العَدالَـــــــــــــــة ْ االج ِت َما ِعيَّــــــــــــــة في ضوء ال ِف ْكر اإلسالمي المعاصر اطروحة أُعدَّت لنيل درجة الدكتوراه في الدراسات اإلسْالميَّة إشراف األستاذ الدكتور نايف معروف إعداد الدكتور :محمد أحمد عبد الغني 1424هـ/2004 /م إىل الذين يعايشون يقظةً علمية ،تَ تَ َهلَّ ُل هلا ُسبُحات الوجوه ويتقلبون يف أعطاف العلم ُمثقلني حبمله يَعُلُّ ْون منه وينهلون. إىل الص ال العلم ال ذر أوة الاعاي ة والعناي ة يف التم ا العل م يف أ ان اإلسالميَّة ابملدينة املنورة خبري الربية... اجلامعة ْ واللل ِّ ي ة الش اكة كلِّّي ة اإلم او اا َْوااع ال تتعه د اة ال إىل النواة املبارك ة ِّّ املدهش والغوص على ملنوانت املسائل ما يفال به املسلمون نصااً... إىل ال ذين ينب ذون ألق ان ال ذين كف اوا لل ذين أس لموا وال ذين اس تغابوا لل ذين آمنوا وثبتوا والذين غلبوا على أماهم للذين است عفوا. إىل الطائفة الظاهاة على احلق القائمة أبما هللا القاهاة لعدوها ة ي اها خالف املنافقني وخذةن املستغابني ىت ينصا هللا هذا الدين. ْب و ّ إىل هنا البارد ,هنا الدماء ,و ّ دمعة الع ّ البؤ ّ ,و ُج ْا ّل القل ّ ني القه ّا ,وَر ْج ّع ْ صوت ْ ,ومهوى الفؤاد ,وملعب الصبا ,وَم ّ الاأ ّ . شيب ِّ إىل والدر الذر اختار يل الطِّاي ق ،ووال دا ال ت دعو دوم اً ابلس داد والتوفي ق وأساا ال ه خري رفيق أهدر الثماة الثانية من جهدر العلم وك لم م نهم ج ا ج ديا و قيق. فهرس الموضوعات والمحتويات املوضو الصفحة املقدم ة: الدوافع وراء اختيار هذا البحث منهج البحث و ايقة السري فيه خطة البحث شلا وعافان فصل متهيدر : :أمهيِّة حتديد االفاظ الشاعية واملصطلحات اإلسالمية املبح ث اةولث الثا :املاجع يف بيان معا االفاظ الشاعية املبح :حتديد مصطلحات البحث املبح ث -1الفلا الثالث -2املفهوو -3الغاائز -4احلاجات الع ويِّة الشخصيِّة ِّ -5 -6الثِّقافة -7احل ارة واملدنيِّة -8اجملتمع -9النظاو -10التوفيق 17 24 29 29 31 32 34 35 37 39 40 41 42 الفصل ااول :مفهوو العدالة يف اللغة و الفلا اإلنسا 48 املبحث ااول :مفهوو العدالة يف اللغة والشا العدالة يف الوض ع اللغ ور املطلب 49 50 52 60 62 ااول: العدالة يف الوض ع الشاع العدالة يف الوضع العايف الع او العدالة يف الوضع العايف اخلاص 3 5 9 12 15 املبحث الثا : املطلب املطلب ااول: املطلب الثا : املطلب الثالث: مفهوو العدالة عند اامم والدايانت السماويِّة السابقة العدالة يف اجملتمع البشار القدمي العدالة عند اليهود العدالة عند النصارى العدالة يف شبه اجلزياة العابية 67 68 76 84 90 الاابع: املوضو املبحث الثالث املطلب املطلب ااول: املطلب الثا : الثالث: املبحث الاابع املطلب املطلب ااول: املطلب الثا : الثالث: :مفهوو العدالة عند الفالسفة واملتللمني العدالة يف الفلسفة اليواننيِّة العدالة عند املتللمني املسلمني العدالة عند متفلسفة املسلمني الفارايب ابن مسلويه ابن سينا ابن رشد :مفهوو العدالة اةجتماعية يف الفلا السياس الغايب مفهوو العدالة اةجتماعية يف الفلا الاأمسايل احلا مفهوو العدالة اةجتماعية يف الفلا اةشرتاك (الدميقاا ) مفهوو العدالة اةجتماعية يف الفلا املاركس (الشيوع ) الصفحة 94 95 102 109 110 111 113 113 115 116 123 126 بسم هللا الرمحن الرحيم املقدمة : وأعز أركانه على من غالبه، شا اإلسالو ،فسهَّل شاائعه ملن َوَر َدهَّ ، احلمد هلل الذر ِّ فجعله أمناً ملن علقه ،وسلماً ملن دخله وباهاانً ملن تللم به ،وشاهداً ملن خاصم به ،ونوراً ملن است اء به وأنعم علينا إبرسال الاسل عليهم الصالة والسالو إرشاداً للعباد ودةلة وإنقاذاً هلم من السقوط يف دركات الظلم وال اللة ،وجعل املصطفى اجملتىب رمحة مهداة ،ونعمة مسداة ،لاواو العدالَة وانهل اةستقامة ،وأرسله والنا صنفان :ظامل ومظلوو .فأم ى ابلعدل النجاةِّ ، وقصاد َ لمه ،وقان ابلصوان تدبريه وأباو ابلسداد أموره ،ووصل ابجلد عمله واحلق ابلقصد سريته ،وأما ابلعدل والقسط غريه و ذر من الوكس والشطط من حلقه فما أصبح ابلعباد نعمة إة هو ايقها، وما راو غاية إة هو دليلها. اللهم على حممد املبعوث ابلدةئل الواضحة واحلجج القا عة والرباهني السا عة فصل َّ ِّّ الذر انتهت إليه أصول الاساةت ،وجتمعت لاسالته جتابة النبوات ،فحمل القاآن بني دفتيه قص من أخبار اامم ،والشهود احل ارر مبا جتسد من سرية الاسول الشهود التارخي ،مبا ِّ أصل من قواعد ،ووضع من معامل ،وكلَّف من نظا ،ومتثل يف خري القاون ،والشهود املستقبل مبا َّ وتدبا يف ُسنَن هللا يف اانفس واآلفاق ال ه السبيل للتملني يف اارض ،والقياو َّ هادة ابلش َ على النا والقيادة هلم َ :ولَتَ ْعلَ ُم َّن نَبَأَهُ بَ ْعدَ ِحين. )1( وأصدق الدعوات للمؤمنني حببل هللا املتني ،أن ياشدهم تعاىل إىل الصوان إلدراك ما ُُياك هلم ورأْن صدعهم وس ِّّد ثغاهم لتلون وُميلا جم من نواا الشا فيعملوا على ل ِّّم شعتهم ورتْق فتقهم َ وشق لعصاهم ىت تُاسى قواعد هلم يد متينة حتول دون حتقيق ما يااد هلم من تبديد لشملهم ٍِّّ اخلالفة ويُربو بلها فتحفظ احلواة وتاعى الاعية وتلف اجلنف وتدرأ احليف وتنتصف للمظلومني من الظاملني وتقوو ابستيفاء احلقوق من املمتنعني وإيفائها على املستحقني دون فصل للدنيا عن الدين إلشاعة عدالة السماء بني ربو اإلنسانية مجعاء. ( )1ص . 88 / وبع د : يدر هذه الاسالة ،لتوضيح بعض اجلوانب فيها، فهذه إضاءات هادية ،أقدمها بني ِّّ تتعلق ابامور التالية : أ -الدوافع اللامنة وراء اختيارر للبحث يف هذا املوضو . ن -منهج البحث و ايقة السري يف معامل الاسالة. ج -خطة البحث. د -واجب الشلا للل من أعان على البحث. الدوافع وراء اختيار هذا البحث عامة وشاملة قائمة على العدل ،وقد اكتنفت أفلاراً معينة أنزل هللا تعاىل رسالة اإلسالو َّ تنظم شؤون احلياة وتعاجل مشلالت اإلنسان فأوجدت ارة مميزة و ددت مفاهيم معينة وبلورت أذواق معتنقيها بدقِّة وجعلت هلم وجهة نظا يف ياة معيِّنة و ايقة يف العيش حمددة، وأقامت جمتمعاً عادةً متميزاً يف أفلاره ومفاهيمه ومشاعاه وأنظمته وأشخاص أفااده. وجذا الشمول وتلك السعة كفل ا لامها التطبيقية النمو والتجدد على مدى ااامان ، وقد بذل الفقهاءُ اجله َد ،واستفاغوا الوسع يف التطبيق والقيا ،والتفايع مما كفل ا لاو اإلسالو أن تليب اجات اجملتمع املتجددة يف ذاك الزمان الذر لم به بشايعة الامحن مث وقف هذا اجلهد ان التقليد عندما ختلى اجملتمع عن اإلسالو بتخليه عن شايعة امللك العالِّو ،فغفى أبناؤه يف أ اامة يف ٍّ شغل عنهم ،كلم مبا وانموا على أ الو ماض جميد يارى تتقاذفهم ااهواء ،وعلماء ِّ يشغله وياى أنه ااسلم. واامة على تلك احلال وجد ااوروبيون أمامهم ِّأمة مل وملا قامت النه ة ااوروبية احلديثة ِّ يبق من مقوماهتا احلقيقية شئ يذكا. فالعقيدة خاملة ،والسلوك منحاف واةستقامة معدومة ّ والف ْلا جامد واةجتهاد معطل والفقه اامة ليست ه ،فاهتبل الغَ ْابيِّون هذه مفقود والبد قائمة والسنة انئمة والوع غائب ىت ِّ للأن ِّ الفاصة ،وا تلوا البالد وامتللوا أامة العباد ،وغدت م َقاليد أموران أبيدر أعدائنا يقارون مصائاان، وبتنا نلتمس عندهم احلل ملشلالت ومع الت أوجدانها أبنفسنا ،وشللناها أبيدينا. وخالل ذلك اولت اامة مبا بق هلا من صبابة احلياة أن تنهض من كبوهتا ،وتستقيل من عثاهتا، ٍّ بفشل ذريع ،اهنا أخطأت السبل املؤدية إىل النجال ،فقد قامت تلك فباءت كل حماوةهتا احملاوةت من منطلق تقليد ااجنيب والتبعية للمحتل ىت اادادت أ والنا سوءاً وبدأ اجليل اجلديد بعد منتصف القان الاابع عشا اهلجار يبحث عن البلسم الشايف ملا تعانيه اامة من ال يا ّ الف ْلار والسياس واةقتصادر واةجتماع وما أهدر من احلقوق اإلنسانية فارتفعت أصوات املَُف ِّّلاين املسلمني عالياً منادية بلثم اجلاال ورأن الصدا وإعطاء احلقوق ورفع الظلم. وكان من أباا املفاهيم ال نودر هلا من قبل الفالسفة واملفلاين ،و لب من الدول حتقيقها ونصت عليها لوائح قوق اإلنسان يف هيئة اامم وغريها » مفهوو العدالَة اةجتّم ّ اعيَّة « ِّ َ ْ َ فاجتهت الوجوه شطا الغَ ْان تستجلب منه احللول ملشلالهتا كما تستورد منه السلع ملعاشها غري أهنا عند استرياد السلع تااجع أرصدهتا القدمية وحتص ب اعتها َّ املدخاة وتنظا يف قدرهتا على وإن هذا ملن أعظم ما فنت به اإلنتاج فأما عند استرياد املبادئ والقوانني فال ت ع شيئاً من هذاِّ ، اإلسالميَّة ابعتبارها فلسفة خيالية كما ياث اليوو اليوانن املسلمون اليوو اهنم ورثوا اافلار ْ فلسفة أرسطو وأفال ون وقد تناسوا أن اافلار يف أية ِّأمة من اامم ه أعظم ثاوة تناهلا اامة يف ياهتا وأعظم هبة يتسلمها اخللف من سلفه إذا كانت اامة عايقة يف ّ الف ْلا املستنري وأن الثاوة املادية دون أفلار احلياة بلثري فإذا دمات ثاوة اامة املادية فساعان ما ميلن جتديدها ما دامت اامة حمتفظة بثاوهتا ّ الف ْلاية. ومن هنا تباينت وجهات نظا املَُف ِّّلاين من أبناء اامة ول اافلار الوافدة فمنهم من أدرك » أن آخا هذه اامة لن يصلح إة مبا صلح جا أوهلا « فاجتهوا حنو اإلسالو ينهلون من عذن معينة ،وجيتهدون على ضوء اللتان والسنة بناء على اا داث والوقائع ،ومنهم من ارتد إىل ااصالة جامداً على نصوصها متمسلاً بظاهاها دون تن زيل اا لاو على الوقائع وفهم الواجب منها ،ومنهم من ذا ذو الغَ ْان من منطلق التقليد دون تفايق بني الواقع اإلسالم الشاعية وااصالة ّ الف ْلاية مبنظور غايب أو مبنظور والواقع الغَ ْا ِّيب ومنهم من تعامل مع الن ُ ُّصوص َّ ْ نصاً أو داً. توفيق بني اإلسالو وما هو غايب مدعني أن اإلسالو رول ليق قبل أن يلون ِّ غريت مقاييسنا لألشياء وقناعاتنا وسبب هذا التباين هو الغزوة اللاسحة من احلَ َ َارة الغَ ْابية ال ِّ ال كانت متصلة يف نفوسنا وكأننا تناسينا العدل وامليزان والقسط يف شاعة هللا. العدل هو احلق الذر قامت به السموات واارض ،وان بط على هديه أن َ وة ريب ِّ العدالَة يف ياة اامم خي ع ملوروث عادهتا وأعاافها وما تسنُّه من مسار الوجود ،إة أن تطبيق َ أنظمة يف واقع روابطها وعالقاهتا الدولية. وعلى هذا اضطابت مواقف الفالسفة واحللماء ورجال القانون قدمياً و ديثاً من مسالك العدالَة ،فمنهم من جعل الظلم سبيالً لتحقيق العدل كقول اهري بن أيب سلمى: حتقيق َ ّ يظل م()1 ومن ة ّ َّ وضه بسال ّه ومن مل يذ ْد عن يظلم النا َ ُ يهدو َ العدالَة ماهون توافاها ومنهم من جعل القوة أهم عناصا العدل ،ومنهم من رأى أن َ بتوافا احلاايت اجملادة من القيود وال وابط ومنهم من ياى العدل أ لاماً ممزقة وتاقيعات انظمة فاسدة. وأماو هذه املذاهب املختلفة والنظاات املتباينة ،مل تبلغ ثقة الفالسفة على امتداد التاريخ من القوة مبلغ اإلميان بتوافا العدل اللامل يف واقعه العلم رغم دور صيحات املنصفني. وللن الدار ملعا املنهج اإلهل جيدها مبجموعها دعوة صاُية إىل العدل اللامل يف ياة اخللق انه من أما هللا ة من خلقه وشتِّان ما بني ما أنزل هللا وبني ما هو مستمد من اقات البشا ّ الف ْلاية والثقافية والعا فية ومزاجاهتم النفسية وجتارجم الفادية واجلماعية ،ال تبدأ ابلطعن واةهتاو. وعليه فإن من أ ِّق املبا ث ابلتسطري وأنفسها عند اجلمع والتحبري تبيان وجه احلق فيما تتعاوره اافهاو وتتعاض له ااذهان من اجلهل وااوهاو يف ضوء علم َّ الش ّا َيعة ،علم السيادة، در ابن قَ يِّّم اجلَْوّايَّة إذ يقول » :إن حمنة اإلسالو والقاآن من ومفتال اهلدر وهنج السعادة وهلل ِّ جهل الصديق وبغ ذر الطغيان « اسيَّة واةجتّم ّ ّ ّ والسي ّ ّ اعيَّة ال العدالَة ْ من هنا تناولت مفهوو َ اةجت َماعيَّة ،أ د املفاهيم الفلسفية ِّ َ ْ َ اإلسالميَّة والغَ ْابيِّة لنصل يف أعقان مناقشتنا ا ت للبحث عن صيغة للتوفيق بني احل ارتني ْ هلذا املفهوو إىل قناعة اتمة لتعديل العبارة إىل البحث عن سبيل جملاجة احلَ َ َارة الغَ ْابيِّة من خالل ّ اإلسالميَّة. اةجتّ َماعيَّة والتحصن منها أبصول احلَ َ َارة ْ العدالَة ْ مفهوو َ ( )1ابن أيب سلمى اهري ،ديوان ،شال ثعلب ،ص (.)88 فشاعت جبمع ااما وحتايا تليده و ارفه وكشف مستغلقه وخافيه فاأيت املوضو قيد ااايدر حبثاً ودرساً فأجلت دقائق النظا وأ لت سوانح ّ الف ْلا فعنت يل أصول ة جيهلها من له الش ْا مدارها على عالقة العبد أبما هللا ون هيه فعلمت َّ أنسة بعلوو َّ أن ااايدر مل تنل منه مامى فقد الته بنبال يش كثري ومل تصب فيه إة الن زر اليسري إذ َّ مد فيه املؤمن والفاسق بل اللافا ابعه وتللم فيه العامل واجلاهل وكل يصدر من مورده وجيذن ابلدةء من بئاه ومع أن يف القوو للن أكثاهم اكتفى ابلتلميح واإلشارة وبواجب النصيحة أو اكتفى فحوةً عظاماً ،وعلماء أعالماً َّ ابلتنبيه والتنويه ،فاأيت قاً عل َّ أن أحبث هذا املوضو وأمشا له عن ذراع رغم قصا ابع وقلة إ الع مستمداً العون من هللا املتعال. ونظااً ملا يتسم به البحث من ارتباط بواقع احلياة ،فقد رأيت أن أ صا ملان واتريخ موضوعه تاكيزاً عليه يف الوقت املعاصا .فسميته » مفهوو العدالَة اةجتّم ّ اعيَّة يف ضوء ّ الف ْلا َ ْ َ اإلسالم املعاصا« . فما هو مفهوو العدالَة يف اللغة ّ والف ْلا اإلنسا ؟ َ العدالَة يف املنهج اإلهل ؟ وما ه مسات َ وكيف متثلت تلك املعا يف وقائع ياة الاسول ؟ ومن بعده من اخللفاء الااشدين واائمة املهتدين ؟ العدالَة يف اماننا املعاصا ؟ وأين موقع َ وما نظاة املَُف ِّّلاين املسلمني هلا ؟ وما ه اجة استنهاض الفقهاء واجملتهدين إىل فتح ااقنية اةجتهادية بني اإلسالو ومظاها احلياة العصاية الوافدة من الغَ ْان؟ وهل تتأهب اامة للقياو بدور ارر كغابا عهدها ؟ أو أهنا تاتدر الثون احل ارر الغَ ْا ِّيب الذر يفقدها ثقتها بنفسها وتااثها احل ارر؟ هذا ما أردت جذه الدراسة ملفهوو العدالَة اةجتّم ّ اعيَّة عند املَُف ِّّلاين القدامى واحملدثني َ ْ َ ومدى أتثا املسلمني به وهذا التقدمي حماولة لتقدمي منوذج إسالم يف معاجلة اإلسالو للق ااي ّ ّ والسي ّ ّ اسيَّة والقانونية واللشف عن قدرة اإلسالو على معاجلة مشلالت ْ اةجت َماعيَّة واةقتصادية ِّ َ اإلنسان املعاصا وبيان أن اإلسالو صاحل للل امان وملان. ولعل جذا املوضو أضع لبنة بسيطة يف املعمار اإلسالم احل ارر فأقدو جهداً يف صن العمل على إعادة ثقة اامة أبفلار اإلسالو ومعاجلته لق ااي العصا ليلون قاعدة أتصيلية ُحت ِّ اإلسالو وتدرأ املثالب عن الدعاة. وهللا تعاىل أسأل أن جيعل فيما عزمت عليه وشاعت به نفعاً وهداية ورشداً وأن يوشحه ابلتوفيق واإلخالص. سير فيه منهج البحث وطريقة ال َّ وضعت نصب عيين للبحث منهجاً أوجز أركانه ،وأفند دعائمه يف النقاط التالية: يت ابادلة َّ الش ْاع ية من املصادر ااصلية ،والاجو إىل املصادر ااصيلة يف تفاسري -1عُنّ ُ القاآن اللامي وشاول السنة النبوية واملصادر الفقهية من كتب اائمة ااربعة واملعتمدة عليها :كاملُغْين ةبن قُدامة ( 620ه ) وجممو الفتاوى ةبن تَ ْي ّميَّة ( 728ه ) ،ونيل ااو ار للشوكا ( 1250ه ). ّ ياسة َّ الش ْاعية ائمة اإلسالو كاا لاو السلطاني ة للم اوردر ( 450ه ) -2عُنّ ُ الس َ يت بلتب ِّ ّ ياسة َّ الش ْاعية يف إصالل الااع والاعية ةبن تَ ْي ّميَّة (728ه ). والس َ ِّ يت بلتب التاريخ والسري ومناقب الاجال ذات الصلة ابملوضو حنو :سري أعالو النبالء -3عُنّ ُ َّ يب (748ه ) وااعالو للزركل ووفيات وميزان اةعتدال يف نقد الاجال لإلماو الذ َهّ ِّ ااعيان ةبن خللان و لية ااولياء لألصفها . اإلسالميَّة احلديثة يف كثري من مسائل البحوث ال تناولتها -4رجعت إىل كثري من الدراسات ْ اللهم إة إن ُ فاستفدت وانقشت ووافقت وخالفت إة أنِّين ني املخالفة ة أجنح للتجايح ِّ كان يف معاض الاد على املستشاقني واملستغابني على علس ما جنده يف بعض ااقالو ال تلتزو جانب اادن اجلم مع املفاهيم الغَ ْابيِّة يف ميدان من أخطا ميادين الصاا بني اإلسالميَّة تربا ااقالو املؤدَّبة اإلسالو واللفا وتااها يف مناقشة العاملني يف قل الدعوة ْ شدة ورهقا. ال تندلع منها ألسنة داد تقطا ِّ -5رجعت إىل كثري من الدراسات الفلسفية احلديثة من العان والغَ ْان من أجل إي ال املفاهيم الغَ ْابيِّة وتوثيق مااجعها. -6عند حتديد املصطلحات العامة كاحلَ َ َارة والثَّقافَة أسعى لبياهنا بطايق اإلمجال عند اآلخاين اإلسالميَّة وتنقيتها مما علق مث أ دد معىن اثبتاً هلا أسري عليه يف البحث رجاء بلورة املفاهيم ْ الص ّح ْيحة على هلا من الشوائب لتصبح ضوابط لسلوك املسلمني ولينه وا النه ة َ أساسها. -7رصد معىن مفهوو العدالَة اةجتّم ّ اعيَّة عند املفلا من خالل تتبع أقواله وتاصد أ اديثه يف َ ْ َ كتبه ابلدرجة ااوىل مع عدو إغفال ما كتب عنهم ة سيما فيما يتعلق ب هذا املفهوو. العدالَة عند فالسفة اإلغايق اقتصات على بعض الفالسفة دون غريهم -8عند التعاض ملفهوو َ ممن أخذ عنهم متفلسفة املسلمني من أمثال سقااط وأفال ون وأرسطو. -9عند التعاض ملتفلسفة املسلمني يف القاون الوسطى اقتصات على ثلِّة ممن اتصل ّ ابلف ْلا الفلسف اليوان مربااً منطني من التفلري : ااول :منط املتفلسفني الذر تسوده الاول الفلسفية احمل ة كالفارايب ( املعلم الثا ) وابن مسلويه (اارسط ) وابن ابجة (اافال و ) كلم يف آرائه اخللقية. الثا :منط املُتَ َل ّلِّمني الذر تسوده الن زعة الدينية ويت اءل فيه نصيب البحث النظار اإلسالميَّة الفلسف يف املسائل املتصلة ابلبحث كاإلماو املاوردر والغَ َزايل وبعض الفاق ْ كاملعتزلة وااشاعاة واملاتايدية. -10املواانة بني وجهات نظا املَُف ِّّلاين ابلتحليل واملقارنة للتعاف على احلل اامثل للمشلالت اسيَّة واةجتّم ّ السي ّ ّ اعيَّة املعاصاة على ضوء اإلسالو. ِّ َ ْ َ -11عند التعاض ملفهوو العدالَة اةجتّم ّ اعيَّة عند بعض املَُف ِّّلاين املسلمني املعاصاين صات َ ْ َ اإلسالميَّة احلقبة الزمنية بعد احلان العاملية الثانية واقتصات على رموا متثل معامل للحاكة ْ احلديثة ما اال أثاها واضحاً للعيان كوضول الشمس يف رابعة النهار كاائمة ااعالو املَو ّ دودر وقطب والغَ َزايل. ْ -12عند تناويل ملفلا إسالم معاصا أقدو نبذة موجزة عن سريته يف اشية البحث ماكزاً على مولده ونسبه وعلمه و ياته ّ الف ْلاية بغية التعاف على العوامل املؤثاة يف فلاه واجتاهاته. -13كما أبني مفهومه للعدالة اةجتّم ّ اعيَّة وتصوره له وكيفية حتقيقه يف الواقع العمل وصوةً ْ َ لبيان منهجه يف التعامل مع املفاهيم املعاصاة عامة .متوخياً يف ذلك اعتماد نق ل اآلراء بل ل شخ ص أو فئ ة م ن املااجع ااصيل ة وع دو اعتماد املااجع الناق دة هلم والناقل ة عنهم غالباً. العدالَة اإلهلية يف َّ قسمت املوضو إىل أقساو اإلسالميَّةَّ : الش ّا َيعة ْ -14عند التطاق لبيان معامل َ متعددة بقاً انظمة اإلسالو يف احلياة حنو :النِّّظَاو اةقتصادر والنِّّظَاو اةجتماع ونظاو احللم ونظاو العقوابت كأمثلة واضحة املعامل ملا ناى من ضاورة هذا التقسيم واستقالل كل عن اآلخا يف معاجلة نوا احلياة إذ يطلق اللثريون على مجيع أنظمة احلياة اسم النِّّظَاو اةجتماع وهو إ الق يف غري حمله ان أنظمة احلياة أوىل أن يطلق عليها أنظمة اجملتمع ابلا ُجل والعلس وينظم يت ابلنِّّظَاو اةجتماع ،النِّّظَاو الذر ينظم اجتما املاأة َّ لذلك عُنّ ُ العالقة ال تنشأ بينهما عن اجتماعهما وكل ما يتفا عن هذه العالقة. السي ّ ّ وعُنّ ُ ّ اسيَّة ال هتدف ل مان حتقيق اإلشبا جلميع يت ابلنِّظَاو اةقتصادر :تلك ِّ َ احلاجات ااَ َساسيَّة للل فاد ومتلينه إشبا احلاجات اللمالية بقدر ما يستطيع وكل هذا بغية إظه ار عدال ة السم اء يف أنظمة اجملتمع من خالل أهم اامثلة ال تندرج حتتها. ٍّ حبواش كان من أباا استعماةهتا : -15لقد وشيت هذه الاسالة أ -عزو اآلايت إىل سورها وذكا أرقامها. ن -ختايج اا اديث الواردة يف الاسالة ذلك أ مل أستجز لنفس أن أتاك ديثاً بدون ختايج أستفاغ فيه اجلهد نصيحة لألمة وأداء لألمانة وللين ملا كنت يف بداية شدور يف تص ّح ْيح أهل العلم القدماء منهم واملعاصاين. علم احلديث مل يلن يل إة أن أعتمد على َ عافت اباعالو الذين وردت أمساؤهم غالباً يف هذا البحث ومل أفاق بني عامل مشهور جِّ - وغريه. د -توثيق النقول من خالل التصدر ابسم املؤلف مث اللتان مستثنياً من ذلك مااجع الرتاجم لتعدد تلاارها. هـ- عندما أنقل اللالو بتصاف أو أختصاه أو أرجع إىل أكثا من مصدر أو ماجع أ يل بقول ( :أنظا ول هذه املسألة ) . يت يف ختاو الاسالة بوضع فهار مفصلة تلون مفاتيح للبحث وجنوماً للقارئ يهتدر -16عُنّ ُ جا فلانت فهار تشمل اآلايت القاآنية واا اديث النبوية وااعالو واملصطلحات واابيات الشعاية واملذاهب والفاق واملصادر واملااجع واملوضوعات. -17اصت فيما يتصل أبسلون اللتابة على انتقاء العبارة ،واشتماهلا على التسهيل والتيسري واإلي ال والتقايب كما تناثات بعض املاادفات الفاظ أو مجل بقصد اإلغناء اللفظ وليس اإل نان املستهجن. خطة البحث لقد بنيت قواعد هذه الاسالة على فصل متهيدر ،وستة فصول وخامتة. فأما الفصل التمهيدر فقد بنيت فيه ثالثة مبا ث. ااول :أمهية حتديد االفاظ َّ اإلسالميَّة ذلك أن فهم مصطلحات البحث الش ْاعية واملصطلحات ْ هو مفتال فهم ماام البا ث ومقاصده ان تلك املصطلحات-يف الغالب -ألفاظ جامعة ينبين عليها كثري من مسائل البحث وموضوعاته وعليه فال ميلن أن تلون نسبية يستخدمها كل فايق بناء على ما تدفعه م إلي ه ااه واء وة ميل ن محله ا عل ى اإلصالل احلادث لقوو أو كما ُيلو له ً فئة ةختالط املعا . الثا :يف بيان املاجع ملعا االفاظ َّ بد من الاجو إىل معيار اثبت إذ لو ُوِّكّلَت الش ْاعية فال ِّ الق ية ل لبشا اصبحت نسبية حبسب اختالف أهوائهم وتنو مشارجم فثبات املعيار الذر ينظا بواسطته وتفهم احلقائق يف ضوئه أما ة حميد عنه وتاكه يف إىل فساد عايض وفلا مايض. الثالث :بيان جمموعة من املصطلحات املبثوثة يف ثنااي البحث وه إمجاةً عشاة مصطلحات، ّ الع ْ ويَّة والشخصي ة والثَّقافَة واحلَ َ َارة واملَ َدنيَّ ة واجملتمع الف ْلا واملفهوو والغاائ ز واحلاج ات ُ والنِّّظَاو والتوفيق. وأما الفصول الستة فهي: الفصل ااول: فقد حتدثت فيه عن مفهوو العدالَة يف اللغة ّ والف ْلا اإلنسا من خالل أربعة مبا ث َ أوهلا :مفهوو ال َعدالَة يف الوضع اللغور َّ والش ْاع ،والوضع العايف العاو والوضع العايف اخلاص، العدالَة يف اجملتمع البشار القدمي وعند الدايانت السماوية السابقة ،كأهل اللتان واثنيها :مفهوو َ ّ العدالَة العدالَة عند الفالسفة واملُتَ َللِّمني ،ورابعها :مفهوو َ (اليهود والنصارى) ،واثلثها :مفهوو َ اةجتّم ّ والف ْلا اةشرتاك /الدميقاا ّ ، كالف ْلا الاأمسايل احلا ّ الف ْلا السياس الغَايب ّ اعيَّة يف ّ والف ْلا ْ َ ْ ِّ املاركس /الشيوع (اة ْشّرتاكّيَّة العلمية). الفصل الثا : فقد بنيت فيه مفهوو العدالَة اةجتّم ّ اعيَّة عند بعض املَُف ِّّلاين املسلمني املعاصاين كاإلماو َ ْ َ أبو ااعلى املَو ّ دودر واإلماو الشهيد َسيِّّد قطب ،والشيخ حممد الغَ َزايل مقتصااً يف بيان مفهوو ْ العدالَة اةجتّم ّ اعيَّة عند كل وا د على ثالثة مطالب: َ ْ َ ااول :معىن العدالَة اةجتّم ّ اعيَّة عند املفلا. َ ْ َ الثا :كيفية حتقيق العدالَة اةجتّم ّ اعيَّة عند املفلا. َ ْ َ الثالث :منهج املفلا يف التوفيق بني العدالَة اةجتّم ّ اعيَّة ّ والف ْلا اإلسالم . َ ْ َ اإلسالميَّة واحلَ َ َارة الغَ ْابيِّة لنصل يف أعقان ذلك وانتهيت إىل القول يف قيقة كل من احلَ َ َارة ْ إىل بيان مفهوو العدالَة اةجتّم ّ اعيَّة من املنظور َّ الش ْاع من خالل ايقة اإلسالو يف استنباط َ ْ َ اا لاو. الفصل الثالث: العدالَة يف النِّّظَاو اةقتصادر اإلسالم من خالل ثالثة مبا ث أوهلا : فقد بينت فيه َ َّملُّك الفادر ،بينت فيه ااسبان املرتتبة على اجلهد اخلاص كااجاة وإ ياء َ العدالَة يف ق الت َ اارض املوات واستخااج ما يف اب ن اارض من املعادن كما أوضحت الطاق املبا ة اباسبان َّ الش ْاعية كالزكاة واملرياث واللفارات إضافة إىل ااموال املرتتبة على إرادة اآلخا كالوصية واهلبة واإلقطا . َّملُّك كالعقود املنه عنها والتسعري ويف املبحث الثا بينت ااعمال احملظورة يف الت َ ِّّ والاَاب وختمت الفصل ببيان ضمانة احلاجات يف اإلسالو وحتقيق الافاه يف العيش من والا ْش َوة َّ َساسيَّة للفاد وقدمت أمثلة خالل توضيح عدالة اإلسالو يف توايع الثاوة وضمانته للحاجات اا َ مجِّة على قاعدة حتقيق الافاه افااد اجملتمع. الفصل الاابع: الا ُجل واملاأة من خالل فقد بينت فيه عدالة اإلسالو يف النِّّظَاو اةجتماع القائم على َّ الا ُجل واملاأة وتقايا شاعة اإلسالو يف عمل املاأة بيان نظاة التشايع اإلسالم للصالت بني َّ ااصل مع التعاض لألعمال املبا ة ال هلا أن متارسها يف احلياة العامة ضمن ال وابط َّ الش ْاعية وبيان عدل اإلسالو يف التعدد والطالق والتلاليف َّ الا ُجل واملاأة مظهااً بيعة الش ْاعية للل من َّ احلقوق والواجبات والقوامة وماهيتها وعدالة التوايع يف املرياث وعدالة التفاوت يف َّ هادة الش َ الا ُجل واملاأة. وختمت الفصل ببيان قيقة دعوى اية املاأة واملساواة بني َّ الفصل اخلامس: بينت فيه عدالة اإلسالو يف نظاو العقوابت من خالل بيان بعض القواعد الائيسة يف نظاو العقوابت حنو كل إنسان بارء ىت تثبت إدانته وما يتفا منها من قاعدة درء احلدود ابلشبهات وكون اخلطأ يف العفو خري من اخلطأ يف العقوبة وقاعدة ة جامية وة عقوبة بال نص يف جاائم احلدود والقصاص والتعاايا ،مث بينت خصائص العقوبة يف َّ اإلسالميَّة من يث أن الش ّا َيعة ْ العقوابت مقياسها َّ الش ْا وإهنا حتفظ مصاحل اجلماعة وإهنا رمحة وإهنا اواجا رادعة وجوابا يف َّ الش ّا َيعة ابلقانون الوضع اآلخاة وكوهنا تتفاوت تبعاً لتفاوت مااتب اجلناايت وعليه فيبطل قيا ،مث بينت بيعة القوانني احلديثة مع العقوابت اجلسدية مظهااً اجلامية يف الغَ ْان ابلواثئق واارقاو مستنتجاً بنتائج قيِّمة ول فشل الغَ ْان يف ملافحة اجلامية. الفصل الساد : بينت فيه عدالة اإلسالو يف نظ او احللم ،فاحللم ة يلون إة هلل وإن احلاكم يطبق شا هللا وإن احمللومني عليهم واجب الطاعة يف لم هللا ،فال اعة ملخلوق يف معصية اخلالق ،وبينت لألمة يف اخلالف ،فال شاعية للحاكم إة بشورى شاعية وابختيار من قبل اامة ق املشاورة ِّ الاأْر فيما ياى فيه املصلحة أو إاالة املفسدة انطالقاً من قاعدة ااما ولألفااد ق إبداء َ الاأْر عند الغَ ْان راف اً فلاة املعارضة للمعارضة ابملعاوف والنه عن املنلا مقارانً ذلك حباية َ وختمت الفصل ببيان مفهوو أنه ة إكااه يف الدين لغري املسلمني وكونه يتعارض مع مبدأ احلاايت َساسيَّة املنبثقة من القاعدة الللية للل منها. يف الغَ ْان نتيجة ةختالف املنطلقات اا َ شكر وعرفان وقبل أن أختم املقدمة ،يق عل ِّ الواجب أن أتقدو جبزيل الشلا ومجيل العافان إىل ف يلة ااستاذ الدكتور انيف معاوف الذر قبل مشلوراً اإلشااف على الاسالة وما بذله من توجيهات سنة ومال ظات قيِّمة لل ُجينِّب الاسالة بعض املآخذ والعيون ممِّا يدل على رغبة صادقة يف جعلها أبعد عن النقد ،وأكثا إشااقاً وأعظم فائدة ...فله الشلا الوافا والثناء العا ا. َك َما أتوجه ابلشلا اجلزيل إّ َىل أساتذا اافاضل الَّ ّذيْ َن تف لوا بقبول مناقشة َه ّذ ّه الاسالة وتقوميها ،وشافو ابلنظا ّف ْي َها ،وأخص منهم ف يلة اةستاذ الدكتور الشيخ كامل موسى وف يلة ااستاذ الدكتور عل د اوج فجزاهم هللا عين خري اجلزاء . ٍّ أر ٍّ ٍّ مصدر أو بدةلة على عون خالل اللتابة إيل َّ وأتقدو ابلشلا ،للل من أسدى ِّ إبعارةٍّ للتان ،أو بزايرةٍّ مللتبة أو بللمة يِّبة. ويف اخلتاو أرجو أن يااق هذا العمل ابلقبول عند هللا ،وأن أكون خالصاً لوجهه اللامي عما قد يلون فيه من نقص أو فهم أن فيه انتقاص ،فلست وأن ينتفع به املسلمون ،معتذراً ِّ بناقص ا ٍّد ف الً وة ٍّ ٍّ ال بع هم وهلل درهم: عائب له قوةً فأكون كما قَ َ ()1 ّ وص ومف ول أهل الف ّل ب ان لن ا أَنِّ ك منق ٌ بنقصك َ درهم: ال بع هم وهلل صل فأكون كما قَ َ كما ة أدع لنفس إ ااا الف ل واةستبداد ابخلَ ْ ويس ء ابإل ّ سان ظنِّاً ة َك َم ْن ُ ُ ُه و اببن ّه وبّ ّش ْع ّاّه َم ْفتُ ون ()2 وة أسلِّّم نفس عن ٍّ وخطَل فهو عمل مسته عدو وهم َ خطإ والل وة أعصم قول عن َ اللمال متمثالً فيه قول القائل: اء الا ّ مؤمِّالً جب َا ما ةقيتهُ من َع َا ّج عاج كب ذا ٍّ لقد م ُ يت ور َ لان الورى يف النا ّ من فَ َا ّج فإن حلقت جم من بعدما سبق وا فلم ِّّ ضللت بقف ّا اا ّ فما على أعاج يف النا ّ من َ َا ّج وإن رض منقطعاً ُ فلل بين آدو خطِّاء ،والفاضل من تُ ُّ وحتصى غلطاته والسامل من ذلك كتان هللا اجمليد عد سقطاته ُ ()3 اط ُل ِم ْن بَي ِْن يَدَ ْي ِه َو َال ِم ْن َخ ْل ِف ِه ت َ ْن ِزي ٌل ِم ْن َح ِكيم َح ِميد الذر َ :ال يَأ ْ ِتي ِه ْالبَ ِ ( )1ابن محزة ،اإلماو ُيىي :الطااا املت من اساار البالغة وعلوو قائق اإلعجاا .)4/1( ، ( )2ابن محزة ،الطااا .)5/1( ، فصلت.42/ ( ِّ )3 وأان أسأل هللا تعاىل جبوده الذر هو غاية مطلب الطُّالِّن وكامه الواسع الذر ة ُيول دونه ٍّ سرت وة جان أن جيعله يف إصالل الدين ورجحاان يف ميزا عند ّخ َّفة املوااين إنه خري مأمول وأكاو مسؤول... كتب ه: حممد أمحد عبد الغين لبن ان – اابلس هنا البارد فصــل تمهيدي تحديد مصطلحات البحث ويشتمل الفصل التمهيدي على ثالثة مباحث : المبحث األول :أهمية تحديد األلفاظ ال َّ شرْ عية والمصطلحات اإلسْالميَّة المبحث الثاني :المرجع في بيان معاني األلفاظ ال َّ شرْ عية المبحث الثالث :تحديد مصطلحات البحث : -1ال ِف ْكر -2المفهوم -3الغرائز -4الحاجات العُ ْ ضويَّة -5الشخصية -6الثَّقافَة -7ال َح َ ارة وال َمدَنيَّة ض َ -8المجتمع -9النظام -10التوفيق المبحث األول أهميـة تحديد األلفـاظ ال َّ ش ْرعيـة والمصطلحـات اإل ْسالميَّة إن فهم مصطلحات البحث هو مفتال فهم ماام البا ث ومقاصدهَّ ، ان تلك ِّ املصطلحات – يف الغالب – ألفاظ جامعة ينبين عليها كثري من مسائل البحث وموضوعاته. كما َّ أن العلم حبقائق ااشياء ،والوع مبفاهيمها يُعد مدخالً أساسياً لت يق دائاة اخلالف ،أو إاالته ،إذ ما تلاد أن جتد خالفاً يف لم إة ومن ورائه اختالف أو سوء فهم أو جهل حبقيقة إن كثرياً من نزا النا سببه ألفاظ ااما املختلف فيه .يقول شيخ اإلسالو ابن تَ ْي ّميَّة(ِّ » : )1 الا ُجل ين يتخاصمان ،ويتعاداين على إ الق ألفاظ ونفيها ،ولو جمملة ومعان مشتبهة ،ىت جتد َّ ُسئل كل منهما عن معىن ما قَالَه مل يتصوره ،ف الً عن أن يعاف دليله « (.)2 فأ لاو النا على اافلار أو على ااشخاص عائدة إىل التصور ،ويف املأثور من أق وال أسالفنا « احللم على الش ء فا من تصوره «. وااصل يف االفاظ أهنا لغوية املنشأ ،قد وضعت يف ااسا لتدل على ٍّ معان كان يتخا ب جا العان قبل اإلسالو ،غري أنه بعد تدوين العلوو ،وظهور املبادئ واملذاهب الفلسفية فق َد اللثري من تلك االفاظ مدلوةهتا اللغوية لتلتسب مدلوةت اصطال ية لتلك العلوو واملبادئ أو مدلوةت شاعية ،ومنها مصطلحات خاصة ُختريت لتدل على ٍّ ختريهتا معان تنفاد جا اجلهة ال َّ والاأْ ُمساليَّة ،وغريها. كاة ْشّرتاكّيَّة َّ ( )1هو أمحد بن عبد احلليم بن عبد السالو بن تيميِّة ،احلاا ،الدمشق .شيخ اإلسالو وحبا العلوو.ولد يف ظن الاائ والسامع أنه ة يعاف غري سنة (661ه ) قَ َ فن من الفنون ِّ ال عنه ابن الزمللا " :كان إذا ُسئل عن ِّ أن أ داً ة يعاف مثله " .تصانيفه قيمة منها " :الفتاوى " و " اإلميان " و " منهاج السنة ذلك الفن ،و لم ِّ ّ ياسة َّ الش ْاعية يف إصالل الااع والاعيِّة " .تويف سنة (728ه ) .أنظا تامجته يف ذيل بقات الس َ النبوية " و " ِّ احلنابلة ( ،)387/2البدر الطالع ( ،)63/1املنهل الصايف ( ،)336/1بقات املفساين للداودر (.)45/1 ( )2ابن تَ ْي ّميَّة ،أمحد بن عبد احلليم :جممو الفتاوى ( .)114/12 وكم ا للمب ادئ واملذاه ب مصطلحات ها فلإلس الو مصطلحات ه ،غري أن مثةَ فارقاً مهماً بني هذه وتلك. فاللفظة ني تلون منتمية إىل اإلسالو فإهنا تلتسب املعىن َّ الش ْاع الذر جيب اةلتزاو به أر تداخل بني االفاظ ذات املصطلحات اعتقاداً وعمالً ،ويرتتب على هذا اةنتماء ظا ِّ اإلسالميَّة من جهة وكل املصطلحات غري اإلسالميَّة من ٍّ جهة أخاى ،ويرتتب على هذه ْ ْ اةستقاللية لإلسالو ظا استعمال كل مصطلح له انتماء إىل عقيدة غري اإلسالو .بل املفرتض أن أن هذا ااما غري يلون منع التداخل يف املفاهيم واملصطلحات عاماً للل مذهب أو عقيدة ،غري ِّ معمول به واقعياً اليوو فال يفتأ أصحان املذاهب يف التفنن يف إجااء التعديالت على مذهبهم دون أن ياوا اجاً يف أن يقتبسوا من آخاين. أن عامة املذاهب وأمناط الفلسفة ه وضعية وياجع هذا اةقتبا والسمال ابةادواجية ِّ واب لتايل فه فاقدة للقداسة و املا أهنا اجتهادات لبشا فال بد وأن تتفاوت العقول يف فهم الواقع وتقديا اامور. لذلك اهتم العلماء املسلمون ابالفاظ َّ الش ْاعية اهتماماً جعلهم ُياصون على حتديد مفاهيمها امور أمهها : -1أن ة تلون هذه االفاظ واملصطلحات نسبية غري حمارة يستخدمها كل فايق كما ُيلو له، بناء على ما تدفعهم إليه ااهواء ،وما متليه عليهم العقائد واملذاهب واملبادئ الفاسدة(.)1 -2أن ة حتمل االفاظ َّ الش ْاعية على اةصطالل احلادث لقوو أو فئة ،فلثري من النا ينشأ ُّصوص َّ الش ْاعية ،أو يف كالو على اصطالل قومه وعادهتم يف االفاظ ،مث جيد تلك االفاظ يف الن ُ أهل العلم ،فيظن أن ماادهم جا نظري مااد قومه ،ويلون مااد َّ الشا ّر خالف ذلك( .)2وهذا ( )1ابن قَ يِّّم اجلَْوّايَّة ،حممد بن أيب بلا :الصواعق املاسلة)955-925/3 ( ، ( )2ابن تَ ْي ّميَّة :جممو الفتاوى .)243/1( ،وأنظ ا بع ض تل ك اة القات والتسميات عند ابن قَيِّّم اجلَْوّايَّة يف الصواعق املاسل ة (.)955-925/1 ااما ات ح يف العصا احلديث وضول الشمس يف رابعة النهار ملا لإلعالو من أثا يف تغيري املصطلحات بلثاة استعماهلا مااداً جا ٍّ معان غري املعا ال كانت هلا أصالً. وجذا تصبح االفاظ واملصطلحات أدوات يف الصاا ّ الف ْلار ،إذ يهتم أعداء أر فلاة أو مبدأ يف صااعهم مع اافلار ااخاى ابالفاظ واملصطلحات العلمية من خالل حتايفها وتغييب القول احلق فيها. ويقوو عملهم هذا على حمورين أساسني : ااول :جلب االفاظ واملصطلحات الفاسدة لتنفري النا جباسها اللفظ – انهيك عن معناها – من ّ الف ْلاة أو املذهب الذر يعادونه ،أو مما يت منه من احلق .وممن ورن جذا رسل هللا عليهم الصالة والسالو » فأشد ما اول أعداء الاسول حممد من التنفري عنه سوء التعبري كما جاء به ،وضان اامثال القبيحة له ،والتعبري عن تلك املعا أبلفاظ منلاة ألقوه ا ف مسام ع املغرتي ن املخدوعني ،فوصل ت إىل قلوب هم فنفات منه ،وهذا شأن كل مبطل «(.)1 ومن اامثلة على استخداو املصطلحات كأداة للصاا ّ الف ْلار واملذهيب ما ظها واضحاً يف اتريخ مذ اهب اإلسالميني ،يث مس أهل السنة واجلماعة مبجموعة من التسميات واملصطلحات املُ ِّّنفاة من هذا املذهب وأهله :فاملع ّطِّلة( )2أمسوهم املشبِّّ َهة( ،)3واملشبِّّ َهة أمسوهم املع ّطِّلة ،وهم بني ذلك على صااط مستقيم مل تتقاذفهم ااهواء(.)4 ( )1ابن قَ يِّّم اجلَْوّايَّة :الصواعق املاسلة.)944/3( ، ( ) 2التعطيل :هو نف الصفات اإلهلية عن هللا وإنلار قيامها بذاته أو إنلار بع ها ،واملعطلة اسم للطوائف ال تنف الصفات كاجلهمية .أنظا :السلمان ،عبد العزيز حممد :اللواشف اجللية عن معا الواسطية ،ص (.)87 ( )3املشبهة :اسم لطوائف وفاق متعددة ،وهم الذين شبهوا هللا خبلقه وهم صنفان :صنف شبهوا ذات البارر بذات غريه ،وصنف شبهوا صفاته بصفات غريه .أنظا :البغدادر ،عبد القاها بن اها البغدادر : أصول الدين ،ص(َّ )214 والش ْه َا ْستا ِّ :امللل والنحل.)108-103/1( ، ( )4أنظا :ابن قَ يِّّم اجلَْوّايَّة :الصواعق املاسلة.)955-925/3( ، ومن أمثلة ذلك يف الصاا ّ الف ْلار يف احلياة املعاصاة ،ما نُعت به اإلسالو من مصطلحات ُم ِّّنفاة من َّ اإلسالميَّة ،كااصولية( )1واإلرهان(.)2 الش ّا َيعة ْ ( )1ظها مصطلح ااصولية Fundamentalismأول ما ظها يف أورواب يف أواخا القان التاسع عشا امليالدر ،وذلك للدةلة على موقف اللنيسة من العلوو والفلسفة احلديثة ،وعلى اةلتزاو التاو مبعتقدات النصارى .وتعترب اكة الربوتستانت أسا ااصولية ،فه تقوو على عقائد نصاانية تعارض التقدو العلم الناجم عن املبدأ الاأمسايل الذر يقوو على عقيدة فصل الدين عن احلياة ،ومع أن هذه احلاكة قد تالشت مع احلان العاملية الثانية إة أنه استقا يف أذهان ااوروبيني أن ااصولية عدوة التقدو والعلم ،وه ختلف عقل ة يليق بعصا النه ة ،وجيب أن ُحتارن ىت تزول مجيع آاثرها من اجملتمع واحلياة. فااصولية نشأت يف أورواب على أثا التقدو العلم والصناع كاد فعل لعدو قدرة النصاانية على التجاون مع اإلسالميَّة من قبل السياسيني واملَُف ِّّلاين أنظمة احلياة اجلديدة .وإ الق هذا الوصف اليوو على كثري من احلاكات ْ الغَ ْابيِّني ،الغاية منه حماربة ومقاومة هذه احلاكات ،ومن خالل رأر عامل مو د ،ابعتبارها تعين التخلف والاجعية ،وتعين معارضة كل تقدو علم أو صناع .وجذا يت ح أن ااصولية مبعناها اةصطال بعيدة كل اإلسالميَّة . البعد عن املفاهيم ْ أنظ ا - :اللوُيق ،عبد الامحن بن معال :الغلو يف الدين يف ياة املسلمني املعاصاين ،ص (.)171-170 .)43 -مفاهيم خطاة ل ان اإلسالو وتاكيز احلَ َ َارة الغَ ْابيِّة ،منشورات زن التحايا ،ص( -42-41 ال تعاىل :تُاّهبو َن بّ ّه ع ُد َّو َّّ اَّلل فز .قَ َ َ ( )2اإلرهان لغة :مصدر مشتق من الفعل أرهب ،مبعىن أخاف أو ِّ ْ ُ َو َع ُد َّوُك ْم[ اانفال ]60-أر ختيفون به العدو .إة أن هذا املعىن متِّ صافه إىل معىن اصطال جديد ،فقد أن اإلرهان اتفقت كل من اةستخبارات اامايلية والربيطانية يف ندوة عقدت هلذا الغاض عاو 1979و على ِّ هو » :استعمال العنف ضد مصاحل مدنية لتحقيق أهداف سياسية « .إة أن هذا التعايف ة يتسم ابلدقة خل وعه لالجتاهات ّ ّ مهدت للقوانني والتشايعات املتعلقة ابإلرهان .فعلى سبيل املثال : السيَاسيَّة للدول ال ِّ ِّ تعترب أمايلا مقتل أندياا غاندر عمالً إرهابياً ،وأما اغتيال امللك فيصل فليس إرهابياً .كما تعترب اكة ثوار نيلارغوا ،وجيش التحايا اإلرلندر ،اكات مقاومة شعبية .بينما تعترب اكة اجلهاد اإلسالم ،وكتائب ااقصى ،و اكة محا يف فلسطني ،منظمات إرهابية .وابلتايل فلل فاد أو دولة أو اكة تعارض أمايلا فه إرهابية. أنظا - :اللوُيق ،عبد الامحن بن معال :الغلو يف الدين يف ياة املسلمني املعاصاين ،ص ()135 الثان :أهنم أخذوا بعض االفاظ السليمة الصاحلة ،وجعلوها أعالماً على ما ينفا منه أصحان ّ الف ْلاة املعادية ليسهل دخول أفلارهم وعقائدهم دون صول النفاة واللااهية .ومن أمثلة ذلك يف اخلالف ّ الف ْلار بني مذاهب اإلسالميني أن التو يد » الذر قيقته إثبات صفات اللمال هلل وتن زيهه عن أضدادها وعبادته و ده ة شايك له اصطلح أهل البا ل على وضعه للتعطيل احملض ،مث دعوا النا إىل التو يد فخدعوا به من مل يعاف معناه يف اصطال هم«(.)1 ّ العلْمانية ال من مظاهاها ومن أمثلة ذلك يف الصاا الف ْلار يف احلياة املعاصاة أن َ فصل الدين عن احلياة ،ألبست لبو العلم فنسبت إليه ليسهل دخوهلا بالد املسلمني .وأن اةنفتال الذر قيقته كسا للطوق ،وفتح فجوات يف أسوار أ لاو اإلسالو ،قد أضحى أمالً ياجتى ،وصدى ساراً عند من يايد أن يتحار من قيود َّ الش ْا ويطلق العنان لغاائزه تتخبط يف احلياة خبط عشواء. ومما ينبغ أن نلفت إليه :ما يبدو من نزو من بعض الشبان هلذه االفاظ .ومن ُيقق ار على يف ااسبان احلوافز لذلك جيدها تتمثل يف اخندا اللثريين جا ،ملا حتمل من مدلول ِّ النفس. كل فاد أن فاةنفتال يستعمل كنقيض ل " اةنغالق " املمقوت والذر يتهيب ويتحاشى ِّ يُوصف به. ولذلك فإنه يقبل اةنفتال يف مقابل اةنغالق ،ويقبل ِّّ احلايَّة يف مقابل العبودية ،ويقبل اةعتدال يف مقابل التطاف واإلرهان ،ويقبل املساواة يف مقابل التمييز والتباين. وإن أول ما ينبغ معافته ،ضاورة إقصاء املفهوو اللغور هلذه االفاظ واملفاهيم ،مث ِّ يلتمس بعد ذلك ما ميلن استخالصه من ٍّ معان مستحدثة تقصد من وراء إدخال هذه االفاظ يف ُ قامو التفاهم. مفاهيم خطاة ل ان اإلسالو ،منشورات زن التحايا ،ص(.)11-10-9( )1ابن قَ يِّّم اجلَْوّايَّة :الصواعق املاسلة.)929/3( ، وال ابط ااسا هلذه املعا يتحدد يف أهنا تقار لوانً من ّ الف ْلا هو "فلسف اةنتماء" يُؤثِّّا يف مفاهيم اإلنسان وسلوكه .وجذا ختاج هذه االفاظ عن إ ار مدلوهلا اللغور الوضع إىل معىن مستحدث يناقض مفاهيم اإلسالو. فإان ناى من ميار وسائل اخلدا واملغالطات يف سبيل إضفاء َّ الش ْاعية على هذا ولألسف ِّ اإلسالميَّة ،فيلتمس هؤةء ما يدعونه أدلة من أصول الفقه من أمثال النمط من املفاهيم غري ْ القواعد املعاوفة ك " ال اورات تبيح احملظورات" ،و" املصاحل املاسلة " وغريها. اإلسالميَّة هلا ضوابطها، ويلف دفعاً هلذا اجلنول واحليدة عن ضوابط العلم أن ااصول ْ ٌ وحمال لتطبيقها ،وهذه املفاهيم هلا صفتها اةستقاللية ،وجماةت خاصة وحمددة للعمل جا ،وحتمل معىن فلسفياً يتناقض مع اإلسالو. انهيك عما يشهد له التاريخ من عالقة بني واقع اامة وبني اهتمامها ابالفاظ َّ الش ْاعية، اإلسالميَّة عزيزة ،قوية ،مهابة اجلانب ،كانت اإلسالميَّة .فحيثما كانت اامة ْ واملصطلحات العلمية ْ االفاظ َّ الش ْاعية ه السائدة ،وإليها املاد عند اةختالف .و يثما كانت اامة واقعة حتت سلطان أعدائها ،مقهورة مغلوبة ،جتد االفاظ َّ الش ْاعية مهجورة منبوذة ،ومصطلحات ااعداء تتلقف، ويتهافت عليها أبناء اامة ،ويعدون التلفظ جا ،وااخذ مبا تعنيه ،عني التقدو والتح ا(.)1 ولو نظات يف التاريخ اإلسالم ،لوجدت االفاظ َّ الغابة يث كانت الش ْاعية تصيبها ْ غابة الدين .وة تلاد ،جتد ،على ما العصور ،مثل غابة احلقائق واالفاظ َّ الش ْاعية يف هذا العصا. فما ارتفع لفظ اة ْشّرتاكّيَّة إة يف فرتة ضعف ّ الف ْلا اإلسالم يف بلدان إسالمية تتبىن اة ْشّرتاكّيَّة مذهباً ،أو تتسمى به شلالً .بل هان على اللثري دينهم ،فمارسوا وسائل اخلدا الشاعية على هذا النمط الدخيل على ّ الف ْلا اإلسالم . واملغالطات يف سبيل إضفاء َّ ْ ( )1أبو ايد ،بلا بن عبد هللا :املواضعة يف اإلصالل على خالف َّ الش ّا َيعة وأفصح اللغة ،دراسة ونقد، ص(.)90-73 المبحث الثاني المرجـــع فــي بيـــان معانــــي األلفـــاظ ال َّ ش ْرعيـــة َّ إن مصدر الفقه مبعىن قول َّ الشا ّر ياجع إىل أماين : ااول :اللغة العابية ال خو بنا ب ها. الثا :مقصود َّ الشا ّر من االف اظ. » فمعافة العابية ال خو بنا جا ،مما يعني على أن نفقه مااد هللا ورسوله بلالمه .وكذلك معافة دةلة االفاظ على املعا ،فإن عامة ضالل أهل البد ،كان جذا السبب ،فإهنم صاروا ُيملون كالو هللا ورسوله على ما يَ َّدعون أنه دال عليه وة يلون ااما كذلك «(.)1 وفهم مااد َّ ُّصوص والنظا الشا ّر ابالفاظ إمنا يلون مبعافة عادته يف اخلطان جبمع الن ُ ال شيخ اإلسالو ابن تَ ْي ّميَّة » :ينبغ أن يقصد إذا ذكا لفظ من القاآن أو احلديث ،أن فيها .قَ َ يذكا نظائا ذلك اللفظ ،ماذا عىن جا هللا ورسوله فيعاف بذلك لغة القاآن واحلديث«(.)2 وهذه قاعدة مطادة ىت يف معافة معا كالو البشا إذ ة يعاف املعىن من اللفظ ابتداءً ال اإلماو ابن أيب العز احلنف ( »: )3دةلة اللفظ على املعىن وللن يعاف منه ومن قاائن أخاى .قَ َ ه بواسطة دةلته على ما عناه املتللم وأراده وإرادته وعنايته يف قلبه ،فال يعاف ابللفظ ابتداء، وللن يعاف املعىن بغري اللفظ ىت يُعلم أوةً أن هذا املعىن املااد هو الذر يااد بذلك اللفظ ويعىن به «(.)4 واملخا ب ة يفهم معىن اللفظ ىت يعاف عني املقصود وة يعاف عني املقصود يف كالو َّ ال ابن أيب العز »:واعلم أن املخا ب ة يفهم املعا املعرب عنها الشا ّر إة جبمع النصوص ،قَ َ ابللفظ إة أن يعاف عينها أو ما يناسب عينها ويلون بينها قدر مشرتك ومشاجة يف أصل املعىن وإة فال ميلن تفهيم املخا بني بدون هذا قط«(.)5 ( )1ابن تَ ْي ّميَّة :جممو الفتاوى.)116/7( ، ( )2ابن تَ ْي ّميَّة :جممو الفتاوى.)115/7( ، ( )3هو اإلماو عل بن عل بن أيب العز احلنف الدمشق :فقيه كان رأ الق اء بدمشق مث الداير املصاية، له عدة مؤلفات منها " :شال العقيدة الطحاوية" ،و "التنبيه على مشلالت اهلداية" و "اةتبا " .تويف عاو (792ه ).ودفن بسفح قاسيون يف دمشق .أنظا ِّّ : الزّرْكل ِّ ،خري الدين :ااعالو ،قامو تااج م اشها الاجال والنساء .)313/4( ، ( )4ابن أيب العز ،عل بن عل :شال العقيدة الطحاوية.)65/1( ، ( )5ابن أيب العز :شال العقيدة الطحاوية.)64/1( ، فالصالة مل نعاف أهنا ااقوال واافعال املخصوصة املبتدأة ابلتلبري واملختتمة ابلتسليم ،من ُّصوص الواردة يف الصالة وصفتها منطوق ااما ابلصالة ،وإمنا عافنا ذلك ااما من جممو الن ُ َّ الش ْاعية. وهذا البحث عن املعا اللغوية ،واملقاصد املعنوية إمنا أ تيج إليه بعد عهود الصحابة رضوان هللا عليهم الذين كان هلم من صفاء ااذهان واثقب اافهاو – ف الً عن معايشتهم الش ْا وعلمهم بلغته – ما يساعدهم على العلم مبعا قول َّ لصا ب َّ الشا ّر دون تللف ،فقد كان يلفيهم ينما يسمعون لفظ الصالة أن يفهموا املااد اهنم رأوا عني املقصود من املتللم ذاته عليه الصالة والسالو ،ورؤية عني املقصود أبلغ درجات فهم املعىن. يب » كالو تطبيق نفيس يؤكد ما أسلفت من وللعالِّمة ابن فار ( )1يف كتابه َّ « : الصا ِّ الش ْاعية على معناها اللغور واستعمال َّ أن قياو فهم االفاظ واحلقائق َّ الشا ّر هلا على املعىن الذر ال » :إن مما جاء به اإلسالو ذكا املؤمن واملسلم واللافا واملنافق ،وأن العان إمنا يقصده .ف َق َ عافت املؤمن من اامان ،واإلميان وهو التصديق مث اادت َّ الش ّا َيعة شاائط ،وأوصافاً جا مس املؤمن ابإل الق مؤمناً «(.)2 الشا ّر عند اةختالف يف املعىن َّ ومما يؤكد أمهيِّة الاجو إىل قصد َّ الش ْاع ما يل : رد ااما إىل هللا ورسوله كما -1إن من املتفق عليه عند اةختالف سواء يف اا لاو أو املعا ِّ ق ى هللا تعاىل ذلك يف قوله :فَ ِإ ْن تَنَ َ از ْعت ُ ْم فِي ش َْيء فَ ُردُّوهُ إِلَى َّ اَّللِ َوالرَّ سُو ِل إِ ْن ُك ْنت ُ ْم ت ُ ْؤ ِمنُونَ ِب َّ س ُن تَأ ْ ِو ًيال.)3( اَّللِ َو ْاليَوْ ِم ْاْل ِخ ِر ذَ ِلكَ َخي ٌْر َوأ َ ْح َ ( ) 1هو أمحد بن فار بن اكااي ،أبو احلسني ،اإلماو اللغور املفسا ،أشها مصنفاته " :جامع التأويل يف َّيب صلى هللا عليه وسلم " و " اجململ " يف اللغة و " مقاييس اللغة " و " لية تفسري القاآن " و "سرية النّ ِّ الفقهاء " .تويف (325ه ) وقيل غري ذلك .أنظا تامجته :إنباه الاواه ( )92/1بغية الوعاة (َ )352/1ش َذرات َّ الذ َهب ( )132/3معجم اادابء ( )80/4وفيات ااعيان ( )100/1تاتيب املدارك ( )610/4وسري أعالو النبالء ( )103/17ااعالو (.)193/1 ( )2ابن فار ،أبو احلسني أمحد :الصا يب ،ص (.)79 ( )3النساء .59 / وهذا ما دأن عليه علماء السلف من احلاص على حتايا موضع الن زا يف كثري من املصطلحات كاإلميان( )1و اللفا( )2و الشاك( )3و النفاق( )4فعلموا أن تلك االفاظ لغوية املنشأ يف ااصل إة أهنا اكتسبت مدلوةً شاعياً وأن ورود تلك االفاظ يستعمل يف دةةت كتلفة ،فاإلميان عند إ القه يااد به اإلقاار ابللسان والتصديق ابجلنان والعمل اباركان ومنه ص َال ِت ِه ْم َخا ِشعُونَ )5(وقد يطلق اإلميان وة قوله تعاىل :قَ ْد أ َ ْفلَ َح ْال ُم ْؤ ِمنُونَ الَّ ِذينَ ُه ْم ِفي َ يااد أصله ،كقولنا ليس باجل من ة يغار على أهله،وليس بعامل من مل يعمل بعمله فالنف هنا ني يز وهو للمال الاجولة ة اصلها وللمال العلم ة أصله ،كقوله » : ة يز الزا مؤمن« ( » . )6مااده أنه غري مؤمن يف ني ركوبه ِّّ الزَان ،وقيل غري مستلمل لإلميان أر ليس الص ّح ْيحني » أن من مات على بلافا كما تقول اخلوارج ،انه قد جاء يف رواية أيب ذر يف َ ()1( )7 التو يد دخل اجلنة وإن اىن وإن ساق« ( )1اإلميان :هو ما جيمع عند إ القه اإلقاار ابللسان والتصديق ابجلنان والعمل اباركان وإليه أشار ابن قَ يِّّم اجلَْوّايَّة، وأشهد عليهم أن إميان الورى قول وفعل مث عق د جن ان أنظا :الشايف ،أمحد بن إبااهيم بن عيسى :شال قصيدة ابن قَ يِّّم اجلَْوّايَّة-140-139/2 ( ، .)141 ( ) 2ياد اللفا مبعىن اجلحود والتلذيب وهو املت من إنلار الابوبية أو الطعن فيها وقد ياد مبعىن الادة عن اإلسالو وقد ياد مبعىن املعاص والذنون .أنظا :ابن قَ يِّّم اجلَْوّايَّة ،مدارج الساللني (.)335/3 الشاك يف تو يد اامساء والصفات والشاك يف تو يد الشاك يف الابوبيِّةِّ ، ( )3الشاك ااكرب أقساو ثالثةِّ : االوهية والعبادة والشاك ااصغري وهو املوجب للعقان دون اخللود ابلنار. ( ) 4النفاق منه العمل الذر ة يتجاوا ومنه اإلعتقادر الذر يستحق اخللود ابلنار. لم ماتلب اللبري ويعرب عنه اباصغا ،حنو « إذا دَّث كذن » ( )5املؤمنون . 1 / ور . َّو ِّ ( )6أخاجه البُ َخا ّر ِّ ر ( )119/5يف فتح البارر ومسلم ( )41/2من ديث أيب هاياة يف شال الن َ ر ( )7واحلديث » من قَ َ ال ة إله إة هللا كلصاً ،فهو يف اجلنِّة وإن اىن وإن ساق « .أخاجه البُ َخا ّر ِّ ( ،)110/3يف فتح ُّصوص لفهم احلقيقة وتصورها تصوراً سليماً ومن مثِّ يلون احللم يف فال بد من مااجعة الن ُ ضوء ذلك. -2إن االفاظ واملصطلحات ال وقع فيها اخلالف وكثا فيها العجاج ةبد فيها من الاجو إىل معيار اثبت ،إذ لو وكلت الق ية إىل البشا اصبحت نسبية حبسب اختالف أهوائهم، ٍّ منقض َ ولَ ِو اتَّبَ َع ومشارجم وانتماءاهتم ،وإتبا اهلوى يف ةختالف غري متناهٍّ وفساد غري س َم َو ُ ْال َح ُّ ت ال َّ يه َّن.)2( سدَ ِ ق أ َ ْه َوا َء ُه ْم لَفَ َ ات َو ْاألَرْ ضُ َو َم ْن فِ ِ وهذا ما وقعت به اخلوارج( )3ني َّ كفاوا واستحلوا دماء وأموال مسلمني بسبب عدو ضبطهم ملفاهيم ومصطلحات كثرية وردت يف نصوص َّ الش ْا فأساؤوا فهمها ووصفوا هلا مدلوةت من أنفسهم غري ما أراده َّ الشا ّر منها ،ف لوا وأضلوا. ومما يوضح أن احلقيقة عندما يوكل بياهنا إىل البشا تصبح أمااً نسبياً يتفاوت ويتشلل حبسب ااهواء :ما نااه يف كثري من املفاهيم املعاصاة كالعدالَة اةجتّم ّ اعيَّة ال حنن بصددها إذ تاى َ ْ َ ائفة أهنا من صميم النِّّظَاو اإلسالم بل أحلوا على أن العدالَة اةجتّم ّ اعيَّة واإلسالو ش ء وا د َ ْ َ مع اختالفهم يف املنهج الذر على ضوئه أدخل مفهوو العدالَة اةجتّم ّ اعيَّة يف ّ الف ْلا اإلسالم . َ ْ َ بينما تاى ائفة أخاى م ْنع تداول هذا املفهوو يف ّ الف ْلا اإلسالم ويعتربون الدعوة إليه َ والرتويج له يف بالد املسلمني وقوعاً يف الشاك الغَايب وأتثااً ّ ابلف ْلا املعادر ملا يلتنف من دةلة ْ ِّ خاصة تتناقض مع مفاهيم اإلسالو وختالف اا لاو َّ الش ْاعية(.)4 البارر ومسلم ( )93/2يف شال النوور ،من ديث أيب ذر رض هللا عنه . ( )1ابن منده ،حممد بن إسحاق بن ُيىي :اإلميان . )687-595/2 ( ، ( )2املؤمنون . 71 / يلفاون ابللبائا ( )3مس اخلوارج جذا اةسم خلاوجهم على عل بن أيب الب رض هللا عنه ،وهم فاق شىت ِّ وخياجون ويلفاون بعض صحابة رسول هللا يف بعض آرائهم .أنظا َّ : الش ْه َا ْستا ِّ :امللل والنّحل على أئمة اجلور ِّ (.)139-114/1 ( )4ابن عابدين ،حممد أمني (1252ه ) اشية رد احملتار على الدر املختار ( اشية ابن عابدين).)502/4( ، كالاأْ ُمساليَّة ِّّ والدميُْقاا ّ يَّة وإىل جانب هذا املفهوو هناك اللثري من املفاهيم املعاصاةَّ : ّ والعلْمانية( )1والقومية والغلو( )2والتطاف وااصولية واإلرهان وغري ذلك مما تتفاوت واة ْشّرتاكيَّة َ ااذهان يف فهمه وتتشلل معانيه حبسب ااهواء. فثبات املعيار الذر ينظا بواسطته ،وتفهم احلقائق يف ضوئه أما ة حميد عنه وتاكه يف إىل فساد عايض وفلا مايض. وجاايً على هذا املنهج – وهو بيان معىن االفاظ َّ الش ْاعية – بدراسة املعىن اللغور ودراسة استعمال َّ العدالَة يف الفصل ااول. الشا ّر سيلون شا نا ملفهوو َ والعلْمانيةابللغة اإلنلليزية Secularism العلْمانيةه مذهب عقائدر غايب ااصل واملنشأَ ، ( َ )1 ِّ الص ّح ْيحة "الالدينية" أو الدنيوية وإقامة احلياة على غري الدين .أنظا :البعلبل :موسوعة املورد وتامجتها َ ( )9،17والندوة العاملية للشبان اإلسالم ،املوسوعة امليساة لألداين واملذاهب املعاصاة ،ص(.)367 ال شيخ اإلسالو ابن تَ ْي ّميَّة :الغلو :جماواة احلد أبن يزاد يف الش ء يف محده أو ذمه على ما يستحق ( )2قَ َ وحنو ذلك. عاف ه َّ الش ا ّّيب .وه ذا يع ين أن الغل و وقَ َ ال ابن جا :إنِّه املبالغة يف الش ء والتشديد في ه بتج اوا احل د ومبثل ه ِّ هو جتاوا احلد َّ الش ْاع ابلزايدة ،واحلدود ه النهاايت ملا جيوا من املبال املأمور به وغري امل أمور ب ه وه ذا م ؤدى اإلف ااط ويقابل ه التف ايط يف ال دين وه و التقص ري يف أ لام ه وت ييع قوق ه وإظه ار العج ز ع ن القي او بواجبات ه ومن هنا نشأت مقولة » ة إفااط وة تفايط يف اإلسالو « .إة أن الغَ ْان ني يطال فل اة التط اف أو الغل و ف إن ا ه مل ينطل ق م ن منطل ق ش اع كم ا بين ا وإمن ا م ن موق ف سياس يعم ل عل ى تل ايس توج ه عن د اام ة اإلس الميَّة ابلتط اف اهن م ة يناسب الغَ ْان من خالل استعمار العقول فإنه ينعت اإلس الو ابلتط اف واحلاك ات ْ يقبلون التعامل معه ،فالغَ ْان يايد من وراء ا ه أن يق على ما يشلل خطااً على وجوده واستعماره .أنظا : اب ن تَ ْي ّميَّ ة :اقت اء الص ااط املس تقيم ص( ،)289واب ن ج ا :ف تح الب ارر ( )278/13واةعتص او ( .)304/3عبد الوهان ،سليمان :تيسري العزيز احلميد ص( . )256احملمود ،أمحد :الدعوة إىل اإلسالو ، ص (.)316 المبحث الثالث تحديـــــد مصطلحــــــــات البحـــــــث إن فهم مصطلحات البحث هو مفتال ماام البا ث ومقاصده وإن بيان مدلوهلا بدقة ووضول يافع عنها الغموض واةشتباه. ويف هذا البحث كثري من املصطلحات املبثوثة يف ثناايه وال ميلن تصنيفها إىل صنفني : العدالَة . الصنف ااول :املصطلحات ال ه من صميم موضو البا ث وذلك مثلَ : الصنف الثا :املصطلحات العامة ال استخدمت يف العناوين الائيسة يف البحث ،وذلك مثلّ : الف ْلا واملفهوو واملعاصاة... وكال الصنفني قيق ابلبيان واإلي ال لتلون كاملفاتيح بيد القارئ يفتح ب ها ما ينغلق عليه من ٍّ معان ،بيد أن بعض املصطلحات تتجاذبه مواضع عدة من هذا البحث ،وةعتبارات عدة أمهها عدو قطع املصطل ح عن سياقه كان إرجاء بياهنا إىل مواضعها اخلاصة جا .وما كان غري ذلك فقد عقدت هذا املبحث لبياهنا ،وه إمجاةً عشاة مصطلحات وهذا شا ها: أوةً ّ : الف ْلا: بناء على ما من املعلوو أن لإلنسان العاقل املدرك قدرة على إصدار احللم على الواقع ً حتصله احلوا اخلمس من أ اسيس ومدارك تنقل إىل الدماغ املنطور على معلومات سابقة يُفسا بواسطتها الواقع ،وهذه القدرة على الابط والتمييز ه خاصية رئيسة لدى اإلنسان دون سائا اللائنات اارضية وهذا احللم هو ّ الف ْلا. فالف ْلا لم على الواقع بعد عملية عقلية حتصل للمفلا الذر ينتج ّ ّ الف ْلا ة من يُنقل الف ْلا فال حتصل له هذه العملية ان ّ الف ْلا .أما من ينقل إليه ّ إليه ّ الف ْلا نتج وانتهى فيعطيه منتجه للنا ،وينقله النا لبع هم ،مث يعربون عنه ابصطال ات اللغة ،واللغة ليست فلااً وإمنا ُ ه أداة للتعبري عن هذا ّ الف ْلا فقولنا » :اإلنسان يوان ان ق « مجلة لغوية هلا مدلول وهذا املدلول هو ّ الف ْلا .وأما الليفية ال جيار مبوجبها إنتاج العقل لألفلار فيطلق عليها ايقة التفلري العقلية وه الطايقة ال يسري عليها اإلنسان من يث هو إنسان يف تفلريه و لمه على ااشياء وإدراكه حلقيقتها وصفاهتا من خالل قدرة العقل على الابط بني املعلومات السابقة َساسيَّة يف التفلري وال إذا ما استعملت على وما ينقل من احلوا وهذه الطايقة ه الطايقة اا َ ّ ص ّح ْيحة ،فإن كانت هذه النتيجة ه احللم على وجود الصح ْيح فإهنا تعط نتائج َ وجهها َ الش ء فه قطعية ان احللم جاء عن ايق اإل سا ابلواقع وإن كانت النتيجة ه احللم على قيقة الش ء أو صفته فإهنا تلون نتيجة ظنيِّة ان حتليالت الواقع احملسو مع املعلومات مما ميلن أن يتسان إليها اخلطأ وللن تبقى فلااً صائباً ىت يتبني خطؤها(.)1 الف ْلا الغَايبّ ، الف ْلا قد ينسب إىل النا الذين ُيملونه ويتبنونه في َقالّ : وهذا ّ والف ْلا ُ ْ ِّ الف ْلا املاركس ّ ، الف ْلا ،في َقالّ : العايب ،وقد ينسب إىل واضع أسا هذا ّ والف ْلا اافال و ، ُ الف ْلا إىل القاعدة ااَساسيَّة ال بين عليها هو الص ّحيح ،في َقالّ : وللن نسبة ّ الف ْلا اإلسالم َ ْ ُ َ الف ْلا هو احللم على الواقع ،فإن ّ لبنائه على العقيدة اإلسالميَّة ،وعليه فإذا كان ّ الف ْلا اإلسالم ْ ه و « :احللم على الواقع من وجهة نظا اإلسالو » فتلون عناصا ّ الف ْلا اإلسالم ثالثة :الواقع ُ واحللم ،والابط بينهما. والواقع قد يلون شيئاً ،وقد يلون فعالً ،فإن كان شيئاً فإما أن يلو َن لمه مبا اً أو ااماً في َقال ّ : واخلما ااو ،وإن كان الواقع فعالً ،فإما أن يلون لمه فاضاً أو العنب ُمبال، ُ ُ والصدقة مندوبة ،وأكل اخلبز مبال ، مندوابً أو مبا اً أو ملاوهاً أو ااماً .فصياو رم ان فاض ِّ وأكل الثوو عند الصالة ملاوهِّّ ، والاَاب ااو. ّ والف ْلا اإلسالم نوعان :نو له عالقة ابلعقيدة ،كأصول اإلميان ،ونو له عالقة ابا لاو َّ الش ْاعية العملية كأركان اإلسالو. الف ْلا اإلسالم ،ة فاق بني ّ فلل ذلك ممِّا يطلق عليه ّ الف ْلا الذر نقل عن َّ الشافّ ّع ُ أو الب َخا ّرر ،أو أيب ااعلى املَو ّ دودر ،فهو فلا إسالم رغم اختالف جنسية أو لغة ااشخاص ْ ُ ِّ الذين اجتهدوا فيه أو نقلوه ما داو ّ الف ْلا ينطلق من وجهة نظا اإلسالو. ( )1أنظا ول هذا املوضو : عبد هللا ،حممد سني :مفاهيم إسالمية ،ص ()48-34- الشواف ،د .حمام منري حممد اها ،هتافت القااءة املعاصاة ،الصفحات ( )111-47 النَّب هاّ ،تق ِّّ الدين :التفلري ،الصفحات ()20-8 َ َ ِّ ِّ صاحل ،افظ :النه ة ،ص()32-28 الزين ،مسيح عا ف :ايق اإلميان ،أو اإلميان ابهلل عن ايق ّ الف ْلا املستنري ،الصفحات (-19 .)49 اثنياً :املفه وو : الفهم هو » :معافتك الش ء ابلقلب « ()1 واخلصائص املوضحة ملعىن كل « ()2 :الصدق يف العمل. .واملفهوو لغة » :جممو الصفات العدالَة ،أو يلون تاكيب إضافة ،حنو وقد يلون كلمة حنو َ ومن يث عالقة املفهوو ابملعىن ،ياى الدكتور مجيل صليبا » :أن املفهوو واملعىن متحدان ابلذات ،فإن كال منهما هو الصورة احلاصلة يف العقل أو عنده ومها كتلفان ابعتبار القصد واحلصول ،فمن يث أن الصورة مقصورة ابللفظ مسيت معىن ،ومن يث إهنا اصلة يف العقل مسيت ابملفهوو «(.)3 وقد سبق قولنا إن ّ الف ْلا لم على واقع فقولنا » :اإلنسان يوان ان ق « مجلة لغوية هلا مدلول وهذا املدلول هو ّ الف ْلا ،فإن كان هلذا املدلول واقع خارج يدركه العقل كما يف مجلة » اإلنسان يوان ان ق « كان هذا ّ الف ْلا مفهوماً عند من يدرك هذا املدلول وإن مل يلن هلذا الف ْلا مفهوو ان احلوا ة تقع على مدلول هذا ّ الف ْلا مدلول مل يلن هلذا ّ ّ الف ْلا وان العقل البشار ة يدرك واقعاً هلذا املدلول كأفلار أفال ون عن مجهوريته فال تعترب مفاهيم ان مدلوةت هذه اافلار ة واقع حمسوساً هلا يف احلياة. فاافلار ىت تلون مفاهيم لدى اإلنسان ،ة بد أن يلون ملدلول هذه اافلار واقع عند هذا اإلنسان. وعليه » ،فاملفاهيم ه املعا املدرك هلا واقع يف الذهن سواء أكان واقعاً حمسوساً يف اخلارج أو واقعاً مسلماً به أنه موجود يف اخلارج تسليماً مبنياً على واقع حمسو «(.)4 ومن هنا تصنف املفاهيم إىل سيِّة وعقلية وو ييه( ،)5فاحلسية يدركها العقل ،كمفهوو اإلنسان ملون من مادة فقط ،ابعتباره مفهوماً له مدلول يف الواقع اخلارج ،يدركه العقل مباشاة. ( )1ابن منظور :لسان العان ،مادة فهم ،اف امليم فصل الفاء. ( )2املعجم الوسيط ،ص (.)704 ( )3صليبا ،د .مجيل :املعجم الفلسف ابالفاظ العابية والفانسية واإلنلليزية والالتينية.)403/2( ، ( )4النَّب هاّ ،تق ِّّ اإلسالميَّة .)12/1( ، الدين :الشخصية ْ َ َ ِّ ِّ ( )5مثة تصنيفات كثرية للمفاهيم يف كتب علم النفس الرتبور ،ولعل أ دثها ما أورده جانييه سنة ،1988من تصنيفها وأما العقلية اجملادة فال يدركها العقل مباشاة ،وإمنا يدركها من إدراكه اثاها ،أو مظاهاها، كمفهوو » يف اإلنسان خاصية تسمى غايزة النو « فالغايزة تدرك من خالل مظاهاها فيحس واحلايَّة ِّّ كالعدالَة ِّّ والدميُْقاا ّ يَّة حبب أوةده وامليل إىل والديه ،ومن ذلك املفاهيم املعاصاة َ اإلنسان ِّّ وغريها. وأما الو يية فال يتم إدراكها من العقل مباشاة ،وة من آاثرها ومظاهاها ،وإمنا عن ايق الدليل النقل املقطو بصحته كاجلنة والنار من مفاهيم العقيدة عند املسلم وال أدرك واقعها من مدلول الو . ومن هنا كان من احملتم على الشخص أن يتلقى اللالو تلقائياً فلاايً مبعىن أن يفهم معا اجلمل كما تدل عليه من يث ه ة كما يايدها ةفظها أو يايدها هو أن تلون .وأن يدرك يف الوقت نفسه واقع هذه املعا يف ذهنه إدراكاً يشخص له هذا الواقع ىت تصبح هذه املعا مفاهيم. وبتلون هذه املفاهيم يف اإلنسان تتلون عقليته ويتحدد سلوكه وتتبلور ميوله وتتميز ِّ الاأْ ُمساليَّة ،والعقلية اإلسالميَّة ،والعقلية َّ شخصيته .ومن هنا أيا اختالف العقليات كالعقلية ْ العلْمانية والعقلية الفوضوية ال تابط الدوافع مبفاهيم غري املفاهيم ال تلونت جا عقليته، َ فتصبح شخصية كتلفة متباينة أفلاره غري ميوله ،انه يفهم االفاظ واجلمل ويدرك الوقائع على وجه خيتلف عن ميله لألشياء(.)1 اثلثاً :الغاائ ز : الغاائز خاصيات يف اإلنسان تدفعه ان مييل إىل أشياء وأعمال ،أو ان ُُيجم عن أشياء وأعمال وذلك من أجل أن يشبع أمااً داخله. وقد اختلف البا ثون يف عدد هذه الغاائز والسبب عدو وقو احلوا على واقعها وعدو إدراك العقل هذا الواقع مباشاة ،فاعتربوا مظاها الغاائز غاائز كاخلوف وامليل اجلنس والعطف إىل نوعني رئيسني مها املفاهيم احملسوسة واملفاهيم اجملادة. ( )1أنظا ول هذه املسألة : النَّب هاّ ،تق ِّّاإلسالميَّة ،ص (.)13-12 الدين :الشخصية ْ َ َ ِّ ِّ -عبد هللا،حممد سني :مفاهيم إسالمية ،ص (.)9-8-7 َّملُّك والتقديس وغريها .وبعد استقااء هذه املظاها وجد أن هذه املظاها تنتظم يف ثالث والت َ جمموعات ،كل جمموعة تنتم إىل غايزة. َّملُّك و ب اةستطال ،و ب الو ن ،و ب القوو ،و ب فمظاها اخلوف ،و ب الت َ السيادة ،و ب السيطاة وغريها تاجع إىل غايزة البقاء ان هذه املظاها تؤدر إىل أعمال ختدو بقاء اإلنسان كفاد ذلك أن اإلنسان ُياص على بقاء ذاته فهو ميلك ويتجمع وخياف ويندفع ابإلقداو من أجل بقاء ذاته. وأما مظاها امليل اجلنس ،واامومة ،واابوة ،و ب اابناء والعطف وامليل ملساعدة الفقااء وغريها تاجع إىل غايزة النو ان هذه املظاها تؤدر إىل أعمال ختدو بقاء النو اإلنسا كنو وليس كفاد وأما مظاها امليل ة رتاو اابطال و امليل لعبادة هللا والشعور ابلنقص واة تياج وغريها تاجع إىل غايزة التدين أو التقديس. فالغايزة خاصية فطاية موجودة يف اإلنسان من أجل احملافظة على بقائه ونوعه وهدايته إىل وجود اخلالق. وهذه الغاائز ة ميلن الق اء عليها أو سلبها من اإلنسان ان الغايزة جزء من ماهية اإلنسان وإمنا ميلن كبت أو حمو أو إ الل مظها غايزر حمل اآلخا كأن ُيل ب الزوجة حمل َّملُّك وتقديس البشا وااصناو حمل عبادة هللا. ب ااو و ب السيادة حمل ب الت َ َّملُّك ،ان امليل وة بد من التمييز بني املظها والعمل للمظها فامليل للتملك غري الت َ َّملُّك هو القياو ابلعمل للتملك شعور يف نفس اإلنسان جتاه ااشياء ل مها إليه و يااهتا بينما الت َ كشااء متا أو ساقة مال .فاملظه ا ة يشب ع الغاي زة وإمنا العمل الذر ُيقق جزءاً من اإلشب ا . هذه الغاائز وما يتفا عنها من مظاها تتفاوت قوة وضعفاً بني إنسان وآخا ،وتتباين قوة وضعفاً يف الفاد نفسه ،وختتلف قوة وضعفاً تبعاً لنوعية املثريات اخلارجية هلا ،وتبعاً للعما الذر وصل إليه اإلنسان .فنجد إنساانً ممتلئاً يوية يايد أن يشبع غاائزه الثالث بنهم ،وجند آخا يف سنه يلتف ابلقليل القليل ومن جهة أخاى جند إنساانً منصافاً ليشبع غايزة البقاء وغري مهتم إلشبا غايزة التدين ،أو نال ظ أن نان ااو يصاف شخصاً عن به لزوجته أو العلس. هذا التفاوت يف الغاائز ومظاهاها بني النا يقدو عليها بع هم اآلخا مما جعل أ لاو النا جعل بع هم يقدو على القياو أبعمال ة على اافعال وااشياء ال هلا عالقة إبشبا غاائزهم ختتلف وتتأثا ابلبيئة أر املثريات اخلارجية ،وقد أدى ذلك إىل تنو يف اإلشباعات ،منها : إشبا ّ الا ُجل ص ّح ْيح إشباعاً للميل اجلنس وأما إن أتى َّ صح ْيح عند املسلم كإتيان املاأة بعقد َ َ اماأة ة حتل له ،أو أاتها بدون اواج كان إشباعه للميل اجلنس خا ئاً ،انه كالف للنظاو ّ ص ّح ْيح، َّملُّك ابلشااء إشبا َ َ الصح ْيح ،وإشبا غايزة البقاء مبا أما هللا به من أعمال مبا ة كالت َ ابلس ّاقَة اموال اآلخاين إشبا خا ئ. وإشباعها َّ الص ّح ْيح يف الغاائز ولو سلك علماء الغَ ْان الطايقة العقلية بنقل اإل سا هذا هو َ ابإلنسان وأفعاله وفساوا هذا الواقع أو هذا اإل سا ابلواقع املصحون ابملعلومات السابقة ةهتدوا حلقيقة هذا الواقع وللن سلوكهم الطايقة العلمية واعتبارهم أن اإلنسان كاملادة وظنهم أن مال ظة أفعال اإلنسان ه كمال ظة املادة ضللهم عن احلقيقة وغماهم يف نتائج خا ئة عن الغاائز ويف غريها من أحباث علم النفس وعلم اةجتما وعلوو الرتبية وهذا شأن من خي ع اإلنسان وعمله كما خت ع املادة للتجابة ومن هنا كان اخلطأ هو اختاذ الطايقة العلمية أساساً للتفلري وجعلها َ َلماً يف احللم على ااشياء(.)1 رابعاً :احلاج ات العُ ْ ويَّة : إن ا تياج جسم اإلنسان امور معينة و لب اإلنسان هلذه اامور ،ه خاصية أودعها هللا يف اإلنسان وه ما تُسمى ابحلاجات العُ ْ ويَّة .وهذه احلاجات تتطلب إشباعاً ومن أجل إشباعها ُيتاج اإلنسان إىل أوضا وأشياء وأعمال معينة ،فمن هذه ااوضا احلاجة إىل النوو والتغوط. والاا ة ،ومن هذه ااشياء اهلواء ،ومن هذه اافعال التنفس وااكل ِّ والغاائز واحلاجات العُ ْ ويَّة تتشابه يف أهنا خاصيات فطاية يف اإلنسان كخاصية السيولة يف املاء » وختتلف فيما بينها من وجهني : ( )1أنظا ول هذه املسألة : الزين ،مسيح عا ف ،ملن احللم ؟ هلل أو لإلنسان ،للشا أو للعقل ،ص (.)126-110 الشواف ،د .حمام منري حممد اها ،هتافت القااءة املعاصاة ،ص (.)76-75-74 -الزين ،مسيح عا ف :اإلسالو وثقافة اإلنسان ،ص(.)17-16 ااول :إن إشبا احلاجات العُ ْ ويَّة تم فإن مل أيكل أو مل ينم اإلنسان هلك يف احلياة .وأما الغاائز ف إن إشباعها غري تم وابلتايل فإن عدو إشباعها ة يؤدر إىل اهلالك وإمنا يؤدر إىل القلق والشقاء كما هو كائن عند الزوجني اللذين ة ينجبان أ فاةً بسبب عقم أ دمها أو كليهما. الثا :إن احلاجات العُ ْ ويَّة تثار من الداخل فاإلنسان يشعا حباجة إىل الطعاو إذا جا وإىل النوو إذا سها وة يستطيع له رداً .وأما الغاائز فإهنا تثار من خارج جسم اإلنسان فمن رأى ماةً َّملُّك الصادر عن غايزة البقاء ومن َّ فلا ابملثريات اجلنسية ث ارت غايزته انه اثر لديه ب الت َ سها سابقاً« (.)1 أ َ َّ ورغم أن وجود هذه احلاجات العُ ْ ويَّة مدرك لإلنسان فقد أشار إليها تعاىل يف قول ه : ت َما َر َز ْقنَا ُك ْم ال :يَاأَيُّ َها الَّ ِذينَ َءا َمنُوا ُكلُوا ِم ْن َط ِيبَا ِ َو ِم ْن َءايَاتِ ِه َمنَا ُم ُك ْم ِباللَّ ْي ِل َوالنَّ َه ِار )2(وقَ َ ()3 الع ْ ويَّة ني يتعاض ىت إنه أابل أكل ما امه عليه من اا عمة من أجل إشبا احلاجة ُ ال تعاىل :فَ َم ِن ا ْ ض ُطرَّ َغي َْر بَاغ َو َال عَاد فَ َال ِإثْ َم َعلَ ْي ِه.)4( للهالك .قَ َ خامساً :الشخصي ة : يقوو اإلنسان أبعماله ليشبع اجاته العُ ْ ويَّة وغاائزه وجممو هذه ااعمال هو سلوك اإلنسان ،وهذا السلوك ماتبط مبفاهيم اإلنسان عن ااشياء واافعال واحلياة ،والسلوك هو الذر يدل على شخصية اإلنسان ،فالشخصية ه الواقع .ومبعىن آخا فه عقليته ونفسيته. ايقة عقل اإلنسان للواقع ،وه أي اً ميوله حنو « والعقلية ه الليفية ال جتار على أساسها عقل الش ء أو إدراكه ،أو ه الليفية ال يابط جا اإلنسان الواقع ابملعلومات بقياسها إىل قاعدة أو قواعد معينة »(.)5 ( )1عبد هللا ،حممد سني :مفاهيم إسالمية ،ص(.)29 ( )2الاوو .23 / ( )3البقاة .172 / ( )4البقاة .173 / ( )5النَّب هاّ ،تق ِّّ اإلسالميَّة )13/1( ،بتصاف. الدين :الشخصية ْ َ َ ِّ ِّ َّملُّك ،فيحلم عليه فالبرتول – مثالً – واقع ُيس به اإلنسان ،ويثري عنده ب الت َ اإلنسان أبنه يشبع غايزة البقاء .وللن القاعدة ّ الف ْلاية ال يتخذها اإلنسان مقياساً للحلم على ااشياء ت يف للحلم السابق بعداً آخا. فاملسلم ياى أن البرتول جيب أن يلون مللية عامة أيخذ منها صته كما أيخذ غريه صصهم ،فألفااد اجملتمع ق فيه ،وياى الاأمسايل أن البرتول مللية فادية ُيق له أن يتملك ما يستطيع متلله منه دون أن يااع قوق اآلخاين. الا ُجل فيحلم عليه أنه اماأة تشبع جزءاً من واملاأة اجلميلة واقع يثري امليل اجلنس عند َّ غايزة النو ،إة أن املسلم ياى أن املاأة ه عاض جيب أن يُصان ،بينما ياى الاأمسايل أن املاأة ه سلعة يستفاد منها يف إشبا غايزة النو ،ويف حتقيق امللاسب املادية كالتجسس والدعاية وجلب الزابئن ،وحتقق له قيمة مادية. وسبب اةختالف يف احللم الذر أ لقه املسلم والاأمسايل على البرتول وعلى املاأة ٍّ آت من اختالف القاعدة ّ الف ْلاية ال يفلا على أساسها كل من اةثنني. الاأْ ُمساليَّة ال تنبثق عنها اإلسالميَّة ال تنبثق عنها أ لاو املسلم غري العقيدة َّ فالعقيدة ْ أ لاو الاأمسايل. اإلسالميَّة يف إدراك الواقع واحللم عليه ُيمل عقلية إسالمية، وعليه فمن يسلك الطايقة ْ فيحلم على اجلهاد أبنه فاض ،وعلى الصدقة أبهنا مندون. « وأما النفسية فه الليفية ال يابط جا اإلنسان دوافع اإلشبا ابملفاهيم »( .)1وهذه املفاهيم تعود إىل أفلار معينة تنبثق عن العقيدة. اإلسالميَّة كانت النفسية نفسية إسالمية وإن كانت فإن كانت املفاهيم تنبثق عن العقيدة ْ الاأْ ُمساليَّة كانت النفسية نفسية رأمسالية وإن كانت تنبثق عن قواعد متعددة كانت تنبثق عن العقيدة َّ النفسية فوضوية. ( )1النَّب هاّ ،تق ِّّ إلسالميَّة )13/1( ،بتصاف. الدين :الشخصية ا ْ َ َ ِّ ِّ والنفسية ه ال جتعل اإلنسان يقدو على القياو ابلعمل أو ُيجم عنه ،فه ال تتحلم يف دوافع الغاائز واحلاجات العُ ْ ويَّة(.)1 فاملسلم قبل حتامي اخلما كان يقدو على شاجا ان مفهومه عنها أهنا مبال وملا نزل لم ال املسلم :مسعنا وانتهينا. هللا ابجتناجا قَ َ غري امليل إىل اخلما وهذا امليل اجلديد الناتج عن ربط الدافع فتغيري املفهوو عن اخلما َّ ابملفهوو هو النفسية. اإلسالميَّة أنس بن مالك بن الن ا رض هللا عنه فقد ومن اامثلة الدالة على الشخصية ْ ما يف غزوة أُ د باجال من املهاجاين واانصار ،ألقوا سال َ هم بعدما أُشيع أن رسول هللا قد ِّ ال :فماذا تصنعون ابحلياة بعده؟ ال هلم أنس :ما جيلسلم ؟ قَالوا :قُتل رسول هللا ،ف َق َ قُتل ف َق َ قوم وا فموت وا على ما م ات علي ه رسول هللا مث استقب ل قايش اً فقاتل ىت قُتل رمحه هللا تعاىل(.)2 هذا السلوك من أنس بن الن ا يدل على شخصية إسالمية متميزة ،ويدل على ارتباط س ابلواقع وهو إ جاو بعض الصحابة عن القتال بعد صدور وثيق بني عقليته ونفسيته ،فلما أ ِّ الز ف ،وأثا اإلشاعة ،ربط هذا الواقع ابملعلومات السابقة ( ماارة اهلزمية ،وحتامي الت َّ َّويل يوو ِّ َساسيَّة إشاعة مقتل الاسول على الصحابة ) و لم على هذا الواقع بقياسه إىل القاعدة اا َ اإلسالميَّة ،أبن القتال فاض ،وأن مآل الشهيد اجلنة ،وأن ااجل حمدود، افلاره ،وه العقيدة ْ وأن الفاار حمظور وهذه اافلار ه مفاهيم عنده انه يتصورها ويؤمن بصحتها ،مث ربط بني فسري هذه املفاهيم ودوافع غايزة البقاء ال من مظاهاها ،احملافظة على احلياة واخلوف من املوت ِّ الدوافع مبفاهيمه ،وصار مييل إىل القتال. ( )1أنظا ول هذا املوضو : الزين ،مسيح عا ف :اإلسالو وثقافة اإلنسان ،ص(.)95-94 -عبد هللا ،حممد سني :مفاهيم إسالمية ،ص ( )83وما بعدها. ( )2ابن كثري :تفسري القاآن العظيم. ،)414/1( ،وانظا :عبد هللا ،حممد سني :مفاهيم إسالمية ،ص (.)92 فعقلية أنس بن الن ا غريت دوافعه ،وجعلتها ميوةً إسالمية فصارت نفسيته متيل إىل القتال وإىل َّ هادة واللحاق باسول هللا .)1( الش َ سادساً :الثَّقافَة : الثَّقافَة لغة :مشتقة من املادة – ث ق ف – مبعىن صقل ،وي َقال ثَ ُقف ثَقفاً وثقافة :أر صار اذقاً خفيفاً فطناً(.)2 والثَّقافَة اصطال اً تتعدى التعايف الوا د( ،)3إة أهنا يف صورهتا العامة عند البا ثني ة ختاج عن كوهنا صيلة فلا اامة ،ووجداهنا ،فه نسق من القيم ياتبط أبفااد جمتمع معني يلتسبون خربات كتلفة إىل د ما وهلذا فمن املتوقع دائماً أن تنطور ثقافة أر جمتمع على قدر من عدو التجانس تفاضه اةختالفات اجلبليِّة واإلقليمية والدينية والطبقية واملهنية. يقول اتيلا « :إهنا اللل املاكب الذر يت من املعارف والعقائد واةختالف والقوانني والعادات والفنون »(.)4 اإلسالميَّة ،أبو الشبان ،د .أمحد عوض .مقومات النصا يف القاآن ( )1انظا ول كيفية بناء الشخصية ْ والسنة ،الفصل الثا ( ،رسالة دكتوراه ) .)114/1( ، ( )2ابن منظور :لسان العان ،اف الفاء فصل الثاء.)19/9( ، ( )3تطور مفهوو الثَّقافَة يف استعماةت احملدثني واملعاصاين فقيل :ه الدراسات اادبية والنظاية والعقلية والفلسفية وقيل إهنا مجلة من اافلار وااشياء ،وقيل جمموعة من الصفات اخللقية ،والقيم اةجتّم ّ اعيَّة ال ْ َ تؤثا يف الفاد منذ وةدته ،وتصبح ة شعورايً العالقة ال تابط سلوكه أبسلون احلياة يف الوسط الذر ولد فيه وقيل جمموعة اافلار واملثل واملعتقدات والت َقاليد والعادات واملهارات و اق التفلري ،وأسلون احلياة والنِّّظَاو ااسار ،وتااث املاض ووسائل اإلنت َقال واإلتصال و بيعة املؤسسات اةجتّم ّ اعيَّة يف اجملتمع الوا د. ْ َ أنظا : اإلسالميَّة ،ص (.)42 اخلطيب ،عما عودة :حملات يف الثَّقافَة ْ -بن نيب ،مالك :مشللة الثَّقافَة ،ص (.)39 ( )4اخلويل ،حممد عل :قامو الرتبية ( ،عايب إنلليزر ) ،ص(.)103 وأنظا : -مطاو ،إبااهيم عصمت :أصول الرتبية ،ص (.)34 -اجلندر ،أنور :الثَّقافَة العابية إسالمية ،أصوهلا وانتماؤها ،ص(.)22 بيد أن التعايف خيلط بني العلم والثَّقافَة ،فالعلم عامل جلميع اامم وة ختتص به ِّأمة دون أخاى ،وهو املعافة ال تؤخذ عن ايق املال ظة والتجابة واةستنتاج كعلم الطبيعة والليمياء، نتجت عنها أو تلون من خصوصياهتا ومميزاهتا بينما الثَّقافَة تلون خاصة تنسب لألمة ال كاادن وسري اابطال والتاريخ واللغة والفقه والفلسفة وسائا املعارف غري التجايبية وهناك معارف غري جتايبية تلحق ابلعلم وإن كانت تدخل يف الثَّقافَة مثل احلسان واهلندسة والصناعات فإهنا وإن كانت من الثَّقافَة ،وللنها تعترب اعتبار العلم من يث كوهنا عامة جلميع النا وة ختتص أبمة من اامم. وعليه ،فإن للثقافة خصوصية تاتبط ابجملتمع و ياته واترخيه وهذه اخلصوصية جانبها املميز ومدلوهلا املعني ومن هنا ي َقال ثقافة غابية وثقافة إسالمية. اإلسالميَّة َسبباً يف حبثها سواء اإلسالميَّة ه مجلة املعارف ال كانت العقيدة ْ « والثَّقافَة ْ اإلسالميَّة وتبحثها مثل علم التو يد أو كانت مبنية على أكانت هذه املعارف تت من العقيدة ْ اإلسالميَّة من اا لاو مثل املعارف العقيدة مثل الفقه أو كان يقت يها فهم ما ينبثق عن العقيدة ْ ال يوجبها اةجتهاد يف اإلسالو كعلوو اللغة العابية ومصطلح احلديث وعلم ااصول فهذه كلها ثقافة إسالمية ان العقيدة ه السبب يف حبثها وتاجع مبجملها إىل اللتان والسنة»(.)1 سابعاً :احلَ َ َارة واملَ َدنيَّة: إن كلم احلَ َ َارة واملَ َدنيَّة مها من أكثا املصطلحات شيوعاً يف أايمنا هذه ،وجيدر بنا أن ِّ نقف عند مدلول هاتني الللمتني ىت يدرك القارئ ما نام إليه من معىن عند إيااد هذين املفهومني. ّ واحلاضاة ،خالف احلَ َ َارة كما ورد يف لسان العان « :اإلقامة يف احلَ َ ا ...واحلَ َ ا واحلَ ْ اة البادية ،وه املدن والقاى والايف »( .)2فاحلَ َ َارة يف اللغة ما هو علس البداوة ،أر سلن املدن والقاى .إة أن هذا املعىن اللغور ليس هو املااد ني اللالو عن احل َ ارة يف النُّصوص ّ الف ْلاية ُ َ َ والسي ّ ّ اسيَّة املعاصاة. والتارخيية ِّ َ سن ،د .الشحات أمحد :دراسات ّالف ْلا الرتبور اإلسالم ،ص (.)17-16 ( )1النَّب هاّ ،تق ِّّ اإلسالميَّة.)265/1( ، الدين :الشخصية ْ َ َ ِّ ِّ ( )2ابن منظور :لسان العان ،اف الااء فصل احلاء .)196/4( ، إن نشأة هذا اةصطالل تعود إىل الدراسات ااوروبية ني درج الغَ ْابيِّون ِّ استخداو كلمة - Civilisationوتامجتها إىل العابية احلَ َ َارة أو املَ َدنيَّة – للتعبري جا عن التطور املادر والصناع والعماا الذر أخذ يطِّاد بساعة خالل العصور احلديثة ال تلت القان ()1 على اخلامس عشا امليالدر وال ُمسيت بعصور النه ة .إة أن تلك العبارة حتولت مع ماور الوقت لتأخذ مدلوةً آخا فقد أصبحت تطلق على مجلة مظاها الاق املادر والعلم والفين وااديب واةجتماع يف جمتمع من اجملتمعات أو أمة من اامم وأصبح املؤرخون واملفلاون واللتان اإلسالميَّة واحلَ َ َارة يتللمون عن ارات سالفة ومعاصاة كاحلَ َ َارة املصاية القدمية واحلَ َ َارة ْ الغَ ْابيِّة املعاصاة(.)2 إة أن املشللة يف هذا اةصطالل( )3أنه يُدخل يف مدلوله كل ما ميلله جمتمع ما أو ياثه أو يبدعه من أفل ار وتشايع ات وفن ون وإجن ااات بصاف النظا عما هو من مميزات ذلك اجملتمع وما ليس من مميزاته. مع أننا ني نتللم عن ارة جمتمع ما ،فإننا نتللم عن ايقة العيش ال متيزه عن غريه وجتعل منه مجاعة بشاية ذات شخصية معينة ولون متميز وهوية خاصة ،لذلك جيب أن يلحظ ني استخداو ذلك اةصطالل أَ ْن ة يدخل ضمنه إة ما هو مقومات شخصية اجملتمع ال جتعل منه جمتمعاً خيتلف عن غريه من اجملتمعات يف ايقة عيشه ،فال تدخل ااشلال ( )1الغَ ْابيِّون نسبة إىل الغَ ْان و أقصد جم :املنظِّاون والساسة واإلعالميون املوجهون للاأر العاو يف الدول الليربالية :أورواب وأمايلا ومن درج درجهم وسلك مسللهم. ( )2القصص ،أمحد :أسس النه ة الااشدة ،ص(.)65 ال أنه « جمموعة املعارف العلمية ( )3توسع البا ثون يف العصا احلديث يف إ الق هذا املصطلح فمنهم من قَ َ ّ والسي ّ ّ اسيَّة ،والفنية، والتشايعات والنظم والعادات واآلدان ال متثل احلالة الف ْلاية ،واةقتصادية واخللقية ِّ َ أر بقعة من بقا اارض ،سواء مشلت شعباً أو وسائا مظاها احلياة املادية واملعنوية يف ماا ل= = التاريخ ،ويف ِّّ أكثا» .وقيل « :قصة اإلنسان يف كل ما أجنزه على اختالف العصور وتقلب ااامان ،وما صورت به عالقته ابللون وما وراءه». أنظا : املبارك ،حممد ّ :الف ْلا اإلسالم احلديث يف مواجهة اافلار الغَ ْابيِّة ،ص(.)27 -سني ،حممد حممد :اإلسالو واحلَ َ َارة الغَ ْابيِّة ،ص(.)6 والوسائل املادية ،فاملصانع والسيارات ال تنتجها أمة ليست ه ال متيزها وتعطيها هويتها ان اإلجنااات املادية عامة للل البشا. كل ذلك ُيتم علينا أن ن بط املصطلح الدال على منط العيش وهوية اجملتمع فنميز بينه وبني ما يدل على جمموعة ااشلال والوسائل املادية يف شؤون احلياة وابلاجو إىل واقع اجملتمعات أن املفاهيم ال يعتنقها جمتمع ما عن احلياة ه ال تعطيه هويته وشخصيته وبناء عليه « جند ِّ ميلن تعايف احلَ َ َارة أبهنا جمموعة املفاهيم عن احلياة ،وميلن تعايف املَ َدنيَّة أبهنا جمموعة ااشلال والوسائل املادية املستخدمة يف شؤون احلياة»(.)1 ٍّ اإلسالميَّة ،ان أخذها يعين وعليه ،فإنه ة جيوا للمسلم أخذ ارة غري احلَ َ َارة ْ قسم له عالقة ابحلَ َ َارة ،ويلون جزءاً منها وه اة تلاو لغري اإلسالو .أما املَ َدنيَّة فه قسمانٌ : والصلبان ،فال جيوا أخذها. ااشلال املَ َدنيَّة املادية ال تنتج عن وجهة النِّظا يف احلياة كالتماثيل ِّ وقسم انتج عن العلم والصناعة كأدوات املخترب واااثث والسيارة ،فال يُااعى يف أخذها أر ش ء ٌ اهنا ليست انمجة عن احلَ َ َارة وة تتعلق جا. اثمناً :اجملتم ع : صاه على جمموعة من اافااد أو تباينت التعايفات يف حتديد معىن اجملتمع ،فمنهم من قَ َ مجاعة و ِّ دهتم اآلمال واآلةو أو و دة سياسية مجعها نظاو سياس وا د ،أو ثقافة وا دة أو أهداف مشرتكة. ومن املعاوف بداهة أن « اإلنسان مد ابلطبع » ()2 ة يعيش منفاداً وأن كل إنسان بد وأن تنشأ عالقات يتملن يسعى دائماً لسد اجاته وإشبا جوعاته وإرضاء رغباته ،لذلك ة ِّ بد من اتفاق بينهم على أفلار سد اجاهتم وإشبا جوعاهتم ولتحقيق ذلك ة ِّ جا اافااد من ِّ معينة لتنظيم عالقاهتم. ( )1النَّب هاّ ،تق ِّّ الدين :نظاو اإلسالو ،ص(.)63-59 َ َ ِّ ِّ ّ تصح ْيحها، أنظا ول مفهوو املَ َدنيَّة - :شليب ،د .أمحد :املناهج ْ اإلسالميَّة ،أصوهلا ،احناافاهتا ،وجون َ ص(.)21-20-19 ( )2ابن خلدون :مقدمة ابن خلدون ،ص (.)49 فاجملتمع سب نشأته الطبيعة يتلون من مجاعة من النا بينهم عالقات دائمة مبنية على أفلار ومفاهيم وا دة ومسببة مشاعا وا دة حنو امليل لألشياء واافعال أو اإل جاو عنها ينظم هذه العالقات نظاو ي بط سلوك اافااد وياعى شؤون اجلماعة ويفض املنااعات ويفصل يف اخلصومات ومينع املخالفات .وجذا تلون مقومات اجملتمع قائمة على أسس ثالثة :اافلار واملشاعا والنظاو. واجملتمع إما أن يلون متميزاً إذا اجتمعت املقومات الثالث يف جمموعة من اافااد اإلسالميَّة ال تنبثق منها أفلارهم وتتلون كاجملتمع اإلسالم امللون من أفااد يعتنقون العقيدة ْ من خالهلا مشاعاهم ويطبقون نظاو اإلسالو يف عالقاهتم ومثله يف التمييز اجملتمع الاأمسايل، واجملتمع اةشرتاك ةعتقاد أفاادها مببدأ يطبقونه على أنفسهم وُيملونه إىل غريهم. وإما أن يلون جمتمعاً غري متميز إذا تباينت مقومات اجملتمع عند اافااد كاجملتمع اهلندر ِّ فأفااده يعتنقون عقائد ة تنبثق عنها أفلار أو نظم ملعاجلة مشلالهتم ،فال عالقة بني النِّّظَاو والعقائد واافلار لتعدد أدايهنم وأفلارهم ومفاهيمهم واختالفها عن النِّّظَاو الاأمسايل املطبق عليهم(.)1 اتسعاً :النِّّظَاو: النِّّظَاو جمموعة من القوانني ال تنظم العالقات ال تقوو بني النا جمتمع معني ،بغض النظا عن اجتماعهم أو تفاقهم .وهو ما يعرب عنه أبنظمة اجملتمع وه تشمل ّ ياسة والتعليم والعقوابت واملعامالت وغري ذلك. والس َ اةقتصاد واحللم ِّ « فالنِّّظَاو معاجلات ملشلالت اإلنسان ،وبيان لليفية تنفيذ املعاجلات »(.)2 الذين يعيشون يف ( )1أنظا ول هذه املسالة : - صاحل ،افظ :النه ة ،ص(.)113-107 -عبد هللا ،حممد سني :مفاهيم إسالمية ،ص( )101وما بعدها. اإلسالميَّة ،ص( )15وما بعدها. القحطا ،سن بن فالل :الطايق إىل النه ة ْ( )2النَّب هاّ ،تق ِّّ الدين :نظاو اإلسالو ص(.)22 َ َ ِّ ِّ وهذه املعاجلات وكيفية تنفيذها تنبثق عن العقيدة العقلية ال يؤمن جا جمتمع من اجملتمعات. فاإلسالو عقيدة ونظم ،وعقيدته ه اإلميان وأركانه ونظمه ه اا لاو َّ الش ْاعية ال تنظم شؤون اإلنسان .وبتعدد العالقات واختالفها يف اجملتمع تعددت واختلفت أنظمة اجملتمع إىل: والا ُجل ابملاأة وينظم ابلا ُجل َّ ، النِّّظَاو اةجتماع « :وهو النِّّظَاو الذر يُنظم اجتما املاأة َّ العالقة ال تنشأ بينهما عن اجتماعهما وكل ما يتفا عن هذه العالقة »( )1ومن أمثلة ذلك منع الا ُجل واملاأة ،ومىت متلك املاأة القها ،وأما ما ينتج عن مصاحلها يف اجملتمع كالتجارة اخللوة بني َّ واملرياث فهو مما يدخل يف النِّّظَاو اةقتصادر. النِّّظَاو اةقتصادر :واةقتصاد هو تدبري شؤون املال إما بتلثريه وأتمني إجياده وهذا يبحث فيه علم اةقتصاد وإما بليفية توايعه وهذا يبحث فيه النِّّظَاو اةقتصادر ،فعلم اةقتصاد والنِّّظَاو اةقتصادر ُكلم منهما يبحث يف اةقتصاد وللنهما شيئان متباينان ،فااول يتعلق ابلوسائل وة عالقة له بوجهة النظا يف احلياة ،والثا يتعلق ّ ابلف ْلا ابعتباره فلااً يؤثا يف وجهة النظا يف احلياة ويؤثا فيها. فالنِّّظَاو اةقتصادر ،نظاو يبحث يف كيفية توايع الثاوة بني النا احلياة(.)2 نظاو احللم ،هو النِّّظَاو الذر يبني شلل َّ الد ْولَة وصفتها وقواعدها وأركاهنا وأجهزهتا ،وااسا الذر تقوو عليه واافلار واملفاهيم واملقاييس ال تاعى الشؤون مبقت اها والدستور والقوانني ال بناء على وجهة النظا يف تطبقها(.)3 عاشااً :التوفي ق : ( )1النَّب هاّ ،تق ِّّ الدين :النِّّظَاو اةجتماع يف اإلسالو ،ص(.)9 َ َ ِّ ِّ ( )2أنظا ول هذه املسألة : يُونُس املصار ،د .رفيق :أصول اةقتصاد اإلسالم ،ص(.)19 النَّب هاّ ،تق ِّّالدين :النِّّظَاو اةقتصادر يف اإلسالو ،ص(.)58-57 َ َ ِّ ِّ ( )3النَّب هاّ ،تق ِّّ الدين :النِّّظَاو احللم يف اإلسالو ،ص(.)15-13 َ َ ِّ ِّ اإلسالميَّة ،ص( )207وما بعدها. وأنظا :البياا ،د .منري محيد :النظم ْ ت بني القوو :أصلحت بينهم والتوفيق التوفيق يف ااصل :هو التسديد ،وتقول :وفَّ ْق ُ ضم بع ها إىل بعض ملناسبة بينها(.)1 بني ااشياء املختلفة ِّ : اإلسالميَّة واحلَ َ َارة الغَ ْابيِّة منهج ديث سلله بعض والتوفيق بني اإلسالو وغريه ،أو بني احلَ َ َارة ْ املَُف ِّّلاين واللتان اغااض كتلفة. أ -إبااا مسو اإلسالو على غريه وأنه دين ارر قائم على العلم ،وة يتناقض مع احلقائق واةكتشافات العلمية احلديثة ،ىت يشعا اجليل احلاضا بنفاسة ما عنده فيؤثاه ويات يه، كما فعل صا ب كتان(( )2التوفيق العلم بني احلَ َ َارة واإلسالو) ويتمثل هذا النمط ّ وسيِّّد قطب والغَ َزايل والسباع بقصد رد اةنتقائ التوفيق يف تفلري كل من املَْودودر َ املفتونني ابملبادئ اجلديدة إىل مواريث أمسى وأغىن. وأباا ما ميتاا به هذا النمط هو اةهتداء ابملصاحل املاسلة وحتقيق املنافع يف تعاملهم مع ّ ُّصوص َّ الش ْاعية أو يف تسويغهم للفلا الف ْلا اإلسالم الرتاث أو يف تعاملهم مع الن ُ الغَايب يف ّ الف ْلا اإلسالم جدف الدعاية لإلسالو(.)3 ْ ِّ ن -وقد يلون للغاض نفسه وللن من منطلق اهنزام جافهم التيار خارج دائاة اإلسالو وهم يظنون أهنم ُيسنون لإلسالو صنعاً كما فعل صا ب كتان (اللتان والقاآن قااءة معاصاة)( )4ونظايته تتلخص أبنه ة بد من نظاية جديدة إلهناض العان واملسلمني تقوو على تلبيس اإلسالو اقية املاركسية بعد إدخال بعض التعديالت اجلوهاية على املاركسية ( )1الفيوم ،أمحد بن حممد بن عل املقار :املصبال املنري يف غايب الشال اللبري ،ص(.)667 أنظا :جممع اللغة العابية ،معجم الوسيط ،ص(.)1046 ( )2وهو الشيخ رضوان شافع املتعايف واللتان نشاته املطبعة السلفية يف ةهور سنة 1354ه الطبعة الثانية. ( )3انتقد د .حممد سعيد البو هذا املنهج ومل يوافق عليه. أنظا :جملة اامة القطاية العددين 32 ،31من السنة الثالثة عاو 1983و. ( ) 4هو د .املهند حممد بن ديب شحاور ،أنفق من عماه كما يقول عشا سنوات كامالت يدر اإلسالو فاكتشف أنه مسلم يعتقد اإلسالو عقيدة ونظاماً ومنهجاً للحياة وأن السنة ليست و ياً وأن الفقه هو من الرتاث وأن الفقهاء من ِّجا اإلسالو وأن املاركسية ه مصدر التفلري وأن فهم القاآن يعتمد على العقل فقط. أنظا :الشواف ،د .حمام منري حممد اها ،هتافت القااءة املعاصاة ،ص (.)46-11 واإلسالو .وأن يُغلَّف ذلك ابحلاايت ال أ لقها املبدأ الاأمسايل وألغتها املاركسية وأن يُبَ هَّا الناتج ابلعوا ف القومية والو نية ىت ة يبقى لنظايته لون أو عم وبذلك يلون املسلم الذر أرضى اجلميع عند ظنه ووضع نظاية جديدة للنه ة قد توصل إليها من بني فاث ودو لبناً سائغاً للشاربني. ج -رمبا كان ذلك بسبب اجلهل ابإلسالو ذاته ،ومبقاصده ،و لمه كما يفعل بعض تالمذة كالعلْمانية والدميقاا ية. املستشاقني ،الذين جيمعون بني اإلسالو والعقائد الفاسدة َ ومن املصطلحات ال تدور يف فلك التوفيق ما يل : -1التقارن الثقاف : والتقارن :دنو الش ء من اآلخا( ،)1وهو تفاعل ،أر أن الش ء يقرتن من اآلخا .وهو اإلسالميَّة إىل غريها من الثقافات ااخاى(.)2 تعبري يااد به تقايب الثَّقافَة ْ وقد يؤدر إىل التوفيق ،وقد يلون وسيلة إىل الوصول إىل التوفيق .مث إن التقارن قد أيخذ معىن عاماً يف أمور شىت ّ كالف ْلا واةقتصاد وقد يلون يف جمال حمدد كاةعتقاد كما هو صنيع دعاة التقايب بني ما يُسمى اباداين السماوية ( اإلسالو والنصاانية واليهودية ) وحنو التقايب بني منهج أهل السنة والشيعة(.)3 -2التفاعل الثقاف : والفعل يف ااصل مبعىن :التأثري من جهة ُمؤثِّّا ،وتفاعال :أثِّا كل منهما يف اآلخا. والفاعلية :وصف يف كل ما هو فاعل(.)4 ( )1املعجم الوسيط ،ص(.)723 ( )2الطايق ،د .عبد هللا بن إبااهيم بن عل :الثَّقافَة والعامل اآلخا ،ااصول وال وابط ،ص(.)21 ( )3الشيعة هم الذين شايعوا علياً رض هللا عنه على وجه اخلصوص وقَالوا إبمامته وخالفته ،واعتقدوا أن اإلمامة ة ختاج عن ولده وهم فاق شىت .أنظا َّ : الش ْه َا ْستا ِّ :امللل والنحل (.)191-146/1 ( )4ااصفها ،احلسني بن حممد بن املف ل (502ه ) :املفادات يف غايب القاآن ،ص(.)382 وأنظا :املعجم الوسيط ص(.)695 والتفاعل الثقايف :مصطلح ديث يااد به تقايب الثقافات بع ها إىل بعض لتؤثا كل منها يف ااخاى(.)1 -3اةخرتاق الثقاف : واخلاق :القطع والثقب ،وكرتق الاايل :مهبها ،واخرتق الثون :شقه ،واخرتق القوو: م ى وسطهم(.)2 اإلسالميَّة واةخرتاق الثقايف تعبري يااد به :كسا احلواجز النفسية القائمة بني الثَّقافَة ْ وغريها ،لتدخل كلم منها يف ااخاى(.)3 -4تعايش الثقاف ات(:)4 عجم الوسيط(:)5 والعيش :هو احلياة ،وتقول عايشه :عاش معه ،مثل عاشاه ،وقَ َ ال يف املُ َ تعايشوا :عاشوا على االفة واملودة ،ومنه التعايش السلم . التعايش السلم :التعاون بني دول العامل على أسا من التفاهم وتبادل املصاحل اةقتصادية والثقافية(.)6 وتعايش الثقافات يااد منه :كسا احلواجز املانعة من التقاء الثقافات وتفاعلها وأتثري بع ها يف بعض يف جو سلم بعيد عن الاول العدائيِّة والتعصب ضد الثقافات ااجنبيِّة(.)7 املتقدمة واملتخلِّفة ،فأما ااوىل فبقصد تو ني اامم ااخاى وهذا شعار تافعه اامم املتحدة ِّ وختدياها متهيداً لغزوها .وأما الثانية فبسبب ما يلللها من اةهنزاو وال عف واةحنطاط(.)8 ( )1الطايق ،الثَّقافَة والعامل اآلخا ،ااصول وال وابط ،ص(.)22 ( )2الفريواابدر ،جمد الدين حممد بن يعقون :القامو ص(.)329 احمليط ،ص( .)1135وأنظا :املعجم الوسيط ( )3الطايق ،الثَّقافَة والعامل اآلخا ،ااصول وال وابط ،ص(.)23 ( )4من أباا من استعمل هذا املصطلح ااستاذ مالك بن بين .أنظا :كتابه مشللة الثَّقافَة الفصل الثالث. ( )5املعجم الوسيط ،ص(.)639 ( )6عطية هللا ،أمحد :القامو السياس ،ص(.)420 ( )7الطايق ،الثَّقافَة والعامل اآلخا ،ااصول وال وابط ،ص(.)24 ( )8من أباا من استعمل هذا املصطلح ااستاذ مالك بن نيب .أنظا كتابه :مشللة الثَّقافَة الفصل الثالث فإن من املبالغة الدعوة إىل يُسمى ابلسالو العامل ،أو النِّّظَاو العامل ،أو التعايش و ابلتايل ِّ اإلسالميَّة السلم ،أو تعايش الثقافات ملا يرتتب على هذا ااما من تذويب الفاوق بني العقيدة ْ والعقائد ااخاى ،وكسا احلواجز النفسيِّة بني املسلم وغري املسلم وإيقاف اجلهاد .ومن مثِّ ذوابن اإلسالميَّة يف مجلتها ابلشخصيِّة ااجنبيِّة إىل غري ذلك من مظاها التفايط. الشخصية ْ اطي ُم ْ ست َ ِقي ًما فالواجب على املسلم أن يلون على هدى قول هللا تعاىلَ :وأ َ َّن َهذَا ِص َر ِ فَاتَّبِعُوهُ َو َال تَتَّبِعُوا ال ُّ سبِي ِل ِه ذَ ِل ُك ْم َوصَّا ُك ْم بِ ِه لَعَلَّ ُك ْم تَتَّقُونَ .)1( وإذا ابن سبُ َل فَتَفَرَّ قَ بِ ُك ْم ع َْن َ السبل املتعاجة واملناهج املغاياة ،فب دها تتميز ااشياء. الطايق املستقيم ،ابنت ُ وهذا الطايق املستقيم يُلزمنا ابحلذر واحلَْزو .واحلذر « :هو اة رتاا ،واة رتا وتوق ما ُخياف منه »( .)2واحلَْزو هو « :النظا يف اامور قبل نزوهلا ،وتوق املهالك قبل الوقو فيها ،وتدبري ()3 كل اامور على أ سن ما تلون من وجوهها » .ولذلك قيل « :احلااو ُيذر ِّ عدوه على ِّ ال اَّلل أ َ َعدَّ ِل ْلكَافِ ِرينَ َعذَابًا ُم ِهينًا ،)5(وقَ َ ال»( .)4وقد قَ َ ال هللا تعاىلَ :و ُخذُوا ِح ْذ َر ُك ْم ِإ َّن َّ َ اَّللُ َو َال تَت َّ ِبعْ أ َ ْه َوا َء ُه ْم َو ْ اح ُك ْم َب ْينَ ُه ْم ِب َما أ َ ْن َز َل َّ هللا تعاىلَ :وأ َ ِن ْ ْض َما احذَرْ ُه ْم أ َ ْن َي ْف ِتنُوكَ ع َْن َبع ِ أ َ ْن َز َل َّ اَّللُ إِلَيْكَ « .)6(فالعدول أو التعديل يف شايعة هللا ة يعين شيئاً إة الفساد يف اارض وإةِّ العدالَة يف ياة البشا وإةِّ عبوديِّة النا بع هم اةحنااف عن املنهج الو يد القومي ،وإةِّ انتفاء َ لبعض أرابابً من دون هللا ،وهو ش ما عظيم وفسا ٌد عظيم»(.)7 من نوا بد أن نلون متيقظني ذرين لذا فإننا عند تعاملنا مع اآلخاين من غري ملِّة اإلسالو ،ة ِّ ثالث: العامة. اامة ِّ ااوىل :التأكد من عدو مصادمة ما نؤخذه مع مبادئنا وقيمنا ،أو تعارضه مع مصاحل ِّ ( )1اانعاو .153 / ( )2الطايق ،الثَّقافَة والعامل اآلخا ،ااصول وال وابط ،ص(.)107 ( )3ابن ااارق ،بدائع السلك يف با امللك ،حتقيق د .عل سام النِّشار .)498/1( ، ( )4ابن قتيبة :عيون ااخبار.)112/2( ، ( )5النساء .102 / ( )6املائدة .49 / ( )7قطبَ ،سيِّّد :يف ظالل القاآن ،ص(.)903 الثانيِّة :عدو اةغرتار مبا يُزيِّنه البا ل-من اللفاة أنفسهم أو من بين جلدتنا -من حتسني للقبح واخافة للبا ل ٍّ اإل ْن ِس ال تعاىل َ :و َكذَ ِلكَ َجعَ ْلنَا ِل ُك ِل نَ ِبي َ عدُوًّ ا َ وقلب للحقائق كما قَ َ شيَ ِ اطينَ ْ ِ ف ْالقَوْ ِل ُ ُوحي َب ْع ُ ورا َو َلوْ شَا َء َربُّكَ َما فَ َعلُوهُ فَذَرْ ُه ْم َو َما َو ْال ِج ِن ي ِ غ ُر ً ض ُه ْم ِإلَى َبعْض ُز ْخ ُر َ يَ ْفت َ ُرونَ َ و ِلت َ ْ صغَى إِلَ ْي ِه أ َ ْفئِدَةُ الَّ ِذينَ َال ي ُْؤ ِمنُونَ ِب ْاْل ِخ َر ِة َو ِليَرْ َ ضوْ هُ َو ِليَ ْقت َ ِرفُوا َما ُه ْم ُم ْقت َ ِرفُونَ (.)1 الثالثة :اةنتباه إىل كيد العدو وملاه ،بغية اإلساءة إىل املسلمني يف عقيدهتم وعبادهتم وأخالقهم ال تعاىل :يَاأَيُّ َها الَّ ِذينَ َءا َمنُوا َال تَت َّ ِخذُوا ِب َطا َنةً ِم ْن دُونِ ُك ْم َال وعاداهتم واعزعة كياهنم ،وقد قَ َ ت ْال َب ْغضَا ُء ِم ْن أ َ ْف َوا ِه ِه ْم َو َما ت ُ ْخ ِفي ُ ور ُه ْم أ َ ْك َب ُر قَ ْد َبيَّنَّا لَ ُك ُم َيأْلُونَ ُك ْم َخ َب ًاال َودُّوا َما َ ع ِنت ُّ ْم قَ ْد َبدَ ِ صدُ ُ ت ِإ ْن ُك ْنت ُ ْم ت َ ْع ِقلُونَ َ ها أ َ ْنت ُ ْم أ ُ َ ب ُك ِل ِه َو ِإذَا لَقُو ُك ْم ْاْل َيا ِ وال ِء ت ُ ِحبُّونَ ُه ْم َو َال ي ُِحبُّونَ ُك ْم َوت ُ ْؤ ِمنُونَ ِب ْال ِكتَا ِ ع ُّ ام َل ِمنَ ْالغَي ِْظ قُ ْل ُموتُوا ِبغَي ِْظ ُك ْم ِإ َّن َّ ت اَّللَ َ ضوا َ قَا لوا َءا َمنَّا َو ِإذَا َخلَوْ ا َ ع ِلي ٌم ِبذَا ِ علَ ْي ُك ُم ْاألَنَ ِ ٌ ٌ س ِيئ َة َي ْف َرحُوا بِ َها َو ِإ ْن ت َ ْ ال ُّ س ْ صبِ ُروا َوتَتَّقُوا َال سنَة تَس ُْؤ ُه ْم َو ِإ ْن ت ُ ِص ْب ُك ْم َ س ُك ْم َح َ ورِ إ ْن تَمْ َ صدُ ِ اَّللَ ِب َما َي ْع َملُونَ ُم ِح ٌ َي ُ ش ْيئًا ِإ َّن َّ يط .)2( ضرُّ ُك ْم َك ْيدُ ُه ْم َ وبتقايا هذه احلقائق يتبني عور تلك الدعاوى والتمويهات ال يُاددها البعض كقوهلم :اإلسالو اإلسالميَّة والغَ ْابيِّة دين التسامح يف معاض التناال عن أ لاو اإلسالو والتقايب بني احل ارتني ْ وبتقايا هذا تتأكد أمهيِّة احلذر واحلَْزو يف التعامل الثقايف مع اآلخاين وأنه ة جيوا التساهل فيه. ( )1اانعاو .113-112 / ( )2آل عماان .120-118 / الفصـل األول مفهــــوم العَدالَة فــي اللغــة وال ِف ْكر اإلنسانـــي ويشمل على أربعة مباحث : -1المبحث األول -2المبحث الثاني -3المبحث الثالث -4المبحث الرابع :مفهوم العَدا َلة في اللغـــــــــــــة وال َّ شرْ ع. :مفهوم العَدالَة عند األمم والديانات السماوية السابقة. :مفهوم ال َعدالَة عند الفالسفة والمتكلمين. :مفهوم العَدالَة ْ االجتِ َما ِعيَّة في ال ِف ْكر السياسي الغَرْ بي . المبحث األول مفهوم ال َعدالَة في اللغة وال َّ ش ْرع ويشتمل على أربعة مطالب : -1ال َعدا َلة -2العَدالَة -3العَدالَة -4العَدالَة في الوضـــــــــــــــــع اللغـــــــــــوي. في الوضــــــــــع ال َّ شرْ عـــــــــــــي. في الوضع العرفي العــــــــــام. في الوضع العرفي الخاص. المطلب األول ال َعدالَة فــــــي الوضــــــع اللغــــــــوي أ لق ت م ادة – د ل – عن د كث ري م ن علم اء اللغ ة ومج ع م ن ذاق البي ان عل ى مع ٍّ ان اء ةش تقاقها يف الل الو ف أتوا مجِّة تبع اً ل ورود اس تعماهلا يف الوض ع ال ذر وق ع في ه التخا ب واقت ً ٍّ ويقل شيوعه. مبعان متفاوتة منها ما يغلب استعماله يف التخا ب ومنها ما يندر ُّ ص ّح ْيحني ،للنهم ا متق ابالن كاملت ادين: وميلن عند ُّ التأمل إرجا تلك املعا إىل أصلني َ أ دمها يدل على اةستواء ،واآلخا يدل على اةعوجاج. فمن ااصل ااول : وع ْد ّ ةن، الع دل م ن الن ا :املاض املس تور الطايق ة .يُ َق ال :ه ذا َع ْد ٌل ومه ا َع ْد ٌلَ ،وهم عُ ٌ الع ْدل والعُ ُدولة(.)1 دولِّ ، وإن فالانً َلع ْد ٌل ِّبني َ ال اهري بن أيب سلمى(: )2 قَ َ قوو يَ ُق ْل َس َاوا ُهت م مىت يشتجا ٌ ْ عدل وه ُم ُ وهم بيننا فهم ّرضاً ُ ( )1وردت لفظة العدولة يف القامو احمليط ومقاييس اللغة دون اللسان. ( )2هو اهري ب ن أيب سلمى ربيعة بن رابل املز ،من الشعااء اجلاهلني ،ول د يف مزين ة م ن ن وا قبل اهلجاة بثالث عشا سنة له ديوان مطبو . ( )3ابن أيب سلمى ،اهري :الديوان ،ص( ). ()3 املدين ة ،وت ويف والع دل احلل م ابةس تواء :وي َق ال للش ء يس اور الش ء :ه و ّع ْدلُ ه .واملش اك يَ ْع دلوع َدلت فالانً بف الن إذا بابه ،كأنه يسور به تعاىل غريهِّ ، وعدل املوااين وامللاييل :سواهاَ ، سويِّت بينهما. ال هللا تعاىل َ :و َال ي ُْق َب ُل ِم ْن َها َع ْد ٌل )1(أر فدية ،وكل والعدل قيمة الش ء وفداؤه ،قَ َذلك من املعادلة ،وه املساواة. والع دل :م ا ق او يف النف و أن ه مس تقيم ،وه و نق يض اجل ور .نق ولَ :ع َدل يف رعيت ه ،وي وومعت دل ،إذا تس اوى اة اه وب اده .وك ذلك يف الش ء امل أكول .وي َق ال َع َدلت ه ىت اعتدل ،أر أقمته ىت استقاو واستوى. والع ْدل ة :املزُّك ون ،ورج ل عُ َدل ه وق وو والعدل :التزكية ،ي َق ال َع َّدل َّوالع َدلَة َ الا ُج ل :اك اه َ عُ َدله :هم الذين يزُّكون الشهود وهم عدول. وأما ااصل الثا : وع دل ع ن الش ء :اد ع ن الطاي ق :ج ار في َقال يف اةعوجاجَ :ع َدل َ وانعدل ،أر انع اج َ وع َدل الطاي ق :م ال وي َق ال :انظ اوا إىل س وء معادل ه ،وم ذموو مداخل ه :أر إىل س وء مذاهب ه َ ومسالله. عج م ي ة( )2مل ادة « ع دل » ومش تقاهتا نلح ظ إفادهت ا وبع د ك ل م ا تق دو م ن ه ذه النُّق ول املُ َ معىن :اإلنصاف ،والتسوية ،واةستقامة ،والن زاهة والفدية والتزكية ،ونقيض اجلور والقيم ة والقوام ة، واملماثلة واةنعااج وامليل. ( )1البقاة .123 / ( )2أنظا : -جممع اللغة العابية ابلقاهاة ،املعجم الوسيط ،ص(.)588 الفريواآابدر ،جمد الدين حممد بن يعقون :القامو احمليط )13/4( ،فصل العني ابن الالو. ابن منظور ،حممد بن ملاو :لسان العان (.)449 -106 /10 -ابن فار ،أيب احلسني أمحد :معجم مقاييس اللغة.)246/4( ، ومث ة مع ٍّ ان واش تقاقات أخ اى يف ااص ل اللغ ور ة ت دعو احلاج ة لبياهن ا لتوقفن ا ع ن ج ِّل املقص ود يف حتقي ق اب ن ف ار ( )1اص ول م ادة « ع دل » لب اً للطاي ق الواض ح ومه ا اةس تواء واةعوج اج ليتناس ب م ع املقص ود ال ذر ينب ين علي ه أ ُّ البح ث وه و الع دل مبع ىن اةس تواء واةستقامة يف امل َقال والفعال واحلال. المطلب الثاني ال َعدالَة فــــــي الوضــــــع ال َّ ش ْرعـــــــي العدالَة نقله ا َّ الش ْا يف اللت ان والس نة م ن أص ل الوض ع اللغ ور الع او وقص اها إن لفظة َ على الدةلة ال يستفاد من جهة َّ الش ْا وضعها وه « :اةستقامة يف الدين والدنيا»(.)2 وهذه الدةلة مستقاة من املعا املختلفة املوض وعة م ن جه ة َّ العدالَة كلف ظ الش ا ّر للفظ ة َ مشرتك ،فتلون جذا لفظة مشرتكة دلِّت على أاي د م ن مع ىن وا د كتلف ة يف قائقه ا عل ى الظه ور بوضع وا د( )3ويف كوهن ا لفظ ة وا دة ينتف إثب ات التب اين وال رتادف يف قه ا إلهنم ا ة يقع ان إة يف جمم و االف اظ لفظت ني فص اعداً ويف كوهن ا دال ة عل ى أاي د م ن مع ىن وا د ا رتاا ع ن اللفظ ة املف ادة ال ة ت دل إة عل ى مع ىن وا د ،ويف كوهن ا كتلف ة يف قائقه ا ا رتاا ع ن املتوا ئ ة ف إن اختالفها ليس يف احلقائق وإمنا اختالفها يف العدد ويف كوهنا أمااً ظاهااً ا رتاا عن االفاظ املش تبهة ال تدل على أكثا من قيقة وا دة كتلفة يف قائقها. ُّص وص القاآني ة واحلديثي ة جي د نصوص اً متع ددة ق د أوردت لفظ ة وعلي ه ،ف إن الن اظا يف الن ُ العدالَة سواء بصيغة الفعل أو املصدر تدل يف معظمه ا عل ى مع ٍّ ان متباين ة تظه ا م ن خ الل الس ياق َ ( )1سبق التعايف به ص( ). ( )2الساخس ،أبو بلا حممد بن أمحد بن أيب سهيل احلنف :أصول الساخس .)113/3( ، ( )3بن محزة ،اإلماو ُيىي :الطااا املت من اساار البالغة وعلوو قائق اإلعجاا.)155/2( ، اللفظ وقد تتساوى املعا ال وضعت هلا عند انتقاء القاينة مما يؤدر إىل ا تم ال ك ون ك ل مع ىن منها مااداً يف تلك املوا ن فيختلف اجملته دون يف مح ل ذل ك اللف ظ عل ى أر م ن معاني ه ال وض ع هلا ،أو عليها كلها. فف اللت ان املطه ا وردت لفظ ة العدالَ ة مبش تقاهتا يف مثاني ة وعش اين موض عاً( )1مبع ٍّ ان َ نبني أصوهلا : متباينة ِّ َّ َّ أاء ذِي ْالقُرْ بَأأى ِن -1اةس تقامة :ومن ه قول ه تع اىل :إ أان َوإِيتَأ ِ اإل ْح َ سأ ِ اَّللَ يَأأأ ْ ُم ُر بِ ْالعَ أ ْد ِل َو ْ ِ َاء َو ْال ُم ْنك َِر َو ْالبَ ْغأي ِ يَ ِع ُظ ُكأ ْم لَعَلَّ ُكأ ْم تَأذَ َّك ُرونَ ،)2(فق د أم ا هللا تع اىل عب اده َويَ ْن َهى ع َِن ْالفَ ْحش ِ ال عب د هللا ب ن َعبَّ ا ( )3رض هللا عن ه « :الع دل ش هادة أن ابلعدل وهو اةستقامة على احلق ،قَ َ ال س فيان ب ن عيين ة ( « : )4الع دل يف ه ذا املوض و ه و اس تواء الس اياة ة إل ه إة هللا » ،وقَ َ والعالني ة م ن ك ل عام ل هلل عم الً .فاش تملت عل ى الع دل الع او اآلم ا ابةس تقامة عل ى احل ق»(،)5 َّ َّ اَّللَ يَأأأ ْ ُم ُر ِب ْال َع أ ْد ِل ِن ال عب د هللا ب ن مس عود رض هللا عن ه « :إن أمج ع آي ة يف الق اآن إ وقَ َ ان .)6(» ومن ه قول ه تعال ىَ :ه ْل َي ْ علَأى ِص َأراط ست َ ِوي ُه َو َو َم ْن َيأأ ْ ُم ُر ِب ْال َعأ ْد ِل َو ُه َأو َ اإل ْح َ س ِ َو ْ ِ ( )1عبد الباق ،حممد فؤاد :املعجم املفها الفاظ القاآن اللامي ،ص(.)449-448 ( )2النحل .90 / اام ة، العبَّ ا ّ،رب ِّ العبَّا ابن عبد املطلب بن هاشم بن عبد مناف القاش اهل امش ،أب و َ ( )3هو عبد هللا بن َ الصحايب اجللي لُ ،ول د مبل ة قب ل اهلج اة ب ثالث س نني نش أ يف ب دء عص ا النب وة ،ف الاو رس ول هللا ،وروى عن ه ِّ ّ ّ الصح ْيحةُ ،ك َّ الص ح ْيحني ف بصاه يف آخا ياته ،فسلن ابلطائف وتويف جا سنة 68هجاية ،له يف َ اا اديث َ ال َع ْم او ب ن دين ار « :م ا ال اب ن مس عود « نّع م تامج ان الق اآن اب ن َعبَّ ا » .وقَ َ وغريمه ا 1660ديثاً .قَ َ رأيت جملساً كان أمجع للل خري من جملس ابن َعبَّا احلالل واحلااو والعابية واانسان والشعا» .انظا ااعالو ( .)95/4واإلصابة يف متييز الصحابة (.)90/4 ال ( )4ه و س فيان ب ن عيين ة ب ن أيب عم اان ميم ون ،الل ويف مثِّ املل ،أب و حمم د ،وه و م ن اتبع الت ابعني ،قَ َ الن وور :روى عن ه خالئ ق ة ُيص ون م ن اائم ة ،واتفق وا عل ى إمامت ه وعظ م ماتبت ه ومل يل ن ل ه كت ب ،و ِّج ودفن ابحلَجون .انظا :تامجته يف تذكاة احلفاظ ( ،)262/1وميزان سبعني جة ،تويف مبلة سنة 198هجايةُ ، اةعت دال ( ، )170/2الفهاس ت ( ،)316اخلالص ة ( ،)145بق ات احلِّف اظ ( ،)113وفيِّ ات ااعي ان (.)129/2 ( ) 5ابن كثري ،أبو الفداء عماد الدين إمساعيل الدمشق :كتصا التفسري حملمد على الصابو .)343/2( ، ( )6ابن كثري ،املصدر نفسه ( .)514/3وانظا :البَ ْي َه ّق ِّ ُ :شعب اإلميان ( )458/2عن سعيد بن مساوق. ُم ْ ست َ ِقيم « )1(فم َقاله ق وفعال ه مس تقيمة وامل َق ال هن ا م َق ال عثم ان ب ن عف ان رض هللا عن ه أو عم ار ب ن ايس ا( )2رض هللا عن ه ،ف ااول ك ان ينف ق عل ى م وىل ل ه ويلفل ه املؤون ة إة أن امل مون يلاه اإلسالو وأيابه وينهى ال امن عن الصدقة واملعاوف ،واآلخا كان اثبت اةستقامة عل ى احل ق أم او َس يِّّده أيب جه ل من زل الع ذان والعن ت والوص ب عل ى جس ده »( .)3ويف ه ذا املع ىن يق ول العدالَ ة ه اةنزج ار ع ن حمظ ورات ديني ة وه متفاوت ة ،وأقص اها أن يس تقيم الش يخ الته انورَ « : كما أما هللا »( )4ومنه قول اجلاجا ( « :)5ه اةس تقامة عل ى اي ق احل ق والبع د عم ا ه و حمظ ور، ورجحان العقل على اهلوى»( ،)6ومنه ق ول أب و البق اء « :ه اةس تقامة عل ى اي ق احل ق ابةختب ار عما هو حمظور داينة»(.)7 أاس أ َ ْن ت َ ْح ُك ُمأأوا -2إعط اء ك ل ذر ق ق ه :ومن ه ق ول هللا تع اىلَ :وإِذَا َحكَمْ أت ُ ْم بَ أيْنَ النَّأ ِ ال حمم د ب ن كع ب واي د ب ن أس لم ِب ْالعَ ْد ِل .)8( فهذا أما منه تعاىل ابحللم ابلعدل ب ني الن ا ،قَ َ ٌ إن وشها بن وشب « :إمنا نزلت يف اامااء ،يعين احللاو بني النا »( .)9وقَ َ ال رس ول هللا ِّ « : هللا مع القاض م ا مل جي ا ف إذا ج ار وِّكل ه إىل نفس ه »( .)10واحلل م ابلع دل ب ني الن ا لم اً مطلق اً ( )1النحل.76/ صفني .انظا :أُسد الغابة.)43/4( ، عمار بن ايسا العنس ،من السابقني ااولني ،قُتل يوو ِّ ( ِّ )2 ( )3ابن كثري :كتصا تفسري القاآن (.)340/2 اإلسالميَّة .)1015-1014/4( ، ( )4التهانور ،الشيخ املولور حممد :موسوعة اصطال ات العلوو ْ ( )5اجلاجا :هو عل ِّ بن حممد بن عل ،املعاوف ابلشايف اجلاجا ،فيلسوف ،من كبار العلماء ابلعابيِّة. ُولد يف اتكو سنة (740ه 1340-و) ودر يف شرياا ،وتويف جا سنة (816ه 1413-و) وله حنو مخسني مصنفاً منها :التعايفات ،وشال مواقف اإلجي ،وشال السااجيِّة (يف الفاائض) وغريها .أنظا :ااعالو :للزركل ( ،)7/5والبدر الطالع مبحاسن من بعد القان السابع للشوكا .)488/1( ، ( )6اجلاجا ،عل بن حممد الشايف (816ه ) :التعايفات ،ص(.)147 ( )7أ بو البقاء ،أيون بن موسى احلسيين :معجم املصطلحات والفاوق اللغور ،القسم الثالث ،ص(-253 .)253 ( )8النساء.58/ ( )9ابن كثري :تفسري القاآن العظيم (.)687/1 والا ْش َوة ،واللفظ له ،عن عبد هللا بن أيب ( )10رواه ابن ماجه يف كتان اا لاو ،ابن التغليظ يف احليف َّ أوىف (ّ .)2312( ،)775/2 الص ّح ْيحني وصح ْيح ابن بِّان ،)448/11( ،وعند احلاكم يف املستدرك على َ َ ش امالً دون النظ ا إىل ل ون أو ج نس أو قااب ة و أر ص لة كان ت م ن مص لحة أو منفع ة ،ب ل إعط اء ك ل ذر ق ق ه ،ة ف اق ب ني أف ااد اجملتم ع ،فال عيف ق ور ىت يُعط ى ق ه ،والق ور ض عيف ىت يُؤخ ذ احل ق من ه ،وه ذا م ؤدى ق ول أيب بل ا رض هللا عن ه يف خطبت ه بع د البيع ة « :الق ور عن در ض عيف ىت آخ ذ احل ق من ه إن ش اء هللا »( .)1ومن ه ق ول هللا تع اىل :فََ ِلأأأذَ ِلكَ فَأأأا ْد ُ ع اَّللُ ِم ْ أن ِكتَأاب َوأ ُ ِمأرْ ُ ست َ ِق ْم َك َما أ ُ ِمرْ تَ َو َال تَتَّبِعْ أ َ ْه َوا َء ُه ْم َوقُأ ْل َءا َم ْنأ ُ بِ َمأا أ َ ْن َأز َل َّ َوا ْ ت ِأل َ ْعأ ِد َل بَيْأنَ ُك ُم ،» )2(والعدل يف احللم كما أما هللا إبعطاء كل ذر ق قه. سأ ُ أطوا إِ َّن َّ ومن ه قول ه تع اىل :فَ أ ِإ ْن فَأأا َء ْت فَأ َ ْ أطينَ اَّللَ ي ُِحأأبُّ ْال ُم ْق ِ ص أ ِلحُوا بَ ْينَ ُه َمأأا بِ ْالعَ أ ْد ِل َوأ َ ْق ِ سأ ِ ال رس ول هللا « : املقس طون عن د هللا تع اىل ي وو القيام ة عل ى من ابا م ن ن ور عل ى مي ني .)3(قَ َ إن املقس طني ،مثِّ هللا الع اش ال ذين يع دلون يف لمه م وأه اليهم وم ا ولِّ وا »( .)4ويف رواي ٍّة « :مث ِّ عل ى من ابا م ن ن ور ع ن مي ني ال امحن ع ِّز وج ِّل وكلت ا يدي ه مي ني الذي ن يعدل ون يف لمه م وم ا ولِّ وا »(.)5 امينَ ِ ََّّللِ ُ ش َهدَا َء ِب ْال ِقس ِْط -3اإلنصاف :ومنه قول هللا تع اىل :يَاأَيُّ َها الَّ ِذينَ َءا َمنُوا ُكونُوا قَوَّ ِ شنَ ُ آن قَوْ م َعلَى أ َ َّال ت َ ْع ِدلُوا ا ْع ِدلُوا ُه َو أ َ ْق َربُ ِللت َّ ْق َوى .)6(فاآلية ت منت النه َو َال يَ ْج ِر َمنَّ ُك ْم َ الرتّم ّذر ،)618/3( ،وموارد الظمآن ابن إعانة بلفظ (فإذا جار تربأ هللا ِّ وسنَن ِّّْ وجل منه ) ُ ،)105/4( ، عز ِّ وص ّح ْيح اجلامع لأللبا بلفظ ( فإذا جار ختلِّى هللا للقاض العدل ،)307/1( ،واآل اد واملثا َ ،)331/4( ، ال ديث سن رقم (.)1253 هللا عنه ولزمه الشيطان ) وقَ َ ( )1الطَّ َربر ،حممد بن جايا :اتريخ اامم وامللوك . )203/3( ،وأنظا :اللاندهلور ،ياة الصحابة.)427-426/3(، ( )2الشورى.15/ ( )3احلجاات.9/ ص ّح ْيح مسلم)1458/3( ، ( )4أخاجه مسلم والنسائ وابن أيب امت عن عبد هللا بن عما .أنظا َ : وص ّح ْيح ابن ّ بِّّان ( )336/10وموارد الظمآن (.)369/1 َ ).والس نَن الل ربى ،كت ان ص ّح ْيحه ،ابن ف يلة اإلماو العادل وعقوبة اجلائا1453/3( ، ( )5أخاجه مسلم يف َ ُ ّ ّ الق اء (ّ .)460/3 َ وصح ْيح ابن بِّّ ان بلف ظ «مثِّ املقس طون ع ن مي ني ال ِّامحن» (ُ .)337/10 وس نَن البَ ْي َهق ِّ الل ربى ،بلف ظ « مثِّ املقس طون ،مثِّ هللا» ( .)87/10وم وارد الظم آن ( )369/1ع ن عب د هللا ب ن َع ْم او ب ن العاص. ( )6املائدة.8 / للذين آمنوا من أن ُيملهم بغ هم لقوو على أن ة ينصفوا هلم ويعدلوا معهم ،ان من ي بغض قوم اً ُيمل ه بغ ه عل ى أن يل ون ظامل اً هل م ،أو ج ائااً عل يهم ،أو معت دايً عل ى ق وقهم يف قول ه ،أو فعل ه أو لمه أو ة بد أن ياكب ماكب اجلامية » ويف اس تخداو كلم ة ش نآن مبع ىن ال بغض إش عار أبن البغض بغض ش ديد م طان متح اك»( )1وهل ذا ج اء مؤك داً اام ا ابلع دل :ا ْعأ ِدلُوا ُه َأو أ َ ْق َأربُ ال س فيان ب ن عيين ة « :س ئل عل ع ن ق ول هللا ع ِّز وج ِّل ِ إ َّن َّ اَّللَ َيأأأأ ْ ُم ُر أأوى .)2(وقَ َ ِللت َّ ْقأ َ ال :الع دل اإلنص اف واإل س ان التف ل »( )3ومن ه ق ول هللا تعال ى : ان ف َق َ اإل ْح َ س ِ بِ ْالعَ ْد ِل َو ْ ِ اء َولَوْ َح َر ْ َولَ ْن ت َ ْ صت ُ ْم .)4( س ِ ست َ ِطيعُوا أ َ ْن ت َ ْع ِدلُوا بَيْنَ النِ َ « لن تستطيعوا أن حتققوا الع دل الت او اللام ل ب ني النس اء وتس ووا بي نهن يف احملب ة واان س واةس تمتا ول و ب ذلتم ك ل جه دكم ان التس وية يف احملب ة ومي ل القل ب ل يس مبق دور اإلنس ان » ()5 وع ن عائش ة( )6رض هللا عنه ا قَالَ ت «:ك ان رس ول هللا يقس م ب ني نس ائه فيع دل ث م يق ول« : ال عب د هللا اللِّهم هذا قسم فيم ا أمل ك فال تلمن فيما متلك وة أمل ك »( )7وم ااده القل ب .وقَ َ ()1 ()9 ()8 بد من التفاوت يف احملب ة والشه وة واجلما » بن َعبَّا وجماهد وال ِّحاك «وة ِّ اإلسالميَّة وأسسها.)633/1( ، ( )1امليدا ،عبد الامحن سن بنلة :اخلالفة ْ ( )2املائدة.8 / َصبَ َها ،أبو نعيم بن عبد هللا :لية ااولياء و بقات ااصفياء.)291/7( ، ( )3اا ْ ( )4النساء.129/ ( )5ابن كثري ،تفسري القاآن العظيم ( )750/1وكتصا تفسري القاآن.)444/1( ، ( ) 6عائشة بنت أيب بلا الصديق ،الصديقة بنت الص ديق ،العفيفة الطاهاة امل ربأة م ن ف وق س بع مس اوات ،أو َّيب قبل اهلجاة بسنتني ،توفيت سنة ( 57هجاية) .انظا :أُسد الغابة.)501/5( ، املؤمنني ،تزوجها النّ ِّ ( )7ص ّحيح ابن ّ بّان ( ،)5/10و سنَن ِّّ ّ ّ وسنَن ابن ماجة َ ْ ْ ِّ وسنَن أيب داوود (ُ ،)242/2 الرتمذر(ُ ،)446/3 ُ ّ ّ وم ْسنَد وسنَن البَ ْي َهق ِّ (ُ ،)298/7 وسنَن الدَّا ّرم ِّ (ُ ،)193/2 ( )633/1واملستدرك للحاكم (ُ ،)204/2 أمحد ( )144/6عن عائشة أو املؤمنني .وانظا :مجع الفوائد (.)594/1 َّ يب : ( )8هو جماهد بن جرب ،أبو ِّ احلجاج املل ،موىل بين كزوو ،اتبع مفساُ ،ولد سنة 21هجاية .قَا َل الذ َهّ ِّ « هو شيخ القااء واملفساين» ،أخذ التفسري عن عبد هللا بن َعبَّا ،تويف عاو 104هجاية .انظا :سري أعالو النبالء ( .)449/4وهتذيب التهذيب ( ،)42/10وااعالو (.)278/5 فس ا ،ك ان ي ؤدن اا ف ال ،ل ه كت ان يف ( )9ه و ال ِّ حاك ب ن م زا م البلخ ،اخلااس ا ،أب و القاس م ُ ،م ِّ التفسري ،تويف خبااسان سنة 105هجاية .انظا :ااعالو (.)215/3 -4املاض املقن ع يف احلل م َّ ضأ َأر أ َ َح أدَ ُك ُم ْال َمأأوْ ُ ت ِحأأينَ هادة :ومن ه قول ه تع اىل : :إِذَا َح َ والش َ ان ِم ْن َغي ِْر ُك ْم .)2( ان ذَ َوا َ ع ْدل ِم ْن ُك ْم أَوْ َءا َخ َر ِ ْال َو ِصيَّ ِة اثْنَ ِ وقوله تعاىلَ :و ْليَ ْكتُبْ بَ ْينَ ُك ْم كَاتِبٌ بِ ْالعَ ْد ِل )3(أر يلتب ابلسوية ة يزي د وة ي نقص وة ميي ل إىل أ د اجلانبني .وهو أما للمتداينني ابختيار كاتب متصف جذه الصفة ة يل ون يف قلب ه وة قلم ه هواده ا دمها على اآلخا بل يتحاى احلق بينهم واملعدلة فيهم(.)4 ال عب د هللا ب ن -5الفدي ة :ومن ه قول ه تع اىلَ :و ِإ ْن ت َ ْع أ ِد ْل ُك أ َّل َع أ ْدل َال ي ُْؤ َخأ ْأذ ِم ْن َهأأا .)5(قَ َ َعبَّا « :العدل الفدية »( « )6والفدية مماثلة الش ء ابلش ء »( )7واملعىن :وإن ب ذلت تل ك ال نفس سلمت للهالك كل فدية ة يؤخذ منها ذلك العدل ىت تنج و ب ه م ن اهل الك( .)8ومنه ا قول ه تع اىل: ش أفَاعَةٌ َو َال ي ُْؤ َخأأذُ ِم ْن َهأأا َع أ ْد ٌل .)9(ف أخرب تع اىل أهن م إن مل يؤمن وا باس وله َ و َال ي ُْقبَ أ ُل ِم ْن َه أا َ ويت ابعوه عل ى م ا بعث ه ب ه وواف وا هللا ي وو القيام ة عل ى م ا ه م علي ه فإن ه ة ي نفعهم قااب ة قاي ب وة شفاعة ذر جاه وة يقبل منهم فداء ولو مبلء اارض ذهباً(. )10 ( )1ابن كثري ،تفسري القاآن العظيم ( )750/1وكتصا تفسري القاآن.)445/1( ، ( )2املائدة.106/ ( )3البقاة .282 / ( َّ )4 الش ْوَكا :فتح القديا (.)300/1 ( )5اانعاو .70 / ( )6ابن كثري :كتصا تفسري القاآن.)62/1( ، ( )7اخلاان ،عالء الدين على بن حممد بن إبااهيم البغدادر :لبان التأويل يف معا التن زيل (.)48/1 ( َّ )8 الش ْوَكا ،حممد بن عل بن حممد(1250ه ) :فتح القديا اجلامع بني فين الاواية والدراية يف علم التفسري)129/2(، ( )9البقاة .48 / ( )10ابن كثري ،تفسري القاآن العظيم (.)103/1 ْأط امينَ ِب ْال ِقس ِ -6امليل واةحنااف واإلشااك :ومن ه قول ه تعال ى :يَاأَيُّ َها الَّ ِذينَ َءا َمنُأوا ُكونُأوا قَأوَّ ِ أن َ علَى أ َ ْنفُسِأ ُك ْم أ َ ِو ْال َوا ِلأدَي ِْن َو ْاأل َ ْق َأر ِبينَ ِإ ْن يَ ُك ْ ُ يأرا فَ َّ أاَّللُ أَوْ لَأى ِب ِه َمأا َف َأال ش َهدَا َء ِ ََّّللِ َولَوْ َ غنِيًّأا أَوْ فَ ِق ً تَت َّ ِبعُوا ْال َه َوى أ َ ْن ت َ ْع ِدلُوا.)1( ال اإلماو ابن جايا( « :)2اي أيها ال ذين آمن وا ابهلل وباس وله ل يلن م ن أخالقل م وص فاتلم القي او قَ َ هلل ش هداء ابلع دل يف أولي ائلم وأع دائلم وة جت وروا يف أ ل املم وأفع اللم فتج اواوا م ا ددت لل م يف أع دائلم لع دواهتم وة تقص اوا فيم ا ددت لل م م ن أ ل ام و دودر يف أولي ائلم لوةيته م لل م ولل ن انته وا يف مجيعه م إىل در واعمل وا في ه أبم ار »(« )3وة ُيمل نلم اهل وى والعصبية وبغض النا إليلم على تاك العدل يف أموركم وشؤونلم بل الزموا الع دل عل ى أر ال أأق ال َّ ت سأأأ َم َوا ِ »( )4دون مي ل أو احن ااف ع ن احل ق ،ومن ه قول ه تعال ىْ :الحَمْ أأأدُ ِ ََّّللِ الَّأأأذِي َخلَأ َ ض َو َجعَ أ َل ُّ الظلُ َمأأا ِ َو ْاألَرْ َ ت َوالنُّأ َ أور ث ُ أ َّم الَّ أ ِذينَ َكفَأ ُأروا ِبأ َأر ِب ِه ْم يَ ْع أ ِدلُونَ )5(جعل وا ل ه ش ايلاً وعدةً واختذوا له صا بة وولداً تعاىل هللا عز وجل عن ذلك علواً كبرياً يف جعلهم له ّ الع ْد َل والنظ ري ِّ ِّ واملثيل وتسويتهم ل ه م ع غ ريه م ن املخلوق ات .ل ذلك اس تنلا تع اىل اهلم بقول ه :أَئِلَأهٌ َمأ َع َّ اَّللِ ِْ ً )7(وه اآلهل ة ال دالً ونظيرا َب ْل ُهأ ْم قَأوْ ٌم َيعْأ ِدلُونَ .)6(يجعلون هلل ع عبدوها عدلوها ابهلل وليس هلل ّعدل وة ند(.)8 ( )1النساء .135 / ( )2ه و حمم د ب ن جاي ا ،أب و جعف ا الطَّ َربرُ ،ول د يف آم ل بطربس تان واس تو ن ببغ دادُ ،ع اض علي ه الق اء ف امتنع .ل ه كت ان التفس ري ،والت اريخ ،واخ تالف العلم اء ،التبص ري يف أص ول ال دين ،وغ ريهم ،ت ويف س نة 310 هجاي ة .انظ ا تامجت ه يف وفي ات ااعي ان ،)332/3( ،و بق ات َّ الش افّ ّع ة للس بل (َ ،)120/3ش َذرات َّ الذ َهب ( ،)262/2هتذيب اامساء واللغات ( ،)78/1املنتظم ( ،)170/6وسري أعالو الن بالء (،)267/14 وااعالو.)69/6( ، ( )3الطَّ َربر ،حممد بن جايا :جامع البيان عن أتويل آر القاآن .)95/10( ، ( )4ابن كثري ،كتصا تفسري القاآن (.)447/1 ( )5اانعاو.1/ ( )6النمل .60 / ( )7ابن كثري ،كتصا تفسري القاآن (.)567/1 ( َّ )8 فين الاوايِّة والدرايِّة يف علم التفسري (.)99/2 الش ْوَكا :فتح القديا اجلامع بني ِّ -7اةس تواء يف ااش ياء :وم ن ق ول هللا تع اىل :الَّأذِي َخلَقَأأكَ فَ َ سأأوَّ اكَ فَعَأدَلَكَ ،)1(جعل ك س وايً مس تقيماً معت دل القام ة ،منتص بها يف أ س ن اهليئ ات وااش لال( .)2فع ن بش ا ب ن جح اش القاش ال هللا ع ِّز وج ِّل اي اب ن آدو ال « :قَ َ أن رسول هللا بص ق يوم اً يف كف ه فوض ع عليه ا إصبع ه مث قَ َ أىن تعجز وقد خلقت ك م ن مث ل ه ذه ؟ ىت س ويتك وع دلتك ،مش يت ب ني ب ادين ول ألرض من ك َّ وأىن أوان الصدقة »(.)3 وئيد فجمعت ومنعت ىت إذا بلغت الرتاق قلت أتصدق ِّ ال رسول هللا يف قول ه تع اىلَ :وكَأذَ ِلكَ -8الوسطية «:والوسط يف الش ء أعدله وخياره »( )4وقَ َ س ًطا.)5( َجعَ ْلنَا ُك ْم أُمَّةً َو َ س ُ أأأط ُه ْم ،)7(أر أع دهلم وخ ريهم( )8ويف احل ديث قَ َ ال « :ع دةً »( )6ويف التن زيل قَأأأا َل أَوْ َ الشايف « خري اامور أوسطه ا »(.)9 ( )1اةنفطار.7/ ( )2ابن كثري ،تفسري القاآن العظيم ( )620/4وكتصا تفسري القاآن.)611/3( ، الص ّح ْيحني ( ُ )3م ْسنَد اإلماو أمحد ( )210/4واللفظ له.وم ْسنَد الشاميين ( ،)269/1واملستدرك على َ ُ ال ال :رواه الرتمذر ،وقَ َ ص ّح ْيح ومل ُخياجاه ،والرتغيب والرتهيب )266/1( ،وقَ َ ( )545/2وقَ َ ال هذا ديث َ :ديث سن غايب .ورواه أمحد عن أيب الدرداء ورواته كلِّهم ثقات. ( )4الفريواآابدر :القامو احمليط (.)391/2 ( )5البقاة.143/ ر يف التفسري ابن «وكذلك جعلناكم أمة وسطا» ( )4487( )21/8ويف اةعتصاو ابن ( )6رواه البُ َخا ّر ِّ والرتّم ّذر يف التفسري سورة البقاة ()238-237/8 «وكذلك جعلناكم أمة وسطا»(ِّّْ )7349( )328/3 والنسائ يف التفسري من اللربى ( )1107()1106()292/6وأمحد ( )32/3والطَّ َربر ()2170( )9/2 (.)2172( )2171 ( )7القلم.28/ ( )8القا يب :اجلامع ا لاو القاآن (.)154-153/2 الس َخاور يف املقاصد احلسنة ( :)455رواه ابن السمعا يف ذيل اتريخ بغداد بسند جمهول عن ( )9قَا َل َّ عل مافوعاً به وذكاه َّ الش ْوَكا يف الفوائد اجملموعة يف اا اديث املوضوعة ( )742ص( )251وانظا كشف اخلفاء ( )391/1ومصنف ابن أيب شيبه بلفظ (خري أموركم أوسطها) ( )186/7واجلامع الصغري للسيو ( )224/1ط .ائا. ابلعدالَ ة فالع دل ه و الوس ط والوس ط ه و الع دل واام ة ْ اإلس الميَّة ه « أم ة تتص ف م ن هللا َ وأهنا خيار »(« ،)1والعدل هو املعتدل الذر ة مييل إىل أ د الطافني من اخلصماء»(.)2 هذا وإذا ضممنا إىل هذا احلشد من آايت القاآن اآلايت اآلم اة ابلقس ط والداعي ة إلي ه وق د وردت يف مخسة وعشاين موضعاً مث مجعت إىل ذلك كله اآلايت ال تنهى عن الظلم يف م ائ وتس عة وتس عني موض عاً ،والنه ع ن الظل م دع وة إىل الع دل ،ابن لن ا م ن خ الل ذل ك كل ه مق دار م ا أراد َّ الشا ّر للعدالة من سيادة يف اجملتمع يف كل ميادين احلياة وجماةهتا وأمهها : -1الوةي ة عل ى الن ا س واء أكان ت وةي ة خاص ة أو وةي ة عام ة ،وم ن الع دل فيه ا إس ناد ااعمال إىل أهلها اا ْكفاء . -2الق اء ويل ون يف الفص ل ب ني اخلص ماء ،إبعط اء ك ل ذر ق ق ه أو م ا يس اويه إىل مس تحقيه ويل ون ابلتس وية ب ني اخلص ماء يف جمل س الق اء وإبقام ة احل دود واجل زاءات والقص اص ابملق دار ال ذر يل افئ ذن ب امل ذنب ويل افئ ق هللا عب اده أو ق الن ا عل ى النا . َّ -3 هادة ،وذل ك أبن يش هد الش اهد ش هادة مس اوية مل ا ميلي ه علي ه أص حان العالق ة فيه ا الش َ ومساوية للحق الذر يعلمه فيها. -4معاملة الزوجات وذلك أبن يعط كالً منهن نصيبها من النفقة والسلن واملبيت ابلعدل. -5معامل ة ااوةد ويل ون الع دل فيه ا ابلتس وية بي نهم ابلعط اء والرتبي ة وغي ا ذل ك مم ا ميلل ه اإلنسان. -6الليل وامليزان أبن يليل ذو الليل ويزن ذو الوان ابلقسطا املستقيم. -7اانس ان أبن يُنس ب اإلنس ان إىل أبي ه ال ذر ول ده ة إىل آخ ا يتبن اه فنس بته إىل غ ري أبي ه شهادة كاذبة. -8اإلص الل ب ني الفئ ات املتقاتل ة بي ن املس لمني فيج ب إتب ا قواع د الع دل يف اإلص الل ب ني الن ا . الااار احلنف ،أ لاو القاآن .)88/1( ، ( )1اجلصاص :أبو بلا َّ الااار :اإلماو فخا الدين :التفسري اللبري املُسمى ب مفاتيح الغيب (.)6/2 ( َّ )2 إىل غري ذلك من أمور تتطلب عدةً بقدر قوق أصحان احلقوق فيها. المطلب الثالث ال َعدالَة فــي الوضــــع العرفــــي العـــــام العدالَ ة يف الع اف الع او يف ص در اإلس الو م ن معن اه اللغ ور إىل املع ىن ...وك ذلك انتق ل لف ظ َ َّ الش ْاع ،ىت صار هذا اللفظ عند إ القه ة يُفهم منه إة معىن اةلتزاو ابإلسالو واةس تقامة عل ى الدين فتوافق الوضع َّ العدالَة . الش ْاع والوضع العايف على معىن وا د للفظ َ -1وم ن ذل ك م ا ورد م ن ديث عب د هللا ب ن َعبَّ ا رض هللا عن ه «:ق الوا وم ا يُغ ين عن ا اإلسالو وقد َع َدلنا أر أش اكنا ب ه وجعلن ا ل ه م ثالً»( .)1وع ن عب د هللا ب ن َعبَّ ا قَ ا َل :يف ال « :لعادلون »(.)3 اط لَنَا ِكبُونَ )2(قَ َ الص َر ِ قوله تعاىل :ع َِن ِ ()4 يب ليخ اص عل ى أه ل خي رب مث ارهم واروعه م -2ق ول عب د هللا ب ن روا ة مل ا بعث ه النَّ ّ ِّ ال :ك ان رس ول هللا يبع ث عب د فأرادوا أن ياشوه لريفق جم فقد رواه مالك بن أن س قَ َ ( ّ )1 وص ّح ْيح مسلم (.)2318/4وانظا :تفسري الطَّ َربر ()219/5 ر (َ )1785/4 َ صح ْيح البُ َخا ّر ِّ و()42/19و( )43/19وتفسري ابن كثري (.)66/4 ( )2املؤمنون .74 / ( )3ابن جايا الطَّ َربر :التفسري (.)44/18 ( )4هو عبد هللا بن روا ة بن ثعلب ة ب ن ام ائ الق يس ب ن َع ْم او ب ن ام ائ الق يس ب ن س لك ب ن ثعلب ة .اخلزرج اانصارر ،الشاعا املشهور ،يُلىن أبيب حممد ،ليس له عقب ،من السابقني ااولني م ن اانص ار ،ش هد ب دراً وم ا هللا بن روا ة إىل خي رب فيخ اص بين ه وب ني يه ود خي رب فجمع وا ل ه لي اً م ن ل ى نس ائهم ال عب د هللا ب ن روا ة اي معش ا ف َقالوا له :خذ هذا لك وخفف عن ا وجت اوا يف القس م ف َق َ إيل وم ا ذاك حب امل عل ى أن أ ي ف عل يلم ِّأم ا م ا اليه ود وهللا إنل م مل ن أبغ ض خل ق هللا ِّ الا ْش َوة فإهن ا س حت وإان ة كله ا .ويف رواي ة « وم ا ُيمل ين يب إايه عاض تم م ن َّ وبغ للم على أن ة أعدل فيلم .ف َقالوا :جذا قامت السموات واارض »(.)1 ()3 -3ويف رسالة عما بن اخلطَّان املشه ورة اب موس ى ااش عار( )2رض هللا عن ه « :آ ب ني الن ا يف وجه ك وع دلك وجملس ك ىت ة يطم ع ش ايف يف يف ك( )4وة يي أ ضعيف من عدلك» ()5 د ل – يف العاف العاو ،يف صدر اإلسالو ابت ت ة خت اج ع ن وهلذا يتجلى لنا أن مادة – اإل ار َّ الش ْاع املتمثل ابةلتزاو واةستقامة يف الدين. بع دها إىل أن استش هد مبؤت ة .انظ ا :اب ن ج ا :اإلص ابة يف متيي ز الص حابة .)307-306/2(،واب ن ااث ري: أسد الغابة (.)151/3 سيِّّب ،)704/2( ،و ( )1رواه مالك يف املُو أ ،كتان املساقاة ،ابن ما جاء يف املساقاة عن سعيد ابن املُ َ أخاجه البَ ْي َه ّق ِّ عن ابن عما فذكا احلديث بطوله يف قصة خيرب وأنظا ياة الصحابة ،لللاندهلور وم ْسنَد أمحد ( )24/2ومصنف عبد الاااق (.)103/8 ( .)108/2وتفسري ابن كثري (ُ )566/1 ( )2هو عبد هللا بن قيس ،من الوةة الفاحتني من أهل اليمن ،قدو ملة عند ظهور اإلسالو فأسلم مثِّ هاجا إىل احلبشة ،استعمله الاسول على ُابيد وعدن ،واستعمله عما على البصاة ،كان أ سن الصحابة صواتً ،له 355 ديثاً ،تويف يف اللوفة عاو 44هجاية .انظا :سري أعالو النبالء .)380/2( ،وهتذيب التهذيب (.)362/5 وااعالو (.)414 سو بينهم. ( )3آ ِّ : ( )4يفك :أر ميلك معه لشافه. ال :هذا كتان جليل تلقاه العلماء رن العاملني ( )154/1وقَ َ ( )5ابن قَ يِّّم اجلَْوّايَّة :أعالو املوقعني عن ِّ ابلقبول وبنوا عليه أصول احللم َّ هادة ،واحلاكم واملف أ وج ش ء إليه وإىل أتمله والتفقه فيه. والش َ المطلب الرابــع ال َعدالَة فــي الوضــــع العرفــــي الخــاص ()1 إن علم اء َّ العدالَة يف عل ومهم ال ِّ الش ّا َيعة ْ اإلس الميَّةمل يص طلحوا عل ى مع ىن خ اص للف ظ َ عاجلوها ،وإمنا تبنوا املعىن َّ الش ْاع ،واملعىن العايف العاو ،وهو اةستقامة على احل ق ،إة أن عب اراهتم ق د تباين ت ب ني عم وو وخص وص بس بب تن و موض وعاهتم املبحوث ة كالاواي ة و َّ هادة واإلمام ة الش َ واملعاملة وااخالق. ( )1العاف اخلاص :هو ما كان جارايً على ّ كل علم ،فإهنا يف ألسنة العلماء من اةصطال ات ال ختص َّ ِّ استعماهلا قائق وإن خالفت ااوضا اللغوية ،وهذا حنو ما جيايه املتللمون يف ُمبا ثاهتم يف علوو النظا كاجلوها والعاض ،وما يستعمله النحاة يف مواضعاهتم من الافع والنصب فصارت هذه املصطلحات مستعملة يف غري جماريها الوضعية ،يفهموهنا فيما بينهم ،وجتار يف الوضول جماى احلقائق اللغوية ( أنظا :ابن ُيىي ،الطااا (.))54/1 ال ابن كثري :العدل هو املسلم البالغ العاقل الذر َسلّ َم من أس بان الفس ق وخ وارو امل اوءة -1قَ َ وأن يل ون م ع ذل ك متيقظ اً غ ري مغف ل إن ِّدث م ن فظ ه فامه اً إن ِّدث عل ى املع ىن ف إن ()1 ال :توس ع اب ن عب د اخت ل ش اط مم ا ذك اان ردت روايت ه( )2ونظ ري ه ذا ع اف اب ن الص الل( )3وقَ َ العدالَ ة ىت البَ ِّّا ( )4ف َق َ ال « :ك ل ام ل عل م مع اوف العناي ة فه و ع دل حمم ول أم اه عل ى َ ُيمل هذا العلم من كل خلف عُدلُه »( )5وفيما قَالَه اتسا غري ماض يتبني جا ُ ه لقوله ُ « : »(.)6 ال اجلمه ور ه ص فة اائ دة عل ى اإلس الو العدالَة ،ف َق َ -2وقَ َ ال ابن رش د « :واختلف وا فيم ا ه َ وه و أن يل ون ملتزم اً لواجب ات َّ ال الش ْا ومس تحباته جمتنب اً للمحام ات وامللاوه ات وقَ َ العدالَة ظاها اإلسالو وأن ة تعلم منه ُج ْا ه»(.)7 اإلماو أبو نيفة :يلف يف َ العدالَ ة يف اص طالل الفقه اء م ن اجتن ب اللب ائا ومل يص ا عل ى الص غائا -3وقَ َ ال امل اوردرَ « : وغلب ثوابه واجتنب اافعال اخلبيثة»(.)1 ( ) 1والعدل هو املسلم البالغ العاقل الذر سلم من أسبان الفسق وخوارو املاوءة .على ما قق يف ابن هادة يف شاط ِّّ الشهادات من كتب الفقه .إة أن الاواية ختالف َّ احلايَّة والذكورة وتعدد الااور .وقد كتب الش َ العالمة القاايف يف الفاوق فصالً بديعاً للفاق بني َّ هادة والاواية .أنظا القاايف ،شهان الدين الصنهاج ، الش َ (684ه ) الفاوق.)22/1( ، ( )2شاكا ،أمحد حممد الباعث احلثيث شال اختصار علوو احلديث لإلماو ابن كثري ،ص(.)87 ( ) 3هو عثمان بن عبد الامحن (صالل الدين ) بن عثمان النصار ،أبو عما املعاوف اببن الصالل من ف الء َّ ّ ّ در يف القد ودمشق ،وتويف فيها عاو 643هجاية .من الشافعية ومقدميهم يف التفسري واحلديث والفقهِّ ، مؤلفاته :معافة أنوا احلديث .انظا :السبل :بقات َّ الشافّ ّعية ،ااعالو (.)208-207/4 احلف اظ والفقه اء، ( )4هو يوسف بن عبد هللا بن حممد بن عبد البَ ِّّا النُّمار القا يب املالل أبو عما م ن كب ار ِّ وويل ق اء بعض بلداهنا، مؤرخ أديب ،ي َقال له افظ املغانُ ،ولد بقا بة سنة 368هجاية ور ل إىل ااندلس ِّ تويف بشا بة سنة 463هجاي ة .ل ه كت ب مش هورة منه ا :التمهي د مل ا يف املو أ م ن املع ا وااس انيد .انظ ا س ري أعالو النبالء .)153/18( ،ااعالو (.)240/8 ( )5داود ،د .حممد سليمان وعبد املنعم ،د .فؤاد املاجع السابق (.)168 ( )6ابن الصالل ،أبو َع ْماو عثمان بن عبد الامحن الشهااورر (642و)(1244و) ،مقدمة ابن الصالل يف علوو احلديث ،ص(.)50 ( )7ابن رشد ،أبو الوليد حممد بن أمحد القا يب(595ه ) بداية اجملتهد .)462/2( ، ويف م و ن آخ ا يق ول «:إن ال دين املش او ه و احل ق ،وه و الع دل ..فالع دل اس تئمار دائ م واجل ور استئص ال منقط ع»( )2ويق ول عن د كالم ه عل ى ش اوط اإلم امة يف اإلس الو « :فالش اوط العدالَ ة عل ى ش او ها اجلامع ة »( )3ويف مواض ع أخ اى جع ل الع دل املعت ربة ف يهم س بعة ،أ دمها َ : وفس َا الع دل بقول ه « :الع دل القاع دة الثالث ة م ن القواع د ال ي دور عليه ا ص الل أم ا ال دنيا ِّ الشامل ..ويلون من اإلنسان م ع م ن ه و دون ه كالس لطان م ع الاعي ة ،ف يحلم بي نهم ابحل ق ،وق د يلون إبخالص الطاعة وبذل النصاة وصدق ال وةء كالاعي ة م ع الس لطان ،وق د يل ون م ع ااَ ْكف اء وذلك برتك التطاول عن اآلخاين وكف ااذى عنهم»(.)4 والعدالَ ة أن يس ور ب ني اخلص وو ... العدالَ ة املس اواة أم او الق انون « َ ويف م و ن آخ ا جع ل َ دون متييز بني الشايف واملشاوف واملسلم وغري املسلم». ال ابن قُدامة « :العدل هو الذر تعتدل أ واله يف دينه وأفعاله »(.)5 وقَ َ العدالَ ة ه اس تواء أ وال ه يف دين ه واعت دال أقوال ه وأفعال ه وه و أن ة ياتل ب وقَ َ ال املقدس َ « : كبرية وة يداوو على صغرية»(.)6 ()7 العدالَة اجتنان اللبائا واجتنان اإلصاار على الصغائا»(.)8 وقَ َ ال اخلطيب الشابيين َ «: ال ص ا ب اللفاي ة« :للعدال ة مخ س ش اائط أن يل ون جمتنب اً لللب ائا غ ري مص ا عل ى وقَ َ الصغائا ،سليم الساياة مأموانً عند الغ ب حمافظاً على ماؤة مثله(. )1 ص ّار ،البغدادر ( أبو احلسن ) :اا لاو السلطانية ،ص(.)94 ( )1املاوردر ،عل بن حممد بن بيب البَ ْ ( )2داود ،د .حممد سليمان ،وعبد املنعم ،د .فؤاد ،من أعالو اإلسالو أبو احلسن املاوردر ،ص(.)127 ص ّار ،البغدادر :اا لاو السلطانية ،ص(.)17-6 ( )3املاوردر ،أبو احلسن ،عل بن حممد بن بيب البَ ْ ( )4املاوردر ،أبو احلسن ،أدن الدنيا والدين ،ص(.)142-141 ( )5ابن قُدامة ،أبو حممد عبد هللا بن أمحد املقدس (630ه ) :املُْغين على كتصا اخلاق ،ص(.)32 ( )6ابن قُدامة املقدس ،مشس الدين أيب الفاج عبد الامحن بن حممد بن أمحد بن قُدام ة املت وىف س نة (: )682 الشال اللبري منت املقنع.)37/12( ، ويل مش يخة اااه ا ك ان ( )7الشابيين ،عبد الامحن بن حممد ب ن أمح د الش ابيين ،فقي ه ش افع أص ويل مص ارِِّّ ، ورع اً ااه داً ،ت ويف يف الق اهاة 1326ه .م ن مص نفاته :مغ ين احملت اج يف ش ال منه اج الط البني ،واإلقن ا يف ل ألفاظ ايب شجا . انظا ِّّ الزّرْكل ِّ ،ااعالو.)110/4( ، ( )8الشابيين ،الشيخ حممد :املُغْين احملتاج ،ص(.)427/4 ّ العدالَة :اةستقامة ،والعدل هو كل ما دل عليه اللتان والسنة س واء وقَ َ ال ابن تَ ْيميَّة َ « : يف املع امالت املتعلق ة ابحل دود أو غريه ا م ن اا ل او ...ف إن الع دل يف ك ل ذل ك ه و م ا ج اء يف اللتان والسنة فإن عام ة م ا هن ى عن ه اللت ان م ن املع امالت يع ود إىل حتقي ق الع دل ،والنه ع ن العدالَة إقام ة احل دود ال الظلم دقه وجله مثل أكل املال ابلبا ل ،ويف موضع آخا يق ولَ : ده ا لبها هللا تعال ى »(. )2 هللا تعاىل واحملافظ ة على احلقوق ال ال ابن تَ ْي ّميَّة « :العدل من انتفى فجوره وهو إتيان اللبرية واإلصاار على الص غرية ف إذا وقَ َ انتفى إتيانه للبرية وانتفى إصااره على الصغرية انتفى فجوره وكان عدةً»(.)3 ص ّار« :استواء الساياة والعالنية يف العمل هلل تعاىل»(.)4 وقَ َ ال احلسن البَ ْ ال ابن َ ْزو « :د العدل أن تعط من نفسك الواجب وأتخ ذه و د اجل ور أن أتخ ذه وقَ َ ()5 وة تعطيه» العدالَ ة ه وظيف ة ديني ة اتبع ة للق اء وم ن م واد تص ايفه و قيق ة وقَ َ ال اب ن خل دونَ « : َّ هادة بني النا فيما هلم وعل يهم ...وش او ها اإلنص اف هذه الوظيفة ،القياو عن إذن القاض ابلش َ ابلعدالَ ة َّ الش ْاعية وال رباءة م ن اجل ال ...وص ار م دلول ه ذه اللفظ ة مش رتكاً ب ني ه ذه الوظيف ة... َ ()6 العدالَة َّ الش ْاعية ال ه أخت اجلال وقد يتواردان ويفرتقان» . وبني َ ( )1احلسيين ،اإلماو تق ِّّ الدين أبو بلا حممد :كفاية ااخيار.)170/2( ، ِّ ّ ّ ّ ياسة َّ الش ْاعية يف إصالل الااع والاعيِّ ة ،ص( )15،67،156وأنظ ا اب ن تَ ْيميَّ ة الفت اوى ، الس َ ( )2ابن تَ ْيميَّةِّ : ( )98/10و (.)64/13 ( )3ابن تَ ْي ّميَّة ،أمحد بن احلليم احلاا (728ه ) :جممو فتاور شيخ اإلسالو.)338/15( ، ( )4احلسيين :كفاية ااخيار (.)171/2 ( )5اب ن َ ْزو ،أب و حمم د عل ب ن أمح د ب ن س عيد َ ْزو ااندلس الظ اهار (456ه ) :ااخ الق والس ري، ص(.)31 ( )6ابن خلدون ،عبد الامحن بن احل ام :مقدمة ابن خلدون ،ص(.)188-187 ()1 العدالَة عب ارة ع ن وق و ه ذه الق وى – احللم ة والش جاعة والعف ة – وقَ َ ال الغَ َزايل َ « : والعدالَ ة عل ى الرتتي ب الواج ب فيه ا ت تم مجي ع اام ور ول ذلك قي ل ابلع دل قام ت الس موات َ واارض ...أما العدل فهو الة للقوى الثالث يف انتظامها على التناسب حبس ب الرتتي ب الواج ب يف اةس تعالء واةنقي اد ،فل يس الع دل ج زءاً م ن الف ائل ب ل ه و عب ارة ع ن مجل ة الف ائل... وك ذلك الع دل يف مملل ة الب دن ...والع دل يف أخ الق ال نفس يتبع ه ة حمال ة الع دل يف املعامل ة والسي ّ ّ اسيَّة ،ويلون كاملتفا منه ،ومعىن العدل :الرتتيب املستحب .إما يف ااخالق وإم ا يف ق وق ِّ َ املعامالت وإم ا يف أج زاء م ا ب ه ق واو البل د ،والع دل يف املعامل ة وس ط ب ني رذيلت ني :الغ والتغ ابن، ()2 السي ّ ّ اسيَّة تاتيب أجزاء املدينة تاتيباً مشاكالً لرتتيب أجزاء النفس» والعدل يف ِّ َ العدالَة يف اةص طالل متباين ة احل دود ةعتم اد الفقه اء يف خنلص من كل م ا س بق أن لفظ ة َ ابلعدالَة يف قول ه أو فعل ه أو ال ه، اصطال هم على صفات معينة رأوا أن ة بد م ن توافاه ا ليتس م َ مبع ىن أهن م قص اوا احل د عل ى ج زء م ن التل اليف َّ والعدالَ ة أع م وأمش ل س ب وروده ا يف الش ْاعيةَ ، ُّصوص َّ الش ْاعية. الن ُ وعليه فإن التعايفات املوضوعة للعدال ة يف مع ىن َّ الش ْا تناول ت أص الً م ن أص وهلا أو جم اةً م ن جماةهت ا دون أن تل ون جامع ة مانع ة ت م ااص ول وتل م اجمل اةت يف مع ىن حم دد ول ذلك ة العدالَة . تصلح أن تلون معىن شاعياً عاماً ملفهوو َ ف املعىن َّ العدالَ ة وتن و اس تعماةهتا يف الش ْاع ال دقيق حبس ب اةس تعمال الق اآ لللم ة َ اس يَّة منه ا واةجتّم ّ السي ّ ّ اعيَّ ة والقانوني ة العدي د م ن اجمل اةت ويف ك ل ش ؤون احلي اة اخلاص ة والعام ة ِّ َ ْ َ ()3 ال تع اىل َ :وت َ َّم ْ َك ِل َمةُ َر ِبكَ ِص ْدقًا َوعَأ ْد ًال وغري ذلك هو اةلتزاو ابإلسالو ليس غري .قَ َ ( )1هو حممد بن حممد بن حممد الغَ َزايل ،الطوس َّ ، ال اب ن الشافّ ّع ،أب و ام د ،امللق ب حبج ة اإلس الو ،قَ َ السبل « :جامع أشتات العلوو ،واملربا يف املنقول منها واملفهوو» من تص انيفه « املستص فى» و « املنح ول » يف أصول الفقه و« الوسيط » و «الوجيز» و«اخلالصة» يف الفقه ،و« هتافت الفالسفة» و«إ ياء علوو الدين» تويف سنة (505ه ) .أنظا تامجته :وفيات ااعيان (َ )353/3ش َذرات َّ الذ َهب (.)10/4 ( )2الغَ َزايل أبو امد حممد بن حممد (505ه ) ،ميزان العمل ،ص(.)82-76،81 ( )3اانعاو .115 / أاب َو ْال ِم َ أاس س ْلنَا ُر ُ سلَنَا ِب ْالبَ ِينَا ِ وقَ َ يأزانَ ِليَقُأو َم النَّ ُ ال سبحان ه :لَقَ ْد أَرْ َ ت َوأ َ ْن َز ْلنَا َمعَهُأ ُم ْال ِكت َ َ ِب ْال ِقس ِْط.)1( وميلن أن نعافه :أبن ه املس اواة ب ني التص اف وب ني م ا يقت يه احل ق دون اايدة وة نقص ان. ومن أجل ذلك كان املي زان رم زاً إلقام ة الع دل ،ويف ه ذا املع ىن يق ول اب ن تَ ْي ّميَّ ة « :الع دل ه و ك ل م ا دل علي ه اإلس الو – اللت ان والس نة – س واء يف املع امالت املتعلق ة ابحل دود أو غريه ا م ن اا لاو »(.)2 السي ّ ّ وورد ع ن اب ن قَ يِّّم اجلَْوّايَّ ة( )3قول ه « :وم ن ل ه ذوق يف َّ اس يَّة الش ّا َيعة ...تب ني ل ه أن ِّ َ العادلة جزء من أجزائها وفا من فاوعها»( .)4ويقول القا يب()5عن ابن عطي ة « :العدل :ه و ك ل ش ء مف اوض م ن عقائ د وش اائع »( .)6ويق ول اإلم او الغَ َزايل « :ع دل العب د أن يس تعمل وظيفت ه ال أذن َّ الش ْا جا وأن جيعل هواه أسرياً للدين »(.)1 ( )1احلديد .25 / ّ ّ ياسة َّ الش ْاعية يف إص الل الااع والاعيِّ ة ،ص( )15وص( .)156وأنظ ا اجلاج ا عل ب ن الس َ ( )2ابن تَ ْيميَّةِّ : حممد بن عل :التعايفات ،ص(.)147 ()3ه و حمم د ب ن أيب بل ا ب ن أي ون الزرع ،الدمش ق ،مش س ال دين أب و عب د هللا اب ن قَ يِّّم اجلَْوّايَّ ة ،الفقي ه، ال عن ه َّ الش ْوَكا « :ب ا يف مجي ع العل وو ،وف اق ااق اان واش تها يف اآلف اق، ااص ويل ،املفس ا ،النح ور ،قَ َ وتبحا يف معافة مذاهب الس لف» .م ن كتب ه «م دارج الس اللني» و «ااد املع اد» و«إع الو امل وقعني» ت ويف س نة (751ه ) .أنظ ا تامجت ه يف :ذي ل بق ات احلنابل ة ( ،)447/2ال درر اللامن ة ( )21/4بغي ة الوع اة ()62/1 بقات املفساين للداودر (َ )90/2ش َذرات َّ الذ َهب (.)168/6 السي ّ ّ اسيَّة َّ الش ْاعية ،ص(.)5-4 ( )4ابن قَ يِّّم اجلَْوّايَّة ،حممد بن أيب بلا :الطاق احللمية يف ِّ َ ( )5هو حممد بن أمحد بن أيب بلا ب ن فَ ْال – بف تح الف اء وس لون ال ااء – اانص ارر اخلزرج ،أب و عب د هللا القا يب ،الفقيه املفس ا ،م ن مؤلفات ه « أ ل او الق اآن » يف التفس ري ،و«ش ال أمس اء هللا احلس ىن» و«الت ذكار يف أف ل ااذك ار» و«التقص » وغ ريه ت ويف (671ه ) .أنظ ا تامجت ه يف ال ديباج امل ذهب( )308/2ش جاة الن ور الزكية ص(َ )197ش َذرات َّ الذ َهب (.)335/5 ( )6القا يب ،أبو عبد هللا بن أمحد اانصارر (671ه ) ،اجلامع ا لاو القاآن (.)0166-165/10 وهذه ااقوال تؤكد لنا أن املعىن َّ الش ْاع للعدال ة يلم ن يف اةلت زاو ابإلس الو واةلت زاو ه و اةستقامة على الدين وهو الصااط املستقيم فغاية ااما أن هللا تعاىل أنزل دين اً قيم اً وأم اان ابإلمي ان العدالَة . واةستقامة وهذا يتطلب أن تستقيم وفق توجيهاته وأ لامه وهذه اةستقامة ه َ المبحث الثاني مفهوم العَدالَة عند األمــــــــــــم والديانات السماويــــة السابقـــــة ويشتمل على أربعة مطالب : -1المطلب األول : ال َعدالَة في المجتمع البشري القديم. ( )1مغنية ،حممد جواد ،فلسفة ااخالق يف اإلسالو ،ص(.)180-179 العَدالَة عنـــــــــــــــــد -2المطلب الثاني : اليهــــــــــــــــــــــــــــــــود . العَدالَة عنــــــــــــــــد -3المطلب الثالث : النصــــــــــــــــــــــــارى. العَدالَة في شبه الجزيرة العربيــــــــة. -4المطلب األول : المطلب األول ال َعدالَة فــي المجتمــــع البشــــري القديـــــم م ن خ الل مط الع يف بع ض الدراس ات ال تناول ت اجملتم ع البش ار الق دمي ،وأنظمت ه يف احلياة وجدت أن فئة من العلماء والبا ثني قد وقع وا يف خطأي ن: ااول :أهنم بنوا نظاايهتم على جماد الظن واةفرتاض واحلد والتخمني .يقول جان جاك روس و ()1 وهو يتحدث عن نظايت ه ف نش وء السلط ة وأهنا كان ت بعقد اجتماع « :إ أف رتض»( ،)2مثل ه ول ديورانت( )3صا ب كتان (قصة احلَ َ َارة) ب دأ كالم ه بقوله « :سوف أفرتض»(.)4 إذن فهذه الدراسات ظن وختمني ،وجمملها ميليه اهلوى واخل و لس لطان اةجت اه العق در، فق د اول الش يوعيون أن ينحت وا م ن الت اريخ ااول م ا يواف ق مب دأهم يف احلي اة واإلنس ان والل ون فوص فوا اإلنس ان ااول ابإلاب ي ة املطلق ة يف امل ال واجل نس .كم ا اول الاأمس اليون إثب ات ِّّ احلايَّ ة َّملُّ ك والتص اف ،والل ل إمن ا يب ىن تص وره عل ى جم اد احل د والتخم ني .وب ني الف ايقني املطلق ة يف الت َ ثلِّ ة م ن العلم اء بن ت تص ورها عل ى اجملتمع ات اإلنس انية القدمي ة م ن خ الل دراس تها حلي اة القبائ ل املتو ش ة واجلماع ات البدائي ة ال تعاص ا امانن ا كجماع ات الب ومشن يف أفايقي ا اجلنوبي ة ومجاع ات ااس ليمو يف أمايل ا ومجاع ات الف دا ال تقط ن ش اق جزي اة س يالن وقبيل ة ااروبنت ا يف أس رتاليا وغريها(.)5 وه ذا الن و م ن الدراس ات ة ميل ن اةعتم اد علي ه والاك ون إلي ه فم ا ه و إة آراء واجتهادات ونظاايت قائم ة عل ى ااوه او واةفرتاض ات واخلط أ فيه ا يطغ ى عل ى الص وان ،فلي ف ()1روسو ،جان جاك )1778-1712( ،كاتب فانس ولد يف جنيف له آتليف فلسفية واجتماعية ،اندى فيها بطبيعة اإلنسان وابلعودة إىل الطبيعة منها :العقد اةجتماع ،آميل ،اعرتافات وكان ملبادئ ه أتث ري يف نش أة الث ورة الفانسية والاومانطيقية .فادينان ،املنجد يف ااعالو ،ص(.)313-312 ( )2متويل ،د .عبد احلميد :مبادئ نظاو احللم يف اإلسالو ،ص(.)571 ( )3ول ديورانت (1402-1303ه ) 1981-1885( ،و) ،املؤرخ والفيلسوف اامايل صا ب موسوعة قصة احل ارة ،انل جائزة نوبل لآلدان عاو (1968و). ( )4ديورانت ول :قصة احلَ َ َارة ،تامجة حممد بدران ،ص(.)24/1 شاكا ،ااستاذ حممود :اجلماعات البدائية ،ص( )34وما بعدها. ( )5أنظا: نبولة ،د .حممود عل :الوظيفة اةجتّم ّ اعيَّة للمللية اخلاصة ،ص(.)26-23 ْ َ لنا أن نستنتج أعااف وعادات وت َقاليد ِّأمة من اامم مغيبة يف واقعه ا ،وحنل م عليه ا ون دع احلل م معافة وعلماً وما كانت اا لاو متفقة بني البا ثني؟! وكيف لنا أن حنلم على اتريخ اجلماعات البدائية يف اماننا ابةحنط اط وحن ن ن اى م ن خ الل الت اريخ ارات سادت مث ابدت؟! ومن ذا الذر يستطيع اجلزو أن اجملتمع البشار الق دمي مل يل ن أ س ن اةً من هذه اجلماعات ،مث أتخات بدل أن تتقدو ةنتفاء عوامل هن تها؟! ويف عص اان احلاض ا ال ذر بل غ اإلنس ان في ه ش أواً كب رياً م ن التق دو يف اجمل اةت املادي ة جن د قبائل جمهولة وبعيدة عن أعني الع امل .فاحلي اة اةجتّم ّ اعيَّ ة جلمي ع أف ااد البشاي ة ة ميل ن أن تس ري يف ْ َ خط بيا وا د. ومن املعلوو يف الدراسات العلمية أنه إذا كان هنال ك أكث ا م ن فاض ية يف تفس ري أم ا مع ني فإن ه ة يص ح تب ين أي ة فاض ية منه ا إة إذا اس تبعدت مجي ع الفاض يات ااخ اى ابل دليل املقن ع، و يث ة دليل لدى أصحان هذه الدراسة ،فإن رأيهم ة تقوو به جة. الث ا :إ الق وص ف الت و ش والقس وة وااانني ة واةن زواء عل ى مجي ع اجملتم ع البش ار ااول ،ب ل إن املطلع على ما كتب يف تصويا احلياة البشاية ااوىل بعي داً ع ن م نهج الق اآن والس نة ،ليج د م ن ِّ الغاائب الش ء اللث ري م ن ق ول بو ش ية اإلنس ان ااول وش يوعية اجل نس ،وأن و دة بن اء اجملتم ع ااول ه القبيلة ،وليس ت ااس اة ال مل يل ن هل ا وج ود إمن ا كان ت تق وو مقامه ا الفوض ى اجلنس ية واملالية(.)1 وجنع ل عي ون ه ذه الدراس ة يف أمور مخسة : ديورانت ول :قصة احلَ َ َارة و 1ج ، 1ص( )39وما بعدها.( )1أنظا: السي ّ ّ اسيَّة ،ص( )7وما بعدها. عبد القادر ،د .عل أمحد :دراسات يف املذاهب ِّ َالسي ّ ّ اسيَّة ،ص(.)90 اخلشان ،د .مصطفى :النظاايت واملذاهب ِّ َ جامع ،د .أمحد :اةقتصاد اةشرتاك ،ص(.)9-8 نبولة ،د .حممود عل :الوظيفة اةجتّم ّاعيَّة للمللية اخلاصة ،ص( )11وما بعدها. ْ َ ااول :إن ه ذه الدراس ة مل تس لم م ن ااه واء املنبثق ة م ن املف اهيم املادي ة املنحاف ة كالش يوعية َّ والاأْ ُمساليَّة ،فلل وا د من اةجتاهني ُي اول أن جيع ل م ن حتايف ه وتزييف ه لواق ع البش اية ااوىل تربي ااً ملفاهيمه املطاو ة اليوو ومفاسده اجلامثة على أرضه. الثا :إن هذه الدراسة ملا قبل تدوين الت اريخ وه عص ور جيه ل الن ا أكث ا شؤون ها لع دو ت وافا املعلومات اللافية عن ايق الدراسات التارخيية املتخصصة .فلل ما نعافه ع ن الت اريخ قب ل مخس ة آةف سنة قلي ل ،أم ا م ا نعاف ه قب ل عش اة آةف ع او فيعت رب أق ل م ن القلي ل وم ا قب ل ذل ك فيعت رب جماهي ل ة ي درر عل م الت اريخ م ن شأن ها ش يئاً ،ل ذا ف إن كث رياً م ن احلقيق ة ض ا ب يا الت اريخ اإلنسا . وابلتايل فإن احلقائق ال ورثها اإلنسان اختلطت ببا ل كثري ب ل ض اعت يف أم واج متال م ة واس عة من الزيف والدجل والتحايف ومما يدل على ذلك أن كتابة اتريخ قيق لشخصية أو مجاع ة م ا يف العصا احلديث تعترب من أشق اامور فليف بتاريخ ميتد إىل فجا البشاية. ول ذا ف إن املص در احل ق لدراس ة انطالق ة البش اية ااوىل ه و الق اآن والس نة اهنم ا ت منا ق ائق اترخيية اثبتة :إِ َّن َّ ض َو َال فِي ال َّ س َما ِء.)1( اَّللَ َال يَ ْخفَى َ علَ ْي ِه ش َْي ٌء فِي ْاألَرْ ِ الثال ث :إن هم ق دروا أن اإلنس ان ااول خل ق خلق اً انقص اً ،غ ري مؤه ل ان يتلق ى احلق ائق العظم ى اللاملة ،بل أن تصوراهتم عن اإلنسان ااول جتعله أقان إىل احليوان منه إىل اإلنسان. الاابع :أهن م ظن وا أن اإلنس ان اهت دى إىل املف اهيم اجمل ادة :كالع دل والظل م والف يلة واخل ري والش ا بنفسه بدون معلم يعلمه وماش د يوض ح ل ه وأن ه تاق ى يف معافت ه ابهلل والف يلة كم ا تاق ى يف العل وو والصناعات. اخلامس :أهنم حبث وا يف ااداين ليتبين وا اترخيه ا فل م جي دوا أم امهم إة تل ك ااداين احملاف ة أو ال الة وأىن هل م أن يعاف وا احلقيق ة م ن تل ك فجعلوه ا مي دان حب ثهم ،فأخ عوها للدراس ة والتمح يصِّ ، ااداين ال متثل احنااف اإلنسان يف فهم العقيدة؟! ولق د ص ِّور الق اآن الل امي اجملتمع ات البش اية ااوىل أبهن ا نش أت أساس اً م ن آدو و واء الل ذين ش ِّلال أول أس اة يف اتري خ البش اية ،انبث ق منه ا أول جتم ع بش ار عل ى وج ه اارض وأن ( )1آل عماان .5 / اهلداية الاابنية قد فت البشاية منذ اللحظ ة ااوىل ،ي ث مل توج د يف اارض لتل ون ش يئاً مهم الً يعيش ياة الفوضى ة يعاف للعدل ابابً. وم ن اادل ة عل ى ذل ك : أوةً :تل امي هللا لإلنس ان وخلق ه يف أ س ن تق ومي َ ولَقَ أ ْد ك ََّرمْ نَأأا َبنِأأي َءادَ َم َو َح َم ْلنَ أا ُه ْم فِأأي ْال َبأ ِأر َو ْال َب ْح ِر َو َر َز ْقنَا ُه ْم ِمنَ َّ َّأن َخلَ ْقنَأا ت َ ْف ِض ً علَى َك ِثيأر ِمم ْ ت َوفَ َّ أيال.)1(يق ول الق ا يب ض ْلنَا ُه ْم َ الط ِي َبا ِ يف تفس ريه هل ذه اآلي ة «:كامن ا ت عيف ك او ،أر جعلن ا هل م كام اً أر ش افاً وف الً ،وه ذا التل امي نف النقص ان ة ك او امل ال .وه ذه اللاام ة ي دخل فيه ا خلقه م عل ى ه ذه اهليئ ة ...وختصيص هم مب ا والص ّح ْيح ال ذر يع ول علي ه أن التف يل أمن ا ك ان ص ب ه م ن املط اعم واملش ارن واملالب سَ ... خ ِّ ابلعق ل ،إة أن ه مل ا مل ي نهض بل ل امل ااد م ن العب د بُعث ت الاس ل وأنزل ت اللت ب .فمث ال َّ الش ْا الش مس ومث ال العق ل الع ني ف إذا فتح ت وكان ت س ليمة رأت الش مس وأدرك ت تفاص يل ااشياء»(.)2 اثني اً :لق د اتص لت البش اية ابل و اإلهل والتوجي ه ال ااب م ن أول ي وو عاش ته عل ى ظه ا ه ذه الأر ِحي ُم.)3( أاب َ اارض .قَ َ علَيْأ ِه إِنَّأهُ ُه َأو التَّأوَّ ابُ َّ ال تع اىل :فَتَلَقَّى َءادَ ُم ِم ْن َر ِب ِه َك ِل َمأات فَت َ َ فلي ف يص ور الب ا ثون يف اتري خ اجملتمع ات القدمي ة م ن علم اء اةجتم ا والت اريخ ه ذه احلي اة ابلو شية والربباي ة واإلاب ي ة والفوض ى ودون أن يتص لوا ابملف اهيم اجمل ادة كالع دل واةس تقامة .وم ا فت ئ التش ايع ال ااب مواكب اً س ري البش اية َ و ِإ ْن ِمأ ْ أن أ ُ َّمأة ِإ َّال َخأ َأال ِفي َهأأا نَأذِير )4(ي نظم أ ل او املال ويقيد مساره استغالةً واستهالكاً وانت َقاةً منه إىل غريه حتقيقاً للعدالة ،وما الع دل إة أم ا إهل وقاعدة سنها هللا تعاىل يف اخللق تلويناً ،وللخلق تشايعاً فهو سنة هللا تعاىل يف خلق ه ،و ب الع دل يوافق فطاة هللا ال فطا عليها النا ،وتطبيق ال نظم العادل ة يتناس ب م ع تل امي هللا تع اىل لإلنس ان عزت ه وكاامت ه ،وُيف ظ ل ه شخص يته اآلدمي ة حم ارة م ن املس تخلف يف اارض ،ان الع دل ُيق ق ل ه ِّ العبودية لبشا أو جا أو هوى. ( )1اإلسااء .70 / ( )2القا يب ،أبو عبد هللا حممد بن أمحد اانصارر671( ،ه ) :اجلامع ا لاو القاآن .)294-293/10( ، ( )3البقاة .37 / ( )4فا ا .24 / ومن هذا املنطلق كانت اجملتمعات البشاية القدمية تعاف معىن العدل والظل م مب ا ب اهم هللا من عناية وتوجيه وتاشيد بواسطة الو وما من احنااف ع ن ج ادة الص وان وت داخل يف دود هللا ال هللا تع اىل :وإ خلق ت عب ادر نف اء كله م ال رس ول هللا «: قَ َ إة م ن غواي ة الش يطان .قَ َ وإهنم أتتهم الشيا ني فاجتالتهم عن دينهم و امت عليهم ما أ للت هلم »(.)1 ومما يشهد هل ذا اةجتي ال م ا ش هده الع امل يف الت اريخ الق دمي م ن ارات س ادت أرجاؤه ا كاحلَ َ َارة املصاية والسوماية وااشورية والبابلي ة والفارس ية واليواننيَّ ة والاوماني ة فق د احناف ت ع ن العدل اإلهل يف تسيري ياهتا وشوؤهنا لتعلقها ابلوثنية ،وة يعين هذا أن ها مل تعاف العدل ب ل عافت ه إة أهن ا مل تل ن تع اف دود ك ل م ن الع دل ونقي ه الظل م فاحل دود متداخل ة بينه ا ش أهنا يف ذل ك شأن أكثا املعا اجملادة إذ ذاك بسبب خ و الشعون مل وروث عاداهت ا وأعاافه ا فس نِّت اانظم ة وشاعت القوانني وألزمت الاعية ابة تلاو إليها وقد وصل إلينا من ه ذه الق وانني الوض عية ال م ا اال بع ها حمفوظ اً يف املتح ف الربيط ا وغ ريه .وبع ها اآلخ ا دل ت علي ه اةكتش افات ااثاي ة احلديثة. العدالَ ة يف وس نلتف بع اض مجل ة م ن مب ادئ ومف اهيم بع ض ه ذه الق وانني ال تظه ا لن ا َ تلك اجملتمعات البشاية القدمية. «-1ي زعم ص ا ب قص ة احلَ َ َارة أبن الق وانني املَ َدنيَّ ة واجلزائي ة يف مص ا القدمي ة غاي ة يف الاق ، وإن الن ا مجيع اً متس اوون فيه ا مس اواة اتم ة أم او الق انون كم ا ه م متس اوون أمام ه يف ه ذه ااايو...ومن القوانني املتبعة أن احلانث بيمينه يعاقب ابإلعداو...وأن املذنب يتعاض إىل عقوبة ق د تلون جبد أنفه أو صلم أذنه أو قطع لسانه أو نفي ه أو إعدام ه ابلش نق أو ابملخ زق أو بقط ع رأس ه أو إب ااقه مصلوابً أو أبشد ضاون العقان بتحنيطه ياً »(.)2 اجملاشع وأمحد يف املُ ْسنَد ( )262/4مبعناه ص ّح ْيح مسلم ،صفة اجلنة ( )2197/4عن عياض بن ّمحار ِّ ( َ )1 ّ ّّ والسنَن اللربى للنسائ (.)26/5واملعجم ااوسط .)206/3( ،واملعجم َ وصح ْيح ابن بِّان (ُ )423/2 اللبري ( .)358/17وفتح البارر (.)248/3 ( )2ديورانت ،ول :قصة احلَ َ َارة ،تامجة اك جنيب حممود (.)91-90/3 « وإن ق انون مح ورايب( )1مي زج أرق ى الق وانني وأعظمه ا اس تنارة أبقص ى العق وابت وأش دها و ش ية وت ع قانون التحليم اإلهل وهو إثبات اجلامية على املتهم أو نفيها عن د إلقائ ه يف امل اء أو يف الن ار فإن جنا كان بايئاً وإة عُ َّد مذنباً»(.)2 ولقد جاء يف املقدمة « :أان محورايب امللك الذر اختارتين اآلهلة نيابة عنه ا حلل م البش ا وإس عادهم ونشا العدل بني النا ،والق اء عل ى الش ا والس وء ىت يطغ ى الق ور عل ى ال عيف» ،وورد يف اخلامتة « :أان محورايب امللك العادل و اللام ل ...أان ال ذر تس لم الق وانني م ن مش اش إل ه الش مس والعدالَة»(.)3 واحلقيقة َ « وتلش ف لن ا ق وانني مح ورايب ع ن بني ة اجملتم ع الب ابل يف ذل ك العص ا ،وتطلعن ا عل ى أر الفئ ات اةجتّم ّ اعيَّ ة ك ان يعتم د املل وك يف ل م ال بالد .وم ن خ الل ق وانني مح ورايب ،نس تطيع التع اف إىل ْ َ الطبقات والفئات اةجتّم ّ اعيَّة للمجتمع البابل ،وعالقاهتا احلقوقية »(.)4 ْ َ « فلق د ك ان أف ااد الطبق ة العلي ا م ن اا اار ( اامبل و ) يتمتع ون ابحلق وق كاف ة وهل م الس يادة يف اجملتمع ...وكان أفااد الطبقة العامة (املوش لينو) م ن فق ااء اا اار وم ن اارق اء ال ذين حت اروا وم ن أبناء الاجال اا اار الذين تزوجوا إبماء ،وه ؤةء ميارس ون كتل ف امله ن ،ولل نهم غ ري متس اوين يف احلق وق املَ َدنيَّ ة ،فلق اء التش ويه ال ذر يس بب لش خص م ن (اامبل و) ك ان امل ذنب يعاق ب بتش ويه مماثل العني ابلعني والسن ابلسن سب املادة ( )196من القانون ،أما لقاء التش ويه ا د أف ااد ( املوشلينو ) فلانت العقوبة تقتصا على دف ع غاام ة وا دة مين اً م ن الف ة س ب امل ادة ()198 من القانون »(.)5 ( )1ساد ملوك اببل ،وأشهاهم كان بني ( 750-792ق.و) وضع قانوانً يف وايل ثالمثائة مادة. انظا املوسوعة امليساة ،ص(..)1130 ( )2ديورانت ،ول :قصة احلَ َ َارة (.)91-90/3 ( )3دلو ،باهان الدين :ارة مصا والعااق ،ص(.)400-399 ( )4دلو ،باهان الدين: ( )5دلو ،باهان الدين: ارة مصا والعااق ،ص(.)400-399 ارة مصا والعااق ،ص(.)400-399 هذا ،وياى البا ثون أن هناك قوانني قد سبقت محورايب ليُ َعاف أن ما سنِّه محورايب مل يلن م ن لَ ُدنْه بل أخذ من هذه التشايعات وسار على منواهلا و ورها مبا يالئ م املتغ ريات اةقتص ادية واةجتّم ّ اعيَّ ة ْ َ والسي ّ ّ اسيَّة املستجدة يف عصاه .ومن تلك القوانني قانون أورمنو وأشنوان وليبيت عشتار(.)1 ِّ َ وه ذه الق وانني مبجمله ا تش ري إىل ع دو املس اواة يف اجملتم ع املص ار الق دمي ،وم ا ورد يف العدالَ ة وإس عاد الن ا ،فه ش لل م ن مقدم ة الق انون م ن عب ارات ،ومج ل نان ة م ن أمث ال :نش ا َ أش لال الق وانني الص ورية قص د منه ا امتص اص نقم ة اجلم اهري ،وت ليلها ،ومتوي ه وإخف اء الط ابع الطبق اةستغاليل للقانون إذ يستحيل حتقيق ما ُميسى ب (العدالَة اةجتّم ّ اعيَّة) يف ظل جمتم ع ملل َ ْ َ تلون فيه وسائل اإلنتاج مللاً بيد أقليِّة من أفااد اجملتمع ويسمح ابستغالل اإلنسان لإلنسان. فأي ة عدال ة اجتماعي ة ه ذه وق وانني مح ورايب تقس م اجملتم ع الب ابل إىل بق ات ُمس تَ ّغلَّة وم ْس تَ غَلة وإىل أ اار وعبي د وإىل أغني اء وفق ااء خيتلف ون م ن ي ث احلق وق والواجب ات؟! اللِّه م م ا ُ ورد يف ّ الف ْل ا ااخالق م ن تع اليم عملي ة وردت عل ى ألس نة لم ائهم ،متثل ت عموم اً بوج ون كالس ّاقَة ،والظل م والس ع وراء جتمي ع الث اوة بط اق غ ري ش ايفة ابتعاد اإلنسان عن اافعال القبيحة َّ (يف ع افهم) وغريه ا م ن الاذائ ل « وجمم ل ه ذه الق وانني يف اع م الب ا ثني م ن وض ع إل ه الق انون (حتوت) وأن (معان) إهلة العدل تشاف على تطبيق القوانني »(.)2 -2واهلندوسية دين اجلمهاة العظمى من سلان اهلند وه جمموعة من الت َقاليد والع ادات والعقائ د يُطلق عليها اسم الربمهية نسبة إىل «بامه ا» ومعن اه يف اللغ ة السنس لاتية « هللا » وأم ا رج ال ال دين اللذين يتصلون يف بقاهتم بعنصا «الربمها» فيطلق عليهم «الربامهة». وم ن أق دو نصوص هم التش ايعية م ا يُس مى بتش ايع «م انو»( )3وم انو ه و الس لف ااس طورر ال ذر ()1 ّ ُّص وص–ابن اً هلل- تسلس لت عن ه مجاع ة املانوي ة ( أو مدرس تها الف ْلاي ة ) وق د ص ورته ه ذه الن ُ ( )1رابل ،غسان :اتريخ القوانني والنظم اةجتّم ّ اعيَّة ،ص(.)27 ْ َ وأنظا - :ابقا ،ه :مقدمة يف اتريخ احل ارات ،اتريخ العااق القدمي)288/1(،و (.)188/1 -دلو ،باهان الدين: ( )2يلن ،اهدر :اتريخ القانون ،ص(.)81 ارة مصا والعااق ص(.)439-423 يب تعاض ت تش ايعاته ( )3شخص ية ديني ة اختلف ت اآلراء فيه ا ،م نهم م ن قَ َ ال أن ه مص لح ،وآخ ا ي ِّدع أن ه ن ِّ للتحايف .وهللا أعلم. يتلق ى الق وانني م ن بامه ا نفس ه وه ذا التش ايع مؤل ف م ن 685بيت اً م ن الش عا ،ك انوا ياجعون ه إىل الس يِّّد املس يح علي ه س نة 1200ق.و .لل ن الب ا ثني الي وو يادون ه إىل الق اون ااوىل بع د م يالد َ السالو(.)2 وت ذكا ق وانني م انو أن الربمه ا خل ق الربمه م ن فم ه واللاس رتاي م ن ذراع ه والويش يا م ن فخ ذه والشودرا من رجله فلان لل ل م ن ه ذه الطبق ات من زلته عل ى ه ذا النح و ولل ل بق ة م ن بق ات اجملتمع اهلندوس وظائفها وواجباهتا. فعل ى الربمه أن يش تغل ابلتعل يم فل ان ه و املعل م والل اهن والقاض أم ا كش رتاي فعلي ه أن ي تعلم ويقدو القاابني وينفق يف الصدقات وُيمل السالل للدفا عن و نه أما وشيا فعليه أن يزر ويتج ا وجيم ع امل ال وينف ق عل ى املعاه د العلمي ة والديني ة وأم ا ش ودرا فعلي ه أن خي دو الطوائ ف الثالث ة الشايفة. وينص تش ايع م انوا « عل ى أن يل ون م ن ق الربمه س يادته عل ى س ائا اللائن ات وإن ك ل م ا يف العامل ملك الربمه ولن يدنس الربمه بذنب ولو قتل العوامل الثالثة»(.)3 العدالَة م ن وجذا يظها اختالط فلاة القانون مببادئ ااخالق وقواعد الدين وال مبااعاهتا تتحقق َ وجهة نظاهم. وأر عدالة يف هذه الداينة الوثنية مب ا فاض ت عل ى أتباعه ا م ن عزل ة ع ن احلي اة و ام ان م ن يباهت ا ومتعه ا وتع ذيب لل نفس ،وم ن بقي ة بش عة فيه ا اإلذةل والعبودي ة وم ن امته ان للعق ل بقب ول اخلاافات وااوهاو وااسا ري؟! ( )1املانوية ،نسبة إىل املل وك الس بعة امل ؤهلني ،عن د اهلن ود ،ال ذين لم وا يف اعمه م الع امل .ووض عوا ق انوانً يف القان الثالث عش ا أو ال ذر قبل ه قب ل امل يالد ،م ن ( )2685بيت اً م ن الش عا .انظ ا:اجلَُهين ،املوس وعة امليس اة ،ص(.)1130 ( )2يلن ،اهدر :اتريخ القانون ،ص(.)146-145 ( )3أنظا ول هذه املسألة: ديورانت ،ول :قصة احلَ َ َارة )172-166/3( ،تصاف. -الق ما ،حم الدين سن :صفحات من اضا العامل اإلسالم ،ص(.)18-17 -3ومهما يلن من أما هذه اامم يف العص ور الس الفة فق د ال ت ع ن اي ق احل ق فق د أظلم ت يف وجوههم مسارن احلياة وأصبحوا يف جحيم ة يطاق ويف ش قاء م ٍّن ة ِّق بي نهم إة للق ور ،وة ع دل إة م ا واف ق اهل وى أو أدى إىل نف ع ذاا ،ولبغ ى ااق وايء عل ى ال عفاء وس لبوهم ي اهتم مث لبغى ااقوايء بع هم على بعض فاقتتلوا. وأما ما ورد على لساهنم من الف ائل املثلى واملناقب الف لى فما هو إة من سبيل التأثا ابإلس الو الذر ما يزال يتأثا أو ينتفع به من ة ينتسب إليه. ال« :نع م يب ك ان آدو؟ قَ َ ويف ديث أيب أمام ة أن رج الً س أل رس ول هللا ف َق َ ال :اي رس ول هللا أن ِّ ال« :عشاة قاون»(.)1 ال :فلم بينه وبني نول ؟ قَ َ مللَّم» .قَ َ ال « :وكان بني آدو ونول عشاة قاون كلهم على اإلسالو ومق دار الق ان وعن عبد هللا بن َعبَّا قَ َ مائة سنة» (.)2 وعلى ذلك يلون بني آدو ونول ألف س نة وق د تل ون امل دة بينهم ا أكث ا م ن ذل ك إذ قيِّ د اب ن َعبَّ ا ه ذه الق اون العش اة أبهن ا كان ت عل ى اإلس الو ف ال ينف أن يل ون بينهم ا ق اون أخ اى على غري اإلسالو. المطلب الثاني ال َعدالَة عنــــــــد اليهــــــــــــود فل ت معتق دات ب ين إس اائيل – اليه ود -ابلتص ورات الوثني ة وابللوث ة القومي ة عل ى الس واء ،فإس اائيل وبن وه ج اءهتم رس لهم ابلتو ي د اخل الص ال ذر علمه م إايه أب وهم إب ااهيم علي ه الس الو مث ج اءهم نب يهم ااك رب موس ى علي ه الس الو ب دعوة التو ي د ولل نهم احناف وا عل ى م دى ( ّ )1 ّّ عما كان بني آدو ونول صلوات هللا عليهما من القاون ()69/14 َ صح ْيح ابن بِّان :ابن ذكا اإلخبار ِّ مؤسسة الاسالة ،وموارد الظمآن ( )509/1دار اللتب العلمية .وجممع الزوائد ( .)160/1واملعجم ااوسط ( )77/5بلفظ « وبينهما عشاة آابء ». ( )2املستدرك للحاكم .)418/6( ،)480/2( ،وجممع الزوائد (.)418/6 ال زمن وهبط وا يف تص وراهتم إىل مس توى الوثني ات ،وأثبت وا يف كت بهم املقدس ة ويف ص لب الت وراة أسا ري ة تاتفع عن غريهم من الوثنيني الذين مل يتلقوا رسالة مساوية. ولقد كانت عقيدة التو يد ال أنزهل ا هللا عل ى إب ااهيم علي ه الس الو عقي دة خالص ة انص عة ش املة متلامل ة ،وم ن ه ذا التو ي د اخل الص وه ذه العقي دة الناص عة ان تلس اا ف اد ،وظل وا يف انتلاس تهم ىت ج اءهم موس ى علي ه الس الو بعقي دة التو ي د والتن زيه م ن جدي د ،ولل نهم احناف وا وبدلوا وموسى عليه السالو بني أظهاهم. -1العدل فيما بينهم : لق د أم اهم موس ى علي ه الس الو كم ا أم اهم أنبي اؤهم -ص لوات ريب وس المه عل يهم -أن وفص ل هل م يف الت وراة احل دود واا ل او يقوم وا ابلع دل والقس ط وأن ة يتظ املوا وة يظلم وا أ داً ِّ ور يَ ْح ُك ُم ِب َها النَّ ِبيونَ الَّأ ِذينَ والقصاص الع ادل ،قَ َ ال تعال ىِ :إنَّا أ َ ْن َز ْل َنا التَّوْ َراةَ فِي َها ُهدًى َونُ ٌ س أت ُ ْح ِف ُ ظوا ِمأ ْ ب َّ أار بِ َمأأا ا ْ أَ ْ علَ ْي أ ِه اَّللِ َو َكأأانُوا َ س ألَ ُموا ِللَّ أ ِذينَ َهأأادُوا َوالربأأانِيُّونَ َو ْاأل َ ْحبَأ ُ أن ِكتَأأا ِ اس َو ْ شت َ ُروا ِبآيَاتِي ث َ َمنًا قَ ِل ً أيال َو َم ْ اخشَوْ ِن َو َال ت َ ْ ُ أن لَأ ْم يَ ْح ُكأ ْم ِب َمأا أ َ ْن َأز َل ش َهدَا َء فَ َال ت َ ْخشَوُ ا النَّ َ س ِبالنَّ ْف ِس َو ْال َعأيْنَ ِب ْ َّ أف اَّللُ فَأُولَ ِئكَ ُه ُم ْالكَا ِف ُرونَ َ و َكت َ ْبنَا َ أال َعي ِْن َو ْاأل َ ْن َ علَي ِْه ْم ِفي َها أ َ َّن النَّ ْف َ ف َو ْاألُذُنَ بِ ْاألُذُ ِن َوالس َّ ارةٌ لَهُ َو َم ْن صدَّ َ صاصٌ فَ َم ْن ت َ َ ِن َو ْالج ُُرو َح قِ َ بِ ْاأل َ ْن ِ ق بِ ِه فَ ُه َو َكفَّ َ ِن بِالس ِ اَّللُ فَأُولَئِكَ ُه ُم َّ لَ ْم يَ ْح ُك ْم بِ َما أ َ ْن َز َل َّ الظا ِل ُمونَ .)1( وفيم ا بق ب ني أي در الق وو م ن أس فار الت وراة – م ع حت ايفهم وتب ديلهم هل ا – أث ا مم ا ورد ذكاه يف القاآن اللامي وسأورد بعض نصوص أسفار التوراة ال توج ب عل ى اليه ود احلل م ابلع دل والقسط وحتذرهم من اجلور والظلم يف الق اء والليل والوان. فف سفا الالويني أن الان كلم موسى عليه السالو ق ائالً « :ة تاتلب وا ج وراً يف الق اء وة أتخذوا بوجه مسلني وة حترتو وجه كبري ،ابلعدل حتلم لقايبك»(.)2 وفيه أي اً « :وإذا ن زل عن دك غاي ب يف أرض لم ف ال تظلم وه ،ك الو ين م نلم يل ون لل م الغايب الناال عندكم وحتبه كنفسك ،انل م كن تم غ اابء يف أرض مص ا أان ال ان إهلل م ،ة تاتلب وا ( )1املائدة .45-44 / ( )2اللتان املقد ،العهد القدمي ،سفا الالويني إصحال 19فقاة.15/ جوراً يف الق اء ة يف القيا وة يف الوان وة يف الليل ال ذر أخ اجلم م ن أرض مص ا فتحفظ ون كل فاائ وكل أ لام وتعملوهنا أان الان»(.)1 ويف سفا اخلاوج ما ي دل عل ى القص اص ابلقت ل « م ن ض ان إنس اانً فم ات يُقت ل ...وإذا ص لت أذي ة تعط ى نفس اً ب نفس ،وعين اً بع ني ،وس ناً بس ن ،وي داً بي د ورج الً باج ل ،وكي اً بل ، وجا اً جبال ،ورضاً باض ،وإذا ضان إنسان عني عبده أو عني أمته فأتلفها يطلقه ااً عوض اً ع ن عينه»(.)2 دل ،إذن ،الق اآن الل امي ،وأس فار الت وراة ال بقي ت أبي ديهم عل ى وج ون الع دل، فق د ِّ عليهم والقصاص احلق عندهم ،وحتامي الظلم واجلور فم اذا فع ل الق وو؟ لق د اف وا وب ِّدلوا وتالعب وا بنص وص الت وراة ومل يقوم وا فيم ا بي نهم ابلقس ط والع دل .وفاق وا ب ني الق ور وال عيف ،والوض يع والش ايف ومل يس اووا ب ني الن ا يف إقام ة احل دود والقص اص ،كم ا أخ ربان رس ول هللا ع نهم يف ديث املخزومي ة ال س اقت فقط ع ي دها وغ ب عل ى م ن ج اء يش فع فيه ا وق او ف يهم خطيب اً ق ائالً « :أيه ا الن ا إمن ا ض ِّل م ن ك ان ق بللم أهن م ك انوا إذا س اق الش ايف تاك وه وإذا س اق ال عيف أقاموا عليه احلد.)3(» ... ومن الشواهد على هذا املس لك املش ني ليه ود م ا أخاج ه أب و داود وغ ريه ع ن عب د هللا ب ن ال « :كان قايظة والن ري وكان الن ري أش اف م ن قايظ ة وك ان إذا قت ل َعبَّا رض هللا عنهما قَ َ رج ل م ن قايظ ة رج الً م ن الن ري قت ل ب ه ،وإذا قت ل رج ل م ن الن ري رج الً م ن قايظ ة ف ودر مبائ ة يب قت ل رج ل م ن الن ري رج الً م ن قايظ ة ف َق الوا :ادفع وه لن ا نقتل ه، وس ق م ن مت ا فلم ا بع ث النَّ ّ ِّ َّيب فأتوه فن زلت َ :و ِإ ْن َحكَمْ َ فَ ْ ْأط .)4(والقس ط: ف َق َ اح ُك ْم بَ ْينَ ُه ْم ِب ْال ِقس ِ ال وا :بيننا وبينلم النّ ِّ النفس ابلنفس ،مث نزلت أَفَ ُح ْك َم ال َجا ِهليَّة َي ْبغُونَ .)1( » )5( ( )1اللتان املقد ،سفا الالويني إصحال 19فقاة.37-33/ ( )2اللتان املقد ،سفا اخلاوج إصحال 21ص( )122-121الفقاات من 12إىل .27 ( ّ )3 )والسنَن اللربى َ صح ْيح البُ َخا ّر ِّ ر ،ابن كااهية الشفاعة يف احلد إذا رفع إىل السلطانُ 2491/6(، ّ صح ْيح اجلامع لأللبا رقم (.)2348 للنسائ (.)333/4وانظاَ : ( )4املائدة .42 / ( )5املائدة .50 / ف انظا كي ف ادوا عل ى ل م هللا تع اىل وتالعب وا حب دوده ،فأق اموا احل د والقص اص عل ى ال عيف فيهم وصافوه عن ذر امللانة والقوة واملنعة . وهذا شاهد آخا على اختالل ميزان العدل عند يهود ،ومبلغ ظلمه م وج ورهم ،وتعط يلهم وجل: حلدود هللا ِّ عز ِّ ال « :إن ر رمح ه هللا ع ن عب د هللا ب ن عم ا()2رض هللا عنهم ا أن ه قَ َ أخ اج اإلم او البُ َخ ا ّر ِّ ال هل م رس ول هللا «:م ا اليه ود ج اءوا إىل رس ول هللا ف ذكاوا ل ه أن رج الً م نهم وام اأة اني ا ف َق َ ال عب د هللا ب ن س الو( :)3ك ذبتم جتدون يف التوراة يف شأن الاجم؟» ف َق الوا :نف حهم ،وجيل دون .قَ َ إن فيها الاجم ،فأتوا ابلتوراة فنشاوها ،فوضع أ دهم يده على آية الاجم فقاأ ما قبله ا وم ا بع دها ال له عبد هللا بن سالو :ارفع يديك ،فافع يده ،فإذا فيه ا آي ة ال اجم ،قَ الوا :ص دقت اي حمم د ف َق َ ّ (ّ ) 1 ص ّح ْيح الص ّح ْيحني للح اكم ( .)407/4وقَ َ ال ه ذا َ ص ح ْيح اب ن بِّّ ان ( )442/11واملس تدرك عل ى َ َ ّ وس نَن البَ ْي َهق ِّ الل ربى :ابن إجي ان القص اص يف العم د اإلس ناد ومل خياج اه .وم وارد الظم آن (ُ )430/1 دايت ( ،)168/4واملعج م وس نَن أيب داود :ابن احلل م ب ني أه ل ِّ الذم ة ( ،)303/3وكت ان ال ِّ (ُ ،)24/8 ااوسط ( ،)22/2و ول سبب نزول اآلية انظا :تفسري القا يب (.)187/6 ( )2عبد هللا بن عما بن اخلطَّان العدور أبو عبد الامحن ،صحايب من أعز بيوت قايش يف اجل ّ اهليَّ ة ك ان جايئ اً َ جهرياً نشأ يف اإلسالو وهاجا إىل املدينة مع أبيه وشهد فتح ملة وولد فيها سنة 10قبل اهلجاة ،أفىت النا يف كف بصاه يف اإلسالو ستني سنة غزا أفايقية ماتني ااوىل مع ابن سال والثانية مع معاوية بن ديج سنة 34ه و ِّ ال أبو سلمة بن عبد الامحن « :م ات اب ن عم ا آخا ياته له يف كتب احلديث 2630ديثاً .ويف اإلصابة :قَ َ وهو مثل عما يف الف ل وكان عما يف امان له فيه نظااء وعاش ابن عما يف امان ليس له فيه نظري » ،تويف يف مل ة س نة 73ه وه و آخ ا م ن ت ويف مبل ة م ن الص حابة .ااع الو ( ،)108/4اإلص ابة يف متيي ز الص حابة (.)107/4 ال :مل ا مسع ت باس ول هللا ،عاف ت ص فته وامس ه ،وامان ه ال ذر كن ا ( )3عبد هللا ب ن س الو ،ك ان رباً عامل اً ،قَ َ ّ فلم ا مسع ت اخل رب خاج ت فأس لمت. سااً لذلك صامتاً عليه ىت قَدو رس ول هللا املدين ةِّ ، نرتقب له ،فلنت ُم ِّ انظا :ابن هشاو السرية النبويِّة.)516/2( ، الا ُج ل ُي ين عل ى امل اأة يقيه ا م ن احلج ارة فيه ا آي ة ال اجم ،ف أما جم ا رس ول هللا فامج ا ،فاأي ت َّ »(.)1 َّيب : ويف رواية عند مسلم « :أن اليهود َمح ُ َّموا وجه الزا وجلدوه وملا سأهلم النّ ِّ ال :ة ،ول وة أنِّ ك نش دتين ج ذا مل أخ ربك جن ده ال اجم أهل ذا جت دون د ال زا يف كت ابلم؟ قَ َ وللن كثا يف أشاافنا فلنا إذا أخذان الش ايف تاكن اه ،وإذا أخ ذان ال عيف أقمن ا علي ه احل د ،قلن ا: تع الوا فلنجتم ع عل ى ش ء نقيم ه عل ى الش ايف والوض يع فجعلن ا التحم يم واجلل د مل ان الاجم.)2(»... ويف سفا التثنية من التوراة جاء يف شأن د الزا : ص ّح ْيحاً مل توج د عُ ْذ َرةٌ للفت اة ،خياج ون الفت اة إىل ابن بي ت « ولل ن إن ك ان ه ذا اام ا َ أبيها ويامجها رجال مدينتها ابحلجارة ىت متوت اهنِّا عملت قبا ة يف إساائيل بزانه ا يف بي ت أبيه ا الا ُج ل فتن ز الش ا م ن وس طك وإذا وج د رج ل م طجعاً م ع ام اأة اوج ة بع ل يُقت ل اةثن ان َّ امل طجع مع املاأة واملاأة ،فتن تز الشا من إساائيل. إذا كان ت فت اة كطوب ة لاج ل فوج دها رج ل يف املدين ة فاض طجع معه ا فأخاجومه ا كليهم ا والا ُج ل إىل ابن تلك املدينة وأرمجومها ابحلجارة ىت ميوات الفت اة م ن أج ل أهن ا مل تص اخ يف املدين ةَّ ، من أجل أنه أذل اماأة صا به ،فتن ز الشا من وسطك »(.)3 ويف س فا اخل اوج يف ش أن إاب ة ااعم ال املش اوعة للتمل ك و ظ ا أعم ال معين ة «ة تس اق»()4وواض ح أهن ا حت رتو املّل ّ ْليَّ ة الفادي ة وتنه ى ع ن اةعت داء عليه ا إة أن اليه ود مل يااع وا الص ّح ْيح ومواس اة الفق ااء ،فق د ك ان َّملُّ ك يف ايق ه َ ق هللا ال ذر أوجب ه عل يهم يف الس ري ابلت َ ( ّ )1 ر كتان احلدود ،ابن أ لاو أهل الذمة وإ صاهنم إذا انوا ورفعوا لإلماو)1330/3( ، َ صح ْيح البُ َخا ّر ِّ (ّ ،)2510/6( )166/4 وسنَن البَ ْي َه ّق ِّ اللربى ( ،)246/8واللفظ له عن َ وصح ْيح مسلم (ُ ،)1326/3 عبد هللا بن عما .وانظا :معتصا املختصا (.)145/2 ص ّح ْيح مسلم ،كتان احلدود ،ابن رجم اليهود ،أهل الذمة يف ِّّ وم ْسنَد أيب عوانة ( َ )2 الزَان(ُ .)1327/3 ّ وم ْسنَد الاواي وسنَن أيب داود (ُ ،)154/4 وسنَن البَ ْي َهق ِّ (ُ )246/8 ( )144/4دار املعافة بريوت ُ (.)285/1 ( )3اللتان املقد ،العهد القدمي سفا التثنية إصحال 22فقاة .25-20 ( )4اللتان املقد ،العهد القدمي سفا اخلاوج إصحال 5فقاة (.)16-15 أغني اؤهم عل ى جان ب كب ري م ن القس وة ،ورج ال دي نهم ة أيل ون جه داً يف حتاي ف أ ل او دي نهم مب ا يوافق مااد املنحافني .فقامت يف اجملتمع اليهودر مادي ة اغي ة ،وع اش احملاوم ون في ه عيش ة ال ذل واهلوان ،وهذا م ا جن ده عل ى ألس نة أنبي ائهم وه م يع اجلون ه ذا اجلان ب ابمل واعظ والتنبيه ات احمل ذرة من مغبة تلك ااعمال وبيان قيقة الفقا والغىن ،وعالج مشللة الفقا ومن معامل ذلك: م ا ورد يف س فا اامث ال « :ة حت ب الن وو ل ئال تفتق ا ،اف تح عيني ك تش بع خب زاً » وفي ه ()1 ٍّ ٍّ ُّص وص ث عل ى العم ل لع الج «العام ل بي د رخ وة يفتق ا أم ا ي د اجملته د فتغ ىن » .ويف ه ذه الن ُ مشللة الفقا. -2العدل فيما بينهم وبني غريهم: إذا كان اليهود مل يقيموا العدل فيما بينهم ،وهم شعب وا د وأبناء عمومة فلي ف ج م م ع غ ريهم م ن اام م؟ إن نظ اة اليه ود إىل غ ريهم م ن اام م والش عون نظ اة تع ٍّ ال واادراء ،فه م ي اون ال :بَأ ْل أ َ ْنأت ُ ْم بَش ٌَأر ِمم ْ َّأن أهنم شعب هللا املخت ار وأن هم أبن اء هللا وأ باؤه فأكذن هللا م َقالَتهم ف َق َ َخلَ َق.)2( ف ،ب ل ويس تحلون م نهم ص َ وك انوا ي اون أن غ ريهم م ن اام م ة ق هل م يف ع دل وة نَ َ كف ار مش اكون ة الدماء ويستبيحون اانفس وااموال وكل ما ي ا ابآلخاين حبجة أن غري اليهودِّ ، سأأأ ِبي ٌل ْس َ علَ ْينَأأأا فِأأأي ْاأل ُ ِم ِيأأأينَ َ ام ة هل م .وع ِّد هللا ق وهلم ه ذا فاي ة :ذَ ِلأأأكَ ِبأأأأَنَّ ُه ْم قَأأأالوا لَأأي َ علَى َّ ِب َو ُه ْم يَ ْعلَ ُمونَ .)3( َويَقُولُونَ َ اَّللِ ْال َكذ َ وماادهم اباميني العان واملش اكني وك ل م ن ل يس بيه ودر .روى اب ن جاي ا ع ن قَتَ ادة ()4 ال :ل يس علين ا يف املش اكني س بيل يعن ون :م ن رمحه هللا يف قول ه :ل يس علين ا يف اامي ني س بيل ،قَ َ ليس من أهل اللتان(.)5 ( )1اللتان املقد ،العهد القدمي سفا اامثال (.)13/20 ( )2املائدة .18 / ( )3آل عماان .75 / املفسا ُ ،ولد سنة ( )61هجاية وتويف بوسط ( )4هو قَ تَادة بن دعامة السدوس البَ ْ ص ّار ،احلافظ ،العالِّمة ِّ ، سنة ( )108هجاية .انظا بقات الداودر ( ،)47/2وميزان اةعتدال (.)385/3 ( )5الطَّ َربر :جامع البيان عن أتويل آر القاآن (.)522/6 ويف أس فار الت وراة احملاف ة م ا يش ج ذا املس لك ال ذر انتهج ه يه ود جت اه اام م ااخ اى: فف سفا اخلاوج ض من الوص ااي العش ا ال يزعم ون أن موس ى تلقاه ا م ن رب ه « :ة تش هد عل ى قاي ب ش هادة اور ،ة تش ته بي ت قايب ك ،ة تش ته ام اأة قايب ك وة عب ده وة أمت ه وة ث وره وة محاره وة ش يئاً مم ا لقايب ك »( .)1فمفه وو قول ه « قايب ك » يف ه ذا ال نص أن غ ري القاي ب جي وا هل م اشته اء اماأت ه وبيت ه و...وق د فه م اليهود هذا الفهم ،ونص التلموذ على ِّل ك ل ذل ك. ويف س فا التثني ة إاب ة التعام ل ابل ِّّاَاب م ع غ ري اليه ودر وحتامي ه م ع اليه ودر « :لألجن يب تق اض ال ِّّاَاب ولل ن اخي ك ة تق اض ال ِّّاَاب »( .)2ب ل مين ع التلم وذ ( )3إق ااض غ ري اليه ود إة ب ااب : «غ ري مص ال لليه ودر أن يق اض ااجن يب إة ابل ِّّاَاب »( )4وق د ِّاو هللا عل يهم ال ِّّاَاب وأك ل أم وال النا ابلبا ل وهذه بعض نصوص التلموذ ال تبيح لليهود أموال اامميني بل دماءهم وأعااض هم، نسوق منها مناذج كتصاة لتبني مدى ظلم القوو وجورهم : -1إاب ة دماء غري اليهود : يق ول «التلم وذ» « :اقت ل الص احل م ن غ ري اإلس اائيل ،وحم او عل ى اليه ودر أن ينج أ داً من ابق اامم من ه الك ،أو خياج ه ،م ن ف اة يق ع فيه ا ان ه ب ذلك يل ون ف ظ ي اة أ د الوثنيني»( « .)5من العدل أن يقتل اليهودر بيده كل ك افا ان م ن يس فك دو الل افا يق ان ق اابانً هلل »(. )6 -2إاب ة عاضه : ( )1اللتان املقد ،العهد القدمي سفا اخلاوج إصحال 5فقاة .16-15 ( )2اللتان املقد ،العهد القدمي سفا اخلاوج إصحال 20فقاة .17-16 ( ) 3التلموذ هو اللتان الذر ُيتور على التعاليم اليهودية والتشايعات ،يزعم اليهود أن موسى عليه السالو عندما تلقى التوراة من هللا ملتوبة تلقى منه كذلك التلموذ مشافهة وهو تفسري وتفصيل للتوراة وهو عندهم أقد منها .أنظا بااان يتسن آر،يب ( ف ح التلموذ) إعداد اهدر الفاتح .ص(.)21 ( )4نصا هللا ،د .يوسف :اللن ز املاصود يف قواعد التلموذ ،ص(.)150 ( )5نصا هللا ،د .يوسف(املرتجم) :اللن ز املاصود يف قواعد التلموذ ،ص(.)87 ( )6نصا هللا ،د .يوسف(املرتجم) :اللن ز املاصود يف قواعد التلموذ ،ص(.)91 يق ول التلم وذ « :ة خيط ئ اليه ودر إذا تع دى عل ى ع اض ااجن يب ان ك ل عق د نل ال عند ااجانب فاسد ،ان املاأة ال مل تلن من بين إساائيل كبهيمة والعقد ة يوجد مع البه ائم وم ا شاكلها»(.)1 ال ميمون د( « : )2إن لليه ود احل ق يف اغتص ان النس اء الغ ري مؤمن ات :أر الغ ري قَ َ يهودايت»(.)3 -3إاب ة ماله: يقول التلم وذ « :إن هللا ل ِّل أم وال ابق اام م لب ين إس اائيل مل ا رآه م ق د خ الفوا الس بع والس ّاقَة ،وأك ل حل م احلي واانت الغ ري مذبو ة، الوص ااي املختص ة بعب ادة ااواثن ،وال ِّّزَان والقت ل َّ وخصاء اإلنسان وإيالد احليوان من غري جنسه»(.)4 « إذا ساق أوةد نول – غري اليهود – شيئاً ولو كان ت قيمت ه فيف ة ج داً يس تحقون امل وت ،اهن م ق د خ الفوا الوص ااي ال أعطاه ا هللا هل م وأم ا اليه ود فمص ال هل م أن ي اوا اام ،ان ه ج اء يف ال علماء التلموذ مفساين ه ذا الوص ية :إن اام ل يس بقاي ب، الوصااي :ة تساق مال القايب ،قَ َ وإن موسى مل يلتب يف الوصية ة تس اق م ال اام » ،فسلب ماله مل يلن كالفاً للوصااي. ويف شأن رد ااموال املفقودة لغري اليهودر يقول التلموذ « :إن هللا ة يغفا ذنب اً لليه ودر ياد لألم ماله املفقود ،وغري جائز رد ااشياء املفقودة من ااجانب»(.)5 ال :فَ ِب ُ ص ِأد ِه ْم ظ ْلم ِمنَ الَّ ِذينَ َهادُوا حَرَّ مْ َنا َ وصدق هللا فيهم ني قَ َ ع َلي ِْه ْم َط ِيبَأات أ ُ ِحلَّأ ْ لَهُأ ْم َو ِب َ عأ ْ س أبِي ِل َّ اط أ ِل َوأ َ ْعت َ أ ْدنَا الربَأأا َوقَ أ ْد نُ ُهأأوا َ َ أاس بِ ْالبَ ِ أن َ ع ْن أهُ َوأ َ ْك ِل ِه أ ْم أَمْ أ َأوا َل النَّأ ِ اَّللِ َكثِيأ ًأراَ وأ َ ْخ أ ِذ ِه ُم ِ ()6 ِل ْلكَا ِف ِرينَ ِم ْن ُه ْم َعذَابًا أ َ ِلي ًما. ( )1نصا هللا ،د .يوسف(املرتجم) :اللن ز املاصود يف قواعد التلموذ ،ص(.)95 ( )2هو :موسى بن ميمون الذر وضع امليشناه .أنظا - :بااان يتس ،ف ح التلموذ ،ص(.)21 ( )3نصا هللا :اللن ز املاصود ،ص(.)95 ( )4نصا هللا :اللن ز املاصود ،ص(.)152 -خان ،ظفا اإلسالو ،التلموذ اترخيه وتعاليمه ،ص(.)31 ( )5نصا هللا :اللن ز املاصود ،ص(.)79-78 ( )6النساء .161-160 / وإن اس تنطقنا اتري خ الق وو يف ه ذا الق ان ،وه أكث ا م ن أن حتص ى مب َقال ة وأك رب م ن أن حتاكم يف هذه العجالة ،أفصحت لنا الوقائع التارخيية ظلم وجور اليهود على أهل فلسطني وأكن اف بيت املقد انطالقاً من الوصية اجلامع ة ال تس طاها كت بهم الديني ة كالتلم وذ « :أه دو ك ل ق ائم، ِّلوث كل اها ،ا اق كل أخ ا ك تنفع يهودايً بفلس» و « اقتل وا مجي ع م ن يف امل دن م ن ام اأة وشيخ ورجل و فل ...حبد السيف»(. )1 ف ال عج ب م ن ق ٍّ وو ة يعاف ون م ن الع دل إة رمس ه أن يعت دوا عل ى النس اء والش يوخ واا ف ال الع زل إره اابً لآلخ اين ،فف دي ا ايس ني هامج ت عص ابتا إياج ون وش ترين حت ت قي ادة منا يم بيجني وإسحاق شامري( )2أهايل القاية العزل يف ليل ة الث امن م ن نيس ان ع او 1948وقتل ت 254رج الً وام اأة و ف الً وقطع ت أوص اهلم وألق ت جبث ث عدي دة يف بئ ا القاي ة ويف قاي ة قبي ة يف ال فة الغَ ْابيِّة نفذت الفاقة رقم 101بقيادة إيايل شارون يف ليلة الاابع عشا من تش اين أول ع او 1953وقتل ت 66ونس فت 45من زةً ويف كف ا قاس م مس اء ي وو 29تش اين أول ع او 1956 قتل اليهود 47من ااهايل العائدين من قوهلم إىل بيوهتم(.)3 وك م م ن مس ٍّ اث ب ه التهت ك واجمل ون ،وك م م ن مذحب ة يف لبن ان كص ربا جد أص بح يب اابً وع َ وشاتيال وقاان قد بقات فيها بطون ومسلت عيون و زت رقان كما جزت بن اهتا غص ون ،وم ا اال بيت املقد يئن لظلمهم وجورهم وإخااج أهله من دايرهم وإ الل شعب بال أرض ملاهنم. وما جيار اآلن من جماار ااباايء وأهنار ال دماء عل ى أرض اإلس ااء ل دليل عل ى ظل م الق وو، قم ع وو ش ية يهودي ة ،هج وو ابلص واريخ والط ائاات املاو ي ة ،ص ااخ وعوي ل وأن ني وقت ل وتش ايد للع زل م ن امل دنيني ،هت ك ع اض وهن ب أرض وه دو بي وت وختاي ب أش جار وجا ى مص ابون وآخاون مشوهون ومعاقون ،وإان هلل وإان إليه راجعون. ( )1النتشة ،رفيق شاكا :اإلسالو وفلسطني ،ص(.)40 ( )2إسحاق شامري ،سياس صهيو ُ ،ولد عاو (1915و) .اخناط عاو (1937و) يف العصابة اإلرهابية الصهيونية املعاوفة ابسم (إياون افار ليوم ) .اعتقلته سلطات اةنتدان اإلنلليزر عاو (1946و) ونفته إىل احلبشة ،توىل رائسة احللومة اإلساائيلية للماة ااوىل عاو (1983و) ( )3ايتون ،صفاء سني :صربا وشاتيال – املذحبة ،ص(.)3-2 المطلب الثالث ال َعدالَة عنــــــــد النصـــــــــــارى يُ َقال النصاانية وه يف ااصل نسبة إىل نصاانه وه قاية املسيح علي ه الس الو م ن أرض اجللي ل « وتس مى ه ذه القاي ة انص اة ونص ورية والنص اانية والنص اانة ك ذلك وا دة النص ارى ويف أارى.)1( اةص طالل النص ارى وه م املنتس بون لإلجني ل كم ا قَ َ ال تع اىل :الَّ أ ِذينَ قَأأالوا إِنَّأأا نَ َ صأ َ ويطلق عليهم أهل اللتان. والنص ارى يتبع ون الت وراة يف اا ل او والتش ايعات وم ا أم ا ب ه اليه ود م ن الع دل يف اا لاو واحلدود وإيفاء الليل والوان وخالف ذلك فإنه يساى على أمة النصارى كذلك. العدل فيما بينهم : مل ا بغ ى اليه ود وقس ت قل وجم ،وأ ل وا م ا او هللا ،وأكل وا أم وال الن ا ابلبا ل ج اء املسيح عليه السالو لريدهم إىل اجلادة ،فلم أيماهم ابلع دل فحس ب ب ل جت اواه إىل الف ل والعف و، ال هل م كم ا ج اء يف وأماهم أة يقابلوا اإلساءة مبثلها ،وأن ة يعت دوا عل ى م ن اعت دى عل يهم ب ل قَ َ إجنيل مىت الذر يزعمون أنه مما أنزل عل ى عيس ى علي ه الس الو .ق د مسع تم أن ه قي ل « :الع ني ابلع ني والس ن ابلس ن ،أم ا أان ف أقول لل م ة تق اوموا الش ايا ب ل م ن لطم ك عل ى خ دك اامي ن فح ول ل ه ( )1املائدة .82 / اآلخ ا وم ن أراد أن خياص مك وأيخ ذ ثوب ك فخ ل ل ه رداءك أي اً ،وم ن س خاك م يالً ف امش مع ه اثنني ،من س ألك فأعط ه ،وم ن أراد أن يع رتض من ك ف ال متنع ه ،وق د مسع تم أن ه قي ل :أ ب ب قايب ك وابغ ض ع دوك أم ا أان ف أقول لل م :أ ب وا أع داءكم وأ س نوا إىل م ن يبغ لم وص لَّوا اج ل م ن يعنتلم وي طهدكم» « وياوى ع ن َس يِّّدان عيس ى علي ه الس الو م ا يُس تفاد من ه ض مناً ع دو إمل ان إقام ة احل د ش اعاً ان ه ()1 اشرتط بااءة الاامجني من كل عيب ،وأما الزانية ال اعرتفت بني يديه ابلتوبة واةستغفار»(.)2 وهذا املستفاد ضمناً ول ق ية اجل زاء ة ميل ن أن يتص ور أن ه نظ او إهل للحي اة البش اية يف قب ة م ن احلق ب التارخيي ة وم ن مث ك الف لطبيع ة اإلنس ان ال تنط ور عل ى اخل ري والش ا ف ال يتصور ياة خالية من قتل قاتل وضان ٍّ معتد وسجن ظامل وقمع شا وقصاص عادل ،بل هذه س نة هللا يف اإلنس ان ب دءاً م ن قص ة قت ل قابي ل اخي ه هابي ل إىل أن ي اث هللا اارض وم ن عليه ا « . وعل ى ذل ك يل ون م ا يف اإلجني ل م ن وص ااي ابلعف و يف اجل اائم الشخص ية ل يس ق انوانً ينف ذ وللن ه وصية لشخص اجملين عليه إن أراد أن يتبعها وإة فالقانون هو الذر ينفذ »(.)3 وإن اف ت النص ارى يف العقوب ة والقص اص الع ادل فق د ع دلوا ب اجم غ ريه وجعل وا ل ه شاكاء ،إذ جعلوه اثلث ثالثة َ وقَالَ أارى ْال َمسِأي ُح اب ُ ْأن َّ اَّللِ )4(فأش اكوا وِ إ َّن الشِأرْ كَ النَّ َ ص َ لَ ُظ ْل ٌم ع َِظي ٌم )5(وإذا ك ان الق وو ق د ارتلب وا أعظ م الظل م واجل ور وظلم وا أنفس هم ،فم اذا يتوق ع يف إقامة العدل فيما بينهم. وقد أخرب الاسول يف قصة املخزومية ال ساقت ...« :إمن ا ض َّل م ن ك ان ق بللم أن هم كان وا إذا س اق الشاي ف تاك وه وإذا ساق ال عيف أقام وا علي ه احل د»( )6يشملهم وإن ك ان ه و يف اليه ود أظه ا ،وه ؤةء رهب اهنم ال ذين ه م علم اؤهم جن دهم ظلم ة ج ائاين آكل ني ام وال الن ا أان لَيَأأ ْ ُكلُونَ أَمْ َأوا َل ابلبا ل قَ َ أار َو ُّ ال تع اىل :يَاأَيُّ َها الَّأ ِذينَ َءا َمنُأوا إِ َّن َكثِ ً يأرا ِمأنَ ْاأل َ ْحبَ ِ الر ْهبَ ِ ( )1اجنيل مىت :اإلصحال الساد فقاة .44-38 ( )2النواور ،عبد اخلالق :التشايع اجلنائ يف َّ اإلسالميَّة والقانون الوضع ،ص(.)82 الش ّايعَة ْ ( )3أبو ايد ،سني ،العقوبة اجلسدية بني َّ اإلسالميَّة والقانون الوضع ،ص(.)134 الش ّا َيعة ْ ( )4التوبة .30 / ( )5لقمان .13 / ( )6احلديث سبق ختاجيه ،ص( ) س ِبي ِل َّ اط ِل َويَ ُ اَّللِ .)1(ولعل من أباا مظاها ذل ك م ا متارس ه اللنيس ة م ن صدُّونَ َ اس ِب ْالبَ ِ ع ْن َ النَّ ِ إص دار م ا عُ اف ب «ص لوك الغف اان» وه ص لوك يص درها أه ل الس لطة يف اللنيس ة م ن الباابوات واملطارنة والبطاركة والقساوسة ابسم اللنيسة ،يغفا مبقت اها حلاملها ما اقرتف ه م ن اآلاثو واخلط ااي يف يات ه ،مقاب ل أن ي دفع مب الغ لللنيس ة وه ذا إىل جان ب كون ه أك الً ام وال الن ا ابلبا ل فهو أي اً قول على هللا بال علم وافرتاء عليه. وم ن ص ور ج ور ه ذه اام ة وع دو ع دهلا ،أن ك ل فاق ة و ائف ة منه ا ،إذا تس لطت عل ى الف اق ااخ اى أذاقته ا أل واانً م ن الظل م وال بطش واةض طهاد ومل تاق ب فيه ا إةِّ وة ذم ة ،يق ول الدكتور أمحد شليب « :تلار يف اتريخ املسيحية دث عظيم مل يتخلف وهو التج اء اجلان ب الق ور إىل أعنف وأقسى وسائل اةضطهادات والتعذيب والتنليل واحلاق ،واإلفناء يسلطها عل ى اجلان ب ال عيف ...والعجي ب أن املس يحيني ( النص اانيني) أُض طهدوا م ن اليه ود والاوم ان ،ونزل ت ج م الويالت يف القاون الثالث ااوىل ،فلما ب دأ ج انبهم يش تد رأين اهم ين زلون نف س ال ويالت م ن أبن اء دينهم ومن أتبا ااداين ااخاى ،ومن هنا فنيت م ذاهب مس يحية كث رية ك ان بع ها يف وق ت م ا، ل ه الغلب ة يف الع دد ولل ن تنقص ه الق وة والس لطان وك ان فن اء ه ذه امل ذاهب بس بب قس وة اليه ود والاوم ان أ ي اانً وأ ي اانً بس بب قس وة ف اق مس يحية أخ اى قوي ت واش تدت ابااب اة وذور النفوذ»(.)2 ارى أ َ َخ ْأذنَا ِميثَأاقَ ُه ْم فَنَسُأوا َح ًّ ظأا وهذا مصداق قوله تعاىلَ :و ِمنَ الَّ ِذينَ قَالوا ِإنَّا نَ َ ص َ ف يُنَبِأئ ُ ُه ُم َّ اَّللُ بِ َمأا َاوةَ َو ْالبَ ْغضَأا َء إِلَأى يَأوْ ِم ْال ِقيَا َمأ ِة َو َ سأوْ َ ِممَّا ذُ ِك ُروا بِ ِه فَأ َ ْغ َر ْينَأا بَيْأنَ ُه ُم ْالعَأد َ كَانُوا يَ ْ صنَعُونَ .)3( ( )1التوبة .34 / ( )2شليب ،د .أمحد :املسيحية ،ص(.)237 ( )3املائدة .14 / ال احل افظ اب ن كث ري رمح ه هللا « :فألقين ا بي نهم الع داوة والتب اغض لبع هم بع اً وة قَ َ يزال ون ك ذلك إىل قي او الس اعة ،وك ذلك وائ ف النص ارى عل ى اخ تالف أجناس هم ة يزال ون متباغ ني متعادين ،يلفا بع هم بع اً ،ويلعن بع هم بع اً ،فلل فاقة حتاو ااخاى وة ت دعها تل ج معب دها فاملللي ة( )1تلف ا اليعقوبي ة( )2وك ذلك اآلخ اون وك ذلك النس طورية ()3 واآلريوس ية( )4ك ل ائف ة تلف ا ااخ اى »( .)5وكمث ال عل ى م ا ةق اه ااقب اط يف مص ا – وه م م ن الطائف ة اليعقوبي ة – م ن ظل م عل ى ي د أبن اء دي نهم البي زنطيني ال ذين ك انوا ُيلم وهنم قب ل الف تح اإلسالم ملصا. ()6 يلونون يقول املستشاق توما آرنولد « ...فإن اليعاقبة -وهم ااقباط -الذين كانوا ِّ السواد ااعظم من السلان املسيحيني قد عوملوا معاملة جمحف ة م ن أتب ا امل ذهب اارثوذكس ()1 التابعني للبالط ،الذين ألقوا يف قلوجم بذور السخط واحلنق اللذين مل ينسهما أعقاجم ىت اليوو. ( )1املل ّ ْليَّة التثليث وقَالوا: أو املللانية ،أصحان مللان الذر ظها أبرض الاوو ومعظم الاوو مللانية ،صا وا ابثبات «إن الللمة احتدت جبسد املسيح وتدرعت بناسوته .أنظا َّ : الش ْه َا ْستا ِّ :امللل والنحل (.)27/2 ( ) 2اليعقوبية نسبة إىل يعقون الرباذع ،مصار ظها يف منتصف القان الساد امليالدر ،وهم الذر يقولون وتلون من اةحتاد بيعة وا دة جامعة أبن املسيح ذو بيعة وا دة قد امتزج فيه عنصا اإلله بعنصا اإلنسان ِّ بني الالهوت والناسوت .أنظا :أبو اهاة ،حممد :حماضاات يف النصاانية ،ص(.)159-140 ( )3النسطورية :نسبة إىل نسطور احلليم الذر ظها يف امان املأمون كان بطاياك القسطنطينية ياى أن العذراء مل تلد إهلاً بل ولدت إنساانً وهو ياى أن ااقنوو الثا وهو اةبن مل يتجسد وتلده مامي كما ياى غريه من املثلثني ،أنظا َّ الش ْه َا ْستا ِّ :امللل والنحل ( .)29/2وأبو اهاة ،حممد :حماضاات يف النصاانية ص(.)157 ( )4اآلريوسية :هم أصحان آريو وكان قسيساً ابةسلندرية ومن قوله :التو يد ،اجملاد وأن عيسى عليه السالو عبد كلوق وأنه كلمة هللا ال جا خلق السماوات واارض .أنظا ابن َ ْزو الفصل يف امللل وااهواء والنحل(.)48/1 ( )5ابن كثري :تفسري القاآن العظيم ن (.)62/3 ( )6توما ووكا آرنولد (1349-1280ه ) مستشاق إنلليزر ،تعلم يف كمربدج واشتغل يف التدريس يف عدة جامعات ابهلند وابكستان مث عاد إىل لندن ودر يف جامعتها ،عني مديااً ملعهد الدراسات الشاقية ،له عدة اإلسالميَّة .أنظا ِّّ الزّرْكل ِّ ،ااعالو ( )77-76/2وأنظا جنيب العقيق ، كتب ابإلنلليزية عن العلوو ْ املستشاقون (.)84/2 ك ان بع هم يع ذن مث يلق ى ج م يف ال يَّم وتب ع كث ري م نهم بط ايقهم إىل املنف ى لينج وا م ن أيدر م طهديهم وأخفى عدد كبري منهم عقائدهم احلقيقية وتظاها بقبول قاار خلقدونية(. )2 وقد جل ب الف تح اإلس الم إىل ه ؤةء الق بط – اليعاقب ة – ي اة تق وو عل ى ِّّ احلايَّة الديني ة ال مل ينعموا جا قبل ذلك بقان من الزمان »(.)3 وكثرياً م ا ك ان احلل م اإلس الم كلِّص اً للث ري م ن وائ ف النص ارى م ن ظل م واض طهاد مل ا يتس م ب ه الع دل يف أه ل الذم ة مم ا جع ل املس يحيني يف لون احلل م اإلس الم عل ى ل م أبن اء دينهم. العدل فيما بينهم وبني غريهم من اامم: س بق لن ا يف حب ث الع دل فيم ا بي نهم كي ف أن املس يح علي ه الس الو أم اهم مبقابل ة الس يئة ابحلسنة وأن ة يادوا على من أساء إليهم وتل ك مثالي ة عالي ة مل تبلغه ا مه م الق وو ولع ل م ا ن زل ج م من ظلم اليهود والاومان ما تاك يف أنفسهم الاغبة يف اةنتقاو م ىت اس تطاعوا ذل ك ب ل اةعت داء إن قدروا. وإن حن ن اس تنطقنا اتري خ الق وو أفص ح لن ا ع ن س وءات يت وارى امل اء خج الً ،إذ تثب ت الوقائع التارخيية أن القوو كانوا شديدر الظلم ملن يقع حتت سلطاهنم م ن أه ل ااداين ااخ اى ،إذ ليس اهل ااداين بينهم مقاو فإما التنصا وإما القتل أو الا يل. ( ) 1وهم التابعون لللنيسة الشاقية اارثوذكسية ،وأكثا أتباعها من الاوو الشاقيني ومن البالد الشاقية كاوسيا والبلقان واليوانن ،وكان مقاها ااصل القسطنطينية .أنظا :شليب ،د .أمحد :املسيحية ص(.)238 ( ) 2هو ثغا منه املصيصة و ا و وأدنة يف آسيا الصغاى على البسفور وينسب إليه جممع مسيح عقد فيها سنة ،451 اه 520 ،أسقفاً وقيل أكثا وكان من أهم قااراته: -1أن املسيح فيه بيعتان ة بيعة وا دة وأن االوهية بيعة و دها ،والناسوت بيعة و دها التقتا يف املسيح. -2لعن «ديسفور » بطاياك كنيسة اإلسلندرية ونفيه .أنظا :أبو اهاة ،حممد حماضاات يف النصاانية، ص(.)137 ( )3توما آرنولد :الدعوة إىل اإلسالو ،ص(.)94 ومل يلن اضطهادهم للمخ الفني عم الً ف ادايً يب دو ين اً وخيتف امسة تستهدف إفناء اخلصوو وحمو آاثرهم. ين اً ب ل ك ان سياس ية اثبت ة فلان ت امل ذابح العام ة ت دبا وتنف ذ بو ش ية ابلغ ة تاتل ب خالهل ا فظ ائع وج اائم ين دى هل ا جبني اإلنسانية ف الً عن أتبا نيب كان من تعاليمه ما ذكاان. ولعل من أبلغ اامثل ة الش اهدة عل ى مبل غ ظل م الق وو و ق دهم تل ك امل ذابح ال ارتلبه ا الص ليبيون ض د س لان بي ت املق د إابن اس تيالئهم عليه ا عن دما خت اذل ع ن ال دفا عنه ا العبيديون ،إذ اكتفى واليهم آنذاك – افتخار َّ الد ْولَة– بتأمني جناته م ع اس ه اخل اص ،وت اك املدين ة للصليبيني يعيثون فيها فساداً بعد أن دافع عنها دفاعاً هزيالً،ذراً للاماد يف العيون. يقول شاهد عيان هو القس «رميوند» « بعد دخوله بني املقد :وش اهدان أش ياء عجيب ة، إذ قطعت رؤو ع دد كب ري م ن املس لمني ،وقت ل غ ريهم رمي اً ابلس هاو أو أرغم وا أن يلق وا أبنفس هم من فوق اابااج ،وظل بع هم يعذبون عدة أايو مث أ اقوا يف الن ار ،وكن ت ت اى يف الش وار أك واو الاؤو واايدر واارجل وااقداو وك ان اإلنس ان أينم ا س ار ف وق ج واده يس ري ب ني جث ث الاج ال واخليل»(.)1 ويق ول املستش اق س تيفن رنس يمان يف وص ف ذل ك « :انطلق وا يف ش وار املدين ة وإىل ال دور واملس اجد يقتل ون ك ل م ن يص ادفهم م ن الاج ال والنس اء واا ف ال دون متيي ز ،اس تمات املذحبة وال مساء ذلك اليوو و وال اللي ل ،ومل يل ن َعلَ ُم اتنل اد( )2عاص ماً لالجئ ني إىل املس جد ااقص ى م ن القت ل ،فف الص بال الب اكا م ن الي وو الث ا اق تحم ابن املس جد ثلِّ ة م ن الص ليبيني فأجهزت على مجيع الالجئني و ني توجه رميوند آجيل يف ال حى لزايرة س ا ة املعب د أخ ذ ي تلمس ايقه بني اجلثث والدماء ال بلغت ركبته»(.)4()3 اإلس الميَّة فيه ا وتَغلُّ ب النص ارى عليه ا أحلق وا ويف اان دلس عن د أف ول جن م اخلالف ة ْ ابملسلمني ضاوابً من الظلم وااذى ،يصور ذلك الدكتور توفيق الطويل فيقول: ( )1انظا :وول ديورانت :قصة احلَ َ َارة (.)25/15 ( )2اتنلاد :أ د قواد الصليبيني ،كان املسلمون ملا رأوه استسلموا ورفعوا علمه على املسجد. ( )3ستيفن رنسمان :اتريخ احلاون الصليبية.)405-404/1( ، ( )4ذكا ابن ااثري أهنم يزيدون على سبعني ألفاً .أنظا :ابن ااثري :اللامل يف التاريخ)189/8( ،؟. « وق د اس تنفذت اللنيس ة جه دها يف إقن ا املس لمني املقيم ني يف أس بانيا لل يات دوا ع ن دي نهم، ويعتنقوا املس يحية دين اً ،وعل ى غ ري ج دوى م ا ب ذلت م ن جه ود ،فاس تجمعت حملم ة التفت يش ك ل قواه ا واعتص مت ابجل اأة والتعص ب وص بت ع ذاجا عل ى املس لمني يف غ ري رف ق وة عدال ة ،ىت اعتن ق معتق دات النص ارى م ن خ ار يف مي دان اللف ال ،وه اجا م ن ار ب ني التمس ك بعقيدت ه، وا تم ال آةو الع ذان ،ويف ع او 1609و 1610مت ج الء أل وف املس لمني ع ن أس بانيا بع د أن أغاقوا بدمهم أرضها ،وكتبوا مبقاومتهم أنصع الصفحات يف اتريخ اجلهاد يف سبيل هللا» ()1 المطلب الرابـع مفهـــوم ال َعدالَة فـي شبـــه الجزيــرة العربيــة ( )1الطويل ،د .توفيق :قصة اةضطهاد الديين يف املسيحية واإلسالو ،ص(.)72-71 لقد أتيح هلذه الاقعة املرتامية اا ااف أن تتوسط بالد العامل املختلفة ش اقاً وغ اابً َ وتص ل جنوابً ومشاةً وأن ت م عدة ممالك صغرية بني الشمال واجلنون تتوسطها منطق ة احلج اا و واض اها م ن مل ة واملدين ة والط ائف وم ا وهلم م ن الب وادر وااع اان يف عص ا أ ل ق علي ه قب ل اإلس الو (العصا اجلاهل ). والعص ا اجل اهل عص ا ق ائم عل ى بني ان القبيل ة ة اام ة ومعتق د للوثني ة املتع ددة ة السي ّ ّ اس يَّة والديني ة امل طابة ،ي ث ة لوم ة الو داني ة املطلق ة ومش تمل عل ى آ اد م ن ال نظم ِّ َ تاعى مصاحلهم وة جيش ُيم ثغ ورهم وإمن ا ق يم خت ع مل وروث ع اداهتم ُيلمه ا اهل وى وااع ااف اجل ّ اهليَّة السائدة ال أتصلت جذورها يف نفوس هم واس تحالت ي اهتم إىل ق وو يتن ااعون ويتالعن ون َ ويتشامتون وابخلاافة يؤمنون وااقدال واااةو يستقسمون وابلطري يتفاءلون ويتشاءمون وإذا م ِّات ج م س احنة أو ابر ة يفزع ون واق ل ش ء ينهب ون ويقتل ون ف ال ت اى إة ذه ان النف و وام تالء اللؤو وسفك الدماء وهتك ااعااض وض يا اام وال واخ تالل اام ن وانتش ار الفوض ى وفس اد احلال وخساان املآل. أهن ا مجاع ة م ن الب دائيني وق د أ ل ق كث ري م ن الب ا ثني عل ى القبيل ة العابي ة تص وراً ي و يس لنون اخلي او ويقطن ون الفي ايف والقف ار .واحل ق إن اجل ّ اهليَّ ة وص ف لف رتة قب ل اإلس الو يف الع اف َ اخلاص ة يو ابجله ل ال ذر ه و ض د العل م .وكي ف وه م ق د ارتق وا إىل مس توى رفي ع بفص ا تهم وبالغ تهم يف منث ور الل الو ومنظوم ة ىت غَ َدوا أُ َّ البي ان ومص در اللغ ة ال ن زل ج ا الق اآن ،وة يع ين ه ذا أهن م أم ة عايق ة كغ ريهم م ن اام م املتمدن ة اس تناداً إىل م ا خلف وه لن ا م ن آاثر عمااني ة يف بالد اليمن أو ما وقع على ألسنتهم من لم نثاوها على لسان شاعا أو خطيب أو ليم. ال ال دكتور اني ف مع اوف( « :)1إذ واحل ق -ي َق ال -أن اجله ل املنس ون إىل ذل ك قَ َ العصا ة يعين املخالف للمعافة بل هو اجلهل الذر يقابل احللم دون مبالغ ة يف وص ف س وء اهلم »(.)2 الاأْر ما جاء يف معلقة َع ْماو بن كلثوو ولعل ما ياجح هذا َ ()3 ال (:)4 ني قَ َ أة ة َْجي َهلَ َّن أ ٌد علين ا فَ نَ ْج َه َل فو َق َج ْه ّل اجلاهلين ا وقول رسول هللا ايب ذر الغفارر( )5ني مسع ه يع ِّري رج الً أبم ه فعاتب ه وأنِّب ه ق ائالً « :اي أاب ذر أعريته أبمه ،إنك اماؤ فيك جاهلية»( )6أر فيك رول اجل ّ اهليَّة و يشها. ِّ َ وم ا عب ادة ااواثن كم ا ت وهم كث ري م ن الب ا ثني أن الق وو يعب دوهنا ل ذاهتا واحل ق أن الع ان كانوا يؤمنون بصفة الابوبي ة هلل تع اىل وبص فة االوهي ة لألص ناو كم ا يق ول هللا تع اىلَ :مأا نَ ْعبُأدُ ُه ْم ( )1د .انيف معاوف ،املفلا ،ااديب ،املولود يف قاية ديا القاس ،ق اء علا يف فلسطني عاو 1934و . هاجا إىل لبنان عاو 1948و .أثا سقوط فلسطني يف يد اليهود ،عمل مدرساً ،مث مديااً ،مثِّ موجهاً للغة العابية يف مدار (ااناوا) يف لبنان ممِّا ميزه خبربة يف تعليم اللغة وختصص يف أصول التدريس ،كما عمل أستاذاً يف كلي ة اإلسالميَّة ،ومااال ع واً يف جملسها العلم ، اآلدان جبامعة بريوت العابية وجامعة اإلماو ااوااع ،للدراسات ْ الف ْلا ورجا ة الاأْر وقوة احلجة يف املناقشات واملناظاات ّ ويعاف بعمق ّ الف ْلاية .له مصنفات ،منها :املعجم ُ َ الوس يط يف اإلع اان ،اادن اإلس الم يف عه د النب وة ،وخالف ة الااش دين ،اإلنس ان والعق ل ،خص ائص العابي ة و اائق تدريسها ،اخلوارج يف العصا اامور . ( ) 2معاوف ،د .انيف :اادن اإلسالم يف عهد النبوة وخالفة الااشدين ،ص(.)104 ( َ )3ع ْماو بن كلثوو ،بن مالك .بن عتِّان ،بن سعد ِّ ،أمه ليلى بنت ُمهلهل ،وهو شاعا جاهل ِّ من أصحان املعلقات. ( ) 4ابن اانبارر ،أبو بلا حممد بن القاسم :شال القصائد السبع الطوال ،ص(.)426 صحايب أول من يِّا الاسول بتحية اإلسالو ،سلن دمشق غفار ( )5هو جندن بن جنادة بن سفيان من بين ِّ ِّ واستقدمه عثمان إىل املدينة مثِّ الابدة إىل أن مات .له ( )82ديثاً ،تويف عاو ( )32هجاية .انظا :سري أعالو النبالء ( ،)46/2التهذيب ( ،)90/12ااعالو (.)140/12 ( )6ص ّحيح الب َخ ا ّرر ،ابن املعاص م ن أم ا اجل ّ لف ا ص ا بها ابرتلاج ا إة الش اك)20/1( ،و اهليَّ ة وة يُ ِّ َ َ ْ ُ ِّ ّ وسنَن البَ ْي َهق ِّ اللربى (.)7/8 ( )2248/5وفتح البارر ( )87/1( ،)85/1و مسلم (ُ )1283-1282/3 وم ْس نَد الب ِّزار وم ْس نَد أمح د (ُ )161/5 وس نَن أيب داود ( )340/4ومص نف عب د ال ِّاااق (ُ .)448-447/9 ُ ( ،)402-400/9وعون املعبود ( ،)45/14وفيض القديا (.)221/1 إِ َّال ِليُقَ ِربُونَأأأا إِلَأأأى َّ اَّللِ ُز ْلفَأأأى ، )1(ولع ل م ا يع زا ه ذا ال َاأْر ق ول الش اعا اجل اهل أو ب ن جا(: )2 وابهلل َّ أن هللا منه ن أكب ا وابلالت والعزى ومن دان دينها وجذه اجل ّ اهليَّة املقابلة للحلم ،والوثنية املعرتفة بواجب الوجون واملعظمة لألصناو احلجاي ة َ دون اعتق اد الابوبي ة هل ا كالف ة ب ذلك اام م الس ابقة ال مس ت م دنيتها يف أ ان ارة الوثني ة ()3 املطلقة. ج ذين اام اين تش للت بيع ة احلي اة مبفاهيمه ا وس لوكها ووج داهنا وقيمه ا ال اتس مت ابلظلم واجلور وفسدان نظم العيش ما خال بع ض الق يم النافع ة م ن م دل للل او وذو للبخ ل ودع وة للماؤة و ث على الشجاعة وغري ذلك من الصفات النَّبّيِّلة. ّ العدالَة وتباين ت آراؤه م يف مس الك حتقيقه ا فق د اء علي ه اض طان موق ف اجلَاهليَّ ة م ن َ وبن ً ()4 العدالَ ة يف ف ظ ك ان « ااخ ذ ابلث ائا ه و املب دأ الس ائد » وم نهم م ن اعت ربه س بيالً لتحقي ق َ ال دماء ورعاي ة امته ا ،وع َّد التخ اذل عن ه ع ني الظل م والع دوان ب ل ويس تحق املتخ اذل عن ه ذم اً وتقبيحاً حنو قول اماأة ختاذل قومها عن ااخذ بثأر أخيها(:)5 ّ اباباق ووشحوا إن أنتم ل م تث أروا اخيل ُم فَدعوا السالل ِّّ ّ ()6 ُ لَل النساء فبئس رهط املاه ق وخذوا امللا ل واجملاسد والبسوا ال الش اعا فمناص اة ااخ اخي ه م ن الثواب ت ال ة حتت اج إىل باه ان لتلبيته ا ،كم ا قَ َ الع ْنربر التميم (:)7 قُ َايْط بن أُنَ ْيف َ ( )1الزما .3 / ( )2أو اب ن َ َج ٍّا ب ن مال ك التميم ( 98ق.ه ) 530( ،و) حن و ( 2ق .ه ) ( 620و) .ش اعا مت يم يف اجل ّ اهليَّة وهو اوج أو اهري بن أيب ُسلمى .انظاِّّ : الزّرْكل ِّ ،ااعالو (.)374/1 َ ( )3ابن جا ،أو بن جا بن مالك التميم :ديوان ،ص(.)36 ( )4البهنس ،أمحد فتح :العقوبة يف الفقه اإلسالم ،ص(.)61 العدالَة ،ص(.)6 ( )5ملتيب ،نذيا حممد :صفحات رائدة يف مسرية َ العدالَة يف مقدمته. ( )6مل أعثا على مصدر البيتني وذكامها صفحات رائدة يف مسرية َ ( )7املااوق ،أمحد بن حممد احلسن :شال ديوان احلماسة.)23-22/1( ، الشا أبدى ّ انج َذيْ ّه هلم قوو إذا ُّ ٌ أخاهم ني ي ْن ُد ُجم ة يسألو َن ُ اروا إليه ارافات َوُو ْجداان ّ ال بُاهاان للنائبات على ما قَ َ ومل يل ن ش خص اجل ا ابل ذات حم الً للث أر ابل اورة فق د ك ان ل ويل ال دو أن يقت ل م ن ه و أعز فقداً عند قبيلة املتهم ولو مل يلن املذنب(.)1 ُّ وك ان قب ول الدي ة كتع ويض يعت رب يف غال ب اا ي ان ع اراً ودل يالً عل ى ال عف واجل ف ال سبيل للعفو أو الديِّة وإمنا القصاص. أة ة أتخذوا لبناً ولل ن أذيقوا قوملم َّد السالل ()2 فقد كان التعطش إىل الثأر واةنتقاو اجلماع واإلسااف يف القتل قد بلغ أش ده ،فالع دوان يقابل أبفظع منه وكثرياً ما كانت كلمة وا دة تس بب القت ل وبلغ ت رول اةنتق او درج ة ماوع ة ىت النساء صان يصبغن مالبسهن بدو القتيل وأكل قلبه وكبده(.)3 ومنهم من ذهب إىل أن الظلم يف بعض أ وال ه س بيل إىل حتقي ق الع دل ب ل ه و أ د ص ونه املنيع ة ال تَّقيِّاإلنسان غائلة ظلم اآلخاين له وهذا ما أش ار إلي ه اه ري ب ن أيب ُس لمى ال ذر عُ اف باص انته و لمته: ّ ()4 ّ ومن ة ّ َّ يظلم النا َ يُظل م وضه بسال ّه ومن مل يذ ْد عن يهدو َ وقول النابغة الذبيا (:)5 كالن له تعدو الذائن على من ة َ ّ املستأسد ال ارر وتتَ ّقيِّصولَه ()6 ( )1البهنس :العقوبة يف الفقه اإلسالم ص(.)64-63 ( )2الشاابص ،أمحد :القصاص يف اإلسالو ،ص(.)42 ( )3كحالة ،عما رضا :اتريخ العامل اإلسالم ،العان قبل اإلسالو ،ص(.)115 ( )4ابن أيب سلمىُ ،اهري .ديوان ،شال ثعلب ،ص( .)88وانظا :اجلندر ،د .عل :ش عا احل ان يف العص ا اجلاهل ،ملتبة اجلامعة العابية ،بريوت ،ط 3سنة 1966و ،ص (.)22 ( )5النابغة الذبيا ،هو اايد بن معاوية بن ضبان بن جاباُ ،مس ِّ النابغة لقوله :لقد نبغت لنا منهم شؤون. انظا :ابن قتيبة :الشعا والشعااء.)98/1( ، ( )6اجلندر ،د .عل :شعا احلان يف العصا اجلاهل ،ص (.)21 وم نهم م ن اعت رب امل اأة ع اراً يف اجملتم ع « فمارس وا س لوكاً ة إنس انياً ي وو ك انوا ُيزن ون إن ولدت املاأة أنثى وكانوا يع دوهنا س بباً جلل ب الع ار ،انطالق اً م ن ش ايعة اإلغ ارة والتقات ل فيم ا بي نهم أو يعتربوهنا رمزاً للخطيئة انطالق اً مم ا أحلق ه ابمل اأة م ن اف وا احلقيق ة وع دوا واء مص در غواي ة يف اجلن ة آلدو فاس ودت وج وههم م ن ي ث بُش اوا ابانث ى فدس وها يف ال رتان ي ة ومس فعله م وأْداً َّ وذكاان ذلك ابلظلم ااول الذر مارسه قابيل ضد أخيه هابيل»(.)1 المبحث الثالث مفهــــــــوم ال َعدالَة عنــــــــــد الفالسفـــــــــة والمتكلميـــــــن ويشتمل على ثالثـــــة مطالب : المطلب األول المطلب الثاني المطلب الثالث : العَدالَة في الفلسفـــــــــة اليونانيَّــة . : ال َعدالَة عند ال ُمتَك َِلمين المسلميــــــن. : العَدالَة عند متفلسفة المسلميـــن. ( )1السحماا ،د .أسعد :العدل فاي ة إسالمية ِّّ واحلايَّة ضاورة إنسانية ،ص(.)32 المطلب األول مفهـــوم ال َعدالَة فـي الفلسفــــة اليونانيَّة إن الفلسفة يف كل صورها « علم إنسا » يتحلم فيه كل م ا يف بيع ة اإلنس ان م ن قي ود و دود وتدرج بط ء يف الوص ول إىل اجمله ول وقابلي ة للتغي ري والتح ول وتقل ب ب ني اهل وى وال الل واقرتان أو ابتعاد عن درجة اللمال. والفلسفة اليواننيَّة -شأن ك ل فلس فة -جمموع ة م ن التص ورات الذهني ة واملف اهيم العام ة اجمل ادة ال اول ت تفس ري الطبيع ة والل ون ونظام ه ع ن اي ق التأم ل ّ الف ْل ار والبح ث النظ ار الل ذين جع ال ا ّلف ْل ا الي وان يت أرجح ب ني ص ورتني :عقلي ة علمي ة وص وفية عافاني ة تتج اذن ك ل م ن الص ورتني نزع ات متباين ة واجتاه ات مت ادة تلش ف ع ن اخ تالف منطلق ات أص حاجا ّ الف ْلاي ة م ن اختالف املصادر واملنابع وتنو املناهج وقصور العقل البشار وتباين اق اةستدةل. وأماو هذا الواقع أترجح الفالسفة بني منطني من الفلسفة(:)1 الفلسفة املثالية ممثلة بفلسفة أفال ون( )2وأستاذه سقااط(.)1 ( )1امليدا ،عبد الامحن سن بنلة :كواشف وايوف يف املذاهب ّ الف ْلاية املعاصاة ،ص(.)71 ( )2أفال ون ،فيلسوف يوان يعترب أعظم فالسفة اإلغايق ،عاش ما بني سنة ( )347-427ق.و نشأ يف أثينا القدمية ،وهو تلميذ سقااط وأستاذ أرسطو ،وكان رجالً ُواةً وسيماً أشقا عايض املنلبني ( -ومعىن كلمة أفال ون :عايض املنلبني ) – وكان رايضياً قوايً مصارعاً وقد فاا جبائزتني يف لبة املصارعة ،وكان شاعااً وأديباً ،جان أقطاراً كبرية يف أورواب وآسيا ،اخناط يف إيطاليا يف سلك اجلماعة الفيثاغورية ال ت م أصدقاء والفلسفة املادية ممثلة مبادية دميقاا يس( ،)2ومادية أبيقور(.)3 وهنا ة ب ِّد م ن اإلش ارة إىل أن ه يف العص ور الس الفة ك ان الق انون يعت رب متمتع اً بقداس ة تنب ع من مصدر إهل أو مساور ،وكان القانون وااخالق والدين مرتابطني مع بع هم البعض. فلانت هناك قوانني أعت ربت مس نونة م ن ش ا إهل ،مث ل الوص ااي العش ا وأخ اى أعطي ت هال ة م ن القداس ة رغ م أهن ا م ن مص در بش ار مباش ا وذل ك م ن خ الل إغ داق ص فة اإلهل او اإلهل على واضعيها من البشا. لذلك رأينا يف الفلسفة اليواننيَّة تلك التصورات الذهنية املتمثلة يف فل اة « وج ود ق انون اثب ت ة يتغ ري يعت رب املث ل ااعل ى ال ذر جي ب أن تنس ج عل ى منوال ه ق وانني اجملتم ع ان ه ق ائم عل ى مب ادئ مل تؤخ ذ م ن ت َقالي د متواض ع عليه ا وة م ن قواع د حم دودة يف كت ان ب ل مص دره الطبيع ة - احلق ،يف ااربعني من عماه أسس أكادميية علمية يف أثينا ،وه أول جامعة يف العامل القدمي ،عمل يف صقلية مستشاراً للملك ديونيسيو الثا ،كتب ثالثني حماورة ضمنها آراءه الفلسفية وأعظم كتان له اجلمهورية. أنظا :امليدا ،سن بنلة :كواشف وايوف يف املذاهب ّ الف ْلاية املعاصاة ،ص(.)71 ( )1سقااط :فيلسوف يوان ،عاش ما بني ( 399-469ق.و) وهو من أثينا ،أبوه حنات وأمه قابلة ،مل يرتك أثااً ملتوابً للن سجل ياته وتعاليمه تلميذه أفال ون يف حماوراته ،أمهل شؤونه اخلاصة ،وجال يف اةسواق والطاقات واملالعب يتحدث إىل النا يف الف يلة والعدل والتقوى وما إىل ذلك ،كان يؤمن ابهلل وببقاء الاول بعد املوت كان يتبع يف واره منهج التوليد ،أبن يعاون من ُياوره على استخااج املعافة من دخيلة نفسه. أنظا :امليدا ،سن بنلة :كواشف وايوف يف املذاهب ّ الف ْلاية املعاصاة ،ص(.)71 ( )2دميقاا يس :فيلسوف يوان عاش وايل ( 370-460ق.و) ياى العامل مؤلفاً من ذوات متجانسة يف بيعتها ،للنها كتلفة جماً وشلالً وثقالً ،وه ة تدرك ابحلوا وة تنقسم وة تفىن وتتحاك دائماً فيلتصق بع ها ببعض وتتلون ااجساو ومن آرائه أنه ة ياكن إىل احلوا يف إدراك قائق ااشياء بل ياكن إىل العقل ومن آرائه أن غاية احلياة السعادة وتتحقق ابلسلينة النفسية .أنظا :امليدا ،سن بنلة :كواشف وايوف يف املذاهب ّ الف ْلاية املعاصاة ،ص(.)72 ( )3أبيقور :فيلسوف يوان عاش بني ( 270-342ق.و) ولد يف جزياة « سامو » إ دى جزر حبا إجية، كان أبوه معلماً أثينياً أظها ميالً إىل الاايضة العقلية منذ كان صغرياً .وهو الذر وضع أصول مذهب اللذة ألف كتباً كثرية ة تقل عن ثالمثائة كتان ،للن فقد معظمها .مذهبه أن اهلدف من احلياة اةستمتا والساورِّ ، ابللذات وليس عمل آخا ،أخذ عن دميقايطس نظايته الذرية .أنظا :امليدا ،سن بنلة :كواشف وايوف يف املذاهب ّ الف ْلاية املعاصاة ،ص(.)72 سب اعتقادهم -ويلش فه العق ل م ن رول املس اواة والع دل اللامن ة يف ال نفس »( )1وع اف ذل ك ابلقانون الطبيع . « فلم ا أن الطبيع ة مب ا حتتوي ه م ن ااج ااو واللواك ب واملخلوق ات تس ري عل ى نظ او اثب ت مقار وُيلم هذا القانون ااشياء املادية مث ل الق ول :أبن الن ار حماق ة ف إن هن اك ق انوانً بيعي اً ُيل م الس ّاقَة حمام ة يف املي ول والن زعات اإلنس انية وخت ع ل ه تص افات البش ا وعالق اهتم وهل ذا تل ون َّ لم هذا القانون الطبيع »(.)2 وي اى ك ل امل دققني السياس يني أن أول م ن س هل ه ذا املس لك يف الي وانن احللم اء ي ث ّ ياس ة إب ي ائهم عق دة اةش رتاك الس َ حتيلوا على ملوكهم املستبدين يف محلهم عل ى قب ول اةش رتاك يف ِّ العدالَ ة إبل ه يف االوهي ة ال أخ ذوها ع ن اآلش وريني ومزجوه ا أبس ا ري املص ايني بص ورة ختص يص َ واحلان إبله واامطار إبل ه إىل غ ري ذل ك م ن التواي ع وجعل وا آلهل ة اآلهل ة ق النظ ارة عل يهم و ق الرتجيح عند وقو اةختالف بينهم(.)3 وابلنظ ا إىل ماهي ة ه ذا الق انون الطبيع ف إن التعاي ف امل أثور عن ه يف تل ك احلقب ة أن ه « جمموع ة القواع د العام ة اابدي ة الس امدية اخلال دة ال أودعه ا هللا يف ه ذا الل ون وال يلش فها اإلنسان ابلتأمل والتعقل والتفلري »( )4فما على اإلنسان إة أن خي ع تص افاته لن داء العق ل ال ذر يهدي ه لق انون الطبيع ة وب ذلك يص ل إىل ذروة الس عادة وُيق ق غايت ه املثل ى ،وف يلة الع دل ف يلة من الف ائل ال ياتلز عليها هذا القانون الطبيع . « وج ذا يل ون الق انون الطبيع ال ذر ُيل م البش ا يف نظ ا الفالس فة اإلغاي ق ه و إرادة اآلهلة أو القانون ااخالق الصادر عن إرادة اآلهلة ة عن اإلنسان الفا »(.)5 ( )1مصطفى ،عما ممدول :القانون الاوما ،ص(.)16 ( )2عثمان ،د .حممد فتح :من أصول ّ الف ْلا السياس اإلسالم ،ص(.)74 ( )3اللواكيب ،عبد الامحن :بائع اةستبداد ومصار اةستعباد ،ص(.)39-38 ( )4مدكور ،عبد الفتال عبد الباق :املدخل إىل القانون ،ص( )36وما بعدها. وأنظا: مدكور ،نظاية القانون ،ص( )42وما بعدها. منصور ،عل عل :املدخل للعلوو القانونية والفقه اإلسالم ،ص(.)92 ( )5يلن ،اهدر :اتريخ القانون ،ص(.)236-233 وعند سع الفالسفة إىل بيان أسس هذا القانون جاهم إىل اةخ تالف في ه فتش عبت اآلراء وتع ددت امل ذاهب فم نهم م ن ب ىن الق انون عل ى الش لل أر عل ى مص دره فأدخ ل في ه ك ل أم ا اكتسى لِّة التشايع الصادر عن السلطة املختصة يف الدولة ،ومنهم من التجأ إىل م مون الق انون بدةً من مبن اه فأوج ب أن يل ون موافق اً للعق ل والق انون الطبيع أو احل ق اإلهل أو بيع ة ااش ياء ومنهم من بىن القانون على الت َقاليد وااعااف واحلاجات اةجتّم ّ اعيَّة. ْ َ العدالَة ابعتب اره مفهوم اً ينبث ق م ن ه ذا ومن هذا املنطلق تباينت نظ اة الفالس فة إىل مفه وو َ القانون ومن هؤةء: -1هيس ود :م ن أوائ ل م ن ع اجل مفه وو العدالَ ة يف ّ الف ْل ا الي وان ،وأ ُّ نظايت ه الفلسفي ة « أن َ العدالَة لب ين العدالَة هب ة يهبه ا اي و رن َ اللون خي ع لق در حمت وو أملت ه إرادة اآلهل ة وابلت ايل ف إن َ البشا وه و دها بيت القصيد يف ياة البشا»( .)1وقد أوض ح لن ا هيس ود ذل ك ف افتتا ي ة « العدالَة(.)2 ااعمال وااايو » ال ت منت الدعاء لزيو رن َ -2وجاء عن أصحان باواتغورا ( 411-485( )3ق.و) « أن القص اص ه و ع دل .وأن ُيتم ل املاء ما قد فعل ذلك هو العدل احلق » ()4 -3س قااط ( 399-469ق.و) :فق د ق ارن ب ني الق وانني املَ َدنيَّ ة وب ني الق وانني غ ري املدون ة ال ال عن نفس ه أن ه مل زو بطاع ة تعم مجيع البالد وال وضعتها اآلهلة للجماعات اإلنسانية كلها « ف َق َ اإلرادة اإلهلي ة ال ()5 سلطات َّ الد ْولَة» ختا ب ش عوره ال داخل وتعت رب ه الق وة اامس ى أم او ض مريه ودوهن ا إرادة ( )2،1عثمان ،د .أمحد :الشعا اإلغايق ،تاااثً إنسانياً وعاملياً ،ص( .)81،82وأنظا :وايف ،د .عل عبد الوا د ،اادن اليوان القدمي ،ص(.)92 ()3باواتغورا 411-485( :ق.و) ،ولد باواتغورا أشها السوفطائيني يف أب درا قب ل مول د دمق ايطس جبي ل من الزمان ،كانت فلاته يف العقوبة املثل ابملثل والقصاص ابلقصاص أ به أفال ون دون أتباعه. أنظا :ديورانت ول :قصة احلَ َ َارة ( )314-313-312/7بتصاف. ( )4اليس ،أرسطو :علم ااخالق إىل نيقوماخو .)78/2( ، ( )5عثمان ،د .حممد فتح :أصول ّ الف ْلا السياس اإلسالم ،ص(.)75 ال « :إن م ن ُي رتو الق وانني العادل ة لذا أشاد سقااط ابلقانون ودعا إىل ا رتاو القوانني ف َق َ إمن ا ُي رتو العق ل والنِّّظَ او اإلهل وه ذا اة رتاو ة يقتص ا عل ى الق وانني امللتوب ة ،ب ل جي ب أي اً ا رتاو القوانني غري امللتوبة ال فاضتها اآلهلة على اإلنسان يف كل ملان»(.)1 فس قااط ين ادر بعدال ة علي ا ة يُعل ق وجوده ا عل ى ج زاء وض ع ،أو ص يغة ملتوب ة ج اء فيه ا « :فطاع ة ق وانني َّ الد ْولَ ةه ك ذلك واج ب مف اوض يف مجي ع اا وال وعل ى امل وا ن الص احل اع ة ق وانني َّ الد ْولَ ة ىت ل و كان ت فاس دة ف ان ب ذلك م ثالً يف وج ون ا رتاو الق انون بص اف النظا عن صوابه»(.)2 ()3 العدالَ ة ابعتباره ا خت ص اجملتم ع امل د ، -4أرس طو ( 381-445ق.و) « :فق د حت دث ع ن َ فذهب إىل تصنيفها إىل عدالة تعوي ية ،وعدالة توايعية ،تتعلق ااوىل ابحلق وق والواجب ات وتتحق ق م ن خ الل إعط اء ك ل ذر ق ق ه ،وأم ا الثاني ة فتتعل ق بتواي ع اخل ريات العام ة عل ى ك ل ف اد م ن أفااد اجملتمع ،ويف كال احلالتني ة بد أن ينال مجيع امل وا نني ظه م عل ى ول امل دى ىت تتحق ق العدالَة»(.)4 َ « فالع دل الق انو أو التش ايع عن د أرس طو ه و ال ذر ميلي ه املش ا ابلق انون امللت ون لتلمل ة الع دل الطبيع إذ م ا يس تخلص مبال ظ ة الطبيع ة ل يس كافي اً و ده فالطبيع ة م ثالً توج ب ( )1اجلليب ،سن :اةجتاهات العامة يف فلسفة القانون ،ص(.)43 ( )2اجلليب ،سن :اةجتاهات العامة يف فلسفة القانون ،ص(.)43 () 3أرس طو :فيلس وف ي وان ،ول د يف س تاجري ( مق دونيا ) ك ان م ؤدن ( م ايب ) اإلس لندر اللب ري ومؤس س والسي ّ ّ اس يَّة والت اريخ الطبيع والفي زايء املدرس ة املش ائية ،يعت رب أرس طو ص ا ب كت اابت كث رية يف املنط ق ِّ َ وامليتافيزيك. أنظا :القامو الصغري املصور ،ص(.)1127 ( )4أنظا ول ذلك: بدور ،د .عبد الامحن :أرسطو ،ص( )262وكتابه ااخالق النظاية ص(.)167-165 -وهبة ،د .مااد :املعجم الفلسف ،ص(.)265 التص ّح ْيحية ،ولل ن الطبيع ة ة حت دد كي ف العدالَ ة التعوي ية ،أو َ عق ان الس ارق وفق اً ملقت يات َ ()1 يلون العقان ،فيتوىل هذا التحديد يف املدينة الاؤساء املؤهلون لذلك بطبيعتهم» العدالَ ة بن و م ن الدق ة والعم ق عن د -5أفال ون ( 347 -428ق.و) :اتس مت النظ اة إىل َ أفال ون فق د واان ب ني الع دل املطل ق وب ني الت َقالي د والق وانني يف ال بالد املختلف ة ف ذهب إىل الق ول العدالَة تنشأ من الرتتيب الذر وضعته الطبيعة بني قوى ال نفس واةنس جاو بينه ا وه ذا املث ال أبن َ العدالَة يف اجملتم ع مبع ىن أن ك ل ق وة م ن ق وى ال نفس تقابله ا بق ة اجتماعي ة نفسه هو ال ذر ُيق ق َ متاثله ا ،فالعق ل يقابل ه الطبق ة َّ الذ َهبّيِّ ة – الفالس فة – والق وى الغ بية يقابله ا الطبق ة الف ية العدالَ ة يف اجملتم ع عن ده ة ب د م ن خ و والق وى الش هوانية يقابله ا الطبق ة النحاس ية ولتحقي ق َ الطبقة الف ية والنحاسية للطبقة َّ الذ َهبّيِّة خ وعاً اتماً(.)2 وهناك فاق بني موق ف أفال ون كم ا بس طه يف كت ان اجلمهوري ة م ن م دى ض اورة الق انون وأمهيته للمجتمع وبني موقفه من هذه املسألة كما بسطه يف كتان القوانني: فف كتان اجلمهورية يقسم اجملتمع إىل ثالث بقات: الطبقة ااوىل :احللاو والفالسفة وقد شبههم ابلعقل من اإلنسان. الطبقة الثانية :احملاربون واحلاا وهم املسؤولون عن محاية املدينة وشبههم ابلعني. والزرا وهم املسؤولون عن اإلنت اج وش بههم ابل بطن والش هوة وق د الطبقة الثالثة :العمال والصنِّا ِّ َّملُّك وتلوين أسا من خالل نظاو الزواج. تاك أفال ون هلذه الطبقة اية الت َ أم ا ابلنس بة للطبقت ني ااوليت ني احلل او واحل اا ف أراد أن يُفاغهم ا م ن ك ل م ا يُ ْش غلهما ع ن احلل م واحلااس ة ،ف اقرتل ش يوعية امل ال والنِّس اء بي نهم ليلف ل هل م م ا ُيت اجون م ن م ال ونس اء دون س ان أو اواج لي من ع دو انش غاهلم ع ن أعم اهلم .ويف كتاب ه الق وانني :ع اد إىل مااجع ة ه ذه اافلار فأقا نظاو املّل ّ ْليَّة الفادية بشلل أوس ع واع رتف بنظ او ال زواج .ول ذا فم ن الص عب اعتب ار ِّ ّ ّ ()3 أفال ون من دعاة اة ْشرتاكيَّة . ( )1اجلليب :اةجتاهات العامة يف فلسفة القانون ،ص( )69-68بتصاف. ( )2كاسون ،اندريه :املشللة ااخالقية والفالسفة ،ص(.)46 وأنظا :شبل ،د .فؤاد حممدّ ، الف ْلا السياس (.)105-100/1 ( )3أنظا ول ذلك: فأفال ون يف كتان اجلمهورية ي اى أن ة اج ة إىل الق انون كنظ او حمل م م ن قواع د ملزم ة العدالَة مرتوك للحلماء احلاكمني ُيلمون وفقاً ملا توص ى ب ه لم تهم ويف ه ذه للجماعة إذ حتقيق َ احللمة ضمان احللومة العادلة « فاحلاكم الفيلسوف واحلليم هو القانون احل و لم ه ه و احلل م الع دل»( . )1ويف كت ان الق وانني ي اى « أن هللا ة ُيلمن ا مباش اة ب ل بواس طة العق ل ال ذر وهبن ا إايه ،فالقوانني ال يقارها العقل حتاك ق وانني العناي ة اإلهلي ة وت دعوا إىل اخل ري الع او ،ل ذا فاخل و هلا واجب(.)2 -6املدرس ة الاواقي ة( « ، )3والاواقي ة نزع ة خاص ة ت دعو إىل الزه د وض بط ال نفس وت اى أن َساس يَّة ااربع ة ه احللم ة واةعت دال والش جاعة والع دل »( )4وإن اللائن ات البش اية الف ائل اا َ كالطبيعة ،وإن الطبيعة نظاو يتصف ابلتناسق مطابق للعقل فليس من تعارض بني اإلنسان والطبيع ة العدالَة تلم ن يف م دى اةنس جاو م ع الطبيع ة مبع ىن إخ ا مجي ع الق يم والع ادات يف فلاهم .وإن َ للق انون الطبيع وم اادهم م ن الطبيع ة الل ون أبس اه ف اللون ه و هللا وهللا ه و العق ل وب ذلك يتح د البشا مع هللا عن ايق العقل(.)5 لطف ،عبد احلميد :علم اةجتما ص(.)207-205 نبولة ،د .حممود عل :الوظيفة اةجتّم ّاعيَّة للمللية اخلاصة ،ص(.)379 ْ َ ( )1أفال ون :كتان القوانني ،ص(.)61-60-59 ( )2العوجى ،د .مصطفى :اامن اةجتماع تقنياته ،ارتبا ه ابلرتبية املَ َدنيَّة ،ص(.)29 علم البه يف ّرواق، ( ُ )3 ومس ِّ أصحاجا ابلاواقيني ان الفيلسوف اليوان ،ايوف صا ب هذا املذهب كان يُ ِّ أن السعادة يف الف يلة وهو ة يفال بش ٍّء أاته وة ُيزن على ش ٍّء فقده ،ان اإلنسان جزء من والاواق ِّ ياى ِّ اللل منذ ااال ،فإذاً هو اللون ،وياى ِّ كل ما يقع يف الطبيعة ِّإمنا هو بتأثري القدر ،أر بتأثري ما قدره العقل ِّ أن ِّ كل ما جيار له .انظا :الزين ،مسيح ،ايق اإلميان ،ص(.)242 ُم ِّ سري وة دخل له يف ِّ ( )4عثمان ،د .حممد فتح :من أصول ّ الف ْلا السياس اإلسالم ،ص(.)76 ( )5شبل ،د .فؤاد حممدّ : الف ْلا السياس .)143،144/1( ، العدالَة ،فم نهم فنال ظ من خالل استعااض أقوال وآراء الفالس فة اخ تالفهم يف مفه وو َ من ياى هذا املفهوو من املفاهيم املطلقة مثل هيسود وأفال ون والاواقي ون وم نهم م ن ي اى أنِّه م ن املفاهيم النسبيِّة :كأرسطو وتبعه يف ذلك ال-يون(.)1 ( )1اابيقوريون ،وا دها اابيقورر ،وهو املنسون إىل أبيقور 370-460( ،ق.و) الذر يقوو مذهبه على بلذةٍّ معنويٍِّّة يلون اإلنسان اذقاً يف اختياراها عارفاً يف دقائق قيمها ،وعليه فاإلنسان هو الذر إسعاد الذات ِّ أر إكااه انظا :الزين ،مسيح ،ايق اإلميان ،ص(.)241 خيتار ويفعل مجيع اافعال إبرادته واختياره دون ِّ المطلب الثاني ال َعدالَة عنــــد ال ُمت َ َك ِلمين المسلميــــــن اإلس الميَّة يف فه م مش اق وإمي ان انص او الق ان ااول للهج اة واملس لمون يتلق ون اافل ار ْ اإلس الميَّة أدى إىل التق اء اإلس الو حب ارات اام م قطع ووع م دهش إة أن مح ل ال دعوة ْ ااخاى ،فرتتب على هذا اةلتقاء صاا فلار ،كان له أبلغ ااث ا يف هن ة عق ول بع ض املس لمني اإلس الميَّة ود ض العقائ د املخالف ة ،وعل ى رأس ها الفلس فة اليواننيَّ ة ممن انربى لل دفا ع ن العقي دة ْ ،ال تس لح النص ارى أبفلاره ا للوق وف يف وج ه دع وة اإلس الو ف أدى ذل ك إىل اك ة تامج ة انتقلت من خالهلا الفلسفة اليواننيَّة إىل من اشتغل جذا ااما من املسلمني ،فلان هل ا أثاه ا فيم ا يُس مى ب « عل م الل الو » والط اق اللالمي ة ،وش غل أهل ه ابجل دل فتفاق وا إىل م ذاهب وحن ل، واس تلربت العق ول فتطاول ت عل ى ك ل ش ء وابلغ ت يف التفل ري يف ذات هللا ،وتقلي ب ال َاأْر يف صفاته ،واإلنسان يف قيقته عاجز ع ن استقص اء م ا يف ذات ه م ن دقي ق اخلل ق ،فلي ف ميل ن للعق ل أن ي درك خالق ه وم ن بي ده اام ا كل ه؟ا وكي ف ي درك اخل الق بص فاته ،ول يس كمثل ه ش ء نقيس ه عليه؟ا وم ا يهمن ا يف ه ذا املق او ه و َّ أن م ا وف د م ن النص ارى قب ل الرتمج ة م ن مس ائل فلس فية وق ااي منطقي ة جع ل املس لمني ي رباون هل م ب اوا الف ار يف س ا ة ال وغى ي دفعهم إىل حماج ة الق وو فيم ا أاثروه م ن ش بهات أ ل او اإلس الو وأفل اره يف اجل دال واحل وار وال اد وال نقض فعلف وا عل ى التسلح أبفلار فلسفية من جنس ما ُياربون به. ومن الطبيع أن اجلدل يستدع النظا ويثري التأمل ،وقد يؤدر إىل الت أثا وه ذا م ا ص ل فوجد أشخاص ينهجون هنجاً جدي داً يف البح ث واجل دل مت أثاين بط اق اس تدةل الفالس فة فتل َّون عل م الل الو كعل م أساس ه الق اآن وهدف ه ال دفا ع ن اإلس الو وبي ان أفل ار الق اآن مب نهج خ اص خيالف منهج القاآن واحلديث وسلف اامة يف البحث والتقايا والتدليل. ووج دت وائ ف تعلق ت مبش لالت أمهه ا خل ق اافع ال وال و امل دار املعتزل ة ( )1وااش اعاة ()2 واملاتايدي ة ()3 والعق ل ،وم ن أه م تل ك واملتفلس فني م ن املس لمني ،وس نتللم ع ن ه ذه الطوائف مبا يناسب مع موضوعنا يف الدراسة. ( )1فاق ة إسالمية،رأس ها واص ل ب ن عط اء (131ه ) ُمس وا ج ذا اةس م ،نتيج ة ةعت زال واص ل لق ة احلس ن ص ّار ،بع د خ الف ول ماتل ب اللب رية ،ومس ى املعتزل ة أنفس هم أبص حان الع دل ،وأص حان التو ي د، البَ ْ واعتمدوا على العقل يف إثبات العقائد وردوا على تيار الزندقة ،وانالوا الوثنيني ،ومارسوا اجلدل ،وأغاق وا ّ الف ْل ا اإلسالم ابملناظاات ،وجادلوا اجملو ،والوثنية ،وااشاعاة ،واملاتايدية ،ىت أصابت محلتهم الفقهاء واحملدثني، افرتقوا إىل فّاق منها :الواصلية ،واهلذيلية ،والنظامية ،واجلا ظية. اإلسالميَّة ،ص(.)82-76 أنظا :عزوا ،إسحاق بن عقيل املل 1415( ،ه ) :الفاق ْ ( )2ااشاعاة :فاقة كالمية إسالمية ،تُنسب ايب احلسن ااشعار الذر خاج عل ى املعتزل ة وق د اخت ذ ااش اعاة الرباهني والدةئل العقلية واللالمية وسيلة يف حماجج ة خص ومها م ن املعتزل ة والفالس فة وغ ريهم ،ةثب ات ق ائق اإلس الميَّة .وم ن أب اا أئم ة امل ذهب :الب اقال ،والغَ َزايل ،واةس فااييين وإم او احل امني والفخ ا ال دين والعقي دة ْ إن عقي دة ااش اعاة ،تُنس ب إىل عقي دة أه ل الس نة واجلماع ة ابملع ىن الع او يف مقاب ل اخل وارج ال َّااار وعموم اً ف ِّ وأن ااش اعاة وخباص ة أش اعاة الع ااق ااوائ ل أمث ال :أب و احلس ن ااش عار ،والب اهل ،واب ن والش يعة واملعتزل ةِّ . جماهد والباقال وغريهم ،أقان إىل الس نِّة واحل ق م ن الفالس فة واملعتزل ة ب ل وم ن أش اعاة خااس ان ك أيب بل ا ب ن وإهنم ليحمدوا على مواقفهم يف الدفا عن السنِّة يف وجه البا نيِّة والااف ة والفالس فة .وممِّا جي ب فورك وغريهِّ ، التنبيه إليه هو ما آل إليه اإلماو أبو احلسن ااشعار بعد كتان اإلابنة ع ن أص ول الداين ة ال ذر مح ل في ه ل واء ٍّ تلييف وة تشبيه وة تعطيل وة حتايف وة تبديل، أمحد بن نبل ورجع فيه إىل إثبات الصفات مجيعها من غري وة متثي ل ،ورج ع في ه ع ن كث ري م ن آرائ ه اللالمي ة إىل اي ق الس لف يف اإلثب ات وع دو التأوي ل ،كم ا ب ِّني ذل ك احلافظ ابن عساكا يف تبيني كذن املف رتر ص( ،)136واحل افظ البَ ْي َه ّق ِّ يف كت ان اةعتق اد ص()109 ،96 اإلس الميَّة لل ربور ،ص( )518و مقدم ة اإلابن ة لفوقي ة حمم د و وبع ض الدراس ات اجل ادة حن و امل ذاهب ْ ص(.)27 أنظا :اجلُهين ،د .مانع بن ِّمح اد :املوس وعة امليس اة يف ااداين وامل ذاهب واا زان املعاص اة ،ص( ،)86إىل ص(.)97 ( )3املاتايدية :فاقة كالميِّة إسالميِّة ،تُنسب إىل أيب منصور املاتايدر ،قامت على استخداو الرباهني والدةئل اإلسالميَّة . العقليِّة واللالمية يف حماججة خصومها من املعتزلة واجلهمية وغريهم ،إلثبات قائق الدين والعقيدة ْ م ن أب اا أئم ة املاتايدي ة :أب و اليُس ا الب زدور ،وأب و املع ني النس ف ،واللم ال ب ن مهِّ او وينتس بون يف جممله م إىل ال القاض عب د اجلب ار( « :)1اتف ق ك ل أه ل يس م املعتزل ة أنفس هم أص حان الع دل ،قَ َ العدل على أن أفعال العباد من تصافهم ،وقيامهم ،وقعودهم ،ادثة م ن جه تهم وأن هللا ع ِّز وج ِّل ال أن هللا س بحانه خالقه ا وحم دثها، أقدرهم على ذلك وة فاعل هلا ،وة حمدث سواهم و إن من قَ َ فقد عظم خطؤه.)2(» ... فالعب د خ الق افع ال نفس ه بق درة أودعه ا هللا في ه عن دهم فم ن جن ا فبفعل ه وم ن هل ك فبفعله ،انه تعاىل عادل ة يظلم أ داً. ويايدون ابلعدل أنه تعاىل يصدر الفعل على وجه الص وان واملص لحة وأن احلل يم ة يفع ل إة الصالل واخلري ،فيج ب م ن ي ث احللم ة رعاي ة مص احل العب اد وأم ا التل اليف فألط اف للب ارر أرس لها إىل العب اد بتوس ط اانبي اء والاس ل امتح اانً واختب اراً ليهل ك م ن هل ك عل ى بينِّ ة وُي ىي م ن ىي عن بينِّة. إن ال ان تع اىل من زه أن ي اف إلي ه ش ا وظل م وفع ل وه و كف ا ومعص ية ان ه ل و وقَ الوا ِّ : خلق الظلم كان ظاملاً كم ا ل و خل ق الع دل ك ان ع ادةً ،وبن و عل ى ذل ك أن هللا ة ُي ب الفس اد وة خيلق أفعال العباد بل يفعلها العباد ابلقدرة ال ركبه ا هللا ف يهم ،فالعب د عن دهم ق ادر خ الق افعال ه اإلم او أيب نيف ة ومذهب ه يف الف او وتعم ل اجلامع ات وامل دار عل ى نش ا مذهب ه يف كث ري م ن أص قا اارض وتُدر العقيدة املاتايدية يف اهلند وابكستان وتاكيا واملغان على أهنِّا عقيدة أهل السنة واجلماعة. أنظ ا :اجله ين ،د .م انع ب ن محِّ اد :املوس وعة امليس اة يف ااداين وامل ذاهب واا زان املعاص اة ،ص( 99إىل .)108 ( )1هو عبد اجلبار بن أمحد بن خلي ل ب ن عب د هللا اهلم ذا ااس د آابدر (330ه ) تقايب اً .ول د يف مدين ة أس د آابد ويف ق زوين ب دأ يتلق ى دروس ه ااوىل يف الفق ه وااص ول والل الو واحل ديث ،ويف البص اة حت ول م ن امل ذهب ااشعار إىل مذهب املعتزلة ،مث انتقل إىل بغداد فواصل دراسته لالعتزال ىت بلغ ماتبة العلم اء يف اةعت زال ، ويف اامهام ز بن وا خواس تان ش ا يلق دروس ه عل ى تالمذت ه ىت اس تدعاه الص ا ب ب ن عب اد إىل ال ار َّولَ ةيف س نة 367ه س نة 977و ىت واف اه ااج ل َّولَةالبوجي ة ،وهن اك ت وىل منص ب قاض ق اة الد ْ عاصمة الد ْ 415ه 1024-و وخلف كتباً ه أغىن مصدر لدراس ة اةعت زال ومنه ا :ش ال العم د ،ف ل اةعت زال و بق ات املعتزلة وشال ااصول اخلمسة واملُْغين يف أبوان التو يد والعدل ،أنظا :عثمان ،د .عبد اللامي :قاض الق اة عبد اجلبار اهلمذا .)413/411/2( ، ( )2اهلمذا ،عبد اجلبار بن أمحد :املُغْين يف أبوان العدل والتو يد.)3/8( ، خريها وشاها ،يستحق على ما يفعله ثواابً أو عقاابً ،وأنه تع اىل ة أيم ا مب ا أراد ومل ين ه إة عم ا ك اه، وأنه ويل كل سنة ،أما جا وبائ من كل سيئة هنى عنها. وقَالوا :من جن ى بفعل ه اس تحق الث وان ،وم ن خس ا فبفعل ه اس توجب العق ان ،وأن العق ل م ن ي ث احللم ة يقت ذل ك ،وق اروا أن فع ل الص الل وااص لح واج ب ل ه تع اىل وأن لألش ياء سناً ذاتياً وقبح اً ذاتي اً فمس تحيل أن أيم ا هللا بفع ل م ا ه و قب يح لذات ه ،وذل ك م ا يس مى عن دهم فع ل الص الل ،فالص الل واج ب ل ه وة ش ء يفعل ه إة وه و ص احل ،ويس تحيل علي ه أن يفع ل غ ري الصاحل ومسوا هذا النمط عدةً(.)1 ال ااش اعاة :إن الفع ل كل وق هلل واللس ب م ن العب د ،وابللس ب يل ون التللي ف وقَ َ ويلون الثوان ويلون العقان. واملاتايدر( :)2يف هذه الق ية يقار أن هللا سبحانه وتعاىل خالق ااش ياء كله ا ف ال ش ء يف ه ذا الوج ود إة وه و كل وق هلل تع اىل ة ش ايك ل ه س بحانه ،وإثب ات اخلل ق لغ ريه إثب ات للش ايك وذلك غري مقبول وة معقول. أة يلون ثوان إة وللعبد اختيار فيم ا يس تحق علي ه إن لمة هللا تق مث يقول املاتايدر أي اًِّ : وأن ذل ك ف وق إن ه مقت ى احللم ة ه و الثوان وة عقان اباوىل إة فيما يل ون العب د اختي ار من ه ِّ مقت ى العدل أي اً. ( )1أنظا ول تلك املسألة: اإلسالميَّة ،ص(.)72-71 عزوا ،إسحاق بن عقيل :الفاق ْ ابن تَ ْي ّميَّة :منهاج السنة.)298/2( ، -ابن قَ يِّّم اجلَْوّايَّة :شفاء العليل يف مسائل الق اء والقدر واحللمة والتعليل ،ص(.)42 ال عبد هللا املاائ يف ( )2املاتايدر :هو حممد بن حممد بن حممود املاتايدر السماقندر ،نسبة إىل (ماتايد) .قَ َ ورد كتابه الفتح املبني يف بقات ااصوليني « :كان أبو منصور احلجة دافع عن عقائد املسلمنيِّ ، قور ِّ ِّ ال عنه أبو احلسن الندور يف كتابه رجال ّ الف ْلا والدعوة « جهب ٌذ شبهات امللحدين» )194-193/1( .وقَ َ من جهابذة ّ الف ْلا اإلنسا امتاا ابلذكاء والنبوغ و دق الفنون العلمية املختلفة » ،ص( .)139بل كان ودفن ياجحه على أيب احلسن ااشعار يف كتابه اتريخ الدعوة ( .)115-114/1تويف عاو 333هجاية ُ ورد ااصول اخلمسة ، بسماقند ،وله مؤلفات منها :أتويالت أهل السنِّة أو أتويالت القاآن ،وكتان التو يدِّ ، والاد على فاو مذهب القاامطة .انظا :اجلُهين ،املوسوعة املُيساة ،ص(.)100 ِّ وعل ى ذل ك تل ون أفع ال العب اد عن ده كلوق ة هلل تطبيق اً لقول ه تع اىلَ :و َّ اَّللُ َخلَقَ ُكأ ْم َو َمأأا ت َ ْع َملُونَ ،)1(ويبقى التوفيق بني اختيار العبد عنده وبني كون الفعل كلوقاً هلل سبحانه. وللتوفي ق يق ول م ا قَال ه ااش عار « :إن العب د ل ه اللس ب وه و كت ار في ه وج ذا اللس ب يلون الثوان والعقان مث يفرتق عن ااشعار». إذ اةش عار يق ار أن ذل ك اللس ب ه و اةق رتان ب ني الفع ل ال ذر ه و كل وق هلل تع اىل واختي ار العب د م ن غ ري أن يل ون للعب د أتث ري يف ه ذا اللس ب .وعل ى ذل ك يل ون اللس ب عن د ااشعار كلوقاً هلل تعاىل كالفعل نفسه. أما اللسب عن د املاتاي در فإن ه يل ون بق درة أودعه ا هللا يف العب د ،فالعب د عن ده يس تطيع أن يلس ب الفع ل بق درة كلوق ة في ه ويس تطيع أن ة يلس به ج ذه الق درة ،فه و ا كت ار يف ه ذا اللسب إن شاء فعل واقرتن ابلفعل الذر هو كلوق هلل تعاىل ،وإن شاء تاك وبذلك يلون الث وان ويلون العقان ،و ٍّ ينئذ ة يتناىف مع كون هللا خالقاً افعال العباد مع اختيارهم(.)2 وم ؤدى اام ا :أن املعتزل ة ق اروا أن خل ق الفع ل بق درة أودعه ا هللا يف العب د ،وااش اعاة ق اروا أن ة ق درة للعب د يف الفع ل ولل ن ل ه اللس ب واللس ب ة يل ون إة ابةق رتان ة بت أثري م ن العبد ،واملاتايدر قار أن اللسب بقدرة العبد وبتأثريه وهذه القدرة ة يلون جا الت أثري يف اللس ب ويظها أثاه ا عن د وج ود الفع ل ه اةس تطاعة ال ه من اط التللي ف عن د أيب نيف ة وتبع ه فيه ا املاتايدر ،وتلون عند الفعل اهنا القدرة املتجددة احلادثة فال يلزو أن تل ون قب ل الفع ل ،واملعتزل ة قاروا أن اةستطاعة تلون قبل الفعل ان التلليف واخلطان به يلون قبل الفعل ة بعده. من خالل ما سبق ،يظه ا أن ق ية اجل رب واةختي ار جعله ا املتللم ون ق ية تتعل ق بعالق ة اإلنسان ابلذات اإلهلية وابحلدود الفاصلة بني فعل اخللق وفعل اخلالق ،وابجلزاء والث وان والعق ان، ف اأى املعتزل ة املس ِّمون أب د ااص ول اخلمس ة ال اجتمع وا عليه ا وأمجع وا عل ى اإلمي ان ج ا متيي زاً ملدرستهم وتيارهم ّ الف ْلار عن غريه من التيارات وهو أه ل الع دل والتو ي د ،ي اون أن الق ول جبربي ة اإلنسان نفياً للعدل عن الذات اإلهلية ،ونس بة اجل ور ان يف س ان اإلنس ان ومثوبت ه وعقاب ه عل ى ( )1الصافات .96 / ( )2أنظا املااجع السابقة ول هذه املسألة. أعمال هو جمرب على إتياهن ا ج وراً ة حمال ة ،إذ في ه تللي ف اإلنس ان م ا ة يُطي ق فعل ه أو ة يس تطيع الفلاك من إتيانه. يق ول مانل دمي( « : )1إن النب وات والش اائع داخ الن يف الع دل ان ه ك الو يف أن ه تع اىل ،إذا عل م أن صال نا يف بعثة الاسل ،وأن نتعبد َّ ابلش ّا َيعة ،وجب أن يبعث ونتعب د وم ن الع دل أن ة خي ل مب ا ه و واجب عليه. وكذلك يدخل الوعد والوعيد يف العدل ،انه كالو يف أنه تعاىل إذا وعد املطيع ني ابلث وان، وتوع د العص اة ابلعق ان ،ف ال ب د م ن أن يفع ل وة خيل ف يف وع ده وة يف وعي ده وم ن الع دل أة خيلف وة يلذن وكذلك املن زلة بني املن زلتني داخل يف ابن الع دل ،ان ه ك الو يف أن هللا تع اىل ،إذا علم أن صال نا يف أن يتعبدان إبج ااء اامس اء واا ل او عل ى املللف ني وج ب أن يتعب دان ب ه ،وم ن العدل أة خي ل ابلواجب وكذلك اللالو يف ااما ابملعاوف والنه عن املنلا»(.)2 وااد القاس م ب ن إب ااهيم( )3أص الً سادس اً أمس اه حمم د عم ارة يف تقدمي ه لاس ائل الع دل والتو ي د ب « العدالَ ة اةجتّم ّ اعيَّ ة واملالي ة واةقتص ادية »( )4وذل ك عن دما يق ول « :وأن التقل ب َ ْ َ اباموال والتجارات وامللاسب يف وقت ما تعطل فيه اا لاو وينته ما جعل هللا لألرامل واايت او () 1هو مانلدمي أمحد بن أمحد بن احلسني بن أيب هاشم احلسيين ششديو ،أ د أئمة الزيدية ،خاج ابلار سنة (411ه ) وتويف جا سنة (420ه ) وهو أ د تالميذ القاض عبد اجلبار اهلمذا املعت زيل ،كم ا أنه أ د من مجع شال ااصول اخلمسة للقاض وعلق عليها. أنظا :عمارة ،د .حممد :رسائل العدل والتو يد ( خلمسة أئمة ) ،ص(.)78 ( )2اهلمذا ،عبد اجلبار بن أمحد :شال ااصول اخلمسة ،ص(.)25 ابلا ِّّس (246-169ه )، ()3هو أبو حممد القاسم بن إبااهيم بن إمساعيل ،بن إبااهيم بن احلسن املثىن ،الشهري َّ متللم وفقيه وشاعا ومن أئمة الزيدية وهو شقيق اإلماو الزيدر ابن با با هنض أبما الدعوة العلوية ومتت له َةالعبَّاسية وظل متخفياً عنها ةئذاً ابلفاار من وجه خلفائها ياى رأر املعتزلة يف َّول َ البيعة ولو ق على أثاها من الد ْ ااصول اخلمسة. أنظا :تامجته ،الفهاست ص( ، )193ااصفها :يف مقاتل الطالبني ص( )556-553و عمارة ،د .حمم د: رسائل العدل والتو يد ،ص(.)22 ( )4عمارة ،د .حممد :رسائل العدل والتو يد ( خلمسة أئمة ) ،ص(.)76 واملل افيف والزمن ا( )1وس ائا ال عفاء ل يس م ن احل ل واإل الق كمثل ة يف وق ت وةة الع دل واإل سان والقائمني حبدود الامحن » ()2 إن أص ل الع دل م ن أص ول املعتزل ة كم ا ي دل عل ى ذل ك اةقتب ا ال ذر فاغن ا م ن إي ااده هنا ،وهذا ااصل تنطور حتته ثالثة أصول أخاى ،ه الوع د والوعي د واملن زلة ب ني املن زلتني واام ا ابملعاوف والنه عن املنلا وذلك ابإلضافة إىل النِّ ِّبوات َّ والش ْاعيات ،ف إذا أض فنا إىل أص ل الع دل أصل التو يد كنا قد مجعنا كل أصول اةعتزال. أن بعض التيارات ّ الف ْلاية غري اةعتزالية قد ش اركت املعتزل ة يف الق ول ابلع دل أو ويال ظ ِّ ابلتو ي د أو جم ا مع اً أو جبزئي ات وعناص ا م ن ه ذين ااص لني اجل امعني لفل ا أص حان اةعت زال، كالزيدي ة( )3املتبني ة أص ول اةعت زال وع نهم يق ول َّ الش ْه َا ْس تا ِّ ( « )4أم ا يف ااص ول ف ريون رأر املعتزلة ذو القذة ابلقذة ويعظمون أئمة اةعتزال أكثا من تعظيمهم أئمة أهل البيت ». ويف خت او ه ذه النقط ة ة ب د م ن التنوي ه مل ا عق ده بع ض الب ا ثني م ن ص لة ب ني اةختي ار كمشللة كالمية وبني ِّّ احلايَّة بوجه عاو وبني اجلرب كمشللة كالمية واةستبداد. فق د اعت رب حمم د عم ارة قي او ص لة وثيق ة ب ني مص طلح اةختي ار ِّّ واحلايَّة وجع ل م ن الث ا البديل املعاصا لشبيهه القدمي. ( )1الزمنا :مجع امن وهو العاجز. ( )2جمموعة رسائل اإلماو القاسم29086( ،ن) .وأنظا :عمارة ،د .حممد :رسائل العدل والتو يد، ص(.)76 ( ) 3تعترب الزيدية أقان فاق الشيعة إىل أهل السنة واجلماعة ،وتاجع نسبتها إىل مؤسسها ايد بن عل اين العابدين ،وكان ياى صحة إمامة أيب بلا وعما وعثمان رض هللا عنهم ومل يقل أ د منهم بتلفري أ د من الصحابة ،ومييلون إىل اةعتزال فيما يتعلق بذات هللا واةختيار يف ااعمال ،وماتلب اللبرية يعتربونه يف منزلة بني املنزلتني وخيالفون الشيعة يف اواج املتعة ويستنلاونه ويف الفاو ة خياجون عن إ ار مدار الفقه اإلسالم ومذاهبه ،وموا ن اةختالف بني الزيدية والسنِّة يف مسائل الفاو ة تلاد تُذكا .انظا :أبو اهاة ،حممد اإلماو ايد واجلهين املوسوعة امليساة ،ص(.)86-81 ( َّ )4 الش ْه َا ْستا ِّ :هو حممد بن عبد اللامي بن أمحد ،أبو الفتح ،ولد بشهاستان عاو 479هجاية ،كان عاملاً مبذاهب الفالسفة وأداين اامم ،عاش يف بغداد وتويف بشهاستان عاو (548ه ) من كتبه امللل والنِّحل . انظا :سري أعالو النبالء ( ،)286/20وااعالو .)215/6( ، ال « :وكل ذل ك يؤك د العالق ة الوثيق ة ب ني اجل رب واةس تبداد وم ن مث العالق ة الوثيق ة ب ني قَ َ واحلايَّ ة» ( )1وليؤك د ه ذه الص لة أمس ى كتاب ه « مش للة ِّّ اةختي ار ِّّ احلايَّ ة اإلنس انية » ملعاجل ة ه ذه الق ية ولينتص ا إىل اةختي ار ( ِّّ احلايَّ ة ) ق ائالً « :اي ة اإلنس ان رس وةً هلل ،وماس الً إلي ه و اي ة املالئلة ،وكذلك إبليس فجعل التلليف قائماً على ِّّ احلايَّة واةختيار»( .)2وكل ذل ك ظ ن والظ ن ة يغين عن احلق شيئاً. المطلب الثالث ال َعدالَة عنــــد متفلسفـــــــة المسلميــــــن ( )1عمارة ،د .حممد :املعتزلة ومشللة ِّّ احلايَّة اإلنسانية ،ص(.)217/88/5 ( )2عمارة ،د .حممد :املعتزلة ومشللة ِّّ احلايَّة اإلنسانية ،ص(.)106 لقد أتيح لثلة م ن املَُف ِّّل اين اإل ال عل ى اافل ار الفلس فية اليواننيَّ ة م ن كت ب الفلس فة فأكبوا على دراستها دراسة عميقة ودراسة كلية مطلقة يف كل ش ء ىت أتهل وا ان يفل اوا تفل رياً فلس فياً وينتج وا إنتاج اً فلس فياً ،مس وا ابلفالس فة املس لمني ،أمث ال اللن در والف ارايب واب ن مس لويه وابن سينا وابن اهليثم وابن ابجة وابن فيل وابن رشد. وق د ك ان ج ِّل م ا ع ىن ب ه متفلس فة املس لمني ه و التوفي ق ب ني التفل ري اإلس الم وب ني الفلسفة اليواننيَّ ة وحماول ة إجي اد فلس فة تلتَ ّقيِّفيه ا ه ذه العناص ا ،معتم دين عل ى مص درين مه ا العق ل والو . إة أن بيعة البحث يف الفلسفة وال تتمثل يف البحث اجملاد من خ الل النظ ا يف املس ائل كما يدل عليها الربهان العقل بغض النظ ا ع ن النتيج ة كائن ة م ا كان ت جعل ت متفلس فة املس لمني مع اختالف فيم ا بي نهم أكث ا م يالً إىل الفلس فة اليواننيَّ ة « فالف ارايب م ثالً ك ان أكث ا م يالً لفلس فة أرس طو ،وم ال اب ن س ينا لألفال وني ة احلديث ة»( ،)1ل ذلك « كان ت أحب اثهم فلس فية حم ة ة عالق ة اإلسالميَّة»(.)2 اء إسالمية وأفلارهم ة تدخل يف دائاة الثَّقافَة ْ لإلسالو جا وآراؤهم ة تعترب آر ً « وم ن ه ذا املنطل ق ك ان م ن الظل م وخ الف الواق ع أن تس مى الفلس فة ال اش تغل ج ا أمث ال اللن در والف ارايب واب ن س ينا وغ ريهم -م ن متفلس فة املس لمني – فلس فة (إس الميِّة) لع دو الصلة بينها واإلسالو وللتناقض التاو يف ااسا ال ذر ينطلق ون من ه وه و فه م الوج ود املطل ق وم ا يقت يه لذات ه خب الف اإلس الو فإن ه يبح ث يف الواق ع احملس و وأيم ا ابلتس ليم فيم ا وراء الل ون تسليماً مطلقاً »(.)3 اإلسالميَّة يف بعض املواض يع فه و وأما ما يشاهد من عالقة بني البحث الفلسف واافلار ْ إم ا تس ليم م ن متفلس فة املس لمني مب ا ورد م ن النقلي ات ال ة ميل ن إقام ة الربه ان العقل عل ى وإم ا أن يل ون خب اوجهم ع ن ااس ا ال ذر صحتها أو بطالهنا كالبعث والنشور واملعاد اجلس ما ِّ ، ينطلق منه وهو فهم الوجود املطلق وما يقت يه لذاته فيصدرون احللم قبل البحث اجملاد. ( )1شليب ،د .أمحد ّ : الف ْلا اإلسالم منابعه وآاثره ،ص(.)137 ( )2النَّب هاّ ،تق ِّّ اإلسالميَّة )125/1( ،بتصاف. الدين :الشخصية ْ َ َ ِّ ِّ ( )3النَّب هاّ ،تق ِّّ اإلسالميَّة )125/1( ،بتصاف. الدين :الشخصية ْ َ َ ِّ ِّ اإلس الميَّة بس بب وإم ا أن يل ون حماول ة للتوفي ق ب ني بع ض الق ااي الفلس فية والق ااي ْ ِّ كون هم مس لمني يت أثاون ابإلس الو أش به م ا يل ون بت أثا الفالس فة املس يحيني ابملس يحية والفالس فة اليه ود ابليهودي ة ابعتب ار أن ه ة ب د أن تظ ل مف اهيم ااعم اق رواس ب تقف ز أثن اء البح ث ،إة أن البحث يبقى حبثاً فلسفياً والعقلية عقلية يواننية ة صلة هلا ابإلسالو. العدالَة. وسوف نتعاض آلراء بعض الفالسفة ول َ -1الفارايب(339-260( )1ه 950-874،و): يق ول يف كتاب ه املدين ة الفاض لة « :الع دل إعط اء ك ل وا د قس طه ...وه ذا ابلنس بة للخريات املشرتكة اهل املدينة على مجيعهم ...مث يف فظ ما قسم عليهم ...فلل وا د م ن أه ل املدينة له قسط من هذه اخلريات مساوايً ةستئهاله...فنقص ه ذل ك واايدة علي ه ج ور ،مث بع د ذل ك وإم ا أبن خي اج بش اائط وأ وال ة يلح ق ُيف ظ عل ى ك ل وا د قس طهِّ ،إم ا أبن ة خي اج ع ن ي ده ِّ خباوجه عند يده من قس طه ض ار ة ب ه وة ابملدين ة ،فالع دل إذن أن يع اد للم اء م ا خ اج ع ن ي ده من قسطه ،سواء عاد علي ه يف خاص ة نفس ه أو عل ى املدين ة ،والع دل عن ده ك ذلك اس تعمال أفع ال الف يلة فيم ا بين ه وب ني غ ريه ،أر ف يلة كان ت وعل ى ه ذا إعط اء ك ل وا د قس طه و فظ ه علي ه نو من أنوا العدل ،وهناك أنوا أخاى مث ل التف ويض لل ل وا د م ن أه ل املدين ة بعم ل يف اد ب ه وة ي رتك أ د م نهم ي زاول أعم اةً كث رية ومث ل إع داد أم وال للطوائ ف ال ذين ل يس م ن ش أهنم أن يلس بوا م اةً ،كحمل ة ال دين ...واا ب اء وذويه م ...وك الزمىن وال ذين ة ق درة هل م أن يلس بوا ااموال ...ومثل احلان من أجل إعطاء العدل والنص فة ،أو قم ع مت اد ،وجع ل ق وو عل ى ق وو عل ى ( )1الف ارايب (339-260ه 950-874،و) ،حمم د ب ن حمم د ب ن اخ ان ب ن أوال غ أب و نص ا الف ارايب ،يع اف ابملعلم الثا ،أكرب متفلسفة املسلمني ،تاك ااصل ،مس تعان ول د يف ف اران ( عل ى هن ا جيح ون ) وانتق ل إىل َّولَ ةابن مح دان ،ت ويف بدمش ق، بغداد فنشأ فيها وألِّف فيها أكثا كتبه ،ور ل إىل مصا والشاو واتصل بس يف الد ْ ك ان ُيس ن اليواننيَّ ة أكث ا اللغ ات الش اقية يف عص اه ،وع اف ابملعل م الث ا لش ا ه مؤلف ات أرس طو (املعل م ااول) ،ل ه حن و مئ ة كت ان منه ا «الفص وص» و«إ ص اء العل وو والتعاي ف أبغااض ها» و « آراء أه ل املدين ة الفاضلة ». أنظاِّّ : الزّرْكل ِّ ،خري الدين :ااعالو قامو تااجم اشها الاجال.)20/7( ، ما ه و ااج ود واا ظ ى ،أر احل ان ةكتس ان خ ري للمدين ة ورده م إىل ااص لح هل م ،ودف ع ع ٍِّّ دو ابلق وة ،ك ل ه ذا ع دل»( )1ويق ول « ...فم ا يف الطب ع ه و الع دل ،فالع دل إذن التغال ب فاس تعباد القاها للمقهور هو أي اً من العدل وأن يفعل املقهور م ا ه و اانف ع للق اها ه و أي اً ع دل ،فه ذه كلها من العدل الطبيع ،وه الف يلة ..وأ ي اانً يتق ارن ااف ااد وتتق ارن اجلماع ات يف الق وة... عندئذ يصطلح اافااد واجلماعات على شاائط يتعاملون جا ...فالوف اء مب ا اص طلح علي ه ك ل فاي ق هو العدل الوضع وهو انتج عن ضعف وخوف يف الفايقني »(. )2 فالعدالَة عن د الف ارايب ة تتم ايز كث رياً عم ا ه فلس فة أرس طو « وهل ذا ع اف يف وعلى هذا َ اتري خ ّ الف ْل ا أبن ه املعل م الث ا أو الش ارل لش ا ه أكث ا م ن مائ ة كت ان نص فها تقايب اً نق د وش اول وتعليق ات عل ى أحب اث أرس طو( )3وة خيف ى أتث ريه فيم ا اقتبس ناه أبفال ون فيم ا يتعل ق ابل ابط ب ني السي ّ ّ اس يَّة وااخ الق وإىل م ا ذه ب إىل الق ول ب ه م ن الع دل الطبيع والع دل الوض ع ،إض افة إىل ِّ َ اس يَّة واةجتّم ّ السي ّ ّ اعيَّ ة ال كان ت س ائدة يف عص اه وابافل ار الش يعية اإلمامي ة م ن أتث اه ابحلي اة ِّ َ ْ َ خالل دور الااع أر رئيس املدينة الفاضلة ووظيفته مع رعيته « كم ا أن القل ب أوةً مث يل ون ه و ()4 الس بب يف أن يل ون س ائا أع اء الب دن والس بب يف أن حتص ل هل ا قواه ا وأن ترتت ب مااتبه ا » ويف هذا التأثا يقول د .اجلاواميله « فلسفة الفارايب مزيج م ن أرسططاليس ية وأفال وني ة ديث ة م ع صبغة إسالمية واضح ة ونزع ة شيعي ة إمامية ة شك فيها »(.)5 -2ابن مسلويه(1030-972 ()6و) : ( )1اندر ،د .ألبري نصار :أبو نصا الفارايب آراء أهل املدينة الفاضلة ،ص(.)160-157 ( )2فاوخ ،د .عما :اتريخ ّ الف ْلا العايب ،ص(.)365-364 ( )3شليب ،د .أمحدّ : الف ْلا اإلسالم منابعه وآاثره ،ص( )140-139بتصاف. ( )4اندر ،د .ألبري نصار :أبو نصا الفارايب آراء أهل املدينة الفاضلة ،ص()129-128بتصاف. ( )5الفاخورر ،د .خليل اجلاو نا :اتريخ الفلسفة العابية.)152/2( ، ()6ابن مسلوية (421ه 1030-و) أمحد بن حممد بن يعقون بن مسلوية ،أبو عل ،مؤرخ حباث ،أص له م ن الار وسلن أص فهان وت ويف ج ا ،اش تغل ابلفلس فة والليمي اء واملنط ق م دة ،مث أول ع ابلت اريخ واادن واإلنش اء، َّولَ ةابن بوي ه فلق ب ابخل اان ،مث اخ تص ببه اء ك ان قيم اً عل ى خزان ة كت ب اب ن العمي د مث كت ب عمي د الد ْ َّولَةالبوي ه وعظم شأنه عنده. الد ْ أنظاِّّ : الزّرْكل ِّ ،خري الدين :ااعالو يف قامو تااجم اشها الاجال والنساء.)212-211/1( ، العدالَة م ن خ الل ديث ه ع ن أس س تناول ابن مسلويه يف كتابه هتذيب ااخ الق ،مفه وو َ الرتبية ااخالقية انطالقاً من معافة اتمة ابلنفس البشاية ومقوماهتا وقواها. « فإنسانية اإلنسان تتم بتوافا إرادته واجتاهها حن و اخل ري وابتعاده ا ع ن الش ا وق وى ال نفس ال ثالث ه ق وة التفل ري وق وة الغ ب وق وة الش هوة ،م ىت اعت دلت ل دى اإلنس ان ول دت لدي ه ف يلة العدالَة والعفة واحللمة ،والشجاعة تلك ال لإلنسان أن يتباهى ويفتخا جا »(.)1 َ فالعدالَة « :ف يلة لل نفس حت دث هل ا اجتم ا الف ائل ال ثالث احللم ة والعف ة والش جاعة وذل ك َ عند مساملة هذه القوى بع ها لبعض واستسالمها للقوة املميزة »(.)2 العدالَة تقسم إىل ثالثة أقساو: وياى ابن مسلويه أن َ -1عدالة دينية وه فيما بني اإلنسان وخالقه. -2عدالة مدنية وه فيما يؤديه النا بع هم لبعض ،وتشمل : أ -قسمة ااموال واللاامات وتلون نسبة كل وا د كنسبة من كان يف مثل ماتبته. ن -قسمة املعامالت اإلدارية ،كالبيع والشااء واملعاوضات. فالعدالَة توجب أن يلحق ال ار ج -قسمة ااشياء ال وقع فيها الظلم والتعدرَ ، اآلخا ليعود التناسب ،فالعادل من شأنه أن يساور بني ااشياء الغري متساوية. العدالَ ة الل ربى :وه م ا جي ب أن يل ون ب ني الن ا م ن ق وق جت اه أس الفهم مث ل أداء َ -3 الديون وانفاذ وصاايهم(.)3 العدالَة اسم يشملها ويعمها كلها« ...وأن َّ الش ّا َيعة وياى أن الف ائل كلها اعتداةت وأن َ مل ا كان ت تق در اافع ال اإلرادي ة ال تق ع ابلاوي ة وابلوض ع اإلهل ص ار التمس ك ج ا يف معامالت ه العدالَة لقب للتمسك َّ ابلش ّا َيعة»(.)4 عدةً واملخالف هلا جائااً فلهذا قلنا أن َ ( )1ابن مسلويه ،أمحد بن حممد بن يعقون :هتذيب ااخالق يف الرتبية ص()15 ، 14 ،13بتصاف. ( )2ابن مسلويه :هتذيب ااخالق يف الرتبية ،ص(.)14 ( )3اندر ،د .ألبري نصار :أبو نصا الفارايب آراء أهل املدينة الفاضلة ،ص()129-128بتصاف. ( )4فخار ،د .ماجدّ : الف ْلا ااخالق العايب.)139/2( ، وم ن ذل ك تب ني لن ا أن اب ن مس لويه « ُي اول التوفي ق ب ني آراء ش ىت جيمعه ا م ن ش تات املذاهب اخللقية وبني تعاليم َّ اإلسالميَّة ،وكان أشبه أبرسطو م ن غ ريه »( )1كم ا يب دو أتث ريه الش ّا َيعة ْ العدالَ ة أبفال ون خاص ة يف قول ه ابعت داةت ال نفس وتقس يم الق وى فيه ا إىل ث الث ق وى وجعل ه َ التنس يق ب ني ه ذه الق وى ،وه ذه املنهجي ة ه أس ا كتاب ه هت ذيب ااخ الق ي ث انتق ل م ن التعايف ابلنفس البشاية وقواها إىل اخللق وهتذيبه بغية الوصول إىل اللمال اإلنسا وم ن مثَّ جتدي د العدالَ ة مبين اً أن الس لوك املعت دل يف ك ل ش ء امل واان ب ني الق وى اخل ري والس عادة ومااتبه ا ،مث إىل َ ال تتحلم ابلنفس البشاية فال جتنح إىل التطاف « فالعادل من شأنه أن يس اور ب ني ااش ياء غ ري املتساوية...ويف هذه احلال ة بد من العلم بطبيعة الوسط ىت ياد الط افني إلي ه َّ والش ّا َيعة ه ال تاسم يف كل وا د من هذه ااشياء التوسط واةعتدال»(. )2 -3ابن سينا(1036()3و): والعدالَة ، والعدالَة عند ابن سينا ف يلة من الف ائل ااربع العفة والش جاعة واحللم ة َ « َ والعدالَة أصل ياجع إليها جمموعة من الف ائل تتفا عنه ا ،إم ا ك اانوا هل ا أو كاملاك ب فيه ا وه َ السخاء والقناعة والص رب والل او واحلل م والعف ة والص فح والتج اوا وكتم ان الس ا واحللم ة ...فه ا هو يف هذا املفهوو مل يتجاوا اافال ونية احملدثة »(.)4 ( )1ذكاى ،أبو بلا :اتريخ النظاايت ااخالقية ،ص(.)31 ( )2فخار ،د .ماجد :املاجع نفسه.)134-132/2( ، ()3ابن سينا :أبو عل احلسني بن عبد هللا1036-980( ،و) فيلسوف و بيب مسلم يلقب ابلشيخ والائيس ،ولد يف أخشنة ،قان خبارى ،ودر العلوو َّ الش ْاعية والعقلية وأصبح جة يف الطب والفلك والاايضة والفلسفة ،وفيها اختالل يف املعتقد ة ُيتمل وقد انقش شيخ اإلسالو ابن تَ ْي ّميَّة كثرياً منها يف كتابه تعارض العقل والنقل .تويف ودفن يف مهذان ،من مصنفاته :الشفاء ،النجاة ،اإلشارات ،التنبيهات. أنظا :سري أعالو النبالء ( ،)531/17وااعالو (.)241/2 ( )4فخار ،د .ماجدّ : الف ْلا ااخالق العايب.)148/2( ، -4ابن رشد(:)1 أورد اب ن رش د ثالث ة مع ان للعدال ة :فلس ف وفقه ولغ ور ،ف « ال َعدالَ ة ه اقتص ار ك ل فاد على تللف ااعمال ال ُيس ن هل ا الطب ع » ( « )2والع دل مث اة املعاف ة احلقيقي ة كم ا أن الظل م مثاة اجلهل » ()3 « إن حتقيق كل ما يف الطبع هو العدل وهو الف يلة »(.)4 العدالَة العدالَة مذهب اً فقهي اً ص افاً ي ث قَ َ الَ « : وإىل جانب هذا جند أنه ذهب يف معن ى َ ()5 ه التزاو الواجبات َّ والعدالَة ه ض د الش ْاعية ومس تحباهتا واجتن ان احملام ات وامللاوه ات» َ اجلور « إن العادل ملا كان ضد اجلائا.)6( »... العدالَة ،يلحظ الت أثا الب الغ ابلفلس فة اليواننيَّ ة إن املتتبع ملا ذكاه متفلسفة املسلمني عن َ إما بطايق التبين هلا أو النقل والشال آلراء منها دون تبين هل ا ،وإم ا بطاي ق التوفي ق ب ني آراء متفاق ة وأفل ار متع ددة منه ا الفلس ف وغ ري الفلس ف وه ذا الت أثا و بيعت ه مم ا أك ده مؤرخ و الفلس فة عن د املسلمني: يقول أنور اجلندر(:)7وقد تبني مفاسد كل حماوةت الفالسفة املشائني أمثال الفارايب ()1ابن رشد :أبو الوليد حممد بن أمحد (1198-1126و) فيلسوف و بيب وفقيه ،ولد يف قا بة ،ويل الق اء ف أشبيلية مث يف قا بة ،أتثا ابن رشد أبرسطو فشال من كتبه :الطبيعيات ،والسماء والنفس ،له يف الطب كتان اللل يات ،أهم مصنفاته الفلسفية :هتافت التهافت الذر رد فيه على كتان الغَ َزايل هتافت الفالسفة. أنظا :غاابل ،حممد شفيق :املوسوعة العابية املوسعة..)16/1( ، ( ) 5-4-3فخار ،د .ماجد :ابن رشد فيلسوف قا بة ،ص(.)122-121 ( )5ابن رشد ،حممد بن أمحد :بداية اجملتهد.)462/2( ، ( )6ابن رشد :املقوةت ،حتقيق د .حممود قاسم ،ص(.)128 ()7أنور اجلندر ،ولد عاو 1917ودر يف مطالع ياته مادا التجارة والصحافة وهو اب ث إسالم عمل يف اإلسالميَّة قل الدعوة منذ عاو 1946ومن أوائل الصحفيني اإلسالميني ،اشرتك يف العديد من املؤمتاات ْ و اضا يف جامعات إسالمية منها جامعة اإلماو حممد بن سعود ،وجامعة العني ابإلمارات ،واجملمع اللغور اباردن .له عشاات الدراسات يف جمال اادن ّ والف ْلا اإلسالم ،املوضو الائيس الذر أوةه اهتماماً كبرياً واب ن س ينا يف التوفي ق ب ني الفلس فة اليواننيَّ ة وب ني مفه وو اإلس الو ...واعت رب اللن در والفارايب وابن س ينا واب ن رش د جم اد ش َّاال امت داداً لل اول اهلليني ة ...وأعل ن اب ن تَ ْي ّميَّ ة عب ث حماول ة الفارايب وابن سينا وعقم جتابة التلفيق عندمها بني اإلسالو و اإلفال وني ة احملدث ة كم ا رأى أن ه دف التلفيق هو هدو اإلسالو من الداخل»(.)1 ويقول الدكتور أجلاواميله « :وان م ن ألق ى النظ ا عل ى فه ار ومؤلف ات الف ارايب وج د أن القس م ااك رب منه ا ش اول وتعليق ات عل ى فلس فة أرس طو وأفال ون»( ، )2وأم ا اب ن س ينا « فق د ك ان تلمي ذاً للف ارايب اول أن يفص ل آراءه ويب ني معاني ه فق د اتبع ه يف فلس فته الطبيعي ة واملاورائي ة وااخالقية ومل ُيد عنه إة يف بعض التفاصيل»(.)3 ()4 جل ما ع ىن ب ه متفلس فة املس لمني ويقول الدكتور أمحد شليب « :وعلى العموو فقد كان ِّ أول ااما هو التوفيق بني التفلري اإلسالم وب ني فلس فة أرس طو واافال وني ة احلديث ة ...فالف ارايب م ثالً ك ان أكث ا م يالً َ لفلس فة أرس طو ،وم ال اب ن س ينا لألفال وني ة احلديث ة ومل يثم ا ه ذا اةجت اه الثماة املاجوة »(.)5 ّ والعلْمانيةواةستشااق ،قدو موسوعة «مقدمات العلوو واملناهج» وموسوعة هو الغزو الف ْلار والتغايب َ «معلمة اإلسالو» ،وجمموعة من تااجم عظماء اإلسالو وغريها .أنظا :اجلندر ،أنور :تيارات مسمومة ونظاايت هدامة معاصاة ،الصفحة ااخرية. َساسيَّة ( )1اجلندر ،أنور :تيارات مسمومة ونظاايت هدامة معاصاة ،حتاصا اإلسالو وحتمل لواء هدو قيمه اا َ ،ص(.)21-20 ( )2الفاخورر ،د .خليل أجلاو نا :املاجع السابق (.)97/2 ( )3الفاخورر ،د .خليل أجلاو نا :املاجع السابق (.)93/2 () 4د .أمحد شليب ،مفلا إسالم ،تلقى دراسته يف اااها ويف كلية دار العلوو ويف جامعة لندن وجامعة كمربدج ،مثِّل مصا يف عدة مؤمتاات دولية ،اضا يف العديد من اجلامعات العابية منتدابً واائااً ومعاراً .تزيد مؤلفاته ع ن اإلس الميَّة ومقارن ة ااداين ،إض افة إىل مخس ني كت اابً أمهه ا :موس وعة الت اريخ اإلس الم وموس وعة احلَ َ َارة ْ اإلسالميَّة للل ااعمار وال بلغت 100كتاابً من السري والتاريخ وقصص القاآن ،وقد تُامجت معظم امللتبة ْ مؤلفاته إىل لغات عدة. ( )5شليب ،د .أمحدّ : الف ْلا اإلسالم منابعه وآاثره ،ص(.)137 يق ول ااس تاذ أب و بل ا ذك اى ع ن اب ن مس لويه أن ه ُ « :ي اول التوفي ق ب ني آراء ش ىت جيمعها من أشتات املذاهب اخللقية وبي ن تعالي م َّ اإلس الميَّة ،وك ان أش به أبرسط و م ن غي اه الش ّا َيعة ْ »(.)1 المبحث الرابع مفهـوم العَدالَة ْ االجتِ َما ِعيَّة ( )1ذكاى ،أبو بلا :اتريخ النظاايت ااخالقية ،ص(.)31 في ال ِف ْكر السياسي الغَ ْربي ويشتمل على ثالثـــــة مطالب : :العَدالَة ْ االجتِ َما ِعيَّة في ال ِف ْكر الرأسمالـــــــــــــي المطلب األول الحــــــــــــــــــر. المطلب الثاني :ال َعدالَة ْ االج ِت َما ِعيَّة في ال ِف ْكر االشتراكي الديمقراطي. المطلب الثالث :العَدالَة ْ االجتِ َما ِعيَّة في ال ِف ْكر الماركســـــــــــي الشيوعــــــي. المطلب األول االج ِت َما ِعيَّة في ال ِف ْكر الرأسمالي مفهـوم العَدالَة ْ الحـر َّ صل الدين عن احلياة اهنا تايد أن يلون س ري احلي اة نفعي اً الاأْ ُمساليَّة فلاة تقوو على مبدأ فَ ْ ّ ّ اء حبت اً َ ة ش أن لل دين ب ه ،وه ذه الف ْل اة ه عقي دهتا وقيادهت ا الف ْلاي ة وقاع دهتا اا َ َساس يَّة ،وبن ً عليها كان اإلنس ان ه و ال ذر ي ع نظام ه يف احلي اة يف إ ار م ن ِّّ احلايَّة اللامل ة لتحقي ق أك رب ق در م ن املنفع ة ل ه ،ابعتب ار أن ه ذه املنفع ة اخلاص ة للف اد ة تتع ارض م ع منفع ة اجلماع ة ،ان مص احل الفاد ومصاحل اجلماعة متوافقة ومنسجمة. وقد قامت هذه النظاية على أسس نوجزها يف النقط التالية(:)1 -1الفاد هو نقطة البداي ة يف التنظ يم اةجتم اع ،ومص لحته ه الغاي ة ااوىل واهل دف ااساس الذر يسعى اجملتمع إىل حتقيقه. -2الف اد ل ه جمموع ة م ن احلق وق :أ ل ق عليه ا «ج ون ل وك» احلق وق الطبيعي ة ،مث ل ق العم ل، َّملُّك ،إىل جانب ق التجمع واةعتقاد... و ق الت َ وه ذه احلق وق الفادي ة مص درها احلال ة الطبيعي ة ال عاش ها اإلنس ان قب ل دخول ه يف احلي اة اةجتّم ّ اعيَّة ولذلك ة ُيق للمجتمع سلبها منه. ْ َ -3ة تع ارض ب ني مص احل الف اد ومص احل اجملتم ع ،ان مص احل اجملتم ع عب ارة ع ن جمم و املص احل الفادية ،فإذا سعد الفاد سعد اجملتمع. -4التفاوت الطبق يف الثااء واملللية ،أما بيع يتفق مع الفطاة نتيجة تف اوت الن ا يف ال ذكاء والقدرات اخلاصة وامليول واةستعدادات. ( )1ياجع أصل هذا املذهب إىل كتاابت«لوك ونتياو»مث اعتنقها آدو مسيث ()1790-1723وريلاردو ّ ياسة واةقتصاد يف القان التاسع عشا ،وقامت بدور كبري يف منع الس َ ( )1823-1772وأخذ جا أكثا علماء ِّ التدخل احللوم يف اجملاةت اةقتصادية وملا ظهات مساوئ هذا املذهب نتيجة ِّّ احلايَّة املطلقة ،أدخل عليها دعاهتا كثرياً من التعديالت ىت تقف أماو اهلجوو من قبل أنصار اةجتاه اجلماع .وقد قامت هذه النظاية على أسس كما أوجزان وقد صنفها بعض البا ثني إىل أسس أخالقية توجب أن يرتك الفاد ااً ليتملن من استعمال َّولَة وإىل أسس اقتصادية تتيح للفاد حتقيق أكرب قدر من الابح وإىل أسس علمية مجيع قواه دون تدخل من الد ْ تعتمد على ااخذ مببدأ البقاء لألصلح. السي ّ ّ اسيَّة ،ص(.)215-213 أنظا :غايل ،د .بطا بطا وعيسى،د .حممود خرير :مبادئ العلوو ِّ َ -5إن التفاوت يف املّل ّ ْليَّة والثااء ب ني الن ا ،ي دفع الفق ااء م نهم إىل ب ذل اجله د ىت يلون وا مثل ااثاايء ،فهو يشحذ مهمهم من أجل التفوق. -6افز ال ابح واملص لحة الشخص ية ،واملنفع ة الذاتي ة ه اام ور احملاك ة للنش اط اةقتص ادر والباعث له. -7مب دأ املنافس ة ب ني الن ا مب دأ مش او ،فل ل إنس ان يس عى للحص ول عل ى أك رب ق در م ن املنفعة ،أبقل قدر من اجلهد ،وجذا تتحقق املصلحة العامة. الد ْولَة يف النشاط اةقتصادر ،ىت يتنافس فيه اافااد دون قيدِّّ ، -8عدو تدخل َّ فاحلايَّة مت وافاة هل م يف اإلنت اج واةس تهالك َّ والد ْولَ ة ه املس ؤولة ع ن محايته ا اهن ا وس يلة لتحقي ق املص لحة العام ة ،وتنمي ة اإلنت اج والث اوة العام ة ،وه التعب ري اللام ل ع ن اللاام ة اإلنس انية و ق اإلنسان يف احلياة. وقد انتشات هذه اافلار خالل الق ان الث امن عش ا ب ني رج ال اةقتص اد وك ان م ن أوائ ل من اندى جا آدو مسيث ( )1يف إنلل رتا ،وج ان ج اك روس و وج ون ل وك( )2وف ولتري( )3وغ ريهم مم ن ()1آدو مسي ث1790-1723( ،و) فيلس وف م ن اس لتلندا ،يعت رب م ن مؤسس امل ذهب الف ادر احل اَ ،د َر َ الفلسفة جبامعة جالسلو مث َد َّر َ فيها الفلسفة ااخالقية ،كان مش هوراً ابلش اود وق د تع ود أه ل بلدت ه أن ي اوه دائم اً يف من اظا كتلف ة ت نم ع ن ش اوده وت ادده ،ل ه مص نفات منه ا نظاي ة املش اعا ااخالقي ة وث اوة اام م ال ذر النق اد وه و أدم ون ب اك بقول ه « :يع د م ن ي ث نتائج ه النهائي ة أعظ م مؤل ف خط ه قل م إنس ان». وص فه أ د ِّ اإلسالميَّة اللربى ،ص( .)65واجلهين :املوسوعة املُيساة.)921/2( ، انظا :سول ،جورج :املذاهب ْ احلا (الطبيع ) يف النصف الثا من القان الثامن ( )2جون لوك1704-1632( ،و) من أشها دعاة املذهب ِّ عشا يف فانسا يث ظها الطبيعيون .وقد صاغ لوك النظاية الطبيعية احلاة ،يث يقول عن املّل ّ ْليَّة الفادية « : ِّ ِّ ٍّ وهذه املّل ّ ْليَّة مق من قوق الطبيعة وغايزة تنش أ م ع نش أة اإلنس ان ،فل يس ا د أن يُع ارض ه ذه الغاي زة ». انظا :اجلهين املوسوعة املُيساة.)921/2( ، ()3فولتري ،فاانسوا م ارر أروار1778-1694( ،و) ول د يف ابري س ،مؤل ف فانس م ن نواب غ امان ه ،أق او يف باوسيا وسويساا ،تزعم اكة الفلسفة املادية وقاوو رجال السلطة الدينية واملَ َدنيَّة ونقدهم بقلمه الالذ ،كتب يف الشعا والتاريخ واملسال واملااسلة والفلسفة وأجاد يف أكثاها .م ن مؤلفات ه :احمل اورات الفلس فية ،كن در ،ائ ري ، حممد ،شارل .12 أنظا :فادينان ،املنجد يف ااعالو ،ص(.)534 -والنبهان ،حممد فاروق :اةجتاه اجلماع يف التشايع اةقتصادر اإلسالم ،ص(.)59 أرسوا دعائم املذهب الفادر الذر تشللت هلم مذاهب فلسفية تقد اية اإلنس ان الف اد ىت أص بحت ه القاع دة الس ائدة يف ك ل أم ور احلي اة وظه ا ه ذا املب دأ يف مجل ة أص بحت ت دل علي ه ه « دعه يعمل دعه ميا ». وبع د س يطاة ه ذا اةجت اه الف ادر عل ى ّ الف ْل ا اةقتص ادر يف أورواب خ الل الق ان الث امن عشا ا تاج الاأمساليون لدعم السلطات احلاكمة يف محاية مصانعهم وأتيي د ا تل اراهتم بع د اتس ا الص ناعات اآللي ة ف اجتهوا لنص اة لوم اهتم أو نص اة رج ال ي دفعون ج م إىل س ِّدة احلل م لين الوا منهم احلماية والتأييد ورمبا أدخلوهم شاكاء معهم يف مص انعهم لتل ون املص لحة بي نهم مش رتكة ،مم ا أدى إىل م نح ص ال يات واس عة للمللي ة الفادي ة وتل ايس اإلقطاعي ات واة تل ارات اللب رية فأدى ذلك إىل ظهور الفاوق اةجتّم ّ اعيَّة الواسعة ب ني الطبق ات ،وإىل اس تغالل أص حان املش اريع ْ َ ال خمة والص ناعات الل ربى للمالي ني م ن العم ال يس تغلوهنم دون أن يوف وهم أج ورهم ابلع دل، واحناات احللومات حلماية الاأمساليني ومتلينهم من استغالل العمال ،ومساعدهتم عل ى ا تل اراهتم واس تغالل املس تهللني بغ ري ق .وك ان ذل ك م ن أس بان ش حن اجلم اهري اللث رية ابلنقم ة م ن الاأمس اليني وم ن الس لطات احلاكم ة املنح ااة هل م ابس م ِّّ احلايَّ ة الفادي ة يف النش اط اةقتص ادر. الاأْ ُمساليَّ ة وإس اافها يف اس تغالهلا وظه ات نُ ُذر الص اا الطبق م ن جدي د م ع س يادة التطبيق ات َّ وا تلاراهت ا ال كان ت حتم ل يف نفس ها ب ذور ال دمار والفن اء هل ذا النِّّظَ او الف ادر ال ذر انلش ف عواره وجتلى فساده جلميع البلدان ال كانت حتت نفوذ الغَ ْان. وحت ت ض غط املطال ب الش عبية واحلاك ات اجلماعي ة ال أتث ات بدعاي ة اةش رتاكيني يف روسيا ،انبثقت دعوات إصال ية معتدلة ،خالل النص ف ااول م ن الق ان التاس ع عش ا م ن بع ض أنصار املذهب أمث ال ج ون س تيوارت مي ل( )1873-1806( )1وغ ريه ممِّن ي اون إمل ان إص الل الاأْ ُمساليَّة القائمة وختفيف و أهت ا ،والعم ل عل ى اس تبعاد ااس بان ال ت ؤدر إىل ظل م بق ة النظم َّ العم ال واس تغالهلم بغ ري ق ،وإجي اد تنظيم ات جزئي ة حتق ق الق در ال الاو م ن العدالَ ة اةجتّم ّ اعيَّ ة، َ ْ َ حنو: رواد املذهب اللالسيل ويُعد لقة اتصال بني املذهب ( )1جون ستيوارت ميل ( ،)1873-1806من ِّ الفادر واملذهب اةشرتاك ،نشا سنة ( )1836كتاابً أمساه مبادئ اةقتصاد السياس .انظا :اجلهين :املوسوعة املُيساة.)921/2( ، -1إلغ اء العم ل امل أجور ان العم ل امل أجور س وف يبق العام ل يف س وية م ن الع يش منخف ة ة تسم ح ل ه ب أن ياف ع م ن مست واه املعيش ول ذلك اقت ال إنش اء مجعي ات تعاوني ة إنتاجي ة يشرتك فيها العمال مع بع هم البعض يف العمل ويقتسمون الابح فيما بينه م. إض افة إىل تنظ يم ق وق العم ال يف ااج ور العادل ة ويف حتدي د س اعات العم ل ويف الت أمني الصح ويف أتمني العجز والشيخوخة والعيش بعد سن التقاعد كالتعليم اجملا العاو. -2مص ادرة الاي ع العق ارر :ان س بب وج ود ه ذا الاي ع ه و تزاي د الس لان ،وه ذا الاي ع س وف ي زداد كلم ا ااداد ع دد الس لان ،ونظ ااً ان س ببه اجملتم ع ل ذلك وج ب أن يع ود إىل اجملتم ع اثنية ،ان املالك أيخذون صة ااسد من اإلنتاج دون أن يلون هلم جه د معق ول س وى أهن م م اللون ،واق رتل ل ذلك أن تف اض َّ الد ْولَ ة ض اائب كب رية عل ى اام الك ىت مت تص الاي ع م ن أيدر املالك. ص ّح ْيحة إة أن تتحق ق -3حتدي د ق الوراث ة :ي ث أن املزامح ة ب ني املنتج ني ة ميل ن أن تل ون َ املساواة بني املتزامحني من يث اإلملانيات املادي ة ،ول ذلك اق رتل حتدي د ق اإلرث ىت ة الص ّح ْيحة للمنافس ة ي ؤدر ذل ك إىل تف اوت يف اإلمل اانت املادي ة ،وعندئ ذ تت وافا الش اوط َ احلاة. وه ذه اآلراء ة تع ين اخل اوج ع ن امل ذهب احل ا فق د بق املفل اون يتمس لون ابملب ادئ َساس يَّة إة أن ه ذه اةنتق ادات ق د ه دت م ن كي ان ه ذا امل ذهب وأض عفته أم او َّ الاأْ ُمساليَّ ة اا َ اهلجمات املتوالية ال شنِّها دعاة ّ الف ْلا اةشرتاك (.)1 ومن خالل ما سبق يتبني لنا أن ّ الف ْلا الاأمسايل يتمثل ضمن اإل ار الفلس ف التنظيم يف اجتاهني اثنني أملتها ظاوف وأوضا سياسية واقتصادية خاصة. ااول :ه و ولي د اك ة التن ويا ال ظه ات يف أورواب الغَ ْابيِّ ة والوس طى عل ى أث ا اافل ار الفلس فية ال انتش ات بع د الث ورة الفانس ية ،ال ذر ياك ز عل ى اي ة ااف ااد و ق وقهم الطبيعي ة ال كان ت مسلوبة يف ظل اللنيسة واستبداد احللاو الذين ُيلمون النا ابسم احلق اإلهل . ( )1سول ،جورج :املذاهب اةقتصادية اللربى ،ص( .)134-127وانظا :النبهان ،د .حممد فاروق ، اةجتاه اجلماع يف التشايع اةقتصادر اإلسالم ،ص(.)63 الثا :كان ظه وره نتيج ة لألض اار ال حلق ت ابلعدي د م ن الطبق ات اةجتّم ّ اعيَّ ة م ن ج ِّااء إ الق ْ َ السي ّ ّ ِّّ اس يَّة واةقتص ادية .مم ا دى ابلعدي د م ن املَُف ِّّل اين الاأمس اليني ابلعم ل عل ى احلايَّ ة الفادي ة ِّ َ إدخال تعديالت وتاقيعات اشرتاكية على ّ الف ْلا الاأمسايل. الاأْ ُمساليَّ ة يف اجملتم ع وه أ ل او ظ اها فيه ا « يااد منها التخفيف من احليف الفظيع الذر توجده َّ الرتقيع»(.)1 وما داو ااما ابلنسبة للفلا الاأمسايل على هذا النحو ،فإن للل اجتاه مفهوم ه املتمي ز ع ن العدل والعدالَة ضمن إ اره ّ الف ْلار اخلاص. َ ف دعاة ِّّ العدالَ ة تتمث ل يف « اس تيالء ااف ااد عل ى مث ار احلايَّ ة الفادي ة املطلق ة ي اون أن َ جهدهم دون تدخل من أ د -للحد من ِّّ احلايَّة اةقتص ادية -مهم ا تات ب عل ى ذل ك م ن تف اوت ومتايز يف امللك والعمل تبعاً للتمايز الطبيع يف القدرات والطاقات الفادية ،اتركني للاول التنافس ية ال حت دثها املن افع الشخص ية ،أن تس ري احلي اة اةقتص ادية ك يص ل اجملتم ع م ن ج ااء ذل ك إىل التواان العاو بني أفااده و بقاته. وعل ى أس ا ه ذه النظ اة ،ف إن الف اد ه و حم ور الق انون وغايت ه ،ويف متل ني الف اد تنمي ة مواهب ه ومللات ه وف ق إرادت ه وميول ه الشخص ية وقدرات ه العقلي ة تق دو اجملتم ع وااده اره ان تق دو اجملتم ع م اتبط بتق دو أف ااده ،ف إذا تق دو الف اد تق دو اجملتم ع ،ول ذلك ف إن م ن واج ب الق انون َّ والد ْولَةهو متلني الفاد وتقويته وصيانة ايته ال يايدها. احلايَّة املطلقة يف إبااا دور ِّّ هلذا دأن دعاة ِّّ العدالَة . احلايَّة يف إجياد التواان اةجتماع وحتقيق َ ()2 ّ ّ العدالَة أبن يقول سبنسا ... « :فأما امللْليَّة اخلاصة فإهنا تستمد أص وهلا م ن ق انون َ ()3 يتساوى النا يف اة تفاظ بثماة اقتصادهم وتوفريهم » ّ ياسة اةقتصادية املثلى ،ص(.)34 الس َ ( )1املالل ،عبد الامحنِّ : ( )2هابات سبنسا ،الفيلسوف اإلنلليزر ُولد سنة (1820و) مال يف شبابه إىل العلوو الطبيعية واملسائل السياسية ،كان موظفاً يف اخلط احلديد بلندن ،مثِّ شغل وظيفة سلاتري التحايا يف جايدة (اإليلو نوميست ) ،من سنة (1853-1848و). ( )3ديورانت ،ول :قصة احلَ َ َارة ( ،الفلسفة) ،تامجة فتح هللا املشعع.)492-491/2( ، العدالَ ة حتل م بق انون املنفع ة ،منفع ة املن تج ومنفع ة املس تهلك ويق ول آدو مسي ث « :إن َ تتطابقان إذا امتنعت احللومة عن التدخل ،وأفسحت اجملال ُ ِّااً بيعياً .)1( ».. العدالَة تتحق ق م ن ج ااء ت دخل َّ الد ْولَة وأما دعاة الت دخل والتوجي ه اةقتص ادر ف ريون أن َ للح د م ن ِّّ احلايَّ ة اةقتص ادية ال تعتم د عل ى الق انون الطبيع وذل ك بتواي ع الث اوة يف اجملتم ع وتقسيمها تقسيماً عادةً ُيقق الافاهية جلميع النا . « وأص بحت َّ الد ْولَةتت دخل يف توجي ه اةقتص اد احل ا توجيه اً اجتماعي اً ن تج عن د تع ديل ب ني العم ال وأرابن العمل ...ومن هنا كان ظهور العدالَة اةجتّم ّ اعيَّة »(. )2 َ ْ َ « وحت ت أتث ري ّ الف ْل ا اةش رتاك وم ذاهب الت دخل أخ عت َّ الد ْولَ ة املعاص اة احل اايت اةقتص ادية لتنظيم دقيق وقيود عديدة حتقيقاً ملبادئ العدالَة اةجتّم ّ اعيَّة »(.)3 َ ْ َ من هذا كله يتبني لنا أن العدالَة اةجتّم ّ اعيَّة يف ّ الف ْلا الاأمس ايل احل ديث ة ت دل عل ى نظ او َ ْ َ اقتصادر كاة ْشّرتاكّيَّة أو فلا فلسف خاص ،وإمنا ه كلم ة اص طال ية وض عت م ن قب ل فالس فة ّ الف ْلا الاأمسايل للدةلة عل ى ت دخل َّ الد ْولَة ع ن اي ق التش ايعات وال نظم لتخفي ف املفاس د واملظ امل ال نتجت عن ِّّ احلايَّة الفادية املطلقة فه أ لاو معينة يااد جا التخفيف من احليف الفظي ع ال ذر الاأْ ُمساليَّة يف اجملتمع وه أ لاو ظاهاها الرتقيع. أوجدته َّ يقول الدكتور جعفا عبد السالو «:جاء املفل اون الاأمس اليون بفل اة العدالَة اةجتّم ّ اعيَّ ة َ ْ َ ال عنوا جا إعطاء املزيد من احلقوق للعمال واايدة اةهتم او ج م لص افهم ع ن اافل ار اة ْش ّرتاكّيَّة حمافظة على النِّّظَاو الاأمسايل احلا»(.)4 يقول الدكتور صليبا « :العدالَة اةجتّم ّ اعيَّة ...ه ا رتاو قوق اجملتمع ...كتنظ يم العم ل َ ْ َ ومنح العمال أجوراً متناسبة مع كفالتهم وتوفري اخلدمات والتأمينات اةجتّم ّ اعيَّة »(.)5 ْ َ ( )1العوا ،د .عادل :املذاهب ااخالقية ،عاض وفقد .)496/2( ، ( )2عبد السالو ،د .جعفا :املنظمات الدولية ،ص(.)259 السي ّ ّ اسيَّة.)378/1( ، ( )3بدور ،د .ثاوت :النظم ِّ َ ( )4عبد السالو ،د .جعفا :املنظمات الدولية ،ص(.)259 ( )5صليبا ،د .مجيل :املعجم الفلسف .)60-58/2( ، وبعد كل ما تقدو نستطيع أن نصيغ تعايفاً للعدال ة اةجتّم ّ اعيَّ ة يف ّ الف ْل ا الاأمس ايل احل ديث ْ َ م ؤداه :ه أ ل او معين ة م ن التش ايعات وال نظم ال متل ن َّ الد ْولَ ة ق الت دخل لاف ع املس توى املعاش لل عفاء واحمل اومني م ن خ الل ف اض ال اائب عل ى ااغني اء أو اس تقطا ج زء م ن أم وال امل وظفني لتع ود ب ه َّ الد ْولَ ةعلى الفق ااء م ن اجملتم ع عل ى ش لل خ دمات ص حية وتعليمي ة أو عل ى ش لل ملاف آت نقدي ة تعوي ية .ه ذا إىل جان ب هتيئ ة العم ل وتق دمي بع ض اخل دمات العام ة واملس اعدات املالي ة ل بعض الفئ ات العمالي ة مقاب ل اش رتاكات تؤخ ذ م نهم أو مس اعدة الفئ ات ال عيفة من املاضى والشيوخ والعا لني عن العمل بغية الوصول إىل مستوى ةئق من العيش. المطلب الثاني االجتِ َما ِعيَّة في ال ِف ْكر مفهوم العَدالَة ْ االشتراكي/الديمقراطي عن دما انلش ف ع وار النِّّظَاو الاأمس ايل وجتلَّ ت مفاس ده ظه ات فلس فات سياس ية متفق ة يف نظاهت ا للحاي ة اةقتص ادية ومتباين ة يف نظاهت ا إىل ايق ة إدارة احلي اة اةقتص ادية ،س واء م ن جه ة مللية وسائل اإلنتاج أو من جهة توايع الثاوة وقد أ لقت على هذه اافلار اسم اة ْشّرتاكّيَّة. فل ان ظه ور اة ْش ّرتاكّيَّة نتيج ة للظل م ال ذر ع اانه اجملتم ع م ن النِّّظَاو اةقتص ادر الاأمس ايل ولألخطاء واملثالب اللثرية ال فيه(.)1 ( )1لعبت الثورة الفانسية دوراً يف اتريخ ّ الف ْلا اةشرتاك اهنا مهدت الطايق لظهور هذه اافلار على ضوء الاأْر العاو فلاايً أماو املظامل ال كانت قائمة ينذاك. مب ادئ قوق اإلنسان ،فحاضت َ الاأْ ُمساليَّ ة القائم ة وختفي ف فلان منها دعوات إصال ية معتدلة ،تاى إملان إصالل النظم َّ و أت ها والعمل على استبعاد ااسبان ال تؤدر إىل ظلم بقة العمال واستغالهلم بغري ق وإجي اد تنظيمات جزئية حتقق الق در ال الاو م ن العدالَة اةجتّم ّ اعيَّ ة ك نظم ق وق العم ال يف ااج ور العادل ة َ ْ َ ويف حتدي د س اعات العم ل ويف الت أمني الص ح ،ويف أتم ني العج ز والش يخوخة والع يش بع د س ن التقاعد وغري ذلك. وكان يف ليعة دعاة اة ْشّرتاكّيَّة املثالية( )1وتطبيقها بوسائ ل اإلصالل اةجتماع اللات ب الفانس س ان س يمون(1825-1760()2و) فق دو أفل اراً يف تنظ يم اجلماع ة ويف ال دور الذر ميلن أن يؤديه الدين املسيح يف تنظيم اجملتمع اةشرتاك . ومنهم روبات أوين(1858-1771( )3و) وهو أول م ن أنش أ نظام اً للتع اون ب ني العم ال وم دار لتعليم أبنائهم وأول من اول تطبيق اة ْشّرتاكّيَّة بوسائل اإلصالل اةجتماع . ( )1اة ْشّرتاكّيَّة املثالية ه اافلار اة ْشّرتاكّيَّة ال ظهات يف النصف ااول من القان التاسع عشا ال شللت يف اةجتاه الفادر احلا ،ومتثل بداية تلوين املدرسة اة ْشّرتاكّيَّة ااوىل ال مهدت لظهور اة ْشّرتاكّيَّة املاركسية ومن أهم رواد اة ْشّرتاكّيَّة املثالية ،سان سيمون (1825-1760و) ،روبات أوين (-1717 1858و) ،شارل فورييه (1837-1772و) ،بيري جوايف باودون (1865-1809و). أنظا - :شقري ،د .لبيب :اتريخ ّ الف ْلا اةقتصادر ،ص(.)139 السي ّ ّ اسيَّة ،ص(.)476 -بدور ،د .ثاوت :النظم ِّ َ -احملجون ،د .رفعت :النظم اةقتصاديِّة ،ص(.)13 ال أبهن ا ()2س ان س يمون :ول د يف ابري س ع او 1760و وت ويف يف 1825و ،انتق د يف كتب ه املدرس ة الفادي ة وقَ َ سبب الفوضى يف اجملتمع ،قسم اجملتمع إىل بقتني ،منتجة وتشمل رجال الص ناعة والزراع ة والعل م والف ن و بق ة َّولَ ةمن لوم ة عقيم ة وه م ااش ااف والربجوااي ون وجي ب الق اء عل ى الطبق ة العقيم ة ،وي اى تغي ري مفه وو الد ْ سياسية إىل لومة اقتصادي ة وقد اقتبست املاركس ية عن ه ه ذا املفه وو .م ن مص نفاته املس يحية اجلدي ة ،وم ذكاة ع ن عل م اإلنس ان ونظ اات ول املّل ّ ْليَّ ة والتش ايع وإع ادة تنظ يم اجملتم ع ااورويب .أنظ ا :س ول ،ج ورج : املذاهب اةقتصادية اللربى ،ص(.)87 ( )3روبات أوين ،ولد يف إنللرتا عاو 1771و وتويف يف 1858و من كبار رجال الصناعة يف إنللرتا ،أنشأ عدة مصان ع لغزل القط ن ووفا لعماله الشاوط املالئمة للعمل فأنشأ هلم املساكن يف نفس املعمل وأقاو وهلا احلدائق وخفض ساعات العم ل وااد ااجور ،دعا إىل إلغاء الابح بواسطة اةستغناء عن النقد واةستعاض ة عن ه بقس ائم عمل وأقاو عدة جممعات تعاوني ة اراعية .أنظا :سول ،جورج :املذاهب اةقتصادية اللربى ،ص(.)92-91 وب دأت احلاك ة اة ْش ّرتاكّيَّة يف إنلل رتا يف أواخ ا الق ان التاس ع عش ا وظه ات اجلمعي ة الفابي ة( )1اعيم ة اة ْش ّرتاكّيَّة اإلنلليزي ة .ويف س نة 1893و ق او زن العم ال املس تقل ب نهج اشرتاك وسار على اخل ط نفس ه ونش ط يف احلق ل السياس واس تطا أن يل ون ل ه ق وة باملاني ة وأن يستلم احللم يف بعض اا يان وينفذ بااجمه اة ْشّرتاكّيَّة. الاأْ ُمساليَّ ة وك ان منه ا دع وات ثوري ة ة تقب ل التط ور اإلص ال ،ب ل تن ادر ج دو ال نظم َّ القائمة هدماً كامالً عن ايق الصاا الطبق والثورة املدماة وإقامة لم العمال والل اد ني بنظ او اس تبدادر ص ارو وف اض اة ْش ّرتاكّيَّة املتطاف ة ال تن ز فيه ا املللي ات الفادي ة ة س يما وس ائل اإلنت اج لتل ون ملل اً عام اً يف ي د َّ الد ْولَةتش اف علي ه وت دياه وجتع ل ك ل الق ادرين والق ادرات عل ى العم ل عم اةً حت ت ي دها ،مطبق ة عل يهم مجيع اً قاع دة « م ن ك ل س ب اس تطاعته ولل ل حبس ب اجت ه» وك ان اع يم ه ذا اةجت اه اليه ودر ك ارل م اركس واإلنللي زر فادري ك إجنل ز( ، )2ويف س نة 1448و أصدر ماركس وإجنلز بياهنما الشيوع املش هور وانطلق ت بع د ذل ك احلاك ات واملنظم ات واا زان الش يوعية والث َّْوري ة ىت اس تطاعت أن تس قط ل م القيص اية الاوس ية وتق يم أول دول ة شيوعية يف روسيا عاو .1917 ( )1الفابي ة ،اك ة اجتماعي ة سياس ية تبن ت اإلص الل الت درجي الس لم مبف اهيم اش رتاكية ،دع ت إليه ا مجعي ة أتسس ت ع او 1883و يف لن دن وم ن مبادئه ا إع ادة بن اء اجملتم ع عل ى أس س أخالقي ة وه اك ة غ ري ثوري ة اختارت لنفسها اسم الفابية نسبة إىل القائد الاوما فابيو امللقب ابملتزن ان أصوله احلابية كانت تعتمد على جتنب املواجهة مع العدو ،واعتماد الصرب ىت حتني الفاصة املناس بة لتوجي ه ال ابة القاض ية ،وق د أول ت الفابي ة اهتمام اً خاص اً لألم ور التطبيقي ة العملي ة كإقام ة نظ او ماك زر يف اإلدارة ،والت أميم لوس ائل اإلنت اج الل ربى، ّ ياس ة اإلس لانية واملعماري ة وك ان هل ا دوره ا والس َ وال مان اةجتماع والتخبط اةقتص ادر وتنظ يم للمس تهللني ِّ البارا يف أتسيس زن العمال الربيطا عاو (1906و) الذر ة ختتلف أهدافه عن ااه داف الفابي ة وم ن أب اا وسيِّّدانر و ابتزيس و يب وكوبا هاردر الذين سامهوا بتأسيس احلاكة الفابية جورج باانرد شو َ أنظا :كول ،مارجايت :اة ْشّرتاكّيَّة الفابية ،تامجة حممد عب د ال اااق مه در ،ص( .)27وأنظ ا :ك ول ،مارجاي ت وكاومسال وغريه م َقاةت يف اة ْشّرتاكّيَّة الفابية تامج ة إب ااهيم لطف عم ا .وأنظ ا :م اكنزر ،نورم ان :م وجز اتري خ اة ْشّرتاكّيَّة ،تامجة أمحد عبد الا يم مصطفى ،ص(.)123 ( )2فادريك إجنلز ( )1895-1820صديق كارل ماركس احلميم ،ساعده يف نشا الشيوعية املذهب ّ الف ْلار ِّ وظل ينفق على مارك وعائلته ىت مات .ومن مؤلفاته ( :أصل ااساة ،الثنائية يف الطبيعة اة ْشّرتاكّيَّة اإلحلادر ِّ اخلاافية واة ْشّرتاكّيَّة العلميِّة .انظا اجلهين :املوسوعة امليساة.)929/2( ، يقول الدكتور عبد الوا د وايف « :ومع أن املدار اة ْش ّرتاكّيَّة ختتل ف ول إص الل نظ او املّل ّ ْليَّ ة الفادية ...غري أن التعديالت املقرت ة على نظاو املّل ّ ْليَّة الفادية تاجع إىل ائفتني: -1قص ا املّل ّ ْليَّ ة الفادي ة عل ى بع ض اام ور وأتم يم بع ها اآلخ ا ،أر جعل ه ملل اً مش اعاً للجميع أو وصفه حتت إشااف الدولة. -2تعديل يف قوق املّل ّ ْليَّة املفصلة حباية تصاف املالك يف ملله ويل ون ابحل د م ن مب دأ اي ة التصاف على الوجه الذر يقت يه الصاحل العاو.)1(» ... وم ن ه ذه ااق وال الدال ة يتب ني أن ّ الف ْل ا اةش رتاك يتمث ل يف منط ني فل ايني متم ايزين :من ط يتصل ّ ابلف ْل ا الاأمس ايل ع ِّرب عن ه ول يم جااه او س افا بقول ه « :اة ْش ّرتاكّيَّة ه أي ة خط ة أو م ذهب يس تهدف إنق اذ الف اد م ن أي ة مص اعب أو متاع ب يلقاه ا يف ن اله م ن أج ل البق اء ويف تنافس ه يف معرتك احلياة وذلك عن اي ق ت دخل َّ الد ْولَة»( . )2كم ا ع ِّرب عن ه ج يمس ب وانر بقول ه « :اة ْش ّرتاكّيَّة السي ّ ّ اسيَّة أو النظاية ال تستهدف حتقيق توايع أف ل للث اوة وي ؤدر ذل ك ابل اورة إىل إنت اج ه ِّ َ أف ل وذلك عن ايق تدخل السلطة ِّّ الدميُْقاا ّ يَّة املاكزية »(.)3 الف ْلا الاأمسايل وي دعو للث ورة علي ه وه و ّ ومنط يناقض ّ الف ْل ا املاركس أو اة ْش ّرتاكّيَّة العلمي ة، وقد عاضنا النمط ااول وسنفاد النمط الثا يف مبحث خاص. المطلب الثالث االج ِت َما ِعيَّة فـي ال ِف ْكر الماركسي / مفهــوم ال َعدالَة ْ الشيوعي اال ْش ِترا ِكيَّة العلمية ( )1وايف ،د .عبد الوا د :اةقتصاد السياس وحتقيق مسائله يف ضوء علم اةجتما ،ص(.)38-36 وأنظا :النبهان ،د .حممد فاروق :اةجتاه اجلماع يف التشايع اةقتصادر اإلسالم ،ص(.)71 ( )2سويزر ،بول اة ْشّرتاكّيَّة ،تامجة د .عما ملاور ،ص(.)16 ( )3سويزر ،بول اة ْشّرتاكّيَّة ،تامجة د .عما ملاور ،ص(.)16 م ن الب ديهيات للث ري م ن الب ا ثني املعاص اين أن املش اريع اة ْش ّرتاكّيَّة ال ا ه ا ونف ذ بع ها شد من اةشرتاكيني يف فانس ا وإنلل رتا وغريه ا م ن بل دان أورواب ،كان ت احمل اوةت اجل ادة ااوىل حل ل املش للة اةجتّم ّ اعيَّ ة إة أن ه س اعان م ا غ ت عليه ا الطاو ات اخليالي ة ب دةً م ن ْ َ التصميم الواقع واحللول الوس طية وب دةً م ن التغي ري اجل ذرر ،ومل تس تو ه ذه املعاجل ات اة ْش ّرتاكّيَّة ()1 على سوقها وتتبلور وأتخذ نسقها العلم – كما ياى كثري من الدارسني -إة عل ى ي د م اركس ورفيقه إجنلز اللذين ا ا يف مؤلفاهتما وخباصة املنشور الشيوع ااول وكتان رأ امل ال التص ميم النه ائ للمس ألة اةجتّم ّ أن نت ائج دراس تهما ه جه ٌد عقل خ الص وق د أمس وه: اعيَّ ةُ ،م ِّدعني ِّ ْ َ اة ْش ّرتاكّيَّة العلمي ة متيي زاً هل ا ع ن س ائا اةش رتاكيات ،كم ا أهن ا اكتش اف علم م ن ق ائق احلاك ة تب ديل دورر يف وس ائل اةنت اج، التارخيي ة و تمياهت ا اجلدلي ة ( الدايللتيلي ة ) تل ك ال تق يوج د ظاوف اً انتاجي ة معين ة تل ون مبثاب ة قاع دة حتتي ة ش املة تت أثا ج ا وتنفع ل س ائا الفاعلي ات احل ارية ،و تمت تناق ات احلاك ة التارخيي ة اوال الظ اوف اإلنتاجي ة للاأمسالي ة ،وس ائا مؤسس اهتا احل ارية ،وقياو لم الطبقة العاملة يث تلغ قوق املّل ّ ْليَّة أساساً َ ،فه يف نظ اهم أس ا ك ل الش اور ومم ا جي ب الق اء علي ه وإ الل املّل ّ ْليَّ ة العام ة م ن خ الل قي او َّ الد ْولَ ةأو الطبق ة احلاكم ة نياب ة ع ن اجملتم ع ،إبدارة واس تثمار وتواي ع اام وال العام ة أبك رب ق در م ن التس اور ب ني اجلمي ع وج ذا ي تم الق اء بنظ اهم عل ى الطبقي ة واملّل ّ ْليَّ ة والتم ايز الف ادر واةجتم اع ،وحتقي ق املس اواة احلس ابية ب ني البش ا وحتوي ل العم ل إىل غاي ة للحي اة وحتقي ق اجلماع ة اللامل ة يف احلي اة اةجتّم ّ اعيَّة ( يف املّل ّ ْليَّة والنساء واملأكل وامللبس ) ...ويلون توايع الثاوة حبسب مب دأ احلاج ة ْ َ ( للل سب اجته ) وليس حبسب كمية اجلهد املبذول(.)2 ( )1كارل ،ماركس1883-1818( :و) فيلسوف الشيوعية البائدة ،من أصل يهودر ،أملا ،در القانون يف جامع ة يين ا ،أملاني ا ،مث انص اف إىل اةقنتص اد والفلس فة اةجتّم ّ اعيَّ ة ،اض هد يف أملاني ا بس بب نش ا ه الثَّ ْورر، ْ َ فانتقل إىل ابريس ي ث التق ى أبجنل ز وتع اوان عل ى اص دار الوثيق ة الش يوعية ااوىل ،مثِّ ه اجا إىل إنلل رتا ي ث أق او ج ا ىت وفات ه .م ن مص نفاته :رأ امل ال ،س نة (1867و) .انظ ا :اجله ين ،املوس وعة امليس اة، ص(.)929/2 وأنظا :النبهان ،د .حممد فاروق :اةجتاه اجلماع يف التشايع اةقتصادر اإلسالم ،ص(.)71 ( )2أنظا - :شقري ،د .لبيب :اتريخ ّ الف ْلا اةقتصادر ،ص(.)141،145،150 وجذا فاملاركس ياى « أن املذاهب اة ْشّرتاكّيَّة ال جاءت قبله تعتمد يف انتص ار أفلاره ا عل ى م ا فط ا علي ه اإلنس ان م ن ب ه للع دل وانتص اره للمظل وو ،فلان ت ت ع اق اً جدي دة تعتق د ابإلملان تطبيقها على اجملتمع وتتقدو جا إىل احللاو واملتمولني والطبقة املتنورة حتثهم على تنفي ذها، وللن كارل ماركس مل ي مذهبه على ذلك ،ومل يسلك الطاق ال س للوها ،فق د ب ىن مذهب ه عل ى أسا مبدأ فلسف يع اف ابملادي ة التارخيي ة ...ورأى أن قي او النِّّظَاو اجلدي د يف اجملتم ع س يتم مبج اد عمل القوانني اةقتصادية ومبقت ى قانون التطور يف اجملتم ع من غري تدخل إدارة متش ِّّا أو مص لح »(.)1 وعلي ه ف إن فالس فة اة ْش ّرتاكّيَّة املاركس ية ،ك انوا يبتع دون ع ن املف اهيم التجايدي ة املطلق ة معتربين أن املفاهيم ،تتغري تبعاً لتغري العالقات اةقتصادية القائمة ،هذا ف الً ع ن ك وهنم ة يؤمن ون ابلتدخل والتوجيه والرتشيد م ن قب ل َّ الد ْولَةوة يؤمن ون ابلرتقي ات اإلص ال ية وق د ورد م ا يؤي د ه ذا يف املوسوعة السوفيتية: العدالَة والظلم يتغريان من عه د آلخ ا تبع اً للتغ ريات ال تط اأ عل ى « فاحلقيقة أن هذين املفهومني َ العالقات اةجتّم ّ اعيَّة ..وقد أوضحت املاركسية مفهوو الع دل وقاس ته يف عالقت ه ابحلاج ات احليوي ة ْ َ للتطور اةجتماع الطبيع ،وت ابط ااخ الق املاركس ية ب ني مفه وو الع دل وفل اة حتاي ا اجملتم ع م ن اةس تغالل ،واة ْش ّرتاكّيَّة و دها ه ال ختل ق عالق ات عادل ة أص يلة م ن املس اواة ،ويبل غ الع دل ذروته يف اجملتمع الشيوع الذر ختتف فيه كل آاثر الفاوق اةجتّم ّ اعيَّة اةقتصادية »(.)2 ْ َ فاملاركس ية كنتيج ة ملنطلقه ا امل ادر الص اف حتص ا م دى الع دل يف تنفي ذ مطال ب اإلنس ان املادية فحسب وتغفل ،بل تق ف – اص اً منه ا عل ى تنفي ذ ومحاي ة مسته ا الطبقيِّ ة ونزعته ا اجلماعي ة – مبواجه ة س ائا املطال ب ااخ اى رو ي ة ونفس ية وفلاي ة ووجداني ة واجتماعي ة ،...كم ا أهن ا جتع ل -سول ،جورج :املذاهب اةقتصادية اللربى ،ص(.)100،215 احملجون ،د .رفعت :النظم اةقتصادية ،ص(.)118،127،148السي ّ ّ اسيَّة ،ص(.)481 ،479 بدور ،ثاوت :النظم ِّ َ امليدا :كواشف وايوف يف املذاهب ّالف ْلاية املعاصاة ،ص(.)600 النبهان ،د .حممد فاروق :اةجتاه اجلماع يف التشايع اةقتصادر اإلسالم ،ص(.)100-83( )1النَّب هاّ ،تق ِّّ الدين :النِّّظَاو اةقتصادر يف اإلسالو ،ص(.)45 َ َ ِّ ِّ ( ) 2د .يودين :املوسوعة الفلسفية ،تامجة مسري كاو ،جلنة من العلماء السوفييت إشااف روانتال ،ص(.)293 الس يِّّد املطل ق ول يس اإلنس ان الطبيعة حباكته ا الداينامي ة اابدي ة القائم ة عل ى جت اوا النقي ني ،ه َ س وى (منف ذ) غ ري ا وة ماي د ملش يئة ه ذا الس يّد ،وأن ه أاي كان ت املا ل ة اةجتّم ّ اعيَّ ة ال مي ار َ ِّ ْ َ الاأْ ُمساليَّ ة ،أو اة ْش ّرتاكّيَّة ،فإن ه يفع ل فيها عالقاته ،املا ل ة املش اعية أو ما ل ة ال اق ،أو اإلقط ا أو َّ ذل ك أبم ا م ن الطبيع ة ،ة حم يص ل ه عنه ا أب داً .وه ذا املوق ف ميث ل وة ري ب ،نزع ة م ن أقس ى الن زعات اجلربي ة ال ش هدها الت اريخ ،تق ف ومس ألة الع دل عل ى ايف نق يض ،وإن كان ت التحل يالت التربياي ة اجلدلي ة ه ال ت دفع املاركس ية إىل مزي د م ن اإلمي ان بفل اة التق دو والعم ل الث َّْورر الدائم لإلساا ابجلدل الطبق احملتوو إىل غايته. العدالَ ة نظ اة نس بية تقتص ا عل ى املس اواة يف وم ن خ الل ذل ك جن د املاركس ية تنظ ا إىل َ مللية وسائل اإلنتاج وتوايع الثاوة من خ الل إلغ اء املّل ّ ْليَّ ة الفادي ة والطبقي ة يف اجملتم ع ،ويص ور هذا الدكتور عبد امل نعم النم ا أدق تص ويا يف قول ه « :إذن املاركس ية تص ورت العدالَة اةجتّم ّ اعيَّ ة، َ ْ َ ة تتحقق إة يف اجملتمع اةشرتاك وذلك إبلغاء املّل ّ ْليَّة الفادية وتطبيق نظاو ااجور على قاع دة (من كل سب قدرته وللل سب اجته) (, ،)1إلغاء الطبقية واملناداة ابملساواة »(.)2 العدالَ ة وقاي ب م ن ه ذا م ا ذك اه ال دكتور عب د ال امحن يس ار « أم ا املاركس ية أو َ اةجتّم ّ اعيَّة الشيوعية يف اة ْشّرتاكّيَّة ،فتتلخص يف العمل على حتقي ق املس اواة التام ة ب ني الع املني يف ْ َ الدولة ،فهم يف جمموعهم ميتللون وسائل اإلنتاج ويستحقون الدخل الذر يتحقق م ن وراء النش اط اإلنت اج ب ال تفاق ة » ه ذه ه العدالَ ة املثل ى « العدالَ ة اةجتّم ّ اعيَّ ة يف رأر اة ْش ّرتاكّيَّة املاركس ية َ َ ْ َ »(.)3 فأر عدالة هذه ال تقيس اامور مبقيا بق حمدود إذا جاا لنا أن نسم ذل ك ع دةً، وت ع يف غمار هذه النسبية املتغرية والطبقية ال يقة ،صيحات املظلومني ومقت ى احلق وق م ن ك ل ج نس وفئ ة ول ون؟ وأر عدال ة ه ذه ال تلت زو املب دأ املاكي افلل « الغاي ة ت ربر الواس طة » وتعتم د أش د ااس اليب الالأخالقي ة للوص ول إىل أه دافها ويش هد هل ذا م ذاحبهم وجم اارهم يف ص ااعهم الالأخالق املاض ؟ ( )1هذه القاعدة تطب ق ف اجملتمع الشيوع كما لة قادمة يف ّ الف ْلا املاركس أما يف املا لة اة ْشّرتاكّيَّة اآلنية فالقاعدة « من كل سب قدرته وكل سب عمله ». ( )2النما ،د .عبد املنعم :إسالو ة شيوعية ،ص(.)87-78 ( )3أمحد ،د .عبد الامحن يسار :التنمية اةقتصادية يف اإلسالو ،ص(.)49 وأر عدالة هذه ال تاغم الفاد على أن يتشلل وف ق ال َقال ب اةجتم اع وأن ُيج ا عل ى اقات ه واملاانت ه لل ة تتفج ا إة عل ى اي ق الطبق ة احلاكم ة ،وأن ينقل ب يف كث ري م ن اا ي ان على مسته الذاتية ،وتلوينه النفس وبصمات أصابعه ،وأشواقه ومطاحمه؟ العدالَ ة» م و ن حب ث عن د الفالس فة وم ن ك ل م ا س بق م ن املبا ث نلح ظ أن كلم ة « َ العدالَ ة يف ك ل واملفل اين ،وتع ين عل ى د ق ول هن ار باجس ون املس اواة والنسب ة والتع ويض « َ ااامن ة تث ري يف ال ذهن أفل ار املس اواة والنس بة والتع ويض»( ،)1ومل خت اج ع ن ه ذه ال دةةت م ع اخ تالف نس يب غ ري أن التغي ريات ّ ّ والسي ّ ّ اس يَّة ال ظه ات يف منتص ف الق ان التاس ع ْ اةجت َماعيَّ ة ِّ َ عش ا أدت إىل ظه ور م ا ع اف ابلعدالَ ة اةجتّم ّ اعيَّ ة ،وم ن ذل ك احل ني أص بحت كلم ة م ن املف اهيم َ ْ َ الاأْ ُمساليَّ ة احلديث ة ال دخل ت إىل احلق ل املعجم عن د بع ض املَُف ِّّل اين املس لمني واملص طلحات َّ املعاصرين .وهو ما سنتطرق إليه يف الفصل الثاين. ( )1باجسون ،هنار :منبع ااخالق ،تعايب الدوريب ،ص(.)72-71
© Copyright 2024 Paperzz