموال الربوية . -أن يضاف إىل الثمن كل ما يعترب نفقة يف عرف التجارة ليكون هو الثمن األصلي . أن ميتلك البائع (املشرتي األول ) السلعة بعقد صحيح قبل أن يبيعها إىل املشرتي الثاين . حتمل اخلسائر من البنك قبل التسليم يف حالة هالك السلعة .25 -جيوز للمشرتي الثاين دفع الثمن كامال أو بتقسيط أو كامال بعد أجل . * هل جيوز بيع السلعة بثمين أحدمها نقدا وحاضرا وهو على األقل و اآلخر بعد أجل و يكون أكرب؟ جتوز الزايدة يف الثمن املؤجل عن الثمن احلايل ,كما جيوز ذكر املبيع نقدا و نمنه ابألقساط ملدة معلومة و ال يصح البيع إذا جزم ابلنقد أو التأجيل . يف حالة عدم قدرة املشرتي على الدفع ال جيوز إلزامه أبي زايدة على الدين سواء كان بشرط سابق أو بدون شرط ألن ذلك حرام. كيفية تطبيق املراحبة من حيث األجل : يتم تطبيق املراحبة من طرف البنوك اإلسالمية إبتباع اخلطوات التالية : - 1يتقدم العميل بطلب إىل البنك حيدد فيه مواصفات كاملة عن السلعة اليت حيتاجها . – 2يقوم البنك بدراسة الطلب املقدم إليه من العميل و يف حالة موافقة البنك على شراء هذه السلعة يوضح للعميل نمن الشراء و املعروفات املختلفة مث يتم اإلتفاق على السعر النهائي متضمنا الربح ,وتسمى هذه الطريقة وكالة ابلشراء : يقوم البنك بشراء السلعة لنفسه و ميتلكها بعد إستالمها من املورد. يقوم البنك بعد ذلك إببرام عقد البيع بينه وبني العميل بعد فحص السلعة مع حتمل تبعة اهلالكقبل التسليم. لقد أصبحت املراحبة هي العنصر األول للبنوك اإلسالمية ,فبالنظر ملا فيها من ربح مضمون و أجل قصري أصبحت هذه البنوك تطبقها مبعدل عام ال يقل 75%من جمموع استعماالهتا بل إن بعض هذه البنوك تطبقها بنسبة . 90% ألن وجدت املصاريف اإلسالمية يف بيع املراحبة أفضل وسيلة لتشغيل األموال وذلك ألن املراحبة متتاز عن املضاربة و املشاركة بسرعة حتريك األموال من جهة ألن املصاريف اإلسالمية مازالت حديثة العهد ابإلستثمارات اإلنتاجية ,كما أن عامل البيئة اليت تتعامل معها املصاريف اإلسالمية هلل أثر كبري على معامالت هذه البنوك . – 2-3-2اإلجارة : لغة :اإلجارة من أجر أيجر ,وهو ما أعطيت من أجر يف عمل . اصطالحا :هي عقد على منفعة مباحة ,معلومة ,تؤخذ شيئا فشيئا مدة معلومة من عني معلومة . دليل مشروع اإلجارة : اإلجارة مشروعة يف القرآن و السنة و اإلمجاع . 26 فبالقرآن لقوله تعاىل ":قالت إحدامها اي أبت إستأجره إن خري من استأجرت القوي األمني " (القصص)26 و أما السنة فأحاديثها كثرية ,منها ما رواه أبو هريرة (رضي هللا عنه) أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال ,قال تعاىل ":ثالثة أان خصمهم يوم القيامة :رجل أعطى مث عذر ,و رجل ابع حرا فأكل نمنه و رجل إستأجر أجريا فاستوىف منه ومل يوفه أجره " كما أمجع أهل العلم على جواز اإلجازة و أهنا جائزة على منافع اإلنسان ,كما أهنا جائزة على منافع األعيان ألن اإلنسان قد حيتاج إىل منافع األعيان و ال جيد الثمن ليشرتي العني (السلعة ). شروط اإلجارة : أن تكون املنفعة معلومة إما ابلعرف أو ابلوصف . أن تكون األجرة معلومة للطرفني . أن تكون املنفعة مباحة . -أن تكون املدة معلومة . كيفية تطبيق اإلجيار من حيث األجل : نود دراسة كيفية تطبيق اإلجارة و خاصة سنه التمويلي أو الرأمسايل ألنه املطبق بكثرة من طرف البنوك و يعطي دفعة قوية ابلنسبة لإلستثمار . و يعرف الدكتور مصطفى رشدي شيحة أبن نظام اإلجيار التمويلي مبا يوفر من سيولة مستمرة من خالل تسديد أقساط اإلجيار ومن قدرة تسييل األصول الثابتة يعد من أحسن الصيغ للتطبيق من طرف البنوك اإلسالمية ،ألنه يساعد على حل مشكلة إمتصاص املدخرات و الودائع يف هذه البنوك ,واليت جتد التوظيف املناسب ذي العائد املرتفع مقارنة مبعدالت الفائدة . لكن الفقهاء الشرعيني يضعون ضوابط(مبادئ) لتطبيق هذه الصفة يف البنوك اإلسالمية: املبدأ األول :أن الوعد من البنك اإلسالمي إلجيار املعدات إىل العميل بعد متلك البنك أمرا مقبوال شرعا املبدأ الثاين :إن توكيل البنك اإلسالمي أحد عمالئه بشراء ما حيتاجه ذلك العميل من معدات و آليات و يؤجرها بعد حيازة هذه املعدات مقبول شرعا ,و األفضل أن يكون الوكيل ابلشراء غري العميل املستفيد. املبدأ الثالث :عقد اإلجيار يكون بعد التملك احلقيقي و يفصل عن عقد الوكالة و العقد . املبدأ الرابع :أن الوعد هببة املعدات عند إنتهاء أمد اإلجارة بعقد منفصل . 27 املبدأ اخلامس :أن تبعة اهلالك و التعيب تكون على البنك بصفته مالكا للمعدات ما مل يكن ذلك بتقصري من املستأجر فتكون النتيجة عندئذ عليه . املبدأ السادس :إن نفقات التأمني لدى الشركات اإلسالمية كلما أمكن ذلك بتحملها البنك . مثال توضيحي : قبل أن نورد مثاال عن هذه الصفة نشري إىل أن العوامل اليت تدخل عمليا يف حتديد قيمة الدفعة اإلجيارية: – 1قيمة األصل أي املبلغ الذي يدفعه املؤجر إىل املنتج عند الشراء . – 2فرتة اإلجيار . - 3معدل الفائدة الذي يرغب املؤجر يف احلصول عليه فمثال إذا كانت لدينا أصل القرض 100 000دج و يراد إجيارها ملدة 8سنوات مبعدل . 12% قيمة الدفعة = قيمة األصل /معامل جمموع القيمة احلالية للدفعات = 20130.284 = 4.9676348 / 100 000 هذا و يالحظ املتأمل يف طبيعة هذه الصفة ,أهنا متويل متوسط أو طويل األجل ذلك ألن قسط اإلجيار حيوي جزءا من الثمن األصل ,فكلما كان عدد األقساط اليت تسدد يف هناية كل فرتة كبريا كلما كان القسط صغريا . كما يستحسن أن ال تكون الفرتة طويلة األجل ألن نمن األصل الذي يرغب املؤجر يف إسرتداره من خالل الدفعات قد يزداد بشكل كبري بعد هذه الفرتة الطويلة بفعل التضخم و نرى األجل املناسب لتطبيق هذه الصيغة هو الذي يرتاوح بني 3و 5سنوات أي القرض املتوسط. – 3-3-2السلم: لغة :السلم يعين السلف .وقد نسمي سلما لتسليم رأس املال يف اجمللس ,و يسمى سلفا لتقدمي رأس املال فكان املشرتي أسلف للبائع . اصطالحا :هو أن يسلم عوضا حاضرا يف عوض موصوف يف الذمة إىل أجل . 28 فالسلم إذا هو عكس البيع ألجل ففي األول يتم تعجيل الثمن و يؤجل املثمن ,وأما الثاين فيجعل املثمن و يؤجل الثمن .وقد شرع السلم على الطرفني ألن املبيع يكون انزال يف القيمة عن البيع العادي ,فيستفيد البائع من قبض رأس املال املعجل لينفقه على حوائجه و يستفيد املشرتي يف إنقاص الثمن. دليل مشروعية السلم : لقوله تعاىل ":أييها الذين آ منوا إذا تداينتم بدين إىل أجل مسمى فاكتبوه( "...سورة البقرة ) 282 كما روي ابن عباس (رضي هللا عنه ) أنه قال :قدم النيب صلى هللا عليه وسلم إىل املدينة و الناس يسلفون يف الثمار السنتني و الثالث فقال صلى هللا عليه وسلم ":من أسلف يف شيء فليسلف يف كيل معلوم ووزن معلوم إىل أجل معلوم" كما جاء يف معظم كتب الفقه إمجاع على مشروعية السلم. شروط السلم :ابإلضافة إىل أهلية املتعاقدين : – 1قبض رأس املال أو الثمن يف اجمللس قبل التفوق . – 2جيوز أن يكون رأس املال عينا و نقدا أو حىت منفعة . – 3ال جيوز أن يكون رأس املال دينا يف ذمة املسلم إليه أو غريه . – 4جيب أن يكون رأس املال أو الثمن معلوم الطرفني. شروط متعلقة ابألجل : – 1أتجيل التسليم ابلنسبة إىل املسلم فيه ألن هذا مييز املسلم عن غريه من البيوع. – 2أن يكون األجل معلوم إبتفاق املذاهب . – 3احلد األدىن عند الشافعية سنة و املالكية تتحكم يف احلد األدىن للسوق و احلد األقصى عندهم بني 20 – 10سنة. شروط متعلقة ابملسلم فيه : أن يكون املسلم فيه معلوم من حيث املقدار عددا أو كيال . جيوز أن يكون املسلم فيه منفعة عينية ,استخدام آلة بعد سنة. أن يكون املسلم فيه معدودا على تسليمه عند حلول األجل . إذا كان املسلم فيه مال فال جيوز سواء كانت من نفس اجلنس فكانت راب إذا اختلف اجلنسفكانت صرف فتكون فورية . كيفية تطبيق السلم من حيث األجل : 29 إن السلم صفة متويلية قصرية األجل ألنه وجد أساسا لتمويل املنتوجات الزراعية لدورة واحدة و اليت تقل عادة عن سنة . وميكن للبنك اإلسالمي أن يطبق هذه الصفة بشكل واسع خاصة يف جمال الزراعة حيث يقوم البنك بشراء احملصول الزراعي من الفالح قبل حصاده فيستفيد من الثمن املنخفض على أن يقوم ببيع هذا احملصول بعد جنيه هبامش ربح مناسب ,أما الفالح فيستفيد من تعجيل الثمن يف اإلنفاق على زراعته مما جيعلها أكثر صالحا و مما يغين هذا الفالح أيضا من اللجوء إىل اإلقرتاض بفائدة . كما أنه ال جيب على البنك أن يستغل الفالح يف عملية إنقاص الثمن فعليه أن يلتزم ابلسعر العادل . ففي بنغالديش تعمل بعض الشركات احمللية و أجنبية على شراء الثاين عن طريق أسلوب السلم بسعر يساوي 25%من قيمة احلقيقة عن احلصاد فإذا كانت مدة السلم هي 6أشهر ذلك أن أرابح هذه الشركات تصل إىل 600%يف السنة . كما ميكن للبنك اإلسالمي أن يستغل السلم يف الصناعة و ذلك عن طريق توفري املادة األولية للمصانع مقابل احلصول على جزء من منتوجاهتا مث بيعها بربح مناسب . كما ميكن استعمال السلم كصيغة متويلية طويلة األجل مثل متويل األصول الثابتة كأسلوب بديل للتأجري التمويلي حيث يقوم البنك اإلسالمي بتوفري األصول الثابتة الالزمة لقيام املصانع أو إحالهلا ابملصانع القدمية القائمة على أن تكون هذه األصول كرأس مال السلم مقابل احلصول على جزء من منتجات هذه املصانع على دفعات يف آجال مناسبة ,وذلك اعتمادا على احلد األدىن عند املالكية 20– 10سنة. – 4-2المغارسة و اإلستصناع : 1-4-2المغارسة : لغة :املغارسة مفاعلة من الغرس . اصطالحا :عرف ابن رشد (احلفيد) املغارسة كما يلي :وهي عند مالك أن يعطي الرجل أرضه لرجل على أن يغرس فيه عدد من الثمار معلوما فإذا استحق الشريكان للغارس جزء من األرض متفق عليه . أي أن املغارسة تكون يف األشجار حيث يقوم العامل بغراسة أرض بيضاء حلساب صاحبها حىت إذا أصبح ذلك الشجر منتجا أخذ العامل جزءا من األرض و الشجر كأجرة له على ذلك لذلك اعتربانها نوعا من اإلجارة و فيها أيضا وجه شبه ابجلعالة . دليل مشروعية الغارس : 30 إستدل اإلمام ابن حزم على مشروعية املغارسة بدليل املزارعة حيث قدم الرسول صلى هللا عليه وسلم خيرب اليهود على أن يعملوها أبنفسهم و أمواهلم و هلم نصف مما خيرج منها من زرع أو نمر و نصف مطلقا.كما أن العرف العريب يف البالد اإلسالمية كانت تطبق املغارسة هبذه الطريقة و مل يكن نص من الكتاب أو السنة خيالف ذلك. شروط املغارسة : – 1أن يغرس العامل يف األرض أشجارا اثبتة األصول دون زرع أو بقول . – 2أن تتفق أصناف الشجر أو تتقارب يف مدة إطعامها . – 3أن ال يكون أجلها إىل سنني كثرية فإن ضرب هلا أجل إىل ما فوق اإلطعام مل جيز. – 3أن يكون للعامل حق من األرض و الشجر . -4أن ال تكون املغارسة يف أرض موقوفة . لو أتملنا أنواع األشجار ذات األصول الثابتة يف جمملها لوجدان أهنا حتتاج إىل بضع سنني بعد غراستها لتصبح منتجة ,فاملغارسة إذن هي صيغة من صيغ التمويل متوسط األجل و ختتلف مدهتا اختالفا صغريا إبختالف نوع الشجر املغروس . وميكن للبنوك اإلسالمية أن تطبق هذه الصيغة أبن يشرتي البنك أراضي من أمواله اخلاصة مث مينحها ملن يعمرها على سبيل املغارسة ,أو يقوم البنك اإلسالمي بتعمري أراضي ألصحاهبا على سبيل املغارسة و ذلك ابستخدام عمال ,وهو اجراء يوفر البنك التمويل الالزم وبعد متلك البنك يطبق عليها املزارعة أو املساقات سواء ابلنسبة للطريقة األوىل لشراء األرض أو عن طريق التملك يف املضاربة . – 2-4-2اإلستصناع : لغة :هو طلب الصنعة . اصطالحا :عقد اإلستصناع هو طلب صنع شيء ما على صنعة معينة بثمن معلوم .و جب وصف الشيء املطلوب صنعه بدقة و حتديد مقاسه و مادته اخلام...أخل. دليل مشروعية اإلستصناع : اإلستصناع جائز ابلسنة و اإلمجاع .إستصناع الرسول صلى هللا عليه وسلم خامتا و إستصناعه منريا. فقد مارس الناس اإلستصناع منذ أن فعله الرسول صلى هللا عليه وسلم ومل ينكر عليه أحد. شروط اإلستصناع : 31 بيان املصنوع حمل العقد من حبث اجلنس و النوع و الصفة : أن يكون حمل العقد ما جيري عليه التعامل بني الناس . عدم حتديد مدة العقد ألجل ألنه يصح بيع السلم. أن يكون املواد اخلام و العمل من الصانع .كيفية تطبيق اإلستصناع من حيث األجل : من خالل شروط اإلستصناع نرى أنه غري حمدد ملدة و عليه ميكن أن يكون يف يوم أو أسبوع أو سنة أو عدة سنوات وهذا خيتلف ابختالف الشيء املصنوع . و عليه نقول أنه ميكن اعتماد هذا التمويل يف عملية بناء املساكن لألفراد و املباين اإليدارية و اهليئات الرمسية و احلكومية و ذلك بتقدمي طلب إىل البنك اإلسالمي مع حتديد كل املواصفات البناء و عند موافقة البنك على ذلك يقوم بتقدير التكلفة و حتديد هامش الربح املناسب فإذا وافق العميل على الثمن اإلمجايل أمضى العقد ,و هبذا يساهم البنك يف حل مشكلة السكن. و تطبيق اإلستصناع هبذه الطريقة هو نوع من أنواع التمويل متوسط األجل وذلك على أساس مدة اإلجناز من 2سنة إىل 3سنوات. – 5-2الدور التمويلي للزكاة : إن الزكاة مورد ضخم معطل و موقوف ’ مقولة األستاذ فهمي هويدي ’: إن غياب الزكاة ال يعطل فريضة الزكاة فحسب ,و لكنه أيضا حيجب علينا مررا ضخما ال ينبغي أن يستهان به فهي أحسن معيار حمفز لإلستثمار و ينتج ذلك من خالل الرسم املفروض على األموال املعطلة فحىت لو كان العائد من االستثمار يرتاوح بني 2.5-1جيب على رب املال أن يستثمر و عليه أن يربح هذا العائد و إال عملت الزكاة مفعوهلا يف إعادة توزيع الدخل القومي . اإلستثمار بداللة الفائدة 32 حجم االستثمار إذن هذا املورد بقدر ما يوفر متويال بقدر ما حيرر من رؤوس أموال نقدية معطلة ,ذلك أن الزكاة تفرض على رأس املال النقدي عامال كان أم معطال .نسبة 2.5%من رؤوس األموال وعليه جتربه على تشغيل تلك األموال و توجيهها إىل جماالت التمويل و العمل بدال من تعطيلها محاية هلا من أن تتآكل من مفعول الزكاة . وال شك أن ذلك يقدم إسهاما فعاال يف متويل األعمال و اإلستثمارات ,إذا ما عرفنا ارتفاع نسبة األرصدة النقدية املعطلة خاصة يف العامل اإلسالمي .لقد بلغت الزكاة على النفط السعودي سنة 79مبلغ 13.68مليار , $و الدول الباقية 11.64مليار, $فكانت الزكاة على البرتول فقط 25.32مليار.$ ابإلضافة إىل الزكاة اليت وصلت إىل 80مليار $على األرصدة النقدية . و عليه تعترب الزكاة موردا ماليا فذا من نوعه يف اإلقتصاد اإلسالمي ,يستطيع أن حيقق به التكامل االقتصادي :دراسة احصائية على سعر يف حالة تزكية كل األرصدة النقدية يكون القضاء على الفقر يف 25سنة .إذن الزكاة لديها الطابع التمويلي لإلستثمار ,و التوزيعي للدخل القومي و االجتماعي و الثقلفي و كا أنواع التكامل اإلقتصادي اليت يتفىن هبا العرب . –6-2البديل الشرعي لبعض صيغ اإلئتمان قصير األجل و األكثر تطبيقافي عمليات البنوك التجارية: هناك صيغ لإلمتان قصري األجل يكثر استعماهلا يف املعامالت البنكية احلديثة و تعمل البنوك اإلسالمية على تعديل هذه الصيغ لتكون البديل الشرعي املالئم للتطبيق يف املعامالت املصرفية اإلسالمية و أهم هذه الصيغ : – 1-6-2خصم األوراق التجارية : ميكن للبنك التجاري أن خيصم الورقة التجارية أو يدفع قيمتها قبل اتريخ اإلستحقاق على أحد الوجهني – 1أن يدفع قيمة الكمبيالة كاملة و يتفق مع املدين أن املبلغ الذي دفعه البنك مبثابة متويل يشارك املدين يف انجته على شرط أحد اجلودا الصحيحة يف اإلسالم . – 2إذا كان املستفيد من الكمبيالة عميال للبنك و له حساب جاري فيه فإن البنك يستطيع أن يصرف هلذا املستفيد قيمة الكمبيالة كاملة ,دون أن خيصم من قيمتها ما ختصمه البنوك األخرى عن مدة اإلنتظار و ليس يف ذلك غنب على البنك و حتقيق ذلك أن البنك يستمر احلسلب اجلاري هلذا املودع وال يؤدي إليه أية فائدة . 33 و هلذا فشروط جواز هذه العملية يف البنك اإلسالمي مرهوان بثالثة شروط: أن يكون للعميل املستفيد من الكمبيالة حساب جاري . أن يكون رصيد هذا احلساب يف املتوسط السنوي ال يقل عن ثلث أو نصف قيمة الكمبيالة اليتتقدم للبنك لعرضها. أن يرفق ابلكمبيالة الفاتورة أو املسند الدال على موضوعها ضماان للجدية .و قد مسيت هذه العملية ابخلصم ألنه يف صورهتا اجلديدة و خاصة الثانية ,جيوز للبنك اإلسالمي خصم عمولة تكون مبثابة جزء على قيامه ابلعملية. – 3و هناك طريقة أخرى يطبقها بنك الربكة اجلزائري :إما ابملراحبة ,حيث يقبض البنك الورقة التجارية و يسأل التاجر عن السلعة اليت يرغب يف شرائها بقيمة هذه الورقة فيشرتيها و يبيعها له مراحبة على أن يكون معدل ربح البنك مساواي تقريبا لسعر اخلصم السائد يف السوق ,و هذا بضمان الورقة التجارية . فإذا س ّدد التاجر قيمة السلعة قبل اتريخ استحقاق الورقة أعيدت له ,و إذا مل يسدد صرفت الورقة التجارية يف اتريخ اإلستحقاق و سدد هبا الدين . و أما ابلسلم :حيث يقبض البنك الورقة التجارية بعد أن يسأل التاجر عن السلعة اليت يرغب يف شرائها بقيمة هذه الورقة ,فيعطيه هذا املبلغ علال أساس ألنه رأس مال السلم ,و البضاعة هي املسلم فيه فيشرتيها التاجر حلسلب البنك مث أيمره هذا األخري ببيعها بيعا ابلوكالة على أن يكون معدل الربح مساواي لسعر اخلصم يف السوق . – 2-6-2خطاب الضمان : إن جمرد إصدار خطاب الضمان ال ميثل مشكلة ابلنسبة للبنك اإلسالمي إال ذلك اخلالف الذي اثر حول األجر على الضمان أو الكفالة و قد رأينا أن الكثري من الفقهاء املعاصرين جييزون للبنك اإلسالمي أخذ هذا األجر ,و هناك بنوك إسالمية ال تتقاضى أجرا على الضمان و لكنها تشرتط وديعة تقارب 30%-20%و ختص هي بعائد هذه الوديعة . و لكن املشكل يكمن يف طلب الفضاء النقدي و حجمه و اضطر البنك اإلسالمي إىل إستعمال أمواله يف حالة عدم وجود الغطاء أو عدم كفايته .وقد حاول بعض الفقهاء حل املشكل بوضع القيود التالية : – 1أن يكون لطالب خطاب الضمان وديعة لدى البنك تغطي قيمة اخلطاب ابلكامل و طاملا أن الوديعة حمددة لدى البنك فإنه يستطيع أن يعمل فيها و مينح لصاحبها خطاب الضمان املطلوب . 34 – 2أن يتقدم عميل من عمالء البنك ليكفل طالب خطاب الضمان و يشرتط كذلك أن تغطي و ديعة الكفيل قيمة املبلغ املنصوص عليه يف خطاب الضمان ابلكامل . – 3-6-2اإلعتماد المستندي : إن األسلوب املعتمد يف متويل االعتماد املستندي يف البنوك اإلسالمية هو كما يلي : – 1إذا كان االعتماد ممول ذاتيا من قبل العميل أي مغطى ابلكامل كان دور البنك اإلسالمي يف هذه احلالة هو دور الوكيل ابألجل ,أي ال يتقاضى شيء سوى عمولة فتح االعتماد و املصاريف الفعلية األخرى ,وال يتقاضى أية فائدة عن املبلغ الذي يدفعه كتسبيق أو كتأمني نقدي إىل البنك املرسل قبل استالمه للمبلغ من العميل وذلك خالف للبنوك التقليدية .كما ال يتقاضى فوائد عن الزايدة الطارئة عن املبلغ ويف انتظار تسديداهتا من قبل العميل يعتربها البنك قرض حسن له . – 2إذا كان االعتماد ممول جزئيا من قبل العميل فإن البنك يقوم بدفع الباقي من قيمة االعتماد عند تسليم املستندات و يدخل شريك مع العميل يف هذه العملية على أساس شروط املشاركة . أي العميل شريك ابلعمل و جبزء من رأس املال ,بينما البنك شريك ابملال فقط ,حيصل العميل على نسبة من الربح مقابل العمل و الباقي يوزع بني الطرفني حسب حصص رأس املال أو حسب اإلتفاق . – 3إذا كان االعتماد ممول ابلكامل من قبل البنك ,ففي هذه احلالة تكون العملية ابلنسبة للمستورد بيع ابملراحبة ,أي أن املصرف يقوم ابسترياد السلعة ابمسه ليعيد بيعها إىل العميل و ذلك بعد اإلتفاق على مواصفاهتا السلعة و بقية الشروط. – 4-6-2بطاقة اإلئتمان : إن البديل هلذه البطاقة ال يتصور فيه أن يكون مغايرا متاما ,فما أمكن تعديله ال يتحتم تبديله فتكون الصورة املعدلة هي البديل الشرعي الذي يكون بدوره منزه عن احملضورات الشرعية ,مث إجراء تعديالت على شروط التعامل هلذه البطاقة و خاصة شرط فوائد التأجري حيث مت حذفها كما مت ربط البطاقة حبساب حاملها (العميل) مع التزام العميل ابشتمال حسابه على ما يكفي لسداد املبالغ املرتتبة على استخدامه للبطاقة يف الشراء أو السحب النقدي إما سبقا أو عند وصول الفواتري ,و إذا لوحظ عدم كفاية رصيد احلساب أشعر العميل لتسديد تلك املديونية و أعترب هذه املبالغ مبثابة قرض حسن. وميكن حصر أطراف التعامل يف البطاقة : حامل البطاقة35 مصدر البطاقة (بيت التمويل الكوييت)أصحاب املتاجرة و الشركات اليت تقبل البطاقة . بنك التاجر أي البنك الذي يتعامل معه التاجر. املنظمة العاملية اليت تراعي البطاقة (فيزا أو مسرتكارد)و يتم التعامل بني هذه األطراف ابلشكل التايل : تربم اتفاقية بني املنظمة العاملية اليت تراعي البطاقة (فيزا أوسرتكاد)و بيت التمويل الكوييت خيولمبوجبهما إصدار البطاقة . يصدر بيت التمويل الكوييت بطاقة للعميل . يستخدم العميل بطاقته من املتاجرة ...أخل. يقوم التاجر إبيداع فاتورة البيع يف حسابه لدى البنك التاجر ,وتكون هناك عمولة متفق عليها بنيالتاجر و البنك و لكن هذه العمولة ال جتوز أي عملية فوترة ,و إما نرى أن تكون اشرتاك سنوي مبا يسمى (رسم العقوبة ). يرسل بنك التاجر إىل املنظمة اليت ترعى البطاقة مجيع احلركات املالية ,و تتم املقاصة خالل نفساليوم. يتم حتصل الفاتورة من البنك املصدر للبطاقة لصاحل بنك التاجر . عندما يتسلم البنك املصدر للبطاقة احلركات املالية ابلتفصيل خيصم املبالغ من حساب العميل معاحتساب عمولة يف حالة استخدامها خارج البلد. الخاتمة : إن الصيغ التمويلية اليت ميتاز هبا االقتصاد اإلسالمي تتسم بكثرة من املرونة يف التطبيق و العدالة يف توزيع 36 الناتج بني أطراف العالقة التمويلية مما جيعلها صاحلة للتطبيق يف كل عصر مع شيء من التطوير يؤخذ فيه بعني اإلعتبار ظروف و متطلبات ذلك العصر . كما أن هذه الصيغ حبكم تنوع اآلجال املمكنة لتطبيقها من قصري و متوسطة و طويلة األجل ,فإن عند تطبيقها هبذا النوع من طرف البنوك اإلسالمية سوف تشكل توازان كبريا يف األنشطة التمويلية للبنك حسب األجل .إال أننا نالحظ أن هذه الصيغ ال تطبق بكاملها من طرف البنوك اإلسالمية أو حىت بشكل متوازي ,بل هناك تركز على بعض الصيغ على حساب األخرى مما سبب اختالال يف توزيع التمويل حسب األجل . فهناك صيغ مل تدخل بعد يف جمال التطبيق كاملغارسة ابلنسبة للتمويل متوسط و طويل األجل و املزارعة و املساقات يف التمويل قصري األجل ,فاعتماد هذه الصيغ التمويلية حتقق هدفني يف آن واحد : تنمية القطاع الزراعي و تنويع صيغ التمويل . و نرى أن ذلك راجع إىل انعدام الثقة التمويلية اإلستثمارية يف اجملتمع احلايل لعدم قابلية التعامل وفق النظم الشرعية السمحاء و حتدايت البنوك التقليدية ,يف املقابل أي املنافسة الغري عادلة املوجودة يف السوق املايل املعاصر .وعليه نرى أبن حتدايت املعارف اإلسالمية يف مواجهة النظام الرأمسايل إىل ثالث أقسام رئيسية : – 1اإلسهام الفعلي يف تطوير التجارة البينة و زايدة أتهيل قدرة الدول اإلسالمية يف تنمية الصادرات , وذلك عن طريق إنشاء أسواق جتارية حرة للعامل اإلسالمي . – 2دفع املسرية الشرعية لوضع األدوات التحويلية مع وضع التنفيذ هلدف بناء سوق رأس املال اإلسالمي املتكاسل أبدواته و أنظمته و معلوماته. و عليه جناح أنظمة التمويل اإلسالمية و املعارف اإلسالمية بصفة عامة يف الوقت احلايل مرهون بتنبههما ملا جيري حوهلا و التعامل معه بتطوير أنظمتها و إدارهتا من خالل اسرتاتيجية إسالمية موحدة أتخذ بعني اإلعتبار مجيع حاجات الدول اإلسالمية إىل العمليات التمويلية . خطة البحث : مقدمة - 1مفهوم التمويل و مصادره في اإلقتصاد اإلسالمي 37 - 1-1ماهية التمويل - 1-1-1مفهوم املال ,أنواعه ,أسباب متلكه -2-1-1مفهوم التمويل ,و أنواعه يف اإلسالم - 3-1-1أنواع العوائد يف التمويالت اإلسالمية -2-1مصادر التمويل يف االقتصاد اإلسالمي -1-2-1البنوك (املصارف اإلسالمية) -2-2-1شركات التأمني -3-2-1األسواق املالية اإلسالمية -2صيغ التمويل في اإلقتصاد اإلسالمي و كيفية تطبيقها -1-2املضاربة و الصيغ الشبيهة هبا كاملزارعة واملساقاة -1-1-2املضاربة -2-1-2املزارعة - 3-1-2املساقاة -2-2املشاركة - 1-2-2املشاركة يف متويل صفقة معينة -2-2-2املشاركة املتناقصة أو املنتهية ابلتمليك -3-2-2أثر متويل املشروعات عن طريق املشاركة -3-2املراحبة و اإلجارة و بيع السلم -1-3-2املراحبة -2-3-2اإلجارة -3-3-2بيع السلم -4-2املغارسة و اإلستصناع -1gg-4-2املغارسة -2-4-2اإلستصناع - 5-2الدور التمويلي للزكاة 6-2البديل الشرعي لبعض صيغ اإلئتمان قصري األجل تطبيقا يف العمليات املصرفية املعاصرة -1-6-2خصم األوراق التجارية 38 -2-6-2خطاب الضمان اخلامتة . -3-6-2اإلعتماد املستندي -4-6-2بطاقة اإلئتمان 39
© Copyright 2025 Paperzz