تحميل الملف المرفق

‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال‬
‫فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫على ضـوء تجربتـها المصرفيـة والمحاسبيـة‬
‫د‪ .‬عبد الحليـم عمـار غربـي‬
‫‪1‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫ الكتاب‪ :‬مصادر واستخدامات األموال يف البنوك اإلسالمية‬‫ املؤلف‪ :‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي‬‫ التصنيف‪ :‬اقتصاد‬‫ اإلصدار اإللكرتوني األول‪ :‬شباط ‪ /‬فرباير ‪2013‬‬‫ الرقم الدويل املتسلسل للكتاب‪978-9933-9129-6-3 :‬‬‫اإلشراف الفين العام‪ :‬جمموعة دار أبي الفداء العاملية للنشر والتوزيع والرتمجة‬
‫جمموعة دار أبي الفداء العاملية للنشر والتوزيع والرتمجة‬
‫سوريا ‪ -‬محاة ‪ -‬ساحة العاصي ‪ -‬مقابل الربيد ‪ -‬ص‪ .‬ب‪132 :‬‬
‫هاتف‪00963-33-2224438 :‬‬
‫فاكس‪00963-33-2224439 :‬‬
‫جوال‪00963-95-1211079 :‬‬
‫وكيلنا يف اخلارج‪:‬‬
‫ اإلمارات العربية املتحدة‪ :‬عبد اهلل العقاد ‪ -‬هاتف‪00971508289982 :‬‬‫اآلراء الواردة يف كتب الدار تعرب عن مؤلفيها وال تعرب بالضرورة عن رأي الدار‬
‫‪2‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫الرسالة والغاية‬
‫إن مشروع (كتاب االقتصاد اإلسالمي االلكرتوني اجملاني) يهدف إىل‪:‬‬
‫ ‪-‬تبــي نشــر مؤلفــات علــوم االقتصــاد اإلســامي يف الســوق العاملــي‬
‫لتصبــح متاحــة للباحثــن واملشــتغلني يف اجملــال البحثــي والتطبيقــي‪.‬‬
‫ ‪-‬يعترب النشر االلكرتوني أكثر فائدة من النشر الورقي‪.‬‬
‫ ‪-‬كما أن استخدام الورق مسيء للبيئة ومنهك هلا‪.‬‬
‫واهلل من وراء القصد‬
‫عن أسرة مشروع كتاب االقتصاد اإلسالمي االلكرتوني اجملاني‬
‫الدكتور سامر مظهر قنطقجي‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫توضيح‬
‫يُمنع نســخ أو اســتعمال أي جزء من هذا الكتاب بأي وســيلة تصويرية أو ميكانيكية‬
‫مبــا يف ذلــك التســجيل الفوتوغــرايف والتســجيل علــى أشــرطة أو أقــراص مدجمــة أو‬
‫أي وســيلة نشــر أخرى أو حفظ املعلومات واســرجاعها دون إذن خطي من الناشــر‪.‬‬
‫إن كل ما ورد يف الكتاب هو حقوق حبثية للمؤلف‬
‫ويسمح املؤلف باستخدام هذ الكتاب كمنهج أكادميي جماناً‬
‫‪www.kantakji.com‬‬
‫‪4‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫أصل هذا الكتاب‪:‬‬
‫ رســالة علميــة مقدَّمــة إىل كليــة العلــوم االقتصاديــة والتجاريــة وعلــوم التســيري‪،‬‬‫جبامعــة ســطيف‪ ،‬اجلزائــر‪ ،‬بعنــوان‪:‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي بنـوك املشـاركـة‬
‫على ضـوء جتربتـها املصرفيـة واحملاسبيـة‬
‫ وقد نال هبا الباحث درجة املاجستري بتقدير جيد جداً‪ ،‬بتاريخ ‪.2002/10/07‬‬‫ وتكوّنت جلنة املناقشة من األعضاء‪:‬‬‫رئيساً‬
‫• •د‪ .‬حمفوظ جبـار‬
‫مشرفاً‬
‫• •د‪ .‬صاحل صاحلـي‬
‫مناقشاً‬
‫• •د‪ .‬حممد بوجـالل‬
‫مناقشاً‬
‫• •د‪ .‬سعدان شبايكي‬
‫مناقشاً‬
‫‬
‫• •د‪ .‬بولعيد بعلـوج‬
‫‪5‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬
‫‪6‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫قال «العماد األصفهاني» حول الطبيعة الناقصة ألي عمـــل‬
‫بشــري رغم كل حماولة للتحســن والتهذيب والتنقيح‪:‬‬
‫«إنــي رأيـتُ أنــه ال‪ ،‬يكتــب أحــد كتابـ ًا يف يومــه ّإل قــال يف‬
‫غده‪:‬‬
‫لو ُغــيِّر هذا لكان أحسن‪ ،‬ولو زيد هذا لكان يُستحسن‪،‬‬
‫ولو ُقدِّم هذا لكان أفضل‪ ،‬ولو ُترك هذا لكان أمجل‪،‬‬
‫وهــذا مــن أعظــم العــر‪ ،‬وهــو دليــل علــى اســتيالء النقـــص‬
‫علــى مجلة البشـــر»‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫إهـداء‬
‫«احلمد هلل كما ينبغي جلالل وجهه وعظيم سلطانه‬
‫وله الشكر على ما وفقين إلجناز هذا العمل وإمتامه‬
‫وأسأله سبحـــانه املزيــد من فضله وإحســانه»‬
‫يسرني أن أهدي منتوج جهدي املتواضع‪:‬‬
‫• •إىل والــداي الكرميــن‪ :‬أمــي احلنــون وأبي العزيز‪ ،‬التماسـاً لرضامها‬
‫وتقديــراً لتضحياهتمــا وعرفانــاً جبميلهمــا‪ ،‬حفظهمــا اهلل وأطــال يف‬
‫َُ ْ‬
‫ـل َر ّب ْ‬
‫ار َحْ ُه َمــا َك َمــا َر َّب َيــان َص ِغـ ً‬
‫ـرا}‪.‬‬
‫عمرمهــا‪{ ،‬وقـ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫• •إىل الذين قامسوني دفء العائلة‪ :‬إخوتي وأخواتي األعزاء‪.‬‬
‫• •إىل مجيع األهل واألقارب يف أسرتي الكبرية‪.‬‬
‫• •إىل كل مــن مجعتــي هبــم األقــدار خــال املراحـــل الدراسيـــة مــن‬
‫ابتدائيــة عبــد احلميــد بــن باديــس إىل إكماليــــة ‪ 8‬مــاي ‪ 1945‬مــرورا‬
‫بثانويــة ابــن خلــدون ثــم مقاعــد جامعــة فرحــات عبــاس‪.‬‬
‫• •إىل كل أساتذة وطلبة كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيري‪.‬‬
‫• •إىل مجيــع طلبــة املاجســتري دفعــة ‪ ،1999‬ومثلمــا كانــت آخــر دفعــة‬
‫للقــرن العشــرين؛ فإهنــا كانــت خاصــة جــداً ومتميــزة جــداً بالنســبة يل‪،‬‬
‫وســأبقى أمحــل ذكرياهتــا طــوال حياتــي‪.‬‬
‫• •إىل كل أصدقــاء «عبــد احلليــم» الذيــن يســعهم قلبــه وال تســعهم‬
‫الورقــة!‬
‫• •إىل وطين الغايل اجلزائر‪.‬‬
‫{وما توفييق إال باهلل عليه تولكت وإيله أنيب}‬
‫عبد احلليم‬
‫‪8‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫شكر وتقدير‬
‫ّ‬
‫وادلي وأن‬
‫{رب أوزعــي أن أشــكر نعمتــك الــي أنعمــت يلع وىلع‬
‫أعمــل صالــح ترضــاه وأدخلــي برمحتــك يف عبــادك الصاحلــن}‬
‫يُســعدني أن أق ـدِّم جزيــل شــكري وخالــص تقديــري وفائــق احرتامــي إىل‬
‫كل مــن ق ـدَّم يل يــد املســاعدة يف إجنــاز هــذا العمــل املتواضــع‪ ،‬وأخــص‬
‫بالذكــر‪:‬‬
‫األســتاذ املشــرف الدكتــور صاحلــي صــاحل احملــرم جــداً‪ ،‬الــذي َّ‬
‫تفضــل‬
‫باإلشــراف املتواصــل علــى هــذا البحــث منــذ أن كان جمــرد فكــرة مبهمــة‬
‫حتــى اكتمــل يف صورتــه النهائيــة‪ ،‬ومل يدَّخــر جهــداً يف مســاعدتي مبــا‬
‫قدَّمــه مــن توجيهــات قيِّمــة ونصائــح مثينــة زادت مــن قيمــة الدراســة‪.‬‬
‫كمــا أتقــدَّم بأمســى معانــي الشــكر والعرفــان إىل كل أعضــاء اللجنــة‬
‫املناقشــة َّ‬
‫املوقــرة علــى قبوهلــا مناقشــة موضــوع هــذه الرســالة وحضورهــا‬
‫للمشــاركة يف إثــراء جوانبــه‪.‬‬
‫وجيــدر بــي يف هــذا املقــام أن أعبِّــر عــن شــكري وتقديــري للســادة األفاضل‬
‫الذيــن أســهموا معــي يف البحــث علــى املراجــع وإمــدادي بكتــب ومقــاالت‪...‬‬
‫وعلــى رأســهم‪ :‬صــاحل صاحلــي‪ ،‬حممــد بوجــال‪ ،‬خالــد ســعداوي‪ ،‬ســعيدة‬
‫بوســعدة‪ /‬خمتــار عــامل‪ ،‬عبــد احلليــم ســعيدي‪ ،‬توفيــق حــرزالوي‪ ،‬اليامــن‬
‫أســفريان‪ ،‬وليــــــــــــد‪ /‬عزيــز ســبيت‪ ،‬نبيــل حركاتــي‪ /‬عــادل عيســاوي‬
‫وزمالئــه‪ ،‬كمــال العباســي‪ /‬رفيــق دواودي‪ ،‬حممــد‪ ،‬ســليم حســاني‪ /‬فريــد‬
‫لطــرش‪ ،‬توفيــق بورويــح‪ ،‬صربينــة شــراقة‪ ،‬نــوال بــن عمــارة‪.‬‬
‫كما ال يفوتين أن أتوجه بتشكراتي اخلالصة إىل‪:‬‬
‫‪9‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫• •كل عمــال املكتبــة وقاعــة الدوريــات بكليــة العلــوم االقتصاديــة وعلــوم‬
‫التسيري‪.‬‬
‫• •كل أفراد مكتب اإلعالم اآليل‪ :‬عماد‪ ،‬سامية‪ ،‬مسرية‪ /‬خري الدين‪.‬‬
‫• •كل مــن أســهم مــن قريــب أو مــن بعيــد يف إعــداد وإخــراج هــذه‬
‫الرســالة‪.‬‬
‫«جزاكم اهلل عين كل خري»‬
‫عبد احلليم‬
‫‪10‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫المقدمة‬
‫متهيد‪:‬‬
‫تلعــب البنــوك دوراً حيويـاً يف االقتصــاد الوطــي مــن خالل تعبئتهــا للموارد‬
‫االدخاريــة وتوفريهــا لالحتياجــات التمويليــة واالســتثمارية‪ ،‬وإســهامها يف‬
‫دفــع عجلــة التنميــة االقتصاديــة واالجتماعيــة‪.‬‬
‫ولقــد شــهدت الصناعــة املصرفيــة خــال العقــود األخــرة حتــوالت حمليــة‬
‫وعامليــة هامــة؛ حيــث تطــورت أنشــطتها وتزايــدت تنافســيتها وارتفعــت‬
‫خماطرهــا‪ ،‬وأضحــت أكثــر خضوعـاً إلشــراف املؤسســات الرقابيــة؛ نتيجــة‬
‫املتغــرات االقتصاديــة واملاليــة الــي ميكــن حصرهــا فيمــا يلــي‪:‬‬
‫ ‪-‬اتســاع ظاهــرة العوملــة لظهــور التكتــات املاليــة العامليــة الــي تســيطر‬
‫علــى مصــادر التمويــل وتُوجِّههــا الوجهــة الــي ختــدم مصــاحل الــدول‬
‫الكــرى؛ هبــدف تأثريهــا علــى توزيــع االدخــار العاملــي وتوظيفاتــه‪ ،‬وهــي‬
‫مــا عُرفــت «بالعوملــة املاليــة»؛‬
‫ ‪-‬تزايــد دور منظمــة التجــارة العامليــة يف حتريــر حركــة رؤوس األمــوال‬
‫لرفــع احلواجــز أمــام إنشــاء بنــوك وفــروع أجنبيــة؛ هبــدف تقديــم‬
‫خدماهتــا املصرفيــة يف األســواق احملليــة‪ ،‬وهــي مــا عُرفــت «باتفاقيــات‬
‫حتريــر التجــارة يف اخلدمــات املاليــة واملصرفيــة»؛‬
‫ ‪-‬االهتمام مبعايري مالءمة رأس املال يف البنوك ملقابلة خماطر االئتمان؛‬
‫هبــدف وضــع حــدود دنيــا لــرأس املــال البنكــي وفــق املســتويات املعمــول‬
‫هبــا دولي ـاً‪ ،‬وهــي مــا عُرفــت «مبقــررات جلنــة بــازل حــول كفايــة رأس‬
‫املــال والرقابــة املصرفيــة»؛‬
‫ ‪-‬اســتخدام تكنولوجيــا االتصــاالت ونظــم املعلومــات ملواكبــة التطــورات‬
‫‪11‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫والتجديــدات املتالحقــة يف جمــال العمــل املصــريف؛ هبــدف إدخــال‬
‫مفاهيــم مصرفيــة حديثــة مثــل «الصَّيْرفــة عــن بُعــد» و»الصَّيْرفــة عــن‬
‫طريــق اإلنرتنــت»‪ ،‬وهــي مــا عُرفــت «بالثــورة املصرفيــة»؛‬
‫ ‪-‬تنامــي حــاالت االندمــاج بــن البنــوك الصغــرة و‪/‬أو الكبــرة لظهــور‬
‫وحــدات مصرفيــة عمالقــة؛ هبــدف زيــادة احلجــم وختفيــض درجــة‬
‫املنافســة غــر املتكافئــة‪ ،‬وهــي مــا عُرفــت «بعمليــات االندمــاج‬
‫واالســتحواذ»؛‬
‫ ‪-‬االجتــاه املتزايــد حنــو تنويــع مصــادر األمــوال وجمــاالت اســتثمارها يف‬
‫البنــوك لتنويــع األنشــطة واخلدمــات والعمــاء واملناطــق اجلغرافيــة؛‬
‫هبــدف ختفيــض املخاطــر الــي تتعــرّض هلــا املؤسســات املصرفيــة‪،‬‬
‫وهــي مــا عُرفــت «بالبنــوك الشــاملة»؛‬
‫ ‪-‬التوســع يف دراســة األزمــات املاليــة وحتليــل االضطرابــات النقديــة‬
‫الرتفــاع حــاالت اإلفــاس يف البنــوك؛ هبــدف شــرح خماطــر ســعر‬
‫الفائــدة الــذي يرتكــز عليــه اإلقتصــاد العاملــي‪ ،‬وهــي ما عُرفت «بالفشــل‬
‫املصــريف أو اهلــزات املصرفيــة»؛‬
‫ ‪-‬االنتشــار الســريع لبنــوك «جديـــدة» ذات نظــام متويلــي بديــل عــن منهــج‬
‫البنــوك «التقليديـــة» لعــدم اعتمادهــا علــى مبــدأ الفائــدة املســبقة‬
‫كقاعــدة أساســية يف تعامالهتــا؛ هبــدف إقامــة ممارســات مصرفيــة‬
‫جديــدة‪ ،‬وهــي مــا عُرفــت «ببنــوك املشـــاركة أو البنــوك بــا فوائـــد»‪.‬‬
‫ ونتيجــة ملــا ســبق؛ فقــد تغيّــرت أيضــاً االحتياجــات املعلوماتيــة‬
‫ملســتخدمي القوائــم املاليــة‪ ،‬فهــم يرغبــون يف معلومــات دوريــة وموحَّــدة‬
‫ومقارنــة تكشــف عــن اجتاهــات التغيُّــر يف احلســابات املختلفــة‪ ،‬وملّــا‬
‫‪12‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫كانــت امليزانيــة إحــدى األدوات الرئيســة الــي يتــم االعتمــاد عليهــا يف‬
‫توفــر املعلومــات املاليــة؛ فــإن البنــوك تســعى إلبــراز ميزانياهتــا املقارنــة‬
‫للمتعاملــن معهــا؛ ملعرفــة مــدى القــدرة علــى الوفــاء بالتزاماهتــا‬
‫واســتغالل فــرص االســتثمار املتاحــة هلــا‪.‬‬
‫إشكالية وأهداف الكتاب‪:‬‬
‫كمــا هــو احلــال يف باقــي املؤسســات االقتصاديــة؛ تُعتــر القوائــم املاليــة‬
‫املتم ِّثلــة أساســاً يف امليزانيــة وقائمــة الدخــل مــن أهــم نواتــج النظــام‬
‫احملاســي يف املؤسســات املصرفيــة‪.‬‬
‫وملّا كانت امليزانيــة تتكوَّن من جانبني مها‪:‬‬
‫ ‪-‬جانــب اخلصــــوم‪ :‬والــذي يُشــكل مصــادر األمــوال الــي يتوافــر عليهــا‬
‫البنــك؛‬
‫ ‪-‬جانب األصــول‪ :‬وهو يُشكل استخدامـــات أموال البنك‪.‬‬
‫فــإىل أيّ مـــدى يتحقــق التــوازن بــن مصــادر األمــوال واســتخداماهتا يف‬
‫البنــوك القائمــة علــى نظــام املشـــاركة؟‬
‫ولإلجابة عن هذه اإلشكالية نطرح التساؤالت التالية‪:‬‬
‫• •مــا نظــام املشــاركة؟ مــا أشــكاله وآلياتــه ونتائجــه كبديــل لنظــام‬
‫الفائــدة؟ ومــا إمكانــات تطبيقــه يف عــامل الواقــع؟‬
‫• •مــا أســلوب بنــوك املشــاركة؟ هــل هــي وســيط مــايل أم أهنــا مؤسســات‬
‫متعــددة األغــراض واخلدمــات؟ ومــا طبيعــة عالقاهتــا مــع املودعــن‬
‫واملســتثمرين واملصــارف األخــرى؟‬
‫• •إىل أيــن وصلــت التجربــة احملاســبية هبــذه البنــوك؟ مــا املشــكالت‬
‫‪13‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫الداخليــة والتحديــات اخلارجيــة الــي تواجههــا؟ ومــا آفاقهــا املســتقبلية؟‬
‫• •كيــف يتــم إعــداد وتبويــب وعــرض القوائــم املاليــة يف بنــوك املشــاركة؟‬
‫مــا مــدى إمكانيــة التوصُّــل إىل منــاذج موحَّــدة تراعــي املبــادئ احملاســبية‬
‫املتعــارف عليهــا؟ ومــا إســراتيجية هــذه البنــوك إلدارة عناصــر ميزانيتهــا؟‬
‫• •كيف حتصل بنوك املشــاركة على مصادر التمويل الالزمة لنشــاطها؟‬
‫مــا طبيعــة ودائعهــا املصرفيــة وأدواهتــا املاليــة ومواردهــا الذاتيــة؟ ومــا‬
‫أوجــه االختــاف بينهــا وبــن البنــوك التقليديــة؟‬
‫• •مــا جمــاالت توظيــف واســتخدام األمــوال املتاحــة هلــا؟ كيــف يتــم‬
‫احلصــول علــى أشــكال التمويــل املصــريف وكيــف تتــم حماســبتها؟ ومــا‬
‫املشــكالت الــي واجهــت صيغهــا التمويليــة يف ضــوء جتربتهــا العمليــة؟‬
‫يُحاول هذا الكتاب الوصول إىل األهــداف التالية‪:‬‬
‫ ‪-‬تثمــن التجربــة املصرفيــة لنظــام املشــاركة مــن الناحيــة النظريــة ويف‬
‫ظــل املمارســة امليدانيــة؛‬
‫ ‪-‬عــرض منــاذج ختطيطيــة مقرتحــة للميزانيــة يف بنــوك املشــاركة ِّ‬
‫توضــح‬
‫الرتكيبــة (أصول‪/‬خصــوم) مقارنــة بالبنــوك التقليديــة؛‬
‫ ‪-‬حماولــة التعــرف علــى طبيعــة ومكوِّنــات هيــكل التمويــل يف بنــوك‬
‫املشــاركة وأمهيــة عناصــره النســبية؛‬
‫ ‪-‬اســتعراض الصيــغ التمويليــة الــي تســتعملها بنــوك املشــاركة يف جمــال‬
‫االســتثمارات املصرفيــة‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫ويقوم البحث حم ّل الدراسة على أساس الفرضيــات التالية‪:‬‬
‫ ‪-‬ال متارس بنوك املشــاركة أســلوب الوســـاطة املاليـــة نفســه الذي تعتمده‬
‫املؤسســات املصرفيــة التقليديــة؛ مــن حيــث تعبئــة وتوظيــف املــوارد‬
‫املاليــة املتاحــة؛‬
‫ ‪-‬توجــد اختالفــات جوهريــة يف تركيبـــة امليزانيـــة بــن بنــوك املشــاركة‬
‫والبنــوك التقليديــة؛ وهــذا وفقــاً ملصــادر واســتخدامات خاصــة هبــا؛‬
‫ ‪-‬حتتاج بنوك املشاركة إىل مصـــادر ماليـــة طويلة األجل؛ تتميز برغبتها‬
‫يف املشــاركة يف األرباح واخلســائر؛‬
‫ ‪-‬تعتمــد بنــوك املشــاركة علــى منظومــة متكاملــة مــن الصيـــغ التمويليـــة؛‬
‫متتــاز باملرونــة يف التعامــل لتلبيــة احتياجــات القطاعــات املختلفــة‪.‬‬
‫أمهية املوضوع ودوافع اختياره‪:‬‬
‫إن األمهيــة احلقيقية ملوضوع الكتاب تتجلى يف أنه ميثل‪:‬‬
‫ ‪-‬رصــداً حتليلي ـاً ألهــم جوانــب أداء جتربــة بنــوك املشــاركة مــن حيــث‬
‫مصــادر أمواهلــا وجمــاالت اســتخدامها كمــا ّ‬
‫مت تطبيقهــا يف دول العــامل‬
‫املختلفــة؛ هبــدف ترشــيد مســرهتا يف املرحلــة القادمــة وجتــاوز نقــاط‬
‫الضعــف والقصــور يف الفــرة املاضيــة حتــى تــؤدي دورهــا الفعلــي يف‬
‫جمــال التمويــل اإلمنائــي؛‬
‫ ‪-‬مدخ ـاً هام ـاً لإلســهام يف التعريــف باملنهــج التمويلــي اجلديــد الــذي‬
‫يقــوم علــى املشــاركة يف األربــاح واخلســائر؛ ويلغــي آليــات ســعر الفائــدة‬
‫الــذي تفاقمــت يف إطــاره األزمــات احملليــة والعامليــة؛‬
‫ ‪-‬مقدمــة ملزيــد مــن الدراســات الســتكمال عمليــة التنظــر احملاســي؛‬
‫‪15‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫الــي تتعلــق بإعــداد ودراســة حســابات القوائــم املاليــة يف هــذه البنــوك‬
‫اجلديــدة‪.‬‬
‫ويعــود اختيــاري هلــذا املوضــوع الــذي يتمحــور حول «مصادر واســتخدامات‬
‫األمــوال يف بنــوك املشــاركة علــى ضــوء جتربتهــا املصرفيــة واحملاســبية»‪،‬‬
‫إىل مجلــة مــن األسبـــاب كانــت مبثابــة دوافــع شــجعتين علــى البحــث فيــه‪،‬‬
‫أذكــر منهــا‪:‬‬
‫ ‪-‬حداثــة املوضــوع‪ :‬وذلــك بالنظــر إىل النمــو املســتمر واملتزايــد حلركــة‬
‫بنــوك املشــاركة يف العديــد مــن دول العــامل والــي أصبحــت تعمــل يف‬
‫حميــط تنافســي مــع البنــوك التقليديــة؛ مــن حيــث اســتقطاب املــوارد‬
‫االدخاريــة وتع ـدُّد صيغهــا االســتثمارية‪ ،‬ورغــم حداثــة نشــأهتا وقصــر‬
‫جتربتهــا يف ميــدان العمــل املصــريف فقــد ازداد عددهــا بشــكل ســريع‬
‫ليصــل إىل أكثــر مــن ‪ 250‬مؤسســة بنكيــة تنتشــر يف أكثــر مــن ‪ 75‬دولــة‬
‫يف العــامل‪ ،‬وتصــل أصوهلــا إىل ‪ 230‬مليــار دوالر‪ ،‬وحت ِّقــق نســبة منــو‬
‫تــراوح مــا بــن ‪ %15‬و‪ %20‬ســنوياً؛ األمــر الــذي جعلهــا حم ـ ّل متابعــة‬
‫واســتقراء وحتليــل العديــد مــن املؤسســات الدوليــة واجلامعــات واملراكز‬
‫البحثيــة؛‬
‫ ‪-‬انشــغاالت احملاســبني‪ :‬حظيــت بنــوك املشــاركة باهتمــام االقتصاديــن‬
‫واملصرفيــن واحلكومــات والســلطات النقديــة لفهــم طبيعــة عملهــا‬
‫ومعرفــة أمهيتهــا يف خدمــة االقتصــاد الوطــي؛ حيــث يوجــد اآلن مــا‬
‫يشــبه «التخصــص» يف معاجلــة هــذا املوضــوع‪ ،‬فــإىل جانــب انشــغال‬
‫االقتصاديــن بنقــد وتقييــم جتربــة بنــوك املشــاركة العلميــة والعمليــة‪،‬‬
‫وتركيــز املصرفيــن علــى دراســة وحتليــل تقنياهتــا التمويليــة وخدماهتــا‬
‫‪16‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫املصرفيــة‪ ،‬فقــد أثــارت اهتمــام العديــد مــن رجــال الفكــر احملاســي‬
‫ملعاجلــة املشــكالت احملاســبية فيهــا (مشــكلة إعــداد القوائــم املاليــة‪،‬‬
‫قيــاس وتوزيــع الربــح‪ ،‬أســاليب رقابتهــا الداخليــة واخلارجيــة‪ ،‬وضــع‬
‫اإلطــار النظــري والتطبيقــي حملاســبتها البنكيــة‪)...‬؛‬
‫ ‪-‬احلاجــة إىل دراســة متخصّصــة‪ :‬إن هــذا املوضــوع جديــر بالبحــث‬
‫والدراســة انطالقـاُ مــن شــعورنا بــأن بنــوك املشــاركة يف حاجــة ماســة‬
‫وضروريــة إىل حبثهــا حبثـاً جــادّاً وعميقـاً‪ ،‬مــن خــال حماولــة االنتقــال‬
‫هبــا مــن الدراســة العامــة إىل الدراســة املتخصصــة هبــدف إبــراز كيفيــة‬
‫االســتفادة مــن صيغهــا التمويليــة اليت تتبناها يف ممارســاهتا املصرفية؛‬
‫وخباصــة تلــك الــي مل حتــظ بالرتكيــز العلمــي والبحثــي؛ وذلــك حتــى‬
‫تصبــح أدواهتــا ومنتجاهتــا مفهومــة ومعروفــة ومطبَّقــة‪.‬‬
‫ واقتناع ـاً منــا كذلــك حباجــة الباحثــن والدارســن إىل التعــرف علــى‬
‫جتربــة هــذا النــوع املتميِّــز مــن البنــوك؛ مــن خــال حماولــة سـدّ النقــص‬
‫يف املراجــع املتخصصــة يف هــذا اجملــال مــن وجهــة النظــر احملاســبية‪،‬‬
‫إلبــراز الســمات الرئيســة املميِّــزة هليــاكل مصــادر واســتخدامات أمواهلــا‬
‫مــن الناحيــة النظريــة والتطبيقيــة مقارنــة بالبنــوك التقليديــة؛ وذلــك‬
‫حتــى تصبــح «حماســبة بنــوك املشــاركة» ضمــن موضوعــات مقــررات‬
‫حماســبة البنــوك لتأهيــل احملاســبني الذيــن ســيعملون فيهــا؛ خاصــة‬
‫بعدمــا أصبحــت جــزءاً مــن املنظومــة املصرفيــة اجلزائريــة‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫منهج وخطة الكتاب‪:‬‬
‫ينهــج الكتــاب منهجـاً نظريـاً وتطبيقيـاً يف إطــار مــن التفاعــل بــن اجلوانــب‬
‫الفكريــة والعمليــة معــاً؛ ملعرفــة التصــورات املفرتضــة لبنــوك املشــاركة‬
‫واملعوِّقــات الــي واجهــت تطبيقهــا يف التجربــة امليدانيــة؛ فضالً عن املقارنة‬
‫بــن الواقــع العملــي واألســس النظريــة املتعلقــة مبــا جيــب أن تكــون عليــه‬
‫مصــادر األمــوال واســتخداماهتا يف هــذه البنــوك؛ األمــر الــذي يُم ِّكننــا مــن‬
‫الوصــول إىل نتائــج قابلــة للتعميــم‪.‬‬
‫ووفقاً لطبيعة موضوع الكتاب فقد تطلب استخدام األسلوبني التاليني‪:‬‬
‫ ‪-‬األســلوب الوصفــي التحليلــي‪ :‬الــذي يتميــز بتجميــع البيانــات‬
‫واملعلومــات‪ ،‬وتلخيــص احلقائــق املرتبطــة مبصــادر أمــوال بنــوك‬
‫املشــاركة واالســتخدامات املمكنــة هلــا‪ ،‬وحتليلهــا املدعَّــم بوســائل‬
‫اإليضــاح املختلفــة (جــداول ملخصــة وأشــكال ختطيطيــة وأمثلــة‬
‫رقميــة‪)...‬؛ حتــى تــؤدي دورهــا يف عمليــة عــرض وتوضيــح األفــكار‬
‫واملعلومــات املطروحــة؛‬
‫ ‪-‬األســلوب املقــارن‪ :‬مت اســتعماله بالشــكل الــذي يســمح لنــا باملقارنــة‬
‫بــن مصــادر األمــوال وأســاليب توظيفهــا يف البنــوك التقليديــة وبنــوك‬
‫املشــاركة وذلــك للوقــوف علــى أوجــه التشــابه والتبايــن بينهمــا؛ وإبــراز‬
‫أهــم االختالفــات بــن الصيــغ التمويليــة املتشــاهبة الــي تقــوم هبــا بنــوك‬
‫املشــاركة؛ حيــث مت االعتمــاد علــى اجلــداول واألشــكال املقارنــة حتــى‬
‫تــؤدي دورهــا يف تســجيل الفروقــات املتواجــدة‪.‬‬
‫وارتباطــاً مبوضــوع الكتــاب وحتقيقــاً ألهدافــه فقــد مت تقســيمه وفــق‬
‫اخلطــــة التاليــة‪:‬‬
‫‪18‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫ ‪-‬الفصــل األول‪ :‬خُصــص للتعريــف بنظــام املشــاركة ومؤسســاته‬
‫املصرفيــة‪:‬‬
‫نبحــث فيــه عــن ماهيــة نظــام املشــاركة وصيغــه التمويليــة‪ ،‬وماهيــة بنــوك‬
‫املشــاركة وعالقاهتــا املصرفيــة‪ ،‬ثــم جتربتهــا النظريــة والتطبيقيــة‪.‬‬
‫ ‪-‬الفصل الثاني‪ :‬يتعلق بدراسة امليزانية املصرفية يف بنوك املشاركة‪:‬‬
‫نتطــرق فيــه إىل أساســيات امليزانيــة يف بنــوك املشــاركة‪ ،‬وواقــع إعدادهــا‬
‫وإظهــار حســاباهتا‪ ،‬ثــم إدارة عناصــر األصــول واخلصــوم فيهــا‪.‬‬
‫ ‪-‬الفصل الثالث‪ :‬يتعرض لدراسة مصادر األموال يف بنوك املشاركة‪:‬‬
‫نبيِّــن فيــه مصــادر األمــوال اخلارجيــة األساســية ومصــادر األمــوال‬
‫اخلارجيــة اإلضافيــة يف بنــوك املشــاركة‪ ،‬ثــم مصــادر أمواهلــا الداخليــة‬
‫املكملــة‪.‬‬
‫ ‪-‬الفصل الرابع‪ :‬يتناول دراسة استخدامات األموال يف بنوك املشاركة‪:‬‬
‫ِّ‬
‫نوضــح فيــه العمليــات االســتثمارية قصــرة ومتوســطة وطويلــة األجــل يف‬
‫بنــوك املشــاركة؛ مــن حيــث مفهومهــا وخطواهتــا وخصائصهــا‪ ،‬ثــم أمهيتهــا‬
‫ومشــاكلها العمليــة‪.‬‬
‫وانتهــت الدراســة باخلامتــة الــي تتكــون من جمموعة النتائــج واالقرتاحات‪،‬‬
‫واملســائل الــي بقيــت مفتوحة للبحث والدراســة‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫مصادر وصعوبات الكتاب‪:‬‬
‫متت تغطية البحث موضوع الدراسة من خالل ما يلي‪:‬‬
‫ ‪-‬الدراســات النظريــة‪ :‬وتتنــاول اجلوانــب املاليــة واملصرفيــة واإلداريــة‬
‫واحملاســبية لبنــوك املشــاركة؛ مــن خــال االســتعانة باملراجــع العربيــة‬
‫واألجنبيــة ذات الصلــة باملوضــوع ســواء بصــورة مباشــرة أو غــر مباشــرة‪.‬‬
‫وإذا كان هنــاك العديــد مــن األحبــاث والدراســات الــي تناولــت قضيــة‬
‫بنــوك املشــاركة وطبيعــة نشــاطاهتا ودورهــا يف التنميــة االقتصاديــة‬
‫واالجتماعيــة؛ فإنــه مل يُكتــب إال القليــل فيمــا يتعلــق مبناقشــة القضايــا‬
‫احملاســبية املالئمــة خلصائــص هــذه البنــوك؛ األمــر الــذي جعلنــا نر ِّكــز‬
‫علــى حتليلهــا ودراســتها كمدخــل ملعاينتهــا علــى املســتوى التطبيقــي‪.‬‬
‫ ‪-‬الدراســات التطبيقيــة‪ :‬وقمــتُ خالهلــا مبتابعــة التجربــة التطبيقيــة‬
‫لبنــوك املشــاركة يف ممارســاهتا احملاســبية الــي تُــرز مصــادر أمواهلــا‬
‫واســتخداماهتا‪ ،‬باالعتمــاد علــى القــدر املتوافر من البيانــات واملعلومات‬
‫املتعلقــة بالدراســات امليدانيــة الــي قــام هبــا الباحثــون واخلــراء مــن أهل‬
‫االختصــاص املصــريف واحملاســي يف بنــوك املشــاركة‪ ،‬والــي متثلــت يف‬
‫حتليــل قوائمهــا املاليــة وميزانياهتــا املنشــورة‪.‬‬
‫وإذا كان امليــدان التطبيقــي يعانــي مــن نقــص يف البيانــات اإلحصائيــة؛‬
‫فــإن هــذه الدراســات كانــت إمــا حمــاوالت اختصــت كل منهــا جبزئيــة‬
‫مــن أنشــطة بنــوك املشــاركة وبعيِّنــة حمــدودة منهــا‪ ،‬أو ا ّتســمت بالصبغــة‬
‫العموميــة وتوافــرت فيهــا صفــة الشــمولية؛ مــن حيــث كافة أوجه نشــاطات‬
‫هــذه البنــوك‪ ،‬وكذلــك مــن حيــث عددهــا وتواجدهــا علــى مســتوى العــامل‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫وخبصــوص مســح الدراســات الســابقة يف هــذا املوضــوع‪ ،‬فــا توجــد‬
‫تلــك الــي تناولــت موضوعنــا‪ ،‬وكانــت يف جمملهــا عبــارة عــن حمــاوالت‬
‫متفرقــة تنطلــق مــن تصــورات نظريــة جمــردة‪ .‬لكــن هــذا الكتــاب حيــاول‬
‫أن ميــزج بــن الفكــر والواقــع وبــن النظريــة والتطبيــق؛ مــن أجــل حتليــل‬
‫ونقــد وتقويــم أداء التجربــة املصرفيــة لبنــوك املشــاركة الــي ال تزيــد عــن‬
‫ثالثــن ســنة علــى بدايــة انطالقهــا‪ ،‬ملعرفــة مــا الــذي ح ّققتــه مــن أهدافهــا‬
‫ومــا الــذي عجــزت عــن حتقيقــه‪ ،‬ومــا هــي إجيابيــات هــذه التجربــة ومــا‬
‫هــي ســلبياهتا‪.‬‬
‫بقــي أن نشــر إىل أنــه بغــض النظــر عــن اجملهــودات املبذولــة يف إعــداد‬
‫هــذا الكتــاب؛ فــإن هنــاك بعــض الصعوبــــات الــي واجهتنــا أثنــاء إجنــازه‬
‫وتتعلــق مبــا يلــي‪:‬‬
‫ ‪-‬عدم توافر البيانات واملعطيات بالقدر الكايف عن بنوك املشاركة؛‬
‫ ‪-‬خلـوّ مكتباتنــا العلميــة واجلامعيــة مــن مراجــع تتنــاول دراســة مصــادر‬
‫واســتخدامات أمــوال البنــوك بصفــة شــاملة؛‬
‫ ‪-‬مش ّقة املعاجلة الدقيقة هلذا املوضوع احلديث بصيغه وحماسبته‪.‬‬
‫وختام ـاً‪ ،‬فلقــد كان إجنــاز هــذا الكتــاب «جتربــة ممتعــة وثريــة» بالنســبة‬
‫يل‪ ،‬رغــم أنــه حماولــة متواضعــة وحمــدودة‪ ،‬أطمــح مــن خالهلــا أن تكــون‬
‫قيمــة مضافــة للفكــر املصــريف القائــم علــى املشــاركة‪ ،‬وأملــي أن يكــون‬
‫إضافــة علميــة إلثــراء املكتبــة احملاســبية‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫الـفـصـل األول‬
‫مدخل للتعريف بنظام المشاركة ومؤسساته المصرفية‬
‫سوف نتعرض ضمن هذا الفصل إىل املباحث األساسية التالية‪:‬‬
‫املبحث األول‪:‬‬
‫ماهية نظام املشاركة وصيغه التمويلية‪.‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬ماهية بنوك املشاركة وعالقاهتا املصرفية‪.‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬جتربة بنوك املشاركة بني النظرية والتطبيق‪.‬‬
‫خالصة الفصل األول‬
‫‪22‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫المبحث األول‬
‫ماهية نظام المشاركة وصيغه التمويلية‬
‫سنتناول هذا املبحث بالدراسة من خالل احملاور التالية‪:‬‬
‫ ‪-‬نظام الفائدة بني نظريات تطبيقه ومربرات إلغائه‪.‬‬
‫ ‪-‬نظام املشاركة كبديل لنظام الفائدة وضرورة تطبيقه‪.‬‬
‫ ‪-‬الصيغ التمويلية يف ظل نظام املشاركة‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫المطلــب األول‪ :‬نظــام الفائــدة بيــن نظريــات تطبيقــه‬
‫ومبــررات إلغائــه‬
‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬حتـديـد مفاهـيـم الربـا والفـائــدة والربــح‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬النظريات االقتصادية املربرة لنظام الفائدة وانتقاداهتا‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬املخـاطـر االقتصاديـة لنظـام الفـائـدة الربـوي‪.‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬حتديد مفاهيم الربا والفائدة والربح‬
‫ملّــا كانــت «الفائــدة والرِّبــا والربــح» ألفــاظ ذات عالقــة (حتمــل معنــى‬
‫الزيــادة)؛ فــا بـدّ مــن توضيــح مفهــوم كل منهــا يف اللغــة والفقــه واالقتصاد‬
‫ويف العــرف املصــريف واحملاســي؛ وبيــان مــدى التقــاء أو اختــاف هــذه‬
‫املفاهيــم مــع بعضهــا‪.‬‬
‫‪1 .1‬التمييز بني الفائدة والربا‪:‬‬
‫‪ -1.1‬الفائدة والربا يف األدبيات الغربية‪ [ :‬الربا < الفائدة ]‪.‬‬
‫يُميِّــز الغربيــون الذيــن أوجــدوا نظــام الفائــدة يف التعامــل املصــريف بــن‬
‫الفائــدة (‪ )Intérêt‬والربــا (‪ )Usure‬حيــث أن «الربــا هــو مــا زاد معدلــه‬
‫علــى حــد معــن (فائــدة فاحشــة) أمــا مــا هــو واقــع ضمــن احلــد الــذي‬
‫يتعــن قانونــا أو يف ســوق رأس املــال فتلــك فائــدة مباحــة»(‪.)1‬‬
‫ويعـرِّف معجــم أكســفورد (‪ )The Oxford Dictionary‬الفائــدة بأهنــا‪:‬‬
‫(‪ )1‬رفيــق املصــري‪« ،‬النظــام املصــريف اإلســامي‪ :‬خصائصــه ومشــكالته»‪ ،‬يف دراســات يف االقتصــاد اإلســامي‪ ،‬حبــوث‬
‫خمتــارة مــن املؤمتــر الــدويل الثانــي لالقتصــاد اإلســامي‪ ،‬املركــز العاملــي ألحبــاث االقتصــاد اإلســامي‪ ،‬جامعــة امللــك عبــد‬
‫العزيــز‪ ،‬ط‪ ،1985 ،1‬ص‪.174 :‬‬
‫‪24‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫«القيمــة احملـدّدة املدفوعــة كتعويــض عــن اســتعمال مــال الغــر أو احلصــول‬
‫علــى ديــن»‪ ،‬ويعـرِّف الربــا علــى أنــه‪« :‬عمليــة احلصــول علــى فوائــد كبــرة‬
‫غــر شــرعية»‪ ،‬وي ّتضــح أن الفــرق بينهمــا هــو مقــدار النســبة املدفوعــة عــن‬
‫املــال املقــرض‪ ،‬فــإن كانــت النســبة كبــرة فذلــك ربــا‪ ،‬وإن كانــت النســبة‬
‫صغــرة فتلــك فائــدة(‪ ،)1‬لكــن هــل مــا يُعتــر ســعراً معقــوال للفائــدة اليــوم‬
‫ســيكون كذلــك يف املســتقبل أو بالنســبة لبلــد آخــر؟!‬
‫‪ -2.1‬الفائدة والربا يف األدبيات الفقهية‪ [ :‬الربا = الفائدة ]‪.‬‬
‫مــن الناحيــة الفقهيــة ال فــرق بــن الربــا والفائــدة‪« ،‬فالفائــدة أصلهــا ربــوي‪،‬‬
‫فهــي مُجــرد وســيلة مــن وســائل التحايــل علــى الربــا‪ ،‬مبعنــى ســر حقيقــة‬
‫الربــا مبظهــر آخــر‪ ،‬وإلضفــاء اســم آخــر عليــه غــر اســم الربــا»(‪)2‬؛ ومــن‬
‫ثـمّ فــإن الفائــدة هــي «الرتمجــة احلديثــة لكلمــة «الربــا» أو البديــل اللفظــي‬
‫هلــا»(‪.)3‬‬
‫وحســب موســوعة أعمــال البنــوك فإنــه «ال فــرق بــن كلمــة الربــا وكلمــة‬
‫الفوائــد‪ ،‬ألن الربــا هــو االرتفــاع والعلو‪..‬والزيــادة‪ ..‬والفائــدة هــي أيض ـاً‬
‫الزيــادة الــي تكــون فــوق األصــل والنفــع الــذي جينيــه الدائــن‪ ،‬واملعنــى‬
‫واحــد فيهمــا وإن كان القانــون الوضعــي يفــرق بــن الربــا والفائــدة وال يعترب‬
‫الفائــدة ربـاً إال إذا زادت عــن احلـدّ األقصــى الــذي يســمح بــه القانــون»(‪.)4‬‬
‫ي ّتضــح ممّــا ســبق أن الربــا هــو الفائــدة بلغــة اليــوم االقتصاديــة؛ حيــث إن‬
‫(‪ )1‬حممــد بوجــال‪« ،‬البنــوك اإلســامية‪ :‬مفهومهــا‪ ،‬نشــأهتا‪ ،‬تطورهــا‪ ،‬نشــاطها مــع دراســة تطبيقيــة علــى مصــرف‬
‫إســامي»‪ ،‬املؤسســة الوطنيــة للكتــاب‪ ،‬اجلزائــر‪ ،1990 ،‬ص‪.24-23 :‬‬
‫(‪ )2‬فتحــي الســيد الشــن‪« ،‬الربــا وفائــدة رأس املــال بــن الشــريعة اإلســامية والنظــم الوضعيــة»‪ ،‬الــدار اإلســامية‪،‬‬
‫القاهــرة‪ ،1990 ،‬ص‪.58 :‬‬
‫(‪ )3‬حممــد صــاح حممــد الصــاوي‪« ،‬مشــكلة االســتثمار يف البنــوك اإلســامية وكيــف عاجلهــا اإلســام»‪ ،‬رســالة دكتــوراه‪،‬‬
‫كليــة الشــريعة والقانــون‪ ،‬جامعــة األزهــر‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬الناشــر‪ :‬دار اجملتمــع‪ ،‬دار الوفــاء‪ ،‬املنصــورة‪ ،‬ط ‪ ،1990 ،1‬ص‪.520 :‬‬
‫(‪ )4‬حمــي الديــن إمساعيــل علــم الديــن‪« ،‬موســـوعة أعمــال البنـــوك مــن الناحيتــن القانونيــة والعمليــة»‪ ،‬ج‪ ،1‬دار النهضــة‬
‫العربيــة‪ ،‬بــروت‪ ،1993 ،‬ص‪.36 :‬‬
‫‪25‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫ماهيــة الفوائــد هــي ذات ماهيــة الربــا (كســب غــر مشــروع)‪.‬‬
‫‪2 .2‬التمييز بني الفائدة والربح‪:‬‬
‫خيتلــف الربــح عــن الفائــدة من الناحيــة الفقهية واالقتصادية واحملاســبية‪،‬‬
‫ونوجــز ذلــك يف اجلــدول التايل‪:‬‬
‫جدول رقم (‪ :)1‬مقـارنـة بـيـن الفـائــدة والــربـح‪.‬‬
‫الفائـــــدة‬
‫عنصر املقارنة‬
‫من الناحية الزيــادة يف األصــول الثابتــة‬
‫القنيــة)‪.‬‬
‫الفقهية‪( :‬عــروض‬
‫‪1.1‬مقدار حمدد سلفا من الزيادة‪.‬‬
‫‪2.2‬رأس املــال مضمــون واجــب‬
‫الــر دّ‪.‬‬
‫‪3.3‬عائــد ال ينتــج عــن تفاعــل‬
‫من الناحية عنصــــري اإلنتــاج (العـمـــل ورأس‬
‫االقتصادية‪ :‬الــمــــال)‪.‬‬
‫ ‪-‬الزيــادة يف املــال منفصلــة عــن‬
‫العمــل‪.‬‬
‫‪4.4‬كســب ربــوي دون أي مقابــل‬
‫اقتصــادي‪.‬‬
‫الربـــــح‬
‫الزيــادة يف األصــول املتداولــة‬
‫(عــروض التجــارة)‪ ،‬بعــد بيعهــا‪.‬‬
‫‪1 .1‬احتمــايل يف أصــل وجــوده (قــد‬
‫يتحقــق أوال يتحقــق)‪.‬‬
‫ احتمــايل يف مقــداره (قــد يكون‬‫قليــا أو كثريا)‪.‬‬
‫‪2 .2‬رأس املــال غــر مضمــون (معرض‬
‫للربح واخلســارة)‪.‬‬
‫‪3 .3‬عائــد ناتــج مــن تفاعــل عنصــــري‬
‫اإلنتاج (العــمــــل ورأس الـمــــال)‪.‬‬
‫ ‪-‬الزيادة يف املال مرتبطة بالعمل‪.‬‬
‫‪4 .4‬يقــرن بفكــرة تقليــب املــال ‪+‬‬
‫بــذل اجلهــد ‪ +‬إضافــة منفعــة‬
‫اقتصاديــة‪.‬‬
‫‪5.5‬بعيــدة عــن املخاطــرة (مــن غــر ‪5 .5‬يقرتن بفكرة املخاطرة‪.‬‬
‫تع ـرّض للخســارة)‪.‬‬
‫‪1 .1‬عــبء علــى املؤسســة (مــن ‪1 .1‬عائد للمؤسسة‪.‬‬
‫من الناحية‬
‫‪2 .2‬يرتبــط بنتائــج املؤسســة (حتقيــق‬
‫التكاليــف الثابتــة )‬
‫أرباح)‪.‬‬
‫احملاسبية‪2 .2 :‬ال عالقة هلا بنتائج املؤسسة‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫وفيما يلي ملخص للمفاهيم املختلفة للربا والفائدة والربح‪:‬‬
‫جـدول رقـم (‪ :)2‬ملخص ملــفــاهــيــم «الــربا والــفـائـــدة والـــربـــح»‬
‫املفهوم‬
‫اللغوي‪:‬‬
‫‪.1‬‬
‫‪1‬الربا= (‪)Usure = Usury‬‬
‫‪.2‬‬
‫‪2‬الفائدة = ( ‪)Intérêt = Interest‬‬
‫• •الزيادة والنمو واالرتفاع والعلو‪• • .‬ما يستفاد من علم أو مال‪.‬‬
‫‪.3‬‬
‫‪3‬الربح = ( ‪)Profit = Profit‬‬
‫• •الزيادة احلاصلة يف التجارة‪.‬‬
‫• •ربــا الديــون (القــروض) = ربــا • •مــا يســتفاد عــن طريــق غــر مــال آخــر • •الزيــادة علــى رأس املــال نتيجــة تقليبــه يف‬
‫النســيئة‪.‬‬
‫كاملــراث واملنحــة‪ ،‬أو مــا يســتفاد مــن عمليــات التبــادل املختلفــة‪.‬‬
‫• •ربــا البيــوع (املعامــات) = ربــا عــروض القنيــة (األصــول الثابتــة) كالزيــادة ‪-‬كل ربح مناء وليس كل مناء رحباً‪.‬‬
‫الفقهي‪ :‬الفضــل ‪ +‬ربــا النَّسَــاء‪.‬‬
‫يف أمثاهنــا‪..‬‬
‫ ‪-‬أصلهــا فوائــد مــن فوائــظ؛ وهــي مــن‬
‫أوجــه منــاء املــال (النمــاء = فائــدة ‪ +‬غلــة‬
‫‪ +‬ربــح)‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫• •فــرض معــدل باهــظ للفائــدة • •مقــدار مضــاف إىل رأس املــال • •فائــض اإليــراد الكلــي للمنتــج علــى التكلفــة‬
‫علــى القــروض أي الزيــادة يف املقــرض‪ ،‬فهــي ظاهــرة اقتصاديــة‪ ،‬ال الكليــة‪.‬‬
‫الفائــدة عــن الســعر الــذي حيــدده تقــوم إال مبناســبة عقــد القــرض‪ ،‬وترتبــط ‪TC‬‬
‫االقتصادي‪ :‬القانــون أو العــرف‪.‬‬
‫‪-‬‬
‫بنمــوذج معــن يف الصفقــات‪ ،‬هــي صفقــات (تكلفة كلية)‬
‫‪= TR‬‬
‫(إيراد كلي)‬
‫‪TP‬‬
‫(ربح)‬
‫ ‪-‬عــادة مــا يتــم التمييــز بــن الربــح العــادي‬
‫االئتمــان‪.‬‬
‫ ‪-‬عــادة مــا يتــم التمييــز بــن ســعر الفائدة والربــح االســتثنائي‪.‬‬
‫االمسي وســعر الفائــدة احلقيقي‪.‬‬
‫• •الزيــادة املشــروطة علــى رأس • •الثمــن املدفــوع نظــر اســتعمال النقــود • •الفــرق بــن الفائــدة الدائنــة (فائــدة‬
‫مــال القــرض املصــريف‪.‬‬
‫املصريف‪:‬‬
‫يف األنشــطة املصرفيــة املختلفــة‪.‬‬
‫ ‪-‬عــادة مــا حتســب علــى أســاس مئــوي يف‬
‫الســنة؛ لــذا تســمى بســعر الفائــدة أو معــدل‬
‫الفائدة‪.‬‬
‫‪28‬‬
‫اإلقــراض) والفائــدة املدينــة (فائــدة اإليــداع)‪.‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫• •الربــا هــو الفائدة باللغة الســائدة • •تُعتــر مــن األعبــاء الــي تتحملهــا ‪1.1‬أصول<خصوم «أو» ‪ .2‬إيرادات< مصاريف‬
‫احملاسيب‪:‬‬
‫اليوم‪.‬‬
‫املؤسســة (تكاليــف ثابتــة) وختصــم مــن حسابات امليزانية‬
‫• •الربـــا = الفـائـدة = تـكـلـفـة‪.‬‬
‫إيراداهتــا قبــل حتديــد الربــح الصــايف‪.‬‬
‫أﺼوﻝ‬
‫ﺨﺼوم‬
‫حسابات التسيري‬
‫ﻤﺼﺎرﻴف‬
‫ﺇﻳﺭﺍﺩﺍﺕ‬
‫ ‪-‬الفائدة = مصاريف بالنسبة للمدين‪.‬‬
‫ ‪-‬الفائدة = إيرادات بالنسبة للدائن‪.‬‬
‫• •يتحــدد بصفــة دوريــة بعــد انتهــاء أعمــال املؤسســة‬
‫( ‪ / 12/31‬ن )‪.‬‬
‫‪29‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫ثانياً‪ :‬النظريات االقتصادية املربرة لنظام الفائدة وانتقاداهتا‬
‫‪1 .1‬املراحل التارخيية الستقرار الفائدة‪:‬‬
‫مــن الثابــت يف الدراســات التارخييــة أن الفوائــد نشــأت يف البيئــة األوربيــة‪،‬‬
‫ثــم اســتقرت يف الواقــع العملــي علــى ســبيل التــدرج وذلــك حســب ثالثــة‬
‫أطــوار تارخييــة‪:‬‬
‫جــدول رقم (‪ :)3‬التدرج التــاريـخي الستقرار الفـائدة‬
‫املرحلـــة‬
‫‪1 .1‬طور التحريـم‪:‬‬
‫‪2 .2‬طور التساهل‬
‫والتسامح‪:‬‬
‫اجملــال الزمنـي‬
‫‪........‬‬
‫حتى منتصف القرن ‪ 12‬ميالدي‪.‬‬
‫اخلصــــائص‬
‫ ‪-‬حتريم ديين وقانوني‪.‬‬
‫ ‪-‬رفــض الفالســفة ورجــال الديــن‬
‫للفائــدة‪.‬‬
‫ ‪-‬ختفيــف مبــدأ التحريــم بعــدد‬
‫من منتصف القرن ‪ 12‬ميالدي‪ .‬مــن اإلســتثناءات‪.‬‬
‫حتى منتصف القرن ‪ 15‬ميالدي‪- .‬شــيوع احليــل الصرحيــة للتعامل‬
‫بالفائدة‪.‬‬
‫ ‪-‬تأييــد النظــام الربــوي مبوجــب‬
‫القانــون‪.‬‬
‫‪3 .3‬طور اإلباحـة‪:‬‬
‫من منتصف القرن ‪ 16‬ميالدي‪- .‬نظــام الفائــدة أســاس النظــام‬
‫حتى هناية القرن ‪ 18‬ميالدي‪.‬‬
‫الرأمســايل‪.‬‬
‫ ‪-‬نقــاش حــول حتديــد معــدالت‬
‫الفائــدة‪.‬‬
‫املصــدر‪ :‬راجــع‪ :‬ســعود عبــد اجمليــد‪« ،‬البنــوك اإلســامية وأوجــه االختــاف بينهــا وبــن البنــوك‬
‫التجاريــة (موقــع اجلزائــر مــن كال النوعــن)»‪ ،‬رســالة ماجســتري غــر منشــورة‪ ،‬جامعــة اجلزائــر‪،‬‬
‫معهــد العلوماالقتصاديــة‪ ،1993/1992 ،‬ص‪18-17 :‬؛ فتحــي الســيد الشــن‪ ،‬مرجــع ســابق‪،‬‬
‫ص‪57-56:‬؛ غســان قلعــاوي‪« ،‬املصــارف اإلســامية ضــرورة عصريــة‪ :‬ملــاذا؟ وكيــف؟»‪ ،‬دار املكتــي‪،‬‬
‫ســورية‪ ،‬ط‪ ،1998 ،1‬ص‪.42-37:‬‬
‫‪30‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‪2 .2‬النظريات املربِّرة لنظام الفائدة‪:‬‬
‫لقــد وُضعــت يف الفكــر االقتصــادي عــدة نظريــات تدعــم الفائــدة الربويــة‬
‫لتربيــر حصــول املُقــرض (صاحــب رأس املــال) علــى مــال يضــاف إىل‬
‫أصــل قيمــة القــرض‪ ،‬ويف املقابــل وُجِّهــت هلــذه النظريــات انتقــادات تُــرز‬
‫نقائصهــا وتكشــف بــأن ســعر الفائــدة ال يســتند إىل مــررات صحيحــة!‬
‫حيــث تبــن مــا يلــي(‪:)1‬‬
‫ ‪-‬تعـدّدت هــذه النظريــات وتباينــت بــن عوامــل نفســية واقتصاديــة‪ ،‬وكل‬
‫نظريــة فيهــا تتناقــض مــع األخــرى‪ ،‬وهــي وإن كانــت تبــدو كافيــة لتربيــر‬
‫مشــروعية مكافــأة رأس املــال بصفــة عامــة؛ فهــي غــر صاحلــة لتربيــر‬
‫مشــروعية الفائــدة‪ ،‬كدخــل ثابــت مســتقر ومتجــدد وحمــدد ســلفاً بصــورة‬
‫مســبقة‪.‬‬
‫ ‪-‬إن كل هــذه النظريــات‪ ،‬ال ميكــن التحقــق جتريبيــاً مــن صحتهــا يف‬
‫عــامل االقتصــاد‪ ،‬وإن كان ذلــك جيعلهــا مقبولــة مــن الناحيــة النظريــة؛‬
‫لكنــه ال جيعلهــا أكيــدة‪ ،‬فكلهــا فرضيــات حمتملــة وغــر حمققــة‪.‬‬
‫كمــا أثبــت الواقــع العملــي أن الربــح هــو احملــرك للنشــاط االقتصــادي‪،‬‬
‫«وهــو مــا أكدتــه دراســات ميدانيــة قــام هبــا اجلهــاز املصــريف األمريكــي‬
‫انتهــت إىل وجــود ارتبــاط إجيابــي قــوي بــن مســتوى االســتثمار ومســتوى‬
‫األربــاح»(‪.)2‬‬
‫وفيما يلي عرض وجيز ألهم هذه النظريات واالنتقادات املوجَّهة هلا‪:‬‬
‫(‪ )1‬فتحي السيد الشني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪66 :‬؛ ‪.68‬‬
‫(‪ )2‬حممــد رضــا منصــور‪« ،‬البنــوك اإلســامية بــن آليــات االســتثمار والقانــون»‪ ،‬جملــة االقتصــاد اإلســامي‪ ،‬العــدد ‪،198‬‬
‫ســبتمرب ‪ ،1997‬ص‪.76 :‬‬
‫‪31‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫جـدول رقم (‪ :)4‬ملخـص ألهـم مربرات وانتقـادات نظـام الفائـدة‪.‬‬
‫املبــــررات‬
‫النظريــــة‬
‫• •نظــام الفائــدة = نظــام‬
‫اقتصــادي جيعــل األمــوال كلهــا‬
‫مد خــر ة ‪.‬‬
‫• •الفائــدة = مثــن ( جــزاء )‬
‫لال د خــا ر ‪.‬‬
‫‪1 .1‬نظرية االدخار‪• • :‬أســعار الفائــدة ‪ Ü‬االدخــار‬
‫‪ Ü‬االســتثمار ‪ Ü‬النمــو‬
‫(املدرسة‬
‫الكالسيكية) ا ال قتصــا د ي ‪.‬‬
‫• •الفائــدة = تعويــض املقــرض‬
‫علــى حرمانــه مــن مالــه مقابــل‬
‫اســتفادة املقــرض مــن عنصــر‬
‫الوقــت‪.‬‬
‫‪2 .2‬نظرية‬
‫• •الفائــدة بالنســبة للمُقــرض‬
‫التضحية‬
‫= مثــن االنتظــار (االمتنــاع عــن‬
‫واالنتظار‪:‬‬
‫(نظرية التفضيل االســتهالك)‪.‬‬
‫• •الفائــدة بالنســبة للمقــرض=‬
‫الزمين)‬
‫(سنيور ‪ +‬مارشال) مثــن الوقــت املكتســـــب (تأجيــل‬
‫الســداد)‪.‬‬
‫• •درجــة التضحيــة ‪ Ü‬ســعر‬
‫الفائــدة‪.‬‬
‫‪32‬‬
‫االنتقـــــــادات‬
‫ ‪-‬حســب التحليــل الكينــزي‪:‬‬
‫املدخــرات ليســت دالــة لســعر‬
‫الفائــدة وإمنــا هــي كدالــة للدخــل‬
‫فقــط‪ ،‬ومعدل االســتثمار يتناســب‬
‫عكســيا مــع ســعر الفائــدة‪.‬‬
‫ ‪-‬إذا كانــت قيمــة الفائــدة حتــث‬
‫علــى االدخــار فــإن‪:‬‬
‫التطلــع إىل الربــح ‪ +‬التعلــق‬
‫بالثــروة ‪+‬اخلــوف مــن املســتقبل‬
‫(وغريهــا من العوامل النفســية‪)...‬‬
‫تدفــع إىل االدخــار وحتفــز علــى‬
‫االســتثمار‪ ،‬حتــى يف حالــة غيــاب‬
‫الفائــدة وعــدم االعــراف هبــا‪.‬‬
‫ ‪-‬االمتنــاع عــن جــزء مــن‬
‫االســتهالك احلاضــر ال ميثــل أي‬
‫حرمــان بالنســبة لألغنيــاء‪.‬‬
‫ ‪-‬نظرية ذات طابع نفسي وليس‬
‫اقتصــادي مرتبــط بالتهافــت علــى‬
‫الســلع االســتهالكية يف النظــام‬
‫الرأمســايل‪.‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫• •رأس املال منتج للقيمة‪.‬‬
‫• •رأس املال يُســتخدم يف اإلنتاج‬
‫للحصــول علــى قيمــة أعلــى مــن‬
‫قيمتــه األصليــة قبــل اهتالكــه‪.‬‬
‫• •سعـــــر الفائــدة = القيمــة‬
‫املنتجــة ‪ -‬القيمــة األصليــة (لرأس‬
‫‪3 .3‬نظرية إنتاجية املــال)‪.‬‬
‫رأس املال‪:‬‬
‫(املدرسة‬
‫النيوكالسيكية)‬
‫ ‪-‬ال تفــرق النظريــة بــن‬
‫القــروض االســتهالكية (ال توجــد‬
‫إنتاجيــة صافيــة) والقــروض‬
‫اإلنتاجيــة (زيــادة اإلنتاجيــة‬
‫احتماليــة وليســت مؤكــدة)‪.‬‬
‫ ‪-‬اخللــط بــن رأس املــال النقدي‬
‫(ليــس عنصــر إنتــاج) ورأس املــال‬
‫العيــي (يعـدّ عنصــر إنتــاج)‪.‬‬
‫ ‪-‬ال يوجــد ارتبــاط بــن اجتــاه‬
‫اإلنتاجيــة واجتــاه ســعر الفائــدة‬
‫يف الواقــع‪.‬‬
‫ ‪-‬رأس املــال ليــس لــه عائــد إال‬
‫إذا ســاهم مــع العمــل يف العمليــة‬
‫اإلنتاجيــة ويكــون نصيبــه يف‬
‫صــورة ربــح ال فائــدة (الربــح ينتــج‬
‫مــن تفاعــل العمــل ورأس املــال)‪.‬‬
‫• •الفائــدة = مثــن التنــازل عــن ‪-‬إذا بلــغ ســعر الفائــدة حــده‬
‫األدنــى كمــا هــو االجتــاه العام هلذه‬
‫الســيولة النقديــة‪.‬‬
‫• •الفائــدة = مثــن التخلــي عــن النظريــة يأتــي بعكــس املطلــوب‬
‫االكتنــاز‪.‬‬
‫(زيــادة التفضيــل النقــدي وقلــة‬
‫• •تفضيــل الســيولة ‪ Ü‬ســعر الرغبــة يف التخلــي عــن الســيولة)‬
‫الفائــدة‪.‬‬
‫وهــو مــا يُعــرف مبصْيــدة الســيولة‬
‫‪4 .4‬نظرية تفضيل‬
‫عنــد كينــز؛ تصبــح قــرارت‬
‫السيولة‬
‫االســتثمار متو ِّقفــة علــى توقعــات‬
‫(كينز)‬
‫رجــال األعمــال أكثــر منهــا علــى‬
‫ســعر الفائــدة (عــدم فعاليــة ســعر‬
‫الفائــدة)‪.‬‬
‫ ‪-‬يتخلــى النــاس عــن االكتنــاز‬
‫عنــد توفــر فــرص اســتثمار‬
‫مرحبــة وليــس بالفائــدة وحدهــا‪.‬‬
‫‪33‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫‪5 .5‬نظرية‬
‫املخاطرة‪:‬‬
‫(إمكانية عدم‬
‫استعادة القرض)‬
‫‪6 .6‬نظرية العرض‬
‫والطلب‪:‬‬
‫(نظرية استعمال‬
‫النقود)‬
‫• •الفائــدة = تعويــض عــن‬
‫املخاطــر العديــدة الــي يتعــرض‬
‫هلــا الدائــن (إفــاس املديــن‪ ،‬عــدم‬
‫قدرتــه علــى الســداد‪.)...‬‬
‫• •الفائدة = مثن املخاطرة‪.‬‬
‫• •درجــة املخاطــرة ‪ Ü‬ســعر‬
‫الفائــدة‪.‬‬
‫* النقود هي سلعة هلا عرض‬
‫وطلب وسعر خاص‪.‬‬
‫* الفائدة = مثن إجيار‬
‫(استخدام) النقود‪.‬‬
‫* الفائدة = أجر الزمن‪.‬‬
‫‪7 .7‬نظرية الزمن‪ * :‬الزمن هو ما يباع ويشرتى يف‬
‫سوق رأس املال‪.‬‬
‫(املدرسة‬
‫النمساوية)‬
‫‪34‬‬
‫ ‪-‬الفائــدة ال تغطــي هــذا اخلطــر‬
‫إلمــكان تعرضهــا لنفــس خماطــر‬
‫أصــل القــرض‪.‬‬
‫ ‪-‬إمهــال دور الرهــن والضمــان‬
‫يف ضمــان املــال للمقــرض وإزالــة‬
‫املخاطــر وإمهــال اخلطــر الــذي‬
‫يتعــرض لــه املقــرض (إمكانيــة‬
‫خســارته)‪.‬‬
‫ ‪-‬نظريــة تــؤدي إىل عــدم‬
‫اإلقــراض إال لألغنيــاء لســداد‬
‫ا لد يــن ‪.‬‬
‫ ‪-‬نظريــة تُخــرج النقــود عــن‬
‫دورهــا الطبيعــي الوســيط احملايــد‬
‫يف املبــادالت مــن أجــل االجتــار هبــا‬
‫يف حــد ذاهتــا‪.‬‬
‫ ‪-‬النقــود ال تعـدّ عنصــراً إنتاجياً‬
‫إال إذا حتولــت إىل صــورة عينيــة‬
‫تســتحق أجــرا مقابــل مشــاركتها‬
‫يف اإلنتــاج‪.‬‬
‫ ‪-‬نظريــة تُكـرِّس ســيادة القاعدة‬
‫اإلقراضيــة يف تــداول األمــوال‬
‫وتوجيههــا بــدالً مــن القاعــدة‬
‫اإلنتاجيــة‪.‬‬
‫ ‪-‬الزمــن مفهــوم حيــادي وليــس‬
‫عامــل إنتــاج‪.‬‬
‫ ‪-‬العمــل الــذي يتــم خــال الزمــن‬
‫هــو العامــل املنتــج وليــس الزمــن‬
‫نفســه‪.‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫* الفائدة = تعويض عن النقص‬
‫املتوقع يف قيمة النقود املقرَضة‬
‫بسبب ارتفاع األسعار‪.‬‬
‫‪8 .8‬نظرية‬
‫* الفائــدة = الفــارق الــذي جيعــل‬
‫التضخم‪:‬‬
‫الديــن املســتعاد يف املســتقبل‬
‫(اخنفاض القوة مســاويا بالقيمــة يف احلاضــر‪.‬‬
‫الشرائية للنقود) * ســعر الفائدة = القيمة احلالية‬
‫للنقــود ‪ -‬القيمــة املســتقبلية‬
‫للنقــود‪.‬‬
‫ ‪-‬ال ترتبــط الفائــدة علــى رأس‬
‫املــال باملســتوى العــام لألســعار‪.‬‬
‫ ‪-‬الفائــدة هــي مــن أســباب‬
‫التضخــم واخنفــاض القــوة‬
‫الشــرائية للنقــود‪ ،‬وليســت نتيجــة‬
‫هلــذا االخنفــاض‪.‬‬
‫ ‪-‬إلغــاء الفائــدة = عــاج مشــكلة‬
‫التضخــم ومنــع ارتفــاع األســعار‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬املخاطر االقتصادية لنظام الفائدة الربوي‬
‫‪1 .1‬اآلثار السلبية اخلطرية لنظام الفائدة‪:‬‬
‫إن املســاوئ العديــدة الــي ترتبــت عــن التعامــل بنظــام الفائــدة الربــوي‪،‬‬
‫بينــت أنــه نظــام معيــب مــن الناحيــة النفســية واألخالقيــة واالجتماعيــة‬
‫والسياســية واالقتصاديــة(‪ ،...)1‬وســنركز فيمــا يلــي علــى أهــم الســلبيات‬
‫االقتصاديــة لنظــام الفائــدة‪:‬‬
‫‪ -1.1‬ارتفــاع أســعار الســلع‪ :‬نتيجــة إدراج نســبة الفائــدة املدفوعــة‬
‫ضمــن تكاليــف إنتاجهــا‪.‬‬
‫لتوضيــح أثــر الفائــدة يف رفــع أســعار الســلع واخلدمــات‪ ،‬نفــرض بــأن‬
‫مؤسســة مــا تبيــع منتجاهتــا بســعر مي ِّكنهــا مــن احلصــول علــى هامــش‬
‫ربــح يســاوي ‪ %02‬مــن ســعر التكلفــة الــي تُق ـدَّر بـــ‪ 000.1 :‬دينــار (منهــا‬
‫‪ 05‬دينــاراً مت ِّثــل الفوائــد املدفوعــة علــى القــروض)‪.‬‬
‫(‪ )1‬راجــع‪:‬‬
‫ أبو األعلى املودودي‪« ،‬الربــــا»‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬ط‪ ،1990 ،2‬ص‪.74-49 :‬‬‫ نــور الديــن عــر‪« ،‬املعامــات املصرفيــة والربويــة وعالجهــا يف اإلســام»‪ ،‬مؤسســة الرســالة‪ ،‬بــروت‪ ،‬ط‪ ،1978 :3‬ط‪:4‬‬‫‪ ،1980‬ص‪.63- 42 :‬‬
‫‪35‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫جـدول رقم (‪ :)5‬أثر الفائدة يف أسعار السلع واخلدمات‪.‬‬
‫نظـام اقتصـادي تكون الفائـدة = ‪0‬‬
‫نظـام الفائـدة الربـوي‬
‫النظام‬
‫احلالة ســعر التكلفــة متضمــن الفائــدة سعر التكلفة خايل من الفوائد املدفوعة‪:‬‬
‫ا ملد فو عــة ‪:‬‬
‫سعر ‪ 1000‬دج ‪ 1000( 1200 = )1000 × 0,20( +‬دج ‪ 50 -‬دج) ‪= )950 × 0,20( +‬‬
‫‪ 1140‬دينــار‬
‫البيع دينار‬
‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬حممد بوجالل‪« ،‬البنوك اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.25 :‬‬
‫ويُالحــظ مــن احلالتــن الســابقتني أنــه كان مــن املمكــن ختفيــض األســعار‬
‫لــو مل توجــد الفوائــد !‬
‫‪ -1.2‬تعطيل الطاقات اإلنتاجية‪:‬‬
‫يعتمــد نظــام الفائــدة الربــوي يف منــح القــروض علــى عامــل املــاءة دون‬
‫اإلنتاجيــة؛ األمــر الــذي يــؤدي إىل حرمــان طبقــة واســعة مــن املهــارات‬
‫اإلنتاجيــة مــن رؤوس األمــوال الالزمــة لبــدء أي نشــاط منتــج؛ وحتوّهلــا‬
‫إىل العمــل املأجــور‪ ،‬ولنــا أن نتصــوّر إذا مــا أتيحــت الفرصــة للمهــارات‬
‫واملواهــب حبصوهلــا علــى رأس املــال املتناســب مــع إمكاناهتــم وقدراهتــم‬
‫علــى إدارتــه وتشــغيله‪ ،‬كيــف يتحــول هــؤالء مــن عمــال مأجوريــن إىل أربــاب‬
‫عمــل منتجــن؟‬
‫‪ -1.3‬تفاقم سوء توزيع الثروة وتركز السلطة‪:‬‬
‫يعمــل االجتــاه العــام لنظــام الفائــدة علــى جتميــع الثــروة لــدى فئــة قليلة من‬
‫اجملتمــع ممــا ينتــج عنــه توســيع الفجــوة بــن األغنيــاء والفقــراء‪ ،‬وتصبــح‬
‫فيــه الســيطرة ألصحــاب رؤوس األمــوال علــى االقتصــاد؛ ومــن ث ـمّ متتــد‬
‫‪36‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫إىل سياســة وتشــريعات اجملتمــع وأخالقياتــه‪ ،‬وتتمثــل أبعــاد هــذه الظاهــرة‬
‫علــى مســتوى املؤسســات التمويليــة الدوليــة الــي تتدخــل يف التشــريعات‬
‫االقتصاديــة واالجتماعيــة والسياســية للــدول املدينــة‪.‬‬
‫‪ -4.1‬سوء استخدام وختصيص املوارد املتاحة‪:‬‬
‫إن نظــام الفائــدة ال يُعتــر مفيــداً يف توزيــع املــوارد املتاحــة نتيجــة لالحتــكار‬
‫واالكتنــاز وتركيــز الدخــل لــدى فئــات قليلــة يف اجملتمــع‪ ،‬واجتــاه رؤوس‬
‫األمــوال إىل إنتــاج الســلع الكماليــة واالفتخاريــة لتلبيــة طلــب فئــة األغنيــاء‬
‫على حساب إنتاج السلع الضرورية يف اجملتمع؛ حيث «أن التطبيق العملي‬
‫الــذي يؤكــد عــدم صالحيــة ســعر الفائــدة بوصفها معيــاراً لتخصيص رأس‬
‫املــال يبــدو واضحـاً يف حــاالت ارتفــاع أســعار الفائــدة‪ ،‬إذ يبــدو عندهــا أن‬
‫اجملــاالت الــي ستســتأثر باألولويــة يف ختصيــص رأس املــال ‪-‬يف ظــل‬
‫ســعر الفائــدة املرتفــع‪ -‬هــي تلــك الــي متثــل أنشــطة قــد تكــون ضــارة أو‬
‫غــر منتجــة مثــل جتــارة الســاح واملخــدرات وأمثاهلــا واملضاربــات»(‪.)1‬‬
‫‪ -5.1‬ظهور وتطور األزمات االقتصادية‪:‬‬
‫لقــد أثبتــت الوقائــع التارخييــة والدراســات االقتصاديــة احلديثــة‬
‫أن نظــام الفائــدة يُســهم يف نشــوء األزمــات االقتصاديــة املعاصــرة‪ ،‬مثــل‪:‬‬
‫الكســاد والبطالــة والتضخــم وأزمــة املديونيــة ومتركــز رأس املــال واتســاع‬
‫الفجــوة بــن األغنيــاء والفقــراء علــى مســتوى األفــراد والــدول؛ ومعنــى‬
‫األزمــة االقتصاديــة «حســب بعــض األخصائيــن يف االقتصــاد هــو أن‬
‫وضــع النقــود الــي يتداوهلــا اجملتمــع أصبــح خمالف ـاً لطبيعتهــا مــن حيــث‬
‫إهنــا وســيلة لتبــادل الســلع النافعــة «(‪)2‬؛ ذلــك أن النظــام الربــوي املبــي علــى‬
‫(‪ )1‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.54 -53 :‬‬
‫(‪ )2‬نور الدين عرت‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.48 :‬‬
‫‪37‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫الفائــدة يؤ ِّثــر علــى أهــداف النقــود باعتبارهــا وســيطاً حمايــداً يف التبــادل‬
‫ومقياســا للقيــم‪ ،‬حيــث جيعــل هلــا مثنــا هبــدف االجتــار يف حــد ذاهتــا‪،‬‬
‫ويتخذهــا ســلعة هلــا عــرض وطلــب خــاص هبــا حيـدِّد ســعرها (وهــو ســعر‬
‫الفائــدة) ‪.‬‬
‫والشــكل التــايل يبــن كيــف أن ســعر الفائــدة هــو ســبب أصيــل مــن أســباب‬
‫األزمــات االقتصاديــة الدوريــة واملســتمرة‪.‬‬
‫‪38‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫شــكل رقم (‪ :)1‬املخاطـر االقتصاديـة لنـظـام الفـائـدة الربـوي‪.‬‬
‫سعر الفائدة‬
‫زيادة تكاليف خدمة املديونية‬
‫تضخيم تكاليف اإلنتاج‬
‫ختفيض تكاليف اإلنتاج‬
‫تفضيل اإليداع على االستثمار‬
‫أسعار السلع واخلدمات‬
‫تبعية اقتصادية‬
‫الضرائب املختلفة‬
‫األعباء‪ %‬للمستهلك النهائي‬
‫نقص املشروعات اإلنتاجية‬
‫منح القروض (عامل املالءة)‬
‫املعروض من السلع‬
‫توجه األموال لفئة األغنياء‬
‫تـضــخـم‬
‫أجـور العمال‬
‫القدرة الشرائية للمجتمع‬
‫املعروض يف السلع‬
‫عـدد العمال‬
‫بـــطـــالــــــة‬
‫تعطيل الطاقات اإلنتاجية‬
‫إنتاج السلع الضرورية‬
‫إنتاج السلع الكمـالية‬
‫سوء ختصيص املوارد املتاحة‬
‫تشجيع االحتكـار‬
‫القضاء على املؤسسات املنافسة‬
‫حـــاالت اإلفـــالس‬
‫االمتناع عن االقرتاض‬
‫نقص املشروعات اإلنتاجية‬
‫عدم املسامهة يف النشاط االقتصادي‬
‫‪39‬‬
‫ظاهرة األزمات الدورية‬
‫تركـــز الثروة‬
‫اتساع الفجوة بني األغنياء والفقراء‬
‫رواج‬
‫تركـــز السلطة‬
‫السيطرة على االقتصاد‬
‫كساد‬
‫حتول املهارات إىل أجراء‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫‪2 .2‬جدوى آلية سعر الفائدة يف الدراسات الغربية‪:‬‬
‫إذا كان الفكــر االقتصــادي يعتــر أن نظــام الفائــدة هــو النظــام الطبيعــي‬
‫الــذي ال بديــل عنــه؛ فإننــا جنــد يف املقابــل أن بعــض خــراء االقتصــاد أ ّكدوا‬
‫علــى دور ســعر الفائــدة يف حــدوث األزمــات االقتصاديــة احملليــة والعامليــة!‬
‫ومــن ثـمّ تشــكيكهم يف كفاءتــه يف ترشــيد النشــاط التمويلــي واالســتثماري؛‬
‫ودعــوة بعضهــم إىل ضــرورة اســتبداله بنظــام املشــاركة‪.‬‬
‫جدول رقم (‪ :)6‬جدوى آلية سعر الفائدة حسب بعض الدراسات‬
‫االقتصادية الغربية‪.‬‬
‫مـــا ورد يف الدراســـــة‬
‫االقتصــادي‬
‫ «إن النظــام احلــر ال ميكنــه البقــاء إذا مــا اســتمرت فئــة من أصحاب‬‫«سري روي هارود»‪ .‬رؤوس األموال‪...‬حتصــل علــى دخــل يســمى»الفائدة» دون أن تتعــرض‬
‫ كتاب‪« :‬حنو ملخاطــرة أو تبــذل جهــدا مبدعــا‪ ...‬والبــد مــن ختليــص اجملتمــع مــن‬‫اقتصاد حركي شــرورها بتحريــم ســعر الفائــدة هنائيــا‪ ،‬وعندهــا ســيضطر املموِّلــون‬
‫ديناميكي»‪.‬‬
‫إىل اســتثمار أمواهلــم بطــرق إنتاجيــة مفيــدة»‪.‬‬
‫الدكتور األملاني‪« - :‬إنــه بعمليــة رياضيــة غــر متناهيــة يتضــح أن مجيــع املــال يف‬
‫األرض صائــر إىل عــدد قليــل مــن املرابــن‪ ،‬ذلــك أن الدائــن املرابــي‬
‫«شاخت»‬
‫ املدير السابق يربــح دائمــا يف كل عمليــة‪ ،‬بينمــا املديــن معــرض للربــح واخلســارة‪،‬‬‫لبنك الرايخ األملاني‪ .‬ومــن ثَــم فــإن املــال كلــه يف النهايــة البــد ‪-‬باحلســاب الرياضــي‪ -‬أن‬
‫ حماضرة‪ :‬بدمشق يصــر إىل الــذي يربــح دائمــا‪ ،‬وإن هــذه النظريــة يف طريقهــا إىل‬‫التحقــق الكامــل»‪.‬‬
‫‪.1953‬‬
‫ «إن ارتفــاع ســعر الفائــدة يعــوق اإلنتــاج‪...‬وكل نقــص يف ســعر‬‫االقتصادي‬
‫اإلجنليزي‪« :‬كينز» الفائــدة ســيؤدي إىل زيــادة يف اإلنتــاج وبالتــايل يف العمالــة وإجيــاد‬
‫ كتاب‪« :‬النظرية فــرص لتشــغيل املزيــد مــن النــاس‪ ...‬إن السياســة النقديــة جيــب أن‬‫العامة للعمالة تتجــه دومــا إىل ختفيــض ســعر الفائــدة‪ ،‬وأن اجملتمــع النامــي بصــورة‬
‫والفائدة والنقد» مثاليــة ســيصل إىل حالــة تصبــح فيهــا الفائــدة صفــرا»‪.‬‬
‫‪40‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫«جوهان فيليب‬
‫بتمان»‪ ،‬مدير‬
‫البنك األملاني‬
‫(فرانكفورت)‬
‫ دراسة‪« :‬كارثة‬‫الفائدة»‪.‬‬
‫األستاذ‪« :‬موريس‬
‫آليه»‬
‫ اقتصادي فرنسي‬‫حائز على جائزة‬
‫نوبــل لالقتصاد‬
‫ حماضرة جبدة‪:‬‬‫«الشروط النقدية‬
‫القتصاد األسواق‪:‬‬
‫من دروس األمس‬
‫إىل إصالحات‬
‫الغد»‪.‬‬
‫ «كل زيــادة يف الفوائــد عــن معــدل الزيــادة يف اإلنتاجيــة معنــاه حقــن‬‫التضخــم‪ ...‬ومــع اســتمرار وجــود الفائــدة تــزداد املديونيــة وعــدد‬
‫العاجزيــن عــن الســداد‪ ...‬وتــزداد حــاالت اإلفــاس‪ ...‬حيــث نصــل‬
‫إىل كارثــة اقتصاديــة ســببها الفائــدة املرتفعــة ملــدة طويلــة‪ ...‬فكارثــة‬
‫الفائــدة للكثرييــن تــؤدي إىل كارثــة اقتصاديــة للجميــع»‪.‬‬
‫ «يقــوم االقتصــاد العاملــي برمتــه علــى أهرامــات هائلة مــن الديون‪...‬‬‫ومل يصبــح عالجــه عســرا بالقــدر الــذي هــو عليــه اليــوم‪ ،‬ممــا‬
‫يعيــق االســتثمار ويُو ِّلــد األزمــات ويســيء توزيــع الدخــل وختصيــص‬
‫املــوارد‪ ...‬إهنــا الفائــدة املســؤولة عــن املصائــب الكــرى يف النظــام‬
‫النقــدي العاملــي‪ ،‬وهــي املســؤولة عــن التضخــم‪ ،‬وهــي املســؤولة‬
‫عــن ضيــاع األمــوال وهــي املســؤولة أخــرا عــن عــدم دفــع املدينــن‬
‫لديوهنــم»‪.‬‬
‫ «إن منــو رأس املــال يعوقــه معــدل فائــدة النقــود‪ ،‬ولو أن هذه الفرملة‬‫أزيلــت لتضاعــف منــو رأس املــال يف العصــر احلديــث لدرجــة تــرز‬
‫االقتصادي األملاني‪ :‬خفــض ســعر الفائــدة إىل الصفــر يف فــرة وجيــزة‪ ،‬وعلــى هــذا ســنجد‬
‫«سيلفيو جيزل» أن أصحــاب األمــوال ال يفضلــون اســتثمارها عــن طريــق االئتمــان‬
‫بفائــدة ثابتــة‪ ،‬بــل يتجهــون إىل نظــام املشــاركة يف رأس املــال»‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬راجع‪:‬‬
‫‪-‬احملــرر‪« ،‬عــودة حلديــث الربــا»‪ ،‬جملــة االقتصــاد اإلســامي‪ ،‬العــدد ‪ ،172‬أغســطس‬
‫‪ ،1995‬ص‪.6 :‬‬
‫‪-‬جعفــر عبــد الســام‪« ،‬الفائــدة والركــود االقتصــادي يف بــاد املســلمني»‪ ،‬جملــة االقتصــاد‬
‫اإلســامي‪ ،‬العــدد ‪ ،184‬يوليــه‪ /‬أغســطس‪ ،1996 ،‬ص‪.68 :‬‬
‫‪-‬جوهــان فيليــب فرايهرفــون بتمــان‪« ،‬الفوائــد علــى األمــوال‪ :‬كارثــة الفائــدة»‪ ،‬ترمجــة‪ :‬د‪.‬‬
‫أمحــد النجــار‪ ،‬يف « التنميــة مــن منظــور إســامي «‪ ،‬ج‪ ،1‬وقائــع النــدوة ‪ 12-9‬يوليــو ‪،1991‬‬
‫عمــان‪ ،‬اململكــة األردنيــة اهلامشــية‪ ،‬ص‪.572-569:‬‬
‫‪-‬مجال لعمارة‪« ،‬املصارف اإلسالمية»‪ ،‬دار النبأ‪ ،‬اجلزائر‪ ،1996 ،‬ص‪.33 :‬‬
‫‪-‬ضيــاء جميــد‪« ،‬البنــوك اإلســامية»‪ ،‬مؤسســة شــباب اجلامعــة‪ ،‬اإلســكندرية‪ ،1997 ،‬ص‪:‬‬
‫‪.23‬‬
‫‪41‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫لقــد جتــاوزت مســألة خماطــر الفائــدة علــى النظــام االقتصــادي الكتابــات‬
‫الفرديــة‪ ،‬لتصــل إىل املؤمتــرات واالجتماعــات الــي عُقــدت علــى مســتوى‬
‫دويل!‬
‫‪42‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫المطلــب الثانــي‪ :‬نظــام المشــاركة كبديــل لنظــام الفائــدة‬
‫وضــرورة تطبيقــه‪.‬‬
‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬مفهوم نظام املشـاركــة وتعـدد أشـكـالـه‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬أمهيـة نظام املشـاركــة وضـرورة تطبيقـه‪.‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬مفهوم نظام املشاركة وتعدد أشكاله‬
‫لقــد تو ّقعــت الدراســات االقتصاديــة أن إنقــاذ االقتصــاد العاملــي لــن يتحقق‬
‫إال عــن طريــق البحــث عــن نظــام اقتصــادي بديــل يتمثــل يف «اقتصــاد‬
‫املشــاركة»‪.‬‬
‫‪1 .1‬املفهوم اللغوي واالصطالحي واالقتصادي للمشاركة‪:‬‬
‫املشــاركة يف اللســان العربــي «مــن املصــدر اللغــوي «شَـر ََك» وهــي علــى وزن‬
‫«مفاعلــة» واملشــتق «مفاعلــة» يُطلــق دائمـاً علــى التفاعــل الــذي حيصــل بني‬
‫طرفــن أو أكثــر‪ ،‬ومنــه املضاربــة واملزارعــة واملعاملــة واملراحبــة واملكاتبــة‬
‫واملزايــدة وحنوهــا‪ ،‬ففــي هــذه املشــتقات حتــدث املفاعلــة بــن طرفــن أو‬
‫أكثــر علــى اختــاف أنواعهــا»(‪ .)1‬وخيتلــف لفــظ الشــراكة (‪)Partenariat‬‬
‫عــن لفــظ املشــاركة (‪ )Participation‬يف أن األول يتعلــق بتطويــر‬
‫العالقــات االقتصاديــة بــن الــدول الــي متثــل أطرافــا عضــوة يف حميــط‬
‫الشــراكة؛ بينمــا ميثــل املصطلــح الثانــي تنظيــم العالقــات بــن أطــراف‬
‫العمليــة االســتثمارية يف احليــاة االقتصاديــة مبــا يضمــن أحســن العوائــد‬
‫(‪ )1‬مجــال لعمــارة‪« ،‬اقتصـــاد املشاركـــة‪ :‬نظــام اقتصــادي بديــل القتصــاد الســوق (الطريــق الثالــث)»‪ ،‬مركــز اإلعــام العربــي‪،‬‬
‫مصــر‪ ،‬ط‪ ،2000 ،1‬ص‪.58 :‬‬
‫‪43‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫لعوامــل اإلنتــاج‪.‬‬
‫املشــاركة مــن الناحيــة الفقهيــة تعــي الشــركة (بكســر الشــن وتســكني‬
‫الــراء أو بفتــح فكســر)(‪)1‬وهي‪ :‬مــا وقــع فيــه االشــراك مبقتضــى عقــد بــن‬
‫اثنــن أو أكثــر علــى القيــام بعمــل جتــاري أو نشــاط اســتثماري‪ ،‬واقتســام‬
‫األربــاح واخلســائر حيــث يشــركان فيــه بأمواهلمــا أو أعماهلمــا أو جاههمــا‬
‫أو باملــال مــن أحــد الطرفــن والعمــل مــن اآلخــر‪ ،‬ويف هــذه احلالــة تعتــر‬
‫املشــاركة وســيلة لتفاعــل القــوى املاليــة والقــوى البشــرية وحتويلهــا إىل‬
‫عنصــر إنتــاج عــن طريــق عمــل مشــرك يقــوم بــه صاحــب املــال (املم ـوِّل)‬
‫وصاحــب العمل(اخلــرة) معـًــا(‪.)2‬‬
‫وتقوم املشاركة على قاعدتني هامتني مها‪:‬‬
‫‪ -1.1‬ال ُغنْـــم بال ُغـــرْم‪:‬‬
‫ال ُغنْم يعين الربح وال ُغرْم تعين اخلســارة؛ ويُقصد هبذه القاعدة «أن يتحمل‬
‫الفــرد مــن الواجبــات واألعبــاء بقــدر مــا يأخــذ مــن امليــزات واحلقــوق؛‬
‫حبيــث يتــم توزيــع األعبــاء بالعــدل والتكافــؤ قبــل توزيــع عوائدهــا ونتائجهــا‬
‫بالعــدل والتكافــؤ‪ ،‬كذلــك مبــا يــؤدي إىل تعــادل كفــي امليــزان يف الواجبــات‬
‫واحلقــوق‪ ،‬فــا تُثقــل إحدامهــا علــى حســاب األخــرى» (‪ ،)3‬فالشــخص الذي‬
‫يريــد حتقيــق أربــاح (امل َ َغــامن) عليه أن يقبل املشــاركة يف اخلســائر (امل َ َغارم)‬
‫إن وُجــدت‪ ،‬ويكــون االتفــاق علــى النســبة فقــط الــي ال يُشــرط فيهــا أن‬
‫تكــون متماثلــة يف حالــي الربــح واخلســارة‪.‬‬
‫(‪ )1‬حممــد عمــر شــابرا‪« ،‬حنــو نظــام نقــدي عــادل‪ :‬دراســة للنقــود واملصــارف والسياســة النقديــة يف ضــوء اإلســام»‪ ،‬املعهــد‬
‫العاملــي للفكــر اإلســامي‪ ،‬ط‪ ،1987 :1‬ط‪ ،1990 :2‬ص‪ 331 :‬ومــا بعدهــا‪.‬‬
‫(‪ )2‬عدنان خالد الرتكماني‪« ،‬السياسة النقدية واملصرفية يف اإلسالم»‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،1988 ،‬ص‪.179 -178 :‬‬
‫(‪ )3‬مجال لعمارة‪« ،‬اقتصاد املشاركة‪ :‬نظام اقتصادي بديل القتصاد السوق (الطريق الثالث)»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.97 :‬‬
‫‪44‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫ّ‬
‫بالضمــان‪:‬‬
‫‪ -2.1‬اخلــراج‬
‫اخلــراج يعــي الغلــة واملنفعــة؛ والضمــان يعــي املخاطــرة «أو بعبــارة أدق‪:‬‬
‫ضمـــان املخاطــرة‪ ،‬أي حتمُّــل مســؤولية التلــف أو اخلســارة إذا وقعــت (‪)...‬‬
‫فالشــخص ال يتحمــل خماطــرة ضيــاع رأس مالــه إذا مل يقدِّمــه كــرأس‬
‫مــال يف شــركة مــا‪ ،‬وكذلــك ال يتحمــل خماطــرة ضيــاع جهــوده إذا مل‬
‫يبذهلــا يف تلــك الشــركة»(‪ ،)1‬واألصــل أن الربــح يُســتحق باملــال والعمــل‬
‫وكذلــك بالضمــان أو املخاطــرة بلغــة االقتصــاد(‪ ،)2‬غــر أن اســتحقاق الربــح‬
‫بالضمــان يكــون علــى وجــه التبعيــة ألنــه لــوال املــال أو العمــل ملــا وُجــدت‬
‫املخاطــرة ‪.‬‬
‫الشــكل التــايل ِّ‬
‫يوضــح كيــف يقــوم مبــدأ املشــاركة على التنويع يف الشــركات‬
‫علــى أســاس التعــاون بــن األفــراد لتلبيــة حاجــات اجملتمــع؛ وكمــا يبــدو‬
‫فــإن هــذا التقســيم نظــري يف أساســه‪ ،‬فمــن الناحيــة العمليــة قــد يُســهم‬
‫الشــركاء باملــال وبالعمــل واإلدارة واملهــارة واالئتمــان والشــهرة(‪.)3‬‬
‫(‪ )1‬مشســية بنــت حممــد إمساعيــل‪« ،‬الربــح يف الفقــه اإلســامي‪ :‬ضوابطــه وحتديــده يف املؤسســات املاليــة املعاصــرة‬
‫(دراســة مقارنــة)»‪ ،‬دار النفائــس‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪ ،2000 ،1‬ص‪81 :‬؛ ‪.87‬‬
‫(‪ )2‬تُنسب نظرية املخاطرة وعدم التأكد إىل االقتصادي األمريكي «فرانك نايت» ‪.»)Knight. F) «Risk, Uncertainty and profit‬‬
‫ املخاطــرة (‪ )Risk‬أحــداث حمتمــل وقوعهــا مســتقبال ‪ +‬ميكــن قياســها مقدمــا = ميكــن حســاب احتمــال وقوعهــا = ميكــن‬‫التأمــن ضدها‪.‬‬
‫عــدم التأكــد (‪ )Uncertainty‬أحــداث حمتمــل وقوعهــا مســتقبال ‪ +‬ال ميكــن قياســها مقدمــا = ال ميكــن حســاب احتمــال‬‫وقوعهــا = ال ميكــن التأمــن ضدهــا‪.‬‬
‫(‪ )3‬حممد عمر شابرا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.335 -334 :‬‬
‫‪45‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫شــكل رقم (‪ :)2‬تعدد أنواع الشركات حسب أسلوب املشاركة‪.‬‬
‫أسلوب املشاركة‬
‫الشركات التعاقدية‬
‫(اتفاق تعاقدي)‬
‫(ال ُغنْم بال ُغرْم ‪ +‬اخلراج بالضمان)‬
‫مـــال ‪ +‬مـــال‬
‫شركة مفاوضة ‪ +‬شركة عنان‬
‫حالة ربح الشركة‬
‫عــمــل ‪ +‬إدارة‬
‫شركة أبدان (صنائع)‬
‫حالة خسارة الشركة‬
‫مسعة حسنة ‪ +‬خربة جتارية‬
‫شركة وجوه (ذمم)‬
‫الشريك املموّل = يتحمل اخلسارة‬
‫الشريك العامل = خيسر اجلهد‬
‫‪ +‬أجره‬
‫مـــال ‪ +‬عــمــل‬
‫شركة مضاربة (قراض)‬
‫املشاركة يف األرباح واخلسائر‬
‫الشريك املموّل = ‪ %‬املتفق عليها‪.‬‬
‫الشريك العامل = ‪ %‬املتفق عليها‪.‬‬
‫حالة ال ربح وال خسارة‬
‫الشريك املموّل=له رأمساله‪.‬‬
‫الشريك العامل= الشيء له‪.‬‬
‫‪2 .2‬تعريف نظام املشاركة‪:‬‬
‫توجــد تعريفــات متعــددة ومتقاربــة لنظــام املشــاركة س ـنُركز علــى بعــض‬
‫منهــا‪:‬‬
‫‪ -1.2‬التعريف األول‪:‬‬
‫نظــام املشــاركة هــو‪« :‬تنظيــم اقتصــادي يســتبعد التعامــل بســعر الفائــدة‪،‬‬
‫ويقيــم قاعدتــه االقتصاديــة علــى املشــاركة‪ ،‬وحي ِّقــق على أساســها عالقات‬
‫قائمــة علــى ال ُغنْــم بال ُغـرْم‪ ،‬فهــو بذلــك يُلغــي املكاســب املضمونــة‪ ،‬واملبيعات‬
‫غــر اململوكــة‪ ،‬ويعتــر املخاطــرة هــي أصــل االســتثمار وحمــرك التنميــة»(‪.)1‬‬
‫(‪ )1‬مجــال لعمــارة‪« ،‬اقتصــاد املشــاركة بديــل القتصــاد الســوق»‪ ،‬جملــة دراســات اقتصاديــة‪ ،‬مركــز البحــوث والدراســات‬
‫اإلنســانية‪ ،‬البصــرة‪ ،‬اجلزائــر‪ ،‬العــدد األول‪ ،1999 ،‬ص‪.67 :‬‬
‫‪46‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‪ -2.2‬التعريف الثاني‪:‬‬
‫نظــام املشــاركة هــو «تنظيــم اجتماعــي قائــم علــى أســس موضوعيــة‬
‫وأخالقيــة‪ ،‬تتــم فيــه ممارســة النشــاط االقتصــادي ضمــن إطــار اجتماعــي‬
‫اقتصــادي يضمــن التخصيــص الكــفء للمــوارد والتوزيــع العــادل للثــروة يف‬
‫آن واحــد «(‪.)1‬‬
‫‪ -3.2‬التعريف الثالث‪:‬‬
‫نظــام املشــاركة هــو‪« :‬البديــل عــن نظــام الفائــدة الــذي يشــكل الوســيلة‬
‫األساســية يف ربــط عمليــة االدخــار باإلنتــاج بشــكل مباشــر‪ ،‬ينجــم عنــه‬
‫ســيادة القاعــدة اإلنتاجيــة يف توجيــه األمــوال دون القاعــدة اإلقراضيــة‬
‫الــي متثــل عامــل خلــل يف النظــام االقتصــادي الســائد»(‪.)2‬‬
‫‪ -4.2‬التعريف الرابع‪:‬‬
‫نظــام املشــاركة هــو‪« :‬البديــل التمويلــي الــذي جــاء بصيــغ اســتثمارية‬
‫وأســاليب لتقليــب وتشــغيل األمــوال ينتفــي يف إطارهــا االســتغالل الربــوي‪،‬‬
‫وتتحقــق املصلحــة جلميــع األطــراف املســامهة يف العمليــة االســتثمارية‬
‫(حيــث تتــوزع يف إطــاره نتائــج العمليــة االســتثمارية بشــكل عــادل علــى‬
‫األطــراف املشــاركة فيهــا)‪ ،‬ويصــل اجملتمــع عنــد تطبيقهــا إىل أقصــى‬
‫درجــات الكفــاءة يف ختصيــص واســتخدام املــوارد املاليــة املتاحــة»(‪.)3‬‬
‫وعليــه؛ فإنــه يُمكــن القــول أن نظــام املشــاركة هــو نظــام اقتصــادي‬
‫واجتماعــي بديــل لنظــام الفائــدة الربــوي؛ يتحقــق فيــه الربــط املباشــر‬
‫(‪ )1‬مجــال لعمــارة‪« ،‬اقتصــاد املشــاركة‪ :‬نظــام اقتصــادي بديــل القتصــاد الســوق (الطريــق الثالــث) «‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪.60‬‬
‫(‪ )2‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.135 :‬‬
‫(‪ )3‬صاحلــي صــاحل‪« ،‬السياســة النقديــة واملاليــة يف إطــار نظـــام املشاركـــة يف االقتصــاد اإلســامي»‪ ،‬دار الوفــاء‪ ،‬املنصــورة‪،‬‬
‫ط‪ ،2001 ،1‬ص‪26-25 :‬؛ ‪.124‬‬
‫‪47‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫بــن عمليــي االدخــار واالســتثمار مــن جهــة‪ ،‬وعمليــة اإلنتــاج مــن جهــة‬
‫أخــرى‪ ،‬مــن خــال الصيــغ واألســاليب االســتثمارية الــي حتقــق الكفــاءة يف‬
‫ختصيــص املــوارد والتوزيــع العــادل للثــروة‪ ،‬ومــن ثــم تــزول مظاهــر اخللــل‬
‫النامجــة عــن ســيادة القاعــدة اإلقراضيــة‪.‬‬
‫‪3 .3‬تعدد صور املشاركة‪:‬‬
‫إن مفهــوم «نظــام املشــاركة» يتســع إىل عــدة معانــي أخرى ترتبــط باملفاهيم‬
‫الســابقة وتتفاعــل معهــا مــن أجــل حتقيق هــذا النظــام ومنها(‪:)1‬‬
‫‪ -1.3‬اعتدال وتوسط خصائص النظام‪:‬‬
‫االعتــدال والتوســط يف معاجلــة املســائل االقتصاديــة األساســية‪ ،‬كــدور‬
‫الدولــة وجمــال الســوق ونظــام امللكيــة‪.‬‬
‫‪ -2.3‬تكافل وتضامن يف فئات اجملتمع‪:‬‬
‫التكافــل والتضامــن بــن فئــات اجملتمــع تنظمــه قواعــد أخالقيــة وجتســده‬
‫مؤسســات اقتصاديــة واجتماعيــة مســتقلة؛ ممــا يعمــل علــى تقويــة‬
‫االنســجام بــن خمتلــف شــرائح اجملتمــع‪.‬‬
‫‪ -3.3‬انسجام وتفاعل اجلماهري مع منهج التنمية‪:‬‬
‫حتتضــن اجلماهــر نظــام املشــاركة وتتفاعــل مــع مؤسســاته؛ وذلــك‬
‫الرتباطهــا بالقيــم الثقافيــة واالجتماعيــة الــي تضبــط الســلوكيات‬
‫والتصرفــات االقتصاديــة للمتعاملــن يف اجملتمــع‪.‬‬
‫‪ -4.3‬اشرتاك عناصر اإلنتاج يف حتقيق التنمية‪:‬‬
‫متكــن عناصــر اإلنتــاج مــن املســامهة والتعــاون لتحقيــق التنميــة الشــاملة‬
‫وذلــك مــن خــال عــدة أســاليب وصيــغ عادلــة؛ ممــا يُســهم يف حركــة‬
‫(‪ )1‬مجــال لعمــارة‪« ،‬اقتصــاد املشــاركة‪ :‬نظــام اقتصــادي بديــل القتصــاد الســوق (الطريــق الثالــث)»‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪62 -60‬؛ ‪.89-88‬‬
‫‪48‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫النشــاط االقتصــادي ويــؤدي إىل زيــادة مناصــب الشــغل‪ ،‬ووفــرة الســلع‬
‫واخلدمــات ومنــو حوافــز االكتشــاف واالخــراع والتجديــد‪.‬‬
‫‪ -5.3‬االنفتاح والتعاون مع العامل اخلارجي‪:‬‬
‫يشــجع نظــام املشــاركة التعامــل بــن األفــراد واملؤسســات‪ ،‬واالنفتــاح علــى‬
‫العــامل اخلارجــي مــن أجــل االســتفادة مــن املــوارد والتقنيــات لتحســن أداء‬
‫االقتصــاد الوطــي‪ ،‬واملســامهة يف حتســن االقتصــاد العاملــي‪.‬‬
‫وهلــذا؛ يــرى بعــض الباحثــن أن «اقتصــاد املشــاركة» ينســجم مــع البنــاء‬
‫الفكــري والعقائــدي للشــعوب العربيــة واإلســامية ممــا يعطيــه القــدرة‬
‫علــى تفعيلــه وجتنيــده لصــاحل التنميــة الوطنيــة الشــاملة‪.‬‬
‫‪4 .4‬املؤسسات املصرفية لنظام املشاركة‪:‬‬
‫يقــوم نظــام املشــاركة علــى عــدة مؤسســات تغطــي خمتلــف األنشــطة‬
‫االقتصاديــة يف اجملتمــع‪ ،‬ويتكــون اجلهــاز املصــريف مــن جمموعــة مــن‬
‫املؤسســات املصرفيــة الــي تشــكل اإلطــار املؤسســي للنظــام املصــريف هلــذا‬
‫البديــل‪ ،‬وميكــن التمييــز بــن املؤسســات املصرفيــة األساســية واملؤسســات‬
‫األخــرى املكملــة واملســاعدة‪ ،‬كمــا يوضحــه الشــكل رقــم (‪.)3‬‬
‫‪49‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫ثانياً‪ :‬أمهية نظام املشاركة وضرورة تطبيقه‬
‫‪1 .1‬أمهية نظام املشاركة‪:‬‬
‫يتميــز نظــام املشــاركة علــى نظــام الفائــدة يف االقتصــاد الربــوي مبجموعــة‬
‫مــن املزايــا الــي تؤكــد علــى أفضليــة هــذا النظــام البديــل‪ ،‬ونوجــز هــذه‬
‫األفضليــة يف النقــاط التاليــة‪:‬‬
‫‪ -1.1‬املشــاركة مظهــر مــن مظاهــر تعــاون رأس املــال وخــرة العمــل يف‬
‫التنميــة االقتصاديــة‪.‬‬
‫شــكل رقم (‪ :)3‬املؤسسات املصرفية لنظام املشاركة‪.‬‬
‫املنظـومة املؤسسية املصرفيـة لنظـام املشاركـة‬
‫املؤسسات املصرفية األساسية‬
‫املؤسسات املصرفية املكملة واملساعدة‬
‫املصرف املركزي‬
‫مصارف إعادة التمويل‬
‫املصرف املركزي‬
‫مصارف املقاصة التمويلية‬
‫املصارف املتخصصة‬
‫مؤسسات التأمني التعاوني‬
‫مصارف التجارة اخلارجية‬
‫صناديق املشروعات الكربى‬
‫املؤسسات املالية غري املتخصصة‬
‫هيئة مراجعة حسابات االستثمار‬
‫مؤسسات االئتمان املتخصصة‬
‫مراكز التدريب املصريف‬
‫مراكز البحث العلمي املصريف‬
‫هيئة الرقابة الشرعية‬
‫املصدر‪ :‬صاحلي صاحل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.87 :‬‬
‫‪50‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‪ -2.1‬إن مشــاركة أكثــر مــن طــرف يف النشــاط االقتصــادي الواحــد‪ ،‬مــن‬
‫شــأهنا أن تعمــل علــى رعايــة ومحايــة املســتثمر يف الوقــوع يف خماطــر‬
‫تعجــز قدراتــه الفرديــة علــى التنبــؤ هبــا‪ ،‬أو حتملهــا إذا حدثــت؛ ممــا يُعطــي‬
‫االســتثمار باملشــاركة ميــزة خاصــة تتمثــل يف ارتفــاع درجــة جناحــه‪.‬‬
‫‪ -3.1‬القضــاء علــى التناقــض بــن مصــاحل املســتثمرين واملموِّلــن مــن‬
‫خــال تشــجيع الطرفــن باالهتمــام بــأداء املشــروع والعمــل علــى زيــادة‬
‫الثــروة لــكل منهمــا؛ ألنــه بإلغــاء الفائــدة تلتقــي مصاحل اجلميع يف تأســيس‬
‫مشــروعات إنتاجيــة يســتفيد منهــا املســتثمرون واملســتهلكون وأصحــاب‬
‫رؤوس األمــوال واأليــدي العاملــة علــى حــد ســواء‪.‬‬
‫‪ -4.1‬تغليــب املصلحــة العامــة عنــد التمويــل باملشــاركة علــى املصلحــة‬
‫اخلاصــة‪.‬‬
‫‪ -5.1‬حتريــر الفــرد مــن النزعــة الســلبية الــي ي ّتســم هبــا عندمــا يــودع‬
‫مالــه انتظــاراً للفائــدة‪ ،‬دون جهــد إجيابــي أو عمــل مــن جانبــه‪.‬‬
‫‪ -6.1‬حصــول صاحــب املــال علــى العائــد املتناســب الــذي يتكافــأ مــع‬
‫املســامهة الفعليــة الــي أدّاهــا مالــه يف العمليــة اإلنتاجية‪ ،‬ويف ذلك تشــجيع‬
‫لالدخــار وعــدم االكتنــاز وتوجيــه للمدخــرات إىل جمــاالت االســتثمار‬
‫املختلفــة‪.‬‬
‫‪ -7.1‬العدالــة يف توزيــع العائــدات واألربــاح بــن املســامهني الذيــن شــاركوا‬
‫يف االســتثمار ســواء جبهدهــم أو بأمواهلــم‪ ،‬وهــذا يُســهم يف عــدم تركيــز‬
‫الثــروة عنــد فئــة قليلــة مــن اجملتمــع تســيطر علــى اقتصــاده وتوجِّهــه‬
‫لصاحلهــا‪.‬‬
‫‪ -8.1‬معــدل العائــد احلقيقــي علــى رأس املــال املتمثــل يف نصيــب أو‬
‫‪51‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫حصــة رأس املــال مــن األربــاح ال يكــون ثابتـاً زمنيـاً أو واحــداً يف األنشــطة‬
‫املختلفــة‪ ،‬فهــو يعكــس حقيقــة احلاجــة لــرأس املــال وضــرورة النشــاط‬
‫ودرجة املخاطرة فيه‪ ،‬بينما ثبات ســعر الفائدة بالنســبة ملختلف املشــاريع‬
‫بشــكل ال يُدخــل يف االعتبــار الفــروق النوعيــة‪ ،‬فيــه تشــجيع ملشــاريع الربــح‬
‫الســريع والكبــر‪ ،‬حتــى لــو مل يكــن اجملتمــع يف حاجــة إليهــا‪ ،‬ويف ذلــك‬
‫تشــويه للتنميــة املتوازنــة يف اجملتمــع‪.‬‬
‫‪ -9.1‬جتنيــد مؤسســات التمويــل إلمكاناهتــا وخربهتــا الفنيــة يف البحــث‬
‫عــن أفضــل جمــاالت االســتثمار والبحــث عــن أرشــد األســاليب؛ ويف هــذا‬
‫فائــدة للمجتمــع مــن خــال ترشــيد مــوارده احملــدودة يف ســبيل تقدمــه‪.‬‬
‫‪ -10.1‬يــؤدي عــدم اعتمــاد مؤسســات التمويــل علــى الفــرق بــن ســعر‬
‫الفائــدة الدائنــة واملدينــة إىل تنشــيط عمليــات التنميــة يف اجملتمــع‪ ،‬عــن‬
‫طريــق دراســة املشــروعات علــى أســس اقتصاديــة ســليمة‪.‬‬
‫‪ -11.1‬الوقايــة مــن حــدوث األزمــات وضمــان التكيــف املســتمر بــن‬
‫مؤسســات التمويــل والتغــرات اهليكليــة يف االقتصــاد‪ ،‬وزيــادة قدرهتــا‬
‫وقــدرة املســتثمرين علــى مواجهــة األزمــة واحلــد مــن آثارهــا‪.‬‬
‫‪ -12.1‬النهــوض باالقتصــاد الوطــي لعــدم ارتبــاط قــرار االســتثمار‬
‫واالدخــار بتقلبــات ســعر الفائــدة‪ ،‬فمؤسســات التمويــل ال تعتمــد علــى‬
‫ســعر الفائــدة كمقيــاس لتحديــد الكفــاءة احلديــة لــرأس املــال ولتوجيــه‬
‫االســتثمارات‪ ،‬وإمنــا يكــون املؤشــر األساســي هــو الربــح العــادل والعائــد‬
‫االجتماعــي املرتبــط باالعتبــارات االجتماعيــة (مثــل العمالــة واحتياجــات‬
‫اجملتمــع ورفاهيتــه)‪.‬‬
‫‪ -13.1‬إن تطبيــق أســاليب االســتثمار باملشــاركة يف مؤسســات نظــام‬
‫‪52‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫املشــاركة‪ ،‬مــن شــأهنا أن تُســهم يف جتنيــد التعــاون املتبــادل واالنســجام‬
‫التــام والتفاعــل املســتمر لعناصــر اإلنتــاج حتقيقــا للتنميــة الشــاملة‪.‬‬
‫‪ -14.1‬إن تأســيس عالقــات متويــل دولــة علــى أســاس املشــاركة يف الربــح‬
‫واخلســارة‪ ،‬قــد يكــون املخــرج املتــاح ملــا يســمى بأزمــة الديــون الدوليــة؛‬
‫بــكل مــا هلــا مــن تراكمــات وآثــار داخليــة وخارجيــة علــى كل الــدول الناميــة‬
‫واملتقدمــة علــى الســواء‪.‬‬
‫‪ -15.1‬ومــن ناحيــة فنيــة تنشــأ حتــوالت يف اهتمــام نظــام املشــاركة مــن‬
‫عالقــة هامشــية إىل عالقــة متداخلــة مــع الطــرف الثانــي‪ ،‬ومــن الرتكيــز‬
‫علــى الضمــان إىل الرتكيــز علــى اجلــدوى االقتصاديــة‪ ،‬ومــن االعتمــاد‬
‫علــى مــاءة العميــل إىل االعتمــاد علــى كفــاءة املشــروع‪ ،‬ومــن الربــا إىل‬
‫الربــح‪ ،‬ومــن إدارة القــروض إىل إدارة االســتثمار‪ ،‬ومــن دور املرابــي إىل دور‬
‫املستشــار االقتصــادي‪.‬‬
‫والشــكل التــايل يبــن التغــرات اإلجيابيــة املمكنــة عنــد اســتبدال نظــام‬
‫الفائــدة بنظــام املشــاركة‪.‬‬
‫‪53‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫شـكـل رقم (‪ :)4‬التـغـيــرات احلــاصلـة عـنـد استبـدال نظـام الفـائــدة بنظـام املـشـاركــة‬
‫نظام الفائدة الربوي‬
‫مســـاوئ اقتصادية‪ +‬سياسية ‪ +‬اجتماعية ‪ +‬أخالقية ‪ +‬نفسية‪. .‬‬
‫عــائد ثابت‬
‫املؤشر األساسي = سعر الفائدة‬
‫القــرض بفائدة‬
‫قرار اإلقراض مرتبط مبالءة العميل (الضمانات)‬
‫عالقة هامشية ‪ +‬مؤقتة‬
‫أطراف العالقة‬
‫عنصر اإلنتاج األساسي = رأس املال‬
‫مبدأ االستغالل ‪ +‬الظلم‬
‫النشاط املايل‬
‫>‬
‫املصلحة اخلاصة‬
‫النشاط اإلنتاجي‬
‫>‬
‫املصلحة العامة‬
‫نظام املشـــاركة‬
‫فوائــــد اقتصادية‪ +‬سياسية ‪ +‬اجتماعية ‪ +‬أخالقية ‪ +‬نفسية‪. .‬‬
‫مؤسسات اإلقراض‬
‫‪54‬‬
‫مؤسسات املشاركة‬
‫التخصـــيص األمثـــــل للمـــوارد‬
‫االقتصاديــــة‪.‬‬
‫عــائد متغيـر‬
‫املؤشر األساسي = الربح العادل ‪ +‬العائد االجتماعي‬
‫التمويــل باملشاركة (إلغاء الفائدة)‬
‫زيادة حجم االستثمارات‪.‬‬
‫قرار التمويل مرتبط بدراسة السوق (جدوى املشروع)‬
‫أطراف العالقة‬
‫عالقة متداخلة ‪ +‬مستمرة‬
‫العدالة يف توزيع الثروة‪.‬‬
‫عنصر اإلنتاج األساسي = العمل ‪+‬رأس املال (تعاون)‬
‫مبدأ العدالة يف توزيع العائد (ال ُغنْم بال ُغرْم)‬
‫النشاط اإلنتاجي‬
‫املصلحة العامة‬
‫>‬
‫>‬
‫عالج أزمة الديون الدولية‪.‬‬
‫النشاط املايل‬
‫املصلحة اخلاصة‬
‫حتقيق التنمية الشاملة‪.‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‪2 .2‬الضرورة االقتصادية لتطبيق نظام املشاركة‪:‬‬
‫إن املزايــا الــي يتميــز هبــا نظــام املشــاركة جتعــل الضــرورة مُلحّــة لتطبيقــه‬
‫وااللتــزام بــه‪« ،‬فقــد تكــون لــه نتائــج أبعــد مــن نتائــج نظــام الفائــدة الثابتــة‪،‬‬
‫كمــا أن تطبيقــه بنجــاح ميكــن أن يســاعد‪ ،‬إىل حــد كبــر‪ ،‬علــى حتقيــق قــدر‬
‫مــن العدالــة االجتماعيــة أكــر مــن القــدر املتحقــق يف نظــام الفائــدة»(‪)1‬؛‬
‫ويذهــب بعــض الباحثــن إىل أن نتائــج استبعـــاد الفـــائدة «ال يقتصــر علــى‬
‫عــدم اإلســهام يف ظهــور األمــراض االقتصاديــة أساسـاً‪ ،‬وإمنــا يتعــدى ذلــك‬
‫إىل معاجلــة األمــراض االقتصاديــة الســائدة‪ ،‬ممــا يعطــي حصانــة قويــة‬
‫ضــد الســلبيات الــي تنطــوي عليهــا العوملــة يف اقتصاديــات الــدول الفقــرة‪،‬‬
‫وذلــك بالعمــل علــى‪ :‬احلــد مــن التضخــم والركــود وســوء توزيــع الثــروة‬
‫وتبديــد املــوارد االقتصاديــة»(‪.)2‬‬
‫احلقيقــة أن الفكــر االقتصــادي مل ي َْخـ ُل مــن التأكيــد علــى مســاوئ نظــام‬
‫الفائــدة وضــرورة اســتبداله بنظــام املشــاركة‪ ،‬ويُعـدّ مــن هــذا القبيــل دعــوة‬
‫فرينانديــس «‪ »FERNANDEZ‬عــام ‪ 1984‬يف األرجنتــن إىل الســعي‬
‫إىل اســتبدال نظــام الفائــدة بنظــام املشــاركة يف األربــاح(‪)3‬؛ واعــراف‬
‫االقتصــادي األملاني»ســليفيو جيــزل» مبســاوئ نظــام الفائــدة وضــرورة‬
‫االجتــاه إىل نظــام املشــاركة‪ ،‬كمــا اُختتمــت الــدورة الســنوية للمؤسســات‬
‫املاليــة العامليــة عــام ‪ ، 1998‬دون التوصــل إىل اســراتيجية شــاملة للخــروج‬
‫مــن األزمــة احلاليــة لالقتصــاد العاملــي وهــذا ما جعــل رئيس البنــك العاملي‬
‫(‪ )1‬تقريــر جملــس الفكــر اإلســامي يف باكســتان‪« ،‬إلغــاء الفائــدة مــن االقتصــاد»‪ ،‬املركــز العاملــي ألحبــاث االقتصــاد‬
‫اإلســامي‪ ،‬جامعــة امللــك عبــد العزيــز‪ ،‬ط‪ ،1984 ،2‬ص‪.24 :‬‬
‫(‪ )2‬بكــر رحيــان‪« ،‬دور املصــارف اإلســامية يف احلــد مــن اآلثــار الســلبية للعوملــة»‪ ،‬يف العوملــة وأبعادهــا االقتصاديــة‪ ،‬جامعــة‬
‫الزرقــاء األهليــة‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪ ،2001 ،1‬ص‪.245 :‬‬
‫(‪ )3‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.9-10 :‬‬
‫‪55‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫يدعــو إىل «إنشــاء إطــار جديــد للتنميــة»‪.‬‬
‫وحســب بعــض الباحثــن فــإن هنــاك اجتــاه يف العــامل كلــه اآلن وهــو التحول‬
‫مــن اقتصاديــات اإلقــراض إىل اقتصاديــات املشــاركة‪« ...‬ويف فرنســا صدر‬
‫أخــراً قانــون امســه «قانــون قــروض املشــاركة»‪ ،‬وهــي عبــارة عــن جتميــع‬
‫األمــوال مــن النــاس واســتثمارها وإعطــاء أصحــاب األمــوال عائــد متغــر‬
‫بنســبة مــن الربــح»(‪.)1‬‬
‫مــن هنــا يتضــح أن «املصلحــة االقتصاديــة ذاهتــا ليســت يف التعامــل بنظــام‬
‫الفائــدة‪ ،‬وإمنــا يف املشــاركة يف التنميــة واالســتثمار»(‪ ،)2‬حيــث «تتمتــع‬
‫قاعــدة املشــاركة بفعاليــة اقتصاديــة عاليــة جتعــل منهــا أساســا قويــا‬
‫لنظــام اقتصــادي بديــل ‪ ،‬يســتطيع أن يســتوعب اآلثــار الســلبية لألنظمــة‬
‫االقتصاديــة الســائدة والقائمــة علــى أســاس ســعر الفائــدة»(‪.)3‬‬
‫(‪ )1‬لقــاءات وحتقيقــات مــع خــراء االقتصــاد وعلمــاء الشــريعة‪ ،‬جملــة االقتصــاد اإلســامي‪ ،‬عــدد ‪ ،194‬أفريــل‪ /‬مــاي‬
‫‪ ،1997‬ص‪.74 :‬‬
‫(‪ )2‬علــي أمحــد الســالوس‪« ،‬املعامــات املاليــة املعاصــرة يف ميــزان الفقــه اإلســامي»‪ ،‬مكتبــة الفــاح‪ ،‬الكويــت‪ ،‬ط‪،1986 ،1‬‬
‫ص‪.86 :‬‬
‫(‪ )3‬مجال لعمارة‪« ،‬اقتصاد املشاركة‪ :‬نظام اقتصادي بديل القتصاد السوق (الطريق الثالث)»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.88 :‬‬
‫‪56‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫المطلــب الثالــث‪ :‬الصيــغ التمويليــة فــي ظــل نظــام‬
‫المشــاركة‪.‬‬
‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬أسـالـيـب الـتـمـويـــل واالسـتـثـمــار بالـمـشـاركـة‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬خـصـائـص أسـالـيـب التـمـويـل يف إطـار نظـام املشاركـة‪.‬‬
‫ثالث ـاً‪ :‬الكفــاءة االقتصاديــة املتوقعــة عنــد تطبيــق الصيــغ التمويليــة‬
‫لنظــام املشــاركة‪.‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬أساليب التمويل واالستثمار باملشاركة‬
‫يقوم نظام املشاركة على أساليب متويلية متنوعة أمهها‪:‬‬
‫‪1 .1‬أسلوب التمويل البيوع‪:‬‬
‫يشمل هذا األسلوب‪ :‬بيع املُراحبة وبالبيع باألجل وهذا يتضمن نوعني‪:‬‬
‫بيــع السَّـلَم (تأجيــل اســتالم الســلعة) والبيع بالتقســيط واآلجــل والتأجريي‬
‫(تأجيــل دفــع الثمن)‪.‬‬
‫‪ -1.1‬املُراحبة‪« :‬هي عقد من عقود االســتثمار التجارية‪ ،‬يتم مبوجبها‬
‫التمويــل بالبيــع‪ ،‬فهــي بصورهتــا البســيطة عملية‪»:‬بيــع مبثــل الثمــن األول‬
‫مــع زيــادة الربــح»(‪)1‬؛ أي بيــع الســلعة بثمــن التكلفــة مــع زيــادة ربــح متفــق‬
‫عليــه بــن البائــع واملشــري‪.‬‬
‫‪ -2.1‬السَّـ َلم‪« :‬هو عقد من عقود االســتثمار وصيغة من صيغ التمويل‬
‫يتــم مبوجبهــا التمويــل بالشــراء املســبق‪ ،‬لتمكــن البائــع مــن احلصــول علــى‬
‫(‪ )1‬صاحلي صاحل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.29 :‬‬
‫‪57‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫التمويــل الــازم»(‪ ،)1‬فهــو بيــع آجــل بعاجــل‪ ،‬فاآلجــل هــو الســلعة املباعــة‬
‫الــي يتعهــد البائــع بتســليمها بعــد أجــل حمــدد‪ ،‬والعاجــل هــو الثمــن الــذي‬
‫يدفعــه املشــري(‪.)2‬‬
‫‪ -3.1‬البيــع بالتقســيط واآلجــل والتأجــري‪ :‬هــي عقــود تُســلم فيهــا‬
‫الســلعة ويكــون الثمــن مؤجـاً‪:‬‬
‫ ‪-‬فــإذا كان الثمــن يُدفــع علــى أقســاط مســتحقة لفــرة حمـدّدة بــن‬
‫املشــري والبائــع كان «بيعــا بالتقســيط»‪.‬‬
‫ ‪-‬وإذا كان الثمن يُدفع مرة واحدة بعد فرتة كان «بيعا آجال»‪.‬‬
‫ ‪-‬وإذا كان الثمــن يُدفــع علــى دفعــات مؤجلــة وتنتقــل حيــازة الســلعة‬
‫للمشــري مــع بقــاء ملكيتهــا للبائــع حتــى آخــر دفعــة‪ ،‬ثــم تنتقــل‬
‫بعدهــا امللكيــة للمشــري كان «بيعــا تأجرييــا»(‪.)3‬‬
‫ويرتكــز التأجــر علــى بيــع املنفعــة‪ ،‬فاملمـوِّل يقــوم بشــراء األصــول واملعدات‬
‫واألجهــزة املطلوبــة مــن املســتأجر بنفــس املواصفــات ملــدة حمــددة مقابــل‬
‫أجــرة دوريــة‪ ،‬ويتخــذ هــذا األســلوب عــدة أنــواع منهــا(‪:)4‬‬
‫ ‪-‬الشراء من البائع والتأجري له‪.‬‬
‫ ‪-‬التأجري املباشر‪.‬‬
‫ ‪-‬اإلجيار املنتهي بالتمليك‪.‬‬
‫‪2 .2‬أسلوب التمويل باملشاركة يف نتيجة العملية االستثمارية‪:‬‬
‫يشــمل هــذا األســلوب التمويــل باملشــاركة والتمويــل باملضاربــة‪« ،‬ألن مبــدأ‬
‫(‪ )1‬املصدر نفسه‪.‬‬
‫(‪ )2‬مجال لعمارة‪« ،‬املصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.721 :‬‬
‫(‪ )3‬كوثــر عبــد الفتــاح حممــود األجبــي‪« ،‬قيــاس وتوزيــع الربــح يف البنــك اإلســامي»‪ ،‬املعهــد العاملــي للفكــر اإلســامي‪،‬‬
‫القاهــرة‪ ،‬ط‪ ،6991 ،1‬ص‪.62 :‬‬
‫(‪ )4‬صاحلي صاحل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.33 :‬‬
‫‪58‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫املشــاركة يف الربــح واخلســارة يعــدّ اخلاصيــة اجلامعــة بينهمــا‪ ،‬حبيــث‬
‫يــوزع الربــح الناتــج عــن العمليــة االســتثمارية حســبا لالتفــاق الــذي مت بــن‬
‫أطــراف العمليــة‪ ،‬أمــا اخلســارة فتــوزع حســب رأس املــال»(‪.)1‬‬
‫‪ -1.2‬املضاربــة(‪ :)2‬هــي عقــد مــن عقــود االســتثمار يتــم مبوجبهــا املــزج‬
‫والتأليــف بــن عنصــري اإلنتــاج «العمــل ورأس املــال» يف عمليــة اســتثمارية‬
‫تُح ّقــق فيهــا مصلحــة املــاك والعمــال املضاربــن(‪)3‬؛ وتتخــذ املضاربــة عــدة‬
‫أنــواع منهــا‪:‬‬
‫ ‪-‬حسب شروط املضاربة‪ :‬مضاربة مطلقة؛ مضاربة مقيدة‪.‬‬
‫ ‪-‬حسب مــدة املضاربة‪ :‬مضاربة مؤقتة؛ مضاربة مستمرة‪.‬‬
‫ ‪-‬حسب أطراف املضاربة‪ :‬مضاربة ثنائية؛ مضاربة مركبة‪.‬‬
‫‪ -2.2‬املشــاركة‪ :‬هي «عقد من عقود االســتثمار يتم مبوجبه االشــراك‬
‫يف األمــوال الســتثمارها وتقليبهــا يف األنشــطة املختلفــة‪ ،‬حبيــث يســاهم‬
‫كل طــرف حبصــة يف رأس املــال»(‪)4‬؛ واملشــاركة تقتضــي وجــود طــرف‬
‫ميلــك املــال وطــرف ميلــك املــال واجلهــد معـاً وبالتــايل يتحمــل جــزءاً مــن‬
‫اخلســارة علــى قــدر اســتثماره مــن مالــه اخلــاص‪ ،)4(5‬وتتنــوع املشــاركة‬
‫حســب التقســيم املســتخدم‪:‬‬
‫ ‪-‬وفقــاً لطبيعــة األصــول املموَّلــة‪ :‬املشــاركة اجلاريــة؛ املشــاركة‬
‫االســتثمارية‪.‬‬
‫ ‪-‬وفقاً السرتداد األموال‪ :‬املشاركة املستمرة؛ املشاركة املنتهية‪.‬‬
‫(‪ )1‬املصدر نفسه‪.‬‬
‫(‪ )2‬خيتلــف تعبــر «املضاربــة» هنــا عــن املضاربــة املتعــارف عليهــا يف األســواق املاليــة والنقديــة ‪ ،‬أي مــا يُعــرف عــادة بـــ‬
‫‪ ،»SPECULATION»:‬فهــي مضاربــة علــى فــروق األســعار وليــس اســتثمارا فعليــا تــؤدي إىل تطــور االقتصــاد الرمــزي علــى‬
‫حســاب االقتصــاد اإلنتاجــي احلقيقــي؛ وبالتــايل فــإن لفــظ (مضاربــة) يُعتــر ترمجــة غــر أمينــة للكلمــة اإلجنليزيــة ‪.‬‬
‫(‪ )3‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.26 :‬‬
‫(‪ )4‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.27 :‬‬
‫(‪ )5‬حممد بوجالل‪« ،‬البنوك اإلسالمية» ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.37 :‬‬
‫‪59‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫ ‪-‬وفقــاً الســتمرار ملكيــة الشــريك‪ :‬املشــاركة الثابتــة؛ املشــاركة‬
‫املتناقصــة‪.‬‬
‫ ‪-‬وفقــاً جملــال التمويــل‪ :‬املشــاركة يف االســترياد؛ املشــاركة يف‬
‫التصديــر‪...‬‬
‫‪3 .3‬أسلوب التمويل باملشاركة يف اإلنتاج‪:‬‬
‫وهــو نــوع مــن التمويــل يشــمل صيــغ االســتثمار الزراعيــة ومنهــا‪ :‬املزارعــة‬
‫واملســاقاة واملغارســة وشــركة احليــوان وغريهــا(‪.)1‬‬
‫‪ -1.3‬املزارعــة‪ :‬هــي تقديــم عنصــر األرض والبــذر احملــددة ملالــك معــن‬
‫إىل عامــل (املــزارع) ليقــوم بالعمــل واإلنتــاج‪ ،‬مقابــل نصيــب ممــا خيــرج‬
‫مــن األرض (اإلنتــاج) وفــق نســبة لــكل منهمــا‪.‬‬
‫‪ -2.3‬املســاقاة‪ :‬هــي تقديــم الثــروة النباتيــة (الــزرع واألشــجار املثمــرة)‬
‫احملــددة ملالــك معــن إىل عامــل ليقــوم باســتغالهلا وتنميتهــا (الــري أو‬
‫الســقي والرعايــة) علــى أســاس أن يــو َّزع الناتــج يف الثمــار بينهمــا حبصــة‬
‫نســبية متفــق عليهــا‪.‬‬
‫‪4 .4‬أسلوب التمويل التكافلي‪:‬‬
‫ويتضمن هذا األسلوب‪:‬‬
‫‪ -1.4‬التمويل بالقروض احلســنة‪ :‬الذي يقوم على التربع واإلحســان‪،‬‬
‫وهــي قــروض دون فائدة‪.‬‬
‫‪ -2.4‬التمويل الزكوي‪.‬‬
‫وفيما يلي نوجز األساليب السابقة يف هذا الشكل التخطيطي‪:‬‬
‫(‪ )1‬صاحلي صاحل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.30 :‬‬
‫‪60‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫شــكـل رقم (‪ :)5‬أسـاليـب التـمويـل واالستثمـار فـي نـظـام الـمشـاركـة‪.‬‬
‫أساليب التمويل يف نظام املشاركة‬
‫التمويل التكـافلي‬
‫التمويل بالبيــوع‬
‫التمويل باملشاركة‬
‫يف نتيجة العملية‬
‫االستثمارية‬
‫التمويــل باملشــاركة‬
‫يف اإلنتــاج الزراعــي‬
‫املراحبـــة‬
‫املضاربـــة‬
‫املزارعــة‬
‫القرض احلســن‬
‫السَّلَـــم‬
‫املشاركـــة‬
‫املساقــاة‬
‫التمويل الزكــوي‬
‫االستصناع‬
‫املغارســة‬
‫البيـــع اآلجل‬
‫شركة احليــوان‬
‫التأجيـــر‬
‫‪61‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫ثانياً‪ :‬خصائص أساليب التمويل يف إطار نظام املشاركة‬
‫إن تعــدُّد أســاليب االســتثمار باملشــاركة وتنوعهــا مــن شــأنه أن يُوسِّــع‬
‫االســتفادة مــن تلــك األدوات مــن خــال اســتخدام كل أســلوب وفقــا‬
‫لطبيعتــه اخلاصــة وأحكامــه املميــزة وأمهيتــه االقتصاديــة؛ وتتميــز هــذه‬
‫البدائــل خبصائــص جتعلهــا ختتلــف عــن األســاليب الربويــة‪ ،‬نربزهــا يف‬
‫النقــاط التاليــة‪:‬‬
‫اخلاصية األوىل‪:‬‬
‫«ارتبــاط ربــح املمـوِّل يف مجيــع أســاليب التمويل يف نظام املشــاركة بامللكية‪،‬‬
‫فاســتحقاقه لألربــاح بســبب موضوعــي وشــرعي هــو امللــك‪ ،‬وهــذا عكــس‬
‫الصيــغ واألســاليب التمويليــة الربويــة الــي تقــوم علــى االســتغالل»‪.‬‬
‫اخلاصية الثانية‪:‬‬
‫«ارتبــاط انســياب التمويــل بــن أطــراف العمليــة االســتثمارية بانتقــال‬
‫ملكيــات وتدفــق تيــار مــن الســلع‪ ،‬وهــذا األســلوب يقلــل مــن الطــرق الربويــة‬
‫الــي تُحـوِّل االقتصــاد إىل اقتصــاد رمــزي حبيــث كل عملية انتقــال للملكية‬
‫أو الســلع أو اخلدمــات تتطلــب انتقــال وانســياب عشــرات الــدورات املاليــة‬
‫والنقديــة»(‪.)1‬‬
‫ويعين االقتصاد الرمزي «حركة رؤوس األموال مبا يف ذلك تقلبات أسعار‬
‫الفائــدة وتدفقــات االئتمــان‪ ،‬بينمــا يعــي االقتصــاد احلقيقــي حركــة الســلع‬
‫واخلدمات»(‪ ،)2‬ومع انتشــار األســاليب الربوية مل يَعُد «االقتصاد احلقيقي‬
‫للســلع واخلدمــات واالقتصــاد الرمــزي للمــال واالئتمــان مرتبطـاً أحدمهــا‬
‫باآلخــر ارتباطـاً عضويــا بوصــف االقتصــاد الرمــزي تعبــراً بالضــرورة عــن‬
‫(‪ )1‬املرجع سابق‪ ،‬ص‪.34 :‬‬
‫(‪ )2‬املصدر نفسه‪.‬‬
‫‪62‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫االقتصــاد احلقيقــي»(‪ ،)1‬وهــذا يــدل علــى أن تلــك اإلقتصــادات ترتبــط‬
‫فيهــا األربــاح يف معظــم األحيــان بتقليــب وانتقــال األمــوال بغــض النظــر‬
‫عــن عمليــات اســتثمارها؛ حيــث إن «التدفقــات النقديــة بــن جمموعــة‬
‫الــدول الســبع الكــرى تزيــد علــى التدفقــات للســلع واخلدمــات مبقــدار‬
‫‪ 34‬ضعفــا»(‪ ،)2‬بينمــا يرتبــط انتقــال التمويــل بعمليــات االســتثمار ارتباطــا‬
‫كبــرا يف ظــل نظــام املشــاركة‪ ،‬وهــذا يقلــل مــن التكاليــف املرتتبــة عــن‬
‫انتشــار االســتثمار الرمــزي بــدالً مــن االســتثمار احلقيقــي(‪.)3‬‬
‫ثالث ـاً‪ :‬الكفــاءة االقتصاديــة املتوقعــة عنــد تطبيــق الصيــغ التمويليــة‬
‫لنظــام املشــاركة‬
‫‪1 .1‬الكفاءة املتوقعة على مستوى األموال املستثمرة‪:‬‬
‫يــؤدي تطبيــق األســاليب التمويليــة لنظــام املشــاركة إىل إلغــاء التكاليــف‬
‫االقتصاديــة‪ ،‬ســواء كانــت تكاليــف علــى املســتوى اجلزئــي أو علــى مســتوى‬
‫االقتصــاد الوطــي أو حتــى علــى املســتوى الــدويل؛ مبعنــى أنــه يف ظــل‬
‫اقتصاديــن أحدمهــا يطبــق صيــغ التمويــل لنظــام املشــاركة‪ ،‬مــع افــراض‬
‫تقارهبمــا يف مســتويات التطــور وحجــم املــوارد؛ فــإن تكاليــف الســلع‬
‫واخلدمــات النهائيــة تكــون يف حالــة اقتصــاد املشــاركة أقــل منهــا يف‬
‫االقتصــاد الربــوي مبقــدار عــبء التكلفــة الربويــة(‪.)4‬‬
‫ويُمكن تقدير هذه التكاليف بشكل تقرييب مبسط كما يلي‪:‬‬
‫(‪ )1‬املصدر نفسه‪.‬‬
‫(‪ )2‬رضــا ســعد اهلل‪« ،‬مفهـــوم الزمــن يف االقتصــاد اإلســامي»‪ ،‬املعهــد اإلســامي للبحــوث والتدريــب‪ ،‬البنــك اإلســامي‬
‫للتنميــة‪ ،‬جــدة‪ ،‬ط‪ ،4991 ،1‬ط‪ ،0002 ،2‬ص‪04:‬‬
‫(‪ )3‬صاحلي صاحل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.43 :‬‬
‫(‪ )4‬املرجع سابق‪ ،‬ص‪.53 :‬‬
‫‪63‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫جدول رقم (‪ :)7‬مقارنة تكاليف متويل االســتثمارات يف حالة اقتصاد‬
‫املشــاركة واالقتصاد الربوي‪.‬‬
‫التكلفة على املستوى اجلزئي‬
‫ت ج = التكلفــة الــي تتحملهــا‬
‫الوحــدة االقتصاديــة للتجديــد‬
‫والتوســع‪.‬‬
‫ح ج = حجــم األمــوال املســتثمرة‬
‫علــى مســتوى املؤسســة‪.‬‬
‫ع ج = متوســط معــدل الفائــدة‬
‫الســائد يف الســوق‪.‬‬
‫التكلفة على املستوى الوطين‬
‫ت ك = التكلفــة الــي يتحملهــا‬
‫االقتصــاد الوطــي إلقامــة املشــاريع‬
‫اجلديــدة‪.‬‬
‫ح ك = حجــم األمــوال املنســابة مــن‬
‫البنــوك علــى مســتوى االقتصــاد‬
‫الوطــي‪.‬‬
‫ع ك = متوســط معــدل الفائــدة‬
‫الســائد علــى املســتوى الوطــي‪.‬‬
‫التكلفة على املستوى الدويل‬
‫ت د = متوسط تكلفة االستثمار‬
‫على املســتوى الدويل‪.‬‬
‫ح د = حجــم األمــوال اجلديــدة‬
‫املنســابة مــن الــدول املتقدمــة إىل‬
‫الــدول املتخلفــة‪.‬‬
‫ع د = متوســط معــدل الفائــدة‬
‫الســاند يف الســوق الدوليــة‪.‬‬
‫تد=حد×عد‬
‫تك=حك×عك‬
‫تج=حج×عج‬
‫هــذه التكاليــف تصبــح مســاوية للصفــر يف اقتصــاد املشــاركة؛ هــذه التكلفــة تنعكــس علــى‬
‫فتنخفــض التكاليــف االســتثمارية للمشــاريع‪ ،‬وينعكــس ذلــك علــى الــدول املتخلفــة بالتهــام مبالــغ‬
‫تكاليــف اإلنتــاج فالســلع واخلدمــات فالقــدرة الشــرائية‪ ...‬وهــذا معتــرة ســنويا مــن حصيلــة‬
‫صادراهتــا ‪ +‬مشــاركتها يف‬
‫يــؤدي إىل حتفيــز وجتديــد واتســاع دائــرة االســتثمار‪.‬‬
‫تكاليــف اســتثمارها يف الــدول‬
‫املتقدمــة (تكاليــف الســلع‬
‫املســتوردة)‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬صاحلي صاحل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.37-35 :‬‬
‫‪2 .2‬الكفاءة املتوقعة على مستوى توظيف األموال والطاقات العاطلة‪:‬‬
‫إن تطبيــق الصيــغ التمويليــة لنظــام املشــاركة تــؤدي إىل ســهولة املــزج‬
‫والتأليــف بــن عنصــر العمــل وعنصــر رأس املــال يف صــوره املتعــددة مــن‬
‫مضاربــة ومشــاركة ومراحبــة وسَــلَم ومســاقاة ومزارعــة‪ ...‬األمــر الــذي‬
‫يــؤدي إىل فتــح جمــاالت لتشــغيل الطاقــات غــر املوظفــة يف خمتلــف‬
‫األنشــطة االقتصاديــة‪ ،‬وهــو مــا يعمــل علــى املعاجلــة املباشــرة ملشــكلة‬
‫البطالــة‪.‬‬
‫كمــا أنــه يــزول األثــر الســليب املرتتــب عن احلرج واملشــقة الناجتة عن فرض‬
‫النظــام الربــوي‪ ،‬والــذي أدى إىل وجــود أمــوال عاطلــة تتحــرج مــن التعامــل‬
‫‪64‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫مــع املؤسســات املصرفيــة بســبب التعامــل بالفائــدة؛ وبالتــايل صعوبــة‬
‫تعبئــة أمــوال كبــرة ال تتحــرك ضمــن القنــوات املصرفيــة‪ ،‬وباســتخدام‬
‫الصيــغ البديلــة للنظــام الربــوي يُمكــن إزالــة ذلــك احلــرج وتوفــر املنــاخ‬
‫املالئــم لتعبئــة تلــك الثــروات املاليــة والنقديــة غــر املنكشــفة وتوجيههــا‬
‫حنــو التوظيــف واألنشــطة اجملتمعيــة اهلامــة؛ حيــث تتجــه األمــوال املكتنــزة‬
‫إىل االســتثمار يف تلــك األنشــطة الــي تصبــح قنــوات جــذب وحمفــزات‬
‫اســتثمارية هامــة(‪.)1‬‬
‫وهكــذا‪ ،‬يتضــح لنــا بــأن هــذه الصيــغ التمويليــة هــي بديــل جيِّــد حيــث‬
‫َّ‬
‫املتوقعــة!‬
‫تتشــعب فيهــا اآلثــار اإلجيابيــة‬
‫إن تدويــر الثــروات وتقليبهــا وحســن تعبئتهــا وتوجيههــا يُمكــن أن يتــم عــن‬
‫طريــق بنــوك تقــوم علــى األســاليب التمويليــة لنظــام املشــاركة‪.‬‬
‫فيمــا يلــي نبــن الكيفيــة الــي يتحقــق هبــا النمــو االقتصــادي عــن طريــق‬
‫ســيادة مبــادئ املشــاركة وأســاليبها التمويليــة يف هــذا الشــكل التخطيطــي‪.‬‬
‫(‪ )1‬املرجع سابق‪ ،‬ص‪.37-36 :‬‬
‫‪65‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫شـكـل رقم (‪ :)6‬كـفـاءة أسـاليـب التمويـل واالستثمـار باملـشـاركـة‪.‬‬
‫تأسيس مشروعات إنتاجية حقيقية‬
‫تو ّلد الدخول‬
‫زيادة الطلب‬
‫زيادة معدالت اإلنتاج‬
‫زيادة الدخول مرة أخرى‬
‫زيادة معدل االدخار‬
‫زيادة معدل االستهالك‬
‫زيادة القدرة على االستثمار‬
‫زيادة الطلب‬
‫املناخ املالئم للنمو االقتصادي‬
‫املصدر‪ :‬بكر رحيان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.243 :‬‬
‫‪66‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫المبحث الثاني‬
‫ماهية بنوك المشاركة وعالقاتها المصرفية‬
‫سنتناول هذا املبحث بالدراسة من خالل احملاور التالية‪:‬‬
‫ ‪-‬مفهوم بنوك املشاركة وخصائصها‪.‬‬
‫ ‪-‬تنظيم بنوك املشاركة وأساليب رقابتها‪.‬‬
‫ ‪-‬العالقة بني بنوك املشاركة والبنوك التقليدية‪.‬‬
‫‪67‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم بنوك المشاركة وخصائصها‪.‬‬
‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬مـفـهــــوم بـنـوك الـمـشـاركــة‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬خـصـائــص بـنـوك الـمـشـاركــة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬أنــشــطـة بـنـوك الـمـشـاركــة‪.‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬مفهـــوم بنــوك املشـاركة‬
‫‪1 .1‬االستعمال اللغوي لكلمة «مَصْرِف‪/‬بنك»‪:‬‬
‫تَســتعمل اللغــة العربيــة كلمــة «مَصْــ ِرف»(‪ )1‬الــي تقابــل كلمــة «بنــك»‬
‫(‪ )Banque - Bank‬يف اللغــة األوربيــة املشــتقة مــن كلمــة «بنكــو»‬
‫(‪ )Banco‬اإليطاليــة الــي تعــي املنضــدة أو الطاولــة(‪ ،)2‬ويُالحَــظ أن‬
‫مرجــع االســتعمالني يعــود إىل املــكان الــذي تــزاوَل فيــه أعمــال الصــرف‬
‫وتبــادل العمــات(‪ ،)3‬فــكل مــن اللغتــن اشــتق التســمية واســتخدمها مــن‬
‫ذلــك املــكان وعــر عنهــا بلســانه(‪.)4‬‬
‫ونظــراً ألن كلمــة بنــك ليــس هلــا أصــل يف اللغــة العربيــة؛ فهنــاك من يرى أن‬
‫تســمية «املَصْــرف» أوىل باالســتعمال مــن «البنــك» ذات األصــل األوربــي(‪،)5‬‬
‫(‪ )1‬املصارف مجع مَصْرِف‪ ،‬بكسر الراء‪ ،‬على وزن « مَ ْفعِل»‪ ،‬ويقصد هبا املكان الذي يتم فيه الصرف‪.‬‬
‫(‪ )2‬الســبب يف ذلــك أن التجــار الذيــن كانــوا يقومــون بأعمــال الصريفــة آنــذاك كانــوا يضعــون أنــواع العمــات املختلفــة علــى‬
‫موائــد خشــبية جيلســون إليهــا‪ ،‬وجيْ ـرُون عليهــا عمليــات البيــع والشــراء‪ ،‬وعندمــا يفلــس التاجــر كانــوا يكِســرون مقعــده‬
‫ويقولــون عنــه بالالتينيــة «بنكا‪...‬روتــا» أي بنــك مكســور ‪ ،‬وأصبحــت عبــارة التفليســة أيضــا مشــتقة مــن بنــك مكســور‬
‫«‪. »Banqueroute = Banca Rotta‬‬
‫(‪ )3‬رغم هذا الرتابط يف االستعمالني‪ ،‬إال أن املكان يف االستعمال العربي عام‪ ،‬ويف االستعمال الغربي حمدد‪.‬‬
‫(‪ )4‬حســن عبــد اهلل األمــن‪« ،‬الودائــع املصرفيــة النقديــة واســتثمارها يف اإلســام»‪ ،‬دار الشــروق‪ ،‬جــدة‪ ،‬ط‪ ،1983 ،1‬ص‪:‬‬
‫‪.198‬‬
‫)‪ (2‬محمد عثامن شبري‪« ،‬املعامالت املالية املعارصة يف الفقه اإلسالمي»‪ ،‬دار النفائس‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪ ،1999 ،3‬ص‪.256 :‬‬
‫‪5‬‬
‫‪68‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫وكذلــك ألن كلمــة «بنــك» ارتبطــت يف األذهــان بالنظام الربــوي إىل األبد(‪.)1‬‬
‫وعلــى النقيــض مــن هــذا التصــور خيتــار أحــد الباحثــن تســمية «بنــك»‬
‫فيقــول‪« :‬ونُ ِّ‬
‫فضــل اختيــار هــذه اللفظــة علــى كلمــة «مَصــرف» وإن كانــت‬
‫هــذه تبــدو عربيــة أكثــر بنظــر الكثرييــن‪ ،‬إال أن كلمــة «بنــك» أصبحت تغطي‬
‫معناهــا بنفســها وأصبــح مفهومهــا أكثــر واقعيــة‪ ،‬ولــو أنــه باألســاس ال يعين‬
‫أكثــر مــن م ْقعَــد مســتطيل كان جيلــس عليــه التاجــر أو املم ـوِّل‪ .‬إن أكثــر‬
‫الــدول وبالتــايل اللغــات قبلــت بالعبــارة (عبــارة بنــك) رغــم أهنــا بالنســبة‬
‫للغاهتــا ال تعــي شــيئاً أو رمبــا تعــي املقعــد املســتطيل الــذي كان جيلــس‬
‫عليــه تاجــر يف بــدء احلضــارات‪...‬ال أكثــر‪...‬وكان لــكل تاجــر «بنكــه» أي‬
‫مقعــده‪.)2(»...‬‬
‫وتقــوم تعريفــات الكتــاب للبنــوك أساســا علــى أهنــا «تاجــرة ديــون»(‪ )3‬ألن‬
‫عملهــا األساســي هــو القيــام بعمليــة اإلقــراض واالقــراض‪.‬‬
‫‪2 .2‬االستعمال االصطالحي لبنوك املشاركة و تعاريفها‪:‬‬
‫أُطلقــت تســميات عديــدة للبنــوك القائمــة علــى نظــام املشــاركة حتــى يتــم‬
‫متييزهــا عــن البنــوك التقليديــة (وخنــص بالذكــر البنــوك التجاريــة)‪،‬‬
‫ومنهــا‪:‬‬
‫بنــوك بــا فوائــد‪ ،‬بنــوك ال ربويــة‪ ،‬بنــوك إســامية‪ ،‬بيــوت التمويــل‪ ،‬دار‬
‫املــال‪ ،‬شــركات االســتثمار‪ ،‬بنــوك االســتثمار باملشــاركة‪ ،‬بنــوك املضاربــة‪.‬‬
‫لقــد وردت عــدة تعاريــف هلــذه البنــوك نذكــر منهــا‪ :‬التعريــف الشــائع‬
‫(‪ )1‬إبراهيم كامل‪ ،‬جملة املراقب االقتصادي‪ ،‬العدد ‪ ،38‬يونيو ‪ ،1982‬ص‪.31 :‬‬
‫(‪ )2‬جعفــر اجلــزار‪« ،‬البنــوك يف العــامل‪ :‬أنواعهــا وكيــف تتعامــل معهــا (البنــوك اإلســامية بنــوك املســتقبل)»‪ ،‬دار النفائــس‪،‬‬
‫بــروت‪ ،‬ط‪ ،1984 :1‬ط‪ ،1986 :2‬ص‪.97-96 :‬‬
‫(‪ )3‬يوسف كمال حممد‪« ،‬املصرفية اإلسالمية‪ :‬األزمة واملخرج»‪ ،‬دار النشر للجامعات‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪ ،1998 ،3‬ص‪.48 :‬‬
‫‪69‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫والشــامل (النموذجــي)(‪ ،)1‬إىل جانــب التعريــف الــذي يرتبــط بوظيفــة‬
‫الوســاطة املاليــة‪.‬‬
‫‪ -1.2‬التعريف الشائع‪:‬‬
‫بنــوك املشــاركة «هــي مؤسســات مصرفيــة ال تتعامــل بالفائــدة (الربــا)‬
‫أخــ ًذا وإعطــاءً»‪.‬‬
‫هــذا يعــي أن بنــوك املشــاركة القائمــة قــد متيــزت مَهمتهــا يف إطــار عــدم‬
‫التعامــل بالفائــدة أخــ ًذا وإعطــاءً؛ وهــذا تعريــف غــر دقيــق؛ ألن بنــك‬
‫املشــاركة ال يقتصــر علــى هــذا اجلانــب الوحيــد يف جمــرد التعامــل دون‬
‫فائــدة‪ ،‬بــل لــه غايــات وأهــداف ونشــاطات كثــرة‪...‬؛ كمــا أنــه تعريــف غــر‬
‫حمــدد لظهــور عــدد مــن املصــارف الغربيــة اليــوم‪ ،‬واملصــارف االشــراكية‬
‫ســابقا‪ ،‬تســتبعد آليــة الفائــدة يف التعامــل‪ ،‬ومــع ذلــك فهــي ال تســمى بنــوك‬
‫مشــاركة(‪.)2‬‬
‫‪ -2.2‬التعريف الشامل‪:‬‬
‫بنــوك املشــاركة «هــي أجهــزة تســتهدف التنميــة‪ ،‬وتعمــل يف إطــار الشــريعة‬
‫اإلســامية‪ ،‬وتلتــزم بــكل القيــم األخالقيــة الــي جــاءت هبــا الشــرائع‬
‫الســماوية‪ ،‬وتســعى إىل تصحيــح وظيفــة املــال يف اجملتمــع‪ ،‬وهــي أجهــزة‬
‫تنمويــة اجتماعيــة ماليــة؛ مــن حيــث أهنــا تقــوم مبــا تقــوم بــه البنــوك مــن‬
‫وظائــف يف تيســر املعامــات‪ ،‬وتنمويــة مــن حيــث أهنــا تضــع نفســها يف‬
‫(‪ )1‬أنظر يف ذلك‪:‬‬
‫‪BOUHADIDA. M,»L’approche systémique des établissements bancaires: un outil de la planification‬‬
‫‪.stratégique (cas des banques islamiques), Palais du livre, Blida, 1999, P: 96 - 97‬‬
‫(‪ )2‬راجع‪:‬‬
‫ محمــد الزحيلــي‪« ،‬المصــارف اإلســامية ودورهــا فــي التنميــة والتطويــر»‪ ،‬مجلــة االقتصــاد اإلســامي‪ ،‬العــدد‬‫‪ ،198‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪.48:‬‬
‫ عبــد الرحمــن يســري أحمــد‪« ،‬دراســـات اقتصاديـــة إســامية‪ :‬النقــود والفوائــد والبنــوك»‪ ،‬الــدار الجامعيــة‪،‬‬‫اإلســكندرية‪ ،2000 ،‬ص‪.288-286:‬‬
‫‪70‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫خدمــة اجملتمــع‪ ،‬وتســتهدف حتقيــق التنميــة فيــه‪ ،‬وتقــوم بتوظيــف أمواهلــا‬
‫بأرشــد الســبل‪ ،‬مبــا حيقــق النفــع للمجتمــع‪ ،‬واجتماعيــة مــن حيــث أهنــا‬
‫تقصــد يف عملهــا وممارســتها إىل التنميــة الذاتيــة لألفــراد‪ ،‬وتدريبهــم‬
‫علــى ترشــيد اإلنفــاق‪ ،‬وعلــى االدخــار ومعاونتهــم يف تنميــة أمواهلــم‪ ،‬مبــا‬
‫يعــود عليهــم وعلــى اجملتمــع بالنفــع واملصلحــة‪ ،‬هــذا فضــا عــن اإلســهام‬
‫يف حتقيــق التكافــل بــن أفــراد اجملتمــع بالدعــوة إىل أداء الــزكاة ومجعهــا‬
‫و إنفاقهــا يف مصارفهــا الشــرعية»(‪.)3‬‬
‫‪ -3.2‬التعريف اجلزئي املرتبط بوظيفة الوساطة املالية‪:‬‬
‫بنــوك املشــاركة هــي «واســطة ماليــة تقــوم بتجميــع املدخــرات‪ ،‬وحتريكهــا‬
‫نظــر حصــة مــن الربــح يف قنــوات املشــاركة لالســتثمار‪ ،‬بأســلوب حمــرر‬
‫مــن ســعر الفائــدة‪ ،‬عــن طريــق أســاليب املضاربــة واملشــاركة واملتاجــرة‬
‫واالســتثمار املباشــر‪ ،‬وتقديــم كافــة اخلدمــات املصرفيــة‪ ،‬يف إطــار مــن‬
‫الصيــغ الشــرعية نظــر أجــر‪ ،‬مبا يضمن القســط والتنمية واالســتقرار»(‪.)4‬‬
‫بصفــة عامــة‪ ،‬ميكــن القــول أن بنــوك املشــاركة هــي مؤسســات ماليــة‬
‫ومصرفيــة واقتصاديــة واجتماعيــة واســتثمارية وتنمويــة شــاملة‪ ،‬تقــوم‬
‫بأســلوب الوســاطة املاليــة احملــررة مــن ســعر الفائــدة الدائنــة واملدينــة‪،‬‬
‫وتعتمــد علــى مبــدأ املشــاركة النســبية يف األربــاح واخلســائر‪ ،‬واملشــاركة‬
‫الفعليــة يف اإلنتــاج واالســتثمار‪ ،‬مــن خــال عمليــات متويليــة خاصــة هبــا‬
‫تأخــذ صيــغ املضاربــة واملشــاركة واملتاجــرة‪.‬‬
‫‪ 3‬أمحد النجار‪« ،‬دور البنوك اإلسالمية يف التنمية»‪ ،‬التنمية من منظور إسالمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.117 :‬‬
‫)‪ (2‬يوسف كامل محمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.82 :‬‬
‫‪4‬‬
‫‪71‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫ثانياً‪ :‬خصـائص بنـوك املشـاركة‬
‫‪1 .1‬تساؤالت حول الطبيعة املميزة لبنوك املشاركة‪:‬‬
‫للتعــرف علــى اخلصائــص املميــزة لبنــوك املشــاركة عــن غريها مــن البنوك‪،‬‬
‫تُطــرح التســاؤالت التاليــة إللقــاء نظــرة شــاملة علــى الطبيعة املميــزة هلا(‪:)1‬‬
‫‪ -1.1‬هــل يكمــن الفــرق مثــا يف عــدم التعامــل بالفائــدة أخـ ًذا وإعطــاءً؟‬
‫وبذلــك فــإن البنــك الــذي ال يتعامــل بالفائــدة يعتــر «بنــك مشــاركة» حتــى‬
‫لــو قــام هــذا البنــك بأعمــال حمرمــة كاالجتــــار يف اخلمــور (اســترياد‬
‫اخلمــور أو املشــاركة يف مصانــع إنتاجــه وتصديــره‪)...‬؟‬
‫‪ -2.1‬هــل جتنُّــب البنــك يف التعامــل أو متويــل بعــض هــذه احملرمــات‬
‫جيعــل منــه «بنــك مشــاركة»؟‬
‫‪ -3.1‬هــل لــو ألغــى بنــك تقليــدي معــن التعامــل بالفائــدة أخــذاً وإعطــاءً‬
‫وجلــأ إىل أســلوب املشــاركة يف املشــروعات‪ ،‬فــإن ذلــك جيعــل منــه «بنــك‬
‫مشــاركة» مهمــا كانــت األهــداف الــي يســعى إىل حتقيقهــا يف االســتثمار؟‬
‫‪ -4.1‬هــل مــن الضــروري أن يكــون كل «بنــك مشــاركة» لــه هــدف تنمــوي‬
‫ومــا املقصــود بذلــك ؟ وهــل جيــب بالضــرورة أن يكــون «بنــك املشــاركة»‬
‫اجتماعيــا؟‬
‫‪ -5.1‬هــل «بنــك املشــاركة» جمــرد وســيط مــايل كغــره مــن البنــوك األخرى‬
‫أم خيتلــف عنهــا ؟ وهــل ينتظــر العمــاء (املودعــن ومســتخدمي األمــوال)‬
‫أم يذهــب إليهــم باعتبــاره شــريكا؟‬
‫‪ -6.1‬هل يوجد منط واحد « لبنوك املشاركة» أم أمناط متعددة؟‪.‬‬
‫(‪ )1‬عبــد الغفــار حنفــي ود‪ .‬عبــد الســام أبــو قحــف‪« ،‬تنظيــم وإدارة البنـــوك‪ :‬السياســات المصرفيــة‪ ،‬تحليــل القوائــم‬
‫الماليــة وقيــاس الفعاليــة‪ ،‬الجوانــب التنظيميــة واإلدارة»‪ ،‬المكتــب العربــي الحديــث‪ ،‬اإلســكندرية‪ ،1988 ،‬ص‪-42 :‬‬
‫‪.43‬‬
‫‪72‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‪2 .2‬اخلصائص املميزة لبنوك املشاركة‪:‬‬
‫تتميــز بنــوك املشــاركة عــن باقــي البنــوك األخــرى جبملــة مــن اخلصائــص‬
‫تتلخــص يف اآلتــي‪:‬‬
‫‪ -1.2‬عدم التعامل بالفائدة‪:‬‬
‫تعمــل بنــوك املشــاركة علــى إحــال نظــام املشــاركة حمــل نظــام الفائــدة‪،‬‬
‫حبيــث يتــم اســتبعاد الفائــدة الدائنــة واملدينــة بــكل أشــكاهلا مــن املعامــات‬
‫املصرفيــة‪ ،‬وتــوزع األربــاح علــى املســامهني والعمــاء نســبة مــا هلــم مــن‬
‫رأس املــال أو الودائــع‪ ،‬علــى أن يتحمــل (يتقبــل) اجلميــع نصيبهــم مــن‬
‫اخلســارة إن وقعــت‪.‬‬
‫‪ -2.2‬تركيز اجلهد للتنمية عن طريق االستثمارات‪:‬‬
‫تعمل بنوك املشاركة على متويل املشروعات واألنشطة بأسلوبني‪:‬‬
‫‪-‬االســتثمار املباشــر‪ :‬مبعنــى أن يقــوم البنــك بنفســه بتوظيــف األمــوال‬
‫يف مشــروعات إنتاجيــة وجتارية‪.‬‬
‫‪-‬االســتثمار باملشــاركة‪ :‬مبعنى مســامهة البنك يف رأس مال املشــروع‬
‫اإلنتاجــي ممــا يُعطــي لــه صفــة شــريك لــكل مــا ينتــج عنــه مــن ربــح أو‬
‫خســارة بالنســب املتفــق عليهــا‪.‬‬
‫‪ -3.2‬ربط التنمية االقتصادية بالتنمية االجتماعية‪:‬‬
‫تعمــل بنــوك املشــاركة علــى توجيــه نشــاطها خلدمــة أهــداف التنميــة‬
‫االقتصاديــة واالجتماعيــة‪ ،‬وعلــى ذلــك فــإن اختيــار نوعيــة االســتثمار‬
‫مرتبــط حباجــة اجملتمــع الفعليــة للمشــروع يف خمتلــف قطاعــات االقتصاد‬
‫الوطــي‪ ،‬لذلــك هتتــم هــذه البنــوك بالعائــد االجتماعــي إىل جانــب حتقيــق‬
‫الربــح‪.‬‬
‫‪73‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫وفيما يلي نبني الطبيعة املميزة لبنوك املشاركة يف شكل ختطيطي‪.‬‬
‫شـكـل رقم (‪ :)7‬الطبيعـة املميـزة لبنـوك املشـاركة‬
‫الطبيعة املميزة لبنوك املشاركة‬
‫ االلتزام باألحكام الشرعية‬‫‪ -‬االنسجام مع اقتصاد املشاركة‬
‫الصفة العقيدية‬
‫‪ -‬االهتمام بالتمويل باملشاركة بدال من الفائدة‬
‫الصفة االستثمارية‬
‫اختيار أفضل جماالت االستثمار وأرشد دراسات اجلدوى االقتصادية‬
‫الصفة التنموية‬
‫ حتقيق التنمية الشاملة‬‫(اقتصادية ‪ +‬اجتماعية ‪ +‬نفسية ‪ +‬عقلية ‪ +‬أخالقية)‬
‫الصفة اإلجيابية‬
‫ البحث عن الفرص االستثمارية ( تذهب إىل اجملتمع )‬‫خلق مستثمرين إجيابيني يبحثون عن استثمار أمواهلم‬
‫وتوظيفها باملشاركة‬
‫الصفة االجتماعية‬
‫ حتقيق التكافل االجتماعي‬‫‪ -‬توزيع أموال الزكاة على املستحقني‬
‫األمناط املتعددة‬
‫ حسب البيئة املصرفية اليت تعمل فيها‬‫‪ -‬حسب الطابع العام لوظائفها ‪-‬حسب طبيعة ملكيتها‬
‫املصــدر‪ :‬راجــع‪ :‬عبــد الغفــار حنفــي ود‪ .‬عبــد الســام أبــو قحــف‪ ،‬مرجع ســابق‪ ،‬ص‪48-43 :‬؛‬
‫حممــد صــاحل احلنــاوي والســيدة عبــد الفتــاح عبــد الســام‪« ،‬املؤسســات املاليــة‪ :‬البورصــة‬
‫والبنــوك التجاريــة»‪ ،‬الــدار اجلامعيــة‪ ،‬اإلســكندرية‪ ،1998 ،‬ص‪.381-374 :‬‬
‫‪3 .3‬ميزة املشاركة يف األرباح واخلسائر‪:‬‬
‫إن مبــدأ املشــاركة ميثــل لُــبّ النمــوذج التمويلــي اجلديــد املميــز لبنــوك‬
‫املشــاركة‪ ،‬فالبنــك حيصــل علــى األمــوال مــن الغــر مشــاركة ويقــوم‬
‫بتوظيفهــا بنفســه أو بتقدميهــا للغــر مشــاركة؛ ومــن ثــم فهــو ليــس مدينـاً‬
‫‪74‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫للمودعــن وليــس دائنـاً للمســتثمرين وإمنــا مشــاركاً لــكل منهمــا يف نتائــج‬
‫العمليــات االســتثمارية مــن ربــح أو خســارة؛ ولذلــك يتحــدد العائــد الــذي‬
‫حيصــل عليــه مــن عملياتــه االســتثمارية والعائــد الــذي مينحــه ملتعامليــه‬
‫(مودعــن ومســتثمرين) بنــاءً علــى النتائــج الفعليــة هلــذه العمليــات مــن ربــح‬
‫أو خســارة (‪.)1‬‬
‫إن بنــك املشــاركة ينفــرد عــن غــره مــن البنــوك مبيــزة جوهريــة‪ ،‬وهــو أنــه‬
‫يشــرك يف ال ُغنْــم وال ُغــرْم‪ ،‬فهــو إذن علــى اســتعداد ملشــاركة عمالئــه يف‬
‫خســارهتم أيض ـاً‪ ،‬ومعلــوم أن حتمــل املخاطــر يســتحق عائــداً‪ ،‬ومــا دامــت‬
‫بنوك املشــاركة تســهم يف خماطرة اخلســارة على عكس البنوك التقليدية؛‬
‫فمــن املفــروض أن معــدل العائــدات علــى املــال املقــدم مــن بنــوك املشــاركة‬
‫يكــون أعلــى منــه يف حالــة البنــوك التقليديــة(‪.)2‬‬
‫إلســقاط هــذه احلقيقــة علــى بنــوك املشــاركة قـدَّم أحــد الباحثــن النمــوذج‬
‫التايل(‪:)3‬‬
‫ ‪-‬نفــرض أن مســتثمرا يســتخدم مالــه وعملــه‪ ،‬يذهــب ليقــرض مبلغــا‬
‫مــن البنــك يســاوي رأس مالــه‪ ،‬وهنــاك بنــك مشــاركة وآخــر تقليــدي‪ ،‬البنك‬
‫التقليــدي يأخــذ ‪ %14‬علــى قرضــه (معــدل الفائــدة)؛ وحيصــل العميــل يف‬
‫تعاملــه مــع بنــك املشــاركة علــى ‪ %25‬مقابــل عملــه‪ ،‬وباقــي العائــد يــوزع‬
‫بالتســاوي‪.‬‬
‫إن احتماالت العائد يوضحها اجلدول التايل‪:‬‬
‫(‪ )1‬محمــد عبــد المنعــم أبــو زيــد‪« ،‬الــدور االقتصــادي للمصــارف اإلســامية بيــن النظريــة والتطبيــق»‪ ،‬المعهــد‬
‫العالمــي للفكــر اإلســامي‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ط‪ ،1996 ،1‬ص ‪. 19 :‬‬
‫(‪ )2‬يوسف كمال محمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.193 :‬‬
‫(‪ )3‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.195-194 :‬‬
‫‪75‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫جـدول رقم (‪ :)8‬احتماالت العائد مع البنك التقليدي وبنك املشـاركة‬
‫(الوحدة‪ :‬نســبة مئوية)‬
‫إمجايل الربح أو‬
‫اخلسارة‬
‫خسارة ‪6%‬‬
‫‬‫ربح ‪8%‬‬
‫ربح ‪14%‬‬
‫ربح ‪20%‬‬
‫ربح ‪28%‬‬
‫صايف العـائد للعميل عـائد املضارب على عـائد العميل وبنك‬
‫املشاركة‬
‫مع البنك التقليدي عمله مع بنك املشاركة‬
‫خسارة ‪3%‬‬
‫‬‫خسارة ‪20%‬‬
‫‬‫‬‫خسارة ‪14%‬‬
‫‪ +‬ربح ‪3%‬‬
‫‪2%‬‬
‫خسارة ‪6%‬‬
‫‪ +‬ربح ‪5%‬‬
‫‪4%‬‬
‫‬‫‪5%‬‬
‫ربح ‪6%‬‬
‫‪ +‬ربح ‪7,5%‬‬
‫‪7%‬‬
‫ربح ‪14%‬‬
‫‪ +‬ربح ‪%10,5‬‬
‫املصدر‪ :‬يوسف كمال حممد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.194 :‬‬
‫ومن اجلدول يتضح ما يلي‪:‬‬
‫ ‪-‬حالــة حــدوث خســارة‪ :‬إذا حدثــت خســارة زادت علــى املقــرض مبــا‬
‫يدفعــه مــن فائــدة‪ ،‬بينمــا اخنفضــت عنــه مبــا اتفــق عليــه مــن مشــاركة‪.‬‬
‫ ‪-‬حالــة حتقيــق أربــاح‪ :‬يف هــذه احلالــة فــإن املقـ ِ‬
‫رض ال حيصــل علــى‬
‫أي ربــح علــى املــال املق ـرَض طاملــا كان الربــح ال يتجــاوز معــدل الفائــدة‪،‬‬
‫بينمــا هــو حيصــل علــى عائــد عملــه مبعــدل ‪ %52‬املتفــق عليــه كمــا حيصــل‬
‫أيضــا علــى ربــح علــى مالــه املشــارك بــه مــع البنــك‪.‬‬
‫وال يتميــز البنــك التقليــدي عنــد العميــل عن بنك املشــاركة إال بعد معدالت‬
‫ربــح عاليــة تتجــاوز األربــاح العاديــة‪ ،‬وهــذا ال يتحقــق إال بالنشــاط الســليب‬
‫الــذي يضــر باالقتصــاد الوطين (كالتهريــب واالحتكار‪.)...‬‬
‫لقــد خلــص حتليــل هــذا الباحــث إىل أنــه‪« :‬إذا أخذنــا الطريــق الصحيــح‬
‫فإنــه بــا شــك ســيكون أجــدى للعميــل أن يتعامــل مــع مصــرف يشــرك‬
‫معــه يف الربــح واخلســارة يف ظــل ظــروف نظيفــة عنــه مــع التعامــل مــع‬
‫مصــرف ربــوي»‪.‬‬
‫‪76‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫ا عــن ذلــك؛ فــإن املشــاركة ال تقتصــر بــن البنــك واملتعاملــن علــى‬
‫وفضـ ً‬
‫جمــرد املعامــات املاليــة فقــط‪« ،‬فاملشــاركة املاليــة يف حقيقتهــا ال تقتصــر‬
‫علــى حتمــل الربــح واخلســارة وإمنــا هــي مشــاركة يف اآلمــال واملقاصــد‬
‫ويف اهلمــوم واألفــراح أي أهنــا تقــارب وتعــاون‪ ...‬وذلــك بتمتــن الصــات‬
‫بــن الشــركاء»(‪.)1‬‬
‫ثالثاً‪ :‬أنشطـة بنـوك املشـاركة‬
‫تقــوم بنــوك املشــاركة مبجموعــة مــن األنشــطة املتكاملــة‪ ،‬نوجزهــا يف ثالثة‬
‫جمــاالت أساســية علــى النحــو التايل(‪:)2‬‬
‫‪1 .1‬جمموعة أنشطة اخلدمات‪:‬‬
‫تتضمــن تقديــم اخلدمــات املصرفيــة العامــة (فتــح احلســابات اجلاريــة‪)...‬‬
‫واالستشــارات اإلداريــة واملاليــة (دراســات اجلــدوى‪ )...‬مقابــل أجــر أو‬
‫عمولــة أو مكافــأة أو أتعــاب‪ ،‬إىل جانــب تقديــم خدمــات اجتماعيــة دون‬
‫مقابــل إســهاماً يف حتقيــق التنميــة االجتماعيــة‪.‬‬
‫‪2 .2‬جمموعة أنشطة التمويل واالستثمار‪:‬‬
‫تتضمــن متويــل خمتلــف املشــروعات االســتثمارية املباشــرة‪ ،‬واملشــروعات‬
‫االقتصاديــة الــي يكــون فيهــا البنــك طرفـاً شــريكاً وفقــا لصيــغ املضاربــة‬
‫واملشــاركة‪.‬‬
‫‪3 .3‬جمموعة أنشطة األعمال‪:‬‬
‫تتضمــن األعمــال التجاريــة والعقاريــة واخلدميــة واإلنتاجيــة الــي تدخــل‬
‫يف نطــاق اســتثمار األمــوال يف اجملــاالت املرحبــة‪ ،‬كمــا تقوم بنوك املشــاركة‬
‫(‪ )1‬محمد أيوب‪ ،‬مجلة االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬العدد ‪ ،196‬يوليو ‪ ،1997‬ص‪.31 :‬‬
‫(‪ )2‬جمال لعمارة‪« ،‬المصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.52-51 :‬‬
‫‪77‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫باملشــاريع الــي ال يُق ِبــل عليهــا رجــال األعمــال بســبب اخنفــاض عائدهــا؛‬
‫وذلــك ألمهيتهــا يف حتقيــق التنميــة االجتماعيــة‪.‬‬
‫يوضح الشكل التايل اإلطار العام ألنشطة بنوك املشاركة‪:‬‬
‫‪78‬‬
‫شكـل رقم (‪:)8‬اإلطــار الـعـام ألنـشـطـة بـنـوك الــمـشــاركــة‬
‫جمموعة أنشطة اخلدمات‬
‫جمموعة أنشطة التمويل واالستثمار‬
‫جمموعة أنشطة األعمال‬
‫خدمات االستشارات‬
‫اخلدمات املصرفية العامة وتقديم املعلومات‬
‫مثل‪:‬‬
‫مثل‪:‬‬
‫ فتح احلسابات اجلارية ‪ -‬القيام بدراسة‬‫اجلدوى االقتصادية‬
‫وقبول الودائع املختلفة‪.‬‬
‫للعمالء‪.‬‬
‫ تسهيل االعتمادات‬‫ تلقي االكتتابات‬‫املستندية‪.‬‬
‫ إصدار خطابات الضمان للشركات‬‫واملشروعات‬
‫والكفاالت‪.‬‬
‫االقتصادية‬
‫ حتصيل الشيكات‬‫ تقديم املعلومات‬‫واحلواالت واألوراق‬
‫عن املشروعات وعن‬
‫التجارية‪.‬‬
‫ عمليات الصرف األجنيب جماالت االستثمار‪.‬‬‫ تقديم االستشارات‬‫واملقاصة‪.‬‬
‫اإلدارية واملالية‪.‬‬
‫ تأجري اخلزائن‬‫ إدارة املمتلكات‬‫واملستودعات‪.‬‬
‫للعمالء‪.‬‬
‫مثل‪:‬‬
‫مثل‪:‬‬
‫مثل‪:‬‬
‫مثل‪:‬‬
‫مثل‪:‬‬
‫ استثمار األموال ‪ -‬التجارة الداخلية‪ - .‬إنشاء الوحدات‬‫ متويل أنشطة‬‫ تقديم القروض‬‫ التجارة اخلارجية‪ .‬السكنية‬‫وفقا لنظام‬
‫األعمال املختلفة‪.‬‬
‫احلسنة‪.‬‬
‫ شراء وبيع األوراق بقصد تأجريها أو‬‫ حتصيل وصرف ‪ -‬متويل املشروعات املضاربة‪.‬‬‫بيعها‪.‬‬
‫االقتصادية املختلفة‪ - .‬استثمار األموال املالية‪.‬‬
‫الزكاة‪.‬‬
‫ إنشاء املدن السكنية‬‫وفقا لنظام املشاركة‪ - .‬بيوع املراحبة‬
‫ ويعترب هذا‬‫ تقديم النصائح‬‫ استثمار األموال بصورها الشرعية‪ .‬وإدارهتا أو تأجريها‬‫النشاط الطرف‬
‫للعمالء‪.‬‬
‫للغري‪.‬‬
‫وفقا لنظام املسامهة‬
‫األول لنشاط‬
‫ نشر الوعي‬‫ إنشاء املدارس ودور‬‫املصريف القائم على االستثمار ومباشرة مع بنوك مشاركة‬
‫العلم وأماكن العبادة‪.‬‬
‫أخرى‪.‬‬
‫األعمال التجارية‬
‫نظام املشاركة يف‬
‫والعقارية اإلنتاجية ‪ -‬استثمار األموال‬
‫حتمل املخاطرة‪.‬‬
‫ املسامهة يف جمال حيث ميثل مصادر باملشاركة مع هيئات‪.‬‬‫نشر ثقافة املشاركة‪ .‬األموال‪.‬‬
‫* تقدم هذه اخلدمات مقابل أجر أو عمولة أو‬
‫أتعاب‬
‫أو إجارة ‪.‬‬
‫* يقصد حتقيق‬
‫التنمية االجتماعية‬
‫وحتقيق الربح‬
‫واإليراد احلالل‬
‫الطيب‪.‬‬
‫خدمات اجتماعية‬
‫* تقدم هذه‬
‫اخلدمات جمانا‪.‬‬
‫نشاط التمويل‬
‫نشاط االستثمار‬
‫األعمال التجارية‬
‫* يقصد الربح‬
‫* يقوم بنك املشاركة هبذه األنشطة‬
‫املختلفة بغرض استثمار األموال العاطلة احلالل الطيب من‬
‫واستغالل الطاقات على أساس املشاركة‪ .‬التجارة يف الطيبات‬
‫األعمال العقارية‬
‫األعمال اإلنتاجية‬
‫مثل‪:‬‬
‫ املسامهة يف إنشاء‬‫املصانع اهلامة للتنمية‬
‫االقتصادية‪.‬‬
‫* يقصد حتقيق‬
‫التنمية االجتماعية‬
‫والصناعية وال سيما‬
‫يف دول العامل الثالث‪.‬‬
‫املصــدر‪ :‬راجــع‪ - :‬مجــال لعمــارة‪« ،‬اســراتيجية التمويــل املصــريف للقطــاع الفالحــي يف اجلزائــر‪ :‬وجهــة نظــر إســامية»‪ ،‬رســالة ماجســتري غــر منشــورة‪ ،‬جامعــة ســطيف‪،‬‬
‫معهــد العلــوم االقتصاديــة‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬ص‪.92 :‬‬
‫‪ -‬يوسف شاوش‪« ،‬التسويق البنكي‪ :‬األنظمة واالسرتاتيجيات»‪ ،‬رسالة‬
‫‪79‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫المطلــب الثانــي‪ :‬تنظيــم بنــوك المشــاركة وأســاليب‬
‫رقابتهــا‪.‬‬
‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬التـنـظـيـم الـداخـلـي لـبـنـوك الـمـشـاركــة‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬أسـالـيـب الـرقـابـة فـي بـنـوك الـمـشـاركـة‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬أشـكـال رقابـة البنـوك املركزية على بنوك املشاركـة‪.‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬التنظيـم الداخلي لبنـوك املشـاركة‬
‫ختضــع بنــوك املشــاركة يف شــكلها القانونــي لنظــام شــركات املســامهة‬
‫الــذي يســمح للمدخريــن باملشــاركة يف تأســيس البنــوك‪ ،‬وكذلــك خيضــع‬
‫تنظيمهــا الداخلــي بصفــة عامــة لنظــام هــذه الشــركات(‪.)1‬‬
‫مــن املتفــق عليــه أن اهليــكل التنظيمــي ال بــد أن يعكــس األنشــطة الــي يتــم‬
‫ممارســتها‪ ،‬وبنــاءً عليــه يصبــح مــن املتوقــع أن خيتلــف التنظيــم الداخلــي‬
‫لبنــوك املشــاركة يف بعــض جوانبــه املتعلقــة باخلدمــات املصرفيــة كمــا هــو‬
‫موجــود يف البنــوك التقليديــة‪ ،‬كمــا أن بنــوك املشــاركة تتميــز بســعة نشــاط‬
‫االســتثمار وممارســة أنشــطة إضافيــة تتعلــق باخلدمــات االجتماعيــة‬
‫كتقديــم القــروض احلســنة وإدارة أمــوال الــزكاة‪.‬‬
‫يبــن املخطــط التــايل للتنظيــم الداخلــي املقــرح لبنــوك املشــاركة‪ ،‬بعــض‬
‫اخلصائــص املميــزة هلــذا التنظيــم ومــن ذلــك مــا يلــي(‪:)2‬‬
‫‪1 .1‬إدراج اجلمعيــة العامــة للمســامهني يف هيــكل البنــك مــع إمكانيــة‬
‫إشــراك املودعــن فيهــا‪ ،‬ويتــم اختيــار هيئــة الرقابــة الشــرعية ومراجــع‬
‫(‪ )1‬حسن بن منصور‪« ،‬البنوك اإلسالمية بني النظرية والتطبيق»‪ ،‬باتنة‪ ،‬ط‪ ،1992 ،1‬ص‪.41-38 :‬‬
‫(‪ )2‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.327-325 :‬‬
‫‪80‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫احلســابات اخلارجــي‪.‬‬
‫‪2 .2‬يتطلــب نشــاط بنــوك املشــاركة شــكال مــن أشــكال الرقابــة الشــرعية‬
‫ملراقبــة شــرعية كل املعامــات الــي يقــوم هبــا البنــك‪ ،‬وهــي هيئــة تنفــرد هبا‬
‫بنــوك املشــاركة دون غريهــا مــن البنــوك األخــرى‪ ،‬وتكــون تابعــة للجمعيــة‬
‫العامــة و ذلــك لضمــان قــدر كاف مــن املوضوعيــة واحليــاد واالســتقالل‪.‬‬
‫‪3 .3‬ميثــل نشــاط االســتثمار إحــدى املميــزات الرئيســة لبنــوك املشــاركة‬
‫فهــو يأخــذ حيــزاً كبــراً مــن تنظيــم البنــك‪ ،‬ومــن املمكــن أن يرتبــط بعمليــة‬
‫مجــع الودائــع واستكشــاف الفــرص االســتثمارية‪.‬‬
‫‪4 .4‬ختصيــص البنــك لدائــرة خاصــة بأنشــطته املتعلقــة باخلدمــات‬
‫االجتماعيــة (التربعــات والقــروض احلســنة‪ ،‬صنــدوق الــزكاة والصناديــق‬
‫اخلرييــة والتعاونيــة)‪.‬‬
‫‪81‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫شــكـل رقم (‪:)9‬اهلـيـكـل التـنـظـيـمـي املقرتح لبـنـوك املـشــاركـة‪.‬‬
‫املراقب املايل‬
‫اجلمعية العامة‬
‫هيئة الرقابة الشرعية‬
‫جملس اإلدارة‬
‫الرقابة الداخلية‬
‫املدير العام‬
‫إدارة اخلدمات‬
‫املصرفية واالجتماعية‬
‫دائرة اخلدمات‬
‫املصرفية‬
‫دائرة اخلدمات‬
‫االجتماعية‬
‫ احلسابات اجلارية‬‫ اخلزينة‬‫‪ -‬االعتمادات املستندية‬
‫ القرض احلسن‬‫ الزكاة‬‫ التربعات‬‫ الصناديق التعاونية‬‫واخلريية‬
‫دائرة‬
‫حبوث االستثمار‬
‫الشؤون‬
‫إدارة‬
‫املدير العام‬
‫املالية واإلدارية‬
‫إدارة الودائع‬
‫واالستثمار‬
‫دائرة املالية‬
‫واحملاسبة‬
‫دائرة الودائع‬
‫ودائع التوفري‬
‫ودائع االستثمار‬
‫املصدر‪ :‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.326 :‬‬
‫‪82‬‬
‫دائرة‬
‫اإلحصاء‬
‫دائرة الشؤون‬
‫اإلدارية‬
‫دائرة الودائع‬
‫قسم املسامهات‬
‫االستثمار املباشر‬
‫املشاركات واملضاربات‬
‫واملراحبات‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫ثانياً‪ :‬أساليب الرقابة يف بنوك املشاركة‬
‫لقــد تعــارف خــراء املــال واالقتصــاد علــى أن املؤسســات املاليــة بصفــة‬
‫عامــة حتتــاج إىل أنــواع عديــدة مــن الرقابــة هبــدف محايــة أمــوال‬
‫املســامهني واملودعــن واملســتثمرين‪ ،‬وقــد نشــأ عــن اخلصائــص املميــزة‬
‫لبنــوك املشــاركة صــوراً جديــدة للرقابــة ال حمـ ّل هلــا يف البنــوك التقليديــة؛‬
‫فالرقابــة علــى النشــاط املصــريف لبنــوك املشــاركة هــي رقابــة متكاملــة(‪،)1‬‬
‫مــن رقابــة داخليــة وخارجيــة‪ ،‬ورقابــة مصرفيــة وإشــرافية‪ ،‬ورقابة شــرعية‬
‫وذاتيــة‪ ،‬إىل جانــب احتمــال وجــود رقابــة للمودعــن(‪.)2‬‬
‫نستعرض بإجياز تلك األنواع من الرقابة فيما يلي‪:‬‬
‫‪1 .1‬الرقابــة الذاتيــة‪ :‬هــي مراقبــة العامــل بالبنــك النابعــة مــن ضمــره‬
‫وتُعتــر «أهــم أنــواع الرقابــة‪ ،‬وأكثرهــا حيويــة‪ ،‬وأكثرهــا ضــرورة‪ ،‬فاإلنســان‬
‫املُراقِــب لذاتــه هــو الــذي تكــون لــه وقايــة ضــد االحنــراف‪ ،‬وهــو الــذي‬
‫تكــون لديــه املبــادرة لتصحيحــه وملقاومــة أي فســاد يظهــر يف معامــات‬
‫البنــك»(‪.)3‬‬
‫‪2 .2‬الرقابــة الشــرعية‪ :‬تقــوم هبــذه الرقابــة هيئــة تشــكلها اجلمعيــة العامــة‬
‫للمســامهني مكونــة مــن العلمــاء املختصــن يف فقــه املعامــات إىل جانــب‬
‫اخلــرات املصرفيــة واالقتصاديــة والقانونيــة؛ وتعــي «التحقــق مــن تنفيــذ‬
‫الفتــاوى الصــادرة عــن جهــة االختصــاص‪ ،‬وإجيــاد البدائــل والصيــغ‬
‫املشــروعة أليــة أعمــال ختالــف األحــكام الشــرعية‪ ،‬ويف ســبيل حتقيــق‬
‫هــذا اهلــدف تقــوم الرقابــة الشــرعية جبمــع البيانــات واملعلومــات وفحصها‬
‫(‪ )1‬حمسن أمحد اخلضريي‪« ،‬البنوك اإلسالمية»‪ ،‬دار احلرية‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪ ،1990 ،1‬ص‪.295 :‬‬
‫(‪ )2‬مل تأخذ هبا بنوك املشاركة بعد‪.‬‬
‫(‪ )3‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.300 :‬‬
‫‪83‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫وحتليلهــا بغــرض التأكــد مــن صحــة التنفيــذ وتوجيــه النصــح واإلرشــاد‬
‫واملســامهة يف التطويــر»(‪.)1‬‬
‫‪3 .3‬رقابــة املودعــن‪ :‬تعتــر هــذه الفكــرة جديــدة علــى التفكــر املصــريف‪،‬‬
‫وقــد تبــدو أمهيــة وجــود هــذا النــوع مــن الرقابــة نتيجــة للعوامــل التاليــة(‪:)2‬‬
‫ ‪-‬إن ودائــع البنــوك التقليديــة مضمونــة مــع عائداهتــا‪ ،‬بينمــا يتوقــف‬
‫عائــد املودعــن يف بنــوك املشــاركة علــى كفــاءة اإلدارة ونوعيــة‬
‫االســتثمارات واإلجــراءات احملاســبية املتبعــة‪.‬‬
‫ ‪-‬يتأكد هذا احلق كلما زادت نسبة إمجايل الودائع إىل رأس املال‪.‬‬
‫ ‪-‬مــن دون رقابــة املودعــن يكــون مــن الصعــب إقناعهــم مبــررات‬
‫اخلســارة الــي تعرضــوا هلــا‪.‬‬
‫‪4 .4‬الرقابــة املصرفيــة‪ :‬ختضــع بنــوك املشــاركة لرقابــة البنــك املركــزي‬
‫وتلتــزم بالقواعــد والقــرارات الصــادرة عنــه؛ ألهنــا متثــل إحــدى مكونــات‬
‫اجلهــاز املصــريف يف الدولــة‪ ،‬وهــي رقابــة ضروريــة حفاظ ـاً علــى أمــوال‬
‫املســامهني واملودعــن واملســتثمرين فضـاً عــن محايــة االقتصــاد الوطــي‪.‬‬
‫‪5 .5‬الرقابــة الداخليــة‪ :‬يُقصــد هبــا «اخلطــة التنظيميــة ومجيــع الطــرق‬
‫والوســائل الــي يتــم تبنيهــا بواســطة منشــأة األعمــال وذلــك حلمايــة‬
‫أصوهلــا‪ ،‬وتوفــر الدقــة والثقــة يف البيانــات احملاســبية وتشــجيع الكفــاءة‬
‫اإلنتاجيــة وااللتــزام بالسياســات اإلداريــة»(‪ )3‬لبنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫(‪ )1‬حممــد عبــد احلكيــم زعــر‪« ،‬العالقــة بــن الرقـــابة الشــــرعية والرقابــة املاليــة يف املؤسســات اإلســامية»‪ ،‬جملــة‬
‫االقتصــاد اإلســامي‪ ،‬العــدد ‪ ،182‬مايــو ‪/‬يونيــو ‪ ،1996‬ص‪.43 :‬‬
‫(‪ )2‬راجــع‪:‬‬
‫ حممــد ســويلم‪« ،‬إدارة املصــارف التقليديــة واملصــارف اإلســامية‪ :‬مدخــل مقــارن»‪ ،‬دار الطباعــة احلديثــة‪ ،‬القاهــرة‪،‬‬‫‪ ،1988‬ص‪.475-471 :‬‬
‫ منــر إبراهيــم هنــدي‪« ،‬شــبهة الربــا يف معامــات البنــوك التقليديــة واإلســامية‪ :‬دراســة اقتصاديــة وشــرعية»‪ ،‬املكتــب‬‫العربــي احلديــث‪ ،‬اإلســكندرية‪ ،2000 ،‬ص‪.81-80 :‬‬
‫(‪ )3‬حممــد فــداء الديــن عبــد املعطــي هبجــت‪« ،‬حنــو معايــر للرقابــة الشــرعية يف البنــوك اإلســامية»‪ ،‬جملــة حبــوث‬
‫االقتصــاد اإلســامي‪ ،‬اجلمعيــة الدوليــة لالقتصــاد اإلســامي‪ ،‬اجمللــد ‪ ،3‬العــدد ‪ ،1994 ،2‬ص‪.25 :‬‬
‫‪84‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‪6 .6‬الرقابــة اخلارجيــة‪ :‬تقــوم اجلمعيــة العامــة للمســامهني يف البنــك‬
‫باختيــار مراجــع خارجــي للحســابات ليقــوم بفحــص مســتندات ودفاتــر‬
‫البنــك ومعاينــة أصولــه وخصومــه‪ ،‬ويتأكــد مــن أن احلســابات اخلتاميــة‬
‫وامليزانيــة صحيحــة‪ ،‬ثــم يقــدم تقريــره إىل اجلمعيــة العامــة الــي تقــوم‬
‫مبحاســبة جملــس إدارة البنــك عــن األخطــاء أو القصــور الــذي أوضحــه‬
‫التقريــر‪.‬‬
‫واجلــدول التــايل يوضــح أنــواع وجمــاالت الرقابــة اخلاصــة يف بنــوك‬
‫املشــاركة‪:‬‬
‫جـــدول رقم (‪ :)9‬أنـــواع وجمـــاالت الرقابـــة فـــي ظل خصوصيـــة بنـــوك‬
‫‪.‬‬
‫املشـاركة‬
‫أنواع الرقابة‬
‫جمـاالت الرقابـة‬
‫الرقابة‬
‫الذاتية‬
‫ حسن اختيار العاملني بالبنك (توفر مقومات شخصية وأخالقية)‪.‬‬‫ تعميق فكر وتثقيف العاملني بالبنك (دورات علمية وتدريبية)‪.‬‬‫‪ -‬متابعة سلوك وتصرفات العاملني بالبنك (الشخصية والعقائدية والوظيفية)‪.‬‬
‫أنواع الرقابة اجلديدة وجماالهتا‬
‫ رقابة عالجية‪ :‬مراجعة وتعديل املعامالت املصرفية والتأكد من توافقها مع‬‫األحكام الشرعية‪.‬‬
‫ رقابة وقائية‪ :‬رقابة سابقة أو مانعة من الوقوع يف األخطاء قبل تنفيذ‬‫العمليات املستجدة‪.‬‬
‫الرقابة‬
‫الشرعية ‪ -‬رقابة توجيهية‪ :‬تقديم التوصيات والتوجيهات واآلراء إلدارة البنك ألي خطأ‬
‫أو جتاوز يف التطبيق‪.‬‬
‫ رقابة ابتكارية‪ :‬االجتهاد لتطوير وتنويع األدوات واخلدمات املصرفية مبا‬‫يتفق مع طبيعة البنك‪.‬‬
‫ اإلفصاح املايل‪ :‬اإلعالم الواضح بتفاصيل أعمال البنك ‪ +‬إصدار القوائم‬‫املالية السنوية والدورية‪.‬‬
‫ اشــراك املودعــن يف اجلمعيــات العامــة عــن طريــق هيئــة متثلهــم (املشــاركة يف‬‫رقابة املودعني القــرارات الــي متــس مصاحلهــم)‪.‬‬
‫ يكــون للمودعــن احلــق يف تعيــن مراجــع حســابات خــاص هبــم (التأكــد مــن‬‫ســامة العمليــات واإلجــراءات احملاســبية)‪.‬‬
‫‪ -‬إنشاء مؤسسات لضمان الودائع (التأمني على الودائع)‪.‬‬
‫‪85‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫الرقابة‬
‫املصرفية‬
‫أنواع الرقابة التقليدية وجماالهتا‬
‫الرقابة‬
‫الداخلية‬
‫الرقابة‬
‫اخلارجية‬
‫ املتابعــة امليدانيــة‪ :‬بالتفتيــش الفجائــي والــدوري للبنــوك واإلطــاع علــى‬‫دفاترهــا ومســتنداهتا؛ للتأكــد مــن ســامتها وعــدم خمالفتهــا للوائــح والقــرارات‬
‫والقوانــن أو للسياســة االئتمانيــة املتبعــة‪.‬‬
‫ رقابــة مكتبيــة إحصائيــة‪ :‬تقــوم علــى تلقــي البيانــات والتقاريــر اإلحصائيــة‬‫املختلفــة‪ ،‬وفقــا لنمــاذج معيّنــة متفــق عليهــا‪ ،‬فضــا عــن التقاريــر املختلفــة الــي‬
‫يطلبهــا البنــك بشــكل غــر دوري‪.‬‬
‫ رقابة إدارية ‪ +‬رقابة حماسبية ‪ +‬رقابة اقتصادية‪.‬‬‫ احملافظة على أموال البنك ومنع تسرهبا وضياعها‪.‬‬‫ توفري الدقة يف البيانات احملاسبية اليت يتم االعتماد عليها الختاذ القرارات‪.‬‬‫ الكشف عن القصور ومعاجلة االحنرافات عن اخلطط والنظم املوضوعة‪.‬‬‫ التأكد من االلتزام بالسياسات اإلدارية املعتمدة‪.‬‬‫ التأكــد مــن ســامة املعامــات والتصرفــات للبنــك عــن طريــق فحــص مســتنداته‬‫وســجالته ودفاتره‪.‬‬
‫ التحقــق مــن صحــة تقييــم أصــول وخصــوم البنــك مبــا يتــاءم مــع القواعــد‬‫احملاســبية والفنيــة املتعــارف عليهــا‪.‬‬
‫ التأكد من تطبيق القوانني واللوائح واألنظمة املعمول هبا يف البنك‪.‬‬‫ إبــداء الــرأي الفــي احملايــد عمــا إذا كانــت احلســابات اخلتاميــة تعــر عــن نشــاط‬‫البنــك؛ وأن امليزانيــة تعــر عــن املركــز املــايل لــه‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬راجع ‪ - :‬حمسن أمحد اخلضريي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪. 314 ، 310، 298 :‬‬
‫ يوســف كمــال حممــد‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪ -.186 ،180 :‬حممــد عبــد احلكيــم زعــر‪ ،‬مرجــع‬‫ســابق‪ ،‬ص‪.47 :‬‬
‫ثالثاً‪ :‬أشكال رقابـة البنـوك املركزية على بنوك املشاركة‬
‫‪1 .1‬أشكال عالقة بنوك املشاركة بالبنك املركزي‪:‬‬
‫تبــدأ عالقــة بنــوك املشــاركة بالبنــوك املركزيــة منــذ بــدء الرتخيــص هلــا‬
‫مبمارســة العمــل املصــريف ومتتــد طيلــة نشــاطها‪ ،‬ولقــد ظهــرت يف واقــع‬
‫العمــل املصــريف ثالثــة منــاذج مــن العالقــات مــع البنــوك املركزيــة وهــي(‪:)1‬‬
‫‪ -1.1‬النموذج األول‪:‬‬
‫يتمثــل هــذا النمــوذج يف الــدول الــي قامــت بتحويــل بنوكهــا بالكامــل إىل‬
‫(‪ )1‬راجع‪ :‬حممد عثمان شبري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.370-369 :‬‬
‫‪86‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫بنــوك مشــاركة مبــا فيهــا البنــوك املركزيــة ذاهتــا‪ ،‬وتقــوم العالقــة هنــا‬
‫علــى التكامــل ألنــه ال يوجــد تعــارض يف الغايــات والسياســات بــن البنــوك‬
‫املركزيــة وبنــوك املشــاركة‪ ،‬ومثــال ذلــك مــا حصــل يف باكســتان وإيــران‬
‫والســودان‪.‬‬
‫‪ -2.1‬النموذج الثاني‪:‬‬
‫يتمثــل هــذا النمــوذج يف الــدول الــي أصــدرت قوانــن خاصــة لتنظيــم بنوك‬
‫املشــاركة بعيــداً عــن القوانــن املنظمــة للبنــوك التقليديــة؛ وهلــذا فقــد مت‬
‫ضبــط العالقــة بــن البنــوك املركزيــة وبنــوك املشــاركة دون مشــاكل‪ ،‬حيــث‬
‫يســر العمــل بصــورة ســليمة وفقـاً ألحــكام القانــون ومــع مراعــاة الطبيعــة‬
‫اخلاصــة واملتميــزة لبنــوك املشــاركة‪ ،‬ومــن الــدول الــي صــدرت فيهــا تلــك‬
‫القوانــن تركيــا وماليزيــا واإلمــارات العربيــة املتحــدة‪.‬‬
‫‪ -3.1‬النموذج الثالث‪:‬‬
‫يتمثــل هــذا النمــوذج يف الــدول الــي أنشــأت بنــوك مشــاركة بقوانــن‬
‫اســتثنائية تقتصــر علــى جمــرد اإلذن بالتأســيس‪ ،‬ولكنهــا بقيــت تعمــل‬
‫جبانــب البنــوك التقليديــة يف النظــام املصــريف الــذي يقــوم علــى أســاس‬
‫الفائــدة‪ ،‬وحتكمهــا نفــس القوانــن والتعليمــات واألنظمــة الــي حتكــم‬
‫البنــوك التقليديــة دون أن تأخــذ بعــن االعتبــار طبيعتهــا املتميــزة‪ ،‬ومثــال‬
‫ذلــك مــا هــو مطبــق يف اجلزائــر ومصــر واألردن والبحريــن‪...‬‬
‫ويف ظــل هــذه األوضــاع القانونيــة غــر املالئمــة فــإن بنــوك املشــاركة تواجــه‬
‫صعوبــات تعرقــل نشــاطها وتطورهــا؛ الســيما يف عالقتهــا مــع البنــك‬
‫املركــزي مــن خــال رقابتــه عليهــا وتعاملــه معهــا‪.‬‬
‫الشكل التايل يوضح أشكال العالقات مع البنوك املركزية‪:‬‬
‫‪87‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫شـكـل رقم (‪ :)10‬أشكال العالقات بني بنوك املشاركة والبنوك املركزية‪.‬‬
‫عالقة بنوك املشاركة بالبنوك املركزية‬
‫عالقة متكاملة‬
‫ نــظــام الـمـشـاركــة‪.‬‬‫ التالؤم مع نشاط بنوك‬‫املشاركة‪.‬‬
‫ باكستان ‪ +‬إيران ‪+‬‬‫السودان‪.‬‬
‫عالقة خاصة‬
‫عالقة استثنائية‬
‫ نــظــام ثــنــائــي‪.‬‬‫ مراعاة طبيعة بنوك‬‫املشاركة‪.‬‬
‫ تركيا‪ +‬ماليزيا ‪+‬‬‫اإلمارات‪.‬ع‪.‬املتحدة‪.‬‬
‫ نــظــام الـفــائــدة‪.‬‬‫ معاملة بنوك املشاركة‬‫كالتقليدية‬
‫– اجلزائر ‪ +‬مصر ‪+‬‬
‫البحرين ‪...+‬‬
‫‪2 .2‬حتديد عالقة بنوك املشاركة بالبنك املركزي‪:‬‬
‫يــرى بعــض الباحثــن أنــه يتعــن حتديــد أهــم مســات بنــوك املشــاركة‪ ،‬واليت‬
‫يف ضوئهــا يتطلــب مــن البنــك املركــزي اتبــاع سياســة رقابيــة خمتلفــة عــن‬
‫رقابتــه للبنــوك التقليديــة‪ ،‬لالختــاف يف املذهبية واســتخدامات وتوظيف‬
‫مصــادر األمــوال‪ ،‬وهــذه الســمات هي(‪:)1‬‬
‫‪1-1‬أهنــا بنــوك متعــددة الوظائــف‪ ،‬فهــي تــؤدي دور البنــوك التجاريــة‬
‫وبنــوك األعمــال‪ ،‬وبنــوك االســتثمار وبنــوك التنميــة‪ ،‬وال يقتصــر‬
‫عملهــا علــى األجــل القصــر كالبنــوك التجاريــة وال علــى األجــل‬
‫املتوســط والطويــل كالبنــوك غــر التجاريــة‪.‬‬
‫‪ 2-2‬بنــوك ال تتعامــل يف االئتمــان فهــي ليســت مقرضــة أو مقرتضــة وال‬
‫تتعامــل بالفوائــد أخـ ًذا أو إعطــاءً‪ ،‬وإمنــا تُقـدِّم التمويــل علــى أســاس‬
‫حتمــل املخاطــر واملشــاركة يف النتائــج رحبــا أو خســارة‪.‬‬
‫(‪ )1‬مســر مصطفــى متــويل‪« ،‬هيــكل مصــادر األمــوال واســتخداماهتا بالبنــوك اإلســامية واملؤسســات املاليــة اإلســامية‬
‫مــن واقــع امليزانيــة اجملمعــة»‪ ،‬حبــوث خمتــارة مــن املؤمتــر العــام األول للبنــوك اإلســامية املنعقــد باســتانبول (تركيــا) يف‬
‫الفــرة ‪ 21/18‬أكتوبــر ‪ ،1986‬االحتــاد الــدويل للبنــوك اإلســامية‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ط‪ ،1987 ،1‬ص‪.59 :‬‬
‫‪88‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‪3-3‬بنــوك تربطهــا بعمالئهــا املودعــن واملســتثمرين عالقــة مشــاركة‬
‫ومتاجــرة‪ ،‬وليــس عالقــة دائنيــة ومديونيــة كاحلــال يف البنــوك‬
‫التقليديــة‪.‬‬
‫‪4-4‬بنــوك ال تقــدم األمــوال بصورهتــا النقديــة إىل الغــر كالوضــع يف‬
‫البنــوك التقليديــة‪ ،‬وإمنــا تتعامــل بســلع وعمليــات متاجــرة‪ ،‬أي أهنــا‬
‫تُق ـدِّم متويــا عينيــا‪ ،‬فهــي ال تتاجــر يف الديــون‪.‬‬
‫‪5-5‬ويف ضــوء مــا ســبق‪ ،‬فإنــه ال بــد أن خيتلــف النمــط الرقابــي علــى‬
‫بنــوك املشــاركة‪ ،‬حيــث ينبغــي أن يُنظــر إليهــا علــى أهنــا مؤسســات‬
‫مصرفيــة متميــزة ضمــن اجلهــاز املصــريف التقليــدي؛ وعلــى البنــك‬
‫املركــزي أن يراعــي خصوصيتهــا يف جمــال عالقتــه معهــا‪.‬‬
‫تتفــاوت عالقــة بنــوك املشــاركة بالبنــك املركــزي مــن دولــة إىل أخــرى‪،‬‬
‫وتتحــدد هــذه العالقــة حســب النظــام املصــريف املطبــق كمــا يوضحــه‬
‫اجلــدول التــايل‪:‬‬
‫‪89‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫جدول رقم (‪ :)10‬حتديد عالقة بنوك املشاركة بالبنك املركزي يف ظل األنظمة املصرفية املختلفة‬
‫حتديد العالقة يف ظل نظام املشاركة‬
‫أدوات الرقابة‬
‫ تتقيــد بنــوك املشــاركة بتوجيهــات البنــك‬‫املركــزي يف جمــال االســتثمار‪ ،‬فالبنــك املركــزي‬
‫االحتياطي ميكنــه أن يضــع خطــة لالســتثمار مبنيــة علــى‬
‫النقدي مقاصــد الشــريعة الــي تراعــي األولويــات‬
‫والسقوف االقتصاديــة‪ ،‬وهبــذا ميكــن أن ينتقــل دور البنــك‬
‫االئتمانية‪ :‬املركــزي مــن جمــرد التوجيــه والتحكــم يف عــرض‬
‫النقــود إىل توجيــه االســتثمار للصناعــة والتنميــة‬
‫االقتصاديــة‪.‬‬
‫حتديد العالقة يف ظل النظام الثنائي‬
‫ صنفــت بعــض البنــوك املركزيــة بنــوك املشــاركة‬‫علــى أهنــا بنــوك اســتثمار وبنــوك أعمــال إلعفائهــا‬
‫مــن بعــض أدوات السياســة النقديــة واالئتمانيــة‬
‫كنســبة االحتياطــي النقــدي والســقوف االئتمانيــة‪.‬‬
‫ بــادرت بعــض البنــوك املركزيــة بوضــع حــد أقــل‬‫لنســب الســيولة يف بنــوك املشــاركة إلتاحــة الفرصــة‬
‫أمامهــا يف جمــاالت التوظيــف واالســتثمار‪.‬‬
‫ تُــودِع بنــوك املشــاركة نســبة مــن أمواهلــا يف‬‫البنــك املركــزي علــى ســبيل القــرض احلســن‪،‬‬
‫أوعلــى أســاس املشــاركة يف الربــح واخلســارة‪،‬‬
‫امللجأ األخري وميكــن أن يعطــي البنــك املركــزي لبنوك املشــاركة‬
‫للسيولة‪ :‬املــال الــذي حتتــاج إليــه يف متويــل مشــاريعها إمــا‬
‫علــى أســاس القــرض احلســن‪ ،‬أو علــى أســاس‬
‫املشــاركة يف الربــح واخلســارة‪.‬‬
‫ تقــوم بعــض البنــوك املركزيــة بتقديــم تســهيالت‬‫عامــة علــى شــكل ( ودائــع املضاربــة) لبنــوك املشــاركة‬
‫الــي تتعــرض ملشــكلة الســيولة مقابــل معــدل ربــح عــن‬
‫تلــك الودائــع‪.‬‬
‫ملكية‬
‫األصول‬
‫الثابتة‬
‫واملنقولة‪:‬‬
‫حتديد العالقة يف ظل نظام الفائدة‬
‫ يطبــق البنــك املركــزي نســبة االحتياطــي النقــدي‬‫علــى ودائــع املشــاركة‪ ،‬وهــذا يعــي عــدم اســتثمار‬
‫أمــوال املودعــن واخنفــاض العائــد املــوزع‪ ،‬وهــي‬
‫ختتلــف عــن الودائــع يف البنــوك التقليديــة مــن حيــث‬
‫عــدم ضماهنــا وخضوعهــا للربــح واخلســارة‪.‬‬
‫ حتديــد ســقف إمجــايل االئتمــان الــذي مينحــه‬‫البنــك لعمالئــه رغــم أن التمويــل الــذي تقدمــه بنــوك‬
‫املشــاركة هــو علــى أســاس االســتثمار وليــس القرض‪.‬‬
‫ يقــوم البنــك املركــزي بــدور امل ُ ْقـ ِرض األخــر للبنوك‬‫عندمــا حتتــاج إىل ســيولة وذلــك مقابــل فائــدة‪،‬‬
‫وواضــح أن بنــوك املشــاركة ال ميكنهــا االســتفادة‬
‫مبثــل هــذا األســلوب ممــا جيعلهــا يف وضــع حســاس‬
‫بالنســبة للســيولة‪.‬‬
‫ يُســمح لبنــوك املشــاركة بتملــك األصــول الثابتة ‪ -‬تســمح بعــض البنــوك املركزيــة لبنــوك املشــاركة ‪ -‬يضــع البنــك املركــزي قيــودا علــى متلــك البنــوك‬‫واملنقولــة وذلــك الســتخدامها يف العمليــات حبيــازة البضائــع واملعــدات والعقــارات أحيانــا ألصــول ثابتــة أو منقولــة مــا عــدا مــا حيتــاج إليــه‬
‫ومتلكهــا بغــرض إعــادة البيــع‪ ،‬وهــذه العمليــات نشــاطها مــن العقــار واملنقول املخصــص إلدارة أعمال‬
‫االســتثمارية أو إلعــادة بيعهــا‪.‬‬
‫البنــك‪ ،‬وهــذا يعــي إعاقــة النشــاط االســتثماري‬
‫ممنوعــة بالنســبة للبنــوك التقليديــة‪.‬‬
‫لبنــوك املشــاركة الــي تقــوم بعمليــات املشــاركة‬
‫واملضاربــة واملراحبــة‪...‬‬
‫‪91‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫التفتيــش‪:‬‬
‫إعانة ‪/‬‬
‫إعاقة‪:‬‬
‫ تتقيــد بنــوك املشــاركة بالتعليمــات الصــادرة‬‫مــن البنــك املركــزي وختضــع إلشــرافه وتفتيشــه‪.‬‬
‫ ميكــن للبنــك املركــزي أن يقــوم بــدور املكتــب‬‫الفــي لتقييــم فــرص االســتثمار املختلفــة‬
‫وطرحهــا بــن بنــوك املشــاركة‪ ،‬وحتديــد معــدل‬
‫الربــح يف كل فرصــة اســتثمارية‪.‬‬
‫ خصصــت بعــض البنــوك املركزيــة قِسْــماً‬‫خاصا(مُدَرِّبــاً)‪ ،‬يــدرب القائمــن عليــه يف دورات‬
‫تدريبيــة مكثفــة علــى أعمــال بنــوك املشــاركة‬
‫لإلشــراف والرقابــة عليهــا‪.‬‬
‫ ال تتدخــل بعــض البنــوك املركزيــة يف حتديــد‬‫العوائــد املوزعــة علــى أصحــاب الودائــع يف بنــوك‬
‫املشــاركة ألهنا حمصلة نشــاط التوظيف واالســتثمار‪،‬‬
‫وال تتدخــل يف حتديــد هامــش الربــح يف عمليــات‬
‫املراحبــة ونســبة توزيــع الربــح يف عمليــات املضاربــة‬
‫واملشــاركة‪.‬‬
‫ يقــوم البنــك املركــزي بالتفتيــش علــى بنــوك‬‫املشــاركة عــن طريــق زيــارات ميدانيــة هلــا‪ ،‬واألمــر‬
‫يتطلــب معرفــة أوجــه االتفــاق واالختــاف بــن‬
‫طبيعــة عمــل كل مــن بنــوك املشــاركة وغريهــا‪.‬‬
‫ يُلــزم البنــك املركــزي بنــوك املشــاركة بإرســال‬‫بياناهتــا وحســاباهتا ومراكزهــا املاليــة وفقــا لنمــاذج‬
‫واســتمارات أُعــدت خصيصــا لبيانــات وأرقــام وبنــود‬
‫خاصــة ببنــوك تقليديــة‪ ،‬وهــذا ميثــل عائقــا أمــام‬
‫بنــوك املشــاركة ويــؤدي إىل ازدواجيــة العمــل داخلهــا‪.‬‬
‫املصــدر‪ :‬راجــع ‪ :‬أمحــد أمــن حســان‪« ،‬عالقــة البنــوك املركزيــة بالبنــوك اإلســامية»‪ ،‬جملــة االقتصــاد اإلســامي‪ ،‬العــدد ‪ ،109‬يوليــو ‪ ،1990‬ص‬
‫‪ 40-30 :‬؛ حممــد عثمــان شــبري‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪375-371 :‬؛ حممــد صــاحل احلنــاوي والســيدة عبــد الفتــاح عبــد الســام‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪392-388‬؛ حممــد عبــد املنعــم أبــو زيــد‪« ،‬الــدور االقتصــادي للمصــارف اإلســامية بــن النظريـــــة والتطبيــق «‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪88-84 :‬؛ حســن‬
‫بــن منصــور‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪.46-43 :‬‬
‫‪91‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫المطلــب الثالــث‪ :‬العالقــة بيــن بنــوك المشــاركة والبنــوك‬
‫التقليديــة‪.‬‬
‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬دور الوساطة املاليـة وطبيعة العالقة بني بنك املشاركة وعمالئه‪.‬‬
‫ثانيــاً‪ :‬أوجــــه االتفــاق واالختــاف بــن بنــوك املشــاركة والبنــوك‬
‫التقليديــة‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬عالقــة بنوك املشاركــة مع بعضها ومع البنوك التقليديــة‪.‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬دور الوساطة املاليـة وطبيعة العالقة بني بنك املشاركة وعمالئه‬
‫‪1 .1‬طبيعــة الوســاطة املاليـــة الــي تقــوم هبــا بنــوك املشــاركة والبنــوك‬
‫التقليديــة‪:‬‬
‫تقــوم البنــوك بــدور الوســاطة بــن املدخريــن واملســتخدمني للمــوارد املالية‪،‬‬
‫وخبــاف طبيعــة الوســاطة املاليــة التقليديــة الــي تقــوم علــى أســاس‬
‫الفائــدة‪ ،‬فإهنــا يف البنــوك القائمــة علــى أســاس املشــاركة تقــوم علــى مبــدأ‬
‫«امل َ ْغنَــم بامل َ ْغ ـرَم» يف تعبئتهــا للمدخــرات وتوجيههــا حنــو االســتثمار(‪.)1‬‬
‫ويشــر أحــد الباحثــن إىل أن وظيفــة بنــك املشــاركة ال ختتلــف عــن وظيفــة‬
‫البنــك التقليــدي‪ ،‬فكالمهــا يضطلــع مبَهمــة الوســاطة بــن املدخريــن‬
‫(املودعــن) وبــن أولئــك الذيــن هــم يف حاجــة إىل أمــوال الســتثمارها‪،‬‬
‫أمــا االختــاف بينهمــا فيكمــن يف أدوات اســتثمار تلــك املــوارد‪ ،‬فالبنــوك‬
‫التقليديــة تتعامــل علــى أســاس الفوائــد أخــذاً وإعطــاءً‪ ،‬بينمــا ال تتعامــل‬
‫(‪ )1‬راجــع‪ :‬حممــد بوجــال‪« ،‬الوســاطة املاليــة يف اإلســام»‪ ،‬ملتقــى البنــوك اإلســامية‪ :‬الواقــع واآلفــاق‪ ،‬جامعــة قســنطينة‬
‫‪ ،1990‬ص‪.5-2 :‬‬
‫‪92‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫بنــوك املشــاركة بذلــك؛ حيــث تتجــه مدخــرات بعــض املســتهلكني (الذيــن‬
‫ال يرغبــون يف إنفــاق كل إيراداهتــم) إمــا إىل البنــوك التقليديــة أو إىل‬
‫بنــوك املشــاركة الســتثمارها؛ ففــي حالــة املدخــرات الــي تصــل إىل البنــوك‬
‫التقليديــة‪ ،‬فإنــه يعــاد ضخهــا يف الوحــدات اإلنتاجيــة مــن خــال تقديــم‬
‫القــروض الالزمــة لتغطيــة احتياجاهتــا االســتثمارية‪ ،‬أمــا يف حالــة بنــوك‬
‫املشــاركة فــإن ضــخ املدخــرات يتــم مــن خــال أدوات أخــرى هــي‪ :‬املشــاركة‬
‫واملضاربــة واملراحبــة‪.)1(...‬‬
‫ويوضح الشكل التايل دور الوساطة الذي تقوم به البنوك‪:‬‬
‫شـكـل رقم (‪ :)11‬دور الوساطـة الذي متارسـه البنـوك التقليديـة وبنـوك‬
‫املشـاركة‪.‬‬
‫ربة‬
‫ضا‬
‫ركة م حبة‬
‫مشا مرا‬
‫ض‬
‫إ‬
‫الوحدات اإلنتاجية‬
‫خار‬
‫قرا‬
‫ـقـود الد‬
‫ن ةل‬
‫جـهـ‬
‫م ـو‬
‫بـنـوك مـشـاركـة‬
‫وبـنوك تقـلـيـدية‬
‫نقود موجهة لالستهالك‬
‫الـمـسـتهـلكـيـن‬
‫أجــور نـقديـة‬
‫املصــدر‪ :‬منــر إبراهيــم هنــدي‪« ،‬شــبهة الربــا يف معامــات البنــوك التقليديــة واإلســامية»‪،‬‬
‫مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪.265 :‬‬
‫وعلــى النقيــض مــن ذلــك التصــور متامــاً‪ ،‬يــرى باحــث آخــر أن مفهــوم‬
‫«الوســاطة املاليــة» خيتلــف كليــة يف بنــك املشــاركة عنــه يف البنــك التقليدي‬
‫على مســتوى املفهوم‪ ،‬أو على مســتوى املكونات أو النشــاطات أو األهداف‪،‬‬
‫فبنــك املشــاركة ليــس وســيطا ماليــا كالبنــك التقليــدي الــذي يعمــل يف‬
‫(‪ )1‬منري إبراهيم هندي‪« ،‬شبهة الربا يف معامالت البنوك التقليدية واإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.264-263 :‬‬
‫‪93‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫إطــار عالقـــة الدائـــن باملديـــن ‪-‬معتمــداً بذلــك علــى الفــروق بــن الفائــدة‬
‫املدينــة والفائــدة الدائنــة‪ -‬ولكنــه «وســيط تنمــوي» مــا بــن أصحــاب املــال‬
‫مــن جهــة وبــن اجملتمــع نفســه الــذي يعمــل فيــه أو لصاحلــه مــن ناحيــة‬
‫أخــرى‪ ،‬يســتهدف تعظيــم «العائــد اجملتمعــي» بالدرجــة األوىل‪ ،‬مــن أجــل‬
‫مواجهــة قضايــا التنميــة مبفهومهــا الشــامل(‪.)1‬‬
‫ويتضح ذلك من خالل الشكل التايل‪:‬‬
‫شــكل رقــم (‪ :)12‬مفهــوم الوساطـــة الــي تقــوم هبـــا البنـــوك التقليديـــة‬
‫وبنـــوك املشاركـة‪.‬‬
‫الـــمـــودع‬
‫( دائـــن)‬
‫البنـك التقلـيـدي‬
‫(وسـيـط مالـي)‬
‫املتعامل (سواء‬
‫مودع‪ ،‬أو مقدم‬
‫زكاة أو متربع ‪. .‬‬
‫اخل ‪.‬‬
‫بـنـك املشاركة‬
‫(وسـيـط تنموي)‬
‫الـمـقـتـــرض‬
‫(مــديــــن)‬
‫تنمية اجملتمع على‬
‫حنو شامل يف‬
‫اجملاالت‪:‬‬
‫االقتصادية ‪-‬‬
‫االجتماعية‬
‫الروحية ‪ -‬النفسية‬
‫‪. .‬اخل‬
‫املصدر‪ :‬حممد حممد علي سويلم‪« ،‬تقييم أداء املصارف اإلسالمية يف مصر بداللة‬
‫الوساطة املالية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.5-4 :‬‬
‫(‪ )1‬حممــد حممــد علــي ســويلم‪« ،‬تقييــم أداء املصـــارف اإلسالميـــة يف مصــر مبدلــول الوساطـــة املاليـــة»‪ ،‬مطابــع املنــار‬
‫العربــي‪ ،‬ط‪ ،1987 ،1‬ص‪.99 ،5-4 :‬‬
‫‪94‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‪2 .2‬العالقة بني بنك املشاركة وعمالئه املودعني ومستخدمي األموال‪:‬‬
‫‪ -1.2‬العالقة بني بنك املشاركة وعمالئه املودعني‪:‬‬
‫إذا كان النشــاط املصــريف بصفــة عامــة يُعتــر مــن أعمــال الوســاطة املاليــة‬
‫ألنــه يعتمــد بصفــة أساســية علــى التعامــل مــع العمــاء كمودعــن وطالــي‬
‫متويــل (مســتخدمي األمــوال)؛ فــإن العالقــة الــي تربــط بنــوك املشــاركة‬
‫ختتلــف عــن تلــك الــي تربــط البنــوك التقليديــة بعمالئهــا املودعــن؛ حيــث‬
‫تقــوم هــذه العالقــة علــى أســاس مشــاركة املــودع للبنــك يف حتمــل نتائــج‬
‫العمليــات االســتثمارية مــن ربــح أو خســارة‪ ،‬وهــذا يعــي عــدم التــزام البنــك‬
‫بتقديــم عائــد ثابــت حمــدد مقدمــا أو ِبــردِّ الودائــع كاملــة كمــا هــو احلال يف‬
‫البنــك التقليــدي‪ ،‬ولذلــك فــإن العالقــة بــن املــودع والبنــك ليســت عالقــة‬
‫دائــن مبديــن بــل هــي عالقــة مضاربــة بــن صاحــب رأس املــال (املــودع)‬
‫واملضــارب (البنــك)؛ ومنــه وجــود فئــة جديــدة مــن الشــركاء غري املســامهني‬
‫هــم فئــة «املودعــن الشــركاء» أو «املودعــن املســتثمرين»(‪.)1‬‬
‫وإذا كان ال يوجــد ضمــان يف بنــك املشــاركة لودائــع االســتثمار الــي قبلــت‬
‫املشــاركة يف أعمــال البنــك وحتمــل نتائجــه إال بســامة أداء هــذا النشــاط‬
‫ونزاهــة القائمــن عليــه؛ فــإن هــذا الوضــع اخلــاص يدعــو إىل ضــرورة‬
‫إفســاح اجملــال أمــام أصحــاب الودائــع يف هــذه البنــوك إىل املشــاركة بشــكل‬
‫أو بآخــر يف إدارة ذلــك النشــاط أو اإلشــراف والرقابــة عليــه (رقابــة‬
‫املودعــن)(‪.)2‬‬
‫كمــا يقتضــي املزيــد مــن إعالمهــم بنشــاط البنــك وضــرورة اإلفصــاح يف‬
‫بياناتــه املاليــة املرفقــة بامليزانيــة عن عملياته موضحـاً باجلداول التحليلية‬
‫(‪ )1‬راجع‪ :‬رفيق املصري‪« ،‬النظام املصريف اإلسالمي‪ :‬خصائصه ومشكالته»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.233 :‬‬
‫(‪ )2‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.377 ،361 :‬‬
‫‪95‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫حجــم ودائـــعه مو َّزعــة حســب املــدد والعمــات واألنــواع املختلفــة مــن‬
‫احلســابات وحجــم اســتثماراته مو َّزعــة حســب املدد والعمــات والقطاعات‬
‫والبلــدان(‪)1‬؛ حيــث يُعتــر «اإلفصــاح املــايل» هــو املفتــاح الرئيــس لتشــجيع‬
‫املودعــن علــى زيــادة اإليــداع‪ ،‬ومــن هنــا تظهــر أمهيــة حتليــل أســاليب‬
‫اإلفصــاح املــايل وأنــواع القوائــم املاليــة الــي هتــم املتعاملــن‪ ،‬وكيفيــة إدراج‬
‫البيانــات هبــا؛ «حيــث احملاســبة هــي حلقــة االتصــال واألداة اإلخباريــة الــي‬
‫تربــط بــن الكــم الكبــر مــن البيانــات واملعلومــات‪ ،‬وبــن احلاجــة إىل فهــم‬
‫وتفســر مدلوالهتــا لــدى اجلهــات صاحبــة املصلحــة الشــرعية»(‪.)2‬‬
‫‪ -1.2‬العالقة بني بنك املشاركة وعمالئه مستخدمي األموال‪:‬‬
‫تنحصــر عالقــة البنــك التقليــدي مــع مســتخدمي األمــوال يف عمليــات‬
‫اإلقــراض مقابــل الفائــدة الثابتــة‪ ،‬واحلصــول منهــم علــى كافــة الضمانــات‬
‫العينيــة والشــخصية املناســبة الســرجاع أصــل القــرض وفوائــده يف األجــل‬
‫احملــدد؛ بغــض النظــر عــن نتيجــة النشــاط املم ـوَّل مــن ربــح أو خســارة‪،‬‬
‫بينمــا تعتمــد بنــوك املشــاركة يف عالقتهــا بعمالئهــا طالــي التمويــل علــى‬
‫العمليــات االســتثمارية احلقيقيــة عــن طريــق الصيــغ التمويليــة املختلفــة‬
‫كاملضاربــة واملشــاركة واملراحبــة وغريهــا‪...‬‬
‫وإذا كانــت بنــوك املشــاركة تعمــل يف وســط تســيطر عليــه قيــم وأخــاق‬
‫وســلوكيات غــر مالئمــة لطبيعتهــا (كلجــوء العمــاء املســتثمرين إىل إخفــاء‬
‫األربــاح احلقيقيــة عــن البنــك وحتميلــه خســائر بــا مــرر!)‪ ،‬فهــذا يؤكــد‬
‫أن طبيعــة أعمــال هــذه البنــوك تتطلــب اإلشــراف الشــامل علــى حســن‬
‫اســتخدام أمواهلــا مــن قبــل العمــاء املســتثمرين‪ ،‬وتوافــر اخلــرة الالزمــة‬
‫(‪ )1‬حممد سويلم‪« ،‬إدارة املصارف التقليدية واملصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.474 :‬‬
‫(‪ )2‬يوسف كمال حممد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.179 :‬‬
‫‪96‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫ملمارســة الرقابــة واملتابعــة ملنعهــم مــن التالعــب باإليــرادات واملصاريــف‬
‫واألربــاح وإخفــاء احلقائــق عنهــا؛ وهلــذا يرتتــب علــى مشــاركة البنــوك يف‬
‫نتائــج العمليــات االســتثمارية للمشــروعات املموَّلــة أن تكــون أكثــر حيطــة‬
‫وحــذراً يف تقييــم وانتقــاء الطلبــات املقدّمة إليها ملنح التمويل باملشــاركة(‪.)1‬‬
‫واملُالحَــظ أن بنــك املشــاركة حيتــاج إىل متعامــل ومــودع خــاص يقتنــع‬
‫بالفكــرة ويقبــل باملخاطــرة؛ ومــن أهــم الصفــات واخلصائــص الــي جيــب‬
‫توافرهــا يف عمــاء بنــوك املشــاركة هــي(‪:)2‬‬
‫‪1 .1‬فهــم واســتيعاب منــوذج العمــل املصــريف لبنــوك املشــاركة ســواء يف‬
‫جانــب االدخــار املصــريف أو جانــب التمويــل‪.‬‬
‫‪2 .2‬توافــر احلــد األدنــى مــن األخــاق (من حيــث األمانة والصــدق وااللتزام‬
‫بالوفــاء بالوعــد والرغبــة يف التعامل على أســس شــرعية)‪.‬‬
‫‪3 .3‬توافر الكفاءة الفنية والعملية واإلدارية يف جمال التوظيف واالســتثمار‬
‫يف املشــروع الذي يرغب العميل مشــاركة البنك فيه‪.‬‬
‫يوضح الشكل التايل العالقة بني بنك املشاركة وعمالئه‪:‬‬
‫(‪ )1‬حممد عمر شابرا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.207 :‬‬
‫(‪ )2‬حممــد عبــد املنعــم أبــو زيــد‪« ،‬الــدور االقتصــادي للمصــارف اإلســامية بــن النظريــة والتطبيــق»‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪.92‬‬
‫‪97‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫شــكل رقــم (‪ :)13‬العالقــة الــي حتكــم بنــوك املشــاركة مــع عمالئهــا‬
‫املودعــن وطالــي التمويــل‪.‬‬
‫رقـابــة الـمودعـيـن‬
‫لـنـشـاط الـبـنـك‬
‫احليطة واحلذر ملنح‬
‫التمويل باملشاركة‬
‫بنك املشاركة‬
‫(اإلداريون واملوظفون)‬
‫رقــابــة البنك ومتابعة‬
‫العمليات االستثمارية‬
‫توافر األخالق ‪ +‬الكفاءة‬
‫العملية لالستثمار‬
‫العمالء املستثمرون‬
‫(مستخدمو األموال)‬
‫‪98‬‬
‫فهم واستيعاب املتعاملني للنموذج النظري والتطبيقي لبنوك املشاركة‬
‫االستعداد للمخاطرة‬
‫(تقبل الربح واخلسارة)‬
‫العمالء املودعون‬
‫(أصحاب الودائع)‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫ثانياً‪ :‬أوجه االتفاق واالختالف بني بنوك املشاركة والبنوك التقليدية‬
‫‪1 .1‬أوجه االتفاق بني بنوك املشاركة والبنوك التقليدية‪:‬‬
‫هنــاك أوجــه اتفــاق بــن بنــوك املشــاركة والبنــوك التقليديــة نوجزهــا فيمــا‬
‫يلي (‪:)1‬‬
‫‪ -1.1‬تتفــق بنــوك املشــاركة مــع البنــوك التقليديــة مــن حيــث االســم‬
‫فبعضهــا يطلــق عليــه «بنــك» وبعضهــا يطلــق عليهــا «مَصْــرف»‪.‬‬
‫‪ -2.1‬تتفــق بنــوك املشــاركة مــع البنــوك التقليديــة يف خضوعهــا لرقابــة‬
‫البنــك املركــزي والتقيــد بالقــرارات الصــادرة عنــه فيمــا يتعلــق بأعمــال‬
‫املصــارف والبنــوك‪.‬‬
‫‪ -3.1‬تتفــق بنــوك املشــاركة مــع البنــوك التقليديــة يف تقديــم اخلدمــات‬
‫املصرفيــة الــي ال تتعــارض مــع األحــكام الشــرعية ومنهــا‪ :‬فتــح احلســابات‬
‫اجلاريــة وإصــدار الشــيكات والتحويــات النقديــة وتأجــر اخلزائــن‬
‫احلديديــة‪...‬‬
‫‪ -4.1‬تتفــق بنــوك املشــاركة مــع البنــوك التقليديــة يف القيــام ببعــض‬
‫أوجــه االســتثمار وحتقيــق التنميــة االقتصاديــة يف اجملتمــع‪.‬‬
‫‪ -5.1‬تتفــق بنــوك املشــاركة مــع البنــوك التقليديــة يف هــدف احلفــاظ‬
‫علــى املــال وتنميتــه وتســهيل تداولــه‪ ،‬ولكنهــا ختتلــف عنهــا يف أســلوب‬
‫حتقيقهــا هلــذا اهلــدف(‪.)2‬‬
‫‪ -6.1‬تتفــق بنــوك املشــاركة مــع البنــوك التقليديــة يف أن مصــادر‬
‫األمــوال يف كل منهمــا يتمثــل يف مصدريــن أساســيني مهــا‪:‬‬
‫ ‪-‬املصدر األول‪ :‬املوارد الذاتية (حقوق امللكية)‪.‬‬
‫(‪ )1‬حممد عثمان شبري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.365 -364 :‬‬
‫(‪ )2‬غسـان قلعاوي‪ ،‬مرجع سـابق‪ ،‬ص‪.300 :‬‬
‫‪99‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫ ‪-‬املصدر الثاني‪ :‬املوارد اخلارجية (الودائــع)‪.‬‬
‫‪2 .2‬أوجه االختالف بني بنوك املشاركة والبنوك التقليدية‪:‬‬
‫‪ -1.2‬ميزانية البنوك‪:‬‬
‫يلمــس احمللــل مليزانيــة البنكــن اختالفــات كبــرة يف مكونــات كل منهمــا‬
‫واملتمثلــة فيمــا يلــي(‪:)1‬‬
‫أ‪ -‬غيــاب بنــد «القــروض» مــن ميزانيــة بنــوك املشــاركة‪ ،‬ماعدا بعض‬
‫الســلفيات ذات الطبيعة اخلاصة‪.‬‬
‫ب‪ -‬غيــاب بنــد «األوراق التجاريــة املخصومـــة» مــن ميزانيــة بنــوك‬
‫املشــاركة‪.‬‬
‫جـــ‪ -‬ظهــور بنــود «املشــاركات واملضاربــات واملراحبــات» يف ميزانيــة‬
‫بنــوك املشــاركة باعتبارهــا البدائــل للقــروض يف ميزانيــة البنــوك‬
‫التقليديــة‪.‬‬
‫د‪ -‬ظهــور بنــد «ودائــع االســتثمار» أو «حســابات االســتثمار» يف‬
‫ميزانيــة بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫‪ -2.2‬املمارسات املصرفية‪:‬‬
‫ختتلــف املمارســات املصرفيــة بــن بنــوك املشــاركة والبنــوك التقليديــة مــن‬
‫حيث ‪:‬‬
‫أ‪ -‬معاملــة الودائــع‪ :‬تكــون بنــوك املشــاركة مؤمتنــة عليهــا يف حــن‬
‫تكــون البنــوك التقليديــة مدينــة هبــا‪.‬‬
‫ب‪ -‬توظيــف األمــوال‪ :‬هتتــم بنــوك املشــاركة بالتوظيــف االســتثماري‬
‫بينمــا هتتــم البنــوك التقليديــة بالتوظيــف االئتمانــي واإلقراضــي‪.‬‬
‫(‪ )1‬حممد سويلم‪« ،‬إدارة املصارف التقليدية واملصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.609 :‬‬
‫‪100‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫جـــ‪ -‬تقديــم اخلدمــات االجتماعيــة‪ :‬غــر معمــول بــه يف البنــوك‬
‫التقليديــة‪.‬‬
‫بينمــا تلتقــي هــذه البنــوك فيمــا تقدمــه مــن خدمــات مصرفيــة لعمالئهــا‬
‫(خدمــات التحصيــل وخدمــات مصرفيــة مقابــل أجــر أو عمولــة)‪.‬‬
‫ويوضح الشكل التايل أوجه التشابه والتباين السابق اإلشارة إليها‪.‬‬
‫شــكل رقــم (‪ :)14‬أوجــه التبايــن وأوجــه االتفــاق يف نشــاطات البنــوك‬
‫التقليديــة وبنــوك املشــاركة‬
‫ معاملة الودائع‬‫‪ -‬أشكال التوظيف‬
‫خدمات‬
‫مصرفية‬
‫مشرتكة‬
‫الـبـنـوك التقـليديــة‬
‫ معاملة الودائع‬‫ أشكال التوظيف‬‫‪ -‬اخلدمات االجتماعية‬
‫بـنـوك املشـاركـة‬
‫املصدر‪ :‬حممد سويلم‪« ،‬إدارة املصارف التقليدية واملصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.614 :‬‬
‫‪ -3.2‬بنوك املشاركة = بنوك شاملة‪:‬‬
‫تتميــز بنــوك املشــاركة بتنــوع أنشــطتها‪ ،‬حيــث تقــوم بأعمــال خدميــة‬
‫وجتاريــة واســتثمارية‪ ،‬كمــا ميكنهــا االســتثمار يف خمتلــف القطاعــات‬
‫االقتصاديــة (صناعــة‪ ،‬زراعــة‪ ،‬جتــارة‪ ،‬خدمــات‪.)...‬‬
‫حســب بعــض الباحثــن فــإن بنــوك املشــاركة هــي‪« :‬مصــارف شــاملة أو‬
‫‪101‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫متعددة األغراض‪ ،‬وليســت مصارف جتارية حمضة‪ ،‬فهي كيان مركب من‬
‫املصــارف التجاريــة ومصــارف االســتثمار وشــركات االســتثمار ومؤسســات‬
‫إدارة االســتثمار‪ ،‬وميكنهــا أن تقــدم تشــكيلة واســعة مــن اخلدمــات إىل‬
‫عمالئهــا‪ ،)1(»...‬وجــاء يف إحــدى حماضــرات «حمافــظ البنــك املركــزي‬
‫العمّانــي» عــن البنــوك الشــاملة أن بنــوك املشــاركة «جتمــع بــن األعمــال‬
‫املصرفيــة والتجاريــة واالســتثمارية ممــا جييــز لنــا تصنيفهــا كبنــوك‬
‫شــاملة»(‪.)2‬‬
‫تقــوم فكــرة البنــك الشــامل «الــي ســادت يف الواليــات املتحــدة األمريكيــة‬
‫علــى حماولــة تنويــع مصــادر األمــوال وكذا جماالت اســتثماراهتا‪ ،‬ويف ســعي‬
‫البنــك يف هــذا الصــدد خــرج من نطــاق االضطالع باملهام املصرفية‪ ،‬ودخل‬
‫يف أنشــطة أخــرى غــر مصرفيــة كالتأمــن والتأجري والسمســرة‪.)3(»...‬‬
‫يــرى أحــد الباحثــن أن هــذا الســلوك جيعــل بنــوك املشــاركة «أقــدر علــى‬
‫التأثــر يف مســار التنميــة القوميــة وحتديــد أولوياهتــا وســد النقــص فيهــا‬
‫وحتفيــز الضــروري منهــا‪ .‬وهــذه اخلاصيــة هــي الــي جتعــل النشــاط‬
‫اإلنتاجــي هبــا يغلــب علــى النشــاط املــايل»(‪ ،)4‬بينمــا يشــر باحــث آخــر إىل‬
‫اخلطـــر الــذي يُهـدِّد املؤسســات متنوعــة األنشــطة‪ ...‬حيــث أن جنــاح بنوك‬
‫املشــاركة «يكمــن يف تنويــع االســتثمارات مــن جهــة؛ واحلــذر مــن جهــة‬
‫أخــرى مــن أن يأخــذ نشــاطها اجتاهــات متعــددة يصعــب التحكــم فيهــا»(‪.)5‬‬
‫ونبــن أهــم االختالفــات بــن بنــوك املشــاركة والبنــوك التقليديــة يف‬
‫(‪ )1‬حممد عمر شابرا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.206 :‬‬
‫(‪ )2‬صــاحل عبــد اهلل كامــل‪« ،‬تقديــر منــو القطــاع املصــريف اإلســامي وآثــاره علــى ســاحة املــال العامليــة»‪ ،‬جملــة االقتصــاد‬
‫اإلســامي‪ ،‬عــدد ‪ ،179‬فرباير‪/‬مــارس ‪ ،1996‬ص‪.51 :‬‬
‫(‪ )3‬منــر إبراهيــم هنــدي‪« ،‬إدارة البنــوك التجاريـــة‪ :‬مدخــل اختــاذ القــرارات»‪ ،‬املكتــب العربــي احلديــث‪ ،‬اإلســكندرية‪ ،‬ط‪،3‬‬
‫‪ ،1996‬ص‪.78 :‬‬
‫(‪ )4‬يوسف كمال حممد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.82 :‬‬
‫(‪ )5‬حممد بوجالل‪« ،‬البنوك اإلسالمية «‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.71 :‬‬
‫‪102‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫اجلــدول التــايل‪:‬‬
‫جــدول رقــم (‪ :)11‬ملخــص ألهــم أوجــه االختــاف بــن البنــوك‬
‫التقليديــة وبنــوك املشــاركة‬
‫بنوك املشاركــة‬
‫البنوك التقليديـــة‬
‫االختالف‬
‫ الظهور = سنة ‪.1963‬‬‫ الظهور = سنة ‪1157‬م‪.‬‬‫ االنطالق الفعلي = سنة ‪.1975‬‬‫النشـأة‪:‬‬
‫ التجربة = قصرية وحديثة‪.‬‬‫ التجربة = عميقة وبعيدة‪.‬‬‫ خدمــة االقتصــاد الوطــي (التمويــل ‪ -‬خدمــة اجملتمــع (اســتبعاد اآلثــار الســلبية‬‫للفائــدة)‪.‬‬
‫الــازم)‪.‬‬
‫دافع‬
‫الظهور‪ - :‬أصبحــت فيمــا بعــد تُم ِّكــن أصحــاب ‪ -‬جتســيد نظــام املشــاركة يف التطبيــق‬
‫ا لعملــي ‪.‬‬
‫املــال مــن التحكــم واالســتغالل‬
‫أساس‬
‫املعامالت‪:‬‬
‫‪ -‬نظام املشــاركــة‪.‬‬
‫‪ -‬نظام الفائـــــدة‪.‬‬
‫ ســلعة يتــم املتاجــرة فيهــا بيعــا وشــراء ‪ -‬أداة للتبــادل تســتخدم يف حتريــك النشــاط‬‫النظـرة (تأجــر النقــود مــن خــال عمليــة اإلقراض االقتصــادي‪.‬‬
‫إىل النقود‪ :‬واالقــراض)‪.‬‬
‫ بنوك شــاملة (متعددة األغراض)‪.‬‬‫جمال ‪ -‬بنوك جتارية حمضة‪.‬‬
‫النشاط‪:‬‬
‫ وسيط تـنـمـوي‪.‬‬‫مفهوم ‪ -‬وسيط مــالـي‪.‬‬
‫الوساطة‪:‬‬
‫ عالقة مشاركة ومتاجرة‪.‬‬‫ عالقة دائنة ومدينة‪.‬‬‫ ارتباط قوي (مستمر)‪.‬‬‫العالقــة ‪ -‬ارتباط ضعيف (مؤقت)‪.‬‬
‫مع‬
‫ عــدم مراعــاة ظــروف املديــن (احلجــز ‪ -‬مراعاة ظروف العميل املُعْسِر‪.‬‬‫العمالء‪ :‬علــى الرهــن)‪.‬‬
‫ املشاركة يف الربح واخلسارة‪.‬‬‫ سعر ثابت وحمدد مسبقا‪.‬‬‫ مؤمتن عليها (ال يلتزم بردها كاملة)‪.‬‬‫الودائـع‪ - :‬مدين هبا (ملزم بردها)‪.‬‬
‫توظيف‬
‫األموال‪:‬‬
‫اهلدف‬
‫األساسي‪:‬‬
‫القوائم‬
‫املالية‪:‬‬
‫‪ -‬توظيف ائتماني وإقراضي‪.‬‬
‫‪ -‬توظيف استثماري‪.‬‬
‫‪ -‬تعظيم الربح‪.‬‬
‫التــوازن بــن تعظيــم الربــح وتعظيــم العائــد‬
‫االجتماعــي‪.‬‬
‫ظهــور بنــود‪ - :‬فوائــد القــروض والودائــع ظهــور بنــود‪ - :‬القــروض احلســنة (بــدون‬
‫واألوراق املاليــة‪.‬‬
‫فوائــد)‪.‬‬
‫ عمولة خصم األوراق التجارية‪.‬‬‫ ودائع االستثمار‪.‬‬‫ إيرادات املضاربات واملشاركات واملراحبات‪.‬‬‫ إيرادات األنشطة غري الشرعية‬‫(التجارة باخلمور مثال)‪.‬‬
‫‪103‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫ يتحــدد علــى أســاس مقــدار ســعر ‪ -‬يتحــدد علــى أســاس النتائــج الفعليــة‬‫العـائد‪ :‬الفـــــائدة علــى القــروض (الفــرق بــن ســعر للعمليــات االســتثمارية (مــن ربــح أو خســارة)‪.‬‬
‫الفائــدة املدينــة والدائنــة )‪.‬‬
‫ إدراج جملس اإلدارة يف هيكل البنك‪ - .‬إدراج اجلمعية العامة يف هيكل البنك‪.‬‬‫ إدارة االستثمار‪.‬‬‫ إدارة القروض‪.‬‬‫ إدارة اخلدمــات االجتماعيــة (التكافــل‬‫اهليكل ‪ -‬ال توجد‪.‬‬
‫االجتماعــي)‪.‬‬
‫التنظيمي‪ - :‬ال توجد‪.‬‬
‫ هيئة الرقابة الشرعية‪.‬‬‫ صــور تقليديــة‪ :‬رقابــة داخليــة ‪ +‬خارجيــة‬‫ رقابة داخلية ‪ +‬خارجية ‪ +‬مركزية‪.‬‬‫‪ +‬مركزيــة‪.‬‬
‫الرقابة‬
‫ صــور جديــدة‪ :‬رقابــة ذاتية ‪ +‬رقابة شــرعية‬‫املصرفية‪:‬‬
‫‪ +‬رقابــة املودعني‪.‬‬
‫ حتقيــق التنميــة ببعدهــا املــادي فقــط ‪ -‬حتقيــق التنميــة االقتصاديــة واالجتماعيــة‬‫أبعاد‬
‫(عــدم مراعــاة اجلوانــب االجتماعيــة واألخالقيــة والروحيــة‪.‬‬
‫التنمية‪ :‬واألخالقيــة)‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬عالقة بنوك املشاركة مع بعضها ومع البنوك التقليدية‬
‫‪1 .1‬العالقة فيما بني بنوك املشاركة ومظاهر التعاون بينها‪:‬‬
‫تفتقــر بنــوك املشــاركة إىل خطــة عمــل تضمــن التكامــل بينهــا نظــرا‬
‫حلداثــة جتربتهــا‪ ،‬ومــع ذلــك ميكــن إبــراز بعــض مظاهــر التعــاون فيمــا‬
‫بينهــا كالتــايل(‪:)1‬‬
‫‪ -1.1‬قيــام بنــوك املشــاركة باملســامهة يف رؤوس أمــوال بنــوك مشــاركة‬
‫أخرى‪.‬‬
‫‪ -2.1‬حمــاوالت التعــاون والتنســيق مــن خــال عقــد العديــد مــن‬
‫املؤمتــرات والنــدوات‪ ،‬الــي أدت إىل بلــورة العديــد مــن املســائل الــي تتعلــق‬
‫بــأداء النشــاط املصــريف القائــم علــى نظــام املشــاركة‪.‬‬
‫‪ -3.1‬اهتمــام بنــوك املشــاركة بالدراســات والبحــوث والتدريــب علــى‬
‫(‪ )1‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.330 – 328 :‬‬
‫‪104‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫أداء العمــل املصــريف‪.‬‬
‫‪ -4.1‬إنشــاء «االحتــاد الــدويل لبنــوك املشــاركة» يف مرحلــة مبكــرة‬
‫وذلــك يف ســنة ‪ ،1977‬هبــدف إقامــة تعــاون بــن هــذه البنــوك وتنســيق‬
‫أنشــطتها‪ ،‬ومــن بــن أهــداف هــذا االحتــاد‪:‬‬
‫ ‪-‬تقديــم املعونــة الفنيــة واخلــرة للمجتمعــات الــي ترغــب يف‬
‫إنشــاء بنــوك مشــاركة‪.‬‬
‫ ‪-‬وضــع أســس التعــاون والتنســيق وتبــادل اخلــرات واملعلومــات‬
‫فيمــا بينهــا‪.‬‬
‫ ‪-‬السعي لضمان حرية انتقال األموال بني بنوك املشاركة‪.‬‬
‫ ‪-‬العمــل علــى تنســيق وتوحيــد نظــم العمــل والنمــاذج املصرفيــة‬
‫والقواعــد اخلاصــة بأنشــطتها‪.‬‬
‫ ‪-‬النهوض مبستوى العاملني يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫ ‪-‬القيــام بالوســاطة والتحكيــم بــن بنــوك املشــاركة وفقـاً لنظــام‬
‫يضــع صيغتــه جملــس إدارة االحتــاد‪.‬‬
‫ ‪-‬حبــث مشــكالت النقــد واالئتمــان يف البنــوك حمليــا ودوليــا‬
‫وتقديــم املقرتحــات املناســبة‪.‬‬
‫ ‪-‬القيــام حبمــات التوعيــة لنشــر فكــرة التعامــل املصــريف علــى‬
‫أســاس نظــام املشــاركة‪.‬‬
‫إن بنــوك املشــاركة حتتــاج إىل مزيــد مــن التعــاون بينهــا ســواء علــى مســتوى‬
‫الدولــة الواحــدة أو الــدول العربيــة واإلســامية مجيعـاً؛ وذلــك حتــى تتمكن‬
‫مــن أداء دورهــا وســوف يســهم هــذا التعــاون بشــكل مباشــر يف(‪:)1‬‬
‫(‪ )1‬عبد الرمحن يسري أمحد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.328 :‬‬
‫‪105‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫ ‪-‬جتميع أكرب قدر من املوارد املالية‪.‬‬
‫ ‪-‬االجتاه إىل التوظيف الكامل للموارد بالصيغ التمويلية‪.‬‬
‫ ‪-‬التشاور يف أفضل الطرق وأفضل اجملاالت االستثمارية‪.‬‬
‫ ‪-‬االســتثمار املشــرك والــذي يقلــل مــن خماطــر االســتثمار‬
‫بالنســبة للبنــك الواحــد‪.‬‬
‫ ‪-‬توســيع نطــاق النشــاط املصــريف لبنــوك املشــاركة وزيــادة الثقة‬
‫فيــه مــن قبــل املتعاملني‪.‬‬
‫‪2 .2‬العالقــة بــن بنــوك املشــاركة والبنــوك التقليديــة وآفــاق التعــاون‬
‫بينهمــا‪:‬‬
‫تقــوم عالقــة بنــوك املشــاركة مــع غريهــا مــن البنــوك التقليديــة «علــى‬
‫أســاس «دائــن مبديــن» خاليــة مــن الربــا (الفائــدة)‪ ،‬وميكــن أن تكــون علــى‬
‫أســاس املشــاركة يف الربــح واخلســارة إذا كان املشــروع حيويــا‪ ،‬وحيتــاج إىل‬
‫رأس مــال كبــر»(‪.)1‬‬
‫وهبذا تتحدد العالقة بني الطرفني فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1.2‬عالقـــة «دائـن مبديـن» (ينتفي يف إطارها التعامل بالفائدة)‪:‬‬
‫ال تُق ـ ِرض وال تقــرض بنــوك املشــاركة بفائــدة‪ ،‬ألهنــا تعمــل علــى أســاس‬
‫املشــاركة ووفــق مبــدأ أنشــئت مــن أجلــه وهــو عــدم التعامــل بالفائــدة‬
‫الربويــة‪.‬‬
‫وحتــاول بنــوك املشــاركة يف إطــار عالقتهــا مــع البنــوك التقليديــة أن‬
‫توفــق تعاملهــا مــع متطلبــات العمــل املصــريف القائــم علــى نظــام املشــاركة‬
‫وشــرعية معامالتــه مــن حيــث خلوهــا مــن التعامــل بأســلوب الفائــدة‪ ،‬كمــا‬
‫(‪ )1‬حممد عثمان شبري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.384 :‬‬
‫‪106‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫حتــاول أن جتــد مــن البنــوك التقليديــة مــن يعتمــد علــى مبــدأ «املعاملــة‬
‫باملثــل» وتبــادل املصلحــة وتكافئهــا‪ ،‬وتقبــل معظــم البنــوك التقليديــة مبثــل‬
‫هــذا التعامــل يف كثــر مــن األحيــان‪.)1(...‬‬
‫‪ -2.2‬عالقـــة مشاركـــة‪:‬‬
‫إذا قامــت البنــوك التقليديــة باملســامهة يف بعــض املشــروعات املشــركة مــع‬
‫بنــوك املشــاركة‪ ،‬ســواء كانــت املشــروعات صناعيــة أو زراعيــة أو جتاريــة؛‬
‫يكــون التمويــل عــن طريــق املشــاركة يف رأس املــال واقتســام األربــاح حســب‬
‫االتفــاق وتكــون اخلســارة حســب رأس املــال‪.‬‬
‫بالرغــم مــن االختالفــات املوجــودة بــن أســاليب بنــوك املشــاركة و البنــوك‬
‫التقليديــة إال أن التجربــة كشــفت أن التعــاون بــن الطرفــن هــو أمــر ممكــن‬
‫بينهمــا‪ ،‬ويوضــح اجلــدول رقــم (‪ )12‬جمــاالت وأوجــه التعــاون والتنســيق‬
‫فيمــا بــن بنــوك املشــاركة ومــع البنــوك التقليديــة‪.‬‬
‫إذا كان جمــال التعــاون بــن بنــوك املشــاركة والبنــوك التقليديــة يبقــى‬
‫مفتوحــا الستكشــاف آفــاق وفــرص للتعــاون املمكنــة وفــق أســاليب تتفــق‬
‫مــع مبــادئ بنــوك املشــاركة؛ فإنــه ينبغــي أن يركــز الطرفــان جهودمهــا‬
‫يف املنافســة املشــروعة علــى القطــاع احملايــد مــن العمــاء (مودعــن‬
‫ومســتخدمي أمــوال) الذيــن يقــع اختيارهــم علــى البنــك الــذي يتعاملــون‬
‫معــه علــى أســاس جــودة اخلدمــة وســعرها دون االهتمــام بطبيعــة البنــك‬
‫ذاتــه(‪)2‬؛ فقــد أظهــرت بعــض الدراســات حــول ســلوك املســتهلكني أن ‪%70‬‬
‫مــن حــاالت تــرك العميــل لشــركة حمــددة وحتوُّلــه ألخــرى تعــود لنوعيــة‬
‫اخلدمــة الــي تلقاهــا أو الــي توقعهــا‪ ،‬وأن ‪ %30‬فقــط مــن تلــك احلــاالت‬
‫(‪ )1‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.331 :‬‬
‫(‪ )2‬منري إبراهيم هندي‪« ،‬شبهة الربا يف معامالت البنوك التقليدية واإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.18 :‬‬
‫‪107‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫تعــود لعوامــل تتعلــق باملنتــج ذاتــه(‪.)1‬‬
‫جــدول رقــم (‪ :)12‬جمــاالت وأوجــه التعــاون والتنســيق بــن البنــوك‬
‫املشــاركة مــع بعضهــا ومــع البنــوك التقليديــة‪.‬‬
‫جماالت التعاون والتنسيق بني بنوك املشاركة‬
‫جماالت التعاون والتنسيق بني بنوك املشاركة‬
‫والبنوك التقليدية‬
‫ املسامهة معا يف إنشاء بنوك مشاركة أخرى‪ - .‬فتح حسابات جارية‪.‬‬‫ االتفاق مع بعضها كمراسلني‪.‬‬‫ القيام بأعمال املراسلني‪.‬‬‫ التعليم والتدريب املشرتك وتبادل اخلربات‪ - .‬تبادل حتصيل الشيكات والكمبياالت‪.‬‬‫ املشاركة يف الندوات واملؤمترات االقتصادية‪ - .‬فتح االعتمادات‪.‬‬‫ املشــاركة يف حمافــظ صناديــق االســتثمار الــي‬‫ املشاريع املشرتكة‪.‬‬‫يطرحهــا البنــك‪.‬‬
‫ حضور ندوات تعدها البنوك التقليدية‪.‬‬‫ التنسيق يف جمال إعداد البحوث‪.‬‬‫ االســتفادة مــن التقنيــة املصرفيــة احلديثــة يف‬‫ إنشاء احملافظ االستثمارية‪.‬‬‫البنــوك التقليديــة‪.‬‬
‫ تبادل املعلومات‪.‬‬‫ تبادل املعلومات فيما بينها‪.‬‬‫ التعامل كوكالء يف البيع والشراء‪.‬‬‫ االستشارة يف بعض األمور الشرعية‪.‬‬‫ اخلدمات اليت ليس هلا عالقة بالفائدة‪.‬‬‫ حماولة إنشاء سوق إسالمية مشرتكة‪.‬‬‫ طــرح املشــكالت للدراســة بالتنســيق مــع بنــوك‬‫املشــاركة األخــرى‪.‬‬
‫‪ -‬استثمار ودائع لدى بنوك مشاركة أخرى‪.‬‬
‫املصــدر‪ :‬جلنــة مــن األســاتذة اخلــراء االقتصاديــن والشــرعيني واملصرفيــن‪« ،‬موســوعة‬
‫تقويــم أداء البنــوك اإلســامية‪ :‬تقويــم الــدور احملاســي للمصــارف اإلســامية»‪ ،‬ج‪ ،6‬املعهــد‬
‫العاملــي للفكــر اإلســامي‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ط‪ ،1996 ،1‬ص‪.159 ،157 ،155 :‬‬
‫فيمــا يلــي نبــن العالقــات الســلبية واإلجيابيــة املرغوبــة يف تعامــل بنــوك‬
‫املشــاركة مــع غريهــا مــن البنــوك يف هــذا الشــكل التخطيطــي‪.‬‬
‫(‪ )1‬إبراهيــم اهليــدوس‪« ،‬اخلدمــات املصرفيــة اخلاصــة يف املصــارف اإلســامية»‪ ،‬جملــة االقتصــاد اإلســامي‪ ،‬عــدد ‪،186‬‬
‫ســبتمرب‪ /‬أكتوبــر ‪ ،1996‬ص‪.39 :‬‬
‫‪108‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫شـكـــل رقــم (‪ :)15‬العالقـــات السلبيـــة واإلجيابيـــة لبنــوك املشاركـــة مــع‬
‫البنــوك األخـــرى‪.‬‬
‫عــالقـــات إجيــابـيـة‬
‫عــالقـــات سـلـبـيـــة‬
‫البنك املركزي‬
‫البنك املركزي‬
‫توحيد األسلوب الرقابي ( التقليدي)‬
‫بــنــوك تقليدية‬
‫معامالت ربوية‬
‫قانون خــاص «بنوك املشاركة»‬
‫بــنــوك الـمـشــاركــة‬
‫غياب خطة عمل متكامل‬
‫«املعاملة باملثل»‬
‫‪ +‬عالقة مشاركة‬
‫‪ +‬املنافسة املصرفية‬
‫بــنــوك تقليدية‬
‫«التعاون املشرتك»‬
‫بــنــوك مـشــاركــة‬
‫أخرى‬
‫بــنــوك مـشــاركــة‬
‫أخرى‬
‫‪109‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫المبحث الثالث‬
‫تجربة بنوك المشاركة بين النظرية والتطبيق‬
‫سنتناول هذا املبحث بالدراسة من خالل احملاور التالية‪:‬‬
‫ ‪-‬نظرة عامة حول جتربة بنوك املشاركة‪.‬‬
‫ ‪-‬تقويم أداء النشاط املصريف لبنوك املشاركة‪.‬‬
‫ ‪-‬مشاكل وآفاق بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪110‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‬
‫المطلب األول‪ :‬نظرة عامة حول تجربة بنوك المشاركة‪.‬‬
‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬الـوضـعـيـة الـراهـنـة فـي بـنـوك الـمـشــاركـــة‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬قـراءة أولية يف مسيـرة التجربـة املصرفية لبنوك املشـاركـة‪.‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬الوضعية الراهنة يف بنوك املشاركة‬
‫بــدأت جتربــة بنــوك املشــاركة تظهــر بشــكل متزايــد يف الســنوات األخــرة‪،‬‬
‫فرضــت نفســها يف اجملــال االقتصــادي واملصــريف‪ ،‬وحتولــت إىل ظاهــرة ال‬
‫ميكــن االســتهانة هبــا‪.‬‬
‫وتشري اإلحصاءات املتوافرة عن بنوك املشاركة إىل مايلي‪:‬‬
‫‪1 .1‬اختــذ التطــور العــددي لبنــوك املشــاركة اجتاهــا تصاعدي ـاً ومتنامي ـاً‪،‬‬
‫حيــث ارتفــع عددهــا مــن ثالثــة بنــوك عــام ‪ 1975‬ليصــل إىل أكثــر مــن‬
‫‪ 250‬مؤسســة مصرفيــة وماليــة(‪ )1‬تُمــارس عملهــا يف أكثــر مــن ‪75‬‬
‫دولــة يف العــامل‪ ،‬كمــا بلــغ جممــوع أصوهلــا حــوايل ‪ 230‬مليــار دوالر؛ أي‬
‫تضاعفــت بأكثــر مــن ‪ 40‬مــرة بالنســبة لســنة ‪.)2(1982‬‬
‫‪2 .2‬أوضــح االنتشــار اجلغــرايف لـــ ‪ 180‬بنــك مشــاركة أهنــا تغطــي قــارات‬
‫آســيا وإفريقيــا وأوربــا وأمريــكا‪ ،‬علــى النحــو اآلتــي‪ :‬يوجــد يف جنــوب‬
‫آســيا ‪ 61‬بنــكاً ويف جنــوب شــرق آســيا ‪ ،34‬ويف إفريقيــا توجــد ‪34‬‬
‫مؤسســة بنكيــة تعمــل يف الســودان واجلزائــر وغينيــا وجنــوب إفريقيــا‪،‬‬
‫ويوجــد يف منطقــة الشــرق األوســط (مصــر وإيــران واألردن ولبنــان‬
‫‪(1) The Institute of Islamic Banking and Insurance; «Islamic financial institutions», (http://www.islamic‬‬‫‪banking.com(.‬‬
‫‪(2) IBRAHIM WARDE, «Les principes religieux à l’épreuve de la mondialisation : Paradoxes de la finance‬‬
‫‪islamique», Le Monde diplomatique, Septembre 2001, p : 20.‬‬
‫‪111‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫وتركيــا) ‪ 26‬مؤسســة‪ ،‬ويف دول جملــس التعــاون لــدول اخلليــج العربيــة‬
‫‪ 21‬مؤسســة‪ ،‬ويف أمريــكا وأوربــا توجــد ‪ 4‬بنــوك مشــاركة(‪.)1‬‬
‫‪3 .3‬كانت نســبة التمويل القطاعي خمتلفة حســباً لطبيعة املناطق والبيئات‬
‫الــي تعمــل فيهــا بنــوك املشــاركة؛ حيــث اســتحوذت التجــارة علــى نســبة‬
‫‪ %40‬مــن إمجــايل التمويــل املمنــوح يف منطقــة اخلليــج‪ ،‬وكانــت حصــة‬
‫الزراعــة ‪ %45‬يف دول إفريقيــا‪ ،‬بينمــا بلــغ نصيــب الصناعــة ‪ %55‬مــن‬
‫إمجــايل التمويــل املمنــوح مــن قِبــل بنــوك املشــاركة يف منطقــة شــرق‬
‫آســيا(‪.)2‬‬
‫‪4 .4‬كانــت نســبة متويالهتــا القطاعيــة والصيــغ الــي مت هبــا ذلــك التمويــل‬
‫علــى النحــو التــايل‪:‬‬
‫جــدول رقــم (‪ :)13‬نســب التمويــل القطاعــي لبنــوك املشــاركة وصيــغ‬
‫متويلهــا‬
‫التمويل القطاعي‬
‫التجارة‬
‫الصناعة‬
‫الزراعة‬
‫اخلدمات‬
‫عقارات‬
‫استثمارات أخرى‬
‫اجملموع‬
‫النسبة‬
‫‪30%‬‬
‫‪19%‬‬
‫‪9%‬‬
‫‪13%‬‬
‫‪12%‬‬
‫‪17%‬‬
‫‪100%‬‬
‫صيغ التمويل‬
‫مشاركة‬
‫إجـارة‬
‫مضاربة‬
‫مراحبـة‬
‫صيغ أخرى‬
‫النسبة‬
‫‪15%‬‬
‫‪10%‬‬
‫‪9%‬‬
‫‪45%‬‬
‫‪21%‬‬
‫اجملموع‬
‫‪100%‬‬
‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬الشيخ صاحل عبد اهلل كامل‪« ،‬البنوك اإلسالمية‪ ...‬أكرب إجنازات االقتصاد‬
‫اإلسالمي»‪،‬‬
‫جملة االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬العدد ‪ ،196‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.42 :‬‬
‫(‪ )1‬مسري عابد الشيخ‪ ،‬جملة االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬العدد ‪ ،177‬ديسمرب ‪/1995‬يناير ‪ ،1996‬ص‪.9-8 :‬‬
‫(‪ )2‬مسري عابد الشيخ‪ ،‬جملة االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬العدد ‪ ،179‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.37 :‬‬
‫‪112‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫وفيمــا يلــي بعــض املعلومــات حــول الوضــع القائــم لبنــوك املشــاركة الــي‬
‫تُعبِّــر عــن منوهــا وإجنازاهتــا‪:‬‬
‫‪1 .1‬معــدل النمــو الســنوي للقطــاع املصــريف القائــم علــى نظــام املشــاركة‬
‫يــراوح بــن ‪ %15‬و‪ %20‬ســنوياً(‪.)1‬‬
‫‪2 .2‬يوجــد ‪ %20‬مــن العمــاء يف العــامل اإلســامي ال يتعاملــون إال مــع بنــوك‬
‫املشــاركة و‪ %20‬ال يتعاملــون معهــا مطلقــا‪ ،‬وســتكون بنــوك املشــاركة‬
‫مســؤولة عــن إدارة ‪ %50‬إىل ‪ %60‬مــن مدخــرات العــامل العربــي‬
‫واإلســامي يف الســنوات العشــرة املقبلــة(‪.)2‬‬
‫‪3 .3‬ازدياد األدوات االستثمارية املتاحة إىل أكثر من ‪ 12‬صيغة خمتلفة‪.‬‬
‫‪4 .4‬توجــد مخســة مــن أكــر عشــرة بنــوك دوليــة يف العــامل‪ ،‬لديهــا فــروع‬
‫للعمــل املصــريف تعتمــد علــى صيــغ التمويــل باملشــاركة(‪.)3‬‬
‫‪5 .5‬هنــاك جتــارب ناجحــة يف بعــض الــدول األوربيــة واألمريكيــة للتطبيــق‬
‫العملــي بالصيــغ التمويليــة كاملشــاركة واملضاربــة واملراحبــة وغريهــا‪،‬‬
‫وال تقتصــر هــذه الفكــرة علــى املســلمني؛ بــل إن هنــاك مــن أصحــاب‬
‫الديانــات األخــرى مــن ِّ‬
‫يفضلــون التعامــل مــع هــذه البنــوك لثقتهــم فيها‪،‬‬
‫خاصــة أن مجيــع األديــان الســماوية حتـرِّم التعامــل بالربــا (الفائــدة)‪.‬‬
‫‪6 .6‬زيادة الدراسات حول العمل املصريف لبنوك املشاركة حتى أن صندوق‬
‫النقــد الــدويل كـوَّن وحــدة حبثيــة تعنــى هبــذا النمــوذج املصــريف «البنوك‬
‫بــا فوائــد»(‪ ،)4‬ووضــع منــذ عــام ‪ 1985‬برناجمــا ضخمــا للبحــوث يف‬
‫(‪ )1‬عبــد امللــك يوســف احلمــر‪« ،‬مــرة أخرى‪..‬ملــاذا البنــوك اإلســامية»‪ ،‬جملــة االقتصــاد اإلســامي‪ ،‬العــدد ‪ ،194‬مرجــع‬
‫ســابق‪ ،‬ص‪.26:‬‬
‫(‪ )2‬عدنــان البحــر‪« ،‬الصناعــة املصرفيــة اإلســامية ضــرورة ال غنــى عنهــا»‪ ،‬جملــة االقتصــاد واألعمــال‪ ،‬العــدد ‪ ،245‬أيــار‬
‫‪ /‬مايــو ‪ ،2000‬ص‪.80 :‬‬
‫(‪ )3‬حممــد خشــان‪« ،‬البنــوك الغربيــة واإلقتــداء باملنهــج اإلســامي»‪ ،‬جملــة االقتصــاد اإلســامي‪ ،‬العــدد ‪ ،193‬أفريــل ‪،1997‬‬
‫ص‪.56 :‬‬
‫(‪ )4‬حممد بن القري‪ ،‬جملة االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬العدد ‪ ،158‬يونيو‪/‬يوليو ‪ ،1994‬ص‪.35 :‬‬
‫‪113‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫جمــال بنــوك املشــاركة غطــى ثالثــة جوانــب أساســية وهي(‪:)1‬‬
‫ ‪ -‬اإلطار الفكري والنظري لبنوك املشاركة‪.‬‬
‫ ‪-‬تنظيم العالقة بينها وبني السلطات النقدية‪.‬‬
‫ ‪-‬حتليـل التجـربـة العـمـلـيـة هلا‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬قراءة أولية يف مسرية التجربة املصرفية لبنوك املشاركة‬
‫‪1 .1‬إجنازات وإجيابيات جتربة بنوك املشاركة‪:‬‬
‫إن النظــرة األوليــة لنمــو وإجنــازات بنــوك املشــاركة متكننــا مــن اســتخالص‬
‫جمموعــة مــن املالحظــات أمهها‪:‬‬
‫‪ -1.1‬إن مســرة بنــوك املشــاركة تؤكــد جناحهــا مــن خــال األرقــام‬
‫واإلحصــاءات الــي تبيِّــن منــو اســتثماراهتا وإقبــال العمــاء عليهــا‪ ،‬واتســاع‬
‫جمــال متويلهــا لــكل القطاعــات االقتصاديــة‪.‬‬
‫‪ -2.1‬تُعتــر بنــوك املشــاركة حديثــة العهــد إذا مــا قورنــت بالتاريــخ‬
‫الطويــل للبنــوك التقليديــة‪ ،‬ومــع ذلــك أثبــت االنتشــار الســريع هلــذه البنوك‬
‫«اجلديــدة» يف العــامل واإلقبــال املتزايــد علــى خدماهتــا وجــود حاجــات‬
‫مصرفيــة كامنــة مل تُ ِشْــبعْهَا البنــوك التقليديــة‪.‬‬
‫‪ -3.1‬إن هــذه البنــوك لــو مل تكــن قــادرة علــى االســتمرار والنجــاح‬
‫وإثبــات وجودهــا ضمــن القطــاع املصــريف العاملــي ملــا أخــذ عددهــا يف‬
‫التزايــد ســنوياً‪.‬‬
‫‪ -4.1‬جنــاح جتربــة بنــوك املشــاركة دليلــه هــو عــدم تعرضهــا للهــزات‬
‫املاليــة الكبــرة؛ رغــم حالــة الركــود االقتصــادي العاملــي‪.‬‬
‫(‪ )1‬صــاحل عبــد اهلل كامــل‪« ،‬تقديــر منــو القطــاع املصــريف اإلســامي وآثــاره علــى ســاحة املــال العامليــة»‪ ،‬مرجــع ســابق‪،‬‬
‫ص‪.50 :‬‬
‫‪114‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‪ -5.1‬مــن مؤشــرات جنــاح بنــوك املشــاركة هــو قيــام البنــوك التقليديــة‬
‫بفتــح أقســام وفــروع تعمــل بصيــغ التمويــل باملشــاركة حتــى تســتقطب‬
‫شــرحية العمــاء الذيــن كانــوا ال يرغبــون يف التعامــل معهــا‪ ،‬وإذا كانــت‬
‫البنــوك التقليديــة حتــاول اقتبــاس نظــام املشــاركة للتنافــس فهــذا يُعتــر‬
‫خطــوة موفقــة حنــو نشــر الفكــرة‪ ،‬وميكــن أن تتحــول تلك البنــوك التقليدية‬
‫إىل بنــوك مشــاركة مــن خــال اقتناعهــا أن التعامــل بصيــغ املشــاركة أفضل‬
‫مــن التعامــل بالفائــدة‪.‬‬
‫‪ -6.1‬إن إقبــال البنــوك العامليــة علــى العمــل املصــريف بصيــغ املشــاركة‪،‬‬
‫مبــا متلكــه مــن جتــارب وخــرات يف العمــل املصــريف ومبــا تتمتــع بــه مــن‬
‫تقنيــات عاليــة ســوف يســهم يف زيــادة املنافســة مــع بنــوك املشــاركة؛ األمــر‬
‫الــذي حيفزهــا علــى زيــادة الكفــاءة والفعاليــة‪.‬‬
‫‪ -7.1‬جتــاوزت بنــوك املشــاركة مرحلــة التأســيس واالنتشــار إىل مرحلــة‬
‫املنافســة حمليـاً ودولياً‪.‬‬
‫شـكل رقم (‪ :)16‬مراحـل مسيـرة بنـوك املشـاركـة‬
‫مرحلة التأسيس‬
‫مرحلة االنتشار‬
‫‪1975‬‬
‫مسرية بنوك املشاركة‬
‫مرحلة املنافسة‬
‫ما بعد ‪2000‬‬
‫‪ -8.1‬مــن أبــرز إجيابيــات بنــوك املشــاركة أهنــا فتحــت الطريــق أمــام‬
‫املفكريــن واالقتصاديــن لدراســة التجربــة ونقــد ممارســتها‪ ،‬وهــذا مــا‬
‫يســاعد علــى بلــورة نــواة مدرســة « اقتصــاد املشــاركة»‪.‬‬
‫‪ -9.1‬إن بنــوك املشــاركة اســتطاعت أن تُــرز للعــامل فكــراً اقتصاديــاً‬
‫جديــداً‪ ،‬وأن تقــدم حلــوال للعديــد مــن املشــكالت الــي يواجههــا النشــاط‬
‫‪115‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫االقتصــادي العاملــي اليــوم‪.‬‬
‫‪ -10.1‬كان لبنــوك املشــاركة أثــر إجيابــي بــارز يف إتاحــة الفرصــة‬
‫للرجــوع إىل فقــه املعامــات املاليــة‪ ،‬واالجتهــاد يف العمليــات املصرفيــة‬
‫املعاصــرة؛ ولذلــك كثــرت البحــوث والفتــاوى والنــدوات واملؤمتــرات يف‬
‫جمــال املعامــات املاليــة املعاصــرة‪ ،‬وهــذا إثــراء كبــر للثــروة الفقهيــة يف‬
‫العــامل اإلســامي‪.‬‬
‫‪ -11.1‬لقــد متكنــت بنــوك املشــاركة خــال مســرهتا مــن كســر حلقــة‬
‫االحتكار املصريف الربوي وجتاوز مســألة حتمية الفائدة (اســتحالة وجود‬
‫نظــام مصــريف يتجنــب آليــة الفائــدة)؛ وبالتــايل كشــفت هــذه التجربــة عــن‬
‫إمكانيــة اســتبدال النظــام املصــريف القائــم علــى الفائــدة بنظــام مصــريف‬
‫قائــم علــى املشــاركة‪.‬‬
‫‪ -12.1‬لقــد أســهمت بنــوك املشــاركة مــن خــال جتربتهــا يف تطويــر‬
‫مفاهيــم املشـــاركة واملخاطـــرة‪ ،‬وفكــــرة «البنــوك الشــاملة» الــي تنشــأ اآلن‬
‫كحركيــة عامليــة جديــدة‪.‬‬
‫‪ -13.1‬إن بنــوك املشــاركة جتربــة قــد تكــون هلــا إجيابياهتــا وســلبياهتا؛‬
‫وهلــذا جيــب تشــجيع اجلوانــب اإلجيابيــة فيهــا وتنبيــه القائمــن عليهــا إىل‬
‫املشــكالت الــي قــد تعرتضهــا وحماولــة عالجهــا‪.‬‬
‫‪2 .2‬مناذج من محالت التشكيك حول جتربة بنوك املشاركة‪:‬‬
‫لقــد تعرضــت جتربــة بنــوك املشــاركة الدعــاءات وشــكوك ليــس فقــط‬
‫يف جدواهــا وجوهــر منهجهــا؛ ولكــن أيضــا يف مصداقيــة ممارســتها مــع‬
‫مبادئهــا املعلنــة(‪ ،)1‬ونعــرض فيمــا يلــي منــاذج مــن محــات التشــكيك الــي‬
‫(‪ )1‬أبو اجملد حرك‪« ،‬البنوك اإلسالمية ماهلا وما عليها»‪ ،‬دار الصحوة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ ،1988 ،1‬ص‪.127 :‬‬
‫‪116‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫تكشــف عــن طبيعــة االنتقــادات املوجهــة هلــذه البنــوك هبــدف حتجيــم‬
‫جتربتهــا املتناميــة ‪:‬‬
‫‪ -1.2‬وصــف القائمــن علــى بنــوك املشــاركة بأهنــم يســتغلون املتعاملــن‬
‫حتــت اســم اإلســام‪.‬‬
‫‪ -2.2‬التشــكيك يف معامــات هــذه البنــوك واإلدعــاء بأهنــا ال ختتلــف‬
‫عــن معامــات البنــوك التقليديــة‪.‬‬
‫‪ -3.2‬هنــاك مــن يــرى أهنــا بنــوك تســعى للربــح دون املخاطــرة‪ ،‬أكثــر‬
‫مــن أهنــا تنمويــة تعمــل علــى دفــع عجلــة التنميــة االقتصاديــة يف الــدول‬
‫الــي تعمــل هبــا‪.‬‬
‫‪ -4.2‬التشــكيك يف عدالــة توزيــع األربــاح بــن املســامهني واملودعــن‪،‬‬
‫باحلديــث عــن فــروق كبــرة بــن عائــد كل منهمــا لصــاحل املســامهني دون‬
‫املودعــن‪.‬‬
‫‪ -5.2‬ومــن التشــكيك كذلــك اإلدعــاء بــأن عنصــر الفائــدة يف البنــوك‬
‫التقليديــة هــو احلافــز الضاغــط علــى اإلدارة حلســن اســتثمار األمــوال‬
‫هبــا‪ ،‬بينمــا تعمــل إدارة بنــوك املشــاركة باســرخاء يف أداء أعماهلــا بســبب‬
‫احتمــال عــدم توزيــع عائــد علــى اإليداعــات التفاقهــا مســبقا علــى إمــكان‬
‫حــدوث ذلــك‪.‬‬
‫‪ -6.2‬هنــاك مــن أرجــع خشــيته علــى أمــوال املودعــن يف بنــوك املشــاركة‬
‫إىل أســباب احتماليــة‪« :‬كاحتمــال وجــود قــرارات ســرية يف البنــوك‬
‫بتخفيــض العائــد واحتمــال ســوء املعاجلــة احملاســبية‪ ،‬واحتمــال اتفــاق‬
‫البنــك املركــزي مــع البنــوك بعــدم زيــادة العائــد املــوزع عــن الفائــدة املعلنــة‪،‬‬
‫‪117‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫واحتمــال ســوء التشــغيل واإلدارة»(‪.)1‬‬
‫إن هــذه الشــكوك التحوطيــة ال ينبغــي أن تؤثــر علــى حركــة بنــوك املشــاركة‬
‫ومســرهتا؛ بــل جيــب أن تكــون دافع ـاً هلــا الســتدراك األخطــاء وعالجهــا‪،‬‬
‫تســاعدها يف ذلــك أجهــزة رقابتهــا املتعــددة واملتكاملــة مــن أجــل تعزيــز‬
‫الثقــة فيهــا‪.‬‬
‫(‪ )1‬حممــد عبــد احلكيــم زعــر‪« ،‬مــن حيمــي أمــوال املودعــن بالبنــوك اإلســامية»‪ ،‬جملــة األهــرام االقتصــادي‪ ،‬القاهــرة‪،‬‬
‫العــدد ‪ 20 ،927‬أكتوبــر ‪ ،1986‬ص‪.62 -61 :‬‬
‫‪118‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫المطلــب الثانــي‪ :‬تقويــم أداء النشــاط المصرفــي لبنــوك‬
‫المشــاركة‪.‬‬
‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬مـظاهـر تـقـويــم أداء بنـوك املـشــاركـــة‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬تقييم دور بنوك املشاركة يف تعبئة وتوظيف املوارد املالية‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬دراسـة مقارنـة ألداء البنوك التقليديـة وبنوك املشاركـة‪.‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬مظـاهر تقويم أداء بنوك املشـاركة‬
‫‪1 .1‬مفهوم عملية تقويم األداء وأمهيتها بالنسبة لبنوك املشاركة‪:‬‬
‫لقــد قامــت عــدة دراســات متفرقــة حتــاول تقويــم جوانب النشــاط املصريف‬
‫لبنــوك املشــاركة؛ وذلــك مــن أجــل الوقــوف علــى مــدى جنــاح هــذه البنــوك‬
‫يف حتقيــق األهــداف الــي أنشــئت مــن أجلهــا‪.‬‬
‫وتُعـرَّف عمليــة تقويــم األداء علــى أهنــا‪« :‬جمموعــة اإلجــراءات الــي تقــارن‬
‫فيهــا النتائــج احلقيقيــة للنشــاط بأهدافــه املقــررة قصــد بيــان مــدى‬
‫انســجام تلــك النتائــج مــع األهــداف لتقديــر مســتوى فعاليــة أداء النشــاط‪،‬‬
‫كمــا تقــاس وتقــارن فيــه عناصــر مدخــات النشــاط مبخرجاتــه‪ ،‬وتــدرس‬
‫أســاليب تنفيــذه قصــد التأكــد مــن أن أداء النشــاط قــد مت بدرجــة عاليــة‬
‫مــن الكفايــة [الكفــاءة] املعــر عنهــا بتحقيق أفضــل النتائج بأقــل األعباء»(‪.)1‬‬
‫وميكن تبسيط التعريف السابق يف هذا الشكل التخطيطي‪:‬‬
‫(‪ )1‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.264 :‬‬
‫‪119‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫شـكـــل رقــم (‪ :)17‬مظاهـــر عمليـــة تقويـــم األداء وأمهيتهـــا يف بنـــوك‬
‫املشاركــة‪.‬‬
‫عملية تقويم األداء‬
‫(‪)Performance evaluation‬‬
‫مظهر «فعالية األداء»‬
‫(‪)Effectiveness‬‬
‫التعرف على األهداف‬
‫مجع املعلومات الفعلية‬
‫اختيار املعايري ومؤشرات القياس‬
‫قياس األداء استخراج نتائج التقويم‬
‫تقدير مستوى حتقيق األهداف‬
‫كشف نقاط القوة ونقاط الضعف‬
‫(تصحيح االحنرافات)‬
‫[النتائج احملققة] مقارنة‬
‫تطوير األداء وحتسني مستوى إدارة بنوك املشاركة‬
‫(ترشيد مسرية بنوك املشاركة)‬
‫(درجة بلوغ األهداف)‬
‫[األهداف املقررة]‬
‫مظهر «كفاءة األداء»‬
‫(‪)Efficiency‬‬
‫تقدير مدى حسن استخدام املوارد‬
‫(تحقيق أفضل النتائج بأقل التكاليف)‬
‫املخرجـات ‪/‬املدخـالت‬
‫لقــد ظهــرت أمهيــة تقويــم أداء بنــوك املشــاركة نظــراً ملــا تصادفــه مــن‬
‫مشــاكل يف الواقــع العملــي‪ ،‬ومــدى قــدرة القائمــن علــى إدارة هــذه البنــوك‬
‫يف التغلــب علــى تلــك املشــكالت‪ ،‬واالرتقــاء مبســتوى أدائهــا ملواجهــة‬
‫املنافســة يف الســوق املصرفيــة اإلقليميــة والدوليــة(‪.)1‬‬
‫‪2 .2‬حتديد أهداف بنوك املشاركة اخلاصة بعملية تقويم األداء‪:‬‬
‫إن بنــوك املشــاركة تتميــز عــن البنــوك التقليديــة مبجموعــة مــن األهــداف‬
‫اخلاصــة هبــا مــن أمههــا‪ :‬ختليــص أكــر عــدد مــن اجلمهــور مــن التعامــل‬
‫الربــوي والتــزام الشــرعية يف معامالهتــا واملســامهة يف التنمية االقتصادية‬
‫(‪ )1‬حممــد حممــد إبراهيــم البلتاجــي‪« ،‬معايــر تقويــم أداء املصــارف اإلســامية‪ :‬دراســة نظريــة تطبيقيــة»‪ ،‬ملخــص رســالة‬
‫دكتــوراه‪ ،‬يف جملــة دراســات اقتصاديــة إســامية‪ ،‬املعهــد اإلســامي للبحــوث والتدريــب‪ ،‬البنــك اإلســامي للتنميــة‪ ،‬اجمللــد‬
‫‪ ،5‬العــدد ‪ ،1998 ،2‬ص‪.111 :‬‬
‫‪120‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫وحتقيــق ربــط التمويــل باإلنتــاج‪ ،‬وحفــظ رؤوس األمــوال وتنميتهــا‪.)2(1‬‬
‫وحاولــت دراســة أحــد الباحثــن إجيــاد معايــر لتقويــم أداء بنــوك املشــاركة عــن‬
‫طريــق تصميــم منــوذج حيتــوي علــى جمموعــة مــن املعايــر واملؤشــرات املاليــة‬
‫هبــدف التعــرف عــن مــدى حتقيقهــا ألهدافهــا‪ ،‬ومادامــت عمليــة التقويــم تبــدأ‬
‫بتحديــد أهــداف البنــوك فقــد خلُــص إىل أن اهلــدف الرئيــس لبنــوك املشــاركة‬
‫هو»تقديــم اخلدمــات املصرفيــة واالســتثمارية يف إطار األحكام الشــرعية» ويف‬
‫ســبيل حتقيــق هــذا اهلــدف فــإن بنــوك املشــاركة لديهــا العديــد مــن األهــداف‬
‫الفرعيــة األخــرى مت تقســيمها إىل أهــداف ماليــة وأهــداف خاصــة باملتعاملــن‬
‫وأهــداف داخليــة وأهــداف ابتكاريــة‪ ،‬كمــا هــو موضــح يف الشــكل التــايل‪:‬‬
‫شـكـل رقم (‪ :)18‬أهـداف بـنـوك املـشـاركـة املستخدمة يف منـوذج تقويـم األداء‪.‬‬
‫تقديم اخلدمات املصرفية واالستثمارية‬
‫يف إطار األحكام الشرعية‪.‬‬
‫أهـداف مالـيـة‬
‫أهـــداف خاصــة‬
‫باملتعاملــن‬
‫أهـداف داخليـة‬
‫أهداف ابتكاريـة‬
‫جذب وتنمية الودائع‬
‫تقديم اخلدمات املصرفية‬
‫تنمية املوارد البشرية‬
‫ابتكار صيغ االستثمار‬
‫استثمار األموال‬
‫توفري التمويل‬
‫للمستثمرين‬
‫الــنــمـــو‬
‫ابتكار وتطوير اخلدمات‬
‫حتقيق األرباح‬
‫توفري األمان للمودعني‬
‫االنتشـــــار‬
‫املصدر‪ :‬حممد حممد إبراهيم البلتاجي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.117 :‬‬
‫(‪ )1‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.300 ،274 :‬‬
‫‪121‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫ثانياً‪ :‬تقييم دور بنوك املشاركة يف تعبئة وتوظيف املوارد املالية‬
‫‪1 .1‬تقويم جوانب الفعالية والكفاءة يف أداء بنوك املشاركة‪:‬‬
‫قــام أحــد الباحثــن بدراســة حتــاول تقويــم جممــل النشــاط املصــريف لعينــة‬
‫مــن بنــوك املشــاركة‪ ،‬عــن طريــق التمييــز بــن مظهري تقويــم األداء (فعالية‬
‫وكفــاءة)؛ حيــث إن الطبيعــة اخلاصــة لبنــك املشــاركة جتعلــه خيتــص‬
‫بأهــداف إضافيــة مميــزة ممــا يُتيــح تقويــم أدائــه مــن حيــث الفعاليــة مــن‬
‫جهــة‪ ،‬وذلــك يف ضــوء األهــداف االجتماعيــة والتنمويــة الــي يســعى إليهــا‪،‬‬
‫وكذلــك مــن حيــث كفــاءة أدائــه يف التوفيق بني اعتبارات الرحبية والســيولة‬
‫واألمــان‪ ،‬وحتقيــق أفضــل النتائــج بأقــل التكاليــف املمكنــة؛ «وبذلــك تبــدو‬
‫عمليــة تقويــم األداء يف بنــك املشــاركة أوســع جمــاال وأكثــر تعقيــدا ممــا هــي‬
‫عليــه يف البنــك التقليــدي»(‪.)1‬‬
‫يتمثــل الفصــل بــن مظهــري تقويــم األداء يف البنــوك التقليديــة مــن خــال‬
‫ختصيــص جانــب الكفــاءة بتحقيــق هــدف الرحبيــة‪ ،‬باعتبــار الرحبيــة‬
‫مت ِّثــل حســن اســتخدام املــوارد وحتقيــق أفضــل النتائــج مبعنــى حتســن‬
‫نســبة املخرجــات للمدخــات‪ ،‬وتُعــد الســيولة واألمــان أهدافــاً مســتقلة‬
‫عــن هــدف الرحبيــة خيتــص هبــا تقويــم الفعاليــة‪ .‬بينمــا تُعتــر األهــداف‬
‫املميــزة لبنــوك املشــاركة منطلقـاً لتحقيــق جانــب تقويــم فعاليــة األداء مــن‬
‫جهــة‪ ،‬يف حــن أن التأليــف األمثــل بــن مصــادر التمويــل واالســتخدامات‬
‫يف ظــل اعتبــارات الرحبيــة والســيولة واألمــان يُعتــر جمــاالً لتقويــم كفــاءة‬
‫األداء‪.‬‬
‫وفضـاً عــن ذلــك‪ ،‬يعــرف هــذا الباحــث بــأن حماولــة التقويــم هــذه قــد ال‬
‫(‪ )1‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.301 :‬‬
‫‪122‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫ترقــى لبلــوغ املأمــول منهــا وذلــك لســبب رئيــس يتمثــل يف قصــور البيانــات‬
‫واملعلومــات املنشــورة عــن بنــوك املشــاركة لتلبيــة احتياجــات التقويــم‪...‬‬
‫فهــذه البنــوك «تبــدو ‪-‬فيمــا عــدا النشــرات الدعائيــة‪ -‬ضنينــة البيانــات‬
‫الــي متثــل حــدا مقبــوال ومطلوبــا مــن اإلفصــاح والتفصيــل ووحــدة العرض‬
‫والتبويــب ممــا حيــد مــن عمليــة التقويــم ويقيِّــد مــن ممارســتها علــى النحــو‬
‫املأمــول»(‪.)1‬‬
‫لقــد خلصــت الدراســة إىل املظاهــر الرئيســة الــي نوجزهــا يف اجلــدول‬
‫التــايل‪:‬‬
‫(‪ )1‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.258 :‬‬
‫‪123‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫جــدول رقــم (‪ :)14‬تقويــم فعاليــة وكفــاءة أداء النشــاط املصــريف لبنــوك‬
‫املشاركة‪.‬‬
‫اجلانب أهداف بنوك املشاركة‬
‫‪ -1‬ختليص أكرب عدد‬
‫من اجلمهور من‬
‫التعامل الربوي‪.‬‬
‫‪ -1‬تـقـويـم جـانـب فـعـالـيـة األداء‬
‫‪ -2‬توسيع نطاق العمل‬
‫التعاوني‪:‬‬
‫ يف التعامل مع‬‫اجلمهور‪.‬‬
‫‪ -‬بني بنــوك املشاركة‪.‬‬
‫‪ -3‬حماربة الفقر‬
‫وحتقيق العدالة‬
‫االجتماعية‪:‬‬
‫ إدارة أموال الزكاة‪.‬‬‫ اإلقراض احلسن‪.‬‬‫‪ -4‬املسامهة يف التنمية‬
‫االقتصادية‪:‬‬
‫ االستثمار وفق‬‫أولويات املصلحة‬
‫االجتماعية‪.‬‬
‫ ربط االدخار‬‫واالستثمار بعملية‬
‫اإلنتاج‪.‬‬
‫أهــم املؤشـرات املتاحـة‬
‫نتائــج تقويـم أداء بنـوك املشـاركة‬
‫‪ -1‬تطــور عــدد بنــوك املشــاركة ‪ -1‬تطور معقول (= فعالية مناسبة)‪.‬‬
‫و تو ز يعهــا ‪.‬‬
‫‪ -2‬تطــور حجــم األمــوال املودعــة ‪ -2‬معدالت معقولة‪.‬‬
‫واملســتثمرة يف بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫‪ -3‬حجــم األمــوال املُــدارة مــن طــرف ‪ -3‬نشاط حمدود‪.‬‬
‫بنــوك املشــاركة منســوبة إىل حجــم‬
‫‪ -4‬معدالت معقولة‪.‬‬
‫األمــوال املتاحــة يف اجملتمــع‪.‬‬
‫‪ -4‬تطــور حجــم وعــدد احلســابات‬
‫اجلاريــة وودائــع االســتثمار‪.‬‬
‫‪ -1‬تطــور حجــم النشــاط التعاونــي إىل‬
‫* نطاق حمدود‪.‬‬
‫حجــم النشــاط الكلــي يف البنــك‪.‬‬
‫‪ -2‬األشــكال التعاونيــة اجلديــدة الــي‬
‫(بنوك املشــاركة مل تتجه بعد إىل توســيع‬
‫يقدمهــا البنــك‪.‬‬
‫‪ -3‬متابعــة توصيــات املؤمتــرات نطــاق العمل التعاونــي مبظهريه)‪.‬‬
‫املتعلقــة خبطــط االســتثمار اجلماعــي‪.‬‬
‫‪ -4‬تطــور حجــم املســتثمر يف مشــاريع‬
‫مشــركة إىل إمجــايل االســتثمارات‪.‬‬
‫‪ -1‬تطــور حجــم أمــوال الــزكاة املُــدارة‬
‫* مســألة الــزكاة هلــا حجــم بســيط مــن‬
‫مــن طــرف البنــك‪.‬‬
‫‪ -2‬تطــور حجــم الــزكاة املدفوعــة مــن جممــل نشــاط بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫طــرف البنــك‪.‬‬
‫‪ -3‬تطــور حجــم القــروض احلســنة (بنــوك املشــاركة ليســت غافلــة عــن هــذا‬
‫وتوزيعهــا النســي علــى أنواعهــا‪ .‬اجلانــب االجتماعــي‪ +‬حيتــاج إىل املزيــد‬
‫‪ -4‬تطــور حجــم وعــدد احلســابات مــن االهتمــام)‪.‬‬
‫اخلاصــة بالتربعــات والصدقــات‪.‬‬
‫‪ -1‬التحليــل التفصيلــي الســتثمارات ‪ -1‬بنــوك املشــاركة ليســت غافلــة عــن‬
‫هــذا اهلــدف التنمــوي‬
‫البنــك وتطورهــا‪.‬‬
‫‪ -2‬مشــاركة البنــك يف مشــروعات ‪ -2‬االســتثمار التنمــوي مطمــح مل يتســع‬
‫ويتطــور علــى النحــو املأمــول‪.‬‬
‫تنمويــة يف اجملتمــع‪.‬‬
‫‪ -3‬مشــاركة البنــك مــع جمموعــة بنــوك ‪ -3‬نشاط حمدود‪.‬‬
‫املشــاركة يف توجيــه األمــوال حنــو ‪ -4‬االســتثمار وفــق األولويــات مل يتخــذ‬
‫مناطــق النــدرة يف رؤوس األمــوال‪ .‬طابــع اخلطــة امللتــزم هبــا مــن طــرف‬
‫بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫‪124‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‪ -2‬تقويم كفاءة األداء‬
‫‪ -1‬مؤشرات التوازن يف اهليكل املايل‪ -1 .‬الرتكيـز على التوظيـف قصيـر األجل‬
‫(غري مالئم)‪.‬‬
‫‪ -2‬مستوى معقول من السيولة‪.‬‬
‫‪ -2‬مؤشرات السيــــــولة‪.‬‬
‫‪ -3‬تغطية مناسبة وضمان كاف‬
‫(بالنسبة للحسابات اجلارية)‪.‬‬
‫‪ -5‬احلفاظ على املال ‪ -3‬مؤشرات األمان أو الضمان‪.‬‬
‫‪ -4‬رحبية ضعيفة ‪ +‬عائد ضئيل‬
‫وتنميته‪:‬‬
‫(مقارنة مع البنوك التقليدية‪ ،‬وهذا غري‬
‫‪ -4‬مؤشرات العــائد والرحبية‪.‬‬
‫مقبول)‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.378 -300 :‬‬
‫‪2 .2‬تقييم الدور االقتصادي لبنوك املشاركة‪:‬‬
‫قامــت جمموعــة مــن اخلــراء بدراســة ميدانيــة هبــدف تقييــم الــدور‬
‫االقتصــادي لعيِّنــة مــن بنــوك املشــاركة (ن = ‪ )19‬مــن خالل تعبئة وتوظيف‬
‫مواردهــا‪ ،‬وكشــفت عــن نقــاط القــوة ونقــاط الضعــف يف أداء هــذه البنــوك‬
‫نلخصهــا يف اجلــدول التــايل‪:‬‬
‫جدول رقم (‪ :)15‬تقييـم الدور االقتصـادي لبنـوك املـشـاركـة‬
‫املعيـــار املستخدم‬
‫أ‪ -‬على مستوى حجم املوارد اإلمجالية‪:‬‬
‫‪%‬منو إمجايل املوارد‪:‬‬
‫‪-1‬جذب املدخرات وتعبئة املوارد املالية‬
‫حجم املوارد للسنة (ن) ‪ -‬حجم املوارد للسنة (ن‪)1-‬‬
‫حجم املوارد للسنة (ن ‪)1-‬‬
‫ب‪ -‬على مستوى مصادر املوارد‪:‬‬
‫‪ %‬إمجايل الودائع إىل إمجايل املوارد‪.‬‬
‫‪ %‬حقوق امللكية إىل إمجايل املوارد‪.‬‬
‫جـ‪ -‬على مستوى األمهية النسبية ألنواع‬
‫الودائع‪:‬‬
‫‪ %‬الودائع االستثمارية إىل إمجايل الودائع‪.‬‬
‫‪ %‬الودائع اجلارية إىل إمجايل الودائع‪.‬‬
‫تقييـــم عام لبنوك املشـــاركة‬
‫النسبة‬
‫ قامــت بنــوك املشــاركة بصفــة عامــة بــدور ملمــوس‬‫يف جمــال تعبئــة املــوارد املاليــة وجتميــع املدخــرات‪،‬‬
‫معقولة وهــو مــا يعــي أن هــذه البنــوك ســامهت بــدور هــام‬
‫يف متويــل عمليــات التنميــة االقتصاديــة؛ حيــث ســجل‬
‫املؤشــر منــواً مســتمراً مــن ســنة ألخــرى‪.‬‬
‫ متثــل الودائــع املصــدر الرئيــس الــذي تعتمــد عليــه‬‫هــذه البنــوك يف متويــل أنشــطتها املختلفــة وخاصــة‬
‫مرتفعة نشــاطها االســتثماري‪ ،‬وكان مــن املفــروض أن متثــل‬
‫منخفضة حقــوق امللكيــة أمهيــة أكــر لــدى بنــوك املشــاركة‬
‫كمصــدر لتمويــل مشــروعاهتا االســتثمارية التنمويــة‪.‬‬
‫ يعتــر ارتفــاع نســبة الودائــع االســتثمارية إىل إمجايل‬‫مرتفعة الودائــع مؤشــراً إجيابيــاً؛ ألن النشــاط االســتثماري‬
‫منخفضة هلــذه البنــوك يعتمــد علــى هــذه الودائــع االســتثمارية‬
‫لتمويــل مشــروعاهتا‪.‬‬
‫‪125‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫‪-2‬توظيف واستثمار املوارد املالية‬
‫ إن بنــوك املشــاركة مل تقــم بالــدور االقتصــادي‬‫أ‪ -‬على مستوى آجال التوظيف‪:‬‬
‫‪ %‬التوظيــف طويــل األجــل إىل إمجــايل منخفضة املأمــول منهــا يف جمــال االســتثمارات طويلــة األجــل‬
‫بنسبة ذات األثــر التنمــوي املرتفــع؛ حيــث اعتمــدت بصــورة‬
‫ا لتو ظيــف ‪.‬‬
‫كبرية شــبه كاملــة علــى االســتثمارات قصــرة األجــل‪ ،‬وهــذا‬
‫يتعــارض مــع الطبيعــة االســتثمارية اخلاصــة هلــذه‬
‫البنــوك‪.‬‬
‫ إن غالبيــة بنــوك املشــاركة جتنَّبــت االعتمــاد علــى‬‫ب‪ -‬على مستوى أساليب التوظيف‪:‬‬
‫‪ %‬االســتثمار باملشــاركة واملضاربــة إىل إمجــايل منخفضة األســاليب االســتثمارية األكثــر مالءمــة لطبيعتهــا‪،‬‬
‫(أمهية والــي تعكــس طبيعــة النمــوذج التمويلــي اجلديــد مثــل‬
‫التوظيف‪.‬‬
‫حمدودة) املشــاركة واملضاربــة واالســتثمار املباشــر‪ ،‬واعتمــدت‬
‫بصــورة أساســية علــى األســاليب الــي تتميــز‬
‫باخنفــاض درجــة املخاطــرة مثــل‪ :‬املراحبــة والتأجــر‬
‫التمويلــي والبيــع اآلجــل‪.‬‬
‫جـ‪ -‬على مستوى جماالت التوظيف‪:‬‬
‫ إن الــدور االقتصــادي الــذي كان مأمــوالً مــن بنــوك‬‫املشــاركة القيــام بــه يف جمــال االهتمــام باالســتثمار يف‬
‫‪ %‬االســتثمار يف قطاعــي الزراعــة والصناعــة‬
‫منخفضة القطاعــات اإلنتاجيــة لقطاعــي الزراعــة والصناعــة‬
‫إىل إمجــايل التوظيــف‪.‬‬
‫خاصــة ‪-‬نظــراً ألمهيتهــا يف عمليــة التنميــة‪ -‬مل‬
‫يتحقــق يف أغلــب احلــاالت واعتمــدت هــذه البنــوك‬
‫علــى قطــاع التجــارة لتوظيــف مواردهــا‪.‬‬
‫املصــدر‪ :‬راجــع‪ :‬جلنــة األســاتذة اخلــراء االقتصاديــن والشــرعيني واملصرفيــن‪« ،‬موســوعة‬
‫تقويــم أداء البنــوك اإلســامية‪ :‬تقويــم الــدور االقتصــادي للمصــارف اإلســامية»‪ ،‬ج‪ ،4‬املعهــد‬
‫العاملــي للفكــر اإلســامي‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ط‪ ،1996 ،1‬ص‪20-16 :‬؛ ‪.193-188‬‬
‫‪126‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫ثالثاً‪ :‬دراسة مقارنة ألداء البنوك التقليدية وبنوك املشاركة‬
‫قامــت دراســة حديثــة بتحليــل جتربــة بنــوك املشــاركة مقارنــة مــع البنــوك‬
‫التقليديــة يف ســنوات التســعينيات مــن القــرن املاضــي باســتخدام حتليــل‬
‫اجتاهــات النمــو والتحليــل بالنســب املاليــة‪ ،‬وتوصلت إىل أن بنوك املشــاركة‬
‫حمـــل العينـــة (ن = ‪ )12‬كانــت أحســن أداء مــن البنــوك التقليديــة املماثلــة‬
‫(مــن نفــس الدولــة ومــن نفــس احلجــم)‪ ،‬خــال فــرة الدراســة (‪-1990‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ )1998‬الــي مت تقســيمها إىل مرحلتــن ملعرفــة اجتــاه التغــر‪.‬‬
‫‪1 .1‬حتليــل مقــارن الجتاهــات النمــو بــن البنــوك التقليديــة وبنــوك‬
‫املشــاركة‪:‬‬
‫بينــت الدراســة باســتخدام حتليــل النمــو ألهــم املتغــرات (جممــوع حقــوق‬
‫املســامهني وجممــوع الودائــع وجممــوع االســتثمارات وجممــوع األصــول) أن‬
‫بنــوك املشــاركة حققــت معــدالت منــو أعلــى مــن البنــوك التقليديــة خــال‬
‫املرحلــة (‪ )1994-1990‬وكذلــك طيلــة فــرة التســعينات‪ ،‬مثلمــا يوضحــه‬
‫اجلــدول التــايل‪:‬‬
‫جــدول رقــم (‪ :)16‬مقارنــة معــدالت النمــو الســنوية بــن البنــوك التقليديــة‬
‫وبنــوك املشــاركة يف التســعينيات‬
‫املتغريات‬
‫الفرتة‬
‫‪1994-1990‬‬
‫‪1997-1994‬‬
‫‪1997-1990‬‬
‫جمموع حقوق امللكية‬
‫البنوك‬
‫بنوك‬
‫املشاركة التقليدية‬
‫‪7,9%‬‬
‫‪10,5%‬‬
‫‪9,0%‬‬
‫‪6,4%‬‬
‫‪4,7%‬‬
‫‪5,6%‬‬
‫(الوحدة‪ :‬نسبة مئوية)‬
‫جمموع االستثمارات‬
‫جمموع الودائع‬
‫البنوك‬
‫بنوك‬
‫البنوك‬
‫بنوك‬
‫املشاركة التقليدية املشاركة التقليدية‬
‫‪9,3%‬‬
‫‪6,1%‬‬
‫‪7,9%‬‬
‫‪3,1%‬‬
‫‪7,2%‬‬
‫‪4,8%‬‬
‫‪11,3%‬‬
‫‪7,3%‬‬
‫‪9,6%‬‬
‫ ‪0,8%‬‬‫‪9,1%‬‬
‫‪3,3%‬‬
‫جمموع األصول‬
‫البنوك‬
‫بنوك‬
‫املشاركة التقليدية‬
‫‪9,3%‬‬
‫‪6,8%‬‬
‫‪8,2%‬‬
‫‪4,8%‬‬
‫‪6,6%‬‬
‫‪5,6%‬‬
‫املصــدر‪MUNAWAR IQBAL, «Islamic and Conventional banking in the nineties: A :‬‬
‫‪comparative study», Islamic Economic studies, Islamic Research and training‬‬
‫‪institute, Islamic Development Bank, Jeddah, vol 8, N°:2, April 2001, P: 20.‬‬
‫‪127‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫يالحَــظ أن بنــوك املشــاركة ســجلت معــدالت منــو أعلــى مــن البنــوك‬
‫التقليديــة خــال املرحلتــن بالنســبة جملمــوع حقــوق املســامهني وجممــوع‬
‫األصــول‪ ،‬بينمــا اخنفضــت معــدالت منوهــا خــال املرحلة الثانيــة (‪-1994‬‬
‫‪ )1997‬بالنســبة جملمــوع الودائــع وجممــوع االســتثمارات‪.‬‬
‫أظهــر حتليــل االجتــاه وجــود بــطء تدرجيــي يف منــو بنــوك املشــاركة (‪)%10‬‬
‫مقارنــة بســنوات الثمانينــات (‪ ،)%15‬ويعــود هــذا االجتــاه إىل أربعة أســباب‬
‫هي(‪:)1‬‬
‫‪1 .1‬حدثــت تعبئــة كبــرة للودائــع خــال الثمانينيــات نتيجــة ُّ‬
‫متكــن بنــوك‬
‫املشــاركة مــن جــذب األمــوال الــي كانــت ال تتعامــل مــع املؤسســات‬
‫املصرفيــة التقليديــة‪ ،‬وبعــد ‪ 15-10‬ســنة وجــدت هــذه املدخــرات‬
‫طريقهــا إىل بنــوك املشــاركة‪ ،‬وبنــاءً علــى ذلــك فــإن معــدل منــو الودائع‬
‫بــدأ ينخفــض‪.‬‬
‫‪2 .2‬ارتفــع خــال التســعينيات عــدد البنــوك التقليديــة الــي بــدأت تقــدم‬
‫املنتجــات املصرفيــة الــي تقــوم هبــا بنــوك املشــاركة‪ ،‬ومــن احملتمــل‬
‫جــداً أن بعــض ودائــع بنــوك املشــاركة حتولــت إىل تلــك البنــوك‪.‬‬
‫‪3 .3‬مت يف التســعينيات تأســيس صناديــق االســتثمار باملشــاركة‪ ،‬فتحوّلــت‬
‫بعــض ودائــع بنــوك املشــاركة إىل هــذه الصناديــق أيضـاً‪.‬‬
‫‪4 .4‬ميثــل االخنفــاض يف النمــو ظاهــرة إحصائيــة (طبيعيــة)؛ حيــث إن‬
‫معــدل منــو أي صناعــة يتجــه حنــو االخنفــاض عندمــا تنضــج‪.‬‬
‫‪2 .2‬حتليــل مقــارن ملؤشــرات األداء بــن البنــوك التقليديــة وبنــوك‬
‫املشــاركة‪:‬‬
‫‪(1) Munawar iqbal, OP.Cit, P: 5, 25.‬‬
‫‪128‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫بينــت الدراســة باســتخدام حتليــل النســب املاليــة (نســبة رأس املــال‪/‬‬
‫األصــول‪ ،‬الســيولة‪ ،‬التوظيــف‪ ،‬التكلفــة ‪ /‬الدخــل‪ ،‬الرحبيــة)‪ ،‬أن بنــوك‬
‫املشــاركة حققــت مســتويات جيــدة مــن األداء مقارنــة مــع البنــوك التقليدية‬
‫خــال فــرة التســعينيات‪ ،‬مثلمــا يوضحــه اجلــدول التــايل‪:‬‬
‫جــدول رقــم (‪ :)17‬مقارنــة التحليــل بالنســب املاليــة بــن البنــوك التقليديــة‬
‫وبنــوك املشــاركة يف التســعينيات‪.‬‬
‫النسب املالية‬
‫نسبة رأس املال‬
‫األصول‪:‬‬
‫نسبة السيولة‪:‬‬
‫نسب التوظيف‪:‬‬
‫نسبة التكلفة‬
‫الدخل‬
‫نسب الرحبية‪:‬‬
‫الفرتة‬
‫النسبة‬
‫‪1994-1990‬‬
‫البنوك‬
‫بنوك‬
‫املشاركة التقليدية‬
‫(الوحدة‪ :‬نسبة مئوية)‬
‫‪1997-1990‬‬
‫‪1997-1994‬‬
‫البنوك‬
‫بنوك‬
‫البنوك‬
‫بنوك‬
‫املشاركة التقليدية املشاركة التقليدية‬
‫رأس املال‪ /‬األصول‬
‫‪9,3%‬‬
‫‪9,0%‬‬
‫‪10,0%‬‬
‫‪9,0%‬‬
‫‪9,6%‬‬
‫‪9,0%‬‬
‫األصول السائلة‪/‬‬
‫جمموع الودائع‬
‫‪20,2%‬‬
‫‪27,7%‬‬
‫‪15,7%‬‬
‫‪39,3%‬‬
‫‪18,5%‬‬
‫‪31,9%‬‬
‫جمموع‬
‫االستثمارات‪ /‬حقوق‬
‫امللكية‪+‬الودائع‬
‫جمموع‬
‫االستثمارات‪/‬‬
‫جمموع اخلصوم‬
‫‪92,2%‬‬
‫‪75,8%‬‬
‫‪96,0%‬‬
‫‪69,0%‬‬
‫‪93,7%‬‬
‫‪73,3%‬‬
‫‪80,7%‬‬
‫‪72,3%‬‬
‫‪84,0%‬‬
‫‪63,1%‬‬
‫‪82,0%‬‬
‫‪68,9%‬‬
‫التكلفة‪/‬الدخل‬
‫‪55,9%‬‬
‫غ‪.‬م‬
‫‪52,4%‬‬
‫‪60,3%‬‬
‫‪55,4%‬‬
‫غ‪.‬م‬
‫العائد على األصول‬
‫‪1,9%‬‬
‫غ‪.‬م‬
‫‪2,3%‬‬
‫‪1,4%‬‬
‫‪2,0%‬‬
‫غ‪.‬م‬
‫العائد على حقوق‬
‫امللكية‬
‫‪19,9%‬‬
‫‪22,6%‬‬
‫‪15,0%‬‬
‫‪21,2%‬‬
‫غ‪.‬م‬
‫غ‪.‬م‬
‫املصدر‪Munawar Iqbal, OP.Cit, P: 22 :‬‬
‫أظهــر حتليــل النســب نتائــج مرضيــة‪ ،‬وبصفــة عامــة فــإن بنــوك املشــاركة‬
‫جيــدة مــن حيــث رأمساهلــا ورحبيتهــا واســتقرارها‪ ،‬وحققــت أحســن‬
‫اســتخدام ألمواهلــا ومصاريــف أقــل يف عملياهتــا‪ ،‬وهــي ال تعانــي مــن‬
‫‪129‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫فائــض الســيولة كمــا هــو شــائع عنهــا‪.‬‬
‫وتَعتــر هــذه الدراســة أن نتائجهــا هــي مبثابــة مؤشــر لتجربــة بنــوك‬
‫املشــاركة وليســت نتائــج هنائيــة؛ الــي مــن املأمــول أن تتوصــل إليهــا أحبــاث‬
‫تطبيقيــة أخــرى‪.‬‬
‫‪130‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‬
‫المطلب الثالث‪ :‬مشاكل وآفاق بنوك المشاركة‪.‬‬
‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬الـمـشـاكـل الـمـحـاسبـيـة فـي بـنـوك الـمـشــاركـة‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬الـمـعـوقـات والـتـحـديـات اليت تواجـه بنوك املشـاركـة‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬اآلفــاق الـمـسـتـقـبـلـيـة لبـنـوك الـمـشـاركـــة‪.‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬املشاكل احملاسبية يف بنوك املشاركة‬
‫تناولــت الدراســة امليدانيــة الــي قامــت هبــا جلنــة مــن األســاتذة اخلــراء‬
‫االقتصاديــن والشــرعيني واملصرفيــن اجلوانــب احملاســبية املختلفــة‬
‫لبنــوك املشــاركة(‪ ،)1‬وســنقوم بإبــراز أهــم املشــاكل احملاســبية الــي كشــفتها‬
‫هــذه الدراســة‪.‬‬
‫‪1 .1‬مشاكل وشكاوى احملاسبني يف بنوك املشاركة‪:‬‬
‫يُعتــر التدريــب متطلبــاً حيويــاً يف بنــوك املشــاركة ســواء كان بالنســبة‬
‫للمحاســبني اجلــدد الذيــن ســبق هلــم العمــل يف البنــوك التقليديــة أو مل‬
‫يســبق هلــم العمــل مطلق ـاً‪ ،‬أو كان بالنســبة للمحاســبني القدامــى لتطويــر‬
‫وتنميــة مهاراهتــم وتأهيلهــم لوظائــف قياديــة‪.‬‬
‫أوضــح االســتقصاء لعينــة مــن بنــوك املشــاركة (ن = ‪ )16‬أن ‪ %62,5‬منهــا‬
‫فقــط هتتــم بتدريــب احملاســبني اجلــدد واملنقولــن إليهــا مــن بنــوك تقليدية‬
‫(‪ )1‬قــام املعهــد العاملــي للفكــر اإلســامي بتشــكيل جلنــة مــن األســاتذة الشــرعيني واالقتصاديــن واحملاســبني واإلداريــن‬
‫واخلرباء املصرفيني للقيام بدراســة شــاملة عن تقويم أداء بنوك املشــاركة يف اجملاالت الشــرعية واالجتماعية واالقتصادية‬
‫واإلداريــة واحملاســبية‪ ،‬وتتنــاول الدراســة اجلوانــب احملاســبية لســبعة عشــرة بنــك مشــاركة تغطــي أهــم البنــوك يف العــامل‬
‫ومثانــي دول هــي‪ :‬مصــر واإلمــارات وقطــر والبحريــن واململكــة العربيــة والســودان وجيبوتــي وقــرص‪ ،‬وتتكــون الدراســة مــن‬
‫مخســة أجــزاء رئيســية هــي‪:‬‬
‫معلومــات عامــة عــن نشــاط بنــوك املشــاركة‪ ،‬والتكويــن الشــخصي والتأهيــل العلمــي والعملــي للمحاســب‪ ،‬واحملاســبة املاليــة‪،‬‬
‫واملراجعــة وتقويــم األداء‪ ،‬واحملاســبة اإلدارية‪.‬‬
‫‪131‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫إلكســاهبم املعــارف واخلــرة الالزمــة يف جمــال عمــل بنــوك املشــاركة‪ ،‬وتقوم‬
‫‪ %75‬مــن هــذه البنــوك بعقــد دورات تدريبيــة لرفــع كفــاءة احملاســبني‬
‫القدامــى(‪ ،)1‬وع َّلقــت اللجنــة احملاســبية الــي قامــت بالدراســة أن هــذه‬
‫النتيجــة غــر منطقيــة؛ حيــث إن احملاســبني اجلــدد هــم أوىل بالتدريــب‪،‬‬
‫كمــا أهنــا تشــر إىل‪:‬‬
‫ ‪-‬إمهال إدارة بنوك املشاركة يف تدريب املوظفني بشكل عام‪.‬‬
‫ ‪-‬عــدم وعــي اإلدارة بأمهيــة وجــدوى التدريــب يف رفــع كفــاءة‬
‫املوظفــن؛ وتعريفهــم علــى األقــل بأمهيــة نشــاط بنــوك املشــاركة‬
‫ومــدى اختالفــه عــن نشــاط البنــوك التقليديــة‪.‬‬
‫وتناولــت الدراســة املشــاكل والشــكاوى الــي أثارهــا احملاســبون‪ ،‬نوجزهــا‬
‫يف اجلــدول التــايل مرتبــة حســب أمهيتهــا النســبية (ن = ‪:)14‬‬
‫جــدول رقــم (‪ :)18‬طبيعـــة مشـاكـــل وشــكاوى احملـاسبيـــن فـــي بنـــوك‬
‫املـشـاركـــة‬
‫(الوحدة‪ :‬نسبة مئوية)‬
‫احللــول املقرتحـــة‬
‫النسبة‬
‫املشاكـــل والشكـــاوى‬
‫مشاكل خاصة بنظام البنك‪:‬‬
‫‪ -1‬عــدم قيــام إدارة البنــك حبــل مشــاكل‬
‫‪ * 79%‬يُمكــن للبنــك التحكــم فيهــا عــن طريــق اإلدارة‬
‫ا حملا ســبني ‪.‬‬
‫ســواء ‪:‬‬
‫‪ -2‬تعدد األجهزة اليت تطلب معلومات حماسبية‪71% .‬‬
‫ بتطويــر سياســات البنــك اجتــاه احلوافــز أو‬‫‪ -3‬ضغط العمل على احملاسبني‪.‬‬
‫‪ 64%‬التعيــن ‪.‬‬
‫‪ - 57%‬ختصيص ميزانية للتدريب‪...‬‬
‫‪ -4‬عدم وجود دورات تدريبية كافية‪.‬‬
‫ رفــع كفــاءة اإلدارة يف اســتيعاب واحتــواء‬‫‪ -5‬ضعف نظام احلوافز املادية‪.‬‬
‫‪ 57%‬مشــاكل احملاســبني بالبنــك‪.‬‬
‫‪43%‬‬
‫‪ -6‬ضعف التعاون بني احملاسبني‪.‬‬
‫‪ -7‬تداخل املسؤوليات احملاسبية‪.‬‬
‫‪21%‬‬
‫(‪ )1‬جلنــة مــن األســاتذة اخلــراء االقتصاديــن والشــرعيني واملصرفيــن‪« ،‬تقويــم الــدور احملاســي املصــارف اإلســامية»‪،‬‬
‫مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪166 :‬؛ ‪.169‬‬
‫‪132‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‪ -1‬عدم وجود معايري حماسبية‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم وجود دليل حماسيب‪.‬‬
‫‪ -3‬عــدم مالءمــة النظــام احملاســي املنقــول مــن‬
‫البنــك التقليــدي‪.‬‬
‫‪43%‬‬
‫‪29%‬‬
‫‪29%‬‬
‫مشاكل خارج نطاق البنك‪:‬‬
‫* جيــب أن تتعــاون بنــوك املشــاركة مــع املعاهــد‬
‫واملراكــز العلميــة واجلامعات واجلهــات التدريبية‬
‫الــي هتتــم بدراســة اجلوانــب احملاســبية لبنــوك‬
‫املشــاركة‪.‬‬
‫املصــدر‪ :‬راجــع‪ :‬جلنــة مــن األســاتذة اخلــراء االقتصاديــن والشــرعيني واملصرفيــن‪« ،‬تقويــم‬
‫الدور احملاســي للمصارف اإلســامية»‪ ،‬مرجــــع ســابق‪ ،‬ص‪.180 -177 :‬‬
‫‪2 .2‬مشاكل النظام احملاسيب يف بنوك املشاركة‪:‬‬
‫ممــا ال شــك فيــه أن جنــاح اإلدارة يف حتقيــق أهدافهــا يتمثــل يف وجــود‬
‫نظــام حماســي ســليم‪ ،‬يُم ِّكنهــا مــن توفــر املعلومــات املالية اليت هتــم اإلدارة‬
‫واألطــراف اخلارجيــة املعنيــة‪.‬‬
‫وحســب الدراســة الــي قامــت هبــا اللجنــة احملاســبية لوحــظ امتنــاع بعــض‬
‫البنــوك عــن اإلجابــة علــى كثــر مــن األســئلة املتصلــة هبــذا املوضــوع‪ ،‬وقــد‬
‫ُفسِّــر هــذا االمتنــاع مبــا يلــي(‪:)1‬‬
‫‪1 .1‬وجــود ثغــرات علميــة ســواء كانــت فقهيــة أو حماســبية يف النظــام‬
‫احملاســي للبنــك‪.‬‬
‫‪2 .2‬وجــود جتــاوزات يف اجلانــب التطبيقــي والتنفيــذي يف النظــام‬
‫احملاســي للبنــك‪.‬‬
‫‪3 .3‬خشــية موظفــي البنــك الذيــن يقومــون مبــأ اســتمارة االســتقصاء‬
‫مــن كشــف أيّ تقصــر أو جتــاوز يف الطــرق احملاســبية والشــرعية‬
‫املطبقــة؛ األمــر الــذي يــؤدي إىل مســاءلتهم‪.‬‬
‫‪4 .4‬عــدم اقتنــاع اإلدارة بأمهيــة البحــث العلمــي لتحليــل أســباب‬
‫التجــاوزات ووضــع احللــول املالئمــة‪ ،‬والوقــوف علــى إجيابيــات‬
‫وســلبيات كافــة اجلوانــب احملاســبية‪.‬‬
‫(‪ )1‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.286 -285 :‬‬
‫‪133‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫‪5 .5‬إن البنــوك الــي أجابــت علــى االستفســارات املختلفــة مهمــا كانــت‬
‫ســلبياهتا ومهمــا كان نظامهــا احملاســي حيتــوي علــى جوانــب قصور‬
‫متعــددة‪ ،‬هــي أفضــل بكثــر مــن تلــك الــي امتنعــت عــن اإلجابــة‪.‬‬
‫ويف حــدود البيانــات املتاحــة هلــذه الدراســة‪ ،‬نوجــز أهــم اجلوانــب‬
‫املتعلقــة بالنظــام احملاســي لبنــوك املشــاركة يف هــذا اجلــدول‪:‬‬
‫جدول رقم (‪ :)19‬تصميم وتطوير النظام احملاسيب يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫تصميم النظام احملاسيب املطبق‬
‫العدد‬
‫النسبة‬
‫احللـــول املقرتحة‪:‬‬
‫‪ -‬جهات خارجية‬
‫‪14‬‬
‫‪1‬‬
‫‪93%‬‬
‫‪7%‬‬
‫اجملموع‬
‫‪15‬‬
‫‪100%‬‬
‫طبيعة النظام احملاسيب املطبق‬
‫العدد‬
‫النسبة‬
‫ نظام من بنوك تقليدية‪.‬‬‫ نظــام مــن بنــوك تقليديــة ومت‬‫تطويــره‪.‬‬
‫ نظــام صمــم خصيصــا لبنــك‬‫املشــاركة‪.‬‬
‫‪ -‬نظام من بنوك مشاركة أخرى‬
‫‪0‬‬
‫‪4‬‬
‫‪0%‬‬
‫‪30,7%‬‬
‫‪5‬‬
‫‪38,6%‬‬
‫‪4‬‬
‫اجملموع‬
‫‪13‬‬
‫‪30,7%‬‬
‫‪100%‬‬
‫العدد‬
‫النسبة‬
‫* تقــوم معظــم بنــوك املشــاركة بتصميــم نظمهــا احملاســبية داخليــا‬
‫عــن طريــق موظفــي البنــك علــى أســاس أهنــم أكثــر علمــا مبــا يتناســب‬
‫مــع احتياجــات البنــك ولتحمــل تكلفــة أقــل؛ ممــا يــؤدي يف الغالــب إىل‬
‫تصميــم نظــام حماســي تقليــدي ال يراعــي متطلبــات التطــور التقــي‪.‬‬
‫* النتيجــة جيــدة حيــث ال جيــب علــى بنــوك املشــاركة حاليــاً أن‬
‫تســتخد م‬
‫النظم احملاسبية املطبقة يف البنوك التقليدية‪.‬‬
‫* بنــوك املشــاركة الــي هلــا جتربــة وخــرة اعتمــدت يف نظمهــا‬
‫احملاســبية علــى النظــم املطبقــة يف البنــوك التقليديــة‪ ،‬مــع تطويــر‬
‫مالئــم لطبيعــة بنــك املشــاركة‪.‬‬
‫* أمــا بنــوك املشــاركة احلديثــة فقــد قامت إما بنقل نظمها احملاســبية‬
‫مــن بنــوك مشــاركة أخــرى أو قامــت بتصميــم نظــم حماســبية خاصــة‬
‫هبــا طبق ـاً الحتياجاهتــا الفعليــة‪« ،‬وهــذا هــو احلــل األفضــل لتصميــم‬
‫النظــام احملاســي للبنــك»‪.‬‬
‫* يتم تطوير النظم احملاسبية يف البنوك بواسطة إدارات داخليــة‬
‫ جهة خارج البنك‬‫‪ -‬ال يتم تطوير النظام‬
‫‪14‬‬
‫‪100%‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0%‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0%‬‬
‫اجملموع‬
‫‪14‬‬
‫‪100%‬‬
‫‪ -‬جهات داخلية‬
‫تطوير النظام احملاسيب‬
‫‪ -‬جهة داخل البنك‬
‫تابعــة هلــا (الشــؤون املاليــة ‪ +‬احلســابات العامــة ‪ +‬املراجعــة الداخليــة‬
‫‪ +‬اإلدارة العامــة‪ )...‬وهــذا ال حيقــق تطــوراً حقيقيـاً يف النظــام املطبق‪.‬‬
‫* التطوير جيب أن يتم‪:‬‬
‫ عــن طريــق استشــارة املراكــز العلميــة التابعــة للجامعــات‬‫املهتمــة هبــذا الفــرع مــن الدراســة‪.‬‬
‫ أو عــن طريــق مكاتــب استشــارية حماســبية وماليــة‬‫متخصصــة تأخــذ بعــن االعتبــار طبيعــة البنــك‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬راجــع‪ :‬جلنة من األساتذة اخلرباء االقتصاديني والشرعيني واملصرفيني‪« ،‬تقويـم‬
‫الدور احملاسيب للمصارف اإلسالمية»‪،‬‬
‫مرجـع ســابق‪ ،‬ص‪192 -188 :‬؛ ‪.287‬‬
‫‪134‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫أوضحــت الدراســة أن ‪ %13‬فقــط مــن عينــة البنــوك (ن =‪ )15‬تطبــق نظــام‬
‫حماســبة التكاليــف الــذي أســهم يف حتديــد تكلفــة خدمتهــا املصرفيــة‬
‫وحتقيــق الرقابــة علــى األنشــطة‪ ،‬وتزويــد اإلدارة باملعلومــات التكاليفيــة‬
‫إلعــداد املوازنــات التقديريــة ووضــع سياســة ســعرية ســليمة‪ ،‬وتطبيــق‬
‫املســاءلة احملاســبية الصحيحــة وحتقيــق الكفــاءة اإلداريــة ملراكــز النشــاط‬
‫املختلفــة‪.‬‬
‫بينمــا ال تطبِّــق معظــم بنــوك املشــاركة نظــام حماســبة التكاليــف لعــدم‬
‫اقتنــاع اإلدارة جبــدوى اســتخدامه ولوجــود صعوبــات ومشــاكل أمام تطبيق‬
‫هــذا النظــام الــي ترجــع‪:‬‬
‫ ‪-‬إمــا إىل عــدم وجــود اخلــرة الكافيــة لتطبيــق النظــام مــن حيــث‬
‫حتديــد مراكــز التكلفــة ووحــدات التكلفــة ومعايــرة عناصــر التكلفــة‪،‬‬
‫وصعوبــة توزيــع التكاليــف املشــركة أو غــر املباشــرة بــن املراكــز‪.‬‬
‫ ‪-‬وإمــا إىل الصعوبــات املاديــة الــي تتمثــل يف تكلفــة إنشــاء النظــام‬
‫ذاتــه والقســم املختــص بــه‪.‬‬
‫تــرى اللجنــة احملاســبية أن بنــوك املشــاركة بشــكل خــاص حتتــاج إىل‬
‫إعــداد نظــام تكاليفــي؛ حيــث إن نشــاطها خيتلــف عــن البنــوك التقليديــة‬
‫يف ضــرورة حتديــد وقيــاس تكلفــة كثــر مــن األنشــطة االســتثمارية‬
‫واخلدمــات املصرفيــة حتــى يُمكــن قيــاس ربــح صحيــح بنســبة عاليــة مــن‬
‫الدقــة والصحــة‪ ،‬ولكنهــا مرحلــة متقدمــة جــداً ال نطمــع يف الوصــول إليهــا‬
‫اآلن؛ «حيــث أن النظــام احملاســي املــايل العــادي مــازال حباجــة إىل معايــرة‬
‫وتطويــر ودراســة مســتفيضة حتــى ميكــن أن نتفق على املعاجلة احملاســبية‬
‫الصحيحــة لــكل البنــود املاليــة‪ ،‬وبعــد ذلــك يُمكننــا أن نتطلــع إىل تصميــم‬
‫‪135‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫نظــام حماســي تكاليــف يفــي باحتياجاتنــا»(‪.)1‬‬
‫وبالرغــم مــن ذلــك‪ ،‬فــإن اللجنــة احملاســبية أوصــت بضــرورة العمــل علــى‬
‫تصميــم وتطبيــق نظــم حماســبة التكاليــف يف بنــوك املشــاركة لالســتفادة‬
‫مــن مزاياهــا‪ ،‬مــع العمــل على تنميــة الوعي لــدى اإلدارات العليا والتنفيذية‬
‫بأمهيــة هــذه النظــم‪ ،‬وتوفــر جيــل مــن العاملــن ببنــوك املشــاركة لديهــم‬
‫القــدر الــكايف مــن التأهيــل العلمــي والعملــي للقيام بأعبــاء تصميم وتطبيق‬
‫وتطويــر نظــم التكاليــف‪.‬‬
‫‪3 .3‬مشاكل نظم املراجعة يف بنوك املشاركة‪:‬‬
‫أوضحــت الدراســة امليدانيــة أنــه توجــد عالقــة يف ‪ %33‬مــن البنــوك حمــل‬
‫الدراســة (ن = ‪ )15‬بــن الرقابــة الشــرعية وإدارة املراجعــة الداخليــة‪ ،‬وال‬
‫توجــد عالقــة بينهمــا يف ‪ %67‬مــن البنــوك‪ ،‬واملفــروض أن عمــل كل مــن‬
‫اجلهتــن مكمــل لألخــرى ومرتبــط هبــا بشــكل أو بآخــر؛ وقــد أوضحــت‬
‫بعــض البنــوك طبيعــة العالقــة فيمــا يلــي‪:‬‬
‫ ‪-‬هناك جزء من إدارة املراجعة الداخلية خاص بالتدقيق الشرعي‪.‬‬
‫ ‪-‬متابعة ما مت إقراره من اهليئة الشرعية‪.‬‬
‫ ‪-‬شرح طبيعة العملية هليئة الرقابة الشرعية‪.‬‬
‫ ‪-‬الوقوف عند رأي هيئة الرقابة الشرعية وااللتزام به عند التنفيذ‪.‬‬
‫إن املشــاكل الــي تؤثــر علــى كفــاءة إدارة املراجعــة الداخليــة واملعوقــات‬
‫الــي تؤثــر علــى نشــاط أداء الرقابــة الشــرعية يف بنــوك املشــاركة حمــل‬
‫الدراســة‪ ،‬جنملهــا يف اجلــدول التــايل مرتبــة حســب أمهيتهــا النســبية‪:‬‬
‫(‪ )1‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.499 :‬‬
‫‪136‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫جدول رقم (‪ :)20‬املشاكل واملعوقات اليت تواجه إدارة املراجعة‬
‫الداخلية وهيئة الرقابة الشرعية‪.‬‬
‫املشاكل اليت تواجه إدارة املراجعة الداخلية‬
‫‪ -1‬عدم وجود دليل للمراجعة الداخلية‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم وجود خطة للمراجعة الداخلية‪.‬‬
‫النسبة‬
‫‪45,5%‬‬
‫‪36%‬‬
‫‪ -3‬عدم استقالل املراجع الداخلي‪.‬‬
‫‪ -4‬صعوبة مراجعة مجيع عمليات البنك‪..‬‬
‫‪36%‬‬
‫‪18%‬‬
‫‪ -5‬عدم وجود وسائل تقنية حديثة‪.‬‬
‫‪ -6‬نقص العنصر البشري الكفء‪.‬‬
‫‪9%‬‬
‫‪9%‬‬
‫(ن = ‪)11‬‬
‫املشاكل اليت تواجه هيئة الرقابة الشرعية‬
‫‪-1‬عــدم وجــود دليــل شــرعي للمعامــات املاليــة‬
‫بالبنــوك‪.‬‬
‫‪ -2‬نقص الوعي الديين لدى املتعاملني مع البنوك‪.‬‬
‫‪ -3‬عــدم وضــوح قنــوات االتصال بــن اهليئة واإلدارات‬
‫األخرى‪.‬‬
‫‪-4‬عــدم توفــر التأهيــل العلمــي املناســب للعاملــن‬
‫بالبنــك‪.‬‬
‫‪ -5‬غيــاب التعــاون والتنســيق بــن اهليئــة وأجهــزة‬
‫الرقابــة األخــرى‪.‬‬
‫‪ -6‬غيــاب التعــاون والتنســيق بــن اهليئــة واإلدارة‬
‫العليــا بالبنــك‪.‬‬
‫‪ -7‬عدم االهتمام بتقارير الرقابة الشرعية‪.‬‬
‫(ن = ‪)14‬‬
‫النسبة‬
‫‪64%‬‬
‫‪64%‬‬
‫‪64%‬‬
‫‪57%‬‬
‫‪50%‬‬
‫(الوحدة‪ :‬نسبة مئوية)‬
‫احللــول املقرتحــة‪:‬‬
‫* ضــرورة وضــع خطــط ودليــل للمراجعــة‬
‫الداخليــة يف بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫* ضــرورة االهتمــام بالعاملــن يف إدارات املراجعة‬
‫الداخليــة كمــا يلي‪:‬‬
‫‪-‬عقد الدورات التدريبية هلم لرفع كفاءهتم‪.‬‬
‫‪-‬إجيــاد قنــوات االتصــال بــن إدارة املراجعــة‬
‫واإلدارات األخــرى يف البنــك‪.‬‬
‫‪-‬توفري استخدام التقنية احلديثة للعاملني‪.‬‬
‫* ضــرورة وضــع دليــل شــرعي للمعامــات املاليــة‬
‫املصرفية‪.‬‬
‫* االهتمام بكفاءة العاملني يف اهليئة‪.‬‬
‫* إصــدار نشــرات عــن توصيــات املستشــارين‬
‫الشــرعيني‪.‬‬
‫* عقــد الــدورات والنــدوات املتخصصــة يف‬
‫اجلانــب املصــريف الشــرعي‪.‬‬
‫* ضــرورة إيضــاح وتعيــن العالقــة بــن هيئــة‬
‫الرقابــة الشــرعية وكل مــن اإلدارة العليــا واإلدارات‬
‫الرقابيــة املختلفــة بالبنــك‪ ،‬لضمــان التعــاون‬
‫والتنســيق واالهتمــام بتنفيــذ مــا تبديــه هيئــة‬
‫الرقابــة مــن آراء‪.‬‬
‫‪36%‬‬
‫‪28,5%‬‬
‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬جلنة من األساتذة اخلرباء االقتصاديني والشرعيني واملصرفيني‪« ،‬تقويـم‬
‫الدور احملاسيب للمصارف اإلسالمية»‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص‪.362 ،333 :‬‬
‫‪137‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫ثانياً‪ :‬املعوقات والتحديات اليت تواجه بنوك املشاركة‬
‫‪1 .1‬املعوقــات املؤثــرة علــى قــدرة بنــوك املشــاركة للقيــام بدورهــا‬
‫االقتصــادي‪:‬‬
‫تواجــه بنــوك املشــاركة جمموعــة مــن املعوقــات الــي حتــد مــن فعاليــة‬
‫قدرهتــا يف القيــام بدورهــا االقتصــادي‪ ،‬ومــن أمههــا(‪:)1‬‬
‫‪ -1.1‬عدم مالءمة السياسة النقدية للبنوك املركزية‪:‬‬
‫للتطبيــق علــى بنــوك املشــاركة ألن البنــك املركــزي بنــى منهجــه وأســاليبه‬
‫لتنفيــذه هــذه السياســة علــى كيفيــة وأســس عمــل البنــوك التقليديــة الــي‬
‫ختتلــف عــن طبيعــة وأســس عمــل بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫وبالتــايل جيــب علــى البنــك املركــزي العمــل علــى تغيــر أدوات وأســاليب‬
‫السياســة النقديــة مبــا يتماشــى مــع طبيعــة وأســس عمــل وأســاليب بنــوك‬
‫املشــاركة‪ ،‬حتــى ال تقــف أســاليبه التقليديــة عائقــا أمــام نشــاط هــذه‬
‫البنــوك‪.‬‬
‫‪ -1.2‬عدم مالءمة املوارد املالية املتاحة‪:‬‬
‫لبنوك املشاركة لطبيعتها االستثمارية والتنموية بسبب‪:‬‬
‫ ‪-‬عــدم توافــر املــوارد طويلــة األجــل الالزمــة لتمويــل االســتثمارات‬
‫طويلــة األجــل‪.‬‬
‫ ‪-‬سيطرة الطابع قصري األجل على الودائع املتاحة‪.‬‬
‫ ‪-‬امليــل لتفضيــل عامــل األمــان واالبتعــاد عــن عنصــر املشــاركة يف‬
‫حتمــل املخاطــرة‪.‬‬
‫وبالتــايل جيــب علــى بنــوك املشــاركة العمــل علــى تصحيــح االختــال يف‬
‫(‪ )1‬راجــع‪ :‬حممــد عبــد املنعــم أبــو زيــد‪« ،‬الــدور االقتصــادي للمصــارف اإلســامية بــن النظريــة والتطبيــق»‪ ،‬مرجــع ســابق‪،‬‬
‫ص‪.114 -77 :‬‬
‫‪138‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫هيــكل مواردهــا املاليــة مــن خــال زيــادة رؤوس األمــوال واالحتياطيــات‬
‫حتــى يصبــح للمــوارد الداخليــة دور ملمــوس يف متويــل االســتثمارات‬
‫طويلــة األجــل‪ ،‬واســتحداث وابتــكار أدوات وأســاليب جديــدة جلــذب‬
‫الودائــع واملدخــرات الــي ختــدم هــدف التوظيــف متوســط وطويــل األجــل‪،‬‬
‫واالهتمــام بالــدور اإلعالمــي لنشــر املنهــج االدخــاري الــذي يقــوم علــى‬
‫املشــاركة‪.‬‬
‫‪ -3.1‬عدم توافر العمالء املالئمني‪:‬‬
‫املشاركني للبنك يف العمليات االستثمارية بسبب‪:‬‬
‫ ‪-‬عدم توافر الكفاءة العملية يف جمال االستثمار‪.‬‬
‫ ‪-‬عــدم توافــر احلــد األدنــى مــن االلتــزام بالصفــات األخالقيــة‬
‫(كاألمانــة والصــدق واإلخــاص‪.)...‬‬
‫ ‪-‬ســيطرة العقلية الربوية وعدم فهم واســتيعاب النموذج االســتثماري‬
‫واملصريف اجلديد‪.‬‬
‫وبالتــايل جيــب علــى بنــوك املشــاركة حســن اختيــار املتعاملــن املالئمــن‬
‫وفــق منهــج علمــي‪ ،‬واختــاذ كافــة اإلجــراءات القانونيــة والتشــغيلية مــن‬
‫احليطــة واحلــذر يف التعامــل معهــم‪ ،‬والعمــل علــى تربيــة جيــل جديــد مــن‬
‫املتعاملــن وفــق طبيعتهــا اخلاصــة‪.‬‬
‫‪ -4.1‬عدم توافر املوارد البشرية املالئمة‪:‬‬
‫للعمل املصريف القائم على املشاركة وذلك بسبب‪:‬‬
‫ ‪-‬قلة القيادات املصرفية املستوعبة لنظام بنوك املشاركة‪.‬‬
‫ ‪-‬االعتمــاد األساســي علــى اخلــرات املتشــبعة بأســاليب ووســائل‬
‫البنــوك التقليديــة‪.‬‬
‫‪139‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫ ‪-‬عمليــة االختيــار مل تــراع مــدى توافــر االســتعداد والرغبــة للتحــول‬
‫واالقتنــاع هبــذا العمــل اجلديــد‪.‬‬
‫وبالتــايل جيــب علــى بنــوك املشــاركة االهتمــام بعمليــة االختيــار والتعيــن‬
‫للموارد البشــرية‪ ،‬وفق منهج علمي مالئم لطبيعتها وبعيدا عن الوســاطة‪،‬‬
‫مــع االهتمــام بعمليــة التدريــب املســتمر للموظفــن وإتبــاع املناهــج العلميــة‬
‫املالئمــة لطبيعــة بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫‪2 .2‬التحديات العاملية اليت تواجه بنوك املشاركة‪:‬‬
‫إن الظــروف االقتصاديــة احملليــة والعامليــة تضــع بنــوك املشــاركة أمــام‬
‫حتديــات ينبغــي التصــدي هلــا والتعامــل معهــا‪ ،‬بشــكل يضمــن لنشــاطها‬
‫املصــريف التطــور املرغــوب واملســامهة الفعالــة يف التنميــة االقتصاديــة‬
‫واالجتماعيــة للــدول العربيــة واإلســامية‪.‬‬
‫ويُمكــن إجيــاز أهــم التحديــات الــي تواجــه بنــوك املشــاركة يف املرحلــة‬
‫القادمــة فيمــا يلــي‪:‬‬
‫‪ -2.1‬ظاهرة العوملة‪:‬‬
‫إن زيــادة التكامــل االقتصــادي العاملــي واهنيــار احلواجــز الوطنيــة أمــام‬
‫النشــاط املصــريف العاملــي‪ ،‬مــن شــأنه زيــادة املنافســة أمــام بنــوك املشــاركة‬
‫مــن حيــث مســتوى وجــودة اخلدمــة واإلدارة واســتقطاب رؤوس األمــوال؛‬
‫وبالتــايل توجــد ضــرورة لوضــع اســراتيجية عمــل موحــدة لبنــوك املشــاركة‬
‫لزيــادة الكفــاءة واملقــدرة علــى تطويــر اخلدمــات واملنتجــات املصرفيــة‬
‫ملواجهــة حتديــات العوملــة‪ ،‬مــع مواكبــة املعرفــة التكنولوجيــة املصرفيــة‬
‫احلديثــة الــي مت ِّكنهــا مــن املنافســة العامليــة‪.‬‬
‫‪140‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‪ -2.2‬تطبيق اتفاقية املنظمة العاملية للتجارة‪:‬‬
‫إن تطبيــق اتفاقيــة منظمــة التجــارة العامليــة املتعلقــة مبجــال اخلدمــات‬
‫بشــكل عــام واخلدمــات املصرفيــة بشــكل خــاص‪ ،‬مــن شــأنه أن يرتتــب‬
‫عليــه تســهيل حركــة األمــوال بــن الــدول األعضــاء وفتــح األســواق أمــام‬
‫البنــوك العامليــة الــي دخلــت يف عمليــات االندمــاج املصرفيــة الضخمــة‪،‬‬
‫األمــر الــذي ســيضع بنــوك املشــاركة يف مواجهــة حتديــات مصرفيــة علــى‬
‫مســتوى عاملــي ينبغــي أن تكــون مهيّــأة هلــا عــن طريــق الدمــج والتكامــل‬
‫فيمــا بينهــا‪.‬‬
‫‪ -3.2‬التكتالت املالية متعددة اجلنسيات‪:‬‬
‫يف ظــل التحريــر املــايل العاملــي هنــاك احتمــال بــروز «جتمعــات أو تكتــات‬
‫مالية متعددة اجلنسيات»‪ ،‬وال شك يف أن هذه التجمعات املالية ستتنافس‬
‫فيمــا بينهــا مــن أجــل اقتســام اجلــزء األكــر مــن األســواق العامليــة؛ األمــر‬
‫الــذي قــد جيعــل مــن الصعــب علــى املؤسســات املصرفيــة واملاليــة الصغــرة‬
‫البقــاء أو احلفــاظ علــى مراكزهــا‪ ،‬وميثــل ذلــك حتديـاً جديــداً أمــام بنــوك‬
‫املشــاركة الــي ســيكون عليهــا أن تعمــل مــن أجــل احلفــاظ علــى مكانتهــا يف‬
‫الســوق املصرفيــة احملليــة واإلقليميــة والعامليــة‪.‬‬
‫‪ -4.2‬ظهور عملة «األورو»‪:‬‬
‫إن ظهــور العملــة األوروبيــة املوحــدة «األورو» يعتــر مــن التحديات اجلديدة‪،‬‬
‫طاملــا أن البنــوك املركزيــة يف العــامل العربــي واإلســامي حتتفــظ برصيــد‬
‫ضخــم مــن الــدوالر األمريكــي كاحتياطــي؛ األمــر الــذي يدعــو بنــوك‬
‫املشــاركة إىل االنتبــاه مــن أن احلاجــة لعملــة الــدوالر قــد تنخفــض وعليهــا‬
‫أن جتــري دراســات علميــة هتتــم باخلــروج التدرجيــي من الــدوالر األمريكي‬
‫‪141‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫يف الوقــت املناســب حتــى ال جتــد أن مــا حتتفــظ بــه مــن عملــة ال قيمــة لــه‪.‬‬
‫‪ -2.5‬ظاهرة البنوك الشاملة‪:‬‬
‫ال بــد مــن اإلشــارة إىل ظاهــرة الرتاجــع التدرجيــي لألنشــطة املصرفيــة‬
‫التقليديــة‪ ،‬وجلــوء الــدول الغربيــة إىل إحــداث نــوع مــن التغيــر يف طبيعــة‬
‫نشــاط املؤسســات املصرفيــة وإجيــاد مفهــوم للعمــل املصــريف خيتلــف‬
‫عمــا اعتــادت عليــه البنــوك التقليديــة‪ ،‬حيــث تنشــأ اآلن معــامل بنــوك‬
‫جديــدة جتمــع بــن وظائــف البنــوك التجاريــة واالســتثمارية واملتخصصــة‪،‬‬
‫ُ‬
‫اصطلــح عليــه «بالبنــوك الشــاملة»‪ ،‬والتحــول األساســي الــذي‬
‫وذلــك مــا‬
‫يواجــه بنــوك املشــاركة هــو قدرهتــا علــى قيــادة البنــوك يف الــدول العربيــة‬
‫واإلســامية إىل أن تأخــذ باملفهــوم التنمــوي للبنــوك الشــاملة‪.‬‬
‫‪ -2.6‬اسرتجاع رؤوس األموال املهاجرة‪:‬‬
‫تواجــه بنــوك املشــاركة حتديـاً كبــراً يتمثــل يف املســامهة يف جــذب رؤوس‬
‫األمــوال العربيــة واإلســامية الــي هاجــرت إىل خــارج أوطاهنــا حبثــا عــن‬
‫األمــان واالســتقرار‪ ،‬فمشــكلة املســلمني أن ‪ %95‬مــن أمواهلــم أو أكثــر مــن‬
‫ذلــك ال ميلكــون التحكــم فيهــا وبالتــايل فهــم» «مــاك ومهيــون»(‪)1‬؛ حيــث‬
‫أصبحــت الــدول األجنبيــة «تتصــرف يف الودائــع الــي لديهــا وكأهنــا ملكهــا‪،‬‬
‫حتــى صــارت تــردد نغمــة األضــرار مــن ســحب األرصــدة مــن املصــارف‬
‫األجنبيــة علــى اقتصاديــات تلــك الــدول‪ ...‬وكأن أصحــاب األمــوال فقــدوا‬
‫ملكيتهــا»(‪ ،)2‬ويشــر الواقــع احلــايل إىل اإلمكانــات الكبــرة الســتثمار‬
‫الفائــض مــن أرصــدة الــدول اخلليجيــة يف بنــوك أوربــا وأمريــكا‪ ،‬والــذي‬
‫(‪ )1‬حممــد زكــي بــدوي‪« ،‬نظــام املصــارف اإلســامية قــادر علــى تقديــم احللــول للمشــاكل االقتصاديــة»‪ ،‬جملــة االقتصــاد‬
‫اإلســامي‪ ،‬العــدد ‪ ،173‬ســبتمرب‪ ،1995‬ص‪.10 :‬‬
‫(‪ )2‬نور الدين عرت‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.63 :‬‬
‫‪142‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫بلــغ حــوايل ‪ 670‬مليــار دوالر‪ ،‬عــن طريــق بنــوك املشــاركة‪ ،‬وقــد خســرت‬
‫هــذه األرصــدة يف الغــرب خــال فــرة الســنوات العشــر (‪)1996 -1986‬‬
‫مــا بــن ‪‎%43‬إىل ‪ %58‬مــن قيمتهــا(‪.)1‬‬
‫ويُعتــر تأســيس األســواق املاليــة صحيحــة البنيــة تعتمــد علــى قاعــدة‬
‫معلومات دقيقة ومنضبطة هو أوىل الوســائل الســرجاع األرصدة العربية‬
‫واإلســامية يف البنــوك الغربيــة ألهنــا تُعتــر عامــل جــذب هلــا؛ األمــر الــذي‬
‫يتطلــب مــن بنــوك املشــاركة اإلســهام يف إقامــة مركــز مــايل نشــط وفعــال‬
‫لقيــام وتأســيس ســوق لــأوراق املاليــة‪ ،‬ويرتبــط هبــذا التحــدي حتـ ٍّـد آخــر‬
‫وهــو قــدرة بنــوك املشــاركة علــى حتويــل التمويــل قصــر األجــل إىل التمويل‬
‫متوســط وطويــل األجــل‪ ،‬وذلــك عــن طريــق التوســع يف ابتــكار أدوات ماليــة‬
‫جديــدة‪.‬‬
‫كمــا جيــب علــى بنــوك املشــاركة العمــل علــى مجــع املعلومــات عــن فــرص‬
‫االســتثمار املتاحــة و إبــراز املشــاريع ذات اجلــدوى االقتصاديــة‪ ،‬حتى يُمكن‬
‫اســرجاع تلــك األمــوال للمشــاركة يف عمليــة التنميــة االقتصاديــة‪.‬‬
‫(‪ )1‬يوسف كمال حممد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.97 :‬‬
‫‪143‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫ثالثاً‪ :‬اآلفاق املستقبلية لبنوك املشاركة‬
‫‪1 .1‬شروط وقيود جناح بنوك املشاركة يف مَهمة التنمية‪:‬‬
‫تُعتــر بنــوك املشــاركة أنســب املؤسســات الــي ميكــن أن تعتمــد عليهــا‬
‫التنميــة الفعالــة يف جمتمعاتنــا‪ ،‬لكــن ذلــك مرهــون بتوافــر شــروط منهــا مــا‬
‫خيــص بنــوك املشــاركة ذاهتــا ومنهــا مــا خيــص الدولــة واحمليــط(‪.)1‬‬
‫‪ -1.1‬الشروط املتعلقة ببنوك املشاركة‪:‬‬
‫‪ -1.1.1‬قيــادات رشــيدة رائــدة‪ ،‬واعيــة باملســؤولية امللقــاة علــى‬
‫عاتقهــا‪.‬‬
‫‪ -2.1.1‬عاملون ال تدخل الوساطة واحملسوبية يف توظيفهم؛ حيث‬
‫يتم اختيارهم على أســاس األمانة والعلم والنزاهة واإلخالص‪...‬‬
‫‪ -3.1.1‬التــزام بنــوك املشــاركة مبقاصــد الشــريعة يف الشــكل‬
‫واملضمــون‪ ،‬ويف معاملــة العمــاء والعاملــن‪ ،‬ويف طــرق تعبئــة املــوارد‬
‫وأســاليب التوظيــف‪...‬‬
‫‪ -4.1.1‬الوعــي اإلســراتيجي لــدى القيــادات بالــدور املهــم لبنــوك‬
‫املشــاركة يف حتقيــق تنميــة اجملتمــع الــذي تعمــل فيــه‪.‬‬
‫‪ -5.1.1‬الوضــوح الفكــري ملهمــة ووظيفــة وآفــاق بنــوك املشــاركة‬
‫لــدى كل العاملــن يف البنــك‪ ،‬مــن اإلدارة العليــا إىل أقــل مســتوى‬
‫تنفيــذي‪.‬‬
‫‪ -6.1.1‬التقويــم املســتمر لــأداء والنتائــج‪ ،‬واملراجعــة املســتمرة‬
‫للخطــط‪ ،‬مبــا يكفــل تصحيــح مســرهتا‪.‬‬
‫(‪ )1‬راجع‪:‬‬
‫ أمحد النجار‪« ،‬دور البنوك اإلسالمية يف التنمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.123-121:‬‬‫ كوثــر عبــد الفتــاح األجبــي‪« ،‬جنــاح البنــوك اإلســامية مســؤولية اجملتمــع اإلســامي كلــه»‪ ،‬جملــة االقتصــاد‬‫اإلســامي‪ ،‬العــدد ‪ ،104‬فربايــر ‪ ،1990‬ص‪.14-12:‬‬
‫‪144‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‪ -7.1.1‬انتشــار وحــدات وفــروع البنــك علــى أوســع نطــاق جغــرايف‬
‫ممكــن؛ حتــى تتــاح فرصــة تقديــم اخلدمــة لــكل أفــراد اجملتمــع‪.‬‬
‫‪ -8.1.1‬توســيع نطــاق مشــاركة اجلماهــر يف رســم سياســات‬
‫البنــك واختــاذ القــرارات‪ ،‬مبعنــى إعطــاء املودعــن نوعـاً مــن الرقابــة‬
‫علــى أعمــال بنــك املشــاركة باعتبارهــم مشــاركني لنشــاطه‪( ،‬وميكــن‬
‫أن تأخــذ صــورة «مجعيــة املودعــن»‪ ،‬تشــارك يف مناقشــة حســابات‬
‫االســتثمار ويف اختيــار مراقــب احلســابات)‪.‬‬
‫‪ -9.1.1‬التعاون بني بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪ -1.2‬الشروط املتعلقة بالدولة واحمليط‪:‬‬
‫‪ -1.2.1‬تشجيع إنشاء بنوك املشاركة ومساندهتا ودعمها‪.‬‬
‫‪ -2.2.1‬إزالة العراقيل وإتاحة الفرصة أمامها للتوسع واالنتشار‪.‬‬
‫‪ -3.2.1‬معاملــة عادلــة لبنــوك املشــاركة متكنهــا مــن أداء الــدور‬
‫املنــوط هبــا‪.‬‬
‫‪ -4.2.1‬وضــع املعايــر الرقابيــة واملالئمــة لطبيعــة أنشــطة بنــك‬
‫املشــاركة‪ ،‬وليســت املعايــر اخلاصــة بالبنــك التقليــدي‪.‬‬
‫‪ -5.2.1‬تطوير الدور الرقابي للبنك املركزي على بنوك املشــاركة‪،‬‬
‫مــن خــال ضــرورة التفرقــة بــن بنــوك املشــاركة والبنــوك التقليديــة‬
‫مــن حيــث القواعــد الــي خيضــع هلــا كل منهــا واملتمثلــة فيمــا يلي(‪:)1‬‬
‫‪ .‬أإجيــاد صيغــة واحــدة مالئمــة لعــرض البيانــات املتعلقــة‬
‫بنشــاط بنــوك املشــاركة علــى منــوذج مســتقل يتــاءم مــع‬
‫طبيعــة نشــاطها‪.‬‬
‫(‪ )1‬حممد سويلم‪« ،‬إدارة املصارف التقليدية واملصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.470 -469 :‬‬
‫‪145‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫‪.‬بإجيــاد منــوذج مليزانيــة بنــك املشــاركة تتفــق مــع طبيعتــه‪،‬‬
‫وكذلــك األســس الــي يقــوم عليهــا إعــداد امليزانيــة وقواعــد‬
‫املراجعــة‪.‬‬
‫‪ .‬جوضع سياسة حماسبية موحدة لبنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪ .‬دتنظيــم نشــاط فــروع «معامــات املشــاركة» الــي تنشــئها بعــض‬
‫البنــوك التقليديــة علــى النحــو التــايل‪:‬‬
‫‪-‬أن تتحــول جمموعــة فــروع «معامــات املشــاركة» لــكل‬
‫بنــك إىل بنــك مســتقل قائــم بذاتــه مملــوك بالكامــل للبنــك‬
‫األم باعتبــاره مالــكاً لــرأس املــال بالكامــل‪ ،‬ويُعيِّــن البنــك‬
‫األم جملــس إدارة بنــك «معامــات املشــاركة» وتكــون لألخــر‬
‫ميزانيــة مســتقلة متامــاً عــن البنــك األم‪.‬‬
‫‪-‬يتعامــل بنــك «معامــات املشــاركة» مــع البنــك األم يف حــدود‬
‫مــا تســمح بــه قواعــد العمــل يف بنــوك املشــاركة‪ ،‬ومــن ذلــك‬
‫اخلدمــات املصرفيــة املتبادلــة دون أن يكــون هنــاك أيّ جمــال‬
‫للتعامــل بــن البنكــن بالفائــدة‪.‬‬
‫‪ -6.2.1‬إنشــاء ختصــص مصــريف جامعــي‪ ،‬يصلــح لتخريــج مؤهلني‬
‫للعمــل بأنشــطة بنوك املشــاركة‪.‬‬
‫‪2 .2‬مستلزمات ومتطلبات جناح بنوك املشاركة الشاملة‪:‬‬
‫يــرى أحــد الباحثــن أن متطلبــات التحــول مــن أســلوب االئتمــان إىل‬
‫أســلوب االســتثمار ومــن البنــوك التجاريــة إىل «بنــوك املشــاركة الشــاملة»‪،‬‬
‫تعتمــد علــى أمنــاط مــن األنشــطة ختتلــف يف درجــة االعتمــاد عليهــا‬
‫عــن البنــوك التقليديــة‪ ،‬وميكــن االســتفادة مــن هــذه األنشــطة يف شــكل‬
‫‪146‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫شــركات مســامهة مســتقلة‪ ،‬كمــا أن بنــوك املشــاركة يف حاجــة ماســة إىل‬
‫إدارات يُعطــى هلــا األولويــة والــوزن األكــر‪ ،‬والتســاع نطــاق أعماهلــا ميكنهــا‬
‫االســتعانة بشــركات تعمــل يف اجملــاالت الــي حتتاجهــا مقابــل أجــر أو‬
‫باملشــاركة‪.‬‬
‫ونبني تلك املتطلبات يف شكل توضيحي‪.‬‬
‫شكل رقم (‪ :)19‬متطلبات جناح بنوك املشاركة الشاملة‪.‬‬
‫متطلبـــات‬
‫أنـشــطــة‬
‫إدارات‬
‫مؤسسـات موازيـة‬
‫أسـاليب (مدروسة ومتطورة‬
‫لتوعية وتدريب العاملني)‬
‫خمازن (استقبال السلع‬
‫اليت يتم التعاقد عليها)‬
‫شركات التمويل التأجريي‬
‫قاعدة معلومات (قرار االستثمار‬
‫حيتاج إىل معلومات سليمة عن‬
‫أحوال السوق)‬
‫قاعدة أوراق مالية‬
‫(مواجهة متطلبات السيولة)‬
‫شركات رأس املال املخاطر‬
‫دراسات اجلدوى (التنبؤ بكفاءة‬
‫املشروع واحتماالت الربح)‬
‫إدارة أمــناء استثمار‬
‫(عناصر تسويقية مؤهلة)‬
‫شركات أمناء االكتتاب‬
‫أحباث املخاطر (معـرفة‬
‫أحوال العمالء قبل التعــاقد)‬
‫مركز أحباث‬
‫(اكتشاف صيغ جديدة)‬
‫شركات تقييم‬
‫اجلدارة االئتمانية‬
‫تعميم معايري حماسبية وأساليب‬
‫إفصاح مرحلية متطورة‬
‫مــركــز إعـــالم (الرتويج‬
‫لفكرة املشاركة)‬
‫صناديق االستثمار‬
‫بنوك املعلومات‬
‫شركات مسسرة‬
‫شركات صانعة أسواق‬
‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬يوسف كمال حممد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪. 99 - 98 :‬‬
‫‪147‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫‪3 .3‬إجراءات عملية مستقبلية لتدعيم عامل الثقة يف بنوك املشاركة‪:‬‬
‫أشــارت بعــض الدراســات إىل أمهيــة حــرص بنــوك املشــاركة علــى تعميــق‬
‫الثقــة يف أدائهــا؛ ملــا هلــا مــن أثــر يف دفــع شــرحية واســعة مــن األمــوال‬
‫املــرددة إىل الدخــول يف جمــال النشــاط املصــريف القائــم علــى املشــاركة؛‬
‫حيــث يُعتــر العمــل املســتمر علــى كســب املزيــد مــن الثقــة يف أعمــال بنــوك‬
‫املشــاركة مســألة ذات أولويــة ترتبــط مبســتقبل هــذا النشــاط وبقائــه‬
‫واســتمراره‪.‬‬
‫وفيمــا يلــي جمموعــة اإلجــراءات الــي تســاعد علــى االحتفــاظ بتلــك الثقــة‬
‫وتدعيمهــا وتعميقها(‪:)1‬‬
‫‪ -1.3‬إعــادة النظــر يف بعــض األنشــطة وبعــض األســاليب املتبعــة‬
‫حاليــا يف بنــوك املشــاركة‪:‬‬
‫‪ -1.1.3‬أســلوب بيــع املراحبــة علــى النحــو الــذي تطبقــه بعــض‬
‫‬
‫بنــوك املشــاركة يعطــي انطباعـاً لــدى شــرائح مــن اجلمهــور بقربــه الشــديد‬
‫مــن نظــام القــرض بفائــدة؛ األمــر الــذي حيتــاج إىل املزيــد مــن التوعيــة مــن‬
‫جهــة‪ ،‬ومــن جهــة أخــرى يُالحَــظ ضخامــة حجــم املســتثمر وفــق أســلوب‬
‫املراحبــة مــن مجلــة االســتثمارات وكأنــه أصبــح النشــاط الوحيــد لبنــوك‬
‫املشــاركة‪ ،‬بينمــا بقــي حجــم أشــكال االســتثمار األخــرى حمــدوداً جــداً‬
‫رغــم أمهيتهــا مــن الناحيــة التنمويــة‪.‬‬
‫‪ -2.1.3‬اســتمرار بعــض بنــوك املشــاركة يف ممارســة عمليــات‬
‫‬
‫التوظيــف يف البورصــات العامليــة يثــر الشــكوك والتســاؤالت حــول مــدى‬
‫ســامة مثــل هــذا التوجــه‪ ،‬كمــا يُعَـدُّ هــذا األمــر مــن أوســع القنــوات الــي‬
‫(‪ )1‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.341-338 :‬‬
‫‪148‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫يتســرب منها املال العربي ويهرب من االســتثمار التنموي املنتج إىل الدول‬
‫الغربيــة الــي تديــر األســواق املاليــة العامليــة علــى حنــو حيقــق مصاحلهــا‪.‬‬
‫‪ -2.3‬ضــرورة العمــل علــى إيضــاح السياســات والنظــم الــي تعمــل‬
‫مــن خالهلــا بنــوك املشــاركة‪:‬‬
‫‪ -1.2.3‬ضــرورة وضــوح النظــم املتبعــة يف اســتخدام األمــوال‬
‫‬
‫وتوظيفهــا‪ ،‬ويف حتديــد األربــاح وتوزيعهــا‪ ،‬ويف جباية الــزكاة وصرفها‪ ،‬ويف‬
‫التعريــف بنشــاطها ومشــاكلها‪ ،‬ويف اســتبدال الســرية والتكتــم بالعالنيــة‬
‫والوضــوح؛ األمــر الــذي يُريــح نفــوس املتعاملــن معهــا‪.‬‬
‫‪ -2.2.3‬اعتمــاد سياســة اإلفصــاح يف البيانــات الــي تتضمنهــا‬
‫‬
‫التقاريــر الســنوية والقوائــم املاليــة اخلتاميــة وملحقاهتــا‪ ،‬حيــث جيــب أن‬
‫يعــاد فيهــا تبويــب وتفصيــل البيانــات علــى حنــو جييــب بوضــوح عــن كل‬
‫التســاؤالت وال يُبقــي جمــاال للشــكوك واالنتقــادات‪.‬‬
‫‪ -3.3‬إعادة النظر يف الشكل احلايل للملكية واإلدارة والرقابة‪:‬‬
‫‪ -1.3.3‬إعــادة النظــر يف وضــع أصحــاب ودائــع االســتثمار‬
‫‬
‫املشــاركني يف نشــاط بنــك املشــاركة؛ ألن املودعــن يتحملــون خماطــر‬
‫االســتثمار ونتائجــه فتكــون هلــم خصائــص املــاك أو املســامهني؛ لذلــك‬
‫يبــدو مــن املناســب أن يكــون للمودعــن دور معقــول يف إدارة نشــاط البنــك‬
‫واإلشــراف عليــه ورقابتــه‪.‬‬
‫‪ -2.3.3‬إن اختيــار إدارة بنــك املشــاركة ال بــد مــن أن تكــون علــى‬
‫‬
‫درجــة عاليــة مــن الكفاءة والســلوك اإلداري القويــم‪ ،‬وااللتزام باألخالقيات‬
‫اإلداريــة النزيهــة والســليمة‪.‬‬
‫‪ -4.3‬إعــادة النظــر يف الرقابــة املاليــة والرقابــة الشــرعية يف بنــوك‬
‫‪149‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫املشــاركة‪:‬‬
‫‪ -1.4.3‬إن الرقابــة املاليــة يف حدودهــا التقليديــة املعروفــة‬
‫‬
‫مبراجعــة احلســابات‪« ،‬مــع ميوعــة قواعدهــا وأعرافهــا يف اجملتمعــات‬
‫العربيــة واإلســامية واملتخلفــة بشــكل عــام»‪ ،‬ال تبــدو كافيــة لتعزيــز الثقــة‬
‫يف أعمــال بنــوك املشــاركة‪ ،‬لذلــك يبــدو ضروريــا اختــاذ كل أو بعــض‬
‫اخلطــوات التاليــة‪:‬‬
‫‪ .‬أوضــع قواعــد متفــق عليها للرقابة على نشــاط بنوك املشــاركة‬
‫تُلزم مراجعي احلســابات بتوســيع نطاق رقابتهم لتشــمل‪:‬‬
‫‪-‬البحــث يف مــدى مشــروعية األعمــال الــي يقــوم هبــا البنــك‪،‬‬
‫وذلــك مــن حيــث انســجامها مــع القوانــن واألنظمــة األساســية‬
‫لبنوك املشــاركة‪.‬‬
‫‪-‬اختيــار بعــض مؤشــرات الكفــاءة والفعاليــة كمرحلــة أوليــة‬
‫لبــدء تطبيــق رقابــة فعالــة علــى أداء بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫‪-‬التأكــد مــن ســامة حتقيــق األربــاح وعدالــة توزيعهــا بــن‬
‫الفئــات املختلفــة يف بنــك املشــاركة‪.‬‬
‫‪.‬بتشــكيل فئــات رقابيــة مســتقلة تتبــع جملــس أعلــى لبنــوك‬
‫املشــاركة ( يف حالــة إنشــاء مثــل هــذا اجمللــس) هدفهــا دعــم أداء‬
‫هــذا النشــاط وتطويــره وتعميــق الثقــة بــه‪.‬‬
‫‪ .‬جإعــادة النظــر يف اختيــار هيئــات الرقابــة وتشــكيلها‪ ،‬حبيــث‬
‫تكــون ممثلــة ملصــاحل كل الفئــات املتعاملــة مــع بنــك املشــاركة‪.‬‬
‫‪ -2.4.3‬إعــادة النظــر يف هيئــة الرقابــة الشــرعية‪ ،‬حيــث أن الواقــع‬
‫‬
‫يؤكــد وجــود اختالفــات كثــرة يف تطبيــق مفهــوم الرقابــة الشــرعية بــن‬
‫‪150‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫بنــوك املشــاركة‪ ،‬حيــث يتفــاوت تشــكيل تلــك اهليئــة مــن بنــك آلخــر مــن‬
‫حيــث عــدد أعضائهــا وختصصاهتــم وســلطة التعيــن وإلزاميــة الــرأي(‪،)1‬‬
‫وناقــش أحــد الباحثــن بعــض القضايــا ذات العالقــة مبهمــة الرقابــة‬
‫الشــرعية نوجــز أمههــا فيمــا يلــي(‪:)2‬‬
‫‪ .‬أإنشــاء جهــة مركزيــة تنظــم الرقابــة الشــرعية‪« :‬جملــس معايري‬
‫الرقابة الشــرعية»‬
‫‪.‬بميكن للرقابة الشــرعية أن تســتفيد من التطورات والدراســات‬
‫الــي أُجريــت يف جمــال املراجعــة الداخليــة‪ ،‬فتكــون هنــاك مراجعــة‬
‫داخليــة شــرعية إمــا كجــزء مــن إدارة املراجعــة الداخليــة أو كإدارة‬
‫مســتقلة يُطلــق عليهــا «إدارة املراجعــة الشــرعية الداخليــة»‪.‬‬
‫‪ .‬جميكــن أن تتــم الرقابــة الشــرعية اخلارجيــة بعــدة أســاليب‬
‫منهــا‪:‬‬
‫‪-‬ميكــن اختيــار أعضــاء هيئــة الرقابــة الشــرعية بواســطة‬
‫اجلمعيــة العامــة للبنــك‪.‬‬
‫‪-‬ميكــن أن تُحــوَّل الرقابــة الشــرعية اىل مهنــة علــى غــرار‬
‫مهنــة مراجعــة احلســابات اخلارجيــة‪.‬‬
‫‪-‬ميكــن أن تقــوم مكاتــب مراجعــي احلســابات اخلارجيــن‬
‫بإنشــاء أقســام للمراجعــة الشــرعية وذلــك باالســتعانة خبــراء‬
‫متخصصــن يف العلــوم الشــرعية‪.‬‬
‫‪-‬تأهيــل مراجــع احلســابات اخلارجــي يف العلــوم الشــرعية‬
‫(‪ )1‬حممد فداء الدين عبد املعطي هبجت‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.23-15 :‬‬
‫(‪ )2‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪29 :‬؛ ‪.49-46‬‬
‫‪151‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫مــن خــال دورات تدريبيــة يف مواضيــع فقــه املعامــات(‪.)1‬‬
‫‪-‬تعيــن هيئــة شــرعية تتعــاون تعاونــا وثيقــا مــع مراجــع‬
‫احلســابات اخلارجــي‪.‬‬
‫‪-‬إنشــاء إدارة للرقابــة الشــرعية يف البنــوك املركزيــة ميكــن أن‬
‫يكــون أحــد البدائــل للرقابــة الشــرعية اخلارجيــة‪.‬‏‏‬
‫(‪ )1‬قامــت اهليئــة الســعودية للمحاســبني القانونيــن بإدخــال موضــوع فقـــه املعامــات ضمــن املوضوعــات الــي خيتــر‬
‫فيهــا املتقــدم المتحــان زمالــة اهليئــة‪ ،‬والــي تعتــر متطلبــا أساســيا ملمارســة مهنــة احملاســبة واملراجعــة يف اململكــة العربيــة‬
‫الســعودية‪.‬‬
‫‪152‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫خالصـــة الفصل األول‬
‫يلتقــي مفهــوم الرِّبــا بالفائــدة الــي ختتلــف عــن معنــى الربــح‪ ،‬لكونــه عائـــد‬
‫احتمــايل متغــر ناتــج عــن تفاعــل العمــل ورأس املــال املُخاطــر‪ ،‬ويُســتحق‬
‫عنــد ظهــوره يف هنايــة الســنة املاليــة ال يف بدايتهــا؛ وهلــذا وُجِّهــت انتقــادات‬
‫لتلــك النظريــات املتعــددة الــي تُدعــم نظــام الفائــدة نظــراً للمخاطــر‬
‫والســلبيات االقتصاديــة الناجتــة عنــه‪ ،‬وليــس هنــاك حـ ّل كمــا قــال خــراء‬
‫االقتصــاد إال جبعــل ســعر الفائــدة صفــراً!! مــع ضــرورة االجتــاه إىل نظــام‬
‫اقتصــادي بديــل يتم ّثــل يف «نظــام املشــاركة» الــذي يعتمــد علــى أســاليب‬
‫متويليــة متنوعــة؛ ختتلــف عــن األســاليب الربويــة وتتش ـعّب فيهــا اآلثــار‬
‫اإلجيابيــة‪.‬‬
‫وتُع ـدُّ البنــوك القائمــة علــى نظــام املشــاركة مؤسســات ماليــة ومصرفيــة‬
‫واقتصاديــة واجتماعيــة واســتثمارية وتنمويــة شــاملة؛ تقــوم بأســلوب‬
‫الوســاطة املاليــة احملــررة مــن ســعر الفائــدة الدائنــة واملدينــة‪ ،‬تُميِّزهــا‬
‫اإلســراتيجية اجلديــدة املتمثلــة يف «املشــاركة يف األربــاح واخلســائر»‬
‫وأنشــطتها املتعــددة وأنــواع رقابتهــا املتكاملــة‪ ،‬وتتطلــب عالقــة خاصــة‬
‫مــع الرقابــة املصرفيــة املركزيــة نظــراً لوجــود فــروق جوهريــة مــع البنــوك‬
‫التقليديــة‪ ،‬رغــم أوجــه التعاون معها يف جمال أعمال املراســلني واالســتفادة‬
‫مــن التكنولوجيــا املصرفيــة؛ يف الوقــت الــذي يبقــى التنافــس قائمـاً بينهمــا‬
‫يف جمــال اســتقطاب العمــاء الذيــن هتمُّهــم جــودة اخلدمــات املصرفيــة‬
‫واملاليــة املقدَّمــة‪.‬‬
‫لقــد مت ّكنــت بنــوك املشــاركة مــن حتقيــق عــدة إجنــازات رغــم قصــر‬
‫‪153‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫جتربتهــا‪ ،‬رافقتهــا انتقــادات املشــككني ودراســات املختصــن لتقويــم‬
‫أدائهــا مــن حيــث الكفــاءة والفعاليــة‪ ،‬كشــفت عــن نقـــاط قـــوة متثلــت يف‬
‫الــدور اإلجيابــي يف جــذب املدخــرات وجتميــع املــوارد املاليــة؛ مــن خــال‬
‫ختليــص أكــر عــدد مــن اجلمهــور مــن التعامــل الربــوي (مســتوى مالئــم مــن‬
‫الفعاليــة)‪ ،‬وكشــفت أيضـاً عــن نقـــاط ضعـــف يف جمــال توظيــف واســتثمار‬
‫مواردهــا املاليــة املتاحــة؛ مــن خــال عــدم قيامهــا بدورهــا االقتصــادي‬
‫واالجتماعــي املطلــوب منهــا (كفــاءة منخفضــة)‪ ،‬كمــا بينــت أن هــذه البنوك‬
‫كانــت أحســن أداءً مــن البنــوك التقليديــة يف ســنوات التســعينيات‪.‬‬
‫وكشــف الواقــع العملــي عــن العديــد مــن املشــكالت املتداخلــة ومعوِّقــات‬
‫تطبيــق النمــوذج املفــرض لبنــوك املشــاركة‪ ،‬الــي تؤثــر علــى أدائهــا‬
‫وقدرهتــا للقيــام بدورهــا االقتصــادي‪ ،‬مت ّثلــت أساســاً يف‪ :‬مشــكالت‬
‫حماســبية وإداريــة‪ ،‬ومشــكلة عــدم مالءمــة السياســة النقديــة للبنــوك‬
‫املركزيــة‪ ،‬ومشــكلة اختــال هيــكل مواردهــا املاليــة املتاحــة‪ ،‬ومشــكلة عــدم‬
‫توافــر العمــاء املالئمــن املشــاركني‪ ،‬ومشــكلة عــدم توافــر املــوارد البشــرية‬
‫املالئمــة للعمــل املصــريف؛ يضــاف إىل ذلــك التحــوالت االقتصاديــة احملليــة‬
‫واإلقليميــة والعامليــة‪...‬‬
‫يف ظــل هــذه الصعوبــات الداخليــة والعقبــات اخلارجيــة‪ ،‬اُقرتحــت جمموعة‬
‫مــن اإلجــراءات العمليــة إلجنــاح جتربــة بنــوك املشـــاركة ونقلها من مســتوى‬
‫النظريـة إىل مستوى التطبيـق وهي‪:‬‬
‫ ‪-‬شــروط ال بــد أن تتوافــر يف بنــوك املشــاركة وشــروط ال بــد أن‬
‫تتوافــر لبنــوك املشــاركة؛‬
‫‪154‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫ ‪-‬متطلبــات تُعطــى فيهــا األولويــة ألنشــطة وإدارات ومؤسســات‬
‫موازيــة لبنــوك املشــاركة؛‬
‫ ‪-‬إعــادة النظــر يف بعــض األســاليب والسياســات والنظــم لتدعيــم‬
‫وتعميــق الثقــة يف نشــاطها املصــريف‪.‬‬
‫‪155‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫الـفـصـل الثاني‬
‫الميزانية المصرفية في بنوك المشاركة‬
‫سوف نتعرض ضمن هذا الفصل إىل املباحث األساسية التالية‪:‬‬
‫املبحث األول‪:‬‬
‫أساسيات امليزانية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬واقع إعداد امليزانية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬إدارة أصول وخصوم امليزانية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫خالصة الفصل الثاني‬
‫‪156‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫المبحث األول‬
‫أساسيات الميزانية في بنوك المشاركة‬
‫سنتناول هذا املبحث بالدراسة من خالل احملاور التالية‪:‬‬
‫ ‪-‬عرض ميزانية بنوك املشاركة وعناصرها‬
‫ ‪-‬التفرقــة بــن حســابات امليزانيــة يف البنــوك التقليديــة وبنــوك‬
‫املشــاركة‪.‬‬
‫ ‪-‬مناذج مقرتحة للميزانية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪157‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫‬
‫المطلب األول‪ :‬عرض ميزانية بنوك المشاركة وعناصرها‬
‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬اإلطـار النظـري مليزانيـة البنـوك فـي الفـكـر احملاسبـي‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬رؤيـة بعض الباحثيـن لعنـاصـر ميزانيـة بنـوك املشاركـة‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬ميزانيـة البنك املركزي والبنوك األعضاء يف ظل نظام املشاركة‪.‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬اإلطار النظري مليزانية البنوك يف الفكر احملاسيب‬
‫‪1 .1‬حملة تارخيية عن امليزانية‪:‬‬
‫إذا كانــت احملاســبة لغــة لالتصــال؛ فــإن عملية تقديم املعلومات احملاســبية‬
‫عــن طريــق القوائــم والتقاريــر املاليــة تُعتــر بدايــة للعمليــة االتصاليــة‬
‫بــن مُع ـدِّي هــذه القوائــم ومســتخدميها‪ ،‬ومــن أهــم مــا تنتجــه احملاســبة‬
‫املاليــة قائمــة املركــز املــايل (امليزانيــة)(‪ )1‬الــي تبيِّــن مصــادر واســتخدامات‬
‫األمــوال‪ ،‬وقائمــة الدخــل (جــدول النتائــج)(‪ )2‬الــي تبيِّــن مصــادر اإليــرادات‬
‫واملصاريــف‪.‬‬
‫لقــد بــدأ االهتمــام بامليزانيــة مــع هنايــة القــرن التاســع عشــر من قِبــل رجال‬
‫البنــوك لتخــدم بصــورة أساســية احتياجــات املقرضــن؛ «حيــث أصــدرت‬
‫اهليئــة التنفيذيــة جلمعيــة رجــال البنــوك عــام ‪ 1895‬توصيــة ألعضائهــا‬
‫أن يطلبــوا مــن املقرتضــن تقديــم تقريــر كتابــي م َّ‬
‫ُوقعــا عليــه منهــم أو مــن‬
‫(‪ )1‬يُطلــق عليهــا «امليزانيــة» (‪ )Balance Sheet = Bilan‬ألهنــا تتخــذ يف أحــد أشــكاهلا صــورة جدول له جانبني متســاويني‬
‫ومــن ثــم متوازنــن‪ ،‬كمــا يُطلــق عليهــا «عموميــة» أو «عامــة» ألهنــا تتضمــن اآلثــار العامــة جلميــع نتائــج عمليــات املشــروع كمــا‬
‫وصــل إليــه الوضــع يف تاريــخ معيّــن‪ ،‬ويُطلــق عليهــا « قائمــة املركـــز املـــايل» (‪ )Statement of Financial Position‬ألن‬
‫اهلــدف الرئيــس مــن إعدادهــا هــو إظهــار «حقيقــة» املركــز املــايل للوحــدة احملاســبية وقدرهتــا علــى االســتمرار يف نشــاطها‬
‫والوفــاء بالتزاماهتــا‪.‬‬
‫(‪ )2‬تســـتخدم الــو‪.‬م‪.‬أ‪ .‬مصطلــح قائمــة الدخــل (‪ ،)Income Statement‬بينمــا تســتخدم بريطانيــا مصطلــح حســاب‬
‫األربــاح واخلســائر (‪.)Profit and Loss Account‬‬
‫‪158‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫ممثليهــم عــن أصــول وخصــوم املنشــأة بصــورة منوذجيــة توصــي هبــا جلنــة‬
‫خاصــة هلــذا الغــرض»‪ .)1(1‬ومــع بدايــة الثالثينيــات مــن القــرن املاضــي‬
‫حت ـوَّل االهتمــام مــن امليزانيــة إىل قائمــة الدخــل لكــن يف الفــرة األخــرة‬
‫بــدأت تســتعيد أمهيتهــا؛ مثلمــا يوضحــه اجلــدول التــايل‪:‬‬
‫جدول رقم (‪ :)21‬تطور االهتمام بامليزانية يف الفكر احملاسيب‪.‬‬
‫بدايـة الثالثينيات‬
‫الفرتة‬
‫حتــول االهتمــام مــن امليزانيــة إىل قائمــة‬
‫االهتمام‪ :‬الدخل‪.‬‬
‫ ارتبــاط قيمــة املؤسســة مبقدرهتــا‬‫اإليراديــة‪.‬‬
‫األسباب‪ - :‬وجود قيود على مالءمة امليزانية‪.‬‬
‫الوقـت احلاضـر‬
‫استعادة أمهية امليزانية جبانب قائمة الدخل‪.‬‬
‫ أزمــة الســيولة العامليــة (تضخــم ‪ +‬ارتفــاع‬‫معــدالت الفائــدة)‬
‫ تدعيــم بقوائــم ماليــة إضافيــة (قائمــة التغــرات‬‫يف املركــز املــايل وقائمــة التدفقــات النقديــة)‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬د‪.‬حممد مسري الصبان ورجب السيد راشد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.74 :‬‬
‫‪2 .2‬تعريف امليزانية املصرفية‪:‬‬
‫تُعـرَّف امليزانيــة علــى أهنــا‪« :‬قائمــة أو كشــف يبــن أرصــدة عناصر األصول‬
‫وعناصــر اخلصــوم يف تاريــخ معيّــن‪ ،‬ومــن الناحيــة االقتصاديــة تظهــر‬
‫امليزانيــة مصــادر األمــوال (اخلصــوم) وكيفيــة اســتخدام هــذه األمــوال‬
‫(األصــول)‪ ،‬ومــن الناحيــة اإلداريــة تبــن امليزانيــة االلتزامــات واملطلوبــات‬
‫(اخلصــوم) الــي علــى املشــروع باعتبــاره وحــدة مســتقلة عــن أصحابــه‪،‬‬
‫ومــا يقابلهــا مــن موجــودات تتمثــل يف (األصــول) الــي ميلكهــا املشــروع»(‪.)2‬‬
‫وال خيتلــف مفهــوم ميزانيــة البنــوك عن ميزانية املؤسســات األخرى؛ حيث‬
‫تُع ـرّف بأهنــا‪« :‬قائمــة أو كشــف يتضمــن موجــودات املصــرف ومطاليبــه‬
‫(‪ )1‬حممــد مســر الصبــان و رجــب الســيد راشــد‪« ،‬احملاســبة املتوســطة‪ :‬أســس القيــاس واإلفصــاح احملاســي»‪ ،‬الــدار‬
‫اجلامعيــة‪ ،‬اإلســكندرية‪ ،1998 ،‬ص‪.74:‬‬
‫(‪ )2‬حممــد كمــال عطيــة‪« ،‬حماســبة الشــركات واملصــارف يف النظــام اإلســامي»‪ ،‬االحتــاد الــدويل للبنــوك اإلســامية‪،‬‬
‫‪ ،1984‬ص‪.201:‬‬
‫‪159‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫بعــد إجــراء التســويات اجلرديــة وتنظيــم حســاب األربــاح واخلســائر»(‪.)1‬‬
‫‪3 .3‬تبويب امليزانية املصرفية‪:‬‬
‫لقد ركزت املناقشات حول ميزانية البنوك على جانبني مها‪:‬‬
‫‪ -3.1‬أشكال عرض امليزانية‪ :‬توجد طريقتان لعرض امليزانية‪:‬‬
‫‪ -1.1.3‬امليزانيــة علــى شــكل حســاب (جــدول)‪ :‬وهــو الشــكل‬
‫التقليــدي للميزانيــة‪ ،‬يكــون فيــه اجلانــب األميــن (لألصــول)‬
‫واجلانــب األيســر (للخصــوم)‪.‬‬
‫‪ -2.1.3‬امليزانيــة علــى شــكل قائمـــة (تقريــر)‪ :‬وهــو الشــكل‬
‫احلديــث للميزانيــة‪ ،‬يكــون فيــه اجلــزء األعلــى (لألصــول)‬
‫واجلــزء األســفل (للخصــوم)‪.‬‬
‫‪ -3.2‬أولويــات ترتيــب بنــود امليزانيــة‪ :‬يتــم ترتيــب عناصــر امليزانيــة يف‬
‫البنــوك وفــق أســلوب عكســي مليزانيــة املؤسســات ذات الطابــع الصناعــي‬
‫والتجـــاري(‪« ،)2‬إذ يتــم إعــداد وترتيــب العناصــر بداخلهــا تبعــا لألمهيــة‬
‫النســبية فتبــدأ بأكثــر العناصــر أمهيــة يليهــا العناصــر اهلامــة فاألقــل‬
‫أمهيــة وهكــذا»(‪.)3‬‬
‫وعلــى ذلــك تبــدأ األصــول بعنصــر النقديــة باعتبــاره أكثــر العناصــر‬
‫خطــورة؛ ألن عــدم توافــر احلجــم املالئــم يف الســيولة قــد يــؤدي إىل اهنيــار‬
‫البنــك لــو أشــيع مثـاً عــدم قدرتــه علــى الوفــاء بالتزاماتــه جتــاه املودعــن‪،‬‬
‫(‪ )1‬صايف فلوح‪« ،‬حماسبة املنشآت املالية»‪ ،‬مطبوعات جامعة دمشق‪ ،1989/1988 ،‬ص‪.357:‬‬
‫(‪ )2‬جتــدر اإلشــارة أن املؤسســات املاليــة يف العــامل العربــي تتبــع ترتيــب امليزانيــة نفســه الــذي تســتخدمه املؤسســات‬
‫التجاريــة والصناعيــة يف الــو‪.‬م‪.‬أ وبعــض الــدول األوربيــة؛ باعتبــار مشــكلة الســيولة هــي املشــكلة الرئيســة الــي تواجــه‬
‫املؤسســات ويتوقــف عليهــا مــدى اســتمرارية نشــاطها‪ ،‬وهــذه النظــرة ســليمة ألنــه قــد متتلــك املؤسســة كميــة هائلــة مــن‬
‫األصــول طويلــة األجــل إال أن مركــز الســيولة فيهــا قــد يكــون يف حالــة ســيئة جــداً‪ .‬إن هــذه االختالفــات رمبــا تضلــل أو تربــك‬
‫املســتخدم الــذي ال يكــون علــى درايــة بوجــود اختالفــات بــن الــدول مــن ناحيــة املصطلحــات وطريقــة العــرض والسياســات‬
‫احملاســبية املســتخدمة يف إعــداد القوائــم املاليــة‪.‬‬
‫(‪ )3‬كوثر عبد الفتاح حممود األجبي‪« ،‬قياس وتوزيع الربح يف البنك اإلسالمي»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.115:‬‬
‫‪160‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫وتبــدأ اخلصــوم بعنصــر الودائــع الــي تُعتــر مبثابــة التزامــات علــى البنــك؛‬
‫كمــا أن زيــادة وتطــور حجمهــا يُعتــر مؤشــراً رئيس ـاً علــى جنــاح أو فشــل‬
‫البنــك ومــدى ثقــة اجملتمــع فيــه(‪ .)1‬واجلــدول التــايل صــورة هلــذه امليزانيــة‪:‬‬
‫جدول رقم (‪ :)22‬الــهـيــكـل الـعــام لـمـيـزانـيـة الـبـنـوك‪.‬‬
‫املبلغ‬
‫األصـــول‬
‫×××‬
‫ النقد يف الصندوق ويف املركزي‪.‬‬‫×××‬
‫ املصارف احمللية‪.‬‬‫×××‬
‫ املراسلون يف اخلارج‪.‬‬‫×××‬
‫ حمفظة األوراق التجارية املخصومة‪.‬‬‫ القــروض والســلف واحلســابات اجلاريــة ×××‬‫املدينــة بضمانــات عينيــة‪.‬‬
‫ القــروض والســلف واحلســابات اجلاريــة ×××‬‫املدينــة بضمانــات أخــرى‪.‬‬
‫ حسابات مدينة أخرى‪.‬‬‫×××‬
‫ االستثمارات املالية واملسامهات‪.‬‬‫×××‬
‫ حســابات التســوية واحلســابات ×××‬‫×××‬
‫ا ال نتقا ليــة ‪.‬‬
‫ األمــوال الثابتــة واملوجــودات األخــرى‬‫(ناقصــا االهتــاكات)‪.‬‬
‫جمموع األصول‬
‫ احلسابات النظامية‬‫جمموع امليزانية‬
‫×××‬
‫املبلغ‬
‫اخلصـــوم‬
‫ الودائــع حتــت الطلــب واحلســابات ×××‬‫×××‬
‫اجلاريــة الدائنــة‬
‫×××‬
‫ الودائع ألجل وودائع التوفري‪.‬‬‫×××‬
‫ املصارف احمللية‪.‬‬‫ القــروض والســلف مــن املركــزي وإعــادة‬‫×××‬
‫اخلصــم‪.‬‬
‫×××‬
‫ املراسلون يف اخلارج‪.‬‬‫×××‬
‫ حسابات دائنة أخرى‪.‬‬‫×××‬
‫ األموال املستقرضة‪.‬‬‫ حســابات التســوية واحلســابات ×××‬‫×××‬
‫ا ال نتقا ليــة ‪.‬‬
‫×××‬
‫ املؤونات‪.‬‬‫×××‬
‫ االحتياطات‪.‬‬‫ رأس املال املدفوع‪.‬‬‫ األرباح الصافية‪.‬‬‫×××‬
‫جمموع اخلصوم‬
‫××× ‪ -‬مقابل احلسابات النظامية‬
‫جمموع امليزانية‬
‫×××‬
‫×××‬
‫×××‬
‫املصدر‪ :‬صايف فلوح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.363 ،59‬‬
‫إن لرتتيــب امليزانيــة هبــذا الشــكل يف البنــوك «أمهيــة كــرى ملعرفــة املركــز‬
‫املــايل للبنــك‪ ،‬وكذلــك معرفــة نســبة الســيولة لديــه ونســبة االحتياطــي‬
‫اإللزامــي‪ ،‬وقدرتــه علــى ســداد التزاماتــه حنــو أصحــاب الودائــع وغريهــم‬
‫يف مواعيــد اســتحقاقها املختلفــة»(‪.)2‬‬
‫(‪ )1‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.117-116:‬‬
‫(‪ )2‬خريت ضيف‪« ،‬حماسبة املنشآت املالية‪ :‬يف حماسبة البنوك»‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بريوت‪ ،1979 ،‬ص‪.277 :‬‬
‫‪161‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫ميكــن توضيــح ترتيــب أصــول وخصــوم امليزانيــة مــن األعلــى إىل األســفل‬
‫يف البنــوك واملؤسســات األخــرى كالتــايل‪:‬‬
‫جــدول رقــم (‪ :)23‬نظــام ترتيــب بنــود امليزانيــة يف البنــوك واملؤسســات‬
‫التجاريــة والصناعي ـة‪.‬‬
‫‪Actif = emplois = Assets‬‬
‫‪Passif = Ressources = Liabilities‬‬
‫اخلصوم = املطلوبات = املصادر‬
‫املؤسسات‬
‫البنوك‬
‫‪ -1‬ال توجد‪.‬‬
‫‪ -1‬الودائع‪.‬‬
‫‪ -2‬حقوق امللكية‪.‬‬
‫‪ -2‬االلتزامات‪.‬‬
‫‪ -3‬االلتزامات‪.‬‬
‫‪ -3‬حقوق امللكية‪.‬‬
‫ال توجد‪.‬‬
‫حسابات نظامية‬
‫األصول = املوجودات = االستخدامات‬
‫اجلانب‬
‫املؤسسات‬
‫البنوك‬
‫احلالة‬
‫‪ -1‬أصول ثابتة‪.‬‬
‫‪ -1‬أصول نقدية‪.‬‬
‫عناصر‬
‫‪ -2‬أصول متداولة‪.‬‬
‫‪ -2‬أصول متداولة‪.‬‬
‫امليزانية‬
‫‪ -3‬أصول نقدية‪.‬‬
‫الرئيسية ‪ -3‬أصول ثابتة‪.‬‬
‫ال توجد‪.‬‬
‫خارج امليزانية حسابات نظامية‪.‬‬
‫درجة السيولة املتناقصة درجة السيولة املتزايدة درجة االستحقاق املتناقصة درجة االستحقاق املتزايدة‬
‫الرتتيب‬
‫‪4 .4‬خصائص امليزانية املصرفية‪:‬‬
‫إن األمهيــة النســبية لــكل بنــد مــن بنــود امليزانيــة «ختتلــف مــن جمتمــع إىل‬
‫آخــر حســب طبيعــة النشــاط االقتصــادي الســائد يف اجملتمــع مــن ناحيــة‪،‬‬
‫وحســب تقــدم أو ختلــف العــادات املصرفيــة يف اجملتمع من ناحية أخرى‪...‬‬
‫لذلــك جنــد أن هنــاك اختالفــا واضحــا بــن األمهيــات النســبية للبنــود‬
‫املختلفــة للميزانيــة مــن مصــرف إىل آخــر يف داخــل اجملتمــع الواحــد»(‪.)1‬‬
‫ميكن تلخيص هذه الفكرة يف اجلدول التايل‪:‬‬
‫(‪ )1‬عقيل جاسم عبد اهلل‪« ،‬النقود واملصارف»‪ ،‬اجلامعة املفتوحة‪ ،‬بنغازي‪ ،‬ليبيا‪ ،1994 ،‬ص‪.263-262 :‬‬
‫‪162‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫جــدول رقــم (‪ :)24‬أثــر طبيعــة اجملتمــع يف حتديــد األمهيــة النســبية‬
‫لبنــود امليزانيــة املصرفي ـة‪.‬‬
‫طبيعـة اجملتمع‬
‫اخلصائص‬
‫املشروعات السائدة‪ -1 :‬شيوع شركات املسامهة‪.‬‬
‫‪-2‬شيوع األشكال الفردية‬
‫للمشروعات‪.‬‬
‫نشاط اجملتمع‪:‬‬
‫املكانة املصرفية‪:‬‬
‫زيادة األمهية النسبية لبنود ميزانية البنوك‬
‫‪ -1‬حمفظة األوراق املالية (أذونات اخلزينة ‪+‬‬
‫األسهم والسندات) ‪ +‬األوراق التجارية‪.‬‬
‫‪ -2‬النقود السائلة‪.‬‬
‫‪ -1‬اجملتمعات التجارية‪.‬‬
‫‪ -2‬اجملتمعات الصناعية‪.‬‬
‫‪ -1‬البنوك القدمية (مسعة ‪ +‬ثقة)‪.‬‬
‫‪ -2‬البنوك حديثة التكوين‪.‬‬
‫‪ -1‬األوراق التجارية املخصومة‪.‬‬
‫‪ -2‬السلف والقروض‪.‬‬
‫‪ -1‬الودائع (اجلارية ‪ +‬ألجل)‪.‬‬
‫‪ -2‬رأس املال املدفوع‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬عقيل جاسم عبد اهلل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.263-262 :‬‬
‫وتتمثــل أهــم مســات امليزانيــة للبنــوك التقليديــة يف عــدة خصائــص ذات‬
‫أمهيــة معينــة‪ ،‬وذات تأثــر معيّــن ســواء على خماطر البنــك أو على عوائده‪،‬‬
‫ويتمثــل ذلــك يف اجلــدول التــايل‪:‬‬
‫جدول رقم (‪ :)25‬أهم خصائص امليزانية املصرفية‪.‬‬
‫اخلصــائص‬
‫الداللــة‬
‫التأثيــر على‪:‬‬
‫خماطر البنك عوائد البنك‬
‫‪ )1‬أصول ثابتة حمـــــــدودة‪.‬‬
‫يعين درجة حمدودة من الرافعة‬
‫(‪)1‬‬
‫التشغيلية‬
‫يقلل املخاطر‬
‫يقلل العوائد‬
‫‪ )2‬مبالغ كبرية من اخلصـــوم‬
‫القصرية األجل (ودائع)‪.‬‬
‫يعين توافر سيولـــــــة لـــدى‬
‫البنــــــــك‬
‫يقلل املخاطر‬
‫يقلل العوائد‬
‫‪ )3‬مقدار كبري من األصول بالنسبة‬
‫إىل صايف حق امللكية‪.‬‬
‫(إمجايل األصول ‪ /‬صايف حق‬
‫امللكية)‬
‫يعين درجة عالية مــــن الرافـعــة‬
‫املــاليــــة‬
‫يزيد املخاطر‬
‫يزيد العوائد‬
‫املصدر‪ :‬حممد سويلم‪« ،‬إدارة املصارف التقليدية واملصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪.43‬‬
‫(‪ )1‬ينقسم الرفع وفقا ملصادره إىل نوعني رئيسني مها‪:‬‬
‫ الرفع التشغيلي‪ :‬وهو ناتج عن التكاليف الثابتة اليت تتعلق مباشرة بعمليات البنك (مثل االهتالك)‪.‬‬‫‪ -‬الرفع املـايل‪ :‬وهو ناتج عن التكاليف الثابتة ملصادر التمويل (مثل فوائد القروض)‪.‬‬
‫‪163‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫ومــن املعلــوم أن حماســبة البنــوك بصفــة عامــة هلــا خصائــص تتميز هبا عن‬
‫املؤسسات التجارية أو الصناعية أو الزراعية األخرى‪ ،‬أمهها مايلي‪:)1(1‬‬
‫ ‪-‬متثــل طريقــة اليوميــة املركزيــة أكثــر الطــرق شــيوعاً واســتخداماً يف‬
‫البنوك‪.‬‬
‫ ‪-‬متتــاز البنــوك بتحــرك أرصــدة العمــاء وتذبذهبــا يف فــرات قصــرة‬
‫لكثــرة عمليــات الصــرف واإليــداع؛ ممــا يســتلزم التدقيــق الكامــل‬
‫هلــا‪.‬‬
‫ ‪-‬اســتخدام احلســابات النظاميــة(‪ )2‬عــن العمليــات الــي ال تؤ ِّثــر يف‬
‫نتائــج األعمــال‪ ،‬ولكنهــا تشــر إىل مســؤولية أو التــزام البنــوك جتــاه‬
‫الغــر‪.‬‬
‫ ‪-‬متثل النقدية العنصر األول من حيث األمهية يف البنوك‪.‬‬
‫‪5 .5‬حسابات تسوية عناصر امليزانية املصرفية‪:‬‬
‫تُجــرى بعــض املعاجلــات احملاســبية قبــل إعــداد امليزانية تُعْرف بالتســويات‬
‫اجلرديــة؛ الــي ميكــن تبويبهــا كاآلتي‪:‬‬
‫‪ -5.1‬احلســابات املقدَّمة‪ :‬هي عناصر ختص أكثر من فرتة حماســبية‬
‫ويتضمــن جــزء منهــا خيــص الســنة املاليــة اجلارية‪(.‬املصاريــف «اإلجيــار»‬
‫املدفوعــة مقدمـاً‪ ،‬اإليــرادات احملصلــة مقدماً)‪.‬‬
‫‪ -5.2‬احلســابات املســتحقة‪ :‬هــي عناصــر ختــص الفــرة احملاســبية‬
‫احلاليــة‪ ،‬ولكنهــا مل تدفــع أو حتصــل فعـاً لســبب أو آلخــر‪( .‬مثــل‪ :‬األجــور‬
‫(‪ )1‬حممد كمال عطية‪« ،‬نظم حماسبية يف اإلسالم»‪ ،‬منشأة املعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ط‪ ،1989 ،2‬ص‪.322 :‬‬
‫(‪ )2‬هــي عبــارة عــن حســابات تذكرييــة تظهــر يف جانــي األصــول واخلصــوم بقيــم متكافئــة‪ ،‬وهــي ال تعكــس تأثــر عمليــات‬
‫ولكنهــا تعكــس التزامــات أو حقــوق حمتملــة مل يتأكــد بعــد وقــوع األحــداث املنشــئة هلــا؛ ولذلــك فهــي تظهــر بعــد الوصــول إىل‬
‫رقــم جممــوع األصــول واخلصــوم يف امليزانيــة‪ .‬وقــد تظهــر بشــكل مســتقل عــن امليزانيــة؛ حيــث يتــم اإلفصــاح عنهــا يف صــورة‬
‫مالحظــات ضمــن اإليضاحــات املتممــة للقوائــم املاليــة‪ ،‬وتُعـدُّ البنــوك أكثــر املؤسســات اســتخداما للحســابات النظاميــة‪.‬‬
‫‪164‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫واملرتبــات املســتحقة‪ ،‬إيــراد العقــارات املؤجــرة الــي مل يتــم حتصيلها بعد)‪.‬‬
‫‪ -5.3‬احلســابات املقــدرة‪ :‬هــي عناصــر يعتمــد حســاهبا علــى التقديــر‬
‫واخلــرة الشــخصية والبيانــات احملاســبية األخــرى (خمصــص الديــون‬
‫املشــكوك يف حتصيلهــا‪ ،‬خمصــص اهتــاك األصــول الثابتــة)‪.‬‬
‫يوضــح الشــكل التــايل التســويات اجلرديــة يف هنايــة كل فــرة مــن الفــرات‬
‫احملاســبية‪:‬‬
‫شكل رقم (‪ :)20‬أهم املعاجلات اليت يتم إجراؤها على عناصر القوائم املالية‪.‬‬
‫اإليرادات املقدمة‬
‫املصاريف املقدمة‬
‫البنود والعناصر املقدمة‬
‫املعاجلات‬
‫احملاسبية‬
‫لبنود القوائم‬
‫املصاريف املستحقة‬
‫البنود والعناصر املتأخرة‬
‫اإليرادات املستحقة‬
‫البنود والعناصر املقدرة‬
‫أساس التقدير‬
‫والتقييم‬
‫اهتالك األصول‬
‫الديون املشكوك‬
‫فيها تقييم‬
‫املخزون‬
‫‪..‬‬
‫املصدر‪ :‬حمسن أمحد اخلضريي‪« ،‬كيف تقرأ ميزانية؟‪ :‬مدخل اقتصادي متكامل ملنظومة‬
‫اختاذ القرار‬
‫يف الشركات والبنوك واملنظمات احمللية والدولية»‪ ،‬إيرتاك للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪ ، 1996‬ص‪.84 :‬‬
‫‪165‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫ثانياً‪ :‬رؤية بعض الباحثني لعناصر ميزانية بنوك املشاركة‬
‫‪1 .1‬يوضــح أحــد احملاســبني أن بنــوك املشــاركة تقــوم بتجميــع املدخــرات‬
‫وفــق نظــام احلســابات االســتثمارية (توفــر اســتثماري‪ ،‬وديعــة اســتثمارية‬
‫ألجــل)‪ ،‬وتقــوم بتوظيــف هــذه األمــوال وكذلــك بعضـاً مــن أموال املســامهني‬
‫يف جمــاالت األنشــطة االقتصاديــة وفــق صيــغ عديــدة مــن أمههــا املضاربــة‬
‫واملشــاركة واملراحبــة واملتاجــرة‪ ،‬وهــذا املنهــج للتمويــل واالســتثمار خيتلــف‬
‫عــن املنهــج الــذي تطبقــه البنــوك التقليديــة‪.‬‬
‫وتتمثــل أســاليب االســتثمار الــي تطبقهــا بنوك املشــاركة واهليــكل التمويلي‬
‫لعملياهتــا يف الصيــغ واملصــادر التالية‪:‬‬
‫جدول رقم (‪ :)26‬طبيعة االستثمارات ومصادر متويلها يف بنوك املشاركة‬
‫صيــغ وأساليــب االستثمار‬
‫‪ -1‬املشاركــات‪:‬‬
‫ املشاركات قصرية األجل‪.‬‬‫ املشاركات طويلة األجل‪.‬‬‫ املشاركات املنتهية بالتمليك‪.‬‬‫‪ -2‬املضاربــات‪:‬‬
‫ املضاربات الثنائية‪.‬‬‫ املضاربات اجلماعية‪.‬‬‫‪ -3‬املراحبــات‪:‬‬
‫ املراحبات احمللية ألجل‪.‬‬‫ املراحبات الدولية ألجل‪.‬‬‫‪ -4‬العمليــات التجاريــة‪:‬‬
‫ البيع بالتقسيط‪.‬‬‫ البيع التأجريي‪.‬‬‫ البيع بالعمولة‪.‬‬‫‪ -‬بضاعة األمانة‪.‬‬
‫مصــادر متويــل االستثمارات‬
‫‪ -1‬املصــادر الداخليــة‪:‬‬
‫ رأس املال املدفوع‪.‬‬‫ االحتياطيات املختلفة‪.‬‬‫ األرباح غري املوزعة‪.‬‬‫ املخصصات ملقابلة التزامات قد حتدث يف املستقبل‪.‬‬‫ األمــوال املســتفادة (أي مــال آل إىل بنــك املشــاركة كتــرع‬‫أو هبــة أو حنــو ذلــك)‪.‬‬
‫‪ -2‬املصــادر اخلارجيــة‪:‬‬
‫ احلسابات اجلارية‪.‬‬‫ حسابات التوفري االستثماري‪.‬‬‫ حسابات االستثمار ألجل ‪ 3‬شهور‪.‬‬‫ حسابات االستثمار ألجل ‪ 6‬شهور‪.‬‬‫ حسابات االستثمار ألجل ‪ 9‬شهور‪.‬‬‫‪ -‬حسابات االستثمار ألجل سنة أو أكثر‪.‬‬
‫املصــدر‪ :‬راجــع‪ :‬حســن حســن شــحاته‪« ،‬اجلوانــب احملاســبية ملشــكلة قيــاس وتوزيــع عوائــد‬
‫االســتثمارات يف املصــارف اإلســامية‪ :‬دراســة فكريــة ميدانيــة»‪ ،‬يف املؤمتــر العــام األول‬
‫للبنــوك اإلســامية باســتانبول‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪122-121:‬؛ ‪125‬؛ ‪.131‬‬
‫‪166‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‪2 .2‬يُحـدِّد بعــض الباحثــن املــوارد املاليــة واســتخداماهتا يف بنــك املشــاركة‬
‫كمــا يلــي(‪:)1‬‬
‫‪ -1.2‬موارد بنك املشاركة‪ :‬تتحدد فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1.1.2‬احلسابات االدخارية‪.‬‬
‫‪ -2.1.2‬األموال املودعة بغرض االستثمار‪.‬‬
‫‪ -3.1.2‬الودائـــــع‪.‬‬
‫‪ -4.1.2‬احلسابات اجلارية‪.‬‬
‫‪ -5.1.2‬الزكاة وتنفق أمواهلا يف مصارفها الشرعية‪.‬‬
‫‪ -2.2‬استخدامات موارد بنك املشاركة‪ :‬تتحدد فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1.2.2‬االســتثمار املباشــر‪ :‬وذلــك عــن طريــق إنشــاء شــركات أو‬
‫مؤسســات تقــوم بنشــاط صناعــي أو جتــاري أو زراعــي‪.‬‬
‫ رأس مــال املشــروع‪ :‬وذلــك بشــراء أســهم شــركات أخــرى أو‬‫املســامهة يف رأس مــال مشــروعات معيّنــة‪.‬‬
‫ املضاربــة (عقــد القِــراض)‪ :‬يف صفقــات معيّنــة وحمــددة بدفــع‬‫املــال كلــه أو جــزء منــه‪.‬‬
‫ املشــاركة املنتهيــة بالتمليــك‪ :‬أو مــا يُعــرف باملشــاركة املتناقصــة‬‫كمشــروعات النقــل واملبانــي‪.‬‬
‫ عمليــات املراحبــة‪ :‬لتمكــن أفــراد أو هيئــات مــن احلصــول علــى‬‫ســلع حيتاجوهنــا قبــل توافــر الثمــن املطلــوب‪.‬‬
‫‪ -2.2.2‬اإلقراض دون فائدة يف حاالت معيّنة‪.‬‬
‫‪ -3.2.2‬استخدام أموال الزكاة وختصيصها للتكافل االجتماعي‪:‬‬
‫(‪ )1‬عبد الغفار حنفي وعبد السالم أبو قحف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.51-50 :‬‬
‫‪167‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫ إن الوظيفــة األساســية والصحيحــة ملــال الــزكاة هــو متكــن الفقــر‬‫مــن إغنــاء نفســه بنفســه؛ حبيــث يكــون لــه مصــدر دخــل ثابــت يُغنيــه‬
‫عــن طلــب املســاعدة‪.‬‬
‫ إذا زادت مــوارد الــزكاة واتســعت حصيلتهــا؛ ميكــن اســتخدام‬‫أمواهلــا يف إقامــة منشــآت ومصانــع‪.‬‬
‫‪3 .3‬يقــدِّم باحــث آخــر إجابــة عــن اإلشــكالية املطروحــة‪« :‬كيــف يغطــي‬
‫البنــك تكاليفــه وحيقــق أرباحـاً يف غيــاب الفائــدة؟»؛ حيــث إن هــذا التصور‬
‫ممكــن مــن خــال جمموعــة األدوات والتقنيــات املصرفيــة املســتعملة مــن‬
‫قِبــل بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫واجلــدول التــايل جيمــع هــذه األدوات وذلــك علــى مســتوى مصــادر‬
‫واســتخدامات األمــوال املوزعــة كمــا يلــي‪:‬‬
‫جدول رقم (‪ :)27‬توزيع املصادر واالستخدامات يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫االستخدامـــات‬
‫‪ -1‬الـمـرابـحـــــة‪:‬‬
‫ حملية آجلة‪.‬‬‫ دولية آجلة‪.‬‬‫‪ -2‬الـمـشـاركــــة‪:‬‬
‫ قصرية األجل‪.‬‬‫ طويلة األجل‪.‬‬‫ متناقصة‪.‬‬‫‪ -3‬الـمـضـاربـــة‪:‬‬
‫ الثنائية‪.‬‬‫ اجلماعية‪.‬‬‫‪ -4‬الـمـتـاجـــرة‪:‬‬
‫ البيع بالتقسيط‪.‬‬‫ البيع بالتأجري‪.‬‬‫ البيع الفوري‪.‬‬‫‪ -5‬متويل رأس املال العامل ملختلف املشاريع‪:‬‬
‫ دورة واحدة‪.‬‬‫‪ -‬عدة دورات‪.‬‬
‫املصـــادر‬
‫‪ -1‬احلسابات اجلارية‪.‬‬
‫‪ -2‬حسابات التوفري‪.‬‬
‫‪ -3‬ودائع االستثمار‪.‬‬
‫‪ -4‬صكوك التمويل‪.‬‬
‫‪ -5‬خمصصات ومؤونات‪.‬‬
‫‪ -6‬رأس املال واالحتياطيات واألرباح غري املوزعة‪.‬‬
‫‪ -7‬أموال الزكاة واهلبات واإلعانات‪.‬‬
‫املصدر‪M. Bouhadida, OP, Cit; P:16. :‬‬
‫‪168‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‪4 .4‬يــرى أحــد الباحثــن أن طريقــة تصويــر امليزانيــة يف بنــوك املشــاركة ال‬
‫ختتلــف عــن البنــوك التقليديــة؛ حيــث «يتــم إعداد قائمة املركــز املايل طبقا‬
‫لألمهيــة النســبية للعنصــر وطبق ـاً ملــا تعــارف عليــه العــرف املصــريف»(‪.)1‬‬
‫وعلــى ذلــك يكــون ترتيــب عناصــر امليزانيــة كاآلتــي‪:‬‬
‫‪ -1.4‬عناصر األصول أو استخدامات األموال‪:‬‬
‫‪ -1.1.4‬النقديــة‪ :‬ال خيتلــف بنــك املشــاركة يف ذلــك عــن البنــك‬
‫التقليــدي؛ إذ جيــب أن تبــدأ األصــول أيضــا بعنصــر النقدية بأنواعها‬
‫نظــراً ألمهيتهــا املتميــزة‪.‬‬
‫‪ -2.1.4‬توظيفــات األمــوال‪ :‬يبــدأ البنــك التقليــدي عــادة بالقــروض‬
‫بعــد عنصــر النقديــة مرتبــة حســب آجــال اســتحقاقها (األقــرب‬
‫فالقريــب فاألبعــد‪ ...‬وهكــذا)‪ ،‬ورغــم أنــه ال يوجــد نشــاط اإلقــراض‬
‫يف بنــك املشــاركة إال أنــه «حيتفــظ بأمهيــة وضــرورة الرتتيــب‬
‫علــى أســاس األجــل بصفتــه عام ـاً حيوي ـاً يف حيــاة البنــك بشــكل‬
‫عــام»؛ ولذلــك يتــم ترتيــب عناصــر االســتثمارات والتوظيفــات تبعـاً‬
‫لطبيعتهــا مــن حيــث األجــل املفــرض هلــا كالتــايل‪:‬‬
‫‪ .‬أتوظيفــات قصــرة األجــل‪ :‬هــي الــي يزيــد أجلها عن ســنة‪ ،‬وأنواعها‬
‫هي‪:‬‬
‫ املضاربــات‪ :‬هــي أنشــطة التجــارة املباشــرة الــي يقــوم هبــا البنــك‬‫نفســه‪ ،‬وتتميــز غالب ـاً بقصــر أجلهــا‪.‬‬
‫ املراحبــات‪ :‬هــي شــراء البنــك للســلع وإعــادة بيعها‪ ،‬وتتميز بســرعة‬‫اســرداد البنك للنقدية‪.‬‬
‫(‪ )1‬كوثر عبد الفتاح حممود األجبي‪« ،‬قياس وتوزيع الربح يف البنك اإلسالمي»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.119 :‬‬
‫‪169‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫ املشــاركات‪ :‬هــي مشــاركة البنــك للغــر يف عمليــات قصــرة األجــل‬‫ال يزيــد عمرهــا عــن ســنة‪.‬‬
‫‪.‬بتوظيفــات متوســطة األجــل‪ :‬هــي الــي يزيــد أجلهــا عــن ســنة وال‬
‫يزيــد عــن ثــاث ســنوات‪ ،‬وتُقســم إىل‪:‬‬
‫ مشــاركات‪ :‬يقــوم البنــك هبــذا النشــاط مــع املشــروعات املشــاركة‬‫ألكثــر مــن فــرة ماليــة واحــدة‪.‬‬
‫ البيــع بالتقســيط‪ :‬قــد يكــون البيــع اآلجــل مراحبــة أو بالتقســيط‬‫أو سَـلَم‪ ،‬وغالبـاً مــا يكــون علــى فــرات يبــدأ مــن ســنة فأكثــر ولكنهــا‬
‫ال تزيــد عــن ثــاث ســنوات‪.‬‬
‫‪.‬جتوظيفــات طويلــة األجــل‪ :‬هــي الــي يزيــد أجلهــا عن ثالث ســنوات‪،‬‬
‫وغالبـاً مــا متتــد لفــرات طويلــة‪ ،‬وميكن تقســيم هــذه التوظيفــات كاآلتي‪:‬‬
‫ مشاركات منتهية بالتمليك‪ -.‬مشاركات أخرى وتنقسم إىل‪:‬‬‫ حصص شركات‪.‬‬‫‬
‫ البيع التأجريي‪.‬‬‫‬
‫ التأجري التمويلي‪.‬‬‫ أوراق مالية‪.‬‬‫‪ -2.4‬عناصــر رأس املــال واخلصــوم‪ :‬مت ِّثــل الودائــع بأنواعهــا لــدى بنــك‬
‫املشــاركة املصــدر األساســي للمــوارد املاليــة املوظفــة يف االســتثمارات‪،‬‬
‫وعلــى ذلــك جيــب أن يتــم تبويــب عناصــر املركــز املايل مثل البنــك التقليدي‬
‫كاآلتــي‪:‬‬
‫‬
‫‪ -1.2.4‬الودائع بأنواعها‪.‬‬
‫‪ -2.2.4‬رأس املال وحقوق أصحاب البنك‪.‬‬
‫‬
‫‪ -3.2.4‬العناصر الدائنة األخرى‪.‬‬
‫‬
‫‪170‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫ثالثاً‪ :‬ميزانية البنك املركزي والبنوك األعضاء يف ظل نظام املشاركة‬
‫يتصــور باحثــون أن اســتبدال نظــام اإلقــراض بفائــدة بنظــام املشــاركة‬
‫يــؤدي إىل «حــدوث تغيــر يف أدوات االســتثمار؛ حيــث ســيختفي نظــام‬
‫الســندات احلكومية وغري احلكومية من ســوق رأس املال وتتالشــى عملية‬
‫املضاربــة القائمــة أساســاً علــى وجــود هــذه األداة التمويليــة يف الســوق‬
‫املــايل التقليــدي»(‪)1‬؛ نظــراً إلمكانيــة وجــود أدوات االســتثمار التاليــة‪:)2(2‬‬
‫ أسهم الشركات‪ :‬ميكن للجمهور تداوهلا‪.‬‬‫ شــهادات االســتثمار املخصــص أو العــام أو قصــرة األجــل‪:‬‬‫تُصدرهــا بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫ شــهادات اإليــداع واإلقــراض املركــزي‪ :‬هــي شــهادات مــن املتصــور‬‫أن خيتــص بإصدارهــا البنــك املركــزي يف نظــام املشــاركة؛ حبيــث‬
‫تعطــي حاملهــا ســهما يف ودائعــه املســتثمرة مــن خــال بنــوك‬
‫املشــاركة‪ ،‬وهــذا جيعــل شــراء شــهادات الودائــع املركزيــة معــادالً‬
‫للقيــام باســتثمار علــى أعلــى الدرجــات املمكنــة مــن التن ـوُّع داخــل‬
‫االقتصــاد الوطــي؛ باعتبــار أن هــذه الشــهادات ستســتثمر لــدى‬
‫مجيــع البنــوك األعضــاء (وســاطة ماليــة مزدوجــة)‪.‬‬
‫وعليــه؛ تكــون ميزانيــة كل مــن البنــك املركــزي والبنــوك األعضــاء يف نظــام‬
‫املشــاركة كمــا يلــي‪:‬‬
‫(‪ )1‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.164:‬‬
‫(‪ )2‬املصدر نفسه‪.‬‬
‫‪171‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫جدول رقم (‪ :)28‬ميزانية البنك املركزي يف ظل نظام املشاركة‪.‬‬
‫اخلصــــــوم‬
‫األصـــــــول‬
‫ نقدية‪.‬‬‫ الذهب والعمالت األجنبية‪.‬‬‫ احلسابات اجلارية‪.‬‬‫ ودائع مركزية لدى املصارف واملؤسسات املالية‪.‬‬‫ قروض جمانية للحكومة‪.‬‬‫ قــروض جمانيــة للمصــارف ومؤسســات التمويــل‬‫األخــرى‪.‬‬
‫‪ -‬موجودات أخرى‪.‬‬
‫ النقد املصدر‪.‬‬‫ شهادات الودائع املركزية‪.‬‬‫ شهادات اإلقراض املركزي‪.‬‬‫ االحتياطي اإللزامي‪.‬‬‫‪ -‬مطالب أخرى‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.175 :‬‬
‫جدول رقم (‪ :)29‬ميزانية بنوك املشاركة يف ظل نظام املشاركة‪.‬‬
‫األصـــــــول‬
‫ نقدية‪.‬‬‫ حسابات جارية لدى املصارف‪.‬‬‫ حسابات لدى املصرف املركزي‪.‬‬‫ احتياطي إلزامي‪.‬‬‫ استثمارات مباشرة‪.‬‬‫ استثمار غري مباشر (قِراض)‪.‬‬‫‪ -‬موجودات أخرى‪.‬‬
‫اخلصــــــوم‬
‫ حسابات جارية وحتت الطلب‪.‬‬‫ ودائع مركزية‪.‬‬‫ قروض مركزية‪.‬‬‫ شهادات استثمار خمصص‪.‬‬‫ شهادات استثمار عام‪.‬‬‫ ودائع استثمارية أخرى‪.‬‬‫‪ -‬مطالب أخرى‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.175 :‬‬
‫‪172‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‬
‫المطلــب الثانــي‪ :‬التفرقــة بيــن حســابات الميزانيــة فــي‬
‫البنــوك التقليديــة وبنــوك المشــاركة‪.‬‬
‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬مقارنـــة الباحثــن لبنــود ميزانيـــة البنــوك التقليديــة وبنــوك‬
‫املشــاركة‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬أوجـه االختـالف بني ميزانيـة البنوك التقليدية وبنوك املشاركة‪.‬‬
‫ثالثــاً‪ :‬إشــكالية الوســاطة املاليــة يف ظــل خصوصيــة ميزانيــة بنــوك‬
‫املشــاركة‪.‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬مقارنــة الباحثــن لبنــود ميزانيــة البنــوك التقليديــة وبنــوك‬
‫املشــاركة‬
‫يــرى بعــض الباحثــن أن هنــاك اختــاف بــن بعــض بنــود امليزانيــة يف‬
‫كل مــن البنــك التقليــدي وبنــك املشــاركة؛ حيــث تتمثــل هــذه االختالفــات‬
‫أساس ـاً يف بنــد القــروض مبيزانيــة البنــك التقليــدي والــي حي ـ ّل حملهــا‬
‫بنــد املشــاركات واملراحبــات واملضاربــات‪ ،‬وظهــور بنــد الــزكاة الــي يدفعهــا‬
‫أصحــاب رأس املــال كبنــد مــن بنــود اخلصــوم‪ ،‬باإلضافــة إىل األســلوب‬
‫املســتخدم يف إدارة بنــد الودائــع مــن خــال كيفيــة التعامــل مــع أصحاهبــا‬
‫(دائن‪/‬شــريك) ومعــدل العائــد الــذي حيصــل عليــه كل منهمــا (فائــدة‪/‬‬
‫ربح)(‪.)1‬‬
‫تتضــح تلــك االختالفــات عنــد مقارنــة ميزانيــة مبســطة لبنــك مشــاركة‬
‫وآخــر تقليــدي كمــا يلــي‪:‬‬
‫(‪ )1‬حممد صاحل احلناوي والسيدة عبد الفتاح عبد السالم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.386-384 :‬‬
‫‪173‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫جــدول رقــم (‪ :)30‬مقارنــة بنــود ميزانيــة مبســطة لبنــك تقليــدي وبنــك‬
‫مشاركة‪.‬‬
‫جانب اخلصــــوم‬
‫جانب األصــــول‬
‫بنك مشاركــة‬
‫بنك تقليــدي‬
‫بنك مشاركــة‬
‫بنك تقليــدي‬
‫ ودائع وحسابات املتعاملني‬‫ جمموع النقدية واألرصدة ‪ -‬النقدية بالصندوق والبنوك‪ - .‬جمموع الودائع‪.‬‬‫ جــاري املشاركــات واملراحبات‬‫ املستحق للبنوك‪.‬‬‫ مشاركات ومراحبات‬‫بالبنوك‪.‬‬
‫ دائنو التوزيعات واألرصدة واملضاربات‪.‬‬‫ جمموع االستثمارات املالية‪ .‬ومضاربات‪.‬‬‫الدائنة األخرى‪.‬‬
‫ البنوك واملراسلني‪.‬‬‫ جمموع القروض والسلفيات ‪ -‬مسامهات يف شركات‬‫ قروض طويلة األجل‪.‬‬‫ صندوق الزكاة‪.‬‬‫مشرتكة‪.‬‬
‫واخلصوم‪.‬‬
‫ دائنــو التوزيعــات واألرصــدة‬‫ املخصصات‪.‬‬‫ مدينون وأرصدة مدينة‬‫ أرصدة مدينة وأصول‬‫ جمموع حقوق املسامهني‪ .‬الدائنــة األخــرى‪.‬‬‫أخرى‪.‬‬
‫أخرى‪.‬‬
‫ جمموع حقوق املسامهني‪.‬‬‫ أصول ثابتة‪.‬‬‫ أصول ثابتة‪.‬‬‫إمجايل اخلصوم‬
‫إمجايل اخلصوم‬
‫إمجايل األصول‬
‫إمجايل األصول‬
‫حسابات نظامية‪:‬‬
‫حسابات نظامية‪:‬‬
‫حسابات نظامية‪:‬‬
‫حسابات نظامية‪:‬‬
‫ التزامات البنك نظري‬‫ التزامات البنك نظري‬‫ التزامــات العمــاء نظــر ‪ -‬التزامات املتعاملني نظري‬‫اعتمــادات مفتوحــة وخطابــات االعتمادات املستندية املفتوحة اعتمادات مفتوحة وخطابات االعتمادات املستندية املفتوحة‬
‫وخطابات الضمان وتعهدات‬
‫ضمــان وتعهــدات وخالفــه‪ .‬وخطابات الضمان وتعهدات ضمان وتعهدات وخالفه‪.‬‬
‫وخالفه‪.‬‬
‫وخالفه‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬حممد صاحل احلناوي والسيدة عبد الفتاح عبد السالم‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص‪224 :‬؛ ‪.385‬‬
‫يشــر باحــث آخــر أن بنــود ميزانيــة بنــك املشــاركة ال ختتلــف عــن البنــود‬
‫الــواردة يف ميزانيــة بنــك تقليــدي باســتثناء فــروق بســيطة يعرضهــا فيمــا‬
‫يلــي(‪:)1‬‬
‫‪1 .1‬ال تظهــر قيمــة للســندات دائنــة ومدينــة‪ ،‬كمــا ال يظهــر حســاب أوراق‬
‫جتاريــة خمصومــة‪ ،‬وحســاب القــروض بفوائــد؛ ألن بنــوك املشــاركة ال‬
‫تتعامــل فيهــا‪.‬‬
‫‪2 .2‬رأس املــال جيــب أن يكــون كلــه مدفوع ـاً‪ ،‬وال يظهــر بامليزانيــة حســاب‬
‫أقســاط مســتحقة مــن رأس املــال‪.‬‬
‫(‪ )1‬حممد كمال عطية‪« ،‬نظم حماسبية يف اإلسالم»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.373-372 :‬‬
‫‪174‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‪3 .3‬يتم تقييم األصول واخلصوم على أساس القيمة احلاضرة‪.‬‬
‫‪4 .4‬يظهــر بنــد الــزكاة عنــد التوزيعــات‪ ،‬كمــا قــد يُعـدُّ صندوق للــزكاة ويكون‬
‫مــن األصــول الــي تظهــر يف ميزانية بنك املشــاركة‪.‬‬
‫‪5 .5‬يتغــر اهليــكل العــام للتمويــل يف بنــك املشــاركة لزيــادة اعتمــاده علــى‬
‫االســتثمارات بأنواعهــا املشــروعة‪ ،‬بينمــا تنخفــض فيــه درجــة الســيولة‬
‫الســتثمار جانــب كبــر مــن أموالــه‪ ،‬ويتغــر أصحــاب الودائــع مــن دائنــن إىل‬
‫شــركاء‪.‬‬
‫‪6 .6‬ال ميكــن توزيــع األربــاح دون احملافظــة علــى رأس املــال احلقيقــي‪،‬‬
‫وهــذا يســتلزم العنايــة الفائقــة عنــد تقديــر املخصصــات واالحتياطيــات‪.‬‬
‫‪7 .7‬يظهــر يف ميزانيــة بنــوك املشــاركة (يف األســفل) عــدة حســابات نظامية‬
‫لبيــان االلتزامــات اخلاصــة باملضاربــة واالســتثمارات املتعــددة األخــرى‪،‬‬
‫باإلضافــة إىل االلتزامــات التقليديــة يف البنــوك العاديــة‪.‬‬
‫ويوضح اجلدول التايل البنود املختلفة لألصول واخلصوم اليت تشتمل‬
‫عليها ميزانية أحد بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪175‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫جدول رقم (‪ :)31‬بـنـود مـيـزانـيـة بـنـوك الـمـشــاركــة‪.‬‬
‫األصــــول‬
‫‪ -1‬نقدية بالصناديق والبنوك األخرى‪:‬‬
‫ نقدية بالصندوق‪.‬‬‫ صندوق املصروفات النثرية‪.‬‬‫ صندوق الزكاة‪.‬‬‫ نقدية لدى البنوك األخرى‪.‬‬‫ نقديــة لــدى مؤسســة النقــد (البنــك‬‫املركــزي)‪.‬‬
‫ عمالت أجنبية‪.‬‬‫ ذهب‪.‬‬‫ شيكات حتت التحصيل‪.‬‬‫‪ -2‬أصول متداولة‪:‬‬
‫ استثمارات يف عمليات مراحبة‪.‬‬‫ استثمارات يف عمليات مشاركة‪.‬‬‫ استثمارات يف أسهم شركات أخرى‪.‬‬‫ قرض حسن بضمانات خمتلفة‪.‬‬‫ أرصدة مدينة أخرى‪.‬‬‫‪ -3‬أصول ثابتة‪:‬‬
‫ أثاث‪.‬‬‫ سيارات‪.‬‬‫ عقارات‪.‬‬‫إمجايل األصول‬
‫املبلغ‬
‫××‬
‫××‬
‫××‬
‫××‬
‫××‬
‫××‬
‫××‬
‫××‬
‫××‬
‫××‬
‫××‬
‫××‬
‫××‬
‫املبلغ‬
‫اخلصــــوم‬
‫‪ -1‬موارد قصرية ومتوسطة األجل‪:‬‬
‫ مطلوبات‪.‬‬‫ أمانات‪.‬‬‫ زكاة‪.‬‬‫ حسابات جارية‪.‬‬‫ حسابات ادخارية‪.‬‬‫ ودائع استثمارية‪.‬‬‫ ودائع ثابتة‪.‬‬‫ أرصدة دائنة خمتلفة‪.‬‬‫‪ -‬خمصصات‪.‬‬
‫××‬
‫××‬
‫××‬
‫××‬
‫××‬
‫××‬
‫××‬
‫××‬
‫××‬
‫‪ -2‬حقوق امللكية‪:‬‬
‫ احتياطات‪.‬‬‫ أرباح مرحلة‪.‬‬‫‪ -‬رأس املال املدفوع‪.‬‬
‫××‬
‫××‬
‫××‬
‫××‬
‫××‬
‫××‬
‫××‬
‫إمجايل اخلصوم‬
‫××‬
‫املصــدر‪ :‬حممــد كمــال عطيــة‪« ،‬نظــم حماســبية يف اإلســام»‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪.373‬‬
‫‪176‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫ثانياً‪ :‬أوجه االختالف بني ميزانية البنوك التقليدية وبنوك املشاركة‬
‫جيــد مُحلّــل ميزانيــة البنــوك أن مصــادر أمــوال بنــوك املشــاركة عديــدة‬
‫ومتنوعــة مقارنــة مــع البنــوك التقليديــة وهــذا جيعلهــا أكثــر قــدرة علــى‬
‫تعبئــة وجتميــع املدخــرات والفوائــض املاليــة لــدى األفــراد يف األوســاط‬
‫الشــعبية بصفــة عامــة‪ ،‬واملشــروعات يف البيئــة االقتصاديــة بصفــة خاصة‪،‬‬
‫وبالتــايل يزيــد مــن قدرهتــا علــى خدمــة االقتصــاد واجملتمــع الــذي تعمــل‬
‫فيــه(‪ .)1‬أمــا مــن حيــث مقارنــة جانــب األصول يف بنوك املشــاركة بنظريه يف‬
‫البنــوك التقليديــة‪ ،‬فإنــه يبــدو واضحـاً أن اختــاف أســاليب أداء النشــاط‬
‫املصــريف فيمــا بينهمــا «ينعكــس بصراحــة علــى هيــكل االســتخدامات يف‬
‫كل منهمــا؛ حبيــث تصبــح املقارنــة غــر جمديــة إال يف معــرض تأكيــد ذلــك‬
‫االختــاف»(‪.)2‬‬
‫ويُمكــن تلخيــص االختــاف يف ميزانيــي بنوك املشــاركة والبنوك التقليدية‬
‫يف اجلــدول التايل‪:‬‬
‫(‪ )1‬مجال لعمارة‪« ،‬املصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.82 :‬‬
‫(‪ )2‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.358-357 :‬‬
‫‪177‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫جــدول رقــم (‪ :)32‬مقارنــة بــن مصــادر األمــوال واســتخداماهتا يف‬
‫البنــوك التقليديــة وبنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫جانب األصــول = توظيف واستخدامات األموال‬
‫‪ -1‬الــنــقــديــــــة‪:‬‬
‫* تتشــابه البنــوك التقليديــة وبنــوك املشــاركة يف‬
‫عنصــر النقديــة بأنواعهــا ســواء كانــت نقديــة باخلزينــة‬
‫وبالفــروع أو لــدى املراســلني أو ذهــب أو عمــات‬
‫أجنبيــة‪.‬‬
‫‪ -2‬الــتــوظــيــفــات‪:‬‬
‫* تقــدم بنــوك املشــاركة التمويــل قصــر ومتوســط‬
‫وطويــل األجــل يف خمتلــف األنشــطة مبــا جيعلهــا‬
‫بنــوكاً متعــددة األغــراض‪ ،‬بينمــا تعتــر قــروض البنــوك‬
‫التقليديــة بصفــة عامــة مــن القــروض قصــرة األجـــل‬
‫(ويقابلهــا احلصــول علــى فائــدة ثابتــة)‪.‬‬
‫* تتمثــل االســتخدامات الرئيســة لبنــك املشــاركة‬
‫يف‪ :‬حســاب املراحبــة ‪ +‬حســاب املضاربــة ‪ +‬حســاب‬
‫املشــاركة ‪ +‬حســاب البيــع بالتقســيط ‪ +‬حســاب البيــع‬
‫بالتأجــر ‪ +‬حســاب االســتثمار املباشــر‪ ،...‬بينمــا‬
‫متثــل القــروض االســتخدام األساســي ألصــول البنــك‬
‫التقليــدي ‪ +‬التســبيقات ‪ +‬الســحب علــى املكشــوف ‪+‬‬
‫خصــم األوراق التجاريــة ‪ +‬ســندات اخلزينــة‪.‬‬
‫* ظهــور القــروض احلســنة (دون فائــدة) يف بنــوك‬
‫املشــاركة‪.‬‬
‫* ظهــور املخــزون الســلعي (مراحبــة‪ )...‬يف بنــوك‬
‫املشــاركة‪.‬‬
‫‪ -3‬األصــول الــثــابــتــة‪:‬‬
‫* متثــل األصــول الثابتــة يف البنــك التقليــدي نســبة‬
‫قليلــة مــن جممــوع أصولــه حيــث تشــمل املبانــي الــي‬
‫ختصــه واملعــدات واألثــاث الالزمــة لنشــاطه‪.‬‬
‫* يف الوقــت الــذي تُقيّــد فيــه البنــوك التقليديــة القتناء‬
‫األصــول الثابتــة لغــرض إعــادة بيعهــا خوفــا مــن جتميــد‬
‫أمواهلــا وحفاظــا علــى الســيولة نظــرا ألن عالقاهتــا‬
‫بعمالئهــا عالقــة دائــن مبديــن‪ ،‬فإنــه بالنســبة لبنــوك‬
‫املشــاركة وأمــام طبيعــة عمليــات املشــاركة واملضاربــة‬
‫يدخــل مــن بــن أنشــطتها اقتنــاء األصــول الثابتــة‬
‫واملوجــودات واملنقــوالت بأنواعهــا كوجــه مــن أوجــه‬
‫التوظيــف واالســتثمار ســواء مبفردهــا أو باالشــراك‬
‫مــع الغــر‪.‬‬
‫جانب اخلصــوم = موارد ومصادر األموال‬
‫‪ -1‬الـمـصـادر الـخـارجـيــة‪:‬‬
‫* تعتــر الودائــع حتــت الطلب (احلســابات اجلارية) أهم‬
‫مصــدر مــن املصــادر اخلارجيــة يف البنــوك التقليديــة‪،‬‬
‫بينمــا تقــل أمهيتهــا النســبية يف هيــكل الودائــع يف بنــوك‬
‫املشــاركة‪ ،‬حيــث حتتــل الودائــع باملشــاركة املكانــة األوىل‪.‬‬
‫* تتبــع بنــوك املشــاركة أســلوب العائــد املتغــر يف‬
‫حســابات االدخــار واالســتثمار‪ ،‬وليــس أســلوب القــرض‬
‫بفائــدة ثابتــة مثــل البنــوك التقليديــة‪.‬‬
‫* تقــوم بعــض املصــادر اخلارجيــة املكملــة (الــي تكــون‬
‫يف شــكل قــروض مــن البنــك املركــزي أو البنــوك األخــرى‬
‫احملليــة أو األجنبيــة) علــى أســاس ســعر الفائــدة الثابــت‬
‫يف البنــوك التقليديــة‪ ،‬بينمــا تقــوم علــى أســاس املشــاركة‬
‫واملضاربــة يف بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫‪ -2‬املخـصـصـات واحلـسـابـات االجـتـماعيــة‪:‬‬
‫* يف الوقــت الــذي ميثــل خمصــص الديــون املشــكوك‬
‫يف حتصيلهــا أهــم املخصصــات بالبنــوك التقليديــة‪،‬‬
‫جنــد أن خمصــص خماطــر عمليــات االســتثمار ببنــوك‬
‫املشــاركة ميثــل املقابــل لذلــك‪ ،‬مــع األخــذ يف االعتبــار‬
‫االختــاف اجلوهــري يف طبيعــة كل مــن املخصصــن‬
‫ومصــادر تكوينهمــا‪.‬‬
‫* ظهــور صناديــق التكافــل االجتماعــي يف خصــوم‬
‫بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫‪ -3‬حـقـوق الـمـلـكـيـة‪:‬‬
‫*يتشــابه بنــك املشــاركة مــع البنــوك التقليديــة مــن‬
‫حيــث املكونــات النمطيــة حلقــوق امللكيــة مــن رأس مــال‬
‫واحتياطيــات وأربــاح حمتجــزة‪ ،‬وإن كان مــن املتعــن‬
‫أمــام طبيعــة نشــاط بنــوك املشــاركة أن تــزداد األمهيــة‬
‫النســبية لــرأس املــال املدفــوع فيهــا باملقارنــة بإمجــايل‬
‫املصــادر‪ ،‬يف الوقــت الــذي ال ميثــل رأس املــال أمهيــة‬
‫تذكــر يف مصــادر البنــك التقليــدي وغالبــا مــا يُم َّثــل يف‬
‫شــكل أصــول ثابتــة‪.‬‬
‫‪178‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫ثالثــاً‪ :‬إشــكالية الوســاطة املاليــة يف ظــل خصوصيــة ميزانيــة بنــوك‬
‫املشــاركة‬
‫تشــر ميزانيــة بنــوك املشــاركة يف جانــي األصــول واخلصــوم إىل القيــام‬
‫بوظيفتهــا كمؤسســات للوســاطة بــن املدخريــن واملســتثمرين‪« .‬ويضــع هذا‬
‫النمــوذج تصــوراً بــأن املودعــن يدخلــون يف تعاقــد مــع البنــك للمشــاركة‬
‫يف األربــاح النامجــة عــن األعمــال املصرفيــة‪ ،‬وعلــى جانــب األصــول يدخــل‬
‫املصــرف يف تعاقــد آخــر مــع وكيــل قائــم باملشــروعات يبحــث عــن أمــوال‬
‫قابلــة لالســتثمار ويوافــق علــى املشــاركة يف الربــح مــع املصــرف علــى‬
‫أســاس نســبة مئويــة ســابقة التحديــد منصــوص عليهــا يف العقــد»(‪.)1‬‬
‫ميكن توضيح هذه الفكرة من خالل عرض بسيط للميزانية كاآلتي‪:‬‬
‫شــكل رقــم (‪ :)21‬توضيــح الوســاطة بــن املودعــن واملســتثمرين يف‬
‫ميزانيــة بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫بنك املشاركة‬
‫طالبو املشاركات‬
‫األصــــول‬
‫يدخل البنك يف تعاقد مع‬
‫املستثمرين على أساس املشاركة‬
‫يف األرباح واخلسائر‬
‫)االستثمار باملشاركة(‬
‫اخلصــــوم‬
‫يدخل املودعون يف تعاقد مع‬
‫البنك للمشاركة يف األرباح‬
‫واخلسائر‬
‫)عالقة مضاربة(‬
‫املودعون‬
‫يقــوم بنــك املشــاركة بــدور العامــل (املضــا ِرب) يف عالقتــه باملودعــن‪ ،‬بينما‬
‫ختتلــف عالقتــه مــع املســتثمرين حبســب األحــوال؛ فقــد يقــوم معهــم بــدور‬
‫صاحــب املــال‪ ،‬أو بــدور الشــريك‪ ،‬أو بــدور البائــع‪ ،‬أو بــدور املقــرض وفقــا‬
‫(‪ )1‬ضياء جميد املوسوي‪« ،‬اإلصالح النقدي»‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬ط‪ ،1993 ،1‬ص‪.63:‬‬
‫‪179‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫لطبيعــة العقــد الــذي يربــط بينهمــا؛ «أي أنــه يقــوم بنفســه بعمليــات البيــع‬
‫والشــراء وترتيــب املشــاركات‪ ،‬وتنظيــم الصفقــات وغــر ذلــك‪ ،‬بــدال مــن أن‬
‫يكتفــي بــدور التمويــل والوســاطة بــن املودعــن وبــن املســتثمرين»(‪.)1‬‬
‫بينمــا تقــول بعــض الدراســات أن «الوظيفــة األساســية للبنــوك هــي‬
‫الوســاطة املاليــة؛ ولذلــك جيــب أن يكــون أحــد األهــداف املهمــة لقانــون‬
‫املصــارف هــو حصــر نشــاطها يف هــذه الوظيفــة‪ ،‬وســد الطــرق الــي تــؤدي‬
‫إىل اجتاههــا حنــو مزامحــة التجــار يف نشــاطهم التبــاديل‪ ،‬أو إىل االمتــاك‬
‫غــر احملــدود للشــركات واألصــول العقاريــة ورأس املــال غــر النقــدي»(‪)2‬؛‬
‫باعتبــار أن خصــوم البنــوك ختتلــف عــن خصــوم أي مؤسســة جتاريــة‪.‬‬
‫إن خصوصيــة ميزانيــة بنــوك املشــاركة تفــرض عليهــا أســلوباً خاصــاً‬
‫للتمويــل واالســتثمار وجتعلهــا وســيطاً وتاجــراً ومســتثمراً؛ ألن الــرأي‬
‫القائــل حبصــر نشــاط بنــوك املشــاركة يف حــدود الوســاطة مــازال متأثــراً‬
‫بــدور البنــك التقليــدي؛ وألن مدلــول األعمــال املصرفيــة ال يــزال إىل اآلن‬
‫ليــس لــه مفهــوم مُوحَّــد ومتفــق عليــه بــن أغلــب التشــريعات يف العــامل‪.‬‬
‫(‪ )1‬حممد صالح حممد الصاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.613 :‬‬
‫(‪ )2‬حممــد علــي القــري بــن عيــد وآخــرون‪« ،‬قانــون املصــارف‪ :‬صيغــة مقرتحــة لتنظيــم القطــاع املصــريف يف بلــد يتطلــع إىل‬
‫تطبيــق الشــريعة اإلســامية»‪ ،‬جملــة حبــوث االقتصــاد اإلســامي‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬جملــد‪ ،2‬العــدد‪ ،1993 ،2‬ص‪.68-67 :‬‬
‫‪180‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫المطلــب الثالــث‪ :‬نمــاذج مقترحــة للميزانيــة فــي بنــوك‬
‫المشــاركة‪.‬‬
‫‬
‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬نـمـاذج نــظــريــة للـمـيـزانـيـة يف بنـوك املـشـاركـة‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬نـمـاذج تـطـبـيـقـيـة للـمـيـزانـيـة يف بنـوك املشـاركـة‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬منوذج امليزانية املالئمة لتبويب مصادر واستخدامات أموال‬
‫بنوك املشاركة‪.‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬مناذج نظرية للميزانية يف بنوك املشاركة‬
‫يؤكــد أحــد الباحثــن علــى دور امليزانيــة باعتبارهــا تلــي االحتياجــات‬
‫املعلوماتيــة لألطــراف املهتمــة ببنــوك املشــاركة‪ ،‬فيقــول‪« :‬ال شــك أن‬
‫امليزانيــات والقوائــم اخلتاميــة الســنوية تُعــدّ مصــدراً ومرجعــاً أساســياً‬
‫للوقــوف علــى املراكــز املاليــة وهيــاكل التمويــل يف اســتخدامات و توظيفــات‬
‫ويف املقابــل مصــادر لألمــوال وكــذا نتائــج األعمــال وتطورهــا؛ حبيــث تُعـدّ‬
‫هــذه القوائــم الوســيلة الصادقــة ملعايشــة [بنــوك املشــاركة] والوقــوف علــى‬
‫أوجــه تفردهــا باملقارنــة بالبنــوك التقليديــة ســواء مــن حيــث اهلــدف‬
‫أو الفلســفة الــي يقــوم عليهــا العمــل بــأي [بنــك مشــاركة] فضــا عــن‬
‫املمارســات وأشــكاهلا»(‪.)1‬‬
‫ويف هــذا الصــدد‪ ،‬نعــرض بعــض النمــاذج املقرتحــة للميزانيــة مــن قِبــل‬
‫بعــض الباحثــن فيمــا يلــي‪:‬‬
‫(‪ )1‬مسري مصطفى متويل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.57 :‬‬
‫‪181‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫‪1 .1‬النمــوذج األول‪ :‬منــوذج امليزانيــة ذات الســمة املميــزة ألهــداف بنــوك‬
‫املشــاركة‪:‬‬
‫يقــرح باحــث منوذجـاً مليزانيــة بنــوك املشــاركة؛ ألن اختــاف أســلوب األداء‬
‫بالعــدول عــن نظــام الفائــدة واتبــاع نظــام املشــاركة يف النتائــج يُحــدث‬
‫انقالب ـاً جوهري ـاً يف هيــكل التمويــل واالســتثمار يف هــذه البنــوك يتمثــل‬
‫فيمــا يلــي(‪:)1‬‬
‫ تأخــذ ودائــع االســتثمار يف بنــك املشــاركة صفــة الشــريك الــذي‬‫تــؤول إليــه نتائــج االســتثمار مــن ربح أو خســارة‪ ،‬وهــذا تغيري جوهري‬
‫عــن مفهــوم الودائــع يف البنــك التقليــدي الــي تُعـدّ قروضـاً للبنــك ال‬
‫عالقــة هلــا بنتائــج النشــاط فيــه‪.‬‬
‫ األهــداف املميــزة لبنــك املشــاركة تفــرض عليــه أن يكــون مؤسســة‬‫ذات طبيعــة خاصــة‪ ،‬هتتــم بتحقيــق جمموعــة مــن األهــداف‬
‫االجتماعيــة والتنمويــة وتشــارك يف مشــاريع إنتاجيــة؛ ممــا يفــرض‬
‫علــى بنــك املشــاركة أســلوباً خاصــة للتمويــل واالســتثمار قــد ال تُقِـرُّه‬
‫األعــراف املصرفيــة التقليديــة‪.‬‬
‫يوضح اجلدول التايل امليزانية املقرتحة‪:‬‬
‫(‪ )1‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.301‬‬
‫‪182‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫جــدول رقــم (‪ :)33‬منــوذج مقــرح مليزانيــة بنــوك املشــاركة املميــزة‬
‫ألهدافهــا ‪.‬‬
‫املطــــالِب‬
‫املوجـــودات‬
‫* حسابات جارية وحتت الطلب‪:‬‬
‫* نقدية‪:‬‬
‫ بنوك ومراسلون‪.‬‬‫ أرصدة لدى املصرف املركزي‪.‬‬‫ أرصدة للمركز والفروع‪.‬‬‫ أرصدة لدى املصارف واملراسلني‪.‬‬‫* الودائع‪:‬‬
‫* االستثمارات‪:‬‬
‫ اســتثمار قصــر األجــل‪ :‬مراحبــات‪ ،‬مشــاركات‪ - ،‬ودائع توفري‪.‬‬‫ ودائع استثمار قصري األجل‪.‬‬‫مضاربــات‪.‬‬
‫ اســتثمار متوســط األجــل‪ :‬مراحبــات‪ ،‬مشــاركات‪ - ،‬ودائع استثمار متوسط األجل‪.‬‬‫ ودائع استثمار طويل األجل‪.‬‬‫مضاربــات‬
‫ اســتثمار طويــل األجــل‪ :‬مراحبــات‪ ،‬مشــاركات‪ - ،‬ودائع استثمار خمصص‪.‬‬‫ ودائع من الدولة أو املصرف املركزي‪.‬‬‫مضاربــات‪.‬‬
‫* قروض من الدولة أو املصرف املركزي‪.‬‬
‫ استثمارات خمصصة‪.‬‬‫* أرصدة وحسابات دائنة أخرى‪.‬‬
‫* مسامهات‪:‬‬
‫* صندوق الزكاة‪.‬‬
‫ أسهم يف شركات تابعة‪.‬‬‫ صناديق تعاونية وتضامنية أخرى‪.‬‬‫ مشروعات مشرتكة‪.‬‬‫* خمصصات خماطر االستثمار‪.‬‬
‫ مشروعات منفذة من قبل املصرف‪.‬‬‫ خمصصات أخرى‪.‬‬‫ استثمارات عقارية‪.‬‬‫* حقوق املسامهني‪:‬‬
‫* اإلقراض العرضي‪:‬‬
‫ رأس املال املدفوع‪.‬‬‫ قروض عرضية‪ :‬ملؤسسات وألفراد‪.‬‬‫ احتياطات‪.‬‬‫ قروض حسنة‪.‬‬‫ أرباح مرحلة‪.‬‬‫* موجودات أخرى‪.‬‬
‫ أرباح العام‪.‬‬‫* موجودات ثابتة‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.320 - 319 :‬‬
‫‪2 .2‬النموذج الثاني‪ :‬ميزانية بنوك املشاركة الشاملة‪:‬‬
‫يقــرح باحــث آخــر منوذجــاً متطــوراً يف الشــق املتــداول مليزانيــة بنــوك‬
‫املشــاركة؛ حتــى يتــم التحــول مــن اســتخدامات املراحبــة (قصــرة األجــل)‬
‫إىل اســتخدامات املشــاركة (طويلــة األجــل) ومــن البنــوك العاديــة إىل‬
‫البنــوك الشــاملة‪.‬‬
‫حيــث يــرى هــذا الباحــث أن هنــاك تشــاهباً يف ميزانيــي بنــوك املشــاركة‬
‫والبنــوك التقليديــة كمــا يلــي(‪:)1‬‬
‫(‪ )1‬يوسف كمال حممد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.170 :‬‬
‫‪183‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫ ففــي جانــب أصــول البنــوك التقليديــة مت ِّثــل القــروض قصــرة‬‫األجــل مــع األوراق املاليــة ذات العائــد الثابــت غالبيــة االســتخدام‬
‫(‪ %06‬علــى األقــل) ويف بنــوك املشــاركة مي ِّثــل بيــع املراحبــة‪ ،‬وهــي‬
‫متويــل قصــر األجــل‪ ،‬أغلــب االســتخدام (‪ %07‬علــى األقــل)‪.‬‬
‫ يف جانــب اخلصــوم تكــون الودائــع اآلجلــة يف البنــوك التقليديــة أو‬‫حســابات االســتثمار يف بنوك املشــاركة قابلة للســحب مباشــرة‪ ،‬وإن‬
‫حُ ِرمــت مــن العائــد املمتــاز‪.‬‬
‫وجيب أن يتوافر يف ميزانية بنوك املشاركة ما يلي‪:‬‬
‫ توسيع قاعدة املشاركة كنشاط رئيس داخل امليزانية‪.‬‬‫ ترتيــب مدخالهتــا «مواردهــا» علــى أســاس خمرجاهتــا‬‫«اســتخداماهتا»‪ ،‬فمــن املفــروض أن ال تقبــل ودائــع اســتثمارية هلــا‬
‫حــق الســحب املباشــر دون تقيــد بالزمــن الــازم الســتثمارها‪ ،‬وإال‬
‫أصبحــت ودائــع جاريــة وعرضــت البنــك خلطــر الســحب املفاجــئ‬
‫نتيجــة إشــاعة أو أزمــة‪.‬‬
‫يوضح اجلدول التايل امليزانية املقرتحة لبنك مشاركة شامل‪:‬‬
‫‪184‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫جدول رقم (‪ :)34‬منوذج مقرتح مليزانية بنوك املشاركة الشاملة‪.‬‬
‫األصــــول (استخدامات )‬
‫اخلصـــــوم ( موارد)‬
‫أصول متداولة‬
‫خصوم متداولة‬
‫* نقدية حاضرة‪:‬‬
‫ بنوك مدينة‪.‬‬‫ أرصدة مدينة أخرى‪.‬‬‫* استخدامات قصرية األجل‪:‬‬
‫ املعامالت املصرفية البينية‪.‬‬‫ مشاركات قصرية األجل (عامة‪ ،‬نشاط‪ ،‬مشروع)‪.‬‬‫ مضاربات شرعية ( مطلقة‪ ،‬مقيدة )‪.‬‬‫ متويل النفقة املتغرية (سحب على املكشوف)‪.‬‬‫ معاوضات‪.‬‬‫مديونية بيع آجل (بطاقات ائتمان)‪.‬‬
‫مديونية سَلَم (عقود آجلة)‪.‬‬
‫ حافظة أوراق مالية‪.‬‬‫ املشاركة يف صناديق االستثمار‪.‬‬‫* استخدامات طويلة األجل‪:‬‬
‫ استثمارات طويلة األجل‪.‬‬‫مزاد استثماري‪.‬‬
‫مشاركات متناقصة‪.‬‬
‫استثمارات يف أصول ثابتة لشركات‪.‬‬
‫ معاوضات‪.‬‬‫ديون تأجري‪.‬‬
‫* أصول ثابتة‪:‬‬
‫* حسابات نظامية‪.‬‬
‫ بنوك دائنة‪.‬‬‫ أرصدة دائنة أخرى‪.‬‬‫* موارد قصرية األجل‪:‬‬
‫ الودائع اجلارية مع التفويض باالستخدام‪.‬‬‫ حسابات قصرية األجل (عامة‪ ،‬نشاط‪ ،‬مشروع)‪.‬‬‫ قروض حتت الطلب‪.‬‬‫ حسابات ادخار وحسابات بإخطار‪.‬‬‫ أوراق مالية‪.‬‬‫ صكوك بيع آجل‪.‬‬‫ صكوك سَلَم‪.‬‬‫ صكوك مضاربة‪.‬‬‫ صكــوك مشــاركة قصــرة األجــل (عامــة‪ ،‬نشــاط‬‫معــن‪ ،‬مشــروع معــن)‪.‬‬
‫ صكوك مشاركة يف احلافظة‪.‬‬‫ وثائق صناديق االستثمار‪.‬‬‫ صكوك مشاركة عامة يف أنشطة املصرف‪.‬‬‫* موارد طويلة األجل‪:‬‬
‫ حسابات طويلة األجل‪.‬‬‫ صكوك مشاركة متناقصة‪.‬‬‫ صكوك تأجري‪.‬‬‫* خصوم ثابتة‪:‬‬
‫ رأس املال‪.‬‬‫ احتياطات‪.‬‬‫* حسابات نظامية‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬يوسف كمال حممد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.175 :‬‬
‫‪185‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫ثانياً‪ :‬مناذج تطبيقية للميزانية يف بنوك املشاركة‬
‫سنعرض بعض النماذج التطبيقية لبنوك املشاركة وهي‪:‬‬
‫‪1 .1‬النمــوذج األول‪ :‬ميزانيــة شــركة الراجحــي املصرفيــة لالســتثمار‬
‫(بالســعودية)‪.‬‬
‫‪2 .2‬النموذج الثاني‪ :‬ميزانية بيـت التمويـل الكـوييت‪.‬‬
‫جدول رقم (‪ :)35‬ميزانية شركة الراجحي املصرفية لالستثمار‬
‫(قائمة املركز املايل املوحد يف ‪ 31‬ديسمرب ‪1992‬م)‬
‫املوجـــــــودات‬
‫النقد واملعادن الثمينة يف الصندوق‬
‫ودائع لدى مؤسسة النقد السعودي‬
‫مطلوبات من البنوك‬
‫معادن مثينة‬
‫استثمارات‪:‬‬
‫مراحبة‬
‫بيع آجل وبيع بالوكالة‬
‫البيع بالتقسيط‬
‫عقود استصناع‬
‫استثمار يف عقود إجيار‬
‫متنوعة‬
‫حسابات جارية‬
‫صايف أصول مؤجرة‬
‫صايف املوجودات الثابتة‬
‫أرصدة مدينة أخرى‬
‫إمجايل املوجودات‬
‫حقــوق املسامهني واملطلــــوبات‪:‬‬
‫حقوق املسامهني‬
‫رأس املال‬
‫االحتياطيات‪:‬‬
‫احتياطي نظامي‬
‫احتياطي عام‬
‫أرباح مبقاة‬
‫‪186‬‬
‫(الوحدة‪ :‬ألف ريال سعودي)‬
‫‪1992‬م‬
‫‪679.373‬‬
‫‪1.431.349‬‬
‫‪1.424.027‬‬
‫‪120.217‬‬
‫‪1.204.982‬‬
‫‪11.434.008‬‬
‫‪2.440.856‬‬
‫‪4.600.176‬‬
‫‪1.069.014‬‬
‫‪406.961‬‬
‫‪490.831‬‬
‫‪309.322‬‬
‫‪521.204‬‬
‫‪337.777‬‬
‫‪26.526.100‬‬
‫‪1.500.000‬‬
‫‪1.012.429‬‬
‫‪850.000‬‬
‫‪168.186‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫إمجايل حقوق املسامهني‬
‫املطلوبات‪:‬‬
‫حسابات جارية‬
‫حسابات أخرى (مبا فيها تأمينات االعتمادات واألمانات والشيكات املقبولة‬
‫واحلواالت)‬
‫مطلوبات البنوك‬
‫حقوق األقلية‬
‫مطلوبات أخرى‬
‫األرباح املقرتح توزيعها‬
‫أرصدة دائنة أخرى‬
‫إمجايل حقوق املسامهني واملطلوبات‬
‫حسابات نظامية‬
‫‪3.530.615‬‬
‫‪18.689.692‬‬
‫‪941.846‬‬
‫‪1.981.353‬‬
‫‪17.531‬‬
‫‪450.000‬‬
‫‪915.063‬‬
‫‪26.526.100‬‬
‫‪6.797.789‬‬
‫املصــدر‪ :‬فــؤاد الســيد املليجــي‪« ،‬حماســبة الــزكاة»‪ ،‬الــدار اجلامعيــة‪ ،‬اإلســكندرية‪،‬‬
‫‪ ،2001‬ص‪.342 :‬‬
‫‪187‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫جدول رقم (‪ :)36‬ميزانية بيت التمويل الكوييت‬
‫‬
‫(كما هي يف ‪ 31‬ديسمرب ‪)1980‬‬
‫املوجــــودات‬
‫نقد وأرصدة لدى البنوك‬
‫متويل للعمالء‬
‫متويل لالعتمادات املستندية وعقود املراحبة‬
‫مدينون آخرون‬
‫مدينون ومدفوعات مقدما‬
‫‪2.279.772‬‬
‫‪5.728.326‬‬
‫‪53.507.240‬‬
‫استثمارات متاجرة يف عقارات وسندات العقار‬
‫إنشاءات قيد التنفيذ‬
‫بضاعة يف املخازن‬
‫‪54.871.166‬‬
‫‪1.462.768‬‬
‫‪1.102.994‬‬
‫جمموع املوجودات املتداولة‬
‫‪151.193.867‬‬
‫مدينون متوسطو األجل‬
‫استثمارات وموجودات أخرى‬
‫موجودات ثابتة‬
‫‪16.611.387‬‬
‫‪584.900‬‬
‫‪58.244‬‬
‫جمموع املوجودات‬
‫‪168.448.398‬‬
‫التزامات العمالء لقاء اعتمادات وكفاالت‬
‫‪12.257.533‬‬
‫اجملمــــوع‬
‫دينار كوييت‬
‫‪31.241.601‬‬
‫املطلــــوبات‬
‫حسابات جارية‬
‫حسابات االستثمار‬
‫حسابات توفري‬
‫ودائع استثمار حمددة األجل‬
‫ودائع استثمار مطلقة مستمرة‬
‫(الوحدة‪ :‬دينار كوييت)‬
‫دينار كوييت‬
‫‪29.212.498‬‬
‫‪55.082.233‬‬
‫‪7.950.091‬‬
‫‪56.378.247‬‬
‫‪148.623.069‬‬
‫‪7.056.410‬‬
‫‪7.227.570‬‬
‫‪364.524‬‬
‫‪163.271.573‬‬
‫دائنون ومستحقات‬
‫أرباح املودعني‬
‫أرباح املسامهني‬
‫جمموع املطلوبات‬
‫حقوق املسامهني‬
‫رأس املــال املصــرح بــه واملصــدر ‪ 10‬ماليــن ســهم قيمــة كل‬
‫ســهم دينــار كويــي واحــد املكتتــب بــه ‪ 9.843.840‬مدفــوع‬
‫منهــا ‪25%‬‬
‫االحتياطيات‬
‫احتياطي إجباري‬
‫احتياطي عام‬
‫جمموع حقوق املسامهني‬
‫جمموع املطلوبات وحقوق املسامهني‬
‫‪1.369.247‬‬
‫‪1.346.618‬‬
‫‪5.176.825‬‬
‫‪168.448.398‬‬
‫التزامات لقاء اعتمادات وكفاالت‬
‫‪12.257.533‬‬
‫اجملمــــوع‬
‫‪180.705.931‬‬
‫املصدر‪ :‬حممد بوجالل‪« ،‬البنوك اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.163-162 :‬‬
‫‪188‬‬
‫‪2.460.960‬‬
‫‪180.705.931‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫ثالث ـاً‪ :‬منــوذج امليزانيــة املالئمــة لتبويــب مصــادر واســتخدامات أمــوال بنــوك‬
‫املشــاركة‬
‫فيمــا يلــي منــوذج ختطيطــي مقــرح مليزانيــة بنــوك املشــاركة يوضــح الرتكيبــة‬
‫أصول‪/‬خصــوم‪ ،‬وفــق طريقــة تبويــب ملصــادر األمــوال واســتخداماهتا قــد تالئــم‬
‫أغــراض هــذه البنــوك مبــا خيتلــف عمَّــا هــو مطبــق يف البنــوك التقليديــة؛ وذلــك‬
‫باســتخدام جمموعــات حماســبية ذات داللــة بالنســبة لنشــاط بنــوك املشــاركة‬
‫واحتياجــات مســتخدمي قوائمهــا املاليــة؛ حيــث إن األســلوب األمثــل لتصنيــف‬
‫أصوهلــا وخصومهــا هــو جتميعهــا حســب طبيعتهــا‪ ،‬رغــم أن ترتيبهــا خيضــع ملــا‬
‫تعــارف عليــه العــرف املصــريف‪.‬‬
‫جــدول رقــم (‪ :)37‬منــوذج مقــرح للميزانيــة املالئمــة لتبويــب مصــادر‬
‫واســتخدامات أمــوال بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫‬
‫بنك املشاركة‪......:‬‬
‫األصــــــــول‬
‫السنة سنة‬
‫احلالية املقارنة‬
‫امليزانية يف‪......:‬‬
‫اخلصــــــــوم‬
‫السنة سنة‬
‫احلالية املقارنة‬
‫‪.1‬‬
‫‪ -1‬النقديــــة‬
‫‪1‬النقدية يف الصندوق وبالفروع‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪.2‬‬
‫‪2‬أرصدة لدى البنك املركزي‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪.2‬‬
‫‪.3‬‬
‫‪3‬مستحق على البنوك احمللية‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪.4‬‬
‫‪4‬حسابات جارية لدى املراسلني‬
‫يف اخلارج‬
‫‪5‬ذهب وعمالت أجنبية‬
‫‪6‬شيكات حتت التحصيل‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪.3‬‬
‫‪3‬حسابات ادخارية‬
‫‪.4‬‬
‫‪4‬حسابات توفري استثماري‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪.5‬‬
‫‪.6‬‬
‫‪5‬حسابات استثمار عامة‬
‫‪6‬حسابات استثمار خمصصة‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪7 .7‬شهادات اإليداع‬
‫‪8 .8‬التأمينات املقبوضة لقاء اعتمادات‬
‫مستندية وكفاالت‬
‫‪ -2 xxx‬االلتزامــــات‬
‫‪ * xxx‬أوراق مالية مصدرة‪:‬‬
‫‪1 .1‬صكوك التمويل باملشاركة‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪.5‬‬
‫‪.6‬‬
‫‪ -2‬التمويــــالت‬
‫* التمويالت قصرية األجل‪:‬‬
‫‪1 .1‬التمويل باملراحبة‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪.1‬‬
‫‪ -1‬الودائـــع‬
‫‪1‬ودائع حتت الطلب (أفراد)‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪2‬حسابات جارية دائنة (مؤسسات)‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪189‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫‪2 .2‬التمويل بالسَّلَم‬
‫‪3 .3‬مشاركات لتمويل رأس املال‬
‫العامل‬
‫* التمويالت متوسطة األجل‪:‬‬
‫‪.1‬‬
‫‪.2‬‬
‫‪.3‬‬
‫‪1‬متويل عقود التأجري (التمويلي)‬
‫‪2‬متويل البيع بالتقسيط (اآلجل)‬
‫‪3‬متويل عقود االستصناع‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪ * xxx‬حسابـات مستحقـة‪:‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪1 .1‬مبالغ مقرتضة من الدولة‬
‫‪xxx‬‬
‫‪2 .2‬مبالغ مقرتضة من البنك املركزي‬
‫‪xxx‬‬
‫‪3 .3‬مستحق للبنوك واملراسلني يف‬
‫اخلارج‬
‫‪xxx‬‬
‫‪4 .4‬اشرتاكات يف مؤسسة التأمني على‬
‫الودائع‬
‫‪xxx‬‬
‫‪5 .5‬دائنو السَّلَم ‪ /‬االستصناع (املوازي)‬
‫‪xxx‬‬
‫‪6 .6‬موردون‬
‫‪xxx‬‬
‫‪7 .7‬الضرائب والرسوم املستحقة‬
‫‪ -3 xxx‬احلسابـات االجتماعيــــة‬
‫‪xxx‬‬
‫‪1 .1‬صندوق الزكاة‬
‫‪xxx‬‬
‫‪2 .2‬صندوق القرض احلسن‬
‫‪xxx‬‬
‫‪3 .3‬صندوق وقف املضاربة‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫* التمويالت طويلة األجل‪:‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪1 .1‬التمويل باملضاربة‬
‫‪2 .2‬التمويل باملشاركة‬
‫‪3 .3‬التمويل املتناقص التمليكي‬
‫‪ -3‬القروض اجملــــانية‬
‫‪1 .1‬قروض حسنة للحكومة‬
‫‪2 .2‬قروض حسنة للبنك املركزي‬
‫‪3 .3‬قروض حسنة للمؤسسات‬
‫االقتصادية‬
‫‪4 .4‬قروض حسنة مقابل ‪/‬بدون‬
‫ضمانات‬
‫‪5 .5‬حساب الزكاة املوزعة‬
‫‪ -4‬األوراق املاليــة واملسامهات‬
‫‪1 .1‬حمفظة األوراق املالية‬
‫‪2 .2‬مسامهات يف بنوك املشاركة‬
‫‪3 .3‬استثمارات يف أسهم شركات‬
‫تابعة‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪.4‬‬
‫‪4‬املشاركة يف صناديق استثمارية‬
‫‪.5‬‬
‫‪.6‬‬
‫‪5‬استثمارات عقارية‬
‫‪6‬استثمارات خمصصة‬
‫‪7 .7‬استثمارات مباشرة‬
‫‪ -5‬حسابـات تسويــة األصول‬
‫‪1 .1‬إيرادات مستحقة‬
‫‪2 .2‬مصاريف مقدمة‬
‫‪3 .3‬أرصدة مدينة أخرى‬
‫‪ -6‬خمزونــات سلعيــة‬
‫‪1 .1‬بضــاعة املراحبة‬
‫‪.2‬‬
‫‪2‬بضــاعة السَّلَم‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪.2‬‬
‫‪.3‬‬
‫‪2‬صكوك املضاربة‪/‬سندات املقارضة‬
‫‪3‬وثائق صناديق االستثمار‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪4 .4‬خمصص تسوية أرباح‬
‫‪xxx‬‬
‫‪5 .5‬خمصص تقلبات أسعار الصرف‬
‫‪xxx‬‬
‫‪6 .6‬خمصص تقلبات أسعار األوراق‬
‫املالية‬
‫‪xxx‬‬
‫‪7 .7‬خمصص تدهور قيمة املخزون‬
‫‪ -5 xxx‬حسابـات تسويــة اخلصوم‬
‫‪xxx‬‬
‫‪1 .1‬إيرادات مقدمة‬
‫‪xxx‬‬
‫‪2 .2‬مصاريف مستحقة‬
‫‪xxx‬‬
‫‪3 .3‬أرصدة دائنة أخرى‬
‫‪ -6 xxx‬حسابات األربــاح واخلسائـر‬
‫‪xxx‬‬
‫‪1 .1‬أرباح خمصصة للتوزيع على‬
‫املسامهني‬
‫‪xxx‬‬
‫‪2 .2‬أرباح خمصصة للتوزيع على‬
‫املودعني املستثمرين‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪.4‬‬
‫‪4‬صناديق تضامنية وتكافلية‬
‫‪ -4‬املخصصــات واملؤونــات‬
‫‪1 .1‬خمصص االهتالكات‬
‫‪2 .2‬خمصص خسائر االستثمار املتوقعة‬
‫‪3 .3‬خمصص الديون املشكوك فيها‬
‫‪190‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‪.3‬‬
‫‪3‬منتجات مصنعة (لالستصناع)‬
‫‪4 .4‬خمزون متاجــرة‬
‫‪ -7‬أصــول ثابتــة‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪.1‬‬
‫‪1‬أراضــــي‬
‫(للمزارعة واملساقاة واملغارسة)‬
‫‪xxx‬‬
‫‪.2‬‬
‫‪2‬مباني إدارية وجتارية وصناعية‬
‫‪.3‬‬
‫‪3‬األثاث والتجهيزات واخلزائن‬
‫احلديدية‬
‫‪4‬معــدات نقـــل‬
‫‪.5‬‬
‫‪5‬إنشاءات قيد اإلجناز‬
‫‪.4‬‬
‫‪6 .6‬أصول مؤجرة للغري (تشغيلي)‬
‫‪7 .7‬مصاريف تأسيس الفروع‬
‫جممــــوع األصــــول‬
‫‪ -8‬حسابات نظامية‬
‫‪1 .1‬التزامات العمالءمقابل‬
‫اعتمادات مستندية‬
‫‪2 .2‬التزامات العمالء مقابل‬
‫خطابات ضمان‬
‫‪3 .3‬عقارات ضمان االستثمارات‬
‫جممــــوع خـارج امليزانيـــة‬
‫‪xxx‬‬
‫‪3 .3‬أربـــاح حمتجــزة‬
‫(غري موزعة)‬
‫‪xxx‬‬
‫‪4 .4‬أرباح (خسائر) السنة املالية‬
‫‪ -7 xxx‬حقــوق امللكيــة‬
‫‪xxx‬‬
‫‪1 .1‬احتياطــي قانونــي‬
‫(‪%‬صــايف الربح)‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪.2‬‬
‫‪.3‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪.4‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪.5‬‬
‫‪2‬احتياطي نظامي ‪ /‬اختياري‬
‫‪3‬احتياطــي رأمسالـي‬
‫(أربــاح إعادة التقدير)‬
‫‪4‬نتائـــج مرحـلــة‬
‫(سنـوات سـابقة)‬
‫‪5‬رأس املـــال املدفـوع (أسهـم عـاديـة)‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪.6‬‬
‫‪6‬عالوة إصدار األسهم‬
‫‪xxx‬‬
‫‪ xxx‬جممــــوع اخلصــــوم‬
‫‪ -8 xxx‬مقابل حسابات نظامية‬
‫‪xxx‬‬
‫‪1 .1‬التزامات البنك مقابل اعتمادات‬
‫مستندية‬
‫‪xxx‬‬
‫‪2 .2‬التزامات البنك مقابل خطابات‬
‫ضمان‬
‫‪xxx‬‬
‫‪3 .3‬أصحاب عقارات ضمان‬
‫االستثمارات‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪ xxx‬جممــــوع خـارج امليزانيـــة‬
‫ •اإليضاحات املرفقة للقوائم املالية جزء متمم هلا وتُقرأ معها‪.‬‬
‫ •تقرير مراجعي احلسابات (مرفق)‪.‬‬
‫‪191‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫‪xxx‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫المبحث الثاني‬
‫واقع إعداد الميزانية في بنوك المشاركة‬
‫سنتناول هذا املبحث بالدراسة من خالل احملاور التالية‪:‬‬
‫ ‪-‬دراسة حتليلية ملشاكل إعداد امليزانية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫ ‪-‬دراســة انتقاديــة هليــكل مصــادر األمــوال واســتخداماهتا يف بنــوك‬
‫املشــاركة‪.‬‬
‫ ‪-‬دراســة تقييميــة للمبــادئ احملاســبية املطبقــة يف إعــداد ميزانيــة‬
‫بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫‪192‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫المطلــب األول‪ :‬دراســة تحليليــة لمشــاكل إعــداد الميزانيــة‬
‫فــي بنــوك المشــاركة‪.‬‬
‫‬
‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬املشـاكل القـانـونـيـة إلعـداد امليـزانيـة يف بـنـوك املشـاركـة‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬مشــاكل إظهـار مصادر األموال واستخداماهتا يف ميزانية بنوك‬
‫املشاركة‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬مشــاكل إعـداد امليزانيـة على مستـوى الفـروع وبنـوك املشاركـة‪.‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬املشاكل القانونية إلعداد امليزانية يف بنوك املشاركة‬
‫تبيَّــن مــن حتليــل نتائــج قوائــم االســتقصاء والدراســة امليدانيــة الــي‬
‫قامــت هبــا جمموعــة مــن اخلــراء (اللجنــة احملاســبية)(‪ ،)1‬وجــود العديــد‬
‫مــن املشــاكل الــي تواجــه بنــوك املشــاركة يف إعدادهــا لقوائمهــا املاليــة‪،‬‬
‫نســتعرضها فيمــا يلــي‪:‬‬
‫‪1 .1‬القيود القانونية يف إعداد القوائم املالية‪:‬‬
‫فيمــا يتعلــق مبتطلبــات البنــك املركــزي يف إعــداد القوائــم املاليــة أوضحــت‬
‫‪ %69‬مــن البنــوك حمــل الدراســة (ن=‪ )16‬أن البنــك املركــزي يشــرط إعداد‬
‫ميزانياهتــا علــى منــوال البنــوك التقليدية نفســه(‪.)2‬‬
‫إن إعــداد بنــوك املشــاركة للميزانيــة بــذات الطريقــة املتبعــة يف البنــوك‬
‫التقليديــة‪ ،‬جيعلهــا تعانــي مــن جمموعــة مــن املشــاكل هــي‪ :‬اختــاف طبيعة‬
‫النشــاط واملصطلحــات احملاســبية ثــم اختــاف تبويــب احلســابات‪ ،‬وأخــرا‬
‫(‪ )1‬سبقت اإلشارة إليها يف الفصل األول‪.‬‬
‫(‪ )2‬جلنــة مــن األســاتذة اخلــراء االقتصاديــن والشــرعيني واملصرفيــن‪« ،‬تقويــم الــدور احملاســي للمصــارف اإلســامية»‪،‬‬
‫مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪.392 :‬‬
‫‪193‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫اختــاف األســس احملاســبية املطبقــة‪ ،‬حيــث بلــغ تكرار هذه املشــاكل األربع‬
‫‪ 35‬مــرة‪ ،‬مبعــدل ‪ 9‬مــرات للمشــكلة يف البنــوك‪ ،‬وتُعتــر نســبة مرتفعــة‬
‫تؤكــد أمهيــة هــذه املشــاكل وضــرورة دراســتها ووضــع احللــول املالئمــة هلــا‬
‫مــن قبــل البنــك املركــزي‪.‬‬
‫لقــد أشــارت البنــوك حمــل العيِّنــة إىل املشــاكل الــي تنتــج عــن اإللــزام‬
‫بإعــداد القوائــم املاليــة يف منــاذج حمـدّدة مــن قبــل البنــك املركــزي‪ ،‬ميكــن‬
‫حتديدهــا فيمــا يلــي‪:‬‬
‫ عــدم اتفــاق البيانــات املاليــة لبنــوك املشــاركة مــع ذات التصنيــف‬‫اخلــاص بالبنــوك التقليديــة‪.‬‬
‫ عــدم مالءمــة أمســاء بنــود القوائــم املاليــة مــع النمــاذج الــواردة مــن‬‫البنــك املركــزي‪.‬‬
‫ إلــزام بنــك املشــاركة بنســب االحتياطــي النقــدي مثــل البنــك‬‫التقليــدي‪.‬‬
‫ يُعامِــل البنــك املركــزي بنــوك املشــاركة مبعاملــة البنــوك التقليديــة‬‫نفســها؛ مــن حيــث وظيفــة توليــد االئتمــان وطريقــة عالجهــا‪.‬‬
‫ اعتبــار التوظيفــات مــن مشــاركات ومضاربــات ومراحبــات مبثابــة‬‫ســلف وقــروض (توليــد االئتمــان)‪.‬‬
‫ إنفــاق وقــت وجهــد إضافيــن إلعداد هذه النماذج نظراً الختالفها‬‫عن طبيعة النماذج املتوافقة مع نشــاط بنوك املشــاركة‪.‬‬
‫ولذلــك يوصــي معظــم اخلــراء بضــرورة قيــام جهــاز الرقابــة لــدى البنــك‬
‫املركــزي بتطويــر طــرق وأســاليب رقابتــه مبــا يتناســب مــع بنــوك املشــاركة‪،‬‬
‫فاملطلــوب مــن البنــك املركــزي أن يــدرس النمــاذج املصرفيــة املالئمــة‬
‫‪194‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫هلــذه البنــوك‪ ،‬ال بالشــكل التقليــدي حلســابات البنــوك التقليديــة يف ظــل‬
‫اختــاف أنشــطتها وأمســاء حســاباهتا وطريقــة قيــاس أرباحهــا وتوزيعهــا‪.‬‬
‫‪2 .2‬مشكلة االحتياطي النقدي اإللزامي‪:‬‬
‫عنــد مالحظــة مــدى تطبيــق نســبة االحتياطــي النقــدي اإللزامــي علــى‬
‫بنــوك املشــاركة‪ ،‬يتضــح بأهنــا مطبقــة يف ‪ %93‬مــن البنــوك موضــوع‬
‫الدراســة (ن=‪ ،)15‬وتــرى ‪ %43‬منهــا مالءمــة هــذا األســلوب و‪ %57‬منهــا‬
‫عــدم مالءمتــه(‪.)1‬‬
‫تُرجع البنوك عدم مالءمة أسلوب االحتياطي إىل املربرات التالية‪:‬‬
‫ غالبيــة ودائــع بنــوك املشــاركة اســتثمارية وخاضعــة ملبــدأ ال ُغنْــم‬‫بال ُغــرْم؛ حيــث ال تضمــن بنــوك املشــاركة رد الودائــع يف حالــة‬
‫اخلســارة؛ ولذلــك ال يوجــد مــرر هلــذا االحتياطــي‪.‬‬
‫ جيــب علــى البنــك اســتثمار مجيــع الودائــع؛ حيــث إنــه أمــن علــى‬‫هــذه األمــوال‪ ،‬واالحتفــاظ بنســبة مــن الودائــع يَح ـ ِرم املودعــن مــن‬
‫فــرص اســتثمارها‪.‬‬
‫ بنــك املشــاركة ال يســتفيد مــن املميــزات الــي مينحهــا البنــك‬‫املركــزي للبنــوك التقليديــة‪ ،‬كمــا أنــه ال يأخــذ فوائــد علــى أرصدتــه‬
‫لــدى البنــك املركــزي‪.‬‬
‫ونؤكــد بــأن نســبة االحتياطــي ال تالئــم بنــوك املشــاركة؛ ألهنــا مل تُح ـدَّد‬
‫علــى أســاس خصائصهــا‪ .‬كمــا جتــدر اإلشــارة إىل أن بنــك «جيبوتــي» ال‬
‫تُطبــق عليــه نســب االحتياطــي النقــدي‪ ،‬ألنــه يســتثمر أموالــه (ودائعــه)‬
‫داخــل الدولــة‪ ،‬وتُطبــق هــذه النســب علــى بقيــة البنــوك احملليــة األخــرى‬
‫(‪ )1‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.382:‬‬
‫‪195‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫الــي تســتثمر جــزءاً مــن أمواهلــا خــارج الدولــة‪ ،‬وهــو أســلوب رقابــي إجيابي‬
‫يصلح كتوجيه للبنوك املركزية؛ حيث ميكنها أن تشــجع به بنوك املشــاركة‬
‫والبنــوك التقليديــة (احملليــة) علــى اســتثمار ودائعهــا حمليـاً للحفــاظ علــى‬
‫هــذه األمــوال مــن جهــة‪ ،‬واســتثمارها داخــل الدولــة مــن جهــة أخــرى‪.‬‬
‫وهناك عدة بدائل حلل مشكلة االحتياطي‪:‬‬
‫ ختصيــص إدارة مســتقلة بالبنــك املركــزي لإلشــراف علــى بنــوك‬‫املشــاركة مــع ضــرورة توافــر وتنميــة القــدرات العلميــة والعمليــة‬
‫الشــرعية والفقهيــة هبــا‪ ،‬لوضــع سياســات ماليــة وإداريــة ورقابيــة‬
‫تتــاءم مــع طبيعــة نشــاط بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫ ليــس لبنــوك املشــاركة حســابات جاريــة ذات قيمــة مثــل البنــوك‬‫التقليديــة الــي غالب ـاً مــا تقــوم بإيــداع هــذا االحتياطــي مــن قيمــة‬
‫احلســابات اجلاريــة الــي ال تدفــع هلــا فائــدة‪ ،‬واملفــروض أن يتــم‬
‫التعامــل يف أي احتياطــي مــع البنــك املركــزي وبنــوك املشــاركة علــى‬
‫أســاس املشــاركة‪.‬‬
‫ ربــط نســب االحتياطــي النقــدي علــى بنــوك املشــاركة والبنــوك‬‫التقليديــة‪ ،‬باســتثمار أمواهلــا داخــل الدولــة‪ ،‬فــإذا فعلــت فهــي تعفــى‬
‫مــن هــذا االحتياطــي؛ وإن قامــت باســتثمار األمــوال خــارج الدولــة‬
‫فتلــزم باالحتياطــي النقــدي‪ ،‬وهــذا مــا يتــم العمــل بــه يف جيبوتــي‬
‫وهــو حافــز للبنــوك حتــى ال تقــوم بتســريب أمــوال العــامل العربــي‬
‫واإلســامي إىل اخلــارج‪.‬‬
‫‪196‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫ثانيـاً‪ :‬مشــاكل إظهــار مصــادر األمــوال واســتخداماهتا يف ميزانيــة بنــوك‬
‫املشاركة‬
‫‪1 .1‬تبويب مصادر واستخدامات األموال يف امليزانية‪:‬‬
‫أوضحــت معظــم البنــوك حمــل الدراســة (ن=‪ )15‬بتبويــب مصــادر األمــوال‬
‫واســتخداماهتا يف امليزانيــة بالشــكل التقليــدي وبعضهــا بطريقــة تالئــم‬
‫احتياجــات بنــك املشــاركة‪.‬‬
‫ويتضــح تطبيــق غالبيــة البنــوك ‪ %60‬بالنســبة للمصــادر و‪ %67‬بالنســبة‬
‫لالســتخدامات لطريقــة تبويــب مصــادر األمــوال واســتخداماهتا يف البنوك‬
‫التقليديــة‪ .‬وتطبــق أقليــة تبلــغ ‪ %40‬بالنســبة للمصــادر و‪ %33‬بالنســبة‬
‫لالســتخدامات‪ ،‬طريقــة أخــرى تالئــم نشــاط واحتياجات بنك املشــاركة(‪.)1‬‬
‫جتــدر اإلشــارة أن االســتقصاء مل يوضــح شــكل التبويــب املالئــم ألغــراض‬
‫بنــك املشــاركة مبــا خيتلــف عمّــا هــو مطبــق يف البنــك التقليــدي‪ .‬وتــرى‬
‫اللجنــة احملاســبية أنــه مــن الصعــب توضيــح هــذه الطريقــة ألن مبــدأ‬
‫األمهيــة النســبية الــذي يلعــب دوره يف تبويــب املصــادر مثـاً‪ :‬بــدءاً بالودائع‬
‫ثــم االلتزامــات وأخــراً حقــوق أصحــاب البنــك ســيلعب الــدور نفســه يف‬
‫تبويــب املصــادر يف بنــك املشــاركة‪ ،‬وهــذا مــا يتضــح مــن دراســة امليزانيــات‬
‫ملعظــم بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫‪2 .2‬إظهار األصول الثابتة واملتداولة يف امليزانية‪:‬‬
‫باالستفســار عــن طريقــة إظهــار األصــول الثابتــة واملتداولــة يف امليزانيــة‬
‫تبيّــن أن معظــم البنــوك تُظهــر األصــول بقيمتهــا الصافيــة‪.‬‬
‫ويتضــح أن األصــول الثابتــة تظهــر يف امليزانيــة علــى أســاس قيمتهــا‬
‫(‪ )1‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.269 :‬‬
‫‪197‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫الصافيــة (بعــد طــرح خمصــص االهتــاك املكون هلــا) يف ‪ %71‬من مفردات‬
‫العيّنــة (ن=‪ ،)14‬يف حــن أوضحــت ‪ %21‬منهــا أن األصــول الثابتــة تظهــر‬
‫بكامــل قيمتهــا مطروح ـاً منهــا املخصــص املكــون هلــا يف جانــب األصــول‬
‫قبــل الوصــول إىل صــايف القيمــة‪ ،‬وتظهــر يف ‪ %14‬منهــا بكامــل قيمتهــا‬
‫يف جانــب األصــول ثــم يُــدرج املخصــص اخلــاص هبــا مــع االلتزامــات يف‬
‫جانــب اخلصــوم‪ .‬أمــا األصــول املتداولــة فتظهــر بالصــايف فقــط يف ‪%50‬‬
‫مــن العيِّنــة‪ ،‬ويف ‪ %21‬منهــا بكامــل قيمتهــا واملخصــص يف جانــب األصــول‪،‬‬
‫ويف ‪ %35‬منهــا بكامــل قيمتهــا مــع إدراج املخصــص يف جانــب اخلصــوم(‪.)1‬‬
‫إن إتبــاع معظــم بنــوك املشــاركة إلظهــار األصــول بصــايف قيمتهــا‪ ،‬هــو مــا‬
‫تقــوم بــه البنــوك التقليديــة أيضــا‪ ،‬وذلــك حتــى ال تفصــح عــن التكلفــة‬
‫التارخييــة هلــذه األصــول وخمصصــات اهتالكهــا‪ ،‬وهــو مــا يــؤدي إىل‬
‫إخفــاء بيانــات ماليــة قــد يكــون هلــا داللتهــا بالنســبة للباحــث أو الفاحــص‬
‫احملاســي‪ ،‬إن هــذه الطريقــة «غالبــا مــا هتــدف إىل إخفاء هذه املخصصات‬
‫وعــدم تبيــان طريقــة احتجازهــا وإمكانيــة تكويــن احتياطــات ســرية للبنــك‬
‫عــن طريقهــا»(‪ )2‬يدعــم هبــا مركــزه املــايل‪.‬‬
‫وأمــا طريقــة إظهــار األصــول بكامــل قيمتهــا وتوضيــح قيمــة االهتــاك‬
‫مســتقلة يف جانــب األصــول أو اخلصــوم تســتخدمها أقليــة يف بنــوك‬
‫املشــاركة وكذلــك األمــر بالنســبة للبنــوك التقليديــة؛ فالطريقــة األوىل‬
‫والثانيــة(‪ )3‬تؤديــان إىل حتقيــق نتيجــة واحــدة وتقدِّمــان إفصاحـاً ووضوحـاً‬
‫(‪ )1‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.270 :‬‬
‫(‪ )2‬املصدر نفسه‪.‬‬
‫(‪ )3‬يُمكن أن تظهر األصول الثابتة واملتداولة يف امليزانية بأحد الطرق التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬بكامل قيمتها وخمصصات االهتالك يف األصول‪.‬‬
‫‪ -2‬بكامل قيمتها وخمصصات االهتالك مع اخلصوم‪.‬‬
‫‪ -3‬بصايف قيمتها‪.‬‬
‫‪198‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫ومتكــن مــن دراســة ومقارنــة ورقابــة خمصصــات االهتــاك وتتفــق مــع‬
‫متطلبــات مبــدأ اإلفصــاح احملاســي‪.‬‬
‫ولذلــك جيــب أن يتــم إظهــار عناصــر األصــول الثابتــة «بكامــل تكلفتهــا‬
‫التارخييــة ثــم يطــرح منهــا خمصــص (االهتــاك) حتــى تُفصــح القوائــم‬
‫املاليــة عــن حقيقــة قيمــة العناصــر املاليــة بــدالً مــن إظهارهــا بالصــايف»(‪.)1‬‬
‫‪3 .3‬إظهار احلسابات النظامية يف امليزانية‪:‬‬
‫توجــد حســابات نظاميــة ضمــن بنــود امليزانيــة لــدى ‪ %50‬مــن البنــوك حمل‬
‫الدراســة (ن=‪ ،)12‬وال توجــد هــذه احلســابات يف النصــف الثانــي‪ ،‬وتتعــدد‬
‫أنــواع الضمانــات ويتــم إظهــار االلتزامــات املصرفيــة الــي يدخــل فيهــا‬
‫البنــك كضامــن أو كفيــل يف احلســابات النظاميــة(‪.)2‬‬
‫ال شــك يف أن وجــود ضمانــات يأخذهــا البنــك علــى عمالئــه املشــاركني أو‬
‫املضاربــن‪ ،‬يرجــع لعــدم ثقــة إدارة البنــك هبــؤالء العمــاء‪.‬‬
‫وملّــا كان هــذا املوضــوع يوحــي ببعــض الشــبهات فهــو حيتــاج إىل رأي‬
‫الفقهــاء ملعرفــة مــدى أحقيــة البنــك يف طلــب هــذه الضمانــات مــن العمــاء‬
‫مــن عدمــه‪ ،‬وحتــى ال ختتلــط عمليــات بنــوك املشــاركة باملعامــات الربويــة‬
‫بضمانــات يف ظــل تع ـدُّد احلســابات النظاميــة‪.‬‬
‫‪4 .4‬وجود صندوق الزكاة‪:‬‬
‫أوضحــت ‪ %41‬فقــط مــن البنــوك حمــل العينــة (ن=‪ )16‬عــن وجــود صندوق‬
‫للــزكاة فيهــا(‪ ،)3‬وهــذا يــدل علــى ضعــف اجلانــب االجتماعــي املتوقــع مــن‬
‫نشــاط بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫(‪ )1‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.521 :‬‬
‫(‪ )2‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪271 :‬؛ ‪.298‬‬
‫(‪ )3‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.276 :‬‬
‫‪199‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫يتــم يف بنــوك املشــاركة الــي لديهــا صنــدوق للــزكاة إمســاك حســابات‬
‫مســتقلة للــزكاة عــن دفاتــر البنــك ويُعــدّ هلــا ميزانيــة مســتقلة‪ ،‬وتوجــد‬
‫رقابــة شــرعية علــى الصنــدوق‪ ،‬وهــو مــا ينبغــي أن يتــم إجــراؤه يف أي بنــك‬
‫يقــوم هبــذه الوظيفــة مــن خــال مــا يلــي(‪:)1‬‬
‫ االهتمــام بعمــل صنــدوق الــزكاة يف البنــوك الــي ال يتواجــد فيهــا‬‫هــذا الصنــدوق‪ ،‬حيــث يُعتــر جــزءاً مــن الكيــان االجتماعــي الــذي‬
‫جيــب أن تقدِّمــه بنــوك املشــاركة للبيئــة احمليطــة‪.‬‬
‫ جيــب أن يتــم إعــداد حســابات مســتقلة هلــذا الصنــدوق ويتــم‬‫نشــرها ســنوياً ومراقبتهــا مثــل ســائر أنشــطة البنــك األخــرى‪.‬‬
‫ جيــب أن يتــم إنفــاق حصيلــة الــزكاة كلهــا يف مصارفهــا الشــرعية‬‫وال يســتثمر منهــا شــيء للســنوات التاليــة‪.‬‬
‫ جيب أن تشمل الرقابة الشرعية صندوق الزكاة والتقرير عنه‪.‬‬‫ثالثاً‪ :‬مشاكل إعداد امليزانية على مستوى الفروع وبنوك املشاركة‬
‫‪1 .1‬إعداد امليزانية على مستوى الفروع أو املركز الرئيسي‪:‬‬
‫مــن خــال اإلطــاع علــى طريقــة إعــداد جتميــع امليزانيــة‪ ،‬تبــن أن ‪%73‬‬
‫مــن البنــوك حمــل الدراســة (ن=‪ )15‬تقــوم بإعــداد تقاريــر ماليــة مُجمَّعــة‬
‫علــى مســتوى املركــز الرئيــس وذلــك بتجميــع تقاريــر الفــروع كلهــا(‪.)2‬‬
‫يتضــح أن إعــداد امليزانيــة علــى مســتوى البنــك مباشــرة دون مراعــاة‬
‫لتقاريــر الفــروع؛ هــي طريقــة ال ترتبــط باألعــراف العلميــة املصرفيــة‬
‫احملاســبية الســليمة‪.‬‬
‫(‪ )1‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.522-521 :‬‬
‫(‪ )2‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.207 :‬‬
‫‪200‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫إن إعــداد التقاريــر علــى مســتوى كل فــرع ثــم جتميــع النتائــج للبنــك ككل‬
‫إلعــداد التقاريــر النهائيــة‪ ،‬هو»األســاس الــذي يراعــي الفعليــات القائمة يف‬
‫الفــروع ســواء ألغــراض التنبــؤ أو التخطيــط أو الرقابة أو اختاذ القرارات»‪،‬‬
‫أمــا إعــداد التقاريــر علــى مســتوى البنــك مباشــرة دون مراعــاة الظــروف‬
‫احمليطــة بالفــروع عــن طريــق دراســة تقاريرهــا املاليــة ونتائــج أنشــطتها‬
‫فهــو «يعتــر اجتاهـاً غــر علمــي ويــؤدي قطعـاً للتخطيــط العشــوائي والتنبؤ‬
‫علــى أســس غــر علميــة للســنوات [املاليــة] التاليــة»(‪.)1‬‬
‫وهلــذا جيــب إعــداد التقاريــر املاليــة الدوريــة علــى مســتوى الفــروع أوالً؛ ثــم‬
‫جتميعهــا علــى مســتوى املركــز الرئيــس‪.‬‬
‫‪2 .2‬مدى إمكانية توحيد القوائم املالية يف بنوك املشاركة‪:‬‬
‫باالستفســار عــن إمكانيــة توحيــد القوائــم املاليــة لبنــوك املشــاركة؛ تبيّــن‬
‫أنــه ال يوجــد اجتــاه حنــو توفــر منــاذج موحــدة يف بنــوك املشــاركة لــدى‬
‫‪ %50‬مــن البنــوك حمــل الدراســة (ن=‪.)10‬‬
‫والواقــع يشــر إىل صعوبــة كبــرة يف حتقيــق هــذا األمــر‪ ،‬ويرجــع ذلــك‬
‫لتدخــل التشــريعات يف كل دولــة بتنظيــم منــاذج القوائــم املاليــة مــن ناحيــة‪،‬‬
‫كمــا يتدخــل العــرف كثــرا يف حتديــد األمســاء واملصطلحــات‪ ،‬ممــا يــؤدي‬
‫إىل صعوبــات كثــرة يف إجــراء هــذا التوحيــد‪.‬‬
‫ولذلــك فــإن العمــل علــى وضــع منــاذج موحــدة للقوائــم املاليــة على مســتوى‬
‫بنوك املشــاركة تســبقه اخلطــوات التالية(‪:)2‬‬
‫‪ -1‬وضــع دليــل حماســي (يتــم فيه تعريف وشــرح وحتليــل املعامالت‬
‫املصرفية)‪.‬‬
‫(‪ )1‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.208 :‬‬
‫(‪ )2‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.274 :‬‬
‫‪201‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫‪ -2‬دراسة وحتليل املعايري احملاسبية‪.‬‬
‫‪ -3‬دراســة إمكانيــة التوحيــد مــع مراعــاة التشــريعات والتقنيــات‬
‫الســائدة‪.‬‬
‫وهلــذا؛ فــإن األمــر يســتدعي وضــع دليــل حماســي يتــم فيــه تعريــف كل‬
‫املعامــات املصرفيــة الــي تقــوم هبــا بنــوك املشــاركة وجتميــع املرتادفــات‬
‫املســتخدمة فيهــا؛ حبيــث يكــون هــذا الدليــل خطــوة علــى طريــق وضــع‬
‫نظــام حماســي مالئــم لــكل بنــوك املشــاركة ويُم ِّكــن مــن إجــراء املقارنــات‬
‫والتحليــل‪.‬‬
‫‪202‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫المطلــب الثانــي‪ :‬دراســة انتقاديــة لهيــكل مصــادر األمــوال‬
‫واســتخداماتها فــي بنوك المشــاركة‪.‬‬
‫‬
‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬املؤشــرات العامــة ملكونــات مصــادر واســتخدامات أمــوال بنــوك‬
‫املشــاركة‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬صـعـوبـات إعـداد ميـزانيـة مُـجمّعـة لبنـوك املشـاركـة‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬دراسـة حاالت عمليـة هليـكـل امليزانيـة يف بنـوك املشاركـة‪.‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬املؤشــرات العامــة ملكونــات مصــادر واســتخدامات أمــوال بنــوك‬
‫املشــاركة‬
‫مــن خــال دراســة وحتليــل مكونــات مصــادر واســتخدامات األمــوال لعيِّنــة‬
‫من بنوك املشــاركة مت حتديد جمموعة من املؤشــرات العامة من أمهها(‪:)1‬‬
‫‪ -1‬حتقيــق معــدالت منــو متزايــد مــن ســنة ألخــرى نتيجــة لتزايــد‬
‫الثقــة يف بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫‪ -2‬األمهيــة النســبية احملــدودة للحســابات اجلاريــة (الودائــع حتــت‬
‫الطلــب) كمصــدر مــن مصــادر األمــوال‪.‬‬
‫‪ -3‬األمهيــة النســبية املرتفعــة حلســابات االدخــار واالســتثمار‬
‫(حــوايل ‪ %75‬مــن إمجــايل املصــادر)‪.‬‬
‫‪ -4‬اضطــرار بعــض البنــوك إىل إيقــاف قبــول الودائــع االســتثمارية‬
‫أمــام االجتــاه االنكماشــي الــذي ميــر بــه العــامل‪ ،‬وعــدم القــدرة علــى‬
‫التوظيــف بكفــاءة (مواجهــة صعوبــات يف التوظيــف)‪.‬‬
‫(‪ )1‬مسري مصطفى متويل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.76-75 :‬‬
‫‪203‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫‪ -5‬حمدوديــة حقــوق املســامهني باعتبارهــا مصــدراً مــن املصــادر‬
‫املناســبة للتوظيــف طويــل األجــل‪ ،‬األمــر الــذي حي ـدّ بالتبعيــة مــن‬
‫حجــم هــذا النــوع مــن التوظيــف؛ باعتبــاره هدفــا أساســيا؛ مــن‬
‫األهــداف الــي تســعى بنــوك املشــاركة لتحقيقهــا‪.‬‬
‫‪ -6‬قيــام بنــوك املشــاركة باملتاجــرة بنفســها يف الســلع والعقــارات؛‬
‫حبيــث يغلــب علــى التوظيــف اجلانــب العيــي؛ األمــر الــذي خيــدم‬
‫االجتاهــات الراميــة إىل احلــد مــن التضخــم‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬صعوبات إعداد ميزانية مُجمّعة لبنوك املشاركة‬
‫لقــد قــام بعــض الباحثــن مبحــاوالت لتجميــع املراكــز املاليــة والقوائــم‬
‫املاليــة إلعــداد ميزانيــة مُجمَّعــة لبنــوك املشــاركة؛ هبــدف الوقــوف علــى‬
‫حجــم األعمــال ومصــادر األمــوال واســتخداماهتا فضــاً عــن املقارنــة‬
‫بــن الواقــع واجلوانــب النظريــة املتعلقــة مبــا جيــب أن تكــون عليــه املــوارد‬
‫واالســتخدامات يف بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫وميكــن تلخيــص الصعوبــات الــي تواجــه الباحــث يف إعـــداد ميزانيــة‬
‫مُجمّعــة لبنــوك املشــاركة فيمــا يلــي(‪:)1‬‬
‫‪ -1‬اختــاف الســنة املاليــة مــن بنــك آلخــر (ســنة ميالديــة‪ ،‬ســنة‬
‫هجريــة‪ ،‬ســنة متداخلــة بــن عامــن ميالديــن)‪ ،‬ســواء علــى مســتوى‬
‫الــدول الــي تتواجــد هبــا هــذه البنــوك أو داخــل البلــد نفســه‪.‬‬
‫‪ -2‬عــدم قيــام غالبيــة بنــوك املشــاركة حمــل الدراســة باإلشــارة‬
‫يف تقاريرهــا املاليــة أو إيضاحــات ميزانياهتــا إىل أســعار الصــرف‬
‫(‪ )1‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.79-77 :‬‬
‫‪204‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫بالنســبة إلحــدى العمــات األجنبيــة (كالــدوالر مثــا)؛ حتــى تتخــذ‬
‫كأداة للقيــاس املوحــد‪.‬‬
‫‪ -3‬ال تتبع بنوك املشــاركة يف تصويرها لقوائمها اخلتامية املنشــورة‬
‫منوذجـاً متقاربـاً (وال نقــول موحــداً)؛ حيث لوحظ مايلي‪:‬‬
‫ تقــوم بعــض البنــوك بوضع حســابات مســتقلة لــكل جمموعة‬‫مــن حســابات الودائــع (حســابات جاريــة‪ ،‬حســابات ادخــار‪،‬‬
‫حســابات اســتثمار)‪ ،‬وهــي بذلــك تــرز الطبيعــة اخلاصــة‬
‫لبنــوك املشــاركة ووزن حســابات االســتثمار واالدخــار مقارنــة‬
‫مــع احلســابات اجلاريــة‪ ،‬يف الوقــت الــذي تقــوم فيــه غالبيــة‬
‫البنــوك بإدمــاج هــذه احلســابات حتــت بنــد واحــد وهــو «ودائــع‬
‫العمــاء» مثــل البنــوك التقليديــة‪.‬‬
‫ تقــوم بعــض البنــوك بإيضــاح تفاصيــل أرصــدة اســتثماراهتا‬‫(اســتثمارات مباشــرة‪ ،‬اســتثمارات مشــركة‪ ،‬عقــارات‪ ،‬أوراق‬
‫ماليــة)‪ ،‬بينمــا يتجــه البعــض اآلخــر إىل إدمــاج االســتثمارات‬
‫املختلفــة يف حســاب واحــد‪.‬‬
‫ يف الوقــت الــذي تــرز فيــه بعــض البنــوك تفاصيــل حســابات‬‫التوظيــف (مشــاركات‪ ،‬مراحبــات‪ ،‬مضاربــات) ويتجــه البعــض‬
‫إىل التبويــب علــى أســاس إنتاجــي أو عقــاري أو جتــاري‪ ،‬يدمــج‬
‫البعــض اآلخــر مجيــع األنشــطة حتــت مســمى‪« :‬متويــل أو‬
‫اســتثمار قصــر األجــل»‪.‬‬
‫ مــن الســمات املميــزة لبنــوك املشــاركة اهتمامهــا باجلانــب‬‫االجتماعــي؛ إال أن ذلــك ال ينعكــس علــى ميزانياهتــا؛ حيــث‬
‫‪205‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫تدمــج غالبيــة البنــوك حســابات اإلقــراض االجتماعــي‬
‫والقــروض احلســنة ضمــن حســاب»أرصدة مدينــة أخــرى» يف‬
‫جانــب األصــول‪.‬‬
‫ تلـزَم غالبيــة البنــوك باســتقطاع زكاة املــال (خاصة بالنســبة‬‫للمســامهني) وتوجههــا ملصارفهــا الشــرعية‪ ،‬وبالطبــع فإنــه‬
‫عنــد تصويــر امليزانيــة تكــون هنــاك أرصــدة دائنــة وأخــرى‬
‫مدينــة للــزكاة‪ ،‬يف حــن أن بعــض البنــوك يعامــل حســابات‬
‫الــزكاة «كاحلســابات النظاميــة» أو تكــون هلــا قوائــم إضافيــة‬
‫مســتقلة‪ ،‬والبعــض اآلخــر يدمــج هــذه األرصــدة ضمــن‬
‫«أرصــدة أخــرى» ســواء يف جانــب األصــول أو اخلصــوم؛ األمــر‬
‫الــذي ال يُلفــت نظــر مــن ي ََّطلِــع علــى امليزانيــات أو حيللهــا‪،‬‬
‫ومــن املفــروض إظهــار هــذه احلســابات إلبــراز الســمة املميــزة‬
‫لبنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫ رغــم قيــام غالبيــة البنــوك حمــل الدراســة بأعمــال املتاجــرة‬‫بنفســها؛ إال أن تصويــر القوائــم اخلتاميــة ال يتــم بالصورة اليت‬
‫تتناســب مــع طبيعــة نشــاطها وتــرز حقيقــة انفرادهــا بالقيــام‬
‫باملتاجــرة علــى خــاف البنــوك التقليديــة‪ ،‬األمــر الــذي يتطلــب‬
‫اســتحداث «حســاب املتاجــرة «‪.‬‬
‫وفيما يلي عناصر امليزانية املُجمّعة اليت مت إعدادها‪:‬‬
‫‪206‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫جدول رقم (‪ :)38‬ملخـص عناصـر ميزانيـة جممعـة لبنـوك املشاركة‬
‫املبلغ‬
‫اخلصـوم (املصادر)‬
‫املبلغ‬
‫األصـول ( االستخدامات)‬
‫ نقدية بالصندوق والبنوك‪.‬‬‫ بنوك ومراسلون‪.‬‬‫ توظيف قصري األجل‪.‬‬‫ توظيف متوسط وطويل األجل‪.‬‬‫ أرصدة مدينة متنوعة‪.‬‬‫‪ -‬قرض حسن‪.‬‬
‫×××‬
‫×××‬
‫×××‬
‫×××‬
‫×××‬
‫×××‬
‫ متاجرة يف عقارات‪.‬‬‫‪ -‬خمــزون‪.‬‬
‫×××‬
‫×××‬
‫ حسابات جارية حتت الطلب‪.‬‬‫ حسابات ادخار واستثمار‪.‬‬‫جمموع الودائع‬
‫ أرصدة دائنة متنوعة‪.‬‬‫ حسابات وصناديق الزكاة‪.‬‬‫ خمصــص خماطــر وعمليــات املشــاركة‬‫واالســتثمار‪.‬‬
‫ اعتمادات من الدولة ومراسلون‪.‬‬‫اجملموع‬
‫×××‬
‫×××‬
‫×××‬
‫×××‬
‫×××‬
‫×××‬
‫×××‬
‫×××‬
‫ أصول ثابتة (بعد االهتالك)‪.‬‬‫‪ -‬أصول أخرى متنوعة‪.‬‬
‫×××‬
‫×××‬
‫ رأس املال املدفوع‪.‬‬‫ احتياطيات‪.‬‬‫ أرباح مرحلة‪.‬‬‫‪ -‬صايف الربح‪.‬‬
‫×××‬
‫×××‬
‫×××‬
‫×××‬
‫اإلمجايل‬
‫جمموع حقوق املسامهني‬
‫اإلمجايل‬
‫×××‬
‫×××‬
‫×××‬
‫املصدر‪ :‬مسري مصطفى متويل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.82 - 81 :‬‬
‫ثالثاً‪ :‬دراسة حاالت عملية هليكل امليزانية يف بنوك املشاركة‬
‫إذا كان تصويــر امليزانيــة يف بنــوك املشــاركة يتــم بــذات الطريقــة الــي‬
‫يتــم هبــا يف البنــوك التقليديــة وذلــك طبقــا لألمهيــة النســبية للعنصــر؛‬
‫فــإن احلــاالت العمليــة اآلتيــة تبــن أن تبويــب عناصرهــا يف بعــض بنــوك‬
‫املشــاركة خيتلــف عمــا تعــارف عليــه العــرف املصــريف‪.‬‬
‫‪1 .1‬طريقــة تبويــب عناصــر امليزانيــة يف مصــرف فيصــل اإلســامي‬
‫بالبحريــن‪:‬‬
‫يقــوم هــذا البنــك باســتثمار الودائــع علــى أســاس عقــد مضاربــة خــاص‬
‫بينــه وبــن املودعــن‪ ،‬إذ ال خيلــط أمــوال البنــك –املســامهني‪ -‬بأمــوال‬
‫املودعــن‪ ،‬ولكــن يســتثمر كل منهــا علــى حــدة(‪.)1‬‬
‫(‪ )1‬كوثر عبد الفتاح حممود األجبي‪« ،‬قياس وتوزيع الربح يف البنك اإلسالمي»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.158 :‬‬
‫‪207‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫ويُالحظ من طريقة تبويب عناصر امليزانية يف هذا البنك ما يلي‪:‬‬
‫ تبــدأ املوجــودات بنقــد ومدخــرات قصــرة األجــل‪ ،‬كمــا أن ذلــك‬‫يعــي عــدم وجــود احتياطــي يف البنــك املركــزي‪.‬‬
‫ ثــم تــا النقديــة اســتثمارات قصــرة األجــل وبقيــة االســتثمارات‬‫مبوبــة طبقــا للســيولة‪ ،‬وذلــك كمــا تعــارف عليــه العــرف املصــريف‪.‬‬
‫ تال ما سبق املوجودات الثابتة‪.‬‬‫ ثــم اســتثمار عقــاري‪ ،‬واملفــروض إدراجــه قبــل األصــول الثابتــة مــع‬‫االســتثمارات األخــرى‪ ،‬وليــس بعــد األصــول الثابتــة‪.‬‬
‫ وأخــراً إيــرادات مســتحقة وموجــودات أخرى‪ ،‬ويف العرف املصريف‬‫يتــم ترتيبهــا أيضـاً قبل األصــول الثابتة‪.‬‬
‫ وبعــد األصــول مت إدراج التزامــات العمــاء اخلاصــة باحلســابات‬‫النظاميــة مســتقلة عــن العناصــر الســابقة؛ طبقـاً للعــرف املصــريف‪.‬‬
‫ وعلــى وجــه االســتقالل مت إدراج «أصــول متعلقــة بإدارة املدخرات»‬‫يف بنــد واحــد‪ ،‬فكأمنــا تُعبِّــر هــذه األصــول مســتقلة عــن ســائر‬
‫موجوداتــه لدرجــة أنــه مت إدراجهــا بعــد احلســابات النظاميــة‪ ،‬وهــذا‬
‫مــا مل يتعــارف عليــه يف اجملتمــع املصــريف‪.‬‬
‫ مت تبويــب املطلوبــات وحقــوق املســامهني بــدءاً بــرأس املــال‬‫واالحتياطيــات‪ ،‬ثــم حســابات العمــاء ومســتحق إىل الشــركات‬
‫ومطلوبــات أخــرى؛ وعلــى وجــه االســتقالل مت إدراج التزامــات البنــك‬
‫عــن احلســابات النظاميــة‪ ،‬وهــذا التبويــب خيتلــف مــع مــا تعــارف‬
‫عليــه العــرف املصــريف‪.‬‬
‫ وبعــد احلســابات النظاميــة تأتــي إدارة املدخــرات مذكــورة يف‬‫‪208‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫رقــم واحــد‪ ،‬وال يوجــد بيــان تفصيلــي عــن مكونــات االســتثمارات يف‬
‫تاريــخ إعــداد امليزانيــة(‪.)1‬‬
‫وفيما يلي ميزانية «مصرف فيصل اإلسالمي بالبحرين»‪:‬‬
‫جدول رقم (‪ :)39‬ميزانية مصرف فيصل اإلسالمي بالبحرين‬
‫(الوحدة‪ :‬الدوالر األمريكي)‬
‫(كما يف ‪ 31‬ديسمرب ‪1988‬م)‬
‫‪1988‬‬
‫‪13.257.089‬‬
‫‪25.637.414‬‬
‫‪6.504.571‬‬
‫‪14.199.797‬‬
‫‪2.256.247‬‬
‫‪1.711.792‬‬
‫‪641.333‬‬
‫‪9.315.764‬‬
‫‪73.794.007‬‬
‫‪71.492.723‬‬
‫‪145.286.730‬‬
‫‪946.528.137‬‬
‫‪1.091.814.867‬‬
‫‪1987‬‬
‫‪12.701.302‬‬
‫‪13.907.220‬‬
‫‪10.799.381‬‬
‫‪21.060.990‬‬
‫‪2.396.247‬‬
‫‪1.641.791‬‬
‫‪641.333‬‬
‫‪6.742.382‬‬
‫‪69.890.651‬‬
‫‪48.684.343‬‬
‫‪118.574.994‬‬
‫‪869.415.679‬‬
‫‪987.990.673‬‬
‫املوجــــودات‬
‫نقد ومدخرات قصرية األجل‬
‫استثمارات قصرية األجل‬
‫استثمار إسالمي‬
‫متويالت إسالمية‬
‫استثمار يف شركات زميلة‬
‫املوجودات الثابتة‬
‫استثمار عقاري‬
‫إيرادات مستحقة وموجودات أخرى‬
‫إمجايل املوجودات بدون احلسابات النظامية‬
‫التزامات عمالء عن خطابات اعتماد وضمانات‬
‫جمموع املوجودات‬
‫أصول متعلقة بإدارة املدخرات‬
‫اجملموع الكلي‬
‫املطلــوبات وحقــوق املسامهني‪:‬‬
‫رأس املال‬
‫االحتياطيات‬
‫إمجايل حقوق املسامهني‬
‫حسابات العمالء‬
‫مستحق إىل شركات زميلة‬
‫مطلوبات أخرى‬
‫جمموع املطلوبات‬
‫إمجايل املطلوبات وحقوق املسامهني بدون احلسابات النظامية‬
‫‪30.000.000‬‬
‫‪12.931.287‬‬
‫‪42.931.287‬‬
‫‪17.362.713‬‬
‫‪1.203.254‬‬
‫‪12.296.753‬‬
‫‪30.862.720‬‬
‫‪73.794.007‬‬
‫‪30.000.000‬‬
‫‪8.709.004‬‬
‫‪38.709.004‬‬
‫‪17.227.544‬‬
‫‪11.472.858‬‬
‫‪2.481.245‬‬
‫‪31.181.647‬‬
‫‪69.890.651‬‬
‫التزامات البنك عن خطابات اعتماد وضمانات‬
‫جمموع املطلوبات وحقوق املسامهني‬
‫إدارة املدخرات‬
‫اجملموع الكلي‬
‫‪71.492.723‬‬
‫‪145.286.730‬‬
‫‪946.528.137‬‬
‫‪1.091.814.867‬‬
‫‪48.684.343‬‬
‫‪118.574.994‬‬
‫‪869.415.679‬‬
‫‪987.990.673‬‬
‫املصــدر‪ :‬كوثــر عبــد الفتــاح حممــود األجبــي‪« ،‬قيــاس وتوزيــع الربــح يف البنــك اإلســامي»‪،‬‬
‫مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪.165 :‬‬
‫(‪ )1‬يذكــر تقريــر البنــك أن إدارة املدخــرات –الودائــع‪ -‬تســتثمر فيمــا يلــي‪ :‬مراحبــات ومشــاركات‪ ،‬قــرض حســن‪ ،‬اســتثمار‬
‫عقــاري واســتثمارات يف شــركات‪.‬‬
‫‪209‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫‪2 .2‬طريقــة تبويــب عناصــر امليزانيــة يف بنــك التضامــن اإلســامي‬
‫الســوداني‪:‬‬
‫يقــوم هــذا البنــك خبلــط بعض املوارد املالية املتاحة لديه معاً‪ ،‬واســتثمارها‬
‫يف وعاء واحد وتوزيع الناتج بني املسامهني واملودعني(‪.)1‬‬
‫ويُالحظ من طريقة تبويب عناصر امليزانية يف هذا البنك ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1.2‬بالنسبة جلانب األصول‪ :‬فقد مت تفصيله كاآلتي‪:‬‬
‫النقديــة موزعــة بــن البنــك وبنــك الســودان (املركــزي) والبنــوك احملليــة‬
‫واملراســلني والبنــوك اخلارجيــة‪ ،‬ثــم أوراق جتاريــة مشــراة وشــيكات حتــت‬
‫التحصيــل وأرصــدة مدينــة أخــرى‪ ،‬ثــم االســتثمار املباشــر واســتثمارات‬
‫يف شــركات تابعــة واســتثمارات أخــرى‪ ،‬وأخــراً األصــول الثابتــة مفصلــة‬
‫كاآلتــي‪ :‬أصــول ثابتــة ناقصـاً االهتــاك ثــم أصــول باملخــازن ثــم إنشــاءات‬
‫جديــدة‪ .‬ويتوافــق هــذا التبويــب لعناصــر األصــول مــع مــا تعارفــت عليــه‬
‫البنــوك‪.‬‬
‫لكن توجد مالحظات هي‪:‬‬
‫أ‪ -‬مل تُحـدَّد طبيعــة «أصــول باملخــازن» ومــاذا يُقصــد هبــا‪ ،‬فــإذا كان‬
‫يعــي هبــا أصــول ثابتــة كان مــن املفــروض أن تُضــم إليهــا‪ ،‬ولكــن كلمــة‬
‫باملخــازن تعــي أهنــا بضاعــة‪ ،‬وعليــه تكــون معاجلتهــا ضمــن األصــول‬
‫الثابتــة مــن الناحيــة الفنيــة غــر صحيحــة؛ واملفــروض تبويبهــا قبــل‬
‫األصــول الثابتــة‪.‬‬
‫ب‪ -‬توجــد أوراق جتاريــة مشــراة وهــذه العناصــر غريبــة علــى‬
‫اســتخدامات األمــوال لــدى بنــوك املشــاركة‪ ،‬إذ ال بــد أهنــا تتضمــن‬
‫(‪ )1‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.169 :‬‬
‫‪210‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫عمليــات خصــم هلــذه األوراق التجاريــة‪ ،‬وتدخــل هــذه العمليــات‬
‫ضمــن العمليــات املشــبوهة حيــث يتــم خصــم األوراق التجارية بســعر‬
‫الفائــدة‪.‬‬
‫‪ -2.2‬بالنسبة جلانب اخلصوم‪ :‬فقد مت تفصيله كاآلتي‪:‬‬
‫تبــدأ اخلصــوم بالودائــع مفصلــة باحلســابات اجلاريــة وودائــع االدخــار‬
‫وودائــع االســتثمار‪ ،‬ثــم التأمينــات النقديــة مقابل االعتمــادات والضمانات‪.‬‬
‫ويأتــي بعــد ذلــك أوراق الدفــع واملخصصــات وحســابات دائنــة أخــرى‬
‫ومســتندات يف انتظــار إشــعار اخلصــم ثــم بنــوك حمليــة‪ ،‬وأخــراً حقــوق‬
‫امللكيــة وتتضمــن‪ :‬رأس املــال املدفــوع واالحتياطــي القانونــي واالحتياطــي‬
‫الرأمســايل وحســاب األربــاح واخلســائر‪.‬‬
‫ويُالحظ على ما سبق ما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬يُعتــر إدراج البنــك لقيمــة التأمينــات احملصلــة مقابــل االعتمــادات‬
‫والضمانــات اعرتافــاً مــن البنــك بقيامــه باســتثمارها وتشــغيلها‬
‫يف أصــول البنــك‪ ،‬ويُعتــر ضامنــاً لــرد قيمتهــا عنــد اســتحقاقها‬
‫ألصحاهبــا‪.‬‬
‫ب‪ -‬يُعتــر إدراج أوراق الدفــع ضمــن اخلصــوم وجــود حمفظة األوراق‬
‫التجاريــة لــدى البنــك‪ ،‬مم ّثلــة يف األوراق التجاريــة املشــراة الســابق‬
‫اإلشــارة إليهــا؛ األمــر الــذي يــؤدي إىل التحفــظ علــى أنشــطة البنــك‪.‬‬
‫‪ -3.2‬بالنســبة للحســابات النظامية‪ :‬أُدرجت احلســابات النظامية‬
‫يف هنايــة كل مــن اجلانــب املديــن والدائــن للميزانيــة‪ ،‬بالطريقــة‬
‫املعتــادة للتصويــر يف البنــوك التقليديــة وبنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫وفيما يلي ميزانية «بنك التضامن اإلسالمي السوداني»‪:‬‬
‫‪211‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫جدول رقم (‪ :)40‬ميزانية بنك التضامن اإلسالمي السوداني‬
‫(امليزانية املوحدة يف ‪1990/08/31‬م)‬
‫‪1990/08/31‬م‬
‫‪1411/02/10‬هـ‬
‫جنيه سوداني‬
‫‪596.178.313‬‬
‫‪201.270.282‬‬
‫‪243.831.876‬‬
‫‪74.021.033‬‬
‫‪1.115.301.504‬‬
‫‪164.349.209‬‬
‫‪164.349.209‬‬
‫‪1990/08/31‬م‬
‫‪1411/02/10‬هـ‬
‫‪66.721.336‬‬
‫‪1989/08/31‬م‬
‫‪1410/01/30‬هـ‬
‫‪37.076.390‬‬
‫األصــــــــول‬
‫األصول النقدية والبنوك‬
‫النقد بالعملة احمللية واألجنبية‬
‫‪1990/08/31‬م‬
‫‪1411/02/10‬هـ‬
‫جنيه سوداني‬
‫‪ 209.371.058 396.317.980‬بنك السودان وبنوك حملية‬
‫‪ 62.061.257 133.138.997‬املراسلون وبنوك خارجية‬
‫شيكات وأوراق جتارية وحسابات مدينة أخرى ‪903.750.760‬‬
‫‪2.110.426 12.686.694‬‬
‫أوراق جتارية مشرتاة‬
‫‪ 13.189.285 105.136.948‬شيكات حتت التحصيل‬
‫‪ 73.293.033 83.446.640‬مدينة أخرى‬
‫االستثمارات‬
‫‪ 118.351.752 226.885.808‬االستثمار املباشر‬
‫‪161.626.803‬‬
‫استثمارات يف شركات تابعة‬
‫‪1.980.000‬‬
‫استثمارات أخرى‬
‫‪6.047.750 14.966.068‬‬
‫األصول الثابتة‬
‫‪ 19.081.462 40.878.140‬األصول الثابتة ناقصا االهتالك‬
‫أصول باملخازن‬
‫‪2.126.145‬‬
‫‪457.524‬‬
‫‪49.923.941‬‬
‫‪ 31.459.175 32.685.369‬إنشاءات جديدة‬
‫‪1.115.301.504‬‬
‫إمجايل األصول‬
‫‪574.667.734‬‬
‫احلسابات النظامية‬
‫التزامــات العمــاء عــن االعتمــادات‬
‫والضمانــات والبوالــص احملليــة واألجنبيــة‬
‫‪ 104.843.254 164.349.209‬والكمبيــاالت احملليــة واألجنبيــة للتحصيــل ‪164.349.209‬‬
‫باخلــارج والشــيكات الســياحية‬
‫‪104.843.254‬‬
‫‪164.340.209‬‬
‫‪1990/08/31‬م‬
‫‪1411/02/10‬هـ‬
‫‪1989/08/31‬م‬
‫‪1410/01/30‬هـ‬
‫‪394.722.282 775.329.550‬‬
‫‪39.134.532‬‬
‫‪44.093.003‬‬
‫‪45.193.675‬‬
‫‪27.974.890‬‬
‫‪24.547.722‬‬
‫‪27.230.036‬‬
‫‪34.135.362‬‬
‫‪43.767.589‬‬
‫‪83.455.891‬‬
‫‪179.876‬‬
‫‪88.085‬‬
‫‪13.926.122‬‬
‫‪33.965.222‬‬
‫‪7.284.072‬‬
‫‪227.101‬‬
‫‪----‬‬
‫‪24.398.552‬‬
‫‪7.348.995‬‬
‫‪6.696.133‬‬
‫‪11.480.301‬‬
‫‪24.298.055‬‬
‫‪3.495.075‬‬
‫‪2.412.151‬‬
‫‪4.282.982‬‬
‫‪574.667.734‬‬
‫‪104.843.254 164.349.209‬‬
‫(الوحدة‪ :‬جنيه سوداني)‬
‫اخلصـــــــوم‬
‫الودائع‬
‫احلسابات اجلارية بالعملة احمللية‬
‫واألجنبية‬
‫ودائع االدخار‬
‫ودائع استثمار بالعملة احمللية واألجنبية‬
‫تأمينات نقدية مقابل االعتمادات والضمان‬
‫أوراق الدفع وحسابات دائنة أخرى‬
‫أوراق الدفع‬
‫خمصصات‬
‫حسابات دائنة أخرى‬
‫مستندات وصلت يف انتظار إشعار اخلصم‬
‫بنوك حملية‬
‫رأس املال واالحتياطيات‬
‫رأس املال املدفوع‬
‫االحتياطي القانوني‬
‫احتياطي رأس املال‬
‫حساب األرباح واخلسائر‬
‫إمجايل اخلصوم‬
‫احلسابات النظامية‬
‫التزامــات البنــك عــن االعتمــادات‬
‫والضمــان والبوالــص احملليــة واألجنبيــة‬
‫والكمبيــاالت احملليــة واألجنبيــة‬
‫للتحصيــل باخلــارج والشــيكات‪.‬‬
‫‪104.843.254‬‬
‫املصدر‪ :‬كوثر عبد الفتاح حممود األجبي‪« ،‬قياس وتوزيع الربح يف البنك اإلسالمي»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.181-180 :‬‬
‫‪213‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‪3 .3‬توصيات مقرتحة هليكل ميزانية بنوك املشاركة وأسلوب إعدادها‪:‬‬
‫بعــد التعــرف علــى هيــاكل مصــادر األمــوال واســتخداماهتا؛ نقــدم بعــض‬
‫التوصيــات املرتبطــة هبيــكل ميزانيــة بنــوك املشــاركة وأســلوب إعدادهــا‬
‫فيمــا يلــي(‪:)1‬‬
‫‪ -1.3‬توصيات تتعلق هبيكل مصادر األموال واستخداماهتا‪:‬‬
‫‪ -1.1.3‬الســعي حنــو زيــادة رؤوس األمــوال اململوكــة لتدعيــم‬
‫حقــوق املســامهني ملواجهــة مســؤوليات بنــوك املشــاركة يف‬
‫جمــال التوظيــف طويــل األجــل‪ ،‬مــع الرتكيــز علــى اجملــاالت‬
‫الــي تزيــد مــن الطاقــات اإلنتاجيــة وتســهم بفعاليــة يف زيــادة‬
‫الناتــج الوطــي‪.‬‬
‫‪ -2.1.3‬أمهيــة اســتحداث أدوات ماليــة جديــدة جلــذب‬
‫املزيــد مــن املدخــرات الــي ختــدم هــدف التوظيــف متوســط‬
‫وطويــل األجــل‬
‫‪ -3.1.3‬إعطــاء التوظيــف احمللــي األولويــة املناســبة واحل ـدّ‬
‫مــن االجتــاه إىل التوظيــف اخلارجــي قــدر املســتطاع هلــا؛ ملــا‬
‫يواجهــه مــن انتقــادات‪.‬‬
‫‪ -4.1.3‬احل ـدّ مــن التوظيــف يف جمــال املتاجــرة بالعقــارات‬
‫قــدر املســتطاع أمــام االجتــاه االنكماشــي يف حجــم الطلــب‪.‬‬
‫‪ -2.3‬توصيــات تتعلــق بتوحيــد أســلوب إعــداد وتبويــب وعــرض‬
‫القوائــم اخلتاميــة‪:‬‬
‫نظــراً ألمهيــة إتاحــة أرقــام امليزانيــة ونتائــج األعمــال جملموعــة بنــوك‬
‫(‪ )1‬مسري مصطفى متويل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.87 :‬‬
‫‪213‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫املشــاركة أمــام كافــة املؤسســات احملليــة والدوليــة؛ فقــد أصبــح مــن‬
‫الضــروري العمــل ولــو علــى مراحــل حنــو‪:‬‬
‫‪ -1.2.3‬اختــاذ فــرة ماليــة موحــدة لكــي يتم إعــداد ميزانيات‬
‫البنــوك لالســتخدام اإلحصائــي‪ ،‬وألهــداف إعــداد امليزانيــات‬
‫اجملمّعــة بصــورة أكثــر دقــة‪.‬‬
‫‪ -2.2.3‬إيضــاح املقابــل بإحــدى العمــات األجنبيــة (ولتكــن‬
‫الــدوالر األمريكــي) لقيــم األرصــدة الــي تضمهــا امليزانيــة‬
‫بالعملــة الوطنيــة؛ أو علــى األقــل ذكــر ســعر الصــرف يف‬
‫اإليضاحــات املتممــة للميزانيــة أو التقريــر الســنوي‪.‬‬
‫‪ -3.2.3‬أمهيــة اســتحداث حســاب متاجــرة وعــدم االكتفــاء‬
‫بامليزانيــة وحســاب األربــاح واخلســائر؛ وذلــك كرتمجــة لواقــع‬
‫نشــاط بنــوك املشــاركة ومــا متارســه بنفســها مــن نشــاط‬
‫جتــاري‪.‬‬
‫‪ -4.2.3‬حماولــة التوصــل إىل منــوذج موحّــد لتصويــر القوائم‬
‫املاليــة اخلتاميــة؛ مبــا يــرز الســمة املميــزة لبنــوك املشــاركة‬
‫ويعكــس مــا تباشــره مــن أنشــطة‪.‬‬
‫‪ -5.2.3‬حــان الوقــت إلعــداد دليــل حســابات موحــد لبنــوك‬
‫املشــاركة؛ يكفــل توفــر لغــة مشــركة ويضمــن متاثــل املفــردات‬
‫الــي يضمهــا كل حســاب مــن حســابات امليزانيــة بــن بنــك‬
‫وآخــر‪.‬‬
‫‪214‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫المطلــب الثالــث‪ :‬دراســة تقييميــة للمبــادئ للمحاســبية‬
‫المطبقــة فــي إعــداد ميزانيــة بنــوك المشــاركة‪.‬‬
‫‬
‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬املبــادئ احملاســبية املســتخدمة يف إعــداد امليزانيــة وأمهيتهــا يف‬
‫بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫ثانيــاً‪ :‬مـــدى مراعـــاة املبــادئ احملاســبية يف التقاريـــر املاليـــة لبنـــوك‬
‫املشــاركة‪.‬‬
‫ثالثـاً‪ :‬توصيــات مقرتحـــة إلعــداد ميزانيـــة بنــوك املشــاركة وفــق املبــادئ‬
‫احملاســبية‪.‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬املبــادئ احملاســبية املســتخدمة يف إعــداد امليزانيــة وأمهيتهــا يف‬
‫بنــوك املشــاركة‬
‫تــزداد أمهيــة القوائــم املاليــة يف بنــوك املشــاركة؛ «إذ تلعــب دوراً كبــراً يف‬
‫توفــر البيانــات الضروريــة الــي حتتاجهــا األطــراف الــي تســتخدمها مثــل‬
‫املســتثمرين واملضاربــن واملســامهني‪ ،‬وذلــك إىل جانــب اإلدارة الــي هتتــم‬
‫بالبيانــات الدوريــة املنتظمــة عــن األنشــطة املاليــة‪ ،‬وتقيــس القوائــم املاليــة‬
‫نتائــج أعمــال البنــك لغــرض حتديــد الرحبيــة احلقيقيــة لنتائــج أنشــطة‬
‫االســتثمارات املختلفــة»(‪.)1‬‬
‫وتلقــى املبــادئ احملاســبية املتعــارف عليهــا(‪ )2‬الدوليــة والعربيــة يف‬
‫(‪ )1‬كوثر عبد الفتاح األجبي‪ « ،‬قياس وتوزيع الربح يف البنك اإلسالمي»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.92 :‬‬
‫(‪ )2‬هــي مــا يُعــرف بـــ‪ (Generally Accepted Accounting Principles = GAAP) :‬أحيانــا يطلــق علــى هــذه املبــادئ‪:‬‬
‫(املعايــر‪ ،‬الفرضيــات‪ ،‬املفاهيــم‪ ،‬السياســات‪ ،‬القواعــد‪ ،‬األســس‪ ،‬األعــراف‪ )...‬وهــي املبــادئ احملاســبية الــي لقيــت تدعيمـاً‬
‫جوهريـاً مــن أجهــزة رمسيــة مثــل‪ :‬جملــس معايــر احملاســبة املاليــة واجملمــع األمريكــي للمحاســبني القانونيــن وهيئــة تنظيــم‬
‫تــداول األوراق املاليــة‪.‬‬
‫‪215‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫اجملتمــع احملاســي قبــوالً يف اجلهــاز املصــريف القائــم علــى نظــام املشــاركة؛‬
‫حبيــث أصبحــت مت ِّثــل التزامــاً علــى مُعــدِّي القوائــم املاليــة يف بنــوك‬
‫املشــاركة جيــب مراعاهتــا(‪ ،)1‬وهــي كمــا يلــي ‪:‬‬
‫‪1 .1‬مبدأ اإلفصــاح (‪:)The Disclosure Principle‬‬
‫وهــو مبــدأ أساســي لكافــة املبــادئ احملاســبية التطبيقيــة الــي تنــادي هبــا‬
‫اجملامــع العلميــة املختلفــة‪ .‬ويعــي «ضــرورة توضيــح السياســات احملاســبية‬
‫اهلامــة والقواعــد واملبــادئ احملاســبية املطبقــة عنــد إعــداد احلســابات‬
‫اخلتاميــة‪ ،‬باإلضافــة إىل ضــرورة توضيــح أو اإلشــارة إىل األحــداث املاليــة‬
‫اهلامــة الــي يعتقــد مُعِ ـدّو القوائــم املاليــة أهنــا ضروريــة ملســتخدمي هــذه‬
‫القوائــم»(‪ )2‬يف تفســر النتائــج احملاســبية واختــاذ القــرارات االقتصاديــة‪.‬‬
‫ويُعتــر اإلفصــاح «أحــد معايــر الرقابــة علــى إعــداد القوائــم املاليــة‪ ،‬إذ‬
‫يتناولــه مراقــب احلســابات للتعبــر عــن مــدى انطبــاق طريقــة تصويــر‬
‫القوائــم املاليــة علــى هــذا املعيــار»(‪ .)3‬وال يقتصــر اإلفصــاح علــى األحــداث‬
‫الــي متــت خــال الســنة املاليــة؛ بــل ميتــد إىل األحــداث اهلامــة الــي حتدث‬
‫بعــد تاريــخ امليزانيــة وقبــل نشــر القوائــم املاليــة (األحــداث الالحقــة مثــل‬
‫بيــع أحــد األصــول اهلامــة أو صــدور حكــم قضائــي)‪.‬‬
‫يأخــذ اإلفصــاح عــن احلقائــق املختلفــة عــدة أشــكال وأســاليب‪ ،‬فقــد يكــون‬
‫يف القوائــم نفســها أو يف املالحظــات املرفقــة لعــرض اإليضاحــات املتممــة‬
‫للميزانيــة والــي تُعتــر جــزءاً أساســياً منهــا‪ ،‬وتتمثــل هــذه األســاليب يف‪:‬‬
‫اإليضاحــات بــن القوســن واجلــداول املســاعدة واملالحظــات اإليضاحيــة‬
‫(‪ )1‬املصدر نفسه‪.‬‬
‫(‪ )2‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.93 :‬‬
‫(‪ )3‬املصدر نفسه‪.‬‬
‫‪216‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫والبنــود املقابلــة‪.‬‬
‫ويُعتــر مبــدأ اإلفصــاح مــن أهــم املبــادئ الــي جيــب أن يراعيهــا النظــام‬
‫احملاســي يف بنــوك املشــاركة؛ ألن «مســتخدمي القوائــم املاليــة حيتاجــون‬
‫إىل معلومــات كثــرة ومتباينــة لتحقيــق أغراضهــم مــن هــذه القوائــم‪ ،‬وهــذه‬
‫املعلومــات ضروريــة وتفــوق أمهيتهــا بالنســبة هلــم‪ ،‬الفئــات املماثلــة هلــم يف‬
‫النظــام املصــريف املعتــاد»(‪ )1‬فاملودعــون يف بنــك املشــاركة هــم شــركاء يف‬
‫األربــاح واخلســائر ويهمّهــم مثــل املســامهني التعــرف مــن خــال القوائــم‬
‫املنشــورة علــى املعلومــات التاليــة(‪:)2‬‬
‫ األربــاح الفعليــة احملققــة واحملســوبة طبق ـاً للمبــادئ احملاســبية‬‫والفقهيــة الســليمة‪.‬‬
‫ طريقة حساب الودائع املستحقة للربح‪.‬‬‫ طريقة حساب الفرتة الزمنية للودائع املستحقة للربح‪.‬‬‫ طريقــة التمييــز بــن مســتحقات ودائــع االســتثمار طبق ـاً لفــرات‬‫االســتثمار ومســتحقات ودائــع التوفــر‪.‬‬
‫ التأكــد مــن صحــة حســاب املضاربــة املتفــق عليهــا مــع البنــك‬‫مقدمــاً‪.‬‬
‫ طريقة حساب رأس املال اخلاص باملسامهني واملستحق للربح‪.‬‬‫ الرقابــة علــى املخصصــات ونوعيــة اخلســائر الــي يتــم حتميــل‬‫املخصصــات هبــا‪.‬‬
‫ نسب احتجاز املخصصات‪.‬‬‫ التأكد من عدم اخللط بني املخصصات واالحتياطيات‪.‬‬‫(‪ )1‬املصدر نفسه‪.‬‬
‫(‪ )2‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.95-94 :‬‬
‫‪217‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫ التأكد من شرعية استثمارات البنك وخاصة الدولية منها‪.‬‬‫ أســباب حــدوث اخلســائر ‪-‬يف حالــة حدوثهــا‪ -‬وكيفيــة معاجلتهــا‬‫حماســبياً والتأكــد مــن عــدم تقصــر أو إمهــال اإلدارة أو التجــاوز عن‬
‫بعــض املبــادئ والشــروط املتفــق عليهــا‪.‬‬
‫ قــوة ومتانــة املركــز املــايل للبنك ممثالً يف اســتثمارات ذات خماطر‬‫مالئمــة ورحبية معقولة‪.‬‬
‫إن اإلفصــاح ال يعــي أن يُعلــن البنــك عــن خططــه املســتقبلية باملكاشــفة‬
‫الــي تضــر مبصلحــة املســامهني واملودعــن املســتثمرين‪.‬‬
‫‪2 .2‬مبدأ األمهيـة النسبيـة (‪:)The Materiality Principle‬‬
‫يرتبــط هــذا املبــدأ بشــكل كبــر مببــدأ اإلفصــاح؛ حيــث تُعتــر األمهيــة‬
‫النســبية حمـدِّداً لــه لتفــادي اإلفصاحــات الفرعيــة (التافهــة) علــى حســاب‬
‫املعلومــات الضروريــة؛ «إذ أن احملاســبني قــد وجــدوا أن اإلفصــاح علــى‬
‫إطالقــه يــؤدي إىل عــرض معلومــات كثــرة تفصيليــة غــر ضروريــة وتــؤدي‬
‫إىل إربــاك مســتخدمي القوائــم املاليــة‪ ،‬والتقليــل مــن أمهيــة املعلومــات‬
‫اهلامــة؛ لذلــك فقــد ظهــرت احلاجــة إىل سياســة األمهيــة النســبية الــي‬
‫تضــع حــدودا مالئمــة لسياســة اإلفصــاح»(‪.)1‬‬
‫إن أمهيــة عنصــر معيّــن «ال تعتمــد فقــط علــى مقــداره ولكــن تعتمــد أيضـاً‬
‫علــى طبيعتــه‪ ،‬وباختصــار ميكننــا احلكــم علــى أمهيــة عنصــر معيّــن إذا‬
‫كان هنــاك توقــع معقــول بــأن معرفــة هــذا العنصــر ميكــن أن يؤثــر يف‬
‫قــرارات مســتخدمي القوائــم املاليــة»(‪.)2‬‬
‫(‪ )1‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.95 :‬‬
‫(‪ )2‬فالــر ميجــس وروبــرت ميجــس‪« ،‬احملاســبة املاليــة»‪ ،‬ترمجــة‪ :‬د‪ .‬وصفــي عبــد الفتــاح أبــو املــكارم وآخــرون‪ ،‬دار املريــخ‬
‫للنشــر‪ ،‬الريــاض‪ ،‬اململكــة العربيــة الســعودية‪ ،1988 ،‬ص‪.886 :‬‬
‫‪218‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫يتــم مبــدأ األمهيــة النســبية يف اإلفصــاح عــن ثالثــة أنــواع مــن املعلومــات‬
‫املاليــة هــي(‪:)1‬‬
‫ البيانات املالية اليت مل تُذكر يف القوائم املالية‪.‬‬‫ السياســات واألســس واملبــادئ احملاســبية املطبقــة عنــد إعــداد‬‫القوائــم املاليــة‪.‬‬
‫ األحــداث غــر العاديــة وااللتزامــات الطارئــة واحملتملــة والتعهــدات‬‫املالية‪.‬‬
‫ويُعتــر مبــدأ األمهيــة النســبية ضروريــاً عنــد إعــداد القوائــم املاليــة‬
‫اخلتاميــة لبنــوك املشــاركة؛ «إذ أن جتاهــل اإلفصــاح عــن األمــور العاديــة‬
‫واألحــداث غــر اهلامــة والتفاصيــل الدقيقة غــر ذات أمهية‪ ،‬كل ذلك يؤدي‬
‫إىل تركيــز الذهــن اجتــاه العناصــر املاليــة اهلامــة ذات الداللــة‪ ،‬والــي هتــم‬
‫مســتخدم القوائــم املاليــة»(‪ ،)2‬مثــل اإلفصــاح عــن حســابات املخصصــات‬
‫وطريقــة التعــرف عليهــا ونوعيــة اخلســائر الــي مت تغطيتهــا منهــا‪.‬‬
‫‪3 .3‬مبدأ احليطـة واحلـذر (‪:)The Conservatism Principle‬‬
‫يهتــم هــذا املبــدأ باالحتيــاط ضــد خماطــر املســتقبل‪ ،‬فهــو يقضــي «بأخــذ‬
‫كافــة عناصــر اخلســائر احملتملــة واألعبــاء املتوقعــة يف احلســبان‪ ،‬وعــدم‬
‫أخــذ أي أربــاح متوقعــة أو مقــدرة مل تتحقــق فعــاً يف احلســبان عنــد‬
‫تصويــر القوائــم املاليــة»(‪.)3‬‬
‫إن التحــوُّط مــن أخطــار املســتقبل ال يعــي الســماح بتكويــن مؤونــات‬
‫واحتياطيــات خياليــة ومُبالــغ فيهــا‪« ،‬حيــث يقضــي هــذا املفهــوم مبراعــاة‬
‫(‪ )1‬كوثر عبد الفتاح حممود األجبي‪« ،‬قياس وتوزيع الربح يف البنك اإلسالمي»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.96:‬‬
‫(‪ )2‬املصدر نفسه‪.‬‬
‫(‪ )3‬املصدر نفسه‪.‬‬
‫‪219‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫احليطــة لضمــان عــدم املبالغــة يف األربــاح أو يف حتســن املركــز املــايل»(‪)1‬؛‬
‫هبــدف احلصــول علــى ميزانيــة صادقــة وصحيحــة‪.‬‬
‫لتطبيق هذا املبدأ يقوم النظام احملاسيب مبا يلي‪:‬‬
‫ تقييم املخزون السلعي بالتكلفة أو السوق أيهما أقل‪.‬‬‫ تكويــن خمصصــات ملقابلــة أي خســائر يف األصــول املتداولــة (مثــل‬‫خمصــص الديــون املشــكوك فيهــا)‪.‬‬
‫ عــدم إدراج أربــاح إعــادة التقديــر ضمــن األربــاح؛ إال يف حالــة تغــر‬‫الشــكل القانونــي للمشــروع أو تغــر بعــض الشــركاء‪.‬‬
‫ إدراج كافة عناصر التكلفة بقيمتها التارخيية‪.‬‬‫ استخدام مبدأ البيع يف إثبات اإليراد‪.‬‬‫ اســتخدام األســاس النقــدي يف إثبــات اإليــراد (يف األنشــطة طويلــة‬‫األجل)‪.‬‬
‫ويُعترب مبدأ احليطة واحلذر ضرورياً عند وضع أســس تكوين خمصصات‬
‫األعبــاء واخلســائر املتوقعــة للمحافظــة علــى حقــوق املودعني واملســامهني‪،‬‬
‫كمــا أنــه يتناســب مــع احتياجــات بنــوك املشــاركة الــي تتعــرض ملخاطــر‬
‫تفــوق املخاطــر الــي تتعــرض هلــا البنــوك التقليديــة؛ ألهنــا تتحمــل خســائر‬
‫املشــاركات واملضاربــات‪ ،‬وال يوجــد ضمــان للمــال املســتثمر وال لعوائــده‬
‫مثــل البنــوك التقليديــة(‪.)2‬‬
‫‪4 .4‬مبدأ الثبـات أو التجانـس (‪:)The Consistency Principle‬‬
‫يعــي هــذا املبــدأ اســتخدام منــاذج مــن القوائــم املاليــة بشــكل ثابــت خــال‬
‫(‪ )1‬أمحــد نــور‪« ،‬احملاســبة املاليــة‪ :‬دراســات يف القيــاس والتقييــم والتحليــل احملاســي»‪ ،‬ج‪ ،2‬مؤسســة شــباب اجلامعــة‪،‬‬
‫اإلســكندرية‪ ،1993 ،‬ص‪.42:‬‬
‫(‪ )2‬كوثر عبد الفتاح حممود األجبي‪« ،‬قياس وتوزيع الربح يف البنك اإلسالمي»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.97 :‬‬
‫‪220‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫الــدورات املاليــة املتتاليــة‪ ،‬ويهتــم «بضــرورة الثبــات علــى تطبيــق املبــادئ‬
‫والسياســات احملاســبية مــن ســنة ألخــرى وعــدم تغيريهــا علــى فــرات‬
‫قصــرة؛ حيــث يــؤدي ذلــك إىل عــدم إمكانيــة مقارنــة نتائــج األعمــال ورمبــا‬
‫الوصــول إىل نتائــج مظللــة تظهــر عوائــد النشــاط بصــورة خمتلفــة للحقيقة‬
‫وتقــوم بالتعميــة أو تغطيــة وقائــع وأحــداث ماليــة حدثــت»(‪.)1‬‬
‫عنــد مراجعــة القوائــم املاليــة غالبــاً مــا يشــر مراجــع احلســابات يف‬
‫تقريــره إىل اســتمرار إتبــاع الطــرق احملاســبية مــن ســنة ألخــرى‪ ،‬أو يوضــح‬
‫أي تغيــر يف تلــك الطــرق وأســبابه ومربراتــه وتأثــر هــذا التغــر يف املركــز‬
‫املــايل؛ ممــا يســاعد مســتخدمي القوائــم املاليــة علــى االطمئنــان لصحــة‬
‫النتائــج واملعلومــات الــواردة فيهــا‪.‬‬
‫إن االســتخدام املتجانــس لــذات الطــرق احملاســبية يُعتــر مطلب ـاً أساســياً‬
‫إلمكانيــة إجــراء املقارنــة بــن القوائــم املاليــة اخلاصــة بالفــرات احملاســبية‬
‫املختلفــة‪ ،‬وال يُفهــم مــن هــذا أنــه ال يتــم تطويــر النظــام احملاســي لألفضــل‬
‫بتغيــر اإلجــراءات احملاســبية غــر املالئمــة لطبيعــة البنــك‪ ،‬فالتطبيــق‬
‫الســليم هلــذا املبــدأ ال يعــي التغيــر املتــوايل خــال فرتة قصــرة (من طريقة‬
‫القســط املتناقــص إىل طريقــة القســط الثابــت يف االهتــاك مثــا) دون‬
‫مــرر؛ ممــا يــؤدي إىل عــدم داللــة املعلومــات املاليــة املنشــورة يف القوائــم‬
‫املاليــة علــى الكفــاءة احلقيقيــة لــإدارة‪.‬‬
‫ويُعتــر مبــدأ الثبــات أو التجانــس ضــرورة حتمية عند إعــداد القوائم املالية‬
‫يف بنــك املشــاركة «حتــى ميكــن املقارنــة بــن أنشــطته وتطورهــا خــال‬
‫عمــره الزمــي مــن ناحيــة‪ ،‬وحتــى ميكــن أيضــا التأكــد مــن اســتمرار نفــس‬
‫(‪ )1‬املصدر نفسه‪.‬‬
‫‪221‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫السياســات املتبعــة مبــا يفيــد ضمنــا بعــدم وجــود تدليــس أو تالعــب»(‪ )1‬مــن‬
‫جانــب اإلدارة‪ ،‬ومــن دون ذلــك يصعــب إجــراء املقارنــات فيمــا بــن بنــوك‬
‫املشــاركة والقيــام بالدراســة والتحليــل وتقويــم األداء والتطــور دائم ـاً إىل‬
‫األفضــل‪.‬‬
‫فيمــا يلــي شــكل ختطيطــي يوضــح هــذه املبــادئ احملاســبية وأمهيتهــا‬
‫بالنســبة لبنــوك املشــاركة‪:‬‬
‫(‪ )1‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.98 :‬‬
‫‪222‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫شكل رقم (‪ :)22‬املبادئ احملاسبية املرتبطة بإعداد القوائم املالية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫النظـام احملاسيب‬
‫إعـداد‬
‫مبادئ حماسبية‬
‫مقبولة قبوال عاما‬
‫اجملتمع احملاسيب‬
‫حماسبــة بنوك‬
‫املشاركة‬
‫مراجع‬
‫احلسابات‬
‫مبادئ جيب مراعاهتا‬
‫عند إعداد القوائم املالية‬
‫تقرير‬
‫* مستخدمو القوائم املالية‪:‬‬
‫ املودعون ‪ +‬املسامهون‬‫ العمــالء ‪ +‬املوردون‬‫ اإلدارة ‪ +‬مراجع احلسابات‬‫‪ -‬اجلــهـات احلكـومية‬
‫* قوائم مالية‪:‬‬
‫ مـيـزانـيـة‬‫ قائـمة الدخـل‬‫‪ -‬تقـارير أخرى‬
‫* الغـرض‪:‬‬
‫ تفسري النتائج احملاسبية‬‫ اختـاذ القـرارات االقتصادية‬‫‪ -‬التأكـد من سالمة أداء البنك‬
‫مبدأ الثبات أو التجانس‬
‫مبدأ اإلفصاح‬
‫مبدأ األمهية النسبية‬
‫مبدأ احليطة واحلذر‬
‫ توضيح املعلومات املالئمة‬‫‪ +‬املكملة‬
‫ إظهار األحداث الالحقة‬‫(بني هناية الدورة ونشر القوائم)‬
‫ اإلفصاح عن العناصر املؤثرة‬‫يف القرارات‬
‫ تفادي اإلفصاحات الفرعية‬‫(التأثري على املعلومات اهلامة )‬
‫ال تؤخذ يف احلسبان‬
‫ توقع أربـاح‬‫ختصيص مؤونة‬
‫ توقع خسائر‬‫(عدم املبالغة يف تقدير املخصصات)‬
‫ ثبات عرض القوائم املالية‬‫ ثبات الطرق احملاسبية‬‫املستخدمة‬
‫(طرق التقييم ‪ +‬االهتالك)‬
‫ احملافظــة علــى حقــوق املودعــن‬‫واملسامهني‬
‫‪ -‬جتـنب االنتقـادات واالتـهـامات‬
‫ إفـصـاح مـنـاسـب‬‫ الرتكيــز علــى األحــداث املاليــة‬‫املهمــة‬
‫ التحوط ملخاطر االستثمار واملشاركة‬‫‪ -‬احملافظة على املركز املايل للبنك‬
‫ إمكانية املقارنة بني السنوات‬‫املختلفة ‪ +‬البنوك املختلفة‬
‫‪ -‬منع التالعب يف القوائم املالية‬
‫ إبداء رأيه الفين احملايد عن عدالة القوائم املالية‪ +‬إعدادها يف ضوء املبادئ احملاسبية املتعارف عليها‬‫‪ -‬ميثل التقرير عنصر ثقة يف القوائم املالية اليت يُعدّها البنك ‪ +‬إمكانية االعتماد عليها‬
‫‪223‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫ثانيــاً‪ :‬مــدى مراعــاة املبــادئ احملاســبية يف التقاريــر املاليــة لبنــوك‬
‫املشــاركة‬
‫قــام أحــد الباحثــن بدراســة القوائــم املاليــة املنشــورة لعينــة مــن بنــوك‬
‫املشــاركة (ن=‪ )8‬لسلســلة زمنيــة مكونــة مــن أربــع ســنوات ماليــة؛ إن فحص‬
‫املبــادئ احملاســبية العامــة الــي جيــب أن تُعَـدّ القوائــم املاليــة علــى أساســها‬
‫يف بنــوك املشــاركة يوصلنــا إىل النتائــج التاليــة(‪:)1‬‬
‫ بالنســبة لطريقــة تصويــر امليزانيــة‪ :‬يتــم تصويــر امليزانيــة بــذات‬‫الطريقــة الــي يتــم هبــا يف البنــوك التقليديــة (بنفــس ترتيــب عناصــر‬
‫املصادر واالســتخدامات)‪.‬‬
‫ بالنســبة للمبــادئ احملاســبية العامــة املطبقــة‪ :‬ختتلــف معظــم‬‫التقاريــر املاليــة يف درجــة «اإلفصــاح» عــن العناصــر املاليــة واألســس‬
‫احملاســبية املطبقــة‪ ،‬وعلــى ذلــك ختتلــف أيضــا درجــة مراعــاة «مبــدأ‬
‫األمهيــة النســبية» يف تصويــر البيانــات املاليــة‪ ،‬كمــا خيتلــف تطبيــق‬
‫مبــدأ «احليطــة واحلــذر» مــن بنــك آلخــر ويتضــح ذلــك مــن سياســة‬
‫تكويــن املخصصــات‪.‬‬
‫‪1 .1‬مدى مراعاة مبدأ اإلفصاح يف التقارير املالية لبنوك املشاركة‪:‬‬
‫إذا كانــت بعــض البنــوك قــد أعــدت تقاريرهــا مبســتوى إفصــاح مالئــم؛ إال‬
‫أن هــذا اإلفصــاح كان دائمـاً تنقصــه املعلومــات التاليــة‪:‬‬
‫ معلومات واضحة عن حصة املضاربة وطريقة تطبيقها‪.‬‬‫ معلومــات عــن طريقــة احتجــاز املخصصــات وطريقــة التصــرف‬‫فيهــا‪.‬‬
‫(‪ )1‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪ 248 :‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪224‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫ عــدم اإلفصــاح عــن مكونــات رأس املــال املســتحق للربح وال طريقة‬‫حســاب الودائع املســتحقة للربح‪.‬‬
‫ عــدم اإلفصــاح يف معظــم التقاريــر املاليــة عــن معــدالت العائــد‬‫املوزعــة علــى الودائــع‪ ،‬ويتــم اإلفصــاح فقــط عــن عوائــد املســامهني‪.‬‬
‫ بالرغم من أن بعض بنوك املشاركة حمل العيِّنة تقوم باستثمارات‬‫خاصــة باملســامهني فقــط أو اســتثمارات خاصــة بودائــع خمصصــة‪،‬‬
‫إال أن ذلــك مل يتضــح يف التقاريــر املاليــة‪ ،‬إال عــن طريق االســتنتاج‪.‬‬
‫ توجــد بعــض العناصــر املاليــة الــي ال تشــر إىل طبيعــة حمــددة‬‫واضحــة مثــل «عناصــر أو بنــود أخــرى» أو»إيــرادات أخــرى» أو‬
‫«مصاريــف أخــرى»‪ ،‬وهــذه العناصــر جيــب أن يتــم اإلفصــاح عنهــا‬
‫داخــل التقريــر املــايل ملعرفــة اســتحقاقها ألصحاهبــا‪.‬‬
‫‪2 .2‬مــدى مراعــاة مبــدأ األمهيــة النســبية يف التقاريــر املاليــة لبنــوك‬
‫املشــاركة‪:‬‬
‫لقــد روعــي هــذا املبــدأ طبقــا ملــدى توافــر مبــدأ اإلفصــاح‪ ،‬وعلــى ذلــك فــا‬
‫توجــد معلومــات ليــس هلــا قيمــة اقتصاديــة أو تافهــة وميكــن االســتغناء‬
‫عنهــا‪ ،‬ماعــدا يف تقريــر أحــد البنــوك حمــل الدراســة‪.‬‬
‫‪3 .3‬مــدى مراعــاة مبــدأ احليطــة واحلــذر يف التقاريــر املاليــة لبنــوك‬
‫املشــاركة‪:‬‬
‫مت مراعاة هذا املبدأ يف النواحي التالية‪:‬‬
‫ تقييــم األصــول الثابتــة بالتكلفــة التارخييــة وحســاب خمصصــات‬‫اهتالكهــا‪.‬‬
‫ تقييــم أســعار البضاعــة بالتكلفــة أو الســوق أيهمــا أقــل‪ ،‬أو بالتكلفة‬‫‪225‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫مــع تكويــن خمصــص يف حالــة اخنفاض أســعارها عن ســعر الســوق‪.‬‬
‫ تكويــن املخصصــات املختلفــة (خمصصــات األعبــاء احملتملــة مثل‪:‬‬‫خماطــر االســتثمار وخمصــص الديــون املشــكوك فيها)‪.‬‬
‫ومل تتــم مراعــاة هــذا املبــدأ بالنســبة لتكويــن بعــض املخصصــات‪ ،‬خاصــة‬
‫بالنســبة للبنــوك الــي تعانــي جمتمعاهتــا مــن تقلبــات واضطرابــات حــادة‪،‬‬
‫أدت إىل خســائر كبــرة مل يتــم تغطيتهــا علــى مــدى عــدة ســنوات يف أحــد‬
‫البنــوك حمــل الدراســة‪.‬‬
‫‪4 .4‬مدى مراعاة مبدأ الثبات يف التقارير املالية لبنوك املشاركة‪:‬‬
‫لقــد روعــي هــذا املبــدأ بشــكل عــام يف معظــم التقاريــر املاليــة لبنــوك‬
‫املشــاركة حمــل الدراســة ماعــدا اســتثناءات حمــدودة ذات أمهيــة مثــل‪:‬‬
‫ تغيري نسب اهتالك األصول الثابتة‪.‬‬‫ تغيري طريقة تقييم األصول يف احلسابات اخلتامية‪.‬‬‫ سياسة حتديد ما يتاح من االستثمار من الودائع االستثمارية‪.‬‬‫ثالثـاً‪ :‬توصيــات مقرتحــة إلعــداد ميزانيــة بنــوك املشــاركة وفــق املبــادئ‬
‫احملاســبية‬
‫ممــا ســبق؛ يتضــح بــأن القوائــم املاليــة تُعتــر مــن خمرجــات النظــام‬
‫احملاســي‪ ،‬وهلــذا جيــب أن يتــم إعدادهــا مــن خــال املبــادئ احملاســبية‬
‫التاليــة(‪:)1‬‬
‫ اإلفصاح‪ :‬وميثل ضرورة قصوى بشكل خاص يف بنك املشاركة‪.‬‬‫ األمهيــة النســبية‪ :‬وهــي مكملــة لعنصــر اإلفصــاح للرتكيــز علــى‬‫(‪ )1‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.253 :‬‬
‫‪226‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫العناصــر املاليــة احليويــة‪.‬‬
‫ احليطــة واحلــذر‪ :‬وهــي دعامــة أساســية يف بنــك املشــاركة‬‫للمحافظــة علــى مركــزه املــايل واســتمراريته‪.‬‬
‫ الثبــات أو التجانــس‪ :‬وهــو ضــروري حتــى ميكــن التعبــر بأمانــة‬‫وصــدق عــن تطــور األوضــاع املاليــة لبنــك املشــاركة‪.‬‬
‫‪227‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫المبحث الثالث‬
‫إدارة أصول وخصوم الميزانية في بنوك المشاركة‬
‫سنتناول هذا املبحث بالدراسة من خالل احملاور التالية‪:‬‬
‫ ‪-‬نظريات إدارة أصول وخصوم امليزانية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫ ‪-‬مداخل إدارة أصول وخصوم امليزانية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫ ‪-‬إدارة السيولة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪228‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‬
‫المطلــب األول‪ :‬نظريــات إدارة أصــول وخصــوم الميزانيــة‬
‫فــي بنــوك المشــاركة‪.‬‬
‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬أمهيـة إدارة أصـول وخصـوم امليزانيـة يف البنـوك‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬النظريـات املصرفية يف إدارة أصول وخصوم امليزانية‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬موقع بنوك املشاركة بني نظريات إدارة عناصر امليزانية‪.‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬أمهية إدارة أصول وخصوم امليزانية يف البنوك‬
‫هتــدف إدارة األصــول يف البنــوك إىل التعامــل مــع خطريــن‪« :‬خطــر الســوق‬
‫املمثــل يف اختيــار العمــاء وخطــر الســيولة املمثلــة يف مواجهــة طلبــات‬
‫الســحب»(‪ ،)1‬ويتــم مواجهــة ذلــك مبــا يلــي‪:‬‬
‫‪ -1‬حتقيــق أكــر قــدر مــن األربــاح بالبحــث عــن فــرص االســتثمار‬
‫والعمــاء املوثــوق فيهــم‪.‬‬
‫‪ -2‬تقليــل املخاطــر إىل أقــل حــد ممكــن عــن طريــق املعلومــات‬
‫والرقابــة والضمانــات وتنويــع االســتثمارات‪.‬‬
‫‪ -3‬تأمني مستوى معني من السيولة ملواجهة طلبات السحب‪.‬‬
‫وهتــدف إدارة اخلصــوم إىل حتقيــق زيــادة يف املــوارد املاليــة للبنوك‪ ،‬مت ِّكنها‬
‫مــن االســتجابة إىل املزيــد مــن طلبــات التمويــل‪ ،‬وملّــا كانــت قــدرة البنــوك‬
‫علــى زيــادة الودائــع حمــدودة؛ فــإن النجــاح يف إدارة اخلصــوم يرتبــط‬
‫بالقــدرة علــى تنميــة مصــادر بديلــة لألمــوال(‪.)2‬‬
‫(‪ )1‬يوسف كمال حممد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.131 :‬‬
‫(‪ )2‬منري إبراهيم هندي‪« ،‬إدارة البنوك التجارية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.112 :‬‬
‫‪229‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫فيمــا قبــل ســنة ‪ 1960‬كان الرتكيــز علــى إدارة األصــول يف البنــوك مــن‬
‫خــال اهتمامهــا بطبيعــة تكويــن جانــب األصــول فقــط‪ ،‬أمــا اخلصــوم‬
‫فكانــت متغــراً خارجيـاً عــن ســيطرة البنــك وإدارتــه مــن خــال اعتمادهــا‬
‫علــى الودائــع اجلاريــة الــي تصــل إىل أكثــر مــن ‪ %60‬منهــا؛ ولكــن منــذ‬
‫ســتينيات القــرن املاضــي جلــأت البنــوك إىل تغيــر هيــكل اخلصــوم نتيجــة‬
‫خماطــر الســيولة والســحب املفاجــئ وأســعار الفائــدة؛ وذلــك باســتخدام‬
‫شــهادات االســتثمار القابلــة للتــداول ذات اآلجــال وتنويــع الودائــع حســب‬
‫اآلجــال مــن ودائـــع بإخطــار إىل ادخارية إىل آجلــة‪ ،‬باإلضافة إىل االقرتاض‬
‫مــن البنــوك األخــرى(‪.)1‬‬
‫ويذهــب البعــض إىل أن إدارة اخلصــوم أصبحــت أهــم بكثــر مــن إدارة‬
‫األصــول‪« ،‬فــإدارة األصــول ال ختــرج عــن كوهنــا مســؤولة عــن إجــراء‬
‫تعديــات يف مكونــات حمفظــة االســتثمارات لتحقيــق أقصــى عائــد‪ ،‬وذلــك‬
‫يف ضــوء املتــاح مــن املــوارد‪ .‬أمــا إدارة اخلصــوم فتقــع عليهــا مســؤولية‬
‫توفــر املزيــد مــن املــوارد‪ ،‬وهلــذا أمهيتــه ليــس فقــط لتحقيــق املزيــد مــن‬
‫األربــاح بــل أيضــا للمحافظــة علــى املركــز التنافســي للبنــك حتــى يســتمر‬
‫يف ممارســة النشــاط «(‪.)2‬‬
‫(‪ )1‬أمحــد أبــو الفتــوح الناقــة‪« ،‬نظريــة النقــود والبنــوك واألســـواق املاليــة‪ :‬مدخــل حديــث للنظريــة النقديــة واألســواق‬
‫املاليــة»‪ ،‬مؤسســة شــباب اجلامعــة‪ ،‬اإلســكندرية‪ ،1995 ،‬ص‪.63-62 :‬‬
‫(‪ )2‬منري إبراهيم هندي‪« ،‬إدارة البنوك التجارية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.116 :‬‬
‫‪230‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫ثانياً‪ :‬النظريات املصرفية يف إدارة أصول وخصوم امليزانية‬
‫توجــد يف الفكــر املصــريف أربــع نظريــات إلدارة أصــول وخصــوم ميزانيــة‬
‫البنــوك‪ ،‬وهــي(‪:)1‬‬
‫‪1 .1‬نظرية القروض التجارية (‪:)Commercial Loan Theory‬‬
‫يــرى أصحــاب هــذه النظريــة أن البنــوك جيــب أن تقتصــر يف قروضها على‬
‫«املــدة القصــرة» للمحافظــة علــى الســيولة؛ ألن املــوارد املاليــة للبنــوك هــي‬
‫مــن النــوع الــذي يُســتحق عنــد الطلــب أو خــال فــرة قصــرة‪ ،‬والتعامــل‬
‫بــاألوراق التجاريــة ألن القــروض تُوجــه لتمويــل ســلع حقيقيــة‪ ،‬فهــي تقــوم‬
‫علــى فكــرة أن القــرض ال بــد أن يتضمــن إمكانيــة الســداد يف املــدة املقــررة‪،‬‬
‫حيــث تتحــول القــروض إىل نقديــة قبــل تاريــخ االســتحقاق كمــا يُتوقــع أن‬
‫تكفــي حصيلــة بيــع تلــك املنتجــات لســداد قيمــة القــروض والفوائــد‪.‬‬
‫‪2 .2‬نظرية إمكانية التحويل (‪:)Shiftability Theory‬‬
‫هتتــم هــذه النظريــة بتوســيع قاعــدة التوظيــف أو األصــول؛ حيــث ال تريــد‬
‫أن تقتصــر عمليــات البنــوك علــى القــروض قصــرة األجــل؛ بــل جيــب‬
‫تدعيــم حمفظــة أوراقهــا املاليــة؛ ألن الســيولة تعتمــد يف األســاس علــى‬
‫مــدى إمكانيــة حتويــل (بيــع) جــزء مــن األوراق املاليــة إىل نقديــة بســرعة‬
‫ودون خســارة يف قيمتهــا‪ .‬وهــذه املرونــة يف التحويــل والتبديــل تتوقــف‬
‫علــى تنــوع وتعــدد حجــم األصــول والعمليــات الــي يقــوم هبــا البنــك‪.‬‬
‫‪3 .3‬نظرية الدخل املتوقع (‪:)Anticipated Income Theory‬‬
‫ختتلــف عــن نظريــة القــروض التجاريــة مــن حيــث تشــجيعها للقــروض‬
‫طويلــة األجــل والقــروض االســتثمارية‪ ،‬واألمــر اهلــام يف هــذه النظريــة هــو‬
‫(‪ )1‬راجع‪ :‬مصطفى رشدي شيحة‪« ،‬النقود واملصارف واالئتمان»‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1999 ،‬ص‪:‬‬
‫‪.97-94‬‬
‫‪231‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫أن منــح االئتمــان أو القــرض يتوقــف علــى دراســة البنــك ملــدى جديــة‬
‫العمليــة ومقــدار الدخــل املتوقــع مــن النشــاط الــذي ســوف يُموِّلــه القــرض‪،‬‬
‫وعليــه ليــس هنــاك أيّ ســبب جيعــل منــح القــروض تقتصــر علــى القــروض‬
‫التجاريــة‪.‬‬
‫‪4 .4‬نظرية إدارة اخلصوم (‪:)Liability Management Theory‬‬
‫وهــي نظريــة حديثــة ختتلــف عــن النظريــات الســابقة اليت ركــزت اهتمامها‬
‫علــى جانــب األصــول‪ ،‬فالنظريــة تــرى أن الســيولة ال تتوقــف فقــط علــى‬
‫تاريــخ اســتحقاق القــروض أو علــى مــا ميتلكــه البنــك مــن أوراق ماليــة‬
‫ســهلة التحويــل إىل نقديــة؛ بــل تتوقــف كذلــك علــى إمكانيــة حصــول البنــك‬
‫علــى مــوارد ماليــة مــن مصــادر خارجيــة كإصــدار شــهادات الودائــع‪.‬‬
‫نســتعرض فيمــا يلــي تقييــم النظريــات املصرفيــة يف إدارة األصــول‬
‫واخلصــوم حســب تطورهــا التارخيــي يف اجلــدول التــايل‪:‬‬
‫جــدول رقــم (‪ :)41‬ملخــص تقييــم النظريــات املصرفيــة يف إدارة أصــول‬
‫وخصــوم امليزانيـة‪.‬‬
‫النـظـريــــة‪:‬‬
‫إدارة األصـول واخلصـوم‪:‬‬
‫تقييــم النظـريــة‪:‬‬
‫‪ -1‬نظرية القروض‬
‫التجارية‪:‬‬
‫(النظرية اإلجنليزية)‬
‫‪ -1‬تقــوم البنــوك بتوجيــه الودائــع‬
‫قصــرة األجــل إىل اســتثمارات جتاريــة‬
‫قصــرة األجــل؛ ويُمنــع عليهــا اســتثمار‬
‫الودائــع يف قــروض طويلــة األجــل أو‬
‫تأســيس شــركات جديــدة‪.‬‬
‫‪ -2‬القــروض قصــرة األجــل هلــا ســيولة‬
‫ذاتيــة = قــروض موجهــة لتمويــل ســلع‬
‫حقيقيــة تتحــول قبل تاريخ االســتحقاق‬
‫إىل نقــود تضمــن اســرداد القــرض‪.‬‬
‫‪ -3‬استمرارية السيولة من خالل‬
‫إمكانية السداد‪.‬‬
‫ ال ميكــن توفــر ضمــان مؤكــد لبيــع الســلع قبــل‬‫تاريــخ اســتحقاق القــرض‪.‬‬
‫ التنميــة االقتصاديــة تتطلــب توفــر القــروض‬‫متوســطة وطويلــة األجــل‪.‬‬
‫ ختفــي إمكانيــة جتديــد القــروض فتتحــول إىل‬‫طويلــة األجــل‪.‬‬
‫ ختفــي إمكانيــة اللجــوء إىل البنــك املركــزي عنــد‬‫اخنفــاض مســتوى الســيولة‪.‬‬
‫ احملافظــة علــى الســيولة ليــس بقصــر املدة بقدر‬‫مــا هــو مــدى قــوة املركــز املــايل للعميــل املقرتض‪.‬‬
‫ أدت هذه النظرية إىل بطء الصناعة اإلجنليزية‬‫مقارنــة بنمــو الصناعــة يف دول أوربــا‪ ،‬رغــم أهنــا‬
‫ســبقتها يف الثــورة الصناعيــة بنحــو قــرن‪.‬‬
‫* اخلصوم =‬
‫ودائع قصرية األجل‪.‬‬
‫* األصول =‬
‫قروض قصرية األجل‪.‬‬
‫‪232‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‪ -2‬نظرية إمكانية‬
‫التحويل‪:‬‬
‫(النظرية التقليدية‬
‫املتطورة)‬
‫* األصول =‬
‫قروض قصرية األجل‬
‫‪ +‬أوراق مالية قصرية‬
‫األجل‪.‬‬
‫‪ -3‬نظرية الدخل‬
‫املتوقع‪:‬‬
‫(النظرية‬
‫األملانية)‬
‫* األصول =‬
‫قروض قصرية األجل‬
‫‪ +‬قروض متوسطة‬
‫وطويلة األجل‬
‫‪ +‬توقع جناح عملية‬
‫التمويل‪.‬‬
‫‪ -4‬نظرية إدارة‬
‫اخلصوم‪:‬‬
‫(النظرية احلديثة)‬
‫* اخلصوم =‬
‫إصدار شهادات إيداع‬
‫قابلة للتداول‬
‫‪+‬إنشاء فروع أجنبية‬
‫جلذب املزيد من‬
‫الودائع‬
‫‪ +‬االقرتاض من البنوك‬
‫األخرى‪.‬‬
‫‪ -1‬هتتــم بتوســيع قاعــدة التوظيــف أو‬
‫األصــول‪ ،‬فهــي ال تــرى يف القــروض‬
‫التجاريــة أهنــا غــر صاحلــة‪ ،‬ولكنهــا ال‬
‫تريــد أن حتصــر عمليــات البنــك علــى‬
‫تلــك األصــول‪.‬‬
‫‪ -2‬يقــوم البنــك مبنــح قــروض قصــرة‬
‫األجــل ‪ +‬تدعيــم حمفظــة األوراق‬
‫املاليــة (القــدرة علــى البيــع ‪ +‬اخلصــم)‪.‬‬
‫‪ -3‬الســيولة تعتمــد علــى مــدى إمكانيــة‬
‫حتويــل جــزء مــن أصــول البنــك إىل‬
‫نقديــة بســرعة ( مرونــة التحويــل‬
‫والتبديــل)‪.‬‬
‫‪ -1‬تقــوم البنــوك بكافــة أنــواع التمويــل‬
‫املصــريف مهمــا كان األجــل‪ ،‬ولكافــة‬
‫القطاعــات االقتصاديــة‪.‬‬
‫‪ -2‬يتوقــف منــح القــروض علــى دراســة‬
‫البنــك ملــدى جديــة العمليــة ‪ +‬مقــدار‬
‫الدخــل املتوقــع مــن النشــاط الــذي‬
‫يُموّلــه القــرض‪.‬‬
‫‪ -3‬انتهجــت هــذه النظريــة البنــوك‬
‫األملانيــة ( ‪ +‬بنــوك أوربــا الوســطى‬
‫خاصــة بلجيــكا وفرنســا) ممــا ســاعد‬
‫علــى قيــام هنضــة يف املشــروعات‬
‫األساســية فيهــا‪.‬‬
‫‪ -1‬تعــرف النظريــة جبانــب األصــول‬
‫وطبيعــة تكوينــه يف توفــر الســيولة‪.‬‬
‫‪ -2‬ال تعــد عناصــر جانــب األصــول‬
‫(مثــل القــروض واألوراق املاليــة) هــي‬
‫املصــدر الوحيــد للســيولة‪ ،‬وميكــن‬
‫االعتمــاد يف ذلــك علــى عناصــر جانــب‬
‫اخلصــوم‪.‬‬
‫‪ -3‬هتتــم بشــراء الســيولة مــن مصــادر‬
‫خارجيــة هبــدف احلصــول علــى مــوارد‬
‫ماليــة إضافيــة حتســن مركــز الســيولة‬
‫وحتقــق املزيــد مــن األربــاح باســتثمار‬
‫تلــك املــوارد‪.‬‬
‫‪233‬‬
‫ وجــود األوراق املاليــة قصــرة األجــل ال خيــدم‬‫غــرض الســيولة يف حالــة األزمــات (ال تســتطيع‬
‫البنــوك بيــع األوراق املاليــة الــي تعرضهــا كل‬
‫البنــوك)‪.‬‬
‫ ال ميلــك البنــك ســوى قــدر ضئيــل مــن األوراق‬‫املاليــة قصــرة األجــل‪ ،‬وهــو قــدر ال يكفــي ملواجهــة‬
‫كل مــن املســحوبات غــر املتوقعــة مــن الودائــع‬
‫والطلــب غــر املتوقــع علــى التمويــل‪.‬‬
‫ يلعــب جانــب األصــول وطبيعــة تكوينــه دوراً هاماً‬‫يف توفــر واســتمرارية الســيولة يف البنــوك‪ ،‬لكــن‬
‫الســيولة تعتمــد علــى مصــادر النقديــة الرئيســة‬
‫(اخلصــوم)‪.‬‬
‫ عــدم خضــوع املصــادر اجلديــدة لالحتياطــي‬‫اإللزامــي (األمــوال املقرتضــة) أو خضوعهــا بنســب‬
‫منخفضــة (شــهادات اإليــداع)‪.‬‬
‫ نظرية تفسر يف الوقت احلاضر‪:‬‬‫ زيادة الودائع ما بني البنوك‪.‬‬‫ تنوع وتعدد أشكال الودائع‪.‬‬‫ شهادات االدخار واإليداع املتنوعة‪.‬‬‫ منو عمليات البنوك‪.‬‬‫‪ -‬توافر السيولة‪.‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫ثالثاً‪ :‬موقع بنوك املشاركة بني نظريات إدارة عناصر امليزانية‬
‫ميكــن التأكيــد بــأن هنــاك مدرســتني حتكمــان أوجــه املقارنــة بــن بنــوك‬
‫املشــاركة (النشــاط الشــامل) والبنــوك التقليديــة (النشــاط املتخصــص)(‪:)1‬‬
‫ األوىل‪« :‬هــي املدرســة األملانيــة وباقــي دول القــارة األوربيــة ماعــدا‬‫بريطانيــا؛ وتقــوم البنــوك عنــد هــذه املدرســة علــى النشــاط الشــامل‬
‫الذي ال يعرف التفرقة بني النشــاط التجاري والنشــاط املتخصص؛‬
‫حيــث يقــوم البنــك بالدراســة والبحــث والرتويــج والتمويــل واملشــاركة‬
‫مــع االحتفــاظ بالســيولة عنــد احلــد الــذي جيعــل البنــك قــادرا علــى‬
‫الوفــاء بالتزاماته»‪.‬‬
‫ الثانية‪« :‬هي املدرسة اإلجنليزية واليت أخذت بالتخصص(‪.»)2‬‬‫ويــرى أحــد الباحثــن أن نظريــي الدخــل املتوقــع وإدارة اخلصــوم تناســبان‬
‫الطبيعــة الشــاملة لبنــوك املشــاركة الــي تعتمــد علــى التمويــل اإلنتاجــي‬
‫طويــل ومتوســط األجــل بأســلوب املشــاركة إضافــة إىل التمويــل قصــر‬
‫األجــل‪ ،‬وهــذا يتطلــب منهــا أن تكــون أكثــر حــذراً يف تقويــم طلبــات التمويــل‬
‫وأكثــر انتباهــاً مــع االلتــزام بالقواعــد الصحيحــة يف عمليــة التمويــل‬
‫بكاملهــا؛ وعندمــا حيتــاج البنــك إىل ســيولة نتيجــة زيــادة طلبــات التمويــل‬
‫فــا يلجــأ للتخلــص مــن بعــض أصولــه وتســييلها؛ بــل يلجــأ إىل االقــراض‬
‫احلســن مــن الســوق النقديــة أو إصــدار شــهادات متويــل متنوعــة وطرحهــا‬
‫(‪ )1‬منــال النجــار‪« ،‬رحبيــة البنــوك اإلســامية»‪ ،‬جملــة االقتصــاد اإلســامي‪ ،‬العــدد ‪( ،188‬نوفمــر‪ /‬ديســمرب‪ ،)1996 ،‬ص‪:‬‬
‫‪.62‬‬
‫(‪ )2‬مــن اجلديــر بالذكــر أن البنــوك املتخصصــة يف تقديــم نــوع معــن مــن االئتمــان قــد تصــاب بالفشــل املصــريف؛ فمثــا يف‬
‫الواليــات املتحــدة قامــت البنــوك بالتخصــص يف تقديــم قــروض إىل الشــركات املنتجــة للطاقــة والشــركات الزراعيــة‪ ،‬ولكــن‬
‫عندمــا عانــت تلــك الشــركات مــن خســائر كبــرة نتيجــة اخنفــاض أســعار الطاقــة وأســعار املنتجــات الزراعيــة‪ ،‬عانــت البنــوك‬
‫املتخصصــة مــن الفشــل املصــريف وأفلــس الكثــر منهــا‪.‬‬
‫‪234‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫يف الســوق املاليــة(‪.)1‬‬
‫وجند بأن شــهادات الودائع القابلة للتداول تناســب أســلوب بنوك املشــاركة‬
‫فقــد حققــت جناحــا يف البنــوك الغربيــة‪ ،‬ومسحــت هلــا باحلصــول علــى‬
‫ودائــع كبــرة آلجــال طويلــة‪ ،‬ومكنهــا ذلــك مــن مواجهــة متطلبــات االئتمــان‬
‫متوســط األجــل‪ ،‬حيــث «ارتفعــت حصــة الشــهادات مــن ‪ %2‬ســنة ‪1960‬‬
‫إىل ‪ %33‬يف أواخــر ســنة ‪ 1993‬بأمريــكا‪ ،‬بينمــا اخنفضــت أمهيــة الودائــع‬
‫اجلاريــة مــن ‪ %61‬ســنة ‪ 1961‬إىل ‪ %23‬مــن هنايــة ‪ ،1993‬وحتقــق زيــادة يف‬
‫ربــح هــذه املصــارف مــن ‪ %46‬مــن األصــول ســنة ‪ 1960‬إىل ‪ %63‬يف هنايــة‬
‫‪ ،1993‬نتيجــة هــذه املرونــة يف إدارة اخلصــوم»(‪.)2‬‬
‫(‪ )1‬إبراهيــم بــن صــاحل العمــر‪« ،‬النقــود االئتمانيــة‪ :‬دورهــا وآثارهــا يف اقتصــاد إســامي»‪ ،‬دار العاصمــة‪ ،‬اململكــة العربيــة‬
‫الســعودية‪ ،‬ط‪ 4141 ،1‬هـــ‪ ،‬ص‪.193-191 :‬‬
‫(‪ )2‬يوسف كمال حممد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.157-156 :‬‬
‫‪235‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫المطلــب الثانــي‪ :‬مداخــل إدارة أصــول وخصــوم الميزانيــة‬
‫فــي بنــوك المشــاركة‪.‬‬
‫‬
‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬املداخـل الكالسيكيـة يف إدارة عناصـر امليزانيـة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫ثاني ـاً‪ :‬مدخـــل إدارة فجـــوة األمـــوال (ثغــرة هامــش الربــح) يف بنــوك‬
‫املشــاركة‪.‬‬
‫ثالث ـاً‪ :‬مدخــل ربــط اســتدعاء املصــادر وفــق متطلبــات االســتخدام يف‬
‫بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬املداخل الكالسيكية يف إدارة عناصر امليزانية يف بنوك املشاركة‬
‫تتطلــب املوازنــة بــن العائــد والســيولة واملخاطــر إدارة جيــدة لألصــول‬
‫واخلصــوم؛ ولذلــك فــإن البنــك عليــه أن يــو ِّزع مصــادره بــن األشــكال‬
‫املختلفــة لألصــول‪ ،‬بطريقــة يضمــن معهــا حتقيــق الرحبيــة‪ ،‬يف ذات الوقت‬
‫الــذي حيافــظ فيــه علــى مســتوى مناســب مــن الســيولة بالنســبة ألصولــه‪،‬‬
‫ومبــا أن خصــوم البنــك ختتلــف بدورهــا فيمــا بينهــا مــن حيــث التــزام‬
‫البنــك بالوفــاء هبــا؛ فــإن توزيــع األصــول علــى الصــور املختلفــة يتوقــف‬
‫أيض ـاً علــى أنــواع اخلصــوم املتاحــة للبنــك(‪.)1‬‬
‫وحتتــل إدارة األصــول واخلصــوم يف بنــوك املشــاركة الدرجــة نفســها مــن‬
‫األمهيــة يف البنــوك التقليديــة‪« ،‬إن مل تكــن علــى درجــة أكــر مــن األمهيــة‬
‫نتيجــة للطبيعــة املميــزة هلــذه البنــوك»(‪.)2‬‬
‫(‪ )1‬عقيل جاسم عبد اهلل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.261 :‬‬
‫(‪ )2‬حممد صاحل احلناوي و السيدة عبد الفتاح عبد السالم‪ ،‬مرجع السابق‪ ،‬ص‪.394:‬‬
‫‪236‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫هناك العديد من املداخل املقرتحة نستعرضها فيما يلي‪:‬‬
‫‪1 .1‬مدخـل األمـوال املشرتكـة‪:‬‬
‫يتــم إدارة األصــول واخلصــوم وفقــاً هلــذا املدخــل مــن خــال توزيــع كل‬
‫مصــادر األمــوال علــى بنــود االســتخدامات املختلفــة‪ ،‬وذلــك دون ربــط‬
‫اســتحقاقات االســتخدامات باســتحقاقات املصــادر؛ حيــث يتــم جتميــع‬
‫مصــادر أمــوال البنــك (ودائــع جاريــة‪ ،‬ودائــع اســتثمارية‪ ،‬مســتحق للبنــوك‪،‬‬
‫رأس املــال‪ ،)...‬ثــم يُعــاد توزيعهــا علــى االســتخدامات (نقديــة‪ ،‬أرصــدة‬
‫أخــرى لــدى البنــوك‪ ،‬أســهم شــركات‪ ،‬متويــل باملشــاركة‪ ،‬اســتثمارات‬
‫مباشــرة‪.)1()...‬‬
‫ويُربز الشكل التايل هذه الفكرة‪:‬‬
‫شكل رقم (‪ :)23‬إدارة األصول واخلصوم وفقا ملدخل األموال املشرتكة‪.‬‬
‫مصادر األموال‬
‫ودائع جارية‪ ،‬ودائع ادخارية‪،‬‬
‫ودائع استثمارية‪ ،‬مستحق‬
‫للبنوك‪،‬‬
‫رأس املال ‪..‬اخل‬
‫تــجــمــيــع‬
‫األمـــــوال‬
‫استخدامات األموال‬
‫نقدية‪ ،‬أرصدة لدى البنوك‪،‬‬
‫التمويل باملشاركة‪ ،‬استثمارات‬
‫مباشرة‪ ،‬مسامهات ‪..‬اخل‬
‫يُعــاب علــى هــذا املدخــل عــدم الدقــة؛ ألنــه ال يفــرِّق بــن اســتحقاقات‬
‫اخلصــوم واســتحقاقات األصــول‪ ،‬مــع أن الفجــوة بــن هــذه االســتحقاقات‬
‫قــد تكــون كبــرة‪ ،‬وتُعتــر إدارة الفجــوة بــن آجــال األصــول وآجــال اخلصــوم‬
‫مــن املســائل الضروريــة يف إدارة األصــول واخلصــوم خاصــة يف بنــوك‬
‫املشــاركة(‪.)2‬‬
‫(‪ )1‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.396 :‬‬
‫(‪ )2‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.397 :‬‬
‫‪237‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫‪2 .2‬مدخل ختصيص املصادر على االستخدامات بنسب‪:‬‬
‫تتــم إدارة األصــول واخلصــوم وفق ـاً هلــذا املدخــل مــن خــال «ختصيــص‬
‫اســتخدامات معيّنــة بنســب معيّنــة لــكل مصــدر مــن مصــادر األمــوال»(‪،)1‬‬
‫مــع ربــط تواريــخ اســتحقاق األصــول واخلصــوم‪ ،‬ويكــون ذلــك كمــا يلــي‪:‬‬
‫ الودائــع اجلاريــة‪ :‬تُخصّــص للنقديــة واألرصــدة لــدى البنــوك‬‫والتمويــل قصــر األجــل بنســب حيددهــا البنــك‪.‬‬
‫ الودائــع االدخاريــة‪ :‬تُخصّــص للنقديــة واألرصــدة لــدى البنــوك‬‫والتمويــل قصــر األجــل واالســتثمارات طويلــة األجــل‪.‬‬
‫ الودائــع االســتثمارية‪ :‬تُخصّــص للنقديــة والتمويــل قصــر األجــل‬‫واالســتثمارات طويلــة األجــل‪.‬‬
‫ األمــوال اململوكــة‪ :‬تُخصّــص لألصــول الثابتــة واالســتثمارات‬‫طويلــة األجــل‪.‬‬
‫وميكن التعبري عن ذلك يف الشكل التايل‪:‬‬
‫(‪ )1‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.398-397 :‬‬
‫‪238‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫شــكل رقــم (‪ :)24‬إدارة األصــول واخلصــوم وفقــا ملدخــل ختصيــص‬
‫املصــادر علــى االســتخدامات بنســب‪.‬‬
‫مصادر األموال‬
‫استخدامات األموال‬
‫ﺍﻟﻭﺩﺍﺋﻊ ﺍﻟﺟﺎﺭﻳﺔ‬
‫ﺍﻟــﻧــﻘــﺩﻳـــﺔ‬
‫ﺍﻟﻭﺩﺍﺋﻊ ﺍﻻﺩﺧﺎﺭﻳﺔ‬
‫ﺃﺭﺻﺩﺓ ﻟﺩﻯ ﺍﻟـﺑﻧـﻭﻙ‬
‫ﺍﻟﻭﺩﺍﺋﻊ ﺍﻻﺳﺗﺛﻣﺎﺭﻳﺔ‬
‫ﺍﻟﺗﻣﻭﻳﻝ ﻗـﺻﻳـﺭ ﺍﻷﺟـﻝ‬
‫ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻣﺎﻝ‬
‫ﺍﻻﺳﺗﺛﻣﺎﺭﺍﺕ ﻁﻭﻳﻠﺔ ﺍﻷﺟـﻝ‬
‫ﺃﺻـﻭﻝ ﺛـﺎﺑـــﺗـــﺔ‬
‫وقــد اقــرح بعــض اخلــراء نســباً الســتخدام أرصــدة الودائــع اجلاريــة يف‬
‫بنــوك املشــاركة ســنربزها يف اجلــدول الالحــق‪:‬‬
‫جــدول رقــم (‪ :)42‬نســب مقرتحــة لتخصيــص أرصــدة الودائــع اجلاريــة‬
‫علــى اســتخدامات بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫جمـال استخـدام الودائـع اجلاريـة‬
‫‪ -1‬النقد السائل‪.‬‬
‫‪ -2‬االحتياطيات النقدية القانونية‪.‬‬
‫‪ -3‬وضع جزء حتت تصرف احلكومة (متويل املشروعات االجتماعية‬
‫اليت ال تتوفر هلا إمكانية التمويل على أساس املشاركة)‪.‬‬
‫‪ -4‬استثمار الرصيد املتبقي‪.‬‬
‫النسبة‬
‫‪10%‬‬
‫‪20% - 10‬‬
‫‪25%‬‬
‫‪60% - 45‬‬
‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬حممد عمر شابرا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.219 -215 :‬‬
‫يــرى أصحــاب هــذا املدخــل بــأن حتســن الرحبيــة يرجــع إىل اســتبعاد‬
‫الســيولة الزائــدة (أكثــر مــن الــازم) ملقابلــة الودائــع ورأس املــال‪ ،‬وتوجيههــا‬
‫إىل األصــول املولــدة للدخــل(‪.)1‬‬
‫(‪ )1‬عبد الغفار حنفي و د‪ .‬عبد السالم أبو قحف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.304 :‬‬
‫‪239‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫‪3 .3‬مدخل األولويات يف استخدام أموال البنك‪:‬‬
‫تتــم إدارة األصــول واخلصــوم وفقــا هلــذا املدخــل مــن خــال «جدولــة‬
‫األولويــات يف اســتخدام أمــوال البنــك لتوفــر متطلبــات الســيولة (‪)...‬‬
‫وختصيــص نســب لالســتخدامات املختلفــة؛ حيــث يتــم وضــع نســبة معيّنــة‬
‫مــن كل مــورد يف االحتياطــات النقديــة األوليــة‪ ،‬ونســبة أخــرى يف التمويــل‬
‫باملشــاركة واملراحبــة واملضاربــة‪ ،‬ونســبة أخــرى يف االســتثمارات طويلــة‬
‫األجــل»(‪.)1‬‬
‫ويتم توزيع وختصيص األموال وفقا ألولويات معينة كما يلي‪:‬‬
‫‪ -1.3‬االحتياطيــات النقديــة األوليــة‪ :‬وهــي لتوفــر الســيولة ملقابلــة‬
‫متطلبــات الســحب اليومــي مــن الودائع ومتطلبات الســيولة القانونية‬
‫الــي يفرضهــا البنــك املركــزي‪ ،‬وتتكــون هــذه االحتياطيــات مــن‪:‬‬
‫النقديــة واملســتحق علــى البنــوك واألرصــدة لــدى البنــك املركــزي‬
‫ولــدى املراســلني وشــيكات حتــت التحصيــل(‪.)2‬‬
‫‪ -2.3‬االحتياطيــات الثانويــة (الوقائيــة)‪ :‬مــن خــال االســتثمار‬
‫يف أصــول ســهلة التحويــل إىل نقديــة ملقابلــة املســحوبات غــر‬
‫املتوقعــة‪ ،‬وغالبـاً مــا تكــون هــذه االســتثمارات هبــدف الســيولة أكثــر‬
‫منهــا بالنســبة هلــدف الرحبيــة‪ ،‬وتتمثــل االحتياطيــات الثانويــة يف‬
‫البنــوك التقليديــة يف أذون اخلزينــة(‪ )3‬بينمــا اعتــر البنــك املركــزي‬
‫األردنــي مســامهة بنــك املشــاركة يف الشــركات املســامهة العامــة‬
‫ضمــن عناصــر الســيولة قياس ـاً علــى اعتبــار الســندات واألذونــات‬
‫(‪ )1‬حممد صاحل احلناوي والسيدة عبد الفتاح عبد السالم‪ ،‬مرجع سابق‪.399-398 ،‬‬
‫(‪ )2‬عبد الغفار حنفي وعبد السالم أبو قحف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪..295 :‬‬
‫(‪ )3‬تُصدرهــا خزينــة الدولــة ملــدة قصــرة (‪ 90‬يوم ـاً) وتتمتــع بدرجــة عاليــة مــن الســيولة‪ ،‬وميكــن خصمهــا يف كل وقــت‬
‫لــدى البنــك املركــزي‪.‬‬
‫‪240‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫مــن ضمــن عناصــر الســيولة يف البنــوك التقليديــة(‪.)1‬‬
‫‪ -3.3‬األولويــة الثالثــة (التمويــل)‪ :‬بعــد أن يتخــذ بنــك املشــاركة‬
‫احتياطاتــه لــكل احتمــاالت ســحب الودائــع‪ ،‬يقــوم بعــد ذلــك خبدمــة‬
‫أهدافــه‪ :‬التمويــل باملشــاركة والتمويــل باملضاربــة والتمويــل باملراحبة‬
‫وغريهــا‪.‬‬
‫‪ -4.3‬األولويــة الرابعــة‪ :‬يأتــي بعــد ذلــك االســتثمار املباشــر مــن‬
‫خــال املشــروعات الــي ينشــئها البنــك ويديرهــا بنفســه‪ ،‬أو شــركات‬
‫مســامهة يســهم جبــزء كبــر أو صغــر يف رأس ماهلــا‪ ،‬وغالبــاً ال‬
‫يكــون مــن الســهل التخلــص مــن هــذه االســتثمارات إال بعــد فــرة مــن‬
‫الوقــت‪.‬‬
‫ أمــا األصــول الثابتــة فغالبـاً مــا تُم َوَّل باســتخدام رأس املال املدفوع‬‫مع احتياطياته‪.‬‬
‫وســنلخص مدخــل األولويــات يف إدارة األصــول واخلصــوم يف الشــكل‬
‫الالحــق‪:‬‬
‫(‪ )1‬طعمــة الشــمري‪« ،‬عالقــة البنــك املركــزي بالبنــوك اإلســامية (دراســة قانونيــة واقتصاديــة‪ ،‬حتليلية ونقديــة ومقارنة)»‪،‬‬
‫جملــة الشــريعة والدراســات اإلســامية‪ ،‬جامعــة الكويــت‪ ،‬كليــة الشــريعة والدراســات اإلســامية‪ ،‬الســنة ‪ ،11‬العــدد ‪،28‬‬
‫أفريــل ‪ ،1996‬ص‪.136 :‬‬
‫‪241‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫شــكل رقــم (‪ :)25‬إدارة األصــول واخلصــوم وفقــا ملدخــل األولويــات يف‬
‫اســتخدام أمــوال البن ـك‪.‬‬
‫الودائع اجلارية‬
‫احتياطيات أولية‬
‫الودائع االدخارية‬
‫احتياطيات ثانوية‬
‫جتميـع األمــــوال‬
‫الودائع االستثمارية‬
‫رأس املال‬
‫التمويل باملشاركة واملضاربة‬
‫واملراحبة‬
‫استثمارات مباشرة ‪ +‬مسامهات‬
‫أصـول ثـابـــتـــة‬
‫يتضــح أن هــذا املدخــل يُــزوّد البنــك بالقواعــد األساســية الواجــب اتباعهــا‬
‫لتخصيــص األمــوال علــى خمتلــف جمموعــات األصــول وفقــاً ألولويــات‬
‫معيّنــة؛ ولكــن يُعــاب عليــه أنــه مل يعــط مؤشــراً حمــدداً‪ ،‬ومل يبيِّــن كيفيــة‬
‫التوفيــق بــن الســيولة والرحبيــة‪ ،‬فقــد تُركــت هــذه اجلوانــب لتقديــر‬
‫اإلدارة(‪.)1‬‬
‫(‪ )1‬عبد الغفار حنفي وعبد السالم أبو قحف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.300 :‬‬
‫‪242‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫ثانيــاً‪ :‬مدخــل إدارة فجــوة األمــوال (ثغــرة هامــش الربــح) يف بنــوك‬
‫املشــاركة‬
‫تتــم إدارة األصــول واخلصــوم وفقـاً هلــذا املدخــل مــن خالل «قيــاس الفجوة‬
‫بــن األصــول ذات الفائــدة الثابتــة واملتغــرة واخلصــوم ذات الفائــدة الثابتــة‬
‫واملتغــرة لتحقيــق هامــش الربــح‪ ...‬ويف التطبيــق العملــي اســتخدمت هــذه‬
‫االســراتيجية(‪ )1‬ملراقبــة حساســية األصــول واخلصــوم لتغــرات ســعر‬
‫الفائــدة الدائــن واملديــن‪ ،‬حيــث هامــش الربــح يتحقــق مــن الفــرق بينهمــا‪،‬‬
‫ويكــون ذلــك مــن خــال أدوات [امليزانيــة] أصــوالً وخصومـاً‪ ،‬وتأمــن هــذا‬
‫اخلطــر بتحريــك جانبيهــا»(‪.)2‬‬
‫توجــد ثالثــة أســاليب إلســراتيجية إدارة (أصول‪/‬خصــوم) تقــوم علــى‬
‫أســاس (خماطرة‪/‬ربــح) نســتعرضها يف اجلــدول التــايل‪:‬‬
‫جــدول رقــم (‪ :)43‬إدارة األصــول واخلصــوم وفقــا ملدخــل إدارة فجــوة‬
‫األمــوال‪.‬‬
‫الفجــــوة‬
‫فــجــوة صــفـريــة‬
‫أصول هلا‬
‫خصوم هلا‬
‫عائد متغر‬
‫أصول هلا‬
‫متغر‬
‫عائد‬
‫خصوم هلا‬
‫عائد ثابت‬
‫عائد ثابت‬
‫إدارة األصـول واخلصـوم‬
‫* األصول احلساسة للفائدة = اخلصوم احلساسة للفائدة‪.‬‬
‫ األصول واخلصوم احلساسة‪ :‬يتغري معدل الفائدة عليها‬‫غالبا مرة على األقل كل سنة‪.‬‬
‫ األصول واخلصوم ذات عائد ثابت‪ :‬تظل ثابتة لفرتة طويلة‬‫(أطول من سنة)‪.‬‬
‫ «ختطط على أساس أدنى حد للمخاطرة حيث تتطابق‬‫األصول مع اخلصوم ذات احلساسية بالنسبة للتغري يف سعر‬
‫الفائدة»‪.‬‬
‫(‪ )1‬زاد االهتمــام هبــا يف العقــد األخــر لشــدة التغــر يف ســعر الفائــدة الــذي صاحــب ظاهــرة التضخــم‪ ،‬فبينمــا جنــد أن‬
‫التغــر يف ســعر الفائــدة يف املــدة مــن ســنة ‪ 1970-1950‬كان ‪ 23‬مــرة مبعــدل مــرة كل ‪ 8‬شــهور‪ ،‬جنــد انــه يف املــدة ‪-1970‬‬
‫‪ 1987‬كان ‪ 184‬مــرة‪ ،‬أي مبعــدل مــرة كل ‪ 135‬يوم ـاً‪.‬‬
‫(‪ )2‬يوسف كمال حممد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.58 :‬‬
‫‪243‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫فـجـــوة مــوجــبــة‬
‫أصول هلا‬
‫خصوم هلا‬
‫عائد متغر‬
‫متغر‬
‫عائد‬
‫خصوم هلا‬
‫أصول ثابتة‬
‫عائد ثابت‬
‫فــجــوة ســالــبــة‬
‫ﺃﺻﻭﻝ ﻣﺗﻐﻳﺭﺓ‬
‫ﺧﺻﻭﻡ ﻟﻬﺎ‬
‫ﺃﺻﻭﻝ ﻟﻬﺎ‬
‫ﻋﺎﺋﺩ ﻣﺗﻐﻳﺭ‬
‫ﺧﺻﻭﻡ ﻟﻬﺎ‬
‫ﻋﺎﺋﺩ ﺛﺎﺑﺕ‬
‫ﻋﺎﺋﺩ ﺛﺎﺑﺕ‬
‫* األصول احلساسة للفائدة < اخلصوم احلساسة للفائدة‪.‬‬
‫ عالقة طردية بني هامش الربح وسعر الفائدة‪.‬‬‫ارتفاع سعر الفائدة ‪ Ü‬زيادة أرباح البنك‪.‬‬
‫اخنفاض سعر الفائدة ‪ Ü‬اخنفاض أرباح البنك‪.‬‬
‫ توقع ارتفاع سعر الفائدة ‪ Ü‬أجل األصول > أجل‬‫اخلصوم‪.‬‬
‫* اخلصوم احلساسة للفائدة < األصول احلساسة للفائدة‪.‬‬
‫ عالقة عكسية بني هامش الربح وسعر الفائدة‪.‬‬‫ارتفاع سعر الفائدة ‪ Ü‬اخنفاض أرباح البنك‪.‬‬
‫اخنفاض سعر الفائدة ‪ Ü‬زيادة أرباح البنك‪.‬‬
‫ توقع اخنفاض سعر الفائدة ‪ Ü‬أجل األصول < أجل‬‫اخلصوم‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬راجع ‪:‬‬
‫ يوسف كمال حممد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.59-58 :‬‬‫ أمحد أبو الفتوح الناقة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.65-64 :‬‬‫ منــر إبراهيــم هنــدي‪« ،‬إدارة البنــوك التجاريــة»‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪:‬‬‫‪.388 – 387‬‬
‫ويشــر هــذا املدخــل إىل أن قــرار ربــط تواريخ اســتحقاق األصول واخلصوم‬
‫هــو عمليــة نســبية‪ ،‬حتددهــا االجتاهــات املتوقعــة ألســعار الفائــدة(‪ ،)1‬وملّــا‬
‫كانــت هــذه جمــرد توقعــات فــإن حتــركات ســعر الفائــدة تنعكــس بشــدة‬
‫علــى متاســك البنــك ‪.‬‬
‫لتوضيــح خماطــر التغــر يف ســعر الفائــدة علــى أربــاح البنــوك التقليديــة‬
‫نفــرض أن ميزانيــة البنــك (س) هــي كمــا يلــي‪:‬‬
‫(‪ )1‬منري إبراهيم هندي‪« ،‬إدارة البنوك التجارية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪387 :‬؛ ‪.458‬‬
‫‪244‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫جدول رقم (‪ :)44‬توضيح أثـر تغيـر سعـر الفائـدة على أربـاح ميزانيـة‬
‫البنـوك‬
‫األصــول‬
‫أصول حساسة لسعر الفائدة‪:‬‬
‫ قروض متغرية الفائدة‪.‬‬‫ أوراق مالية قصرية األجل‪.‬‬‫أصول ذات معدل ثابت للفائدة‪:‬‬
‫ قروض طويلة األجل‪.‬‬‫ أوراق مالية طويلة األجل‪.‬‬‫ احتياطات سيولة‪.‬‬‫اجملموع (مليون ون)‬
‫املبلغ‬
‫‪20‬‬
‫‪80‬‬
‫‪100‬‬
‫اخلصــوم‬
‫خصوم حساسة للفائدة‪:‬‬
‫ شهادات ذات عائد متغري‪.‬‬‫ ودائع ذات عائد متغري‪.‬‬‫خصوم ذات عائد ثابت‪:‬‬
‫ ودائع جارية وادخارية‪.‬‬‫ شهادات استثمار (طويلة األجل)‪.‬‬‫ رأس املال‪.‬‬‫اجملموع (مليون ون)‬
‫املبلغ‬
‫‪50‬‬
‫‪50‬‬
‫‪100‬‬
‫املصدر‪ :‬راجع‪ - :‬يوسف كمال حممد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.61 :‬‬
‫‪ -‬أمحد أبو الفتوح الناقة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.64 :‬‬
‫لو فرضنا أن سعر الفائدة ارتفع من ‪ %10‬إىل ‪ %15‬فإن‪:‬‬
‫ العائــد علــى األصــول (الدخــل يف األصــول) يزيــد مبقــدار = ‪20‬‬‫مليــون × ‪ 1 = %5‬مليــون ون‪.‬‬
‫ الفائــدة علــى االلتزامــات (مدفوعــات اخلصــوم) تزيــد مبقــدار =‬‫‪ 50‬مليــون × ‪ 2,5 = %5‬مليــون ون‪.‬‬
‫ أربــاح البنــك (صــايف اخلســارة) تقــل مبقــدار = ‪ 1‬مليــون ‪2,5 -‬‬‫مليــون = (‪ 1,5 )-‬مليــون ون‪.‬‬
‫والعكــس حيــدث إذا اخنفــض ســعر الفائــدة؛ وذلــك إذا كانــت اخلصــوم‬
‫احلساســة للفائــدة تزيــد علــى األصــول احلساســة هلــا‪.‬‬
‫بالنســبة لبنــوك املشــاركة فإهنــا ال تتعــرض ملخاطــر ســعر الفائــدة لعــدم‬
‫التعامــل هبــا‪ ،‬فاملــودع حيصــل علــى عائــد (ربــح) مقابــل مشــاركته يف‬
‫‪245‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫االســتثمار وليــس فائــدة‪« ،‬ومــن هنــا ميكــن أن يكــون اخلطــر يف صــورة‬
‫خماطــر تغــر العائــد‪ ،‬أو مبعنــى حساســية األصــول واخلصــوم للتغــر‬
‫يف العائــد‪ ،‬أي درجــة تغــر هــذه األصــول واخلصــوم نتيجــة للتغــر يف‬
‫مســتويات العائــد»(‪)1‬؛ حيــث يتــم حتديــد الفجــوة بــن الربــح احملقــق وربــح‬
‫الســوق بدراســة ثغــرة الربــح‪ ،‬بــدالً مــن ســعر الفائــدة‪ ،‬لتحقيــق إســراتيجية‬
‫حتريــك الرتكيبــة (أصول‪/‬خصــوم) هبــدف زيــادة الربــح املــوزع‪.‬‬
‫ثالث ـاً‪ :‬مدخــل ربــط اســتدعاء املصــادر وفــق متطلبــات االســتخدام يف‬
‫بنــوك املشــاركة‬
‫يتــم إدارة األصــول واخلصــوم وفقــاً هلــذا املدخــل بأســلوب عكســي لِمــا‬
‫ورد يف املداخــل الســابقة؛ «فالبنــوك تواجــه هدفــن متناقضــن فهــي مــن‬
‫جانــب األصــول «مبعناهــا احملاســي» ال بــد أن تكــون اســتثماراهتا ذات‬
‫نظــرة طويلــة األجــل‪ ،‬ومــن حيــث اخلصــوم «باملعنــى احملاســي» ال بــد أن‬
‫تكــون اســتثماراهتا ذات نظــرة قصــرة األجــل‪ ...‬ألن عمــاء البنوك يهتمون‬
‫مبســألة الســيولة وتناقــض ذلــك مــع حقيقــة أن املشــاريع [الصناعيــة‬
‫والزراعيــة واإلنشــائية] حتتــاج إىل وقــت لتحقــق الربــح»(‪.)2‬‬
‫يــرى أحــد الباحثــن أن االســتثمار يف بنــوك املشــاركة حيتــاج إىل تكييــف‬
‫خــاص ألدوات امليزانيــة مــن أصــول وخصــوم؛ حيــث يتطلــب نشــاط‬
‫هــذه البنــوك تطويــر أدوات املصــادر الــي تعتمــد علــى اآلجــال؛ ألن‬
‫اســتخداماهتا حتتــاج لفــرة زمنيــة قصــرة أو طويلــة لتوليــد األربــاح‪ ،‬هلــذا‬
‫(‪ )1‬حممد صاحل احلناوي والسيدة عبد الفتاح عبد السالم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.395 :‬‬
‫(‪ )2‬حممــد علــي القــري‪« ،‬احلســابات والودائــع املصرفيــة (‪ ،»)2‬جملــة االقتصــاد اإلســامي‪ ،‬العــدد ‪ ،186‬مرجــع ســابق‪،‬‬
‫ص‪.27 :‬‬
‫‪246‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫كان مــن الضــروري االعتمــاد علــى مصــدر للتمويــل ترتبــط آجالــه مــع آجال‬
‫اســتخداماته‪ ،‬ومــن هنــا تنقلــب املعادلــة‪ ،‬فبــدالً مــن البنــوك التقليديــة الــي‬
‫تقبــل الودائــع ثــم تبحــث عــن اســتخداماهتا غالب ـاً؛ فــإن بنــوك املشــاركة‬
‫غالب ـاً مــا تتلقــى االســتخدامات ثــم تســتدعي التمويــل الــازم هلــا(‪.)1‬‬
‫وهلــذا يقــرح أســلوبا للتــوازن بــن املدخــات (املصــادر) واملخرجــات‬
‫(االســتخدامات) يتمثــل يف‪« :‬اإلعــان عــن قبــول ودائــع بأنظمــة خمتلفــة‬
‫تقابــل حاجــة الربامــج االســتثمارية‪ ،‬ســواء مــن حيــث املــدد املختلفــة هلــا‬
‫أو حســب رغبــات أصحــاب الودائــع يف توجيــه أمواهلــم لنشــاط معيّــن‪،‬‬
‫وذلــك بعــد قيــام املصــرف بدراســة اجلــدوى وتقديــم املعلومــات الضروريــة‬
‫للمدخريــن‪ .‬ومــن املمكــن تكويــن ســلة مــن املشــروعات ألصحــاب الودائــع‬
‫تق ِّلــل مــن درجــة املخاطــر بالتنويع؛ مما يشــجع املمولني علــى اإلقبال عليها‬
‫ويقلــل مــن درجــة املخاطــر»(‪)2‬؛ وهلــذا جيــب عــدم توســع بنــك املشــاركة يف‬
‫قبــول الودائــع قصــرة األجــل إال بعــد التأكــد مــن اســتخداماهتا‪.‬‬
‫ميكن توضيح هذا املدخل كما يلي‪:‬‬
‫شـكـــل رقــم (‪ :)26‬توضيــح الربــط بــن املصــادر واالســتخدامات يف ميزانيــة‬
‫البنــوك التقليديــة وبنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫الـبـنـوك‬
‫األصــول (االستخدامات )‬
‫أسلوب البنوك‬
‫التقليدية‬
‫قـــــروض‬
‫تو جيه‬
‫التأكد من االستخدام‪:‬‬
‫أسلوب بنوك املشاركة‬
‫اخلصــوم (املصادر)‬
‫ برامج استثمارية‪.‬‬‫‪ -‬دراسات اجلدوى‪.‬‬
‫استدعاء‬
‫ودائــــــع‬
‫مصادر التمويل‪:‬‬
‫حسب آجال االستحقاق‪.‬‬‫‪) -‬حسب رغبة املودعني( درجة املخاطرة‬
‫(‪ )1‬يوسف كمال حممد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.156 :‬‬
‫(‪ )2‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪166 :‬‬
‫‪247‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫إن شــهادات االســتثمار القابلــة للتــداول هلــا إمكانــات ضخمــة يف بنــوك‬
‫املشــاركة تتمثــل فيمــا يلــي(‪:)1‬‬
‫أ‪ -‬حتقيــق االنســجام بــن آجــال االســتخدامات وآجــال املصــادر‪:‬‬
‫وهــو أمــر هــام بالنســبة ألســلوب بنــوك املشــاركة وتقنيتهــا‪.‬‬
‫ب‪ -‬ربــط اســتدعاء املصــادر باســتخداماهتا‪ :‬وهــذا يو ِّفــر علــى بنوك‬
‫املشــاركة عــبء مصــادر ال تســتخدم‪ ،‬ومتثــل عبئـاً علــى صــايف الربــح‬
‫بالنســبة للودائع املســتخدمة‪.‬‬
‫جـــ‪ -‬حتقيــق رغبــات املودعــن‪ :‬مــن ناحيــة اآلجــال ودرجــة املخاطــرة‬
‫الــي يتعرضــون هلــا‪ ،‬حــن يُعــرض عليهــم أنشــطة خمصصــة أو‬
‫مشــاريع خمصصــة لشــهاداهتم؛ حيــث يتــاءم عائــد االســتخدامات‬
‫مــع عائــد املصــادر‪.‬‬
‫(‪ )1‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.158-157 :‬‬
‫‪248‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‬
‫المطلب الثالث‪ :‬إدارة السيـولة في بنوك المشاركة‪.‬‬
‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬رؤيـة الباحثيـن خلطـر عامـل السيـولة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬مشكلة السيولة الناقصة والسيولة الفائضة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬واقـع إدارة فائـض وعـجـز السيـولة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬رؤية الباحثني خلطر عامل السيولة يف بنوك املشاركة‬
‫إن اإلدارة املصرفيــة الناجحــة هــي الــي تســتطيع أن حت ِّقــق أمثــل توفيــق‬
‫ممكــن بــن عاملــي الرحبيــة والســيولة‪ ،‬ويف حــدود احملافظــة علــى ســامة‬
‫املركــز املــايل للبنــك‪.‬‬
‫يــرى أحــد الباحثــن أن مشــكلة إجيــاد التــوازن بــن عاملــي الرحبيــة‬
‫والســيولة تواجــه بنــوك املشــاركة والبنــوك التقليديــة علــى حــد ســواء‪،‬‬
‫بينمــا اخلــاف قائــم حــول خطــر عامــل الســيولة يف كال النوعــن مــن‬
‫البنــوك(‪)1‬؛ ففــي البنــوك التقليديــة يتطلــب االحتفــاظ بنســبة ســيولة أكــر‬
‫العتمادهــا علــى احلســابات اجلاريــة؛ وبالتــايل فهــي تتعــرض خلطــر‬
‫عامــل الســيولة بشــكل أكــر‪ ،‬بينمــا يف بنــوك املشــاركة يتطلــب االحتفــاظ‬
‫حبجــم ســيولة أقــل العتمادهــا علــى الودائــع باملشــاركة؛ وبالتــايل فهــي‬
‫أقــل عرضــة خلطــر عامــل الســيولة‪ ،‬هــذا باإلضافــة إىل أن احتفاظهــا‬
‫بأمــوال ســائلة ملــدة تفــوق الســنة يعرضهــا للــزكاة بنســبة ‪%2,5‬؛ ولذلــك‬
‫فإهنــا مطالبــة باالحتفــاظ بنســبة أقــل مــن األمــوال الســائلة عــن غريهــا‬
‫مــن البنــوك‪.‬‬
‫(‪ )1‬سعود عبد اجمليد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.151 :‬‬
‫‪249‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫بينمــا يــرى فريــق مــن الباحثــن أن إدارة متطلبــات الســيولة يف بنــوك‬
‫املشــاركة تُعتــر أكثــر تعقيــداً عنهــا يف البنــوك التقليديــة؛ وذلــك نظــراً‬
‫لالعتبــارات التاليــة(‪:)1‬‬
‫‪ -1‬ميكــن للبنــوك التقليديــة مراعــاة آجــال االســتحقاق بــن مــا‬
‫حتصــل عليــه مــن ودائــع ومــا تقدِّمــه مــن قــروض‪.‬‬
‫‪ -2‬تســتخدم بنــوك املشــاركة اجلانــب األكــر مــن مواردهــا لتمويــل‬
‫مشــاريع يصعــب التنبــؤ بنتائجهــا مقدّم ـاً‪ ،‬كمــا ال ميكــن التصــرف‬
‫فيهــا لتلبيــة مســحوبات املودعــن‪.‬‬
‫‪ -3‬ال تســتطيع بنــوك املشــاركة اللجــوء إىل البنــك املركــزي الــذي‬
‫يقــدم القــروض مقابــل فائــدة؛ ممــا يــؤدي إىل احتفاظهــا بنســبة‬
‫ســيولة عاليــة يكــون هلــا أثــر ســليب علــى رحبيتهــا‪.‬‬
‫‪ -4‬ال تستطيع بنوك املشاركة اللجوء إىل األسواق العاملية الستثمار‬
‫فوائضها النقدية‪.‬‬
‫‪ -5‬إن األصــول الســائلة يف بنــوك املشــاركة أقــل بكثــر مــن مثيلتهــا‬
‫يف البنــوك التقليديــة؛ ألن بعــض عناصــر الســيولة كالســندات‬
‫واألذونــات واألوراق التجاريــة املخصومــة ال تدخــل ضمــن أصــول‬
‫ميزانيــة بنــوك املشــاركة‪ ،‬والــي يف الغالــب تو ِّلــد عائــداً يف البنــوك‬
‫التقليديــة‪.‬‬
‫(‪ )1‬راجع‪:‬‬
‫ حممد صاحل احلناوي‪ ،‬ود‪ .‬السيدة عبد الفتاح عبد السالم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.396–394 :‬‬‫‪ -‬منري إبراهيم هندي‪« ،‬شبهة الربا يف معامالت البنوك التقليدية واإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪22-21 :‬؛ ‪.74‬‬
‫‪250‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫ثانياً‪ :‬مشكلة السيولة الناقصة والسيولة الفائضة يف بنوك املشاركة‬
‫‪1 .1‬مشكلة السيولة الناقصة ومصادر تغطيتها‪:‬‬
‫جيــب أن يكــون للبنــك «نقــد جاهــز لكــي يدفعــه للمودعــن الذيــن يطلبــون‬
‫الســحب مــن ودائعهــم‪ ،‬ولكــي يكون لديه ســيولة كافية‪ ،‬فــإن البنك جيب أن‬
‫يقــوم بــإدارة الســيولة‪ ،‬وهــي حيــازة أصــول ســائلة كافيــة ملقابلــة التزامــات‬
‫البنــك جتــاه املودعــن»(‪.)1‬‬
‫ويقــرح بعــض اخلــراء ثالثــة بدائــل ملواجهــة مشــكلة الســيولة يف بنــوك‬
‫املشــاركة هــي(‪:)2‬‬
‫‪ -1.1‬التنســيق بــن بنــوك املشــاركة لتبــادل التســهيالت االئتمانيــة‬
‫بينهــا يف إطــار املشــاركة يف الربــح واخلســارة‪.‬‬
‫‪ -2.1‬الوصــول إىل اتفــاق تعاونــي بــن بنــوك املشــاركة ليمـدّ كل منهــا‬
‫العــون لآلخــر علــى أســاس متبــادل‪ ،‬بشــرط أن يكــون صــايف االســتفادة‬
‫مــن هــذا التســهيل صفــراً (مبعنــى أن االقرتاضــات املتبادلــة تلغــي‬
‫اإلقراضــات املتبادلــة) خــال فــرة معينــة‪.‬‬
‫‪ -3.1‬إنشــاء صنــدوق مشــرك لبنــوك املشــاركة حتــت إشــراف البنــك‬
‫املركــزي كجــزء مــن متطلبــات االحتياطــي النقــدي اإللزامــي‪ ،‬لتوفــر‬
‫تســهيالت مصرفيــة تبادليــة فيمــا بينهــا‪.‬‬
‫إذا مل تتحقــق هــذه البدائــل لبنــوك املشــاركة‪ ،‬وعندمــا تواجــه كلهــا بأزمــة‬
‫ســيولة فــإن البنــك املركــزي يصبــح امللجــأ املتبقــي‪ ،‬إذ يتعــن عليــه القيــام‬
‫بــدور املقــرض األخــر بتزويــد هــذه البنــوك بالســيولة املطلوبــة‪.‬‬
‫ويف هــذا الصــدد؛ يقــرح بعــض الباحثــن أن يقــوم البنــك املركــزي بتمويــل‬
‫(‪ )1‬أمحد أبو الفتوح الناقة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.54 :‬‬
‫(‪ )2‬حممد عمر شابرا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.209-208 :‬‬
‫‪251‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫بنــوك املشــاركة كمــا يلــي(‪:)1‬‬
‫أ‪ -‬إيــداع البنــك املركــزي للمبالــغ الالزمــة الحتيــاج الســيولة لــدى بنــوك‬
‫املشــاركة مقابــل مشــاركة الوديعــة يف األربــاح عنــد حتققهــا‪.‬‬
‫ب‪ -‬حصــول بنــوك املشــاركة علــى قــروض حســنة (بــا فوائــد) مــن‬
‫البنــك املركــزي وجيــب أن يكــون الســبب يف هــذه املســاعدة مقبــوالً‬
‫وقانونيــاً‪ ،‬أمــا إذا كان نتيجــة ســوء إدارة أو ســوء تطبيــق أو خمالفــة‬
‫أنظمــة وتعليمــات أو ســوء اختيــار االســتثمارات‪ ،‬فهنــا يلــزم إيقــاع‬
‫عقوبــات قاســية علــى البنــك مــع ضمــان حقــوق املودعــن واملســامهني‬
‫بقــدر اإلمــكان‪.‬‬
‫جـ‪ -‬يقوم البنك املركزي بشراء أسهم من بنوك املشاركة‪.‬‬
‫د‪ -‬ال يوجــد مانــع أن يفــرض البنــك املركــزي نســبة االحتياطي اإللزامي‬
‫علــى الودائــع اجلاريــة ولــو بنســبة مرتفعة تصل إىل ‪ ،%100‬أما بالنســبة‬
‫للودائــع االســتثمارية فيجــب أن تُعفــى مــن هــذه النســبة؛ ألن املــررات‬
‫األساســية لتطبيقهــا علــى الودائــع االســتثمارية غــر قائمــة‪ ،‬ســواء ألنــه‬
‫ليــس هنــاك التــزام عليهــا بضــرورة رد هــذه الودائــع ألصحاهبــا كاملــة‪،‬‬
‫أو ألن هــذه الودائــع توجــه الســتثمارات عينيــة وليــس لقــروض نقديــة(‪.)2‬‬
‫وإذا كان يبــدو أن البدائــل الثالثــة املقرتحــة ملواجهــة مشــكلة الســيولة‬
‫حتقــق متويـاً أقــل مــن ذلــك الــذي حتصــل عليــه البنــوك التقليديــة؛ فــإن‬
‫هــذا األمــر جيعــل بنــوك املشــاركة أكثــر اعتمــاداً علــى مواردهــا اخلاصــة‬
‫(املصــادر الداخليــة)؛ ألن املبالغــة يف التمويــل يف البنــوك األخــرى ميثــل‬
‫(‪ )1‬أمحــد حممــد الســعد‪« ،‬العالقــة بــن البنــوك اإلســامية والبنــك املركــزي»‪ ،‬جملــة التجديــد‪ ،‬اجلامعــة اإلســامية‬
‫العامليــة‪ ،‬ماليزيــا‪ ،‬الســنة ‪ ،2‬العــدد ‪ ،3‬فربايــر‪ ،‬ص‪.63-62 :‬‬
‫(‪ )2‬حممــد عبــد املنعــم أبــو زيــد‪« ،‬الــدور االقتصــادي للمصــارف اإلســامية بــن النظريــة والتطبيــق»‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪84‬؛ ‪.104‬‬
‫‪252‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫نقطــة ضعــف يف النظــام املصــريف التقليــدي خاصــة كلمــا كانــت هنــاك‬
‫أزمــة مصرفيــة(‪.)1‬‬
‫هلــذا؛ يطــرح بعــض املفكريــن املقرتحــات والتصورات إلجياد قنــوات داخلية‬
‫مــن البنــك نفســه ملقابلــة متطلبات الســيولة‪ ،‬نســتعرضها فيمــا يلي‪:)2(2‬‬
‫أ‪ -‬احتفــاظ البنــك بنســبة معقولــة مــن الودائــع حتــت الطلــب علــى‬
‫شــكل أمــوال ســيولة نقديــة‪.‬‬
‫ب‪ -‬اقتطــاع نســبة مــن كل حســاب اســتثماري باتفــاق مــع املودعــن ال‬
‫تدخــل يف حســاب األربــاح واخلســائر كاحتياطــي ســيولة‪.‬‬
‫جـ‪ -‬إصدار شــهادات إيداع واســتثمار تشــارك يف النشــاط االســتثماري‬
‫العــام لبنــوك املشــاركة‪ ،‬أو خمصصــة لتمويــل نشــاط معيّــن أو مشــروع‬
‫معيّن ‪.‬‬
‫د‪ -‬التعامل بالســندات املشــاركة يف األرباح أو ســندات املقارضة‪ ،‬وهذه‬
‫غالبـاً مــا تكــون طويلــة األجــل‪ ،‬تعطــي اســتقراراً أكثــر لبنــوك املشــاركة‬
‫املصــدرة هلــا‪.‬‬
‫هـــ‪ -‬إن بنــوك املشــاركة يلزمهــا أن تزيــد مــن نســبة رأس املــال يف‬
‫مواردهــا؛ محايــة هلــا مــن أخطــار اإلفــاس‪.‬‬
‫و‪ -‬بنــوك املشــاركة يقــع عليهــا مســؤولية اســتحداث أدوات اســتثمارية‬
‫تتميــز بســيولتها املرتفعــة‪.‬‬
‫‪2 .2‬مشكلة السيولة الفائضة وطرق توظيفها‪:‬‬
‫يشــر باحثــون آخــرون إىل وجــه آخــر ملشــكلة الســيولة‪ ،‬وهــو أن بعــض‬
‫بنــوك املشــاركة «تعانــي مــن وفــرة األمــوال الســائلة يف الوقــت الــذي ال‬
‫(‪ )1‬حممد عمر شابرا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.209 :‬‬
‫(‪ )2‬راجع‪ :‬أمحد حممد السعد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.62-61:‬‬
‫‪253‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫توجــد فيــه مشــروعات مدروســة ومقبولــة وفقــا ملعايــر البنــك‪ .‬مثــل هــذه‬
‫الســيولة مــن شــأهنا أن تــرك أثــراً عكســياً علــى الرحبيــة‪ ،‬خاصــة إذا كان‬
‫مصــدر تلــك املــوارد الســائلة ودائــع ألجــل يشــارك أصحاهبــا يف األربــاح»(‪.)1‬‬
‫ومــن بــن املقرتحــات املطروحــة يف هــذا الشــأن مايلــي‪:‬‬
‫ إنشــاء مركــز للمعلومــات خلدمــة بنــوك املشــاركة‪ ،‬يو ِّفــر املعلومــات‬‫عــن املشــروعات املتاحــة؛ ممــا يــؤدي إىل اشــراك البنــوك الــي لديها‬
‫فائــض يف متويــل هــذه املشــروعات‪.‬‬
‫ إجيــاد هيئــة منســقة (بنــك مشــاركة عاملــي) تشــرف علــى حتريــك‬‫الســيولة وتوظيفهــا توظيفـاً اقتصاديـاً‪ ،‬وتأمــن النقــص لــدى البنوك‬
‫األخــرى؛ بشــرط أن ال يفتــح اجملــال لتغطيــة احنــراف أو إمهــال إدارة‬
‫البنوك(‪.)2‬‬
‫ تنميــة ســوق مــايل متكامــل مبرتكزاتــه الثالثــة‪ :‬املؤسســات‬‫واألدوات والسياســات؛ توظــف فيــه بنــوك املشــاركة أدواهتــا املاليــة‬
‫ويســهل تســييلها عنــد احلاجــة‪.‬‬
‫فيمــا يلــي شــكل توضيحــي يُبــن إدارة الســيولة ملقابلــة التدفــق الداخلــي أو‬
‫اخلارجــي للودائــع يف بنــوك املشــاركة‪:‬‬
‫(‪ )1‬منري إبراهيم هندي‪« ،‬شبهة الربا يف معامالت البنوك التقليدية واإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.23:‬‬
‫(‪ )2‬يوسف كمال حممد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.162-160 :‬‬
‫‪254‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫شـكل رقم (‪ :)27‬إدارة مـتـطلـبـات الـسـيـولـة فـي بـنـوك الـمـشـاركــة‬
‫إدارة السـيـولة الـسـيولة‬
‫مـشـكـلـة الـنـقـص‬
‫فـي الـسـيـولــة‬
‫مـشـكـلـة الـمـلـجـأ‬
‫األخـيـر للـسـيـولـة‬
‫مـشـكـلـة إيــجــاد‬
‫مـصـادر للـسـيـولـة‬
‫مـشـكـلـة اسـتـثـمـار‬
‫فـائـض الـسـيـولــة‬
‫التنسيق بني بنوك‬
‫املشاركة‬
‫متويل البنك املركزي على أساس‬
‫املشاركة أو القرض احلسن‬
‫االحتفاظ بنسبة احتياطي‬
‫سيولة مالئمة‬
‫إنشاء مركز للمعلومات‬
‫عن فرص االستثمار‬
‫اتفاق على مساندة البنك‬
‫ناقص السيولة دون عائد‬
‫شراء البنك املركزي‬
‫ألسهم بنوك املشاركة‬
‫توفري رأمسال كبري‬
‫لتجنب اإلفالس‬
‫إنشاء بنك مشـاركة عاملي‬
‫لتوظيف السيولة‬
‫إنشاء صندوق متويل‬
‫مشرتك يف البنك املركزي‬
‫إعفاء حسابات االستثمار‬
‫من االحتياطي اإللزامي‬
‫استحداث أدوات استثمارية‬
‫ذات سيولة سريعة‬
‫إنشاء سـوق مايل لتوظيف‬
‫األدوات االستثمارية‬
‫‪255‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫ثالثاً‪ :‬واقع إدارة فائض وعجز السيولة يف بنوك املشاركة‬
‫أوضحــت الدراســة الــي قامــت هبــا جمموعــة مــن اخلــراء طــرق عــاج‬
‫الفائــض والعجــز النقــدي لعيِّنــة مــن بنــوك املشــاركة (ن=‪ ،)7‬وهــي البنــوك‬
‫الــي تقــوم بإجــراء مطابقــة بــن رصيــد النقديــة الشــهري ورصيــد النقديــة‬
‫املتوقــع مــن واقــع املوازنــة النقديــة‪ ،‬ويف حالــة وجــود احنرافــات يتم حتليلها‬
‫ومعرفــة أســباهبا وســبل معاجلتهــا؛ حيــث يتــم التصــرف يف فائــض أو‬
‫عجــز الســيولة مــن خــال مــا يلــي‪:‬‬
‫جــدول رقــم (‪ :)45‬واقــع طــرق التصــرف يف فائــض وعجــز الســيولة يف‬
‫بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫طرق عالج فائض السيولة‬
‫ فتح قنوات استثمارية جديدة‪.‬‬‫ إيداع الفائض لدى البنك املركزي‪.‬‬‫ االحتفــاظ بالفائــض النقــدي لــدى‬‫املصــرف‪.‬‬
‫ القيــام بإقــراض بنــوك املشــاركة‬‫األخــرى الــي تعانــي مــن العجــز النقــدي‪.‬‬
‫ إيــداع الفائــض لــدى بنــوك تقليديــة‬‫باخلــارج مقابــل احلصــول علــى‬
‫خدمــات جمانيــة‪.‬‬
‫ االجتــار بالذهــب والفضة والعمالت‬‫األجنبية يف األســواق العاملية‪.‬‬
‫ االســتثمار يف مراحبــات الســلع‬‫قصــرة األجــل‪.‬‬
‫العدد النسبة‬
‫‪4‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-‬‬
‫طرق عالج عجز السيولة‬
‫‪ - 57%‬االقرتاض من املصارف األخرى‪.‬‬
‫‪ - 14%‬االقرتاض من البنك املركزي‪.‬‬
‫ التصــرف يف بعــض األصــول‬‫‪ 28,5%‬ا ملتد ا و لــة ‪.‬‬
‫ التصــرف يف بعــض األصــول‬‫‪ 28,5%‬املتداولــة الســريعة (أوراق ماليــة)‪.‬‬
‫ إيداعــات اســتثمارية يف بعــض بنــوك‬‫‪ -‬املشــاركة األخرى‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪14%‬‬
‫‪1‬‬
‫‪14%‬‬
‫ الرتويج ألوعية ادخارية جديدة‪.‬‬‫ الرتويــج خلدمــات مصرفيــة لبنــك‬‫املشــاركة‪.‬‬
‫ املتابعة اليومية للمدخالت واملخرجات‬‫والرصيد املتبقي‪.‬‬
‫العدد النسبة‬
‫‪2‬‬
‫‪2‬‬
‫‪28,5%‬‬
‫‪28,5%‬‬
‫‪2‬‬
‫‪28,5%‬‬
‫‪4‬‬
‫‪57%‬‬
‫‪1‬‬
‫‪14%‬‬
‫‪1‬‬
‫‪14%‬‬
‫‪1‬‬
‫‪14%‬‬
‫‪1‬‬
‫‪14%‬‬
‫املصدر ‪ :‬جلنة من األساتذة اخلرباء االقتصاديني والشرعيني واملصرفيني‪،‬‬
‫«تقويم الدور احملاسيب للمصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.448-447 :‬‬
‫‪256‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫جيــب أن هتتــم إدارة املوازنــات واإلدارة املاليــة بدراســة حلــول بديلــة ســواء‬
‫يف حالــة احتمــال حــدوث فائــض ســيولة أو عجــز كمــا يلــي‪:‬‬
‫ يف حالــة الفائــض‪ :‬جيــب أن يكــون لــدى البنــك خطــة الســتيعاب‬‫هذا الفائض يف قنوات اســتثمار مالئمة من حيث العائد واملخاطر؛‬
‫ومــن دون التعامــل بالفائدة‪.‬‬
‫ يف حالــة العجــز‪ :‬حبيــث ميكــن التصــرف يف األصــول الشــبه‬‫ســائلة لــدى البنــك أو مــن بنــوك مشــاركة أخرى؛ ومــن دون االقرتاض‬
‫بفائــدة‪.‬‬
‫‪257‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫خالصـــة الفصل الثاني‬
‫إن امليزانيــة املصرفيــة هــي جــدول يتضمــن مصــادر األمــوال (اخلصــوم)‬
‫واســتعماالهتا (األصــول)؛ وتتميّــز عــن ميزانيــة املؤسســات الصناعيــة‬
‫والتجارية من حيث ترتيب عناصرها (حسب درجة السيولة واالستحقاق‬
‫املتناقصــة) واســتخدام حســابات خاصــة (الودائــع واحلســابات النظاميــة)‪،‬‬
‫وتشــرك معهــا مــن حيــث حســابات التســوية اجلرديــة (املصاريــف‬
‫واإليــرادات املقدَّمــة واملتأخِّــرة) ومراعــاة املبــادئ احملاســبية يف إعدادهــا‬
‫(مبدأ اإلفصاح‪ ،‬األمهية النســبية‪ ،‬احليطة واحلذر‪ ،‬الثبات أو التجانس)‪.‬‬
‫يتــم إعــداد امليزانيــة يف بنــوك املشــاركة تبع ـاً لألمهيــة النســبية للعنصــر‬
‫وطبقـاً ملــا تعــارف عليه العــرف املصريف؛ حيث يتم تبويب عناصر األصول‬
‫أو اســتخدامات األمــوال كمــا يلــي‪ :‬حســابات النقدية ثــم التوظيفات وأخرياً‬
‫األصــول الثابتــة؛ ويتــم تبويــب عناصــر اخلصــوم أو مصــادر األمــوال كمــا‬
‫يلــي‪ :‬الودائــع بأنواعهــا ثــم االلتزامــات وأخــراً حقــوق املســامهني؛ وهــذا‬
‫مــا عكســته بعــض النمــاذج التطبيقيــة والنظريــة املقرتحــة مليزانيــة بنــوك‬
‫املشــاركة الــي متثلــت يف‪:‬‬
‫ امليزانيــة ذات السِّــمة املميــزة ألهــداف بنــوك املشــاركة االجتماعية‬‫والتنموية؛‬
‫ ميزانيــة بنــوك املشــاركة الــي تُحوِّهلــا مــن البنــوك العاديــة إىل‬‫بنــوك شــاملة؛‬
‫ امليزانيــة املالئمــة لتبويــب مصــادر واســتخدامات أمــوال بنــوك‬‫املشــاركة‪.‬‬
‫وتشــر ميزانيــة بنــوك املشــاركة يف جانــي األصــول واخلصــوم إىل القيــام‬
‫‪258‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫بوظيفــة الوســاطة التمويليــة والتجاريــة بــن املودعــن ورجــال األعمــال‪.‬‬
‫وإذا كانــت ال ختتلــف طريقــة تصويرهــا عــن ميزانيــة البنــوك التقليديــة؛‬
‫فإهنــا تتميّــز عنهــا يف خصوصيــة حســاباهتا الــي تُعبِّــر علــى أهنــا ليســت‬
‫تقليــداً لنمــوذج موجــود بــل ذات منتجــات مصرفية جديــدة رائدة وخيارات‬
‫وبدائــل متعــددة‪ .‬وبــدالً مــن البنــوك التقليديــة الــي تقبــل الودائــع ثــم‬
‫تبحــث عــن اســتخداماهتا؛ فــإن بنــوك املشــاركة تتلقــى االســتخدامات‬
‫ثــم تســتدعي التمويــل الــازم هلــا؛ إلدارة امليزانيــة حســب ربــط اســتدعاء‬
‫املصــادر وفــق متطلبــات االســتخدام‪ .‬ومــن بــن النظريــات املصرفيــة الــي‬
‫تناســب الطبيعــة الشــاملة لبنــوك املشــاركة هــي نظريــة الدخــل املتوقــع‬
‫ونظريــة إدارة اخلصــوم‪.‬‬
‫لقــد كشــف الواقــع العملــي عــن العديــد مــن املشــكالت الــي تواجــه بنــوك‬
‫املشــاركة عنــد إعدادهــا للميزانيــة؛ وعــن العديــد مــن الصعوبــات الــي‬
‫تواجــه الباحثــن إلعــداد ميزانيــة مُجمّعــة هلــا‪ ،‬وكشــف أيضــاً أن بنــوك‬
‫املشــاركة حباجــة إىل ميزانيــة «موحَّــدة» وليســت «جممَّعــة»؛ تضمــن متاثــل‬
‫احلســابات املصرفيــة وإجــراء املقارنــات بينهــا‪ .‬إن وضــع منــاذج موحــدة‬
‫للقوائــم املاليــة لبنــوك املشــاركة يتطلــب اخلطــوات التاليــة‪:‬‬
‫ وضع دليل حماسيب يتم فيه تعريف كل املعامالت املصرفية؛‬‫ دراسة وحتليل املعايري احملاسبية؛‬‫ دراســة إمكانيــة توحيــد القوائــم املاليــة مــع مراعــاة التشــريعات‬‫والتقنيــات الســائدة‪.‬‬
‫‪259‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫الـفـصـل الثالث‬
‫مصــادر األمــــوال في بنــوك المشاركــة‬
‫سوف نتعرض ضمن هذا الفصل إىل املباحث األساسية التالية‪:‬‬
‫املبحث األول‪ :‬مصادر األموال اخلارجية األساسية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬مصادر األموال اخلارجية اإلضافية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬مصادر األموال الداخلية املكملة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫خالصة الفصل الثالث‬
‫‪260‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫المبحث األول‬
‫مصــادر األمــوال الخارجيــة األساســية فــي بنــوك‬
‫المشــاركة‬
‫سنتناول هذا املبحث بالدراسة من خالل احملاور التالية‪:‬‬
‫ ‪-‬طبيعـة الودائع املصرفية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫ ‪-‬حسابات الودائع املصرفية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫ ‪-‬عمليـة توليد الودائع املصرفية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪261‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫المطلــب األول‪ :‬طبيعــة الودائــع المصرفيــة فــي بنــوك‬
‫المشــاركة‬
‫‬
‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬الودائـع املصرفيــة العينيــة والنقديــة يف بنـوك املشـاركة‪.‬‬
‫ثانيــاً‪ :‬الودائــع احلكوميــة واملركزيــة واملتبادلــة واملرتبطــة باخلدمــات‬
‫املصرفيــة‪.‬‬
‫ثالثــاً‪ :‬مؤسســـة التأميـــن علــى الودائـــع وهيئـــة مراجعــة حســابات‬
‫االســتثمار‪.‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬الودائع املصرفية العينية والنقدية يف بنوك املشاركة‬
‫تُعتــر الودائــع أهــم مصــادر التمويــل اخلارجيــة بالبنــوك‪ ،‬فهــي املــادة اخلــام‬
‫للعمــل املصــريف بالنســبة للبنــوك التقليديــة وبنــوك املشــاركة؛ وتتحصــل‬
‫عليهــا مــن إيداعــات األفــراد واهليئــات املختلفــة‪.‬‬
‫وتنقسم الودائع يف العرف املصريف إىل نوعني(‪:)1‬‬
‫ ودائــع عينيــة حقيقيــة‪ :‬كإيــداع أشــياء معينــة مــن ذهــب أو‬‫مســتندات لــدى البنــك؛ حيــث توضــع يف خزائــن حديديــة‪.‬‬
‫ ودائــع نقديــة‪ :‬تتنــوع حســب تاريــخ اســتحقاقها إىل ثالثــة أنــواع‬‫هــي‪ :‬الودائــع اجلاريــة والودائــع االدخاريــة والودائــع ألجــل‪.‬‬
‫‪1 .1‬الودائع املصرفية العينية يف بنوك املشاركة‪:‬‬
‫‪ -1.1‬الوديعة املستندية يف بنوك املشاركة‪:‬‬
‫تقــوم بنــوك املشــاركة حبفــظ املســتندات واألوراق املاليــة (األســهم) لتلبيــة‬
‫(‪ )1‬عبــد العزيــز اخليــاط‪« ،‬الودائــع املصرفيــة‪ :‬نظــرة إســامية»‪ ،‬جملــة الدراســات املاليــة واملصرفيــة‪ ،‬األكادمييــة العربيــة‬
‫للعلــوم املاليــة واملصرفيــة‪ ،‬اجلامعــة األردنيــة‪ ،‬العــدد ‪ ،2‬الســنة الثالثــة‪ ،‬يونيــو ‪ ،1995‬ص‪.50 :‬‬
‫‪262‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫ا يتــم هــذا النــوع مــن اإليــداع؛ «إذا مــا‬
‫أغــراض املودعــن املختلفــة‪ ،‬فمث ـ ً‬
‫رغــب أحــد العمــاء يف حضــور اجلمعيــات العموميــة للشــركات‪ ،‬الــي تُح ِّتم‬
‫أن يكــون احلاضــر يف اجلمعيــة العموميــة مالــكاً لعــدد معيّــن مــن األســهم‪،‬‬
‫وتتطلــب منــه إيــداع أســهمه يف أحــد املصــارف وإحضــار شــهادة تثبــت‬
‫ذلــك حتــى يتســنى لــه حضــور اجلمعيــة العموميــة»(‪ ،)1‬ويتقاضــى البنــك‬
‫عمولــة مقابــل عمليــة اإليــداع‪ ،‬وميكــن أن يقــوم البنــك ببعــض العمليــات‬
‫الــي تتطلبهــا إدارة هــذه األوراق املاليــة املودعــة كتحصيــل قســائم أربــاح‬
‫العمــاء ‪.‬‬
‫‪ -2.1‬ودائع اخلزائن احلديدية يف بنوك املشاركة‪:‬‬
‫تقــوم بنــوك املشــاركة بتأجــر خزائــن لعمالئهــا إليــداع األشــياء الثمينــة‬
‫(خمطوطــات مثينــة‪ ،‬اجلواهــر والســبائك الذهبيــة وغريهــا) للمحافظــة‬
‫عليهــا مــن الســرقة والضيــاع‪ ،‬ولــكل خزينــة مفتاحــان أحدمهــا لــدى‬
‫العميــل واآلخــر لــدى إدارة البنــك الــذي ال يُســتعمل إال يف حالــة ضيــاع‬
‫املفتــاح األول مــن العميــل(‪ ،)2‬ويتقاضــى البنــك أجــرة تُحـدَّد حســب حجــم‬
‫اخلزانــة ومــدة االنتفــاع هبــا‪.‬‬
‫‪2 .2‬الودائع املصرفية النقدية يف بنوك املشاركة‪:‬‬
‫‪ -1.2‬أنواع احلسابات اليت ُتقدمها بنوك املشاركة لعمالئها‪:‬‬
‫تُعـرَّف الوديعــة املصرفيــة النقديــة يف البنــوك التقليديــة بأهنــا‪« :‬مبلــغ مــن‬
‫النقــود يــودع لــدى البنــوك بوســيلة مــن وســائل اإليــداع فينشــئ وديعــة‬
‫حتــت الطلــب‪ ،‬أو ألجــل حمــدد اتفاق ـاً‪ ،‬ويرتتــب عليــه مــن ناحيــة البنــك‬
‫(‪ )1‬نصــر الديــن فضــل املــوىل حممــد‪« ،‬املصــارف اإلســامية‪ :‬حتليــل نظــري ودراســة تطبيقيــة علــى مصــرف إســامي»‪،‬‬
‫دار العلــم للطباعــة والنشــر‪ ،‬جــدة‪ ،‬ط‪ ،1985 ،1‬ص‪.29 :‬‬
‫(‪ )2‬إدارة البحــوث‪« ،‬اخلدمــات املصرفيــة يف املصــارف اإلســامية»‪ ،‬مركــز االقتصــاد اإلســامي‪ ،‬املصــرف اإلســامي‬
‫الــدويل لالســتثمار والتنميــة‪ ،‬حبــث رقــم‪ ،6 :‬مطابــع املختــار اإلســامي‪ ،1988 ،‬ص‪.27 :‬‬
‫‪263‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫االلتــزام بدفــع مبلــغ معيّــن مــن وحــدات النقــد القانونيــة للمــودع أو ألمــره‪،‬‬
‫أو لــدى الطلــب‪ ،‬أو بعــد أجــل»(‪.)1‬‬
‫يذهــب البعــض إىل أن كلمــة «الودائــع» يف بنــوك املشــاركة ال تنــدرج حتــت‬
‫املعانــي الســابقة‪ ،‬فهــي إمــا أن تكــون قرض ـاً عليــه (حســابات ائتمــان) أو‬
‫مدفوعــة لــه علــى ســبيل املضاربــة (حســابات اســتثمار)(‪ ،)2‬كمــا يُــدرج‬
‫أحــد الباحثــن لفــظ «الودائــع» ضمــن املشــكالت املرتبطــة ببنــوك املشــاركة‬
‫وهــي مشــكلة تتعلــق حبســن اختيــار املصطلحــات واحلســابات املصرفيــة‬
‫املالئمــة؛ حيــث إن‪« :‬اســتخدام عبــارة «الودائــع»‪ ،‬وإن كانــت شــائعة‪ ،‬غــر‬
‫مناســب؛ ألن «الودائــع» إمــا أن تكــون قروضــاً‪ ،‬وإمــا أن تكــون قِراضــاً‬
‫(=مضاربــة)؛ ولــذا مــن املســتحب أن تســتبدل هبــا عبــارة «أمــوال قــرض» أو‬
‫«أمــوال قِــراض» دائنــة أو مدينــة»(‪.)3‬‬
‫ويضيــف آخــر أن الودائــع «سُ ـمِّيت بغــر حقيقتهــا‪ ،‬فهــي ليســت وديعــة؛‬
‫ألن البنــك ال يأخذهــا كأمانــة حيتفــظ بعينهــا لتُــردَّ إىل أصحاهبــا‪ ،‬وإمنــا‬
‫يســتهلكها يف أعمالــه ويلتــزم بــردِّ املثــل»(‪.)4‬‬
‫تتنــوع احلســابات الــي تفتحهــا بنــوك املشــاركة لتناســب كل فئــة مــن‬
‫عمالئهــا املودعــن‪ ،‬فهــي تُلبِّــي رغبــة املســتثمر (حســابات االســتثمار)‬
‫واملو ِّفــر (حســابات توفــر) واحملتفــظ بأموالــه (حســابات جاريــة)(‪.)5‬‬
‫‪ -2.2‬نقـود الودائـع يف بنوك املشاركة‪:‬‬
‫تتكــون نقــود الودائــع مــن أرصــدة حســابات األفــراد لــدى البنــوك عــن‬
‫(‪ )1‬حسن عبد اهلل األمني‪« ،‬الودائع املصرفية النقدية واستثمارها يف اإلسالم»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.208 :‬‬
‫(‪ )2‬حســن حممــد مسحــان‪« ،‬صيــغ التمويــل اإلســامي‪ :‬نظــرة يف ودائــع املصــارف اإلســامية»‪ ،‬جملــة الدراســات املاليــة‬
‫واملصرفيــة‪ ،‬العــدد ‪ ،2‬الســنة اخلامســة‪ ،‬يونيــو ‪ ،1997‬ص‪.56-55 :‬‬
‫(‪ )3‬رفيق املصري‪« ،‬النظام املصريف اإلسالمي‪ :‬خصائصه ومشكالته»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.236 :‬‬
‫(‪ )4‬علي السالوس‪« ،‬حكم ودائع البنوك وشهادات االستثمار يف الفقه اإلسالمي»‪ ،‬مطبعة أمزيان‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬ص‪.52 :‬‬
‫(‪ )5‬حممد بوجالل‪« ،‬البنوك اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.75-74 :‬‬
‫‪264‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫طريــق فتــح حســابات جاريــة؛ حيــث تنتقــل ملكيتهــا مــن شــخص آلخــر‬
‫عــن طريــق السَّــحب عليهــا باســتعمال الشــيكات‪« ،‬وقــد ازدادت أمهيــة‬
‫الودائــع اجلاريــة‪ ،‬فهــي متثــل مــا بــن ‪ % 80-60‬مــن عــرض النقــود يف‬
‫الــدول املتقدمــة‪ ،‬وتنخفــض هــذه النســبة إىل مــا بــن ‪ %50-30‬يف الــدول‬
‫الناميــة»(‪)1‬؛ ويرجــع ذلــك إىل «ضعــف الوعــي املصــريف يف الــدول الناميــة‬
‫متمثــاً يف عــدم انتشــار عــادة اســتخدام الشــيكات واحلــواالت كأدوات‬
‫للدفــع‪ ،‬وإىل ارتفــاع درجــة تفضيــل النــاس هنــاك لالحتفــاظ مبواردهــم‬
‫يف شــكل نقــد قانونــي»(‪.)2‬‬
‫وتتمثــل ظاهــرة توالــد واشــتقاق نقــود الودائــع يف «قــدرة النظــام املصــريف‬
‫أن يوجــد كميــة مــن النقــود تفــوق أضعــاف كميــة النقــود (الودائــع) الــي‬
‫وضعهــا العمــاء لــدى البنــوك»(‪ ،)3‬ويرجــع ذلــك إىل «أن نســبة الســحب‬
‫مــن الودائــع حمــدودة؛ حبيــث إن مــا حتتفــظ بــه البنــوك كاحتياطــي نقــدي‬
‫ملقابلــة الســحب ال يتجــاوز ‪ %30‬مــن الودائــع‪ ،‬ويبقــى ‪ %70‬مــن الودائــع‬
‫وخصوصــا احلســابات اجلاريــة تســتثمرها هــذه البنــوك»(‪.)4‬‬
‫يــرى أحــد الباحثــن أن هــذه الظاهــرة هــي عمليــة آليــة ال ميكــن ألي وحــدة‬
‫مصرفيــة أن تتجنّبهــا مبــا يف ذلــك بنــوك املشــاركة(‪)5‬؛ ويرجــع ذلــك إىل أن‬
‫البنــك لــن تُتــاح لــه فرصــة معرفــة مــا إذا كانــت تلــك الوديعــة أصليــة أو‬
‫(‪ )1‬ضيــاء جميــد املوســوي‪« ،‬االقتصــاد النقــدي‪ :‬قواعــد وأنظمــة ونظريــات وسياســات ومؤسســات نقديــة»‪ ،‬دار الفكــر‪،‬‬
‫اجلزائــر‪ ،1993 ،‬ص‪.30 :‬‬
‫(‪ )2‬أمحــد علــي دغيــم‪« ،‬اقتصاديــات البنــوك‪ :‬مــع نظــام نقــدي واقتصــادي عاملــي جديــد»‪ ،‬مكتبــة مدبــويل‪ ،‬القاهــرة‪،1989 ،‬‬
‫ص‪.84 :‬‬
‫(‪ )3‬أبــو بكــر الصديــق عمــر متــويل ود‪ .‬شــوقي إمساعيــل شــحاتة‪« ،‬اقتصاديــات النقــود يف إطــار الفكــر اإلســامي»‪ ،‬دار‬
‫التوفيــق النموذجيــة‪ ،‬األزهــر‪ ،‬ط‪ ،1983 ،1‬ص‪.79 :‬‬
‫(‪ )4‬ســعود بــن مســعد بــن مســاعد الثبيــي‪« ،‬الودائــع املصرفيــة وأثرهــا يف تنشــيط احلركــة االقتصاديــة»‪ ،‬جملــة االقتصــاد‬
‫اإلســامي‪ ،‬العــدد ‪ ،174‬أكتوبــر ‪ ،1995‬ص‪.184 :‬‬
‫(‪ )5‬منري إبراهيم هندي‪« ،‬شبهة الربا يف معامالت البنوك التقليدية واإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.306-305 :‬‬
‫‪265‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫مشــتقة(‪.)1‬‬
‫فيما يلي نبني أنواع الودائع املصرفية يف شكل توضيحي‪:‬‬
‫شــكل رقــم (‪ :)28‬أنــواع الودائــع املصرفيــة يف بنــوك املشــاركة وعالقتهــا‬
‫بالقوائــم املاليـة‪.‬‬
‫الودائـع املصرفيـة‬
‫ودائــع عـيـنـيـة‬
‫ودائــع نــقــديـة‬
‫ودائــع ال تسهم يف النشاط‬
‫االستثماري للبنك‬
‫ودائــع تسهم يف النشاط‬
‫االستثماري للبنك بدرجات‬
‫متفاوتة‬
‫ ودائــع مستندية‬‫‪ -‬ودائع اخلزائن احلديدية‬
‫ حسابات جارية‬‫ حسابات ادخارية‬‫‪ -‬حسابات استثمارية‬
‫مصادر إيرادات البنك‬
‫حسابات النتائج‬
‫(اخلدمات املصرفية)‬
‫مصادر أموال البنك‬
‫حسابات امليزانية (اخلصوم)‬
‫(‪ - )1‬الودائــع األصليــة (األوليــة)‪ :‬هــي نقــود أودعهــا العميــل يف حســابه‪ ،‬ومل حيصــل عليهــا مــن خــال االقــراض مــن إحــدى‬
‫وحــدات النظــام املصريف‪.‬‬
‫ الودائــع املشــتقة (الثانويــة)‪ :‬هــي الودائــع الــي ختلقهــا قــروض منحــت لعمــاء وأعيــد إيداعهــا يف إحــدى وحــدات‬‫النظــام املصــريف‪.‬‬
‫‪266‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫ثانيــاً‪ :‬الودائــع احلكوميــة واملركزيــة واملتبادلــة واملرتبطــة باخلدمــات‬
‫املصرفيــة‬
‫‪1 .1‬الودائع والقروض من الدولة اليت تعمل فيها بنوك املشاركة‪:‬‬
‫ميكــن لبنــوك املشــاركة اللجــوء إىل الدولــة الــي تعمــل فيهــا للحصــول علــى‬
‫مســاعدات ماليــة قصــد متويــل اســتثماراهتا‪ ،‬ويرتبــط تدخــل الدولــة يف‬
‫هــذا التمويــل مبــدى إدراكهــا ألمهيــة هــذه البنــوك يف االقتصــاد الوطــي‬
‫واإلجيابيــات الــي تنجــم عنهــا واعتبارهــا كأنســب األدوات الــي ميكــن‬
‫توظيفهــا لتحقيــق التنميــة؛ األمــر الــذي يتطلــب دعمهــا وإتاحــة الفرصــة‬
‫أمامهــا للتوســع واالنتشــار مــن خــال إعانــات أو قــروض حســنة أو ودائــع‬
‫مضاربــة‪.‬‬
‫‪2 .2‬الودائع والقروض من البنك املركزي‪:‬‬
‫باعتبــار البنــك املركــزي «بنــك البنــوك» تلجــأ إليــه البنــوك كملجــأ أخــر‬
‫لإلقــراض بالنســبة هلــا لتدعيــم مركــز ســيولتها‪ ،‬ويظهــر االقــراض حتــت‬
‫بنــد «مبالــغ مقرتضــة مــن البنــك املركــزي» يف خصــوم امليزانيــة‪ ،‬وبنــوك‬
‫املشــاركة ال تســتطيع االســتفادة مــن وظيفــة البنــك املركــزي كملجــأ أخــر‬
‫للســيولة إذا كان يعتمــد يف تنفيــذ هــذه السياســة علــى نظــام ســعر الفائدة‪،‬‬
‫وميكــن أن يتــم التعامــل علــى أســاس القــرض احلســن أو مشــاركة ودائــع‬
‫البنــك املركــزي يف مشــاريع اســتثمارية مقابــل حصــة مــن الربــح‪.‬‬
‫‪3 .3‬الودائع املتبادلة يف بنوك املشاركة‪:‬‬
‫تقتضــي طبيعــة العالقــات بــن البنــوك وجــود حســابات مصرفيــة عنــد‬
‫البنوك املوجودة يف منطقة نشــاطها أو يف الدول األخرى الســتخدامها يف‬
‫عمليــات املقاصــة والتحويــات؛ حيــث «إن اجلــزء األعظــم مــن احلســابات‬
‫‪267‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫اجلاريــة يف دفاتــر أي بنــك هــي لألفــراد واملؤسســات اخلاصــة واحلكوميــة‬
‫إال أن جــزءاً ال يســتهان بــه (حنــو ‪ %1‬أو أقــل أو أكثــر مــن جممــوع اخلصــوم)‬
‫هــو للبنــوك األخــرى»(‪)1‬؛ هلــذا حتتــاج بنــوك املشــاركة إىل صيغــة الودائــع‬
‫املتبادلــة ســواء فيمــا بينهــا أو مــع البنــوك التقليديــة مــن غــر التعامــل‬
‫بالفائــدة‪.‬‬
‫‪4 .4‬حسابات البنوك األخرى واملراسلني‪:‬‬
‫قــد حتصــل بنــوك املشــاركة علــى قــروض مــن البنــوك األخــرى وفروعهــا‬
‫ومراســليها (دون فائــدة)‪ ،‬ويظهــر االقــراض حتــت بنــد «مســتحق للبنــوك‬
‫واملراســلني» يف خصــوم امليزانيــة الــذي ميثــل التزامــات البنك جتــاه البنوك‬
‫احملليــة واألجنبيــة؛ حيــث تلجــأ البنــوك إىل االقــراض مــن بعضهــا البعــض‬
‫خاصــة يف أوقــات الضيــق املــايل ملواجهــة الزيــادة االســتثنائية يف طلــب‬
‫األفــراد علــى نقــود الودائــع‪ ،‬ويُعتــر جلــوء البنــك إىل مثــل هــذا االقــراض‬
‫طارئـاً ســرعان مــا يــزول بــزوال األســباب الداعيــة لــه‪.‬‬
‫‪5 .5‬أرصدة تغطية بعض اخلدمات املصرفية يف بنوك املشاركة‪:‬‬
‫تشــرط بنــوك املشــاركة علــى بعــض عمالئهــا قبــل اســتفادهتم «مــن‬
‫خدمــات البطاقــات االئتمانيــة والكفــاالت وخطابــات الضمــان احملليــة‬
‫واخلارجيــة واالعتمــادات املســتندية‪ ،‬أن يقــوم العميــل بإيــداع مبلــغ نقــدي‬
‫معيّــن كغطــاء جلــزء أو اللتزامــات البنــك عــن هــذه اخلدمــات»‪ ،)1(2‬وقــد‬
‫تظهــر هــذه األرصــدة حتــت بنــود «تأمينــات نقديــة مقابــل االعتمــادات‬
‫والضمانــات» يف خصــوم امليزانيــة(‪.)3‬‬
‫(‪ )1‬حممــد علــي القــري‪« ،‬احلســابات والودائــع املصرفيــة (‪ ،»)1‬جملــة االقتصــاد اإلســامي‪ ،‬العــدد ‪ ،185‬أغسطس‪/‬ســبتمرب‬
‫‪ ،1996‬ص‪.63 :‬‬
‫(‪ )2‬حمسن أمحد اخلضريي‪« ،‬البنوك اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.113 :‬‬
‫(‪ )3‬أنظر املالحق‪ :‬ميزانية بنك التضامن اإلسالمي السوداني وميزانية شركة الراجحي املصرفية لالستثمار‪.‬‬
‫‪268‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫وتُعتــر هــذه األرصــدة مــوارد هامــة تســتفيد منهــا بنــوك املشــاركة يف‬
‫توظيفهــا كأصــل ســائل ملواجهــة طلبــات العمــاء‪ ،‬أو يف توظيفــات قصــرة‬
‫األجــل ميكــن تســييلها بســرعة ودون حتقيــق أي خســارة ملواجهــة نشــوء‬
‫االلتــزام بالدفــع الــذي تعهَّــد بــه البنــك عنــد تقدميــه هلــذه اخلدمــات‬
‫املصرفيــة‪.‬‬
‫إن احلســابات الســابقة ميكــن أن تظهــر يف جانــب األصــول أو جانــب‬
‫اخلصــوم مــن ميزانيــة بنــوك املشــاركة كمــا يلــي‪:‬‬
‫جــدول رقــم (‪ :)46‬توضيــح بنــود الودائــع والقــروض احلســنة يف جانــي‬
‫ميزانيــة بنــوك املشــاركة‬
‫األصـــول‬
‫ أرصدة لدى البنك املركزي‪.‬‬‫ حسابات جارية لدى بنوك حملية وخارجية‪.‬‬‫ حسابات استثمارية لدى بنوك املشاركة‪.‬‬‫ قروض حسنة للحكومة‪.‬‬‫ قروض حسنة للبنك املركزي‪.‬‬‫‪ -‬مستحق على البنوك (إقراض)‪.‬‬
‫اخلصـــوم‬
‫ ودائع من الدولة (حكومية)‪.‬‬‫ ودائع من البنك املركزي‪.‬‬‫ ودائع متبادلة من بنوك أخرى‪.‬‬‫ مبالغ مقرتضة من الدولة‪.‬‬‫ مبالغ مقرتضة من البنك املركزي‪.‬‬‫ مستحق للبنوك واملراسلني (اقرتاض)‪.‬‬‫‪ -‬تأمينات نقدية مقابل االعتمادات والضمانات‪.‬‬
‫‪269‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫ثالثــاً‪ :‬مؤسســة التأمــن علــى الودائــع وهيئــة مراجعــة حســابات‬
‫االســتثمار‬
‫مــن املعلــوم أن البنــك املركــزي والبنــوك األخــرى تتعــاون يف مســاعدة البنك‬
‫الــذي يتعــرض إىل اهتــزاز الثقــة بــه وســحب األفــراد إليداعاهتــم؛ إال أن‬
‫هنــاك حــدوداً لذلــك «الســيما يف حــاالت كــون البنــك املتعــرض ملثــل تلــك‬
‫املصاعــب كبــر احلجــم‪ ،‬أو ســريان روح عــدم الثقــة يف النظــام املصــريف‬
‫برمتــه»(‪.)1‬‬
‫لذلــك فقــد اجتهــت بعــض الــدول مثــل الواليــات املتحــدة إىل إلــزام‬
‫البنــوك يف االشــراك يف «مؤسســة التأمــن علــى الودائــع» هبــدف محايــة‬
‫حســابات املودعــن‪ ،‬هــذه اهليئــة الــي تؤمــن قرابــة ‪ 2.200‬مليــار دوالر‬
‫حبــوايل ‪ 14.800‬بنــك‪ ،‬ولــكل مــودع احلــق يف التأمــن علــى مــا يزيــد علــى‬
‫‪ 100.000‬دوالر‪ ،‬وذلــك يغطــي حــوايل ‪ %99‬مــن املودعــن(‪.)2‬‬
‫وفيما يلي مناذج من التأمني على الودائع‪:‬‬
‫جدول رقم (‪ :)47‬مناذج من التأمني على الودائع يف الدول املختلفة‬
‫البلــد‬
‫الواليات املتحدة‬
‫بريطانيــا‬
‫فرنســا‬
‫اليابــان‬
‫سويســرا‬
‫أملانيــا‬
‫احلد األعلى للتأمني‬
‫‪ 100000‬دوالر‬
‫‪ 32000‬دوالر‬
‫‪ 70000‬دوالر‬
‫‪ 66000‬دوالر‬
‫‪ 20000‬دوالر‬
‫‪ %30‬من رأس املال‬
‫نوعــه‬
‫إجباري‬
‫إجباري‬
‫إجباري‬
‫إجباري‬
‫اختياري‬
‫اختياري‬
‫املصدر‪ :‬يوسف كمال حممد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.189‬‬
‫(‪ )1‬حممد علي القري‪« ،‬احلسابات والودائع املصرفية (‪ ،»)1‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.66 :‬‬
‫(‪ )2‬يوسف كمال حممد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.189 :‬‬
‫‪270‬‬
‫مصــدره‬
‫حكومي‬
‫حكومي‬
‫خاص‬
‫خاص‬
‫خاص‬
‫خاص‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫إن مــن مقتضيــات زيــادة ثقــة العمــاء يف نظام املشــاركة إنشــاء «مؤسســات‬
‫التأمــن التعاونــي» الــي تُزيــل خطــر تــآكل الودائــع اجلاريــة نتيجــة‬
‫اخلســائر احملتملــة لبعــض عمليــات املضاربــة الــي قــد تتعــرض هلــا بنــوك‬
‫املشــاركة؛ وبالتــايل حتفيــز أصحــاب هــذه الودائــع علــى التعامــل معهــا‬
‫بــدالً مــن االكتنــاز‪ ،‬فمؤسســة التأمــن التعاونــي علــى الودائــع حتــت الطلــب‬
‫تتكــون «مــن اشــراك جمموعــة املؤسســات املصرفيــة بنســبة معيّنــة مــن‬
‫املبالــغ حســباً ملقــدار الودائــع احلا َّلــة (=اجلاريــة) لــكل مصــرف‪ ،‬وكــذا مــن‬
‫مســامهة احلكومــة والبنــك املركــزي الــذي يدفــع قســطاً مــن االحتياطــات‬
‫القانونيــة‪ ،‬وهبــذا تنشــأ هــذه اهليئــة يف بدايــة األمــر‪ ،‬وميكــن أن تنطلــق‬
‫بتأمــن نســبة معيّنــة فقــط مــن الودائــع واالحتياطــات املذكــورة‪ ،‬ثــم تتــدرج‬
‫هــذه اهليئــة حتــى تصبــح قــادرة علــى تأمــن كامــل الودائــع احلا َّلــة لــدى‬
‫املصــارف املوجــودة»(‪.)1‬‬
‫وقــد جــاء يف توصيــات جمموعــة مــن اخلــراء قامــت بدراســة ميدانيــة‬
‫مــن أجــل تقويــم الــدور االقتصــادي لبنــوك املشــاركة‪ ،‬أنــه جيــب دراســة‬
‫إمكانيــة قيــام بنــوك املشــاركة ‪-‬متعاونــة مــع بعضهــا البعــض‪ -‬بتأســيس‬
‫أو إنشــاء شــركات تأمــن علــى الودائــع أو صناديــق خمصصــة ملواجهــة‬
‫خماطــر العمليــات االســتثمارية؛ وذلــك «لتجنيــب هــذه املصــارف خماطــر‬
‫عملياهتــا االســتثمارية حتــى يســاهم ذلــك يف تشــجيعها علــى القيــام‬
‫باالســتثمار يف اجملــاالت والعمليــات االســتثمارية الــي تســاهم يف رفــع‬
‫معــدالت التنميــة»(‪.)2‬‬
‫(‪ )1‬صاحلي صاحل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.82 :‬‬
‫(‪ )2‬جلنــة مــن األســاتذة اخلــراء االقتصاديــن والشــرعيني واملصرفيــن‪« ،‬تقويــم الــدور االقتصــادي للمصــارف اإلســامية»‪،‬‬
‫مرجع ســابق‪ ،‬ص‪.196-195 :‬‬
‫‪271‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫جتــدر اإلشــارة إىل دور هيئــة مراجعــة حســابات االســتثمار «مــن أجــل‬
‫محايــة مصلحــة املؤسســات املصرفيــة واملاليــة واملودعــن ومحلــة األســهم‬
‫مــن التالعــب والفشــل وإخفــاء الربــح احلقيقــي الــذي قــد يقــوم بــه بعــض‬
‫املضاربــن‪ ...‬كمــا أن االعتمــاد علــى املكاتــب التقليديــة للمحاســبة غــر‬
‫جمــدي‪ ،‬فقــد أثبتــت التجربــة بــأن بعــض تلــك املكاتــب تســاعد عمالءهــا‬
‫علــى إخفــاء بعــض احلقائــق املتعلقــة بالربــح احلقيقــي»(‪.)1‬‬
‫ميكن توضيح ما سبق يف الشكل التخطيطي التايل‪:‬‬
‫شكل رقم (‪ :)29‬دور مؤسسة التأمني على الودائع وهيئة مراجعة‬
‫احلسابات االستثمارية‬
‫مسامهة احلـكومـة‬
‫البنك املركزي‬
‫(‪ %‬االحتياطي اإللزامي)‬
‫بنوك املشاركة‬
‫(‪ %‬احلسابات اجلارية)‬
‫مؤسـسـة الـتـأمـيـن‬
‫على الودائــع‬
‫هـيـئـة مــراجـعـة‬
‫حـسـابات االستثمار‬
‫(تأمني احلسابات اجلارية)‬
‫(جهاز كبيـر من مراجعي‬
‫احلسابات)‬
‫ زيادة ثقة العمالء يف نظام املشاركة‪.‬‬‫ حتفيز املودعني على التعامل مع بنوك املشاركة‪.‬‬‫‪ -‬مواجهة خماطر العمليات االستثمارية‪.‬‬
‫الـــدولــــة‬
‫ التقليل من املخاطر األخالقية (إخفاء الربح احلقيقي)‪.‬‬‫ وضع مبادئ جديدة للمراجعة (يف نظام املشاركة)‪.‬‬‫‪ -‬مساعدة شركات املراجعة اخلاصة (فعالية أكرب)‪.‬‬
‫محاية املودعني ‪ +‬املسامهني‬
‫(‪ )1‬صاحلي صاحل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.83 :‬‬
‫‪272‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫المطلــب الثانــي‪ :‬حســابات الودائــع المصرفيــة فــي بنــوك‬
‫المشــاركة‪.‬‬
‫‬
‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬احلسابـات اجلاريـة (الودائـع حتت الطلب) يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬احلسابـات االستثمارية (الودائـع الثابتـة) يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬حسابـات التوفيـر (الودائـع االدخاريـة) يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬احلسابات اجلارية (الودائع حتت الطلب) يف بنوك املشاركة‬
‫‪1 .1‬تعريف احلسابات اجلارية‪:‬‬
‫تُعـرَّف احلســابات اجلاريــة علــى أهنــا‪ :‬حســابات تعطــي ألصحاهبــا احلــق‬
‫يف اإليــداع فيهــا والســحب منهــا مبوجــب شــيكات أو أوامــر دفــع‪ ،‬وذلــك‬
‫دون مشــاركة منهــم يف األربــاح أو اخلســائر الــي حي ِّققهــا البنــك وتقــع‬
‫عليــه مســؤولية خدمــة حســاب العميــل‪« ،‬ومــا يتطلبــه ذلــك مــن تزويــده‬
‫بدفــر شــيكات لتســهيل معامالتــه‪ ،‬والقيــام بتحصيــل قيمــة الشــيكات‬
‫املســحوبة لصاحلــه ودفــع قيمــة الشــيكات املســحوبة عليــه خصم ـاً مــن‬
‫حســابه‪ ،‬إضافــة إىل إجــراء التحويــات للداخــل واخلــارج‪.)1(»...‬‬
‫الوديعــة حتــت الطلــب(‪ )2‬هــي الــي تنشــئ احلســاب اجلــاري الــذي يكــون‬
‫دائن ـاً أو مدين ـاً(‪:)3‬‬
‫‪ -1.1‬حســابات جاريــة دائنــة‪ :‬يظــل احلســاب اجلــاري دائنــاً يف‬
‫(‪ )1‬منري إبراهيم هندي‪« ،‬شبهة الربا يف معامالت البنوك التقليدية واإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.26-25 :‬‬
‫(‪ )2‬يُطلــق عليهــا تســميات عديــدة‪ :‬الودائــع املتحركــة‪ ،‬الودائــع احلا َّلــة‪ ،‬الودائــع الشــيكية‪ ،‬الودائــع االئتمانيــة‪ ،‬وسُــمِّيت‬
‫حســاباً جاريـاً ألهنــا تزيــد وتنخفــض دون قيــود عــن طريــق اســتخدام الشــيكات‪ .‬وبســبب خضوعهــا للســحب املطلــق يف أي‬
‫حلظــة يعتربهــا صنــدوق النقــد الــدويل دون غريهــا مــن الودائــع مــن مكونــات املعــروض النقــدي يف اجملتمــع‪.‬‬
‫(‪ )3‬أمحــد بــن حســن أمحــد احلســي‪« ،‬الودائــع املصرفيــة‪ :‬أنواعهــا‪ ،‬اســتخدامها‪ ،‬اســتثمارها (دراســة شــرعية اقتصاديــة)»‪،‬‬
‫دار ابــن حــزم‪ ،‬بــروت‪ ،‬ط‪ ،1999 ،1‬ص‪.72 :‬‬
‫‪273‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫احلالــة الــي يــودع فيهــا العمــاء مبالغهــم النقديــة لــدى البنــك‬
‫ويلتزمــون بالســحب يف حــدود ودائعهــم‪ ،‬فــإذا مت ســحب هــذه الودائع‬
‫بالكامــل أُغلــق احلســاب‪.‬‬
‫‪ -2.1‬حســابات جاريــة مدينــة‪ :‬يُصبــح رصيــد احلســاب اجلــاري‬
‫مدينــا يف احلالــة الــي يســمح فيهــا البنــك بالســحب علــى املكشــوف‬
‫تبعـاً لالتفــاق‪.‬‬
‫‪2 .2‬خصائص احلسابات اجلارية‪:‬‬
‫‪ -1.2‬يُفتــح احلســاب اجلــاري ببنــوك املشــاركة بنــاءً علــى طلــب‬
‫العميــل الــذي ميــأ منــوذج «طلــب فتــح احلســاب» الــذي ُقدِّمــت بشــأنه‬
‫توصيــات إلضافــة النصــوص الثالثــة اآلتيــة(‪:)1‬‬
‫أ‪ -‬يســمح العميــل للبنــك بالتصــرف يف األرصــدة املودعــة‬
‫هبــذا احلســاب واملختلطــة بأمــوال البنــك وأمــوال املتعاملــن‬
‫اآلخريــن‪ ،‬مــع التــزام البنــك دائمـاً بالدفــع عنــد الطلــب‪ ،‬ويكون‬
‫هــذا التصــرف حتــت مســؤولية البنــك وحلســابه‪.‬‬
‫ب‪ -‬ميكــن للبنــك حتميــل حســاب املتعامــل باملصاريــف‬
‫الضروريــة املختلفــة مبــا فيهــا أجــرة الربيــد والــرق واهلاتــف‬
‫والدمغــة وغريهــا‪.‬‬
‫جـــ‪ -‬عــدم اســتحقاق احلســاب اجلــاري ألي نصيــب يف أربــاح‬
‫االســتثمار‪ .‬باإلضافــة إىل ذلــك فــإن االحتفــاظ بأرصــدة نقدية‬
‫يف حســابات جاريــة دائنــة قــد تكلــف صاحبهــا زكاة مال بنســبة‬
‫‪ %2,5‬مــن تلــك األرصــدة متــى بلغــت نصابـاً وحــال عليهــا احلــول‪.‬‬
‫(‪ )1‬حممد سويلم‪« ،‬إدارة املصارف التقليدية واملصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.579 :‬‬
‫‪274‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‪ -2.2‬تعــود أســباب حصــول بنــك املشــاركة علــى أربــاح اســتثمار‬
‫احلســابات اجلاريــة دون اشــراك املودعــن فيهــا إىل مــا يلــي(‪:)1‬‬
‫أ‪ -‬تنتقــل يف هــذا النــوع مــن احلســابات ملكيــة املــال مــن املــودع‬
‫(املقــرض) إىل بنــك املشــاركة‪ ،‬ويصبــح هــذا املــال دينــا يف ذمــة‬
‫البنــك حنــو صاحــب املال‪.‬‬
‫ب‪ -‬نتائــج اســتثمار املــال هــي مــن حــق مالــك املــال (البنــك)؛‬
‫حيــث ترتبــط خماطــر االســتثمار بامللكيــة‪ ،‬ومَــن عليــه ال ُغ ـرْم‬
‫فــإن مِــن حقــه ال ُغنْــم‪.‬‬
‫‪ -3.2‬يُمكــن تلخيــص الفــرق بــن احلســابات اجلاريــة يف البنــوك‬
‫التقليديــة وبنــوك املشــاركة يف اجلــدول التــايل‪:‬‬
‫جدول رقم (‪ :)48‬مقارنة بني احلســابات اجلارية يف البنوك التقليدية‬
‫وبنوك املشاركة‬
‫جمال االختالف‬
‫التسميـــة‪:‬‬
‫األهـمـيـة النـسبـيـة‪:‬‬
‫(‪ %‬إمجايل الودائع)‬
‫العــائد املـتـحـقـق‪:‬‬
‫(يف هناية السنة املالية)‬
‫املـعـامـلـة‪:‬‬
‫البنــوك التقليديــة‬
‫ حسابات جارية‪.‬‬‫‪ -‬ودائع حتت الطلب‪.‬‬
‫ أهم مصادر األموال اخلارجية‪.‬‬‫ تصل أحيانا إىل النصف‪.‬‬‫ ال تدفع فائدة للمودعني‪.‬‬‫ مينح العميل دفرت شيكات للسحب‪.‬‬‫ يضمــن البنــك القيمــة االمسيــة‬‫للوديعــة اجلاريــة‪.‬‬
‫ يأخــذ البنــك رســم خدمــة مقابــل‬‫العمليــات الدفرتيــة‪.‬‬
‫بنــوك املشاركــة‬
‫ حسابات جارية‪.‬‬‫ قروض حتت الطلب‪.‬‬‫ حسابات ائتمان‪.‬‬‫ اخنفــاض أمهيتهــا النســبية يف هيــكل‬‫التمويــل‪.‬‬
‫‪ -‬ال تزيد عن الثلث‪.‬‬
‫ ال تدفع أرباح للمودعني‪.‬‬‫(ال يشاركون يف األرباح واخلسائر)‪.‬‬
‫‪ -‬نفس معاملة البنوك التقليدية‪.‬‬
‫حالة السحب على املكشوف‪ - :‬يأخــذ البنــك فائــدة علــى املبالــغ ‪ -‬تعترب مبثابة قرض حسن‪.‬‬
‫(احلساب اجلاري املدين) ا ملســحو بة ‪.‬‬
‫(‪ )1‬حسني حممد مسحان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.56 :‬‬
‫‪275‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫‪3 .3‬أمهية احلسابات اجلارية‪:‬‬
‫إذا كانــت احلســابات اجلاريــة مــن أهــم أنــواع الودائــع املصرفيــة يف البنــوك‬
‫التقليدية واملصدر األساســي للســيولة يف نشــاطها املصريف؛ فإن الباحثني‬
‫يؤكــدون علــى أمهيــة هــذه احلســابات يف بنوك املشــاركة‪.‬‬
‫‪ -1.3‬يــرى البعــض بــأن اخنفاض الوزن النســي للحســابات اجلارية‬
‫يف هيــكل مصــادر أمــوال بنــوك املشــاركة يشــر إىل إمكانيــة التوســع‬
‫يف هــذه احلســابات؛ حيــث هنــاك جمــال لزيــادة حجمهــا يف بعــض‬
‫هــذه البنــوك؛ «حرصـاً علــى فعاليــة تلــك املصــارف يف التعامــل مــع‬
‫أكــر شــرحية مــن اجلمهــور وتدعيمـاً ملصــادر أمواهلــا هبــذا املصــدر‬
‫اجملانــي‪ ،‬وحتقيق ـاً ملزيــد مــن العائــدات املمثلــة يف أجــور اخلدمــات‬
‫الــي ميكــن أن يتقاضاهــا املصــرف مــن خــال هــذه اخلدمــة الــي‬
‫يؤديهــا»(‪.)1‬‬
‫‪ -2.3‬يتعــرض باحــث آخــر إىل أثــر العالقــة بــن املســحوبات‬
‫واإليداعــات(‪ )2‬مؤكــداً علــى أمهيــة توفــر هــذه الودائــع ملــوارد ماليــة‬
‫كبــرة متكــن البنــك مــن زيــادة توظيفاتــه؛ ومــن ثــم تأثــره اإلجيابــي‬
‫يف النشــاط االقتصــادي‪« .‬إذ غالبــا مــا تســحب مبالــغ حمــدودة مــن‬
‫احلســاب ملواجهــة احتياجــات العميــل اليوميــة والعاديــة‪ ،‬ويتبقــى‬
‫دائمــا رصيــد (فائــض) يســتغله املصــرف يف أوجــه التوظيــف‬
‫املختلفــة؛ بــل إن املبالــغ املســحوبة قــد تكــون أقــل مــن اإليداعــات‬
‫(‪ )1‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.375 ،336 :‬‬
‫(‪ )2‬أثبتــت اخلــرة العمليــة بأنــه يف ظــل الظــروف االقتصاديــة العاديــة تكــون نســبة املســحوبات مــن النقــود القانونيــة إىل‬
‫جممــوع ودائــع البنــك ثابتــة إىل درجــة كبــرة‪ ،‬وعــادة ال تتجــاوز هــذه النســبة ‪ %10‬مــن جممــوع الودائــع‪ ،‬بــل إنــه كثــراً مــا‬
‫حيــدث أن تقــل هــذه النســبة بدرجــة كبــرة عــن ذلــك‪.‬‬
‫‪276‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫اجلديــدة ممــا يعــي زيــادة مســتمرة يف حجــم هــذه الودائــع»(‪.)1‬‬
‫‪ -3.3‬يُضيــف باحثــون آخــرون بأنــه رغــم كوهنــا ودائــع حتــت الطلب؛‬
‫إال أن أصحاهبــا ال يطلبوهنــا كلهــا دفعــة واحــدة يف وقــت واحــد‪،‬‬
‫«فهنــاك جــزء كبــر مــن هــذه احلســابات مســتقر أو ثابــت‪ ،‬واجلــزء‬
‫اآلخــر غــر مســتقر أو متقلــب‪ ،‬ودراســة الودائــع بغــرض حتديــد‬
‫الســيولة تقتضــي العنايــة باجلــزء املتقلــب‪ ،‬ألن العــرة بدرجــة تقلــب‬
‫اإليداعــات وليــس بإمجــايل اإليداعــات أو املســحوبات»(‪.)2‬‬
‫وهلــذا جيــب علــى إدارة بنــوك املشــاركة دراســة ســلوك هــذا النــوع‬
‫من الودائع لرســم سياســة اســتثمارها مبا يتماشــى مع خصائصها‪،‬‬
‫حيــث تقــوم بتوظيــف اجلــزء الثابــت(‪ )3‬مــن الودائــع اجلاريــة يف‬
‫اســتثمارات طويلــة األجــل نســبياً‪ ،‬أمــا اجلــزء املتغــر أو املتقلــب فيتــم‬
‫اســتثماره يف أصــول أكثــر ســيولة‪.‬‬
‫‪ -4.3‬يشــر أحــد الباحثــن إىل أن الودائــع اجلاريــة ال تكســب أي‬
‫عائــد حيــث ليــس هلــا حصــة يف املخاطــرة‪« ،‬وهــذا يســاعد علــى‬
‫إغــراء املدخريــن لالشــراك يف رأس املــال وودائــع املضاربــة ومــن ثــم‬
‫زيــادة رأس املــال االســتثماري املتــاح»(‪ )4‬أمــام بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫(‪ )1‬إبراهيم بن صاحل العمر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.204 :‬‬
‫(‪ )2‬حممد صاحل احلناوي والسيدة عبد الفتاح عبد السالم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.398 :‬‬
‫(‪ )3‬اجلــزء الثابــت هــو تلــك الشــرحية املســتقرة مــن أرصــدة احلســابات اجلاريــة الــي مل تصــل إليهــا حــدود الســحب خــال‬
‫فــرة اخلمــس الســنوات املاضيــة أو العشــر ســنوات املاضيــة‪ ،‬وفقــا ملــا يــراه البنــك مناســباً‪ ،‬ويتوقــف حتديــد طــول الفــرة‬
‫الزمنيــة علــى مجلــة عوامــل مــن بينهــا‪ :‬مــدى اســتقرار األحــوال االقتصاديــة والسياســية واالجتماعيــة يف الدولــة‪ ،‬ومــدى‬
‫متانــة املركــز املــايل لبنــك املشــاركة ومسعتــه يف الســوق‪ ،‬ومــدى ترابــط اجلهــاز املصــريف وقــوة عالقاتــه التشــابكية‪ ،‬ومــدى‬
‫قــدرة البنــك املركــزي علــى التدخــل الســريع واســتعداده ملســاندة أي بنــك يتعــرض ملشــكلة الســيولة‪.‬‬
‫(‪ )4‬حممد عمر شابرا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.214 :‬‬
‫‪277‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫ثانياً‪ :‬احلسابات االستثمارية (الودائع الثابتة) يف بنوك املشاركة‬
‫‪1 .1‬تعريف احلسابات االستثمارية‪:‬‬
‫تُعـرَّف احلســابات االســتثمارية علــى أهنــا‪« :‬األمــوال الــي يضعهــا أصحاهبا‬
‫بغــرض حتقيــق الربــح مــن خــال قيام البنك بتوظيفها واســتثمارها‪ ،‬ســواء‬
‫بصورة منفردة أو مشــركة وســواء بصورة مباشــرة أو غري مباشــرة»(‪.)1‬‬
‫تنقسم احلسابات االستثمارية(‪ )2‬يف بنوك املشاركة إىل نوعني مها‪:‬‬
‫‪ -1.1‬حســابات االســتثمار العامــة‪ :‬يقــوم املــودع فيهــا بتفويــض‬
‫بنــك املشــاركة باســتثمار أموالــه يف أيّ مشــروع مــن مشــاريعه‬
‫االســتثمارية؛ حيــث يشــارك يف نتائــج مجيــع االســتثمارات املتعــددة‬
‫الــي يقــوم هبــا البنــك‪ ،‬تكــون آجــال هــذه الودائــع خمتلفــة (‪ 3‬أو ‪ 6‬أو‬
‫‪ 9‬أو ‪ )12‬شــهراً‪ ،‬أو أكثــر وقابلــة للتمديــد كمــا ال يُســمح بالسَّــحب‬
‫منهــا إال يف هنايــة املــدة احملــددة‪.‬‬
‫‪ -2.1‬حســابات االســتثمار املخصصــة (أو احملــددة)‪ :‬يقــوم املــودع‬
‫فيهــا باختيــار (ختصيــص) مشــروع معيّــن مــن املشــاريع الــي يقــوم‬
‫هبــا بنــك املشــاركة (حي ـدِّده البنــك بعــد عمــل الدراســات الالزمــة)‬
‫الســتثمار أموالــه؛ حيــث يتحــدد ربــح املــودع علــى أســاس األربــاح‬
‫الفعليــة للمشــروع الــذي اختــاره فقــط بالنســبة املتفــق عليهــا بينــه‬
‫وبــن البنــك‪ ،‬وللمــودع حريــة حتديــد أجــل الوديعــة أو يرتكــه مفتوحــا‪.‬‬
‫(‪ )1‬حممــد عبــد املنعــم أبــو زيــد‪« ،‬املضاربــة وتطبيقاهتــا العمليــة يف املصــارف اإلســامية»‪ ،‬املعهــد العاملــي للفكــر اإلســامي‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬ط‪ ،1996 ،1‬ص‪.71 :‬‬
‫(‪ )2‬هنــاك تقســيمات أخــرى للحســابات االســتثمارية يف بنــوك املشــاركة ومبســميات خمتلفــة‪ ،‬وميكــن ذكــر بعــض النمــاذج‪:‬‬
‫(حســابات اســتثمار مطلقة وحســابات اســتثمار مقيدة)‪( ،‬حســابات اســتثمار مطلقة مســتمرة وحســابات اســتثمار حمدودة‬
‫األجــل بســنة)‪( ،‬ودائــع دون تفويــض باالســتثمار وودائــع مــع التفويــض باالســتثمار)‪.‬‬
‫‪278‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‪2 .2‬خصائص احلسابات االستثمارية‪:‬‬
‫‪ -1.2‬يقــوم التســيري املصــريف حلســابات االســتثمار يف بنــوك‬
‫املشــاركة وفقــاً ملــا يلــي(‪:)1‬‬
‫أ‪ -‬يفتــح البنــك حســاب االســتثمار ألجــل املتعاملــن معــه‪،‬‬
‫وميكــن للشــخص الواحــد أن يفتــح أكثــر مــن حســاب اســتثمار‪.‬‬
‫ب‪ -‬خيضــع احلــد األدنــى للوديعــة االســتثمارية لقــرارات إدارة‬
‫البنك‪.‬‬
‫جـــ‪ -‬تتجــدد الوديعــة تلقائيــاً وبــذات الشــروط إذا مل خيــر‬
‫املــودع البنــك كتابي ـاً قبــل شــهرين مــن هنايــة األجــل احملــدد‬
‫للوديعــة‪.‬‬
‫د‪ -‬ال يُســمح للمــودع أن يســحب جــزء أو كل مالــه قبــل هنايــة‬
‫املــدة احملــددة لإليــداع؛ إال يف حــاالت خاصــة خيضع تقديرها‬
‫إلدارة البنــك‪.‬‬
‫هـــ‪ -‬تســتحق الوديعــة االســتثمارية أرباح ـاً مــن تاريــخ إقــرار‬
‫اجلمعيــة العامــة مليزانيــة البنــك‪ ،‬وتُس ـ َّلم للعميــل علــى هيئــة‬
‫شــيكات وال تضــاف قيمتهــا إىل الوديعــة االســتثمارية؛ حيــث‬
‫أن لــكل وديعــة عقــد مســتقل‪.‬‬
‫‪ -2.2‬تعــود أســباب حتمُّــل أصحــاب الودائــع االســتثمارية للمخاطرة‬
‫إىل مــا يلــي(‪:)2‬‬
‫أ‪ -‬تســتمر ملكيــة أصحــاب الودائــع االســتثمارية ألمواهلــم‬
‫املودعة يف بنك املشــاركة‪ ،‬ولكنهم هنا يســمحون له بالتصرف‬
‫(‪ )1‬مجال لعمارة‪« ،‬املصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.72-71 :‬‬
‫(‪ )2‬حسني حممد مسحان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.56 :‬‬
‫‪279‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫يف هــذه األمــوال واســتثمارها حســب االتفــاق‪.‬‬
‫ب‪ -‬يســتعد املودعــون لتحمــل خماطــر اســتثمار أمواهلــم؛‬
‫حيــث تــودع النقــود يف حســابات االســتثمار «مــع معرفــة املــودع‬
‫الكاملــة بأهنــا ســوف تســتثمر يف مشــروعات تنطــوي علــى‬
‫املخاطــرة «(‪.)1‬‬
‫‪ -3.2‬يُمكــن تلخيــص الفــرق بني احلســابات االســتثمارية يف البنوك‬
‫التقليديــة وبنــوك املشــاركة يف اجلدول التايل‪:‬‬
‫جــدول رقــم (‪ :)49‬مقارنــة بــن احلســابات االســتثمارية يف البنــوك‬
‫التقليديــة وبنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫جمال االختالف‬
‫البنــوك التقليديــة‬
‫بنــوك املشاركــة‬
‫ حسابات ثابتة ( ‪ +‬بإخطار)‪.‬‬‫ حسابات ثابتة ( ‪ +‬بإخطار)‪.‬‬‫ حسابات استثمار‪.‬‬‫ ودائع ألجل‪.‬‬‫التسميــة‪:‬‬
‫ ودائع املضاربة ( ‪ +‬ودائع املشاركة)‪.‬‬‫ تأتــي يف املرتبــة الثانيــة بعــد الودائــع ‪ -‬أهم مصادر األموال اخلارجية‪.‬‬‫ تــراوح بــن ‪ %80-75‬مــن إمجــايل‬‫اجلاريــة‪.‬‬
‫األهـمـيـة النسبـيـة‪:‬‬
‫(‪ %‬إمجايل الودائع واخلصوم) ‪ -‬تــراوح بــن ‪ %20‬و ‪ %30‬مــن إمجــايل ا خلصــو م ‪.‬‬
‫الودائــع‪.‬‬
‫ العائد غري مضمون وقد يتحمل املودع‬‫ تدفع فوائد ألصحاهبا‪.‬‬‫العــائد املـتـحـقــق‪:‬‬
‫خسائر‪.‬‬
‫(يف هناية السنة املالية)‬
‫(تشارك يف األرباح واخلسائر)‪.‬‬
‫ يضمــن البنــك القيمــة االمسيــة للوديعــة ‪ -‬ال يضمــن البنــك ال أصــل الوديعــة وال‬‫‪ +‬الفائــدة عليهــا‪.‬‬
‫عائــدا حمــددا عنهــا‪.‬‬
‫ يســرجع البنــك كل الفائــدة يف حالــة ‪ -‬ســحب املــودع ألموالــه قبــل تاريــخ‬‫املعـامـلـة‪:‬‬
‫االســتحقاق ال حيرمــه مــن كل العائــد‪.‬‬
‫ســحب الوديعــة قبــل اســتحقاقها‪.‬‬
‫ ضــرورة مشــاركة أصحــاب ودائــع‬‫االســتثمار يف الرقابــة علــى نشــاط البنــك‪.‬‬
‫ حســابات االســتثمار العامــة ‪ Ü‬عقــد‬‫ املودع = دائـن (مقرض)‪.‬‬‫املضاربــة املطلقــة‪.‬‬
‫ البنك = مديـن (مقرتض)‪.‬‬‫العالقة بني البنك واملودعني‪:‬‬
‫ حســابات االســتثمار املخصصــة ‪Ü‬‬‫عقــد املضاربــة املقيــدة‪.‬‬
‫(‪ )1‬ضياء جميد‪« ،‬البنوك اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.42 :‬‬
‫‪280‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫ إمكانيــة إعــادة قســم كبــر مــن الودائــع ‪ -‬املــودع يرغــب يف اســتثمار أموالــه‬‫با لكا مــل ‪.‬‬
‫ألصحاهبــا عنــد الطلــب‪.‬‬
‫نسبـة االحتيـاطي اإللـزامي‪ - :‬ختضــع هلــا ألن الودائــع تكــون دينــا يف ‪ -‬مــن املفــروض اســتثناء الودائــع‬
‫االســتثمارية مــن نســبة االحتياطــي‪.‬‬
‫ذمــة البنــك‪.‬‬
‫‪3 .3‬أمهية احلسابات االستثمارية‪:‬‬
‫ميكن إبراز أمهية احلسابات االستثمارية فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1.3‬متثــل حســابات االســتثمار أهــم مصــادر األمــوال اخلارجيــة‬
‫يف بنــوك املشــاركة‪ ،‬وتعتــر الســند األساســي لعملياهتــا؛ وهلــذا جيــب‬
‫العمــل علــى تنميــة حســابات االســتثمار حيــث أهنــا أكثــر مالءمــة‬
‫للنشــاط اإلمنائــي(‪.)1‬‬
‫‪ -2.3‬تتمكــن بنــوك املشــاركة مــن اســتثمار هــذه األمــوال وحتقــق‬
‫االســتقرار يف معامالهتــا دون أن تُفاجــأ بضغــط علــى السَّــحب مــن‬
‫أصحاهبــا؛ إذا مت ربــط اســتحقاق الربــح بشــرطني أساســيني مهــا‪:‬‬
‫ أن ال يقــل املبلــغ املدفــوع يف حســاب االســتثمار عــن مبلــغ‬‫معيّــن حي ـدِّده بنــك املشــاركة‪.‬‬
‫ أن يبقى مدة معيّنة دون سحب‪.‬‬‫‪ -3.3‬ميكــن أن يتحقــق دور املضاربــة يف تعبئــة املــوارد املاليــة يف‬
‫بنــوك املشــاركة مــن خــال الودائــع االســتثمارية؛ وذلــك ألن العالقــة‬
‫الــي تربــط بــن البنــك وأصحــاب حقــوق امللكيــة مبنيــة علــى عقــد‬
‫الشــركة‪ ،‬أمــا العالقــة بــن البنــك وأصحاب الودائع اجلاريــة والودائع‬
‫االدخاريــة فهــي قائمــة علــى عقــد القــرض‪ ،‬والعالقــة الوحيــدة الــي‬
‫ميكــن أن تقــوم علــى عقــد املضاربــة بــن البنــك وأصحــاب األمــوال‬
‫(‪ )1‬أمحد بن حسن أمحد احلسيين‪« ،‬الودائع املصرفية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.83 :‬‬
‫‪281‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫هــي تلــك العالقــة بــن أصحــاب الودائــع االســتثمارية والبنــك(‪.)1‬‬
‫‪ -4.3‬إن قيمــة الودائــع االســتثمارية وإن كانــت خاضعــة للزيــادة أو‬
‫النقصــان نتيجــة للربــح أو اخلســارة‪ ،‬إال أهنــا ال تــزداد وال تنقــص‬
‫مثــل األوراق املاليــة واألســهم نتيجــة لقــوى الســوق‪ ،‬فصاحــب هــذه‬
‫الوديعــة هــو أقــل تعرض ـاً للمخاطــر مــن حامــل األســهم‪.‬‬
‫‪ -5.3‬حتــدث اخلســائر يف حســابات االســتثمار كنتيجــة لألنشــطة‬
‫االســتثمارية لبنــوك املشــاركة‪ ،‬وتنعكــس يف صــورة اخنفــاض القيمــة‬
‫االمسيــة للودائــع‪ ،‬ومــع ذلــك فــإن احتمــال حصــول اخلســارة يقــل‬
‫إىل أدنــى حــد بســبب تنــوع اســتثمارات البنــوك واالنتقــاء احلريــص‬
‫للمشــروعات واإلشــراف واملراقبــة‪ .‬وهــذا يعــي أنــه جيــب على بنوك‬
‫املشــاركة «أن تكتشــف الفــرص االســتثمارية وتعمــل علــى تنميتهــا‬
‫واســتغالهلا‪ ،‬وعلــى أن تراعــي التنويــع النوعــي واجلغــرايف لتدنيــة‬
‫هيــكل خماطــر االســتثمارات»(‪ .)2‬واملقصــود هنــا بالتنويــع النوعــي‬
‫هــو أال تقتصــر االســتثمارات علــى قطــاع معــن فقــط؛ بــل ميتــد‬
‫النشــاط واالســتثمارات إىل قطاعــات متعــددة‪ ،‬أمــا التنويع اجلغرايف‬
‫فيعــي أن تتــوزع االســتثمارات علــى مناطــق جغرافيــة متنوعــة‪.‬‬
‫(‪ )1‬حممد عبد املنعم أبو زيد‪« ،‬املضاربة وتطبيقاهتا العملية يف املصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.72 :‬‬
‫(‪ )2‬عبد الغفار حنفي وعبد السالم أبو قحف ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 47 :‬‬
‫‪282‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫ثالثاً‪ :‬حسابات التوفري (الودائع االدخارية) يف بنوك املشاركة‬
‫‪1 .1‬تعريف حسابات التوفري‪:‬‬
‫تُع ـرَّف حســابات التوفــر علــى أهنــا‪« :‬حســابات يقــوم أصحاهبــا بفتحهــا‬
‫حلفــظ األمــوال الزائــدة علــى اســتهالكهم احلــايل وذلــك بغــرض ادخارهــا‬
‫(أو توفريهــا) لظــروف مقبلــة‪ ،‬ويُســمح يف العــادة هلــم بالســحب منهــا يف أي‬
‫وقــت مــع ضمــان ردهــا كاملــة»(‪ ،)1‬مــن خــال تزويــد العميــل بدفــر توفــر‬
‫تُقيَّــد فيــه إيداعاتــه ومســحوباته‪.‬‬
‫وتنقسم حسابات التوفري يف بنوك املشاركة إىل نوعني(‪:)2‬‬
‫‪ -1.1‬حســابات توفــر مــع التفويــض باالســتثمار‪ :‬يــودع العميــل‬
‫املدخــر يف هــذا النــوع أي مبلــغ يشــاء‪ ،‬ويُعطــى لــه دفــر توفــر تبيِّــن‬
‫فيــه حركــة احلســاب والرصيــد‪ ،‬وحيــق لصاحبهــا اإليــداع والســحب‬
‫يف أيّ وقــت يشــاء‪ ،‬وينــال هــذا احلســاب نصيبـاً مــن الربح‪ ،‬وحيســب‬
‫العائــد مــن الربــح أو اخلســارة باســتخدام طريقــة متوســط األرصــدة‬
‫يف حســاب العميــل(‪.)3‬‬
‫‪ -2.1‬حســابات توفــر دون التفويــض باالســتثمار‪ :‬وصورهتــا مثــل‬
‫صــورة احلســاب اجلــاري أي أهنــا ال تنــال رحب ـاً‪ ،‬وحيــق للمــودع أن‬
‫يســحب أموالــه أو أن يســحب جــزءاً منهــا يف أيّ وقــت يشــاء‪ ،‬ومينــح‬
‫دفــر توفــر يُقيَّــد فيــه اإليــداع والســحب‪.‬‬
‫(‪ )1‬حممد عبد املنعم أبو زيد‪« ،‬املضاربة وتطبيقاهتا العملية يف املصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.71 :‬‬
‫(‪ )2‬أمحد بن حسن أمحد احلسين‪« ،‬الودائع املصرفية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.92 :‬‬
‫(‪ )3‬درجــت بعــض بنــوك املشــاركة علــى حســاب رحبيــة حســاب التوفــر علــى أســاس أدنــى رصيــد شــهري؛ ولذلــك‬
‫يوصــي اخلــراء خبصــوص توزيــع عوائــد االســتثمار بــن البنــك واملودعــن بأنــه جيــب أن يتــم حتديــد الودائــع االســتثمارية‬
‫واالدخاريــة املســتحقة للربــح إمــا باســتخدام طريقــة الرصيــد ‪ x‬مــدة االســتثمار أو طريقــة متوســط األرصــدة‪ ،‬وال جيــب أن‬
‫يتــم اســتخدام طريقــة أقــل رصيــد إلجحافهــا باملــودع؛ ألهنــا تتجاهــل الفــرات الزمنيــة الــي قضتهــا الودائــع قبــل الســحب‪.‬‬
‫‪283‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫‪2 .2‬خصائص حسابات التوفري‪:‬‬
‫‪ -1.2‬تَعْـ ِرض بنــوك املشــاركة علــى املــودع (املدخر) ثالثــة اختيارات‬
‫هي‪:‬‬
‫أ‪ -‬إيداع أمواله يف حساب االستثمار باملشاركة يف األرباح‪.‬‬
‫ب‪ -‬إيــداع جــزء مــن أموالــه يف حســاب االســتثمار‪ ،‬واجلــزء‬
‫اآلخــر للســحب منــه عنــد احلاجــة‪.‬‬
‫جـــ‪ -‬إيــداع أموالــه بــدون املشــاركة يف األربــاح واحلفــاظ علــى‬
‫أصلهــا‪.‬‬
‫‪ -2.2‬جتمــع حســابات التوفــر بــن خصائــص احلســابات اجلاريــة‬
‫واحلســابات االســتثمارية؛ فهــي تلتقــي مــع احلســابات اجلاريــة مــن حيــث‬
‫إمكانيــة الســحب منهــا يف أيّ وقــت (عنــد الطلــب)‪ ،‬وتشــبه احلســابات‬
‫االســتثمارية مــن حيــث إمكانيــة دخوهلــا يف جمــال املضاربــة واالســتثمار‪،‬‬
‫ومــع ذلــك هنــاك أوجــه اختــاف بــن حســابات التوفــر واحلســابات‬
‫األخــرى نوجزهــا فيمــا يلــي‪:‬‬
‫أ‪ -‬ختتلــف عــن احلســابات اجلاريــة يف أن املــودع يف حســابات‬
‫التوفــر ال حيصــل علــى «دفــر شــيكات»‪ ،‬لكنــه قــد حيصــل‬
‫علــى عائــد (يشــارك يف الربــح واخلســارة)‪.‬‬
‫ب‪ -‬ختتلــف عــن احلســابات االســتثمارية يف أن املــودع يف‬
‫حســابات التوفــر حيمــل «دفــر التوفــر» الــذي يُم ِّكنــه مــن‬
‫الســحب عندمــا يرغــب يف ذلــك دون االرتبــاط حبلــول األجــل‪،‬‬
‫كمــا ال يكــون املبلــغ املــودَع كبــراً(‪ ،)1‬ومبــا أن حســابات التوفــر‬
‫(‪ )1‬عادة ما تضع بنوك املشاركة حدا أدنى لكل حساب‪.‬‬
‫‪284‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫ال تبقــى لــدى البنــك ملــدة طويلــة؛ فــإن عائدهــا يكــون أقــل مــن‬
‫عائــد حســابات االســتثمار‪.‬‬
‫‪ -3.2‬يُمكــن تلخيــص الفــرق بــن حســابات التوفــر يف البنــوك‬
‫التقليديــة وبنــوك املشــاركة يف اجلــدول التــايل‪:‬‬
‫جــدول رقــم (‪ :)50‬مقارنــة بــن حســابات التوفــر يف البنــوك التقليديــة‬
‫وبنوك املشــاركة‪.‬‬
‫جمال االختالف‬
‫البنــوك التقليديــة‬
‫ حسابات توفري‪.‬‬‫التـسـمـيـة‪:‬‬
‫ ودائع ادخارية‪.‬‬‫ مل حتــظ هــذه الودائــع باالهتمــام يف أول‬‫األهـمـيـة النـسبـيـة‪ :‬األمــر‪.‬‬
‫(‪ %‬إمجايل الودائع) ‪ -‬يف الوقــت احلاضــر بــدأت هتتــم هبــا‬
‫اهتمامــا ملحوظــا‪.‬‬
‫ تدفــع فوائــد ألصحاهبــا حســب حجــم‬‫ومُــدَّة الوديعــة‪.‬‬
‫العـائـد املـتـحـقـق‪:‬‬
‫(يف هناية السنة املالية) ‪ -‬على أساس أدنى رصيد شهري‪.‬‬
‫املـعـامـلـة‪:‬‬
‫العالقة بني البنك‬
‫واملودعني‪:‬‬
‫ مينــح العميــل دفــر توفــر يقيــد فيــه‬‫اإليــداع والســحب‪.‬‬
‫ إمكانيــة الســحب منهــا يف أي وقــت (عنــد‬‫الطلــب) مــع ضمــان ردهــا كاملــة‪.‬‬
‫ املودع = دائـن (مقرض)‪.‬‬‫‪ -‬البنك = مديـن (مقرتض)‪.‬‬
‫بنــوك املشاركــة‬
‫ حسابات توفري( ‪ +‬توفري استثماري)‪.‬‬‫ ودائع ادخارية ( ‪ +‬ادخار باملشاركة)‪.‬‬‫ حســاب التوفــر االســتثماري‪ :‬تصــل إىل‬‫الثلــث تقريبــا‪.‬‬
‫ حســاب التوفــر غــر االســتثماري‪ :‬تقــل‬‫النســبة كثــرا‪.‬‬
‫ قــد تشــارك يف األربــاح واخلســائر إن‬‫وجــدت‪.‬‬
‫ علــى أســاس متوســط رصيــد الوديعــة‬‫خــال الفــرة املعنيــة‪.‬‬
‫ مينــح العميــل دفــر توفــر يقيــد فيــه اإليــداع‬‫والسحب‪.‬‬
‫ إمكانيــة الســحب منهــا يف أي وقــت (عنــد‬‫الطلــب) مــع ضماهنــا‪.‬‬
‫ إمكانيــة حتويلهــا (جزئيــا أو كليــا) إىل‬‫حســاب اســتثمار‪.‬‬
‫ حســابات التوفــر دون تفويــض ‪ Ü‬عقــد‬‫قــرض‪.‬‬
‫ حســابات التوفــر مــع التفويــض ‪ Ü‬عقــد‬‫مضاربــة‪.‬‬
‫‪3 .3‬أمهية حسابات التوفري‪:‬‬
‫نُربز أمهية حسابات التوفري يف بنوك املشاركة كما يلي‪:‬‬
‫‬
‫‪ -1.3‬حتظــى حســابات التوفــر بأمهيــة كبــرة يف بنــوك املشــاركة‬
‫إلتاحــة الفرصــة لصغــار املودعــن علــى التعامــل معهــا‪ ،‬واألصــل يف‬
‫‪285‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫حســاب التوفــر أنــه وعــاء ادخــاري و ُِجــد لتشــجيع صغــار املدخريــن‬
‫مــن ذوي الدخــول احملــدودة أو الصغــرة‪ ،‬مــن تالميــذ وطلبــة وعمــال‬
‫وفالحــن وجتــار وغريهــم‪ ،‬ومي ِّثــل هــذا احلســاب خطــوة مرحليــة‬
‫وانتقاليــة إىل ودائــع االســتثمار‪.‬‬
‫‪ -2.3‬حتــرص بنــوك املشــاركة علــى تنميــة الســلوك االدخــاري‬
‫واملصــريف يف اجملتمــع‪ ،‬وانطالق ًــا مــن مســؤوليتها يف تعظيــم «العائــد‬
‫االجتماعــي» فــإن جــذب الودائــع الصغــرة لــو نظرنــا إليــه نظــرة‬
‫ضيقــة علــى أســاس «التكلفــة والعائــد» التجــاري فحســب‪ ،‬فقــد‬
‫حيقــق خســائر للبنــك‪ ،‬ولكــن لــو نظرنــا إليــه نظــرة أكثــر مشــوال‬
‫فســيحقق ذلــك عائــداً اجتماعيـاً يتمثــل يف تنميــة الوعــي االدخــاري‬
‫لــدى األفــراد‪.‬‬
‫‪ -3.3‬تــؤدي حســابات التوفــر وظيفــة هامــة يف محايــة الســيولة‬
‫الالزمــة لبنــك املشــاركة؛ ألن حركــة الســحب مــن هــذه احلســابات‬
‫بطيئــة إال يف املواســم واألعيــاد‪ ،‬ولكــي يتــم التوفيــق بــن اســتخدام‬
‫املبلــغ املــودع يف جمــاالت االســتثمار ومتطلبــات الســيولة (إمكانيــة‬
‫الســحب منهــا يف أي وقــت)‪« ،‬فإنــه يقتطــع مــن كل وديعــة ادخاريــة‬
‫نســبة معينــة وحيتفــظ هبــا كســائل نقــدي ملواجهــة الســحب منهــا وال‬
‫يدخلهــا يف جمــال املضاربــة واالســتثمار»(‪ ،)1‬ميكــن أن يعتمــد عليهــا‬
‫يف ســداد التزاماتــه‪.‬‬
‫‪ -4.3‬ميكــن اســتخدام حســابات التوفــر يف متويــل اســتثمارات‬
‫طويلــة األجــل‪ ،‬وذلــك يف حالــة تأصيــل الســلوك االدخــاري‪« ،‬فبينمــا‬
‫(‪ )1‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.91 :‬‬
‫‪286‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫يعتمــد البنــك علــى جــزء مــن مــوارد احلســابات اجلاريــة مــن أجــل‬
‫التمويــل قصــر األجــل والقــروض احلســنة‪ ،‬فــإن جــزءاً ال بــأس بــه‬
‫مــن الودائــع االدخاريــة ‪-‬حتــدده اخلــرات العمليــة‪ -‬ميكــن أن يُوجَّــه‬
‫لتدعيــم اســتثمارات البنــك واالســتخدامات الطويلــة األجــل»(‪.)1‬‬
‫‪ -5.3‬يشــر أحــد الباحثــن إىل الوظيفــة االقتصاديــة اهلامــة‬
‫ألســلوب «التحويــل اآليل مــن حســابات االدخـــار» (‪،)2()ATS‬‬
‫وهــي الودائــع القابلــة للتحويــل مــن حســابات التوفــر االســتثماري‬
‫إىل حســابات جاريــة عنــد احلاجــة‪ .‬ففــي حالــة اخنفــاض عائــد‬
‫احلســابات االدخاريــة أو حتقيــق خســائر؛ فــإن املودعــن يلجــأون‬
‫لتحويــل حســاباهتم إىل حســابات جاريــة نتيجــة اخنفــاض عائــد‬
‫حجــم املخاطــرة يف هــذه احلســابات‪« ،‬وعندئــذ يتحمــل املصــرف‬
‫وحــده أعبــاء هــذه احلســابات‪ ،‬وهــذا مــا يدعــو املصــارف إىل اعتبــار‬
‫نســبة التحويــل مؤشــراً لرضــا املدخريــن عــن سياســة املصــرف‬
‫االســتثمارية»(‪.)3‬‬
‫‪ -6.3‬يــرى البعــض ضــرورة تقديــم بنــوك املشــاركة مزايــا وحوافــز‬
‫للمدخريــن تشــجيعاً هلــم علــى اإليــداع واالدخــار‪ ،‬ومــن بينهــا مــا‬
‫يلــي‪:‬‬
‫ حق األولوية يف االستفادة من القروض احلسنة‪.‬‬‫ حــق األولويــة يف االكتتــاب يف شــهادات االســتثمار الــي‬‫يُصْدرهــا البنــك‪.‬‬
‫(‪ )1‬حممد سويلم‪« ،‬إدارة املصارف التقليدية واملصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.490 :‬‬
‫(‪ )2‬هي اختصارا لـ‪.)Automatic transfer from savings Account( :‬‬
‫(‪ )3‬إبراهيم بن صاحل العمر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬هامش ص‪.207 :‬‬
‫‪287‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫ اإلعفــاء مــن دفــع عمولــة بعــض اخلدمــات املصرفيــة (مثــل‬‫حتصيــل قيمــة األوراق التجاريــة)‪.‬‬
‫ منــح جوائــز يقررهــا جملــس إدارة البنــك للمودعــن (مثــل‬‫حتديــد حــد أدنــى للفــرة الــي تبقــى فيهــا الوديعــة االدخاريــة‬
‫للحصــول علــى حــق املشــاركة يف تلــك اجلوائــز)‪.‬‬
‫ االســتفادة مــن اخلدمــات االجتماعيــة الــي يبتكرهــا البنــك‬‫(مثــل احلــج)(‪.)1‬‬
‫ مساندهتم يف حالة الكوارث‪.‬‬‫ بيع السلع اإلنتاجية واالستهالكية هلم بالتقسيط‪.‬‬‫ميكــن توضيــح تنــوع حســابات الودائــع املصرفيــة يف بنــوك املشــاركة يف‬
‫الشــكل التــايل‪:‬‬
‫(‪ )1‬يقــرح البعــض تشــجيع األفــراد علــى اســتثمار األمــوال الــي يدخروهنــا للحــج أو للعمــرة عــن طريــق بنــوك املشــاركة‬
‫بــدال مــن إيداعهــا يف منازهلــم؛ وذلــك عــن طريــق إنشــاء صناديــق خاصــة ملدخــرات احلــج‪ ،‬وجنــاح مشــروع صنــدوق احلــج‬
‫املاليــزي ميهــد الطريــق ملشــاريع مماثلــة‪.‬‬
‫‪288‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫شــكل رقــم (‪ :)30‬احلســابات املصرفيــة الــي توفرهــا بنــوك املشــاركة‬
‫لعمالئهــا املودعــن‪.‬‬
‫حسابات الودائع املصرفية‬
‫احلـســابـات الـجــاريـــة‬
‫حـ ‪.‬جارية دائنة (اإليداع)‬
‫حـ ‪.‬جارية مدينة (السحب‬
‫على املكشوف)‬
‫احلـســابـات االستثمارية‬
‫حـسـابـات الـتـوفـيـر‬
‫حتت الطلب حـ ‪.‬ت مع التفويض باالستثمار‬
‫حـ ‪.‬ت دون التفويض باالستثمار‬
‫اسـتثمـار‬
‫املشاركة يف‬
‫األرباح‬
‫واخلسائر‬
‫حـ ‪ .‬استثمار عامة‬
‫حـ ‪ .‬استثمار خمصصة‬
‫عــائـــد مــعـــدوم‬
‫عــائـــد أقـــل‬
‫دفــتـر شـيـكــات‬
‫دفـتـر تـوفـيـر‬
‫حتويل العائد إىل احلساب اجلاري‬
‫ســحــب مــطــلــق‬
‫ســحــب بــطـيء‬
‫سـحــب مـسـتــقـر‬
‫مفـتاح الـتعامل املصـريف‬
‫تأصيل السلوك االدخاري‬
‫مالءمة الـنشاط اإلنـمائي‬
‫تلبية رغبة املستثمر ‪ +‬املدخر ‪ +‬احملتفظ بأمواله‬
‫متويل االستثمارات قصرية ‪ +‬متوسطة ‪ +‬طويلة األجل‬
‫‪289‬‬
‫عــائــد أكــبـــر‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫وتوضــح ميزانيــة «بنــك فيصــل اإلســامي الســوداني» يف جانــب اخلصــوم‬
‫تفصيــل الودائــع بأنواعهــا وهــي(‪:)1‬‬
‫‬
‫ الودائع اجلارية‪ :‬بالعملة احمللية واألجنبية‪.‬‬‫ ودائع االستثمار‪ :‬احمللي واألجنيب‪.‬‬‫‬
‫ ودائع االدخار‪.‬‬‫‪ -‬ودائع املغرتبني‪.‬‬
‫(‪ )1‬أنظر املالحق‪ :‬ميزانية بنك فيصل اإلسالمي السوداني‪.‬‬
‫‪290‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫المطلــب الثالــث‪ :‬عمليــة توليــد الودائــع المصرفيــة فــي‬
‫بنــوك المشــاركة‪.‬‬
‫‬
‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬مظـــاهر الــدور التقليــدي لبنــوك املشــاركة يف توليــد الودائــع‬
‫املصرفيــة ‪.‬‬
‫ثانيــاً‪ :‬مبـــررات الــدور املعــدوم لبنــوك املشــاركة يف توليــد الودائــع‬
‫املصرفيــة‪.‬‬
‫ثالثــاً‪ :‬تصــورات الــدور احملــدود لبنــوك املشــاركة يف توليــد الودائــع‬
‫املصرفيــة‪.‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬مظاهــر الــدور التقليــدي لبنــوك املشــاركة يف توليــد الودائــع‬
‫املصرفيــة‬
‫يظهــر تبايــن يف الطــرح الفكــري لالقتصاديــن بالنســبة لقــدرة بنــوك‬
‫املشــاركة علــى توليــد واشــتقاق الودائــع املصرفيــة؛ حيــث ميكــن التمييــز‬
‫بــن ثالثــة اجتاهــات هــي‪:‬‬
‫ ‪-‬االجتاه األول‪ :‬دور تقليدي غري حمدد‪.‬‬
‫ ‪-‬االجتاه الثاني‪ :‬دور معدوم‪.‬‬
‫ ‪-‬االجتاه الثالث‪ :‬دور ضعيف وحمدود‪.‬‬
‫يــرى أصحــاب اجتــاه الــدور التقليــدي غــر احملــدد بــأن عمليــة توليــد‬
‫النقــود املصرفيــة (توليــد الودائــع املشــتقة) يف بنــوك املشــاركة‪ ،‬تتشــابه‬
‫متامــاً مــع البنــوك التقليديــة(‪.)1‬‬
‫(‪ )1‬أمحد علي دغيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.109 :‬‬
‫‪291‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫‪1 .1‬دوافع توليد االئتمان يف النظام املصريف‪:‬‬
‫إن توليــد االئتمــان هــو‪ :‬قــدرة البنــك علــى إضافــة نقــود جديــدة إىل النقــد‬
‫املتــداول‪ ،‬وهــو مــا يســمى بالنقــود الكتابيــة أو النقــود االئتمانيــة أو نقــود‬
‫الودائــع‪ ،‬ويتــم ذلــك عــن طريــق قيــام البنــوك بتقديــم قــروض تفــوق يف‬
‫حجمهــا حجــم النقــد املــودع لديهــا(‪.)1‬‬
‫وتتمثل دوافع توليد االئتمان يف النظام املصريف فيما يلي(‪:)2‬‬
‫‪ -1.1‬توفــر التمويــل للمؤسســات االقتصاديــة‪ :‬حيــث حتتــاج‬
‫املؤسســة إىل متويــل تقابــل بــه تكاليــف مراحــل العمليــة اإلنتاجيــة‬
‫املتعــددة‪ ،‬عــن طريــق التســهيالت االئتمانيــة املقدمــة‪.‬‬
‫‪ -2.1‬حتقيــق االســتخدام األمثــل للفوائــض النقديــة‪ :‬حيــث يتــم‬
‫توجيــه الفوائــض النقديــة املوجــودة حلســاب بعــض املؤسســات حنــو‬
‫القطاعــات اإلنتاجيــة الــي تعانــي عجــزاً يف املــوارد‪.‬‬
‫‪ -3.1‬تســهيل عمليــات املبادلــة‪ :‬حيــث ينتــج عــن قبــول أدوات‬
‫االئتمــان املختلفــة (مــن الشــيكات واحلــواالت‪ )...‬تبســيط عمليــات‬
‫التبــادل‪ ،‬دون اللجــوء إىل تــداول النقــود القانونيــة‪.‬‬
‫‪ -4.1‬توفــر مــوارد الدولــة الــي توجــه لطباعــة العملــة الورقيــة‬
‫واملعدنية‪ :‬حيث ينتج عن اســتخدام أدوات االئتمان تقليل اســتخدام‬
‫النقــود القانونيــة وختفيــض نســبة الفاقــد منهــا‪.‬‬
‫‪2 .2‬تصوير عملية توليد الودائع املصرفية يف ميزانية البنوك‪:‬‬
‫يتم تصوير عمليات توليد االئتمان بافرتاض أن‪:‬‬
‫(‪ )1‬أمحــد جمــذوب أمحــد علــي‪« ،‬حكــم الشــريعة اإلســامية يف خلــق االئتمــان يف املصــارف اإلســامية»‪ ،‬جملــة االقتصــاد‬
‫اإلســامي‪ ،‬العــدد ‪ ،182‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪.61-60 :‬‬
‫(‪ )2‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.61 :‬‬
‫‪292‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‪ -1.2‬هنــاك عــدداً مــن البنــوك يف الســوق املصـــرفية هــي (أ‪ ،‬ب‪،‬‬
‫جـــ)‪ ،‬وأن شــخصاً قــام بإيــداع مبلــغ ‪ 100.000‬وحــدة نقديــة (ون)‬
‫يف البنــك (أ)‪.‬‬
‫‪ -2.2‬يقــوم البنــك باالحتفــاظ (احتجــاز) جبــزء مــن الوديعــة تعــادل‬
‫نســبة االحتياطــي اإللزامــي ونســبة الرصيــد النقــدي الــازم ملقابلــة‬
‫احتياجــات الســحب اليومــي (ولتكــن مثـاً ‪)%20‬؛ ثــم يســتخدم باقــي‬
‫الوديعــة يف اإلقــراض أو االســتثمار‪ ،‬وتكــون ميزانيــة البنــك (أ) علــى‬
‫النحــو الــذي يبينــه اجلــدول الالحــق‪.‬‬
‫‪ -3.2‬إن املقــرض أو املســتفيد(‪ )1‬غالبــا مــا ســيودع حصيلــة القــرض‬
‫يف احلســاب اجلــاري لــدى بنــك آخــر (ب) الــذي يقــوم باالحتفــاظ‬
‫بـــ ‪ %20‬مــن الوديعــة ويســتخدم الباقــي‪ ،‬ويظهــر ذلــك يف ميزانيــة‬
‫البنــك (ب)‪.‬‬
‫‪ -4.2‬يتــم اقــراض هــذا املبلــغ مــن طــرف أحــد العمــاء الــذي يقــوم‬
‫بإيداعــه يف بنــك آخــر (جـــ) الــذي يصبــح لديــه وديعــة يســتطيع‬
‫أن يســتثمرها أو يقرضهــا ألحــد عمالئــه؛ بعــد أن حيتفــظ جبــزء‬
‫منهــا يعــادل االحتياطــي النقــدي واإللزامــي (‪ ،)%20‬ويظهــر ذلــك يف‬
‫ميزانيــة البنــك (جـــ)‪.‬‬
‫‪ -5.2‬تتصــرف البنــوك األخــرى بــذات الطريقــة الــي عملــت هبــا‬
‫البنــوك (أ‪ ،‬ب‪ ،‬جـــ)‪ ،‬ويُالحــظ أن الزيــادة يف نقــود الودائــع حتــدث‬
‫مبعــدل متناقــص‪.‬‬
‫يُمكن تلخيص ميزانيات البنوك (أ‪ ،‬ب‪ ،‬جـ) يف اجلدول التايل‪:‬‬
‫(‪ )1‬يُقصــد باملســتفيد الشــخص الــذي مت االقــراض لصاحلــه‪ ،‬فقيــام شــخص مــا باقــراض مبلــغ بغــرض اســتخدامه لســداد‬
‫مســتحقات مقــاول يعــي أن املقــاول هــو املســتفيد‪ ،‬وإن مل يكــن املســتفيد األول واألخــر‪.‬‬
‫‪293‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫جدول رقم (‪ :)51‬تصوير عملية توليد الودائع يف ميزانيات البنوك‬
‫البنك (جـ)‬
‫البنك (ب)‬
‫البنك (أ)‬
‫خصوم‬
‫أصول‬
‫خصوم‬
‫أصول‬
‫خصوم‬
‫أصول‬
‫نقدية ‪ 20.000‬ودائع ‪ 100.000‬نقدية ‪ 16.000‬ودائع ‪ 80.000‬نقدية ‪ 12.800‬ودائع ‪64.000‬‬
‫قروض ‪51.200‬‬
‫قروض ‪64.000‬‬
‫قروض ‪80.000‬‬
‫‪100.000‬‬
‫‪100.000‬‬
‫‪80.000‬‬
‫‪80.000‬‬
‫‪64.000‬‬
‫‪64.000‬‬
‫ويفرتض هذا اجلدول ما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬وجــود نســبة واحــدة لالحتياطي النقــدي واإللزامي يف كل البنوك‬
‫(‪ :)%20‬وهــذا يــدل علــى أن هــذه النســبة تُعترب عامـاً مُحدِّداً للقدرة‬
‫على اشــتقاق نقود الودائع (عالقة عكســية)‪.‬‬
‫ب‪ -‬تســتخدم البنــوك كل مــا يزيــد عــن االحتياطــي يف منــح‬
‫القروض‪:‬يعتــر الطلــب علــى التمويــل مــن عمــاء البنــوك مُحــدِّداً‬
‫لعمليــة اشــتقاق الودائــع (عالقــة طرديــة)‪.‬‬
‫جـــ‪ -‬عــدم وجــود تســرب نقــدي مــن القــروض والودائــع يف اجلهــاز‬
‫املصــريف‪ :‬تُعتــر نســبة مــا يتــم إعــادة إيداعــه مــن االئتمــان املمنــوح‬
‫مُح ـدِّدا لعمليــة اشــتقاق الودائــع (عالقــة عكســية)‪.‬‬
‫ومعلــوم أن قــدرة اجلهــاز املصــريف علــى توليــد الودائــع حتســب كمــا‬
‫يلي (‪:)1‬‬
‫القدرة على توليد االئتمان = الوديعة األصلية ‪ /1 x‬نسبة االحتياطي‬
‫بتطبيق هذه املعادلة على املثال السابق جند‪ :‬ق = و (‪/1‬ط) = ‪100.000‬‬
‫(‪ )1‬توجــد صيغــة أخــرى حلســاب الودائــع املشــتقة حيــث‪ :‬الودائـــع املشــتقة = الودائــع احلقيقيــة ( ‪/1‬نســبة االحتياطــي‬
‫القانونــي ‪.)1-‬‬
‫‪294‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫(‪ 500.000= )0,20/1‬ون‪ .‬ويتضــح أن أقصــى كميــة لنقــود الودائــع ميكــن‬
‫للبنــوك أن تشــتقها تبلــغ قيمتهــا ‪ 400.000‬وحــدة نقديــة؛ أي بقــدرة أكــر‬
‫مــن حجــم الودائــع األصليــة بأربعــة أضعاف‪.‬‬
‫ويُمكــن توضيــح هــذه العمليــة يف ميزانيــة البنــوك املُجمَّعــة علــى النحــو‬
‫التــايل‪:‬‬
‫جــدول رقــم (‪ :)52‬تصويــر عمليــة توليــد الودائــع يف امليزانيــة اجملمعــة‬
‫للبنــوك‬
‫أصــــــول‬
‫نقـدية‬
‫قروض واستثمارات‬
‫اجملموع‬
‫مبلغ‬
‫‪100.000‬‬
‫‪400.000‬‬
‫‪500.000‬‬
‫خصــــــوم‬
‫ودائع أولية‬
‫ودائع مشتقة‬
‫اجملموع‬
‫مبلغ‬
‫‪100.000‬‬
‫‪400.000‬‬
‫‪500.000‬‬
‫‪3 .3‬قدرة بنوك املشاركة على توليد الودائع املصرفية‪:‬‬
‫حســب هــذا االجتــاه فــإن قــدرة بنــوك املشــاركة علــى توليــد نقــود الودائــع‬
‫تظهــر فيمــا يلــي(‪:)1‬‬
‫‪ -1.3‬أنظمــة الودائــع يف بعــض بنــوك املشــاركة تنــص يف عقــد‬
‫اإليــداع للحســاب اجلــاري علــى أن املــودع يُفوِّض البنك يف اســتخدام‬
‫الوديعــة مــع ضمانــه هلــا‪.‬‬
‫‪ -2.3‬يســتلم العميــل يف عمليــات املضاربــة القيمــة احملــددة لتمويــل‬
‫العمليــة نقــداً‪ ،‬ومــن املمكــن أن يقــوم بإيداعهــا أو بعضهــا لفــرة‬
‫حمــدودة يف بنــك آخــر حتــى يتــم صرفهــا مــرة واحــدة أو علــى دفعــات‪.‬‬
‫‪ -3.3‬تقــوم بنــوك املشــاركة بإيــداع بعــض مواردهــا املاليــة يف بعــض‬
‫(‪ )1‬حممــد عبــد املنعــم أبــو زيــد‪« ،‬الــدور االقتصــادي للمصــارف اإلســامية بــن النظريــة والتطبيــق»‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪42‬؛ ‪.67-66‬‬
‫‪295‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫بنــوك املشــاركة األخــرى‪ ،‬كحســابات اســتثمارية لعــاج مشــكلة‬
‫فائــض الســيولة لديهــا (إعــادة اإليــداع مــرة أخــرى)‪.‬‬
‫‪ -4.3‬تقــوم بنــوك املشــاركة بفتــح حســابات جاريــة دون فوائــد لــدى‬
‫بعــض البنــوك التقليديــة‪ ،‬كغطــاء للعمليــات الــي تقــوم هبــا‪.‬‬
‫‪ -5.3‬اإلقــراض والتمويــل باملشــاركة بكافــة أشــكاهلا واملراحبــة‬
‫تســهم مجيعهــا يف التوســع النقــدي بقــدر مــا‪ ،‬وأنــه ينتــج عنهــا توليــد‬
‫ودائــع جديــدة للبنــوك(‪.)1‬‬
‫‪ -6.3‬الصيــغ التمويليــة املتبعــة يف بنــوك املشــاركة تســاهم يف توليــد‬
‫الودائــع؛ ألن التمويــل أي ـاً كانــت صيغتــه فــإن صاحبــه ميلــك حــق‬
‫التصــرف فيــه(‪.)2‬‬
‫ثانياً‪ :‬مربرات الدور املعدوم لبنوك املشاركة يف توليد الودائع املصرفية‬
‫يــرى أصحــاب هــذا االجتــاه أنــه ال يُســمح بعمليــة توليــد االئتمــان يف‬
‫بنــوك املشــاركة‪ ،‬مــن خــال فــرض معــدل احتياطــي إلزامــي يعــادل ‪%100‬‬
‫(احتياطــي كامــل)(‪ )3‬مــن حجــم ودائعهــا اجلاريـــة وحتــت الطلــب(‪)4‬؛ وذلــك‬
‫لتجنــب اآلثــار االقتصاديــة الســلبية هلــذه العمليــة‪.‬‬
‫‪1 .1‬آثار توليد االئتمان على النشاط االقتصادي‪:‬‬
‫تتمثل آثار توليد االئتمان على النشاط االقتصادي فيما يلي(‪:)5‬‬
‫(‪ )1‬إبراهيم بن صاحل العمر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.129 :‬‬
‫(‪ )2‬أمحد جمذوب أمحد علي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.64 :‬‬
‫(‪ )3‬نــادى «إرفنــج فيشــر» ســنة ‪ 1935‬بتغيــر نســبة االحتياطــي ورفعهــا إىل ‪ %100‬مــن الودائــع حتــت الطلــب حيتفــظ هبــا‬
‫نقــدا أو يف أوراق ماليــة حكوميــة مــع االســتمرار يف احملافظــة علــى هــذه النســبة كلمــا زاد هــذا النــوع مــن الودائــع؛ وبذلــك‬
‫تتحــول البنــوك إىل مؤسســات حلفــظ تلــك الودائــع يف مــكان أمــن حلســاب املودعــن لقــاء مصاريــف معينــة للبنــوك عمــا‬
‫تتكلفــه هــذه العمليــة؛ وهــو يهــدف مــن ذلــك إىل منــع البنــوك مــن توليــد النقــود وجعلــه مــن اختصــاص احلكومــة وحدهــا‪.‬‬
‫(‪ )4‬إبراهيم بن صاحل العمر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.128-126 :‬‬
‫(‪ )5‬أمحد جمذوب أمحد علي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.63 :‬‬
‫‪296‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‪ -1.1‬التضخــم‪ :‬توليــد االئتمــان يؤثــر يف العــرض النقــدي‪ ،‬وإذا‬
‫مل تكــن الزيــادة يف عــرض النقــود أو حجــم الســيولة متناســبة مــع‬
‫حاجــة النشــاط االقتصــادي؛ فــإن نتائجهــا ســتكون تضخميــة تــؤدي‬
‫إىل ارتفــاع األســعار‪.‬‬
‫‪ -2.1‬توســيع حجــم التقلبــات االقتصاديــة‪ :‬ألن حجــم الودائــع‬
‫األوليــة تنخفــض لــدى البنــوك يف أوقــات الكســاد؛ ممــا يضطرهــا‬
‫إىل خفــض حجــم الودائــع املشــتقة‪ ،‬ويعــي هــذا انكمــاش إضــايف‬
‫يف حجــم الســيولة ينتــج عنــه اتســاع حالــة الكســاد االقتصــادي‪،‬‬
‫وحيــدث عكــس ذلــك يف حالــة الــرواج ‪.‬‬
‫‪ -3.1‬اختــال وظيفــة النقــود كمقيــاس للقيــم‪ :‬ينتــج هــذا مــن آثــار‬
‫التضخــم علــى النقــود واملتمثلــة يف ختفيــض قوهتــا الشــرائية؛ وهبــذا‬
‫هتتــز الثقــة يف أهــم معيــار للتبــادل االقتصــادي ومــا يرتتــب عليــه مــن‬
‫خلــل يف العالقــات املاليــة والنقديــة‪.‬‬
‫‪ -4.1‬تركيــز الثــروة يف أيــدي فئــة قليلــة مــن أفــراد اجملتمــع‪:‬‬
‫تُم ِّكــن القــدرات التمويليــة الــي يتيحهــا توليــد االئتمــان مــن حتقيــق‬
‫أربــاح عاليــة للبنــوك دون تكاليــف مقابلــة‪.‬‬
‫‪2 .2‬تصوير عدم توليد الودائع املصرفية يف ميزانية البنوك‪:‬‬
‫يتــم تصويــر حالــة االحتياطــي النقدي الكامل بافرتاض أن أحد األشــخاص‬
‫أودع لــدى البنــك وديعــة مقدارهــا ‪ 100.000‬ون‪ ،‬فتظهــر هــذه القيمــة يف‬
‫جانــي األصــول واخلصــوم يف امليزانيــة علــى النحــو التايل‪:‬‬
‫‪297‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫جــدول رقــم (‪ :)53‬أثــر االحتياطــي الكامــل علــى توليــد الودائــع يف‬
‫امليزانيــة اجملمعــة للبنــوك‬
‫أصــــــول‬
‫احتياطي إلزامي (نقدية)‬
‫قروض واستثمارات‬
‫اجملموع‬
‫مبلغ‬
‫‪100.000‬‬
‫‪0‬‬
‫‪100.000‬‬
‫خصــــــوم‬
‫ودائع جارية (أولية)‬
‫ودائع مشتقة‬
‫اجملموع‬
‫مبلغ‬
‫‪100.000‬‬
‫‪0‬‬
‫‪100.000‬‬
‫وطاملــا تظــل هــذه البنــوك ال تُقــرض أيّ جــزء مــن الودائــع‪ ،‬فــا يكــون لديها‬
‫القــدرة علــى توليــد ودائــع جديــدة؛ وبذلــك تنحصــر وظيفتهــا يف جمــرد‬
‫االحتفــاظ باألمــوال الــي تــودع لديهــا مقابــل أتعــاب نتيجــة للمحافظــة‬
‫علــى هــذه الودائــع(‪.)1‬‬
‫وحســب هــذا االجتــاه فــإن حرمــان بنــوك املشــاركة مــن توليــد النقــود هــو‬
‫نتيجــة ملــا يلــي(‪:)2‬‬
‫أ‪ -‬نظــام االحتياطــي الكلــي أقــدر علــى ضبــط حجــم التوســع النقدي‬
‫والتحكــم فيه‪.‬‬
‫ب‪ -‬نظام االحتياطي اجلزئي أقل استقراراً وأقل عدالة‪.‬‬
‫يتضــح أن األخــذ هبــذا االجتــاه مــن شــأنه جعــل البنــوك مؤسســات خدميــة‬
‫فقــط؛ بــدالً مــن كوهنــا مؤسســات لتوليــد النقــود أو أجهــزة وســاطة‪.‬‬
‫(‪ )1‬صبحــي تــادرس قريصــة ود‪ .‬عبــد النعيــم حممــد مبــارك‪« ،‬اقتصاديـــات النقـــود والبنـــوك»‪ ،‬مركـــز اإلســكندرية للكتــاب‪،‬‬
‫اإلســكندرية‪ ،1995 ،‬ص‪.117-116 :‬‬
‫(‪ )2‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.174-172 :‬‬
‫‪298‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫ثالثــاً‪ :‬تصــورات الــدور احملــدود لبنــوك املشــاركة يف توليــد الودائــع‬
‫املصرفيــة‬
‫يــرى أصحــاب هــذا االجتــاه بــأن قــدرة بنــوك املشــاركة يف توليــد الودائــع‬
‫ضعيفــة وحمــدودة؛ باملقارنــة مــع البنــوك التقليديــة(‪.)1‬‬
‫تتمثــل عناصــر املقارنــة بــن بنــوك املشــاركة والبنــوك التقليديــة يف جمــال‬
‫القــدرة علــى اشــتقاق الودائــع فيمــا يلــي(‪:)2‬‬
‫‪ -1‬إن الســر يف مقــدرة البنــوك التقليديــة علــى اشــتقاق الودائــع هــو‬
‫ُّ‬
‫متكنهــا مــن تقديــم القــروض مــن خــال الزيــادة املتاحــة يف مواردهــا‬
‫النقديــة‪ ،‬وأن جــزءاً صغــراً مــن الزيــادة يف مواردهــا النقدية يتســرب‬
‫هنائي ـاً إىل التــداول‪ ،‬يف حــن أن معظــم القــروض يُعــاد إيداعهــا يف‬
‫احلســابات املصرفيــة للمســتفيدين منهــا يف النهايــة لــدى هذا البنك‬
‫أو البنــوك األخــرى‪.‬‬
‫ا نقديــاً يف صــورة قــروض‬
‫‪ -2‬إن بنــوك املشــاركة ال تقــدم متويــ ً‬
‫نقديــة (باســتثناء بعــض حــاالت القــروض احلســنة)؛ ألن نشــاطها‬
‫ا ســلعياً أو عينيـاً‪،‬‬
‫يقــوم علــى مبادلــة الســلع بالنقــود أو تقــدم متويـ ً‬
‫نتيجــة لتوظيــف مواردهــا يف العمليــات االســتثمارية احلقيقيــة‪.‬‬
‫‪ -3‬إن بنــك املشــاركة ال يضمــن كالبنــك التقليــدي اســرداد مقــدار‬
‫مشــاركته يف العمليــة االســتثمارية أو مشــاركة العميــل لــه؛ ومــن ثــم‬
‫فــإن قضيــة ضمــان اســرداد قيمــة التمويــل وعوائدهــا يف البنــك‬
‫التقليــدي ليســت متحققــة يف بنــك املشــاركة‪.‬‬
‫(‪ )1‬أبو بكر الصديق عمر متويل وشوقي إمساعيل شحاته‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪87 :‬؛ ‪.99‬‬
‫(‪ )2‬حممــد عبــد املنعــم أبــو زيــد‪« ،‬الــدور االقتصــادي للمصــارف اإلســامية بــن النظريــة والتطبيــق»‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪.42-39‬‬
‫‪299‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫‪ -4‬تُقــدِّم بنــوك املشــاركة يف بعــض احلــاالت القــروض احلســنة‬
‫(دون فوائــد) الــي يكــون حجمهــا حمــدوداً جــداً‪ ،‬وغالبــاً مــا يتــم‬
‫اســتخدامها يف عمليــات ســلعية مباشــرة‪ ،‬فــا يقــوم العميــل بإعــادة‬
‫إيداعهــا ثانيــة‪.‬‬
‫‪ -5‬تُوجَّــه حســابات الودائــع االســتثمارية الســتثمارات حقيقيــة‪،‬‬
‫مــن خــال شــراء الســلع واملعــدات يف صــور اإلنفــاق العيــي وليــس‬
‫النقــدي كمــا هــو احلــال يف البنــوك التقليديــة‪.‬‬
‫‪ -6‬قبــول الودائــع اجلاريــة ال مي ِّثــل النشــاط األساســي لبنــوك‬
‫املشــاركة‪ ،‬وهــو مــا يتضــح يف ضآلــة نســبتها إىل إمجــايل الودائــع؛‬
‫عكــس مــا هــو موجــود يف البنــوك التقليديــة‪.‬‬
‫‪ -7‬إن عمليــات املتاجــرة الــي تقــوم هبــا بنوك املشــاركة قــد يؤدي إىل‬
‫فتــح حســابات جاريــة‪ ،‬غــر أن حلقــات اإليــداع يف مثل هــذه احلاالت‬
‫ليســت متواليــة كمــا هــو متوقــع هلا يف إطــار البنــوك التقليدية‪.‬‬
‫وحســب هــذا االجتــاه فــإن بنــوك املشــاركة يُســمح هلــا باســتخدام «نظــام‬
‫االحتياطــي اجلزئــي» الشــتقاق الودائــع‪ ،‬شــريطة أن تتخــذ التدابــر‬
‫التاليــة(‪:)1‬‬
‫أ‪ -‬أن توليــد الودائــع املشــتقة يتفــق مــع حاجــة االقتصــاد الوطــي وال‬
‫يــؤدي إىل التضخــم‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن األربــاح النامجــة عــن توليــد مثــل هــذه الودائــع جيــب أن تــؤول‬
‫إىل اجملتمــع كلــه‪ ،‬وليــس إىل فئــة خاصــة منــه‪.‬‬
‫يتضــح أن هــذا االجتــاه بنــى رؤيتــه علــى األســاس النظــري لطبيعــة نشــاط‬
‫(‪ )1‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.174 :‬‬
‫‪300‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫بنــوك املشــاركة املميــزة؛ الــذي يأخــذ يف االعتبــار متويــل هــذه البنــوك‬
‫جلــزء مــن نشــاطها املصــريف املتعلــق باالعتمــادات املســتندية واإلقــراض‬
‫اجملانــي التعاونــي‪.‬‬
‫فيما يلي نبني االجتاهات السابقة يف شكل توضيحي‪:‬‬
‫شــكل رقــم (‪ :)31‬االجتاهــات الفكريــة يف قــدرة بنــوك املشــاركة علــى‬
‫توليــد الودائــع املشــتقة‪.‬‬
‫االجتـاهـات الـفـكـريـة‬
‫االجتــاه األول‬
‫االجتــاه الـثـانـي‬
‫االجتــاه الـثـالـث‬
‫عملية اشتقاق الودائع‪ :‬تقليدية‬
‫عملية اشتقاق الودائع‪ :‬ممنوعة‬
‫عملية اشتقاق الودائع‪ :‬متاحة‬
‫احتجاز احتياطي نقدي وإلزامي‬
‫إلزام باحتياطي إلزامي كامل (‪)%100‬‬
‫إتباع نظام االحتياطي اجلزئي‬
‫القدرة على توليد االئتمان‪:‬غري حمددة‬
‫القدرة على توليد االئتمان‪ :‬منعدمة‬
‫القدرة على توليد االئتمان‪ :‬ضعيفة‬
‫أساس االجتاه‪:‬‬
‫أساس االجتاه‪:‬‬
‫أساس االجتاه‪:‬‬
‫التجربة العملية لبنوك املشاركة‬
‫البنوك هي مؤسسات خدمية‬
‫اإلطار النظري لبنوك املشاركة‬
‫‪301‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫المبحث الثاني‬
‫مصــادر األمــوال الخارجيــة اإلضافيــة فــي بنــوك‬
‫المشــاركة‬
‫سنتناول هذا املبحث بالدراسة من خالل احملاور التالية‪:‬‬
‫ ‪-‬طبيعـة األدوات املالية املستحدثة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫ ‪-‬األساليب اإليداعية اجلديدة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫ ‪-‬إصدار األوراق املالية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪302‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫المطلــب األول‪ :‬طبيعــة األدوات الماليــة المســتحدثة فــي‬
‫بنــوك المشــاركة‪.‬‬
‫‬
‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬مبـررات احلاجـة إىل مصـادر أموال إضافيـة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫ثاني ـاً‪ :‬تصــورات مقرتحــة ألســاليب جديــدة ملصــادر األمــوال يف بنــوك‬
‫املشــاركة‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬طبـيـعـة األوراق املـالـيـة اليت استحدثتـها بنـوك املشاركة‪.‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬مربرات احلاجة إىل مصادر أموال إضافية يف بنوك املشاركة‬
‫إن التجربــة العمليــة لتعبئــة األمــوال (وخاصــة الودائــع) يف بنــوك املشــاركة‬
‫تُ ِّ‬
‫وضــح أن النســبة الغالبــة مــن املودعــن تســيطر عليهــم العقليــة الربويــة‪،‬‬
‫نتيجــة تأثــر مواقفهــم بطبيعــة الودائــع يف البنــوك التقليديــة (مــن حيــث‬
‫ضمــان الوديعــة والعائــد)‪ ،‬ويعطــي الواقــع يف هــذا الشــأن املؤشــرات‬
‫التاليــة(‪:)1‬‬
‫‪1 .1‬رغبة املودعني يف السحب من ودائعهم بسهولة وسرعة‪:‬‬
‫أظهــر التطبيــق العملــي عــدم اســتعداد نســبة كبــرة مــن املودعــن لــرك‬
‫ودائعهــم االســتثمارية لفــرة طويلــة ورغبتهــم يف الســحب منهــا بســهولة‬
‫وســرعة‪ ،‬غــر مدركــن الطبيعــة املختلفــة لبنــوك املشــاركة عــن البنــوك‬
‫التقليديــة‪ ،‬وأمــام هــذا الوضــع اضطــرت كثــر مــن بنــوك املشــاركة ملســايرة‬
‫هــذا الواقــع عنــد صياغــة أنظمــة الودائــع (االســتثمارية) هبــا‪ ،‬كمــا هــو‬
‫متبــع يف البنــوك التقليديــة‪ ،‬وذلــك بإعطــاء املــودع حــق الســحب يف آجــال‬
‫(‪ )1‬حممد عبد املنعم أبو زيد‪« ،‬املضاربة وتطبيقاهتا العملية يف املصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.90-88 :‬‬
‫‪303‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫قصــرة (أو عنــد الطلــب!) وحصولــه علــى عوائــد دوريــة قصــرة تصــل‬
‫أحيانــا إىل ثالثــة أشــهر أو شــهر واحــد‪ ،‬حتــى أصبحــت الســمة الغالبــة‬
‫لودائــع هــذه البنــوك ذات طبيعــة قصــرة األجــل‪ ،‬وهــو مــا أثــر ســلباً يف‬
‫نشــاطها االســتثماري الــذي يُفــرض فيــه أن يكــون اســتثماراً تنمويـاً يتطلــب‬
‫مــوارد ماليــة طويلــة األجــل‪.‬‬
‫كمــا أ َّثــر هــذا أيضــاً يف رحبيتهــا نتيجــة احتفــاظ غالبيــة هــذه البنــوك‬
‫بنســبة عاليــة مــن الســيولة (التشــغيلية والقانونيــة) وتعطيــل جــزء مــن هــذه‬
‫الودائــع عــن االســتثمار‪.‬‬
‫‪2 .2‬عدم توفر االستعداد الكايف لدى غالبية املودعني للمخاطرة‪:‬‬
‫رغــم أن املودعــن قبلــوا تقديــم أمواهلــم علــى أســاس املشــاركة يف نتائــج‬
‫العمليــات االســتثمارية مــن ربــح أو خســارة وحتمــل املخاطــر وفــق قاعــدة‬
‫«ال ُغنْــم بال ُغ ـرْم»؛ إال أن الواقــع العملــي يشــر أهنــم قبلــوا هــذا األمــر علــى‬
‫الــورق فقــط‪ ،‬فهــم ال يتصــورون إمكانيــة حــدوث خســائر‪ ،‬وليســوا علــى‬
‫اســتعداد لتقبلهــا يف حالــة حدوثهــا‪ ،‬كمــا أن نســبة كبــرة منهــم ليســت علــى‬
‫اســتعداد لقبــول معــدالت أربــاح أقــل ممــا توزعــه البنــوك التقليديــة مــن‬
‫فوائــد؛ حيــث أثبتــت التجربــة حتــول أعــداد كبــرة مــن املودعــن يف بعــض‬
‫بنــوك املشــاركة إىل البنــوك التقليديــة عندمــا حققــت معــدالت أربــاح أقــل‬
‫ممــا متنحــه البنــوك التقليديــة مــن فوائــد‪ ،‬ومعنــى ذلــك أن نســبة كبــرة‬
‫منهــم ليــس لديهــم االســتعداد الــكايف للمخاطــرة‪.‬‬
‫يتضــح ممــا ســبق‪ ،‬أن جوهــر إشــكالية جتميــع وتعبئــة الودائــع االدخاريــة‬
‫واالســتثمارية تنحصــر يف التعــارض بــن رغبــات وطلبــات املودعــن وبــن‬
‫طبيعــة وخصائــص بنــوك املشــاركة‪ ،‬وميكن تلخيص ذلك يف الشــكل التايل‪:‬‬
‫‪304‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫شكل رقم (‪ :)32‬التعارض بني رغبات املودعني وطبيعة بنوك املشاركة‪.‬‬
‫الــتعـارض‬
‫املودعون‬
‫(عقلية ربوية)‬
‫الرغبة يف سحب الودائع يف‬
‫األجل القصري‬
‫احلاجة إىل موارد طويلة األجل‬
‫عدم تو ُّفـر االستعداد للمخاطرة‬
‫احلاجة إىل موارد ذات طبيعة‬
‫خماطرة‬
‫بنوك املشاركة‬
‫(طبيعة استثمارية)‬
‫وهلــذا؛ فاملطلــوب مــن بنــوك املشــاركة أن تعمــل علــى «اســتحداث وابتــكار‬
‫أدوات وأساليب جديدة يف إطار عقد املضاربة جلذب الودائع واملدخرات‪،‬‬
‫مبــا يتيــح هلــا توفــر املــوارد الــي ختــدم هــدف التوظيــف الطويــل وأن تتميز‬
‫برغبتهــا يف العمــل وفــق قاعــدة ال ُغنْــم بال ُغـرْم»(‪.)1‬‬
‫إن العجــز التمويلــي لالســتثمار طويــل األجــل ينتــج عــن جمموعــة مــن‬
‫األســباب‪ ،‬ميكــن التعــرُّف عليهــا مــن خــال اجلــدول التــايل‪:‬‬
‫جــدول رقــم (‪ :)54‬حتديــد أســباب العجــز التمويلــي لالســتثمار طويــل‬
‫األجــل يف بنــوك املشــاركة‬
‫التكرار‬
‫‪1‬‬
‫النسبة‬
‫‪%33‬‬
‫أسبـاب العجــز التمويــلي لالستثمـار‬
‫‪ -‬أن معظم الودائع قصرية األجل‪.‬‬
‫‪ -‬اخنفاض رأس مال البنك بالنسبة حلجم استخداماته‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪100%‬‬
‫‪ -‬اخنفاض مسامهة البنك يف االستثمارات‪.‬‬
‫‪-‬‬
‫‪-‬‬
‫‪ -‬عدم وجود جهاز استثماري للقيام بالعمل‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪67%‬‬
‫‪ -‬كافة األسباب السابقة جمتمعة‪.‬‬
‫‪-‬‬
‫‪-‬‬
‫‪3‬‬
‫‪100%‬‬
‫عدد البنــوك‬
‫املصدر ‪ :‬جلنة من األساتذة اخلرباء االقتصاديني والشرعيني واملصرفيني‪،‬‬
‫«تقويم الدور احملاسيب للمصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.435 :‬‬
‫(‪ )1‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.117 :‬‬
‫‪305‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫ثاني ـاً‪ :‬تصــورات مقرتحــة ألســاليب جديــدة ملصــادر األمــوال يف بنــوك‬
‫املشــاركة‬
‫نظــرا ألن غالبيــة مصــادر األمــوال يف بنــوك املشــاركة قصــرة األجــل؛ فــإن‬
‫هنــاك مجلــة مــن األســاليب املقرتحــة للتغلــب علــى هــذه الصعوبــة تتمثــل‬
‫فيمــا يلــي‪:‬‬
‫ حتفيــز املودعــن علــى حتويــل ودائعهــم قصــرة األجــل إىل طويلــة‬‫األجــل‪ ،‬وتشــجيعهم علــى حتويلهــا إىل مســامهات يف مشــروعات‬
‫معينــة‪.‬‬
‫ االعتمــاد بصــورة أكثــر علــى متويــل البنــك بالنســبة للمشــروعات‬‫طويلــة األجــل‪ ،‬عــن طريــق زيــادة رأس املــال‪.‬‬
‫ إصدار صكوك استثمارية جديدة طويلة األجل‪.‬‬‫ويؤكــد البعــض علــى أنــه يف مقابــل أســلوب شــهادات اإليــداع القابلــة‬
‫للتــداول الــذي اســتخدمته البنــوك التقليديــة؛ لكــي تُحـوِّل االلتزامــات مــن‬
‫االســتحقاق قصــر األجــل إىل متوســط وطويــل األجــل‪ ،‬ميكــن أن تُصــدر‬
‫بنــوك املشــاركة «صكــوك مشــاركات» ميكــن تداوهلــا هبــدف حتقيــق مــا‬
‫يلــي(‪:)1‬‬
‫ التجاوب مع التنوع يف االستخدامات‪.‬‬‫ التالؤم مع طبيعة عمل البنك ذي الطابع مقيد األجل‪.‬‬‫يُمكــن إجيــاز هــذه الصكــوك ذات اآلجــال قصــرة ومتوســطة وطويلــة‬
‫األجــل يف اجلــدول التــايل‪:‬‬
‫(‪ )1‬يوسف كمال حممد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.85 :‬‬
‫‪306‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫جدول رقم (‪ :)55‬طبيعة صكوك املشاركات يف بنوك املشاركة‬
‫صكوك مشاركات قصرية األجل‬
‫ صكوك البيع اآلجل أو السَّلَم‪.‬‬‫ صكوك متويل رأس املال العامل باملشاركة‪.‬‬‫ صكوك املضاربة‪.‬‬‫ صكوك صناديق استثمار‪.‬‬‫‪ -‬صكوك املشاركة العامة مع البنك‪.‬‬
‫صكوك مشاركات متوسطة وطويلة األجل‬
‫ صكوك التأجري‪.‬‬‫ صكوك املشاركات املتناقصة املنتهية بالتمليك‪.‬‬‫‪ -‬صكوك استثمار طويل األجل‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬يوسف كمال حممد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.86-85‬‬
‫إن أنــواع صكــوك التمويــل املشــا ِركة يف األربــاح واخلســائر الــي هتــدف‬
‫إىل توفــر مــوارد ماليــة مناســبة لبنــوك املشــاركة‪ ،‬وتُم ِّكنهــا مــن القيــام‬
‫بأنشــطتها االســتثمارية املختلفــة وحتقيــق أهدافهــا التنمويــة‪ ،‬تتمثــل فيمــا‬
‫يلــي(‪:)1‬‬
‫‪ -1‬صكوك زيادة رأس املال املؤقتة‪.‬‬
‫‪ -2‬الصكوك املشا ِركة يف العائد (غري حمددة املدة)‪.‬‬
‫‪ -3‬صكــوك إيــداع آلجــال متوســطة (مرتاكمــة القيمــة و‪/‬أو‬
‫ذات العائــد اجلــاري الشــهري)‪.‬‬
‫‪ -4‬صكوك مشروعات قطاعية (زراعية‪ ،‬صناعية‪ ،‬إسكان)‪.‬‬
‫‪ -5‬صكوك استثمار ملشروع معني‪.‬‬
‫‪ -6‬صكوك الوكالة االستثمارية‪.‬‬
‫وتُع ـدُّ األسهـــم كأحــد أشــكال األدوات باعتبارهــا حصــة مشــاركة ميكــن‬
‫أن تُســتخدم بالقــوة والكفــاءة نفســها الــي تســتخدمها البنــوك التقليديــة‬
‫وهــي‪:‬‬
‫(‪ )1‬راجع‪ :‬حمسن أمحد اخلضريي‪« ،‬البنوك اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.112-110 :‬‬
‫‪307‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫‪ -1‬األســهم املصوتــة (‪ :)Voting Shares‬جتمــع بــن حقوق امللكية‬
‫وحــق اإلدارة والتصويت واالنتخاب‪.‬‬
‫‪ -2‬األســهم غــر املصوتــة (‪ :)Non-Voting Shares‬متثــل فقــط‬
‫حقوق املشــاركة يف أرباح املشــروع دون أن يكون ملالكيها حق التدخل‬
‫يف اإلدارة والتصويــت أو االنتخــاب والرتشــح لعضويــة جملــس اإلدارة‪.‬‬
‫أمــا األدوات املاليــة الــي ميكــن أن تشــكل النــواة لســوق رأس املــال يف‬
‫إطــار نظــام املشــاركة فهــي(‪:)1‬‬
‫‪ -1‬األدوات املاليــة القائمــة علــى امللكيــة‪ :‬والــي تتميــز بقابليتهــا‬
‫للتــداول بأســعار حتددهــا قــوى الســوق؛ دون التقيــد بالقيمــة‬
‫االمسيــة هلــا‪ ،‬وهــذا يُم ِّكــن مــن قيــام ســوق ثانويــة هلــا؛ وأمههــا‪:‬‬
‫صكــوك اإلجــارة‪ ،‬أســهم املشــاركة‪ ،‬أســهم املضاربــة‪ ،‬أســهم اإلنتــاج‪.‬‬
‫‪ -2‬األدوات املاليــة القائمــة علــى املديونيــة‪ :‬وتتميــز بارتباطهــا‬
‫باإلنتــاج املــادي للســلع واخلدمــات‪ ،‬وميكــن أن تُقــدم الضمانــات‬
‫الالزمــة والرهــون املناســبة حلامــل هــذه الســندات؛ وأمهها‪ :‬ســندات‬
‫البيــع‪ ،‬ســندات االســتصناع‪ ،‬ســندات السَّ ـلَم‪ ،‬ســندات اإلجــارة‪.‬‬
‫إن هنــاك مــررات عمليــة لقيــام ســوق ماليــة تالئــم طبيعــة عمــل بنــوك‬
‫املشــاركة الــي ال تســتطيع اســتثمار فوائــض الســيولة لديهــا يف األدوات‬
‫املاليــة املتعــارف عليهــا‪ ،‬كســندات التنميــة وأذونــات اخلزينــة(‪ )2‬نظــراً‬
‫الرتباطهــا بالفائــدة؛ لذلــك فــإن إمكانيــة إصــدار «ســندات املقارضــة»‬
‫واســتخدام «شــهادات االســتثمار» ميكــن أن تزيــد مــن قــدرة بنوك املشــاركة‬
‫(‪ )1‬صاحلي صاحل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.64 :‬‬
‫(‪ )2‬هنــاك صورتــان لســندات الديــن العــام‪ :‬أحدمهــا قصــر األجــل ملــدة ‪ 90‬يومــا وتســمى «أذونــات اخلزينــة»‪ ،‬واألخــرى‬
‫طويلــة األجــل وتســمى «بســندات اخلزينــة أو ســندات التنميــة»‪.‬‬
‫‪308‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫علــى جتميــع مــوارد إضافيــة‪ ،‬وتوجيههــا جملــاالت االســتثمار متوســطة‬
‫وطويلــة األجــل‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬طبيعة األوراق املالية اليت استحدثتها بنوك املشاركة‬
‫إن األدوات املاليــة املتاحــة لبنــوك املشــاركة يف جمــال األســواق املاليــة يغلــب‬
‫عليهــا طابــع املضاربــة ألهنــا الشــكل الــذي يســتوعب خمتلــف االســتثمارات‬
‫والعقــود األخــرى‪ ،‬وتُعــرَّف بأهنــا‪« :‬صكــوك تُصدرهــا مؤسســات ماليــة‬
‫باعتبارهــا مضاربــا‪ ،‬ومتثــل حصــة شــائعة يف رأس مــال مشــروع معيّــن‬
‫أو مشــروعات متعــددة تشــارك يف األربــاح املتوقعــة واخلســائر احملتملــة‬
‫وتتميــز بآجــال متفاوتــة وبقــدرة خمتلفــة علــى التــداول واالســرداد»(‪.)1‬‬
‫وإن الدعــوة إىل بــذل اجلهــود العلميــة البحثيــة والعمليــة امليدانيــة مــن أجــل‬
‫تطويــر وابتــكار أدوات ماليــة جديــدة‪ ،‬تكتســب أمهيتهــا مــن عــدة ظــروف‬
‫وعوامــل ميكــن حصــر أمههــا فيمــا يلــي‪:‬‬
‫جــدول رقــم (‪ :)56‬ظــروف وعوامــل احلاجــة إىل أدوات ماليــة جديــدة‬
‫يف بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫األدوات املاليـة اجلديـدة‬
‫األدوات املاليـة التقليديـة‬
‫ تعانــي بنــوك املشــاركة مــن عــدم اســتطاعتها اســتثمار ‪ -‬أصبحــت احلاجــة ملحــة إىل ابتــكار أدوات ماليــة‬‫متدرجــة مــن ناحيــة ســهولة التســييل؛ حبيــث تُم ِّكــن‬
‫فائــض الســيولة املتجمعة بالســرعة املناســبة‪.‬‬
‫ يصعــب عليهــا اللجــوء إىل الســوق املاليــة التقليديــة بنــوك املشــاركة مــن االســتعانة هبــا ألغــراض مواجهــة‬‫ظــروف الســيولة عنــد احلاجــة إليهــا أو عنــد وجــود‬
‫عندمــا حتتــاج للســيولة‪.‬‬
‫ ال توجــد األدوات والوســائل الــي متكنهــا مــن اللجــوء فائــض منهــا‪.‬‬‫إىل البنــك املركــزي دون أن تضطــر للتعامــل بالفائــدة‪.‬‬
‫(‪ )1‬أمحــد حمــي الديــن أمحــد‪« ،‬أســواق األوراق املاليــة وآثارهــا اإلمنائيــة يف االقتصــاد اإلســامي»‪ ،‬سلســلة صــاحل كامــل‬
‫للرســائل اجلامعيــة يف االقتصــاد اإلســامي‪ ،‬جمموعــة دلــة الربكــة‪ ،‬إدارة البحــوث والتطويــر‪ ،‬قســم البحــوث والدراســات‬
‫الشــرعية‪ ،‬الكتــاب الثانــي‪ ،‬ط‪ ،1995 ،1‬ص‪.251:‬‬
‫‪309‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫ ال ميكــن لبنــوك املشــاركة التعامــل بالســندات ذات‬‫الفائــدة‪ ،‬كمــا أن األســهم وحدهــا ال تصلــح ألن ختلــق‬
‫ســوقا نشــطة‪.‬‬
‫ تتميــز األســهم بعــدم إنتاجيــة تبادهلــا‪ ،‬إذ يتــم غالب ـاً‬‫علــى أســاس املضاربــة (‪.)Speculation‬‬
‫ إن األدوات املاليــة التقليديــة هــي أدوات مُصمَّمــة‬‫باألســاس لواقــع اقتصــادي خمتلــف وملرحلــة معينــة مــن‬
‫النمــو االقتصــادي ال تناســب ظــروف الــدول اإلســامية‬
‫ومتطلباهتــا اآلنيــة‪.‬‬
‫ عجــزت هــذه األدوات أن تكــون أداة فعالــة لتعبئــة‬‫املدخــرات ومتويــل التنميــة االقتصاديــة‪ ،‬بــل وكانــت‬
‫عامــا أساســياً مســهماً يف زيــادة املديونيــة يف الــدول‬
‫الناميــة عمومــا وإربــاك خططهــا االقتصاديــة‪.‬‬
‫ نشــاط الســوق الثانويــة يعتمــد علــى نــوع وحجــم‬‫األدوات املاليــة املعروضــة؛ تســمح لبنــوك املشــاركة‬
‫للتعامــل فيهــا‪.‬‬
‫ البــد مــن وجــود أدوات ماليــة تســمح لبنوك املشــاركة‬‫التعامــل فيهــا‪ ،‬كشــهادات اإلجيــار وصكــوك املضاربــة‬
‫والصناديــق املفتوحــة واملغلقــة وصكــوك املزارعــة‬
‫وحنوهــا‪..‬‬
‫ تنحــاز األدوات املاليــة اجلديــدة يف بنــوك املشــاركة‬‫لصــاحل النشــاط احلقيقــي املنتــج وليــس النشــاط‬
‫النقــدي الطفيلــي‪.‬‬
‫ تعتــر هــذه األدوات مــن أرفــع البدائــل الــي ميكــن‬‫أن تــؤدي ذلــك الــدور خلصائصهــا اإلنتاجيــة وتلمســها‬
‫لالحتياجــات الفعليــة‪ ،‬ولقرهبــا مــن مشــاعر ونفســية‬
‫اجملتمعــات العربيــة واإلســامية‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬أمحد حمي الدين أمحد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.259-257 :‬‬
‫إن التجــارب الــي قامــت هبــا الــدول العربيــة واإلســامية يف جمــال إصــدار بعض‬
‫األوراق املاليــة‪ ،‬قــد حققــت جناحــا بدرجــات متفاوتــة؛ وتُعتــر جمــاالً ملزيــد مــن‬
‫البحــث والتطويــر واآلفــاق املســتقبلية إلنشــاء ســوق مالية ميكــن أن تتعامل فيها‬
‫بنــوك املشــاركة‪ .‬نبــن جتــارب هــذه الــدول يف اجلــدول التــايل‪:‬‬
‫جــدول رقــم (‪ :)57‬التجــارب القطريــة للــدول العربيــة واإلســامية يف‬
‫إصــدار األوراق املاليــة‬
‫الدولة‬
‫األردن‬
‫إيـران‬
‫باكستـان‬
‫البحريـن‬
‫تركيـا‬
‫السـودان‬
‫الكويـت‬
‫ماليزيـا‬
‫األوراق املاليـة املطروحـة‬
‫سندات املقارضة‪.‬‬
‫سندات مشاركة‪.‬‬
‫شهادات املشاركة ‪ +‬شهادات املضاربة‪.‬‬
‫أسهم املشاركة ‪ +‬أسهم اإلدارة‪.‬‬
‫شهادات اإلسكان‪.‬‬
‫األسهم ‪ +‬صكوك التأجري‪.‬‬
‫صكوك اإلسكان ‪ +‬التأجري‪.‬‬
‫شهادات االستثمار احلكومية ‪ +‬سندات املضاربة‪.‬‬
‫املصــدر‪ :‬راجــع‪ :‬نبيــل احللــي‪« ،‬حنــو أســواق املــال اإلســامية‪ :‬واقــع وآفــاق»‪،‬‬
‫جملة الريموك‪ ،‬جامعة الريموك‪ ،‬إربد‪ ،‬األردن‪ ،‬العدد ‪ ،62‬كانون الثاني‪ ،1999 ،‬ص‪.6 :‬‬
‫‪310‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‬
‫المطلــب الثانــي‪ :‬األســاليب اإليداعيــة الجديــدة فــي بنــوك‬
‫المشاركة‪.‬‬
‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬شـهـادات االدخـار املشارِكـة يف األربـاح واخلسائـر‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬شـهـادات اإليـداع املشارِكـة يف األربـاح واخلسائـر‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬شـهـادات االستثمار املشارِكـة يف األربـاح واخلسائـر‪.‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬شهادات االدخار املشارِكة يف األرباح واخلسائر‬
‫قامــت كثــر مــن البنــوك التقليديــة باســتحداث صــور وأســاليب متعــددة‬
‫لإليــداع املصــريف(‪ )1‬هبــدف جــذب املدخــرات الصغــرة واملتوســطة مــن‬
‫األفــراد‪ ،‬فــإذا وجــد البنــك فرصــة اســتثمارية مرحبــة حـدَّد مدهتــا وطــرح‬
‫يف مقابلهــا شــهادات إيــداع بنفــس املــدة‪ ،‬وحتــى تُح ِّقــق بنــوك املشــاركة‬
‫التــوازن املطلــوب يف معامالهتــا؛ فإهنــا حتتــاج إىل أوعيــة ادخاريــة‬
‫قصــرة ومتوســطة وطويلــة األجــل لتعبئــة الفوائــض املاليــة لــدى األفــراد‬
‫واملؤسســات‪ ،‬ومــن هــذه األوعيــة ‪:‬‬
‫ شهادات االدخار املشا ِركة يف األرباح واخلسائر‪.‬‬‫ شهادات اإليداع املشا ِركة يف األرباح واخلسائر‪.‬‬‫ شهادات االستثمار املشا ِركة يف األرباح واخلسائر‪.‬‬‫(‪ )1‬مــن األمثلــة علــى هــذه الصــور املســتحدثة لإليــداع املصــريف والــي تأخــذ مســميات خمتلفــة‪ « :‬شــهادات االســتثمار»‬
‫الــي يصدرهــا البنــك األهلــي املصــري و» شــهادات االســتثمار» يف اهلنــد و» شــهادات اإليــداع» الــي ظهــرت يف الــو‪.‬م‪.‬أ‪ .‬ســنة‬
‫‪ 1961‬والــي انتقلــت إىل إجنلــرا ســنة ‪ « ،1966‬شــهادات االدخــار بالنقــد األجنــي» الــي أصدرهــا بنــك مصــر‪ « ،‬شــهادات‬
‫توفــر العمــات األجنبيــة ذات اجلوائــز» و» خدمــات اإليــداع للصغــار والشــباب» الــي ظهــرت يف بعــض الــدول األوروبيــة «‬
‫كتوفــر ال ُقصَّــر بالبنــوك اإلجنليزيــة» و» حســابات الصغــار» بالبنــوك اهلولنديــة‪ ،‬وهــي يف جمموعهــا شــهادات جتمــع بــن‬
‫إغــراء الفائــدة وإغــراء اجلوائــز‪ ،‬وكذلــك « اإليــداع الثابــت بالتقســيط» الــذي يوجــد يف اليابــان وغــرب أوربــا واهلنــد‪ ،‬والــذي‬
‫يهــدف إىل االســتعداد علــى املــدى الطويــل ملواجهــة متطلبــات احليــاة كالــزواج والســفر وغــر ذلــك‪ .‬ومتثــل شــهادات اإليــداع‬
‫مبختلــف مســمياهتا أحــد أنــواع الودائــع اآلجلــة‪.‬‬
‫‪311‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫تُع ـدّ شــهادات االدخــار مــن أحــدث مصــادر األمــوال يف بنــوك املشــاركة‪،‬‬
‫«وهــي ورقــة ماليــة متثــل حصــة يف مشــاركة تســتحق نصيبــا يف أربــاح‬
‫املصــرف املصــدر هلــا حســب مــا يتحقــق مــن أربــاح»(‪.)1‬‬
‫من أهم شروط الشهادات االدخارية مايلي(‪:)2‬‬
‫ قيمة الشهادة ‪ 500‬دينار أو عملة حرة ومضاعفاهتا‪.‬‬‫ الشهادة امسية ومدهتا ‪ 3‬سنوات قابلة للتجديد‪.‬‬‫ تشرتك الشهادة يف الربح واخلسارة‪.‬‬‫ يــو َّزع العائــد ‪ 4‬مــرات ســنوياً‪ ،‬وحي ـدَّد تبع ـاً لنتائــج أعمــال بنــك‬‫املشــاركة وبنفــس العملــة املشــرك هبــا‪.‬‬
‫ للعميــل بعــد مــرور ‪ 3‬أشــهر مــن تاريــخ اإلصدار احلق يف اســرجاع‬‫قيمة الشــهادة‪.‬‬
‫ يف حالــة الرغبــة يف عــدم االســرجاع مينــح البنــك قرضـاً حســناً‬‫للعميــل مــن دون أيّ مصاريــف وملــدة أقصاهــا ســنة‪ ،‬بنســبة ‪ %50‬مــن‬
‫قيمــة الشــهادة‪.‬‬
‫ ميكــن إيــداع الشــهادة خبزائــن البنــك‪ ،‬وإضافــة قســائم األربــاح‬‫حلســاب العميــل دون عمولــة‪.‬‬
‫(‪ )1‬مجال لعمارة‪« ،‬املصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.72 :‬‬
‫(‪ )2‬حممد سويلم‪« ،‬إدارة املصارف التقليدية واملصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.586 :‬‬
‫‪312‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫ثانياً‪ :‬شهادات اإليداع املشارِكة يف األرباح واخلسائر‬
‫ال ترتبط شــهادات اإليداع مبشــروع معيّن أو نشــاط معيّن‪ ،‬وتكون حصيلة‬
‫اإلصــدار متاحــة للبنــك الســتخدامها يف األنشــطة واجملــاالت الــي يراهــا‬
‫مناســبة‪ ،‬ويقــوم بنــك املشــاركة بصفتــه مُصْـدِرًا للشــهادات بــدور املضــارب‬
‫غــر املقيــد مبجــال معيّــن‪ .‬مــن أهــم شــروط شــهادات اإليــداع مــا يلــي(‪:)1‬‬
‫ تصــدر الشــهادات امسيــة وبفئــات حمددة مقبولــة (‪،100 ،50 ،10‬‬‫‪ )1.000 ،500‬وحــدة نقدية‪.‬‬
‫ أن تكون ملدة زمنية حمددة (‪ 3‬سنوات أو ‪ 5‬سنوات مثالً)‪.‬‬‫ تســتحق الشــهادات عائــداً ســنوياً وفــق مــا يتحقــق مــن أربــاح‬‫البنــك‪ ،‬مقابــل نســبة مــن الربــح تُحـدَّد مســبقاً عنــد اإلصــدار تُبيِّــن‬
‫نصيــب البنــك كمضــارب يف أمــوال الشــهادات‪ ،‬ويــو َّزع الربــح الباقــي‬
‫علــى أصحــاب الشــهادات كل بنســبة مــا ميلــك‪.‬‬
‫ يكون وزن الشــهادات يف العائد أعلى من وزن حســابات االســتثمار‬‫(املودعــة عــادة ملــدة ســنة أو أقــل)‪ ،‬ويتزايــد هــذا الــوزن تبعـاً لتزايــد‬
‫مدهتــا حتــى يكــون ذلــك دافعــاً إىل اإليــداع لفــرات أطــول؛ ألن‬
‫حصيلتهــا ال تُلــزم بنــك املشــاركة بإيــداع نســبة منهــا لــدى البنــك‬
‫املركــزي كنســبة احتياطــي(‪ ،)2‬إضافــة إىل إمكانيــة توظيفهــا آلجــال‬
‫متوســطة وطويلــة باطمئنــان أكــر‪.‬‬
‫(‪ )1‬إمساعيــل حســن‪« ،‬تطويــر ســوق مــايل إســامي»‪ ،‬يف حبــوث خمتــارة مــن املؤمتــر العــام األول للبنــوك اإلســامية املنعقــد‬
‫باســتانبول (تركيــا)‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪.51 :‬‬
‫(‪ )2‬يــرى البعــض أن أســباب اعتمــاد البنــوك علــى املصــادر غــر التقليديــة لتدعيــم جانــب خصــوم ميزانيتهــا‪ ،‬تعــود إىل مــا‬
‫يلــي‪:‬‬
‫ إمكانية قيام البنوك باستثمار هذه املصادر يف جماالت حتقق عائدا أكرب‪.‬‬‫ بعــض هــذه املصــادر (علــى عكــس الودائــع التقليديــة) ال خيضــع ملتطلبــات االحتياطــي اإللزامــي (األمــوال‬‫املقرتضــة)‪ ،‬بينمــا قــد خيضــع البعــض اآلخــر (شــهادات اإليــداع) لتلــك املتطلبــات ولكــن بنســب منخفضــة‪.‬‬
‫‪313‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫ثالثاً‪ :‬شهادات االستثمار املشارِكة يف األرباح واخلسائر‬
‫يســتخدم بنك املشــاركة حصيلة هذه الشــهادات ملقابلة طلبات التمويل يف‬
‫مشــاريع معيّنــة أو أنشــطة معينــة؛ ويلعــب بنــك املشــاركة هنــا دور املضــارب‬
‫املقيّــد مبشــروع أو نشــاط معيّــن‪ .‬ولذلــك تتــم التفرقــة بني نوعــن منها(‪:)1‬‬
‫‪1 .1‬شــهادات االســتثمار ملشــروع معــن‪ :‬مــن أهــم شــروط هــذا النــوع مــن‬
‫الشــهادات االســتثمارية مــا يلــي‪:‬‬
‫ أن يســبق الرتويــج للمشــروع املــراد متويلــه‪ ،‬والقيام بدراســة جدوى‬‫كاملــة عنه‪.‬‬
‫ يف حــدود حجــم التمويــل املطلــوب يدعــو البنــك إىل االكتتــاب يف‬‫شــهادات اســتثمار ختصــص حصيلتهــا فقــط هلــذا املشــروع بذاتــه‪،‬‬
‫وتكــون دراســة اجلــدوى الفنيــة واالقتصاديــة للمشــروع متاحــة لــكل‬
‫مــن يرغــب يف االكتتــاب‪.‬‬
‫ تصدر الشهادات بفئات متنوعة‪.‬‬‫ آجــال الشــهادات غــر حمـدّدة‪ ،‬ومتتــد مــن االكتتــاب حتــى التصفية‬‫النهائية للمشــروع‪.‬‬
‫ يعلــن بنــك املشــاركة عــن اســتعداده لقبــول إعــادة شــراء مــا يصــدر‬‫مــن شــهادات بســعر وقــت الشــراء‪ ،‬حســب آخــر تقييــم مــايل أُعِ ـدَّ‬
‫عــن املشــروع بواســطة مراجعــي حســابات معتمديــن‪.‬‬
‫‪2 .2‬شــهادات االســتثمار املخصصــة لنشــاط معــن‪ :‬مــن أهــم شــروط هــذا‬
‫النــوع الثانــي مــن الشــهادات االســتثمارية مــا يلــي‪:‬‬
‫ تصــدر هــذه الشــهادات لتوفــر مصــادر متويــل نشــاط معيّــن‬‫(‪ )1‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.52 :‬‬
‫‪314‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫(النشــاط التجــاري‪ ،‬الصناعــي‪ ،‬االســتثمار العقــاري)‪ ،‬وميكــن أن‬
‫يضــع بنــك املشــاركة حــداً أقصــى لــكل نــوع مــن الشــهادات واإلصــدار‬
‫حســب احتياجــه‪.‬‬
‫ تُســتثمر حصيلــة الشــهادات يف أوجــه التوظيــف مثــل (املراحبــة‬‫واملشــاركة واملضاربــة‪. )...‬‬
‫ يتوقف العائد من هذه الشهادات على ما يتحقق من االستثمار‪.‬‬‫ تصــدر الشــهادات ملــدة تــراوح بــن ‪ 3‬و‪ 5‬ســنوات ويكــون لنصيبهــا‬‫يف الربــح أوزانــاً حبســب املــدة‪ ،‬ومــن املعلــوم أنــه ســوف تتفــاوت‬
‫العوائــد عليهــا حســب تفــاوت أربــاح األنشــطة الــي تُموِّهلــا؛ وبالتــايل‬
‫ميكــن أن يكــون هنــاك حت ـوُّل مــن أنــواع الشــهادات وراء أكــر العوائــد‪.‬‬
‫فيما يلي نبني تلك األساليب يف شكل توضيحي‪:‬‬
‫‪315‬‬
‫شكل رقم (‪ :)33‬األساليب اإليداعية اجلديدة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫األساليب اإليداعية اجلديدة‬
‫شهادات االدخار‬
‫شهادات اإليداع‬
‫شهادات االستثمار‬
‫تعبئة مدخرات األفراد‬
‫حل مشكلة وجود فرصة‬
‫استثمارية جاهزة ‪ +‬مرحبة‬
‫مقابلة طلبات التمويل واملشاركات‬
‫يف مشاريع أو أنشطة معينة‬
‫البنك = مُصْدِر الشهادات‬
‫البنك = مضارب غري مقيد‬
‫مبجال معني‬
‫البنك = مضارب مقيد‬
‫مبشروع أو نشاط معني‬
‫ميكن اسرتجاع قيمة الشهادة‬
‫بعد ‪ 3‬أشهر‬
‫ختصص حصيلة اإلصدار‬
‫يف األنشطة واجملاالت املناسبة‬
‫ختصص حصيلة اإلصدار‬
‫لتمويل مشروع معني‬
‫ختصص حصيلة اإلصدار‬
‫لتمويل نشاط معني‬
‫املدة = ‪ 3‬سنوات فأكثر‬
‫املدة = [‪ ]5 -3‬سنوات‬
‫املدة = غري حمددة‬
‫املدة = [‪ ]5-3‬سنوات‬
‫تقديم البنك حوافز للشهادات‬
‫(خدمات مصرفية جمانية)‬
‫جتنب حصيلة اإلصدار‬
‫ملتطلبات االحتياطي اإللزامي‬
‫ميكن للبنك إعادة‬
‫شراء الشهادات‬
‫تتفاوت العوائد حسب‬
‫تفاوت‬
‫أرباح األنشطة املموَّلة‬
‫وزن العائد مرتبط بطول مدة اإليداع‬
‫اشرتاك الشهادات يف األرباح واخلسائر‬
‫توظيف ‪ Ü‬مضاربة ‪ +‬مشاركة ‪ +‬مراحبة ‪. . +‬‬
‫‪316‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‬
‫المطلــب الثالــث‪ :‬إصــدار األوراق الماليــة فــي بنــوك‬
‫المشــاركة‪.‬‬
‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬صكـوك املضاربـة (سنـدات املقارضـة) يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬وثائـق صناديـق االستثمـار باملشاركـة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬أسـلـوب إصـدار األوراق املـالـيـة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬صكوك املضاربة (سندات املقارضة) يف بنوك املشاركة‬
‫تعتمــد صكــوك املضاربــة أو مــا يُعــرف بســندات املقارضــة(‪ )1‬علــى عقــد‬
‫املضاربــة‪ ،‬وهــو عقــد مبوجبــه يشــرك شــريك أو أكثــر مبالــه (صاحــب‬
‫املــال) وآخــر بعملــه (املضــارب) يف عمليــة اســتثمارية ويتــم اقتســام األربــاح‬
‫بنســب يتفــق عليهــا فيمــا بينهــم(‪ .)2‬وتقــوم هــذه الصكــوك علــى «فكــرة‬
‫أن يكــون رأس مــال املضاربــة مقســما إىل حصــص متســاوية ميلــك كل‬
‫صاحــب حصــة مبقــدار مــا يشــريه مــن حصــص؛ حيــث ي َ‬
‫ُعطــى لــه إلثبــات‬
‫حقــه ســندا بذلــك»(‪.)3‬‬
‫‪1 .1‬تعريف صكوك أو سندات املضاربة‪:‬‬
‫توجد تعاريف عديدة لصكوك املضاربة نذكر منها‪:‬‬
‫‪« -1.1‬هــي صكــوك متماثلــة القيمــة االمسيــة‪ ،‬تصــدر ملالكيهــا‬
‫مقابــل األمــوال الــي قدموهــا لصاحــب املشــروع لتمويــل تنفيــذ‬
‫(‪ )1‬صاحــب فكــرة ســندات املقارضــة هــو «ســامي محــود» كبديــل لســندات القــرض‪ .‬ويــرى البعــض أن األفضــل تســميتها‬
‫بغــر الســند ألنــه اشــتهر يف األعــراف االقتصاديــة إطــاق الســند علــى القــروض بفوائــد‪ ،‬ولذلــك فــاألوىل اســتعمال‬
‫«صكــوك املضاربــة» دون « ســندات‪ .»....‬دفعــاً لاللتبــاس والغمــوض‪.‬‬
‫(‪ )2‬إمساعيل شليب‪« ،‬صكـوك املضاربة اإلسالمية‪ :‬اإلطـار القانونـي الشرعي»‪ ،‬جملة األهرام االقتصادي‪ ،‬العدد ‪1 ،933‬‬
‫ديسمرب ‪ ،1986‬ص‪.18 :‬‬
‫(‪ )3‬ضياء جميد‪« ،‬البنوك اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.54 :‬‬
‫‪317‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫املشــروع واســتغالله مــن أجــل حتقيــق الربــح وهــي متثــل حصــة يف‬
‫ملكيــة املشــروع بقــدر مســامهتها املاليــة‪ ،‬وتســهم يف الربــح حســب‬
‫النســبة احملــددة يف نشــرة اإلصــدار (العقــد)»(‪.)1‬‬
‫‪« -2.1‬هــي الوثائــق املوحَّــدة القيمــة والصــادرة عــن البنــك بأمســاء‬
‫مــن يكتتبــون فيهــا مقابــل دفــع القيمــة احملــررة هبــا‪ ،‬علــى أســاس‬
‫املشــاركة يف نتائــج األربــاح املتحققــة ســنوياً حســب الشــروط‬
‫واخلاصــة بــكل إصــدار علــى حــدة‪ ،‬وجيــوز أن تكــون هــذه الســندات‬
‫صــادرة ألغــراض املقارضــة املخصصــة»(‪ )2‬املرتبطــة مبشــروع حمـدّد‬
‫أو غــرض معيّــن‪.‬‬
‫‪« -3.1‬هــي إيصــال مــن املضــارب الوســيط [بنــك املشــاركة] بقيمــة‬
‫املبلغ املشرتك يف املضاربة‪ ،‬ويتعهد فيه املضارب الوسيط مبشاركة‬
‫رب املــال يف املضاربــة باســتثمار مالــه‪ ،‬مــع اســتحقاقه حلصــة مــن‬
‫األربــاح القابلــة للتوزيــع تبعـاً لنســبة متفــق عليهــا‪ ،‬وحتمّلــه للخســارة‬
‫احملتملــة بنفــس هــذه النســبة‪ .‬أمــا املضــارب الوســيط فيســتحق‬
‫حصــة مــن الربــح‪ ،‬إال أنــه ال يتحمــل اخلســارة ويكفيــه ضيــاع عملــه‬
‫يف املضاربــة»(‪.)3‬‬
‫تتنوع صكوك املضاربة اليت تُصدرها بنوك املشاركة كما يلي‪:‬‬
‫(‪ )1‬منــذر القحــف‪« ،‬ســندات اإلجــارة واألعيــان املؤجــرة»‪ ،‬املعهــد اإلســامي للبحــوث والتدريــب‪ ،‬البنــك اإلســامي للتنميــة‪،‬‬
‫جــدة‪ ،‬اململكــة العربيــة الســعودية‪ ،‬حبــث رقــم‪ ،28 :‬ط‪ ،1995 ،1‬ص‪.90 :‬‬
‫(‪ )2‬رفيق املصري‪« ،‬النظام املصريف اإلسالمي‪ :‬خصائصه ومشكالته»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.224-223 :‬‬
‫(‪ )3‬أمرية عبد اللطيف مشهور‪« ،‬االستثمار يف اإلقتصاد االسالمي»‪ ،‬مكتبة مدبويل‪ ،‬القاهرة‪ ،1990 ،‬ص‪.318 :‬‬
‫‪318‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫شكل رقم (‪ :)34‬أنواع صكوك املضاربة يف بنوك املشاركة‬
‫أنواع صكــوك املضاربة‬
‫صكـوك مضاربة قصيـرة األجـل‬
‫(‪ 3‬أشهر)‬
‫صكـوك مضاربة طويلة األجـل‬
‫(‪ 10‬سنوات)‬
‫صكوك مضاربة لالستثمار العام‬
‫(حرية البنك يف اختيار جماالت االستثمار)‬
‫صكوك مضاربة ألغراض حمددة‬
‫(خمصصة لعملية أو مشروع أو صفقة معينة)‬
‫صكوك مضاربة مسرتجعة يف آخر املشروع‬
‫ رد املبلغ مع أرباحه إن وُجدت يف آخر املشروع‬‫‪ -‬توزع األرباح ويبقى أصل املال آلخر املشروع‬
‫صكوك مضاربة منتهية بتمليك املشروع‬
‫(رد قيمة صكوك املضاربة من خالل متليك‬
‫املشروع ألصحاب هذه الصكوك حسب حصصهم)‬
‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬علي حمي الدين القرة داغي‪« ،‬األسواق املالية يف ميزان الفقه اإلسالمي»‪،‬‬
‫جملة االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬العدد ‪ ،134‬يوليو ‪ ،1992‬ص‪42-40 :‬؛ إمساعيل شليب‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص‪19 :‬؛ أمرية عبد اللطيف مشهور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.318 :‬‬
‫‪2 .2‬خصائص صكوك أو سندات املضاربة‪:‬‬
‫تتميز صكوك املضاربة مبجموعة من اخلصائص أمهها ما يلي(‪:)1‬‬
‫‪ -1.2‬إن هــذه الصكــوك احملــددة املبالــغ ليســت مرتبطــة بفائــدة‬
‫ثابتــة ســنوية‪ ،‬ولكــن بنســبة مئويــة مــن األرباح اليت حيققها املشــروع‪،‬‬
‫مبعنــى اســتحقاق الربــح نتيجــة لتحويــل التمويــل إىل نشــاط إنتاجي‪،‬‬
‫وليــس كمــا هــو الوضــع يف التمويــل الربــوي؛ حيــث اســتحقاق الفائدة‬
‫يكــون نتيجــة املتاجــرة بالتمويــل‪.‬‬
‫‪ -2.2‬عــدم ارتبــاط هــذه الصكــوك بفوائــد ثابتــة ال يعطــي احلــق‬
‫(‪ )1‬صاحلي صاحل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.109-108 :‬‬
‫‪319‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫ألصحاهبــا يف املطالبــة بفائــدة ســنوية يف حــاالت عــدم حتقيــق‬
‫املشــروع ألربــاح أو تعرضــه للخســارة‪ ،‬فهــي تعطــي هلــم احلــق يف‬
‫احلصــول علــى األربــاح وتلزمهــم بتحمــل اخلســائر‪.‬‬
‫‪ -3.2‬إن حصيلــة هــذه الصكــوك موجهــة لتمويــل مشــاريع ذات‬
‫جــدوى اقتصاديــة‪ ،‬ثــم تــوزع عوائــد أرباحهــا علــى محلــة الصكــوك‬
‫(أصحــاب املــال) والبنــك (املضــارب)‪.‬‬
‫‪ -4.2‬مــن مميــزات هــذه الصكــوك أهنــا «جمــال الســتثمار أمــوال‬
‫صغــار املدخريــن يف مشــروعات مدروســة [اجلــدوى]‪ ،‬وبالتــايل فــإن‬
‫نســبة املخاطــرة تنخفــض فيهــا‪ ...‬وهــي تعتمد على ثقــة رب املال يف‬
‫املضــارب الوســيط املصــدر للصــك‪ ،‬وكفاءتــه يف اختيــار املشــروعات‬
‫االســتثمارية الــي يقــوم بتمويلهــا»(‪.)1‬‬
‫‪ -5.2‬مــن املعــروف أن األوراق املاليــة الــي يتــم تداوهلــا حاليــا هــي‬
‫األســهم والســندات‪ ،‬وصكــوك املضاربــة ختتلــف عــن هــذه األوراق‬
‫املاليــة يف بعــض اجلوانــب وتتفــق معهــا يف جوانــب أخــرى‪.‬‬
‫‪3 .3‬أمهية صكوك أو سندات املضاربة‪:‬‬
‫يبدو أن صكوك املضاربة مازالت غري منتشــرة يف بنوك املشــاركة وتشــكل‬
‫جــزءاً قلي ـاً ‪-‬مقارنــة بودائــع االســتثمار‪ -‬مــن إمجــايل مصــادر األمــوال‪،‬‬
‫ومازالــت العديــد مــن النواحــي القانونيــة واإلجرائيــة حتتــاج إىل املزيــد مــن‬
‫االنســجام مــع الواقــع التطبيقــي‪.‬‬
‫‪ -1.3‬إن اهلــدف مــن إجيــاد صكــوك املضاربــة يف بنــوك املشــاركة‬
‫هــو العمــل علــى جتميــع وحتصيــل أكــر كميــة ممكنــة مــن املــوارد‬
‫(‪ )1‬أمرية عبد اللطيف مشهور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.319–318 :‬‬
‫‪320‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫املاليــة‪ ،‬واســتخدامها يف إنشــاء العديــد مــن املشــروعات االســتثمارية‬
‫واإلنتاجيــة والتجاريــة‪ ،‬وإجيــاد ســوق ماليــة عربية وإســامية وتوفري‬
‫مقومــات تنشــيطها‪.‬‬
‫‪ -2.3‬إن هــذه األداة تســهم بشــكل كبــر يف املســاعدة علــى حتقيــق‬
‫االســتقرار االقتصــادي نتيجــة لآلثــار الــي تُحدثهــا يف االقتصــاد‬
‫الوطــي‪ ،‬حبيــث تــؤدي إىل مــا يلــي(‪:)1‬‬
‫أ‪ -‬تؤثــر صكــوك املضاربــة علــى األمــوال املدخــرة واملكتنــزة‪،‬‬
‫فتــؤدي إىل توجيههــا حنــو االســتخدامات اإلنتاجيــة يف‬
‫املشــاريع املطلــوب متويلهــا بســندات املضاربــة‪.‬‬
‫ب‪ -‬تقلــل مــن امليــل لالســتهالك الــريف الكمــايل عــن طريــق‬
‫حتويــل جــزء منــه لالســتثمار اإلنتاجــي‪ ،‬وهــذا مــا يــؤدي إىل‬
‫حــدوث طلــب متنــوع علــى الســلع اإلنتاجيــة والوســيطة واملــواد‬
‫األوليــة وغريهــا لتأمــن احتياجــات الدولــة إلقامــة وتشــغيل‬
‫هــذه املشــروعات‪ ،‬وكــذا جــزء مــن العمالــة العاطلــة ومــا يرتتــب‬
‫عــن تقليلهــا مــن آثــار اقتصاديــة واجتماعيــة‪.‬‬
‫جـــ‪ -‬ضمــان اســتثمار األمــوال وتقليبهــا وحتريكهــا ضمــن‬
‫األنشــطة املختلفــة‪.‬‬
‫د‪ -‬ضمان عوائد تُ ِّ‬
‫عظم مصاحل املكتتبني‪.‬‬
‫يقــوم بنــك «الربكــة اجلزائــري» بإصــدار ســندات املقارضــة‪ ،‬ويُالحــظ مــن‬
‫احلســابات الــواردة يف ميزانيــة البنــك أن جانــب اخلصــوم تضمّــن بنــد‬
‫(‪ )1‬صاحلي صاحل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.109 :‬‬
‫‪321‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫«ديــون يف شــكل ســند»(‪ ،)1‬الــذي يشــمل‪:‬‬
‫ سندات الصندوق‪.‬‬‫ اقرتاضات يف شكل سندات‪.‬‬‫ثانياً‪ :‬وثائق صناديق االستثمار باملشاركة يف بنوك املشاركة‬
‫قامــت العديــد مــن بنــوك املشــاركة بإنشــاء وإدارة صناديــق اســتثمارية‬
‫لتجميــع املدخــرات مــن اجلمهــور واســتثمار حصيلــة األمــوال املتجمعــة‬
‫لديهــا يف أوجــه التوظيــف املختلفــة‪ ،‬علــى أســاس أن العالقــة التعاقديــة‬
‫بــن إدارة الصنــدوق واملســتثمرين قائمــة علــى عقــد املضاربــة‪.‬‬
‫‪1 .1‬تعريف صناديق االستثمار باملشاركة‪:‬‬
‫تُعرَّف صناديق االستثمار باملشاركة على أهنا‪:‬‬
‫‪ -1.1‬عقــد مضاربــة بــن إدارة الصنــدوق الــي تقــوم بالعمــل فقــط‬
‫وبــن املكتتبــن فيــه‪ ،‬ومي ِّثــل جمموعهــم دور صاحــب املــال؛ حيــث‬
‫يدفعــون مبالــغ نقديــة معيّنــة إىل إدارة الصنــدوق الــي متثــل دور‬
‫املضــارب‪ ،‬فتتــوىل جتميــع حصيلــة االكتتــاب الــي متثــل رأس مــال‬
‫املضاربــة‪ ،‬وتدفــع للمكتتبــن صكــوكاً بقيمــة معيّنــة مت ِّثــل لــكل منهــم‬
‫حصــة شــائعة يف رأس املــال الــذي يتــم اســتثماره بطريــق مباشــر يف‬
‫مشــروعات حقيقيــة خمتلفــة ومتنوعــة؛ أو بطريــق غــر مباشــر كبيــع‬
‫وشــراء أصــول وأوراق ماليــة(‪.)2‬‬
‫(‪ )1‬جــاءت هــذه التســمية بســبب التعريفــات املســندة هلــا طبقــا للتنظيــم رقــم ‪ 92/09‬املــؤرخ يف ‪ 17‬نوفمــر ‪ 1992‬لبنــك‬
‫اجلزائــر‪ ،‬املتعلــق بوضــع ونشــر حســابات البنــوك واملؤسســات املاليــة‪.‬‬
‫أنظر املالحق‪ :‬ميزانية بنك الربكة اجلزائري‪.‬‬
‫(‪ )2‬أمحــد بــن حســن بــن أمحــد احلســي‪« ،‬صناديــق االســتثمار‪ :‬دراســة وحتليــل مــن منظــور االقتصــاد اإلســامي»‪ ،‬مؤسســة‬
‫شــباب اجلامعة‪ ،‬اإلســكندرية‪ ،1999 ،‬ص‪.21 :‬‬
‫‪322‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‪ -2.1‬هنــاك مــن عـرَّف صنــدوق االســتثمار بأنــه‪ :‬وعــاء لالســتثمار‬
‫لــه ذمــة ماليــة مســتقلة يهــدف إىل جتميــع األمــوال واســتثمارها يف‬
‫جمــاالت حمــددة‪ ،‬ويقــوم علــى أســاس جتزئــة رأس املــال اإلمجــايل‬
‫لإلصــدار أو لصنــدوق االكتتــاب فيــه مــن قِبــل املشــاركني‪ ،‬وتتمثــل‬
‫صــورة املضاربــة إلدارة الصنــدوق واإلصــدار يف املضاربــة املقيــدة؛‬
‫حيــث تشــمل نشــرة اإلصــدار علــى القيــود والشــروط الــي حتــدد‬
‫مســار االســتثمار مــن حيــث جمالــه وكيفيتــه(‪.)1‬‬
‫‪2 .2‬خصائص صناديق االستثمار باملشاركة‪:‬‬
‫تتميز صناديق االستثمار مبجموعة من اخلصائص نذكر منها(‪:)2‬‬
‫‪ -1.2‬تنقســم الصناديــق االســتثمارية إىل صناديــق مفتوحــة‬
‫وصناديــق مغلقــة‪:‬‬
‫أ‪ -‬صناديــق االســتثمار املغلقــة‪ :‬وهــي الــي يتحــدد فيهــا‬
‫حجــم رأس املــال مبقــدار معيّــن‪ ،‬ويتــم تقســيمه إىل وثائــق‬
‫(وحــدات)(‪ )3‬تــو َّزع علــى املســتثمرين كل حبســب حصتــه‪ ،‬وال‬
‫حيــق ملالكــي هــذه الوثائــق اســرداد قيمتهــا مــن الصنــدوق‬
‫املصــدر هلــا‪ ،‬وإمنــا ميكــن تداوهلــا يف ســوق األوراق املاليــة‪.‬‬
‫ب‪ -‬صناديــق االســتثمار املفتوحــة‪ :‬وهــي الــي ال يتحــدد‬
‫فيهــا حجــم رأس املــال‪ ،‬وإمنــا حيــق إلدارة هــذه الصناديــق أن‬
‫تُصــدر وثائــق للجمهــور بســعر حمــدد للحصــول علــى التمويــل‪،‬‬
‫وتظــل الفرصــة متاحــة إلصــدار املزيــد منهــا لتلبيــة حاجــات‬
‫(‪ )1‬عبــد الســتار أبــو غــدة‪« ،‬االســتثمار يف األســهم والوحــدات االســتثمارية»‪ ،‬جملــة االقتصــاد اإلســامي‪ ،‬العــدد ‪،190‬‬
‫يناير‪/‬فربايــر‪ ،1997‬ص‪.66-64 :‬‬
‫(‪ )2‬راجع‪ :‬أمحد بن حسن بن أمحد احلسين‪« ،‬صناديق االستثمار»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.23-22 :‬‬
‫(‪ )3‬هناك من يطلق على هذه الوثائق تسمية «صكوك الوحدات االستثمارية»‪.‬‬
‫‪323‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫املســتثمرين‪ ،‬وتتصــف هــذه الصناديــق باملرونــة املتمثلــة يف‬
‫حريــة دخــول وخــروج املســتثمرين؛ وذلــك ألن إدارة هــذه‬
‫الصناديــق مســتعدة إلعــادة شــراء مــا أصدرتــه مــن وثائــق‪.‬‬
‫‪ -2.2‬جتمع صناديق االســتثمار بني خصائص الودائع االســتثمارية‬
‫املطلقــة والودائــع االســتثمارية املقيــدة أو املخصصــة؛ ألن إدارة‬
‫الصنــدوق تتقيــد بالشــروط املنصــوص عليهــا يف نشــرة اإلصــدار‪،‬‬
‫وال ســيما بالشــروط اخلاصــة مبجــال االســتثمار ونوعــه ومدته‪ ،‬كما‬
‫أن إدارة هــذه الصناديــق ال تســتثمر أمواهلــا يف مشــروع أو عمليــة أو‬
‫صفقــة حمـدّدة كمــا هــو احلــال يف الودائــع االســتثمارية املقيــدة؛ بــل‬
‫إهنــا تقــوم باســتثمارها يف أوجــه التوظيــف املختلفــة ضمــن النشــاط‬
‫العــام احملـدّد وامل ّتفــق عليــه‪.‬‬
‫‪ -3.2‬خيتلف اســتخدام املوارد املالية لصناديق االســتثمار يف بنوك‬
‫املشــاركة عــن صناديــق االســتثمار الــي تنشــئها البنــوك التقليديــة‪،‬‬
‫فهــذه األخــرة هتــدف إىل جتميــع املدخــرات مــن اجلمهــور وتوجيههــا‬
‫إىل قطــاع االســتثمار غــر املباشــر املتمثــل يف تكويــن حمفظــة‬
‫األوراق املاليــة (الســندات‪ ،‬أذونــات اخلزينــة)‪ ،‬بينمــا تقــوم صناديــق‬
‫االســتثمار يف بنــوك املشــاركة باســتثمار مواردهــا اســتثماراً حقيقيـاً‬
‫يف جمــاالت االســتثمار كالتأجــر والسَّ ـلَم واملراحبــات وغريهــا‪.‬‬
‫‪3 .3‬أمهية صناديق االستثمار باملشاركة‪:‬‬
‫ميكن أن نُربز أمهية صناديق االستثمار فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1.3‬تقــوم صناديــق االســتثمار بتحقيــق أهــداف املدخريــن‬
‫وأصحــاب األمــوال علــى اختــاف ميوهلــم املتمثلــة يف‪« :‬احملافظــة‬
‫‪324‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫علــى رأس املــال وتنميتــه والتقليــل مــن خماطــر االســتثمار وحتقيــق‬
‫أربــاح رأمساليــة ألصحــاب األموال‪ ،‬ودخل دوري مناســب للمدخرين‬
‫والوفــاء مبتطلبــات الســيولة النقديــة»(‪.)1‬‬
‫‪ -2.3‬ختتلــف هــذه الصناديــق يف نشــاطاهتا مــن صنــدوق آلخــر‪،‬‬
‫فقــد يتخصــص يف التنميــة العقاريــة أو املتاجــرة بالســلع والعمــات‬
‫واألسهم أو التأجري‪ ،‬وهكذا يستفيد املستثمر يف صناديق االستثمار‬
‫باملشــاركة مــن اختيــار اجملــاالت واألنشــطة التنمويــة الــي يفضلهــا‬
‫وحتقــق رغباتــه االســتثمارية‪ ،‬وذلــك مــن خــال البحــث عــن صناديق‬
‫منافســة أخــرى‪.‬‬
‫‪ -3.3‬تتجــه مــوارد هــذه الصناديــق حنــو االســتثمار احلقيقــي املنتــج‬
‫باســتخدام صيــغ االســتثمارات مثــل السَّـلَم لتمويــل اإلنتــاج الزراعــي‬
‫والصناعــي وعلــى مســتوى املهــن الصغــرة‪ ،‬بــدالً مــن االقتصــار علــى‬
‫تــداول األوراق املاليــة الــذي ال حيقــق أيّ إضافــة إىل الناتــج والدخــل‬
‫الوطين(‪.)2‬‬
‫‪ -4.3‬تَقيُّــد صنــدوق االســتثمار بالشــروط املنصــوص عليهــا‬
‫يف نشــرة اإلصــدار يــؤدي إىل ربــط املصــدر التمويلــي مبجــال‬
‫االســتخدام؛ حيــث تتــم «معاجلــة مشــكلة عــدم التوافــق يف مــدد‬
‫األصــول واخلصــوم»(‪ )3‬يف بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫‪ -5.3‬حــل مشــكالت عميقــة تواجــه مســرة بنــوك املشــاركة تتمثــل‬
‫(‪ )1‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.30 :‬‬
‫(‪ )2‬حممــد عبــد احلليــم عمــر‪« ،‬املعاجلـــة احملاســبية ألربــاح صناديــق االســتثمار مــن منظــور إســامي»‪ ،‬جملــة االقتصــاد‬
‫اإلســامي‪ ،‬العــدد ‪ ،215‬يناير‪/‬فربايــر ‪ ،1999‬ص‪.27 :‬‬
‫(‪ )3‬حممد علي القري‪« ،‬احلسابات والودائع املصرفية (‪ ،»)2‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.25 :‬‬
‫‪325‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫يف(‪:)1‬‬
‫‬
‫‬
‫‬
‫أ‪ -‬مشكلة ضخ وامتصاص السيولة‪.‬‬
‫ب‪ -‬مشكلة وجود الفرص االستثمارية اجلاهزة‪.‬‬
‫جـ‪ -‬مشكلة تسييل االستثمارات عند احلاجة‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬أسلوب إصدار األوراق املالية يف بنوك املشاركة‬
‫مير النشاط االستثماري يف الصناديق االستثمارية باملراحل التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬يقــوم بنــك املشــاركة الــذي يرغــب يف إنشــاء صناديــق االســتثمار بالبحــث عــن‬
‫مشــروعات اقتصادية معيّنة أو نشــاط معيّن‪ ،‬وإعداد دراســة اجلدوى االقتصادية‬
‫لالســتثمار فيها‪.‬‬
‫‪ -2‬بعــد ذلــك يقــوم بتكويــن صنــدوق اســتثماري وحيــدد أغراضــه‪ ،‬ويُعِ ـدُّ نشــرة‬
‫اإلصــدار الــي تتضمــن كامــل التفاصيــل عــن نشــاط الصنــدوق ومدتــه وشــروط‬
‫االســتثمار فيــه‪ ،‬وحقــوق والتزامــات خمتلــف األطــراف املشــاركة فيــه‪.‬‬
‫‪ -3‬تقســيم رأس مال الصندوق االســتثماري إىل وثائق (وحدات) متســاوية القيمة‬
‫االمسيــة وطرحهــا للجمهــور لالكتتــاب فيهــا‪ ،‬ويُعتــر كل مكتتــب يف هــذه الوثائــق‬
‫شــريكا حبصــة شــائعة يف رأس مــال الصنــدوق بنســبة العــدد الــذي ميتلكــه منهــا‪.‬‬
‫‪ -4‬بعــد جتميــع أمــوال املكتتبــن‪ ،‬يتــم اســتثمارها يف اجملــاالت احملـدّدة يف نشــرة‬
‫اإلصــدار‪ ،‬وعنــد حت ّقــق األربــاح تُــو ّزع علــى محلــة الوثائــق االســتثمارية بالنســب‬
‫املتفــق عليهــا‪.‬‬
‫فيمــا يلــي نبــن أســلوب طــرح األوراق املاليــة مــن طــرف بنــوك املشــاركة‪ ،‬وأمهيتهــا‬
‫بالنســبة للمكتتبــن والبنــوك واالقتصــاد الوطــي‪:‬‬
‫(‪ )1‬أمحد حمي الدين أمحد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.264 :‬‬
‫‪326‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫شكل رقم (‪ :)35‬أسلوب إصدار بنوك املشاركة لألوراق املالية وأمهيتها لألطراف املختلفة‪.‬‬
‫عقــد مضاربــة‬
‫إدارة صندوق استثماري‬
‫دراسة جدوى‬
‫اسـتـثـمـار‬
‫( فرصة استثمارية )‬
‫متويل‬
‫إصدار أوراق مالية‬
‫بـنـك املشاركـة‬
‫( اجلهة املصدرة )‬
‫نتيجة العملية االستثمارية‬
‫أموال سائلة‬
‫املـكـتتبـون‬
‫( محلة األوراق املالية)‬
‫حصة الصك من األرباح واخلسائر‬
‫آثـار إجيابيـة على‬
‫االقتصاد الوطين‬
‫ربـط مصـدر التمويل‬
‫باالستخدام‬
‫ختفيـض خمـاطـر‬
‫االستثمـار‬
‫استثمارات حقـيقـيـة‬
‫( مـنـتـجـة)‬
‫حـــل مشـكلة‬
‫عجــز السيولة‬
‫تــحـقـيـق‬
‫عـوائـــد‬
‫‪327‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫المبحث الثالث‬
‫مصــادر األمــوال الداخليــة المكملــة فــي بنــوك‬
‫المشــاركة‬
‫سنتناول هذا املبحث بالدراسة من خالل احملاور التالية‪:‬‬
‫ ‪-‬صناديق متويل اخلدمات االجتماعية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫ ‪-‬حسابات مصـادر التمويـل الذاتي يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫ ‪-‬حسابات رأس مـال املسامهيـن يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪328‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫المطلــب األول‪ :‬صناديــق تمويــل الخدمــات االجتماعيــة فــي‬
‫بنــوك المشــاركة‬
‫‬
‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬طـبـيـعـة صنـاديـق التكـافـل االجتمـاعي يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬دور وواقـع تعبئـة أمـوال الزكـاة والتربعـات يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬مــحــاســبــة الـزكــاة فــي بنــوك املشــاركــة‪.‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬طبيعة صناديق التكافل االجتماعي يف بنوك املشاركة‬
‫تُعتــر الصدقــات الواجبــة كالــزكاة وغــر الواجبــة كصدقــات التطــوُّع‪،‬‬
‫باإلضافــة إىل اهلبــات والتربعــات‪ ،‬مــن مصــادر األمــوال الــي تســاعد‬
‫بنــوك املشــاركة علــى تنفيــذ سياســة اخلدمــات االجتماعيــة الــي تقــوم‬
‫هبــا؛ الشــيء الــذي مييزهــا عــن البنــوك التقليديــة‪ .‬ويُمكــن هلــذه البنــوك‬
‫أن تُنشــئ صناديــق خمصصــة لصــرف هــذه األمــوال حســب مصارفهــا‬
‫الشــرعية أو حســب رغبــة أصحاهبــا‪.‬‬
‫نستعرض أهم صناديق التكافل االجتماعي فيما يلي‪:‬‬
‫‪1 .1‬صنــدوق الزكاة ومصـادر متويله‪:‬‬
‫يُمكــن أن تقــوم بنــوك املشــاركة بإنشــاء «صنــدوق الــزكاة»‪ ،‬فتُعدُّ لــه ميزانية‬
‫مســتقلة وحســاب املــوارد واملصاريــف‪« ،‬حيــث تؤخــذ الــزكاة علــى أمــوال‬
‫املســامهني واملودعــن باملصــرف‪ ،‬وحتجــز مــن أرباحهــم ســنوياً‪ ،‬كمــا يقبــل‬
‫املصــرف الــزكاة مِــن كل مَــن يرغــب يف إنابتــه يف توزيعهــا»(‪.)1‬‬
‫وتنــص األنظمــة األساســية هلــذه البنــوك علــى إنشــاء صنــدوق للــزكاة؛‬
‫(‪ )1‬مجال لعمارة‪« ،‬املصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.133 :‬‬
‫‪329‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫حيــث «جيــوز للبنــك بقــرار مــن جملــس اإلدارة أن يســهم يف إنشــاء صنــدوق‬
‫للــزكاة ملحــق بــه ومنفصــل عــن حســاباته وإدارتــه عنــه‪ ،‬وتقبــل فيــه الــزكاة‬
‫مــن املســامهني واملودعــن والغــر‪ ،‬وينفــق منــه علــى مصــارف الــزكاة وفقـاً‬
‫ألحــكام الشــريعة‪ ،‬ويديــر الصنــدوق جلنــة مكونــة مــن مخســة أعضــاء‬
‫خيتارهــم جملــس مــن بــن املســامهني واملودعــن واملتطوعــن مــن دافعــي‬
‫الــزكاة وذلــك ملــدة ســنتني‪ .‬ويصــدر جملــس اإلدارة الئحــة خاصــة بتنظيــم‬
‫العمــل يف صنــدوق الــزكاة‪ ،‬وتعلــن الالئحــة لــكل صاحــب مصلحــة يف‬
‫ذلــك»(‪.)1‬‬
‫يــرى البعــض بــأن الغايــة مــن صنــدوق الــزكاة هــو «تقديــم اخلدمــات الــي‬
‫تتجلــى بتلــك املســاعدات الــي يقدمهــا لعمالئــه الثمانيــة األصنــاف ســواء‬
‫علــى شــكل متليــك أو قــرض أو ائتمــان [دون فائــدة]‪ ،‬وليســت الغايــة مــن‬
‫صنــدوق الــزكاة التجــارة واحلصــول علــى األربــاح»(‪.)2‬‬
‫وتتمثل مصادر أموال صندوق الزكاة فيما يلي(‪:)3‬‬
‫‪ -1‬الزكاة الواجبة على أموال البنك وناتج نشاطه‪.‬‬
‫‪ -2‬الــزكاة احملصلــة مــن العمــاء ســواء علــى أمواهلــم احملتفــظ هبــا‬
‫لــدى البنــك ‪-‬بعــد موافقتهــم‪ -‬أو علــى ناتــج اســتثمارات األمــوال‬
‫لــدى البنــك بعــد موافقتهــم أيض ـاً‪.‬‬
‫‪ -3‬الــزكاة املُجمَّعــة مــن املســامهني باعتبارهــم أفــرادا عــن أمواهلــم‬
‫غــر احملتفــظ هبــا لــدى البنــك‪.‬‬
‫‪ -4‬الزكاة من األفراد غري املتعاملني بالبنك واملؤسسات واهليئات األخرى‪.‬‬
‫(‪ )1‬رفيق املصري‪« ،‬النظام املصريف اإلسالمي‪ :‬خصائصه ومشكالته»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.215 :‬‬
‫(‪ )2‬عدنان خالد الرتكماني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪236 :‬؛ ‪.239‬‬
‫(‪ )3‬حمسن أمحد اخلضريي‪« ،‬البنوك اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.115-114 :‬‬
‫‪330‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‪ -5‬الدعــم واهلبــات واملنــح والصدقات الــي يقدمها األفراد واهليئات‬
‫واحلكومات والدول‪.‬‬
‫يقــرح أحــد الباحثــن دليــاً حماســبياً لصناديــق الــزكاة‪ ،‬يشــتمل علــى‬
‫حســابات امليزانيــة وحســابات النتيجــة‪ ،‬نســتعرضه يف اجلــدول التــايل‪:‬‬
‫جــدول رقــم (‪ :)58‬دليــل حماســي مقــرح لصناديــق الــزكاة يف بنــوك‬
‫املشــاركة‪.‬‬
‫حسـابـات النتيجـة‬
‫حسـابـات امليزانيـة‬
‫األصول‬
‫ نقدية بالصندوق‪.‬‬‫ حسابات جارية بالبنوك‪.‬‬‫ خمزون‪.‬‬‫ اســتثمارات الصدقــات‬‫اجلاريــة واهلبــات والتربعات‪.‬‬
‫ مدينون وحسابات مدينة‪.‬‬‫‪ -‬أصول ثابتة‪.‬‬
‫املصارف‬
‫اخلصوم‬
‫ املصارف الثمانية‪:‬‬‫ زكوات مستحقة‪.‬‬‫ زكوات حتت الصرف‪ * .‬الفقراء‪.‬‬‫ حسابات استثمار خريية * املساكني‪.‬‬‫* العاملني عليها‪.‬‬
‫(الصدقات اجلارية)‪.‬‬
‫* املؤلفة قلوهبم‪.‬‬
‫ اهلبات والوصايا‬‫* يف الرقاب‪.‬‬
‫والتربعات‪.‬‬
‫ دائنون وحسابات دائنة‪ * .‬الغارمني‪.‬‬‫* يف سبيل اهلل‪.‬‬
‫ خمصصات‪.‬‬‫* ابن السبيل‪.‬‬
‫ زيادة املوارد على‬‫ مستلزمات سلعية‪.‬‬‫املصارف‪.‬‬
‫ مستلزمات خدمية‪.‬‬‫* االهتالك‪.‬‬
‫* خمصصات أخرى‪.‬‬
‫املوارد‬
‫ زكاة النقود‪.‬‬‫ زكاة التجارة والصناعة‪.‬‬‫ زكاة الثروة احليوانية‪.‬‬‫ زكاة الزروع والثمار‪.‬‬‫ زكاة العمائر االستغاللية‪.‬‬‫زكاة البرتول والثروة‬‫املعدنية‪.‬‬
‫ زكاة الثروة السمكية‪.‬‬‫ زكاة كسب العمل‪.‬‬‫(املهن غري التجارية)‪.‬‬
‫‪ -‬إيرادات متنوعة‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬شوقي إمساعيل شحاته‪« ،‬تنظيم وحماسبة الزكاة يف التطبيق املعاصر»‪ ،‬الزهراء‬
‫لإلعالم العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ ،1988 ،2‬ص‪.182 :‬‬
‫‪2 .2‬صندوق القرض احلسن ومصـادر متويله‪:‬‬
‫يُمكــن أن تقــوم بنــوك املشــاركة بإنشــاء «صنــدوق القــروض احلســنة»‪،‬‬
‫مهمتــه تقديــم قــروض دون فائــدة ألصحاب احلاجــات الضرورية‪ ،‬وختضع‬
‫القــروض احلســنة املمنوحــة «لتقديــر جلنــة القــرض الــي تشــكل للفصــل‬
‫يف األمــر‪ ،‬بعدمــا يتــم التأكــد مــن جديــة األســباب املطلــوب ألجلهــا القــرض‬
‫‪331‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫مــع إعطــاء األولويــة لألكثــر احتياجـاً‪ ،‬ويف حــدود ميزانيــة الصنــدوق‪ ،‬مــع‬
‫حتديــد أقصــى حــد للقــرض»(‪.)1‬‬
‫وتنــص أنظمــة هــذه البنــوك علــى «إنشــاء وإدارة الصناديــق املخصصــة‬
‫ملختلــف الغايــات االجتماعيــة املعتــرة»(‪)2‬؛ وهــذا نــص عــام ميكــن أن يدخــل‬
‫فيــه صنــدوق القــرض احلســن كمــا هــو واضــح‪.‬‬
‫تُعترب القروض احلسنة ضرورية لدعم نشاط بنوك املشاركة واستمرارها؛‬
‫حيــث ميكنهــا عــن طريــق أمــوال صناديــق القــروض احلســنة الــي تكوِّهنــا‬
‫لديهــا‪« ،‬أن تتم ّكــن مــن االحتفــاظ بعمالئهــا احلاليــن وجــذب عمــاء جــدد‬
‫إىل أسْــرة البنــك؛ حيــث مــن الصعــب علــى أيّ عميــل مــن العمــاء أن ينقــل‬
‫نشــاطه مــن بنــك وقــف إىل جانبــه أثنــاء عثرتــه‪ ،‬أو إعســاره؛ بــل يتمســك‬
‫العميــل هبــذا البنــك ويشــجع غــره مــن العمــاء علــى التعامــل معــه‪...‬‬
‫َّ‬
‫باعتبــاره الشــريك الــذي يعـوَّل عليــه يف السَّــراء‬
‫والضــراء»(‪.)3‬‬
‫وتتمثل مصادر أموال صندوق القرض احلسن فيما يلي(‪:)4‬‬
‫‪ -1‬أموال التربعات والصدقات واهلبات‪.‬‬
‫‪ -2‬جزء من أموال الزكاة‪.‬‬
‫‪ -3‬جزء من أرباح البنك املخصصة ملواجهة اخلدمات االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -4‬جزء من توظيفات احلسابات اجلارية‪.‬‬
‫‪3 .3‬صندوق وقف املضاربة ومصـادر متويله‪:‬‬
‫يقــرح البعــض إنشــاء «صنــدوق وقــف املضاربــة» يف بنوك املشــاركة‪ ،‬وتكون‬
‫مهمتــه متويــل احلرفيــن ودعــم األســر املنتجــة؛ «إذ تتعاظــم أمهيــة وقــف‬
‫(‪ )1‬مجال لعمارة‪« ،‬املصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.134 :‬‬
‫(‪ )2‬رفيق املصري‪« ،‬النظام املصريف اإلسالمي‪ :‬خصائصه ومشكالته»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.215 :‬‬
‫(‪ )3‬حمسن أمحد اخلضريي‪« ،‬البنوك اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.206 :‬‬
‫(‪ )4‬حممد كمال عطية‪« ،‬نظم حماسبية يف اإلسالم»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.359 :‬‬
‫‪332‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫النقــود حاليــا إذا اســتعرضنا خصائــص األوقــاف القائمــة؛ حيــث جنــد أن‬
‫معظمهــا عبــارة عــن عقــارات وأراضــي بينمــا تتطلــب عمليــة االســتثمار‬
‫أمــواالً ســائلة وعمالــة ومــواد أوليــة‪ ،‬علمــاً بأنــه يصعــب مــن الناحيــة‬
‫الفقهيــة تســييل تلــك األوقــاف؛ األمــر الــذي يتطلــب إجيــاد مصــادر نقديــة‬
‫تكمــل هــذا النقــص املؤثــر»(‪)1‬؛ وفق ـاً لصيغــة «املضاربــة الوقفيــة» كآليــة‬
‫وقفيــة جديــدة حتــوِّل األصــول املوقوفــة إىل ثــروة متجــددة (أي حبــس‬
‫املــال وتســييل املنفعــة)‪ ،‬مبعنــى أن األربــاح الــي مــن املفــرض أن تعــود‬
‫إىل مجهــور الواقفــن ســتو َّزع علــى أوجــه اخلــر املختلفــة‪ ،‬علــى العكــس‬
‫مــن املموِّلــن العاديــن الذيــن يســعون لتحقيــق أربــاح تعــود إليهــم بالدرجــة‬
‫األوىل(‪.)2‬‬
‫وتتمثل مصادر أموال صندوق وقف املضاربة فيما يلي(‪:)3‬‬
‫‪ -1‬وقف جزء من أموال البنك‪.‬‬
‫‪ -2‬قبــول أوقــاف األفــراد وقيــام البنــك مبــا لديــه مــن خــرة‬
‫وأجهــزة مبهــام إدارة صنــدوق الوقــف‪.‬‬
‫يُمكــن توضيــح العالقــة بــن صنــدوق وقــف املضاربــة وعمالئــه يف الشــكل‬
‫التخطيطــي التــايل‪:‬‬
‫(‪ )1‬صاحل كامل‪« ،‬دور الوقف يف النمو االقتصادي»‪ ،‬جملة االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬العدد ‪ ،156‬أفريل ‪/‬ماي ‪ ،1994‬ص‪.25 :‬‬
‫(‪ )2‬حممــد بوجــال‪« ،‬نظريــة الوقــف النامــي»‪ ،‬جملــة دراســات اقتصاديــة‪ ،‬العــدد‪ ،2000 ،2‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪139-138 :‬؛‬
‫‪.147‬‬
‫(‪ )3‬صاحل كامل‪« ،‬دور الوقف يف النمو االقتصادي»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.25 :‬‬
‫‪333‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫شكل رقم (‪ :)36‬تعبئة األموال النقدية اخلاصة بصندوق وقف املضاربة وأساليب توظيفها‬
‫مضاربة‬
‫مشاركة‬
‫إجارة‬
‫مراحبة‬
‫* جزء من أموال البنك‬
‫* مجهــور الواقفني‬
‫(ودائـع وقفيـة)‬
‫عالقة مضاربة‬
‫(مضاربة وقفية)‬
‫مشاركة متناقصة‬
‫صنـــدوق‬
‫وقف املضاربة‬
‫عالقة ‪. . .‬‬
‫إجارة منتهية بالتمليك‬
‫استصناع‬
‫سَ َلم‬
‫تعبئة األموال الوقفية‬
‫يف شكل نقدي‬
‫توظيف األموال اجملمعة‬
‫جُعالة‬
‫مزارعة‬
‫‪ . . .‬إخل‬
‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬حممد بوجالل‪« ،‬نظرية الوقف النامي»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.150 :‬‬
‫‪334‬‬
‫وحـدات العجز‬
‫* حرفيون‬
‫* صناعات منزلية‬
‫* مؤسسات إنتاجية‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫تكمن أمهية صندوق وقف املضاربة فيما يلي(‪:)1‬‬
‫ إحياء مؤسسة الوقف ألداء هذا الدور املفقود‪.‬‬‫ تدعيم صندوق الزكاة خاصة يف احلاالت اليت ال تفي‬‫أموال الزكاة باحتياجات مصارفها املتنوعة‪.‬‬
‫ ميكن أن حيصل نوع من التكامل يف جمال استثمار‬‫األموال الوقفية وأموال الزكاة‪.‬‬
‫فيما يلي نبني الصناديق االجتماعية السابقة يف شكل توضيحي‪:‬‬
‫شــكل رقــم (‪ :)37‬الصناديــق املخصصــة لتمويــل األنشــطة االجتماعيــة‬
‫يف بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫صناديق التكافل االجتماعي‬
‫مصدر أساسي‬
‫صندوق القرض احلسن‬
‫متويل‬
‫متويل‬
‫أمــوال البنـــك‬
‫تدعيم‬
‫مصدر اختياري‬
‫صندوق الزكاة‬
‫متويل العمالء عند الضرورة‬
‫متويل األصناف الثمانية‬
‫نشاط اجتماعي أساسي‬
‫إحياء مؤسسة الزكاة‬
‫أمـــوال الغيــر‬
‫تدعيم‬
‫متويل احلرف واملهن املنتجة‬
‫نشاط‬
‫إضايف‬
‫تنفيذ السياسة االجتماعية لبنوك املشاركة‬
‫حتقيق العائد االجتماعي عند توظيف األموال‬
‫(‪ )1‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.27 :‬‬
‫‪335‬‬
‫صندوق وقف املضاربة‬
‫إحياء مؤسسة األوقاف‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫ثانياً‪ :‬دور وواقع تعبئة أموال الزكاة والتربعات يف بنوك املشاركة‬
‫‪1 .1‬دور بنوك املشاركة يف القيام بنشاط الزكاة‪:‬‬
‫تُثــار تســاؤالت حــول إمكانيــة قيــام بنــوك املشــاركة بــدور مناســب يف جمــال‬
‫إدارة أموال الزكاة‪ ،‬يُعوِّض القصور املوجود يف ظل غياب التنظيم الرمسي‬
‫هلــا (مؤسســة الــزكاة)؛ ويف الوقــت الــذي تشــر فيــه بعــض التقديــرات إىل‬
‫أن حصيلــة الــزكاة يف الــدول اإلســامية تشــكل نســبة هامــة مــن إمجــايل‬
‫الناتــج الوطــي؛ حيــث تــراوح مــا بــن ‪ %7-2,5‬يف الــدول الــي ال متلــك‬
‫مــواد معدنيــة وطاقويــة كبــرة‪ ،‬وتــراوح مــا بــن ‪ %14-10‬يف الــدول املنتجــة‬
‫للبرتول(‪.)1‬‬
‫وتشــر الدراســات املهتمــة بــإدارة أمــوال الــزكاة يف بنــوك املشــاركة إىل‬
‫التبايــن يف هــذا اجملــال‪ ،‬نتيجــة عــدم اتبــاع أســلوب مُوحَّــد؛ حيــث لوحــظ‬
‫مايلــي(‪:)2‬‬
‫ بعض بنوك املشاركة تكتفي بتأدية زكاة أموال مسامهيها‪.‬‬‫ تقتطــع بعــض البنــوك زكاة أمــوال املســامهني وزكاة عوائــد‬‫املودعــن‪.‬‬
‫ تــرك بعــض البنــوك للمودعــن حريــة تفويــض البنــك يف اقتطــاع‬‫الــزكاة‪.‬‬
‫ تقوم بعض البنوك جبمع الزكاة ممّن يرغب يف أدائها‪...‬‬‫إن مســألة الــزكاة ال تــزال ذات حجــم بســيط مــن جممــل نشــاط بنــوك‬
‫املشــاركة علــى الرغــم مــن أهنــا تُعـدُّ اجلهــات املؤهلــة حاليـاً الســتقبال أكــر‬
‫قــدر مــن أمــوال الــزكاة‪ ،‬وتوجيههــا علــى حنـ ٍو مُجمَّــع فعــال حنـوَ مصارفهــا‬
‫(‪ )1‬عبد اهلل الطاهر‪« ،‬حصيلة الزكاة وتنمية اجملتمع»‪ ،‬جملة االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬العدد ‪ ،168‬أفريل ‪ ،1995‬ص‪.60 :‬‬
‫(‪ )2‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.344 :‬‬
‫‪336‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫املعروفــة؛ األمــر الــذي يُعمــق دورهــا االجتماعــي‪.‬‬
‫ولذلك؛ فاملطلوب من بنوك املشاركة القيام مبا يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬جيب االهتمام بتوفري اإلمكانيات اإلدارية والتنظيمية والبشــرية‬
‫واملاليــة الالزمة للقيام بنشــاط الزكاة‪.‬‬
‫‪ -2‬جيــب القيــام بنشــاط القــرض احلســن كنــوع مــن أنــواع النشــاط‬
‫االجتماعــي األصيــل‪.‬‬
‫‪ -3‬يُعتــر قبــول التربعــات والقيــام بتوزيعهــا مــن قبيــل التوســع يف‬
‫أداء الــدور االجتماعــي؛ حيــث ميكــن للمؤسســات اخلرييــة التكفــل‬
‫هبــذا النشــاط كامــا‪.‬‬
‫‪2 .2‬واقع مصادر متويل اخلدمات االجتماعية يف بنوك املشاركة‪:‬‬
‫قــام بعــض اخلــراء بدراســة ميدانيــة لعيِّنــة مــن بنــوك املشــاركة (ن=‪)34‬‬
‫هبــدف تقييــم نشــاطها االجتماعــي‪ ،‬ومت التوصــل إىل النتائــج الــي نوجــز‬
‫أمههــا يف اجلــدول التــايل‪:‬‬
‫جــدول رقــم (‪ :)59‬واقــع مصــادر متويــل أنشــطة التكافــل االجتماعــي‬
‫يف بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫النسبة إىل النسبة‬
‫‪ )1‬مصادر أموال‬
‫إىل‬
‫العدد إمجايل‬
‫نتــــائج الدراسة امليدانية‬
‫الزكــــاة‬
‫البنوك ‪ 20‬بنكا‬
‫‪ * 65%‬أوضحــت الدراســة أن ‪ 20 =( %60‬بنــكا) مــن بنــوك املشــاركة حمــل‬
‫‪38%‬‬
‫‪13‬‬
‫ املسامهون‪.‬‬‫‪ 30%‬العيّنــة هــي الــي متــارس نشــاط الــزكاة‪ ،‬ويرجــع عــدم قيــام البنــوك‬
‫‪18%‬‬
‫‪6‬‬
‫ املتعاملون مع البنك‪.‬‬‫‪ 50%‬األخــرى هبــذا النشــاط إىل‪:‬‬
‫‪29%‬‬
‫ غري املتعاملني مع البنك‪10 .‬‬‫ الفتــاوى الصــادرة واخلاصــة بعــدم اختصــاص البنــك هبــذا‬‫‪35%‬‬
‫‪21%‬‬
‫‪7‬‬
‫ البنك نفسه‪.‬‬‫النشــاط‪.‬‬
‫‪5%‬‬
‫‪3%‬‬
‫‪1‬‬
‫ عائد حسابات خريية‪.‬‬‫ قيــام مؤسســات متخصصــة هبــذا النشــاط يف بعــض الــدول‬‫‪10%‬‬
‫‪6%‬‬
‫‪2‬‬
‫ أخرى (شركات تابعة)‪.‬‬‫الــي تعمــل هبــا بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫* يتضــح أن املســامهني ميثلــون املصــدر الرئيــس ملــوارد الــزكاة يف‬
‫البنــوك الــي تقــوم هبــذا النشــاط‪.‬‬
‫* االستخدامات الرئيسة ألموال الزكاة هي املصارف الشرعية‪.‬‬
‫‪337‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫النسبة إىل النسبة * أوضحــت الدراســة أن ‪ 22 =( %65‬بنــكا) مــن بنــوك املشــاركة حمــل‬
‫‪ )2‬مصادر أموال القـــرض العدد إمجايل إىل ‪ 22‬العينــة هــي الــي هتتــم بنشــاط القــرض احلســن‪.‬‬
‫احلسـن‬
‫بنكا‬
‫البنوك‬
‫‪ * 63%‬يتضــح أن اجلــزء األكــر مــن متويــل القــرض احلســن يتــم عــن طريــق‬
‫‪41%‬‬
‫‪14‬‬
‫ جزء من أموال البنك‪.‬‬‫‪ 18%‬أمــوال البنــك دون األمــوال مــن املصــادر األخــرى‪.‬‬
‫‪12%‬‬
‫‪4‬‬
‫ تربعات من األفراد‪.‬‬‫‪ * 18%‬االســتخدامات الرئيســة ألمــوال القــروض احلســنة يغلــب عليهــا‬
‫‪12%‬‬
‫ جــزء مــن مــوارد صنــدوق ‪4‬‬‫اجلانــب االجتماعــي‪.‬‬
‫الــزكاة‪.‬‬
‫‪ )3‬مصادر أموال‬
‫التربعــات‬
‫ من مال البنك‪.‬‬‫ مسامهون‪.‬‬‫ أفراد‪.‬‬‫ شركات‪.‬‬‫‪ -‬صدقات جارية‪.‬‬
‫النسبة إىل النسبة * أوضحــت الدراســة أن ‪ %38‬فقــط (= ‪ 13‬بنــكا) مــن بنــوك املشــاركة‬
‫العدد إمجايل إىل ‪ 13‬حمــل العينــة هــي الــي تقــوم بنشــاط التربعــات‪.‬‬
‫بنكا‬
‫البنوك‬
‫‪ * 38%‬أهم مصادر أموال التربعات هو من مال البنك واألفراد‪.‬‬
‫‪15%‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ * 8%‬اســتخدامات أمــوال التربعــات هــي جمــاالت الــزكاة نفســها أو يف‬
‫‪3%‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ 62%‬اجملــاالت الــي حيددهــا املتربعــون‪.‬‬
‫‪24%‬‬
‫‪8‬‬
‫‪15%‬‬
‫‪6%‬‬
‫‪2‬‬
‫‪15%‬‬
‫‪6%‬‬
‫‪2‬‬
‫املصــدر‪ :‬راجــع‪ :‬جلنــة مــن األســاتذة اخلــراء االقتصاديــن والشــرعيني واملصرفيــن‪،‬‬
‫«موســوعة تقويــم أداء البنــوك اإلســامية‪ :‬تقويــم الــدور االجتماعــي للمصــارف اإلســامية»‪،‬‬
‫ج‪ ،3‬املعهــد العاملــي للفكــر اإلســامي‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ط‪ ،1996 ،1‬ص‪.160-157 :‬‬
‫ويف الواقــع العملــي ميكــن التمييــز بــن جمموعتــن مــن بنــوك املشــاركة‬
‫كمــا يلــي(‪:)1‬‬
‫‪ -1‬البنــوك التابعــة جملموعــة فيصــل‪ :‬متيــزت بارتفــاع اهتمامهــا‬
‫جبانــب النشــاط االجتماعــي وخاصــة الــزكاة‪ ،‬فقــد كانــت رائــدة يف‬
‫هــذا اجملــال‪.‬‬
‫‪ -2‬البنــوك التابعــة جملموعــة الربكــة‪ :‬مل يظهــر نشــاط الــزكاة‬
‫فيهــا بنــاءً علــى فتــوى الرقابــة الشــرعية اخلاصــة بعــدم إلــزام البنــك‬
‫كشــخصية معنويــة بإخــراج الــزكاة‪ ،‬وكذلــك عــدم االلتــزام خبصمهــا‬
‫مــن املســامهني يف املنبــع‪.‬‬
‫فيمــا يلــي نُ ِّ‬
‫لخــص رؤيــة الباحثــن حــول قيــام بنــوك املشــاركة بنشــاط‬
‫(‪ )1‬جلنــة مــن األســاتذة اخلــراء االقتصاديــن والشــرعيني واملصرفيــن‪« ،‬تقويــم الــدور االجتماعــي للمصــارف اإلســامية»‪،‬‬
‫مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪.162-161 :‬‬
‫‪338‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫الــزكاة‪ ،‬واجتاهــات عمــل هــذه البنــوك يف تعبئــة أمــوال الــزكاة يف شــكل‬
‫توضيحــي‪:‬‬
‫شكل رقم (‪ :)38‬دور وواقع تعبئة أموال الزكاة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫إدارة أموال الزكاة‬
‫نشـاط معـدوم‬
‫نشـاط مؤقـت‬
‫نشـاط ضـروري‬
‫عدم إتباع‬
‫أسلوب مُوحَّد‬
‫مَهمة‬
‫الدولة‬
‫مسؤولية‬
‫اضطرارية‬
‫نشاط‬
‫إضايف‬
‫جهات مؤهلة‬
‫للنشاط‬
‫الوفاء‬
‫باملسؤولية‬
‫االجتماعية‬
‫فتاوى صادرة‬
‫بعدم اختصاص‬
‫البنك بالنشاط‬
‫وجود تنظيـم‬
‫عام يف الدولة‬
‫جلمع الزكـاة‬
‫غيــاب‬
‫مؤسســة‬
‫الزكــاة‬
‫التكامل مع‬
‫املؤسسات‬
‫اخلرييــة‬
‫التذكيــر‬
‫بفريضــة‬
‫الزكــاة‬
‫تعميـق الدور‬
‫االجتماعي‬
‫للبنوك‬
‫‪339‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫ثالثاً‪ :‬حماسبة الزكاة يف بنوك املشاركة‬
‫‪1 .1‬حساب زكاة األسهم يف بنوك املشاركة‪:‬‬
‫تُعتــر أمــوال املســامهني يف بنــوك املشــاركة مبثابــة أمــوال شــخص واحــد‬
‫وتفــرض عليهــا الــزكاة‪ ،‬وإذا قــام البنــك بذلــك فــا يقــوم املســاهم بتزكيــة‬
‫أموالــه مــرة أخــرى جتنبــا الزدواج الــزكاة(‪.)1‬‬
‫ويتم احتساب الزكاة يف بنوك املشاركة وفق اخلطوات التالية(‪:)2‬‬
‫‬
‫‪ -1.1‬وعــاء الــزكاة‪ :‬املوجــودات الزكويــة (األمــوال الــي تتوفــر فيهــا‬
‫شــروط اخلضــوع للــزكاة) ناقصــا االلتزامــات احلالــة (االلتزامــات‬
‫قصــرة األجــل الواجبــة األداء)‪.‬‬
‫‪ -2.1‬مقــدار النصــاب‪ :‬القيمــة اجلاريــة لـــ ‪ 85‬غــرام مــن الذهــب‬
‫يــوم الــزكاة‪.‬‬
‫‪ -3.1‬معــدل الــزكاة‪ %2,5 :‬للســنة املاليــة اهلجريــة‪ 2,575 ،‬للســنة‬
‫املاليــة امليالديــة‪.‬‬
‫‪ -4.1‬القيمة الزكاتية‪ :‬وعاء الزكاة × معدل الزكاة‪.‬‬
‫‪ -5.1‬نصيب السهم من الزكاة‪ :‬مقدار الزكاة ÷ عدد األسهم‪.‬‬
‫نبــن مبثــال توضيحــي كيفيــة حســاب الــزكاة علــى أمــوال البنــك اخلاصــة‬
‫باملســامهني؛ يف أحــد بنــوك املشــاركة(‪:)3‬‬
‫(‪ )1‬فؤاد السيد املليجي‪« ،‬حماسبة الزكاة»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.336 :‬‬
‫(‪ )2‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.337 :‬‬
‫(‪ )3‬أنظر املالحق‪ :‬ميزانية بنك فيصل اإلسالمي املصري يف ‪1415 /12/30‬هـ‪.‬‬
‫‪340‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫جدول رقم (‪ :)60‬منوذج عملي حلساب زكاة األسهم يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫مـكـونـات وعــاء الزكــاة يف بنـك املشـاركة‬
‫* املـوجـودات الزكـويـة‪:‬‬
‫ نقدية وأرصدة لدى البنك املركزي‪.‬‬‫ أرصدة ونقدية لدى البنوك‪.‬‬‫ مشاركات ومضاربات ومراحبات‪.‬‬‫ أرصدة مدينة وأصول أخرى‪.‬‬‫ مسامهات يف بنوك وشركات تابعة‪.‬‬‫إمجايل املوجودات الزكوية‪.‬‬
‫* املطلـوبـات واجبـة اخلصـم‪:‬‬
‫ حسابات جارية باإلطالع‪.‬‬‫ حسابات االستثمار‪.‬‬‫ ودائع أخرى‪.‬‬‫ املستحق للبنك املركزي‪.‬‬‫ املستحق للبنوك األخرى‪.‬‬‫ أرصدة دائنة أخرى‪.‬‬‫ خمصصات ملقابلة خماطر االستثمار‪.‬‬‫إمجايل املطلوبات واجبة اخلصم‪.‬‬
‫* وعـاء الزكـاة‪:‬‬
‫‪ -‬مقدار النصاب = (‪ 85‬غرام ذهب ×‪3.400 = )40‬‬
‫املبلـغ‬
‫(باأللف وحدة‬
‫نقدية)‬
‫‪55.574‬‬
‫‪1.167.510‬‬
‫‪4.699.359‬‬
‫‪118.868‬‬
‫‪153.622‬‬
‫‪6.194.933‬‬
‫‪206.790‬‬
‫‪4.673.487‬‬
‫‪52.772‬‬
‫‪299.902‬‬
‫‪3.302‬‬
‫‪482.018‬‬
‫‪319.113‬‬
‫‪6.037.384‬‬
‫‪157.549‬‬
‫ مقدار الزكاة الواجبة= (‪3.938,725 =)% 2,5×157.549‬‬‫ نصيــب الســهم مــن الــزكاة= ‪ 1000000÷ 3.938.725‬ســهم =‪ 3,93‬وحــدة‬‫نقديــة‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬فؤاد السيد املليجي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.339 :‬‬
‫‪2 .2‬واقع حماسبة الزكاة يف بنوك املشاركة‪:‬‬
‫بينــت الدراســة امليدانيــة كيفيــة معاجلــة الــزكاة وفقـاً ألســاس علمــي ســليم‬
‫مــن الناحيــة احملاســبية‪ ،‬ونوجــز أهــم النتائــج يف اجلــدول التــايل‪:‬‬
‫‪341‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫جدول رقم (‪ :)61‬واقع املعاجلة احملاسبية للزكاة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫املعاجلــة احملاسبيــة‬
‫‪ -1‬طريقة حساب الزكاة على املسامهني‪:‬‬
‫أ‪ -‬األموال ‪ +‬الربح‪.‬‬
‫ب‪ -‬الربح فقط‪.‬‬
‫جـ ‪ -‬األموال فقط‪.‬‬
‫اجملمـوع‪:‬‬
‫‪ -2‬طريقة حساب الزكاة على املودعني‪:‬‬
‫أ‪ -‬رصيــد حســاب االســتثمار مضافــا إليــه الرصيــد‬
‫اجلــاري (الربــح) مطروحــا منــه جممــوع مــا يكــون‬
‫للعميــل مــن ديــون والتزامــات‪.‬‬
‫ب‪ -‬ال حتسب الزكاة على أموال املودعني‪.‬‬
‫اجملمـوع‪:‬‬
‫‪ -3‬التصـرف يف زكـاة املودعيـن‪:‬‬
‫العدد النسبة‬
‫‪6‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪%67‬‬
‫‪%22‬‬
‫‪%11‬‬
‫‪9‬‬
‫‪100%‬‬
‫‪2‬‬
‫‪8‬‬
‫‪10‬‬
‫* الطريقــة (أ) هــي املتفقــة مــع قواعــد فقــه الــزكاة يف‬
‫حســاب زكاة األمــوال التجاريــة اخلاصــة مبودعــي ودائــع‬
‫‪ %20‬االســتثمار‪.‬‬
‫* لبنــوك املشــاركة احلــق يف تقريــر أن جتمــع الــزكاة مــن‬
‫املودعــن أو ال جتمعهــا‪ ،‬كمــا أنــه ال حيــق هلــا إجبارهــم‬
‫‪ 80%‬علــى ذلــك‪.‬‬
‫‪100%‬‬
‫* معظــم البنــوك تفضــل أن حتســب الــزكاة فقــط للمــودع‬
‫وترتكــه يقــوم بتوزيعهــا بنفســه‪ ،‬والقليــل منهــم فقــط هــو‬
‫‪ %20‬الــذي يرحلهــا لصنــدوق الــزكاة ليقــوم البنــك بتوزيعهــا‬
‫‪ 80%‬علــى مصارفهــا الشــرعية مبعرفتــه‪.‬‬
‫أ‪ -‬ختصــم مــن حـــ‪ /‬جــاري املــودع وترحــل لصنــدوق‬
‫الــزكاة‪.‬‬
‫ب‪ -‬يتوىل املودع توزيعها بنفسه‪.‬‬
‫اجملمـوع‪:‬‬
‫‪ -4‬طـرق إنفـاق الزكـاة‪:‬‬
‫أ‪ -‬يتــم مجــع الــزكاة واســتثمارها يف صنــدوق ينفــق‬
‫مــن عائــده فقــط علــى املســتحقني‪.‬‬
‫ب‪ -‬يتــم إنفــاق جــزء مــن احلصيلــة واســتثمار‬
‫الباقــي‪.‬‬
‫جـ ‪ -‬يتم إنفاق احلصيلة كلها وال يستثمر شيء‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫‪100%‬‬
‫‪-‬‬
‫‪-‬‬
‫‪1‬‬
‫‪7‬‬
‫‪%12,5‬‬
‫‪87,5%‬‬
‫اجملمـوع‪:‬‬
‫‪8‬‬
‫‪100%‬‬
‫‪ -5‬معاجلة الضرائب بالنسبة للزكاة يف قائمة‬
‫الدخل‪:‬‬
‫أ‪ -‬ختصم الضرائب قبل حساب الزكاة‪.‬‬
‫ب‪ -‬ختصم الضرائب بعد حساب الزكاة‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫اجملمـوع‪:‬‬
‫‪5‬‬
‫‪2‬‬
‫‪8‬‬
‫نتـائج الدراســة امليدانيــة‪:‬‬
‫* األصــل أن أمــوال االســتثمار ســواء اخلاصــة باملودعــن‬
‫أو املســامهني توظــف يف أنشــطة اســتثمارية جتاريــة؛‬
‫ولذلــك ختضــع هــي وأرباحهــا للــزكاة علــى عــروض‬
‫التجــارة‪.‬‬
‫* الطريقــة (أ) هــي الصحيحــة وعلــى البنــوك األخــرى أن‬
‫تعيــد طريقــة حســاب الــزكاة علــى هــذا األســاس‪.‬‬
‫* الطريقــة (جـــ) هــي القاعــدة الواجبــة اإلتبــاع؛ حيــث‬
‫جيــب أن يتــم إنفــاق حصيلــة الــزكاة كلهــا يف مصارفهــا‬
‫الشــرعية وال يســتثمر منهــا شــيء للســنوات التاليــة‪،‬‬
‫مادامــت مصــارف الــزكاة تتســع لذلــك‪.‬‬
‫* كال االحتمالني (أ) و (ب) صحيح‪.‬‬
‫أ‪ -‬حيــث إن الضرائــب عــبء فعلــي علــى املكلفــن وال بــد‬
‫‪ %60‬مــن دفعهــا‪ ،‬وإذا مل يتــم دفعهــا تُعتــر دين ـاً واجــب األداء‪.‬‬
‫‪ 40%‬ب‪-‬جيــب اعــراف مصلحــة الضرائــب بالــزكاة واعتبارهــا‬
‫كعــبء‬
‫‪ 100%‬خيصم من وعاء الربح اخلاضع للضريبة‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬جلنة من األساتذة اخلرباء االقتصاديني والشرعيني واملصرفيني‪« ،‬تقويم‬
‫الدور احملاسيب للمصارف اإلسالمية»‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص‪.284 -277 :‬‬
‫‪342‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫المطلــب الثانــي‪ :‬حســابات مصــادر التمويــل الذاتــي فــي‬
‫بنــوك المشــاركة‪.‬‬
‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬حسابـات خمصـصـات االهتالكـات واملـؤونـات يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬حسابـات االحـتياطيـات واألربـاح غري املوزعـة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫ثالث ـاً‪ :‬واقـــع حماسبـــة االهتــاكات واملؤونــات واالحتياطيــات يف بنــوك‬
‫املشــاركة‪.‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬حسابات خمصصات االهتالكات واملؤونات يف بنوك املشاركة‬
‫‪1 .1‬حسابات خمصصات اهتالكات األصول الثابتة‪:‬‬
‫يتكــون التمويــل الذاتــي للوحــدة احملاســبية (مؤسســة‪ ،‬بنــك‪ )...‬مــن ثالثــة‬
‫حســابات هــي‪ :‬خمصصــات االهتــاكات وخمصصــات املؤونــات واألربــاح‬
‫احملتجــزة (غــر املوزعــة)‪.‬‬
‫إن االهتــاك هــو عبــارة عــن النقــص يف قيمــة األصول الثابتــة اليت ميتلكها‬
‫البنــك‪ ،‬ســواء كان ذلــك نتيجــة االســتعمال أو بعامــل الزمــن (تَعــرُّض‬
‫األصــل للعوامــل اجلويــة) أو التقــادم التكنولوجــي (ظهــور اخرتاعــات حديثة‬
‫أكفــأ)‪ .‬ويُعـرَّف كمصطلــح حماســي علــى أنــه‪« :‬توزيــع تكلفــة األصــل املعيّــن‬
‫وحتويلهــا إىل مصروفــات يف الفــرات الــي تســتفيد مــن خدمــات ذلــك‬
‫األصــل»(‪ ،)1‬أو مبعنــى آخــر فــإن اإلهتــاك يُعبِّــر عــن «قيمــة املنافــع الــي‬
‫قدمهــا األصــل خــال الفــرة احملاســبية»(‪.)2‬‬
‫(‪ )1‬فالرتميجس وروبريت ميجس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.620 :‬‬
‫(‪ )2‬حمسن أمحد اخلضريي‪« ،‬كيف تقرأ ميزانية ؟» ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪. 89 :‬‬
‫‪343‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫يُســتخدم مبلــغ التكلفــة التارخييــة كأســاس لتقييــم األصــول الثابتــة؛‬
‫ويرجــع الســبب يف ذلــك إىل كوهنــا‪:‬‬
‫‪ -1.1‬أهنــا متثــل التكلفــة احلقيقيــة الــي مت إنفاقهــا فعــا عنــد‬
‫احلصــول علــى هــذه األصــول‪ ،‬وأهنــا ناجتــة عــن عمليــة تبــادل فعلــي‬
‫وليســت افرتاضيــة‪.‬‬
‫‪ -2.1‬إذا مــا اســتخدمت أســاليب أخــرى لتقييــم األصــول الثابتــة؛‬
‫فإهنــا تفتــح اجملــال للتقديــرات االحتماليــة (مثــل تكلفــة اإلحــال أو‬
‫القيمــة اجلاريــة)‪.‬‬
‫‪ -3.1‬أن األصــل الثابــت يظــل يف حيــازة البنــك إىل أن يتــم التخلــص‬
‫منــه‪ ،‬وبالتــايل فــإن التكلفــة التارخييــة تُعــدُّ أنســب للتعبــر عــن‬
‫قيمتــه‪.‬‬
‫إن تكويــن خمصــص بقيمــة مــا مت اهتالكــه مــن أصــول (باســتثناء حســاب‬
‫األراضــي) يُعتــر ضــرورة مــن أجــل إظهــار األربــاح علــى حقيقتهــا وإظهــار‬
‫األصــول الثابتــة بقيمتهــا احلقيقيــة يف امليزانيــة‪ ،‬فضـاً عــن توفــر األموال‬
‫الالزمــة لغــرض اســتبدال األصــول القابلــة لإلهتــاك (اقتنــاء أصــول‬
‫جديــدة)؛ مــن خــال قيمــة االهتــاك املرتاكــم(‪ )1‬الــي تظهــر يف امليزانيــة‬
‫مطروحــة مــن قيمــة األصــل أو يف بنــد مســتقل ضمــن اخلصــوم املتداولــة‪.‬‬
‫تتنــوع طــرق حســاب أقســاط اهتــاك األصــول الثابتــة (طريقــة القســط‬
‫الثابت‪ ،‬القســط املتناقص‪ ،‬القســط املتزايد‪ ،)...‬ويفضل البعض اســتخدام‬
‫(‪ )1‬إن كثرييــن ممــن يســتخدمون القوائــم املاليــة‪ ،‬وليــس لديهــم درايــة باملعرفــة احملاســبية‪ ،‬يعتقــدون خطــأ بــأن حســاب‬
‫«جممــع االهتــاك» ميثــل النقديــة اجملمعــة ألغــراض شــراء معــدات جديــدة عندمــا تفنــى األصــول املوجــودة‪ ،‬ورمبــا تكــون‬
‫أحســن طريقــة ملقاومــة هــذا االعتقــاد اخلاطــئ هــي أن نؤكــد بــأن الرصيــد الدائــن حلســابات «جممــع االهتــاك» يتمثــل‬
‫يف التكلفــة املســتنفذة لألصــول الــي مت احلصــول عليهــا يف املاضــي‪ ...‬إن شــراء أصــل جديــد يتطلــب نقديــة‪ ،‬واملقــدار‬
‫اإلمجــايل ألي نقديــة متتلكهــا الوحــدة االقتصاديــة‪ ،‬يظهــر يف حســاب النقديــة ضمــن عناصــر األصــول‪.‬‬
‫‪344‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫طريقــة القســط الثابــت باعتبارهــا مــن أبســط وأســهل الطــرق يف احتســاب‬
‫االهتــاك؛ مثلمــا هــو الشــأن بالنســبة لكثــر مــن بنــوك املشــاركة‪ ،‬شــريطة‬
‫أن يتــم اســتمرار العمــل هبــا يف إعــداد القوائــم املاليــة وعــدم تعديلهــا أو‬
‫تغيريهــا (مبــدأ الثبــات) مــن ســنة ألخــرى؛ حتــى ال يكــون التغيــر فيهــا‬
‫وســيلة إىل إخفــاء تقصــر أو إمهــال أو عــدم كفــاءة اإلدارة (سياســات‬
‫اســتثمارية أو إداريــة خاطئــة)‪ ،‬فمثـاً إذا كان البنــك يتبــع طريقــة القســط‬
‫املتناقــص يف حســاب اهتــاك األصــول الثابتــة بشــكل عــام‪ ،‬لكنــه عنــد‬
‫شــراء آلــة جديــدة يف إحــدى الســنوات غيَّــر هــذه الطريقــة إىل طريقــة‬
‫القســط الثابــت(‪ )1‬وكانــت أربــاح هــذه الســنة أقــل مــن غريهــا نظــراً حلــدوث‬
‫إســراف؛ فــإن تغيــر طريقــة اإلهتــاك تــؤدي إىل ختفيض تكلفــة اإلهتالك‬
‫مبــا يــؤدي إىل ختفيــض التكلفــة وزيــادة الربــح تبعـاً لذلــك‪ ،‬ممــا يــؤدي إىل‬
‫إمكانيــة حــدوث تغطيــة حماســبية شــكلية ملقــدار اخلســائر الــي حدثــت‪.‬‬
‫وتُعتــر خمصصــات اهتــاك األصــول الثابتــة يف بنــوك املشــاركة «تكلفــة‬
‫حمســوبة علــى أربــاح البنــك‪ ،‬ولكــن جيــب أن يتحملهــا املســامهون وحدهــم‬
‫دون املودعــن؛ حيــث إن األصــول الثابتــة هي جزء من ممتلكات املســامهني‬
‫يف البنــك وخيصهــم تكلفتهــا»(‪.)2‬‬
‫‪2 .2‬حسابات خمصصات مؤونات األعباء واخلسائر احملتملة‪:‬‬
‫يتــم تكويــن خمصصــات املؤونــات تطبيقــا ملبــدأ احليطــة واحلــذر «ملواجهــة‬
‫النقــص احملتمــل الوقــوع يف قيمــة أيّ أصــل مــن األصــول‪ ،‬أو الزيــادة‬
‫(‪ )1‬تــؤدي طريقــة القســط الثابــت إىل تقســيم تكلفــة األصــول الثابتــة التارخييــة علــى حيــاة هــذه األصــول وحتميــل كل ســنة‬
‫ماليــة بنصيبهــا مــن اإلهتــاك وتــؤدي طريقــة القســط املتناقــص إىل تناقــص قيمــة اإلهتــاك ســنة بعــد أخــرى خــال فــرة‬
‫اســتخدام األصــل الثابــت‪ ،‬أي أن قيمــة اإلهتــاك يف الســنوات األوىل أكــر مــن قيمتهــا يف الســنوات األخــرة‪.‬‬
‫(‪ )2‬كوثر عبد الفتاح حممود األجبي‪« ،‬قياس وتوزيع الربح يف البنك اإلسالمي»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.38 :‬‬
‫‪345‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫احملتملــة يف قيمــة أي مــن االلتزامــات‪ ،‬دعمــا للمركــز املــايل وتقويتــه»(‪)1‬؛‬
‫وتظهــر يف امليزانيــة إمــا يف اجلانــب الدائــن مــع اخلصــوم املتداولــة أو‬
‫مطروحــا مــن االســتثمارات يف اجلانــب املديــن مــع األصــول املتداولــة‪.‬‬
‫وتقــوم بنــوك املشــاركة بتكويــن مؤونــات ملواجهــة أي خســائر أو أعبــاء‬
‫خاصــة باألصــول املتداولــة قــد تلحــق بالبنــك‪ ،‬وبذلــك «لــن يعــرف أصحاب‬
‫الودائــع أو البنــك اخلســارة إال يف احلالــة الــي تكــون فيهــا هــذه األخــرة‬
‫أكــر مــن مقــدار االحتياطــي(‪=[ )2‬خمصــص املؤونــة] املوجــود وهــذا نــادراً مــا‬
‫حيــدث يف ظــروف اقتصاديــة عاديــة»(‪.)3‬‬
‫إن خمصصــات األصــول املتداولــة يف بنوك املشــاركة تكون ملقابلة األســباب‬
‫التالية(‪:)4‬‬
‫‪ -1.2‬مواجهــة خســائر مؤكــدة احلــدوث وغــر حمــددة املقــدار‪ ،‬قــد‬
‫حتققهــا أنشــطة املضاربــة أو املشــاركة‪.‬‬
‫‪ -2.2‬مواجهــة اخنفــاض يف رحبيــة املشــروعات الــي يقــوم هبــا‬
‫البنــك بتمويلهــا علــى أحــد عقــود املضاربــة أو املشــاركة؛ حبيــث تقــل‬
‫عــن النســبة الــي ســبق توزيعهــا‪.‬‬
‫‪ -3.2‬مواجهــة الديــون املعدومــة الــي قــد تنتــج عــن عجــز أو إفــاس‬
‫أصحــاب املديونيــات مــن بيــع املراحبــة اآلجلــة أو البيــع بالتقســيط‬
‫أو البيــع التأجــري‪...‬‬
‫(‪ )1‬شــوقي إمساعيــل شــحاتة‪« ،‬نظريــة احملاســبة املاليــة مــن منظــور إســامي»‪ ،‬الزهــراء لإلعــام العربــي‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪ ،1987‬ص‪.192 :‬‬
‫ً‬
‫(‪ )2‬جيــب التفرقــة بــن االحتياطيــات واملؤونــات‪ ،‬فاالحتياطيــات هــي أمــوال خاصــة وتشــكل جــزءا مــن حقــوق املســامهني‬
‫وهــي تضــاف إىل جممــل وســائل البنــك وتدعــم تغطيــة التزاماتــه‪ ،‬يف حــن أن املؤونــات متثــل مطلوبــات أكثــر مباشــرة‪ :‬فهــي‬
‫معـدَّة إمــا ملواجهــة هبــوط قيمــة عنصــر مــن عناصــر املوجــودات وإمــا ملواجهــة عــبء مــن األعبــاء مــع األخــذ بعــن االعتبــار‬
‫أن اهلبــوط أو العــبء‪ ،‬رغــم كــون موضوعهــا حمــدداً‪ ،‬ميكــن أن يكــون مبلغهمــا غــر حمــدد‪ ،‬مثــل مؤونــات الديــون املشــكوك‬
‫يف حتصيلهــا ومؤونــات الطــوارئ‪.‬‬
‫(‪ )3‬حممد بوجالل‪« ،‬البنوك اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.39 :‬‬
‫(‪ )4‬كوثر عبد الفتاح حممود األجبي‪« ،‬قياس وتوزيع الربح يف البنك اإلسالمي»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.39 :‬‬
‫‪346‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‪ -4.2‬مواجهــة خســائر تنتــج عــن تلــف بعــض عناصــر املتاجــرة الــي‬
‫يقــوم هبــا البنــك‪ ،‬أو تنتــج عــن البيــع بأقــل مــن التكلفــة الدفرتيــة‪.‬‬
‫‪ -5.2‬مواجهــة خســائر الشــركات الــي يســاهم البنــك فيهــا بشــراء‬
‫أســهم‪.‬‬
‫‪ -6.2‬مواجهــة خســائر تنتــج عــن تلــف األصــول املعــدة للتأجــر يف‬
‫نشــاط التأجــر التمويلــي واملشــاركة املنتهيــة بالتمليــك واألنشــطة‬
‫املشــاهبة‪.‬‬
‫‪ -7.2‬مواجهــة أي خســائر أخــرى غــر معلومــة األســباب؛ مثــل‬
‫جتميــد حســابات أو مســتحقات البنــك لــدى البنوك األخــرى احمللية‬
‫أو األجنبيــة ألســباب سياســية أو غريهــا‪.‬‬
‫يتــم تكويــن مؤونــات لتغطيــة كل أنــواع هــذه اخلســائر الناجتــة عــن‬
‫االســتثمار وتوظيــف األمــوال اململوكــة لــكل املســامهني واملودعــن معــاً؛‬
‫وهلــذا «تعتــر هــذه املخصصــات مملوكــة هلــم بنســبة توزيــع األربــاح املتفــق‬
‫عليهــا بينهــم»(‪)1‬؛ األمــر الــذي يتطلــب توضيــح أســباب اخلســائر الــي‬
‫حدثــت أهــي ناجتــة عــن ســوء اإلدارة أم أهنــا خارجــة عــن إرادهتــا حتــى‬
‫يتــم تغطيــة اخلســائر مــن هــذه املخصصــات ‪.‬‬
‫ويقــرح البعــض ضــرورة تكويــن خمصصــات املؤونــات التاليــة يف بنــوك‬
‫املشــاركة‪:‬‬
‫ خمصص خسائر متوقعة (مشاركات)‪.‬‬‫ خمصص ديون مشكوك فيها ( املضاربات‪/‬البيع اآلجل)‪.‬‬‫ خمصص تسوية أرباح (املشاركة املنتهية بالتمليك‪/‬التأجري التمويلي)‪.‬‬‫(‪ )1‬املصدر نفسه‪.‬‬
‫‪347‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫ خمصص ملخاطر تقلبات أسعار الصرف‪.‬‬‫نشــر إىل ظهــور حســاب مؤونــة «املخاطــر والتكاليــف» يف ميزانيــات بعــض‬
‫بنــوك املشــاركة للتقليــل مــن أخطــار اخلســائر‪ .)3(1‬وإذا كان ي َّ‬
‫ُتوقــع ارتفــاع‬
‫حجــم املخصصــات ملقابلــة خماطــر اســتثمارات بنــوك املشــاركة؛ فــإن‬
‫بعــض الدراســات تؤكــد أن كثــراً مــن هــذه البنــوك مل تعــط أمهيــة تذكــر‬
‫ملخصــص «خماطــر االســتثمار» علــى الرغــم مــن أن اســتثماراهتا تتميــز‬
‫بارتفــاع درجــة املخاطــرة الــي تتعــرض هلــا‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬حسابات االحتياطيات واألرباح غري املوزعة يف بنوك املشاركة‬
‫‪1 .1‬توزيع األرباح بني املسامهني واملودعني يف بنوك املشاركة‪:‬‬
‫تتمثل مصادر اإليراد الرئيسة لبنوك املشاركة يف العوائد التالية(‪:)2‬‬
‫‪ -1.1.1‬أجــور اخلدمــات املصرفيــة‪ :‬ختتــص باملســامهني دون‬
‫املودعــن‪.‬‬
‫‪ -2.1.1‬أربــاح عمليــات الصــرف الفــوري‪ :‬بيــع وشــراء العمــات‬
‫األجنبيــة واملعــادن الثمينــة‪.‬‬
‫‪ -3.1.1‬أربــاح االســتثمار املباشــر‪ :‬يكــون فيــه البنــك مبثابــة‬
‫الشــريك العامــل يف عقــد املضاربــة الــذي يُمثــل فيــه املودعــون‬
‫الشــريك املمــوِّل‪.‬‬
‫‪ -4.1.1‬أربــاح االســتثمار غــر املباشــر‪ :‬يقــوم فيــه البنــك بــدور‬
‫املضــارب الوســيط بــن املودعــن ورجال األعمال الذيــن يتم متويلهم‬
‫علــى أســاس املشــاركة أو املضاربــة‪ ،‬فيكــون نصيبــه حمــدوداً نســبياً‬
‫(‪ )1‬أنظر املالحق‪ :‬ميزانية بنك الربكة اجلزائري‪.‬‬
‫(‪ )2‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.222-220 :‬‬
‫‪348‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫مقارنــة بالعمليــات االســتثمارية املباشــرة الــي حيصــل فيهــا علــى‬
‫كامــل نصيــب الشــريك العامــل‪.‬‬
‫ويبــن الشــكل التخطيطــي التــايل مصــادر التمويــل والعائــدات يف بنــوك‬
‫املشــاركة‪:‬‬
‫شكل رقم (‪ :)39‬مصادر التمويل والعائدات يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫الــمـسـاهــمــون‬
‫حصة‬
‫من‬
‫األرباح‬
‫أسهم‬
‫احتياطات‬
‫أرباح مرحلة‬
‫الـــبــنــــك‬
‫ودائع استثمارية‬
‫املــودعــون‬
‫متويل باملشاركة‬
‫حصة‬
‫من‬
‫األرباح‬
‫حصة‬
‫من‬
‫األرباح‬
‫رجـــال األعمــال‬
‫املصدر‪ :‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.223 :‬‬
‫يتــم توزيــع أربــاح بنــوك املشــاركة بصفــة أساســية بني املســامهني واملودعني‬
‫حســب طريقــة االســتثمار الــي ختتلــف مــن بنــك آلخر كمــا يلي(‪:)1‬‬
‫‪ -1.2.1‬خلــط كل أمــوال املودعــن مــع كل أمــوال املســامهني‬
‫(البنــك)‪.‬‬
‫(‪ )1‬راجــع‪ :‬كوثــر عبــد الفتــاح حممــود األجبــي‪« ،‬قيــاس وتوزيــع الربــح يف البنــك اإلســامي»‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪115-107 :‬؛‬
‫‪.255‬‬
‫‪349‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫‪ -2.2.1‬خلــط كل أمــوال املســامهني جبــزء مــن الودائــع واســتثمار‬
‫الباقــي منفــرداً‪.‬‬
‫‪ -3.2.1‬خلــط كل أمــوال املودعــن جبــزء مــن رأس املــال واســتثمار‬
‫الباقــي منفــرداً‪.‬‬
‫‪ -4.2.1‬استثمار أموال كل من املسامهني واملودعني منفردة‪.‬‬
‫وتُشــكل الودائع االســتثمارية املصدر الرئيســي لألموال املتاحة لالســتثمار‬
‫يف بنــوك املشــاركة وتتناســب حصــة البنــك مــن األربــاح عكســياً مــع مــدة‬
‫الوديعــة‪ ،‬فكلمــا طالــت املــدة؛ قلــت حصــة البنــك يف أرباحهــا(‪ ،)1‬وذلــك‬
‫حســب مــا يبينــه اجلــدول التــايل ألحــد بنــوك املشــاركة‪:‬‬
‫جــدول رقــم (‪ :)62‬منــوذج لنصيــب بنــك املشــاركة والوديعة االســتثمارية‬
‫مــن الربــح تبعــا آلجاهلــا‬
‫(الوحدة‪ :‬نسبة مئوية)‬
‫أجل الوديعة االستثمارية‬
‫نصيب الوديعة من الربح‬
‫نصيب بنك املشاركة‬
‫‪3‬سنوات‬
‫سنتـان‬
‫سنة واحدة‬
‫ستة أشهر‬
‫ثالثة أشهر‬
‫‪%90‬‬
‫‪%85‬‬
‫‪%75‬‬
‫‪%65‬‬
‫‪%55‬‬
‫‪%10‬‬
‫‪%15‬‬
‫‪%25‬‬
‫‪%35‬‬
‫‪%45‬‬
‫املصدر‪ :‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.227 :‬‬
‫يــرى معظــم اخلــراء أن مشــكلة قيــاس الربــح وتوزيعهــا يف بنــوك املشــاركة‬
‫تتطلــب إعــداد احلســابات اخلتاميــة اخلاصــة هبــا؛ حبيــث تشــمل املراحــل‬
‫التالية(‪:)2‬‬
‫‪ -1.3.1‬مرحلــة أوىل‪ :‬قيــاس أربــاح االســتثمارات والتوظيفــات‬
‫(‪ )1‬أبو اجملد حرك‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.55 :‬‬
‫(‪ )2‬جلنــة مــن األســاتذة اخلــراء االقتصاديــن والشــرعيني واملصرفيــن‪« ،‬تقويــم الــدور احملاســي للمصــارف اإلســامية»‪،‬‬
‫مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪.390 :‬‬
‫‪350‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫اخلاصــة بأمــوال املودعــن واملســامهني معــاً؛ دون عوائــد البنــك‬
‫األخــرى‪.‬‬
‫‪ -2.3.1‬مرحلــة ثانيــة‪ :‬توزيــع صــايف عائــد االســتثمار الســابق‬
‫بــن املســامهني واملودعــن طبقـاً لعقــد املضاربــة‪ ،‬حصــة ربــح مقابــل‬
‫العمــل والباقــي يــو َّزع بنســب احلصــص‪.‬‬
‫‪ -3.3.1‬مرحلــة ثالثــة‪ :‬قيــاس أربــاح املســامهني بإضافــة العوائــد‬
‫األخــرى (اخلدمــات املصرفيــة) الــي مل تُضــف يف املرحلــة الســابقة‬
‫وعناصــر التكلفــة اإلداريــة الــي مل يســبق حتميلهــا‪.‬‬
‫‪ -4.3.1‬مرحلــة أخــرة‪ :‬توزيــع صــايف العائــد املتحقــق مــن املرحلــة‬
‫الثالثــة طبقــاً للقانــون ونظــام البنــك وقــرارات اجلمعيــة العامــة‬
‫وجملــس اإلدارة‪.‬‬
‫وهلــذا؛ فــإن األمــر يســتدعي تصميــم قائمــة دخــل خاصــة « قائمــة الدخــل‬
‫ذات املراحل» تالئم الطبيعة املميزة لنشــاط بنوك املشــاركة‪ ،‬حلل مشــكلة‬
‫قيــاس وتوزيــع الربــح الــي تتــم علــى مراحــل‪.‬‬
‫‪2 .2‬حسابات االحتياطيات واألرباح يف بنوك املشاركة‪:‬‬
‫تقــوم بنــوك املشــاركة كبقيــة البنــوك واملؤسســات األخــرى علــى حجــز‬
‫(اقتطــاع) جــزء مــن األربــاح كاحتياطــي‪ ،‬وذلــك لدعــم مركزهــا املــايل‬
‫واكتســاب مسعــة طيبــة‪« ،‬إذ يشــر تراكــم األربــاح إىل جنــاح البنــك يف‬
‫عملــه»(‪ ،)1‬ومــن الناحيــة العمليــة «تُقيِّــد الكثــر مــن الشــركات توزيعاهتــا‬
‫حبيــث ال تتعــدى ‪ %40‬مــن صــايف دخلهــا الســنوي تقريب ـاً‪ ،‬ويرتتــب علــى‬
‫ذلــك االحتفــاظ باجلــزء األكــر مــن صــايف الدخــل يف الشــركة حتــى تتهيــأ‬
‫(‪ )1‬ضياء جميد املوسوي‪« ،‬االقتصاد النقدي»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.276 :‬‬
‫‪351‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫هلــا فرصــة النمــاء وتــزداد قدرهتــا علــى مواجهــة املنافســن»(‪.)1‬‬
‫تتمثل احتياطيات وأرباح بنوك املشاركة يف احلسابات التالية‪:‬‬
‫‪ -1.2‬حســاب االحتياطــي القانونــي‪ :‬هــو عبــارة عــن نســبة معينــة‬
‫مــن األربــاح الصافيــة يفرضهــا القانــون(‪( )2‬القوانــن احملليــة) لتبقــى‬
‫داخــل البنــك وال تــو َّزع بــأيّ شــكل مــن األشــكال‪.‬‬
‫‪ -2.2‬حســاب االحتياطــي االختيــاري‪ :‬هــو عبــارة عــن حســاب ال‬
‫يفرضــه القانــون؛ ولكــن يضعــه املؤسســون هبــدف تعزيــز رأس مــال‬
‫البنــك يف مواجهــة التغــرات املختلفــة يف املســتقبل‪ ،‬وميكــن أن ينــص‬
‫عليــه القانــون التأسيســي ليُبيِّــن نســبة األربــاح الــي حتـوَّل إىل هــذا‬
‫احلســاب‪.‬‬
‫‪ -3.2‬حســاب االحتياطــي الرأمســايل‪ :‬ينتــج هــذا االحتياطــي عــن‬
‫إعــادة تقييــم األصــول الثابتــة؛ حيــث تضــاف الزيــادة إىل حســاب‬
‫احتياطــي رأمســايل‪ ،‬وهــو مــا يعــرف بـــ‪« :‬أربــاح إعــادة التقديــر»؛ كمــا‬
‫أن هــذا االحتياطــي «ال يعتــر أمــواالً جمنّبــة حلســاب املســامهني‬
‫مثــل ســائر االحتياطــات األخــرى بــل هــي تعتــر تضخيمــا لقيمــة‬
‫بعــض األصــول الثابتــة»(‪.)3‬‬
‫يضــاف إىل ذلــك االحتياطيــات الســرية‪ :‬الــي ال تظهــر عــادة يف‬
‫(‪ )1‬فالرت ميجس وروبريت ميجس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.752 :‬‬
‫(‪ )2‬هنــاك فــرق بــن االحتياطــي القانونــي (‪ :)Réserve légale = Legal reserve‬وهــو املخصــص مــن األربــاح الصافيــة‬
‫واملفــروض مبوجــب القوانــن احملليــة‪ ،‬واملنصــوص عنــه يف قانــون شــركات املســامهة؛ واالحتياطــي اإللزامــي (‪Réserve‬‬
‫‪ )obligatoire = Compulsory”Required” reserve‬وهــو املخصــص الــذي تُلــزم البنــوك بتكوينــه كرصيــد لــدى البنــك‬
‫املركــزي‪ ،‬واملنصــوص عنــه يف قانــون النقــد والقــرض‪.‬‬
‫(‪ )3‬جلنــة مــن األســاتذة اخلــراء االقتصاديــن والشــرعيني واملصرفيــن‪« ،‬تقويــم الــدور احملاســي للمصــارف اإلســامية»‪،‬‬
‫مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪.239 :‬‬
‫‪352‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫امليزانيــات‪ ،‬فقــد اعتــادت بعــض البنــوك(‪ )1‬أن «تُظهــر أصوهلــا الثابتــة‬
‫بقيــم تذكاريــة ال تُعبِّــر عــن حقيقتهــا املاديــة الــي تفــوق قيمتهــا‬
‫بكثــر‪ ،‬وذلــك هبــدف تكويــن احتياطيــات ســرية تدعــم مركزهــا‬
‫املــايل وحتافــظ علــى توازنــه واتســاقه‪ ،‬فض ـاً عــن زيــادة قدرهتــا‬
‫علــى مواجهــة الطــوارئ واألزمــات الفجائيــة غــر املتوقعــة»(‪ )2‬والــي‬
‫تتطلــب زيــادة رأس املــال‪.‬‬
‫‪ -4.2‬حســاب األرباح احملتجزة (غري املوزعة)‪ :‬مي ِّثل اجلزء املتبقي‬
‫مــن األربــاح الصافيــة بعــد االحتفــاظ باالحتياطيــات املختلفة وتوزيع‬
‫األربــاح علــى املســامهني‪ ،‬باإلضافــة إىل الرصيــد املرتاكم من ســنوات‬
‫ِّ‬
‫ويفضــل البعــض التمييــز بــن االحتياطيــات‬
‫ســابقة (أربــاح مرحَّلــة)؛‬
‫الــي متثــل أرباح ـاً حمتجــزة خمصصــة أو مقيــدة‪ ،‬واملبالــغ املتاحــة‬
‫للتوزيــع باعتبارهــا متثــل أرباح ـاً حمتجــزة غــر خمصصــة أو غــر‬
‫مقيــدة؛ حيــث إن الغــرض مــن األربــاح احملتجــزة املخصصــة هــو‬
‫إبــاغ مســتخدمي القوائــم املاليــة أن هنــاك جــزءاً مــن األربــاح‬
‫خمصصــا للوفــاء بغــرض معيّــن وليــس متاح ـاً للتوزيعــات النقديــة‪،‬‬
‫بينمــا تُســتعمل األربــاح احملتجــزة (غــر املوزعــة) لتوســيع نشــاط‬
‫البنــك مــن خــال إعــادة اســتثمارها واحملافظــة علــى ســامة رأس‬
‫املــال‪.‬‬
‫‪ -5.2‬أربــاح مقــرح توزيعهــا‪ :‬عندمــا يقــرح جملــس إدارة البنــك‬
‫توزيــع أربــاح معيّنــة وتعتمــد اجلمعيــة العامــة تلــك التوزيعــات؛ فــإن‬
‫(‪ )1‬أنظــر املالحــق‪ :‬ميزانيــة بنــك فيصــل اإلســامي املصــري لســنة ‪1990‬؛ حيــث توجــد أصــول ثابتــة لــدى البنــك هلــا قيمــة‬
‫اقتصاديــة ذات وزن مت ذكرهــا يف امليزانيــة بقيــم تذكاريــة فقــط‪ ،‬واعتــادت البنــوك وخاصــة يف مصــر علــى اهتــاك أصوهلــا‬
‫الثابتــة مبعــدل يفــوق املعــدل احلقيقــي علــى أســاس االحتفــاظ بقيــم هــذه األصــول كاحتياطيــات ســرية‪.‬‬
‫(‪ )2‬حمسن أمحد اخلضريي‪« ،‬كيف تقرأ ميزانية؟»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬هامش ص‪.74 :‬‬
‫‪353‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫البنــك يتحمــل التزامــا بدفــع قيمــة تلــك األربــاح ضمــن االلتزامــات‬
‫قصــرة األجــل علــى أســاس أن املــدة بــن تاريــخ اإلعــان عــن توزيــع‬
‫األربــاح وتاريــخ الســداد تكــون عــادة قصــرة‪.‬‬
‫ويظهــر يف ميزانيــة بعــض بنــوك املشــاركة حســاب «أربــاح مقــرح‬
‫توزيعها على املســامهني»‪ ،‬ويف بعض البنوك مت إدراج أرباح املودعني‬
‫يف امليزانيــة حتــت بنــد «أربــاح خمصصــة للتوزيــع علــى املودعــن»(‪)1‬؛‬
‫وهــي مالحظــة جديــدة «تغايــر ما تعارف عليه احملاســبون يف تصوير‬
‫املركــز املــايل ألي بنــك‪ ،‬ولكنهــا بشــكل عــام تعتــر إجيابيــة حتســب‬
‫للنظــام احملاســي ال عليــه؛ حيــث أهنــا توضــح حجــم مــا يســتحق‬
‫للمودعــن بالقيــاس باملســامهني‪ ،‬باإلضافــة إىل أهنــا تعــر عــن كفــاءة‬
‫إدارة البنــك»(‪.)2‬‬
‫جتــدر اإلشــارة إىل أن بعــض الدراســات توصلــت إىل ظاهــرة «اخنفــاض‬
‫رحبيــة» بنــوك املشــاركة باملقارنــة مــع البنــوك التقليديــة‪ ،‬وخاصــة يف صورة‬
‫املــوزع علــى أصحــاب الودائــع االســتثمارية باملقارنــة مــع معــدالت الفائــدة‬
‫املدفوعــة يف البنــوك التقليديــة؛ إال أن هــذا الوضــع يرفضــه بعــض الباحثني‬
‫لعــدة أســباب موضوعيــة هــي‪:‬‬
‫أ‪ -‬التعــارض مــع املنطلقــات النظريــة للعمــل املصــريف القائــم علــى‬
‫نظــام املشــاركة «الــذي مــن أهــم مساتــه ربــط االدخــار باإلنتــاج‬
‫بشــكل مباشــر وعلــى حنــو يوفــر أجــور الوســاطات التمويليــة املتعــددة‬
‫وأرباحهــا الــي ميكــن أن تــؤول إليــه لتزيــد مــن إنتاجيتــه‪ )3(»...‬وعوائــده‪.‬‬
‫(‪ )1‬أنظر املالحق‪ :‬ميزانية بنك البحرين اإلسالمي‪.‬‬
‫(‪ )2‬كوثر عبد الفتاح حممود األجبي‪« ،‬قياس وتوزيع الربح يف البنك اإلسالمي»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.220 :‬‬
‫(‪ )3‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.377 ،366 :‬‬
‫‪354‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫ب‪ -‬التعــارض مــع قاعــدة أساســية يف االســتثمار « تقضــي بضــرورة‬
‫مراعــاة العالقــة التعويضيــة بــن العائــد واملخاطــر‪ ،‬فكلمــا زادت‬
‫خماطــر االســتثمار‪ ،‬كلمــا ارتفــع العائــد الــذي تطلبــه مصــادر‬
‫التمويــل»(‪.)1‬‬
‫جـــ‪ -‬التعــارض مــع فهــم مبــدأ «ال ُغنْــم وال ُغـرْم»؛ حيــث قــام عــدد مــن‬
‫مودعــي بعــض بنــوك املشــاركة «بســحب ودائعهــم وحتويلهــا إىل‬
‫البنــوك التقليديــة عندمــا اخنفضــت معــدالت األربــاح املوزعــة لــدى‬
‫هــذه املصــارف عــن معــدالت الفائــدة يف البنــوك التقليديــة»(‪.)2‬‬
‫د‪ -‬التعــارض مــع مســألة توزيــع األربــاح علــى املودعــن واملســامهني؛‬
‫حيــث إن املســامهني هلــم هيئــات متثلهــم وحتمــي مصاحلهــم وتدافــع‬
‫عــن حقوقهــم‪ ...‬وعلــى هــذا «فــإن علــى املودعــن أن ينتبهــوا إىل‬
‫كل املصاريــف واالهتــاكات واملؤونــات واملخصصــات واالقتطاعــات‬
‫الــي تؤثــر علــى مقــدار الربــح املــوزع وحصتهــم منــه‪ ،‬فال بــد أن تكون‬
‫األربــاح حقيقيــة وفعليــة؛ حبيــث ال يبالــغ يف [االهتــاكات]‪ ،‬وحبيــث‬
‫ال تقتطــع االحتياطيــات إال مــن حصــة املســامهني يف األربــاح»(‪.)3‬‬
‫فيما يلي نبني احلسابات السابقة يف شكل توضيحي‪:‬‬
‫(‪ )1‬منري إبراهيم هندي‪« ،‬شبهة الربا يف معامالت البنوك التقليدية واإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.159 :‬‬
‫(‪ )2‬حممــد عبــد املنعــم أبــو زيــد‪« ،‬الــدور االقتصــادي للمصــارف اإلســامية بــن النظريــة والتطبيــق»‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪.93‬‬
‫(‪ )3‬رفيق املصري‪« ،‬النظام املصريف اإلسالمي‪ :‬خصائصه ومشكالته»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.235-234 :‬‬
‫‪355‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫شكل رقم (‪ :)40‬حسابات مصادر التمويل الذاتي يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪356‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫ثالث ـاً‪ :‬واقــع حماســبة االهتــاكات واملؤونــات واالحتياطيــات يف بنــوك‬
‫املشــاركة‬
‫بيّنــت الدراســة امليدانيــة لطريقــة معاجلــة خمصصــات االهتــاكات‬
‫واملؤونــات واالحتياطيــات يف بنــوك املشــاركة مــن حيــث أســس تكوينهــا‬
‫والتصــرف فيهــا‪ ،‬النتائــج الــي نوجزهــا يف اجلــدول التــايل‪:‬‬
‫جدول رقم (‪ :)63‬واقع معاجلة املخصصات واالحتياطيات يف بنوك‬
‫املشاركة‬
‫املعاجلــة احملاسبيــة‬
‫‪ )1‬حساب خمصصات اهتالك األصول‬
‫الثابتة‪:‬‬
‫أ‪ -‬التكلفة التارخيية‪.‬‬
‫ب‪ -‬التكلفة اجلارية‪.‬‬
‫جـ ‪ -‬التكلفة االستبدالية اجلارية‪.‬‬
‫العدد النسبة‬
‫‪14‬‬
‫‬‫‪-‬‬
‫* تســتخدم كل البنــوك حمــل العينــة (ن=‪ )14‬أســلوب‬
‫التكلفــة التارخييــة حلســاب أقســاط اإلهتــاك‪ ،‬وهــو‬
‫‪ %100‬يتميــز بســهولة حســابه واتفاقــه مع املوضوعيــة الكاملة‪،‬‬
‫وهــو مــا يتــم تطبيقــه أيضــا يف البنــوك التقليديــة‪.‬‬
‫‬‫‪-‬‬
‫‪ )2‬مصدر تكوين مؤونات اخلسائر العامة‪:‬‬
‫أ‪ -‬من أرباح املسامهني واملودعني معا‪.‬‬
‫ب‪ -‬من أرباح املسامهني فقط‪.‬‬
‫جـ ‪ -‬من أرباح املودعني فقط‪.‬‬
‫‪ )3‬طريقة تغطية خسائر االستثمارات‪:‬‬
‫أ‪ -‬أرباح التوظيفات املختلفة‪.‬‬
‫ب‪ -‬املخصصــات احملتجــزة اخلاصــة هبــذه‬
‫االســتثمارات‪.‬‬
‫جـ‪ -‬من االحتياطيات‪.‬‬
‫د‪ -‬من كل ما سبق‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪6‬‬
‫‪-‬‬
‫نتائـــج الدراســة امليدانيــة‬
‫‪%54‬‬
‫‪%46‬‬
‫‪-‬‬
‫‪2‬‬
‫‪%14‬‬
‫‪10‬‬
‫‪%71‬‬
‫‪1‬‬
‫‪3‬‬
‫‪%7‬‬
‫‪21%‬‬
‫* املعاجلــة (أ) هــي الــي تتفــق مــع األســاس العلمــي‬
‫الســليم‪.‬‬
‫ املفــروض أن يتــم تكويــن هــذه املخصصــات مــن أربــاح‬‫كل مــن املســامهني واملودعــن ألهنــا ختــص اســتثمارات‬
‫أمواهلــم‪ ،‬إال إذا كانــت هــذه االســتثمارات ختــص‬
‫املســامهني فقــط أو املودعــن فقــط‪ ،‬فيمكــن تكويــن‬
‫خمصصــات مــن أربــاح كل فئــة‪.‬‬
‫ يف حالــة ختفيــض املؤونــات أو إلغاءهــا النتهــاء‬‫الظــروف الــي أدت إىل تكوينهــا تُحـوَّل حلســاب األربــاح‬
‫املســتحقة لــكل مــن الفئتــن؛ ألهنــا مملوكــة هلــم بنســبة‬
‫األربــاح املســتحقة‪.‬‬
‫* أســاس املعاجلــة احملاســبية الصحيحــة هــو تغطيــة‬
‫اخلســائر مــن املخصصــات احملتجــزة هلــذا الغــرض‪،‬‬
‫وتصــل نســبتها إىل ‪ %71‬مقارنــة بالطــرق األخــرى‪.‬‬
‫ إن أربــاح التوظيفــات ميكــن أن تغطــي اخلســائر إذا‬‫زاد حجمهــا عــن املخصصــات اخلاصــة هبــذا الغــرض‪.‬‬
‫ إن تغطيــة اخلســائر مــن االحتياطيــات يعــي أن‬‫اخلســائر ختــص املســامهني فقــط‪ ،‬لذلــك تُ َّ‬
‫غطــى مــن‬
‫أرباحهــم املمثلــة يف االحتياطــي‪.‬‬
‫ إن تغطيــة اخلســائر مــن مجيــع الطــرق يكــون حســب‬‫حجــم وطبيعــة اخلســائر‪.‬‬
‫‪357‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫‪ )4‬مصدر تكوين االحتياطيات‪:‬‬
‫أ‪ -‬من أرباح املسامهني واملودعني معا‪.‬‬
‫ب‪ -‬من أرباح املسامهني فقط‪.‬‬
‫جـ ‪ -‬من أرباح املودعني فقط‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪10‬‬
‫‪-‬‬
‫‪%29‬‬
‫‪%71‬‬
‫‪-‬‬
‫* أوضحــت غالبيــة البنــوك أن االحتياطيــات تُخصــم‬
‫مــن أربــاح املســامهني فقــط‪ ،‬وهــي معاجلــة صحيحــة‬
‫ألن االحتياطيــات تكــون أساس ـاً لغــرض تدعيــم املركــز‬
‫املــايل للبنــك وتقويتــه وتأمينــه ضد املخاطر واخلســائر‪.‬‬
‫* املعاجلــة (أ) حتتــاج إىل تصحيــح مســتقبلي يف‬
‫البنــوك املعنيــة‪ ،‬حيــث ال ميكــن للبنــك أن حيتجــز مــن‬
‫أربــاح املودعــن مــا يقــوي بــه مركــزه املــايل‪.‬‬
‫ تكويــن االحتياطيــات مــن أربــاح املودعــن فقــط‬‫معاجلــة خاطئــة إن حدثــت‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬جلنة من األساتذة اخلرباء االقتصاديني والشرعيني واملصرفيني‪« ،‬تقويم‬
‫الدور احملاسيب للمصارف اإلسالمية»‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص‪.256-247 :‬‬
‫‪358‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫المطلــب الثالــث‪ :‬حســابات رأس مــال المســاهمين فــي‬
‫بنــوك المشــاركة‪.‬‬
‫‬
‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬حـسـابـات رأس املـال ووظـائفـه يف بنـوك املشاركـة‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬األهـمـيـة النسـبيـة لرأس املـال يف بنـوك املشاركـة‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬واقع حماسبة رأس املال وأموال املسامهني يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬حسابات رأس املال ووظائفه يف بنوك املشاركة‬
‫‪1 .1‬حسابات رأس املال يف بنوك املشاركة‪:‬‬
‫يُالحــظ مــن الناحيـــة احملاســبية أن األصــول تعــادل دائمــا اخلصــوم ورأس‬
‫املــال يف امليزانيــة‪( ،‬األصــول = رأس املــال ‪ +‬اخلصــوم)‪ ،‬وبذلــك يُعرَّف رأس‬
‫املــال باعتبــاره الفــرق بــن األصــول واخلصــوم‪ ،‬حيــث (األصــول ‪ -‬اخلصوم‬
‫= رأس املــال)؛ ويُطلــق عــادة علــى رأس املــال واالحتياطيــات واألربــاح غــر‬
‫املوزعــة تعبــر «حقــوق امللكيــة» أو «احلســابات الرأمساليــة»‪.‬‬
‫إن رأس املال املدفوع هو‪« :‬ما يدفعه املسامهون من أموال يتم استخدامها‬
‫أساس ـاً يف إعــداد املشــروع ملزاولــة نشــاطه ومــن هنــا‪ ،‬فهــو يعكــس حجــم‬
‫النشــاط املتوقــع مزاولتــه‪ ،‬فضـاً عــن تضــاؤل أمهيتــه باملقارنــة مــع املــوارد‬
‫األخــرى للمصرف»(‪.)1‬‬
‫ويُعرِّف البعض مســامهات املؤسســن أو األســهم العادية يف بنوك املشــاركة‬
‫بأهنــا‪« :‬عبــارة عــن الرأمســال اخلــاص الــذي يبــدأ بــه البنــك نشــاطه عنــد‬
‫تأسيســه‪ .‬وعندمــا يــزاول البنــك نشــاطه وحيتــاج إىل مزيــد مــن األمــوال‬
‫(‪ )1‬عبــد النعيــم مبــارك وأمحــد الناقــة‪« ،‬النقــود والصريفــة والنظريــة النقديــة»‪ ،‬الــدار اجلامعيــة‪ ،‬اإلســكندرية‪ ،1997 ،‬ص‪:‬‬
‫‪.127‬‬
‫‪359‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫ميكنــه إصــدار أســهم جديــدة‪ .‬وبذلــك تكــون مســامهات املؤسســن املصدر‬
‫األساســي للبنك»(‪.)1‬‬
‫جيــب أن يُدفــع رأس املــال يف بنــوك املشــاركة بالكامــل «وال جيــوز أن يكــون‬
‫هنــاك جــزء منــه مســتحقاً يف ذمــة الشــركاء»(‪ ،)2‬ومــع ذلــك جندهــا ختالــف‬
‫هــذا الــرأي حيــث يبــدو أنــه ال يوجــد إمجــاع عليــه‪.‬‬
‫وميكــن التمييــز بــن الشــركاء املودعــن والشــركاء املســامهني «فكالمهــا‬
‫شــركاء يف األربــاح‪ ،‬وميتــاز املســامهون بأهنــم ميلكــون االحتياطيــات‬
‫واألربــاح غــر املوزعــة‪ )3(»...‬ورأس املــال املدفــوع‪ ،‬كمــا أن اســتحقاق كل‬
‫منهمــا ألنــواع اإليــراد خمتلــف أيضــاً‪ ،‬مثلمــا يوضحــه اجلــدول التــايل‪:‬‬
‫جــدول رقــم (‪ :)64‬حســابات القوائــم املاليــة املســتحقة للمســامهني‬
‫واملودعــن‬
‫حسابات ختص املسامهني فقط‬
‫ إيرادات اخلدمات املصرفية‪.‬‬‫ اإليرادات الرأمسالية (بيع أصول ثابتة)‪.‬‬‫ املصاريف اإلدارية (صيانة‪ ،‬أجور‪.) ...‬‬‫ خمصصات اهتالك األصول الثابتة‪.‬‬‫ حقــوق امللكيــة (رأس املــال ‪ +‬االحتياطيــات ‪ +‬األربــاح‬‫غــر املوزعــة)‪.‬‬
‫حسابات ختص املسامهني واملودعني معا‬
‫ إيرادات االستثمارات‪.‬‬‫ إيرادات عرضية (ديون معدومة حمصلة)‪.‬‬‫‪ -‬خمصصات األصول املتداولة (مؤونات)‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬راجع ‪:‬‬
‫ كوثــر عبــد الفتــاح حممــود األجبــي‪« ،‬قيــاس وتوزيــع الربــح يف البنــك اإلســامي»‪ ،‬مرجــع‬‫ســابق‪ ،‬ص‪.251 :‬‬
‫ جلنــة مــن األســاتذة اخلــراء االقتصاديــن والشــرعيني واملصرفيــن‪« ،‬تقويــم الــدور‬‫احملاســي للمصــارف اإلســامية»‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪.225-223 :‬‬
‫(‪ )1‬حممد بوجالل‪« ،‬البنوك اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.54 :‬‬
‫(‪ )2‬راجع‪:‬‬
‫ نضــال صــري وحممــد هشــام جــر‪« ،‬البنـــوك اإلسالميـــة‪ :‬أصوهلــا اإلداريـــة واحملاسبيـــة»‪ ،‬جامعــة النجــاح الوطنيــة‪ ،‬مركــز‬‫التوثيــق واألحبــاث‪ ،‬فلســطني‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬ص‪.30 :‬‬
‫ حممد كمال عطية‪« ،‬نظم حماسبية يف اإلسالم»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.325 :‬‬‫(‪ )3‬رفيق املصري‪« ،‬النظام املصريف اإلسالمي‪ :‬خصائصه ومشكالته»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.224 :‬‬
‫‪360‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫يتكون رأس املال املدفوع من حسابني‪:‬‬
‫‪ -1.1‬رأس املــال األساســي‪« :‬ويتمثــل يف القيمــة االمسيــة لألســهم‬
‫الــي مت االكتتــاب فيهــا ودفعهــا؛ حيــث يتــم ذكــر رأس املــال املدفــوع‬
‫مــن جانــب املســامهني حتــى مــا إذا مت حتصيــل كامــل قيمــة الســهم‬
‫فإنــه يذكــر فقــط بقيمتــه االمسيــة»‪.‬‬
‫‪ -2.1‬رأس املــال اإلضــايف‪« :‬ويتضمــن قيمــة الزيــادة احملصلــة مــن‬
‫محلــة األســهم عــن القيمــة االمسيــة للســهم (يف حالــة إصــدار أســهم‬
‫جديــدة إضافيــة)؛ حيــث يذكــر رأس املــال األساســي فقــط بالقيمــة‬
‫االمسيــة للســهم‪ ،‬والفــرق يُقيَّــد يف بنــد رأس املــال اإلضــايف»(‪،)1‬‬
‫ويُطلــق عليــه «رأس املــال املدفــوع بالزيــادة» (عــن القيمــة االمسيــة)‬
‫وكذلــك «عــاوة إصــدار أســهم»‪.‬‬
‫يُعتــر «رصيــد حســاب رأس املــال اإلضــايف (عــاوة اإلصــدار) أحــد‬
‫حســابات حقــوق امللكيــة‪ ،‬وميثــل الفــرق بــن القيمــة الســوقية لألســهم‬
‫املصــدرة وقيمتهــا االمسيــة»(‪ .)2‬أي‪( :‬القيمــة الســوقية ‪ -‬القيمــة االمسيــة)‬
‫× عــدد األســهم اجلديــدة؛ حيــث يراعــى يف إصــدار أســهم جديــدة بقيمــة‬
‫أكــر مــن القيمــة االمسيــة أو بعــاوة إصــدار «إضافــة االحتياطيــات‬
‫واألربــاح املرحلــة وقــوة مركــز [البنــك] الــي كانــت مــن نصيــب املســامهني‬
‫القدامــى»(‪.)3‬‬
‫وميكن التمييز بني مكونات رأس املال يف الشكل التايل‪:‬‬
‫(‪ )1‬حمسن أمحد اخلضريي‪« ،‬كيف تقرأ ميزانية؟»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪. 109 :‬‬
‫(‪ )2‬دونالدكيــو وجــري وجيانــت‪« ،‬احملاســبة املتوســطة»‪ ،‬ج‪ ،1‬ترمجــة‪ :‬كمــال الديــن ســعيد‪ ،‬دار املريــخ للنشــر‪ ،‬الريــاض‪،‬‬
‫اململكــة العربيــة الســعودية‪ ،‬ص‪.403 :‬‬
‫(‪ )3‬حممد كمال عطية‪« ،‬حماسبة الشركات واملصارف يف النظام اإلسالمي»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.80 :‬‬
‫‪361‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫شــكل رقــم (‪ :)41‬التفاصيــل املختلفــة حلســاب رأس املــال البنكــي‬
‫وعالقتــه بامليزانيــة‬
‫رأس املال االمسي (املصرح به)‬
‫(‪)Nominal Capital‬‬
‫= جمموع رأس املال الكلي الذي صدر به قرار إنشاء البنك‬
‫رأس املال املدفوع (املصدر)‬
‫رأس املال غري املستدعى (الباقي)‬
‫(‪)Uncalled Capital‬‬
‫(‪)Paid - in Capital‬‬
‫‪ ‬‬
‫= رأس املال الذي مل يطلب‬
‫= ما دفعه املسامهون فعال‬
‫رأس املال األساسي‬
‫(‪)Capital Stock‬‬
‫(‪)Premium on Stock‬‬
‫رأس املال املمكن طلبه‬
‫رأس املال االحتياطي‬
‫(‪)Collable Capital‬‬
‫(‪)Reserve Capital‬‬
‫= القيمة االمسية‬
‫لألسهم املصدرة‬
‫(شركاء قدامى)‬
‫= الزيادة احملصلة عالوة‬
‫= ميكن إلدارة البنك‬
‫أن تطلبــه يف أي وقــت‬
‫كلمــا اقتضــى األمــر ذلــك‬
‫= تستطيع إدارة البنك‬
‫رأس املال اإلضايف‬
‫على القيمة االمسية لألسهم‬
‫( شركاء قدامى‪ /‬جدد‬
‫يظهر يف امليزانية‬
‫مطالبة املسامهني به‬
‫يف حالة حل البنك فقط‬
‫يظهر ضمن البيانات اإلحصائية‬
‫املصدر‪ :‬راجع‪:‬‬
‫ إمساعيــل حممــد هاشــم‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص ‪ -.63‬دونالدكيــو وجــري وجيانــت‪ ،‬مرجــع‬‫ســابق‪ ،‬ص‪.156 :‬‬
‫ حممــد كمــال عطيــة‪« ،‬حماســبة الشــركات واملصــارف يف النظــام اإلســامي»‪ ،‬مرجــع‬‫ســابق‪ ،‬ص‪.81 :‬‬
‫‪- ADNAN ABDEEN «English - Arabic Dictionary of Accounting and‬‬
‫‪Finance: with an Arabic –English glossary», librairie du Liban and‬‬
‫‪John Willy & sons, Ltd 1981, p: 7; 108;117. ‬‬
‫‪362‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‪2 .2‬وظائف رأس املال يف بنوك املشاركة‪:‬‬
‫يقوم رأس املال البنكي بوظائف هامة منها‪:‬‬
‫‪ -1.2‬وظيفــة احلمايــة للمودعــن‪ :‬تقــوم وظيفــة رأس املــال يف‬
‫البنــوك التقليديــة «علــى محايــة إيداعــات عمــاء البنــك؛ وعليــه فإنه‬
‫عنــد التصفيــة يتــم الدفــع أوالً للمودعــن واملقرضــن واألطــراف‬
‫األخــرى‪ ،‬بينمــا يتــم دفــع مــا تبقــى بعــد ذلــك مــن قيمــة األصــول إىل‬
‫أصحــاب األســهم بعــد دفــع كافــة التزامــات البنــك»(‪ .)1‬وباملقارنــة‬
‫مــع بنــوك املشــاركة فــإن هنــاك وجهــة نظــر تــرى أن رأس املــال فيهــا‬
‫يضمــن الودائــع يف حــدود قيمتــه ومــا يرتتــب علــى ذلــك قانونــاً‪،‬‬
‫وأن حيصــل املودعــون علــى حقوقهــم عنــد تصفيــة البنــك طاملــا ال‬
‫ميلكــون «أيــة حقــوق يف جمــال اإلدارة أو الرقابــة أو اإلشــراف أو‬
‫املشــاركة يف اجتماعــات اجلمعيــة العموميــة حلملــة األســهم‪ ،‬لــذا‬
‫فيجــب أن تبقــى وظيفــة احلمايــة واردة»(‪ .)2‬وهــي دعــوة إىل العمــل‬
‫بفكــرة «رقابــة املودعــن» الغائبــة يف التطبيــق العملــي لتجربــة بنــوك‬
‫املشــاركة‪.‬‬
‫إن أمهيــة هــذه الوظيفــة تتضــاءل يف بنــك املشــاركة «نظــراً ألنــه غري ضامن‬
‫لــردّ الودائــع وأن املــودع وحــده هــو الــذي يتحمــل اخلســائر الــي قــد تنجــم‬
‫عــن اســتثمارها‪ ،‬يســتثنى مــن ذلــك الودائــع اجلاريــة‪ ،‬هــذا يعــي أن وظيفــة‬
‫احلمايــة تنصــرف فقــط إىل املودعــن يف احلســابات اجلاريــة»(‪ ،)3‬وال تُعـدُّ‬
‫الودائــع االســتثمارية مضمونــة بــل تعــدُّ ضامنــة مــع حقــوق املســامهني‬
‫(‪ )1‬نضال صربي وحممد هشام جرب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.28-27 :‬‬
‫(‪ )2‬املصدر نفسه‪.‬‬
‫(‪ )3‬منري إبراهيم هندي‪« ،‬شبهة الربا يف معامالت البنوك التقليدية واإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.77-76 :‬‬
‫‪363‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫للحســابات اجلاريــة وبقيــة الدائنــن للبنــك ِبعدِّهــا مسْــهمة يف نشــاط‬
‫البنــك ومُتَحَمِّلَــة لنتائجــه(‪.)1‬‬
‫‪ -2.2‬الوظيفــة التشــغيلية‪ :‬يقــوم رأس املــال بتوفــر األمــوال‬
‫لشــراء األصــول الالزمــة مــن أجهــزة وأثــاث وتســهيالت ضروريــة‬
‫لعمــل البنــك وتشــغيله وقيامــه بوظائفــه خاصــة خــال الفــرة األوىل‬
‫مــن نشــأته؛ حيــث ال يتــم متويــل بنــود املبانــي والتجهيــزات الــي‬
‫يســتخدمها البنــك عــن طريــق الودائــع ولكنهــا تُمــوَّل عــن طريــق‬
‫رأس املــال املدفــوع؛ «ألهنــا متثــل أصــول ثابتــة ال تُح ـوَّل إىل نقديــة‬
‫إال عنــد التصفيــة‪ ،‬ورأس املــال هــو البنــد الوحيــد الــذي ال يتــم أداءه‬
‫إال عنــد تصفيــة البنــك»(‪.)2‬‬
‫‪ -3.2‬الوظيفــة التنظيميــة‪ :‬تقــوم وظيفــة رأس املــال علــى تلبيــة‬
‫متطلبــات القوانــن والتشــريعات الــي تتطلــب حدا أدنى لــرأس املال؛‬
‫حيــث يعتــر احلــد األدنــى لــرأس املــال ضــروري لصــدور الرتاخيــص‬
‫إلقامــة البنــك أو حتــى إلقامــة أحــد الفــروع ملزاولــة العمــل املصــريف‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬األمهية النسبية لرأس مال بنوك املشاركة‬
‫يُقــال أن «رأس املــال هــو املَلِـكُ يف الصناعــة املصرفيــة»(‪ ،)3‬فــإىل أي مــدى‬
‫تتحقــق هــذه املقولــة بالنســبة لوجهــات نظــر املفكريــن الذيــن كتبــوا يف‬
‫بنــوك املشــاركة؟!‬
‫ميكن التمييز بني ثالثة اجتاهات يف هذا الشأن نستعرضها فيما يلي‪:‬‬
‫(‪ )1‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.361 :‬‬
‫(‪ )2‬عبد الغفار حنفي ود‪ .‬عبد السالم أبو قحف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.192 :‬‬
‫(‪ )3‬طــارق عبــد العــال محــاد‪« ،‬التطــورات العامليــة وانعكاســاهتا علــى أعمــال البنــوك»‪ ،‬سلســلة البنــوك التجاريــة‪ :‬قضايــا‬
‫معاصــرة‪ ،‬ج‪ ،1‬الــدار اجلامعيــة‪ ،‬اإلســكندرية‪ ،1999 ،‬ص‪.116 :‬‬
‫‪364‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‪ -1‬االجتــاه األول‪ :‬اخنفــاض األمهيــة النســبية لــرأس مــال بنــوك‬
‫املشــاركة‪:‬‬
‫يــرى أصحــاب هــذا االجتــاه بــأن األمهيــة النســبية لــرأس املــال تنخفــض يف‬
‫بنــوك املشــاركة؛ حيــث إن «رأس املــال املدفــوع ال يعتــر مــوردا مهمــا للبنــك‬
‫وإمنــا تكمــن أمهيتــه يف كونــه مصــدراً لثقــة املودعــن ولتدعيــم البنــك يف‬
‫عالقتــه مــع مراســليه باخلــارج»(‪.)1‬‬
‫ويالحَــظ أن هــذا االجتــاه مبــي علــى الفكــر املصــريف التقليــدي؛ الــذي ال‬
‫ميثــل فيــه رأس املــال إال نســبة بســيطة مــن إمجــايل املــوارد الكليــة‪.‬‬
‫‪ -2‬االجتاه الثاني‪ :‬زيادة األمهية النسبية لرأمسال بنوك املشاركة‪:‬‬
‫يــرى أصحــاب هــذا االجتــاه بــأن األمهيــة النســبية لــرأس املــال تــزداد يف‬
‫بنــوك املشــاركة؛ «نظــراً لِمــا تتعــرض لــه مــن ظــروف صعبــة يف جتربتهــا‬
‫احلديثــة‪ ،‬وجلمعهــا بــن نشــاط البنــوك التجارية والبنوك االســتثمارية»(‪.)2‬‬
‫وهنــاك عــدة أســباب لزيــادة أمهيــة رأس املــال يف بنــوك املشــاركة هــي(‪:)3‬‬
‫‪ -1.2‬يوفــر رأس املــال الضمــان ألصحــاب الودائــع االســتثمارية‬
‫العامــة واملخصصــة؛ وذلــك يف حالــة إمهــال البنــك أو تقصــره يف‬
‫أداء مهامــه‪.‬‬
‫‪ -2.2‬إن أمــوال املســامهني عــادة مــا تكــون مســتثمرة يف جمــاالت‬
‫تنطــوي علــى درجــة أعلــى مــن املخاطــر (ســواء يف صيغــة مضاربــة‬
‫أو مشــاركة) يــزداد معهــا احتمــال التعــرض للخســائر‪ ،‬فكلمــا صغــر‬
‫حجــم رأس املــال؛ ازدادت فرصــة عــدم كفايتــه الســتيعاب اخلســائر‪،‬‬
‫(‪ )1‬سعود بن مسعد بن مساعد الثبييت‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.48 :‬‬
‫(‪ )2‬حممد سويلم‪« ،‬إدارة املصارف التقليدية واملصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.464 :‬‬
‫(‪ )3‬منري إبراهيم هندي‪« ،‬شبهة الربا يف معامالت البنوك التقليدية واإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.77 :‬‬
‫‪365‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫وزادت فرصــة التهــام تلــك اخلســائر جلــزء مــن أمــوال املودعــن‪.‬‬
‫‪ -3.2‬يُعــدُّ رأس املــال متغــراً أساســياً عنــد تقييــم البنــك‪ ،‬وعنــد‬
‫حتديــد مســتوى االئتمــان الــذي ميكــن أن حيصــل عليــه مــن بنــوك‬
‫أخــرى‪.‬‬
‫‪ -4.2‬إن لــرأس املــال وظيفــة أساســية هــي أنــه مصــدر لتمويــل‬
‫االســتثمارات الــي تعــود أرباحهــا إىل املســامهني‪.‬‬
‫ويالحَــظ علــى هــذا االجتــاه أنــه يراعــي الطبيعــة االســتثمارية اخلاصــة‬
‫لبنــوك املشــاركة؛ الــي تســتدعي ضــرورة أن ترتكــز مصــادر متويلهــا علــى‬
‫مــوارد ثابتــة يكــون لــرأس املــال دور كبــر فيهــا‪ ،‬لكــن يُؤخــذ عليــه أنــه مل يُعط‬
‫مؤشــراً حمـدَّداً لذلــك‪.‬‬
‫‪ -3‬االجتاه الثالث‪ :‬حتديد معدالت مالئمة لرأس مال بنوك املشاركة‪:‬‬
‫يــرى أصحــاب هــذا االجتــاه ضــرورة حتديــد معــدالت مالئمــة لــرأس املــال‬
‫يف اهليــكل املــايل لبنــوك املشــاركة؛ حيــث «جيــب عــدم زيــادة رأس املــال عــن‬
‫املــال املطلــوب حتــى ميكــن اســتثمار املــال بالكامــل‪ ...‬كمــا جيــب أال يقــل‬
‫رأس املــال عــن الــازم لتنفيــذ أهدافــه املقــررة»(‪.)1‬‬
‫تشــر بعــض الدراســات إىل اخنفــاض رؤوس أمــوال بنــوك املشــاركة عــن‬
‫املعــدل املطلــوب مــن خــال مؤشــر «حقــوق امللكيــة‪ /‬إمجــايل األصــول»‪،‬‬
‫حيــث حــدد بنــك التســويات بسويســرا املؤشــر األساســي ملــدى كفايــة حقــوق‬
‫امللكيــة إلمجــايل األصول للبنوك التقليدية لســنة ‪ 1990‬بنحــو ‪ ،)2(%7,3‬ومن‬
‫(‪ )1‬حممد كمال عطية‪« ،‬حماسبة الشركات واملصارف يف النظام اإلسالمي»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.74 :‬‬
‫(‪ )2‬كانــت جلنــة بــال لألنظمــة املصرفيــة واملمارســات الرقابيــة تعقــد اجتماعاهتــا يف مدينــة بــال أو بــازل يف سويســرا وهــي‬
‫مقــر بنــك التســويات الــدويل وذلــك برئاســة كــوك (‪ )Cooke‬مــن بنــك إجنلــرا‪ ،‬ومــن هنــا أتــت التســمية بـــ‪ « :‬جلنــة بــال‪ ،‬أو‬
‫بــازل‪ ،‬أو كــوك»‪ ،‬وقــد درســت اللجنــة تقريرهــا النهائــي وقدمتــه يف جويليــة ‪( 1988‬اتفــاق بــال) حــول امتــاك البنــوك حلــد‬
‫أدنــى مــن رأس املــال يعكــس مــدى خماطــرة األصــول البنكيــة؛ حيــث إن احلــد األدنــى لــرأس املــال املطلــوب هــو ‪( %8‬بعــد‬
‫‪ )1992‬مــن إمجــايل قيمــة األصــول املرجحــة بــأوزان املخاطــرة الــي تــراوح بــن صفــر و‪.%100‬‬
‫‪366‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫الطبيعــي أن يرتفــع هــذا املؤشــر بنســبة أكــر بكثــر يف بنوك املشــاركة ليالئم‬
‫طبيعتهــا االســتثمارية والتنمويــة‪« ،‬ولكــن هــذا مل يتحقــق بــل أن بعــض هــذه‬
‫املصــارف اخنفــض فيهــا هــذا املؤشــر بكثــر عــن تلــك النســبة»(‪.)1‬‬
‫ويالحَــظ علــى هــذا االجتــاه أنــه يركــز علــى اســتخدام جمموعــة مــن‬
‫املؤشــرات للداللــة علــى مــدى قــدرة بنــوك املشــاركة يف حتمّــل اخلســائر‬
‫الناجتــة عــن توظيــف األمــوال‪ ،‬ويتــم ذلــك عــن طريــق إجيــاد حــدود دنيــا أو‬
‫قصــوى ملتطلبــات رأس مــال هــذه البنــوك‪ .‬وهلــذا؛ فاملطلــوب البحــث عــن‬
‫القواعــد املوحــدة يف تنظيــم العمــل املصــريف لبنــوك املشــاركة خبصــوص‬
‫احلجــم املناســب حلقــوق املســامهني يف ميزانيــة هــذه البنــوك؛ دون اعتبــار‬
‫لألعــراف املصرفيــة التقليديــة‪.‬‬
‫ميكــن تلخيــص الفــرق بــن حســاب رأس املــال يف البنــوك التقليديــة وبنــوك‬
‫املشــاركة يف اجلــدول التايل‪:‬‬
‫جدول رقم (‪ :)65‬مقارنة بني حساب رأس املال يف البنوك التقليدية‬
‫وبنوك املشاركة‬
‫بنـــوك املشاركــة‬
‫البنــوك التقليديــة‬
‫عنصـر املقارنــة‬
‫ رأس املال املدفوع‪.‬‬‫ رأس املال املدفوع‪.‬‬‫التسميـــة‪:‬‬
‫ رأس مال األسهم‪.‬‬‫ رأس مال األسهم‪.‬‬‫ يصل يف بعض البنوك إىل أقل من ‪.%4‬‬‫ ترتاوح بني ‪.%10 -%7‬‬‫األمهيـة النسبيـة‪:‬‬
‫ ينبغي توافر رأس مال مالئم‪.‬‬‫(‪ %‬إمجايل اخلصوم)‬
‫ يظهــر يف امليزانيــة حســاب أقســاط ‪ -‬يظهــر يف امليزانيــة رأس املــال املدفــوع‬‫فقــط ‪.‬‬
‫مســتحقة مــن رأس املــال‪.‬‬
‫ ميكــن دفــع قيمــة األســهم علــى دفعــات ‪ -‬ال تظهر أية حسابات لألقساط املتأخرة‪.‬‬‫املعاجلـة يف امليزانية‪:‬‬
‫ يُــدرج رأس املــال املصــرَّح بــه ضمــن‬‫قــد تصــل إىل عــدة ســنوات‪.‬‬
‫البيانــات اإلحصائيــة‪.‬‬
‫رأس املــال املدفــوع ‪ +‬االحتياطيــات احملتجزة‬
‫مكونات رأس املال املستحق للربح‪:‬‬
‫‪ +‬األربــاح املرحَّلــة‪( -‬صــايف تكلفــة رأس املــال‬
‫ال يوجــــد‬
‫(بني املسامهني واملودعني)‬
‫الثابــت ‪ +‬اإلنشــاءات حتــت التنفيــذ)‪.‬‬
‫(‪ )1‬حممد عبد املنعم أبو زيد‪« ،‬الدور االقتصادي للمصارف اإلسالمية بني النظرية والتطبيق»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.89 :‬‬
‫‪367‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫املكونات النمطية حلقوق‬
‫امللكية‪:‬‬
‫(احلسـابـات الرأمساليـة)‬
‫أســهم عاديــة ‪ +‬أســهم ممتــازة ‪ +‬أســهم عاديــة ‪ +‬احتياطيــات ‪ +‬أربــاح‬
‫احتياطيــات ‪ +‬أربــاح حمتجــزة‪ .‬حمتجــز ة ‪.‬‬
‫ وظيفة احلماية‪.‬‬‫وظائــف رأس املال البنكي‪ - :‬الوظيفة التشغيلية‪.‬‬
‫ الوظيفة التنظيمية‪.‬‬‫ الرفــع املــايل = املديونيــة‪ /‬حقــوق‬‫امللكيــة ‪.‬‬
‫فكرة الرفـع املــايل‪:‬‬
‫ يُســتخدم التمويــل باملديونيــة إىل حــد‬‫(املتاجرة بامللكية)‬
‫كبــر‪.‬‬
‫ حتمــل مســؤولية املخاطــر يف حــدود‬‫خمــاطر رأس املــال‪:‬‬
‫(القدرة على مواجهة اإلفالس) حقــوق امللكيــة‪.‬‬
‫ تصلح يف بنوك املشاركة‪.‬‬‫ ال حمــل لفكــرة الرفــع املــايل أو املتاجــرة‬‫بامللكيــة‪.‬‬
‫ اقتســام املخاطــر بــن املســامهني واملودعني‬‫(ضمــان أقوى)‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬واقع حماسبة رأس املال وأموال املسامهني يف بنوك املشاركة‬
‫عنــد اإلطــاع عــن مكونــات رأس املــال املســتحق لنصيبــه مــن األربــاح‬
‫ومســامهته يف متويــل األصــول الثابتــة وعالقتــه بنســبة بــال يف بنــوك‬
‫املشــاركة‪ ،‬مت التوصــل إىل النتائــج الــي نوجزهــا يف اجلــدول التــايل‪:‬‬
‫جــدول رقــم (‪ :)66‬واقــع تكويــن رأس املــال املســتحق لألربــاح وعالقتــه‬
‫باألصــول الثابتــة واخلطــرة يف بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫العدد النسبة‬
‫طـريقـــة املعاجلـــة‬
‫(ن=‪)12‬‬
‫‪ )1‬مكونات رأس مال املسامهني املستحق للربح‪:‬‬
‫‪83% 10‬‬
‫أ‪ -‬رأس املال املدفوع‪.‬‬
‫ب‪ -‬االحتياطيات‪.‬‬
‫جـ ‪ -‬األرباح املرحلة‪.‬‬
‫د‪ -‬عناصر أخرى‪:‬‬
‫عناصــر تضــاف‪ :‬خمصصــات اهتــاك األصــول‬
‫الثابتــة‪ .‬عناصــر تطــرح‪ :‬األصــول الثابتــة‬
‫واإلنشــاءات حتــت التنفيــذ‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪5‬‬
‫‪3‬‬
‫‪50%‬‬
‫‪%42‬‬
‫‪%25‬‬
‫‬‫‪-‬‬
‫‬‫‪-‬‬
‫‪368‬‬
‫نتائـــج الدراســة امليدانيــة‬
‫ إن هنــاك تباينــاً كبــراً بــن بنــوك املشــاركة يف‬‫طريقــة حتديــد رأس املــال اخلــاص باملســامهني عنــد‬
‫توزيــع الربــح بينهــم وبــن املودعــن‪.‬‬
‫ يتعــن أن يتــم االتفــاق علــى العناصــر الــي جيــب أن‬‫تــدرج يف حســاب رأس املــال املســتحق للربــح كالتــايل‪:‬‬
‫رأس املــال املدفــوع ‪ +‬االحتياطــات (‪ -‬االحتياطــي‬
‫الرأمســايل) ‪ +‬أربــاح مرحلــة ‪ +‬مكافــأة هنايــة اخلدمــة‬
‫‪ +‬خمصصــات اهتــاك األصــول الثابتــة ‪( -‬األصــول‬
‫الثابتــة ‪ +‬اإلنشــاءات حتــت التنفيــذ)‪.‬‬
‫ حيــث ميثــل الناتــج مــن هــذه املعادلــة األمــوال‬‫ا يف توظيفــات األمــوال املرحبــة مــع‬
‫املســتثمرة فعــ ً‬
‫املودعــن‪.‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‪ )2‬مصدر متويل األصول الثابتة‪:‬‬
‫أ‪ -‬أموال املسامهني فقط‪.‬‬
‫ب‪ -‬أموال املودعني فقط‪.‬‬
‫جـ ‪ -‬أموال كل منهما‪.‬‬
‫‪ )3‬مدى مالءمة نسبة بال للتطبيق يف البنك‪:‬‬
‫أ‪ -‬تالئــم أغــراض التقويــم وتوفــر حــد أمان لنشــاط‬
‫البنك‪.‬‬
‫ب‪ -‬ال عالقة لبنك املشاركة هبذه النسبة‪.‬‬
‫جـــ ‪ -‬ال عالقــة بــن رأس مــال بنك املشــاركة وحجم‬
‫األصــول اخلطرة‪.‬‬
‫(ن=‪)13‬‬
‫‪9‬‬
‫‪1‬‬
‫‪3‬‬
‫‪%69‬‬
‫‪%8‬‬
‫‪23%‬‬
‫(ن=‪)11‬‬
‫‪%27‬‬
‫‪3‬‬
‫‪6‬‬
‫‪5‬‬
‫‪%55‬‬
‫‪46%‬‬
‫ األصــل أن متويــل األصــول الثابتــة جيــب أن يكــون‬‫مــن أمــوال املســامهني فقــط؛ ألن البنــك شــخصية‬
‫معنويــة مســتقلة متتلــك أصوهلــا الثابتــة‪ ،‬وال ميتلــك‬
‫املودعــون شــيئا مــن هــذه األصــول‪.‬‬
‫ متويــل األصــول الثابتــة مــن أمــوال املودعــن فقــط‬‫غــر منطقــي‪ ،‬فكيــف مت إنشــاء هــذا البنــك إذن وأيــن‬
‫رأمســال املســامهني واملؤسســن؟!‬
‫ يرتتــب علــى مشــاركة أمــوال املودعــن لتمويــل‬‫األصــول الثابتــة حقوقــا هلــم يف العوائــد احملققــة‬
‫مــن توظيــف واســتخدام األصــول الثابتــة (إيــرادات‬
‫اخلدمــات املصرفيــة‪ ،‬األربــاح الرأمساليــة‪ ،‬ناتــج‬
‫التصفيــة)‪ ،‬وهــذا هــو احلــل املنطقــي للوضــع الشــاذ‬
‫الــذي نفذتــه البنــوك املعنيــة؛ لذلــك مــن املفــروض‬
‫البحــث عــن حلــول حماســبية مالئمــة للبنــوك الــي‬
‫تُمــوِّل األصــول الثابتــة مــن أمــوال املودعــن‪.‬‬
‫ ذكــرت جلنــة بــال ضــرورة االحتفــاظ بنســبة لــرأس‬‫مــال البنــك ال تقــل عــن ‪ %8‬مــن حجــم األصــول‬
‫اخلطــرة‪.‬‬
‫ تــرى معظــم البنــوك حمــل العينــة أنــه ال عالقــة‬‫هلــا هبــذه النســبة وال عالقــة لــرأس املــال باألصــول‬
‫اخلطــرة‪.‬‬
‫إن هــذه النســبة تكفــل حــدا لألمــان يف عالقــة رأس‬‫املــال باالســتثمارات الــي حتتــوي خماطــر عاليــة تقــع‬
‫علــى املودعــن أو املســامهني‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬جلنة من األساتذة اخلرباء االقتصاديني والشرعيني واملصرفيني‪« ،‬تقويم‬
‫الدور احملاسيب للمصارف اإلسالمية»‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.481-480 ،243-238 :‬‬
‫‪369‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫خالصـــة الفصل الثالث‬
‫تُعتــر الودائــع مــن مصــادر األمــوال اخلارجيــة األساســية يف بنــوك‬
‫املشــاركة‪ ،‬وتنقســم إىل‪ :‬ودائــع عينيـــة تشــمل الودائــع املســتندية وودائــع‬
‫اخلزائــن احلديديــة؛ وودائــع نقديـــة تشــمل احلســابات اجلاريــة الــي‬
‫تنخفــض أمهيتهــا النســبية يف هيــكل التمويــل مقارنــة بالبنــوك التقليديــة‪،‬‬
‫واحلســابات االســتثمارية وهــي أهــم الودائــع حيــث يُشــارك أصحاهبــا يف‬
‫الربــح واخلســارة‪ ،‬وحســابات التوفــر الــي جتمع بني خصائص احلســابات‬
‫األوىل (إمكانيــة السَّــحب عنــد الطلــب) وخصائــص احلســابات الثانيــة‬
‫(إمكانيــة اســتثمارها)‪.‬‬
‫ونظــراً لكــون غالبيــة ودائــع بنــوك املشــاركة قصــرة األجــل؛ فــإن األمــر‬
‫تطلًّــب البحــث عــن مصــادر أمــوال إضافيــة متثــل احلاجــة إىل مــوارد‬
‫طويلــة األجــل ذات طبيعــة خماطــرة؛ حتــى تتمكــن هــذه البنــوك مــن القيــام‬
‫بأنشــطتها االســتثمارية وحتقيــق أهدافهــا التنمويــة والتعامــل يف ســوق‬
‫ماليــة‪ .‬متثلــت هــذه األســاليب يف اآلتــي‪:‬‬
‫ األدوات املاليــة املســتحدثة‪ :‬إصـــدار «صكــوك مشــاركات» طويلــة‬‫األجــل؛‬
‫ األســاليب اإليداعيــة اجلديــدة‪ :‬اســتخدام شــهادات (االدخــار‬‫واإليــداع واالســتثمار) املشــا ِركة يف األربــاح واخلســائر؛‬
‫ إصــدار األوراق املاليــة‪ :‬صكــوك املضاربــة (ســندات املقارضــة)‬‫ووثائــق صناديــق االســتثمار (ســندات املشــاركة‪ ،‬السَّــلَم‪ ،‬اإلجــارة‪.)...‬‬
‫وتُعــدُّ حســابات التكافــل االجتماعــي املتم ِّثلــة يف‪ :‬صناديــق الــزكاة‬
‫والقــروض احلســنة ووقــف املضاربــة مــن مصــادر األمــوال املكمِّلــة الــي‬
‫‪370‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫تســاعد بنــوك املشــاركة علــى تنفيــذ سياســتها االجتماعيــة؛ الشــيء الــذي‬
‫يُميِّزهــا عــن البنــوك التقليديــة‪ ،‬كمــا أن حســابات خمصصــات االهتــاكات‬
‫(األصــول الثابتــة) واملؤونــات الــي تشــمل خمصــص خماطــر االســتثمار‬
‫والديــون املشــكوك فيهــا وتســوية األربــاح‪ ...‬مــع االحتياطيــات واألربــاح‬
‫احملتجــزة (غــر املوزعــة) هــي مــن مكونــات مصــادر التمويــل الذاتــي يف‬
‫بنــوك املشــاركة‪ ،‬ويتضمــن رأس مــال املســامهني املدفــوع الــذي يظهــر‬
‫يف امليزانيــة‪ :‬حســاب رأس املــال األساســي (القيمــة االمسيــة لألســهم)‬
‫وحســاب رأس املــال اإلضــايف (عــاوة إصــدار أســهم جديــدة)‪.‬‬
‫لقد كشــف الواقع العملي لتعبئة األموال يف بنوك املشــاركة عن املؤشــرات‬
‫التالية‪:‬‬
‫ دور تقليـدي لبنوك املشاركة يف عملية توليـد الودائع املصرفيـة؛‬‫ رغبــة املودعــن يف السّــحب مــن ودائعهــم يف األجـــل القصــر وعــدم‬‫استعدادهم للمخاطـرة؛‬
‫ جنـــاح التجـــارب القطريـــة للــدول العربيــة واإلســامية يف جمــال‬‫إصــدار األوراق املاليــة؛‬
‫ توجــد بنـــوك هتتــم بتحصيــل الــزكاة وبنـــوك مل يظهــر نشــاط الزكاة‬‫فيها؛‬
‫‪ -‬اخنفاض رأس مـال بنوك املشاركة بالنسبة حلجـم استخداماتـها‪.‬‬
‫‪371‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫الـفـصـل الرابع‬
‫استخدامات األمــــوال في بنــوك المشاركــة‬
‫سوف نتعرض ضمن هذا الفصل إىل املباحث األساسية التالية‪:‬‬
‫املبحث األول‪ :‬استخدامات األموال قصرية األجل يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬استخدامات األموال متوسطة األجل يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬استخدامات األموال طويلة األجل يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫خالصة الفصل الرابع‪.‬‬
‫‪372‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫المبحث األول‬
‫اســتخدامات األمــوال قصيــرة األجــل فــي بنــوك‬
‫المشــاركة‬
‫سنتناول هذا املبحث بالدراسة من خالل احملاور التالية‪:‬‬
‫ ‪-‬التمويل باملراحبـة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫ ‪-‬التمويل بالسَّلَـم يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫ ‪-‬التمويل بالقرض احلسن يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪373‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫‬
‫المطلب األول‪ :‬التمويل بالمرابحة في بنوك المشاركة‬
‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬مفهوم التمويل باملراحبة وخطواته العملية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬خصائـص وأمهيـة التمويل باملراحبـة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬واقــع التمويــل باملراحبــة يف بنـوك املشاركــة‪.‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬مفهوم التمويل باملراحبة وخطواته العملية يف بنوك املشاركة‬
‫‪1 .1‬تعريف التمويل باملراحبة‪:‬‬
‫التعريــف العــام للمراحبــة هــو‪« :‬بيــع مبثــل الثمــن األول‪ ،‬وزيــادة ربــح‬
‫معلــوم‪ ،‬متفــق عليــه»(‪ ،)1‬أو مبعنــى آخــر‪ :‬مثــن البيــع مراحبــة = ســعر تكلفــة‬
‫الشــراء(‪ + )2‬هامــش الربــح‪.‬‬
‫ويف بنــوك املشــاركة تعــي املراحبــة‪ :‬اتفــاق بــن البنــك وأحــد عمالئــه لبيــع‬
‫ســلعة معيّنــة‪« ،‬يقــوم مبقتضاهــا البنــك بشــراء ســلعة مبواصفــات حمـدّدة‪،‬‬
‫ليُعيــد بيعهــا للعميــل علــى أســاس الســعر الــذي اشــراها بــه البنــك مضافـاً‬
‫إليــه هامــش ربــح يتفــق عليــه الطرفــان‪ ،‬علــى أن يقــوم العميــل بســداد‬
‫القيمــة كلهــا [فــوراً أو] يف تاريــخ الحــق أو علــى أقســاط»(‪ .)3‬ويُمكــن للبنــك‬
‫(‪)4‬‬
‫مطالبــة العميــل اآلمــر (الواعــد) بالشــراء بدفــع عربــون أو مُقـدَّم فــوري‬
‫أو ضمــان بالدفــع‪ ،‬كدليــل علــى اجلدِّيــة يف الشــراء‪.‬‬
‫(‪ )1‬أمحــد حممــد حممــد اجللــف‪« ،‬املنهــج احملاســي لعمليــات املراحبــة يف املصــارف اإلســامية»‪ ،‬املعهــد العاملــي للفكــر‬
‫اإلســامي‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ط‪ ،1996 ،1‬ص‪.25:‬‬
‫(‪ )2‬تكلفــة الشــراء تســاوي مثــن الشــراء مضافــا إليــه تكلفــة النفقــات الــي صُرفــت علــى الســلعة حتــى تاريــخ بيعهــا مثــل‪:‬‬
‫نفقــات التعبئــة والتغليــف والنقــل والتفريــغ والتخزيــن والرســوم اجلمركيــة والنفقــات اإلداريــة‪...‬‬
‫(‪ )3‬منري إبراهيم هندي‪« ،‬شبهة الربا يف معامالت البنوك التقليدية واإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.111 :‬‬
‫(‪ )4‬جيــوز لآلمــر بالشــراء أن يدفــع مبلغـاً مــن املــال للبنــك‪ ،‬فــإذا كان ذلــك يف مرحلــة املواعــدة سُـمِّي دفعــة ضمــان اجلدِّيــة‬
‫لضمــان حــق العــدول عــن إبــرام العقــد بالنســبة للمشــري‪ ،‬أمــا إذا كان بعــد إمتــام عقــد بيــع املراحبــة فإنــه يكــون مقدّمـاً مــن‬
‫الثمــن يُدفــع علــى أنــه جــزء مــن مثــن البضاعــة‪.‬‬
‫‪374‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫وعليه؛ فإن بيع املراحبة يستلزم وجود ثالثة أطراف هي‪:‬‬
‫‪ -1.1‬اآلمر بالشراء‪ :‬وهو العميل طالب شراء السلعة من البنك‪.‬‬
‫‪ -2.1‬البـنـــك‪ :‬وهــو الــذي يتلقــى طلــب الشــراء مــن العميــل ثــم يقــوم‬
‫بتلبيــة طلبه‪.‬‬
‫‪ -3.1‬البائـــع‪ :‬وهــو مالــك الســلعة الــي يرغــب العميــل يف شــرائها‬
‫عــن طريــق املراحبــة‪.‬‬
‫‪2 .2‬أنواع التمويل باملراحبة‪:‬‬
‫تُمارس بنوك املشاركة التمويل باملراحبة بصور خمتلفة منها(‪:)1‬‬
‫‪ -1.2‬الوكالــة بالشــراء بأجــر‪ :‬يطلــب العميــل مــن البنــك شــراء‬
‫ســلعة معيّنــة يُحــدِّد مجيــع أوصافهــا‪ ،‬كمــا يُحــدِّد مثنهــا مضافــاً‬
‫إليــه أجــراً معيّنـاً يدفعــه للبنــك مقابــل قيامــه هبــذا العمــل‪ .‬ويف هــذه‬
‫احلالــة يتحمّــل العميــل (املشــري) املســؤولية املتعلقــة بالســلعة‪.‬‬
‫‪ -2.2‬بيــع املراحبــة لآلمــر بالشــراء‪ :‬يف هــذا البيــع‪ ،‬يطلــب العميــل‬
‫الــذي يرغــب يف متويــل البنــك لــه شــراء ســلعة معيّنــة يُحـدِّد مجيــع‬
‫مواصفاهتــا‪ ،‬ويُحــدِّد مــع البنــك مثــن شــرائها بعــد إضافــة الربــح‬
‫الــذي يتفقــان عليــه‪ .‬ويف هــذه احلالــة تقــع علــى البنــك مســؤولية‬
‫هــاك الســلعة قبــل التســليم‪.‬‬
‫‪ -3.2‬البيــع باملراحبــة‪ :‬تقــوم بعــض بنــوك املشــاركة ببيــع مــا ســبق‬
‫أن اشــرته مــن الســلع بالثمــن األصلــي مــع زيــادة ربــح عليــه‪ ،‬ويُعتــر‬
‫هــذا الشــكل مــن قبيــل االجتــار املباشــر(‪.)2‬‬
‫‪ -4.2‬بيــع املســاومة مــع خيــار الشــرط‪ :‬يتمثــل بيــع املســاومة يف‬
‫(‪ )1‬حسن بن منصور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.34 :‬‬
‫(‪ )2‬أمحد بن حسن أمحد احلسين‪« ،‬الودائع املصرفية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.141 :‬‬
‫‪375‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫طلــب املتعامــل مــن البنــك أن يشــري لــه ســلعة معيّنــة دون حتديــد‬
‫ســعرها‪ ،‬فيشــري البنــك الســلعة مــن طــرف ثالــث بســعر ليــس‬
‫للعميــل دخــل يف حتديــده‪ ،‬وبربــح ال يعلمــه تبع ـاً لذلــك‪ ،‬وحيــث إن‬
‫للعميــل احلــق يف قبــول الســلعة وبالســعر احملـدّد مــن قِبــل البنــك أو‬
‫رفضهــا؛ فــإن البنــك يتفــق مــع الطــرف الثالــث علــى إعــادة البضاعــة‬
‫إليــه خــال فــرة معيّنــة إذا مل تتــم الصفقــة مــع العميــل‪ .‬وهكــذا فــإن‬
‫للمتعامــل اخليــار يف قبــول شــراء الســلعة مــن البنــك أو رفضهــا‪،‬‬
‫وللبنــك اخليــار يف إمتــام الصفقــة مــن البائــع األصلــي أو فســخها(‪.)1‬‬
‫ويُمكــن تصنيــف التمويــل باملراحبــة مــن وجهــات خمتلفــة‪ ،‬كمــا يوضحــه‬
‫الشــكل التــايل‪:‬‬
‫شكل رقم (‪ :)42‬أشكال املراحبة يف بنوك املشاركة‬
‫أنــواع املرابـحــة‬
‫حتديد سعر السلعة‬
‫طريقة تسديد العميل‬
‫وفقا للنطاق اجلغرايف‬
‫العميــــــل ‪ Ü‬وكالة بالشــراء‬
‫بأجر‪.‬‬
‫العميــل ‪ +‬البنــك ‪Ü‬‬
‫املراحبــة لآلمــر بالشــراء‪.‬‬
‫البنــــــك ‪ Ü‬مســاومة مــع‬
‫خيــار الشــرط‪.‬‬
‫دفــــع فـــوري ‪ Ü‬مراحبــة‬
‫نقديـــة‪.‬‬
‫الدفــع علــى أقســاط ‪Ü‬‬
‫مراحبــة بالتقســيط‪.‬‬
‫الدفـــع باألجـــل ‪ Ü‬مراحبــة‬
‫ألجـل‪.‬‬
‫الشــراء مــن الســوق احملليــة ‪Ü‬‬
‫(‪ )1‬بكر رحيان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.234-233 :‬‬
‫‪376‬‬
‫مراحبــة حمليــة‪.‬‬
‫االســترياد مــن اخلــارج ‪Ü‬‬
‫دوليــة‪.‬‬
‫مراحبــة‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‪3 .3‬خطوات احلصول على التمويل باملراحبة يف بنوك املشاركة‪:‬‬
‫‪ -1.3‬شروط التمويل باملراحبة‪:‬‬
‫يتطلب التمويل باملراحبة بعض الشروط نوجز أمهها فيما يلي(‪:)1‬‬
‫‪ -1.1.3‬ضــرورة مت ُّلــك البنــك للســلعة قبــل بيعهــا لآلمــر‬
‫بالشــراء‪.‬‬
‫‪ -2.1.3‬ضرورة االتفاق على الثمن األصلي وعلى الربح‪.‬‬
‫‪ -3.1.3‬تقــع علــى البنــك مســؤولية هــاك الســلعة قبــل‬
‫تســليمها للعميــل‪.‬‬
‫‪ -4.1.3‬ميكــن للعميــل إرجــاع الســلعة إذا تبيّــن أن هبــا عيبـاً‬
‫خفيـاً‪.‬‬
‫‪ -5.1.3‬لــو تأخّــر املشــري عــن الســداد بعــذر ال يزيــد البنــك‬
‫عليــه أيّــة مبالــغ‪.‬‬
‫‬
‫‪ -2.3‬اخلطوات العملية للتمويل باملراحبة‪:‬‬
‫تتمثل اخلطوات العملية للمراحبة لآلمر بالشراء فيما يلي(‪:)2‬‬
‫‪ -1.2.3‬يُح ـدِّد املشــري الســلعة الــي يريدهــا واملواصفــات‬
‫الــي تتصــف هبــا‪ ،‬ويطلــب مــن البائــع أن يُح ـدِّد مثنهــا‪.‬‬
‫‪ -2.2.3‬يرســل البائــع إىل البنــك فاتــورة عــرض أســعار‬
‫حمــدّدة بوقــت معيّــن‪.‬‬
‫‪ -3.2.3‬يَعِـــد املشــري البنــك بشــراء الســلعة إذا اشــراها‬
‫(‪ )1‬حسن بن منصور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.35-34 :‬‬
‫(‪ )2‬حممد عثمان شبري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.309 :‬‬
‫‪377‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫وعــداً ملزمــاً(‪.)1‬‬
‫‪ -4.2.3‬يــدرس البنــك الطلــب‪ ،‬ويُحـدِّد الشــروط والضمانات‬
‫مــن كفالــة وغريها‪.‬‬
‫‪ -5.2.3‬يقــوم البنــك بشــراء الســلعة مــن البائــع نقــداً ويرســل‬
‫موظفـاً الســتالمها؛ وبذلــك تدخــل يف ملكيتــه‪.‬‬
‫‪ -6.2.3‬يُو ِّقــع املشــري عقــد «بيــع مراحبــة» مــع البنــك‪،‬‬
‫لشــراء الســلعة ودفــع مثنهــا حســب االتفــاق‪ ،‬ثــم يســتلمها‪.‬‬
‫وفيما يلي شكل ختطيطي يوضح مراحل التمويل باملراحبة‪:‬‬
‫شكل رقم (‪ :)43‬خطوات بيع املراحبة‬
‫تقدم العميل للبنك‬
‫«بطلب الشراء»‬
‫دراسة البنك لطلب الشراء‬
‫وإقرار مناسبته‬
‫إبرام عقد‬
‫«الوعد بالشراء»‬
‫(دفعة ضمان اجلدية)‬
‫رغبات وطلبات جديدة لدى العميل‬
‫حتصيل البنك قيمة‬
‫السلعة من العميل‬
‫إبرام عقد «بيع املراحبة»‬
‫(استالم العميل للسلعة)‬
‫قيام البنك بشراء السلعة‬
‫املتفق عليها‬
‫‪ -3.3‬تركيب عملية التمويل باملراحبة‪:‬‬
‫تتضمن املراحبة لآلمر بالشراء ثالث معامالت هي(‪:)2‬‬
‫‪ -1.3‬وعــد مــن الشــخص الطالــب للســلعة (العميــل) بالشــراء‬
‫مــن البائــع األول (البنــك) مراحبــة‪.‬‬
‫(‪ )1‬هنــاك ثالثــة اجتاهــات يف اإللــزام وعدمــه هــي‪ -1 :‬عــدم لــزوم الوعــد لــكل مــن العميــل والبنــك‪ -2 .‬لــزوم الوعــد لــكل‬
‫منهمــا (وهــو الســائد يف التطبيــق العملــي لبنــوك املشــاركة)‪ -3 .‬لــزوم الوعــد لطــرف واحــد فقــط وهــو البنــك وعــدم لزومــه‬
‫للطــرف اآلخــر وهــو العميــل‪.‬‬
‫(‪ )2‬أمرية عبد اللطيف مشهور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.332 :‬‬
‫‪378‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‪ -2.3‬عقــد شــراء بــن البائــع األول (البنــك) والبائــع الثانــي‬
‫املالــك للســلعة املطلوبــة (املُــورِّد)‪.‬‬
‫‪ -3.3‬عقــد شــراء بــن الشــخص الواعــد بالشــراء (العميــل)‬
‫والبائــع األول (البنــك) مراحبــة‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬خصائص وأمهية التمويل باملراحبة يف بنوك املشاركة‬
‫‪1 .1‬خماطر التمويل باملراحبة وإجراءات تقليل حجمها‪:‬‬
‫يــرى أحــد الباحثــن أن التجــارب أثبتــت أن بنــوك املشــاركة تواجــه خماطــر‬
‫شــديدة يف تنفيذهــا لطلــب البيــع باملراحبــة لآلمــر بالشــراء‪ ،‬وهــي خماطــر‬
‫يتحملهــا عــادة املتعامــل يف البنــوك التقليديــة‪ ،‬مــن هــذه املخاطــر‪« :‬العيــوب‬
‫اخلفيــة يف البضاعــة املشــراة أو املســتوردة‪ ،‬التقلبــات يف أســعار الصــرف‪،‬‬
‫نكــوص اآلمــر بالشــراء عــن وعــده‪ ،‬إفــاس الســفن الناقلــة‪ ،‬هــاك‬
‫البضاعــة نفســها‪ .)1(»...‬ويعتــر باحــث آخــر أن املخاطــر قــد تكــون واضحــة‬
‫يف عمليــات املراحبــة الدوليــة «وذلــك علــى عكــس عمليــات املراحبــة لســلع‬
‫تُبــاع حمليـاً»(‪.)2‬‬
‫ويُمكــن هلــذه البنــوك أن تتخــذ بعــض اإلجــراءات الكفيلــة بتقليــل حجــم‬
‫املخاطــر مــن هــذا التمويــل‪ ،‬وذلــك بدراســة وضــع العميل اقتصاديـاً وإدارياً‬
‫ومالي ـاً‪ ،‬مــع أخــذ الضمانــات الكافيــة الشــخصية والعينيــة الــي حتفــظ‬
‫للبنــك حقــه‪ ،‬إضافــة إىل أنــه «يلــزم أن يقتصــر التمويــل يف عقــود املراحبــة‬
‫علــى الســلع املعروفــة املتداولــة‪ ،‬أمــا الســلع الــي تكــون ألغــراض حمـدّدة أو‬
‫لتلبيــة مناقصــات حكوميــة أو شــركات خاصــة فيتبــع يف متويلهــا أســلوب‬
‫(‪ )1‬بكر رحيان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.232 :‬‬
‫(‪ )2‬منري إبراهيم هندي‪« ،‬شبهة الربا يف معامالت البنوك التقليدية والبنوك اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.127 :‬‬
‫‪379‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫املشــاركة»(‪)1‬؛ مثلمــا يوضحــه اجلــدول التــايل‪:‬‬
‫جدول رقم (‪ :)67‬خماطر املراحبة وإجراءات تقليل حجمها‬
‫إجــراءات تقليــل حجــم املخاطــر‬
‫مـخـاطـر املراحبــة‬
‫ خماطــر هــاك (تلــف) البضاعــة قبــل تســليمها ‪ -1‬قيــام البنــك بدراســات الســوق‪ ،‬يتخــذ علــى أساســها‬‫قــرار شــراء الســلع الالزمــة فعــا للمجتمــع؛ حبيــث إذا‬
‫للعميــل‪.‬‬
‫ خماطــر العيــوب اخلفيــة الــي قــد تظهــر يف الســلعة امتنــع العميــل عــن شــرائها منــه‪ ،‬ميكــن للبنــك أن يبيعهــا‬‫يف الســوق لتوافــر الطلــب عليهــا‪.‬‬
‫بعــد حصــول العميــل عليهــا‪.‬‬
‫ خماطــر عــدم مطابقــة الســلعة للمواصفــات الــي ‪ -2‬أخــذ البنــك مببــدأ إلــزام الواعــد بالشــراء‪ ،‬وتبعــاً‬‫لذلــك يســتلم مبلغــا نقديــاً مــن العميــل قبــل شــراء‬
‫حددهــا العميــل‪.‬‬
‫الســلعة‪ ،‬بشــرط عــدم اســتقطاع البنــك منــه إال مبقــدار‬
‫ خماطر عدم االلتزام بالوعد بالشراء‪.‬‬‫الضــرر الفعلــي املتحقــق نتيجــة عــدم وفــاء العميــل‬
‫ خماطر عدم السداد (املماطلة)‪.‬‬‫بوعــده‪.‬‬
‫ املخاطر الطارئة (غرق السفينة واحرتاقها‪.)...‬‬‫‪ -‬التقلبات يف أسعار الصرف‪.‬‬
‫‪2 .2‬مقارنة التمويل باملراحبة مع األساليب التمويلية املشاهبة‪:‬‬
‫يــرى البعــض أن املراحبــة ال ختتلــف عــن التمويــل بالقــروض الــذي متارســه‬
‫البنــوك التقليديــة؛ إال أن هــذا الــرأي غــر صحيــح‪ ،‬وهــي وإن كانــت تتشــابه‬
‫مــع التمويــل بالقــروض يف جانــب واحــد‪ ،‬إال أهنــا ختتلــف عنــه يف جوانــب‬
‫أساســية؛ كمــا يوضحــه اجلــدول التــايل‪:‬‬
‫جدول رقم (‪ :)68‬مقارنة بني التمويل بالقروض يف البنوك التقليدية‬
‫والتمويل باملراحبة يف بنوك املشاركة‬
‫التمويـــل بالقـــروض‬
‫عنصر املقارنة‬
‫عالقة املتعامل مع البنك‪ - :‬عالقة املدين بالدائن‪.‬‬
‫ ال يهتم البنك التقليدي بغرض القرض‪.‬‬‫غـرض العمليــة‪:‬‬
‫حمـل العالقــة‪:‬‬
‫ إقــراض نقــود بصــرف النظــر عــن جمــال‬‫اســتخدامها‪ ،‬وقــد ال يكــون لــه انعــكاس‬
‫مباشــر علــى تــداول الســلع واخلدمــات‪.‬‬
‫(‪ )1‬إبراهيم بن صاحل العمر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.224 :‬‬
‫‪380‬‬
‫التمويـــل باملراحبـــة‬
‫ عالقة املدين بالدائن‪.‬‬‫ يعتــر أهــم عنصــر يوليــه بنــك املشــاركة‬‫عنايته‪.‬‬
‫ يتحتــم وجــود ســلعة يتــم نقــل ملكيتهــا‪،‬‬‫وهــذا يــؤدي إىل منفعــة اقتصاديــة‬
‫حقيقيــة تــرر ربــح البنــك‪.‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫عائــد البنـك‪:‬‬
‫ فائــدة ثابتــة ترتبــط بأصــل القــرض ‪ -‬ربــح حمــدد يُتفــق عليــه بالتفــاوض بعــد‬‫معرفــة طالــب التمويــل بتفاصيــل تكلفــة‬
‫ومدتــه‪.‬‬
‫ ال عالقــة لــه بتكلفــة املتعامــل عنــد شــراء البضاعــة بصــرف النظــر عــن مــدة‬‫الســداد‪.‬‬
‫حصولــه علــى اإليــراد‪.‬‬
‫ يراعــى يف حتديــد الربــح ظــروف‬‫الســوق والســلعة‪ ،‬وإتاحــة فرصــة‬
‫للمتعامــل لتحقيــق مصلحتــه‪ ،‬وأال تكــون‬
‫فيــه مغــاالة‪.‬‬
‫التوقـف عن السداد‪:‬‬
‫ عندمــا يتوقــف العميــل عــن الســداد فــإن ‪ُ -‬يفـ ِّـرق البنــك بيــن توقــف العميــل ألســباب‬‫الفائــدة تزيــد بزيــادة المــدة‪ ،‬ويأخــذ البنــك حقوقــه خارجــة عــن إرادتــه‪ ،‬والتوقــف بســبب عوامــل‬
‫بــكل الوســائل بصــرف النظــر عــن ســبب هــذا هــو المســؤول عنهــا (القــدرة علــى الســداد)‪،‬‬
‫فيأخــذ البنــك حقــه بالطــرق الشــرعية‬
‫التأخيــر‪.‬‬
‫والقانونيــة المناســبة‪.‬‬
‫الضـمـانـات‪:‬‬
‫ أهــم عنصــر يهتــم بــه البنــك التقليــدي‪ ،‬حيــث ‪ -‬يتــم الحصــول علــى الضمانــات مــن واقــع‬‫ترتبــط قيمــة القــروض بالضمانــات المقدمة‪.‬‬
‫القــدرات المتاحــة لطالــب التمويــل ووفق ـاً‬
‫لطبيعــة العمليــة والســلعة‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬إدارة البحوث‪« ،‬بيع املراحبة»‪ ،‬مركز االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬املصرف اإلسالمي‬
‫الدويل لالستثمار والتنمية‪،‬‬
‫حبث رقم‪ ،4 :‬مطابع املختار اإلسالمي‪ ،1988 ،‬ص‪.19-17 :‬‬
‫‪3 .3‬حماسبة التمويل باملراحبة‪:‬‬
‫فيما يتعلق باملعاجلة احملاســبية للتمويل باملراحبة‪ ،‬يقرتح أحد احملاســبني‬
‫توســيط ثالثــة حســابات هــي حـــ‪ /‬دفعــة ضمــان اجلدِّية يف مرحلــة الوعد‪،‬‬
‫و حـــ‪ /‬اســتثمارات يف مراحبــات جــاري تنفيذهــا يف مرحلــة الشــراء‪ ،‬ثــم‬
‫حـــ‪ /‬شــيكات حتــت التحصيــل يف مرحلــة البيــع والــذي يتــم فيــه إقفــال‬
‫احلســابني الســابقني(‪ ،)1‬وهــي املعاجلــة اليت تســاعد على متييــز كل مرحلة‬
‫مــن مراحــل العمليــة‪ ،‬حيــث أن كل حســاب يُعبِّــر عــن طبيعــة املرحلــة الــي‬
‫يتــم فيهــا‪ ،‬وذلــك علــى النحــو التــايل‪:‬‬
‫(‪ )1‬أمحد حممد حممد اجللف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.91 :‬‬
‫‪381‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫جــدول رقــم (‪ :)69‬قيــود اليوميــة اخلاصــة بالتمويــل باملراحبــة يف بنــوك‬
‫املشاركة‬
‫طبيعة املرحلة‬
‫عند احلصول على‬
‫الضمانات‪:‬‬
‫(حالة املراحبة ألجل)‬
‫شرح العملية‬
‫املعاجلة احملاسبية‬
‫مــن حـــ‪ /‬عقــارات ضمــان اســتثمارات يف مراحبــات «مراحبــة «إثبــات احلصــول علــى ضمــان عقــاري‬
‫رقــم‪»...‬‬
‫مقابــل االســتثمارات يف مراحبــات» (قيــد‬
‫إىل حـ‪ /‬أصحاب عقارات ضمان استثمارات‬
‫نظامــي)‬
‫يف مراحبات «مراحبة رقم‪»...‬‬
‫«حتصيــل دفعــة ضمــان اجلدِّيــة نقــدا‪ ،‬أو‬
‫خصمــا مــن احلســاب اجلــاري للعميــل»‪.‬‬
‫من حـ‪ /‬اخلزينة‬
‫عند إبرام عقد الوعد‪ :‬أو من حـ‪ /‬احلسابات اجلارية للعمالء‬
‫إىل حـ‪ /‬دفعة ضمان اجلدِّية «مراحبة رقم‪»...‬‬
‫مــن حـــ‪ /‬اســتثمارات يف مراحبــات جــاري تنفيذهــا «مراحبــة «إثبــات شــراء الســلعة‪ ،‬وســداد قيمتهــا‬
‫رقــم‪»...‬‬
‫للمــورِّد بشــيك‪ ،‬أو باإلضافــة إىل حســابه‬
‫عند شراء البنك‬
‫إىل حـ‪ /‬شيكات وحتويالت حتت الدفع‬
‫اجلــاري»‪.‬‬
‫للسلعة‪:‬‬
‫أو إىل حـ‪ /‬احلسابات اجلارية «جاري املورد»‬
‫من مذكورين‪:‬‬
‫«إثبــات بيــع بضاعــة املراحبــة للعميــل‪،‬‬
‫رقم‪»...‬‬
‫«مراحبة‬
‫ِّية‬
‫د‬
‫اجل‬
‫ضمان‬
‫حـ‪ /‬دفعة‬
‫وعائــد البنــك عــن العمليــة‪ ،‬وحتصيــل‬
‫حـ‪ /‬شيكات حتت التحصيل‬
‫باقــي املســتحق علــى العميــل يف صــورة‬
‫إىل مذكورين‪:‬‬
‫عند إبرام عقد البيع‬
‫شــيكات حتــت التحصيــل»‪.‬‬
‫«رقم‪»...‬‬
‫تنفيذها‬
‫جاري‬
‫مراحبات‬
‫يف‬
‫استثمارات‬
‫حـ‪/‬‬
‫مراحبة‪:‬‬
‫ يف حالــة املراحبــة النقديــة يتــم حتصيل‬‫حـ‪ /‬إيرادات استثمارات يف مراحبات «رقم‪»...‬‬
‫باقــي قيمــة البضاعــة نقــدا أو خصمــا‬
‫مــن احلســاب اجلــاري للعميــل‪.‬‬
‫من حـ‪ /‬اخلزينة‬
‫«إثبــات حتصيــل الشــيكات مؤجلــة‬
‫للعمالء‬
‫اجلارية‬
‫احلسابات‬
‫عند حتصيل كل قسط‪ :‬أو من حـ‪/‬‬
‫الســداد نقــدا أو خصمــا مــن احلســاب‬
‫إىل حـ‪ /‬شيكات حتت التحصيل‬
‫اجلــاري للعميــل»‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬أمحد حممد حممد اجللف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪80-73 :‬؛ ‪.89-86‬‬
‫‪4 .4‬أمهية التمويل باملراحبة على املستوى االقتصادي الكلي واجلزئي‪:‬‬
‫‪ -1.4‬جماالت تطبيق التمويل باملراحبة‪:‬‬
‫يُســتخدم بيــع املراحبــة يف متويــل عمليــات التجــارة الداخليــة واخلارجيــة‪،‬‬
‫ومــع ذلــك ميكــن تطبيقــه علــى خمتلــف األنشــطة والقطاعــات ســواء كان‬
‫ذلــك خاص ـاً باألفــراد أم بالشــركات واملؤسســات اخلاصــة أو احلكوميــة‪،‬‬
‫‪382‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫وســواء كان لتلبيــة االحتياجــات الفرديــة (شــراء ســيارة أو ثالجــة أو‬
‫عقــار‪ )...‬أو االحتياجــات املهنيــة (شــراء معــدَّات وأجهــزة أو آالت‪،)...‬‬
‫أم كان لتلبيــة االحتياجــات الصناعيــة والتجاريــة (شــراء مــواد خــام أو‬
‫ســلع‪ ،)...‬أو االحتياجــات احلكوميــة (شــراء نفــط أو معــدات للمطــارات‬
‫واملوانــئ واملرافــق العامــة‪.)1()...‬‬
‫‪ -2.4‬مزايا وعيوب التمويل باملراحبة‪:‬‬
‫تُعتــر املراحبــة أحــد أشــكال التوظيــف املصــريف الســائدة بــن معظــم بنــوك‬
‫املشــاركة القائمــة‪ ،‬ورغــم إجيابيــات هــذه العمليــة إال أهنــا ال ختلــو مــن‬
‫ســلبيات‪ ،‬وذلــك علــى النحــو التــايل‪:‬‬
‫(‪ )1‬عــز الديــن حممــد خوجــة‪« ،‬الدليــل الشــرعي للمراحبــة»‪ ،‬سلســلة األدلــة الشــرعية للعمــل املصــريف اإلســامي‪ ،‬جمموعــة‬
‫دلــة الربكــة‪ ،‬قطــاع األمــوال‪ ،‬شــركة الربكــة لالســتثمار والتنميــة‪ ،‬ط‪ ،1998 ،1‬ص‪.44 :‬‬
‫‪383‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫جدول رقم (‪ :)70‬مزايا وعيوب التمويل باملراحبة على املستوى االقتصادي الكلي واجلزئي‪.‬‬
‫* املزايــا (اإلجيابيات)‬
‫األمهية‬
‫* بالنسبة لالقتصـــاد الوطين ( التنميـــة)‬
‫* بالنسبة للعمــالء املستفيدين ( املشرتيـــن)‬
‫* بالنسبة لبنـــوك املشاركة ( البائعيــن)‬
‫‪ -1‬املراحبــة توفــر احتياجــات قطــاع التجــارة الداخليــة‬
‫واخلارجيــة فتســهم بذلــك يف تنشــيط حركــة البيــع والشــراء‬
‫يف الســوق احملليــة‪ ،‬ورفــع حجــم الطلــب الكلــي‪ ،‬واملســامهة يف‬
‫دوران النشــاط االقتصــادي‪.‬‬
‫ فضــا عــن ذلــك‪ ،‬ميكــن للمراحبــة أن تســهم يف تنشــيط‬‫حركــة اســترياد الســلع واملــواد اخلــام مــن اخلــارج‪ ،‬خاصــة يف‬
‫جانــب الســلع الضروريــة كاملــواد الغذائيــة‪ ،‬كمــا ميكنهــا أن‬
‫تكــون أيضــا وســيلة صاحلــة لتمويــل جتــارة الصــادرات‪.‬‬
‫‪ -2‬بالنســبة للقطاعــات اإلنتاجيــة؛ فــإن املراحبــة تســتخدم‬
‫بغــرض توفــر مســتلزمات اإلنتــاج‪ ،‬مــن املــواد اخلــام والســلع‬
‫الوســيطة واملعــدات واآلالت واألجهــزة؛ ممــا يســاعد يف دعــم‬
‫الكفــاءة اإلنتاجيــة لالقتصــاد الوطــي‪.‬‬
‫ً‬
‫ وبذلــك ميكــن للمراحبــة أن تلعــب دورا حيويــاً يف دعــم‬‫النشــاط االســتثماري للمؤسســات الصغرية واملتوســطة؛ حيث‬
‫ميكــن اســتخدامها كصيغــة لتوفــر مســتلزماهتا وتصريــف‬
‫منتجاهتــا؛ األمــر الــذي يســهم يف تنميــة االقتصــاد الوطــي‪،‬‬
‫وحتقيــق درجــة أعلــى مــن الرتابــط بــن قطاعاتــه‪.‬‬
‫‪ -1‬صــورة بيــع املراحبــة لآلمــر بالشــراء‪ :‬أن يتقدم الراغب‬
‫يف شــراء الســلعة (ال ميلــك مثنهــا)‪ ،‬للبنــك طالبــا شــراء‬
‫الســلعة‪ ،‬علــى أن يـرُدًّ مثنهــا للبنــك آجــا مــع الزيــادة علــى‬
‫الثمــن األصلــي‪ ،‬وغالبــا مــا يكــون العميــل هــو املشــري‬
‫الفعلــي للســلعة ال البنــك‪ .‬بســبب انعــدام اخلــرة يف‬
‫الشــراء‪ ،‬أو انعــدام القــدرة التنظيميــة‪ ،‬أو انعــدام القــدرة‬
‫علــى التمويــل‪ ،‬أو تقليــل املخاطــر علــى املشــري باملراحبــة‪.‬‬
‫‪ -2‬تُم ِّكــن املراحبــة األفــراد واملؤسســات من احلصول على‬
‫الســلع الــي حيتاجوهنــا حتــى ولــو مل يتوفــر الثمــن املطلوب‬
‫لديهــم‪ ،‬وتوجــد صيغتــان لطريقــة التســديد للبنــك مــن‬
‫طــرف العميــل يف حالــة تعــذره عــن الدفــع الفــوري‪:‬‬
‫ إمــا أن يكــون الدفــع علــى أقســاط متعــددة تدفــع يف‬‫مواعيــد زمنيــة حمــددة‪.‬‬
‫ وإمــا أن يكــون التســديد دفعــة واحــدة يف موعــد‬‫مســتقبلي ‪.‬‬
‫‪ -3‬اســتخدمت املراحبــة بشــكل واســع يف حتقيــق بعــض‬
‫اخلدمــات كاالعتمــادات املســتندية والبيــع بالتقســيط‪.‬‬
‫‪ -1‬جتمــع املراحبــة بــن هدفــن مــن أهــداف بنــوك‬
‫املشــاركة يف نفــس الوقــت مهــا‪:‬‬
‫ خدمة املتعاملني مع بنك املشاركة‪.‬‬‫ حتقيق الربح‪.‬‬‫فهــدف بنــك املشــاركة مــن التمويــل باملراحبــة‬
‫هــو اســتثمار األمــوال املودعــة لديــه‪ ،‬وحتقيــق الربــح‬
‫املشــروع‪ ،‬وخدمــة عمالئــه الذيــن يطلبــون منــه هــذا‬
‫التمويــل‪.‬‬
‫‪ -2‬تعتــر املراحبــة مــن العمليــات املصرفيــة الســهلة؛‬
‫ألن البنــك الــذي جيريهــا يتمكــن مــن ضمــان العمليــة‬
‫بشــكل مســبق‪ ،‬فشــراء البنــك للبضاعــة ملــن يطلبهــا‬
‫جتعــل العالقــة بينــه وبــن العميــل واضحــة وحمــددة‪،‬‬
‫وإذا مــا طلــب العميــل ســداد الثمــن باألجــل فللبنــك أن‬
‫يأخــذ مــا يلزمــه مــن ضمانــات كالرهونــات العقاريــة‬
‫مثــا وغريهــا‪.‬‬
‫‪384‬‬
‫* العيوب (السلبيات)‬
‫د‪ .‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‪ -1‬إن اجملــال الرئيــس للمراحبــة هــو متويــل جانــب االســترياد‬
‫يف القطــاع التجــاري إذا مــا قــورن بتمويــل رأس املــال العامــل‬
‫يف القطاعــن الصناعــي والزراعــي أو بتمويــل التجــارة‬
‫احملليــة‪ ،‬وهــذا يســهم بطريقــة غــر مباشــرة يف اختــال‬
‫امليــزان التجــاري للبلــد املســتورد‪.‬‬
‫ فضــا عــن ذلــك‪ ،‬ليــس الغــرض مــن قيــام بنــوك املشــاركة‬‫تنشــيط قطــاع واحــد مــن قطاعــات النشــاط االقتصــادي وهو‬
‫التجــارة وإمهــال القطاعــات اإلنتاجيــة الصناعيــة والزراعيــة‪.‬‬
‫‪ -2‬علــى مســتوى التحليــل االقتصــادي فــإن اجلــدوى‬
‫االقتصاديــة لبيــع املراحبــة مبعيــار الرحبيــة االجتماعيــة‬
‫هــي أقــل مــن جــدوى صيــغ االســتثمار األخــرى كأســاليب‬
‫املشــاركة؛ حيــث تــؤدي هــذه األســاليب دوراً تنمويــاً أكثــر‬
‫فعاليــة مــن الــدور الــذي ينتجــه أســلوب املراحبــة‪.‬‬
‫‪ -1‬ال تصلــح املراحبــة لتوفــر الســيولة أو متويــل رأس‬
‫املــال العامــل أو التمويــل طويــل األجــل للمشــروع اإلنتاجي‪،‬‬
‫األمــر الــذي يعكــس أمهيــة تنــوع أســاليب االســتثمار يف‬
‫اقتصــاد املشــاركة‪.‬‬
‫‪ -2‬إن معظــم املتعاملــن مــع بنــوك املشــاركة مــن اجلمهــور‬
‫ال يُحــسُّ التمييــز بــن كل مــن القــرض بفائــدة أو البيــع‬
‫مراحبــة‪ ،‬حيــث بــات مــن املألــوف مســاع تلــك العبــارة ممن‬
‫يرغــب يف شــراء ســيارة مثــا‪« :‬إنــي أفضــل بنــك املشــاركة‬
‫ألنــه يتقاضــى ‪ %8‬فقــط بينمــا يتقاضــى البنــك العــادي‬
‫‪...%12‬؟»‪.‬‬
‫‪385‬‬
‫‪ -1‬توصلــت بعــض الدراســات العلميــة إىل أن املراحبــة‬
‫ال تعتــر جمــاال تنافســيا بالنســبة لبنــوك املشــاركة يف‬
‫حالــة التوســع يف اســتخدامها‪ ،‬فهــي أســلوب ال يُمكــن‬
‫أن ينافــس أو يكافــئ؛ مــن حيــث اإلنتاجيــة والفعاليــة‪،‬‬
‫أســلوب الفائــدة الســائد‪ ،‬إضافــة إىل أهنــا أســلوب غــر‬
‫كاف لتحقيــق طموحــات االســتثمار مــن خــال بنــوك‬
‫املشــاركة‪.‬‬
‫‪ -2‬إن املراحبــة بســبب األســلوب الــذي متــارس بــه‬
‫مــن قبــل بنــوك املشــاركة‪ ،‬ســتظل مثــرة للتســاؤل لــدى‬
‫مجهــور عريــض مــن النــاس؛ ممــا ينعكــس ســلبا علــى‬
‫مسعــة هــذه البنــوك ومكانتهــا ودرجــة الثقــة واالحــرام‬
‫يف أعماهلــا‪ ،‬وهــذا جانــب معنــوي لــه أمهيتــه لــدى بنــوك‬
‫املشــاركة‪.‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫ثالثاً‪ :‬واقع التمويل باملراحبة يف بنوك املشاركة‬
‫‪1 .1‬دراسة حتليلية للتمويل باملراحبة‪:‬‬
‫قامــت جمموعــة مــن اخلــراء بتقويــم أســس احملاســبة علــى عقــود املراحبــة‬
‫يف عينــة مــن بنــوك املشــاركة (ن= ‪ )14‬باعتبارهــا أهــم صيــغ االســتثمار‬
‫فيهــا‪ ،‬وتوصلــت إىل النتائــج الــي نســتعرضها فيمــا يلــي(‪:)1‬‬
‫‪ -1.1‬أنواع املراحبات اليت يقوم هبا البنك‪:‬‬
‫عنــد مالحظــة أنــواع املراحبــات الــي تقــوم هبــا بنــوك املشــاركة حمــل‬
‫العيّنــة‪ ،‬تبيّــن أن هــذه البنــوك تُركــز عملهــا يف جمــال املراحبــات اآلجلــة؛‬
‫حيــث اتضــح مــدى أمهيــة املراحبــة (احملليــة) ألجــل بالنســبة للمراحبــة‬
‫النقديــة الــي حتتــل أمهيــة حمــدودة جــداً يف أنشــطة بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫‪ -2.1‬طلب عربون عند االتفاق املبدئي وتصرف البنك فيه‪:‬‬
‫باالستفســار عــن حتصيــل دفعــة ضمــان ا ِ‬
‫جلدِّيــة يف االتفــاق مــن عدمــه‬
‫يف بنــوك املشــاركة‪ ،‬وكيفيــة تصــرف البنــك فيهــا عنــد امتنــاع العميــل عــن‬
‫الشــراء؛ يتضــح أن حتصيــل العربــون يُطبَّــق كأحــد أركان التعاقــد يف معظم‬
‫بنــوك املشــاركة موضــوع الدراســة‪ ،‬ويرجــع ذلــك خلشــية هــذه البنــوك مــن‬
‫التالعــب هبــا بعــد شــراء بضاعــة املراحبــة إذا رفــض العميــل الشــراء؛‬
‫مبــا يــؤدي ذلــك إىل مشــكالت يف تســويق هــذه البضاعــة ورمبــا حــدوث‬
‫خســائر‪ ،‬وتتصــرف البنــوك يف العربــون عنــد امتنــاع العميــل عــن الشــراء‪،‬‬
‫بــأن تأخــذ منــه بقــدر الضــرر واخلســارة عنــد تســويق الســلعة وتُحــوِّل‬
‫الباقــي للعميــل‪.‬‬
‫(‪ )1‬جلنــة مــن األســاتذة اخلــراء االقتصاديــن والشــرعيني واملصرفيــن‪« ،‬تقويــم الــدور احملاســي للمصــارف اإلســامية»‪،‬‬
‫مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪.215-208 :‬‬
‫‪386‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‪ -3.1‬ختطيط هامش الربح يف املراحبة‪:‬‬
‫مــن خــال ِّ‬
‫اإلطــاع عــن طريقــة حتديــد هامــش الربــح املخطــط مــن قِبــل‬
‫البنــك يف تنفيــذ عقــود املراحبــة‪ ،‬تبيّــن أن هامــش الربــح يف بنوك املشــاركة‬
‫يُحـدَّد علــى أســاس نســبة مــن تكلفــة بضاعــة املراحبــة يراعــى يف تقديرهــا‬
‫عوامــل متعــددة مــن أمههــا‪ :‬أســعار البضاعــة يف الســوق ومعــدل الفائــدة‬
‫بالبنــوك التقليديــة‪ ،‬ويوضــح ذلــك اجلــدول التــايل‪:‬‬
‫جدول رقم (‪ :)71‬واقع ختطيط هامش املراحبة يف بنوك املشاركة‬
‫التكرار‬
‫النسبة‬
‫الطريقة‬
‫طريقة حتديد اهلامش‬
‫أ‬
‫ب‬
‫جـ‬
‫د‬
‫حيدد بنسبة من التكلفة احملسوبة سابقا‬
‫حيدد مبراعاة الطلب على نشاط املراحبة‬
‫حيدد مبراعاة أسعار البضاعة يف السوق‬
‫حيدد بإتباع سياسة مرنة تراعي كل ما سبق‬
‫‪4‬‬
‫‬‫‪2‬‬
‫‪4‬‬
‫‪26,5%‬‬
‫‬‫‪13%‬‬
‫هـ‬
‫و‬
‫حيدد يف ضوء سعر الفائدة‬
‫حيدد يف ضوء أسس أخرى (سلطة البنك املركزي)‬
‫‪4‬‬
‫‪1‬‬
‫‪26,5%‬‬
‫‪15‬‬
‫‪26,5%‬‬
‫‪6,5%‬‬
‫‪100%‬‬
‫اإلمجايل‬
‫املصدر‪ :‬جلنة من األساتذة اخلرباء االقتصاديني والشرعيني واملصرفيني‪« ،‬تقويم الدور‬
‫احملاسيب للمصارف اإلسالمية»‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص‪.213 :‬‬
‫ويتضح من اجلدول السابق ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1.3.1‬الطريقــة (أ) و (جـــ)‪ :‬متســاويتان طبقــاً لرؤيــة البنــك‬
‫لظروفــه اخلاصــة؛ حيــث ال يُتص ـوّر أن ختطيــط الرحبيــة يراعــي‬
‫أســعار البضاعــة يف الســوق دون تكلفتهــا‪.‬‬
‫‪ -2.3.1‬الطريقـــة (ب)‪ :‬مل حتــظ بتطبيــق أيّ بنــك مشــاركة‪ ،‬ورمبــا‬
‫يرجــع ذلــك لشــدة الطلــب علــى املراحبــة مــن قبــل العمــاء؛ ولذلــك‬
‫‪387‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫فــا يعتــر هــذا الطلــب عام ـاً مؤ ِّثــراً يف طريقــة ختطيــط هامــش‬
‫الربــح‪.‬‬
‫‪ -3.3.1‬الطريقـــة (د)‪ :‬هــي اإلجابــة املثلــى وتــؤدي إىل التخطيــط‬
‫األمثــل هلامــش الرحبيــة‪.‬‬
‫‪ -4.3.1‬الطريقـــة (هـــ)‪ :‬تبــن أن ســعر الفائــدة يؤ ِّثــر يف الســوق‬
‫علــى نســبة هامــش الربــح الــذي ميكــن أن يســعى بنــك املشــاركة إىل‬
‫حتقيقــه؛ باعتبــاره حقيقــة مفروضــة يُعــرف بتأثريهــا علــى النشــاط‬
‫املصــريف بوجــه خــاص‪ ،‬ولكــن ختطيــط هامــش رحبيــة بضاعــة‬
‫املراحبــة مبراعــاة هــذا العامــل فقــط يــؤدي إىل مايلــي‪:‬‬
‫ إغفــال بنــك املشــاركة للعوامــل املؤ ِّثــرة علــى تكلفــة البضاعــة‬‫وأســعارها لــدى املؤسســات التجاريــة املنافســة‪ ،‬وغريهــا مــن‬
‫العوامــل الــي تؤ ِّثــر حتمـاً يف النشــاط التجــاري؛ ممــا ال يُعتــر‬
‫اجتاهـاً علميـاً صحيحـاً يف ختطيــط الرحبيــة‪.‬‬
‫ إغفــال البنــك للفــرق اجلوهــري بــن نشــاطه يف تســويق‬‫بضاعــة عــن طريــق عقــد املراحبــة والتمويــل بفائــدة لــدى‬
‫البنــوك التقليديــة‪ ،‬وهــو أيضـاً خطــأ علمــي يقــع فيــه القائمون‬
‫علــى هــذا النشــاط يف بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫ يعطــي ذلــك انطباعــاً للمتعاملــن بــأن بنــك املشــاركة ال‬‫خيتلــف يف نشــاطه عــن البنــك التقليــدي‪ ،‬وهــو مــا يُســتخدم‬
‫كثــراً يف التأثــر علــى مسعــة بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫‪ -5.3.1‬الطريقـــة (و)‪ :‬إن تدخُّــل البنــك املركــزي لوضــع هامــش‬
‫ربــح بنســبة معيّنــة يبيِّــن أن اختيــار البنــك هنــا معــدوم وال ميكنــه‬
‫‪388‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫ختطيــط اهلامــش بالطريقــة العلميــة املالئمــة‪.‬‬
‫ولذلــك يوصــي معظــم اخلــراء بضــرورة حتديــد هامــش املراحبــة علــى‬
‫أســاس مراعــاة تكلفــة املراحبــة وســعر البضاعــة يف الســوق‪ ،‬وســعر الفائدة‬
‫ومســتوى النشــاط يف اجملتمــع وكافــة العوامــل احمليطــة معـاً‪.‬‬
‫‪2 .2‬مشاكل عملية للتمويل باملراحبة‪:‬‬
‫لوحــظ يف نشــاط بنــوك املشــاركة أن املراحبــة هــي أهــم االســتخدامات‬
‫والعمليــات الــي تقــوم هبــا؛ حيــث مت ِّثــل أكثــر مــن ‪ %80‬مــن معامالهتــا(‪،)1‬‬
‫رغــم أهنــا مل تكــن مــن أهدافهــا الرئيســة كمــا هــو عليــه احلــال بالنســبة‬
‫للمضاربــة واملشــاركة‪ .‬يُضــاف إىل ذلــك‪ ،‬أن حســاب املراحبــة يظهر مُدجماً‬
‫مــع بعــض حســابات امليزانيــة(‪.)2‬‬
‫ونســتعرض فيمــا يلــي أهــم املشــاكل الــي واجهــت التمويــل باملراحبــة يف‬
‫التجربــة العمليــة لبنــوك املشــاركة‪:‬‬
‫جــدول رقــم (‪ :)72‬مشــاكل التمويــل باملراحبــة يف ضوء التجربة العملية‬
‫لبنوك املشاركة‬
‫مشــــاكل التمويل باملراحبة‬
‫ كثافــة االســتخدام‪ :‬عمــدت معظــم بنــوك املشــاركة‬‫إىل تكثيــف اســتخداماهتا لألمــوال علــى شــكل بيــع‬
‫املراحبــة‪ ،‬وخاصــة يف اخلــارج‪ ،‬فيمــا يســمى باملراحبــات‬
‫الدوليــة‪ ،‬حيــث يقــوم بنــك املشــاركة بشــراء وبيــع الســلع‬
‫مــن وإىل شــركات أجنبيــة؛ األمــر الــذي حيــرم البلــدان‬
‫العربيــة واإلســامية مــن جــزء كبــر مــن الســيولة‬
‫ويُعــرِّض األمــوال املســتثمرة هبــذه الطريقــة إىل مجيــع‬
‫أنــواع املخاطــر املصرفيــة املعروفــة‪.‬‬
‫حلـــول مقرتحــــة‬
‫ جيــب أن تضــع اإلدارة العليــا يف كل بنــك مشــاركة ســقوفا‬‫ال تتعداهــا اإلدارات املختلفــة للبنــك‪ ،‬يف تعامالهتــا بصيغــة‬
‫املراحبــة‪ ،‬كنســبة عامــة مــن حجــم تعامالت البنــك وأصوله‪،‬‬
‫وذلــك هبــدف تشــجيع اســتخدام صيــغ أخــرى‪ ،‬كالتأجــر‬
‫واملضاربــة واملشــاركة مــن ناحيــة‪ ،‬وترشــيد اســتخدام‬
‫املراحبــة بإعطــاء أولويــات لتمويــل املشــروعات التنمويــة‬
‫بطريــق املراحبــة‪ ،‬وللتقليــل تدرجييــا مــن االســتثمار يف‬
‫األســواق الدوليــة‪.‬‬
‫(‪ )1‬حسن بن منصور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.35 :‬‬
‫(‪ )2‬أنظر املالحــق‪.‬‬
‫‪389‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫ مــررات االســتخدام‪ :‬يدافــع البعــض عــن املراحبــة‬‫حبجــة‪:‬‬
‫‪ -1‬ارتفــاع معــدل اخلطــر يف أنشــطة املشــاركة بعكــس‬
‫املراحبــة‪.‬‬
‫‪ -2‬االعتمــاد علــى الثقــة واجلــدوى يف املشــاركة بينمــا‬
‫يعتمــد يف املراحبــة علــى الضمــان وهــذا مناســب‬
‫ملســتوى أخــاق املتعاملــن‪.‬‬
‫‪ -3‬حتتــاج أنشــطة املشــاركة إىل مصــادر طويلــة األجــل‬
‫بعكــس املراحبــة ممــا يتعــارض مــع طبيعــة مدخــات‬
‫البنــك (مصــادره)‪.‬‬
‫‪ -4‬التخويــف بالعوملــة وحتريــر القيــود واملنافســة‬
‫العامليــة وحــركات االندمــاج بــن املصــارف الكــرى‪.‬‬
‫‪ -5‬التطلــع إىل التجديــدات املاليــة يف البورصــات لعقــود‬
‫اخليار واملســتقبليات‪.‬‬
‫ إننــا‪ ،‬وإن كنــا نلمــس بعــض املــررات لبنــوك املشــاركة‬‫للرتكيــز علــى هــذا الشــكل مــن اســتخدامات أمواهلــا‪ ،‬مثــل‬
‫ضــرورة اســتثمار فوائــض األمــوال املتاحــة لديهــا بســرعة‪،‬‬
‫لتتمكــن مــن الصمــود أمــام التحديــات اهلائـــلة الــي تعــرض‬
‫مســرهتا‪ ،‬وألســباب ختتــص بضعــف البنيــة األساســية‬
‫يف الــدول العربيــة واإلســامية‪ ،‬وعوامــل عــدم االســتقرار‬
‫السياســي وعوامــل عــدم التأكــد الــي تســود مشــروعات‬
‫االســتثمار فيهــا‪ ،‬وضــرورة الرتيــث والتمحيــص قبــل‬
‫الدخــول يف اســتثمارات ذات خماطــر شــديدة‪ ،‬كــي ال هتــدر‬
‫األمــوال‪ ،‬ويضــر مبصــاحل املســامهني واملســتثمرين‪ ،‬ينبغــي‬
‫علــى بنــوك املشــاركة‪ ،‬منفــردة وجمتمعــة ســرعة البحــث‬
‫عــن أوجــه اســتخدامات أخــرى تتفــق مــع مصــاحل العــامل‬
‫اإلســامي الــذي يعانــي مــن مظاهــر التخلــف (الفقــر‬
‫واجلهــل واملــرض)‪.‬‬
‫ كيفيــة االســتخدام‪ :‬جــرت العــادة يف بعــض بنــوك‬‫املشــاركة علــى إمتــام املراحــل الرئيســة للعمليــة وهــي‬
‫مرحلــة الوعــد‪ ،‬ومرحلــة الشــراء ومرحلــة البيــع يف آن‬
‫واحــد؛ حيــث يتــم يف الواقــع العملــي‪:‬‬
‫‪ -1‬بعــد تقــدم العميــل بطلــب الشــراء‪ ،‬يتــم دراســة‬
‫العمليــة مــن خمتلــف جوانبهــا‪.‬‬
‫‪ -2‬يف حالــة املوافقــة يتــم اســتدعاء العميــل؛ حيــث يتــم‬
‫اســتيفاء الضمانــات املختلفــة‪ ،‬ودفعــة ضمــان اجلديــة‪،‬‬
‫وحينئــذ يتــم إصــدار شــيك مصــريف باســم البنــك‬
‫لصــاحل املــورِّد بتكلفــة العمليــة‪.‬‬
‫‪ -3‬يتــم توقيــع عقــد الوعــد‪ ،‬وعقــد البيــع مراحبــة‬
‫يف آن واحــد‪ ،‬ثــم يتوجــه منــدوب مــن البنــك بالشــيك‬
‫املصــريف مــع العميــل أو منــدوب عنــه إىل املــورِّد الســتالم‬
‫البضاعــة وفحصهــا‪ ،‬ويتــم تســليم البضاعــة للعميــل‪،‬‬
‫والشــيك املصــريف للمــورِّد‪.‬‬
‫ إظهــار احلســاب يف امليزانيــة‪ :‬مشــل بيــع املراحبــة‬‫الغالبيــة العظمــى مــن اســتخدامات بنــوك املشــاركة‬
‫حتــى جــاوز الـــ ‪ %70‬يف بعــض البنــوك‪ ،‬ولألســف‬
‫الشــديد تتعمــد كثــر مــن بنــوك املشــاركة إدمــاج حســاب‬
‫املشــاركات واملضاربــات مــع املراحبــات دون فصــل يف‬
‫ميزانياهتــا‪.‬‬
‫ ضــرورة إعــادة النظــر يف أســلوب املراحبــة وحبــث وســائل‬‫هتذيبيــة‪ ،‬ورمبــا ينفــع يف هــذا اجملــال مايلــي‪:‬‬
‫‪ -1‬إعــادة النظــر يف اإلجــراءات الــي يتــم مــن خالهلــا بيــع‬
‫املراحبــة‪ ،‬والســعي لالضطــاع بــدور أكــر يف جمــال اقتنــاء‬
‫وتــداول الســلع فعليـاً مــن قِبــل هــذه البنــوك‪.‬‬
‫‪ -2‬القيــام بالتوعيــة والتوضيــح لطبيعــة املراحبــة وبيــان‬
‫ضرورهتــا لبنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫‪ -3‬عــدم املغــاالة يف التوســع يف اســتخدام هــذا األســلوب‬
‫علــى حســاب الصيــغ التمويليــة األخــرى األكثــر انســجاماً‬
‫مــع طبيعــة العمــل املصــريف لبنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫‪ -4‬عــدم املغــاالة يف هامــش الربــح الــذي يتقاضــاه البنــك‬
‫مســتغالً حاجــة العميــل إىل التمويــل أو عــدم توفــر الســلعة‬
‫يف الســوق‪.‬‬
‫ جيــب علــى بنــوك املشــاركة عــدم دمــج حســاب املشــاركة‬‫واملضاربــة مــع حســاب املراحبــة إلخفــاء اعتمادهــا بصــورة‬
‫أساســية علــى صيغــة املراحبــة‪ ،‬بعــد احلمــات الــي شُـنّت‬
‫علــى مســلك هــذه البنــوك يف هــذا الشــأن‪.‬‬
‫ حتديــد هامــش الربــح‪ :‬حتديــد الربــح بنســب ثابتــة ‪ -‬األوىل أن يعتمــد البنــك سياســة اســتثمارية حيــدد‬‫علــى خمتلــف أنــواع الســلع والعمليــات مسرتشــداً يف مبوجبهــا هامــش ربــح متغــر ملختلــف عمليــات املراحبــة‪ ،‬مع‬
‫ذلــك بســعر الفائــدة الســائد يف الســوق‪ ،‬يفــرغ عمليــة إعطــاء عقــود املراحبــة االهتمــام الــكايف مــن قبــل هيئــات‬
‫الرقابــة الشــرعية يف بنــوك املشــاركة‪ ،‬مبعنــى أنــه ينبغــي‬
‫املراحبــة مــن مضموهنــا االقتصــادي والشــرعي‪.‬‬
‫التأكــد مــن أن هنــاك خماطــر حقيقيــة يتحملهــا البنــك‪ ،‬مبــا‬
‫يــرر اهلامــش الــذي حيصــل عليــه والــذي ينبغــي أن يتناســب‬
‫مــع حجــم املخاطــر الــي تنطــوي عليهــا الصفقــة‪.‬‬
‫‪390‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫ الوعــد امللــزم‪ :‬يُصــرُّ البعــض علــى إعطــاء اخليــار‬‫للعميــل والبنــك بعــد شــراء البنــك للســلعة املطلوبــة‪،‬‬
‫بينمــا ال يعتــر البعــض ذلــك ضروريــاً‪ .‬لكــن وجــود‬
‫اخليــار للطرفــن جيعــل العمليــة مقبولــة‪ ،‬وبنــوك‬
‫املشــاركة بإمكاهنــا إعطــاء مثــل هــذا اخليــار‪ ،‬خاصــة إذا‬
‫مل يكــن العميــل هــو املســتخدم الوحيــد للســلعة‪.‬‬
‫ بالنســبة للوعــد وكونــه ملزمــا لألفــراد أو البنــك أو‬‫كليهمــا‪ ،‬فــإن األخــذ باإللــزام هــو األحــوط ملصلحــة التعامــل‬
‫واســتقرار املعامــات‪ ،‬وفيــه مراعــاة ملصلحــة البنــك‬
‫والعميــل‪ ،‬وأن األخــذ باإللــزام أمــر مقبــول شــرعا‪ ،‬وكل بنــك‬
‫مُخيّــر يف األخــذ ممــا يــراه يف مســألة اإللــزام‪ ،‬حســب مــا‬
‫تــراه هيئــة الرقابــة الشــرعية لديــه‪.‬‬
‫‪391‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫‬
‫بالس َلم في بنوك المشاركة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬التمويل‬
‫َّ‬
‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬مفهوم التمويل بالسَّ َلـم وخطواته العملية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬خصائـص وأمهيـة التمويل بالسَّ َلــم يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬واقــع التمـويــل بالسَّ َلــم يف بنـوك املشاركــة‪.‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬مفهوم التمويل بالسَّ َلم وخطواته العملية يف بنوك املشاركة‬
‫‪1 .1‬تعريف التمويل بالسَّ َلم‪:‬‬
‫التعريــف العــام للسَّ ـلَم‪*1‬هو‪« :‬نــوع مــن البيــوع تؤجَّــل فيــه الســلع املباعــة‬
‫احملــددة املواصفــات ويُعجَّــل فيــه بثمنهــا‪ ،‬بغيــة متويــل البائــع مــن قبــل‬
‫املشــري بأســعار تقــل عــن األســعار املتوقعــة وقــت التســليم يف العــادة»(‪،)2‬‬
‫أو مبعنــى آخــر هــو‪ :‬التمويــل العاجــل علــى حســاب اإلنتــاج اآلجــل‪ ،‬ويُعتــر‬
‫كأســلوب للتمويــل بالشــراء‪ ،‬بالنظــر إىل شــخصية املمــوِّل هنــا‪« ،‬وهــو‬
‫املشــري الــذي يُو ِّفــر للبائــع التمويــل الــازم مقابــل اســتالم ســلع مؤجلــة‪،‬‬
‫واملديونيــة يف هــذا األســلوب عينيــة»(‪.)3‬‬
‫ويف بنــوك املشــاركة يعــي السَّ ـلَم أنــه‪« :‬ميكــن للعميــل أن يبيــع إىل البنــك‬
‫ســلعاً موصوفــة مؤجّلــة علــى أن يتعجّــل الثمــن مــن اآلن‪ ،‬فتتح ّقــق للعميــل‬
‫الســيولة الالزمــة‪ ،‬ويســتفيد املصــرف مــن فــرق األســعار‪ ،‬ألن مثــن الســلعة‬
‫املؤجلــة أقــل يف العــادة مــن مثــن الســلعة احلاضــرة»(‪)4‬؛ أي أن البنــك يدفــع‬
‫(‪ )1‬السَّـلَم (بفتــح الســن والــام) مبعنــاه االصطالحــي مشــتق مــن املعنــى اللغــوي وهــو اإلعطــاء والتســليم (تســليم الثمــن)‪،‬‬
‫ويُطلــق عليــه «الشــراء مــع تعجيــل التســليم» و»البيــع الفــوري احلاضــر الثمــن اآلجــل البضاعــة» و»متويــل اإلنتــاج املســتقبل»‬
‫و»بيــع احملاويــج»‪.‬‬
‫(‪ )2‬صاحلي صاحل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.114 :‬‬
‫(‪ )3‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.33 :‬‬
‫(‪ )4‬حممد صالح حممد الصاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.661 :‬‬
‫‪392‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫مُقدَّمــاً مثــن بضاعــة يتعاقــد علــى شــرائها مــن املتعامــل الــذي يتعهــد‬
‫بتســليم البضاعــة للبنــك بعــد إنتاجهــا‪.‬‬
‫وعليه؛ يتكون بيع السَّلَم من العناصر التالية‪:‬‬
‫‬
‫‪ -1.1‬املشرتي (رب السَّ َلم)‪ :‬املموِّل (بنك املشاركة)‪.‬‬
‫‪ -2.1‬البائـع (املس َلم إليه)‪ :‬املستفيد من التمويل (طالب التمويل)‪.‬‬
‫‪ -3.1‬السلعـة (املس َلم فيه)‪ :‬اإلنتاج املستقبل‪.‬‬
‫‪ -4.1‬الثمـن (رأس مال السَّ َلم)‪ :‬قيمة التمويل‪.‬‬
‫‪2 .2‬أنواع التمويل بالسَّ َلم‪:‬‬
‫يوجد أسلوبان لتطبيق بيع السَّلَم يف بنوك املشاركة مها(‪:)1‬‬
‫‬
‫‪ -1.2‬يشرتي البنك سلعة معيّنة مؤجّلة يدفع مثنها فوراً‪.‬‬
‫‪ -2.2‬يبيع سلعة مؤجّلة التسليم ويقبض مثنها فوراً‪.‬‬
‫ويُســتعمل عقــد السَّــلَم علــى طريقــة السَّــلَم والسَّــلَم املــوازي؛ حيــث‬
‫يشــري البنــك «كميــة مــن ســلعة موصوفــة بتســليم مســتقبلي‪ ،‬ثــم يقــوم‬
‫بعــد ذلــك ببيــع كميــة مماثلــة مــن نفــس الســلعة موصوفــة أيض ـاً وبنفــس‬
‫موعــد التســليم‪ ،‬ويكــون رحبــه هــو الفــارق يف الســعر بــن وقــت الشــراء‬
‫ووقــت البيــع»(‪ .)2‬ففــي السَّـلَم املــوازي «حيصــل البنــك علــى مثــن البضاعــة‬
‫عاجـاً‪ ،‬وفــوراً‪ ،‬يف حــن تتــم عمليــة تســليم البضاعــة إىل العميــل يف وقــت‬
‫الحــق»(‪ ،)3‬أي بيــع آجــل بعاجــل‪ .‬ويُوضــح ذلــك الشــكل التــايل‪:‬‬
‫(‪ )1‬مجال لعمارة‪« ،‬املصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.129 :‬‬
‫(‪ )2‬غســان حممــود إبراهيــم ود‪ .‬منــذر القحــف‪« ،‬االقتصــاد اإلســامي علــم أم وهــم»‪ ،‬دار الفكــر‪ ،‬ســورية‪ ،‬ط‪،2000 ،1‬‬
‫ص‪.180-179 :‬‬
‫(‪ )3‬حمسن أمحد اخلضريي‪« ،‬البنوك اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.143 :‬‬
‫‪393‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫شكل رقم (‪ :)44‬أنواع السَّ َلم يف بنوك املشاركة‬
‫أنــــواع الــسَّــ َلــم‬
‫الــسَّــ َلــم‬
‫نفس السلعة املوصوفة ‪ +‬نفس موعد التسليم‬
‫ شراء سلعة مؤجلة التسليم ‪ +‬دفع مثنها فوراً‪.‬‬‫‪ -‬التمويل بالشراء املسبق‪.‬‬
‫الــسَّــ َلــم املوازي‬
‫ بيع سلعة مؤجلة التسليم ‪ +‬قبض مثنها فوراً‪.‬‬‫‪ -‬بيع آجل بعاجل‪.‬‬
‫‪3 .3‬خطوات احلصول على التمويل بالسَّ َلم يف بنوك املشاركة‪:‬‬
‫‪ -1.3‬شروط التمويل بالسَّ َلم‪:‬‬
‫يتطلب التمويل بالسَّلَم بعض الشروط نوجز أمهها فيما يلي(‪:)1‬‬
‫‪ -1.1.3‬جيــب علــى البنــك دفــع كامــل الثمــن (قيمــة التمويل)‬
‫عنــد التعاقــد وال جيــوز تأجيله‪.‬‬
‫‪ -2.1.3‬جيــب أن يُحــدَّد الثمــن بدقــة طبقــاً ملعايــر عادلــة‬
‫للطرفــن‪ ،‬وأن يراعــي البنــك أن يكــون ســعر الوحــدة أقــل مــن‬
‫الســعر املتوقــع هلــا عنــد التســليم؛ حتــى تكــون هنــاك فرصــة‬
‫للبنــك يف إعــادة بيعهــا بســعر يُحقــق لــه عائــداً مناســباً‪.‬‬
‫‪ -3.1.3‬جيــب أن تُح ـدَّد الصفــات املميــزة لبضاعــة السَّ ـلَم‬
‫بدقــة (اجلنــس والنــوع والكميــة‪ ،)...‬وحتديــد أجــل وطريقــة‬
‫ومــكان تســليمها (معاجلــة مصاريــف النقــل)‪.‬‬
‫‪ -4.1.3‬جيــب أن تكــون الســلعة مــن نشــاط املؤسســة طالبــة‬
‫التمويــل‪ ،‬أو علــى األقــل أن تكــون املؤسســة قــادرة على توفريها‬
‫(‪ )1‬حممــد عبــد العزيــز حســن زيــد‪« ،‬التطبيــق املعاصــر لعقــد السَّ ـلَم يف املصــارف اإلســامية»‪ ،‬املعهــد العاملــي للفكــر‬
‫اإلســامي‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ط‪ ،1996 ،1‬ص‪.64-63 :‬‬
‫‪394‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‬
‫وفقـاً للمواصفــات املطلوبــة بالعقد‪.‬‬
‫‪ -5.1.3‬يُمكــن للبنــك أن يأخــذ رهنــاً أو كفالــة؛ الســتيفاء‬
‫رأس املــال يف حالــة تعــذر تســليم الســلعة عنــد حلــول أجــل‬
‫التســليم‪.‬‬
‫‪ -6.1.3‬حتديــد أســلوب التحكيــم يف حــاالت التوقــف للعــذر‬
‫الطــارئ أو املماطلــة‪ ،‬والشــروط اجلزائيــة للتخلــف علــى أداء‬
‫االلتزامــات‪.‬‬
‫‪ -7.1.3‬للبنــك املركــزي أن يُحـدِّد الســلع الــي يســمح للبنــوك‬
‫أن تتعامــل هبــا سَ ـلَماً‪ ،‬وأن يُح ـدِّد النســبة مــن أصــول البنــوك‬
‫الــي تُوجِّههــا ملعامــات السَّـلَم‪.‬‬
‫‪ -2.3‬اخلطوات العملية للتمويل بالسَّ َلم‪:‬‬
‫تتمثل اخلطوات العملية لعقد السَّلَم فيما يلي(‪:)1‬‬
‫‪ -1.2.3‬يتقــدم العميــل طالــب التمويــل إىل البنــك (وليكــن‬
‫شــركة لصناعــة الســيارات مثـاً)‪ ،‬فيعــرض عليــه أن يبيــع لــه‬
‫بأســلوب السَّ ـلَم عــددا معين ـاً مــن الســيارات‪ ،‬علــى أن يكــون‬
‫التســليم بعــد ســنة مث ـاً‪.‬‬
‫‪ -2.2.3‬يقــوم البنــك بدراســة طلــب العميــل بدقــة وحاجــة‬
‫الســوق إىل هــذه الســلعة‪.‬‬
‫‪ -3.2.3‬بعــد أن يقتنــع البنــك (املشــري) بالعمليــة يــرم مــع‬
‫العميــل «عقــد السَّــلَم»‪ ،‬ويُســ ِّلم إليــه الثمــن فــوراً باألســلوب‬
‫املتفــق عليــه (إيــداع الثمــن يف حســابه‪ ،‬يُحــرِّر لــه شــيكاً‬
‫(‪ )1‬راجع‪ - :‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.63-61 :‬‬
‫‪ -‬حممد صالح حممد الصاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.656-655 :‬‬
‫‪395‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫مصرفيــاً‪ ،‬مينحــه اعتمــادا)‪ ،‬ويشــمل العقــد كل الضوابــط‬
‫الواجــب مراعاهتــا عنــد التمويــل بعقــد السَّــلَم‪.‬‬
‫‪ -4.2.3‬يقــوم العميــل (البائــع) بالوفــاء بالســلعة يف األجــل‬
‫احمل ـدّد وباملواصفــات املطلوبــة بالعقــد‪.‬‬
‫‪ -5.2.3‬عندمــا يتســلم البنــك الســلعة يكــون لديــه ثالثــة‬
‫احتمــاالت‪:‬‬
‫أ‪ -‬االحتمــال األول‪ :‬يتســلّم البنــك الســلعة يف األجــل‬
‫احملــدّد‪ ،‬ويتــوىل تصريفهــا وبيعهــا مــن خــال إدارة‬
‫التســويق املوجــودة لديــه حــاالً وآج ـاً‪ ،‬وإذا كان هنــاك‬
‫شــركة تســويق تابعــة للبنــك ميكــن البيــع هلــا‪.‬‬
‫ب‪ -‬االحتمــال الثانــي‪ :‬يــوكل البنــك البائــع (العميــل)‬
‫بيــع الســلعة نيابــة عنــه مقابــل أجــر حمــدد مســبقاً‪،‬‬
‫علــى أســاس أنــه أكثــر ختصصــاً ودرايــة بســوق الســلعة‪.‬‬
‫جـــ‪ -‬االحتمــال الثالــث‪ :‬قــد يتــم االتفــاق مــع البائــع‬
‫علــى تســليم الســلعة إىل طــرف ثالــث (فــرد أو مؤسســة)‬
‫املشــري‪ ،‬بنــاءً علــى وعــد مســبق منــه بشــرائها‪ ،‬وقــد‬
‫تســبق هــذه اخلطــوة مرحلــة دعايــة وإعــان‪.‬‬
‫‪ -6.2.3‬يوافــق البنــك (البائــع) علــى بيــع الســلعة حــاالً أو‬
‫باألجل بســعر أعلى من ســعر شــرائها سَـلَماً‪ ،‬يُسـدِّده املشــري‬
‫حســب االتفــاق‪ ،‬فيســتفيد البنــك مــن فــروق األســعار (الربــح‬
‫احلاصــل بــن ســعر البيــع والشــراء)‪.‬‬
‫وفيما يلي شكل ختطيطي يوضح مراحل التمويل بالسَّلَم‪:‬‬
‫‪396‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫شكل رقم (‪ :)45‬خطوات بيع السَّ َلم‬
‫تقدم العميل‬
‫(صانع‪ ،‬تاجر‪ ،‬زارع) للبنك‬
‫(عرض بيع بأسلوب السَّ َلم)‬
‫إبرام عقد «بيع السَّ َلم»‬
‫(تسليم الثمن فوراً)‬
‫دراسة البنك لطلب التمويل‬
‫من البائع وإقرار مناسبته‬
‫طلبات جـــديدة لتمويل‬
‫عمليات السَّ َلم‬
‫يقوم البنك ببيع السلعة‬
‫(بنفسه أو للمتعامل‬
‫أو لطرف ثالث) «عقد بيع»‬
‫تسليم وتسلم السلعة‬
‫وفق املواصفات املطلوبة‬
‫‪ +‬األجل احملدد‬
‫للبنك أن ينتظر إىل وقت تسلم‬
‫السلعة ثم يعلن عن بيعها‪،‬‬
‫أو بيعها سَ َلما‬
‫‪ -3.3‬تركيب عملية التمويل بالسَّ َلم‪:‬‬
‫يف بيــع السَّ ـلَم يكــون البنــك يف البدايــة هــو املشــري واملنتــج هــو البائــع‪،‬‬
‫وبعــد اســتالم الســلعة يقــوم البنــك بتســويقها‪ ،‬ففــي هــذه احلالــة يصبــح‬
‫البنــك هــو البائــع والعميــل هــو املشــري الــذي ســيتقدم إىل البنــك طالب ـاً‬
‫شــراء هــذه الســلعة‪ .‬يوضــح الشــكل التــايل تركيــب عمليــة السَّ ـلَم‪:‬‬
‫شكل رقم (‪ :)46‬العالقة بني أطراف عملية بيع السَّ َلم‬
‫بنك املشاركة‬
‫املشرتي‬
‫(‪)1‬‬
‫بيع السَّ َلم‬
‫البائع‬
‫(‪)2‬‬
‫تسليم السلعة‬
‫البائع املتعامل‬
‫(‪)3‬‬
‫بيع السَّ َلم‬
‫املشرتي‬
‫املصدر‪ :‬حممد عبد العزيز حسن زيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.62 :‬‬
‫‪397‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫ثانياً‪ :‬خصائص وأمهية التمويل بالسَّ َلم يف بنوك املشاركة‬
‫‪1 .1‬خماطر التمويل بالسَّ َلم وإجراءات تقليل حجمها‪:‬‬
‫يــرى أحــد الباحثــن أنــه يف ظــل الظــروف غــر العاديــة‪ ،‬مثــل حــدوث آفــة‬
‫تــؤدي إىل تقليــل الناتــج الزراعــي مث ـاً مــن الســلع املتعاقــد عليهــا سَ ـلَماً‪،‬‬
‫فإنــه يقــل العــرض هلــا‪ ،‬ويزيــد الســعر ويربــح املشــري (املمــوِّل) أكثــر‪.‬‬
‫أمــا يف حالــة زيــادة احملصــول وزيــادة العــرض تبعــاً‪ ،‬فــإن الســعر يقــل‬
‫وينخفــض ربــح املم ـوِّل‪ .‬فهــذه أمــور تدخــل يف املخاطــرة كأحــد العوامــل‬
‫احملــددة للربــح(‪ .)1‬ويعتــر باحــث آخــر أن أيّ خســائر حتــدث أثنــاء عمليــة‬
‫بيــع السَّ ـلَم؛ ينبغــي حتميلهــا بالكامــل علــى البنــك املم ـوِّل(‪.)2‬‬
‫ويُمكــن لبنــك املشــاركة أن يتخــذ بعــض اإلجــراءات الكفيلــة بتقليــل حجــم‬
‫املخاطــر مــن هــذا التمويــل‪ ،‬نســتعرضها فيمــا يلــي(‪:)3‬‬
‫‪ -1.1‬حيــاول البنــك إنشــاء جهــاز تســويقي يقــوم بإعــداد حبــوث‬
‫التســويق؛ أي يقــوم جبمــع وتســجيل وحتليــل البيانــات املتعلقــة‬
‫مبشــاكل تســويق الســلع والبضاعــة‪ ،‬ليتجنــب انعكاســات التقلبــات‬
‫يف الســوق الداخليــة أو اخلارجيــة‪.‬‬
‫‪ -2.1‬جيــب أن يقــوم البنــك باملتابعــة املســتمرة للمؤسســة الــي‬
‫حصلــت علــى التمويــل والقيــام بزيــارات ميدانيــة للوقــوف علــى ســر‬
‫العمــل‪ ،‬وللتأكــد مــن جديتهــا يف ممارســة نشــاطها واســتمرارها فيــه‬
‫(‪ )1‬حممــد عبــد احلليــم عمــر‪« ،‬اإلطــار الشــرعي واالقتصــادي واحملاســي لبيــع السَّـلَم يف ضــوء التطبيــق املعاصــر‪ :‬دراســة‬
‫حتليليــة مقارنــة»‪ ،‬املعهــد اإلســامي للبحــوث والتدريــب‪ ،‬البنــك اإلســامي للتنميــة‪ ،‬جــدة‪ ،‬اململكــة العربيــة الســعودية‪ ،‬حبــث‬
‫رقــم‪ ،15 :‬ط‪ ،1998 ،2‬ص‪.72 :‬‬
‫(‪ )2‬ضياء جميد‪« ،‬البنوك اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.52 :‬‬
‫(‪ )3‬راجع‪:‬‬
‫ حممد عبد العزيز حسن زيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.64-63 :‬‬‫َ‬
‫ حممد عبد احلليم عمر‪« ،‬اإلطار الشرعي واالقتصادي واحملاسيب لبيع السَّلم»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪69 :‬؛ ‪.77‬‬‫‪ -‬إبراهيم بن صاحل العمر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.226 :‬‬
‫‪398‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫وأن قدرهتــا علــى التســليم يف املوعــد احملــدد مازالــت قائمــة‪ ،‬كمــا‬
‫ميكــن للبنــك إذا ظهــرت عقبــات أن يُحــاول تذليلهــا‪ ،‬وذلــك حتــى ال‬
‫يُفاجــأ بتعثــر املؤسســة وعجزهــا عــن الوفــاء بالتزاماهتــا‪.‬‬
‫‪ -3.1‬جيــب علــى البنــك أن يُسْــلِم يف الســلع الــي جتــد رواجــاً‬
‫ويســهل عليــه تصريفهــا‪ ،‬إضافــة إىل قابليتهــا للتخزيــن‪ ،‬وعلــى‬
‫البنــك أن يرتبــط باتفاقيــات مــع بائعــي الســلع الــي يُسْــلِم فيهــا‬
‫ليكونــوا وســطاء لــه يف بيــع هــذه الســلع‪.‬‬
‫‪ -4.1‬مبــا أن السَّــلَم فيــه معنــى املداينــة كمــا أن فيــه معنــى‬
‫االســتثمار؛ فــإن األمــر يتطلــب قبــل تقريــر التعاقــد سَ ـلَماً فحــص‬
‫حالــة العميــل للتأكــد مــن مــدى قدرتــه علــى تســليم املســلم فيــه‪،‬‬
‫ويف جانــب االســتثمار يســتلزم األمــر دراســة الســلعة حمــل التعاقــد‪،‬‬
‫لتحديــد مــدى رحبيتهــا‪.‬‬
‫‪2 .2‬مقارنة التمويل بالسَّ َلم مع األساليب التمويلية املشاهبة‪:‬‬
‫يــرى البعــض أن بيــع السَّ ـلَم هــو «دفــع الثمــن مقابــل ســلعة آجلــة‪ ،‬وميكــن‬
‫القيــام بــه يف ســوق العقــود اآلجلــة (‪ ،)Forward Contracts‬وهــذه غــر‬
‫عقــود املســتقبليات واخليــار‪ ،‬فهــي تتعامــل يف بضاعــة حقيقيــة وليــس يف‬
‫مؤشــرات أو أوهــام‪ ،‬بشــرط االلتــزام بــأن يكــون الثمــن مدفوعــا كلــه»(‪.)1‬‬
‫وعليــه؛ ختتلــف العقــود اآلجلــة يف الســوق املاليــة (البورصــة) عــن بيــع‬
‫السَّــلَم مــن عــدة جوانــب‪ ،‬كمــا يوضحــه اجلــدول الالحــق‪:‬‬
‫(‪ )1‬يوسف كمال حممد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.86 :‬‬
‫‪399‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫جدول رقم (‪ :)73‬مقارنة بني الصفقات يف البورصة وسوق السَّ َلم‬
‫ســوق السَّ َلــم‬
‫الســوق املالية (البورصة)‬
‫عنصر املقارنة‬
‫ سوق العقود اآلجلة‪.‬‬‫طبيعـة السـوق‪ - :‬سوق العقود اآلجلة‪.‬‬
‫ صفقات حقيقية‪.‬‬‫ مؤشرات‪.‬‬‫طبيعــة التعامــل‪ - :‬التعامل يف السلعة الواحدة متكرر وكثري‪ - .‬يتم التعامل على سلع حقيقية‪.‬‬
‫ أحــد البدلــن وهــو الثمــن موجــود‬‫وجود البدلني ‪ -‬تتم الصفقات دون وجود البدلني‪.‬‬
‫ومدفــوع حــال العقــد‪.‬‬
‫(الثمن‪/‬السلعة)‪:‬‬
‫ حتقيــق رغبــة املضاربــن يف جــي فــروق ‪ -‬تلبيــة حاجــات بائــع الســلعة ومشــريها‪:‬‬‫الوظيـفــة‪:‬‬
‫األســعار (بائعــن ومشــرين غــر فعليــن)‪ .‬الطرفــن احلقيقيــن يف أيّــة صفقــة‪.‬‬
‫املصــدر‪ :‬راجــع‪ :‬حممــد عبــد احلليــم عمــر‪« ،‬اإلطــار الشــرعي واالقتصــادي واحملاســي لبيــع‬
‫السَّـلَم»‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪49-48 :‬؛ ‪.74‬‬
‫وخيتلــف التمويــل بالسَّ ـلَم عــن القــرض بفائــدة يف التمويــل التقليــدي يف‬
‫جوانــب أساســية‪ ،‬كمــا يوضحــه اجلــدول التــايل‪:‬‬
‫جــدول رقــم (‪ :)74‬مقارنــة بــن التمويل بالقروض يف البنوك التقليدية‬
‫والتمويل بالسَّـ َلم يف بنوك املشــاركة‪.‬‬
‫عنصر املقارنة‬
‫التمويــل بالسَّ َلــم‬
‫التمويــل بالقــروض‬
‫عالقة املتعامل ‪ -‬عالقة املدين بالدائن (مديونية نقدية)‪.‬‬
‫مع البنك‬
‫‪ -‬عالقة املدين بالدائن (مديونية عينية)‪.‬‬
‫ املطلــوب مــن املقــرض ســداد مبلــغ القــرض‪ ،‬وبالتــايل‬‫ليســت لديــه دوافــع الســتخدام القــرض يف اإلنتــاج‪،‬‬
‫تشجيع اإلنتاج‪ :‬حيــث ميكنــه أن يســدد مــن أيّ مصــدر آخــر‪ ،‬حتــى ولــو‬
‫بقــرض آخــر لســداد القــرض األول‪.‬‬
‫ حيصــل املقــرض علــى عائــد ثابــت مضمــون حمــدد‬‫ســلفاً (وهــو الفائــدة)‪.‬‬
‫ يبقــى عائــد املقــرض مرهونــا مبــا يتحقــق مــن عائــد‬‫علــى اســتخدام أمــوال القــرض‪.‬‬
‫ويف ظــل املخاطــرة فإنــه قــد حيقــق عائــداً يكفــي لدفــع‬
‫العــــائــد‪:‬‬
‫الفائــدة فقــط‪ ،‬وبالتــايل يصبــح نصيبــه مــن العمليــة‬
‫صفــراً‪ ،‬أو قــد ال حيقــق عائــداً فيصبــح عائــده بالســالب‬
‫إىل جانــب خســارته جلهــده‪ ،‬وميكــن أن حيقــق عائــداً‬
‫كبــراً يغطــي الفائــدة ويبقــى لــه جــزء كبــر‪.‬‬
‫ املطلــوب مــن البائــع (طالــب التمويــل) أن يســدد‬‫مقابــل رأس مــال السَّ ـلَم ســلعا‪ ،‬فإنــه إذا كان منتجــا‬
‫هلــذه الســلع فســوف يعمــل كل مــا يف وســعه وحبــد‬
‫أدنــى إلنتــاج القــدر الــازم للســداد‪.‬‬
‫ليــس هنــاك عائــد حمــدد ســلفاً ألحــد طــريف‬
‫ا لعمليــة ‪:‬‬
‫ بالنســبة للبائــع‪ :‬هــو الربــح املتمثــل يف الفــرق بــن‬‫رأس مــال السَّـلَم وتكاليــف احلصــول علــى الســلعة‪.‬‬
‫ بالنســبة للبنــك‪ :‬هــو الفــرق بــن مثــن بيــع السَّ ـلَم‬‫عنــد اســتالمه وبــن رأس مــال السَّ ـلَم‪.‬‬
‫وهــو يتوقــف يف احلالتــن علــى ســامة اختــاذ القــرار‬
‫اخلــاص بــكل منهمــا‪ ،‬فيمــا يتعلــق برتشــيد التكاليــف‬
‫بالنســبة للبائــع وســامة البيــع بالنســبة للمشــري‪.‬‬
‫‪400‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫العبء‬
‫التمويلي‪:‬‬
‫ ميتــد العــبء يف القــروض إىل وجــود فوائــد حمــددة‬‫ســلفاً واقــران القــروض عــادة بشــروط تدخليــة (عــدم‬
‫االقــراض مــن الغــر‪ ،‬الشــراء مــن مصــدر معــن‪.)...‬‬
‫ ال تراعــى الظــروف الطارئــة الــي جتــر املقــرض علــى‬‫التخلــف علــى الســداد‪ ،‬فباإلضافــة إىل حــق املقــرض‬
‫يف تصفيــة الضمانــات‪ ،‬فإنــه إذا قــرر إمهــال املقــرض‬
‫فســوف يظــل عــبء الفائــدة مســتمراً ومتزايــداً بفوائــد‬
‫التأخــر‪.‬‬
‫‪ -1‬معيار الضمانات (عينية ‪ +‬شخصية)‪.‬‬
‫األمهية‬
‫النسبية ملعايري ‪ -2‬معيار امللكية (حجم املمتلكات)‪.‬‬
‫‪ -3‬معيار الطاقة أو املقدرة (املركز املايل)‪.‬‬
‫التمويل‪:‬‬
‫‪ -4‬معيار الشخصية (مسعة العميل)‪.‬‬
‫ يقــل العــبء التمويلــي للسَّــلَم كثــراً عــن حالــة‬‫التمويــل بالقــروض‪.‬‬
‫ يقتصــر العــبء التمويلــي علــى التــزام طالــب‬‫التمويــل (البائــع) بتســليم الســلع املتعاقــد عليهــا‬
‫يف املوعــد احملــدد‪ ،‬وإذا حدثــت ظــروف طارئــة؛‬
‫فإنــه ميكــن فســخ العقــد‪ ،‬أو االنتظــار حلــن زوال‬
‫الظــروف الطارئــة دون أيّــة أعبــاء إضافيــة‪.‬‬
‫‪ -1‬معيار الشخصية‪.‬‬
‫‪ -2‬معيار الطاقة أو املقدرة‪.‬‬
‫‪ -3‬معيار امللكية‪.‬‬
‫‪ -4‬معيار الضمانات‪.‬‬
‫املصــدر‪ :‬راجــع‪ :‬حممــد عبــد احلليــم عمــر‪« ،‬اإلطــار الشــرعي واالقتصــادي واحملاســي لبيــع‬
‫السَّـلَم»‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪.78-71 :‬‬
‫‪3 .3‬حماسبة التمويل بالسَّ َلم‪:‬‬
‫فيمــا يتعلــق باملعاجلــة احملاســبية للتمويــل بالسَّـلَم‪ ،‬يــرى أحــد احملاســبني‬
‫أن عمليــة السَّ ـلَم متــر مبراحــل عديــدة‪ ،‬بــدءاً مــن تســليم رأس املــال‪ ،‬ثــم‬
‫دفــع املصاريــف املتعلقــة هبــا‪ ،‬ثــم تســلم السَّـلَم وإعــادة بيعــه‪ ،‬باإلضافــة إىل‬
‫مــا قــد يطــرأ عليهــا مــن فســخ يف كل الصفقــة أو بعضهــا‪ ،‬وكــذا العمليــات‬
‫املتعلقــة هبــا كالضمانــات‪ ،‬وتكــون قيــود اليوميــة اخلاصــة هبــذه العمليــات‬
‫كمــا يلــي‪:‬‬
‫جــدول رقــم (‪ :)75‬قيــود اليوميــة اخلاصــة بالتمويــل بالسَّـ َلم يف بنــوك‬
‫املشــاركة‪.‬‬
‫شــرح العملية‬
‫املعاجلــة احملاسبية‬
‫طبيعة املرحلة‬
‫«التعاقــد علــى شــراء ‪ Q1‬ســلماً‬
‫من حـ‪ /‬مديين السَّلَم‬
‫وتســليم الثمــن»‪.‬‬
‫العميل «س»‬
‫عند التعاقد على شراء‬
‫إىل مذكورين‪:‬‬
‫العميل «ع»‬
‫سلعة سلما وتسليم‬
‫حـ‪ /‬املراسلني (بنك)‬
‫الثمن‪:‬‬
‫حـ‪ /‬الفروع (فرع)‬
‫حـ‪ /‬الصندوق‬
‫‪401‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫عند احلصول على‬
‫الضمانات‪:‬‬
‫عند تسلم البضاعة يف‬
‫املوعد احملدد للتسليم‪:‬‬
‫معاجلة مصاريف النقل‬
‫والتخزين‪:‬‬
‫عند الرجوع يف الصفقة‪:‬‬
‫(عدم إمتامها)‬
‫عند رد الضمانـات‪:‬‬
‫عند بيع كمية من‬
‫بضاعة السَّ َلم‪:‬‬
‫ترصيد مصاريف السَّ َلم‪:‬‬
‫«تســلم ضمانــات (نوعهــا) مــن‬
‫من حـ‪ /‬ضمانات السَّلَم‬
‫إىل حـ‪ /‬أصحاب ضمانات السَّلَم ا لعمــا ء ‪.‬‬
‫«س» بقيمة ×××‬
‫«ع» بقيمة ××× «‪.‬‬
‫« تسلم السَّلَم من العمالء»‪.‬‬
‫من حـ‪ /‬بضاعة السَّلَم‬
‫إىل حـ‪ /‬مديين السَّلَم‬
‫العميل «س»‬
‫العميل «ع»‬
‫«تسديد مصاريف النقل والتخزين»‪.‬‬
‫من حـ‪ /‬مصاريف السَّلَم‬
‫إىل حـ‪ /‬الصندوق‬
‫«فســخ العقــد (جزئيــا أو كليــا)‬
‫من حـ‪ /‬الصندوق‬
‫وقبــض مــا يقابلــه نقــدا»‪.‬‬
‫إىل حـ‪ /‬مديين السَّلَم‬
‫«رد الضمــان إىل العميــل «س»‬
‫من حـ‪ /‬أصحاب ضمانات السَّلَم‬
‫إىل حـ‪ /‬ضمانات السَّلَم لوفائــه مبــا عليــه»‪.‬‬
‫من حـ‪ /‬الصندوق‬
‫من حـ‪ /‬بضاعة السَّلَم‬
‫حتويل نتيجة السَّ َلم إىل من حـ‪ /‬أ‪.‬خ السَّلَم‬
‫حـ‪ /‬أرباح وخسائر‬
‫االستثمار‪:‬‬
‫إىل حـ‪ /‬مبيعات السَّلَم‬
‫«بيــع كميــة ‪ Q2‬مــن بضاعــة السَّـلَم‬
‫بســعر‪.»...‬‬
‫«إقفــال مصاريــف السَّــلَم يف حـــ‪/‬‬
‫إىل حـ‪ /‬مصاريف السَّلَم بضاعــة السَّ ـلَم لتحديــد تكلفتهــا»‪.‬‬
‫«ترحيــل نتيجــة السَّ ـلَم إىل حـــ‪/‬أ‪.‬خ‬
‫االســتثمار»‪.‬‬
‫إىل حـ‪ /‬أ‪.‬خ االستثمار‬
‫املصــدر‪ :‬راجــع‪ :‬حممــد عبــد احلليــم عمــر‪« ،‬اإلطــار الشــرعي واالقتصــادي واحملاســي لبيــع‬
‫السَّـلَم»‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪.86-83 :‬‬
‫‪4 .4‬أمهية التمويل بالسَّ َلم على املستوى االقتصادي الكلي واجلزئي‪:‬‬
‫‪ -1.4‬جماالت تطبيق التمويل بالسَّ َلم‪:‬‬
‫يف بيــع السَّـلَم يدفــع البنــك للبائــع الســعر الكامــل املتفــاوض عليــه‪ ،‬علــى أن‬
‫يتــم التســليم يف وقــت حمــدد مســتقبالً؛ ومــن الواضــح أن املعاملــة ســتكون‬
‫يف نطــاق الســلع الــي ميكــن معرفــة كميتهــا ونوعيتهــا وقــت العقــد‪،‬‬
‫وبســبب هــذه اخلاصيــة‪« ،‬فإنــه يالئــم حــاالت التمويــل الزراعــي بشــكل‬
‫خــاص‪ .‬وأســاس الفكــر هــو أن يدخــل البنــك يف اتفــاق مــع املــزارع لشــراء‬
‫‪402‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫منتجــات زراعيــة يف املســتقبل»(‪ ،)1‬وعليــه فــإن أنســب قطــاع لتطبيــق هــذه‬
‫الصيغــة بشــكل واســع هــو القطــاع الفالحــي؛ حيــث ميتــاز بيــع السَّـلَم بأنــه‬
‫يشــجع الفــاح علــى العمــل ويقــدم لــه التمويــل الــازم لإلنتــاج‪ .‬ومــع ذلــك‪،‬‬
‫ميكــن للبنــك «أن يُوسِّــع نطــاق تعاملــه هبــذا العقــد فيتعامــل بــه مــع خمتلــف‬
‫القطاعــات وعلــى كافــة املســتويات»(‪.)2‬‬
‫ونظــراً لطبيعــة الــدور التنمــوي لبنــوك املشــاركة والقــدرة التمويليــة العاليــة‬
‫الــي ميكــن أن متارســها؛ فإنــه توجــد جمــاالت حديثــة لتطبيــق السَّــلَم‬
‫ي َّ‬
‫ُفضــل دخــول هــذه البنــوك فيهــا‪ ،‬مــن أمههــا مــا يلــي(‪:)3‬‬
‫‪ -1.1.4‬متويــل القطــاع الفالحــي‪ :‬متويــل الفالحــن لــدورة‬
‫زراعيــة تقــل يف العــادة عــن ســنة‪.‬‬
‫‪ -2.1.4‬متويــل املنتجــن‪ :‬متويــل احلرفيــن وأصحــاب‬
‫الصناعــات الصغــرة‪.‬‬
‫‪ -3.1.4‬متويــل الغارمــن‪ :‬متويــل الغــارم الــذي ال يســتطيع‬
‫الوفــاء بالتزاماتــه حالي ـاً‪.‬‬
‫‪ -4.1.4‬متويــل التكنولوجيــة واألصــول الثابتــة‪ :‬توفــر‬
‫األصــول الثابتــة الالزمــة لقيــام املصانــع‪.‬‬
‫‪ -5.1.4‬متويــل التجــارة اخلارجيــة‪ :‬تشــجيع قيــام صناعــات‬
‫لتحويــل املــواد األوليــة إىل ســلع مصنَّعــة يتــم تصديرهــا إىل‬
‫اخلــارج‪.‬‬
‫(‪ )1‬ضياء جميد‪« ،‬البنوك اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.52 :‬‬
‫(‪ )2‬حممد صالح حممد الصاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.661 :‬‬
‫(‪ )3‬حممد عبد العزيز حسن زيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.60-58 :‬‬
‫‪403‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫‪ -2.4‬مزايا وعيوب التمويل بالسَّ َلم‪:‬‬
‫يســتجيب السَّ ـلَم حلاجــات حقيقيــة بــن املتعاملــن بــه؛ حيــث «يتضــح أن‬
‫السَّـلَم مــن الناحيــة املاليــة يسـدُّ حاجــة متويليــة للبائــع وحاجــة اســتثمارية‬
‫للمشــري‪ ،‬ومــن الناحيــة الســلعية يس ـدُّ حاجــة إنتاجيــة للبائــع‪ ،‬وحاجــة‬
‫إنتاجيــة أو اســتهالكية للمشــري»(‪.)1‬‬
‫إن طبيعــة بنــوك املشــاركة تفــرض عليهــا اعتمــاد صيــغ التمويــل القائمــة‬
‫َّ‬
‫لتتمكــن مــن اســتغالل فوائــض‬
‫علــى املديونيــة كالتمويــل بالسَّـلَم واملراحبــة‬
‫الســيولة؛ لكــن اإلفــراط يف التمويــل وفــق أيّ صيغــة تقــوم علــى املديونيــة‬
‫ســيؤدي إىل النقــص يف الســيولة والزيــادة يف خماطــر تعثــر الســداد‬
‫واســرداد األمــوال املدفوعــة للمســتثمرين‪.‬‬
‫ونبني آثار التمويل بالسَّلَم يف اجلدول التايل‪:‬‬
‫(‪ )1‬حممد عبد احلليم عمر‪« ،‬اإلطار الشرعي واالقتصادي واحملاسيب لبيع السَّلَم»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.19 :‬‬
‫‪404‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫جدول رقم (‪ :)76‬مزايا التمويل بالسَّ َلم على املستوى االقتصادي الكلي واجلزئي‪.‬‬
‫* بالنسبة لالقتصـــاد الوطين ( التنميـــة)‬
‫* بالنسبة للعمــالء املستفيدين ( البائعيـــــن )‬
‫‪ -2‬تقليل آثار التضخم‪:‬‬
‫يقضــي السَّـلَم علــى آثــار التضخــم بالنســبة للمتعاملــن بــه؛ حيــث حيصــل‬
‫املمـوّل (البنــك) علــى ســلع مقابــل أموالــه‪ ،‬وأســعارها ســوف ترتفــع يف ظل‬
‫التضخــم‪ ،‬وبالتــايل لــن خيســر جــزءاً مــن أموالــه مقابــل اخنفــاض القــوة‬
‫الشــرائية للنقــود‪ ،‬هــذا فضــا علــى حصولــه علــى ربــح بــن ســعر البيــع‬
‫والشــراء‪ ،‬كمــا أن العميــل لــن يعانــي مــن آثــار التضخــم؛ ألنــه يســتخدم‬
‫مبلــغ التمويــل النقــدي يف اإلنتــاج بشــراء مســتلزمات ترتفــع أســعارها يف‬
‫ظــل التضخــم‪.‬‬
‫‪ -2‬ترشيد تكاليف اإلنتاج‪:‬‬
‫إن الربــح يف أبســط صــورة يُح ـدَّد بالفــرق بــن مثــن البيــع والتكاليــف‪،‬‬
‫ويف حالــة البيــع سَـلَما فــإن مثــن البيــع يكــون حمــدداً ســلفاً قبــل اإلنتــاج‪،‬‬
‫وبالتــايل لكــي حيقــق العميــل (البائــع) رحبــا مناســبا‪ ،‬فــإن ليــس لــه بديــل‬
‫ســوى ترشــيد التكاليــف؛ مــن خــال حســن اســتخدام املــوارد وتقليــل‬
‫الفاقــد والتالــف‪.‬‬
‫‪ -1‬تطبيق السَّ َلم يف متويل املؤسسات االقتصادية يضمن مايلي‪:‬‬
‫‪ -1‬املزايا االقتصادية لبيع السَّ َلم‪:‬‬
‫ متويل املؤسسة مسبقا‪.‬‬‫ توفري السيولة مقدّماً للمزارعني مما ميكنهم من اإلنتاج‪.‬‬‫ ضمان سوق الحق ملنتجاهتا‪.‬‬‫ حل مشكلة الدولة بسبب تعثر ديون القطاع الزراعي‪.‬‬‫ جتنبها قروض البنوك‪ ،‬وتالعب العمالء الومهيني‪.‬‬‫ حتقيق األمن الغذائي‪.‬‬‫ حتريــر القــرار السياســي واالقتصــادي للدولــة‪ ،‬وحتقيــق املبــدأ ‪ -‬حتقيق عوائد جمزية‪.‬‬‫ إعفــاء الدولــة مــن تكاليــف التغطيــة للعمليــة االســتغاللية وتكاليــف‬‫االقتصــادي العظيم»نــأكل ممــا نــزرع‪ ،‬ونلبــس ممــا نصنــع»‪.‬‬
‫التطهــر للخســائر املتتاليــة‪.‬‬
‫ تقليــل الســيولة الزائــدة بتوجيههــا إىل االســتثمار لإلنتــاج أو االســتثمار‬‫اإلنعاشــي للمؤسســات الوطنيــة‪.‬‬
‫* بالنسبة لبنـــوك املشاركة ( املشرتيـــن)‬
‫‪ -1‬زيادة القدرة التمويلية للسلم اليت تظهر يف‪:‬‬
‫ صالحيــة السَّــلَم لتمويــل العمليــات قصــرة األجــل‪ ،‬مثــل املنتجــات‬‫الزراعيــة لــدورة زراعيــة تقــل يف العــادة عــن الســنة‪.‬‬
‫ صالحيــة السَّـلَم لتمويــل العمليــات طويلــة األجــل‪ ،‬مثــل متويــل األصول‬‫الثابتــة‪ ،‬وميكــن أن ميتــد احلــد األعلــى ألجــل السَّـلَم إىل ‪ 10‬ســنوات‪.‬‬
‫ إمكانيــة تصفيــة عمليــات السَّــلَم قبــل حلــول أجلهــا بطريقــة غــر‬‫مباشــرة عــن طريــق أن يُسْــلم البنــك يف جنــس مــا أســلم فيــه‪.‬‬
‫ حتقيــق رحبيــة مناســبة‪ ،‬حيــث إن طبيعــة السَّ ـلَم تقــوم علــى الشــراء‬‫بســعر أقــل مــن الســعر عنــد التســليم‪.‬‬
‫‪ -2‬حتقيق رحبية السَّ َلم‪:‬‬
‫وميكــن التفرقــة يف ربــح السَّ ـلَم بــن ربــح الشــراء وربــح البيــع‪ ،‬فــاألول‬
‫هــو الفــرق بــن مثــن الشــراء عنــد التعاقــد ومثــن الشــراء عنــد التســلم‪،‬‬
‫والثانــي هــو الفــرق بــن مثــن البيــع وســعر الشــراء عنــد التســلم‪ ،‬وذلــك‬
‫ألغــراض احلكــم علــى كفــاءة األجهــزة املختلفــة بإجــراء عمليــات السَّـلَم‬
‫داخــل البنــك‪.‬‬
‫‪ -3‬تشجيع تكوين الوحدات اإلنتاجية‪:‬‬
‫‪ -3‬تعـذر املشاركة‪:‬‬
‫‪ -3‬اتساع النطاق‪:‬‬
‫َ‬
‫َ‬
‫نظــراً لتنــوع الســلع واخلدمــات الــي ميكــن التعامــل فيهــا ســلما خاصــة ميكــن التعاقــد مــع احلرفيــن سَـلما لتوفــر املعــدات واملســتلزمات مقابــل ميكــن تطبيــق السَّــلم كأســلوب متويلــي يف بنــوك املشــاركة‪ ،‬عندمــا ال‬
‫بعدمــا أســهم العلــم احلديــث يف توســيع إمكانيــة ضبــط الســلع؛ فإنــه احلصــول علــى جــزء مــن منتجاهتــم؛ وبذلــك يتحولــون إىل وحــدات ميكــن اســتخدام أســلوب املشــاركة لتقديــم التمويــل الــازم ألصحــاب‬
‫ميكــن القــول‪ :‬إن نطــاق التعامــل يف السَّــلَم ميكــن أن ميتــد إىل معظــم إنتاجيــة مســتقلة تضــاف إىل قــدرة االقتصــاد الوطــي‪ ،‬ذلــك أن اإلنســان املهــن احلــرة مــن صناعيــن ومهندســن ومزارعــن وغريهــم مــن‬
‫املوظفــن‪ ،‬ممــن حيتــاج إىل مبالــغ نقديــة ســداد حاجاهتــم اخلاصــة‪.‬‬
‫يعمــل حلســاب نفســه عــادة بطاقــة أكــر مــن العمــل لــدى الغــر‪.‬‬
‫األنشــطة االقتصاديــة يف اجملتمــع‪.‬‬
‫‪ -4‬تنشيط سوق السَّ َلم‪:‬‬
‫ميكــن اســتخدام عقــد السَّــلَم يف متويــل النشــاط الزراعــي‬
‫والصناعــي والتجــاري‪ ،‬ال ســيما متويــل املراحــل الســابقة إلنتــاج‬
‫وتصديــر الســلع واملنتجــات الرائجــة‪ ،‬وذلــك بشــرائها سَـلَما وإعــادة‬
‫تســويقها بأســعار جمزيــة وهــذا يســهم يف حركيــة االقتصــاد الوطين‬
‫ورفــع درجــة منــوه‪.‬‬
‫‪ -4‬السَّ َلم والسَّ َلم املوازي‪:‬‬
‫‪ -4‬وسيلة مرنة‪:‬‬
‫يُعتــر السَّـلَم أداة ذات كفــاءة عاليــة مــن حيــث مرونتهــا واســتجابتها يُمكــن للبنــك أن يبيــع سَ ـلَما ويشــري سَ ـلَما‪ ،‬فــإذا كان مــا باعــه‬
‫حلاجــات التمويــل املختلفــة‪ ،‬واســتجابتها حلاجــات شــرائح خمتلفــة مطابقــا ملــا اشــراه‪ ،‬تســلم الســلعة يف األجــل‪ ،‬وشــحنها مباشــرة إىل‬
‫ومتعــددة مــن العمــاء ســواء كانــوا مــن املنتجــن الزراعيــن أو املشــري‪ ،‬فيوفــر بذلــك مصاريــف التخزيــن‪.‬‬
‫الصناعيــن أم مــن التجــار‪ ،‬األفــراد أو املؤسســات عامــة كانــت أو‬
‫خاصــة‪.‬‬
‫‪406‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫ثالثاً‪ :‬واقع التمويل بالسَّ َلم يف بنوك املشاركة‬
‫‪1 .1‬دراسة حتليلية للتمويل بالسَّ َلم‪:‬‬
‫يُعتــر السَّــلَم أحــد الصيــغ االســتثمارية الــي وجــدت طريقهــا للتطبيــق‬
‫يف واقــع االقتصــاد الســوداني؛ حيــث قــام أحــد الباحثــن بدراســة هــذه‬
‫الصيغــة الــي اســتخدمتها كل البنــوك العاملــة يف الســودان لتمويــل القطــاع‬
‫الزراعــي(‪ )1‬خــال مخــس ســنوات (‪)1995/94-1991/90‬؛ هبــدف‬
‫التعــرف علــى الــدور التنمــوي لبنــوك املشــاركة بصفــة عامــة‪ ،‬ومــدى كفــاءة‬
‫ومالءمــة الصيــغ التمويليــة يف متويــل القطاعــات اإلنتاجيــة‪ .‬ومت التوصــل‬
‫إىل النتائــج التاليــة(‪:)2‬‬
‫‪ -1.1‬إن اســتخدام صيغــة السَّـلَم يف التمويــل الزراعــي يف الســودان‬
‫أثبــت أهنــا‪:‬‬
‫أ‪ -‬تناســب متويــل العمليــات الزراعيــة وخاصــة ملقابلــة‬
‫املصاريــف اجلاريــة‪.‬‬
‫ب‪ -‬توافــر الســيولة الكافيــة للمزارعــن يف األوقــات املناســبة‬
‫للزراعــة؛ دون أن يضطــروا لالســتدانة بشــروط جمحفــة وبيــع‬
‫حماصيلهــم لدائنيهــم حتــت ظــروف احلاجــة املاســة‪.‬‬
‫جـ‪ -‬تساعد املزارعني يف تسويق القدر األكرب من منتجاهتم‪.‬‬
‫‪ -2.1‬مــن خــال دراســة جتربــة التمويــل الزراعــي يف الســودان‬
‫تبيّــن أن بيئــة االقتصــاد الســوداني وإن مل تتوافــر فيهــا كل الشــروط‬
‫(‪ )1‬كان العــام الزراعــي األول لتطبيــق السَّــلَم هــو ‪ ،1991/1990‬وتظهــر أمهيــة القطــاع الزراعــي بالنســبة لالقتصــاد‬
‫الســوداني يف أنــه يشــكل مصــدر الدخــل الرئيــس ألكثــر مــن ‪ %75‬مــن الســكان ويســهم ســنوياً حبــوايل ‪ %40-35‬مــن الناتــج‬
‫اإلمجــايل احمللــي‪ ،‬كمــا أن ‪ %90-85‬مــن عائــدات الصــادرات تأتــي مــن تصديــر املنتجــات الزراعيــة‪ ،‬يضــاف أن اجلــزء‬
‫الغالــب مــن اســتثمارات القطــاع العــام مُوجَّــه حنــو الزراعــة‪.‬‬
‫َ‬
‫(‪ )2‬عثمــان بابكــر أمحــد‪« ،‬جتربــة البنــوك الســودانية يف التمويــل الزراعــي بصيغــة السَّ ـلم»‪ ،‬املعهــد اإلســامي للبحــوث‬
‫والتدريــب‪ ،‬البنــك اإلســامي للتنميــة‪ ،‬جــدة‪ ،‬اململكــة العربيــة الســعودية‪ ،‬حبــث رقــم‪ ،49 :‬ط‪ ،1998 ،1‬ص‪.100-97 :‬‬
‫‪406‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫الضروريــة للتطبيــق األمثــل للسَّــلَم؛ إال أن تطبيقــات السَّــلَم متــت‬
‫بصــورة مرضيــة جعلــت املؤسســات التمويليــة ترتضــي هــذه الصيغة‪،‬‬
‫وتســعى لتحســن العمــل هبــا مــن خــال جتنــب بعــض العوائــق العمليــة‪.‬‬
‫‪ -3.1‬كشــفت الدراســة أن التطبيــق األمثــل للسَّ ـلَم وزيــادة جــدوى‬
‫اســتخدامه‪ ،‬يتطلبــان أن تتصــف البيئــة االقتصاديــة الــي يُطبــق‬
‫فيهــا السَّ ـلَم بامليــزات التاليــة‪:‬‬
‫أ‪ -‬أال تكــون تشــوّهات يف هيــاكل األســعار وتدهــور القيمــة‬
‫احلقيقيــة للعملــة؛ ألن السَّـلَم يقــوم علــى األســعار املســتقبلية‬
‫للســلع حمــل السَّ ـلَم‪.‬‬
‫ب‪ -‬أال تكــون اختــاالت هيكليــة تــؤدي إىل تلــف املنتجــات‬
‫الزراعيــة‪.‬‬
‫جـــ‪ -‬أن تكــون السياســات املاليــة والنقديــة متســقة مــع‬
‫السياســات التمويليــة واملصرفيــة؛ حبيــث ال تُقيّــد جهــود‬
‫البنــوك يف بيــع وتصريــف املنتجــات الزراعيــة الــي موَّلتهــا‬
‫سَــلَماً ‪.‬‬
‫‪ -4.1‬إن تطبيق صيغيت املراحبة واملشاركة يف التمويل الزراعي قد‬
‫ســاعدا يف إكمال الدور التمويلي للسَّـلَم؛ من خالل اســتخدامهما يف‬
‫مراحــل التمويــل الزراعــي األخــرى مثــل‪ :‬ختزيــن وتســويق املنتجــات‬
‫الزراعيــة‪ ،‬واجلــدول التــايل يبــن أمهيــة الصيــغ األخــرى كأســاليب‬
‫متويليــة مكملــة للسَّـلَم وليســت بديلــة عنــه‪.‬‬
‫‪407‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫جدول رقم (‪:)77‬‬
‫التمويل الزراعي بالسَّ َلم والصيغ األخرى للمواسم الزراعية‬
‫‪ 1994/93 -1991/90‬يف بنوك املشاركة السودانية‪.‬‬
‫السنوات‬
‫‪1991/90‬‬
‫‪1992/91‬‬
‫‪1993/92‬‬
‫التمويل‬
‫‪4‬‬
‫‪7‬‬
‫‪7,701‬‬
‫‪1994/93‬‬
‫‪5,601‬‬
‫السَّ َلــم‬
‫النسبة‬
‫‪%66‬‬
‫‪%43‬‬
‫‪%51,5‬‬
‫الصيــغ األخرى‬
‫النسبة‬
‫التمويل‬
‫‪%34‬‬
‫‪2‬‬
‫‪%57‬‬
‫‪9‬‬
‫‪%48,5‬‬
‫‪7,256‬‬
‫‪%49,5‬‬
‫‪%50,5‬‬
‫‪5,694‬‬
‫(الوحدة‪ :‬مليار جنيه سوداني)‬
‫اإلمجــايل‬
‫النسبة‬
‫التمويل‬
‫‪%100‬‬
‫‪6‬‬
‫‪%100‬‬
‫‪16‬‬
‫‪%100‬‬
‫‪14,957‬‬
‫‪%100‬‬
‫‪11,295‬‬
‫املصدر‪ :‬عثمان بابكر أمحد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.90 :‬‬
‫‪2 .2‬مشاكل عملية للتمويل بالسَّ َلم‪:‬‬
‫إن الدراســات امليدانيــة واملســتندية لعــدد مــن بنــوك املشــاركة تبيِّــن أن‬
‫العمــل فيهــا بصيغــة السَّ ـلَم مــازال حمــدوداً جــداً؛ رغــم النــص عليهــا يف‬
‫النظــم األساســية كإحــدى صيــغ االســتثمار‪ ،‬وترجــع أســباب ذلــك إىل(‪:)1‬‬
‫‪ -1.2‬عــدم تغيُّــر فكــر القائمــن علــى إدارة االســتثمار يف هــذه‬
‫البنــوك؛ حيــث إن هــذه اإلدارة تســر تقريباً علــى منط إدارة االئتمان‬
‫يف البنــوك التقليديــة‪.‬‬
‫‪ -2.2‬عــدم توافــر العمالــة الفنيــة املتخصصــة للدخــول يف هــذا‬
‫النشــاط‪ ،‬وعــدم وجــود اإلدارة التســويقية الناجحــة‪.‬‬
‫‪ -3.2‬مازالــت صيغــة السَّــلَم حتتــاج إىل تنقيــح مــن أجــل بلــورة‬
‫الضوابــط الشــرعية والقواعــد الفقهيــة يف قواعــد عمــل حمــدّدة‪،‬‬
‫وخطــوات فنيــة مقنّنــة وفــق املعطيــات املعاصــرة‪.‬‬
‫(‪ )1‬راجع‪:‬‬
‫ حممد عبد العزيز حسن زيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.60-58 :‬‬‫‪ -‬حممد عبد احلليم عمر‪« ،‬اإلطار الشرعي واالقتصادي واحملاسيب لبيع السَّلَم»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.64 :‬‬
‫‪408‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫كمــا نشــر إىل أنــه يف حــدود ميزانيــات بنــوك املشــاركة الــي توافــرت‬
‫لدينــا‪ ،‬مل تذكــر حســابات التمويــل شــيئا عــن صيغــة السَّــلَم(‪)1‬؛ بســبب‬
‫عــدم توضيــح عناصــر األصــول بتفصيــل مناســب‪.‬‬
‫ومتثلت املشاكل اليت رافقت التعامل بعقد السَّلَم يف السودان يف(‪:)2‬‬
‫ حتديــد الثمــن‪ :‬قــد يرتفــع الســعر عنــد حلــول األجــل‪ ،‬فيقــع النــزاع‬‫بــن الطرفني‪.‬‬
‫ مشــكلة عــدم ُّ‬‫متكــن املزارعــن مــن الوفــاء بالتزاماهتــم؛ بســبب‬
‫شــح احملصــول‪.‬‬
‫ مشكلة عدم وفاء املزارعني بالتزاماهتم‪ ،‬مع وجود احملصول‪.‬‬‫ونستعـــرض فيمــا يلــي أهــم املشــاكل الــي واجهــت التمويــل بالسَّ ـلَم‬
‫يف التجربــة العمليــة لبنــوك املشــاركة‪:‬‬
‫جــدول رقــم (‪ :)78‬مشــاكل التمويــل بالسَّـ َلم يف ضــوء التجربــة العمليــة‬
‫لبنوك املشــاركة‪.‬‬
‫املشــاكل العمليــة‬
‫حلــــول مقرتحــــة‬
‫ جيــب أن تعمــل بنــوك املشــاركة علــى أن يكــون لديهــا خمــازن مالئمــة حتــت تصرفهــا‬‫لتخزيــن بضاعــة السَّ ـلَم وتصريفهــا مبعرفتهــا‪ .‬إال أن الواقــع العملــي يوحــي بصعوبــة ذلــك؛‬
‫ختزيـن بضاعة السَّ َلم‪ :‬حيــث أن البنــوك تتعامــل يف بضائــع كثــرة‪ ،‬لعــدد كبــر مــن العمــاء يف أماكــن متفرقــة‪،‬‬
‫ خمازن مملوكـــة للبنك كمــا أن لــكل نــوع مــن البضائــع مواصفــات خاصــة يف التخزيــن (مثــل‪ :‬األخشــاب واملــواد‬‫ خمازن مستأجرة من الكيماويــة والغذائيــة‪ ،)...‬ولذلــك تلجــأ البنــوك إىل اســتئجار خمــازن مــن الباطــن‪ ،‬فيتــم‬‫الباطن‬
‫تنفيــذ اإلجــراءات اآلتيــة‪:‬‬
‫معاينة املخزن ‪ +‬إبرام عقد اإلجيار ‪ +‬استالم املخزن‪.‬‬
‫ جيــب أن يكــون لــدى بنــوك املشــاركة عنــد تطبيــق السَّـلَم قطــاع كبــر لالســتثمارات ينــدرج‬‫التسويــــق‪:‬‬
‫حتتــه إدارة تســويقية مهمتهــا تســويق وتصريــف بضاعــة السَّ ـلَم‪ ،‬وإذا زاد النشــاط يســتلزم‬
‫ إدارة تسويقيـــة‬‫األمــر إنشــاء شــركة تســويقية‪ ،‬كمــا جيــب أن يكــون لديهــا خطــة تســويقية واضحــة املعــامل‬
‫ شركة تسويقيـــة‬‫وخطــة اســراتيجية لوظيفــة تســويق بضاعــة السَّـلَم‪ ،‬تبــدأ قبــل التعاقــد مع املتعاملــن لتحديد‬
‫ خطة تسويقيـــة‬‫مــن هــو املشــري احلــايل واملرتقــب‪ ،‬ومــا هــي حاجاتــه وقدراتــه الشــرائية ودافعــه يف الشــراء‪.‬‬
‫(‪ )1‬أنظر املالحق‪.‬‬
‫(‪ )2‬الصديق حممد األمني الضرير‪« ،‬الشروط الشرعية لصحة بيع السَّلَم»‪ ،‬جملة االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬العدد ‪ ،171‬يوليو ‪ ،1995‬ص‪.75 :‬‬
‫‪409‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫ جيــب اســتخدام صيغــي املراحبــة واملشــاركة لتكونــا جبانــب السَّ ـلَم وتكمــا الــدور الــذي‬‫ميكــن أن يقــوم بــه يف التمويــل الزراعــي‪ ،‬وليــس املقصــود هنــا أن حي ـاّ حمــل السَّ ـلَم وإمنــا‬
‫لكــي يكمــا دوره‪ ،‬ذلــك أهنمــا‪:‬‬
‫ شــكلتا إطــاراً متويلي ـاً مناســباً للقطــاع الزراعــي حتــى قبــل تطبيــق السَّ ـلَم‪ ،‬ومــن خالهلمــا‬‫تفضيــالت الصيـغ‬
‫متــت مقابلــة احلاجــات التمويليــة للقطــاع الزراعــي للصــرف علــى مدخــات اإلنتــاج الزراعــي‬
‫التمويلية‪:‬‬
‫ إكمال الصيغ األخرى العينيــة وعلــى غريهــا‪ ،‬بــدءاً مبرحلــة الزراعــة وانتهــاء بتســويق املنتجــات الزراعيــة يف الداخــل‬‫للدور التمويلي للسَّ َلم‪ .‬واخلارج‪.‬‬
‫ يصلــح اســتخدام املراحبــة يف التمويــل الزراعــي قصــر األجــل‪ ،‬كمــا تصلــح املشــاركة يف‬‫التمويــل متوســط وطويــل األجــل‪ ،‬وهنــا تكمــل هاتــان الصيغتــان مــع السَّ ـلَم ‪-‬الــذي يناســب‬
‫التمويــل قصــر األجــل فقــط‪ -‬الــدورة التمويليــة املطلوبــة للنشــاط الزراعــي‪.‬‬
‫املصدر ‪ :‬راجع‪ - :‬حممد عبد العزيز حسن زيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.76-72 :‬‬
‫‪ -‬عثمان بابكر أمحد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.100-99 :‬‬
‫فيمــا يلــي شــكل ختطيطــي يبــن اخلطــوات التنظيميــة لتطبيــق السَّـلَم يف‬
‫بنــوك املشــاركة‪:‬‬
‫شكل رقم (‪ :)47‬اخلطوات التنظيمية لتطبيق السَّ َلم يف بنوك املشاركة‬
‫إدارة تـسـويـقـيـة‬
‫(عمليات السَّلَم قليلة والسلع‬
‫املتعامل فيها حمدودة)‬
‫إدارة تسويق السَّ َلم‬
‫إدارة بيع السَّ َلم‬
‫(استالم السلع وإعادة تسويقها)‬
‫(البحث عن الفرص االستثمارية)‬
‫شـركـة تـسـويـقـيـة‬
‫(زيادة عمليات السَّلَم)‬
‫شركة الستثمارات السَّ َلم‬
‫شركة تسويق‬
‫(شراء السلع وتسويقها)‬
‫(الشراء والبيع املتوازي)‬
‫فـروع مـتـخـصـصـة‬
‫(خطوة حنو التخصص)‬
‫فروع متويل التنمية الزراعية‬
‫والصناعية‬
‫االنتشار باملناطق الريفية‬
‫(جتمعات املزارعني واحلرفيني)‬
‫(قطاعات متخصصة)‬
‫‪410‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‬
‫المطلــب الثالــث‪ :‬التمويــل بالقــرض الحســن فــي بنــوك‬
‫المشــاركة‪.‬‬
‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬مفهــوم التمويــل بالقــرض احلســن وخطواتــه العمليــة يف بنــوك‬
‫املشــاركة‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬خصائـص وأمهيـة التمويـل بالقرض احلسن يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬واقــع التمـويــل بالقـرض احلسـن يف بنـوك املشاركــة‪.‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬مفهــوم التمويــل بالقــرض احلســن وخطواتــه العمليــة يف بنــوك‬
‫املشــاركة‬
‫‪1 .1‬تعريف التمويل بالقرض احلسن‪:‬‬
‫التعريــف العــام للقــرض احلســن هــو‪« :‬تقديــم مــال مــن شــخص إىل آخــر‬
‫علــى أن يَ ـرُدَّ لــه بدلــه بــدون زيــادة‪ ،‬وهــو يف الشــريعة مــن أعمــال ال ـرّ‪،‬‬
‫ويُمثــل متويـاً بــدون مقابــل»(‪ ،)1‬أو مبعنــى آخــر هــو‪« :‬ذلــك القــرض الــذي‬
‫مينحــه شــخص آلخــر علــى حنــو جمانــي؛ أي دون أن يتقاضــى يف مقابــل‬
‫هــذا القــرض منافــع ماديــة»(‪.)2‬‬
‫ويف بنــوك املشــاركة يقــوم القــرض احلســن علــى تقديــم البنــك «مبلغــاً‬
‫حمـدّداً لفــرد مــن األفــراد‪ ،‬أو ألحــد عمالئــه حيــث يضمــن ســداد القــرض‬
‫احلســن‪ ،‬دون حتميــل هــذا الفــرد أو العميــل أيّــة أعبــاء أو عمــوالت‪ ،‬أو‬
‫مطالبتــه بفوائــد وعائــد اســتثمار هــذا املبلــغ‪ ،‬أو مطالبتــه بــأيّ زيــادة مــن‬
‫(‪ )1‬حممد عبد احلليم عمر‪« ،‬اإلطار الشرعي واالقتصادي واحملاسيب لبيع السَّلَم»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.45 :‬‬
‫(‪ )2‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.144 :‬‬
‫‪411‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫أي نــوع‪ .‬بــل يكفــي البنــك فقــط أن يســرد أصــل القــرض واألمــوال الــي‬
‫أقرضهــا هلــذا الفــرد»(‪)1‬؛ فهــو قــرض بــا فائــدة وال مشــاركة‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬يتكون التمويل بالقرض احلسن من طرفني مها‪:‬‬
‫‪ -1.1‬املقرتض‪ :‬وهو العميل احملتاج للتمويل بالقرض دون فوائد‪.‬‬
‫‪ -2.1‬البنــــك‪ :‬وهــو الــذي يقــوم بتقديــم القــروض دون فوائــد أو‬
‫مشــاركة‪.‬‬
‫‪2 .2‬أنواع التمويل بالقرض احلسن‪:‬‬
‫‪ -1.2‬إن اســتعمال كلمــة «قــرض» يف بنــوك املشــاركة ال يعــي إال‬
‫القــرض احلســن أي‪ :‬القــرض دون فائــدة‪ ،‬أمــا القــروض الــي تُقـدَّم‬
‫للمؤسســات فيُمكــن اســتعمال كلمــة «متويــل قصــر األجــل» أو‬
‫«مشــاركات قصــرة األجــل»(‪.)2‬‬
‫‪ -2.2‬يُمكــن أن يكــون التمويــل يف بنــوك املشــاركة اســرباحياً‬
‫«كاملشــاركات والبيــوع واإلجيــارات» أو تربعيًّــا «كالقــرض» الــذي ال‬
‫زيــادة فيــه وال منفعــة للمقــرض(‪.)3‬‬
‫‪ -3.2‬يُميِّــز االجتــاه العملــي يف بنــوك املشــاركة ملعاجلــة اإلقــراض‬
‫االســتهالكي(‪ )4‬بــن القــروض حلــاالت الضــرورة الــي يُمكــن مقابلتها‬
‫بأســلوب القــرض احلســن (الظــروف االجتماعيــة الــي تدعــو‬
‫لالقــراض)‪ ،‬واحلــاالت األخــرى الــي يُمكــن إدخاهلــا يف نشــاط‬
‫االســتثمار بتطبيــق أســلوب املراحبــة أو بيــع األجــل أو التأجري املنتهي‬
‫(‪ )1‬حمسن أمحد اخلضريي‪« ،‬البنوك اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.204 :‬‬
‫(‪ )2‬حممد بوجالل‪« ،‬البنوك اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.97 :‬‬
‫(‪ )3‬غسان حممود إبراهيم ود‪ .‬منذر القحف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪167 :‬؛ ‪.173‬‬
‫(‪ )4‬يف حالــة القــروض االســتهالكية يشــري املقــرض مبــال البنــك ســلعة معيّنــة ال يريــد املتاجــرة هبــا‪ ،‬ولكــن يســتعملها يف‬
‫بيتــه كالتلفــزة أو الســيارة أو الغســالة‪...‬‬
‫‪412‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫بالتمليــك أو املشــاركة (اقتنــاء الســلع املعمِّــرة)(‪.)1‬‬
‫‪ -4.2‬إن إتاحــة بنــوك املشــاركة للمتعاملــن معهــا خدمــة «الســحب‬
‫علــى املكشــوف(‪ »)2‬للســماح لصاحــب احلســاب اجلــاري بتجــاوز‬
‫رصيــده هــو «قــرض حســن» إذا كان التجــاوز حمــدود املبلــغ أو املــدة‪،‬‬
‫أمــا إذا زاد عــن احلــد املقبــول؛ فيجــب دراســته لوضــع الصيغــة‬
‫التمويليــة املناســبة‪ ،‬واألغلــب أن تكـــون «صيغــة املشــاركة» يف متويــل‬
‫كل أو جــزء مــن رأس املــال العامــل(‪ )3‬ملواجهــة مشــكالت الســيولة‬
‫لــدى املتعامــل مــع البنــك(‪.)4‬‬
‫وميكــن تصنيــف التمويــل بالقــروض احلســنة مــن وجهــات خمتلفــة‪ ،‬كمــا‬
‫يوضحــه الشــكل التــايل‪:‬‬
‫شكل رقم (‪ :)48‬أشكال القرض احلسن يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫أنـــواع اإلقـــراض‬
‫هدف اإلقراض‬
‫إقراض األفراد‬
‫إقراض املـؤسسات‬
‫متويل تربعي‬
‫متويل اسرتباحي‬
‫قروض اجتماعية‬
‫قروض استهالكية‬
‫السحب على‬
‫املكشوف‬
‫متويل رأس املال‬
‫العامل‬
‫قرض حسن‬
‫مشاركـات‬
‫قرض حسن‬
‫مشاركـات‬
‫قرض حسن‬
‫مشاركـات‬
‫(‪ )1‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.201 :‬‬
‫(‪Le Découvert Bancaire )2‬‬
‫(‪ )3‬يُع ـرَّف رأس املــال العامــل بأنــه‪ :‬رأس املــال الــذي ال يُســتثمر يف األصــول الثابتــة وإمنــا يف متويــل األعمــال اجلاريــة‪،‬‬
‫فعــادة مــا تلجــأ املؤسســات اإلنتاجيــة وغريهــا إىل البنــوك مــن أجــل تغذيــة اخلزينــة واحلصــول علــى رأمســال عامــل‪ ،‬لتغطيــة‬
‫املــدة الــي تفصــل بــن أجــل حتصيــل املبيعــات وبــن املخرجــات الــي متــت واملتمثلــة يف شــراء الســلع وأجــور العمــال وفواتــر‬
‫الكهربــاء واإلجيــار وغريهــا‪.‬‬
‫(‪ )4‬إدارة البحوث‪« ،‬اخلدمات املصرفية يف املصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.26 :‬‬
‫‪413‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫‪3 .3‬خطــوات احلصــول علــى التمويــل بالقــرض احلســن يف بنــوك‬
‫املشــاركة‪:‬‬
‫‪ -1.3‬شروط التمويل بالقرض احلسن‪:‬‬
‫يتطلــب التمويــل بالقــرض احلســن بعــض الشــروط نوجــز أمههــا فيمــا‬
‫يلــي(‪:)1‬‬
‫‪ -1.1.3‬يُمكــن للبنــك إقــراض بعــض املســتثمرين أو األفــراد‬
‫اآلخريــن إذا توافــرت أمانتهــم والثقــة فيهــم؛ وذلــك بعــد تقديم‬
‫الضمانــات الكافيــة مثــل الرهــن والكفالــة‪.‬‬
‫‪ -2.1.3‬يُمكــن منــح القــروض االجتماعيــة للمحتاجــن يف‬
‫الــزواج والتعليــم والوفــاة‪.‬‬
‫‪ -3.1.3‬تكــون هــذه القــروض دون فوائــد وهلــذا يُطلــق عليهــا‬
‫«قــرض حســن»‪.‬‬
‫‪ -4.1.3‬علــى املقــرض أن يــرُدَّ القــرض إىل البنــك نقــداً‬
‫بالعملــة نفســها الــي اقــرض هبــا‪ ،‬ويتــم ســداده علــى أقســاط‬
‫متســاوية يتفــق عليهــا‪.‬‬
‫‪ -5.1.3‬جيــوز للبنــك إمهــال املديــن املُعْســر أو صــرف النظــر‬
‫عــن هــذا القــرض هنائيـاً‪.‬‬
‫‪ -6.1.3‬مــوارد البنــك األساســية للقــرض احلســن هــي أمــوال‬
‫الــزكاة والتربعــات والصدقــات واهلبات‪ ،‬واجلزء الذي خيصمه‬
‫البنــك مــن فائــض أرباحــه ملواجهة اخلدمــات االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -7.1.3‬يُستحســن عمــل صنــدوق خــاص ألمــوال القــرض‬
‫(‪ )1‬حممد كمال عطية‪« ،‬نظم حماسبية يف اإلسالم»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.359-358 :‬‬
‫‪414‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫احلســن؛ حتــى ال خيتلــط فيــه أمــوال املودعــن أو املســامهني‬
‫الذيــن قــد يتعرضــون ملخاطــر مل يقبلوهــا مســبقاً‪.‬‬
‫‪ -2.3‬اخلطوات العملية للتمويل بالقرض احلسن‪:‬‬
‫تتمثل اخلطوات العملية لإلقراض احلسن فيما يلي(‪:)1‬‬
‫‪ -1.2.3‬يتقدم العميل إىل البنك بطلب «قرض حسن»‪.‬‬
‫‪ -2.2.3‬تقــوم الفــروع بتحويــل طلبــات منــح القروض احلســنة‬
‫إىل املركــز الرئيــس الــذي مي ِّثــل الســلطة املختصــة مبنــح هــذه‬
‫القــروض مشــفوعة بــرأي الفــرع فيمــا خيتــص هبــذه الطلبــات‪.‬‬
‫‪ -3.2.3‬لتحديــد املســتحِق للقــرض احلســن وحتديــد مــدى‬
‫حاجتــه يتــم‪:‬‬
‫أ‪ -‬دراسة األوراق املقدّمة من طالب القرض احلسن‪.‬‬
‫ب‪ -‬تزكية شخص ما للحالة املعروضة‪.‬‬
‫جـ‪ -‬دراسة احلالة ميدانياً عن طريق موظفي البنك‪.‬‬
‫‪ - 4.2.3‬طلب ضمانات مقابل منح القرض احلسن‪:‬‬
‫أ‪ -‬ضمــان الوظيفــة‪( :‬راتــب الشــخص املقــرض)‬
‫بالنســبة للعاملــن بالبنــك والقطــاع العمومــي‪.‬‬
‫ب‪ -‬ضمانــات شــخصية‪ :‬ويقــل االعتمــاد عليهــا عــن‬
‫غريهــا مــن الضمانــات‪.‬‬
‫جـــ‪ -‬الضمانــات العينيــة بأشــكاهلا املختلفــة‪ :‬وتزيــد‬
‫أمهيتهــا يف حالــة القــروض اإلنتاجيــة الــي تتعلــق‬
‫بتوفــر اآلالت واملــواد وغريهــا‪.‬‬
‫(‪ )1‬راجــع‪ :‬جلنــة مــن األســاتذة اخلــراء االقتصاديــن والشــرعيني واملصرفيــن‪« ،‬تقويــم الــدور االجتماعــي للمصــارف‬
‫اإلســامية»‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪31-30 :‬؛ ‪.145-144‬‬
‫‪415‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫‪ -5.2.3‬حتديد البنك للفرتة الزمنية لسداد قيمة القرض‪.‬‬
‫‪ -6.2.3‬تســديد العميــل (الشــخص املقــرض) لقيمــة القــرض‬
‫(دون فوائــد)‪.‬‬
‫‪ -7.2.3‬يف حالــة عــدم التــزام العميــل بالســداد يف املوعد احملدد‬
‫تُتخذ اإلجراءات املناســبة‪:‬‬
‫أ‪ -‬دراسة سبب عدم السداد مع التأجيل (حالة إعسار)‪.‬‬
‫ب‪ -‬استيفاء الضمانات املقدمة (حالة مماطلة)‪.‬‬
‫وفيما يلي شكل ختطيطي يوضح مراحل التمويل بالقرض احلسن‪:‬‬
‫شكل رقم (‪ :)49‬خطوات القرض احلسن‬
‫تقدم العميل للبنك‬
‫«بطلب قرض حسن»‬
‫جتميع الفروع للطلبات‬
‫املقدمة وحتويلها إىل املركز‬
‫الرئيسي‬
‫دراسة البنك لطلب‬
‫«القرض»‬
‫وإقرار مناسبته‬
‫طلبات جـديـدة‬
‫حتصيل البنك قيمة‬
‫القرض بدون فوائد‬
‫دراسة سبب عدم سداد‬
‫العميل واختاذ اإلجراءات‬
‫املناسبة‬
‫حتديد البنك للضمانات‬
‫ومدة سداد القرض‬
‫‪ -3.3‬تركيب عملية التمويل بالقرض احلسن‪:‬‬
‫يتضمن القرض احلسن العناصر التالية(‪:)1‬‬
‫‪ -1.3.3‬عملية متويلية‪ :‬متويل دون مقابل‪.‬‬
‫‪ -2.3.3‬عقد تربع وإحسان‪ :‬عقد معونة وإرفاق‪.‬‬
‫(‪ )1‬رضا سعد هلل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.37 :‬‬
‫‪416‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫ثانياً‪ :‬خصائص وأمهية التمويل بالقرض احلسن يف بنوك املشاركة‬
‫‪1 .1‬خماطر التمويل بالقرض احلسن وإجراءات تقليل حجمها‪:‬‬
‫يــرى أحــد الباحثــن أن اإلقــراض اجملانــي «دون فائــدة» يُشــكل عبئـاً علــى‬
‫بنــك املشــاركة‪« ،‬ســواء مــن حيــث كونــه يُمثــل اســتخداما لألمــوال دون‬
‫عائــد مناســب أو مــن حيــث تعريــض البنــك ملخاطــر عــدم ســداد بعــض‬
‫القــروض»(‪ .)1‬ويعتــر باحــث آخــر أن التوسُّــع يف منــح القــروض احلســنة‬
‫يؤ ِّثــر يف عمــل بنــك املشــاركة وأرباحــه؛ حيــث ال يُم ِّكنــه ذلــك مــن أداء الدور‬
‫الواجــب عليــه يف اســتثمار األمــوال وحتقيــق األربــاح؛ لذلــك جلــأت بعــض‬
‫بنــوك املشــاركة بتخصيــص نســبة مــن صنــدوق الــزكاة لغــرض تقديــم‬
‫القــروض احلســنة(‪.)2‬‬
‫ويُمكــن لبنــك املشــاركة أن يتخــذ بعــض اإلجــراءات الكفيلــة بتقليــل حجــم‬
‫املخاطــر مــن هــذا التمويــل‪ ،‬نســتعرضها فيمــا يلــي(‪:)3‬‬
‫‪ -1.1‬أن يكــون اإلقــراض يف نطــاق حمــدد وأن تُصمَّــم سياســة‬
‫اإلقــراض تصميم ـاً دقيق ـاً وواضح ـاً لتجنــب أيّــة جتــاوزات تُخفــي‬
‫مصــاحل شــخصية‪ ،‬وأن تُبنــى هــذه السياســة علــى معايــر وأولويــات‬
‫واضحــة وصرحيــة‪.‬‬
‫‪ -2.1‬أال يتجــاوز حجــم القــروض املمنوحــة نســبة معيّنــة مــن‬
‫احلســابات والودائــع اجلاريــة لــدى بنــك املشــاركة؛ باعتبــار أن هــذه‬
‫احلســابات والودائــع جمانيــة أصـاً‪ ،‬يُمكــن أن تُمـوَّل منهــا القــروض‬
‫الــي مينحهــا البنــك جمانـاً أيضـاً‪ .‬ومثــل هــذه القــروض متثــل خدمــة‬
‫(‪ )1‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.194 :‬‬
‫(‪ )2‬أمحد بن حسن أمحد احلسين‪« ،‬الودائع املصرفية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬هامش ص‪.167 :‬‬
‫(‪ )3‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.195-194 :‬‬
‫‪417‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫مــؤداة مــن طــرف البنــك يســتفيد منهــا مجهــور املتعاملــن معــه‪،‬‬
‫وتنعكــس إجيابيــاً علــى النشــاط االقتصــادي وحت ِّقــق قــدراً مــن‬
‫املنفعــة العامــة‪.‬‬
‫‪ -3.1‬أن يُح ـدَّد ســقف معيّــن حلجــم كل نــوع مــن أنــواع القــروض‬
‫وملدتــه؛ حبيــث يبقــى نشــاط اإلقــراض يف حــدود اإلقــراض قصــر‬
‫األجــل عموم ـاً‪ ،‬ومببالــغ تفــي بالغــرض مــن إقراضهــا دون توسُّــع‪.‬‬
‫‪ -4.1‬أن تُحـدَّد أولويــات ملنــح القــروض وفــق الظــروف الــي تُقدِّرهــا‬
‫إدارة البنــك مثــا‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يكــون املقــرض عميـاً مســتقراً للبنــك معروفـاً حبســن‬
‫تعاملــه‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن يكون القرض لغايات إنتاجية‪.‬‬
‫جـ‪ -‬أن يقتصر القرض االستهالكي على الضرورات‪.‬‬
‫د‪ -‬أن يرتبط القرض بضمان مناسب‪.‬‬
‫‪2 .2‬مقارنة التمويل بالقرض احلسن مع األساليب التمويلية املشاهبة‪:‬‬
‫يوجــد اتفــاق علــى إعطــاء املريــض الــذي ال يكتســب وغــر القــادر علــى‬
‫التكســب أمــواالً ال تُــرد‪ ،‬وهــي أمــوال الــزكاة والصدقــة وهــي مــن أمــوال‬
‫البنــك وجــزء مــن عائــد وأمــوال املودعــن واملســتثمرين فيــه‪ ،‬وختتلــف‬
‫عــن القــرض احلســن الــذي يُعطــى للشــخص إلعانتــه علــى مواجهــة أزمــة‬
‫طارئــة يف عملــه‪ ،‬ولتمكينــه مــن اســتئناف العمــل مــن جديــد(‪)1‬؛ وتكــون‬
‫مَهمــة املقــرض هــي إعــادة ســداد أصــل القــرض فقــط عندمــا يتيســر لــه‬
‫ذلــك‪ .‬نوضــح جمــاالت االختــاف بــن نشــاط الــزكاة والقــرض احلســن يف‬
‫(‪ )1‬حمسن أمحد اخلضريي‪« ،‬البنوك اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.108 :‬‬
‫‪418‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫اجلــدول التــايل‪:‬‬
‫جدول (‪ :)79‬مقارنة الزكاة والقرض احلسن يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫القـــرض احلســـن‬
‫الزكـــاة‬
‫عنصـر املقارنـة‬
‫ صندوق القروض احلسنة‪.‬‬‫صنـدوق خـاص‪ - :‬صندوق الزكاة‪.‬‬
‫ تقديم القروض االستهالكية واإلنتاجية‪.‬‬‫ متويل املصارف الشرعية (الثمانية)‪.‬‬‫استــخــدام‬
‫ ختصيــص جــزء مــن صنــدوق الــزكاة للقــرض ‪ -‬متويــل احملتاجــن يف احلــاالت الطارئــة‬‫حصيلة‬
‫(قــروض اجتماعيــة)‪.‬‬
‫احلســن‪.‬‬
‫الصندوق‪:‬‬
‫ استثمار أموال الزكاة وتنميتها‪.‬‬‫ استعادة أصل القرض اجملاني‪.‬‬‫اسرتجاع األموال‪ - :‬أموال ال تسرتد‪.‬‬
‫وخيتلــف التمويــل بالقــرض احلســن عــن القــرض بفائــدة يف التمويــل‬
‫التقليــدي يف جوانــب أساســية‪ ،‬كمــا يوضحــه اجلــدول التــايل‪:‬‬
‫جدول رقم (‪ :)80‬مقارنة بني التمويل بالقروض يف البنوك التقليدية‬
‫والتمويل بالقروض احلسنة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫عنصر املقارنة‬
‫عالقـة املتعامل‬
‫مع البـنـــك‪:‬‬
‫التمويــل بالقــروض بفائــدة‬
‫‪ -‬عالقة املدين بالدائن‪.‬‬
‫التمويــل بالقــروض اجملانيــة‬
‫ عالقة املدين بالدائن‪.‬‬‫ ال يوجــد ببنــوك املشــاركة ســوى القــرض‬‫احلســن (نشــاط ثانــوي)‪.‬‬
‫ ال تتعامل بسعر الفائدة أخذاً أو إعطاءً‪.‬‬‫ تعطــى القــروض لتُــردّ عنــد حلــول األجــل‬‫دون أيّ زيــادة (قــروض دون فوائــد)‪.‬‬
‫ ال يقــدَّم القــرض احلســن مــن أمــوال‬‫املودعــن؛ بــل إن مــوارده هــي مــن أمــوال الــزكاة‬
‫أو التربعــات أو الصدقــات أو اهلبــات‪ ،‬أو اجلــزء‬
‫الــذي خيصِّصــه البنــك مــن فائــض أرباحــه‬
‫ملواجهــة مثــل هــذه احلــاالت‪.‬‬
‫ نشــاط توظيــف األمــوال يعتمــد علــى‬‫القــروض بفوائــد (نشــاط رئيــس)‪.‬‬
‫التوظيـــف فـي ‪ -‬عائــد هــذا النشــاط يتمثــل يف الفــرق بــن‬
‫اإلقــراض‪:‬‬
‫ســعر الفائــدة الــذي يُقــدَّم للمودعــن وســعر‬
‫الفائــدة الــذي يؤخــذ مــن املقرتضــن‪.‬‬
‫ تقــدَّم القــروض مــن ودائــع األفــراد؛ حيــث‬‫حيتفــظ بنســبة قليلــة منهــا ملواجهــة طلبــات‬
‫الســحب والباقــي يقــدَّم لإلقــراض‪.‬‬
‫مصـادر القروض‪ - :‬يتــم وضــع مغريــات جللــب املدخــرات كســعر‬
‫الفائــدة املصرفيــة؛ مــن أجــل زيــادة طاقتهــا‬
‫اإلقراضيــة وحتقيــق عوائــد أكــر‪.‬‬
‫ العــرة يف منــح القــروض يف إمكانيــة ‪ -‬ميتنــع عــن إعطــاء االئتمــان إن كان يُســتخدم‬‫اســردادها بفوائــد أوالً‪ ،‬ويف خدمــة اجملتمــع يف صناعــة أو زراعــة أو نشــاط غــر مشــروع‪.‬‬
‫غـرض العمليـة‪ :‬ثانيــاً ‪.‬‬
‫ ال يوجــد اعتبــار للجوانــب األخالقيــة‬‫والروحيــة‪.‬‬
‫‪419‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫شكـل االئتمـان‪:‬‬
‫الضمانـات‪:‬‬
‫التوقـف عن‬
‫الدفع‪:‬‬
‫اعتبارات مـنـح‬
‫القـــروض‪:‬‬
‫ تُمنــح القــروض يف شــكل ائتمــان مصــريف‬‫ا مــا تُمنــح القــروض يف شــكل‬
‫عمومــاً‪ ،‬وقليــ ً‬
‫ائتمــان نقــدي‪.‬‬
‫غالبـاً مــا يســتفيد مــن القــروض كبــار العمالء‬‫دون الفئات االجتماعية البســيطة‪.‬‬
‫ تُمنــح قــروض قصــرة أو متوســطة أو طويلــة‬‫األجــل مقابــل ضمانــات كافيــة الســرداد‬
‫القــرض وفوائــده‪.‬‬
‫ تواجــه حــاالت تو ُّقــف املديــن عــن الدفــع ‪ -‬ال متلك بنوك املشاركة هذا األسلوب‪.‬‬‫ إمهال املدين املُعسر دون فوائد مركبة‪.‬‬‫بالرفــع مــن ســعر الفائــدة‪.‬‬
‫ تقــدَّم القــروض احلســنة للعاطلــن عــن‬‫العمــل واملرضــى وطلبــة العلــم‪ ،‬وغريهــم مــن‬
‫احملتاجــن احلقيقيــن‪.‬‬
‫ يُعطــى االئتمــان املصــريف للمؤسســات‬‫واملشــاريع وفــق أســاليب االســتثمار املتبعــة‪.‬‬
‫ تُمنــح قــروض قصــرة األجــل وتعتمــد‬‫خصوصــاً علــى الضمــان الشــخصي‪.‬‬
‫ يؤخــذ يف االعتبــار مقــدار ســعر الفائــدة ‪ -‬املســامهة يف التنميــة االجتماعيــة‪ ،‬وحتقيــق‬‫الــذي علــى أساســه يُقـدَّر العائــد الــذي حيصــل مبــدأ التكافــل االجتماعــي‪.‬‬
‫عليــه البنــك مــن القــرض‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬سعود عبد اجمليد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪166-165 :‬؛ ‪.193‬‬
‫‪3 .3‬أمهيــة التمويــل بالقــرض احلســن علــى املســتوى االقتصــادي الكلــي‬
‫واجلزئي‪:‬‬
‫‪ -1.3‬جماالت تطبيق التمويل بالقرض احلسن‪:‬‬
‫يُخصَّــص صنــدوق القــرض احلســن يف بنــوك املشــاركة لتقديــم القــروض‬
‫اجملانيــة يف حــاالت الضــرورة التاليــة(‪:)1‬‬
‫‪ -1.1.3‬الزواج‪.‬‬
‫‪ -2.1.3‬املرض الذي حيتاج لنفقات عالج ضخمة‪.‬‬
‫‪ -3.1.3‬الديون واإلعسار املايل الشديد‪.‬‬
‫‪ -4.1.3‬الكــوارث (كاحلريــق و اهنيــار العقــارات) أو حــوادث‬
‫الوفيــات‪.‬‬
‫‪ -5.1.3‬تأخُّــر صــرف الرواتــب واألجــور ألســباب خارجــة‬
‫عــن إرادة الشــخص‪.‬‬
‫‪ -6.1.3‬إقراض املوظفني اجلدد‪.‬‬
‫(‪ )1‬راجع‪ :‬مجال لعمارة‪« ،‬املصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.134 :‬‬
‫‪420‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‪ -7.1.3‬تعــرُّض أصحــاب املشــروعات اإلنتاجيــة ‪-‬خاصــة‬
‫صغــار املنتجــن– إىل ضائقــة ماليــة‪.‬‬
‫‪ -2.3‬مزايا وعيوب التمويل بالقرض احلسن‪:‬‬
‫يُعتــر القــرض احلســن مــن اخلدمــات االجتماعيــة الــي تقدمهــا بنــوك‬
‫املشــاركة؛ حيــث تتضمــن أنشــطة وجمــاالت املســؤولية االجتماعيــة للبنــك‬
‫جتــاه اجملتمــع يف هــذا اجملــال(‪:)1‬‬
‫أ‪ -‬حبث احلاالت املستحقة للقرض احلسن‪.‬‬
‫ب‪ -‬بيان األغراض اليت تُمنح من أجلها القروض احلسنة‪.‬‬
‫ونبيِّن آثار التمويل بالقرض احلسن يف اجلدول التايل‪:‬‬
‫(‪ )1‬عبــد احلميــد عبــد الفتــاح املغربــي‪« ،‬املســؤولية االجتماعيــة للبنــوك اإلســامية»‪ ،‬املعهــد العاملــي للفكــر اإلســامي‪،‬‬
‫القاهــرة‪ ،‬ط‪ ،1996 ،1‬ص‪.53 :‬‬
‫‪421‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫جدول رقم (‪ :)81‬مزايا وعيوب التمويل بالقرض احلسن على املستوى االقتصادي الكلي واجلزئي‬
‫األمهية‬
‫* املزايا‬
‫(اإلجيابيات)‬
‫* العيوب‬
‫(السلبيات)‬
‫* بالنسبة لالقتصــاد الوطين (التنميــة)‬
‫* بالنسبة للعمالء املستفيدين (املقرتضيــن)‬
‫* بالنسبة لبنوك املشاركة (املقرضيــن)‬
‫‪ -1‬إن القــرض احلســن مهمــة إنســانية تباشــرها‬
‫بنــوك املشــاركة لتحقيــق وإعــاء قيــم التكافــل‬
‫االجتماعــي بــن أفــراد اجملتمــع‪ ،‬وبالشــكل الــذي‬
‫يعمِّــق مــن معنــى ومضمــون التعــاون اإلجيابــي‬
‫واملشــاركة الفعالــة بــن هــؤالء األفــراد‪.‬‬
‫‪ -2‬ميكــن أن تتجــه هــذه القــروض بقــدر اإلمــكان‬
‫إىل اســتخدامها فيمــا خيــدم التنميــة‪ ،‬كأن تنتــج‬
‫مزيــداً مــن فــرص العمــل لتحويــل الطاقــات‬
‫املعطلــة إىل عناصــر منتجــة يف اجملتمــع‪.‬‬
‫‪ -1‬تقــوم بنــوك املشــاركة بتنشــيط القــرض‬
‫احلســن حتــى تعــن ذا احلاجــة علــى القيــام‬
‫برســالته يف املســتقبل‪ ،‬وتقــدِّم القــرض احلســن‬
‫للغايــات اإلنتاجيــة يف خمتلــف اجملــاالت‪،‬‬
‫والغــرض مــن ذلــك هــو املســاعدة علــى متكــن‬
‫املســتفيد مــن القــرض بــدء حياتــه املســتقلة أو‬
‫حتســن مســتوى دخلــه‪ ،‬كمــا قــد يقــدم القــرض‬
‫لغــرض اســتهالكي‪.‬‬
‫‪ -2‬تيســر وختفيــف إعســار العمــاء وترويــج‬
‫نشــاطهم؛ حتــى يتمكنــوا مــن ممارســة هــذا‬
‫النشــاط‪ ،‬واســتعادة قدرهتــم علــى ســداد‬
‫التزاماهتــم‪.‬‬
‫‪ -1‬القــرض احلســن هــو مهمــة اجتماعيــة‬
‫اقتصاديــة وإنســانية يف وقــت واحــد تقــوم‬
‫بتقدميهــا بنــوك املشــاركة‪ ،‬وهــي تنفــرد بتقديــم‬
‫هــذه اخلدمــة عــن غريهــا مــن البنــوك‪.‬‬
‫‪-2‬إن تقديــم القــروض احلســنة للمحتاجــن‬
‫يــؤدي إىل تقويــة العالقــات بــن بنــوك املشــاركة‬
‫وعمالئهــا احلاليــن واجلــدد؛ لِمــا فيــه مــن‬
‫التعــاون يف مواجهــة األزمــات الــي حتــدث‬
‫لألفــراد‪.‬‬
‫‪ -1‬ال يصلــح أن يكــون وســيلة متويــل يف التجــارة‬
‫أو الصناعــة أو الزراعــة؛ علــى حســاب وســائل‬
‫متويــل النشــاط االقتصــادي مثــل‪ :‬املضاربــة‬
‫واملشــاركة وغريمهــا؛ حيــث حيتفــظ القــرض‬
‫احلســن بــدوره كطريقــة للتكافــل االجتماعــي‪،‬‬
‫ويتمايــز هــذا الــدور للقــرض عــن الــدور احملــوري‬
‫الــذي يلعبــه يف النظــام املــايل القائــم علــى الفائــدة‬
‫(األثــر الســليب آلليــة إقــراض النقــود علــى‬
‫االســتقرار االقتصــادي)‪.‬‬
‫‪ -1‬يُخصَّــص القــرض احلســن لتلبيــة حاجــة‬
‫احملتاجــن واملضطريــن بصــورة عابــرة‪ ،‬يف الوقــت‬
‫الــذي ال ميكــن فيــه لبنــوك املشــاركة أن تفــي‬
‫باحتياجــات املؤسســات واملشــاريع مــن التمويــل‬
‫قصــر األجــل مــن قروضهــا الــي مــا هــي إال‬
‫قــروض حســنة‪ ،‬نظــراً لكــون أصحــاب املؤسســات‬
‫واملشــاريع ليســوا مــن احملتاجــن للقرض احلســن‪،‬‬
‫وإمنــا حيتاجــون إىل متويــل قصــر األجــل مــن‬
‫أجــل تغذيــة اخلزينــة واحلصــول علــى رأس مــال‬
‫عامــل ملتابعــة النشــاط‪.‬‬
‫‪ -1‬إن القــرض احلســن يكــون عــادة يف أضيــق‬
‫نطــاق؛ حيــث يصعــب علــى بنــك املشــاركة التوســع‬
‫فيــه‪ ،‬ألنــه يضــر مبصلحــة البنــك واملســامهني‬
‫فيــه؛ ومــن ث ـمّ فــإن بنــوك املشــاركة تقــوم عــادة‬
‫بتكويــن رصيــد معيّــن خيصــص مبلغــه كصنــدوق‬
‫مســتقل لتمويــل منــح القــروض احلســنة‪ ،‬ويف‬
‫احلــدود الــي ال تضــر مبصــاحل البنــك ومصــاحل‬
‫مودعيــه أيضــاً‪.‬‬
‫‪ -2‬ال متثــل القــروض احلســنة مصــدراً مــن‬
‫مصــادر الربــح‪ ،‬ورغــم ذلــك فإنــه هــام لتحقيــق‬
‫هــدف التكافــل االجتماعــي‪.‬‬
‫‪422‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫ثالثاً‪ :‬واقع التمويل بالقرض احلسن يف بنوك املشاركة‬
‫‪1 .1‬دراسة حتليلية للتمويل بالقرض احلسن‪:‬‬
‫قامــت جمموعــة مــن اخلــراء بدراســة تطبيقيــة للنشــاط االجتماعــي يف‬
‫بنــوك املشــاركة‪ ،‬وأوضحــت أن ‪ 22‬بنــكاً مــن البنــوك حمــل العينــة (ن=‪)34‬‬
‫هــي الــي هتتــم بنشــاط القــرض احلســن كأحــد األنشــطة االجتماعيــة‬
‫(مبــا ميثــل ‪ %65‬تقريب ـاً مــن عيّنــة الدراســة)‪ ،‬وتوصلــت إىل النتائــج الــي‬
‫نســتعرضها فيمــا يلــي(‪:)1‬‬
‫‪ -1.1‬اجلوانب اإلدارية والتنظيمية للقرض احلسن‪:‬‬
‫يتضح أن اإلفصاح عن نشــاط القرض احلســن ســواء يف القوانني األساســية‬
‫للبنــوك أو يف تقاريرهــا الســنوية الــي تُصدرهــا يف هنايــة الســنة‪ ،‬يتم بنســبة‬
‫ضعيفــة فيمــا بــن بنــوك املشــاركة بصفــة عامــة‪ ،‬وتُمثــل مكانتــه التنظيميــة‬
‫(ختصيــص إدارة أو قســم مســؤول عنــه) مركــزاً ضعيفــاً أيضــاً بالنســبة‬
‫إلمجــايل بنــوك املشــاركة حمـ ّل الدراســة‪ .‬ويبيِّــن ذلــك اجلــدول التــايل‪:‬‬
‫جــدول رقــم (‪ :)82‬واقــع اهتمــام بنــوك املشــاركة باجلوانــب اإلداريــة‬
‫والتنظيميــة لنشــاط القــرض احلس ـن‪.‬‬
‫اجلـوانـب اإلدارية والتنظيمية‬
‫ اإلفصاح عنه يف القانون األساسي‪.‬‬‫ اإلفصاح عنه يف التقارير السنوية‪.‬‬‫‪ -‬اإلدارة أو القسم املسؤول عنه ومكانته التنظيمية‪.‬‬
‫عدد‬
‫البنوك‬
‫‪9‬‬
‫‪12‬‬
‫‪13‬‬
‫النسبة إىل إمجايل البنوك‬
‫(ن=‪)34‬‬
‫‪%27‬‬
‫‪35%‬‬
‫‪38%‬‬
‫النسبة إىل ‪ 22‬بنكا‬
‫‪%41‬‬
‫‪55%‬‬
‫‪59%‬‬
‫املصدر‪ :‬جلنة من األساتذة اخلرباء االقتصاديني والشرعيني واملصرفيني‪« ،‬تقويم الدور‬
‫االجتماعي للمصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.158 :‬‬
‫(‪ )1‬جلنــة مــن األســاتذة اخلــراء االقتصاديــن والشــرعيني واملصرفيــن‪« ،‬تقويــم الــدور االجتماعــي للمصــارف اإلســامية»‪،‬‬
‫مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪.159-158 :‬‬
‫‪423‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫‪ -2.1‬مصارف القرض احلسن‪:‬‬
‫يتضــح أن اســتخدامات القــروض احلســنة يغلب عليهــا اجلانب االجتماعي‬
‫يف جماالتــه املختلفــة‪ ،‬ويبيِّــن ذلك اجلــدول التايل‪:‬‬
‫جــدول رقــم (‪ :)83‬واقــع جمــاالت إنفــاق القــرض احلســن يف بنــوك‬
‫املشــاركة‪.‬‬
‫جمـاالت القـرض احلسـن‬
‫ مصارف يف أغراض اجتماعية‪.‬‬‫‪ -‬مصارف يف أغراض اقتصادية‪.‬‬
‫عدد‬
‫البنوك‬
‫‪11‬‬
‫‪2‬‬
‫النسبة إىل إمجايل البنوك‬
‫(ن=‪)34‬‬
‫‪%32‬‬
‫‪6%‬‬
‫النسبة إىل ‪ 22‬بنكا‬
‫‪%50‬‬
‫‪9%‬‬
‫املصدر‪ :‬جلنة من األساتذة اخلرباء االقتصاديني والشرعيني واملصرفيني‪« ،‬تقويم الدور‬
‫االجتماعي للمصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.159:‬‬
‫‪ -3.1‬سياسات البنك عند منح القروض احلسنة‪:‬‬
‫يتضــح أن سياســات بنــوك املشــاركة موضــوع الدراســة تتشــابه إىل حــد‬
‫كبــر فيمــا يتعلــق مبنــح القــروض احلســنة‪ ،‬ويبيِّــن ذلــك اجلــدول التــايل‪:‬‬
‫جدول رقم (‪ :)84‬واقع التمويل بالقرض احلسن يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫اإلجــــــراءات‬
‫سيــاسة البنك‬
‫مـدة دراسة منح القرض‪ - :‬تتم الدراسة يف مدد متقاربة (حوايل شهرين)‪.‬‬
‫ تتطلب ضمانات شخصية أو عينية أو بضمان املرتبات‪.‬‬‫الضمـــــان‪:‬‬
‫ يتم تسوية القرض يف فرتة ترتاوح بني ‪ 10‬أشهر وثالث سنوات تقريبا‪ً.‬‬‫فتـرة الســـداد‪:‬‬
‫ ترجــع معظــم البنــوك علــى الكفيــل يف حالــة عــدم ســداد القــرض احلســن‪،‬‬‫عدم السـداد أو املماطلة‪ :‬ويتبــع بعضهــا اإلمهــال وتــرك الفرصــة للعميــل حلــن املقــدرة‪.‬‬
‫ تُمنــح القــروض احلســنة حلــاالت معيّنــة مــن بينهــا الكــوارث والطــوارئ‬‫حاالت منح القروض‬
‫واألمــراض‪ ،‬وحــاالت أخــرى ختتلــف مــن بنــك إىل آخــر‪.‬‬
‫احلسنة‪:‬‬
‫ درجــة حريــة الفــروع يف منــح القــروض احلســنة درجــة حمــدودة (يتــم اللجــوء‬‫االختصــــاص‪:‬‬
‫إىل املركــز الرئيســي أو منحــه يف حــدود الســلطات املخولــة هلــا)‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬جلنة من األساتذة اخلرباء االقتصاديني والشرعيني واملصرفيني‪« ،‬تقويم‬
‫الدور االجتماعي للمصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪145-144 :‬؛ ‪.159‬‬
‫‪424‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‪2 .2‬مشاكل عملية للتمويل بالقرض احلسن‪:‬‬
‫ال يوجــد إشــكال فيمــا خيــص التمويــل قصــر األجــل بالنســبة للبنــوك‬
‫التقليديــة؛ ألن اإلقــراض يُعتــر النشــاط األساســي فيهــا‪ ،‬بينمــا هلــذه‬
‫القضيــة مشــكلتها بالنســبة لبنــوك املشــاركة لالعتبــارات التاليــة‪:‬‬
‫‪ -1.2‬تقديم بنك املشــاركة هذا التمويل كله يف شــكل قروض حســنة‬
‫أمــر غــر ممكــن؛ ألن مــوارد البنــك ال تكفــي طاملــا أن احتياجــات‬
‫العمــاء واملؤسســات هلــذا النــوع مــن التمويــل دوريــة ومتكــررة‪.‬‬
‫‪ -2.2‬مــن غــر املعقــول إلــزام املديــن باشــراك البنــك يف األربــاح أو‬
‫اخلســائر يف ديــون ال تتجــاوز مدهتــا ســنة‪.‬‬
‫‪ -3.2‬إن التحــدي الكبــر الــذي يواجــه امل ُ ِّ‬
‫نظريــن لبنــوك املشــاركة‬
‫هــو اســتيعاب ظاهــرة التمويــل قصــر األجــل والتعامــل معــه عــن‬
‫طريــق املشــاركة‪ ،‬أو مبعنــى آخــر‪ :‬كيــف ميكــن منــح قــروض قصــرة‬
‫األجــل علــى أســاس املشــاركة يف الربــح واخلســارة؟‬
‫لقــد ُطرحــت عــدة اقرتاحــات هبدف إجياد صيغة عملية لتمويل املؤسســات‬
‫متويـاً قصــر األجل‪ ،‬متثلــت فيما يلي(‪:)1‬‬
‫ ختصيــص بنــوك املشــاركة لصنــدوق خــاص بالقــروض قصــرة‬‫األجــل‪.‬‬
‫ اســتغالل الودائــع اجلاريــة يف تقديــم التمويــل قصــر األجــل ويف‬‫تقديــم القــروض احلســنة‪.‬‬
‫ القــروض ألقــل مــن شــهر يُمكــن اعتبارهــا قروضــاً حســنة‪،‬‬‫(‪ )1‬راجع‪:‬‬
‫ حممد بوجالل‪« ،‬البنوك اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.98-95 :‬‬‫ سعود عبد اجمليد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.85 :‬‬‫‪ -‬أبو اجملد حرك‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.107-106 :‬‬
‫‪425‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫والقــروض الــي تزيــد عــن شــهر يُمكــن اعتبارهــا متويــا باملشــاركة‪.‬‬
‫ أن تطلــب بنــوك املشــاركة مــن املتعاملــن معهــا إعــداد ميزانيــات‬‫دوريــة كلمــا تيســر األمــر‪ ،‬وتكــون مكافــأة البنــك باســتعمال مع ـدّل‬
‫الربــح الــذي حصلــت عليــه املؤسســة الســنة املاضيــة‪ ،‬ويف هنايــة‬
‫الــدورة املاليــة يقــوم الطرفــان بإجــراء التعديــات الالزمــة‪.‬‬
‫ متويــل رأس املــال العامــل علــى أســاس نســبة مــن إيــرادات املبيعات‬‫أو مقابــل نســبة مــن القيمــة املضافــة؛ أي أن التمويــل هنــا يتــم علــى‬
‫غــر أســاس املشــاركة يف الربــح واخلســارة‪.‬‬
‫ويقــرح أحــد الباحثــن صيغــة لإلقــراض اجملانــي املرتبــط بــأداء بعــض‬
‫اخلدمــات املصرفيــة‪ ،‬نبينــه يف شــكل ختطيطــي‪:‬‬
‫‪426‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫شكل رقم (‪ :)50‬نظام مقرتح ألداء بعض اخلدمات املصرفية املرتبطة بنشاط اإلقراض‪.‬‬
‫البنـوك‬
‫التقليدية‬
‫منح قروض قصرية األجل‬
‫خصم األوراق التجارية‬
‫متويل االعتمادات‬
‫املستندية‬
‫البنــك يف األصــل تاجــر‬
‫قــروض‪ ،‬حيقــق اجلانــب‬
‫الرئيــس مــن إيراداتــه نتيجة‬
‫فــروق الفوائــد املقبوضــة‬
‫عــن الفوائــد املدفوعــة‪.‬‬
‫يعــد خصــم األوراق‬
‫التجاريــة شــكال مــن أشــكال‬
‫اإلقــراض الــذي تتقاضــى‬
‫عنــه البنــوك التقليديــة‬
‫فائــدة تتناســب مــع أجــل‬
‫ا ال ســتحقا ق ‪.‬‬
‫يقــوم العميــل بســداد جــزء‬
‫معــن (هامــش) مــن قيمــة‬
‫البضاعــة املطلــوب اســتريادها‬
‫ويقــوم البنــك بإقراض العميل‬
‫اجلــزء الباقــي بفائــدة‪.‬‬
‫ال ميكن ممارستها يف بنــــــوك املشــاركة بالصيغ نفسها‬
‫بنــوك‬
‫اإلقــراض يف بنــوك‬
‫املشــاركة البــد أن يكــون‬
‫جمانيــا‪ ،‬أي دون فائــدة‪.‬‬
‫ميكــن أن تدخــل عمليــة‬
‫اخلصــم يف نطــاق النشــاط‬
‫االســتثماري لبنوك املشــاركة؛‬
‫وذلــك بدخــول البنــك شــريكا‬
‫ممــوال للعمليــة التجاريــة الــي‬
‫اســتُخدمت فيهــا الورقــة‬
‫التجاريــة‪.‬‬
‫مــن املقبــول أن يتقاضــى‬
‫البنــك نظــر اإلقــراض‬
‫بوصفــة خدمــة مــؤداة‪،‬‬
‫أجــرا معقــوال يبقــى يف‬
‫حــدود مبــدأ اســرداد‬
‫التكاليــف املباشــرة وغــر‬
‫ا ملبا شــر ة ‪.‬‬
‫يتصــور قيــام البنــك‬
‫«بقبــول» األوراق التجاريــة‬
‫وإقــراض املســتفيد كامــل‬
‫قيمتهــا جمانــا حتــى تاريــخ‬
‫االســتحقاق‪ ،‬مــع ضــرورة‬
‫أن تكــون األوراق ناجتــة عــن‬
‫عمليــات جتاريــة حقيقيــة‪.‬‬
‫املشـاركة‬
‫خماطر عدم سداد بعض القروض‬
‫االقرتاح‬
‫ميكــن أن تدخــل عمليــة‬
‫االعتمــاد املســتندي ضمــن‬
‫نشــاط االســتثمار بتطبيــق‬
‫أســلوب املراحبــة أو املشــاركة‪،‬‬
‫هبــدف ختفيــف عــبء اإلقــراض‬
‫اجملانــي علــى البنــك وحتقيــق‬
‫إيــرادات مناســبة‪.‬‬
‫ال تعد جماال مناسبا لالستثمار باملشاركة‬
‫مــن املفضل معاجلــة االعتماد‬
‫املســتندي علــى أســاس‬
‫اخلدمــة املقرتنــة بالقــرض‬
‫اجملانــي مــع تقاضــي أجــور‬
‫مناســبة مقابــل اخلدمــة‬
‫املــؤداة‪ ،‬واشــراك العميــل يف‬
‫صنــدوق تضامــن املقرتضــن‪.‬‬
‫تقاضي أجور مناسبة عن اخلدمة املؤداة‬
‫صيغة اإلقراض اجملاني املقرتح بنظام التضامن أو التعاون‬
‫‪ -1‬أن يقوم كل مقرتض من البنك بالتربع مببلغ بسيط لصاحل صندوق خاص بضمان الديون‪.‬‬
‫‪ -2‬ينشأ يف كل بنك صندوق خاص لضمان الديون تسدد إليه تربعات املقرتضني وتصرف منه للبنك التعويضات املناسبة عن الديون املعدومة‪.‬‬
‫‪ -3‬تشــكل يف كل بنــك جلنــة خاصــة ميثــل فيهــا املقرتضــون واملودعــون وإدارة البنــك لتقريــر الديــون املعدومــة الــي ميكــن أن يتحملهــا الصنــدوق لصــاحل‬
‫البنك‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.202-193 :‬‬
‫‪427‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫المبحث الثاني‬
‫اســتخدامات األمــوال متوســطة األجــل فــي بنــوك‬
‫المشــاركة‬
‫سنتناول هذا املبحث بالدراسة من خالل احملاور التالية‪:‬‬
‫ ‪-‬التمويل التأجيــري يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫ ‪-‬التمويل بالبيع بالتقسيط يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫ ‪-‬التمويل باالستصنـاع يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪428‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‬
‫المطلب األول‪ :‬التمويل التأجيري في بنوك المشاركة‪.‬‬
‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬مفهوم التمويل التأجريي وخطواته العملية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬خصائـص وأمهيـة التمويل التأجيـري يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬واقــع التمويــل التأجيــري يف بنـوك املشاركــة‪.‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬مفهوم التمويل التأجريي وخطواته العملية يف بنوك املشاركة‬
‫‪1 .1‬تعريف التمويل التأجريي‪:‬‬
‫تعـدّدت تعاريــف التمويــل التأجــري(‪ )1‬نتيجــة تأثرها بنظــم قانونية متباينة‬
‫وظــروف اقتصادية كالتايل‪:‬‬
‫ البعــض يعطــي األولويــة ملصــر العقــد عنــد هنايتــه‪ :‬فيعـرَّف هــذا‬‫التمويــل بأنــه‪« :‬كل عمليــة إجيــار للمــدة الطويلــة‪ ،‬تنتهــي حبــق‬
‫االختيــار للمســتأجر بالشــراء مــن عدمــه‪ ،‬مــع مراعــاة األقســاط‬
‫املدفوعــة»‪.‬‬
‫ البعــض اآلخــر يُركــز علــى معيــار حــق االســتخدام‪ :‬فيعـرَّف «بأنــه‬‫يتمثــل يف التــزام تعاقــدي مــن جانــب املســتأجر بدفــع أقســاط دوريــة‬
‫للمؤجــر‪ ،‬مقابــل حــق اســتخدام األصــول اإلنتاجيــة الــي تنتمــي‬
‫إليــه»‪.‬‬
‫ البعــض الثالــث يُــرز أمهيــة الناحيــة املاليــة يف العقــد‪ :‬فيعــرَّف‬‫«باعتبــاره عقــداً مــن خاللــه يلتــزم أحــد أطرافــه وهــو املســتأجر‬
‫بدفــع عــدد مــن املدفوعــات إىل الطــرف اآلخــر (املؤجِّــر أو املقــرض)‬
‫(‪ )1‬يطلــق عليــه االئتمــان اإلجيــاري أو التمويــل باالســتئجار‪ ،‬واملصطلــح اإلجنليــزي املقابــل هــو‪ ،Leasing :‬واملصطلــح‬
‫الفرنســي املقابــــل هــو‪Crédit - bail. :‬‬
‫‪429‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫جمموعهــا يتجــاوز مثــن الشــراء بالنســبة للســلعة حم ـ ّل اإلجيــار»(‪.)1‬‬
‫ويف بنــوك املشــاركة يعــي التمويــل التأجــري‪« :‬عمليــة متويليــة رأمسالية ال‬
‫هتــدف إىل متليــك األصــول للمؤجِّــر (املصــرف) وال إىل متليكها للمســتأجر‬
‫(املســتثمر)؛ بــل هــي عمليــة شــراء لألصــل إلتاحتــه للعميــل الســتخدامه‬
‫مقابــل أدائــه قيمــة اإلجيــار املتفــق عليهــا‪ .‬ويف هنايــة اإلجيــار قــد يُبــاع‬
‫األصل يف مزاد عام أو للمســتأجر أو يُعاد للمؤجِّر لتأجريه مرة أخرى»(‪.)2‬‬
‫وعليــه؛ فــإن التمويــل التأجــري هــو عالقـــة متويليــة ثالثيــة األطــراف‬
‫تتكــون مــن‪:‬‬
‫‪ -1.1‬املــورِّد‪ :‬هــو املنتــج ‪ /‬املــوزع لألصــل الرأمســايل (واملعــدات‬
‫الــي تكــون حم ـاً للتأجــر)‪.‬‬
‫‪ -2.1‬املؤجــر‪ :‬هــو البنــك (املمـوِّل) الــذي يقــوم بشــراء األصــول ثــم‬
‫يؤجِّرهــا إىل العميــل (تبقــى ملكيــة هــذه األصــول لــه)‪.‬‬
‫‪ -3.1‬املســتأجر‪ :‬هــو العميــل (املســتخدِم) الــذي يقــوم بتشــغيل‬
‫األصــول املؤجَّــرة‪.‬‬
‫‪2 .2‬أنواع التمويل التأجريي‪:‬‬
‫‬
‫يُمارَس التمويل التأجريي بصور خمتلفة منها‪:‬‬
‫‪ -1.2‬التأجــر التمويلــي أو الرأمســايل (‪:)Financing Lease‬‬
‫وفيــه يُقـدِّم البنــك خدمــة متويليــة عــن طريــق شــراء أصــول منتجــة‬
‫تُؤجَّــر للعميــل خــال مــدة تســاوي عمرهــا االقتصــادي تقريبــاً‪،‬‬
‫وهنــا يفصــل بــن امللكيــة القانونيــة وهــي مــن حــق البنــك‪ ،‬وامللكيــة‬
‫االقتصاديــة وهــي مــن حــق املســتأجر‪ ،‬واملؤجِّــر غالبــا ليــس منتــج‬
‫(‪ )1‬مصطفى رشدي شيحة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.313 :‬‬
‫(‪ )2‬إبراهيم بن صاحل العمر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.227-226 :‬‬
‫‪430‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫األصــل وإمنــا مُقـدِّم التمويــل‪ ،‬ويضمــن البنــك مالــه ببقــاء األصــل يف‬
‫ملكــه‪ ،‬ورحبــه ممثـاً يف التدفقــات النقديــة علــى مــدى مــدة اإلجــارة‬
‫غــر القابلــة لإللغــاء(‪.)1‬‬
‫‪ -2.2‬الشراء مع التأجري للبائع أو البيع وإعادة التأجري (‪Sale‬‬
‫‪ :)and Lease Back‬تُلــي هــذه الصيغــة حاجــات املؤسســات إىل‬
‫الســيولة؛ حيــث تبيــع املؤسســة بعــض معداهتــا إىل البنــك مقابل مثن‬
‫نقــدي يُغطــي حاجتهــا إىل الســيولة الالزمــة هلــا‪ ،‬مــع اســتئجارها يف‬
‫الوقــت نفســه مــن البنــك بأجــر معلــوم(‪)2‬؛ أي أن األصــول املباعــة‬
‫تبقــى حتــت تصــرف املؤسســة (البائعــة) وتســتفيد منهــا كمســتأجر‬
‫مــن البنــك (املشــري)‪.‬‬
‫وال خيتلــف التأجــر التمويلــي عــن البيــع وإعــادة التأجري؛ إال يف «أن التأجري‬
‫التمويلــي ينصــرف إىل األصــول اجلديــدة‪ ،‬وأنــه يُشــرى مــن املنتــج أو املــوزع‬
‫وليــس مــن املنشــأة املســتأجرة‪ .‬لــذا يُنظــر إىل البيــع وإعــادة التأجــر علــى‬
‫أنــه حالــة خاصــة للتأجري التمويلــي»(‪.)3‬‬
‫‪ -3.2‬التأجــر التشــغيلي أو اخلدمــي (‪:)Lease Operating‬‬
‫يتــم فيــه تأجــر األصــل لفــرة زمنيــة حم ـدّدة نوعــا مــا ولعــدد مــن‬
‫املســتأجرين؛ األمــر الــذي يُم ِّكــن املؤجــر «باســرداد األصــل لتأجــره‬
‫مــرة أخــرى ملســتأجر آخــر وبقيمــة إجياريــة ختتلــف باختــاف‬
‫ظــروف اإلجيــار ومرونــة الطلــب علــى املنفعــة الــي حيققهــا األصــل‬
‫وفــق اإلجيــار‪ ...‬وعلــى ذلــك فالتأجــر التشــغيلي عمليــة جتاريــة‬
‫(‪ )1‬يوسف كمال حممد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.95–94 :‬‬
‫(‪ )2‬أبو اجملد حرك‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.86 :‬‬
‫(‪ )3‬منري إبراهيم هندي‪« ،‬إدارة البنوك التجارية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.181 :‬‬
‫‪431‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫أكثــر منهــا متويليــة»(‪.)1‬‬
‫وخيتلــف التأجــر التشــغيلي عــن التأجــر التمويلــي مــن حيــث «إمكانيــة‬
‫إلغائــه‪ ،‬وأن فــرة التأجــر عــادة مــا تكــون أقصــر‪ ،‬يضــاف إىل ذلك مســؤولية‬
‫البنــك عــن مجيــع نفقــات امللكيــة‪ ،‬مبــا فيهــا صيانــة األصــل وإصالحــه»(‪.)2‬‬
‫‪3 .3‬خطوات احلصول على التمويل التأجريي يف بنوك املشاركة‪:‬‬
‫‪ -1.3‬شروط التمويل التأجريي‪:‬‬
‫يتطلب التمويل التأجريي بعض الشروط نوجز أمهها فيما يلي(‪:)3‬‬
‫‪ -1.1.3‬جيــوز أن تعمــل البنــوك يف جمــال تأجــر املعــدات‬
‫واألصــول الرأمساليــة والعقــار‪.‬‬
‫‪ -2.1.3‬ال جيــوز للبنــك التعاقــد علــى التأجــر إال بعــد امتالك‬
‫مــا يــراد تأجريه‪.‬‬
‫‪ -3.1.3‬للبنــك املركــزي أن يُح ـدِّد النســبة مــن أصــول البنــك‬
‫الــي جيــوز اســتثمارها يف جمــاالت التأجــر‪ ،‬وأن يُح ـدِّد مــدد‬
‫عقــود التأجــر الــي جيــوز للبنــوك أن تعمــل هبــا‪.‬‬
‫‪ -4.1.3‬جيــوز تضمــن عقــد اإلجيــار شــرطا ينــص علــى‬
‫التــزام البنــك ببيــع األصــل املؤجَّــر إىل املســتأجر بثمــن حمـدّد‬
‫يف تاريــخ الحــق‪ ،‬بينمــا يكــون ذلــك خيــاراً للمشــري‪.‬‬
‫‪ -5.1.3‬ال جيــوز ربــط األقســاط االجياريــة بســعر الفائــدة‬
‫الســائد‪.‬‬
‫‪ -6.1.3‬للبنــوك أن تطلــب مــن العمــاء املســتأجرين تقديــم‬
‫(‪ )1‬مســر حممــد عبــد العزيــز‪« ،‬التأجــر التمويلــي ومداخلــه‪ :‬املاليــة‪ ،‬احملاســبية‪ ،‬االقتصاديــة‪ ،‬التشــريعية‪ ،‬التطبيقيــة»‪،‬‬
‫مكتبــة ومطبعــة اإلشــعاع الفنيــة‪ ،‬اإلســكندرية‪ ،‬ط‪ ،1998 ،2‬ص‪.82 :‬‬
‫(‪ )2‬منري إبراهيم هندي‪« ،‬شبهة الربا يف معامالت البنوك التقليدية واإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.62 :‬‬
‫(‪ )3‬حممد علي القري بن عيد وآخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.86-85 :‬‬
‫‪432‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫ضمانــات ألقســاط ســنة واحــدة‪ ،‬كمــا أن هلــا أن تطلــب كفــاء أو‬
‫ضمانــات مقابــل التقصــر أو إســاءة االســتخدام مــن قِبــل العميــل‪.‬‬
‫‪ -7.1.3‬جيــوز للبنــك اســرجاع املعــدات واألصــول الرأمساليــة‬
‫والعقــار املؤجَّــر إىل العميــل إذا تأخــر يف دفــع قســط إجيــاري‬
‫مــدة تزيــد علــى تســعني يومــاً‪ ،‬ولــه مطالبــة العميــل بأقســاط‬
‫مجيــع املــدة املتعاقــد عليهــا‪ ،‬كمــا جيــوز لــه التصــرف فيــه بالبيــع‬
‫أو التأجــر إىل عميــل آخــر‪.‬‬
‫‪ -2.3‬اخلطوات العملية للتمويل التأجريي‪:‬‬
‫‪ -1.2.3‬إن صيغــة التأجــر التمويلــي يقــوم فيهــا البنــك املموِّل‬
‫(املؤجِّــر) بشــراء أصــل رأمســايل مــن املــورِّد‪ ،‬ويتــم حتديــده‬
‫ووضــع مواصفاتــه مبعرفــة املســتأجر الــذي يقــوم بتســديد‬
‫دفعــات إجياريــة حمــددة للمؤجِّــر كل فــرة زمنيــة معينــة مقابل‬
‫اســتخدام وتشــغيل هــذا األصــل‪ ،‬كمــا يوضحــه الشــكل التــايل‪:‬‬
‫شكل رقم (‪ :)51‬خطوات التأجري التمويلي‬
‫عي)‬
‫سل‬
‫دفق‬
‫يع ( ت (‪)2‬‬
‫ب‬
‫ال‬
‫املؤجـر‬
‫(البنــك)‬
‫ج‬
‫ري (‬
‫ت‬
‫دف‬
‫ق‬
‫(‪)3‬‬
‫األقساط (تدفق نقدي)‬
‫الشراء (تدفق نقدي)‬
‫املورد‬
‫(صاحب التجهيز)‬
‫التأ‬
‫اختيار األصول الثابتة‬
‫(‪)1‬‬
‫سل‬
‫عي)‬
‫املـســتأجر‬
‫(العميل)‬
‫إعادة األصل‬
‫شراء األصل‬
‫جتـديـد الـعـقـد‬
‫‪433‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫‪ -2.2.3‬إن صيغــة الشــراء مــع التأجــر للبائــع يقــوم فيهــا‬
‫البنــك (املشــري) بشــراء أصــل رأمســايل مــن املؤسســة‬
‫(البائعــة)؛ حيــث يلتــزم البنــك (املؤجِّــر) وفقـاً لنفــس االتفــاق‬
‫علــى تأجــره للمؤسســة نفســها الــي تتحــول إىل (مســتأجر)‪،‬‬
‫كمــا يوضحــه الشــكل التــايل‪:‬‬
‫شكل رقم (‪ :)52‬خطوات الشراء مع التأجري للبائع‬
‫البنك‬
‫املؤسسة‬
‫البائع‬
‫عملية بيع ( مكاسب أو خسائر)‬
‫املشرتي‬
‫املستأجر‬
‫عملية استئجار (رأمسايل أو تشغيلي)‬
‫املؤجر‬
‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬مسري حممد عبد العزيز‪« ،‬التأجري التمويلي»‪ ،‬ص‪.135 :‬‬
‫‪ -3.2.3‬إن صيغــة التأجــر التشــغيلي يقــوم فيهــا البنــك‬
‫(املؤجِّــر) بشــراء أصــل رأمســايل وتأجــره لعــدة مســتأجرين‬
‫الذيــن هــم يف حاجــة إىل آالت ومعــدات لوقــت قصــر‪ ،‬أو لعــدم‬
‫القــدرة علــى شــرائها‪ ،‬أو اخلــوف مــن تطورهــا التكنولوجــي؛‬
‫كمــا يوضحــه الشــكل التــايل‪:‬‬
‫‪434‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫شكل رقم (‪ :)53‬خطوات التأجري التشغيلي‪.‬‬
‫دراسة ‪ +‬تقييم السوق‬
‫البحث عن مستأجر‬
‫هناية مدة التأجري‬
‫التخلص من األصول‬
‫البنك‬
‫املورِّد‬
‫عقد شراء األصول‬
‫(البنك هو املالك)‬
‫املستأجر‬
‫البنك‬
‫عقد تأجري (أول)‬
‫(إعادة األصول للبنك)‬
‫البنك املستأجراجلديد‬
‫عقد تأجري (تايل)‬
‫(تأجري لعدة مرات)‬
‫املشرتي‬
‫البنك‬
‫عقد بيع األصول‬
‫(إخراجها من ملكية البنك)‬
‫‪ -3.3‬تركيب عملية التمويل التأجريي‪:‬‬
‫‪ -1.3.3‬جتزئــة عناصــر حــق امللكيــة‪« :‬إن املســتأجر يكتســب‬
‫القيمــة االقتصاديــة للســلعة (حــق االســتعمال واالنتفــاع)‪،‬‬
‫بينمــا حيتفــظ املؤجِّــر (مبلكيــة الرقابــة وحــق التصــرف) عنــد‬
‫هنايــة العقــد»(‪.)1‬‬
‫‪ -2.3.3‬إن عمليــة تأجــر املعــدات واآلالت (‪« :)leasing‬مــا‬
‫هــي ســوى خليــط مــن التأجــر مــع حــق البيــع املؤجــل املــروك‬
‫خيــاره للمشــري»(‪.)2‬‬
‫ثانياً‪ :‬خصائص وأمهية التمويل التأجريي يف بنوك املشاركة‬
‫‪1 .1‬خماطر التمويل التأجريي وإجراءات تقليل حجمها‪:‬‬
‫يــرى أحــد الباحثــن أن خماطــر التمويــل التأجــري تتمثــل يف‪ :‬املخاطــر‬
‫التجاريــة الناجتــة عــن التأخــر أو عــدم ســداد املدفوعــات االجياريــة يف‬
‫مواعيدهــا‪ ،‬وكذلــك املخاطــر األخالقيــة املتعلقــة بإتــاف أو تغيــر معــامل‬
‫األصــول املؤجَّــرة أو تأجريهــا مــن الباطــن‪ ،‬أو بيعهــا للغــر دون احلصــول‬
‫علــى إذن مســبق مــن البنــك(‪ .)3‬ويعتــر باحــث آخــر أن البنــك يتحمّــل يف‬
‫(‪ )1‬مصطفى رشدي شيحة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.314-313 :‬‬
‫(‪ )2‬جعفر اجلزار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.173 :‬‬
‫(‪ )3‬فخــري الديــن الفقــي‪« ،‬صناعــة التأجــر التمويلــي مــع دراســة حتليليــة للســوق املصــري»‪ ،‬سلســلة رســائل البنــك‬
‫الصناعــي‪ ،‬بنــك الكويــت الصناعــي‪ ،‬العــدد ‪ ،60‬مــارس ‪ ،2000‬ص‪.40 :‬‬
‫‪435‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫التمويــل التأجــري علــى األقــل خماطــرة االمتــاك أو الشــراء املبدئــي‬
‫لألصــل املــادي الــذي قــد يتغــر ســعره بعــد الشــراء بوقــت قصــر‪ ،‬أو يصــر‬
‫قدميـاً أو (مهتلــكاً) بأســرع ممــا هــو متوقــع‪ ،‬أو تــؤول قيمتــه املتبقيــة (أي‬
‫قيمتــه يف هنايــة املــدة) إىل قيمــة أقــل مــن املتوقــع(‪.)1‬‬
‫ويُمكــن لبنــك املشــاركة أن يتخــذ بعــض اإلجــراءات الكفيلــة بتقليــل حجــم‬
‫املخاطــر مــن هــذا التمويــل‪ ،‬نســتعرضها فيمــا يلــي(‪:)2‬‬
‫‪ -1.1‬الدراســة اجليــدة للربنامــج االســتثماري الــذي حيتــاج إىل‬
‫متويــل عــن طريــق التمويــل التأجــري‪.‬‬
‫‪ -2.1‬مشــاركة املؤسســة املســتفيدة والبنك املموِّل يف عملية الشــراء‪،‬‬
‫وذلــك باختيار األجهزة واألدوات اإلنتاجية‪.‬‬
‫‪ -3.1‬عقــود التأمــن والصيانــة الــي يُربمهــا البنك بالنســبة لألجهزة‬
‫واألدوات اإلنتاجيــة‪ ،‬أثنــاء فرتة العقد‪.‬‬
‫‪ -4.1‬شــروط حســن االســتعمال الــي تفرضهــا العقــود املربمــة‬
‫بــن البنــك واملؤسســة املســتفيدة‪ ،‬ومــا يرتتــب عليهــا مــن مســؤولية‬
‫تعاقديــة و تقصرييــة‪.‬‬
‫‪ -5.1‬االلتــزام بدفــع األقســاط مقدمــاً؛ ممّــا يوضــح الكفــاءة‬
‫االقتصاديــة وكمؤشــر علــى مراكــز االختنــاق‪.‬‬
‫‪ -6.1‬االرتبــاط بــن القيمــة االقتصادية لألجهــزة واألدوات والعوائد‬
‫املرتتبــة عن تشــغيلها‪.‬‬
‫‪ -7.1‬اســرداد األجهــزة عنــد التوقــف عــن الدفــع‪ ،‬وعنــد هنايــة مــدة‬
‫التمويــل التأجــري‪ ،‬نتيجــة احتفــاظ البنــك حبــق امللكيــة‪.‬‬
‫(‪ )1‬حممد عمر شابرا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.227 :‬‬
‫(‪ )2‬مصطفى رشدي شيحة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.327-326 :‬‬
‫‪436‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‪2 .2‬مقارنة التمويل التأجريي مع األساليب التمويلية املشاهبة‪:‬‬
‫خيتلــف التمويــل التأجــري عــن القــرض بفائــدة يف التمويــل التقليــدي يف‬
‫جوانــب أساســية‪ ،‬كمــا يوضحــه اجلــدول التــايل‪:‬‬
‫جــدول رقــم (‪ :)85‬مقارنــة بــن التمويل بالقروض يف البنوك التقليدية‬
‫والتمويل التأجريي يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫عنصر املقارنة‬
‫عالقة املتعامل‬
‫مع البنك‪:‬‬
‫طبيعة األصول‬
‫املؤجــرة‪:‬‬
‫امللكيـــة‪:‬‬
‫التمويل بالقــروض‬
‫‪ -‬عالقة املدين بالدائن‪.‬‬
‫التمويل التأجيـــري‬
‫‪ -‬عالقة املستأجر باملؤجِّر‪.‬‬
‫ النقود‪.‬‬‫‪ -‬تُهتلك باالستعمال األول (إنفاقها)‪.‬‬
‫ وسائل اإلنتاج (آالت ‪+‬عقارات…)‪.‬‬‫‪ -‬ال تُهتلك باالستعمال األول‪.‬‬
‫ ال ميلــك املقــرض بفائــدة األصــول بعــد دفعهــا‬‫قرضـاً‪.‬‬
‫ اســتمرار ملــك املؤجــر لألصــول املؤجَّــرة‬‫وحتملــه مــا تتعــرض لــه هــذه األصــول مــن‬
‫خماطــر‪ ،‬واختــاذه القــرار االســتثماري املتعلــق مبــا‬
‫ميلــك‪.‬‬
‫ متويل عيين (تأجري باألصول الثابتة)‪.‬‬‫ا ‪ %100‬لشــراء‬
‫ يقــدم التأجــر متويــا كامــ ً‬‫األصــل الثابــت املســتأجر (تغطيــة قيمــة الربنامــج‬
‫االســتثماري بالكامــل)‪.‬‬
‫ مينح القرض يف صورة نقدية‪.‬‬‫ ال يغطــي التمويــل إال يف حــدود ‪ 70‬إىل ‪%80‬‬‫طبيعـة التمويـل‪ :‬مــن قيمــة الربنامــج االســتثماري‪ ،‬وعلــى العميــل‬
‫أن يبحــث علــى مــوارد ذاتيــة لتمويــل القيمــة‬
‫الباقيــة‪.‬‬
‫ الفائدة = مثن استخدام النقود‪.‬‬‫ املعتاد يف التأجري التمويلي أن تُربط األقســاط‬‫العــــائد‪:‬‬
‫بســعر الفائدة‪.‬‬
‫ النقــد يف حــد ذاتــه ال ميكنــه أن يدخــل يف‬‫العمليــة اإلنتاجيــة‪ ،‬بــل ال بــد أن يتحــول إىل‬
‫أحــد عناصــر اإلنتــاج؛ لذلــك ال ميكــن النظــر‬
‫ا‬
‫إىل عمليــة إقــراض النقــود إال بوصفهــا حتوي ـ ً‬
‫املربر االقتصادي للثــروة مــن شــخص إىل شــخص أو مــن مؤسســة‬
‫ألخــرى‪ ،‬ومثــل هــذا التحويــل ال مي ِّثــل إنفاقــاً‬
‫للعـــــائد‪:‬‬
‫للنقــد الــذي ســوف يُســتعاد يف األجــل احمل ـدّد‪،‬‬
‫ومــا دامــت عمليــة اإلقــراض ال مت ِّثــل إنفاق ـاً أو‬
‫اهتــاكاً للنقــد؛ فإهنــا ال تســتحق تعويضـاً مقابــل‬
‫هــذا اإلقــراض‪.‬‬
‫‪437‬‬
‫ اإلجيار = مثن منفعة األصول املؤجَّرة‪.‬‬‫ إال أنه ال تدفع فوائد على اإلجيار‪.‬‬‫ اســتخدام جمموعــة عناصــر اإلنتــاج الــي تدخل‬‫يف عمليــة اإلنتــاج مــن آالت ومعــدات ومباني ميثل‬
‫مشــاركة مباشــرة يف العمليــة اإلنتاجيــة‪ ،‬ينجــم‬
‫عنهــا تــآكل وتقــادم واهتــاك هلــذه العناصــر‬
‫بالتــدرج نتيجــة االســتخدام واالســتعمال ومــرور‬
‫الزمــن؛ ممــا يوجــب التعويــض الــذي يأخــذ صفــة‬
‫اإلجيــار الــذي يدفــع عــن هــذه العناصــر‪.‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫التـالزم الزمنـي‬
‫بني التكلفة‬
‫والعائد‪:‬‬
‫ ميكــن للمســتفيد أن حيصــل علــى قــرض ‪ -‬تكــون بدايــة مــدة التمويــل التأجــري متالزمــة‬‫مصريف وال يســتعمله يف شــراء األجهزة واآلالت؛ مــع تواجــد األجهــزة واآلالت وقدرهتــا علــى‬
‫ممــا يُعرضــه لتحمــل أعبــاء ســعر الفائــدة‪ ،‬دون العطــاء‪.‬‬
‫تو ُّلــد عائــد مقابــل‪.‬‬
‫‪3 .3‬حماسبة التمويل التأجريي‪:‬‬
‫توجــد جمموعــة مــن الشــروط للتفرقــة بــن التأجــر التمويلــي والتأجــر‬
‫التشــغيلي؛ حيــث يعتــر «جملــس معايــر احملاســبة املاليــة»(‪ )1‬معاجلــة عقــد‬
‫اإلجيــار علــى أنــه عقــد رأمســايل (متويلــي) إذا توافــر فيــه معيــار واحــد‬
‫علــى األقــل مــن املعايــر التاليــة(‪:)2‬‬
‫‪ -1.3‬أن ينص العقد على نقل ملكية األصل إىل املستأجر‪.‬‬
‫‪ -2.3‬أن مينح العقد للمستأجر حق شراء األصل بسعر حتفيزي‪.‬‬
‫‪ -3.3‬أن تســاوي فــرة العقــد ‪ %75‬أو أكثــر مــن العمــر اإلنتاجــي‬
‫لألصــل املؤجَّــر‪.‬‬
‫‪ -4.3‬أن تســاوي القيمــة احلاليــة للعقــد ‪ %90‬أو أكثــر مــن القيمــة‬
‫الســوقية لألصــل املؤجَّــر‪.‬‬
‫إن عقــود اإلجيــار الــي ال يتوافــر فيهــا معيــار واحــد علــى األقــل مــن هــذه‬
‫املعايــر يتــم حماســبتها علــى أهنــا عقــود إجيــار تشــغيلية‪ ،‬ويوضــح الشــكل‬
‫التــايل اخلطــوات الالزمــة لفحــص نــوع اإلجيــار‪:‬‬
‫(‪ )1‬جملــس معايــر احملاســبة املاليــة )«‪ (Financial Accounting Standards Board »FASB‬هــو جملــس مهــي‬
‫مســتقل بالواليــات املتحــدة األمريكيــة ويتكــون مــن ســبعة أعضــاء متفرغــن ينتمــون إىل ثــاث فئــات هــي‪ :‬أســاتذة‬
‫اجلامعــات‪ ،‬ورجــال األعمــال‪ ،‬واحملاســبون القانونيــون‪ ،‬ومــن أهــم اختصاصاتــه تطويــر مهنــة احملاســبة وإجــراء البحــوث‬
‫العلميــة وإصــدار تقاريــر ونشــرات حــول املعايــر واملبــادئ احملاســبية املتعــارف عليهــا‪.‬‬
‫‪(2) YVES BERNHEIM et al, »Traité de comptabilité bancaire: doctrine et pratique«, la revue‬‬
‫‪banque éditeur, Paris, p: 459-460.‬‬
‫‪438‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫شــكل رقــم (‪ :)54‬املعايــر احملاســبية للتمييــز بــن التأجــر التمويلــي‬
‫والتأجــر التشــغيلي‪.‬‬
‫عقد اإلجيــار‬
‫ال‬
‫هل‬
‫القيمة احلالية ال‬
‫للعقد ≥ ‪%90‬‬
‫من القيمة‬
‫السوقية ؟‬
‫نعم‬
‫عقد تشغيلي‬
‫هل‬
‫فرتة العقد‬
‫≥ ‪%75‬‬
‫من عمر‬
‫األصل؟‬
‫ال‬
‫هل‬
‫للمستأجر‬
‫حق شراء‬
‫األصل؟‬
‫نعم‬
‫ال‬
‫نعم‬
‫هل‬
‫تنقل‬
‫امللكية؟‬
‫نعم‬
‫عقد رأمسايل‬
‫املصدر‪ :‬مسري حممد عبد العزيز‪« ،‬التأجري التمويلي»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.98 :‬‬
‫وفيمــا يلــي توضيــح للمعاجلــة احملاســبية للتمويــل التأجــري يف القوائــم‬
‫املاليــة للمؤجِّــر (البنــك) واملســتأجر (العميــل)‪:‬‬
‫‪439‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫جــدول رقــم (‪ :)86‬املعاجلــة احملاســبية للتمويــل التأجــري يف القوائــم‬
‫املاليـة‪.‬‬
‫عقد‬
‫اإلجيار‬
‫القوائم‬
‫املالية‬
‫امليزانية‪:‬‬
‫الـتـأجـيـر الـتـمـويـلـي‬
‫بالنسبة للمؤجر‬
‫أصول‬
‫حـ‪ /‬مديين‬
‫عقود التأجري‬
‫مصاريف‬
‫‪++++‬‬
‫قائمة‬
‫الدخل‪:‬‬
‫خصوم‬
‫‪++++‬‬
‫إيرادات‬
‫‪++++‬‬
‫الـتـأجـيـر الـتـشـغـيـلـي‬
‫بالنسبة للمستأجر‬
‫أصول‬
‫حـ‪/‬‬
‫االستثمارات‬
‫املستأجرة‬
‫مصاريف‬
‫خصوم‬
‫بالنسبة للمؤجر‬
‫أصول‬
‫خصوم‬
‫حـ‪ /‬خمصص حـ‪ /‬استثمارات ‪++++‬‬
‫يف أصول مؤجرة‬
‫اهتالك‬
‫للغري‬
‫حـ‪ /‬التزام‬
‫عقود التأجري‬
‫التمويلي‬
‫إيرادات‬
‫مصاريف‬
‫إيرادات‬
‫ حـ‪ /‬اهتالك ‪++++‬‬‫األصول‬
‫املستأجرة‬
‫ حـ‪ /‬صيـانة‬‫‪ -‬حـ‪ /‬تأميــن‬
‫‪ -1‬يُزيــل املؤجــر تكلفــة األصــل مــن ميزانيتــه وإثبــات‬
‫تلــك القيمــة يف حســاب «مديــي عقــود اإلجيــار»‪،‬‬
‫الــي تعــادل القيمــة احلاليــة لعقــد اإلجيــار (جممــوع‬
‫اإلجيــارات)‪.‬‬
‫‪ -2‬تــدرج املؤسســة املســتفيدة قيمــة األصول املســتأجرة‬
‫(القيمــة األصليــة وخمصــص االهتــاك) كبنــد مســتقل‬
‫احملاسبة‪ :‬ضمــن األصــول الثابتــة‪ ،‬وقيمــة االلتــزام اخلــاص هبــا‬
‫(جممــوع اإلجيــارات املتبقيــة) ضمــن اخلصــوم طويلــة‬
‫األجــل (عــدم ظهــور مصــروف إجيــار)‪.‬‬
‫‪ -3‬عندمــا يقــوم املســتأجر بــرد األصــل إىل املؤجــر‬
‫يتــم إزالــة حســاباته اخلاصــة؛ وإذا قــام بشــرائه يصبــح‬
‫ضمــن أصولــه الثابتــة‪.‬‬
‫‪440‬‬
‫بالنسبة للمستأجر‬
‫أصول‬
‫‪++++‬‬
‫مصاريف‬
‫خصوم‬
‫‪++++‬‬
‫إيرادات‬
‫حـ‪ /‬اهتالكـات حـ‪ /‬إيراد حـ‪ /‬مصروف ‪++++‬‬‫إجيار‬
‫ حـ‪ /‬صيــانة إجيار‬‫‪ -‬حـ‪ /‬تأميـــن‬
‫‪ -1‬يُقيِّــد املؤجِّــر «األصــل املؤجَّــر» يف جانــب األصــول‬
‫اخلاصــة مبيزانيتــه‪.‬‬
‫‪ -2‬تظهر يف حسابات املؤجر اإلجيارات الشهرية اليت‬
‫يُحصِّلهــا علــى أهنــا «إيــراد إجيــار» وتظهــر مدفوعــات‬
‫اإلجيــار يف حســابات املســتأجر علــى أهنــا «مصروفــات‬
‫إجيــار»‪ ،‬وبذلــك ال يســجل يف حســابات املســتأجر أيّ‬
‫أصــل أو التــزام متعلــق بعمليــة االســتئجار‪.‬‬
‫‪ -3‬غالبـاً مــا يُطلــق عليــه التمويــل اخلفــي؛ ألن التعهــد‬
‫مبدفوعــات اإلجيــار يف املســتقبل ال يظهــر كالتــزام يف‬
‫امليزانيــة اخلاصــة باملســتأجر‪.‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‪4 .4‬أمهيــة التمويــل التأجــري علــى املســتوى االقتصــادي الكلــي‬
‫واجلزئــي‪:‬‬
‫‪ -1.4‬جماالت تطبيق التمويل التأجريي‪:‬‬
‫يُمكــن أن يُطبَّــق التمويــل التأجــري يف قطاعــات وأنشــطة عديدة ومتنوعة‪،‬‬
‫وأن يُغطــي طلبـاً متزايــداً علــى كافــة األصــول الرأمسالية الالزمــة للتجهيز‬
‫كمــا يلي(‪:)1‬‬
‫‪ -1.1.4‬على املستوى القطاعي‪:‬‬
‫يتــم التمييــز بــن القطاعــات الســلعية الــي تشــمل قطــاع‬
‫الزراعــة والــري واســتصالح األراضــي‪ ،‬وقطــاع الصناعــة‬
‫التحويليــة والتعديــن وقطــاع البــرول والطاقــة‪ ،‬وقطــاع‬
‫التشــييد واملرافــق العامــة‪ ،‬والقطاعــات اخلدميــة الــي تشــمل‬
‫قطــاع النقــل واملواصــات وقطــاع اخلدمــات العقاريــة وقطــاع‬
‫الســياحة والفنــادق وقطــاع اخلدمــات املاليــة‪.‬‬
‫‪ -2.1.4‬على مستوى األصول املؤجرة‪:‬‬
‫يتــم التمييــز بــن ثــاث جمموعــات رئيســة وهــي‪ :‬جمموعــة‬
‫األصــول مــن اآلليــات واملعــادن والتجهيــزات‪ ،‬وجمموعة أصول‬
‫وســائل النقــل واالتصــال‪ ،‬وجمموعــة األصــول العقاريــة‪.‬‬
‫ِّ‬
‫وسنلخص قطاعات وأصول التمويل التأجريي يف الشكل التايل‪:‬‬
‫(‪ )1‬فخري الدين الفقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.45-41 :‬‬
‫‪441‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫شــكل رقــم (‪ :)55‬حتليــل ســوق التأجــر علــى املســتوى القطاعــي‬
‫واألصــول املؤجــرة داخــل القطــاع الواحــد‪.‬‬
‫صناعــة التأجري التمويلي‬
‫على املستوى القطاعي‬
‫طلب جتهيز‬
‫على مستوى األصول املؤجرة‬
‫القطاعات السلعية‬
‫القطاعات اخلدمية‬
‫قطاع الزراعــــة‬
‫قطاع النقل واالتصاالت‬
‫اآلالت واملعـــدات‬
‫قطاع الصناعة والطاقة‬
‫قطاع اخلدمات العقارية‬
‫وسائل النقل واالتصاالت‬
‫قطاع التشييد والبناء‬
‫قطاع الصحة والتعليم‬
‫األصــــول العقارية‬
‫‪ -2.4‬مزايا وعيوب التمويل التأجريي‪:‬‬
‫يتميــز التمويــل التأجــري بالتعامــل مــع ثالثــة أطــراف كلهــا تســهم يف‬
‫تنميــة اجملتمــع وهــم‪ :‬أصحــاب املصانــع (املنتجــون) والبنــوك (املؤجِّــرون)‬
‫والقائمــون باألعمــال (املســتأجرون)(‪ ،)1‬ولكــن اجلانــب اآلخــر واألهــم‬
‫لتمويــل رأس املــال العامــل واملتمثــل يف أجــور العمــال واخلدمــات األخــرى‬
‫كاملــاء والكهربــاء واهلاتــف وغــر ذلــك‪ ،‬ال يصلــح لــه أســلوب التأجــر‪ .‬ونبــن‬
‫إجيابيــات هــذا النــوع مــن التمويــل يف اجلــدول التــايل‪:‬‬
‫(‪ )1‬صــاحل مفتــاح‪« ،‬املــوارد املاليــة للدولــة يف النظــام االقتصــادي اإلســامي»‪ ،‬رســالة ماجســتري غــر منشــورة‪ ،‬جامعــة‬
‫اجلزائــر‪ ،‬معهــد العلــوم االقتصاديــة‪ ،1994/ 1993 ،‬ص‪.234 :‬‬
‫‪442‬‬
‫جدول رقم (‪ :)87‬مزايا التمويل التأجريي على املستوى االقتصادي الكلي واجلزئي‪.‬‬
‫* بالنسبة لالقتصـــاد الوطين (التنميـــة)‬
‫‪ -1‬للتأجري أمهية كبرية للتنمية ملا يلي‪:‬‬
‫ يُم ِّكــن املســتثمر الــذي ال يقــدر علــى شــراء األصــل بإتاحــة‬‫تأجــره لــه‪.‬‬
‫ الصناعــات الــي تنشــر التطويــر وال متلــك التمويــل ميكنهــا‬‫االعتمــاد علــى التأجــر‪.‬‬
‫ عنــد كســاد صناعــة ميكــن انتقــال املعــدات إىل صناعــة أخــرى‬‫دون خســارة رأمساليــة كبــرة‪.‬‬
‫‪ -2‬تطويــر االئتمــان وحتويلــه مــن االئتمــان قصــر األجــل إىل‬
‫االئتمــان متوســط وطويــل األجــل‪.‬‬
‫‪ -3‬توجيــه االئتمــان وتوظيــف اإلدخــارات لتمويــل االســتثمارات‬
‫اإلنتاجيــة بــدالً مــن تنميــة ومتويــل االســتهالك‪.‬‬
‫‪ -4‬تنميــة وتغذيــة الصناعــات اإلنتاجيــة؛ مــن خــال زيــادة الطلــب‬
‫غــر املباشــر علــى منتجاهتــا (الســلع اإلنتاجيــة وأدوات التجهيــز)‬
‫مــن قِبــل البنــوك؛ هبــدف ختصيصهــا للمؤسســات املســتخدمة‬
‫هلــا‪.‬‬
‫‪-5‬التغلــب علــى مشــكلة ارتفــاع أســعار وســائل اإلنتــاج وارتفــاع‬
‫أســعار الفائــدة بفعــل الظــروف التضخميــة الــي تســود االقتصــاد‪.‬‬
‫‪ -6‬يقــوم التأجــر التمويلــي بتمويــل أصــول رأمساليــة؛ ممــا‬
‫يتطلــب تشــغيل وتدريــب أيــدي عاملــة جديــدة‪.‬‬
‫‪ -7‬التعجيــل بإقامــة صناعــات متقدمــة أكثــر إنتاجيــة؛ ممــا‬
‫يســاعد علــى املالحقــة املســتمرة للتطــور التكنولوجــي؛ ومــن ثــم‬
‫رفــع جــودة اإلنتــاج مــع خفــض تكلفتــه‪ ،‬واإلســهام يف فتــح أســواق‬
‫جديــدة حمليــاً وخارجيــاً‪ ،‬وزيــادة مســتوى االســتثمارات‪.‬‬
‫‪ -8‬إدخــال أســلوب جديــد مــن أســاليب التمويــل التقليديــة؛ مــن‬
‫خــال عالقــة جديــدة بــن املقرضــن واملقرتضــن‪ ،‬فهــي عالقــة‬
‫«مشــاركة مؤقتــة» بــن املالــك واملســتخدم لألجهــزة‪.‬‬
‫‪ -9‬إجيــاد مفاهيــم إجيابيــة جديــدة مفادهــا أن الرتكيــز علــى‬
‫اســتخدام اآلالت هــو الــذي حيقــق الربــح وليســت امللكيــة‪.‬‬
‫‪ -10‬زيــادة املنافســة بــن مصــادر التمويــل املختلفــة واخنفــاض‬
‫تكلفتهــا‪.‬‬
‫* بالنسبة للعمــالء املستفيدين (املستأجريــــن)‬
‫‪ -1‬يُم ِّكــن املؤسســات مــن حيــازة األصــول الرأمساليــة الالزمــة‬
‫لنشــاطها دون حاجــة إىل جتميــد جــزء كبــر مــن أمواهلــا إذا قامــت‬
‫بشــرائها؛ ممــا يتيــح هلــا ســيولة أكــر تســتخدمها يف أوجــه أخــرى‪.‬‬
‫ا جيــداً يف حالــة التوســعات اجلديــدة‬
‫‪ -2‬يُعتــر التأجــر التمويلــي بديـ ً‬
‫أو اإلضافــات الرأمساليــة‪ ،‬عــن طــرح املؤسســة ألســهم جديــدة أو‬
‫البحــث عــن شــركاء جــدد‪ ،‬ومــا يكلــف ذلــك مــن صعوبــات ومصاريــف‬
‫خمتلفــة‪.‬‬
‫‪ -3‬مواجهــة نقــص رؤوس األمــوال‪ ،‬وبصفــة خاصــة عجــز مصــادر‬
‫التمويــل الذاتــي ومصــادر التمويــل اخلارجــي عــن متويــل االســتثمارات‬
‫اإلنتاجيــة‪.‬‬
‫‪ -4‬يقــدم التأجــر التمويلــي متويــا كامــا لقيمــة األصــول الرأمساليــة‬
‫مــن آالت ومعــدات؛ أي بنســبة ‪ %100‬وهــو مــا ال يتوافــر عــادة يف‬
‫التمويــل التقليــدي (ال تتعــدى ‪.)%80‬‬
‫‪ -5‬الربــط بــن التمويــل والنشــاط االقتصــادي املمـوَّل؛ أي الربــط بــن‬
‫حجــم التمويــل والعائــد املتوقــع ألن «اآللــة تدفــع مثنهــا مــن دخلهــا»‪.‬‬
‫‪ -6‬حــل مشــكلة التجديــد واإلحــال واالهتــاكات دون أيّ إرهــاق‬
‫مــايل‪ ،‬وتوفــر الســيولة الالزمــة‪.‬‬
‫‪ -7‬مالحقــة التطــورات والتغــرات التكنولوجيــة الســريعة‪ ،‬واالســتفادة‬
‫مــن االخرتاعــات املتواليــة‪ ،‬ومبعنــى آخــر ح ـ ّل مشــكلة التناقــض بــن‬
‫العمــر االقتصــادي والعمــر الفــي بصــورة جذريــة‪.‬‬
‫‪ -8‬احلصــول علــى األصــول املطلوبــة مــع جتنــب أســلوب وأعبــاء‬
‫ســعر الفائــدة وآثارهــا (ارتفــاع األســعار وتقلبــات مثــن اإلقــراض‬
‫واالقــراض)‪.‬‬
‫‪ -9‬حيــازة وســائل اإلنتــاج الضروريــة دون اكتســاب ملكيتهــا‪ ،‬وحتمــل‬
‫مســؤولية هــذه امللكيــة‪« ،‬الفصــل بــن امللكيــة واالســتخدام»؛ وبالتــايل‬
‫فــإن هــذا التمويــل يغــر مفهــوم ملكيــة رأس املــال‪ ،‬مــن ملكيــة كهــدف‬
‫إىل ملكيــة كتوظيــف وانتفــاع‪.‬‬
‫‪ -10‬يف التأجــر التشــغيلي ال تس ـجَّل األصــول املؤجَّــرة يف امليزانيــة‬
‫احملاســبية (متويــل مــن خــارج امليزانيــة)؛ وحتقيــق مزايــا حماســبية‬
‫وضريبيــة‪.‬‬
‫‪443‬‬
‫* بالنسبة لبنـــوك املشاركة (املؤجريــــن)‬
‫‪ -1‬يو ِّفــر التمويــل التأجــري للبنــك جمــاالً خصبــاً الســتثمار‬
‫أموالــه بعوائــد جمزيــة‪ ،‬وكذلــك بضمــان كاف ومؤكــد نتيجــة‬
‫مــا يلــي‪:‬‬
‫ احتفاظــه مبلكيــة األصــول املؤجــرة موضــوع التمويــل طــوال‬‫فــرة العقــد‪ ،‬مــن خــال اســتعادة حقوقــه مــن املســتأجر يف‬
‫حالــة إفالســه إن كان تاجــراً‪ ،‬أو إعســاره إن كان صاحــب مهنــة‬
‫غــر جتاريــة‪.‬‬
‫ أحقية الرقابة املباشرة يف مرحلة التشغيل‪.‬‬‫‪ -2‬تغيــر اجتــاه البنــوك حنــو التوظيــف متوســط وطويــل‬
‫األجــل‪.‬‬
‫‪ -3‬يشــكل التأجــر صيغــة أخــرى مــن صيــغ التمويــل؛ ممــا‬
‫يزيــد يف جمــال اختياراتــه بــن الصيــغ املعتمــدة‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -4‬التأجــر يــدر إيــرادا للممــوِّل (املؤجِّــر) خالفــا للقــرض‬
‫احلســن‪.‬‬
‫‪ -5‬توثيــق العالقــة بــن البنــوك واملؤسســات الصناعيــة‪ ،‬ســواء‬
‫املنتجــة لألجهــزة واآلالت أو املســتخدمة هلــا؛ أي حتقيــق‬
‫عالقــة مباشــرة بــن رأس املــال املــايل ورأس املــال الصناعــي‪.‬‬
‫‪-6‬إجيــاد توظيــف لإلدخــارات علــى أســاس العائــد احلقيقــي‬
‫مــن االســتثمار(الدخل) وليــس العائــد االفرتاضــي (ســعر‬
‫الفائــدة)‪.‬‬
‫‪ -7‬التأجــر أقــل خماطــرة مــن املضاربــة واملشــاركة؛ ألن البنــك‬
‫ميلــك األصــل املؤجــر مــن جهــة‪ ،‬ويتمتــع بإيــراد مســتقر وشــبه‬
‫ثابــت‪ ،‬وســهل التوقــع مــن جهــة أخــرى‪.‬‬
‫‪ -8‬حتقيــق مزايــا ضريبيــة للمؤجِّــر‪ :‬إمكانيــة اســتنزال‬
‫اهتــاكات األصــول املؤجــرة مــن إيراداتــه‪ ،‬هــذا خبــاف‬
‫مــا تقدمــه بعــض الــدول مــن إعفــاء علــى هــذا النشــاط مــن‬
‫ضرائــب‪ .‬وهــذه املزايــا ميكــن أن تنعكــس علــى املســتأجر علــى‬
‫شــكل ختفيــض يف اإلجيــار‪ ،‬فهــو أكثــر كفــاءة مــن أشــكال‬
‫التمويــل الــي ال حت ِّقــق مزايــا ضريبيــة‪.‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫ثالثاً‪ :‬واقع التمويل التأجريي يف بنوك املشاركة‬
‫‪1 .1‬دراسة حتليلية للتمويل التأجريي‪:‬‬
‫تشــر بعــض الدراســات أن نشــاط التأجــر التمويلــي قــد شــهد منــواً يف‬
‫اآلونــة األخــرة خاصــة يف الــدول الناميــة‪ ،‬وبالرغــم مــن أن حجمــه مل يتعــد‬
‫نســبة ‪ %5‬مــن إمجــايل هــذا النشــاط علــى مســتوى العــامل كمتوســط للفــرة‬
‫‪1994-1990‬؛ فــإن متوســط معــدل منــوه تــراوح بــن ‪ ،%300-%45‬بينمــا‬
‫مل يتعــد النشــاط نفســه يف الــدول املتقدمــة صناعيــاً نســبة ‪ %3‬خــال‬
‫متوســط معــدل منــو الفــرة نفســها؛ مثلمــا يوضحــه اجلــدول التــايل‪:‬‬
‫جــدول رقــم (‪ :)88‬نشــاط التأجــر التمويلــي يف الــدول املتقدمة والدول‬
‫النامية‪.‬‬
‫(متوسط الفرتة ‪)1994–1990‬‬
‫الدولة‬
‫آسيــــا ومنها‪:‬‬
‫الفلبيـن‬
‫تايالنـد‬
‫تركيـا‬
‫أمريكا الالتينيـة ومنها‪:‬‬
‫الربازيـل‬
‫أفريقيــا ومنها‪:‬‬
‫مصــر‬
‫إمجايل الدول الناميــة‪:‬‬
‫إمجايل الدول املتقدمــة‪:‬‬
‫(الواليات املتحدة‪ ،‬واليابان وأوربا)‬
‫حجم النشاط (باملليار دوالر)‬
‫معدالت النمو السنوية‬
‫‪%95‬‬
‫‪%77‬‬
‫‪% 300‬‬
‫‪% 87‬‬
‫‪%55‬‬
‫‪%61‬‬
‫‪%45‬‬
‫‪%85‬‬
‫‪% 300 - %45‬‬
‫‪396,00‬‬
‫‪% 3 - %2‬‬
‫إمجايل العالــــم‬
‫‪410,00‬‬
‫‪%18 - %4‬‬
‫‪1,00‬‬
‫‪0,2‬‬
‫‪0,1‬‬
‫‪0,3‬‬
‫‪2,5‬‬
‫‪1,5‬‬
‫‪3,00‬‬
‫‪0,4‬‬
‫‪14,00‬‬
‫املصدر‪ :‬فخري الدين الفقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.19:‬‬
‫وميكن تلخيص عوامل زيادة نشاط التمويل التأجريي يف الشكل التايل‪:‬‬
‫‪444‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫شكل رقم (‪ :)56‬عوامل منو نشاط التمويل التأجريي‪.‬‬
‫عـوامـل منـو التمويــل التأجيــري‬
‫عــامل فـنـي‬
‫عــامل اقـتـصـادي‬
‫عــامل مـالـي‬
‫‪ -‬التقدم التكنولوجي اهلائل‬
‫‪ -‬ارتفاع أسعار التمويل التقليدي‬
‫‪ -‬ارتفاع أسعار األجهزة اإلنتاجية‬
‫‪ -‬العمر االقتصادي القصري‬
‫‪ -‬قصور التمويـــــل الذاتي‬
‫‪ -‬التكلفة العالية بسبب التكنولوجيا‬
‫ضــرورة التجديد املستمر واإلحالل السريع لألصول‬
‫اللجــوء إىل وسيلة التمويــل التأجيــري‬
‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬مصطفى رشدي شيحة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.310–309 :‬‬
‫يــرى أحــد الباحثــن أن التمويــل التأجــري ميثــل أرضيــة مشــركة بني بنوك‬
‫املشــاركة والبنــوك التقليديــة يف التمويــل(‪ )1‬ممــا يُتيــح فرصـاً أكثــر للتعــاون‬
‫بينهمــا(‪)2‬؛ يف حــن يعتــر البعــض أن بنــوك املشــاركة «حبكــم هياكلهــا‬
‫وإيديولوجيتهــا مهيّــأة أكثــر مــن غريهــا؛ لكــي تصبــح بنــوك متخصصــة‬
‫يف االئتمــان االجيــاري أو التمويــل التأجــري لالســتثمارات اإلنتاجيــة»(‪.)3‬‬
‫وميكــن التعبــر عــن ذلــك يف الشــكل التــايل‪:‬‬
‫(‪ )1‬مثــال ذلــك‪ :‬متويــل طائــرات باإلجــارة لشــركة طــران اإلمــارات مــن قبــل شــركة الراجحــي املصرفيــة لالســتثمار وبنــك‬
‫تشــيز ماهناتــن‪.‬‬
‫(‪ )2‬منذر القحف‪« ،‬سندات اإلجارة واألعيان املؤجرة»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.11 :‬‬
‫(‪ )3‬مصطفى رشدي شيحة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.345 :‬‬
‫‪445‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫شــكل رقــم (‪ :)57‬انســجام مبــادئ التمويــل التأجــري مــع مبــادئ بنــوك‬
‫املشاركة‪.‬‬
‫انسجام التمويل التأجريي مع نشاط بنوك املشاركة‬
‫مبــادئ التمويل التأجريي‬
‫مبــادئ بنوك املشاركة‬
‫مدة التمويل تعادل العمر االقتصادي‬
‫املشاركة املؤقتة يف االستثمار‬
‫األجهزة تدفع قيمتها من العوائد‬
‫املشاركة يف األرباح (عائد متغري)‬
‫االحتفاظ بامللكية طول مدة العقد‬
‫السيولة الدائمة واالستثمار املتكرر‬
‫التمويل التأجريي = نشاط متخصص‬
‫تأسيس شركات تأجيـر تابعــة‬
‫تعاون بنوك املشاركة مع التقليدية‬
‫ويظهــر يف أصــول ميزانيــة «البنــك اإلســامي للتنميــة» حســاب التأجــر‪،‬‬
‫ويف ميزانيــة «بنــك الربكــة اجلزائــري» حســاب االعتمــاد اإلجيــاري‪ ،‬ويف‬
‫ميزانيــة «شــركة الراجحــي املصرفيــة لالســتثمار» حســاب اســتثمار يف‬
‫عقــود إجيــار(‪.)1‬‬
‫(‪ )1‬أنظر املالحق‪.‬‬
‫‪446‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‪2 .2‬مشاكل عملية للتمويل التأجريي‪:‬‬
‫إن التمويــل التأجــري أصبــح مــن أهــم الوســائل التمويليــة يف االقتصــاد‬
‫الصناعــي املعاصــر‪ ،‬وال يــزال متعثــرا يف الــدول الناميــة لعــدة أســباب‬
‫مــن أمههــا‪« :‬غيــاب اجلهــاز الصناعــي املنتــج للســلع اإلنتاجيــة‪ ،‬وضآلــة‬
‫املدخــرات وعــدم الرتشــيد يف توظيفهــا إن وُجــدت‪ ،‬وغيــاب املؤسســات‬
‫املاليــة واملصرفيــة املتخصصــة يف تلــك األمــور‪ ،‬وعــدم وجــود تشــريعات‬
‫منظمــة هلــا»(‪.)1‬‬
‫ونستعـــرض فيمــا يلــي أهــم املشــاكل الــي واجهــت التمويــل التأجــري يف‬
‫التجربــة العمليــة لبنــوك املشــاركة‪:‬‬
‫جــدول رقــم (‪ :)89‬مشــاكل التمويــل التأجــري يف ضــوء التجربــة‬
‫العمليــة لبنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫حلـــول مقرتحـــة‬
‫مشــاكل التمويـــل التأجيــري‬
‫ يُمنــع علــى البنــوك امتــاك األمــوال املنقولــة ‪ -‬علــى الرغــم مــن أن البنــوك ال تســتطيع أن تقــوم‬‫بنفســها مبباشــرة النشــاط التأجــري؛ إال أهنــا ميكــن‬
‫واألصــول العقاريــة إال يف حــدود معينــة‪.‬‬
‫أن تلعــب دوراً أساســياً باملســامهة يف إنشــاء ومتويــل‬
‫شــركات متخصصــة يف عمليــة التأجــر‪.‬‬
‫ النظــم احملاســبية والتشــريعات القانونيــة للــدول‬‫العربيــة ال تشــتمل علــى املعايــر واملزايــا الــي تُم ِّكــن‬
‫مؤسســاهتا املاليــة احملليــة مــن االنطــاق يف النشــاط‬
‫التأجــري‪:‬‬
‫‪ -1‬معــدالت االهتــاك احملاســبية مســجلة فقــط‬
‫لعــدد حمــدود مــن األصــول الثابتــة‪.‬‬
‫‪ -2‬معــدالت منخفضــة نســبيا مقارنــة مبعــدالت‬
‫االهتــاك العامليــة ممــا يــؤدي إىل إطالــة عمــر‬
‫األصــول؛ ومــن ثــم عــدم حتفيزهــا علــى التوســع يف‬
‫ممارســة هــذا النشــاط‪.‬‬
‫‪ -3‬عــدم الســماح بتطبيــق طــرق االهتــاك املتســارع‬
‫لألصــول الرأمساليــة‪.‬‬
‫ ضــرورة تعديــل األنظمــة احملاســبية والتشــريعات‬‫القانونيــة وفــق هــذا األســلوب التمويلــي اجلديــد؛ الــذي‬
‫يعتــر حبــق إضافــة خالصــة لفنــون التمويــل‪.‬‬
‫ ملّــا كان التأجــر ضــرورة مــن ضــرورات العصــر؛‬‫ونظــراً ملــا حــدث مــن تطويــر يف املعامــات اخلاصــة‬
‫بــه‪ ،‬فقــد كان مــن الــازم توحيــد الطــرق املســتخدمة‬
‫يف احملاســبة عــن عمليــات وإجــراءات عقــود التأجــر‬
‫واإلفصــاح عنهــا‪.‬‬
‫(‪ )1‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.311 :‬‬
‫‪447‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫ املمارســات غــر األخالقيــة والتصرفــات غــر ‪ -‬مــن الضــروري أن تكتســب عمليــة الصياغــة القانونيــة‬‫القانونيــة الــي مــن احملتمــل أن يلجــأ إليهــا لعقــد التأجــر التمويلــي يف إطــار تشــريعي رمســي منظم‬
‫أمهيــة بالغــة يف محايــة حقــوق املؤجــر وملكيتــه لألصــول‬
‫املســتأجرون‪:‬‬
‫‪ -1‬جلــوء املســتأجر ودون علــم املؤجِّــر إىل إعــادة الرأمسالية‪.‬‬
‫تأجــر األصــل إىل طــرف ثالــث (تأجــر مــن الباطــن)‬
‫مقابــل إجيــار يفــوق اإلجيــار املدفــوع للمؤجــر‬
‫األصلــي‪.‬‬
‫‪ -2‬اللجــوء إىل بيــع األصــل إىل طــرف ثالــث بســعر‬
‫يفــوق جممــوع القيمــة احلاليــة للقيــم االجياريــة‬
‫لألصــل طــول مــدة عقــد التأجــر‪.‬‬
‫ غيــاب الوعــي الــكايف للمتعاملــن (املســتأجرين) ‪ -‬القــدرة علــى تقييــم دراســات اجلــدوى االقتصاديــة‬‫مبزايــا التمويــل التأجــري‪ ،‬والرتكيــز علــى املزايــا والفنيــة الــي يتقــدم هبــا املســتأجرون لتمويــل األصــول‪.‬‬
‫الــي ميكــن حتقيقهــا مــن زاويــة ختفيــف األعبــاء ‪ -‬ضــرورة توفــر اخلــرة الفنيــة الــي تتعلــق بطبيعــة‬
‫املاليــة‪ ،‬دون تقييــم شــامل ملــا ميكــن أن حيققــه وخصائــص األصــول‪ ،‬والدرايــة الكافيــة يف التعامــل مــع‬
‫أســلوب التأجــر مــن وفــورات يف عنصــر الوقــت املســتأجرين املتعثريــن ســواء مــن الناحيــة القانونيــة أو‬
‫والســيولة؛ باإلضافــة إىل املرونــة يف االســتخدام االئتمانيــة‪.‬‬
‫ ضــرورة اإلملــام الــكايف بقوانــن الضرائــب ونظــم‬‫والتحديــث التكنولوجــي لألصــول‪.‬‬
‫ التأخــر أو عــدم ســداد املدفوعــات االجياريــة يف احملاســبة واجلمــارك الســائدة‪.‬‬‫املواعيــد احملــددة‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬راجع‪:‬‬
‫ فخري الدين الفقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪21-20:‬؛ ‪.40-39‬‬‫‪ -‬مسري حممد عبد العزيز‪« ،‬التأجري التمويلي»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.255-252 :‬‬
‫‪448‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‬
‫المطلــب الثانــي‪ :‬التمويــل بالبيــع بالتقســيط فــي بنــوك‬
‫المشــاركة‪.‬‬
‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬مفهــوم التمويــل بالبيــع بالتقســيط وخطواتــه العمليــة يف بنــوك‬
‫املشــاركة‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬خصائـص وأمهيـة التمويل بالبيع بالتقسيـط يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬واقــع التمويــل بالبيـع بالتقسيـط يف بنـوك املشاركــة‪.‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬مفهــوم التمويــل بالبيــع بالتقســيط وخطواتــه العمليــة يف بنــوك‬
‫املشــاركة‬
‫‪1 .1‬تعريف التمويل بالبيع بالتقسيط‪:‬‬
‫التعريــف العــام للبيــع بالتقســيط(‪ )1‬هــو‪« :‬عقــد يقضــي بــأن يُس ـدَّد مثــن‬
‫البيــع علــى عــدد حمــدود مــن الدفعــات يف تواريــخ معيّنــة‪ ،‬وينتقــل فيــه حــق‬
‫ملكيــة الســلعة املبيعــة إىل املشــري ابتــداءً مــن توقيــع العقــد ودفــع القســط‬
‫األول‪ ،‬ومــن هنــا ال تصبــح للبائــع أيّــة حقــوق علــى الســلعة املبيعــة إال أنــه‬
‫مــن حقــه مطالبــة املشــري بســداد أي قســط ختلــف عــن دفعــه»(‪ ،)2‬أو‬
‫مبعنــى آخــر هــو‪« :‬بيــع تنتقــل فيــه ملكيــة املبيــع إىل املشــري فــور التســليم‪،‬‬
‫ويصبــح البائــع دائنــا للمشــري بثمــن املبيــع»(‪.)3‬‬
‫ويف بنــوك املشــاركة يعــي البيــع بالتقســيط «أن يقــوم البنــك بتســليم‬
‫البضاعــة املتفــق عليهــا إىل عميلــه يف احلــال مقابــل تأجيــل ســداد الثمــن‬
‫(‪ )1‬يطلق عليه عدة تسميات‪« :‬البيع املؤجــل الثمن» أو «البيـع بالتفـاريـق» أو «البيع إىل أجـل معلــوم»‪.‬‬
‫(‪ )2‬حسن بن منصور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.30 :‬‬
‫(‪ )3‬حممد صاحل احلناوي ود‪ .‬السيدة عبد الفتاح عبد السالم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.412 :‬‬
‫‪449‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫إىل وقت حمدّد‪ ،‬ويســتوي يف ذلك أن يكون التأجيل لكامل مثن البضاعة‪،‬‬
‫أو جلــزء مــن هــذا الثمــن‪ ،‬وعــادة مــا يتــم ســداد اجلــزء املؤجّــل مــن مثــن‬
‫البضاعــة علــى دفعــات أو أقســاط»(‪.)1‬‬
‫وعليه؛ يتكون التمويل بالبيع بالتقسيط من طرفني مها‪:‬‬
‫‪ -1.1‬البنــك (البائــع)‪ :‬وهــو الــذي يقــوم بشــراء ســلع مُعمِّــرة(‪ )2‬أو‬
‫غريهــا مــن الســلع‪ ،‬ثــم يبيعهــا للجمهــور بالتقســيط‪.‬‬
‫‪ -2.1‬العميــل (املشــري)‪ :‬وهــو الــذي يقــوم بشــراء الســلع مــن البنك‬
‫بثمــن مقســط متفــق عليه‪.‬‬
‫‪2 .2‬أنواع التمويل بالبيع بالتقسيط‪:‬‬
‫يُمكن أن يُمارَس البيع اآلجل (املؤجل) يف بنوك املشاركة بأسلوبني‪:‬‬
‫‪ -1.2‬البيــع باألجــل‪ :‬وفيــه يتــم دفــع الثمــن بكاملــه دفعــة واحــدة يف‬
‫هنايــة األجــل احملــدد‪.‬‬
‫‪ -2.2‬البيــع بالتقســيط‪ :‬وفيــه يتــم دفــع الثمــن على أقســاط حمددة‬
‫يف فــرات زمنيــة متفــق عليها‪.‬‬
‫‪3 .3‬خطــوات احلصــول علــى التمويــل بالبيــع بالتقســيط يف بنــوك‬
‫املشــاركة‪:‬‬
‫‪ -1.3‬شروط التمويل بالبيع بالتقسيط‪:‬‬
‫يتطلــب التمويــل بالبيــع بالتقســيط بعــض الشــروط نوجــز أمههــا فيمــا‬
‫يلــي(‪:)3‬‬
‫(‪ )1‬حمسن أمحد اخلضريي‪« ،‬البنوك اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.142 :‬‬
‫(‪ )2‬الســلع املُعمِّــرة (‪ )Durable goods‬هــي‪ :‬ســلع اســتهالكية مثــل الســيارات والثالجــات وآالت الغســيل وأجهــزة‬
‫التلفزيــون الــي تســتطيع إشــباع رغبــات املســتهلكني خــال فــرة طويلــة مــن الزمــن؛ وذلــك عكــس الســلع االســتهالكية الــي‬
‫تفنــى مبجــرد اســتعماهلا أول مــرة (مثــل املــواد الغذائيــة)‪.‬‬
‫(‪ )3‬حممد علي القري بن عيد وآخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.85-84 :‬‬
‫‪450‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‪ -1.1.3‬جيــوز للبنــك أن يشــري ســلعا أو أصــوال رأمساليــة‪ ،‬ثــم‬
‫يُعيــد بيعهــا ألجــل أو آلجــال حمـدّدة بالتقســيط‪.‬‬
‫‪ -2.1.3‬ال جيــوز للبنــك أن حيتفــظ مبلكيــة الســلع واألصــول‬
‫املعــدة للبيــع بالتقســيط ملــدة تزيــد علــى ســتة أشــهر‪.‬‬
‫‪ -3.1.3‬للبنــوك إلــزام املشــري بتقديــم الضمانــات والرهــون‬
‫مقابــل الديــن املتو ِّلــد مــن البيــع بالتقســيط‪ ،‬مبــا ال يزيــد عــن‬
‫‪ %150‬مــن مبلــغ ذلــك الديــن‪.‬‬
‫‪ -4.1.3‬ال جيــوز للبنــوك أن تعيــد شــراء ســلعة باعتهــا لعميــل‬
‫باألجــل أو بالتقســيط‪.‬‬
‫‪ -5.1.3‬يُحـدِّد البنــك املركــزي مــن حــن آلخــر أنــواع الســلع الــي‬
‫جيــوز للبنــوك التعامــل هبــا يف بيــع التقســيط‪.‬‬
‫‪ -6.1.3‬يُح ـدِّد البنــك املركــزي النســبة مــن أصــول البنــك الــي‬
‫جيــوز أن تُخصَّــص ألغــراض البيــع بالتقســيط‪.‬‬
‫‪ -7.1.3‬جيــوز للبنــك املركــزي حتديــد ســقوف عليــا هلامــش‬
‫الربــح الــذي تتقاضــاه البنــوك يف بيــع التقســيط‪ ،‬آخــذا يف‬
‫احلســبان أنــواع الســلع واملبالــغ واآلجــال‪...‬‬
‫‪ -8.1.3‬جيــوز للبنــك املركــزي أن يُحــدِّد نســبا دنيــا أو عليــا‬
‫للدفعــات النقديــة املعجلــة يف عمليــات البيــع بالتقســيط‪.‬‬
‫‪ -2.3‬اخلطوات العملية للتمويل بالبيع بالتقسيط‪:‬‬
‫البيــع بالتقســيط هــو اتفــاق يتــم مبقتضــاه شــراء الســلعة علــى أســاس دفــع‬
‫مثنهــا يف صــورة أقســاط حمــددة متفــق عليهــا‪ ،‬ويتــم تأجيــل الثمــن يف البيــع‪،‬‬
‫مــع تســليم الســلعة مــن خــال «حتديــد ســعرين للســلعة‪ :‬ســعر نقــدي فــوري‬
‫‪451‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫وســعر آجــل‪ ،‬علــى أن خيتــار املشــري بينهمــا‪ ،‬فــإذا اختــار الســعر املؤجــل‬
‫دفعــه علــى أقســاط أو دفعــة واحــدة يف هنايــة املــدة»(‪ ،)1‬وغالبـاً مــا يزيــد الثمــن‬
‫املؤجــل للســلعة عــن مثنهــا نقــداً؛ حيــث «جيــوز للمصــرف تقاضــي هامش ربح‬
‫أعلــى يف حــال البيــع اآلجــل‪ ،‬فلــو حـدَّد لنفســه رحبــا علــى البضاعــة مبقــدار‬
‫(‪ )%20‬مث ـاً علــى مبيعاتــه النقديــة‪ ،‬جلــاز لــه تقاضــي ربــح مبعــدل (‪)%30‬‬
‫مثـاً علــى مبيعاتــه اآلجلــة»(‪.)2‬‬
‫وفيما يلي شكل ختطيطي يوضح مراحل التمويل بالبيع بالتقسيط‪:‬‬
‫شكل رقم (‪ :)58‬خطوات البيع بالتقسيط‬
‫شـــراء البنك لسلع‬
‫بغرض املتاجرة‬
‫حتـديد سعـرين للسـلعة‬
‫(سعر نقدي فوري وسعر‬
‫آجل)‬
‫تقدم العميــل للبنك‬
‫بغرض الشراء‬
‫دراســة الــســوق‬
‫حتصيل البنك مثن‬
‫األقساط من العميل‬
‫تأجيل دفع الثمن يف البيع‬
‫مع تسليم السلعة للعميل‬
‫االتفاق على االستقرار على‬
‫البيع النقدي أو اآلجل‬
‫‪ -3.3‬تركيب عملية التمويل بالبيع بالتقسيط‪:‬‬
‫ميكــن أن يكــون البيــع بتأجيــل الثمــن «جــزءاً مــن عقــد بيــع املراحبــة لآلمــر‬
‫ا‬
‫بالشــراء حــن ال يدفــع الواعــد بالشــراء الثمــن نقــداً؛ بــل يدفعــه مؤج ـ ً‬
‫علــى أقســاط‪ ،‬لعــدم توافــر الســيولة النقديــة لديــه لدفــع إمجــايل قيمــة‬
‫الســلعة»(‪.)3‬‬
‫(‪ )1‬أمرية عبد اللطيف مشهور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.344 :‬‬
‫(‪ )2‬بكر رحيان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.231 :‬‬
‫(‪ )3‬أمرية عبد اللطيف مشهور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪345 :‬‬
‫‪452‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫ثانياً‪ :‬خصائص وأمهية التمويل بالبيع بالتقسيط يف بنوك املشاركة‬
‫‪1 .1‬خماطر التمويل بالبيع بالتقسيط وإجراءات تقليل حجمها‪:‬‬
‫يــرى بعــض اخلــراء أن التمويــل بالبيــع بالتقســيط يُم ِّكــن البنــوك مــن‬
‫حتقيــق قــدر مــن الربــح دون اضطرار إىل املخاطرة باملشــاركة يف اخلســائر‬
‫احملتملــة‪ ،‬ماعــدا يف حالــة إفــاس الطــرف املشــري أو ختلفــه عــن الوفــاء‬
‫بالديــن؛ لكــن هــذا النمــط مــن التمويــل «ال يُنصــح باســتخدامه علــى‬
‫نطــاق واســع وبــا متييــز‪ ،‬نظــراً للخطــر املرتبــط بــه مــن حيــث فتــح بــاب‬
‫خلفــي للتعامــل بالفائــدة‪ .‬لذلــك حيتــاج األمــر إىل ابتــكار نــوع مــن التدابــر‬
‫الوقائيــة‪ ،‬لكــي يقتصــر هــذا النــوع مــن التمويــل علــى احلــاالت الــي ال‬
‫مفــر مــن اســتخدامه فيهــا»(‪ .)1‬ويعتــر البعــض أنــه يُمكــن لبنــك املشــاركة أن‬
‫يســتخدم أســلوب البيــع اآلجــل أو البيــع بالتقســيط؛ «وذلــك عندمــا يكــون‬
‫هــو األســلوب الوحيــد املتــاح واملناســب للعمليــة التمويليــة»(‪)2‬؛ أي حيـدّ مــن‬
‫اســتخدام هــذا األســلوب بقــدر اإلمــكان إذا توافــرت األســاليب األخــرى‬
‫مــن مضاربــة ومشــاركة وأمكــن اســتخدامها‪.‬‬
‫ويُمكــن لبنــك املشــاركة أن يتخــذ بعــض اإلجــراءات الكفيلــة بتقليــل حجــم‬
‫املخاطــر مــن هــذا التمويــل‪ ،‬نســتعرضها فيمــا يلــي(‪:)3‬‬
‫‪ -1.1‬يف ظــل البيــع بالتقســيط تنتقــل ملكيــة الســلعة إىل املشــري‬
‫فــور االســتالم؛ إال أنــه غالبـاً مــا يتــم االتفــاق علــى أنــه ال جيــوز لــه‬
‫التصــرف فيهــا إال بعــد اســتكمال ســداد األقســاط؛ وذلــك لضمــان‬
‫هــذا الســداد‪.‬‬
‫(‪ )1‬تقرير جملس الفكر اإلسالمي يف باكستان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.30-29 :‬‬
‫(‪ )2‬حممد صاحل احلناوي والسيدة عبد الفتاح عبد السالم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.414 :‬‬
‫(‪ )3‬راجع‪ - :‬مسري حممد عبد العزيز‪« ،‬التأجري التمويلي»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.84 :‬‬
‫ أمحد حممد حممد اجللف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.108 :‬‬‫‬
‫‪453‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫‪ -2.1‬لكــي يكــون نظــام البيــع بالتقســيط ســليما ال بــد مــن توافــر‬
‫ركنــن أساســيني مهــا‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يدفع املشرتي جزءاً معقوال من مثن السلعة عند الشراء‪،‬‬
‫‬
‫ثــم يُقســم الباقــي علــى املــدة‪ *1‬الــي يتفــق عليهــا‪.‬‬
‫ب‪ -‬جتنب تراكم األقساط املتأخِّرة عند العميل‪.‬‬
‫‬
‫‪ -3.1‬تكويــن خمصــص لألقســاط املشــكوك يف حتصيلهــا ملواجهــة‬
‫احلــاالت املتوقعــة للتأخــر عــن الســداد‪ ،‬ويتأثــر هــذا املخصــص‬
‫بعاملــن أساســيني مهــا‪:‬‬
‫أ‪ -‬مدى الثقة اليت يضعها البنك يف العميل‪.‬‬
‫ب‪ -‬حجــم األقســاط املتبقيــة مــن دون ســداد‪ ،‬ومــدى االنتظــام‬
‫يف عمليــة الســداد‪.‬‬
‫‪ -4.1‬يف بعــض األحيــان قــد يتأخــر العميــل عــن ســداد أحــد (أو‬
‫بعــض) األقســاط يف تاريــخ االســتحقاق املتفــق عليــه؛ وهلــذا هنــاك‬
‫إجــراءات جيــب أن يتبعهــا البنــك جتــاه هــذه املشــكلة‪ ،‬يلخصهــا‬
‫الشــكل التــايل‪:‬‬
‫(‪ )1‬تتوقف مدة السداد يف البيع بالتقسيط على عدة عوامل مثل‪:‬‬
‫ القــدرة املاليــة للبائــع‪ :‬فــإذا كانــت هــذه القــدرة حمــدودة فــإن األمــر يتطلــب اســرجاع أموالــه مــن العمــاء يف وقــت قصــر‬‫وتكــون مــدة التقســيط قصــرة‪.‬‬
‫ طبيعة األصل‪ :‬فإذا كان األصل سريع االهتالك؛ تكون مدة التقسيط قصرية‪.‬‬‫ الظــروف االقتصاديــة الســائدة يف اجملتمــع‪ :‬ففــي ظــروف الكســاد واخنفــاض القــوة الشــرائية؛ تكــون مــدة التقســيط‬‫طويلــة‪.‬‬
‫‪454‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫شــكل رقم (‪ :)59‬إجراءات البنك يف حالة عدم ســداد العميل لألقســاط‬
‫يف مواعيدها‬
‫حالة عدم سداد العميل‬
‫حالة تأخر العميل عن الدفع‬
‫حالة توقف العميل عن الدفع‬
‫إجراءات وقائية (احلد من املشكلة)‬
‫إجراءات عالجية (مواجهة املشكلة)‬
‫‪ -1‬إجــراء دراســة متأنيــة لعمليــة البيــع‬
‫بالتقســيط (مسعـــة العميــل ‪ +‬طبيعـــة‬
‫الســلعة ‪ +‬الظــروف االقتصاديــة‪.)...‬‬
‫‪ -2‬عــدم التعامــل مــع عمــاء ثبــت‬
‫عــدم وفائهــم بالتزاماهتــم يف مواعيــد‬
‫ا ســتحقا قها ‪.‬‬
‫‪ -3‬اســتيفاء ضمانــات حقيقيــة مــن‬
‫العميــل‪ ،‬تغطــي علــى األقــل قيمــة‬
‫مديونيتــه جتــاه البنــك‪.‬‬
‫‪ -4‬تكويــن خمصــص لألقســاط املشــكوك‬
‫يف حتصيلهــا ملواجهــة حــاالت التأخــر يف‬
‫الســداد‪.‬‬
‫‪ -1‬االتصــال بالعميــل فــور رفضــه‬
‫الســداد‪ ،‬وذلــك هبــدف التفــاوض معــه‪.‬‬
‫‪ -2‬اســتخدام البنــك للضمانــات الــي‬
‫حصــل عليهــا مــن العميــل يف اســتيفاء‬
‫حقــه‪.‬‬
‫‪ -3‬التحفــظ علــى الســلعة إذا كانــت ال‬
‫تــزال يف حــوزة البنــك (يف خمــازن تابعــة‬
‫لــه)‪.‬‬
‫‪ -4‬اللجــوء إىل القضــاء أو تشــكيل‬
‫هيئــة للحكــم علــى مقــدار ضــرر البنــك‬
‫(املطالبــة بالتعويــض)‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬أمحد حممد حممد اجللف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.109–108 :‬‬
‫‪2 .2‬مقارنــة التمويــل بالبيــع بالتقســيط مــع األســاليب التمويليــة‬
‫املشــاهبة‪:‬‬
‫رغــم أن البيــع بالتقســيط هــو عمليــة بيــع؛ إال أنــه خيتلــف عــن األســاليب‬
‫البيعيــة األخــرى مــن عــدة جوانــب‪ ،‬مثلمــا يوضحــه اجلــدول التــايل‪:‬‬
‫‪455‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫جــدول رقــم (‪ :)90‬مقارنــة التمويــل بالبيــوع مــع التمويــل بالبيــع‬
‫بالتقســيط يف بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫أسلوب‬
‫التمويل‬
‫التمويــل بالبيع بالتقسيــط‬
‫التمويــل بالبيــوع‬
‫‪ -1‬بيــع يســتحق فيــه دفــع مثــن الســلعة بعــد أجــل‬
‫‪ -1‬بيع يتم فيه تبادل السلعة والثمن فوراً‪.‬‬
‫البيـع‬
‫‪ -2‬أســلوب لتوزيع الســلع وإمتام املبادالت‪ ،‬أما معيّن (أقســاط)‪.‬‬
‫النقـدي التمويــل فيــه‪ ،‬مبعنــى تقديــم مــال واالنتظــار بــه ‪ -2‬أسلوب لتوزيع السلع ووسيلة متويل‪.‬‬
‫(الفوري)‪ :‬فهــو غــر موجود‪.‬‬
‫‪ -1‬مثن البيع < البيع الفوري‪.‬‬
‫‪ -1‬مثن البيع > البيع الفوري‪.‬‬
‫‪ -2‬الثمن مؤجّل والسلعة معجّلة‪.‬‬
‫بيـع السَّ َلـم‪ -2 :‬الثمن معجّل والسلعة مؤجّلة‪.‬‬
‫‪ -3‬مديونية نقدية‪.‬‬
‫‪ -3‬مديونية عينية‪.‬‬
‫‪ -1‬يطلــب العميــل مــن البنــك شــراء ســلعة ‪ -1‬يشــري البنــك الســلع وخيزهنــا قبــل تلقيــه‬
‫أمــر الشــراء‪.‬‬
‫معيّنــة‪.‬‬
‫‪ -2‬اشرتاط معلومية الربح‪.‬‬
‫‪ -2‬البنــك غــر ملــزم بإعــام العميــل بثمــن‬
‫بيـع‬
‫الشــراء‪.‬‬
‫‪ -3‬املراحبة قد تكون نقداً أو بأجل‪.‬‬
‫املراحبـة‪:‬‬
‫‪ -3‬إذا كان مثــن بيــع املراحبـــة يُدفــع علــى أقســاط‬
‫زاد البنــك يف ســعر الســلعة ألجـــل التأجيــل يف‬
‫دفــع الثمــن؛ سُــمي‪« :‬بيــع بالتقســيط»‪.‬‬
‫وخيتلــف التمويــل بالبيــع بالتقســيط عــن القــرض بفائــدة يف التمويــل‬
‫التقليــدي يف جوانــب أساســية‪ ،‬كمــا يوضحــه اجلــدول التــايل‪:‬‬
‫جــدول رقــم (‪ :)91‬مقارنــة بــن التمويل بالقروض يف البنوك التقليدية‬
‫والتمويل بالبيع بالتقسيط يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫عنصر املقارنة‬
‫عالقة املتعامل‬
‫مع البنك‬
‫العــائـــد‬
‫التمويــل بالقــروض‬
‫‪ -‬عالقة املدين بالدائن‪.‬‬
‫التمويــل بالبيــع بالتقسيــط‬
‫‪ -‬عالقة املدين بالدائن‪.‬‬
‫ إقــراض نقــود مقابــل فائــدة ثابتــة ترتبــط ‪ -‬يقــوم بنــك املشــاركة بشــراء ســلع معمِّــرة‬‫وبيعهــا بســعر أعلــى يدفــع لــه علــى أقســاط‪،‬‬
‫بأصــل القــرض ومدتــه‪.‬‬
‫والفائــدة تنتفــي يف هــذه العمليــة؛ ألن البنــك‬
‫يســتبدل نقــودا بســلعة‪ ،‬ثــم يبيــع الســلعة مقابل‬
‫نقــود‪ ،‬والفــرق بــن مــا يدفعــه لشــراء الســلعة‬
‫وقيمــة بيعهــا مي ِّثــل ربــح البنــك مــن العمليــة‬
‫التجاريــة الــي يقــوم هبــا‪.‬‬
‫‪456‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫ يتمثــل عائــد نشــاط التوظيــف اإلقراضــي ‪ -‬يف البيــع اآلجــل يصبــح للســلعة ســعر للدفــع‬‫الفــوري وســعر إذا دفعــت القيمــة بنظــام‬
‫يف الفــرق بــن‪:‬‬
‫التقســيط‪ ،‬وال يكــون يف ذلــك فائــدة؛ ألن‬
‫سعر الفائدة املدينة (اإلقراض)‪.‬‬
‫املشــري مُخيّــر بــن أن يشــري بــأيّ الســعرين‬
‫وسعر الفائدة الدائنة (اإليداع)‪.‬‬
‫شــاء‪.‬‬
‫فــرق السعـر‪:‬‬
‫ يكــون الثمــن يف بيــع األجــل أعلــى منــه يف‬‫البيــع الفــوري؛ ألن للزمــن حصــة يف الثمــن‪.‬‬
‫ يُـرَّر فــرق الســعر علــى أنــه عائــد مــن عمليــة‬‫بيع ســلعة‪.‬‬
‫ عندمــا يتوقــف العميــل عــن الســداد؛ فــإن ‪ -‬إذا تأخــر املشــري املديــن عــن دفــع مثــن‬‫التو ُّقف‬
‫األقســاط يف املوعــد احملــدد؛ فــا يكــون الثمــن‬
‫الفائــدة تزيــد بزيــادة املــدة‪.‬‬
‫عن السّداد‪:‬‬
‫قابــا للزيــادة إذا مُ ـدّ يف األجــل‪.‬‬
‫وعنــد مقارنــة البيــع بالتقســيط مــع التمويــل التأجــري كأســلوبني مــن‬
‫أســاليب التمويــل؛ خنلــص إىل أن أســلوب التمويــل التأجــري أكثــر كفــاءة‬
‫مــن البيــع بالتقســيط؛ لالعتبــارات الــي نوجزهــا يف اجلــدول التــايل‪:‬‬
‫جــدول رقــم (‪ :)92‬مقارنــة التمويــل التأجــري والتمويــل بالبيــع‬
‫بالتقســيط يف بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫عنصر‬
‫املقارنة‬
‫طبيعة‬
‫التمويل‬
‫وأمهيته‪:‬‬
‫أطراف‬
‫العملية‪:‬‬
‫شراء‬
‫األصول‪:‬‬
‫التمويــل التأجيــري‬
‫التمويــل بالبيع بالتقسيــط‬
‫ يســمح للمســتأجر بالتمويــل الكامــل (‪)%100‬‬‫الــازم للحصــول علــى األصــول املطلوبــة‪ ،‬ممــا‬
‫يــؤدي إىل توفــر النقديــة ورأس املــال العامــل‬
‫للتشــغيل‪.‬‬
‫ املــورِّد (املنتــج) ‪ +‬البنــك (املؤجِّــر) ‪ +‬العميــل‬‫(املســتأجر)‪.‬‬
‫ يدفــع املشــري نقــدا نســبة قــد تــراوح مــا‬‫بــن ‪ %20‬إىل ‪ %40‬مــن قيمــة األصــل‪ ،‬وكأنــه‬
‫ســيحصل علــى متويــل جزئــي يف هــذه احلالــة‬
‫يــراوح مــا بــن ‪ %80‬إىل ‪ %60‬فقــط‪.‬‬
‫‪ -‬البنك (البائع) ‪ +‬العميل (املشرتي)‪.‬‬
‫ العميــل (املســتأجر) هــو الــذي يتــوىل ‪ -‬يكــون البنــك (البائــع) قــد قــام ســلفا بشــراء‬‫حتديــد األصــول الالزمــة لــه ومواصفاهتــا األصــول املزمــع بيعهــا طبق ـاً إلمكاناتــه املاديــة‬
‫وإمكاناهتــا ومصــدر احلصــول عليهــا‪ ،‬ويقــوم وتوقعاتــه للطلــب عليهــا‪.‬‬
‫البنــك (املؤجِّــر) بتمويــل شــرائها فقــط‪ ،‬ونظــراً‬
‫ألن الطلــب علــى املعــدات واآلالت هــو طلــب‬
‫«مشــتق» مــن الطلــب علــى منتجاهتــا؛ هلــذا فــإن‬
‫املســتأجر يكــون أكثــر قــدرة علــى معرفــة اجتــاه‬
‫هــذا الطلــب‪.‬‬
‫‪457‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫طبيعـة‬
‫األصـول‪:‬‬
‫ وســيلة متويــل القطاعــات اإلنتاجيــة (األجهزة ‪ -‬وســيلة متويــل القطاعــات العائليــة (الســلع‬‫االســتهالكية والســلع املعمِّــرة)‪.‬‬
‫واألدوات املنتجة)‪.‬‬
‫ يســتمر التمويــل حبيــث يســتغرق عــادة ‪ -‬ترتاوح بني ‪ 5-3‬سنوات‪.‬‬‫العمــر اإلنتاجــي لألصــل؛ ومــن ثــم فــإن مدتــه‬
‫مدة سداد قــد تصــل إىل ‪ 10‬إىل ‪ 15‬ســنة؛ ممــا جيعــل‬
‫األقساط‪ :‬التدفقــات النقديــة الــي يتحملهــا املســتأجر‬
‫(املســتثمر) منخفضــة وتتناســب مــع مــا حي ِّققــه‬
‫األصــل مــن إيــرادات‪.‬‬
‫ أســلوب جينِّــب املســتثمر دفــع جــزء مقــدم مــن ‪ -‬يدفــع املشــري جــزءاً معقــوالً (مقدمــاً) مــن‬‫طبيعـة مثــن األصــل عنــد إجــراء االتفــاق؛ حيــث يتمثــل مثــن الســلعة عنــد الشــراء‪.‬‬
‫األقسـاط‪ :‬مــا يدفعــه املســتثمر يف أقســاط اإلجيــار الــي‬
‫تكــون متســاوية خــال فــرة التعاقــد‪.‬‬
‫ يكــون للمســتثمر يف هنايــة عقــد اإلجيــار ‪ -‬نقــل امللكيــة إىل املشــري يتــم فــور التعاقــد‬‫حتويـل حريــة االختيــار بــن شــراء الســلعة أو ردِّهــا ويكــون لــه حريــة التصــرف يف األصــل بعــد‬
‫ســداد األقســاط‪.‬‬
‫امللكيـة‪ :‬للمؤجــر مــرة أخــرى أو جتديــد العقــد‪.‬‬
‫ نقل امللكية ‪ Ü‬عند بداية العقد‪.‬‬‫ نقل امللكية ‪ Ü‬هناية مدة العقد‪.‬‬‫إفالس‬
‫العميـل‪:‬‬
‫ للمؤجــر (البنــك) حــق اســرداد أصولــه ‪ -‬ال ميكــن للبائــع (البنــك) أن يطالــب املشــري‬‫املؤجــرة؛ ألنــه ال يــزال حيتفــظ مبلكيتهــا‪ .‬بالســلعة؛ بــل يبقــى يطالــب بالدفعــات املتبقيــة‬
‫(ديــن)‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬مسري حممد عبد العزيز‪« ،‬التأجري التمويلي»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.86-78 :‬‬
‫‪3 .3‬حماسبة التمويل بالبيع بالتقسيط‪:‬‬
‫يوجــد أســلوبان خمتلفــان حملاســبة عمليــات البيــع بالتقســيط‪ ،‬يُســتخدمان‬
‫بشــكل كبــر يف احليــاة العمليــة مهــا(‪:)1‬‬
‫‪ -1.3‬طريقة إمجايل الربح احملقق يف حلظة البيع‪.‬‬
‫‪ -2.3‬طريقــة إمجــايل الربــح احملقــق خــال مــدة بقــاء عقــد البيــع‬
‫(مــع حتصيــل األقســاط)‪.‬‬
‫ويشــتمل اإلفصــاح يف قائمــة امليزانيــة علــى أرصــدة احلســابات‬
‫التاليــة‪ :‬حـــ‪ /‬عمــاء البيــع بالتقســيط وحـــ‪ /‬خمصــص الديــون املشــكوك‬
‫فيهــا‪ ،‬و حـــ‪ /‬جممــل الربــح املؤجــل عــن مبيعــات التقســيط‪.‬‬
‫(‪ )1‬أمحد نور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.545 :‬‬
‫‪458‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫وفيمــا يلــي توضيــح للمعاجلــة احملاســبية للتمويــل بالبيــع بالتقســيط يف‬
‫القوائــم املاليــة‪:‬‬
‫جــدول رقــم (‪ :)93‬املعاجلــة احملاســبية للتمويــل بالبيــع بالتقســيط يف‬
‫القوائــم املاليـة‪.‬‬
‫الطريقــة‬
‫حتقق إمجايل الربح عند البيع (يف حلظة البيع)‬
‫حتقق إمجايل الربح على أقساط‬
‫(مع حتصيل األقساط)‬
‫ إذا كانــت عمليــات البيــع بالتقســيط ال مت ِّثــل نشــاطاً حيويـاً ‪ -‬أمهيــة مبيعــات التقســيط بالنســبة إىل إمجــايل مبيعــات‬‫الوحــدة االقتصاديــة‪.‬‬
‫االستعمال‪ :‬بالنســبة للوحــدة االقتصادية‪.‬‬
‫خصـــوم‬
‫أصـــول‬
‫خصـــوم‬
‫أصــــول‬
‫خصوم متداولة‪:‬‬
‫حـ‪ /‬عمالء البيع بالتقسيط حـــ‪ /‬خمصــص الديــون أصول متداولة‪:‬‬
‫ أقســاط واجبــة التحصيــل املشــكوك فيهــا‪.‬‬‫حـ‪ /‬عمالء البيع بالتقسيط حـــ‪ /‬جممــل ربــح مؤجــل عــن‬
‫امليزانيـة‪ :‬حتــى ‪/12/31‬‬
‫مبيعــات التقســيط‪.‬‬
‫ أقســاط واجبــة التحصيــل‬‫بعــد ‪/12/31‬‬
‫إيـــرادات‬
‫مصـــاريف‬
‫إيـــرادات‬
‫مصـــاريف‬
‫حـ‪ /‬مبيعات بضاعة‪.‬‬
‫ تكلفة البضاعة املباعة‪.‬‬‫‪++++‬‬
‫قائمة حـــ‪ /‬مصاريــف الديــون‬
‫الدخـل‪ :‬املشــكوك فيهــا‪.‬‬
‫حـــ‪ /‬جممــل ربــح حمقــق عــن‬
‫مبيعــات التقســيط‪.‬‬
‫‪4 .4‬أمهيــة التمويــل بالبيــع بالتقســيط علــى املســتوى االقتصــادي الكلــي‬
‫واجلزئي‪:‬‬
‫‪ -1.4‬جماالت تطبيق التمويل بالبيع بالتقسيط‪:‬‬
‫تســتخدم بنــوك املشــاركة التمويــل بالبيــع بالتقســيط أو إىل أجــل‪،‬‬
‫بســعر أعلــى مــن الســعر احلــايل يف حالتــن مهــا(‪:)1‬‬
‫‪ -1.1.4‬احلالــة األوىل‪ :‬يف معامالهتــا مــع التجــار الذيــن‬
‫ال يرغبــون يف املشــاركة‪ ،‬وهــذا هــو البديــل لعمليــة الشــراء‬
‫بتســهيالت يف الدفــع الــي متارســها البنــوك التقليديــة‪.‬‬
‫(‪ )1‬أمرية عبد اللطيف مشهور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.345 :‬‬
‫‪459‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫‪ -2.1.4‬احلالــة الثانيــة‪ :‬يف املعامــات الــي يكــون فيهــا املبلغ‬
‫املؤجــل كبــراً واألجــل طويــا‪ ،‬وذلــك مثــل بيــع املســاكن؛ وهــذا‬
‫هــو البديــل لســلفيات املبانــي بفائــدة الــي متارســها البنــوك‬
‫العقاريــة‪.‬‬
‫‪ -2.4‬مزايا وعيوب التمويل بالبيع بالتقسيط‪:‬‬
‫إن التعامــل ببيــع التقســيط زاد يف عصرنــا «حتــى صــار أكثــر وقوع ـاً مــن‬
‫البيــع النقــدي يف كثــر مــن البلــدان واحلــاالت»(‪)1‬؛ خاصــة يف جمــال شــراء‬
‫الســيارات واألجهــزة االســتهالكية املعمِّــرة‪ ،‬وهــو يفيــد كال مــن البائــع‬
‫واملشــري‪ ،‬فالبائــع يــزداد يف الثمــن‪ ،‬واملشــري حيصــل علــى ســلعة قبــل‬
‫متكنــه مــن دفــع الثمــن كام ـاً(‪.)2‬‬
‫وتتمثل بعض اآلثار االقتصادية لبيع التقسيط فيما يلي‪:‬‬
‫(‪ )1‬حممد صاحل الفرفور‪« ،‬بيع التقسيط»‪ ،‬جملة االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬العدد ‪ ،176‬ديسمرب ‪ ،1995‬ص‪.41 :‬‬
‫(‪ )2‬رضا سعد اهلل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.29 :‬‬
‫‪460‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫جدول رقم (‪ :)94‬مزايا وعيوب التمويل بالبيع بالتقسيط على املستوى االقتصادي الكلي واجلزئي‪.‬‬
‫* مزايــــــــا البيــع بالتقسيــط‬
‫* طبيعة اآلثـــار‬
‫ عندمــا تعانــي بعــض الصناعــات مــن ركــود الطلــب علــى إنتاجهــا ال ســيما الســلع‬‫بيع التقسيط جزء االســتهالكية املعمِّــرة‪ ،‬فقــد تلجــأ إىل البيــع بالتقســيط هلــذه الســلع لتنشــيط الطلــب‬
‫من سياسة اقتصادية عليهــا؛ وذلــك بدخــول نطــاق الشــراء طبقــة جديــدة مل تتش ـبّع بعــد هبــذه الســلع‪.‬‬
‫ يتــم زيــادة التســهيالت يف البيــع بالتقســيط وذلــك بتخفيــض قيمــة مق ـدّم الســعر‬‫توسعية‪:‬‬
‫(تشجعها السلطات (الدفعــة األوىل)‪ ،‬وزيــادة فــرة الســماح الــي تنقضــي قبــل بــدء ســداد أول قســط‪،‬‬
‫النقدية ملعاجلة الركود وزيــادة الفــرة الزمنيــة الكليــة الــي ســتوزَّع عليهــا األقســاط؛ ممــا يرتتــب عليــه اخنفــاض‬
‫قيمــة القســط املدفــوع‪.‬‬
‫يف الطلب)‬
‫* عيــــــوب البيــع بالتقسيــط‬
‫ عندمــا يتش ـبّع القطــاع العائلــي مبــا لديــه مــن ســلع اســتهالكية معمِّــرة‪ ،‬ويف الوقــت‬‫الــذي يتطــور فيــه إنتــاج هــذه الســلع نتيجــة للتقــدم التكنولوجــي (ســواء يف الشــكل أو‬
‫بإضافــة مميــزات جديــدة تــؤدي إىل حتســن األداء)؛ فــإن إنتــاج هــذه الســلع ســوف يزيــد‬
‫بنســبة تفــوق نســبة زيــادة الطلــب عليهــا األمــر الــذي يــؤدي إىل‪:‬‬
‫ •ستعاني هذه الصناعات من وجود طاقة إنتاجية معطلة تؤدي إىل حدوث بطالة‪.‬‬
‫ •ســتعاني التجــارة الــي تتخصــص يف بيــع هــذه الســلع مــن هبــوط معــدل دوران رأس‬
‫املــال ومــن هنــا يتــم اللجــوء إىل تنشــيط املبيعــات عــن طريــق البيــع بالتقســيط وزيــادة‬
‫التســهيالت فيــه‪.‬‬
‫ إن تشــجيع الطلــب علــى منتجــات الســلع املباعــة علــى التقســيط قــد يــؤدي إىل زيــادة‬‫املبيعــات واألربــاح احملققــة يف تلــك الصناعــات‪ ،‬فــإذا كانــت تعانــي مــن طاقــة عاطلــة‬
‫فســيتم اســتغالهلا ممــا حي ِّقــق االســتخدام الكــفء ملــوارد اجملتمــع النــادرة‪ ،‬وإذا كانــت‬
‫الصناعــات ليــس لديهــا طاقــة عاطلــة؛ فــإن زيــادة الطلــب علــى إنتاجهــا قــد جيــذب‬
‫رؤوس أمــوال جديــدة لالســتثمار فيهــا وبالتــايل توســيع طاقتهــا اإلنتاجيــة‪.‬‬
‫ إن توجيــه املدخــرات لتمويــل الشــراء بالتقســيط قــد يــؤدي إىل إنفــاق غــر مرغــوب من‬‫الناحيــة االجتماعيــة؛ مــن خــال تراكــم رؤوس األمــوال يف صناعات الســلع االســتهالكية‬
‫املعمِّــرة‪ ،‬وبدرجــة تفــوق املقــدار املطلــوب اجتماعيـاً‪ ،‬علــى حســاب قطاعــات أخــرى يف‬
‫اجملــال الصناعــي والزراعــي الــي تعانــي مــن نــدرة املــوارد التمويليــة‪.‬‬
‫بيع التقسيط‬
‫ورصيد املدخرات‪:‬‬
‫(توجيه املدخرات‬
‫لسداد أقساط البيع‬
‫بالتقسيط)‬
‫ يتيــح البيــع بالتقســيط لكثــر مــن موظفــي احلكومــة وذوي الدخــل احملــدود شــراء‬‫كثــر مــن الســلع االســتهالكية املعمِّــرة؛ ألن هــذه الطبقــة ال تتمكــن ‪-‬يف الغالــب‪ -‬مــن‬
‫‪ -3‬بيع التقسيط‬
‫شــراء هــذه الســلع (ســيارات‪ ،‬ثالجــات‪ ،‬غســاالت‪ )...‬مــن دخلهــا الشــهري شــراء فوريـاً‬
‫ومستــوى االستهالك‪ :‬أو عاجـاً؛ ومــن ثــم جتــد فرصتهــا يف إشــباع حاجاهتــا عــن طريــق الشــراء بالتقســيط‪.‬‬
‫ يُالحَــظ أن عنصــر التقليــد واحملــاكاة يلعــب دوراً كبــراً يف حفــز جمموعــة املســتهلكني‬‫ا علــى حمــاكاة منــط اإلنفــاق جملموعــة األفــراد األكثــر دخـاً‪ ،‬وإذا كان هــذا‬
‫األقــل دخـ ً‬
‫األمــر يتــم يف ظــروف نقــص إمكانــات الفــرد فــا شــك يف أنــه سـيُحمِّله عــبء ديــن كبــر‬
‫يف املســتقبل؛ ممــا جيعــل أثــر الشــراء بالتقســيط يف هــذه احلالــة غــر مرغــوب فيــه‪.‬‬
‫ معلــوم أن الطلــب علــى التمويــل مــن البنــوك ينخفــض يف فــرات الركــود االقتصــادي‪ - ،‬معلــوم أن الســلع االســتهالكية املعمِّــرة منهــا مــا يُنتــج حمليـاً‪ ،‬ومنهــا مــا يُســتورد وهــو‬‫‪ -4‬بيع التقسيط‬
‫كمــا تنخفــض قدرهتــا علــى توظيــف مــا لديهــا مــن ســيولة نقديــة؛ وهلــذا تشــري البنــوك اجلــزء األكــر خاصــة يف الــدول الناميــة؛ ومــن ثـمّ يرتتــب علــى بيــع التقســيط وانتشــاره‬
‫وفائض سيولة البنوك مــن املؤسســات الــي لديهــا ســلع ترغــب يف بيعهــا‪ ،‬وتعيــد بيعهــا لألفــراد بالتقســيط علــى نطــاق واســع زيــادة اســترياد تلــك الســلع‪ ،‬ويف ظــل اجلمــود النســي للصــادرات؛‬
‫والواردات‪:‬‬
‫وبســعر أعلــى‪ ،‬فالبيــع بالتقســيط يتيــح للبنــك أن يســتثمر أموالــه‪.‬‬
‫فإنــه يزيــد مــن عجــز امليــزان التجــاري‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬أمحد بن حسن بن أمحد احلسين‪« ،‬بيع التقسيط بني االقتصاد الوضعي واالقتصاد اإلسالمي»‪ ،‬مؤسسة شباب اجلامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪,1999 ،‬‬
‫ص‪.21-18:‬‬
‫‪461‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫ثالثاً‪ :‬واقع التمويل بالبيع بالتقسيط يف بنوك املشاركة‬
‫‪1 .1‬دراسة حتليلية للتمويل بالبيع بالتقسيط‪:‬‬
‫تشــر بعــض الدراســات إىل أن البيــع اآلجــل ال مي ِّثــل أمهيــة كبــرة يف‬
‫أنشــطة بنــوك املشــاركة(‪)1‬؛ رغــم أن بعــض هــذه البنــوك اجتــه إىل إنشــاء‬
‫شــركات لبيــع الســيارات والثالجــات وغريهــا مــن الســلع املعمِّــرة باألجــل‬
‫للمســتهلكني(‪.)2‬‬
‫ولوحــظ أن «املنفذيــن اختلطــت عليهــم البيــوع‪ ،‬فأصبــح كل شــيء عندهــم‬
‫مراحبــة‪ ،‬بيــع السَّــلَم مراحبــة‪ ،‬بيــع األجــل مراحبــة‪ ،‬بيــع التقســيط‬
‫مراحبــة‪)3(»...‬؛ وهلــذا يشــر بعــض الباحثــن إىل‪:‬‬
‫‪ -1.1‬أن نشــاط املراحبــة الــذي متارســه بنــوك املشــاركة «هــي يف‬
‫حقيقــة أمرهــا بيــع باألجــل بســعر أعلــى مــن ســعر البيــع بالنقــد‪،‬‬
‫علــى أن يتــم الســداد إمــا دفعــة واحــدة أو علــى أقســاط»(‪.)4‬‬
‫‪ -2.1‬أن عقــد البيــع بالثمــن اآلجــل الــذي جتريــه بعــض بنــوك‬
‫املشــاركة‪ ،‬ال خيتلــف متامـاً عــن عقــد املراحبــة الــذي جتريــه بنــوك‬
‫أخــرى(‪« )5‬مــن حيــث التطبيــق العملــي‪ ،‬وإن كانــا خمتلفــن مــن حيــث‬
‫االســم»(‪.)6‬‬
‫(‪ )1‬جلنــة مــن األســاتذة اخلــراء االقتصاديــن والشــرعيني واملصرفيــن‪« ،‬تقويــم الــدور احملاســي للمصــارف اإلســامية»‪،‬‬
‫مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪.138 :‬‬
‫(‪ )2‬منري إبراهيم هندي‪« ،‬شبهة الربا يف معامالت البنوك التقليدية واإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.127 :‬‬
‫(‪ )3‬يوسف كمال حممد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.120 :‬‬
‫(‪ )4‬منري إبراهيم هندي‪« ،‬شبهة الربا يف معامالت البنوك التقليدية واإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.59 :‬‬
‫(‪ )5‬عنــد «البنــك اإلســامي املاليــزي» مصطلــح بيــع بثمــن آجــل يُطلــق علــى مــا إذا كانــت مــدة تســديد الثمــن أكثــر مــن ســنة‬
‫واحــدة‪ ،‬وبيــع املراحبــة يُطلــق علــى مــا إذا كانــت مــدة تســديد الثمــن ســنة واحــدة أو أقــل منهــا‪.‬‬
‫(‪ )6‬مشسية بنت حممد إمساعيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.244 :‬‬
‫‪462‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‪ -3.1‬ينــدر تطبيــق املراحبــات النقديــة يف بنــوك املشــاركة؛ بــل إن‬
‫البعــض منهــا(‪« )1‬يعتقــد أن هــذه الصــورة مــن االســتثمار ال تدخــل يف‬
‫نطــاق املراحبــات أصـاً»(‪.)2‬‬
‫‪2 .2‬مشاكل عملية للتمويل بالبيع بالتقسيط‪:‬‬
‫يثري البيع بالتقسيط اإلشكاليات التالية(‪:)3‬‬
‫‪ -1.2‬االنطبــاع املوجــود مــن أن البيــع بزيــادة يف الثمن يشــبه التمويل‬
‫بالفائدة‪.‬‬
‫‪ -2.2‬مشــكلة عــدم تســديد العمــاء لألقســاط املســتحقة عليهــم‪،‬‬
‫وهترّهبــم مــن الدفــع لعــدم وجــود فوائــد تأخــر‪.‬‬
‫‪ -3.2‬ضرورة تطوير القوانني مبا يكفل سرعة التحصيل‪.‬‬
‫ونســتعرض فيما يلي أهم املشــاكل اليت واجهت التمويل بالبيع بالتقســيط‬
‫يف التجربة العملية لبنوك املشــاركة‪:‬‬
‫جدول رقم (‪ :)95‬مشــاكل التمويل بالبيع بالتقســيط يف ضوء التجربة‬
‫العملية لبنوك املشــاركة‪.‬‬
‫طبيعة املشكلة‬
‫تفسري الزيــادة‬
‫يف الثمن مقابل‬
‫األجل‪:‬‬
‫‪ -1‬ملكية السلعة‪.‬‬
‫‪ -2‬للزمن حصة‬
‫يف الثمن (للزمن‬
‫قيمة اقتصادية)‬
‫حلـــول مقرتحـــة‬
‫ ال يســتحق البنــك مــن خــال عقــد البيــع رحبـاً لقــاء الزمــن املنقضــي بــن العاجــل واآلجــل يف‬‫الثمــن‪ ،‬وإمنــا يســتحق الربــح مقابــل مت ُّلكــه الســلعة وتصرفــه ببيعهــا‪ ،‬فاســتحقاق الربــح مرتبــط‬
‫بامللــك والتصــرف وليــس باألجــل‪ ...‬وواضــح أنــه لــو انفصلــت الزيــادة يف الثمــن عــن الســلعة‬
‫وانفــردت بعالقــة مــع األجــل وحــده ملــا جــازت وملــا اســتحقها البنــك‪.‬‬
‫ تُـرَّر الزيــادة يف الثمــن مقابــل األجــل يف أن الزمــن الــذي ينتظــره البنــك قبــل تسـ ُّلم الثمــن وبعــد‬‫تســليم الســلعة يتضمــن منافــع حمتملــة لفــرص بديلــة يتنــازل عنهــا البنــك لصــاحل املشــري‪ .‬وقــد‬
‫يضــاف إىل ذلــك احتمــال تعــرض البنــك ملخاطــر عــدم الســداد يف املماطلــة وتكاليــف متابعــة‬
‫الديــن إىل حــن الســداد‪.‬‬
‫(‪ )1‬أشــار «بنــك دبــي اإلســامي وبنــك البحريــن اإلســامي» إىل أن شــرط املراحبــة لديهــا أن تكــون آجلــة ألن الربــح الــذي‬
‫حيصــل عليــه البنــك ‪-‬مــن وجهــة نظرمهــا‪ -‬يكــون يف مقابــل األجــل‪.‬‬
‫(‪ )2‬أمحد حممد حممد اجللف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.77 :‬‬
‫(‪ )3‬عبــد الســام العبــادي‪« ،‬أضــواء علــى عقــود املشــاركة واملضاربــة واإلجــارة»‪ ،‬جملــة االقتصــاد اإلســامي‪ ،‬العــدد ‪،182‬‬
‫مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪.57 :‬‬
‫‪463‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫ يُعترب ديناً متعثراً يف عرف املصرفيني إذا مر على موعد سداده ‪ 90‬يوماً ومل يُسدَّد‪.‬‬‫ تأخر املشرتي يف الوفاء باألقساط دليل على مماطلته ما مل يُثبت أنه مُعْسر‪.‬‬‫ جيــوز االشــراط علــى املشــري القــادر علــى الدفــع واملماطــل بالســداد بــأن يدفــع «غرامــة‬‫معاجلــة‬
‫تأخــر»‪.‬‬
‫املديونيات‬
‫ا أو كســباً للبنــك وجيــب عليــه أن يســتعمل ذلــك‬
‫ ال ميكــن اعتبــار مبلــغ العقوبــة املذكــور دخ ـ ً‬‫املتعثــــرة‪:‬‬
‫‪ -1‬إمهال املعسر‪ .‬املبلــغ ألغــراض الــر واخلــر‪ ،‬مثــل توفــر القــروض احلســنة للمحتاجــن‪ ،‬ومهمــا يكــن من أمــر فإنه‬
‫‪ -2‬الغرامة كحل ال جيــوز فــرض العقوبــة علــى املعســرين الذيــن ال يســتطيعون دفعهــا‪ .‬وبســبب تدنــي املســتويات‬
‫على أال تكون األخالقيــة فــإن لــدى البنــوك التربيــر الــكايف يف أن تفــرض بــأن العميــل ملــيء قــادر علــى الدفــع‬
‫وليــس مُعْســراً مــا مل يتــم اإلعــان عــن إفالســه بصــورة رمسيــة؛ أي أنــه يســتحق العقوبــة مبدئيـاً‬
‫للبنك‪.‬‬
‫دون حاجــة إىل حتقيــق عــدم قدرتــه علــى الوفــاء حتــى يثبــت العكــس باإلعــان رمسيــاً عــن‬
‫إفالســه أو إعســاره‪.‬‬
‫تطويــر القوانني ‪ -‬جيــب أن تســعى بنــوك املشــاركة لــدى الســلطات املختصــة يف الدولــة الــي تعمــل فيهــا‪ ،‬إلنشــاء‬
‫حمكمــة مصرفيــة علــى غــرار احملكمــة املصرفيــة الباكســتانية‪ ،‬هبــدف مســاعدهتا علــى حتصيــل‬
‫املصـــرفية‪:‬‬
‫ إنشاء حمكمة مســتحقاهتا مــن العمــاء املماطلــن خــال مــدة قصــرة ال تتجــاوز ثالثــة أشــهر‪.‬‬‫مصرفية‬
‫ويقــرح بعــض اخلــراء جمموعــة مــن القواعــد ملعاجلــة مماطلــة العمــاء يف‬
‫ســداد األقســاط املســتحقة‪ ،‬نبينهــا يف شــكل ختطيطــي‪:‬‬
‫‪464‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫شــكل رقــم (‪ :)60‬قواعــد مقرتحــة ملعاجلــة املماطلــة يف ســداد األقســاط‬
‫يف بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫‪ -1‬يُعــدُّ مماطــا مــن فاتــه‬
‫تســديد ثالثــة أقســاط متتابعــة‬
‫ويُعــدُّ كل عميــل مليئــا مــا مل‬
‫يثبــت العكــس‪.‬‬
‫‪ -2‬ال جيــوز اشــراط الزيــادة‬
‫علــى الديــن يف العقــد األصلــي‬
‫للتعويــض عــن املماطلــة‪.‬‬
‫‪ -3‬جيــوز للبنــوك أن تشــرط اعتبــار‬
‫الديــن كلــه حــاال إذا تأخــر العميــل‬
‫يف دفــع قســط مــن أقســاطه ملــدة‬
‫تزيــد علــى تســعني يومــا ‪ +‬اســتيفاء‬
‫ضمانــات‪.‬‬
‫‪ -6‬تُوجَّــه األمــوال املرتاكمــة يف‬
‫الصنــدوق (الغرامــــات) ‪-‬دون أن‬
‫يســتفيد منهــا البنــك‪ -‬إىل بعــض‬
‫أو كل األغــراض التاليــة‪:‬‬
‫‪ -5‬حيفــظ البنــك هــذه املبالــغ‬
‫اإلضافيــة يف حســاب خــاص‪ ،‬وحيوهلــا‬
‫شــهريا إىل صنــدوق تنشــئه البنــوك‬
‫حتــت إشــراف البنــك املركــزي هلــذا‬
‫الغــرض‪.‬‬
‫‪ -4‬إذا ثبــت للبنــك أن املديــن يُماطــل‬
‫يف الســداد مــع قدرتــه‪ ،‬جــاز لــه أن‬
‫يفــرض عليــه جــزاء ماليــا ال يزيــد‬
‫عــن ‪ %10‬مــن الديــن املتأخــر شــهريا‪.‬‬
‫ التــرع للجمعيــات اخلرييــة والنشــاطات االجتماعيــة الــي حتددهــا الئحــة‬‫الصنــدوق‪.‬‬
‫ متويــل األحبــاث والدراســات املتعلقــة بتحســن مســتوى التــزام األفــراد بســداد‬‫الديــون املصرفيــة‪.‬‬
‫‪ -‬إنشاء قاعدة للمعلومات تضم تقييما ائتمانيا للمتعاملني مع البنوك‪.‬‬
‫‪ -‬أي مشروعات أخرى جييزها النظام األساسي للصندوق‪.‬‬
‫املصدر‪:‬راجع‪ :‬حممد علي القري بن عيد وآخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.93-92 :‬‬
‫‪465‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫‬
‫المطلــب الثالــث‪ :‬التمويــل باالســتصناع فــي بنــوك‬
‫المشــاركة‪.‬‬
‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬مفهوم التمويـل باالستصنـاع وخطواته العملية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬خصائـص وأمهيـة التمويـل باالستصنــاع يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬واقــع التمويــل باالستصنـــاع يف بنـوك املشـاركــة‪.‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬مفهوم التمويل باالستصناع وخطواته العملية يف بنوك املشاركة‬
‫‪1 .1‬تعريف التمويل باالستصناع‪:‬‬
‫التعريــف العــام لالســتصناع هــو‪« :‬طلــب صنــع ســلعة مــن الصانــع‪ ،‬مــع‬
‫حتديــد الثمــن‪ ،‬ويكــون الطالــب أو املشــري باخليــار؛ إذا مل يكــن املصنــوع‬
‫مطابقــا لألوصــاف املطلوبــة»(‪ ،)1‬أو مبعنــى آخــر هــو‪ :‬شــراء مــا يُصنــع‬
‫وفقــا للطلــب‪.‬‬
‫ويف بنــوك املشــاركة يتمثــل أســلوب االســتصناع يف‪« :‬قيــام املصــرف بتمويل‬
‫مشــروع معيّــن متويـاً كامـاً‪ ،‬عــن طريــق التعاقــد مــع املســتصنِع (طالــب‬
‫الصنعــة) علــى تســليمه املشــروع كامـاً مببلغ حمـدّد‪ ،‬ومبواصفات حمدّدة‪،‬‬
‫ويف تاريــخ معيّــن؛ ومــن ثــم يقــوم املصــرف بالتعاقــد مــع مقــاول أو أكثــر‬
‫لتنفيــذ املشــروع حســب املواصفــات احملـدّدة‪ ،‬ومي ِّثــل الفــرق بــن مــا يدفعــه‬
‫املصــرف وبــن مــا يســجله علــى حســاب املســتصنِع الربــح الــذي يــؤول‬
‫للمصــرف»(‪.)2‬‬
‫وعليه؛ تتكون عملية التمويل باالستصناع من العناصر التالية‪:‬‬
‫(‪ )1‬أمرية عبد اللطيف مشهور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.348 :‬‬
‫(‪ )2‬بكر رحيان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.235-234 :‬‬
‫‪466‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‪ -1.1‬العميل (املستصنِع)‪ :‬وهو طالب الصنعة (املشرتي)‪.‬‬
‫‪ -2.1‬البنـــك (الصانــع)‪ :‬وهــو املســؤول عــن تنفيــذ الصنعة املطلوبة‬
‫باملواصفــات احملـدّدة (البائع)‪.‬‬
‫‪ -3.1‬السلعة (املصنوع)‪ :‬وهي الشيء املستصنع فيه حم ّل العقد‪.‬‬
‫‪ -4.1‬الثـمـــــن‪ :‬وهــو مــا يدفعــه العميــل مقابــل احلصــول علــى‬
‫الصنعــة املطلوبــة‪.‬‬
‫‪2 .2‬أنواع التمويل باالستصناع‪:‬‬
‫يوجد أسلوبان لتطبيق بيع االستصناع يف بنوك املشاركة مها(‪:)1‬‬
‫‪ -1.2‬يقــوم البنــك بنفســه بصناعــة الســلعة الــي التــزم ببيعهــا‬
‫وتســليمها يف موعــد مســتقبلي‪.‬‬
‫‪ -2.2‬يســتطيع البنــك أن يعهــد بأمــر صناعتهــا لطــرف آخــر بعقــد‬
‫اســتصناع آخر‪ ،‬تُذكر فيه أوصاف الســلعة نفســها وموعد تســليمها؛‬
‫األمــر الــذي مي ِّكــن بنــك املشــاركة مــن اختــاذ أســلوب االســتصناع‬
‫واالســتصناع املــوازي‪ ،‬فيكــون البنــك مســتصنَعاً يف عقــد مــع زبونــه‪،‬‬
‫ومســتصنِعاً يف عقــد آخــر مــع الصانــع الفعلــي‪ ،‬ويكــون كســبه هــو‬
‫الفــارق بــن الثمنــن‪ .‬يوضــح ذلــك الشــكل التــايل‪:‬‬
‫شكل رقم (‪ :)61‬أشكال التمويل باالستصناع‪.‬‬
‫التمويــــل باالستصناع‬
‫عقد االستصناع‬
‫نفس أوصاف السلعة املطلوبة ‪ +‬نفس موعد التسليم‬
‫االستصناع املوازي‬
‫‪ -‬العميل = مشرتي‪.‬‬
‫‪ -‬الصانع = بائــع‪.‬‬
‫‪ -‬البنك = بائــع‪.‬‬
‫‪ -‬البنك = مشتـري‪.‬‬
‫(‪ )1‬غسان حممود إبراهيم ومنذر القحف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.180 :‬‬
‫‪467‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫‪3 .3‬خطوات احلصول على التمويل باالستصناع يف بنوك املشاركة‪:‬‬
‫‪ -1.3‬شروط التمويل باالستصناع‪:‬‬
‫يتطلب التمويل باالستصناع بعض الشروط نوجز أمهها فيما يلي(‪:)1‬‬
‫‪ -1.1.3‬جيــوز للبنــوك الدخــول يف عقــود تلتــزم فيهــا بتصنيع‬
‫املعــدات أو الســلع أو إنشــاء املبانــي أو املصانــع أو األصــول‬
‫الرأمساليــة املختلفــة للغــر‪ ،‬علــى أن تشــرط يف العقد لنفســها‬
‫صراحــة احلــق يف اســتصناع الغــر مــع بقــاء البنــك مســؤوالً‬
‫جتــاه املصنــوع لــه‪.‬‬
‫‪ -2.1.3‬جيــب أن يكــون الثمــن الكلــي للمــواد املســتصنعة‬
‫واضحـاً ومعروفـاً ومنصوصـاً عليــه يف العقــد‪ .‬وجيــوز للبنوك‬
‫أن تؤجِّــل قبــض مثــن املــواد املســتصنعة أو أن تقبضهــا علــى‬
‫أقســاط تزيــد بنســبة تُح ِّقــق رحبــاً للبنــك‪ ،‬وال جيــوز ربــط‬
‫األقســاط بســعر الفائــدة‪.‬‬
‫‪ -3.1.3‬للبنــك املركــزي أن يُحـدِّد النســب مــن أصــول البنــك‬
‫الــي جيــوز أن تُســتثمر يف جمــاالت االســتصناع‪.‬‬
‫‪ -4.1.3‬جيــوز للبنــك املركــزي أن يُحــدِّد املــدد اخلاصــة‬
‫بعقــود االســتصناع ونســب الربــح‪ ،‬واجلهــات الــي تعمــل معهــا‬
‫يف عقــود االســتصناع‪.‬‬
‫‪ -2.3‬اخلطوات العملية للتمويل باالستصناع‪:‬‬
‫يدخــل البنــك بعقــد اســتصناع بصفتــه بائعــاً مــع مــن يرغــب يف شــراء‬
‫ســلعة معيّنــة‪ ،‬وبعقــد اســتصناع مــوازي بصفتــه مشــرياً مــع جهــة أخــرى‬
‫(‪ )1‬حممد علي القري بن عيد وآخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.88-87 :‬‬
‫‪468‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫لتصنيــع الشــيء الــذي التــزم بــه يف العقــد األول‪ .‬كمــا يوضحــه الشــكل‬
‫التــايل‪:‬‬
‫شكل رقم (‪ :)62‬خطوات بيع االستصناع‬
‫عقد بيع االستصناع‬
‫العميل‬
‫البنك‬
‫‪ -1‬طلب العميل صنع سلعة‪.‬‬
‫‪ -2‬التــزام البنــك بتصنيــع‬
‫الســلعة وتســليمها يف األجــل‬
‫ا حملــدّد ‪.‬‬
‫‪ -3‬تسديد جزء من الثمن‪.‬‬
‫عقد االستصناع املوازي‬
‫الصانع‪/‬‬
‫البنك‬
‫املقاول‬
‫‪ -1‬طلــب البنــك صنــع ســلعة‬
‫بنفــس املواصفــات‪.‬‬
‫‪ -2‬التــزام الصانــع بتصنيــع‬
‫الســلعة وتســليمها يف األجــل‬
‫احملــدّد‪.‬‬
‫(قبل موعد العقد األول)‬
‫تسليم وتسلم السلعة‬
‫البنك‬
‫العميل‬
‫‪ -1‬تســليم البنــك الســلعة‬
‫مباشــرة أو بالتفويــض‪.‬‬
‫‪ -2‬تأكــد العميــل مــن مطابقــة‬
‫الســلعة للمواصفــات‪.‬‬
‫‪ -3‬تســديد تكلفةالصنع‪+‬هامــش‬
‫الربــح‪.‬‬
‫‪ -3.3‬تركيب عملية التمويل باالستصناع‪:‬‬
‫يتضمن عقد االستصناع معنى عقدين مها‪ :‬السَّلَم واإلجارة؛ ألن(‪:)1‬‬
‫‪ -1.3.3‬عنــد التعاقــد بــن املشــري والصانــع يتــم تســليم‬
‫الســلعة يف موعــد الحــق‪.‬‬
‫‪ -2.3.3‬يقــوم الصانــع بصنــع الســلعة املطلوبــة مقابــل مثــن‬
‫حم ـدّد هــو مبثابــة أجــر‪.‬‬
‫(‪ )1‬أمرية عبد اللطيف مشهور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.349 :‬‬
‫‪469‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫ثانياً‪ :‬خصائص وأمهية التمويل باالستصناع يف بنوك املشاركة‬
‫‪1 .1‬خماطر التمويل باالستصناع وإجراءات تقليل حجمها‪:‬‬
‫يــرى أحــد الباحثــن أن البنــك يتحمّــل يف عقــد االســتصناع «كافــة املخاطــر‬
‫أثنــاء عمليــة التنفيــذ‪ ،‬وبعــد التنفيــذ‪ ،‬حيــث يلتــزم البنك طبقــا للمواصفات‬
‫املتفــق عليهــا يف العقــد املــرم بينــه وبــن املتعامــل معــه لتنفيــذ وتســليم مــا‬
‫مت االتفــاق علــى تصنيعــه»(‪ .)1‬ويعتــر البعــض أن االســتصناع «يتضمــن‬
‫خماطــرة تزيــد كثــراً عــن صيغــة املراحبــة واإلجيــار»(‪.)2‬‬
‫ويُمكــن لبنــك املشــاركة أن يتخــذ بعــض اإلجــراءات الكفيلــة بتقليــل حجــم‬
‫املخاطــر مــن هــذا التمويــل‪ ،‬نســتعرضها فيمــا يلــي(‪:)3‬‬
‫‪ -1.1‬اعتبــار عقــد االســتصناع بيعـاً وليــس وعــداً‪ ،‬فــإذا أمت البنــك‬
‫صنــع الســلعة املطلوبــة وأحضرهــا للعميل موافِقــة ملواصفاته؛ فليس‬
‫ألحــد منهمــا اخليــار؛ بــل يُلــزَم البنــك بتســليمها‪ ،‬ويُلــزَم العميــل‬
‫بقبوهلــا لالعتبــارات التاليــة‪:‬‬
‫أ‪ -‬لــو تُ ـ ِرك للعميــل اخليــار لَلَحِــق بالبنــك (البائــع) الضــرر؛‬
‫ألنــه قــد ال يرغــب يف الســلعة املصنوعــة أحــد غــر العميــل‬
‫(املســتصنِع)‪.‬‬
‫ب‪ -‬يتــم تصنيــع آالت ضخمــة مبوجــب عقــود االســتصناع‪،‬‬
‫طبقــاً ملواصفــات يعطيهــا املشــري بــأدق التفاصيــل‪ .‬وقــد‬
‫يكــون مــن الصعــب جــداً علــى الصانــع القيــام بتصنيــع هــذه‬
‫(‪ )1‬حممــد عبــد احلكيــم زعــر‪« ،‬دور الرقابــة يف تطويـــر األعمــال املصرفيــة (‪ ،»)2‬جملــة االقتصــاد اإلســامي‪ ،‬العــدد ‪،187‬‬
‫أكتوبر‪/‬نوفمبـر ‪ ،1996‬ص‪.48 :‬‬
‫(‪ )2‬حممد علي القري بن عيد وآخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.88 :‬‬
‫(‪ )3‬راجع‪ - :‬حممد عبد احلكيم زعري‪« ،‬االستصناع»‪ ،‬جملة االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬العدد ‪ 194‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.45 :‬‬
‫ عبــد البــاري بــن حممــد علــي مشــعل‪« ،‬الضوابــط الشــرعية لعقــد االســتصناع بشــركة الراجحــي املصرفيــة»‪،‬‬‫جملــة االقتصــاد اإلســامي‪ ،‬العــدد ‪ ،195‬يونيــو ‪ ،1997‬ص‪.62-60:‬‬
‫‪470‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫اآلالت ذات التكلفــة املرتفعــة؛ يف حالــة غيــاب مــا يؤكــد متامـاً‬
‫شــراءها الفعلــي‪.‬‬
‫‪ -2.1‬يُمكــن لبنــك املشــاركة الــذي يُم ـوِّل الصنعــة املطلوبــة ألحــد‬
‫املنتجــن‪ ،‬القيــام بدراســات للســوق ملعرفة اجتاهــات الطلب وحتديد‬
‫أولويــات اإلنتــاج مــع دراســة إمكانــات املنتجــن وكفاءهتــم اإلنتاجيــة‪،‬‬
‫وذلــك للحـدّ مــن املخاطــر قبــل الشــروع يف التمويــل‪.‬‬
‫‪ -3.1‬يُمكــن لبنــك املشــاركة أن يســتخدم يف عمليــات االســتصناع‬
‫العقــاري الضمانــات التاليــة‪:‬‬
‫أ‪ -‬ميكن رهن األرض وما عليها للبنك‪.‬‬
‫ب‪ -‬أحقيــة البنــك يف إلغــاء التعاقــد مــن الباطــن يف حــال ثبوت‬
‫غــش املقــاول أو إضــراره باملصلحــة العامــة‪ ،‬وإكمــال األعمــال‬
‫علــى حســابه عــن طريــق الغــر ومطالبتــه بكافــة املصاريــف‪.‬‬
‫جـــ‪ -‬يُقـدِّم املقــاول مــن الباطــن ضمانـاً لتغطيــة كافــة أخطــاء‬
‫التنفيــذ‪.‬‬
‫‪2 .2‬مقارنة التمويل باالستصناع مع األساليب التمويلية املشاهبة‪:‬‬
‫يــرى البعــض أن أســلوب االســتصناع «يدخــل ضمــن السَّـلَم وهــو مــا يســمى‬
‫بالسَّـلَم يف الصناعــات»(‪)1‬؛ ألن بيــع االســتصناع يُشــبه بيــع السَّـلَم «ولكنــه‬
‫يرتبــط باملــواد املصنوعــة‪ ،‬ســواء كانــت منمطــة (أي متماثلــة الوحــدات)‪ ،‬أم‬
‫غــر منمطــة كبنــاء دار أو آلــة بأوصــاف معينــة»(‪.)2‬‬
‫وخيتلــف التمويــل باالســتصناع عــن التمويــل بالسَّ ـلَم مــن عــدة جوانــب؛‬
‫مثلمــا يوضحــه اجلــدول التــايل‪:‬‬
‫(‪ )1‬حممد عبد احلليم عمر‪« ،‬اإلطار الشرعي واالقتصادي واحملاسيب لبيع السَّلَم»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.44 :‬‬
‫(‪ )2‬غسان حممود إبراهيم ومنذر القحف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.180 :‬‬
‫‪471‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫جــدول رقــم (‪ :)96‬مقارنــة التمويــل بالسَّـ َلم والتمويــل باالســتصناع يف‬
‫بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫التمويــل باالستصناع‬
‫التمويــل بالسَّ َلم‬
‫عنصر املقارنة‬
‫ تعاقــد علــى تقديــم ســلعة موصوفــة يف ‪ -‬تعاقــد علــى تصنيــع ســلعة موصوفــة يف‬‫وقــت الحــق‪.‬‬
‫طبيعــة التعاقد‪ :‬وقــت الحــق‪.‬‬
‫ عقد مقاولة (إجناز عقارات أو منقوالت)‪.‬‬‫ أســلوب لبيــع الســلع (التمويــل بالشــراء ‪ -‬أسلوب لبيع السلع‪.‬‬‫ متويل عيين‪.‬‬‫طبيعــة التمويل‪ :‬املســبق)‪.‬‬
‫ متويل عيين‪.‬‬‫ كل مــا جيــوز بيعــه وتضبــط صفاتــه ‪ -‬كل شيء يصنع صنعا وينضبط بالوصف‪.‬‬‫ املنتوجــات الزراعيــة إذا دخلهــا التصنيــع‬‫(كاجلنــس والنــوع)‪.‬‬
‫طبيعــة السلعة‪ - :‬األشــياء الــي ال يدخلهــا التصنيــع الــذي يُخرجهــا عــن حالتهــا الطبيعيــة كالفواكــه‬
‫كاملنتوجــات الزراعيــة جيــوز بيعهــا سَـلَماً (ال املعلبــة واللحــوم احملفوظــة‪ ،‬جيــوز أن تبــاع‬
‫وتشــرى اســتصناعاً‪.‬‬
‫اســتصناعاً )‪.‬‬
‫ ال يُشــرط تقديــم التمويــل (الدفــع املســبق)‬‫ يُشرتط تقديم التمويل وقت التعاقد‪.‬‬‫عنــد العقــد‪( .‬جيــوز أن يكــون الثمــن معجـاً أو‬
‫ا أو مقســطاً)‪.‬‬
‫ يُشــرط أن تكــون الســلعة موجــودة وقــت مؤجـ ً‬‫شــروط التمويل‪ :‬التســليم‪.‬‬
‫ ال يُشــرط أن يكــون املصنــوع ممــا يوجــد يف‬‫ يُشرتط فيه معلومية األجل‪.‬‬‫األســواق‪.‬‬
‫ ال يُشرتط بيان ملدة الصنع والتسلم‪.‬‬‫ العميل = مشرتي‪.‬‬‫ العميل = بائع‪.‬‬‫ البنك = بائع‪.‬‬‫ البنك = مشرتي‪.‬‬‫أطــراف العملية‪:‬‬
‫ املقــاول (الصانــع) = التعاقــد مــع املقاولــن‬‫مــن الباطــن‪.‬‬
‫عائــد البنك‪:‬‬
‫ الربــح = الفــرق بــن الثمــن عنــد التســليم ‪ -‬الربــح = الفــرق بــن مــا يُحصِّلــه مــن العميــل‬‫ومــا يدفعــه للمقــاول‪.‬‬
‫والثمــن عنــد الشــراء‪.‬‬
‫ العائد = سعر التكلفة ‪ +‬هامش الربح‪.‬‬‫‪ -‬العائد = ربح الشراء ‪ +‬ربح البيع‪.‬‬
‫‪3 .3‬أمهيــة التمويــل باالســتصناع علــى املســتوى االقتصــادي الكلــي‬
‫واجلزئــي‪:‬‬
‫‪ -1.4‬جماالت تطبيق التمويل باالستصناع‪:‬‬
‫إن االســتصناع «يقتصــر علــى اجملــال الصناعــي‪ ،‬خاصــة تلــك الســلع الــي‬
‫‪472‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫يتــم إنتاجهــا بنظــام الطلــب الســابق»(‪)1‬؛ إال أن هــذا األســلوب ميكــن أن‬
‫ميتــد إىل جمــاالت ال حــدود هلــا يف عصرنــا‪ .‬وعليــه؛ فــإن «احلاجــة إىل‬
‫االســتصناع اليــوم عامــة يف خمتلــف القطاعــات االقتصاديــة وأنــواع الســلع‬
‫االســتهالكية واإلنتاجيــة مــن اآلالت واملعــدات والطائــرات والبواخــر»(‪.)2‬‬
‫‪ -2.4‬مزايا وعيوب التمويل باالستصناع‪:‬‬
‫إن لالســتصناع «نفــس املزايــا واألمهيــات الــي يُحدثهــا السَّ ـلَم بالنســبة‬
‫للمؤسســات واملموِّلــن ولالقتصــاد الوطــي»(‪ .)3‬رغــم درجــة املخاطــرة‬
‫الكبــرة الــي يتضمنهــا عنــد متويــل األفــراد املتعلــق باإلنشــاءات العقاريــة‬
‫واآلالت واملعــدات املرتفعــة التكاليــف‪.‬‬
‫ونبيِّن إجيابيات هذا النوع من التمويل فيما يلي‪:‬‬
‫(‪ )1‬حممد عبد احلليم عمر‪« ،‬اإلطار الشرعي واالقتصادي واحملاسيب لبيع السَّلَم»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.45 :‬‬
‫(‪ )2‬مجال لعمارة‪« ،‬اقتصاد املشاركة‪ :‬نظام اقتصادي بديل القتصاد السوق»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.78-77 :‬‬
‫(‪ )3‬صاحلي صاحل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.115 :‬‬
‫‪473‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫جدول رقم (‪ :)97‬مزايا التمويل باالستصناع على املستوى االقتصادي الكلي واجلزئي‪.‬‬
‫* بالنسبة لالقتصــــاد الوطين (التنميـــة)‬
‫* بالنسبة للعمالء املستفيديــن (املشرتيـن‪/‬الصانعيــن)‬
‫* بالنسبة لبنــوك املشاركة (البائعيـــن)‬
‫‪ -1‬بعــد هــذا التطــور اهلائــل يف الصناعــات وثــورة التكنولوجيــا ميكــن االســتفادة‬
‫مــن عقــد االســتصناع يف جمــاالت عديــدة‪ ،‬لتلبيــة حاجــات األفــراد واملســامهة‬
‫يف التنميــة االقتصاديــة ومــن أمثلــة ذلــك‪:‬‬
‫ الصناعــات الزراعيــة القائمــة علــى املنتجــات الزراعيــة كالتعليــب والتجفيــف‬‫وعمــل العصائــر‪.‬‬
‫ بيع الدور السكنية أو االستثمارية على خريطة ضمن أوصاف حمددة‪.‬‬‫ استصناع املباني اجلاهزة وبيعها‪.‬‬‫ استصناع البيوت املتنقلة من أرض إىل أرض‪.‬‬‫ وسائر الصناعات كاألسلحة والنسيج واملأكوالت وغريها‪.‬‬‫‪ -2‬تربز أمهية عقد االستصناع يف ميدان التجارة من ناحيتني‪:‬‬
‫ األوىل‪ :‬إن عقد االستصناع من املمكن أن ينطلق إىل آفاق املصنوعات يف‬‫نطاقها الواسع يف عصر االنفجار الصناعي هذا‪ ،‬وبالكميات الضخمة اليت‬
‫تنقلها التجارة إىل خمتلف دول العامل الثالث‪ ،‬الذي أصبح لتخلفه حيتاج يف‬
‫كل وسائل حياته حتى يف غذائه الضروري إىل منتوجات العامل الصناعي‬
‫ومصنوعاته‪.‬‬
‫ الثانية‪ :‬أن عقد االستصناع قد مجع بني خاصيتني‪ :‬خاصية أسلوب السَّلمَ‬‫يف وروده على معدومة حني العقد؛ أي على سلعة ستصنع فيما بعد‪ ،‬وخاصية‬
‫كون الثمن فيه ائتمانياً ال جيب تعجيله كما يف السَّلَم‪ .‬ومن هاتني اخلاصيتني‬
‫يتبني أن أمهية االستصناع يف طريق االستثمار باملشاركة واسعة وغري‬
‫حمدودة؛ إذا مورست خبربة و بصرية يف األسواق‪.‬‬
‫‪ -3‬تتمثل املزايا االقتصادية لالستصناع فيما يلي‪:‬‬
‫ عمليات االستصناع حتريك لعجلة االقتصاد الوطين؛ ألهنا تنطوي على‬‫مشروعات حقيقية تو ِّلد الدخول و تزيد من الطلب الفعال‪.‬‬
‫ االستصناع خيدم مصاحل املستصنع الذي غالباً ما ال يكون لديه اخلربة‬‫الكافية يف تقييم أعمال املقاوالت‪ ،‬أو الوقت الالزم للمتابعة‪ ،‬أو املال احلاضر‬
‫لتمويل املشروع أو األمور الثالثة جمتمعة‪.‬‬
‫ يســهم االســتصناع يف حتقيــق أهــداف بنــك املشــاركة يف توظيــف أموالــه‬‫خلدمــة اجملتمــع وكذلــك احلصــول عــل تدفــق نقــدي منتظــم‪.‬‬
‫‪ -1‬يُعتــر االســتصناع وســيلة حل ـثّ صغــار املنتجــن والصنــاع‬
‫علــى اإلنتــاج؛ حيــث يتــم متويــل الصناعــة املطلوبــة مــن جانــب‬
‫بنــك املشــاركة‪ ،‬مــع حتديــد موصفاهتــا‪ ،‬وحيقــق هــذا العقــد‬
‫منافــع للطرفــن إىل جانــب مــا ينتــج عنــه مــن إشــباع حاجــات‬
‫اجملتمــع مــن الســلع املنتجــة‪.‬‬
‫‪ -2‬حيقــق االســتصناع مصــاحل جوهريــة للطرفــن الصانــع‬
‫واملســتصنع‪:‬‬
‫ أمــا مصلحــة املســتصنع‪ :‬فتظهــر مــن حيــث تأمــن حاجاهتــم‬‫مــن الســلع بالنوعيــة واملواصفــات الــي يريدهــا وتــرز بوضــوح‬
‫هــذه املصلحــة إذا كان املســتصنع شــركة كبــرة أو دولــة مــن‬
‫الــدول‪.‬‬
‫ أمــا مصلحــة الصانــع‪ :‬فتبــدو مــن خــال تأمــن حجــم‬‫مســتمر ومتزايــد مــن الطلــب؛ ممــا يعمــل علــى توازن واســتقرار‬
‫التشــغيل لديــه‪.‬‬
‫‪ -3‬يصلــح االســتصناع لتمويــل البائــع إذا كان الدفــع قبــل‬
‫التســليم‪ ،‬ولتمويــل املشــري إذا كان الدفــع بعــد التســليم‪ ،‬وال‬
‫شــك أن كل املؤسســات اإلنتاجيــة يف اجملتمــع هلــا ارتبــاط وثيــق‬
‫فيمــا بينهمــا مــن جهــة‪.‬‬
‫ ومن جهة ثانية‪ :‬فإن من أهم عناصر قيامها ومقومات‬‫جناحها تأمني التمويل الالزم هلا‪ ،‬سواء فيما يتعلق برأس‬
‫املال الثابت أو رأس املال العامل‪.‬‬
‫ ومــن جهــة ثالثــة‪ :‬فــإن تأمــن ســوق فعالــة لتصريــف‬‫منتوجاهتــا هــو أهــم مقومــات قيامهــا واســتمرارها‪.‬‬
‫‪ -1‬يســتطيع بنــك املشــاركة أن يســتخدم أســلوب االســتصناع بالطــرق‬
‫التاليــة‪:‬‬
‫ للبنــك أن يشــري سَــلَماً منتوجــات طبيعيــة ثــم يبيعهــا اســتصناعاً‬‫مصنعــة‪.‬‬
‫ ميكــن للبنــك أن يدخــل بعقــد اســتصناع بصفته بائعـاً (صانعاً) كما له أن‬‫يدخــل بعقــد اســتصناع «مقاولــة مــن الباطــن» بصفته مشــرياً (مســتصنِعاً)‬
‫مــع جهــة أخــرى لتصنيــع لــه مــا التــزم بــه يف العقــد األول‪ ،‬علــى أن جيعــل‬
‫موعــد التســليم يف العقــد األول بعــد موعــد التســليم يف العقــد املــوازي‪ ،‬ويف‬
‫ا أو مقســطاً‪.‬‬
‫ا أو مؤجـ ً‬
‫العقديــن ميكــن أن يكــون الثمــن معجـ ً‬
‫ ميكــن للبنــك أن يشــري أشــياء وفقـاً لعقــود االســتصناع ثــم يبيعهــا بعــد‬‫تســلمها بيعـاً عاديـاً بثمــن معجــل أو مؤجــل أو مقســط‪.‬‬
‫ ميكــن للبنــك أن يدخــل بعقــود اســتصناع مبانــي تشــتمل األرض ومــا‬‫يُبنــى عليهــا أو تشــمل البنــاء فقــط‪.‬‬
‫‪ -2‬تقــوم بعمليــة االســتصناع بنــوك املشــاركة كبــرة احلجــم مــن خــال‬
‫الدخــول يف جمــال الصناعــات املتكاملــة‪ ،‬فقــد جيــد البنــك الــذي يشــارك‬
‫يف متويــل عــدد مــن عمالئــه الصناعيــن‪ ،‬أن كال منهــم لديــه فائــض عاطــل‬
‫يف الطاقــة اإلنتاجيــة‪ ،‬ويف الوقــت ذاتــه ميكــن اســتخدام هــذه الطاقــة يف‬
‫إنتــاج جــزء مــن ســلعة معيّنــة‪ ،‬وإنــه بتكامــل األجــزاء الــي ميكــن لــكل منتــج‬
‫صناعــي إنتاجهــا بفاعليــة وكفــاءة عاليــة‪ ،‬ميكــن إســناد عمليــة جتميــع هذه‬
‫املنتجــات إىل شــركة معينــة‪ ،‬أو إنشــاء هــذه الشــركة الــي تتــوىل جتميــع‬
‫وتصنيــع األجــزاء األخــرى الــي ال تســتطيع الشــركات األخــرى تصنيعهــا‬
‫أو اســتريادها مــن اخلــارج‪ ،‬لتصبــح ســلعة متكاملــة تطــرح يف األســواق‬
‫لالســتخدام تُقدمهــا بنــوك املشــاركة ألحــد عمالئهــا الــذي طلبهــا بشــرط‬
‫أن تتضمــن كل املواصفــات املتفــق عليهــا‪ ،‬وتنجــح هــذه البنــوك يف تكويــن‬
‫اجملمعــات الصناعيــة الضخمــة‪ ،‬ويف زيــادة رحبيتهــا نتيجــة اســتغالل‬
‫الطاقــات اإلنتاجيــة بشــكل كامــل‪.‬‬
‫‪ -3‬تشــارك بنــوك املشــاركة بعقــد االســتصناع يف التنميــة الصناعيــة‬
‫والعقاريــة والعمرانيــة بصفــة عامــة‪.‬‬
‫‪474‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫ثالثاً‪ :‬واقع التمويل باالستصناع يف بنوك املشاركة‬
‫‪1 .1‬دراسة حتليلية للتمويل باالستصناع‪:‬‬
‫تشــر الدراســة الــي قامــت هبــا جمموعــة مــن اخلــراء علــى عيّنــة مــن‬
‫بنــوك املشــاركة (ن = ‪ )17‬إىل تنــوع أنشــطة التمويــل واالســتثمار واألعمــال‬
‫الــي تُقدِّمهــا هــذه البنــوك؛ حيــث تُمثــل املراحبــة احملليــة أمهيــة كبــرة‬
‫يف أنشــطتها وتكــررت يف ‪ %94‬مــن البنــوك‪ ،‬ثــم يليهــا متويــل رأس املــال‬
‫العامل بنســبة ‪ ،%82‬ثم املســامهات يف مشــروعات وشــركات مالية بنســبة‬
‫‪ ،%77‬ثــم التجــارة الداخليــة واخلارجيــة بنســبة ‪ ،%71‬ثــم املشــاركات الثابتة‬
‫واملراحبــات الدوليــة بنســبة ‪ ،%65‬واملشــاركة املتناقصــة واألعمــال العقارية‬
‫والتأجــر التمويلــي بنســبة ‪ ،%59‬واملســامهة يف إنشــاء بنــوك املشــاركة‬
‫بنســبة ‪ ،%53‬واألنشــطة األخــرى بنســبة ‪ ،%41‬وشــراء وبيــع األوراق املاليــة‬
‫وبيــع االســتصناع بنســبة ‪ ،%35‬وأخــرا بيــع السَّ ـلَم بنســبة ‪.)1(%29‬‬
‫وهنــاك بعــض املالحظــات الــي يراهــا الباحثــون فيمــا يتعلــق بعمليــات‬
‫االســتصناع نســتعرضها فيمــا يلــي‪:‬‬
‫‪ -1.1‬بعــد ظهــور بنــوك املشــاركة «شــاع اســتخدام عقــد االســتصناع‬
‫على نطاق واســع مباله من دور كبري يف املســامهة يف حل مشــكالت‬
‫اجملتمــع؛ نظــراً ألمهيــة العقد ودوره يف احلياة االقتصادية املعاصرة‬
‫ودوره يف الصناعات الضخمة»(‪.)2‬‬
‫‪ -2.1‬احتــل االســتصناع دوراً رئيسـاً يف اســتثمارات بنــوك املشــاركة‬
‫واخلليجيــة منهــا علــى وجــه اخلصــوص؛ إذ قامــت البنــوك بتمويــل‬
‫(‪ )1‬جلنــة مــن األســاتذة اخلــراء االقتصاديــن والشــرعيني واملصرفيــن‪« ،‬تقويــم الــدور احملاســي للمصــارف اإلســامية»‪،‬‬
‫مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪.158 :‬‬
‫(‪ )2‬عبد الباري بن حممد علي مشعل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.60 :‬‬
‫‪475‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫املبانــي الســكنية واالســتثمارية بنظــام عقــود االســتصناع حتــى‬
‫بلغــت األمــوال املســتثمرة يف هــذا اجملــال «عــدة مليــارات للبنــك‬
‫الواحــد‪ ،‬وســامهت البنــوك يف صناعــات أخــرى عديــدة وأبرمــت‬
‫عقــود اســتصناع مــع عمالئهــا‪ ،‬غــر أن أبرزهــا وأكربهــا حجمــا يف‬
‫املعامــات هــو اجملــال العقــاري»(‪.)1‬‬
‫‪ -3.1‬كان لالستصناع دور يف املشاركة الفعالة يف النهضة العمرانية‬
‫الــي شــهدهتا بعــض الــدول يف الفــرة األخرية؛ حيــث «كان هلذا العقد‬
‫دور كبــر يف املســامهة يف حــل مشــاكل اإلســكان بدولــة اإلمــارات‬
‫العربيــة املتحــدة‪ ،‬وقــام ببنــاء املســاكن االســتثمارية واخلاصــة علــى‬
‫نطــاق واســع»(‪.)2‬‬
‫ويظهر يف أصول ميزانية «البنك اإلســامي للتنمية» حســاب االســتصناع‪،‬‬
‫ويف ميزانيــة «شــركة الراجحــي املصرفيــة لالســتثمار» يظهــر حســاب‬
‫عقــود االســتصناع(‪.)3‬‬
‫‪2 .2‬مشاكل عملية للتمويل باالستصناع‪:‬‬
‫لقــد لوحــظ مــن واقــع الدراســة امليدانيــة واخلــرة العمليــة يف بنــوك‬
‫املشــاركة مــا يلــي(‪:)4‬‬
‫‪ -1.2‬أن التوظيــف قصــر األجــل مر ّكــز علــى عمليــات املراحبــة‬
‫لآلمــر بالشــراء‪ ،‬وذلــك ال يُح ِّقــق تنميــة صناعيــة عــن طريــق إنشــاء‬
‫شــركات صناعيــة؛ حيــث يكــون االســتثمار متوســط وطويــل األجــل‪.‬‬
‫‪ -2.2‬أن متويــل بنــوك املشــاركة للقطــاع الصناعــي يُعـدُّ بصفــة عامة‬
‫(‪ )1‬حممد عبد احلكيم زعري‪« ،‬االستصناع»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.46 :‬‬
‫(‪ )2‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.42 :‬‬
‫(‪ )3‬أنظر املالحـق‪.‬‬
‫(‪ )4‬حسن يوسف داود‪« ،‬املصارف اإلسالمية والتنمية الصناعية»‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ ،1998 ،1‬ص‪.98 ،50 :‬‬
‫‪476‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫ا ضئيـاً باملقارنــة مع القطاعــات األخرى‪.‬‬
‫متويـ ً‬
‫‪ -2.3‬تُر ِّكــز بنــوك املشــاركة بصفــة عامــة يف التعامــل مــع القطــاع‬
‫الصناعــي علــى أســلوب بيــع املراحبــة لآلمــر بالشــراء؛ حيــث يتعــدى‬
‫التعامــل هبــذا األســلوب أكثــر مــن ‪ %70‬يف معظــم البنــوك‪.‬‬
‫إن اإلســراتيجية املقرتحــة لبنــوك املشــاركة الســتثمار أمواهلــا يف قطــاع‬
‫الصناعــة‪ ،‬عــن طريــق عقــود االســتصناع‪ ،‬تقــوم علــى مــا يلــي(‪:)1‬‬
‫أ‪ -‬اســراتيجية االســتثمار الصناعــي قصــر ومتوســط‬
‫األجــل‪ :‬عــن طريــق توجيــه االســتثمارات حنــو‪ :‬الصناعــات‬
‫املهنيــة واحلرفيــة‪ ،‬قطــع الغيــار والصيانــة‪ ،‬الصناعــات‬
‫الصغــرة‪.‬‬
‫ب‪ -‬اســراتيجية االســتثمار الصناعــي طويــل األجــل‪ :‬عــن‬
‫طريــق توجيــه االســتثمارات حنــو‪ :‬الصناعــات الضروريــة‪،‬‬
‫البحــوث الصناعيــة والتطــور الصناعــي‪.‬‬
‫جـــ‪ -‬اســراتيجية تدعيــم التصنيــع احلربــي‪ :‬وذلــك باالتفــاق‬
‫مــع اجلهــات املختصــة علــى كيفيــة الدعــم مبا حيفظ األســرار‬
‫العســكرية ويُدعِّــم الصناعــات احلربية‪.‬‬
‫وتقــوم بنــوك املشــاركة بعمــل عــدد مــن الصيــغ الكاملــة لعقــود االســتصناع‬
‫(منــوذج عقــد اســتصناع خــاص باملعــدات‪ ،‬منــوذج عقــد اســتصناع‬
‫مبانــي علــى أرض ميلكهــا العميــل‪ ،‬منــوذج عقــد اســتصناع علــى أرض‬
‫ميلكهــا البنــك‪ ،‬منــاذج عقــود اســتصناع خاصــة بإنشــاء مــدارس‪ ،‬مبانــي‬
‫ســكنية‪ ،)...‬وتُعتــر كل مــن العقــود الســابقة منوذجـاً مســتقالً وقائماً بذاته‬
‫(‪ )1‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.137-136 :‬‬
‫‪477‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫وإليــه تســتند شــرعية العمــل املنفــذة مــن وجهــة نظــر اهليئــة الشــرعية‪،‬‬
‫لكــن تدعــو احلاجــة أحيانـاً لصياغــة عقــود جديــدة تتــاءم مــع العمليــات‬
‫املســتجدة‪ ،‬وألغــراض املراجعــة الشــرعية تُوجِّــه إدارة الرقابــة الشــرعية‬
‫اإلدارات املن ِّفــذة لعقــود االســتصناع لاللتــزام باآلتــي(‪:)1‬‬
‫ االلتزام بصيغ العقود كاملة دون تعديل‪.‬‬‫ عنــد احلاجــة إىل إجــراء تعديــات أو إضافــات يتــم عــرض ذلــك‬‫علــى إدارة الرقابــة الشــرعية؛ حيــث تقــوم بدراســتها و التعليــق‬
‫عليهــا‪.‬‬
‫ويقــرح البعــض منوذج ـاً عملي ـاً للتمويــل باالســتصناع العقــاري يف بنــوك‬
‫املشــاركة؛ نبيِّــن خطواتــه يف شــكل ختطيطــي‪:‬‬
‫(‪ )1‬عبد الباري بن حممد علي مشعل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.62-61 :‬‬
‫‪478‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫شكل رقم (‪ :)63‬منوذج عملي لالستصناع العقاري يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪ -1‬يتقــدم املتعامــل بطلــب إىل البنــك‬
‫يطلــب فيــه أن يصنــع لــه مبنــى‪ ،‬ويرفــق‬
‫مــع طلبــه بيانــا كامــا مدعمــا بالرســوم‬
‫واخلرائــط مــن االستشــاري عــن نــوع‬
‫ومواصفــات املبنــى الــذي يريــد إنشــاءه‪،‬‬
‫وصــورة امللكيــة‪ ،‬وخمطــط مبدئــي للبنــاء‬
‫وتقريــر خمتصــر عــن املهنــدس الــذي‬
‫صمــم البنــاء حبيــث يتضمــن هــذا‬
‫التقريــر تكلفــة البنــاء وإيراداتــه املتوقعــة‪.‬‬
‫‪ -6‬بعــد توقيــع عقــد االســتصناع‬
‫بــن البنــك واملســتصنع (املتعامــل)‬
‫يقــوم البنــك بتوقيــع عقــد مقاولــة مــع‬
‫أحــد املقاولــن الذيــن يرســو عليهــم‬
‫العطــاء‪ ،‬وتكــون عالقــة املتعامــل‬
‫بالبنــك مباشــرة وال عالقــة لــه‬
‫باملقــاول‪.‬‬
‫‪ -7‬إذا قــدم املتعامــل مقــاوال وطلــب‬
‫مــن البنــك أن يقــوم بتنفيــذ االســتصناع‬
‫املطلــوب يوقــع البنــك معــه التزامــا‬
‫بــراءة البنــك مــن تقصــر املقــاول يف‬
‫التنفيــذ‪ ،‬وال يقبــل البنــك املقــاول الــذي‬
‫قدمــه املســتصنع إال بعــد تأكــده مــن‬
‫خربتــه وكفاءتــه لتنفيــذ الشــيء املصنــع‬
‫باملواصفــات املطلوبــة‪.‬‬
‫‪ -2‬يعــرض املتعامــل أيضــا مــع طلبــه‬
‫تقديــره لتكلفــة املبنــى والعربــون الــذي‬
‫ســيدفعه ومســاحة األرض وموقعهــا‪،‬‬
‫والضمانــات الــي يعرضهــا‪ ،‬وطريقــة‬
‫الســداد متضمنــة أجــل الســداد‪.‬‬
‫‪ -3‬يقــوم البنــك بعمــل دراســة جــدوى‬
‫فنيــة متخصصــة للمشــروع مبعرفــة‬
‫املهندســن بالبنــك‪ ،‬إضافــة إىل‬
‫دراســة ماليــة يقــدر فيهــا اإليــراد‬
‫املتوقــع ومــا إذا كانــت إيــرادات‬
‫املشــروع ميكــن أن تغطــي مــا عليــه‬
‫مــن ديــون أم ال‪.‬‬
‫‪ -5‬بعــد االتفــاق النهائــي يقــوم البنــك‬
‫بتوقيــع عقــد اســتصناع مــع املتعامــل‬
‫حيــدد فيــه مجيــع حقــوق والتزامــات‬
‫كل طــرف‪.‬‬
‫‪ -4‬يف حالــة موافقــة البنــك علــى عــرض‬
‫املتعامــل يطلــب منــه تقديــم الضمانــات‬
‫الالزمــة وغالبــا مــا تكــون بعــض أو كل الصور‬
‫التاليــة‪:‬‬
‫ رهن املبنى واألرض املقام عليها املشروع‪.‬‬‫ تفويــض مــن البنك بــإدارة العقار وحتصيل‬‫إيراداتــه بعــد االنتهاء منه‪.‬‬
‫ تقديم شيكات مؤجلة بقيمة األقساط‪.‬‬‫ التأمــن الشــامل علــى العقــار يقــوم بــه‬‫العميــل لصــاحل البنــك طيلــة فــرة الســداد‪.‬‬
‫‪ -8‬بعــد توقيــع العقــد يقــوم البنــك‬
‫بعمــل إجــراءات الرهــن التأميــي علــى‬
‫العقــار‪.‬‬
‫‪ -9‬يقــدم املقــاول خطــاب ضمــان‬
‫بنكــي بنســبة ‪ %10‬مــن قيمــة املشــروع‬
‫(ضمــان حســن التنفيــذ)‪ ،‬كمــا حيجــز‬
‫البنــك ‪ %10‬مــن قيمــة كل دفعــة تدفــع‬
‫للمقــاول كضمــان أيضــا حلســن‬
‫التنفيــذ‪ ،‬تدفــع لــه بعــد االنتهــاء مــن‬
‫الصنــع مطابقــا للمواصفــات‪.‬‬
‫‪ -11‬إذا مل يلتــزم املتعامــل بســداد دينــه يف املواعيــد احملــددة يقــوم البنــك باختــاذ‬
‫إجراءاتــه‪:‬‬
‫ سواء بتنفيذ الرهن وعرض العقار للبيع‪.‬‬‫ أو اإلشراف بنفسه على إدارة العقار وحتصيل اإليراد ليسدد منه ديون املتعامل‪.‬‬‫ أو يشــارك املتعامــل يف العقــار بقيمــة األقســاط املتأخــرة علــى أن تكــون مشــاركة‬‫متناقصــة حيــق للمتعامــل مبوجبهــا ســداد مــا عليــه مــن ديــون للبنــك و يتخــارج البنــك‬
‫ببيــع حصتــه يف العقــار للمتعامــل‪.‬‬
‫‪ -10‬حيجــز البنــك أيضــا ‪ %5‬مــن‬
‫قيمــة املشــروع للصيانــة ملــدة ســنة‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬حممد عبد احلكيم زعري‪« ،‬االستصناع» مرجع سابق‪ ،‬ص‪.46 :‬‬
‫‪479‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫المبحث الثالث‬
‫اســتخدامات األمــوال طويلــة األجــل فــي بنــوك‬
‫المشــاركة‬
‫سنتناول هذا املبحث بالدراسة من خالل احملاور التالية‪:‬‬
‫ ‪-‬التمويل باملضاربة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫ ‪-‬التمويل باملشاركة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫ ‪-‬التمويل املتناقص املنتهي بالتمليك يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪480‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‬
‫المطلب األول‪ :‬التمويل بالمضاربة في بنوك المشاركة‪.‬‬
‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬مفهوم التمويل باملضاربة وخطواته العملية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬خصائـص وأمهيـة التمويـل باملضاربة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬واقــع التمويــل باملضاربـة يف بنـوك املشــاركــة‪.‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬مفهوم التمويل باملضاربة وخطواته العملية يف بنوك املشاركة‬
‫‪1 .1‬تعريف التمويل باملضاربة‪:‬‬
‫التعريــف العــام للمضاربــة(‪ )1‬هــو‪« :‬أن يدفــع شــخص يُســمى (رب املــال)‬
‫مبلغـاً مــن املــال إىل شــخص آخــر يُســمى (املضــارب) ليتجــر فيــه‪ ،‬والربــح‬
‫مشــرك بينهمــا‪ ،‬واخلســارة علــى رب املــال‪ ،‬وعلــى أن يســتقل املضــا ِرب‬
‫بالعمــل دون تدخــل مــن رب املــال‪ ،‬مبعنــى‪ :‬اســتقالله يف اختــاذ القــرارات‬
‫اخلاصــة بالعمــل يف املــال‪ ،‬وهــي صــورة متويليــة حبتــة»(‪ ،)2‬أو مبعنــى‬
‫آخــر‪ :‬تتــم املضاربــة بــن مســتثمر لــرأس مالــه (املمـوِّل) ومســتثمر ملهارتــه‬
‫(املضــا ِرب)‪.‬‬
‫ويف بنــوك املشــاركة يعــي التمويــل باملضاربــة‪« :‬دخــول املصــرف يف صفقــة‬
‫حمـدّدة مــع متعامــل أو أكثــر؛ حبيــث يُقـدِّم املصــرف املــال الــازم للصفقــة‪،‬‬
‫ويُقــدِّم املتعامــل جهــده‪ ،‬ويصبــح الطرفــان شــريكني يف ال ُغنْــم وال ُغــرْم‪،‬‬
‫ويكــون املصــرف هــو الشــريك صاحــب رأس املــال‪ ،‬ويكــون املتعامــل هــو‬
‫(‪ )1‬تســتمد املضاربــة تســميتها مــن الضــرب يف األرض والســفر فيهــا للتجــارة‪ ،‬ويُطلــق عليهــا كذلــك املقارضــة أو القِــراض‬
‫(‪ ¹‬القــرض)‪ ،‬وختتلــف عــن لفــظ املضاربــة الــذي يُســتعمل اليــوم غالبــاً مبعنــى املقامــرة؛ حيــث مــن اخلطــأ الشــائع‬
‫اســتخدام لفــظ «املضاربــة» للداللــة علــى شــراء األســهم أو الذهــب أو العقــارات توقعــا الرتفــاع األســعار والبيــع جلــي‬
‫األربــاح‪.‬‬
‫(‪ )2‬حممد عبد احلليم عمر‪« ،‬اإلطار الشرعي واالقتصادي واحملاسيب لبيع السَّلَم»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.44 :‬‬
‫‪481‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫الشــريك املضــا ِرب‪ .‬فــإذا حت ّقــق الربــح وُ ِّزع وفق ـاً للنســب املتفــق عليهــا‪،‬‬
‫وإذا حتققــت خســارة حتمَّــل املصــرف فيهــا خســارة يف رأس مالــه‪ ،‬وحتمَّــل‬
‫املتعامــل خســارة يف جهــده‪ ،‬وال يرتتــب عليــه أيّ مديونيــة نتيجــة للخســارة‬
‫مــا مل يثبــت التعــدي أو التقصــر»(‪)1‬؛ وإذا زادت اخلســارة عــن رأس املــال؛‬
‫فــإن العامــل يتحمــل هــذه الزيــادة(‪.)2‬‬
‫وعليه؛ تتكون عملية التمويل باملضاربة من طرفني مها‪:‬‬
‫‪ -1.1‬البنــك (الشــريك املمـوِّل)‪ :‬وهــو الــذي يقــوم بتقديــم التمويــل‬
‫الكامــل الــذي حيتاجــه العميــل‪.‬‬
‫‪ -2.1‬العميــل (الشــريك املضــارِب)‪ :‬وهــو صاحــب اخلــرة الــذي‬
‫يُق ـدِّم جهــده وعملــه‪.‬‬
‫‪2 .2‬أنواع التمويل باملضاربة‪:‬‬
‫يُمكن أن يُمارَس هذا النوع من التمويل يف بنوك املشاركة بأسلوبني(‪:)3‬‬
‫‪ -1.2‬املضاربــة املطلقــة‪ :‬وهــي الــي يدفــع مبوجبهــا البنــك مالــه‬
‫مضاربــة دون أن يُعيِّــن العمــل املطلــوب واملــكان املرغــوب والزمــان‬
‫وصفــة العمــل‪ .‬مبعنــى أنــه يطلــق يــد املضــارب يف كل ذلــك ويعطيــه‬
‫حريــة اختيــار النشــاط ومكانــه…‬
‫‪ -2.2‬املضاربــة املقيــدة(‪ :)4‬وهــي الــي يتم يف إطارها التزام املضارب‬
‫بشــروط تتعلق بنوع النشــاط التجاري أو مكانه أو زمانه…‬
‫(‪ )1‬بكر رحيان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.231 :‬‬
‫(‪ )2‬حسن بن منصور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.27 :‬‬
‫(‪ )3‬صاحلي صاحل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.27 :‬‬
‫(‪ )4‬مــن صـــور املضـــاربة املقيــدة الــي تستخدمـهـــا بعــض بنــوك املشــاركة «املضاربــة بالصفقــة املعينــة» والــي يتفــق فيهــا‬
‫البنــك مــع أحــد التجــار علــى اســترياد صفقــة معينــة مــن الســلع التجاريــة‪ ،‬ويقــوم البنــك بتمويــل الصفقـــة جبميــع نفقاهتــا‪،‬‬
‫وبعــد تصريفهــا مــن طــرف التاجــر يُــوزَّع الربــح احملقــق منهــا بــن البنــك (بصفتــه صاحــب املــال) والتاجـــر (بصفتــه مضارباً)‬
‫بالنســبة املتفــق عليهــا‪ ،‬ولــو حدثــت خســارة بــدون تفريــط مــن التاجــر املضــارِب تكــون علــى البنــك باعتبــاره صـــاحب املـــال‪.‬‬
‫‪482‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫عندمــا يكــون البنــك هــو املضــارب تالئمــه املضاربــة املطلقــة؛ لكــي تكــون‬
‫(‪)1‬‬
‫لــه حريــة االســتثمار‪ ،‬وعندمــا يكــون هــو صاحــب املــال أو نائبــاً عنــه‬
‫تالئمــه املضاربــة املقيــدة؛ للمحافظــة علــى أمــوال الغــر(‪)2‬؛ «علــى أنــه ليــس‬
‫هنــاك مــا مينــع مــن قبــول املصــرف لبعــض الودائــع علــى أســاس املضاربــة‬
‫املقيــدة‪ ،‬أو إعطائــه بعــض األمــوال ملــن يُضــارب هبــا علــى أســاس املضاربــة‬
‫املطلقــة إذا رأى يف ذلــك مصلحــة»(‪.)3‬‬
‫ويُمكــن تصنيــف التمويــل باملضاربــة مــن وجهــات خمتلفــة‪ ،‬كمــا يُوضحــه‬
‫الشــكل التــايل‪:‬‬
‫شكل رقم (‪ :)64‬أشكال التمويل باملضاربة‪.‬‬
‫أنواع املضاربة‬
‫من حيث شروط املضاربة‬
‫مقـيـدة‬
‫تتضمن شروط‬
‫تتعلق بالنشاط‬
‫واملكان والزمان‬
‫واألفراد‬
‫مطـلـقـة‬
‫للمضارب‬
‫حرية التصرف‬
‫يف املضاربة‬
‫املفتوحة‬
‫من حيث أطراف املضاربة‬
‫مجاعيـة‬
‫ثنائيـة‬
‫صاحب املال‬
‫املضارب‬
‫من حيث دوران رأس املال‬
‫صاحب املال‬
‫صاحب املال‬
‫(املضارب األول)‬
‫املضارب‬
‫األول‬
‫مؤقتـة‬
‫ دورة واحدة‬‫لرأس املال‬
‫ حمدودة‬‫بصفقة معينـة‬
‫مستمـرة‬
‫عدة دورات‬‫لرأس املال‬
‫غري حمدودة‬‫بصفقة معينة‬
‫املضارب الثاني‬
‫املصدر‪ :‬مجال لعمارة‪« ،‬املصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.119-118 :‬‬
‫(‪ )1‬إن العالقــة بــن املودعــن والبنــك هــي العالقــة بــن صاحــب املــال واملضــارب‪ ،‬فاملودعــون هــم أصحــاب األمــوال والبنــك‬
‫هــو املضــارب‪ ،‬ويــأذن املودعــون للبنــك بــأن يضــارب هبــذه األمــوال؛ أي بــأن يدفــع املــال إىل الغــر مضاربــة‪ ،‬ويُطلــق البعــض‬
‫علــى ذلــك اصطــاح «إعــادة املضاربــة»‪.‬‬
‫(‪ )2‬حممد كمال عطية‪« ،‬حماسبة الشركات واملصارف يف النظام اإلسالمي»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.72 :‬‬
‫(‪ )3‬أمحد بن حسن بن أمحد احلسين‪« ،‬الودائع املصرفية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.137-136 :‬‬
‫‪483‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫‪3 .3‬خطوات احلصول على التمويل باملضاربة يف بنوك املشاركة‪:‬‬
‫‪ -1.3‬شروط التمويل باملضاربة‪:‬‬
‫يتطلب التمويل باملضاربة بعض الشروط نوجز أمهها فيما يلي(‪:)1‬‬
‫‪ -1.1.3‬جيوز للبنوك أن تقدِّم التمويل للنشاطات االقتصادية‬
‫املختلفــة مضاربــة‪ ،‬فتكــون شــريكاً باملــال مــع طــرف آخــر يكون‬
‫ا يتــوىل اإلدارة؛ ســواء كان شــخصاً أو أشــخاصاً‬
‫شــريكاً عامـ ً‬
‫معنويــة أو اعتبارية‪.‬‬
‫‪ -2.1.3‬يُحــدِّد العقــد بــن البنــك واملضــارب رأس مــال‬
‫املضاربــة‪ ،‬ونســبة اقتســام األربــاح بــن الشــريكني وشــروط‬
‫ممارســة النشــاط األساســي الــذي حي ِّقــق غــرض املضاربــة‪،‬‬
‫وال جيــوز النــص علــى عائــد حمــدد كمبلــغ أو كنســبة مــن رأس‬
‫املــال أليّ مــن طــريف العقــد‪.‬‬
‫‪ -3.1.3‬يكــون لعقــد املضاربــة مــدة حمـدّدة‪ ،‬وميكــن أن يكــون‬
‫غــر حم ـدّد بزمــن ويف هــذه احلالــة جيــوز تصفيــة املضاربــة‬
‫حماســبياً يف كل ســنة وتصبــح النتائــج ملزمــة للطرفــن‪.‬‬
‫‪ -4.1.3‬يُع ـدُّ رحب ـاً يف املضاربــة مــا زاد علــى رأس املــال يف‬
‫هنايــة العقــد أو عنــد تصفيتــه حماســبيا‪.‬‬
‫‪ -5.1.3‬للبنــك املركــزي أن يُحـدِّد النســبة مــن أصــول البنــك‬
‫الــي ميكــن أن تُوجَّــه ألغــراض املضاربــة‪ ،‬وأن يُح ـدِّد النســبة‬
‫مــن األربــاح الــي حيصــل عليهــا البنــك يف عقــود املضاربــة‪.‬‬
‫‪ -6.1.3‬يتــوىل الطــرف اآلخــر (املضــارب) اإلدارة واختــاذ‬
‫(‪ )1‬حممد علي القري بن عيد وآخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.90 - 88 :‬‬
‫‪484‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫القــرارات املتعلقــة حبســن ســر العمــل‪.‬‬
‫‪ -7.1.3‬جيــوز للبنــك إذا كانــت إدارة املضــارب غــر مرضيــة‬
‫أن يقلب املضاربة إىل مشــاركة وأن يســهم مباشــرة يف اإلدارة‪،‬‬
‫كمــا جيــوز لــه اشــراط ذلــك يف عقــد املضاربــة‪.‬‬
‫‪ -8.1.3‬جيــوز للبنــك أن يلــزم العميــل بتقديــم الكفــاالت‬
‫والرهــون الــي تكــون ضامنــة اللتزامــه بشــروط العقــد‪ ،‬ومنهــا‬
‫ردّ رأس مــال املضاربــة أو مــا بقــي منــه إىل البنــك مبجــرد‬
‫انتهــاء العقــد‪ ،‬وتســليم األربــاح إن حتققــت دون مماطلــة إىل‬
‫البنــك‪.‬‬
‫‪ -2.3‬اخلطوات العملية للتمويل باملضاربة‪:‬‬
‫لكــي يدخــل العميــل مــع بنــك املشــاركة يف مضاربــة يتــم اتبــاع اخلطــوات‬
‫التاليــة(‪:)1‬‬
‫‪ -1.2.3‬يقوم العميل مبلء «منوذج طلب التمويل باملضاربة»‪.‬‬
‫‪ -2.2.3‬يــدرس البنــك طلــب التمويــل املقــدم لــه لتقييــم‬
‫العمليــة وحتليــل املركــز االئتمانــي للعميــل؛ وذلــك يف ضــوء‬
‫اســراتيجية التمويــل املصــريف لعمليــات املضاربــة‪.‬‬
‫‪ -3.2.3‬بانتهــاء الدراســة تُرفــع مذكــرة لــإدارة املفوضــة‬
‫باختــاذ القرار‪-‬داخــل البنــك‪ ،-‬وذلــك حســب طبيعــة العمليــة‬
‫ومبلــغ التمويــل ومدتــه‪ ،‬ليُ َّتخــذ القــرار باملوافقــة أو الرفــض أو‬
‫التعديــل وطلــب معلومــات إضافيــة‪ ،‬ويف كل احلــاالت الســابقة‬
‫يُخــر العميــل بقــرار البنــك‪.‬‬
‫(‪ )1‬مجال لعمارة‪« ،‬املصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.121–120 :‬‬
‫‪485‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫‪ -4.2.3‬بعــد تقديــم العميــل للمســتندات املطلوبــة يف حالــة‬
‫املوافقــة علــى التمويــل‪ ،‬ي َّ‬
‫ُحضر»عقــد املضاربــة» لتوقيعــه مــن‬
‫قِبــل املتعامــل ومم ِّثــل البنــك‪ ،‬ومــن ثـمّ تبــدأ عمليــة التنفيــذ يف‬
‫ضــوء الشــروط والقواعــد املوضحــة يف العقــد‪.‬‬
‫‪ -5.2.3‬بعــد اختــاذ القــرار بتمويــل العمليــة واختاذ اإلجراءات‬
‫التنفيذيــة الالزمــة لســره‪ ،‬تبــدأ عمليــة املتابعــة للتأكــد مــن‬
‫ســر العمليــات وفــق الربامــج والشــروط املتفــق عليهــا يف‬
‫العقــد‪ ،‬ولتقديــم مــا يطلبــه املضــارب مــن مســاعدة أو خــرة‬
‫فنيــة أو تنظيميــة أو إداريــة‪ .‬وتتــم املتابعــة بعــدة وســائل منهــا‪:‬‬
‫أ‪ -‬املتابعــة امليدانيــة‪ :‬عــن طريــق تفقــد مواقــع العمــل‪،‬‬
‫ومراجعــة دفاتــر ومســتندات العمليــة وجــرد املخــازن‬
‫وغريهــا‪.‬‬
‫ب‪ -‬املتابعــة املكتبيــة‪ :‬عــن طريــق التقاريــر الدوريــة اليت‬
‫يطلبهــا البنــك مــن العميــل للتأكــد مــن تطــور تنفيــذ‬
‫العمليــة‪ ،‬إضافــة إىل امليزانيــات واملراكــز املاليــة للعمليــة‪.‬‬
‫‪ -6.2.3‬يتــم إعــداد حســابات النتيجــة يف هناية مدة املضاربة‪،‬‬
‫كمــا يُحــرَّر إشــعار يفيــد انتهــاء موعــد املضاربــة‪ ،‬وضــرورة‬
‫توزيــع األربــاح واخلســائر املتفــق عليهــا يف بنــود العقــد وهــي‪:‬‬
‫أ‪ -‬يف حالــة الربــح‪ :‬يــوزع بــن البنــك واملضــارب حســب‬
‫االتفاق‪:‬‬
‫ ‪ % . . .‬للمضارب مقابل العمل واخلربة واإلدارة‪.‬‬‫ ‪ % . . .‬للبنك مقابل إمجايل متويل العملية‪.‬‬‫‪486‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫ب‪ -‬يف حالة اخلسارة‪ :‬تتم التفرقة بني حالتني‪:‬‬
‫ إذا نتجــت اخلســارة عــن ظــروف ال دخــل للمضــارب‬‫فيهــا‪ ،‬يتحملهــا البنــك بالكامــل‪ ،‬ويكفــي أن املضــارب قد‬
‫قـدّم عملــه وجهــده وإدارتــه دون مقابــل‪.‬‬
‫ أمــا إذا نتجــت اخلســارة عــن عوامــل للمضــارب دخــل‬‫فيهــا كالتقصــر واإلمهــال وعــدم االلتــزام بشــروط‬
‫التنفيــذ املتفــق عليهــا‪ .‬فللبنــك أن يطالــب املضــارب‬
‫بتعويــض الضــرر الــذي حلقــه‪.‬‬
‫وفيما يلي شكل ختطيطي يوضح مراحل التمويل باملضاربة‪:‬‬
‫شكل رقم (‪ :)65‬خطوات التمويل باملضاربة‪.‬‬
‫تقدم العميل للبنك‬
‫بطلب «متويل باملضاربة»‬
‫دراســـة البنك للطلب‬
‫(مجـع املعلومات ‪ +‬حتليل‬
‫املركز االئتماني للعميــل)‬
‫اختاذ قرار التمويل‬
‫(موافقـة‪ /‬رفض‪/‬طلب‬
‫معلومات)‬
‫رغبات وطلبات جديدة لدى العميل‬
‫توزيع األرباح واخلسائر‬
‫(الربـح حسب االتفاق‬
‫واخلسارة على البنك)‬
‫متابعة تطور تنفيذ العملية‬
‫(متابعة ميدانية ‪ +‬مكتبية)‬
‫تنفيذ قرار التمويل‬
‫(توقيع عقد املضاربة)‬
‫‪ -3.3‬تركيب عملية التمويل باملضاربة‪:‬‬
‫تكــون البنــوك مضا ِربــة (عمــال مضاربــة) يف عالقاهتــا مــع املودعــن‪،‬‬
‫وأصحــاب مــال (مموِّلــن) يف عالقاهتــا مــع طالــي التمويــل منهــا‪ ،‬وهــذا‬
‫‪487‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫مــا يُطلــق عليــه «املضاربــة املزدوجــة»(‪ ،)1‬وهــي تقــوم علــى أســاس أن‬
‫يعــرض بنــك املشــاركة «باعتبــاره مضاربـاً علــى أصحــاب األمــوال اســتثمار‬
‫مدخراهتــم هلــم‪ ،‬كمــا يعــرض املصــرف ‪-‬باعتبــاره صاحــب مــال أو وكيــل‬
‫عــن أصحــاب األمــوال‪ -‬علــى أصحــاب املشــروعات االســتثمارية اســتثمار‬
‫تلــك األمــوال‪ ،‬علــى أن تُــو َّزع األربــاح حســب االتفــاق بــن األطــراف الثالثــة‪،‬‬
‫وتقــع اخلســارة علــى صاحــب املــال»(‪.)2‬‬
‫وميكن توضيح هذه الفكرة كاآلتي‪:‬‬
‫شكل رقم (‪ :)66‬املضاربة املزدوجة اليت جتريها بنوك املشاركة‪.‬‬
‫البــنــك‬
‫(املضارب املشرتك أو الوسيط)‬
‫متويل باملضاربة‬
‫ودائع املضاربة‬
‫املضاربة‬
‫املودعـون (أصحاب األموال)‬
‫إعـادة املضـاربة‬
‫شركـاء يف الربـح‬
‫(‪ )1‬حممد عمر شابرا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.222 :‬‬
‫(‪ )2‬حممد عثمان شبري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.347 :‬‬
‫‪488‬‬
‫املضاربـون (أصحاب األعمال)‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫ثانياً‪ :‬خصائص وأمهية التمويل باملضاربة يف بنوك املشاركة‬
‫‪1 .1‬خماطر التمويل باملضاربة وإجراءات تقليل حجمها‪:‬‬
‫يــرى أحــد الباحثــن أن عــدم تدخــل البنــك بصفتــه صاحــب املــال يف أعمال‬
‫املضــارب يعــي ثقــة مطلقــة يف كفــاءة وأمانــة ونزاهــة املضــارب؛ «ممــا قــد‬
‫يكــون لذلــك آثــاره ونتائجــه الوخيمــة‪ ،‬فالبنــك مســؤول عــن محايــة أمــوال‬
‫املودعــن الذيــن أولــوه ثقتهــم‪ ...‬يُضــاف إىل ذلــك مشــكلة أخــرى هــي‬
‫عــدم توافــر حســن النيــة لــدى بعــض املضاربــن»(‪ )1‬الذيــن تتعامــل معهــم‬
‫بنــوك املشــاركة‪ .‬ويعتــر باحــث آخــر أن بنــك املشــاركة إذا دخــل مــع طالــي‬
‫التمويــل علــى أســاس املضاربــة «كانــت املشــكلة يف تعــرض املصــرف خلطــر‬
‫خســارة مالــه؛ ومــن ثـمّ تعــرض املودعــن فيــه للخطــر نفســه‪ ،‬فكانــت هناك‬
‫خماطرتــان‪ :‬خماطــرة أخالقيــة‪ ،‬وخماطــرة جتاريــة»(‪.)2‬‬
‫ويُمكــن لبنــك املشــاركة أن ي ّتخــذ بعــض اإلجــراءات الكفيلــة بتقليــل حجــم‬
‫املخاطــر مــن هــذا التمويــل‪ ،‬نســتعرضها فيمــا يلــي(‪:)3‬‬
‫‪ -1.1‬حصــول البنــك ‪-‬إن أمكــن‪ -‬علــى ضمــان طــرف ثالــث يلتــزم‬
‫بســامة رأس مــال املضاربــة املق ـدّم مــن البنــك‪ ،‬وهــي جهــة يهمّهــا‬
‫جنــاح املضــارب وقــد تكــون هــي الدولــة‪.‬‬
‫‪ -2.1‬اســتخدام صيغــة القــرض مــع املضاربــة‪ ،‬حيــث يتــم تقســيم‬
‫مــال املضاربــة إىل قســمني‪ :‬القســم األكــر علــى ســبيل القــرض‬
‫(مضمــون)‪ ،‬والباقــي القليــل علــى ســبيل املضاربــة (غــر مضمــون‬
‫(‪ )1‬منري إبراهيم هندي‪« ،‬شبهة الربا يف معامالت البنوك التقليدية واإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.52-51 :‬‬
‫(‪ )2‬رفيــق يونــس املصــري‪« ،‬تعليــق علــى حبــث قانــون املصــارف»‪ ،‬جملــة حبــوث االقتصــاد اإلســامي‪ ،‬اجلمعيــة الدوليــة‬
‫لالقتصــاد اإلســامي‪ ،‬جملــد ‪ ،3‬العــدد ‪ 1994 ،1‬ص‪.64 :‬‬
‫(‪ )3‬عبــد الســتار أبــو غــدة‪« ،‬الوســائل املشــروعة لتقليــل خماطــر املضاربــة»‪ ،‬جملــة االقتصــاد اإلســامي‪ ،‬العــدد ‪،180‬‬
‫(مارس‪/‬أفريــل ‪ ،)1996‬ص‪63-61 :‬؛ والعــدد‪( 181‬أفريــل ‪/‬مــاي‪ ،)1996‬ص‪.61-56 :‬‬
‫‪489‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫علــى املضاربــة)‪.‬‬
‫‪ -3.1‬اختيــار رأس مــال املضاربــة ســلعاً جتاريــة أو معــدات إنتاجيــة‬
‫لتفــادي ســوء اســتعمال املضــارب لــرأس املــال النقــدي (شــراء مــا ال‬
‫عالقــة لــه مبوضــوع املضاربــة أو اســتخدامه يف وفــاء ديونــه قبــل‬
‫اســتثماره)‪.‬‬
‫‪ -4.1‬جتزئــة رأس مــال املضاربــة علــى فــرات (مضاربــات متعــددة‬
‫متتابعــة)؛ حبيــث يتمكــن البنــك املمـوِّل مــن جدِّيــة وأمانــة املضــارب‬
‫وإجــراء حماســبة دوريــة لعمليــات املضاربــة‪.‬‬
‫‪ -5.1‬تقييــد عمــل املضــارب مبجــاالت حمــددة العائــد (ربــح متوقــع)‬
‫بــأن يكــون النشــاط يف املراحبــة أو التأجــر مثــاً؛ لتجنــب مــا‬
‫فيــه خماطــرة كبــرة حبيــث إذا خالــف فإنــه يكــون ضامن ـاً (حتمّــل‬
‫مســؤولية اخلســارة)‪.‬‬
‫‪ -6.1‬اشــراك البنــك بصفتــه «صاحــب املــال» يف اإلشــراف واملتابعــة‬
‫لعمــل املضــارب «عميــل البنــك» وكذلــك يف احملاســبة‪ ،‬وتقديــم‬
‫املشــورة‪.‬‬
‫‪ -7.1‬تطبيــق معايــر حم ِّفــزة لتوزيــع األربــاح (كأن يتفــق البنــك مــع‬
‫املضــارب علــى أنــه إذا زاد الربــح عــن نســبة ‪ %15‬مث ـاً يف الســنة؛‬
‫فــإن الزيــادة تكــون مــن نصيــب املضــارب)‪ ،‬ليكــون ذلــك حافــزاً‬
‫للمضــارب علــى إتقــان االســتثمار واجلديــة يف العمــل‪.‬‬
‫‪ -8.1‬تقديــم املضــارب لدراســة جــدوى قبــل الدخــول يف عمليــة‬
‫املضاربــة بــن البنــك «املم ـوِّل» واملضــارب الــذي يتحمــل مســؤولية‬
‫الفــرق بــن نتائــج الدراســة والنتائــج الفعليــة‪.‬‬
‫‪490‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‪ -9.1‬التعاقــد مــع أكثــر مــن مضــارب واحــد‪ ،‬علــى أســاس جــواز‬
‫تعـدُّد الــوكالء؛ مبــا يؤمــن معــه مــن التصــرف الفــردي الضــار‪ ،‬وقــد‬
‫أُطلــق علــى هــذا األســلوب «املُضــارب املشــا ِرك»‪.‬‬
‫‪2 .2‬مقارنة التمويل باملضاربة مع األساليب التمويلية املشاهبة‪:‬‬
‫تتشــابه املضاربــة مــع بعــض األســاليب واملعامــات؛ إال أن هــذه الصيغــة‬
‫هلــا طبيعتهــا اخلاصــة املميــزة الــي تتضــح يف اجلــدول التــايل‪:‬‬
‫جــدول رقــم (‪ :)98‬مقارنــة املعامــات املشــاهبة والتمويــل باملضاربــة يف‬
‫بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫معيــار التفرقــة‬
‫‪ -1‬املضاربة يف‬
‫البورصة‪:‬‬
‫(‪)Speculation‬‬
‫اجلـوهــر‪:‬‬
‫التمويــل باملضاربــة‬
‫املعامــالت املشاهبــة‬
‫ال يكاد جيتمعان إال يف حروف مسمى كل منهما فقط‪.‬‬
‫ هــي املخاطــرة بالبيــع والشــراء بنــاء علــى التنبــؤ ‪ -‬هــي أســلوب الســتثمار املــال الــذي يُقــدَّم مــن‬‫بتقلبــات األســعار بغيــة احلصــول علــى فــارق طــرف‪ ،‬ويقــوم بالعمــل بــه طــرف آخــر وفــق شــروط‬
‫األســعار‪ ،‬مــع العلــم بــأن مــن بــن هــذه الصفقــات متفــق عليهــا مســبقا‪.‬‬
‫مــا ليــس بيع ـاً حقيقي ـاً وال شــراءً حقيقي ـاً؛ ألنــه ال‬
‫يكــون فيــه تســليم أو تســلم حقيقيــان‪ ،‬وإمنا املســألة‬
‫ لفــظ «املضاربــة» يعتــر ترمجــة غــر أمينــة لكلمــة‬‫كلهــا تنحصــر يف قبــض أو دفــع فــروق أســعار‪.‬‬
‫(‪.)Speculation‬‬
‫‪ -‬تقوم على املقامرة والرهان يف أحيان كثرية‪.‬‬
‫كل منهما عقد يتضمن تقديم أحد األشخاص (أو األصول يف التأجري) لعمله وخربته مقابل عائد مادي‪.‬‬
‫‪ -2‬التأجيــر‪:‬‬
‫ تقييد املضارب بنوع النشاط الذي يقوم به‪.‬‬‫ تقييد املستأجر بنوع املنفعة اليت يشرتيها‪.‬‬‫التشابــه‪:‬‬
‫ الشريك املموِّل يقصد اإلسرتباح‪.‬‬‫ املؤجر يقصد اإلسرتباح‪.‬‬‫ منفعة اإلنسان (العمل فقط)‪.‬‬‫ منفعة األصول املنتجة (اآلالت)‬‫املنفعــة‪:‬‬
‫ وجــود دائــرة واســعة للحركــة ال حيدهــا إال بعــض‬‫ أكثر حتديداً وتوصيفاً‪.‬‬‫طبيعة العمـل‪:‬‬
‫القيــود الــي قــد يضعهــا صاحــب املــال للعامــل‪.‬‬
‫ عائــد املؤجِّــر معــروف وحمـدّد مســبقاً؛ ألنــه مــن ‪ -‬يشــرك املمــوِّل حبصــة مــن ناتــج العالقــة‬‫العـــائد‪:‬‬
‫ا ال ســتثما ر ية ‪.‬‬
‫نــوع عائــد البيــع‪.‬‬
‫القرار االستثماري‪ - :‬يتخــذ املســتأجر قراريــن اســتثماريني متتاليــن ‪ -‬يشــكل االســتثمار عــن طريــق املضاربــة قــراراً‬
‫مهــا‪ :‬قــرار االســتئجار وقــرار اســتخراج املنفعــة اســتثمارياً واحــدا يتخــذه املضــارب منفــرداً عــن‬
‫املمــوِّل الــذي قــدم لــه مالــه ليتصــرف فيــه‪.‬‬
‫واســتعماهلا‪.‬‬
‫‪491‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫كل منهما عقد يتضمن التعاون بني العمل ورأس املال لتنميته (حالة خاصة من املشاركة)‪.‬‬
‫‪ -3‬املشاركـة‪:‬‬
‫ يقـدَّم كل مــن العمــل ورأس املــال مــن كل الشــركاء ‪ -‬رأس املــال يق ـدَّم مــن طــرف والعمــل مــن طــرف‬‫آخــر‪( .‬العمــل مــن حــق العامــل فقــط)‪.‬‬
‫حصص املشاركة‪( :‬العمــل حــق لــكل شــريك)‪.‬‬
‫ حسب االتفاق‪.‬‬‫ حسب االتفاق‪.‬‬‫الربـــح‪:‬‬
‫ علــى كل الشــركاء بنســبة حصــة كل منهمــا يف ‪ -‬يتحمــل صاحــب املــال اخلســارة مبفــرده مــن‬‫اخلســارة‪:‬‬
‫رأمسالــه؛ إال إذا قصَّــر العامــل وخالــف الشــروط‪.‬‬
‫رأس املــال‪.‬‬
‫ التصــرف الكامــل يكــون للعامــل فقــط؛ إال إذا‬‫ يكون كامالً لكل شريك‪.‬‬‫التصــرف‪:‬‬
‫َقيَّــده صاحــب املــال ببعــض الشــروط‪.‬‬
‫‪ -4‬صيغ االستثمار كل منها عقد يشرتك يف أن املالك يُس ِّلم جزءاً من ثروته إىل شخص آخر يستقل عن املالك يف إدارة هذه‬
‫الثروة‪.‬‬
‫الزراعية‪:‬‬
‫التشابــه‪:‬‬
‫أنواع التمويـل‪:‬‬
‫جمال التمويـل‪:‬‬
‫طبيعة التمويـل‪:‬‬
‫العـــائد‪:‬‬
‫حتمُّل اخلسـارة‪:‬‬
‫ شــريك ممــوِّل (بنــك)‪ +‬شــريك عامــل (زارع ‪ - +‬شريك مموِّل (بنك) ‪ +‬شريك عامل (مضارب)‪.‬‬‫ســاقي ‪.)…+‬‬
‫ مضاربة مطلقة ‪ +‬مضاربة مقيدة‪.‬‬‫ مزارعة ‪ +‬مساقاة ‪ +‬مغارسة‪.‬‬‫ اجملال التجاري ‪ +‬جماالت أخرى‪.‬‬‫ اجملال الزراعي‪.‬‬‫ أصول ثابتة (أرض‪ +‬شجر) ‪ +‬متداولة (بذور)‪ - .‬أصول نقدية (غالباً)‪.‬‬‫ نســبة معلومــة مــن جممــوع املنتَــج (حمصــول ‪ -‬نسبة من الربح متفق عليها‪.‬‬‫زراعــي ‪ +‬مثــار‪.)...‬‬
‫ شركة يف الربح‪.‬‬‫ شركة يف الناتج‪.‬‬‫ يف حالــة مــا مل ختــرج األرض شــيئاً‪ ،‬خيســر ‪ -‬خيسر املموِّل (البنك) رأس ماله‪.‬‬‫صاحــب األرض (البنــك) منفعــة أرضــه‪.‬‬
‫ وخيســر املضــارب تكلفــة الفرصــة البديلــة‬‫ وخيسر املزارع جهده وعمله‪.‬‬‫خلد ما تــه ‪.‬‬
‫رغــم التشــابه الظاهــري احملــدود للقــرض بفائــدة مــع املضاربــة يف «أن كال‬
‫منهمــا عبــارة عــن تقديــم املــال مــن مالكــه آلخــر للعمــل بــه أو الســتثماره‬
‫وتوظيفــه»(‪ ،)1‬ورغــم أن البعــض يُشــر إىل أن إعــادة املضاربــة الــي تقــوم هبا‬
‫بنــوك املشــاركة تُشــبه يف بعــض وجوههــا ‪-‬مــن حيــث الشــكل– االقــراض‬
‫وإعــادة اإلقــراض الــي تقــوم هبــا البنــوك التقليديــة(‪)2‬؛ إال إن التمويــل‬
‫باملضاربــة خيتلــف عــن القــرض بفائــدة يف التمويــل التقليــدي يف جوانــب‬
‫(‪ )1‬حممد عبد املنعم أبو زيد‪« ،‬املضاربة وتطبيقاهتا العملية يف املصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.33 :‬‬
‫(‪ )2‬فالبنــك التقليــدي يقــرض مــن املودعــن مقابــل ســعر فائــدة معلــوم‪ ،‬ثــم يقــوم بإقــراض تلــك األمــوال إىل طــرف ثالــث‬
‫بســعر فائــدة أعلــى؛ حيــث ميثــل الفــرق بــن املعدلــن الربــح الــذي حيققــه البنــك‪ .‬ويف املضاربــة يُحقــق بنــك املشــاركة العائــد‬
‫مــن الفــرق بــن حصتــه الــي حتصــل عليهــا مــن املودعــن مبوجــب عقــد املضاربــة‪ ،‬وبــن احلصــة الــي يدفعهــا للمضــارب‬
‫األخــر يف مقابــل عملــه وذلــك مبوجــب اتفــاق إعــادة املضاربــة‪.‬‬
‫‪492‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫أساســية‪ ،‬كمــا يوضحــه اجلــدول التــايل‪:‬‬
‫جــدول رقــم (‪ :)99‬مقارنــة بــن التمويــل بالقــروض يف البنــوك‬
‫التقليديــة والتمويــل باملضاربــة يف بنــوك املشــاركة‬
‫التمويـــل بالقـــروض‬
‫عنصر املقارنة‬
‫جوهر العمليــة‪ - :‬القرض بفائدة ثابتة ألجل حمدد‪.‬‬
‫التمويـــل باملضــاربة‬
‫ املشــاركة بــن طرفــن يف ربــح العمليــة‬‫ا ال ســتثما ر ية ‪.‬‬
‫طبيعة العالقــة ‪ -‬عالقة بني مقرض ومقرتض‪.‬‬
‫بني العميل‬
‫والبنك‪:‬‬
‫ ميكن متويل أيّ نوع من االستعماالت‪.‬‬‫حمل العالقــة‪:‬‬
‫ عالقــة بــن االســتثمار واإلدارة (أي املــال‬‫والعمــل)‪.‬‬
‫العـــائد‪:‬‬
‫الضمـــان‪:‬‬
‫التصـــرف‪:‬‬
‫املشـاركـة‬
‫يف ال ُغنْم‬
‫وال ُغرْم‪:‬‬
‫ ينحصــر التمويــل باألعمــال االســتثمارية‬‫املتوقــع رحبهــا‪.‬‬
‫ حيصــل املقــرض علــى عائــد ثابــت حمــدد ‪ -‬حيصــل صاحــب املــال علــى حصــة مــن الربــح‬‫مســبقاً مــن املقــرض بغــض النظــر عمّــا حي ِّققــه الفعلــي احملقــق مــن نتيجــة العمليــة‪.‬‬
‫مــن ربــح أو خســارة‪.‬‬
‫ املقــرض يضمــن أصــل القــرض ‪-‬جبانــب ‪ -‬العامــل ال يضمــن رأمســال املضاربــة ‪-‬إال يف‬‫فوائــده‪ -‬للمقــرض باعتبــاره دين ـاً يســتحق األداء حالــة التعــدي والتقصــر وخمالفــة الشــروط‪-‬‬
‫يف ميعــاد حمــدد‪.‬‬
‫ا مــن صاحــب املــال يف‬
‫وذلــك باعتبــاره وكيــ ً‬
‫التصــرف فيــه وأمينـاً عليــه؛ ولذلــك فــرأس املــال‬
‫هــذا قابــل للزيــادة والنقصــان بالربــح واخلســارة‪.‬‬
‫ املقــرض لــه مطلــق احلــق يف التصــرف يف ‪ -‬العامــل ملتــزم مبــا يضعــه لــه صاحــب املــال مــن‬‫قيمــة القــرض بكامــل حريتــه‪ ،‬طاملــا أنــه ديــن شــروط للحفــاظ علــى مالــه ألن الضمــان عليــه‪،‬‬
‫يلتــزم بــرده كامــاً‪ ،‬ومعنــى ذلــك أن املقــرض ال ومعنــى ذلــك أن صاحــب املــال لــه احلــق يف وضــع‬
‫بعــض الشــروط أو القيــود للعامــل أثنــاء قيامــه‬
‫حــق لــه أن يتدخــل يف عمــل املقــرض‪.‬‬
‫بعمليــة املضاربــة‪.‬‬
‫ املقــرض ال يشــارك املقــرض فيمــا يقــع مــن ‪ -‬يتحمــل صاحــب املــال خســائر العمليــة‪،‬‬‫خســائر وال فيمــا حتققــه أصولــه مــن أربــاح‪ .‬ويشــارك فيمــا حتققــه مــن أربــاح حســب النســبة‬
‫املتفــق عليهــا‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬راجع‪:‬‬
‫ حممد عبد املنعم أبو زيد‪« ،‬املضاربة وتطبيقاهتا العملية يف املصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع‬‫سابق‪ ،‬ص‪.34-33 :‬‬
‫ منذر القحف‪« ،‬مفهوم التمويل يف االقتصاد اإلسالمي‪ :‬حتليل فقهي واقتصادي»‪ ،‬املعهد‬‫اإلسالمي للبحوث والتدريب‪،‬‬
‫البنك اإلسالمي للتنمية‪ ،‬جدة‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬حبث حتليلي رقم‪ ،13 :‬ط‪،2‬‬
‫‪ ،1998‬ص‪.52 :‬‬
‫‪493‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫‪3 .3‬حماسبة التمويل باملضاربة‪:‬‬
‫ال يشــارك البنــك عنــد التمويــل باملضاربــة يف إدارة األعمــال املموَّلــة‪ ،‬لكــن‬
‫يُمكن أن يُشــرف إشــرافاً مناســباً لالطمئنان على اســتخدام األموال‪ ،‬ويرى‬
‫أحــد احملاســبني أن إحــكام عمليــة الرقابــة علــى املضاربــة‪ ،‬باإلضافــة إىل‬
‫نشــر الثقــة والطمأنينــة بــن أصحــاب املصــاحل يف هــذه العمليــة‪ ،‬يتطلــب‬
‫أن ينــص بنــك املشــاركة صراحــة يف العقــد بــن العميــل املضــارب والبنــك‬
‫علــى املوضوعــن التاليــن(‪:)1‬‬
‫‪ -1.3‬األول‪ :‬إمســاك املضــارب حســابات منتظمــة عــن هــذه العمليــة‬
‫يف دفاتره‪.‬‬
‫‪ -2.3‬الثانــي‪ :‬خضــوع عمليــة املضاربــة ملراجعــة مراقــب حســابات‬
‫البنــك إلقــرار صحــة نتيجتهــا‪.‬‬
‫‪4 .4‬أمهية التمويل باملضاربة على املستوى االقتصادي الكلي واجلزئي‪:‬‬
‫‪ -1.4‬جماالت تطبيق التمويل باملضاربة‪:‬‬
‫لقــد ُطبِّقــت املضاربــة مــن الناحيــة التقليديــة علــى األنشــطة التجاريــة‬
‫قصــرة األجــل‪ .‬ومــع ذلــك فإهنــا ال تقتصر على التجارة فحســب؛ بل يتســع‬
‫مفهــوم العمــل يف املضاربــة ليشــمل كافــة األعمــال يف التجــارة والصناعــة‬
‫والزراعــة وشــراء األراضــي وبنائهــا؛ األمــر الــذي يتفــق مــع طبيعــة أعمــال‬
‫بنــوك املشــاركة الــي تعمــل يف جمــاالت متعــددة وال تقتصــر علــى قطــاع‬
‫دون آخر‪.‬‬
‫إن أحــد اجملــاالت املهمــة الــي حتتــاج إىل التمويــل باملضاربــة هــي‬
‫«االحتياجــات التمويليــة للحــرف والصناعــات الصغــرة»(‪ .)2‬وميكــن لعمليــة‬
‫(‪ )1‬حممد كمال عطية‪« ،‬نظم حماسبية يف اإلسالم»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.335 :‬‬
‫(‪ )2‬حممد عمر شابرا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.99 :‬‬
‫‪494‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫املضاربــة متويــل الفئــات القــادرة علــى العمــل والعاجــزة عــن متويــل املشــروعات‬
‫كاملهنيــن مــن األطبــاء واملهندســن والصيادلــة‪ ،‬مثــل‪ :‬تزويــد الطبيــب باملــال‬
‫لفتــح مســتوصف أو مستشــفى للعــاج‪ ،‬وتزويــد الصيــديل بالتمويــل الــازم‬
‫لفتــح صيدليــة لبيــع الــدواء(‪.)1‬‬
‫‪ -2.4‬مزايا وعيوب التمويل باملضاربة‪:‬‬
‫يتمثــل تفــوق التمويــل باملضاربــة علــى األســلوب املصــريف التقليــدي‪ ،‬يف ســامة‬
‫نظــام املضاربــة لكونــه يســتند علــى تالقــي رأس املــال بالعمــل‪ ،‬بينمــا يعتمــد‬
‫النظــام املصــريف الربــوي علــى تالقــي رأس املــال بــرأس املال‪ .‬وهــو الوضع الذي‬
‫ال يســتطيع فيــه ذو الكفــاءة ‪-‬ممّــن ال ميلــك املــال‪ -‬أن جيــد يف ظــل هــذا منفــذاً‬
‫يســمح لــه فيــه باحلصــول علــى مــال لكــي يُمـوِّل مشــروعاً إنتاجيـاً‪ .‬ومــن ثــم؛ ال‬
‫جتــد هــذه الطاقــات أمامهــا إال العمــل املأجــور‪ ،‬بينمــا يف ظــل املضاربــة تنشــأ‬
‫فــرص العمــل املنتــج عــن طريــق التــزاوج الطبيعــي بــن رأس املــال والعمــل(‪.)2‬‬
‫ورغــم أن التمويــل باملضاربــة أنفــع للمجتمــع مــن أســلوب اإلقــراض بالفائــدة‪،‬‬
‫إال أن البعــض يــرى أن الوضــع األمثــل هــو املزاوجــة بــن أداتــي املضاربــة والبيــع‬
‫باألجــل (مســاومة كانــت أو مراحبــة) بــل التوســع لشــمول بقية أدوات االســتثمار‬
‫مــن تأجــر وسَـلَم واســتصناع‪ ،...‬إلعطــاء أصنــاف العمــاء مــا يالئــم رغباهتــم‪،‬‬
‫فهنــاك مــن يُحــب أن ينفــرد بأســرار عملــه‪ ،‬فيالئمــه البيــع باألجــل والتأجــر‬
‫واالســتصناع‪ ،‬وهنــاك مــن حيــب أن يكــون جبانبــه مــن يشــاركه املخاطــرة‬
‫فتالئمــه املضاربــة وبقيــة املشــاركات(‪.)3‬‬
‫(‪ )1‬منري إبراهيم هندي‪« ،‬شبهة الربا يف معامالت البنوك التقليدية واإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.48 :‬‬
‫(‪ )2‬مســر حممــد عبــد العزيــز‪« ،‬التمويــل العــام‪ :‬املدخــل االدخــاري والضريــي‪ ،‬املدخــل اإلســامي‪ ،‬املدخــل الــدويل»‪ ،‬مكتبــة‬
‫ومطبعــة اإلشــعاع الفنيــة‪ ،‬اإلســكندرية‪ ،‬ط‪ ،1998 ،2‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪.292 :‬‬
‫(‪ )3‬عبــد الســتار أبــو غــدة‪« ،‬الوســائل املشــروعة لتقليــل خماطــر املضاربــة (‪ ،»)1‬جملــة االقتصــاد اإلســامي‪ ،‬العــدد ‪،180‬‬
‫مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪.60 :‬‬
‫‪495‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫ونبني إجيابيات هذا النوع من التمويل يف اجلدول التايل‪:‬‬
‫جدول رقم (‪ :)100‬مزايا التمويل باملضاربة على املستوى االقتصادي الكلي واجلزئي‪.‬‬
‫* بالنسبة لالقتصـــاد الوطين (التنميــة)‬
‫* بالنسبة للعمــالء املستفيدين (املضاربيــن)‬
‫* بالنسبة لبنــوك املشاركة (املموِّليــن)‬
‫‪1 -1‬تتمثل املزايا االقتصادية واالجتماعية للمضاربة يف ‪:‬‬
‫ حتقيق التكامل بني عناصر اإلنتاج‪.‬‬‫ معاجلــة األمــراض االقتصاديــة مــن ركــود وتضخــم وســوء‬‫توزيــع الثــروة وهــدر املــوارد االقتصاديــة‪ ،‬نتيجــة تأســيس‬
‫مشــروعات جديــدة‪.‬‬
‫ ارتفاع التشغيل وزيادة عدد املالك‪.‬‬‫‪ -2‬يُعتــر التمويــل باملضاربــة مــن أفضــل وســائل متويــل‬
‫إنشــاء الصناعــات الصغــرة واملتوســطة الســتيعاهبا الطاقات‬
‫البشــرية واخلامــات احملليــة‪ ،‬وعــدم احتياجهــا ملعــدات‬
‫تكنولوجيــة معقــدة وهــو مــا يتــاءم مــع ظــروف الــدول‬
‫الناميــة‪ ،‬واعتبارهــا كمكمــل للصناعــات الكبــرة (كمــا يف‬
‫التجربــة اليابانيــة)؛ ويــؤدي ذلــك إىل املســامهة يف حتقيــق‬
‫تــوازن النشــاط االقتصــادي‪ ،‬بإقامــة املشــروعات كثيفــة رأس‬
‫املــال واملشــروعات كثيفــة العمــل‪.‬‬
‫‪ -3‬هــذه الصيغــة تقــوم بتنميــة احلــرف واملهــن وتنميــة‬
‫معــارف اإلدارة والتســيري باجملتمــع‪ ،‬وتســهم يف القضــاء علــى‬
‫البطالــة؛ وبالتــايل زيــادة الطلــب الفعلــي الكلــي علــى الســلع‬
‫واخلدمــات نتيجــة توليــد دخــول جديــدة‪ ،‬وهــو مــا يــؤدي‬
‫لالنتعــاش االقتصــادي‪.‬‬
‫‪ -4‬ميكن إنشــاء شــركات اســتثمارية ضخمة يكون رأمساهلا‬
‫مــن طــرف‪ ،‬وإدارتــه واســتثماره مــن الطــرف اآلخــر‪ ،‬ولــكل‬
‫منهمــا حصــة شــائعة مــن الربــح ‪ ،‬حســبما يتفقــان عليــه‪.‬‬
‫‪ -1‬إن التمويــل باملضاربــة يتناســب متام ـاً مــع احلرفيــن الصغــار‪،‬‬
‫ومــع هــؤالء األفــراد الذيــن ميلكــون اخلــرة والقــدرة والرغبــة يف‬
‫القيــام بعمــل اقتصــادي مشــروع وال تتوافــر لديهــم املــوارد املاليــة‬
‫الكافيــة‪ ،‬كمــا تتناســب أيضــا مــع هــؤالء اخلــراء والعلمــاء مــن‬
‫أصحــاب الكفــاءات واملهــارات النــادرة الذيــن ال جيــدون ســبالً‬
‫متويليــة مناســبة لوضــع أفكارهــم موضــع التطبيــق العملــي‪،‬‬
‫وممارســة النشــاط االقتصــادي الذيــن يرغبــون فيــه واســتغالل‬
‫مهارهتــم فيمــا ينفــع اجملتمــع‪.‬‬
‫‪ -2‬تســهم عمليــة املضاربــة يف مســاعدة وحــث فئــات خمتلفــة مــن‬
‫النــاس علــى العمــل كاملهنيــن مــن األطبــاء واملهندســن والصيادلــة‬
‫وأصحــاب احلــرف واخلــرات املختلفــة يف التجــارة والصناعــة‬
‫والزراعــة‪ ،‬وعندمــا يصبــح الطبيــب صاحــب عيــادة أو مستشــفى‪،‬‬
‫واملهنــدس صاحــب مصنــع وذو اخلــرة تاجــراً أو مزارعـاً؛ فــإن هــؤالء‬
‫الشــركاء يف البدايــة‪ ،‬قــد يصبحــون نتيجــة احلوافــز املنظمــة هــم‬
‫أصحــاب العمــل املالكــن لوســائل اإلنتــاج؛ فال يطلبون مــن الدولة أن‬
‫جتــد هلــم عمـاً‪ ،‬وإمنــا ينتجــون فــرص العمــل للمواطنــن اآلخريــن‪.‬‬
‫‪ -3‬يســاعد التمويــل باملضاربــة علــى ضبــط وترشــيد التكاليــف‬
‫اإلنتاجيــة حتــى تتحقــق أربــاح مغريــة للمشــروعات االســتثمارية‪،‬‬
‫واخنفــاض التكاليــف ســوف يــؤدي إىل اخنفــاض أســعار املنتجــات؛‬
‫وبالتــايل ارتفــاع القــوة الشــرائية للنقــود‪ ،‬ومكافحــة التضخــم‪.‬‬
‫‪ -4‬إن التمويــل باملضاربــة يقــوم علــى أســاس النظــر إىل أمانــة‬
‫العميــل املضــارب وخربتــه وجــدوى مشــروعه دون أن يشــرط يف‬
‫طالــب التمويــل أن يكــون قــادراً علــى إعطــاء الضمانــات‪.‬‬
‫‪ -1‬تُعتــر املضاربــة األســلوب األساســي الــذي اعتمدتــه بنوك املشــاركة‬
‫مــن حيــث صياغــة عالقتهــا باملودعــن الذيــن يقدمــون أمواهلــم‬
‫بصفتهــم أصحــاب املــال ليعمــل فيهــا البنــك بصفتــه املضــارب‪،‬‬
‫ومتــارس بنــوك املشــاركة بدورهــا هــذا األســلوب مــع املســتثمرين‬
‫أصحــاب املشــاريع القادريــن علــى العمــل‪ ،‬وليــس عندهــم مــال‪ .‬وهلـــذا‬
‫يُطلـــق عليهــا أحيانـ ـاً «بنــوك املضاربــة»‪.‬‬
‫‪ -2‬تأتــي أمهيــة املضاربــة باعتبارهــا أداة بنــك املشــاركة الفعالــة‪،‬‬
‫والــي تســتمد فاعليتهــا مــن كوهنــا ذات تأثــر مــزدوج اجلوانــب علــى‬
‫النحــو التــايل‪ - :‬اجلانــب األول‪ :‬مضاربــة أصحــاب رؤوس األمــوال‬
‫مــع البنــك باعتبــاره صاحــب اخلــرة واملعرفــة والدرايــة ولديــه عمالــة‬
‫مصرفيــة ميكنهــا أن توظــف هــذه األمــوال يف جماالت مناســبة وتعطي‬
‫مــن ناتــج هــذا التشــغيل عائــداً مناســباً أيض ـاً‪.‬‬
‫ اجلانــب الثانــي‪ :‬مضاربــة البنــك ذاتــه مــع أصحــاب األعمــال‬‫واألشــغال الذيــن لديهــم املعرفــة واخلــرة والدرايــة والقــدرة بأعماهلــم‬
‫وتتوافــر فيهــم الشــروط االئتمانيــة املختلفــة‪ ،‬ويتماشــى النشــاط الــذي‬
‫ميارســونه مــع األنشــطة الــي تقبلهــا سياســة البنــك‪.‬‬
‫‪ -3‬إن هــذا النــوع مــن االســتثمارات هــو أســاس التنميــة الــي حتتاجهــا‬
‫الــدول الناميــة‪ ،‬وهــو الوســيلة لتشــغيل أصحــاب احلــرف والصناعــة‬
‫والتجــارة‪ ،‬وهــو مــا يعمــل علــى رفــع مســتوى الطبقــة الفقــرة وجيعــل‬
‫بنــوك املشــاركة تــؤدي دورهــا التنمــوي‪.‬‬
‫‪ -4‬تعتمــد بنــوك املشــاركة يف التمويــل باملضاربــة علــى توســيع قاعــدة‬
‫قطــاع العمــاء الذيــن تتعامــل معهــم‪ ،‬لتشــمل أصحــاب املهــن احلــرة‬
‫واحلرفيــن وصغــار املنتجــن‪.‬‬
‫‪497‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫ثالثاً‪ :‬واقع التمويل باملضاربة يف بنوك املشاركة‬
‫‪1 .1‬دراسة حتليلية للتمويل باملضاربة‪:‬‬
‫مــن خــال دراســة صيــغ االســتثمار لعيّنــة مــن بنــوك املشــاركة‪ ،‬حتــت‬
‫فرضيــة أن املضاربــة هــي الصيغــة األساســية الــي جيــب أن تعتمــد عليهــا‬
‫هــذه البنــوك لتوظيــف مواردهــا املاليــة؛ على أن تُعطى للصيغ االســتثمارية‬
‫األخــرى أمهيــة هامشــية‪ ،‬مت التوصــل إىل النتائــج التاليــة(‪:)1‬‬
‫‪ -1.1‬احتــل أســلوب املراحبــة املرتبــة األوىل مــن بــن أســاليب‬
‫االســتثمار الــي اعتمــدت عليهــا غالبيــة بنــوك املشــاركة يف الواقــع‬
‫العملــي خــال الفــرة املاضيــة‪.‬‬
‫‪ -2.1‬مل حيــظ أســلوب املضاربــة إال بنســبة هامشــية مــن مجلــة‬
‫االســتثمارات يف غالبيــة بنــوك املشــاركة حمــل العيّنــة؛ حيــث كان‬
‫اعتمــاد هــذه البنــوك علــى صيغــة املضاربــة لتوظيــف مواردهــا‬
‫املاليــة اعتمــادا ثانوي ـاً‪ ،‬ال يتناســب مــع أمهيــة هــذه الصيغــة للعمــل‬
‫املصــريف يف بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫‪ -3.1‬يُالحَــظ علــى مســتوى التطــور الزمــي لنســبة االســتثمار‬
‫بصيغــة املضاربــة اخنفــاض درجــة االعتمــاد علــى هــذه الصيغــة‬
‫ســنة بعــد أخــرى وباســتمرار؛ حيــث كان معــدل منــو هــذه النســبة‬
‫ســالبا يف غالبيــة هــذه البنــوك‪.‬‬
‫‪ -4.1‬يتضــح أن غالبيــة بنــوك املشــاركة موضــوع الدراســة قــد‬
‫احنرفــت يف التطبيــق العملــي عــن التصــور النظــري املســبق هلــا مــن‬
‫حيــث أســاليب االســتثمار الــي اعتمــدت عليهــا لتوظيــف مواردهــا‪،‬‬
‫(‪ )1‬حممــد عبــد املنعــم أبــو زيــد‪« ،‬املضاربــة وتطبيقاهتــا العمليــة يف املصــارف اإلســامية»‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪69-64 :‬؛‬
‫‪.115‬‬
‫‪497‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫فبــدالً مــن أن تعتمــد علــى أســلوب املضاربــة كأســلوب مؤسَّــس علــى‬
‫قاعــدة «ال ُغنْــم بال ُغ ـرْم»؛ ّ‬
‫فضلــت هــذه البنــوك أســلوب املراحبــة‪.‬‬
‫‪ -5.1‬يرجــع اخنفــاض نســبة االســتثمار بصيغــة املضاربــة يف بنــوك‬
‫املشــاركة حمــل الدراســة إىل العديــد مــن العقبــات الــي واجهــت‬
‫تطبيــق هــذا األســلوب يف الواقــع العملــي؛ مما دفعهــا إىل االبتعاد عن‬
‫تطبيــق هــذه الصيغــة واالعتمــاد علــى صيــغ أخــرى‪ ،‬فقــد تراوحــت‬
‫نســبة االســتثمار باملضاربــات يف بعــض هــذه البنــوك بــن ‪ %0,3‬إىل‬
‫‪ ،%3,4‬ويف بنــوك أخــرى مل يكــن هلــذه الصيغــة أيّ وجــود بــن الصيــغ‬
‫االســتثمارية املســتعملة هبــا‪.‬‬
‫‪2 .2‬مشاكل عملية للتمويل باملضاربة‪:‬‬
‫ال شــك أن التمويــل باملضاربــة يتطلــب وجــود إجــراءات حماســبية ونظــام‬
‫حماســي مالئــم‪« ،‬وهــذا مــا يفسِّــر النجــاح القليــل للمضاربــة‪ ،‬فحســب‬
‫بعــض اإلحصــاءات مل يُمثــل عقــد املضاربــة ســوى ‪ %6‬من اســتثمارات بنوك‬
‫املشــاركة»(‪ ،)1‬بينمــا لوحــظ أن أغلــب بنــوك املشــاركة اجتهــت الســتعمال‬
‫صيغــة املراحبــة لآلمــر بالشــراء‪ ،‬خللــوه مــن تلــك العوائــق الــي تعــرض‬
‫تطبيــق املضاربــة‪ :‬كنظــام الضرائــب التصاعديــة الــذي يق ِّلــل مــن فــرص‬
‫العائــد الرحبــي وتعـرُّض أمــوال البنــك واملودعــن للخطــر لعــدم ضماهنا من‬
‫املضــارب‪ ،‬فأصبــح اســتعمال املضاربــة مي ِّثــل دوراً هامشــياً‪ ،‬ولكــن التطبيــق‬
‫الســليم لبيــع املراحبــة لآلمــر بالشــراء يفيــد أن هــذه الصيغــة حمــدودة وال‬
‫تســتوعب مــن النشــاط املصــريف مــا تســتطيع صيغــة املضاربــة الوفــاء به(‪.)2‬‬
‫‪(1) PIERRE TRAIMOND, «Finance et Développement En pays d’Islam», EDICEF, France,1995.‬‬
‫(‪ )2‬حســن عبــد اهلل األمــن‪« ،‬املضاربــة الشــرعية وتطبيقاهتــا احلديثــة»‪ ،‬املعهــد اإلســامي للبحــوث والتدريــب‪ ،‬البنــك‬
‫اإلســامية للتنميــة‪ ،‬جــدة‪ ،‬اململكــة العربيــة الســعودية‪ ،1988 ،‬ص‪.55-54 ،9-8 :‬‬
‫‪498‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫وإذا كانــت فكــرة املضاربــة جنحــت يف جانــب تعبئــة املــوارد املاليــة يف بنــوك‬
‫املشــاركة‪ ،‬بســبب توافــر الثقــة الكبــرة فيهــا الــي تعــود إىل دقــة الشــكل‬
‫املؤسســي للبنــك وخضوعــه لرقابــة شــرعية وحكوميــة صارمــة؛ فــإن هــذه‬
‫البنــوك واجهــت صعوبــات يف جانــب االســتثمارات (أي اســتخدام األمــوال)‬
‫ناشــئة عــن صعوبــة بنــاء الثقــة الكاملــة يف املســتثمرين مــن جتــار وصنــاع؛‬
‫ولعــل مــن أســباب ذلــك مــا يلــي(‪:)1‬‬
‫‪ -1.2‬الضعــف الســائد يف التنظيــم اإلداري للشــركات واملؤسســات‬
‫يف دول العــامل الثالــث‪.‬‬
‫‪ -2.2‬شــيوع املؤسســات الفرديــة والعائليــة وقلــة الرقابــة املاليــة‬
‫واحملاســبية عليهــا‪.‬‬
‫‪ -3.2‬عــدم توافــر مؤسســات تقييــم مناســبة تســاعد علــى التعــرف‬
‫الدقيــق علــى أحــوال الشــركات واملؤسســات‪.‬‬
‫‪ -4.2‬قلــة الــوازع الديــي والضمــر األخالقــي؛ ممــا يوقــع يف‬
‫احتمــاالت عــدم الصــدق يف التقاريــر املاليــة وغــر ذلــك‪.‬‬
‫‬
‫ويُمكن التعبري عن ذلك يف الشكل التايل‪:‬‬
‫(‪ )1‬غسان حممود إبراهيم ومنذر القحف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.176 :‬‬
‫‪499‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫شــكل رقــم (‪ :)67‬واقــع تطبيــق املضاربــة املتعلقــة بتعبئــة وتوظيــف‬
‫املــوارد املاليــة يف بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫تعبئـة املـوارد املاليـة‬
‫توظيـف املـوارد املاليـة‬
‫األصــــــــول‬
‫متويل باملضاربة‬
‫اخلـــصــــــوم‬
‫إعادة املضاربة‬
‫ودائع املضاربة‬
‫حمدوديــــة االستثمار‬
‫جنـــــــــاح‬
‫نسبـة مرتفعـة من املخاطـرة‬
‫تعـدد األجهـزة الرقابيـة‬
‫ ضرورة األخذ باالحتياطات الالزمة للتقليل من حجم املخاطرة‪.‬‬‫ قيام بنوك املشاركة باستعمال صيغ متويلية أخرى يف متويلها لألنشطة االقتصادية‪.‬‬‫ ضــرورة التفكــر يف كيفيــة تنميــة هــذا النــوع مــن االســتثمارات الــذي هــو أســاس تنميــة‬‫الــدول الناميــة‪.‬‬
‫ونســتعرض فيمــا يلــي أهــم املشــاكل الــي واجهــت التمويــل باملضاربــة يف‬
‫التجربــة العمليــة لبنــوك املشــاركة‪:‬‬
‫‪500‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫جــدول رقــم (‪ :)101‬معوقــات التمويــل باملضاربــة يف ضــوء التجربــة‬
‫العمليــة لبنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫األسـاليـب املقرتحـة لتطويـر العمـل بصيغـة‬
‫املضاربـة‬
‫معـوقـات تطبيـق صيغـة املضـاربـة‬
‫‪ -1‬املعـوقـات القـانـونـيـة‪:‬‬
‫ هنــاك بعــض قوانــن الســلطات النقديــة يف بعــض‬‫الــدول متنــع أو حتــد مــن اســتخدام صيغــة املضاربــة‪،‬‬
‫حبجــة أهنــا تســاهم يف التوســع النقــدي وتوليــد‬
‫الضغــوط التضخميــة‪.‬‬
‫ عــدم وجــود قانــون يف هــذه الــدول ينظــم عمليــات‬‫املضاربــة وحيفــظ لــكل طــرف مــن أطرافهــا حقوقــه‬
‫عنــد خمالفــة العميــل املضــارب للشــروط‪.‬‬
‫‪ –2‬نوعيـة املتعـامليـن‪:‬‬
‫ عــدم توافــر العمــاء املضاربــن باخلصائــص‬‫والصفــات املطلوبــة ســواء مــن الناحيــة األخالقيــة‬
‫والســلوكية أو مــن ناحيــة الكفــاءة العمليــة والفنيــة‪،‬‬
‫(األمــر الــذي جعــل عنصــر املخاطــرة يف مثــل هــذه‬
‫العمليــات يصــل إىل درجــة ‪.)%100‬‬
‫ قصــور أجهــزة وأســاليب بنــوك املشــاركة يف اختيــار‬‫تلــك النوعيــات املالئمــة مــن املتعاملــن بدقــة وبصــورة‬
‫علميــة (عــدم وجــود إدارة لالســتعالم ومجــع املعلومــات‬
‫عــن املتعاملــن ‪ +‬عــدم االنتشــار اجلغــرايف الواســع‬
‫لكثــر مــن بنــوك املشــاركة وفروعهــا)‪.‬‬
‫ ضــرورة فهــم آليــة تطبيــق هــذه الصيغــة الــي‬‫تضمــن متويــل املبلــغ النقــدي للعمليــة إىل ســلع عينيــة‬
‫مباشــرة‪ ،‬فهــي أقــل بكثــر مــن التمويــل التقليــدي يف‬
‫إحــداث املوجــات التضخميــة‪.‬‬
‫ جيــب علــى الــدول الــي تعمــل فيهــا بنــوك املشــاركة‬‫العمــل علــى صياغــة تشــريعاهتا االقتصاديــة واملاليــة‪،‬‬
‫وإلغــاء بعــض القوانــن الــي متثــل عقبــة أمــام تطبيــق‬
‫صيغــة املضاربــة‪.‬‬
‫ جيــب علــى بنــوك املشــاركة أن تعمــل علــى تربيــة‬‫جيــل جديــد مــن املتعاملــن مــن خــال اســراتيجية‬
‫طويلــة األجــل لتســويق خدماهتــا وفــق أســاليبها‬
‫اجلديــدة‪ ،‬معتمــدة علــى األســاليب العلميــة املتطــورة‬
‫الــي مت ِّكنهــا مــن اختيــار املتعاملــن املالئمــن لطبيعــة‬
‫عملهــا وطبيعــة صيغــة املضاربــة‪.‬‬
‫ العمــل علــى توفــر إدارة لالســتعالم عــن العمــاء‬‫علــى درجــة عاليــة مــن الكفــاءة والتنظيــم‪ ،‬وأن تعتمــد‬
‫علــى أحــدث األســاليب والوســائل العلميــة الــي‬
‫متكنهــا مــن حتقيــق غايتهــا بأكــر درجــة مــن الكفــاءة‪.‬‬
‫‪ -3‬طبيعـة عقـد املضـاربـة‪:‬‬
‫ عــدم الســماح للبنــك بالتدخــل يف أعمــال املضــارب‪،‬‬‫ومعنــى ذلــك أن يــد العامــل تــكاد تكــون مطلقــة يف‬
‫إدارة وتســيري العمليــة؛ ومــن ثــم ال يتــاح للبنــك إمكانيــة‬
‫املتابعــة عــن قــرب وبصــورة مباشــرة للتأكــد مــن مــدى‬
‫التــزام العميــل بالشــروط وعــدم تقصــره‪.‬‬
‫ يتحمــل البنــك مبفــرده أيــة خســائر تنتــج عــن التمويــل‬‫باملضاربــة‪ ،‬وهــذا مــا جيعــل عمليــات املضاربــة تفــرض‬
‫كثــراً مــن األعبــاء واملســؤوليات علــى بنــوك املشــاركة‪،‬‬
‫وتس ـبِّب هلــا كثــراً مــن املشــاكل أكثــر مــن غريهــا مــن‬
‫الصيــغ االســتثمارية األخــرى‪.‬‬
‫ ضــرورة البحــث عــن وســيلة يف إطــار أحــكام عقــد‬‫املضاربــة ملراقبــة تنفيــذ عمليــات املضاربــة للتأكــد‬
‫مــن مــدى التــزام أو خمالفــة العميــل للشــروط أو‬
‫تقصــره؛ وذلــك بــأن يتــم تنفيــذ العمليــة االســتثمارية‬
‫يف إطــار أحــكام املضاربــة املقيــدة‪ ،‬علــى أن يتضمــن‬
‫العقــد شــرط قيــام البنــك مبراقبــة ومتابعــة تنفيــذ‬
‫العمليــة للتأكــد مــن مــدى االلتــزام بشــروط وبنــود‬
‫العقــد‪.‬‬
‫ توفــر نظــم العمــل مــن أســاليب دراســة وتقييــم‬‫واختيــار العمليــة املالئمــة‪ ،‬وكذلــك اإلجــراءات‬
‫والعقــود الــي تكفــل للبنــك ضمــان حقوقــه وجنــاح‬
‫العمليــة‪.‬‬
‫‪501‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫‪ -4‬عـدم توفـر املـوارد البشـريـة املالئـمـة‪:‬‬
‫ املضاربــة نشــاط اســتثماري يتطلــب البحــث عــن‬‫الفــرص االســتثمارية املالئمــة ودراســة جدواهــا‬
‫وتقوميهــا وتنفيذهــا وفــق األصــول العلميــة والفنيــة‬
‫احلديثــة؛ األمــر الــذي يتطلــب جمموعــة مــن املــوارد‬
‫البشــرية ذات كفــاءات متنوعــة ومتخصصــة‪.‬‬
‫ عــدم توافــر العناصــر البشــرية املؤهلــة والقــادرة علــى‬‫التعامــل مــع متغــرات هــذه الصيغــة‪ ،‬واعتمــاد بنــوك‬
‫املشــاركة علــى العمالــة القادمــة مــن البنــوك التقليديــة‬
‫بدرجــة كبــرة‪ ،‬جعلهــا تتجــه لالعتمــاد علــى األســاليب‬
‫القريبــة مــن الــي اعتــادوا عليهــا مــن قبــل كأســلوب‬
‫املراحبــة‪.‬‬
‫ العمــل علــى توفــر الكفــاءات البشــرية املالئمــة‬‫لطبيعــة هــذا النــوع اجلديــد مــن التعامــل؛ حيــث‬
‫تتفهــم طبيعــة عمليــة املضاربــة ومتتلــك القــدرة علــى‬
‫التعــرف علــى عوامــل جناحهــا ونقــاط الضعــف فبهــا‬
‫وكيفيــة عالجهــا‪.‬‬
‫ جيــب علــى بنــوك املشــاركة اختيــار العاملــن اجلــدد‬‫هبــا بدقــة وتدريــب العاملــن القدامــى وفــق أحــدث‬
‫األســاليب‪ ،‬حتــى تتوفــر هلــم القــدرات واملهــارات الــي‬
‫متكنهــم مــن القيــام بأعماهلــم اجلديــدة بدرجــة عاليــة‬
‫مــن الكفــاءة‪.‬‬
‫املصــدر‪ :‬راجــع‪ :‬حممــد عبــد املنعــم أبــو زيــد‪« ،‬املضاربــة وتطبيقاهتــا العمليــة يف املصــارف‬
‫اإلســامية»‪ ،‬مرجــع ســابق‪.87-79 ،‬‬
‫‪502‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‬
‫المطلب الثاني‪ :‬التمويل بالمشاركة في بنوك المشاركة‪.‬‬
‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬مفهوم التمويل باملشاركة وخطواته العملية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬خصائـص وأمهيـة التمويـل باملشاركة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬واقــع التمويــل باملشاركـة يف بنـوك املشــاركــة‪.‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬مفهوم التمويل باملشاركة وخطواته العملية يف بنوك املشاركة‬
‫‪1 .1‬تعريف التمويل باملشاركة‪:‬‬
‫التعريــف العــام للمشــاركة(‪ )1‬هــو‪« :‬تقديــم مــال مــن شــخصني ملمارســة‬
‫نشــاط اقتصــادي‪ ،‬ولــكل منهمــا احلــق يف اإلدارة وهــي صــورة متويليــة»(‪.)2‬‬
‫ويف بنــوك املشــاركة يعــي التمويــل باملشــاركة‪ :‬مســامهة البنــك «يف‬
‫رأمســال املشــروعات االقتصاديــة»(‪ ،)3‬أو مبعنــى آخــر هــو‪ :‬تقديــم بنــك‬
‫املشــاركة للتمويــل الــذي يطلبــه املتعامــل معــه «دون أن يتقاضــى البنــك‬
‫فائــدة حم ـدّدة مــن قبــل‪ ،‬وإمنــا يشــارك البنــك يف الناتــج احملتمــل‪ ،‬ســواء‬
‫كان رحبـاً أو خســارة يف ضــوء قواعــد عادلــة وأســس توزيعيــة متفــق عليهــا‬
‫بــن املصــرف وبــن العميــل»(‪.)4‬‬
‫ومــن هنــا فــإن البنــك يُعتــر شــريكاً حقيقي ـاً يف العمليــات ونتائجهــا‪ ،‬إال‬
‫أنــه شــريك مُمـوِّل يُفـوِّض طالــب التمويــل يف اإلشــراف واإلدارة باعتبــاره‬
‫منشــئ العمليــة وخبريهــا واملُل ـمُّ بطبيعتهــا؛ وبالتــايل فــإن تدخُّــل البنــك‬
‫(‪ )1‬يُطلــق عليهــا أيضــا‪ :‬الشــركة والشــراكة‪ ،‬وتُعتــر هــذه الصيغــة مــن أفضــل األســاليب التمويليــة يف البنــوك؛ ومنــه جــاءت‬
‫تســميتها «بنــوك املشــاركة»‪.‬‬
‫(‪ )2‬حممد عبد احلليم عمر‪« ،‬اإلطار الشرعي واالقتصادي واحملاسيب لبيع السَّلَم»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.44 :‬‬
‫(‪ )3‬بكر رحيان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.230 :‬‬
‫(‪ )4‬حمسن أمحد اخلضريي‪« ،‬البنوك اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.821 :‬‬
‫‪503‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫يف اإلدارة «ال يكــون إال بالقــدر الــذي يضمــن لــه االطمئنــان إىل حســن‬
‫ســر العمليــة‪ ،‬والتــزام الشــريك بالشــروط املتفــق عليهــا يف العقــد‪ ،‬وكذلــك‬
‫التغلــب علــى املشــكالت الــي تواجهــه‪ ،‬وذلــك محايــة ألمــوال العمــاء»(‪.)1‬‬
‫وعليه؛ تتكون عملية التمويل باملشاركة من طرفني مها‪:‬‬
‫‪ -1.1‬البنــك (الشــريك املُمـوِّل)‪ :‬وهــو الــذي يقــوم بتقديــم التمويــل‬
‫اجلزئــي الــذي حيتاجــه العميــل‪.‬‬
‫‪ -2.1‬العميــل (الشــريك املســتثمر)‪ :‬وهــو الــذي يقــوم بتقديــم‬
‫اجلــزء اآلخــر مــن التمويــل الكلــي؛ وعــادة يتــوىل العميــل مســؤولية‬
‫مباشــرة العمــل التنفيــذي للنشــاط االقتصــادي املُمــوَّل‪.‬‬
‫‪2 .2‬أنواع التمويل باملشاركة‪:‬‬
‫يُمكــن أن يُمــارَس هــذا النــوع مــن التمويــل يف بنــوك املشــاركة بأســلوبني‬
‫مها(‪:)2‬‬
‫‪ -1.2‬املشــاركة يف رأس مــال املشــروع‪ :‬ويُطلــق عليهــا املشــاركة‬
‫الدائمــة أو الثابتــة‪ ،‬وفيهــا يشــارك البنــك شــخصاً واحــداً أو أكثــر يف‬
‫مؤسســة جتاريــة‪ ،‬أو يف مشــروع صناعــي أو زراعــي‪ ،...‬وذلــك عــن‬
‫طريــق التمويــل يف املشــروع املشــرك‪ ،‬وقــد يلجــأ البنــك إىل شــراء‬
‫أســهم شــركات أخرى‪ ،‬أو املســامهة يف رأس مال مشــروعات معيّنة؛‬
‫ممــا يرتتــب عليــه أن يصبــح شــريكاً يف ملكيــة املشــروع‪ ،‬ويف إدارتــه‬
‫وتســيريه واإلشــراف عليــه‪ ،‬وشــريكاً أيضـاً يف كل مــا ينتــج عنــه مــن‬
‫ربــح أو خســارة؛ وذلــك بالنســب الــي يُتفــق عليهــا بــن الشــركاء‪.‬‬
‫(‪ )1‬إدارة البحــوث‪« ،‬التمويــل باملشــاركة»‪ ،‬مركــز االقتصــاد اإلســامي‪ ،‬املصــرف اإلســامي الــدويل لالســتثمار والتنميــة‪،‬‬
‫حبــث رقــم‪ ،3 :‬مطابــع املختــار اإلســامي‪ ،1988 ،‬ص‪.7-6 :‬‬
‫(‪ )2‬حممد صالح حممد الصاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.618-617 :‬‬
‫‪504‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‪ -2.2‬املشــاركة علــى أســاس متويــل صفقــة معينــة‪ :‬وفيهــا يتقــدم‬
‫العميــل إىل البنــك برغبتــه يف مشــاركته لــه يف متويــل صفقــة معيّنــة‪،‬‬
‫كاســترياد كميــة مــن الســلع‪ ،‬أو تنفيــذ عمليــة مــن عمليــات املقــاوالت‬
‫علــى أن يكــون البنــك شــريكاً يف هــذه الصفقــة‪ ،‬ويقتســمان عائدهــا‬
‫رحبـاً كان أو خســارة‪ ،‬وفقـاً ملــا يتفقــان عليــه‪.‬‬
‫إن مشــاركة البنــك يف متويــل صفقــة معيّنــة يُعتــر أســلوباً أكثــر مالءمــة‬
‫للبنــك مــن أســلوب املشــاركة الدائمــة؛ ألنــه‪« :‬يُم ِّكــن مــن اختيــار عمالئــه‬
‫مــن خمتلــف الفئــات(‪ )1‬وتوزيــع عملياتــه علــى خمتلــف القطاعــات فتتــوزع‬
‫املخاطــر‪ ،‬ويتمكــن مــن املراقبــة»(‪.)2‬‬
‫ويُمكــن تصنيــف التمويــل باملشــاركة مــن وجهــات خمتلفــة؛ كمــا يوضحــه‬
‫الشــكل التــايل‪:‬‬
‫(‪ )1‬فمثـاً إذا حقــق أحــد العمــاء يف صفقــة مــا رحبـاً بلغــت نســبته ‪ %15‬مثـاً مــن قيمــة رأس املــال‪ ،‬بينمــا حقــق عميــل‬
‫آخــر يعمــل يف الظــروف نفســها رحبـاً نســبته ‪ %25‬مــن رأس املــال؛ فــإن هــذا يســاعد البنــك علــى تصنيــف املتعاملــن معــه‪،‬‬
‫والتعــرف علــى مــدى كفاءهتــم وأمانتهــم‪ ،‬ممــا يُعينــه علــى دقــة اختيــار عمالئــه يف املســتقبل‪.‬‬
‫(‪ )2‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.660 :‬‬
‫‪505‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫شكل رقم (‪ :)68‬أشكال التمويل باملشاركة‪.‬‬
‫أنــواع املـشـاركـة‬
‫مــدة التوظيــف‬
‫قصرية األجل‬
‫طويلة األجل‬
‫طريقــة اسرتداد التمويــل‬
‫دائمـة‬
‫مؤقتـة‬
‫متويـل مشروع مشرتك‬
‫املشاركةعلى أساس صفقة‬
‫معينة‬
‫املسامهة يف رأس مال‬
‫املشروعات‬
‫املشاركـة على أساس عملية‬
‫شــراء أسهــم شركات‬
‫املشاركة على أساس دورة‬
‫إنتاجية‬
‫متويــل رأس املال الثابت‬
‫املشاركة على أساس نشاط‬
‫استمرار ملكيــة البنك‬
‫ثابتـة‬
‫‪3 .3‬خطوات احلصول على التمويل باملشاركة يف بنوك املشاركة‪:‬‬
‫‪ -1.3‬شروط التمويل باملشاركة‪:‬‬
‫يتطلب التمويل باملشاركة بعض الشروط نوجز أمهها فيما يلي(‪:)1‬‬
‫‪ -1.1.3‬جيــوز للبنــوك أن تؤسِّــس الشــركات واملشــاريع مــع البنــوك‬
‫األخــرى أو الشــركات واألفــراد‪ ،‬كمــا جيــوز هلــا أن تدخــل شــريكاً يف‬
‫مؤسســات وشــركات قائمــة‪.‬‬
‫‪ -2.1.3‬جيــوز للبنــك املركــزي أن يُحـدِّد النســبة مــن مــوارد البنــك‬
‫الــي جيــوز اســتثمارها يف مشــاركات‪ ،‬كمــا جيــوز لــه حتديــد‬
‫القطاعــات االقتصاديــة الــي يســمح للبنــك االســتثمار فيهــا‪.‬‬
‫(‪ )1‬حممد علي القري بن عيد وآخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.91-90 :‬‬
‫‪506‬‬
‫متناقصة‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‪ -3.1.3‬املعيــار األساســي الــذي جيــب أن تتبنــاه البنــوك يف اختيــار‬
‫فــرص االســتثمار باملشــاركة‪ ،‬هــو حتقيــق أفضــل األربــاح عنــد احلــد‬
‫األدنــى مــن املخاطــرة‪.‬‬
‫ُّ‬
‫تــدل‬
‫‪ -4.1.3‬ال جيــوز للبنــوك الدخــول يف املشــاركات الــي ال‬
‫الدراســات النهائيــة هلــا علــى حتقيقهــا ألربــاح تزيــد علــى مصاريــف‬
‫التأســيس‪ ،‬خــال اخلمــس ســنوات األوىل مــن عمرهــا‪.‬‬
‫‪ -5.1.3‬جيوز للبنك تبين كافة اإلجراءات اليت تُم ِّكنه من احملافظة‬
‫علــى حقــوق مودعيــه ومالكــه يف املشــاركات الــي يدخــل فيهــا‪ ،‬مبــا‬
‫يف ذلــك عضويــة جمالــس اإلدارة وتعيــن مراقيب احلســابات‪.‬‬
‫‪ -6.1.3‬جيــب علــى البنــك دائمــا أن يتصــرف يف املشــاركة كشــريك‪،‬‬
‫فــا جيــوز لــه طلــب الضمانــات مــن الشــركاء اآلخريــن ســواء كانــت‬
‫لــرأس املــال أو لألربــاح‪.‬‬
‫‪ -2.3‬اخلطوات العملية للتمويل باملشاركة‪:‬‬
‫لكــي يدخــل العميــل مــع بنــك املشــاركة يف مشــاركة؛ يتــم إتبــاع اخلطــوات‬
‫التاليــة(‪:)1‬‬
‫‪ -1.2.3‬طلــب التمويــل باملشــاركة‪ :‬عنــد حضــور املتعامــل إىل‬
‫البنــك لطلــب متويــل عمليــة مشــاركة معينــة‪ ،‬يســتقبله املســؤول عــن‬
‫هــذا النشــاط‪ ،‬وتُجــرى مناقشــة مبدئيــة معــه عــن طبيعــة العمليــة‬
‫املطلــوب متويلهــا واإلطــاع عــن الدراســة املقدمــة مــن التعامــل‪،‬‬
‫وباتضــاح رغبــة طالــب التمويــل يف التعامــل بصيغــة املشــاركة‪ ،‬يقــوم‬
‫مبــأ «منــوذج طلــب التمويــل باملشــاركة»‪.‬‬
‫(‪ )1‬إدارة البحوث‪« ،‬التمويل باملشاركة»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.26-23 :‬‬
‫‪507‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫‪ -2.2.3‬البحــث والدراســة‪ :‬يقــوم قســم الدراســة باإلطــاع علــى‬
‫طلــب التمويــل باملشــاركة‪ ،‬والبيانــات األخــرى املقدَّمــة مــن املتعامــل‪،‬‬
‫ويقــوم باالشــراك مــع قســم االســتعالم جبمــع كافــة البيانــات‬
‫واملعلومــات الناقصــة عــن املتعامــل والعمليــة املطلــوب متويلهــا‪ ،‬ثــم‬
‫يتــم تقييــم الدراســة املقدّمــة مــن املتعامــل‪ ،‬وتقييــم مركــزه التمويلــي‪،‬‬
‫وحتديــد وجهــة النظــر يف العمليــة‪.‬‬
‫‪ -3.2.3‬اختــاذ قــرار التمويــل‪ :‬تُرسَــل مذكرة الدراســة إىل املســتوى‬
‫اإلداري املكلــف باختــاذ القــرار التمويلــي‪ ،‬ســواء كان باملوافقــة أو‬
‫الرفــض أو التعديــل أو طلــب مزيــد مــن البيانــات‪ ،‬ويف كل احلــاالت‬
‫يتــم إبــاغ املتعامــل بقــرار التمويــل وتوضيــح مربراتــه‪.‬‬
‫‪ -4.2.3‬تنفيذ قرار التمويل‪ :‬يف حالة املوافقة على قرار التمويل‪،‬‬
‫يتــم حتضري»عقــد املشــاركة» وإخطــار املتعامــل إلعــداد املســتندات‬
‫الالزمــة للعقــد‪ ،‬وعنــد حضــوره يُو ِّقــع عليــه املتعامــل (الشــريك)‬
‫ويُو ِّقــع عليــه املســؤول عــن البنــك‪ ،‬وحيتفــظ كل من الطرفني بنســخة‬
‫مــن أصــل العقــد‪ ،‬ويتــم إخطــار احلســابات اجلاريــة لفتــح حســاب‬
‫خــاص بعمليــة املشــاركة‪ ،‬ويف حالــة مــا إذا كانــت العمليــة تتضمــن‬
‫اســترياد بضاعــة مــن اخلــارج يتــم إخطــار االعتمــادات املســتندية‬
‫لفتــح اعتمــاد لعمليــة املشــاركة‪.‬‬
‫‪ -5.2.3‬متابعــة العمليــات‪ :‬يقــوم املوظــف املختــص مبتابعة التمويل‬
‫والتأكــد مــن حســن ســر العمليــة وفق ـاً للربنامــج والشــروط املتفــق‬
‫عليهــا يف العقــد‪ ،‬وتتــم املتابعــة بعــدة وســائل منهــا‪:‬‬
‫أ‪ -‬املتابعــة امليدانيــة‪ :‬عــن طريــق عمــل زيــارات ميدانيــة إىل‬
‫‪508‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫مواقــع العمــل‪ ،‬واملقابلــة الشــخصية مــع املتعامــل واإلطــاع‬
‫علــى دفاتــر ومســتندات العمليــة‪...‬‬
‫ب‪ -‬املتابعــة املكتبيــة‪ :‬عــن طريــق طلــب تقاريــر دوريــة مــن‬
‫املشــارك عــن موقــف العمليــة وطلــب ميزانيــات ومتابعــة تطور‬
‫التنفيــذ‪.‬‬
‫‪ -6.2.3‬التصفيــة وتوزيــع النتائــج‪ :‬بإهنــاء العمليــة حمـ ّل املشــاركة‬
‫يتــم قيــاس النتائــج احملققــة وتوزيعهــا وفقــا للشــروط التوزيعيــة‬
‫املتفــق عليهــا يف العقــد؛ حيــث تظهــر النتائــج إمــا رحب ـاً أو خســارة‬
‫ويتــم توزيعهــا كمــا يلــي‪:‬‬
‫أ‪ -‬يف حالة الربح‪ :‬يوزع بني الشريك والبنك كاآلتي‪:‬‬
‫‪ %...‬للشريك مقابل العمل واإلدارة‪.‬‬‫‪ %...‬الباقــي يــو َّزع بــن البنــك والشــريك بنســبة‬‫مشــاركة كل منهمــا يف رأس مــال عمليــة املشــاركة‪.‬‬
‫ب‪ -‬يف احلالة اخلسارة‪ :‬يتم التفرقة بني حالتني‪:‬‬
‫ إذا كانــت اخلســارة بســبب ظــروف ال دخــل للمشــارك‬‫فيهــا؛ يتحملهــا كل مــن املشــارك والبنــك حســب‬
‫مســامهة كل منهمــا يف رأس مــال املشــاركة‪.‬‬
‫ أمــا إذا كانــت اخلســارة بســبب تقصــر أو إمهــال أو‬‫عــدم التــزام بالشــروط املتفــق عليهــا لتنفيــذ العمليــة؛‬
‫فــإن املشــارك يكــون مســؤوالً عــن اخلســارة الــي وقعت‪،‬‬
‫وللبنــك أن يرجــع عليــه بالضــرر الــذي وقــع عليــه‪.‬‬
‫وفيما يلي شكل ختطيطي يوضح مراحل التمويل باملشاركة‪:‬‬
‫‪509‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫شكل رقم (‪ :)69‬خطوات التمويل باملشاركة‪.‬‬
‫تقدم العميل للبنك‬
‫بطلب « متويل باملشاركة»‬
‫دراسة البنك للطلب‬
‫(مجع املعلومات ‪ +‬حتليل‬
‫املركز املايل للعميل)‬
‫اختاذ قرار التمويل‬
‫(موافقة‪ /‬رفض‪/‬طلب‬
‫معلومات)‬
‫رغبات وطلبات جديدة لدى العميل‬
‫توزيع األرباح واخلسائر‬
‫(الربح حسب االتفاق واخلسارة‬
‫حسب املسامهة)‬
‫متابعة عملية املشاركة‬
‫(متابعة ميدانية ‪ +‬مكتبية)‬
‫تنفيذ قرار التمويل‬
‫(توقيع عقد املشاركة)‬
‫‪ -3.3‬تركيب عملية التمويل باملشاركة‪:‬‬
‫إن التمويــل باملشــاركة «يبتــدئ مــن التمويــل الكامــل للمســتثمر فيكــون‬
‫حينئــذ مضاربــة ثــم يتــدرج املســتثمر بزيــادة مســامهته يف رأس املــال‪،‬‬
‫فيكــون حينئــذ اجتمــاع بــن [املشــاركة] واملضاربــة»(‪.)1‬‬
‫ثانياً‪ :‬خصائص وأمهية التمويل باملشاركة يف بنوك املشاركة‬
‫‪1 .1‬خماطر التمويل باملشاركة وإجراءات تقليل حجمها‪:‬‬
‫يــرى أحــد الباحثــن أن درجــة املخاطــرة علــى البنك املُمـوِّل موجودة بصورة‬
‫أكــر يف السَّ ـلَم واالســتصناع والبيــع اآلجــل والقــرض واملضاربــة‪ ،‬عكــس‬
‫التمويــل باملشــاركة «إلمــكان كل شــريك املســامهة يف إدارة الشــركة»(‪.)2‬‬
‫ويعتــر باحــث آخــر أن أمانــة الشــركاء «هي شــرط أساســي لنجاح املشــاركة‬
‫(‪ )1‬إبراهيم بن صاحل العمر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.214-213 :‬‬
‫(‪ )2‬حممد عبد احلليم عمر‪« ،‬اإلطار الشرعي واالقتصادي واحملاسيب لبيع السَّلَم»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.46-45 :‬‬
‫‪510‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫واســتمرارها»(‪.)1‬‬
‫ويُمكــن لبنــك املشــاركة أن يتخــذ بعــض اإلجــراءات الكفيلــة بتقليــل حجــم‬
‫املخاطــر مــن هــذا التمويــل‪ ،‬نســتعرضها فيمــا يلــي(‪:)2‬‬
‫‪ -1.1‬إن املشــاركة ليــس معناهــا االرجتاليــة والعفويــة كمــا يتصــور‬
‫البعــض؛ وإمنــا هــي املشــاركة اجلــادة املنضبطــة الــي تعتمــد علــى‪:‬‬
‫أ‪ -‬انتقاء الشركاء‪ ،‬أفرادا كانوا أو مؤسسات‪ ،‬مالءة وخلقاً‪.‬‬
‫ب‪ -‬توافر معلومات السوق وسالمة دراسات اجلدوى‪.‬‬
‫جـــ‪ -‬التأمــن علــى التقصــر أو التعــدي بوســائله كالضمــان‬
‫والرهــن(‪.)3‬‬
‫‪ -2.1‬تشــبه عمليــة املشــاركة لتمويــل الصفقــة املعيّنــة عملية التمويل‬
‫املؤقــت لبعــض املشــاريع القائمــة‪ ،‬أو جلــزء مــن نشــاط مشــاريع‬
‫جديــدة لفــرة معيّنــة‪ ،‬وتلعــب النظــم احملاســبية احلديثــة دوراً رئيسـاً‬
‫يف حتديــد نســبة العائــد رحبــاً أو خســارة بالنســبة للجــزء الــذي‬
‫موَّلــه البنــك‪ ،‬غــر أنــه جيــب أن يُنــص يف العقــد علــى توضيــح كامــل‬
‫لألســس احملاســبية املتبعــة‪ ،‬وأن يعلــم هبــا الطرفــان‪.‬‬
‫‪ -3.1‬جيــب أن ال يتجــاوز جممــوع اســتثمارات البنــك يف أســهم‬
‫شــركة واحــدة ‪ %20‬مــن رأمسالــه؛ ألن توجيــه البنــك لنســبة عاليــة‬
‫مــن أموالــه حنــو شــركة واحــدة يُعرِّضــه للصدمــات‪.‬‬
‫(‪ )1‬منري إبراهيم هندي‪« ،‬شبهة الربا يف معامالت البنوك التقليدية واإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.47 :‬‬
‫(‪ )2‬راجع‪:‬‬
‫ حممد يوسف كمال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.130 :‬‬‫ مجال لعمارة‪« ،‬املصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.91 :‬‬‫ حممد علي القري بن عيد وآخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.77-76 :‬‬‫(‪ )3‬األصــل أن املشــارك غــر ضامــن إال إذا قصَّــر‪ ،‬غــر أنــه يُمكــن للبنــك أن يأخــذ الضمانــات املناســبة مــن طالــي التمويــل‪،‬‬
‫وهــي ضمانــات ضــد تقصــر املشــارك وعــدم التزامــه بالشــروط‪ ،‬ويُراعــى أن تكــون الضمانــات مناســبة قيمــة ونوع ـاً مــع‬
‫طبيعــة العمليــة ومدهتــا ومبــا ال يُرهــق املشــاركني‪.‬‬
‫‪511‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫‪ -4.1‬جيــب أن ال يســهم البنــك يف شــركات غــر مســامهة بنســبة‬
‫تزيــد عــن ‪ %25‬مــن رأمساهلــا وملــدة تزيــد علــى أربــع ســنوات؛ لتجنب‬
‫إســاءة اســتخدام أمــوال البنــك‪.‬‬
‫‪ -5.1‬إن األمــوال الــي يُقدِّمهــا البنــك حصــة أو مســامهة يف شــركة‪،‬‬
‫جيــب تغطيتهــا مبــوارد ثابتــة‪ :‬األمــوال اخلاصــة‪ ،‬والودائــع ألجــل‬
‫طويــل ومتوســط‪.‬‬
‫‪2 .2‬مقارنة التمويل باملشاركة مع األساليب التمويلية املشاهبة‪:‬‬
‫باالعتمــاد علــى منــوذج حتليلــي مبســط يف اجلدولــن الالحقــن؛ حيــث‬
‫تتــم املقارنــة بــن حالتــن(‪:)1‬‬
‫ مت ِّثــل احلالــة األوىل‪ :‬متويــاً كامــاً مــن بنــك املشــاركة‬‫علــى شــكل مضاربــة‪.‬‬
‫ مت ِّثــل احلالــة الثانيــة‪ :‬متويالً مشــركاً بني البنك والشــريك‬‫العامل على شــكل مشــاركة‪.‬‬
‫ ويف احلالتني متت املقارنة أيضاً مع القرض بفائدة‪.‬‬‫‬
‫يُمكن التوصل إىل النتائج التالية‪:‬‬
‫‪ -1.2‬إذا كان بنــك املشــاركة يتحمــل اخلســائر الــي قــد تتعــرض‬
‫هلــا بعــض املشــاريع املموَّلــة مــن طرفــه؛ فإنــه حيصــل باملقابــل علــى‬
‫أربــاح جمزيــة مــن املشــاريع األخــرى الــي متتــاز بالرحبيــة العاليــة‬
‫ممــا يُحقــق نوع ـاً مــن التــوازن التمويلــي‪.‬‬
‫‪ -2.2‬تُبــن حالــة املضاربــة أهنــا قــد ال تكــون يف صــاحل رجــل األعمــال‬
‫الــذي يتوقــع شــرائح عاليــة مــن األربــاح يف نشــاطه‪ ،‬واحلقيقــة أن‬
‫(‪ )1‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.215-213 :‬‬
‫‪512‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫هــذه النتيجــة النظريــة الــي يُظهرهــا اجلــدول التحليلــي نامجــة عــن‬
‫افــراض نســبة نظريــة لتوزيــع األربــاح مناصفــة بــن الشــريك املمـوِّل‬
‫(بنــك املشــاركة) والشــريك العامــل (رجــل األعمــال)‪ ،‬أمــا يف احليــاة‬
‫العمليــة فــإن نســبة كل مــن الشــريكني يُمكــن أن تتحــدّد يف ضــوء‬
‫عــدد مــن العوامــل؛ منهــا‪ :‬درجــة الثقــة يف الشــريك العامــل ومــدى‬
‫خربتــه وجناحــه يف ميــدان األعمــال ودرجــة املخاطــرة يف النشــاط‬
‫املم ـوَّل‪.‬‬
‫‪ -3.2‬يؤكــد التحليــل يف حالــة املضاربــة درجــة املخاطــرة الــي‬
‫يتعــرض هلــا بنــك املشــاركة بوصفــه الشــريك املم ـوِّل الــذي يتحمــل‬
‫كامــل اخلســارة؛ األمــر الــذي يتطلــب العنايــة يف اختيــار الشــركاء‬
‫العاملــن الذيــن ميوِّهلــم البنــك‪.‬‬
‫‪ -4.2‬يبــدو مــن املناســب نظــراً لطبيعــة أســلوب املضاربــة ومــا‬
‫يتضمنــه مــن املخاطــرة علــى بنــك املشــاركة‪ ،‬أن يتــم حتميــل الشــريك‬
‫العامــل ‪-‬كلمــا كان ذلــك ممكنـاً‪ -‬نصيبــا مــن رأس املــال علــى النحــو‬
‫الــذي يُخ ِّفــف مــن خســارة البنــك يف حالــة حتقيــق النشــاط املم ـوَّل‬
‫للخســارة‪ ،‬ويضمــن جديــة العمــل وحســن أداء الشــريك العامــل‪.‬‬
‫‪ -5.2‬يُظهــر اجلــدول التحليلــي حلالــة املشــاركة أن هــذه الصيغــة‬
‫التمويليــة تبــدو أكثــر إنصافــاً للطرفــن مــن حيــث نتائــج النشــاط‬
‫املوزعــة بينهمــا ســواء يف حالــة اخلســارة أو حالــة الربــح‪ ،‬إضافــة إىل‬
‫أهنــا تُمثــل األســلوب األكثــر أمان ـاً بالنســبة لبنــك املشــاركة أيض ـاً‪.‬‬
‫ احلالــة األوىل‪ :‬متويــل كامــل مــن بنــك املشــاركة علــى شــكل مضاربــة‬‫مقابــل ‪ %50‬مــن األربــاح‪ ،‬مقارن ـاً بقــرض بفائــدة مبعــدل ‪.%12‬‬
‫‪513‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫جدول رقم (‪ :)102‬منوذج مقارن حلالة املضاربة مع القرض بفائدة‬
‫مستوى األرباح‬
‫املفرتض‬
‫وضع رجل األعمال املقرتض‬
‫بـ ‪ %12‬فائدة‬
‫عند مستوى ‪%10‬‬
‫خسارة‬
‫عند مستوى صفر‬
‫أرباح‬
‫‪ %10‬خسارة‬
‫‪ %12+‬فائدة‬
‫‪ % 12‬فائدة‬
‫(خسارة)‬
‫عند مستوى ‪%10‬‬
‫ربح‬
‫عند مستوى ‪%12‬‬
‫ربح‬
‫عند مستوى ‪%20‬‬
‫ربح‬
‫عند مستوى ‪%30‬‬
‫ربح‬
‫عند مستوى ‪%50‬‬
‫ربح‬
‫(الوحدة‪ :‬نسبة مئوية)‬
‫وضع رجل األعمال املموَّل‬
‫باملضاربة‬
‫وضع بنك املشاركة‬
‫خسارة اجلهد فقط‬
‫‪ %10‬خسارة‬
‫خسارة اجلهد فقط‬
‫ال ربح وال خسارة‬
‫‪ %12‬فائدة‬
‫‪ %10‬ربح‬‫= ‪ %2‬خسارة‬
‫‪ %12‬فائدة‬
‫‪ %12‬ربح‬‫= صفر ربح‬
‫‪ %20‬ربح‬
‫‪ %12‬فائدة‬‫= ‪ %8‬ربح‬
‫‪ %30‬ربح‬
‫‪ %12‬فائدة‬‫= ‪ %18‬ربح‬
‫‪ %50‬ربح‬
‫‪ %12‬فائدة‬‫= ‪ %38‬ربح‬
‫‪ %5‬ربح‬
‫‪ %5‬ربح‬
‫‪ %6‬ربح‬
‫‪ %6‬ربح‬
‫‪ %10‬ربح‬
‫‪ %10‬ربح‬
‫‪ %15‬ربح‬
‫‪ %15‬ربح‬
‫‪ %25‬ربح‬
‫‪ %25‬ربح‬
‫املصدر‪ :‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.216 :‬‬
‫ احلالــة الثانيــة‪ :‬نصــف رأس املــال ممـوَّل مــن قبــل بنــك املشــاركة مقابــل‬‫ربــع (‪ )%25‬األربــاح‪ ،‬مقارنــا بقــرض بفائــدة لتمويــل نصــف رأس املــال‬
‫بفائــدة ‪( %12‬تعــادل ‪ %6‬تكلفــة علــى املشــروع)‪.‬‬
‫‪514‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫جــدول رقــم (‪ :)103‬منــوذج مقــارن حلالــة املشــاركة مــع القــرض بفائــدة‬
‫مستـــــوى األربــاح‬
‫أو اخلسـائر‬
‫املفرتضــــة‬
‫عند مستوى ‪%10‬‬
‫خسارة‬
‫عند مستوى صفر‬
‫أرباح‬
‫عند مستوى ‪%10‬‬
‫ربح‬
‫(الوحدة‪ :‬نسبة مئوية)‬
‫وضع رجل األعمال‬
‫املقرتض بـ ‪ %12‬فائدة‬
‫وضع رجل األعمال‬
‫املموَّل باملشاركة‬
‫وضع بنك املشاركة‬
‫‪ %10‬خسارة‪+‬‬
‫‪ %6‬فائدة‬
‫‪ %6‬فائدة‬
‫(خسارة)‬
‫‪ %10‬ربح ‪-‬‬
‫‪ %6‬فائدة‬
‫= ‪ %4‬ربح صافٍ‬
‫‪ %5‬خسارة عن نصف رأس‬
‫املال‬
‫صفر األرباح‬
‫‪ %5‬خسارة عن نصف‬
‫رأس املال‬
‫صفر األرباح‬
‫‪ %7,5‬ربح‬
‫‪ %5‬نصيب العمل‬
‫‪ %2,5‬نصيب رأس املال‬
‫‪ %15‬ربح‬
‫( ‪) %5 + %10‬‬
‫‪ %2,5‬ربح‬
‫عند مستوى ‪%20‬‬
‫ربح‬
‫‪ %20‬ربح ‪-‬‬
‫‪ %6‬فائدة‬
‫= ‪ %14‬ربح‬
‫عند مستوى ‪%30‬‬
‫ربح‬
‫‪- %30‬‬
‫‪ %6‬فائدة‬
‫= ‪ %24‬ربح صافٍ‬
‫‪- %50‬‬
‫‪ %6‬فائدة‬
‫= ‪ %44‬ربح صافٍ‬
‫عند مستوى ‪%50‬‬
‫ربح‬
‫‪ %2,5‬ربح‬
‫‪ %5‬ربح‬
‫‪ %22,5‬ربح‬
‫( ‪) %7,5 + %15‬‬
‫‪ %7,5‬ربح‬
‫‪ %37,5‬ربح‬
‫( ‪ %12,5 + %25‬ربح )‬
‫‪ %12,5‬ربح‬
‫املصدر‪ :‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.217 :‬‬
‫‪3 .3‬حماسبة التمويل باملشاركة‪:‬‬
‫فيمــا يتعلــق باملعاجلــة احملاســبية للتمويــل باملشــاركة‪ ،‬يرى أحد احملاســبني‬
‫أن البنــك يقــوم بإثبــات الودائــع الســتثمارها يف املشــاركة بإثبــات «حســاب‬
‫اخلزينــة» مدينــاً و»حســاب الودائــع االســتثمارية» دائنــاً‪ ،‬وعنــد صرفهــا‬
‫للمســتثمرين يُفتــح «حســاب املشــاركة يف‪ »...‬ويكــون مدينــاً و»حســاب‬
‫اخلزينــة» دائنـاً باملبالــغ املنصرفــة‪ ،‬ويفتح املســتثمر حســابات هلــذه العملية‬
‫يف دفاتــره لقيــد املصاريــف واإليــرادات وبيــان نتيجــة األعمــال(‪.)1‬‬
‫(‪ )1‬حممد كمال عطية‪« ،‬نظم حماسبية يف اإلسالم»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.331 :‬‬
‫‪515‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫‪4 .4‬أمهية التمويل باملشاركة على املستوى االقتصادي الكلي واجلزئي‪:‬‬
‫‪ -1.4‬جماالت تطبيق التمويل باملشاركة‪:‬‬
‫يُمكــن أن تســتعمل بنــوك املشــاركة التمويــل باملشــاركة يف كل «مراحــل منــو‬
‫املشــروع‪ :‬متويــل بــذرة رأس املــال ومتويــل بدايــة اإلنتــاج ومتويــل التوسُّــع‬
‫ومتويــل اإلنعــاش»(‪ .)1‬ويتــم اســتخدام «املشــاركة الدائمــة» بالنســبة إلنشــاء‬
‫املشــروعات اجلديــدة‪ ،‬و»املشــاركة املؤقتــة» بالنســبة للمشــروعات القائمــة‬
‫الــي تســعى لالقــراض لزيــادة طاقتهــا اإلنتاجيــة أو لتحقيــق االســتثمار‬
‫باإلحــال والتجديــد(‪.)2‬‬
‫ويف حالــة التمويــل باملشــاركة برأمســال مشــرك يُســهم البنــك يف رأس مال‬
‫املشــروع الــذي يتقــدم بــه العميــل‪« ،‬ســواء أكان هــذا املشــروع إنتاجيًّا ســلعيًّا‬
‫يُقـدِّم ســلعا صناعيــة أو زراعيــة‪ ،‬أو مشــروع خدمــات جتاريــة وتوزيعيــة أو‬
‫أيـاً كان نشــاط املشــروع»(‪.)3‬‬
‫‪ -2.4‬مزايا وعيوب التمويل باملشاركة‪:‬‬
‫يُح ِّقــق التمويــل باملشــاركة مزايــا عديــدة‪ ،‬فهو وســيلة إجيابيــة للقضاء على‬
‫الســلوك الســليب يف النشــاط االقتصــادي واملتمثــل يف اإلقــراض بفائــدة‬
‫واالكتنــاز‪ .‬وتــؤدي املشــاركة يف االســتثمار إىل الربــط بــن عنصــري العمــل‬
‫ورأس املــال يف جمــال التنميــة االقتصاديــة مبــا يعــود عليهــا مــن ربــح عــادل‬
‫يتكافــأ مــع الــدور الفعلــي لــكل منهمــا يف اإلنتــاج؛ ممــا يــؤدي إىل حتقيــق‬
‫عدالــة يف توزيــع ناتــج االســتثمارات‪ ،‬وعــدم تراكــم الثــروة لــدى فئــة معينــة‬
‫مــن اجملتمــع‪ ،‬كمــا أن إحــال التمويــل باملشــاركة حمــل التمويــل التقليــدي‬
‫(‪ )1‬إبراهيم بن صاحل العمر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.215 :‬‬
‫(‪ )2‬مصطفى رشدي شيحة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.344 :‬‬
‫(‪ )3‬حمسن أمحد اخلضريي‪« ،‬البنوك اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.132-131 :‬‬
‫‪516‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫يــؤدي إىل توســيع قاعــدة امللكيــة يف النشــاط االقتصــادي(‪.)1‬‬
‫ورغــم ذلــك؛ فإنــه «قــد يكــون اعتمــاد قــدر كبــر مــن التمويــل املصــريف على‬
‫املضاربــة أمــراً مرغوب ـاً فيــه يف الواقــع؛ ألنــه قــد حي ـدّ مــن تركيــز القــوة‬
‫يف أيــدي املصــارف»(‪ .)2‬يُضــاف أن التمويــل باملشــاركة لــه بعــض الســلبيات‬
‫علــى أصحــاب املشــاريع واملســتثمرين؛ «ألن معنــى التمويــل هبــذه الطريقــة‬
‫بالنســبة للمشــروع‪ ،‬املشــاركة يف األربــاح مــدى احليــاة‪ ،‬إضافــة إىل التدخــل‬
‫يف الشــؤون اإلداريــة للمؤسســة أو املشــروع»(‪.)3‬‬
‫لقــد دافــع بعــض الباحثــن عــن أســلوب املشــاركة؛ ألهنــا أقــل خماطــرة‬
‫علــى البنــك مــن املضاربــة‪ ،‬ففيهــا يُق ـدَّم املــال مــن البنــك والعميــل مع ـاَ؛‬
‫حيــث «ال ب ـدّ مــن األخــذ بأســلوب املشــاركة الــي يشــارك فيهــا الشــريك‬
‫العامــل جبــزء مــن رأس املــال؛ وذلــك ضمانــاً جلديــة النشــاط وتأمينــاً‬
‫جزئي ـاً للمصــرف املم ـوِّل للجــزء الباقــي مــن رأس املــال املطلــوب لتمويــل‬
‫النشــاط»(‪.)4‬‬
‫إن التمويــل باملشــاركة ميتــاز مبزايــا جتعلــه أفضــل مــن املضاربــة بالنســبة‬
‫لبنــوك املشــاركة؛ وذلــك ألســباب منهــا(‪:)5‬‬
‫أ‪ -‬يف املشــاركة تقــل املخاطــر الــي يتعــرض هلــا أصحــاب الودائــع‬
‫االســتثمارية‪ ،‬ففــي حــاالت اخلســارة فــإن البنــك ‪-‬يف املضاربــة مــع‬
‫املســتثمر‪ -‬يتحمــل كل اخلســارة‪ .‬أمــا بالنســبة للمشــاركة يف رأس‬
‫مــال املشــروع ال يتحمّــل البنــك مــن اخلســارة إال القــدر الــذي يســهم‬
‫(‪ )1‬أمرية عبد اللطيف مشهور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.289 :‬‬
‫(‪ )2‬حممد عمر شابرا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.222 :‬‬
‫(‪ )3‬سعود عبد اجمليد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.75 :‬‬
‫(‪ )4‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.214-213 :‬‬
‫(‪ )5‬نصر الدين فضل املوىل حممد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.35-34 :‬‬
‫‪517‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫بــه يف رأس املــال‪.‬‬
‫ب‪ -‬صعوبــات تنظيــم حســابات املضاربــة مــع املســتثمرين إال يف‬
‫حــاالت معيّنــة‪ ،‬كأن تكــون العمليــة املتفــق عليهــا منفصلــة متامـاً عــن‬
‫عمليــات املســتثمر األخــرى‪.‬‬
‫جـــ‪ -‬يُمكــن لبنــك املشــاركة حبكــم شــراكته يف رأس املــال‪ ،‬أن ميــارس‬
‫نوعـاً مــن اإلدارة واإلشــراف علــى املشــروع؛ حبيث يتأكد من ســامة‬
‫ســره‪ ،‬بعكــس املضاربــة الــي تُطلــق فيهــا يــد املضــارب يف املــال‪.‬‬
‫ويوصــي البعــض بضــرورة أن تســعى بنــوك املشــاركة ألن يكــون «أســلوب‬
‫املشــاركة هــو األســلوب التمويلــي الســائد‪ ،‬مــع اســتخدام األســاليب‬
‫البيعيــة(‪ )1‬كمُكمِّــل لألســلوب الرئيســي»(‪)2‬؛ حيــث يلــزم أن يعتمــد البنــك‬
‫يف تنفيــذ الوســاطة املاليــة علــى املشــاركة إال عنــد صعوبــة اســتخدام مثــل‬
‫هــذا األســلوب‪ ،‬كأن ال يكــون هنــاك حســابات منتظمــة للعميــل‪ ،‬أو تقتصــر‬
‫حاجــة املســتثمرين لتمويــل آلــة أو جــزء منهــا ويصعــب اســتعمال املشــاركة‪،‬‬
‫فحينئــذ يتــم اللجــوء إىل األســاليب البيعيــة محايــة ألمــوال املودعــن‬
‫وأمــوال البنــك‪ ،‬ووفــاء بالتزامــه لتمويــل كافــة األنشــطة اإلنتاجيــة وكافــة‬
‫املســتثمرين‪.‬‬
‫نبني مزايا وعيوب هذا النوع من التمويل على النحو التايل‪:‬‬
‫(‪ )1‬اجلامــع هلــذه األســاليب البيعيــة هــو‪ :‬اشــراكها يف وجــود ســلعة تبــاع وتشــرى مــن قِبــل البنــك أو العميــل علــى اختــاف‬
‫يف الصفــة‪.‬‬
‫(‪ )2‬إبراهيم بن صاحل العمر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.229 :‬‬
‫‪518‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫جدول رقم (‪ :)104‬مزايا وعيوب التمويل باملشاركة على املستوى االقتصادي الكلي واجلزئي‬
‫األمهية‬
‫* بالنسبة لالقتصــاد الوطين (التنميــة)‬
‫* املزايـــــا (اإلجيابيات)‬
‫* بالنسبة للعمــالء املستفيدين (املشاركيــن)‬
‫* بالنسبة لبنــوك املشاركة (املموِّليــن)‬
‫‪ -1‬يــؤدي التمويــل باملشــاركة إىل جتميــع الفوائــض املاليــة‬
‫لألفــراد واملؤسســات مــن أجــل تكويــن رســاميل صغــرة أو‬
‫متوســطة أو كبــرة متثــل قــوة اقتصاديــة معتــرة‪ ،‬تُســهم يف‬
‫تكويــن االســتثمارات اجلديــدة أو توســيع املشــاريع القائمــة‬
‫وجتديدهــا‪.‬‬
‫‪ -2‬يُعــدُّ أســلوب االســتثمار باملشــاركة الوســيلة اجملديــة يف‬
‫ربــط االدخــار بالنشــاط اإلنتاجــي بشــكل مباشــر‪ ،‬ويُمثــل‬
‫أيض ـاً نوع ـاً مــن التكافــل أو التضامــن وبشــكل خــاص كلمــا‬
‫اقــرب النشــاط املمـوَّل مــن حــدود اخلســارة‪ ،‬كمــا يُعـدُّ جمزيـاً‬
‫لألطــراف كافــة (الشــريك املمـوِّل والشــريك العامــل) يف حالــة‬
‫حتقيــق األربــاح‪.‬‬
‫‪ -1‬تســعى بنــوك املشــاركة مــن وراء االســتثمار باملشــاركة إىل‬
‫حتقيــق هدفــن أساســيني‪:‬‬
‫ مســاعدة الطــرف الثانــي بإمــداده بالتمويــل الضــروري‬‫للقيــام بنشــاطه‪.‬‬
‫ احلصــول علــى جــزء مــن األربــاح حســب نســبة التوزيــع‬‫املتفــق عليهــا‪.‬‬
‫‪ -2‬يُعتــر التمويــل باملشــاركة مــن أفضــل األســاليب التمويليــة‬
‫الــي طرحتهــا بنــوك املشــاركة‪ ،‬فمشــاركة البنــوك للعمــاء يف‬
‫نشــاطهم اإلنتاجــي وعــدم االعتمــاد علــى الفــرق بــن ســعر‬
‫الفائــدة الدائنــة واملدينــة يــؤدي إىل جتنيــد كل طاقاهتــا‬
‫وإمكاناهتــا الفنيــة يف اســتخدام األمــوال الــي لديهــا يف‬
‫مشــروعات اســتثمارية؛ وهلــذا ينبغــي علــى البنــك التوســع‬
‫فيــه بقــدر مــا تســمح بــه مــوارده‪.‬‬
‫* العــيـــوب (السلبيات)‬
‫‪1 -1‬تتمثل املزايا االقتصادية واالجتماعية للمشاركة يف ‪:‬‬
‫ حشــد املــوارد االقتصاديــة وتأســيس املشــروعات اإلنتاجيــة‬‫وارتفــاع فــرص التشــغيل؛ ممــا يعــي معاجلــة األمــراض‬
‫االقتصاديــة (الركــود‪ ،‬التضخــم‪ ،‬ســوء توزيــع الثــروة‪ ،‬هــدر‬
‫املــوارد االقتصاديــة)‪.‬‬
‫ توزيع املخاطر بني املموِّلني‪.‬‬‫ توفري اجلهود بسبب توزيع املسؤوليات بني الشركاء‪.‬‬‫ عدالة توزيع العائد وزيادة عدد املالك‪.‬‬‫‪ -2‬إن املشــاركة طويلــة األجــل هــي أهــم أنــواع املشــاركات‬
‫تأثــرا علــى البنيــان االقتصــادي يف الدولــة‪ ،‬والــي تقــوم‬
‫أساس ـاً علــى إنشــاء مصانــع وشــركات‪ ،‬أو خطــوط إنتــاج‪ ،‬أو‬
‫القيــام بعمليــات اإلحــال والتجديــد‪ ،‬والــي تتضمــن شــراء‬
‫أصــول رأمساليــة إنتاجيــة يتــم تشــغيلها لســنوات‪ ،‬لتعطــي‬
‫عائــدا‪.‬‬
‫‪ -1‬إن القــوة املاليــة املتاحــة للبنــوك مت ِّكنهــا مــن الســيطرة ‪ -1‬يتطلــب التمويــل باملشــاركة العنايــة يف اختيــار الشــركاء‬
‫علــى جــزء كبــر مــن ملكيــة الشــركات والفعاليــات االقتصاديــة الذيــن ميوِّهلــم البنــك؛ حيــث جيــب أن يكونــوا مــن ذوي‬
‫الســمعة احلســنة يف التعامــل والثقــة الكاملــة‪.‬‬
‫الرئيســية يف اجملتمــع‪.‬‬
‫‪ -2‬إن املشــاركة مــن خــال التمويــل املؤقــت‪ ،‬تبعــد عــن‬
‫املشــاركة الــي ينبغــي أن تر ِّكــز عليهــا بنــوك املشــاركة‪،‬‬
‫فاملشــاركة املتوقعــة مــن جانــب هــذه البنــوك هــي تلــك الــي‬
‫تتجــه إىل املســامهة يف تأســيس شــركات إنتاجيــة‪.‬‬
‫‪519‬‬
‫‪ -1‬يســتطيع البنــك أن يشــارك مشــاركة دائمــة‪ ،‬وإن كان‬
‫اخلــراء ينصحــون بــأن تكــون هــذه املشــاركات حمــدودة يف‬
‫جمــال االســتثمار املصــريف؛ وذلــك ملــا تــؤدي إليــه مــن جتميــد‬
‫جــزء مــن أمــوال البنــك املتاحــة لالســتثمار فــرة طويلــة‪.‬‬
‫واألمــر مــروك إلدارة البنــك لتحديــد النســب الــي تُخصصهــا‬
‫مــن األمــوال لــكل نــوع مــن أنــواع االســتخدامات‪ ،‬وفقــا لطبيعــة‬
‫املــوارد‪ ،‬وظــروف العمــل‪.‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫ثالثاً‪ :‬واقع التمويل باملشاركة يف بنوك املشاركة‬
‫‪1 .1‬دراسة حتليلية للتمويل باملشاركة‪:‬‬
‫تُشــر بعــض الدراســات الــي تناولــت األســاليب االســتثمارية يف بنــوك‬
‫املشــاركة إىل أن املراحبة واملشــاركة واالســتثمار املباشر هي أكثر األساليب‬
‫شــيوعاً لــدى البنــوك موضــوع الدراســة‪ ،‬وتبقى املراحبــة متقدمة على بقية‬
‫األســاليب األخــرى مــن حيــث عددهــا وقيمــة التمويــل املمنوحــة‪ ،‬وحت ـ ّل‬
‫املشــاركة يف ّ‬
‫احملــل الثانــي مــن حيــث األمهيــة‪ ،‬أمــا املضاربــة فحصتهــا مــن‬
‫التمويــل قليلــة ومتدنيــة جــدا(‪.)1‬‬
‫ولقــد بــدأت عمليــة حتويــل عمــل البنــوك يف الباكســتان إىل نظــام املشــاركة‬
‫ســنة ‪ ،1980‬عندمــا قــدَّم «جملــس الفكــر الباكســتاني» تقريــره إىل‬
‫احلكومــة حــول إمكانيــة تطبيــق نظــام املشــاركة بنجــاح يف ظــل التطبيقــات‬
‫االقتصاديــة الباكســتانية‪ ،‬ونوجــز أهــم مــا جــاء يف تقريــر اجمللــس فيمــا‬
‫يلــي(‪:)2‬‬
‫‪ -1.1‬إن التطبيــق العملــي لنظــام املشــاركة يف الربــح واخلســارة‬
‫يف صورتــه البحتــة‪ ،‬يُمكــن أن يُواجــه صعوبــات بســبب األحــوال‬
‫األخالقيــة الســائدة يف اجملتمــع‪.‬‬
‫‪ -2.1‬إن معظم املؤسســات ال متســك حســابات منتظمة إطالقاً‪ ،‬أو‬
‫ال متســك حســاباهتا بالشــكل الســليم‪ ،‬أو أهنــا حتتفــظ مبجموعــات‬
‫خمتلفــة مــن الدفاتــر ألغــراض خمتلفــة‪.‬‬
‫‪ -3.1‬حســابات شــركات املســامهة الــي يتــوىل مراجعتهــا حماســبون‬
‫قانونيــون‪ ،‬غالبــاً مــا ختفــق يف الكشــف عــن النتائــج احلقيقيــة‬
‫(‪ )1‬حممد عبد املنعم أبو زيد‪« ،‬املضاربة وتطبيقاهتا العملية يف املصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.69 :‬‬
‫(‪ )2‬راجع‪ :‬تقرير جملس الفكر اإلسالمي يف باكستان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪25-13 :‬؛ ‪.35-34‬‬
‫‪520‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫ألعماهلــا؛ نظــراً للعــادات الســيئة واســعة االنتشــار يف تقليــص‬
‫األربــاح وتضخيــم اخلســائر وإظهــار خســائر مزيَّفــة‪.‬‬
‫‪ -4.1‬تُســتخدم وســائل التالعــب أساســا هبــدف التهــرب مــن‬
‫الضرائــب‪ ،‬ووجهــة نظــر رجــال األعمــال يف هــذا الصــدد هــي أهنــم‬
‫جمــرون علــى إمســاك جمموعــات خمتلفــة مــن الدفاتر واحلســابات‪،‬‬
‫بســبب الفســاد املنتشــر يف جهــاز حتصيــل الضرائــب‪.‬‬
‫ومن بني ضمانات النظام التمويلي اجلديد ما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬ضــرورة القضــاء علــى تفشــي ســوء اخللــق واألميــة يف‬
‫اجملتمــع‪.‬‬
‫ب‪ -‬إمكانيــة اســتخدام وســائل بديلــة مثــل «التأجــر» و»الشــراء‬
‫االســتئجاري» و «البيــع املؤجــل» و «املزايــدة االســتثمارية» مــع‬
‫ضــرورة التوســع التدرجيــي (مبــرور الزمــن) يف جمــال عمليات‬
‫املشــاركة والقــرض احلســن وتضييــق جمــال احللــول البديلــة‬
‫األخرى‪.‬‬
‫جـــ‪ -‬ضــرورة إجــراء إصــاح كامــل ومســتمر لنظــام املراجعــة‬
‫احلســابية الــذي يعانــي مــن عــدد مــن نقــاط الضعــف وإعــادة‬
‫تقويــم شــاملة للقوانــن واألعــراف الــي حتكــم دور املراجعــن؛‬
‫حيــث يُمكــن أن يُنظــم معهــد احملاســبني القانونيــن أحباثــاً‬
‫لوضــع نظــام مراجعــة جديــد يُناســب احتياجــات اقتصــاد‬
‫املشــاركة‪ ،‬وال بـدّ أن تشــرك احلكومــة مــع البنــوك يف حتمُّــل‬
‫تكلفــة مثــل هــذا العمــل البحثــي‪.‬‬
‫ولقــد كان مــن املتو ّقــع يف التجربــة اإليرانيــة أن تزيــد البنوك من مشــاركتها‬
‫‪521‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫يف متويــل املضاربــة‪ ،‬غــر أن ذلــك مل يتحقــق‪ .‬ويُبــن اجلــدول التــايل‬
‫البيانــات للفــرة مــن ‪ 1985/1984‬إىل ‪ 1990/1989‬حصــة املضاربــة‬
‫واملشــاركة والبيــع اآلجــل مــن إمجــايل متويــات بنــوك املشــاركة اإليرانيــة‪.‬‬
‫جدول رقم (‪ :)105‬واقع التمويل باملشاركة يف التجربة اإليرانية‪.‬‬
‫الصيغة التمويلية‬
‫املضاربــة‬
‫املشاركــة‬
‫البيع باألجــل‬
‫(الوحدة‪ :‬نسبة مئوية)‬
‫‪1985/1984‬‬
‫‪1990/1989‬‬
‫‪%18,1‬‬
‫‪%18‬‬
‫‪%10,7‬‬
‫‪%18‬‬
‫‪%33,3‬‬
‫‪%46,4‬‬
‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬يوسف كمال حممد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.112 :‬‬
‫يتضــح مــن اجلــدول اخنفــاض التمويــل باملضاربة وثبات التمويل باملشــاركة‬
‫وارتفــاع البيــع باألجــل خالل هــذه الفرتة‪.‬‬
‫وبالنســبة لبنــوك املشــاركة الــي تســتخدم التمويــل باملشــاركة؛ فإهنــا تُدمــج‬
‫عناصــر املشــاركات واملضاربــات واملراحبــات يف رقــم واحــد يف امليزانيــة‪،‬‬
‫أو تُدمــج مجيــع األنشــطة يف حســاب واحــد «اســتثمارات طويلــة األجــل»؛‬
‫مبــا ال يســمح للمحلــل املــايل بتحديــد األمهيــة النســبية لــكل عنصــر مــن‬
‫هــذه التوظيفــات(‪.)1‬‬
‫‪2 .2‬مشاكل عملية للتمويل باملشاركة‪:‬‬
‫رغــم أمهيــة التمويــل باملشــاركة كأداة اســتثمارية تســهم يف تنميــة النشــاط‬
‫اإلنتاجــي وتتيــح فرصــاً للعمالــة؛ فــإن التطبيــق العملــي قــد أثبــت أهنــا‬
‫مصــدر للمتاعــب لبنــوك املشــاركة؛ «ممــا دعاهــا إىل تقليــص حجمهــا‪،‬‬
‫فلقــد كشــفت املمارســة عــن ســوء نيــة بعــض الشــركاء‪ ،‬وعــدم مراعاهتــم‬
‫(‪ )1‬أنظر املالحق‪.‬‬
‫‪522‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫األمانــة يف تعاملهــم»(‪ )1‬معهــا‪.‬‬
‫كمــا أن اهليــكل الضريــي يف الــدول الــي تعمــل فيهــا بنــوك املشــاركة جيــب‬
‫ترشــيده حتــى ال يثبــط االســتثمار‪« ،‬فــإذا مــا كانــت معــدالت الضرائــب‬
‫معتدلــة‪ ،‬تُم ِّكــن أصحــاب الدخــل ال مــن إرضــاء احلكومــة فحســب‪ ،‬بــل‬
‫مــن إرضــاء ضمائرهــم أيضـاً‪ ،‬دون أن خيفضــوا بالضــرورة مــن احلصيلــة‬
‫اإلمجاليــة للضرائــب»(‪.)2‬‬
‫لقــد أصبــح معنــى املشــاركة «ال ينطبــق إال علــى جانــب اخلصــوم‪ ،‬يف‬
‫توزيــع الفائــض يف هنايــة الســنة‪ ،‬أمــا االســتخدامات الــي يشــملها مســمى‬
‫املضاربــات و املراحبــات يف جانــب األصــول‪ ،‬فــا شــأن هلــا يف الغالــب‬
‫مبعنــى املشــاركة»(‪ ،)3‬كمــا أنــه ال يعــي بتطبيــق نظــام املشــاركة عــدم وجــود‬
‫صعوبــات‪ ،‬فتحـوُّل األعمــال املصرفيــة مــن نظــام الفائــدة الثابتــة إىل نظــام‬
‫املشــاركة «يطــرح صعوبــات إداريــة وحماســبية ال يُســتهان هبــا مــع مــا يرتتب‬
‫علــى هــذا مــن تكاليــف»(‪)4‬؛ فعمليــات املشــاركة تتطلــب وجــود حماســبة‬
‫خاصــة‪.‬‬
‫ويُمكن التعبري عن ذلك يف الشكل التايل‪:‬‬
‫(‪ )1‬منري إبراهيم هندي‪« ،‬شبهة الربا يف معامالت البنوك التقليدية واإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.47 :‬‬
‫(‪ )2‬حممد عمر شابرا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.121 :‬‬
‫(‪ )3‬يوسف كمال حممد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.111 :‬‬
‫(‪ )4‬رفيق املصري‪« ،‬النظام املصريف اإلسالمي‪ :‬خصائصه ومشكالته»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.238 :‬‬
‫‪523‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫شــكل رقــم (‪ :)70‬واقــع تطبيــق املشــاركة املتعلقــة بتعبئــة وتوظيــف‬
‫املــوارد املاليــة يف بنــوك املشــاركة‬
‫توظيـف املـوارد املاليـة‬
‫تعبئـة املـوارد املاليـة‬
‫اخلـصـــــوم‬
‫األصـــــــول‬
‫متويل باملشاركة‬
‫ودائع املشاركة‬
‫مـحــدوديــة االستثمــار‬
‫وجــود معنى املشــاركــة‬
‫صـــعـــوبــــات‬
‫حــــــلــــــول‬
‫ اكتشاف عقود مشاركـة جديدة‪.‬‬‫ تـرشيـد النـظـام الضـرييب‪.‬‬‫‪ -‬إصالح نظام املراجعة احملاسبية‪.‬‬
‫ غلبـة أسلوب املراحبـة‪.‬‬‫ نظـم الضرائـب القاسية‪.‬‬‫‪ -‬فساد أخالقيات املتعاملني‪.‬‬
‫ونســتعرض فيمــا يلــي أهــم املشــاكل الــي واجهــت التمويــل باملشــاركة يف‬
‫التجربــة العمليــة لبنــوك املشــاركة‪:‬‬
‫‪524‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫جــدول رقــم (‪ :)106‬معوقــات التمويــل باملشــاركة يف ضــوء التجربــة‬
‫العمليــة لبنــوك املشــاركة الباكســتانية‪.‬‬
‫العوائـق الرئيسية اليت اعرتضت التمويـل باملشاركة‬
‫توصيات هتدف إىل حتقيق استعمال أوسع لنظام‬
‫املشاركة‬
‫‪ -1‬مل يكــن هنــاك إعــداد كاف لعمليــة التغيــر يف النظــام‬
‫املصــريف‪ ،‬وكانــت هنــاك حاجــة إىل زيــادة الوعــي لــدى النــاس‬
‫بالنظــام اجلديــد‪.‬‬
‫‪ -2‬لقــد كان هنــاك حتــى اآلن‪ ،‬قــدر كبــر مــن حريــة التصرف‬
‫للبنــوك ورجــال األعمــال يف اســتعمال أي منــط مــن أمنــاط‬
‫التمويــل اإلثــي عشــر الــي كان بنــك الباكســتان املركــزي قــد‬
‫حددهــا للتمويــل بــا فوائــد‪.‬‬
‫‪ -3‬خيشــى رجــال األعمــال مــن تدخــات ال داعــي هلــا مــن‬
‫جانــب البنــوك يف إدارة أعماهلــم‪ ،‬إذا تبنّــوا صيغــة املشــاركة‬
‫للحصــول علــى التمويــل املصــريف‪.‬‬
‫‪ -4‬عــدم رغبــة رجــال األعمــال يف إفشــاء املعلومــات‬
‫الضروريــة عــن شــؤوهنم املاليــة لعــدد مــن األســباب؛ أمههــا‬
‫املتعلقــة باآلثــار احملتملــة للنظــام الضريــي الســائد‪.‬‬
‫‪ -5‬توهــم رجــال األعمــال والعاملــون يف النظــام املصــريف أن‬
‫نظــام املشــاركة ملــيء بالتعقيــدات‪ ،‬وهــذا قائــم علــى عــدم‬
‫توافــر املعلومــات الصحيحــة عــن النظــام اجلديــد‪.‬‬
‫‪ -6‬مل تكــن هنــاك سياســات حكوميــة قويــة وإجيابيــة لصــاحل‬
‫أشــكال التمويــل باملشــاركة يف األربــاح‪ ،‬كبديــل ألمنــاط‬
‫التمويــل األخــرى القائمــة علــى ســعر الفائــدة‪.‬‬
‫‪ -1‬هنــاك حاجــة ماســة إىل تدابــر إصالحيــة لبنــاء الســلوك‬
‫األخالقــي‪ ،‬ولذلــك ال بــد مــن قيــام وســائل اإلعــام حبملــة‬
‫إقنــاع جيــدة لنقــل تفاصيــل هــذا النظــام اجلديــد للجمهــور‪.‬‬
‫‪ -2‬جيــب توفــر تســهيالت تدريــب كافيــة ملوظفــي البنــوك؛‬
‫لتزويدهــم باملهــارات الفنيــة الالزمــة وبالتوجيــه املطلــوب‪.‬‬
‫‪ -3‬علــى البنــوك أن تؤكــد عــن طريــق سياســتها املعلنــة عــن‬
‫نيتهــا عــدم التدخــل يف أعمــال عمالئهــا يف عقــود املشــاركة‪،‬‬
‫مــادام هــؤالء العمــاء يلتزمــون بشــروط العقــود املربمــة معهــا‬
‫بــكل إخــاص‪.‬‬
‫‪ -4‬مــن أجــل ضمــان جنــاح صيغــة التمويــل باملشــاركة ينبغــي‬
‫علــى احلكومــة أن تقــوم بتقييــم شــامل للنظــام الضريــي‪.‬‬
‫‪ -5‬ضــرورة تكويــن قانــون اســرداد احلقــوق املاليــة للبنــوك‬
‫(القانــون اخلــاص بتشــكيل احملاكــم املصرفيــة)‪.‬‬
‫‪ -6‬جيــب تقويــة نظــام تدقيــق حســابات الشــركات إلعطــاء‬
‫املزيــد مــن املصداقيــة للقوائــم املاليــة املراجعــة الــي يتــم‬
‫مبوجبهــا اقتســام األربــاح واخلســائر‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬تقرير هيئة أسلمة االقتصاد يف مجهورية الباكستان‪« ،‬النظام املصريف‬
‫املقرتح املتفق مع الشريعة اإلسالمية»‪ ،‬جملة حبوث االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫اجمللد ‪ ،3‬العدد ‪ ،1994 ،1‬ص‪27 :‬؛ ‪.52-47‬‬
‫‪525‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫المطلــب الثالــث‪ :‬التمويــل المتناقــص المنتهــي بالتمليــك‬
‫فــي بنــوك المشــاركة‪.‬‬
‫‬
‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬مفهــوم التمويــل املتناقــص املنتهــي بالتمليــك وخطواتــه العمليــة‬
‫يف بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫ثانيــاً‪ :‬خصائــص وأمهيــة التمويــل املتناقــص املنتهــي بالتمليــك يف‬
‫بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬واقـع التمويـل املتناقص املنتهي بالتمليك يف بنـوك املشــاركـة‪.‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬مفهوم التمويل املتناقص املنتهي بالتمليك وخطواته العملية يف‬
‫بنوك املشاركة‬
‫‪1 .1‬تعريف التمويل املتناقص املنتهي بالتمليك‪:‬‬
‫التعريف العام للتمويل املتناقص املنتهي بالتمليك هو أن لفظ «املتناقص»‬
‫يشــر إىل تبــي وجهــة نظــر املمـوِّل؛ حيــث إن ملكيتــه تتناقــص كلمــا اســردّ‬
‫جــزءاً مــن متويلــه‪ ،‬بينمــا لفــظ «املنتهــي بالتمليــك» يشــر إىل وجهــة نظــر‬
‫املم ـوَّل ألنــه ســيمتلك املشــروع أو العمليــة أو األصــل موضــوع التمويــل يف‬
‫هنايــة األمــر‪ ،‬بعــد أن يتمكــن مــن رد التمويــل إىل املمـوِّل(‪ ،)1‬أو مبعنــى آخــر‪:‬‬
‫يكــون التمويــل متناقصـاً مــن وجهــة نظــر املمـوِّل ومتزايــداً مــن وجهــة نظــر‬
‫املتمـوِّل حتــى تصــل ملكيتــه نســبة ‪.%100‬‬
‫ويف بنــوك املشــاركة يعــي التمويــل املتناقــص املنتهــي بالتمليك اتفاق يعطي‬
‫فيــه البنــك احلــق لطالــب التمويــل يف احللــول حملّــه يف ملكيــة الشــيء‬
‫(‪ )1‬راجع‪ :‬إدارة البحوث‪« ،‬التمويل باملشاركة»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.19 :‬‬
‫‪526‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫موضــوع التمويــل دفعــة واحــدة‪ ،‬أو علــى دفعــات حســب الشــروط املتفــق‬
‫عليهــا؛ حيــث يســرد فيــه البنــك متويلــه بالتدريــج مــع حصــة رحبــه(‪.)1‬‬
‫وعليــه؛ تتكــون عمليــة التمويــل املتناقــص املنتهــي بالتمليــك مــن طرفــن‬
‫مهــا‪:‬‬
‫‪ -1.1‬البنــك (الطــرف املمـوِّل)‪ :‬وهــو الــذي يقــوم بتقديــم التمويــل‬
‫(جزئــي أو كلــي‪ /‬نقــدي أو عيــي)‪ ،‬يرافقــه وعــد منــه بالتنــازل عــن‬
‫ملكيتــه‪ ،‬بصــورة تدرجييــة‪ ،‬إىل العميــل‪.‬‬
‫‪ -2.1‬العميــل (طالــب التمويــل)‪ :‬وهــو الــذي تــؤول إليــه ملكيــة‬
‫الشــيء موضــوع التمويــل بعــد قيامه بتســديد أصــل التمويل (النقدي‬
‫أو العيــي) علــى أقســاط خــال مــدة معيّنــة‪.‬‬
‫‪2 .2‬أنواع التمويل املتناقص املنتهي بالتمليك‪:‬‬
‫تُمــارس بنــوك املشــاركة هــذا النــوع مــن التمويــل «اجلديــد» بصــور خمتلفــة‬
‫منها (‪:)2‬‬
‫‪ -1.2‬املشــاركة املتناقصــة املنتهيــة بالتمليــك(‪ :)3‬وتتــم علــى أســاس‬
‫دخــول البنــك بصفــة شــريك مُمــوِّل يف مشــروع لــه دخــل متوقــع‪،‬‬
‫وذلــك باالتفــاق مــع الشــريك اآلخــر علــى أن يكــون للبنــك حصــة‬
‫نســبية مــن صــايف الدخــل املتحقــق فعـاً كربــح‪ .‬مع حقــه باالحتفاظ‬
‫باجلــزء املتبقــي أو أيّ قــدر منــه يتفــق عليــه ليكــون ذلــك اجلــزء‬
‫خمصَّصـّـا لتســديد مــا قدَّمــه البنــك مــن متويــل‪.‬‬
‫(‪ )1‬راجع‪:‬‬
‫ أمرية عبد اللطيف مشهور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.286 :‬‬‫ يوسف كمال حممد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.84 :‬‬‫(‪ )2‬عبد السالم العبادي‪« ،‬أضواء على عقود املشاركة واملضاربة واإلجارة»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.55 :‬‬
‫(‪ )3‬هــي شــكل مــن املشــاركة يرافقــه وعــد مــن الشــريك ببيــع حصتــه بصــورة تدرجييــة إىل الشــريك اآلخــر‪ ،‬ويُطلــق عليهــا‬
‫املســامهة املتناقصــة أو املشــاركة التنازليــة‪.‬‬
‫‪527‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫‪ -2.2‬التأجــر املنتهــي بالتمليــك(‪ :)1‬ويتــم علــى أســاس قيــام البنــك‬
‫بنفســه بشــراء مــا يرغــب العميــل باحلصــول عليــه مــن آالت ولــوازم‪،‬‬
‫وهــي الــي يرغــب باحلصــول علــى التمويــل مــن أجــل شــرائها؛ حبيث‬
‫يلتــزم البنــك بتأجريهــا للعميــل ملــدة يتفــق عليهــا وبنقــل ملكيتهــا لــه‬
‫يف هنايــة املــدة هبــة أو بثمــن بســيط‪.‬‬
‫‪ -3.2‬املضاربــة املنتهيــة بالتمليــك(‪ :)2‬وتتــم علــى أســاس تقديــم‬
‫البنــك أداة لإلنتــاج ملــن يعمــل عليهــا جبــزء شــائع مــن الناتــج‪ ،‬علــى‬
‫أن يُجنِّــب الشــريك العامــل كل أو جــزء مــن الربــح حســب االتفــاق إىل‬
‫أن يبلــغ قيمــة األداة‪ ،‬فيتنــازل البنــك عــن ملكيتهــا لصــاحل العامــل‪.‬‬
‫ويُمكــن تلخيــص أنــواع التمويــل املتناقــص املنتهــي بالتمليــك يف الشــكل‬
‫التــايل‪:‬‬
‫شكل رقم (‪ :)71‬أشكال التمويل املتناقص املنتهي بالتمليك‬
‫أنواع التمويل املتناقص‬
‫املشاركة املنتهية بالتمليك‬
‫املضاربة املنتهية بالتمليك‬
‫التأجري املنتهي بالتمليك‬
‫ملكية‬
‫العميــل‬
‫البنـــك‬
‫قيمة التمويل ‪ +‬عائد‬
‫(‪ )1‬يُطلــق عليــه أيض ـاً اإلجــارة التمليكيــة أو اإلجيــار ثــم االقتنــاء (‪ )Rent for Possessing‬أو التأجــر لآلمــر بالشــراء‬
‫أو البيــع التأجــري أو اإلجيــار بشــرط البيــع‪ .‬وهــذه الصيغــة تشــبه مــا يُعــرف بـــ‪ )Lease- purchase Financing( :‬أو‬
‫(‪ )Hire - Purchase‬أي التأجــر الشــرائي‪ ،‬لكــن هنــا ال تُدفــع فوائــد‪.‬‬
‫(‪ )2‬وهــي تشــبه املشــاركة املنتهيــة بالتمليــك إال أن الشــريك يف املضاربــة ال يشــارك يف رأس املــال‪ ،‬وإمنــا يشــاركه بعملــه‪،‬‬
‫وحيــاول شــراء حصــة البنــك شــيئا فشــيئا‪.‬‬
‫‪528‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‪3 .3‬خطــوات احلصــول علــى التمويــل املتناقــص املنتهــي بالتمليــك يف‬
‫بنــوك املشــاركة‪:‬‬
‫‪ -1.3‬شروط التمويل املتناقص املنتهي بالتمليك‪:‬‬
‫‪ -1.1.3‬شروط املشاركة املنتهية بالتمليك‪:‬‬
‫يتطلــب التمويــل باملشــاركة املتناقصــة املنتهيــة بتمليــك العميــل الشــروط‬
‫التاليــة(‪:)1‬‬
‫‪ -1.1.1.3‬أال تكــون املشــاركة املتناقصــة جمــرد عمليــة‬
‫متويــل بقــرض‪ ،‬فــا بــد مــن وجــود اإلرادة الفعليــة‬
‫للمشــاركةوأنيتحمّــلمجيــعاألطــرافالربــحواخلســارة‪.‬‬
‫‪ -2.1.1.3‬أن ميتلــك البنــك حصــة يف املشــاركة ملــكا‬
‫تامــا وأن يتمتــع حبقــه الكامــل يف اإلدارة والتصــرف‪،‬‬
‫ويف حالــة توكيــل الشــريك بالعمــل حيــق للبنــك مراقبــة‬
‫األداء ومتابعتــه‪.‬‬
‫‪ -3.1.1.3‬أال يتضمن عقد املشــاركة املتناقصة شــرطاً‬
‫يقضــي بــردّ الشــريك إىل البنــك كامــل حصتــه يف رأس‬
‫املــال باإلضافــة إىل مــا خيصــه مــن أربــاح‪.‬‬
‫‪ -2.1.3‬شروط التأجري املنتهي بالتمليك‪:‬‬
‫يتطلب التمويل بالتأجري املنتهي بتمليك العميل الشروط التالية‪:)1(2‬‬
‫‪ -1.2.1.3‬ضبــط مــدة التأجــر وتطبيــق أحكامــه عليها‬
‫طيلــة هــذه املدة‪.‬‬
‫‪ -2.2.1.3‬حتديــد مقــدار كل قســط مــن أقســاط‬
‫(‪ )1‬حممد عثمان شبري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.342 :‬‬
‫(‪ )2‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.330 :‬‬
‫‪529‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫اإلجيــار‪.‬‬
‫‪ -3.2.1.3‬نقــل امللكيــة إىل املســتأجر يف هنايــة املــدة‬
‫بواســطة وهبهــا لــه‪ ،‬تنفيــذاً لوعــد ســابق بذلــك بــن‬
‫البنــك (املالــك) واملســتأجر‪.‬‬
‫‪ -2.3‬اخلطوات العملية للتمويل املتناقص املنتهي بالتمليك‪:‬‬
‫‪ -1.2.3‬اخلطــوات العمليــة للمشــاركة املتناقصــة املنتهيــة‬
‫بالتمليــك‪:‬‬
‫‬
‫تتمثل اخلطوات العملية للمشاركة املنتهية فيما يلي(‪:)1‬‬
‫‪ -1.1.2.3‬أن يتقــدم العميــل بطلــب للبنــك للمشــاركة‬
‫يف مشــروع اســتثماري مشــاركة متناقصــة‪ ،‬ويرفــق معــه‬
‫دراســة جــدوى اقتصاديــة للمشــروع‪ ،‬والوثائــق الالزمــة‬
‫كســند ملكيــة األرض‪.‬‬
‫‪ -2.1.2.3‬أن يقــوم البنــك بدراســة املوضــوع والتحقــق‬
‫مــن املرفقــات الســابقة‪.‬‬
‫‪ -3.1.2.3‬إذا وافــق البنــك علــى املشــاركة تُحدَّد األمور‬
‫التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬قيمــة التمويــل الــذي يقدمــه البنــك وكيفيــة الدفــع‬
‫وشــروطه‪.‬‬
‫ب‪ -‬حتديــد الضمانــات املطلوبــة مــن رهــن عقــار‬
‫لصــاحل البنــك‪.‬‬
‫جـ ‪ -‬كتابة العقد والتوقيع عليه‪.‬‬
‫(‪ )1‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.341-340 :‬‬
‫‪530‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫د‪ -‬فتح حساب خاص باملشاركة‪.‬‬
‫هـــ ‪ -‬توزيــع األربــاح يكــون حبســب االتفــاق واخلســارة‬
‫بقــدر رأس املــال‪.‬‬
‫‪ -4.1.2.3‬البنــك يقبــل التنــازل عن حصته يف املشــروع‬
‫للشــريك جزئيــاً أو كليــاً‪ ،‬ويوجــد لذلــك عــدة صــور‬
‫أمههــا مــا يلــي(‪:)1‬‬
‫ الصــورة األوىل‪ :‬أن يتفــق الطرفــان علــى أن حيــ ّل‬‫الشــريك حمـ ّل البنــك بعــد هنايــة عقد املشــاركة‪ ،‬وحبيث‬
‫يكــون هلمــا احلريــة الكاملــة يف ذلــك‪.‬‬
‫ الصــورة الثانيــة‪ :‬أن يتفــق الطرفــان علــى أن يُقســم‬‫الربــح ثالثــة أقســام بنســبة متفــق عليهــا‪:‬‬
‫أ‪ -‬حصة البنك كعائد للتمويل‪.‬‬
‫ب‪ -‬حصة الشريك كعائد لعمله ومتويله‪.‬‬
‫جـ‪ -‬حصة ثالثة لسداد متويل البنك‪.‬‬
‫ الصــورة الثالثــة‪ :‬أن يتفــق الطرفــان علــى تقســيم‬‫رأس املــال إىل حصــص أو أســهم لــكل منهــا قيمــة‬
‫معيّنــة‪ ،‬وحيصــل كل منهمــا علــى نصيبــه مــن األربــاح‪،‬‬
‫وللشــريك شــراء مــا يســتطيع مــن أســهم البنــك كل ســنة‬
‫حبيــث تتناقــص أســهم البنــك وحصصــه‪ ،‬يف حــن أن‬
‫أســهم الشــريك تزيــد إىل أن ميتلــك مجيــع أســهم البنــك‬
‫ملكيــة كاملــة‪.‬‬
‫(‪ )1‬إدارة البحوث‪« ،‬التمويل باملشاركة»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.20-19 :‬‬
‫‪531‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫ونوضــح خطــوات التمويــل باملشــاركة املتناقصــة املنتهيــة بالتمليــك يف‬
‫الشــكل التــايل‪:‬‬
‫شــكل رقــم (‪ :)72‬خطــوات التمويــل باملشــاركة املتناقصــة املنتهيــة‬
‫با لتمليــك‬
‫طلب العميل مشاركة‬
‫منتهية بامللكية ‪ +‬تقديم‬
‫دراسة جدوى املشروع‬
‫دراســـة البنك للطلب‬
‫وإقــرار مناسبته‬
‫عقد مشاركة متناقصة‬
‫(حـ‪ /‬خاص باملشاركة‬
‫املتناقصة)‬
‫حلول الشريك حمل البنك بعقد‬
‫مستقل من عقد التمويل وبعده‪،‬‬
‫حبيث يكون لكل شريك حريته‬
‫يف البيع لشريكه أو لغريه‪.‬‬
‫رغبـات وطلــبات جديـدة‬
‫لــدى العـــميـــل ‪.‬‬
‫أو‬
‫اسرتجــاع البنـــك‬
‫أصل املشاركة ‪ +‬عــائد‪.‬‬
‫حلول الشريك حمل البنك‬
‫وملكيته التامة للمشروع‬
‫موضوع املشاركة‪.‬‬
‫ختصيص جزء من الدخل‬
‫املتو ِّلد لسداد متويل البنك‪،‬‬
‫إضافة إىل نصيبه من‬
‫العائد‪.‬‬
‫‬
‫أو‬
‫‬
‫تقسيم العملية إىل حصص أو‬
‫ أسهم للبنك وللشريك‪ ،‬ليتم‬
‫اقتناء عدد من أسهم البنك كل‬
‫مرة‪ ،‬حتى ميتلك كامل األسهم‪.‬‬
‫‬
‫‪ -2.2.3‬اخلطوات العملية للتأجري املنتهي بالتمليك‪:‬‬
‫تتمثل اخلطوات العملية للتأجري املنتهي بالتمليك فيما يلي(‪:)1‬‬
‫(‪ )1‬حممد عثمان شبري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.328 :‬‬
‫‪532‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‪ -1.2.2.3‬يبــدي العميــل رغبــة يف إجــارة منتهيــة‬
‫بالتمليــك ألصــل غــر موجــود لــدى بنــك املشــاركة‬
‫(كســيارة أجــرة)‪.‬‬
‫‪ -2.2.2.3‬يقــوم البنــك بعــد دراســة طلــب العميــل‬
‫بشــراء األصــل موضــوع التمويــل مــن البائــع حلســابه‪.‬‬
‫‪ -3.2.2.3‬يــوكل البنــك عميلــه باســتالم األصــل‪،‬‬
‫ويطلــب منــه إشــعاره بأنــه قــد تسـلّمه حســب املواصفات‬
‫احملــدّدة يف العقــد‪.‬‬
‫‪ -4.2.2.3‬يؤجِّــر البنــك األصــل للعميــل بإجيــار حمــدد‬
‫ملــدة معيّنــة‪ ،‬ويَعِــده بتمليكــه لــه إذا ســدد مجيــع أقســاط‬
‫اإلجيــار عــن طريــق اهلبــة أو عــن طريــق البيــع بســعر‬
‫رمــزي‪.‬‬
‫‪ -5.2.2.3‬عنــد انتهــاء مــدة التأجري والوفاء باألقســاط‬
‫احملــددة‪ ،‬يتنــازل البنــك للعميــل عــن األصــل بعقــد‬
‫جديــد‪.‬‬
‫وفيمــا يلــي شــكل ختطيطــي يوضــح مراحــل التمويــل بالتأجــر املنتهــي‬
‫بالتمليــك‪:‬‬
‫‪533‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫شكل رقم (‪ :)73‬خطوات التمويل بالتأجري املنتهي بالتمليك‬
‫طلب إجارة منتهية‬
‫بالتمليك‬
‫(اختيــار األصل)‬
‫شراء البنك لألصل من‬
‫البائع‬
‫(االقتنــاء)‬
‫تسليم وتسلم األصل‬
‫(البنك = املالك)‬
‫رغبات وطلبات جديدة لدى العميل‬
‫عقد متليك األصل للعميل‬
‫تسديد األقساط اإلجيارية‬
‫عقــد تأجيـــر‬
‫(عقد بيع أو عقد هبة)‬
‫(فرتة التأجري)‬
‫‪ +‬وعــد بالتمليك‬
‫‪ -3.3‬تركيب عملية التمويل املتناقص املنتهي بالتمليك‪:‬‬
‫‪ -1.3.3‬تركيــب عمليــة التمويــل باملشــاركة املتناقصــة‬
‫املنتهيــة بالتمليــك‪:‬‬
‫يتضمن التمويل باملشاركة املتناقصة العناصر التالية(‪:)1‬‬
‫‪ -1.1.3.3‬مشاركة بني البنك والعميل الشريك‪.‬‬
‫‪ -2.1.3.3‬وعد من البنك ببيع حصة للشريك‪.‬‬
‫‪ -3.1.3.3‬بيع البنك حصته للشريك كليا أو جزئيا‪.‬‬
‫أي أن عقد املشــاركة املنتهية بالتمليك يتكون من عقدين مســتقلني ومها‪:‬‬
‫عقــد املشــاركة وعقــد البيــع‪ ،‬وقــد ينقلــب التمويــل باملشــاركة املتناقصــة‬
‫املنتهيــة بالتمليــك إىل مضاربــة‪ ،‬يف احلالــة الــي ال يســهم فيهــا الشــريك‬
‫العامــل يف رأس املــال؛ حبيــث يُقـدِّم البنــك كل التمويــل الــازم‪.‬‬
‫‪ -2.3.3‬تركيب عملية التمويل بالتأجري املنتهي بالتمليك‪:‬‬
‫(‪ )1‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.341 :‬‬
‫‪534‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫يتضمن التمويل بالتأجري املنتهي بالتمليك العناصر التالية(‪:)1‬‬
‫‪ -1.2.3.3‬بيــع تقســيط يقــرن بــه شــرط عــدم نقــل‬
‫ملكيــة األصــول املؤجــرة إال بعــد الوفاء جبميع األقســاط‬
‫االجياريــة‪.‬‬
‫‪ -2.2.3.3‬وعــد ملــزم للبنــك بتمليــك األصــول املؤجــرة‬
‫للمســتأجر عــن طريــق اهلبــة أو البيــع يف هنايــة مــدة‬
‫التأجــر‪.‬‬
‫‪ -3.2.3.3‬عقد تأجري يف املدة احملددة‪.‬‬
‫‪ -4.2.3.3‬الربــط بــن التأجــر والبيــع والوعــد يف عقــد‬
‫واحد‪.‬‬
‫أي أن عقــد التأجــر املنتهــي بالتمليــك يتكــون مــن عقديــن مســتقلني ومهــا‪:‬‬
‫األول يتــم فــوراً وهــو التأجــر‪ ،‬والثانــي يتــم الحقـاً وهــو اهلبــة أو البيــع‪.‬‬
‫ثانيــاً‪ :‬خصائــص وأمهيــة التمويــل املتناقــص املنتهــي بالتمليــك يف‬
‫بنــوك املشــاركة‬
‫‪1 .1‬خماطــر التمويــل املتناقــص املنتهــي بالتمليــك وإجراءاتــه تقليــل‬
‫حجمهــا‪:‬‬
‫يــرى أحــد الباحثــن أن احتمــال الغــش مــن جانــب املقــاول ال يُســتبعد‬
‫يف ظــل املشــاركة املتناقصــة املنتهيــة بالتمليــك(‪ .)2‬ويعتــر باحــث آخــر أن‬
‫املخاطــر الناجتــة عــن التأجــر املنتهــي بالتمليــك تتمثــل يف ســوء اســتعمال‬
‫(‪ )1‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.329 :‬‬
‫(‪ )2‬حممد بوجالل‪« ،‬البنوك اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.89 :‬‬
‫‪535‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫األصــل‪ ،‬أو إلغــاء عقــد اإلجيــار‪ ،‬أو إعــادة األصــل املؤجــر(‪.)1‬‬
‫ويُمكــن لبنــك املشــاركة أن يتخــذ بعــض اإلجــراءات الكفيلــة بتقليــل حجــم‬
‫املخاطــر مــن هــذا التمويــل‪ ،‬نســتعرضها فيمــا يلــي(‪:)2‬‬
‫‪ -1.1‬تشكيل وحدة متابعة ميدانية ومراقبة بالبنك‪.‬‬
‫‪ -2.1‬ضــرورة أن يشــمل اهليــكل التنظيمــي لبنــوك املشــاركة علــى‬
‫إدارة لدراســة اجلــدوى االقتصاديــة(‪ ،)3‬تتــوىل املهــام التاليــة‪:‬‬
‫أ‪ -‬تقويــم دراســات اجلــدوى الــواردة مــن العمــاء (مــن وجهــة‬
‫نظــر بنــك املشــاركة)‪.‬‬
‫ب‪ -‬إعــداد تقريــر عــن رأي اإلدارة يف الدراســة املقدمــة مــن‬
‫العميــل وعــن احلصــة املقرتحــة ملســامهة البنــك يف املشــروع‬
‫املقــرح‪.‬‬
‫جـــ‪ -‬متابعــة تنفيــذ املشــروعات االســتثمارية الــي وافــق عليهــا‬
‫بنــك املشــاركة‪.‬‬
‫د‪ -‬متابعــة املشــروعات أثنــاء تشــغيلها واحلصــول علــى عائــد‬
‫البنــك منهــا‪ ،‬فضـاً عــن اســرداد قيمــة التمويــل الــذي حصــل‬
‫عليــه العميــل مــن البنــك‪.‬‬
‫هـــ‪ -‬إجــراء البحــوث والدراســات املتعلقــة بوضــع اســراتيجية‬
‫(‪ )1‬حسن بن منصور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.30 :‬‬
‫(‪ )2‬راجع‪:‬‬
‫ حممد بوجالل‪« ،‬البنوك اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.89 :‬‬‫ محــدي عبــد العظيــم‪« ،‬دراســات اجلــدوى االقتصاديــة يف البنــك اإلســامي»‪ ،‬املعهــد العاملــي للفكــر اإلســامي‪ ،‬القاهــرة‪،‬‬‫ط‪ ،1996 ،1‬ص‪.57 :‬‬
‫(‪ )3‬تُع ـرِّف دراســة اجلــدوى االقتصاديــة بأهنــا‪ :‬أســلوب علمــي لتقديــر احتمــاالت جنــاح أو فشــل مشــروع معــن أو فكــرة‬
‫اســتثمارية‪ ،‬أو قــرار اســراتيجي قبــل التنفيــذ الفعلــي‪ ،‬وذلــك يف ضــوء قــدرة املشــروع أو القــرار االســتثماري علــى حتقيــق‬
‫أهــداف معينــة للمســتثمر وللمجتمــع ككل‪ ،‬وزيــادة العوائــد املتوقعــة علــى التكاليــف املتوقعــة طــول العمــر االفرتاضــي‬
‫حليــاة املشــروع‪ .‬ويســتعمل يف ذلــك العديــد مــن األدوات التحليليــة واالقتصاديــة واحملاســبية واإلداريــة والرياضيــة وأجهــزة‬
‫احلاســوب اإللكرتونيــة وبعــض األدوات الالزمــة للفحــص اجليولوجــي وغريهــا‪.‬‬
‫‪536‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫لالســتثمار خــال الفــرات القادمــة‪ ،‬وذلــك فيمــا يتعلــق‬
‫بالقــرارات االســتثمارية يف املســتقبل‪.‬‬
‫‪2 .2‬مقارنــة التمويــل املتناقــص املنتهــي بالتمليــك مــع األســاليب‬
‫التمويليــة املشــاهبة‪:‬‬
‫يــرى البعــض أن صيغــة «اإلجيــار ثــم االقتنــاء» هــي مــن ضمــن أســاليب‬
‫التمويــل يف بعــض بنــوك املشــاركة؛ حيــث يقــوم البنــك بشــراء األصــول‬
‫الثابتــة «بنــاء علــى طلــب عمالئــه وتأجريهــا هلــم بقيمــة إجياريــة حمــددة‪،‬‬
‫خــال فــرة حمــددة تنتهــي بتمليــك العمــاء لتلــك األصــول؛ بعــد أن تكــون‬
‫اإلجيــارات احملصلــة منهــم قــد بلغــت القيمــة البيعيــة لألصــل‪ ...‬وهــذا‬
‫النشــاط مشــابه لنظــام البيــع بالتقســيط وهــو مــا يُطلــق عليــه نظــام البيــع‬
‫التأجــري»(‪ ،)1‬ورغــم ذلــك فإنــه توجــد بعــض الفروقــات بــن هــذا النــوع من‬
‫التمويــل والبيــع بالتقســيط نوجزهــا يف اجلــدول التــايل‪:‬‬
‫جــدول رقــم (‪ :)107‬مقارنــة البيــع بالتقســيط والتمويــل بالتأجــر‬
‫املنتهــي بالتمليــك يف بنــوك املشــاركة‬
‫البيــع بالتقسيــط‬
‫عنصر املقارنة‬
‫ هــو اتفــاق يتــم مبقتضــاه شــراء األصــل‬‫مــن البنــك علــى أســاس دفــع مثنــه يف صــورة‬
‫التعريــف‪ :‬أقســاط حمــددة يف مواعيــد يتفــق عليهــا‬
‫عنــد االتفــاق‪.‬‬
‫ عقــد يقضــي بــأن يُســدَّد مثــن البيــع‬‫علــى عــدد حمــدود مــن الدفعــات يف تواريــخ‬
‫من حيث معيّنــة‪.‬‬
‫التكويــن‪:‬‬
‫التأجــري املنتهي بالتمليــك‬
‫ يتمثــل يف شــراء اآلالت واملعــدات أو غريهــا‬‫حلســاب البنــك ومــن ثــم القيــام بتأجريهــا طبقـاً‬
‫لعقــود خاصــة ولعــدة ســنوات تــؤول بعدهــا‬
‫املعــدات بكاملهــا إىل املســتأجر‪.‬‬
‫ يتكون من عقدين مستقلني‪:‬‬‫‪ -1‬عقــد تأجــر يتــم ابتــداء‪( ،‬ويأخــذ كل أحــكام‬
‫التأجــر يف تلــك الفــرة)‪.‬‬
‫‪ -2‬عقــد متليــك األصــل (عــن طريــق اهلبــة‬
‫أو البيــع بســعر رمــزي حســب الوعــد املقــرن‬
‫باإلجــارة)‪.‬‬
‫(‪ )1‬مسري حممد عبد العزيز‪« ،‬التأجري التمويلي»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.254-253 :‬‬
‫‪537‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫طبيعة‬
‫األقساط‪:‬‬
‫ يدفــع املشــري جــزءاً معقــوالً مــن مثــن‬‫األصــل عنــد الشــراء‪ ،‬ثــم يقســم الباقــي علــى‬
‫املــدة الــي يتفــق عليهــا‪.‬‬
‫ يُســدَّد مثــن األصــل يف صــورة أقســاط‬‫حمــددة‪.‬‬
‫انتقال ملكية ‪ -‬انتقــال امللكيــة يكــون آني ـاً؛ أي عنــد بدايــة‬
‫األصــول‪ :‬العقــد‪.‬‬
‫ يتم تسديد املبلغ املستحق بطريقتني‪:‬‬‫‪ -1‬يدفــع املســتأجر أقســاطاً متســاوية ويس ـدِّد‬
‫مثــن األصــول دفعــة واحــدة عنــد هنايــة العقــد‪.‬‬
‫‪ -2‬تقســيط الثمــن علــى دفعــات‪ ،‬مــع دفــع إجيــار‬
‫دوري يقــل تدرجييـاً كلمــا دفــع جــزءاً مــن الثمــن‬
‫بنســبة ذلــك اجلــزء‪ ،‬إذ تنتقــل ملكيــة اجلــزء‬
‫املدفــوع قيمتــه إىل العميــل فيســقط مقابلــه مــن‬
‫اإلجيــار (يكــون مقــدار اإلجيــار متناقصــاً مــع‬
‫تزايــد احلصــة مــن األصــل الثابــت الــي ميلكهــا‬
‫املســتأجر)‪.‬‬
‫ التحويــل (التمليــك) يكــون يف هنايــة مــدة العقد‬‫(هبــة أو بيعاً)‪.‬‬
‫وختتلــف املشــاركة الثابتــة عــن املشــاركة املتناقصــة املنتهيــة بالتمليــك يف‬
‫جوانــب أساســية؛ مثلمــا يوضحــه اجلــدول التــايل‪:‬‬
‫جــدول رقــم (‪ :)108‬مقارنــة بــن املشــاركة الثابتــة واملشــاركة املتناقصــة‬
‫املنتهيــة بالتمليــك يف بنــوك املشــاركة‬
‫املشاركــة الثابتــة‬
‫عنصر املقارنة‬
‫ مشاركة دائمة ‪ +‬مستمرة‪.‬‬‫تسميات‬
‫ املشاركة يف رأس مال املشروع‪.‬‬‫املشاركة‪:‬‬
‫ تتمثــل يف دخــول البنــك يف رأس مــال‬‫مشــرك حبصــة ثابتــة تنتهــي بانقضــاء‬
‫عمــر املشــروع‪ ،‬ويــوزَّع صــايف نتائــج النشــاط‬
‫مفهوم املشاركة‪( :‬رحبــاً أو خســارة) علــى الشــركاء حســب‬
‫مســامهة كل منهــم يف رأس املــال‪.‬‬
‫ مشاركة ثابتة مستمرة (طويلة األجل)‪.‬‬‫ مشاركة ثابتة منتهية (قصرية األجل)‪.‬‬‫أنواع املشاركة‪:‬‬
‫حتديد نسبــة‬
‫املشـاركة‪:‬‬
‫‪ -‬تُحدَّد نسبة املشاركة قبل بدء العمل‪.‬‬
‫‪538‬‬
‫املشاركــة املتناقصــة‬
‫ مشاركة تنازلية ‪ +‬منتهية بامللكية‪.‬‬‫ املشاركة يف األصول‪.‬‬‫ تتمثــل يف قيــام البنــك بتمويــل مشــروع‬‫معيّــن‪ ،‬ويــوزَّع صــايف نتائــج أعمــال املشــروع‬
‫علــى الطرفــن حســب االتفــاق‪ ،‬علــى أن يُوجَّــه‬
‫جــزء معيّــن مــن نصيــب املتعامــل يف األربــاح‬
‫لتســديد أصــل التمويــل‪ ،‬فــإذا مت التســديد‬
‫علــى هــذا النحــو؛ آلــت ملكيــة املشــروع بكاملــه‬
‫للمتعامــل‪.‬‬
‫ بيــع حصــة البنــك للشــريك بعقــد مســتقل‬‫(بعــد انتهــاء أجــل املشــاركة األصليــة)‪.‬‬
‫ شــراء العميــل املشــارك جــزء مــن متويــل‬‫البنــك (تســديد أصــل مبلــغ التمويــل)‪.‬‬
‫ شــراء العميــل املشــارك األســهم اململوكــة‬‫للبنــك (جممــوع األســهم = قيمــة املشــروع)‪.‬‬
‫ تُح ـدَّد نســبة املشــاركة حســب الرصيــد يف‬‫كل دورة يــوزَّع فيهــا عائــد‪.‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫ يســرد البنــك إمجــايل متويلــه يف هنايــة ‪ -‬يســرد البنــك متويلــه خــال العمليــة؛‬‫حبيــث ينعــدم الرصيــد يف هنايــة الفــرة‪.‬‬
‫اسرتداد التمويل‪ :‬الفــرة‪.‬‬
‫ يقصــد البنــك االســتمرار يف املشــاركة ‪ -‬ال يقصــد البنــك االســتمرار يف املشــاركة‪،‬‬‫الدوام‬
‫ويعطــي احلــق للشــريك يف اإلحــال حملــه يف‬
‫حتــى هنايتهــا وتصفيتهــا‪.‬‬
‫واالستمرار‪:‬‬
‫ملكيــة املشــروع‪.‬‬
‫‪3 .3‬حماسبة التمويل املتناقص املنتهي بالتمليك‪:‬‬
‫يــرى أحــد الباحثــن أن االتفــاق املنظــم للتمويــل باملشــاركة املتناقصــة يكــون‬
‫علــى أســاس أن يأخــذ البنــك نصيبــه مــن صــايف الدخــل حســب االتفــاق‬
‫(حصــة الربــح املســتحقة شــهرياً أو ســنوياً)‪ ،‬وحيجــز اجلــزء املتبقــي (باقــي‬
‫الربــح) يف حســاب «تأمينــات خــاص» باملشــروع موضــوع املشــاركة‪ ،‬ليقــوم‬
‫بتمليكــه إىل العميــل بعــد أن تكافــئ هــذه املبالــغ املتجمعــة مبلــغ التمويــل‬
‫الــذي قدمــه البنــك(‪.)1‬‬
‫وفيمــا يتعلــق باملعاجلــة احملاســبية اخلاصــة بعمليــة التأجــر املنتهــي‬
‫بالتمليــك‪ ،‬يــرى أحــد احملاســبني أن القيــود احملاســبية تكــون كاآلتــي‪:‬‬
‫جــدول رقــم (‪ :)109‬املعاجلــة احملاســبية للتأجــر املنتهــي بالتمليــك يف‬
‫بنــوك املشــاركة‬
‫املعاجلـــة احملاسبيــة‬
‫من حـ ‪ /‬معدات رأمسالية‬
‫إىل حـ ‪ /‬اخلزينة‬
‫من حـ ‪ /‬احلسابات اجلارية‬
‫إىل حـ ‪ /‬إجيار القتناء معدات رأمسالية‬
‫من حـ ‪ /‬احلسابات اجلارية‬
‫إىل حـ ‪ /‬إجيار القتناء معدات رأمسالية‬
‫من حـ ‪ /‬إجيار القتناء معدات رأمسالية‬
‫إىل مذكورين‪:‬‬
‫حـ ‪ /‬معدات رأمسالية‪.‬‬
‫حـ ‪ /‬عمولة تأجري معدات رأمسالية‪.‬‬
‫شــرح العمليــة‬
‫«شراء معدات رأمسالية»‪.‬‬
‫«حتصيــل قيمــة اإلجيــار مــن العميــل‬
‫عــن الســنة األوىل»‪.‬‬
‫« حتصيــل قيمــة اإلجيــار مــن العميــل‬
‫عــن الســنة الثانيــة»‪ ،‬وهكــذا ‪...‬‬
‫«نقــل ملكيــة معــدات رأمساليــة إىل‬
‫املســتأجر»‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬حممد كمال عطية‪« ،‬نظم حماسبية يف اإلسالم»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.356-355 :‬‬
‫(‪ )1‬حممد صاحل حممد الصاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.621 :‬‬
‫‪539‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫‪4 .4‬أمهيــة التمويــل املتناقــص املنتهــي بالتمليــك علــى املســتوى االقتصــادي‬
‫الكلــي واجلزئــي‪:‬‬
‫‪ -1.4‬جماالت تطبيق التمويل املتناقص املنتهي بالتمليك‪:‬‬
‫إن التمويــل باملشــاركة املتناقصــة يناســب قطــاع املبانــي وقطــاع النقــل بصفــة‬
‫خاصــة‪ ،‬ففــي قطــاع املبانــي ميكــن أن يُمـوِّل البنــك جــزءاً مــن نفقــات املبانــي‬
‫علــى أن يشــارك طالــب التمويــل يف عائــد املبانــي؛ حتــى يســرد مــا دفعــه علــى‬
‫دفعــات تدرجييــة‪ ،‬إىل أن تــؤول ملكيــة املبنــى بالكامــل للعميــل بعــد اســتيفاء‬
‫كل الدفعــات واألربــاح املســتحقة للبنــك(‪.)1‬‬
‫ويُســتخدم التأجــر املنتهــي بالتمليــك يف جمــاالت أمههــا‪ :‬العقــارات وشــراء‬
‫اآلالت واملعــدات املختلفــة‪ ،‬فينتفــع املســتأجر باألصــل املؤجَّــر وهــو مطمئــن إىل‬
‫أنــه ســيمتلكه يف هنايــة املــدة‪ ،‬وحيتفــظ البنــك مبلكيــة األصــل حتــى حيصــل‬
‫علــى مجيــع األقســاط االجياريــة املتفــق عليهــا(‪.)2‬‬
‫‪ -2.4‬مزايا وعيوب التمويل املتناقص املنتهي بالتمليك‪:‬‬
‫إن التمويــل املتناقــص املنتهــي بتمليــك العمــاء خالفــا للتمويــل بالقــروض‪،‬‬
‫«يســاعد علــى اســتبعاد إمكانيــة قيــام هيــكل متويلــي ضخــم‪ ،‬قائــم علــى قاعدة‬
‫مشــاركة ضعيفــة يف شــكل اهلــرم املقلــوب الــذي يدعمــه التمويــل الربــوي»(‪،)3‬‬
‫وهــو مــا يــؤدي إىل توســيع قاعــدة امللكيــة يف النشــاط االقتصــادي‪ .‬ومــع ذلــك‬
‫فــإن البنــك مهمــا وضــع مــن معــدالت لــأداء أو الدخــل‪ ،‬فلــن يســتطيع أن يلــزم‬
‫العميــل إال علــى أســاس الدخــل الفعلــي الــذي حتقــق فعـاً‪ ،‬وليــس علــى أســاس‬
‫الدخــل املقــدر مــن البنــك وبنــى حســاباته علــى أساســه(‪.)4‬‬
‫(‪ )1‬أمرية عبد اللطيف مشهور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.287 :‬‬
‫(‪ )2‬وهبــة الزحيلــي‪« ،‬البنــوك اإلســامية‪ :‬عقــود ومعامــات شــرعية»‪ ،‬جملــة االقتصــاد اإلســامي‪ ،‬العــدد ‪ ،195‬مرجــع‬
‫ســابق‪ ،‬ص‪.44 :‬‬
‫(‪ )3‬حممد عمر شابرا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.101 :‬‬
‫(‪ )4‬حممد صالح حممد الصاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.623 :‬‬
‫‪540‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫ونبيِّن إجيابيات هذا النوع من التمويل يف اجلدول التايل‪:‬‬
‫جدول رقم (‪ :)110‬مزايا التمويل املتناقص املنتهي بالتمليك على املستوى االقتصادي الكلي واجلزئي‬
‫* املشاركة املتناقصة املنتهية بالتمليك‬
‫* التأجــري املنتهي‬
‫بالتملـيـــك‬
‫التمويل‬
‫* بالنسبة لالقتصــاد الوطين (التنميــة)‬
‫* بالنسبة للعمــالء املستفيدين (املالكيـــن)‬
‫‪ -1‬يُنظــر إىل هــذه الصيغــة علــى أهنــا مــن أجنــح صيــغ‬
‫االســتثمار يف بنــوك املشــاركة مــن حيــث حمافظتهــا علــى املــوارد‬
‫االقتصاديــة؛ ألهنــا تدعــو املســتأجر إىل احملافظــة علــى األصــول‬
‫باعتبــار أهنــا ســتؤول إليــه؛ وبالتــايل فإنــه يتعهدهــا بالصيانــة‬
‫واحلمايــة طــوال فــرة االســتئجار؛ ممــا يوفــر علــى االقتصــاد‬
‫الوطــي عــبء اهتــاك هــذه األصــول والــي تكــون يف معظمهــا‬
‫مســتوردة بأعلــى التكاليــف‪.‬‬
‫‪ -1‬املشــاركات املتناقصــة هــي الــي ينســحب فيهــا البنــك مــن‬
‫املشــاركة بالتدريــج‪ ،‬تــاركا للشــريك مشــروعه بعــد ســداد رأس‬
‫مــال البنــك بالتدريــج مــع األربــاح‪ .‬وهــذا أســلوب علــى غايــة مــن‬
‫األمهيــة يف ترويــج االســتثمار وانطــاق التنميــة والقضــاء علــى‬
‫البطالــة‪ .‬وهــذا النــوع مــن التمويــل ميثــل ضــرورة تنمويــة بالنســبة‬
‫للــدول الناميــة ففــي كل بلــد خــرات وحرفيــون علــى درجــة مــن‬
‫اخلــرة ال يعــوق انطالقهــم إال رأس املــال‪.‬‬
‫‪ -2‬إن التمويــل عــن طريــق املشــاركة املنتهيــة بالتمليــك ســيتيح‬
‫يف اجملتمــع إقبــاالً كبــراً علــى االســتثمار؛ ممــا يــؤدي إىل تطويــر‬
‫اإلنتــاج وزيادتــه‪ .‬كمــا أن البنــك يســتفيد مــن زيــادة عوائــده‬
‫وتوســيع دائــرة نشــاطه وشــبكة تعاملــه نتيجــة وجــود طاقــات‬
‫هامــة تشــارك البنــك يف اســتثمار أموالــه‪ ،‬واملشــاركة تســتعمل‬
‫علــى امتصــاص البطالــة وتوفــر مناصــب عمــل جديــدة تقــوم‬
‫بتنفيــذ املشــاريع االســتثمارية‪.‬‬
‫‪ -3‬هــذا األســلوب املطــور للمشــاركة أمكــن بــه حــ ّل مشــكالت‬
‫التمويــل طويــل األجــل والــذي تقــوم بــه البنــوك الصناعيــة‬
‫والعقاريــة‪ ،‬فيســتطيع بنَّــاء املصنــع أو مــن يريــد إقامــة املبانــي‬
‫االســتثمارية الضخمــة أن يدخــل شــريكاً مــع البنــك مبقــدار مــا‬
‫لديــه مــن رأمســال‪ ،‬علــى أن يسـدِّد حصــة ســنوية للبنــك يشــري‬
‫هبــا جــزءا مــن أســهمه يف املشــاركة‪ ،‬وهبــذا األســلوب تســهم بنــوك‬
‫املشــاركة يف التنميــة االقتصاديــة واالجتماعيــة‪.‬‬
‫‪ -1‬تقــوم بنــوك املشــاركة بشــراء األصــول الثابتــة مثــل املعــدات الثقيلــة‬
‫بنــاءً علــى طلــب العمــاء وتأجريهــا هلــم خــال فــرة حمــددة تنتهــي بتمليــك‬
‫العمــاء لتلــك األصــول‪ ،‬والبنــك هبــذا األســلوب يســاعد العمــاء علــى متلــك‬
‫األصــول مرتفعــة القيمــة والالزمــة ألنشــطتهم وفقــا لقدرهتــم؛ دون حتمُّــل‬
‫أعبــاء إضافيــة خاصــة يف بدايــة النشــاط‪.‬‬
‫‪ -1‬املشــاركة املتناقصــة هــي وســيلة هامــة مــن وســائل متويــل املشــروعات‪،‬‬
‫حيــث مييــل إليهــا كثــر مــن طالــي التمويــل الذيــن ال يرغبــون يف اســتمرار‬
‫مشــاركة البنــك هلــم؛ بــل يــودون أن تــؤول إليهــم يف النهايــة ملكيــة هــذه‬
‫املشــروعات املشــركة‪ ،‬والــي غالبـاً مــا تكــون منتجــة للدخــول كالســيارات أو‬
‫بعــض الوحــدات اإلنتاجيــة يف املصانــع واملؤسســات وغــر ذلــك‪.‬‬
‫‪ -2‬قــد ترغــب مثــاً شــركة مــن الشــركات يف أن تضيــف إىل أعماهلــا‬
‫وحــدة كاملــة لتصنيــع نــوع معيّــن مــن الســلع‪ ،‬فيمكــن للبنــك أن يتفــق مــع‬
‫هــذه الشــركة علــى املشــاركة يف متويــل هــذه الوحــدة‪ ،‬وتنظيــم اإليــرادات‬
‫واملصاريــف اخلاصــة هبــذه الوحــدة بشــكل مســتقل‪ ،‬ثــم يتفــق علــى تقســيم‬
‫الربــح بينهمــا‪ ،‬مــع جتنيــب جــزء مــن الدخــل حيتفــظ بــه لتســديد مثــن هــذه‬
‫الوحــدة‪ ،‬فيــؤول األمــر إىل أن تنفــرد هــذه الشــركة مبلكيــة هــذه الوحــدة يف‬
‫النهايــة‪.‬‬
‫‪ -3‬تصلــح هــذه الصيغــة التمويليــة يف حالــة رغبــة الشــريك يف االســتئثار‬
‫باملشــروع لنفســه بعــد فــرة مــن الزمــن‪ ،‬مثــال ذلــك متويــل شــراء ســيارات‬
‫األجــرة؛ حيــث يرغــب الســائق أن يســتقل مبلكيتهــا بعــد فــرة زمنيــة‪ ،‬ومثــال‬
‫ذلــك التمويــل العقــاري للســكن‪.‬‬
‫‪ -4‬ال متثــل املشــاركة املتناقصــة عبئ ـاً علــى الشــريك الرئيــس الــذي ســوف‬
‫تــؤول إليــه امللكيــة يف هنايــة املشــاركة؛ ذلــك أن رأس املــال الــذي حيصــل‬
‫عليــه الســتكمال مقــدار التمويــل الــازم ملشــروعه لــن يكــون يف صــورة قــرض‬
‫بفائــدة‪ ،‬يكــون ملزمــاً بدفــع الفوائــد املســتحقة عليــه حتــى ولــو مل حيقــق‬
‫عائــدا مــن املشــروع‪.‬‬
‫‪541‬‬
‫* بالنسبة لبنــوك املشاركة (املموِّليــن)‬
‫‪ -1‬تو ِّفــر هــذه الصيغــة لبنــك املشــاركة إضافــة إىل الرحبيــة‬
‫املنشــودة‪ ،‬مقــدرة علــى توفــر الســيولة النامجــة عــن التدفــق‬
‫النقــدي الداخــل بصــورة مســتمرة ومنتظمــة‪.‬‬
‫‪ -2‬جتنــب البنــك للمخاطــر األخالقيــة املتعلقــة بإتــاف أو تغيــر‬
‫معــامل األصــول املؤجَّــرة‪.‬‬
‫‪ -3‬جتنــب البحــث املتواصــل عــن مســتأجرين آخريــن هلــذه‬
‫األصــول‪.‬‬
‫‪ -1‬إن بنــوك املشــاركة كمصــدر متويــل ال يُفــرض هلــا أن تســتمر‬
‫مــع شــريك واحــد ملــدة طويلــة‪ ،‬فهــي مطالبــة بإعطــاء الفرصــة‬
‫ألكــر عــدد مــن املقاولــن ورجــال األعمــال حتــى تعــم املنفعــة‪.‬‬
‫ولذلــك فإهنــا تعتمــد علــى املشــاركة املنتهيــة بالتمليــك؛ حيــث إن‬
‫البنــك عندمــا يُق ـدِّم املــال إىل شــريكه فإنــه يأمــل أن يســرجع‬
‫هــذا املــال باإلضافــة إىل حصــة مــن األربــاح الــي ال تعــرف‬
‫مســبقا‪.‬‬
‫‪ -2‬أســلوب املشــاركة املنتهيــة بالتمليــك يناســب بنــوك املشــاركة‪،‬‬
‫ذلــك أن البنــوك ليــس مــن طبيعتهــا دميومــة االحتفــاظ بأصــول‬
‫أمواهلــا العاملــة؛ ألن أغلــب هــذه األمــوال هــي أمــوال املســتثمرين‬
‫الــي تَـرِد إىل البنــك يف شــكل ودائــع االســتثمار‪ ،‬والذين ينتظرون‬
‫عودهتــا مــع عائداهتــا مــن األربــاح يف أقــرب األوقــات املناســبة‪.‬‬
‫‪ -3‬التمويــل باملشــاركة املتناقصــة يف بنــك املشــاركة هــي صيغــة‬
‫بديلــة عــن التمويــل بالقــروض متوســطة وطويلــة األجــل يف‬
‫البنــوك التقليديــة‪ ،‬وعلــى ذلــك فهــي مت ِّثــل وســيلة لتمويــل‬
‫االســتثمارات متوســطة وطويلــة األجــل يف مجيــع جمــاالت‬
‫االســتثمار والتنميــة‪.‬‬
‫‪ -4‬حيصــل البنــك علــى نصيبــه مــن األربــاح بعــد بــدء التشــغيل‬
‫وحتقيــق عائــد‪ ،‬كمــا أن مشــاركة البنــك فعليــاً يف املشــروع‬
‫مت ِّثــل نوع ـاً مــن الضمــان علــى رأس املــال مــن اهلــاك أو عــدم‬
‫التســديد‪.‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫ثالثاً‪ :‬واقع التمويل املتناقص املنتهي بالتمليك يف بنوك املشاركة‬
‫‪1 .1‬دراسة حتليلية للتمويل املتناقص املنتهي بالتمليك‪:‬‬
‫تشــر بعــض الدراســات امليدانيــة الــي تناولــت التمويــل باملشــاركة‬
‫املتناقصــة‪ ،‬مــدى النجــاح الكبــر الــذي حي ِّققــه هــذا األســلوب يف قطــاع‬
‫النقــل‪ ،‬كمــا أوضحــت أنــه ليــس قاصــراً علــى هــذا القطــاع؛ بــل يُمكــن‬
‫تطبيقــه يف معظــم اجملــاالت األخــرى‪ ،‬كالصناعــات‪ ،‬وجمــاالت البنــاء‬
‫الســكين والتجــاري وحنوهــا(‪ .)1‬ومــن املأمــول أن تتوســع بنــوك املشــاركة يف‬
‫اســتخدامها لتمويــل العديــد مــن األفــراد لبــدء بعــض األعمــال أو املشــاريع‬
‫املهنيــة أو احلرفيــة الضروريــة يف اجملتمــع(‪.)2‬‬
‫وقامــت جمموعــة مــن اخلــراء بدراســة تطبيقيــة لإلطــاع عــن أنشــطة‬
‫التمويــل واالســتثمار واألعمــال يف عينــة مــن بنــوك املشــاركة (ن = ‪،)17‬‬
‫فتوصلــت إىل النتائــج الــي نوجزهــا يف اجلــدول التــايل‪:‬‬
‫جــدول رقــم (‪ :)111‬واقــع توزيــع أنشــطة التمويــل واالســتثمار واألعمال‬
‫يف بنوك املشــاركة‬
‫التكـرار‬
‫‪13‬‬
‫‪11‬‬
‫‪10‬‬
‫‪16‬‬
‫‪11‬‬
‫‪14‬‬
‫‪12‬‬
‫‪09‬‬
‫‪06‬‬
‫‪10‬‬
‫نــــوع النشـــاط‬
‫املسامهات يف مشروعات أو شركات مالية‪.‬‬
‫املشاركات الثابتة‪.‬‬
‫املشاركات املنتهية بالتمليك‪.‬‬
‫املراحبات احمللية‪.‬‬
‫املراحبات الدولية‪.‬‬
‫متويل رأس املال العامل‪.‬‬
‫التجارة الداخلية واخلارجية‪.‬‬
‫املسامهة يف إنشاء بنوك املشاركة‪.‬‬
‫شراء وبيع األوراق والصكوك املالية‪.‬‬
‫األعمال العقارية‪.‬‬
‫(‪ )1‬إبراهيم بن صاحل العمر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.218 :‬‬
‫(‪ )2‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.213 -212 :‬‬
‫‪542‬‬
‫النسبـة‬
‫‪% 76,5‬‬
‫‪% 64,7‬‬
‫‪% 58,8‬‬
‫‪% 94,1‬‬
‫‪% 64,7‬‬
‫‪% 82,35‬‬
‫‪% 70,6‬‬
‫‪% 52,9‬‬
‫‪% 35,3‬‬
‫‪% 58,8‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫التأجري التمويلي‪.‬‬
‫بيع السَّلَم‪.‬‬
‫بيع االستصناع‪.‬‬
‫أنشــطة أخــرى (املضاربــة ‪ +‬املزارعــة ‪ +‬البيــع اآلجــل ‪ +‬بيــع املســاومة ‪+‬‬
‫متويــات اســتثمارية مشــركة‪.)...‬‬
‫‪10‬‬
‫‪05‬‬
‫‪06‬‬
‫‪07‬‬
‫‪% 58,8‬‬
‫‪% 29,4‬‬
‫‪35,3%‬‬
‫‪41,2%‬‬
‫املصدر‪ :‬جلنة من األساتذة اخلرباء االقتصاديني والشرعيني واملصرفيني‪« ،‬تقويم الدور‬
‫احملاسيب للمصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.138 :‬‬
‫يتبــن مــن اجلــدول الســابق مــدى أمهيــة املراحبــات احملليــة إذ متــارس‬
‫معظــم بنــوك املشــاركة حمــل العيّنــة هــذا النشــاط‪ ،‬وتكــرر التمويــل‬
‫باملشــاركة املنتهيــة بالتمليــك يف ‪ %58.8‬مــن البنــوك موضــوع الدراســة‪،‬‬
‫كمــا يتضــح عــدم أمهيــة بيــع السَّـلَم الــذي يقــع يف هنايــة تفضيــات أوجــه‬
‫اســتثمارات هــذه البنــوك‪.‬‬
‫وتُدمــج ميزانيــة «املصــرف اإلســامي الــدويل لالســتثمار والتنميــة»‬
‫حســاب املســامهات املتناقصــة مــع متويــل رأس املــال العامــل وصناديــق‬
‫االســتثمار‪ ،‬ويف ميزانيــة «البنــك اإلســامي للتنميــة» يظهــر حســاب إجــارة‬
‫منتهيــة بالتمليــك(‪.)1‬‬
‫‪2 .2‬مشاكل عملية للتمويل املتناقص املنتهي بالتمليك‪:‬‬
‫تُطــرح مشــكلة حتديــد املبلــغ الــذي جيــب علــى العميــل الشــريك تســديده‬
‫إىل البنــك‪ ،‬إن مثــل هــذه املشــكلة ال تُطــرح يف نظــام الفائــدة؛ حيــث «أن‬
‫املقــرض يســدد دينــه بأقســاط ســنوية متســاوية تتضمــن جــزءاً من القرض‬
‫باإلضافــة إىل الفائــدة املرتتبــة الــي حتـدَّد مســبقاً‪ ،‬وملواجهــة هــذه املشــكلة‬
‫ميكــن االعتمــاد علــى طريقــة التنبــؤ باألربــاح الــي تقوم هبا وحــدة األحباث‬
‫ودراســة املشــاريع»(‪ ،)2‬حســب هيــكل بنــك املشــاركة‪ ،‬ويف آخــر املــدة يقــوم‬
‫(‪ )1‬أنظر املالحـق‪ :‬ميزانية املصرف اإلسالمي الدويل لالستثمار والتنمية وميزانية البنك اإلسالمي للتنمية‪.‬‬
‫(‪ )2‬حممد بوجالل‪« ،‬البنوك اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.88 :‬‬
‫‪543‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫الطرفــان بالتعديــات الالزمــة كمــا يلــي‪:‬‬
‫ إذا كانــت األربــاح احملققــة < التنبــؤات ‪ Ü‬يقــوم العميــل الشــريك بتســديد اجلــزء املتبقــي إىل‬‫البنـك‪.‬‬
‫ إذا كانــت األربــاح املتوقعــة < احملققــة ‪ Ü‬يقــوم البنــك بإرجــاع الفائــض الــذي أخــذه إىل العميــل‬‫الشريك‪.‬‬
‫لنفــرض أن بنــك املشــاركة ق ـدَّم إىل مقــاول ‪ 1.000.000‬دينــار علــى أن‬
‫تقســم األربــاح بينهمــا بنســبة ‪ %40‬للبنــك و‪ %60‬للمقــاول‪ ،‬و ُقــدرت األربــاح‬
‫بـــ ‪ 1.000.000 :‬دينــار يف مــدة ال تزيــد عــن ‪ 5‬ســنوات؛ معنــى ذلــك أن‬
‫املقــاول سيس ـدِّد خــال هــذه املــدة قيمــة التمويــل (‪ 1.000.000‬دينــار)‬
‫باإلضافــة إىل ‪ %40‬مــن األربــاح أي (‪ 400.000‬دينــار) واجملمــوع هــو‬
‫(‪ 1.400.000‬دينــار) يُس ـدَّد خــال ‪ 5‬ســنوات‪.‬‬
‫ إذا اتفــق الطرفــان علــى أن يتــم التســديد بأقســاط ســنوية‬‫متســاوية؛ فــإن املتعامــل ســيدفع إىل البنــك ‪ 280.000‬دينــار يف‬
‫هنايــة كل ســنة ماليــة‪.‬‬
‫ يف هنايــة املــدة؛ أي بعــد ‪ 5‬ســنوات إذا كانــت األربــاح أقــل مــن‬‫‪ 1.000.000‬دينــار؛ فــإن البنــك يقــوم بدفــع الزيــادة الــي أخذهــا‪،‬‬
‫وإذا كانــت األربــاح أكــر مــن ‪ 1.000.000‬دينــار؛ فــإن الشــريك هــو‬
‫الــذي يدفــع إىل البنــك اجلــزء املتبقــي‪ *1‬ويصبــح املشــروع بعــد ذلــك‬
‫ملــكاً للعميــل؛ األمــر الــذي يســتدعي تكويــن البنــك لـــ‪« :‬خمصــص‬
‫تســوية األربــاح»‪.‬‬
‫وتوجــد طريقتــان لكــي يتــم شــراء حصــة البنــك يف املشــاركة املنتهيــة‬
‫بالتمليــك مهــا‪ :‬التســديد مــن جــزء مــن الربــح أو التســديد مــن كل الربــح‪.‬‬
‫(‪ )1‬إن البنك عادة ما ميتنع عن أخذ جزئه املتبقي وذلك مساعدة للمقاولني وتشجيعاً لالستثمار‪.‬‬
‫‪544‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‪ -1.2‬حالــة التســديد مــن جــزء مــن الربــح‪ :‬عنــد اقتســام الربــح‬
‫بــن الطرفــن يأخــذ البنــك حصتــه ويقتطــع مــن حصــة الشــريك‬
‫جــزءاً يُضيفــه إىل رحبــه‪ ،‬إىل أن يســرد كل املبلــغ الــذي دفعــه إىل‬
‫شــريكه‪.‬‬
‫لنفــرض أن للشــريك قطعــة أرض يريــد بناءهــا‪ ،‬فطلــب من البنك املشــاركة‬
‫يف البناء‪.‬‬
‫ قيمة األرض‪ 100.000 :‬دينار‪.‬‬‫ مــدة املشــاركة‪ 5 :‬ســنوات عنــد االنتهــاء مــن البنــاء‪ ،‬يقــوم الشــريك‬‫خالهلــا بدفــع حصــة البنــك علــى أقســاط ســنوية متســاوية‪.‬‬
‫ تكلفة البناية‪ 600.000 :‬دينار‪.‬‬‫ القيمــة اإلمجاليــة للبنايــة = قيمــة األرض ‪ +‬تكلفــة البنــاء =‬‫‪ 700.000 = 600.000 + 100.000‬دينــار‪.‬‬
‫ دفــع البنـــك‪ 400.000 :‬دينــار ‪ Ü‬مشــاركة البنــك يف التكلفــة‬‫الكليــة = ‪ 400.000( %57‬دينــار)‪.‬‬
‫ دفــع الشــريك‪ 200.000 :‬دينــار ‪ Ü‬مشــاركة الشــريك يف التكلفــة‬‫الكليــة = ‪ 300.000( %43‬دينــار)‪.‬‬
‫ يلتــزم الشــريك بدفــع ‪ 80.000‬دينــار ســنوياً للبنــك‪ ،‬للوفــاء بقيمــة‬‫حصــة البنــك خــال ‪ 5‬ســنوات‪.‬‬
‫ يؤجر البنك البناية بـ‪ 200.000 :‬دينار سنوياً‪.‬‬‫وهكــذا كلمــا دفــع الشــريك قيمــة القســط الســنوي (‪ 80.000‬دينــار)‬
‫تتناقــص حصــة البنــك ســنوياً يف البنايــة وكذلــك يف اإلجيــار حتــى تصبــح‬
‫صفــراً يف آخــر الســنة اخلامســة‪ ،‬بينمــا تتزايــد حصــة الشــريك يف امللكيــة‬
‫‪545‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫واإلجيــار حتــى يســدِّد مجيــع القيمــة فيــؤول إليــه املبنــى بكاملــه‪ .‬يبــن‬
‫اجلــدول التــايل هــذه العمليــة‪:‬‬
‫جــدول رقــم (‪ :)112‬توضيــح املشــاركة املتناقصــة املنتهيــة بالتمليــك يف‬
‫حالــة التســديد مــن جــزء مــن الربــح‬
‫رصيــد املشاركة أثناء السنة‬
‫السنة‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪3‬‬
‫‪4‬‬
‫‪5‬‬
‫ما حيصل عليه‬
‫الشريك‬
‫ما حيصل عليه البنــك‬
‫البنــك‬
‫‪%‬‬
‫الشريــك‬
‫‪%‬‬
‫‪400.000‬‬
‫‪320.000‬‬
‫‪240.000‬‬
‫‪160.000‬‬
‫‪80.000‬‬
‫‪% 57‬‬
‫‪% 46‬‬
‫‪% 35‬‬
‫‪% 23‬‬
‫‪% 12‬‬
‫اجملموع‬
‫‪300.000‬‬
‫‪380.000‬‬
‫‪460.000‬‬
‫‪540.000‬‬
‫‪620.000‬‬
‫‪% 43‬‬
‫‪% 54‬‬
‫‪% 65‬‬
‫‪% 77‬‬
‫‪% 88‬‬
‫مقابل اإلجيار من قيمة املشاركة‬
‫القسط الذي‬
‫‪%×200.000‬‬
‫يدفعه الشريك‬
‫البنك‬
‫‪114.000‬‬
‫‪92.000‬‬
‫‪70.000‬‬
‫‪46.000‬‬
‫‪24.000‬‬
‫‪346.000‬‬
‫‪80.000‬‬
‫‪80.000‬‬
‫‪80.000‬‬
‫‪80.000‬‬
‫‪80.000‬‬
‫‪400.000‬‬
‫‪ % ×200.000‬الشريك‬
‫اجملموع‬
‫ ‪80.000‬‬‫‪194.000‬‬
‫‪172.000‬‬
‫‪150.000‬‬
‫‪126.000‬‬
‫‪104.000‬‬
‫‪746.000‬‬
‫‪6.000‬‬
‫‪28.000‬‬
‫‪50.000‬‬
‫‪74.000‬‬
‫‪96.000‬‬
‫‪308.000‬‬
‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬حسن بن منصور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.32 :‬‬
‫‪ -2.2‬حالــة التســديد مــن كل الربــح‪ :‬يُمكــن أن يتفــق البنــك مــع‬
‫الشــريك علــى أن حيصــل البنــك علــى الربــح الكلــي (اإلجيــار الكلي)‪،‬‬
‫ويرتتــب علــى ذلــك مــا يلــي‪:‬‬
‫أ‪ -‬ختفيض فرتة اسرتجاع البنك حلصته يف املشاركة‪.‬‬
‫ب‪ -‬ترتفــع قيمــة القســط املســرد مــن احلصــة وبالتــايل تنقــص‬
‫حصــة البنــك يف املشــاركة مبعــدل أكــر؛ وبذلــك يقــل رحبــه الســنوي‪.‬‬
‫وإذا أخذنا احلالة السابقة نفسه تكون النتيجة كما يلي‪:‬‬
‫‪546‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫جــدول رقــم (‪ :)113‬توضيــح املشــاركة املتناقصــة املنتهيــة بالتمليــك يف‬
‫حالــة التســديد مــن كل الربــح‬
‫رصيــد املشاركة أثناء السنة‬
‫السنة‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪3‬‬
‫‪4‬‬
‫البنــك‬
‫‪%‬‬
‫‪% 57 400.000‬‬
‫‪% 45 314.000‬‬
‫‪% 30 204.000‬‬
‫‪% 9 64.000‬‬
‫اجملموع‬
‫ما حيصـل عليه البنــك‬
‫الشريــك‬
‫‪%‬‬
‫‪300.000‬‬
‫‪386.000‬‬
‫‪496.000‬‬
‫‪636.000‬‬
‫‪% 43‬‬
‫‪% 55‬‬
‫‪% 70‬‬
‫‪% 91‬‬
‫مقابل اإلجيار‬
‫‪%×200.000‬‬
‫البنك‬
‫‪114.000‬‬
‫‪90.000‬‬
‫‪60.000‬‬
‫‪18.000‬‬
‫‪282.000‬‬
‫من قيمة املشاركة‬
‫القسط الذي‬
‫اجملموع‬
‫يدفعه الشريك‬
‫‪200.000‬‬
‫‪86.000‬‬
‫‪200.000‬‬
‫‪110.000‬‬
‫‪200.000‬‬
‫‪140.000‬‬
‫‪82.000‬‬
‫‪64.000‬‬
‫‪682.000‬‬
‫‪400.000‬‬
‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬حسن بن منصور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.33 :‬‬
‫‪547‬‬
‫ما حيصل عليه‬
‫الشريك‬
‫‪% ×200.000‬‬
‫الشريك ‪80.000 -‬‬
‫‬‫‬‫‬‫‪118.000‬‬
‫‪118.000‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫خالصـــة الفصل الرابع‬
‫تُمثــل حســابات التمويــل املوجــودة يف أصــول امليزانيــة اجلــزء األكثــر أمهيــة يف‬
‫اســتخدامات أمــوال بنــوك املشــاركة؛ وذلــك راجــع إىل أن نشــاطها الرئيــس هــو‬
‫التمويــل مبختلــف أشــكاله وجماالتــه وآجالــه‪ ،‬وتنقســم هــذه احلســابات تبعــا‬
‫لطبيعتهــا مــن حيــث األجــل كالتــايل‪:‬‬
‫ متويــات قصــرة األجــل‪ :‬وتضــم التمويــل باملراحبــة‬‫احلســن؛‬
‫بالقــرض‬
‫والتمويــل‬
‫بالسَّــلَم‬
‫والتمويــل‬
‫ متويــات متوســطة األجــل‪ :‬وتضــم التمويــل التأجــري‬‫والتمويــل‬
‫بالبيــع‬
‫بالتقســيط‬
‫والتمويــل‬
‫باالســتصناع؛‬
‫ متويــات طويلــة األجــل‪ :‬وتضــم التمويل باملضاربة والتمويل باملشــاركة‬‫والتمويــل املنتهي بالتمليك‪.‬‬
‫وبالرغــم مــن تعـدُّد صيــغ التمويــل واالســتثمار يف بنــوك املشــاركة؛ إ ّال أن لــكل‬
‫منهــا أمهيتهــا اخلاصــة بالنســبة للبنــوك واملتعاملــن معهــا واالقتصــاد الوطــي‪،‬‬
‫فمــع هــذه اخليــارات يف األســاليب التمويليــة املختلفــة والبدائــل املتعــددة هلــا‬
‫يُمكــن لــكل بنــك مشــاركة وكل طالــب متويــل أن خيتــار الصيغــة الــي تتناســب‬
‫مــع احتياجاتــه وظروفــه االقتصاديــة واملاليــة‪ .‬يُضــاف إىل ذلــك‪ ،‬أنــه توجــد‬
‫إمكانيــة الســتنباط عــدد مــن التقنيــات التمويليــة األخرى؛ ألن بعــض املعامالت‬
‫تتضمــن عــدة عقــود مر ّكبــة‪.‬‬
‫وأظهــرت مجيــع العمليــات التمويليــة أنــه ال كســب دون خماطــرة؛ حيــث إن بنوك‬
‫املشاركة ال تستطيع جتنُّب قدر من املخاطرة إذا أرادت أن حتصل على الربح؛‬
‫األمــر الــذي يســتدعي اختــاذ اإلجــراءات الكفيلــة بتقليل حجــم املخاطر املتعلقة‬
‫باألســاليب االســتثمارية الــي تقــوم هبــا‪ .‬وفيمــا يتعلــق باملعاجلــة احملاســبية‬
‫‪548‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫للصيــغ التمويليــة تبيَّــن أهنــا حتتــاج إىل حســابات خاصــة تُســاعد علــى متييــز‬
‫كل مرحلــة مــن مراحــل العمليــة التمويليــة‪ .‬وإذا كانــت توجــد بعــض املعامــات‬
‫املشــاهبة لصيــغ التمويــل يف بنــوك املشــاركة؛ فــإن هــذه الصيــغ هلــا طبيعتهــا‬
‫املميــزة مقارنــة مــع التمويــل بالقــروض الــذي تُمارســه البنــوك التقليديــة‪.‬‬
‫لقــد كشــف الواقــع العملــي الســتخدام األمــوال يف بنوك املشــاركة عن املؤشــرات‬
‫التالية‪:‬‬
‫ توسّــعت بنــوك املشــاركة يف أســلوب املراحبــة قصــر األجــل أكثــر مــن‬‫أيّ أســلوب آخــر للتمويــل؛‬
‫ ح ّقق التمويل بالسَّـلَم جناحاً يف جتربة التمويل الزراعي يف االقتصاد‬‫السوداني؛‬
‫ اســتخدامات القــروض احلســنة يغلــب عليهــا اجلانــب االجتماعــي يف‬‫جماالتــه املختلفــة؛‬
‫ يُتيــح التمويــل التأجــري فرصــاً أكثــر للتعــاون بــن بنــوك املشــاركة‬‫والبنــوك التقليديــة؛‬
‫ ال خيتلــف التمويــل بالبيــع بالتقســيط يف بعــض البنــوك عــن التمويــل‬‫باملراحبــة يف بنــوك أخــرى؛‬
‫ أســهم التمويــل باالســتصناع العقــاري يف حــ ّل مشــكلة السَّــكن يف‬‫اإلمــارات العربيــة املتحــدة؛‬
‫ يتــم إدمــاج حســاب املشــاركة واملضاربــة (احملــدودة) مــع املراحبــة يف‬‫ميزانيــات البنــوك؛‬
‫ ح ّقــق أســلوب املشــاركة املتناقصــة املنتهيــة بالتمليــك جناحـاً يف قطــاع‬‫النقل‪.‬‬
‫‪549‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫خـاتـمـــة‬
‫لقــد أصبــح العمــل املصــريف القائــم علــى املشــاركة يف الربــح واخلســارة‬
‫حقيقــة قائمــة وجتربــة ناجحــة‪ ،‬تقوم بدورها يف جتميــع األموال وتوجيهها‬
‫حنــو قنــوات االســتثمار املختلفــة؛ عــن طريــق اســتخدام وســائل جديــدة ال‬
‫تعتمــد علــى اإلقــراض أو االقــراض بفائــدة‪ ،‬فنتــج عــن ذلــك انســجام بــن‬
‫األوعيــة االدخاريــة والصيــغ التمويليــة يف بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫إن بنــوك املشــاركة اســتطاعت أن تُبْــ ِرز للعــامل فكــراً مصرفيــاً جديــداً‪،‬‬
‫وتُظهــر تكلفــة نظــام الفائــدة علــى االقتصــاد واجملتمــع‪ ،‬وتُنافــس البنــوك‬
‫التقليديــة عــن طريــق صيغهــا احلديثــة للتمويــل‪ ،‬مــع كوهنــا نشــطت يف‬
‫بيئــة غــر مالئمــة مــن حيــث القوانــن والقواعــد واألنظمــة!‬
‫وبالرغــم مــن النجاحــات الــي حت ّققــت حتــى اآلن‪ ،‬خاصــة إذا نظرنــا إىل‬
‫هــذه التجربــة مــن الناحيــة الزمنيــة؛ إال أنــه اتضــح بــأن دور بنوك املشــاركة‬
‫يف تعبئــة مصــادر التمويــل مــن حيــث الكــمّ كان مقبــوالً‪ ،‬بينمــا دورهــا‬
‫يف هتيئـــة وتعبئـــة املــوارد املاليــة طويلــة األجــل واملالئمــة لتمويــل التنميــة‬
‫االقتصاديــة يف اجملتمعــات العاملــة هبــا كان حمــدوداً؛ األمــر الــذي أدى‬
‫إىل تركيزهــا علــى االســتخدامات قصــرة األجــل بغلبــة أســلوب املراحبــة‬
‫علــى عمــل هــذه البنــوك‪ ،‬وعــدم اســتفادهتا مــن مرونــة صيغهــا التمويليــة‬
‫املتعــددة ملقابلــة كافــة أشــكال االســتثمار مــن حيــث اجملــاالت واآلجــال‪.‬‬
‫كمــا يبــدو أنــه مــن غــر املُنصــف أن نُحمِّــل بنــوك املشــاركة لوحدهــا‬
‫مســؤولية اإلســهام يف التنميــة االقتصاديــة واالجتماعيــة؛ ألن حمدوديــة‬
‫نشــاطها املصــريف يف جـــانب االســتثمار التنمــوي الــذي يشـ ِّكل هدفـاً هلــا‪،‬‬
‫‪550‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫ال يُعبِّــر عــن إغفاهلــا ملثــل هــذا اهلــدف وعــن الــدور االجتماعــي الــذي‬
‫ال بــدّ مــن أن تقــوم بــه‪ ،‬بقــدر مــا يُم ِّثــل انعكاســاً جلملــة مــن الظــروف‬
‫واألوضــاع االقتصاديــة واإلداريــة والسياســية القائمــة يف اجملتمعــات‬
‫العربيــة واإلســامية‪ ،‬قــد يُصنَّــف بعضهــا يف جانــب إعاقــة النشــاط‬
‫املصــريف لبنــوك املشــاركة أو عــدم الرضــا عنــه أو عــدم تشــجيعه‪...‬‬
‫نـتـائـج الكتاب‬
‫خنلــص مــن دراســتنا ملوضــوع «مصــادر واســتخدامات األمــوال يف بنــوك‬
‫املشــاركة علــى ضــوء جتربتهــا املصرفيــة واحملاســبية»‪ ،‬إىل عــدد مــن‬
‫النتائــج يتــم تناوهلــا فيمــا يلــي‪:‬‬
‫‪1 .1‬بنــوك املشــاركة هــي مؤسســات ماليــة ومصرفيــة واقتصاديــة‬
‫واجتماعيــة واســتثمارية وتنمويــة شــاملة‪ ،‬تقــوم بأســلوب الوســاطة‬
‫املاليــة احملـرَّرة مــن ســعر الفائــدة الدائنــة واملدينــة‪ ،‬وتعتمــد علــى مبــدأ‬
‫املشــاركة النســبية يف األربــاح واخلســائر‪ ،‬واملشــاركة الفعليــة يف اإلنتــاج‬
‫واالســتثمار؛ مــن خــال عمليــات متويليــة خاصــة هبــا تأخــذ صيــغ‬
‫املضاربــة واملشــاركة واملتاجــرة‪.‬‬
‫‪2 .2‬تتفــق بنــوك املشــاركة مــع البنــوك التقليديــة مــن حيــث خضوعهــا‬
‫لرقابــة البنــك املركــزي وتقديــم اخلدمــات املصرفيــة املشــركة‪ ،‬بينمــا‬
‫ختتلــف عنهــا مــن حيــث عــدم التعامــل بالفائــدة ومــا ينجــم عنــه مــن‬
‫اختالفــات جوهريــة بينهمــا يف حســابات امليزانيــة (غيــاب بنــود وظهــور‬
‫بنــود أخــرى)؛ واملمارســات املصرفيــة (معاملة الودائع وأشــكال التوظيف‬
‫واخلدمــات االجتماعيــة)؛ ومجعهــا بــن وظائــف البنــوك التجاريــة‬
‫‪551‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫واالســتثمارية واملتخصصــة (بنــوك شــاملة)؛ وعالقتهــا مــع عمالئهــا‬
‫املودعــن (عالقــة مضاربــة) وطالــي التمويــل (ختتلــف حبســب تنــوع‬
‫الصيــغ التمويليــة)‪.‬‬
‫‪3 .3‬جتــد املبــادئ احملاســبية املتعــارف عليهــا يف إعــداد امليزانيــة قبــوالً‬
‫يف اجلهــاز املصــريف القائــم علــى نظــام املشــاركة؛ حبيــث أصبحــت تُمثــل‬
‫التزامـاً علــى مُعـدِّي القوائــم املاليــة يف بنــوك املشــاركة جيــب مراعاهتــا‪،‬‬
‫وتتمثــل يف‪ :‬مبــدأ اإلفصــاح ومبــدأ األمهيــة النســبية‪ ،‬ومبــدأ احليطــة‬
‫واحلــذر ومبــدأ الثبــات أو التجانــس‪.‬‬
‫‪4 .4‬تظهــر فروقــات جوهريــة يف عناصــر امليزانيــة املصرفيــة بــن بنــوك‬
‫املشــاركة والبنــوك التقليديــة‪ ،‬تنعكــس بوضــوح يف جانــب األصــول عنــد‬
‫حســابات التوظيــف (املراحبــات واملشــاركات واملضاربــات والقــروض‬
‫احلســنة) الــي حتــ ّل حمــ ّل عمليــات اإلقــراض (القــروض بفوائــد‬
‫واألوراق التجاريــة املخصومــة والســندات)‪ ،‬وحســاب املخــزون الســلعي‬
‫الــذي خيتفــي يف البنــوك التقليديــة‪ ،‬وتنعكــس يف جانــب اخلصــوم عنــد‬
‫حســابات الودائــع (معاملتهــا وأمهيتهــا النســبية)‪ ،‬وطبيعــة املخصصــات‬
‫ومصــادر تكوينهــا (خماطــر عمليــات االســتثمار مقابــل خمصــص الديون‬
‫املشــكوك فيهــا)‪ ،‬واحلســابات االجتماعيــة (صناديــق الــزكاة والقــروض‬
‫احلســنة ووقــف املضاربــة) الــي ختتفــي يف البنــوك التقليديــة؛ رغــم‬
‫التشــابه بينهمــا يف املكونــات النمطيــة للنقديــة (الصنــدوق والبنــوك‬
‫املركزية واحمللية واملراسلني)‪ ،‬وحقوق امللكية (رأس املال واالحتياطيات‬
‫واألرباح احملتجزة)؛ وبعض احلســابات النظامية (التزامات االعتمادات‬
‫املســتندية والضمانــات)‪.‬‬
‫‪552‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‪5 .5‬تشــر امليزانيــة إىل قيــام بنــوك املشــاركة بوظيفتهــا كمؤسســات‬
‫للوســاطة بــن املودعــن (مــن جانــب اخلصــوم) ورجــال األعمــال (مــن‬
‫جانــب األصــول) وفــق مبــدأ «ال ُغنْــم بال ُغـرْم»؛ إال أن بعــض اآلراء انتقــدت‬
‫قيــام هــذه البنــوك بــدور املُمـوِّل والشــريك والتاجــر واملُقــرض وغــر ذلك‬
‫مــن األعمــال الــي ال تُقرُّهــا األعــراف املصرفيــة التقليديــة؛ حيث مل تعُد‬
‫نشــاطاهتا حمصــورة يف جمــال الوســاطة املاليــة‪ ،‬لكــن خصوصيــة بنــوك‬
‫املشــاركة تفــرض عليهــا أســلوباً خاص ـاً للتمويــل واالســتثمار وجتعلهــا‬
‫وســيطاً وتاجــراً ومســتثمراً لالعتبــارات التاليــة‪:‬‬
‫ حصــر نشــاط بنــوك املشــاركة يف حــدود الوســاطة مــع إلغــاء نظــام‬‫الفائــدة‪ ،‬تُعتــر غــر كافيــة لضمــان اســتمرارها وغــر جمديــة لتحقيــق‬
‫أهدافهــا االجتماعيــة والتنمويــة؛‬
‫ إن مدلــول األعمــال املصرفيــة ال يــزال إىل اآلن ليــس لــه مفهــوم‬‫موحَّــد مســتقر ومتفــق عليــه بــن أغلــب التشــريعات يف العــامل؛‬
‫ يُمكــن لعمليــة الوســاطة التمويليــة أن تتخــذ صفــة الوســاطة‬‫التجاريــة الــي تقتضــي مت ُّلــك الســلع موضــوع التمويــل وختزينهــا‬
‫وبيعهــا وحتمُّــل خماطرهتــا‪.‬‬
‫‪6 .6‬حتتــل إدارة األصــول واخلصــوم يف بنــوك املشــاركة درجــة أكــر مــن‬
‫أمهيتهــا يف البنــوك التقليديــة لتحقيــق التــوازن بــن الرحبيــة والســيولة‬
‫واملخاطــر‪ ،‬كمــا تُعتــر إدارة متطلبــات الســيولة يف بنــوك املشــاركة أكثــر‬
‫تعقيــداً ممــا هــي عليــه يف البنــوك التقليديــة‪.‬‬
‫‪7 .7‬تنقسم الودائع املصرفية يف بنوك املشاركة إىل‪:‬‬
‫ ودائــع عينيــة‪ :‬ال تُســهم يف النشــاط االســتثماري للبنــك (ودائــع‬‫‪553‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫مســتندية وودائــع اخلزائــن احلديديــة)‪ ،‬يتقاضــى البنــك مقابلهــا‬
‫عمولــة‪ ،‬وتُمثــل مصــادر إيــرادات البنــك (اخلدمــات املصرفيــة)؛‬
‫ ودائــع نقديــة‪ :‬تُســهم يف النشــاط االســتثماري للبنــك بدرجــات‬‫متفاوتــة‪ ،‬وتتنــوع حســاباهتا لتناســب كل فئــة مــن عمالئهــا املودعــن‪،‬‬
‫فهــي تُلبِّــي رغبــة املســتثمر (حســابات اســتثمارية) واملو ِّفـــر (حســابات‬
‫ادخاريــة) واحملتفــظ بأموالــه (حســابات جاريــة)‪ ،‬وتُمثــل مصــادر‬
‫أمــوال البنــك (اخلصــوم)‪.‬‬
‫‪8 .8‬تتمثــل صناديــق التكافــل االجتماعــي الــي يُمكــن أن تتواجــد يف‬
‫بنــوك املشــاركة يف‪ :‬صنــدوق الــزكاة (مَهمتــه متويــل األصنــاف الثمانيــة‬
‫احمل ـدّدة)؛ صنــدوق القــروض احلســنة (مَهمتــه تقديــم قــروض جمانيــة‬
‫ألصحــاب احلاجــات الضروريــة)؛ صنــدوق وقــف املضاربــة (مَهمتــه‬
‫متويــل احلرفيــن والصناعــات املنزليــة)‪.‬‬
‫‪9 .9‬تتكــون مصــادر التمويــل الذاتــي لبنــوك املشــاركة مــن حســابات‪:‬‬
‫خمصصــات اهتــاك األصــول الثابتــة (خيتــص هبــا املســامهون وحدهــم‬
‫دون املودعــن)؛ خمصصــات املؤونــات ملقابلــة اخلســائر الناجتــة عــن‬
‫االســتثمار وتوظيــف األمــوال (الــي تُعتــر مملوكــة لــكل مــن املســامهني‬
‫واملودعــن مع ـاً)؛ االحتياطيــات واألربــاح احملتجــزة (غــر املو ّزعــة)‪.‬‬
‫‪1010‬بيّنــت التجربــة العمليــة لتعبئــة األمــوال يف بنــوك املشــاركة أن‬
‫مــررات احلاجــة إىل مصــادر أمــوال إضافيــة تعــود إىل التعــارض بــن‬
‫رغبــات وطلبــات املودعــن (ســحب ودائعهــم يف آجــال قصــرة وعــدم‬
‫توافــر االســتعداد الــكايف للمخاطــرة) وطبيعــة وخصائــص هــذه البنــوك‬
‫(احلاجــة إىل مــوارد ماليــة طويلــة األجــل وذات طبيعــة خماطــرة)‪.‬‬
‫‪554‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‪1111‬كشــف الواقــع العملــي عــن اخنفــاض رؤوس أمــوال بنــوك املشــاركة‬
‫عــن املعــدل املطلــوب املالئــم لطبيعتهــا االســتثمارية والتنمويــة مــن‬
‫خــال مؤشــر (حقــوق امللكية‪/‬إمجــايل األصــول)‪ ،‬وعــدم وجــود عالقــة‬
‫هلــا بالنســبة الــي ذكرهتــا جلنــة بــال لألنظمــة املصرفيــة واملمارســات‬
‫الرقابيــة‪.‬‬
‫‪1212‬أظهــر العمــل امليدانــي أن التمويــل باملراحبــة احتــل املرتبــة األوىل يف‬
‫سُــ َّلم تفضيــات غالبيــة بنــوك املشــاركة ألوجــه اســتخداماهتا؛ رغــم‬
‫أهنــا مل تكــن مــن أهدافهــا الرئيســة كمــا هــو احلــال بالنســبة للمضاربــة‬
‫واملشــاركة‪.‬‬
‫‪1313‬أوضحــت املمارســة العمليــة أن بنــوك املشــاركة هتتــم بالتمويــل‬
‫بالقــرض احلســن الــذي يغلــب علــى اســتخداماته اجلانــب االجتماعــي‪.‬‬
‫‪1414‬أ َّكــدت التطبيقــات االقتصاديــة حمدوديــة التمويــل باملشــاركة يف‬
‫اســتخدامات بنــوك املشــاركة مقارنــة بالتمويــل باملراحبــة قصــر األجــل؛‬
‫األمــر الــذي ال يتفــق مــع األهــداف االســتثمارية طويلــة األجــل هلــذه‬
‫البنــوك وال تســميتها باعتبارهــا أساســا بنــوك مشــاركة وتنميــة‪.‬‬
‫‪1515‬بدراســة مكوِّنــات مصــادر واســتخدامات أمــوال بنــوك املشــاركة مت‬
‫اســتخراج املؤشــرات العامــة التاليــة‪:‬‬
‫ حتقيــق معــدالت منــو متزايــدة نتيجــة لتزايــد الثقــة يف بنــوك‬‫املشــاركة؛‬
‫ األمهيــة النســبية احملــدودة للحســابات اجلاريــة كمصــدر مــن‬‫مصــادر األمــوال؛‬
‫ األمهية النسبية املرتفعة حلسابات االدخار واالستثمار؛‬‫‪555‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫ حمدوديــة حقــوق املســامهني باعتبارهــا مصــدراً مــن مصــادر‬‫التوظيــف طويــل األجــل؛‬
‫ غلبة الطابع قصري األجل يف جانب املصادر وجانب االستخدامات‪.‬‬‫اقرتاحات الكتاب‬
‫يف ضوء النتائج اليت مت التوصُّل إليها من خالل هذه الدراســة املتواضعة؛‬
‫فإننــا نُق ـدِّم االقرتاحــات والتوصيــات الــي مــن شــأهنا تصحيــح األداء يف‬
‫النشــاط املصــريف واحملاســي لبنــوك املشــاركة؛ وتصحيــح االختــال يف‬
‫هيــكل مصــادر واســتخدامات أمواهلــا‪ ،‬يُمكــن بيــان أمههــا فيمــا يلــي‪:‬‬
‫‪1 .1‬االهتمــام باجلوانــب األخالقيــة والســلوكية عنــد اختيــار احملاســبني‪،‬‬
‫مــع مراعــاة إعــداد برامــج تدريبيــة دوريــة متخصِّصــة تســمح بتنميــة‬
‫الوعــي بالعمــل املصــريف وبرفــع الكفــاءة الفنيــة؛ ملواكبــة التطــورات‬
‫احلديثــة يف أنظمــة احملاســبة واملراجعــة‪.‬‬
‫‪2 .2‬العمــل علــى تصميــم نظام حماســي مالئم لطبيعة النشــاط املصريف‬
‫لبنــوك املشــاركة‪ ،‬ووضــع نظــام حماســبة التكاليــف؛ حتــى ميكــن قيــاس‬
‫ربــح صحيــح بنســبة عاليــة مــن الدقــة والصحــة‪.‬‬
‫‪3 .3‬تطويــر التشــريعات املصرفيــة ومتييــز بنــوك املشــاركة بقوانــن‬
‫خاصــة‪ ،‬يتبــع فيهــا البنــك املركــزي سياســة رقابيــة ختتلــف عــن رقابتــه‬
‫للبنــوك التقليديــة؛ لالختــاف يف اســتخدامات وتوظيــف األمــوال‪.‬‬
‫‪4 .4‬أن يتوافر يف ميزانية بنوك املشاركة اخلصائص التالية‪:‬‬
‫ ضــرورة مراعــاة املبــادئ احملاســبية املتعــارف عليهــا يف اجملتمــع‬‫احملاســي؛‬
‫‪556‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫ ضرورة توسيع قاعدة املشاركة كنشاط رئيس داخل امليزانية؛‬‫ ضــرورة ترتيــب املدخــات (املصــادر) علــى أســاس املخرجــات‬‫(االســتخدامات)‪.‬‬
‫‪5 .5‬أن تظهر حسابات امليزانية يف بنوك املشاركة كما يلي‪:‬‬
‫ ضــرورة إظهــار حســابات االســتثمارات والودائــع مســتقلة ومنفصلــة‬‫عــن بعضهــا حتــى يتــم اإلفصــاح عنهــا يف تاريــخ امليزانيــة؛ بــدالً مــن‬
‫الشــكل املندمــج الــذي ال يُم ِّكــن الباحثــن مــن دراســة تطورهــا وإمكانيــة‬
‫رقابتهــا ومقارنتهــا ومعرفــة أمهيتهــا النســبية؛‬
‫ ضــرورة إدراج أربــاح املودعــن حتــت بنــد «أربــاح خمصصــة للتوزيــع‬‫علــى املودعــن»‪ ،‬وهــو حســاب جديــد يُغايــر مــا تعــارف عليــه احملاســبون‬
‫يف تصويــر امليزانيــة التقليديــة‪ ،‬حتــى يتــم توضيــح حجــم مــا يُســتحق‬
‫للمودعــن مقارنــة باملســامهني‪ ،‬والتعبــر عــن كفــاءة إدارة البنــوك يف‬
‫توظيــف األمــوال املتاحــة لالســتثمار‪.‬‬
‫‪6 .6‬أن تتــم دراســة منــاذج القوائــم املاليــة املالئمــة لبنــوك املشــاركة دون‬
‫االعتمــاد علــى مــا هــو معتــاد يف البنــوك التقليديــة؛ يف ظــل اختــاف‬
‫أنشــطتها وأمســاء حســاباهتا وطريقــة قيــاس أرباحهــا وتوزيعهــا‪ ،‬مــع‬
‫العمــل علــى وضــع منــاذج موحَّــدة للقوائــم املاليــة علــى مســتوى مجيــع‬
‫بنــوك املشــاركة؛ حتــى يتــم التمكــن مــن إجــراء املقارنــات والتحليــل‬
‫والتقويــم‪.‬‬
‫‪7 .7‬انتهــاج فلســفة جديــدة يف إدارة األصــول واخلصــوم لبنوك املشــاركة؛‬
‫مبــا يســمح بتنويــع مصــادر األمــوال وجمــاالت توظيفها‪.‬‬
‫‪8 .8‬العمــل علــى تنميــة حســابات الودائــع املصرفيــة مــع مراعــاة الطبيعــة‬
‫‪557‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫االســتثمارية لبنــوك املشــاركة عنــد صياغــة أنظمــة الودائــع لديهــا‪،‬‬
‫ويُمكــن يف هــذا الصــدد‪:‬‬
‫ البحــث عــن اكتســاب فئــات جديــدة مــن املودعــن خاصــة صغار الســن‬‫والشباب؛‬
‫ ابتــكار حوافــز جديــدة تســاعد علــى اســتقرار الودائــع مبــا يتيــح‬‫توجيههــا لالســتثمارات طويلــة األجــل؛‬
‫ تقديــم مزيــج متكامــل مــن األوعيــة االدخاريــة واالســتثمارية يُلبِّــي‬‫احتياجــات العمــاء مــن خمتلــف الشــرائح؛‬
‫ توســيع شــبكة نشــاط بنــوك املشــاركة بالعمــل علــى زيــادة االنتشــار‬‫اجلغــرايف خلدماهتــا‪.‬‬
‫‪9 .9‬بــذل اجلهــود العلميــة البحثيــة والعمليــة امليدانيــة مــن أجــل تطويــر‬
‫وابتــكار أدوات ماليـــة جديــدة تُشــكل النــواة لســوق ماليــة يُمكــن لبنــوك‬
‫املشــاركة التعامــل فيهــا‪ ،‬وتزيــد مــن قدرهتــا علــى جتميــع مــوارد إضافيــة‪.‬‬
‫‪1010‬االهتمــام بإنشــاء الصناديــق وفتــح احلســابات املخصصــة ملختلــف‬
‫الغايــات االجتماعيــة؛ حيــث تُعتــر جــزءاً مــن الكيــان االجتماعــي الــذي‬
‫ينبغــي أن تُقدِّمــه بنــوك املشــاركة للبيئــة احمليطــة‪.‬‬
‫‪1111‬حتديــد سياســة واضحــة لبنــوك املشــاركة جتــاه تكويــن االحتياطيات‬
‫واملخصصــات وكيفيــة تغطيــة اخلســائر منهــا وملكيتهــا وطريقــة‬
‫حماســبتها عنــد التصفيــة‪ ،‬مــع العمــل علــى زيــادة الــوزن النســي حلقــوق‬
‫امللكيـــة فيهــا وحتديــد رأس املــال املســتحق للربــح مــع املودعــن‪.‬‬
‫‪1212‬العمــل علــى تنميــة مجيــع صيــغ االســتثمار يف التطبيــق العملــي‪،‬‬
‫واكتشــاف عــدد مــن الصيــغ التمويليــة األخــرى وفقـاً للتمويــل باملشــاركة‬
‫‪558‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫والبيــوع والتأجــر‪.‬‬
‫‪1313‬علــى بنــوك املشــاركة منفــردة وجمتمعــة ترشــيد اســتخدام املراحبــة‬
‫مــن خــال وضــع حــد أقصــى ال تتجــاوزه يف تعامالهتا احملليــة والدولية‪،‬‬
‫وختطيــط هامــش ربــح املراحبــة علــى أســاس مراعــاة كافــة العوامــل‬
‫احمليطــة‪.‬‬
‫‪1414‬علــى بنــوك املشــاركة القيــام بتنشــيط القــرض احلســن كنــوع مــن‬
‫أنــواع النشــاط االجتماعــي الــذي تنفــرد بــه عــن غريهــا مــن البنــوك وفــق‬
‫سياســات واضحــة؛ دون إغفاهلــا متويــل رأس املــال العامــل للمؤسســات‬
‫االقتصاديــة وفــق الصيغــة التمويليــة املناســبة‪.‬‬
‫‪1515‬علــى بنــوك املشــاركة التوسُّــع التدرجيــي يف التمويــل باملشــاركة بقــدر‬
‫مــا تســمح بــه مصادرهــا املاليــة‪ ،‬باعتبارهــا مــن أفضــل الصيــغ التمويلية‬
‫املطروحــة‪ ،‬كمــا يلي‪:‬‬
‫ ضــرورة الســعي ألن تكــون املشــاركة هــي األســلوب التمويلــي الســائد‬‫يف بنــوك املشــاركة؛ مــع اســتخدام األســاليب البيعيــة واحللــول البديلــة‬
‫األخــرى كمكمِّــل لألســلوب الرئيــس؛‬
‫ ضــرورة القيــام باســراتيجية مصرفيــة وإعالميــة لزيــادة الوعــي لــدى‬‫رجــال األعمــال؛ لتســويق أنشــطة املشــاركات‪.‬‬
‫آفـاق الكتاب‬
‫هــل يُمكــن للــدول العربيــة أن تتجــــاوز كل املشــكالت واحلساســيات‬
‫البينيــة‪ ،‬وتكشــــف عــن البدائــل املســتمدة مــن رصيدهــا احلضــاري‬
‫وربطهــا مبعاجلــة واقعهــا االقتصــادي؟ وتعــــي ضــرورة حتديــث قطاعاهتــا‬
‫‪559‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫املصرفيــة وتكييفهــا لالجتــاه حنــو مفهــوم البنــوك الشــاملة الــذي أصبــح‬
‫الســمة الرئيســة للعمــل املصــريف احلديــث؟ وتتفــــق علــى صيغــة بنــوك‬
‫املشــاركة كأداة اســراتيجية ملشــروع «الوحــدة العربيــة» الــذي بقــي نظريـاً‬
‫ومل ينــل حظــه مــن التطبيــق؛ ملقابلــة املشــاريع املطروحــة يف بيئــة العوملــة‪:‬‬
‫«كاألمْرَ َكــة واألوْرَبَــة واألسْــيَنَة»؟ وتــــدرك أمهيــة توسُّــط هــذه البنــوك‬
‫يف عمليــة اســتقطاب الرأمســال العربــي املوجــود بالــدول الغربيــة الــذي‬
‫يتجــاوز ‪ 800‬مليــار دوالر وتوظيفــه داخليــاً؟ وتستفيــــد مــن إمكانــات‬
‫هــذه املؤسســات التمويليــة يف توفــر املنــاخ املالئــم لتعبئــة األمــوال الــي ال‬
‫تتحــرك ضمــن القنــوات املصرفيــة وتوجيههــا حنــو األنشــطة اجملتمعيــة‬
‫اهلامــة؛ بعدمــا تأ ّكــد ضعــف كفــاءة النظــام املصــريف التقليــدي؟‬
‫فما أحــــوج الدول العربية واإلســامية إىل اإلحســاس باخلطر؛ واســتخدام‬
‫صيــغ املشــاركة يف االســتثمار كأســلوب مصــريف لــه القــدرة علــى مواجهــة‬
‫املنافســة اإلقليميــة والعامليــة املتناميــة‪ ،‬يف ظــل التطــورات الســريعة‬
‫والعميقــة الــي تشــهدها الصناعــة املصرفيــة واملاليــة!؟‬
‫ويف ختــام هــذا البحــث املتواضــع‪ ،‬نؤ ِّكــد علــى أنــه قابــل للتوســيع وفق تطور‬
‫املمارســات املصرفيــة واحملاســبية احلاصلــة يف جتربــة بنــوك املشــاركة‬
‫الشــاملة‪ ،‬فاجملــال إذن يبقــى مفتوحــاً إلثــراء هــذا املوضــوع وتــدارك‬
‫النقــص املوجــود فيــه؛ كمــا أنــه يفتــح البــاب واســعاً للبحــث يف القوائــم‬
‫املاليــة األخــرى الــي ينتجهــا النظــام احملاســي كقائمــة الدخــل؛ مــن أجــل‬
‫دراســة وحتليــل مصــادر اإليــرادات واملصاريــف حلل مشــكلة قيــاس وتوزيع‬
‫الربــح يف بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫‪560‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫المراجع‬
‫‪561‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫قائمة المراجع‬
‫‪ .1‬املراجــع باللغــة العربيــة‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬الكتـب‬
‫‪1 .1‬إبراهيــم بــن صــاحل العمــر‪« ،‬النقــود االئتمانيــة‪ :‬دورهــا وآثارهــا يف‬
‫اقتصــاد إســامي»‪ ،‬دار العاصمــة‪ ،‬اململكــة العربيــة الســعودية‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪1414‬هـ‪.‬‬
‫‪2 .2‬أبــو األعلــى املــودودي‪« ،‬الربـــــــا»‪ ،‬ديــوان املطبوعــات اجلامعيــة‪،‬‬
‫اجلزائــر‪ ،‬ط‪.1990 ،2‬‬
‫‪3 .3‬أبــو اجملــد حــرك‪« ،‬البنــوك اإلســامية‪ :‬ماهلــا ومــا عليهــا»‪ ،‬دار‬
‫الصحــوة‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ط‪.1988 ،1‬‬
‫‪4 .4‬أبــو بكــر الصديــق عمــر متــويل وشــوقي إمساعيــل شــحاته‪،‬‬
‫«اقتصاديــات النقــود يف إطــار الفكــر اإلســامي»‪ ،‬دار التوفيــق‬
‫النموذجيــة‪ ،‬األزهــر‪ ،‬ط‪.1983 ،1‬‬
‫‪5 .5‬أمحــد أبــو الفتــوح الناقــة‪« ،‬نظريــة النقــود والبنــوك واألســواق املالية‪:‬‬
‫مدخــل حديــث للنظريــة النقديــة واألســواق املاليــة»‪ ،‬مؤسســة شــباب‬
‫اجلامعة‪ ،‬اإلســكندرية‪.1995 ،‬‬
‫‪6 .6‬أمحــد بــن حســن أمحــد احلســي‪« ،‬الودائــع املصرفيــة‪ :‬أنواعهــا‪،‬‬
‫اســتخدامها‪ ،‬اســتثمارها (دراســة شــرعية اقتصاديــة)»‪ ،‬دار ابــن‬
‫حــزم‪ ،‬بــروت‪ ،‬ط‪.1999 ،1‬‬
‫‪7 .7‬أمحــد بــن حســن بــن أمحــد احلســي‪« ،‬بيــع التقســيط بــن االقتصــاد‬
‫‪562‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫الوضعــي واالقتصــاد اإلســامي»‪ ،‬مؤسســة شــباب اجلامعــة‪،‬‬
‫اإلســكندرية‪.1999 ،‬‬
‫‪8 .8‬أمحــد بــن حســن بــن أمحــد احلســي‪« ،‬صناديــق االســتثمار‪ :‬دراســة‬
‫وحتليــل مــن منظــور االقتصــاد اإلســامي»‪ ،‬مؤسســة شــباب‬
‫اجلامعــة‪ ،‬اإلســكندرية‪.1999 ،‬‬
‫‪9 .9‬أمحــد علــي دغيــم‪« ،‬اقتصاديات البنوك‪ :‬مــع نظام نقدي واقتصادي‬
‫عاملي جديد»‪ ،‬مكتبة مدبويل‪ ،‬القاهرة‪.1989 ،‬‬
‫‪1010‬أمحــد حممــد حممــد اجللــف‪« ،‬املنهــج احملاســي لعمليــات املراحبــة‬
‫يف املصــارف اإلســامية»‪ ،‬املعهــد العاملي للفكر اإلســامي‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫ط‪.1996 ،1‬‬
‫‪1111‬أمحــد حمــي الديــن أمحــد‪« ،‬أســواق األوراق املاليــة وآثارهــا اإلمنائيــة‬
‫يف االقتصــاد اإلســامي»‪ ،‬سلســلة صــاحل كامــل للرســائل اجلامعيــة‬
‫يف االقتصــاد اإلســامي‪ ،‬جمموعــة دلــة الربكــة‪ ،‬إدارة التطويــر‬
‫والبحــوث‪ ،‬قســم البحــوث والدراســات الشــرعية‪ ،‬الكتــاب الثانــي‪،‬‬
‫ط‪.1995 ،1‬‬
‫‪1212‬أمحد نور «احملاســبة املالية‪ :‬دراســات يف القياس والتقييم والتحليل‬
‫احملاسيب»‪ ،‬ج‪ ،2‬مؤسسة شباب اجلامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪.1993 ،‬‬
‫‪1313‬أمــرة عبــد اللطيــف مشــهور‪« ،‬االســتثمار يف االقتصــاد اإلســامي»‪،‬‬
‫مكتبــة مدبــويل‪ ،‬القاهــرة‪.1990 ،‬‬
‫‪1414‬جعفــر اجلــزار‪« ،‬البنــوك يف العــامل‪ :‬أنواعهــا وكيــف تتعامــل معهــا‬
‫‪563‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫(البنــوك اإلســامية بنــوك املســتقبل)»‪ ،‬دار النفائــس‪ ،‬بــروت‪ ،‬ط‪:1‬‬
‫‪ ،1984‬ط‪.1986 :2‬‬
‫‪1515‬مجــال لعمــارة‪« ،‬اقتصــاد املشــاركة‪ :‬نظــام اقتصــادي بديــل القتصــاد‬
‫الســوق (الطريــق الثالــث)»‪ ،‬مركــز اإلعــام العربــي‪ ،‬مصــر‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪.2000‬‬
‫‪1616‬مجال لعمارة‪« ،‬املصارف اإلسالمية»‪ ،‬دار النبأ‪ ،‬اجلزائر‪.1996 ،‬‬
‫‪1717‬حســن بــن منصــور‪« ،‬البنــوك اإلســامية بــن النظريــة والتطبيــق»‪،‬‬
‫باتنــة‪ ،‬ط‪.1992 ،1‬‬
‫‪1818‬حســن عبــد اهلل األمــن‪« ،‬الودائــع املصرفيــة النقديــة واســتثمارها‬
‫يف اإلســام»‪ ،‬دار الشــروق‪ ،‬جــدة‪ ،‬ط‪.1983 ،1‬‬
‫‪1919‬حســن يوســف داود‪« ،‬املصــارف اإلســامية والتنميــة الصناعيــة»‪،‬‬
‫دار الفكــر العربــي‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ط‪.1998 ،1‬‬
‫‪2020‬محــدي عبــد العظيــم‪« ،‬دراســات اجلــدوى االقتصاديــة يف البنــك‬
‫اإلســامي»‪ ،‬املعهــد العاملــي للفكــر اإلســامي‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ط‪.1996 ،1‬‬
‫‪2121‬خــرت ضيــف‪« ،‬حماســبة املنشــآت املاليــة‪ :‬يف حماســبة البنــوك»‪،‬‬
‫دار النهضــة العربيــة‪ ،‬بــروت‪.1979 ،‬‬
‫‪2222‬دونالدكيــو وجــري وجيانــت‪« ،‬احملاســبة املتوســطة»‪ ،‬ج‪ ،1‬ترمجــة‪:‬‬
‫كمــال الديــن ســعيد‪ ،‬دار املريــخ للنشــر‪ ،‬الريــاض‪ ،‬اململكــة العربيــة‬
‫الســعودية‪.1995 ،‬‬
‫‪2323‬مســر حممــد عبــد العزيــز‪« ،‬التأجــر التمويلــي ومداخلــه‪ :‬املاليــة‪،‬‬
‫‪564‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫احملاســبية‪ ،‬االقتصاديــة‪ ،‬التشــريعية‪ ،‬التطبيقيــة»‪ ،‬مكتبــة ومطبعــة‬
‫اإلشــعاع الفنيــة‪ ،‬اإلســكندرية‪ ،‬ط‪.2000 ،1‬‬
‫‪2424‬مســر حممــد عبــد العزيــز‪« ،‬التمويــل العــام‪ :‬املدخــل االدخــاري‬
‫والضريــي‪ ،‬املدخــل اإلســامي‪ ،‬املدخــل الــدويل»‪ ،‬مكتبــة ومطبعــة‬
‫اإلشــعاع الفنيــة‪ ،‬اإلســكندرية‪ ،‬ط‪.1998 ،2‬‬
‫‪2525‬مشســية بنــت حممــد إمساعيــل‪« ،‬الربــح يف الفقــه اإلســامي‪:‬‬
‫ضوابطــه وحتديــده يف املؤسســات املاليــة املعاصــرة (دراســة‬
‫مقارنــة)»‪ ،‬دار النفائــس‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪.2000 ،1‬‬
‫‪2626‬شــوقي إمساعيــل شــحاته‪« ،‬تنظيــم وحماســبة الــزكاة يف التطبيــق‬
‫املعاصــر»‪ ،‬الزهــراء لإلعــام العربــي‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ط‪.1988 ،2‬‬
‫‪2727‬شــوقي إمساعيــل شــحاته‪« ،‬نظريــة احملاســبة املاليــة مــن منظــور‬
‫إســامي»‪ ،‬الزهــراء لإلعــام العربــي‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ط‪.1987 ،1‬‬
‫‪2828‬صايف فلوح‪« ،‬حماســبة املنشــآت املالية»‪ ،‬مطبوعات جامعة دمشــق‪،‬‬
‫‪.1989/1988‬‬
‫‪2929‬صاحلــي صــاحل‪« ،‬السياســة النقديــة واملاليــة يف إطار نظام املشــاركة‬
‫يف االقتصاد اإلسالمي»‪ ،‬دار الوفاء‪ ،‬املنصورة‪ ،‬ط‪.2001 ،1‬‬
‫‪3030‬صبحــي تــادرس قريصــة وعبــد النعيــم حممــد مبــارك‪« ،‬اقتصاديــات‬
‫النقــود والبنــوك»‪ ،‬مركــز اإلســكندرية للكتــاب‪ ،‬اإلســكندرية‪.1995 ،‬‬
‫‪3131‬ضيــاء جميــد املوســوي‪« ،‬اإلصــاح النقــدي»‪ ،‬دار الفكــر‪ ،‬اجلزائــر‪،‬‬
‫ط‪.1993 ،1‬‬
‫‪565‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫‪3232‬ضيــاء جميــد املوســوي‪« ،‬االقتصــاد النقــدي‪ :‬قواعــد وأنظمــة‬
‫ونظريــات وسياســات ومؤسســات نقديــة»‪ ،‬دار الفكــر‪ ،‬اجلزائــر‪،‬‬
‫‪.1993‬‬
‫‪3333‬ضيــاء جميــد‪« ،‬البنــوك اإلســامية»‪ ،‬مؤسســة شــباب اجلامعــة‪،‬‬
‫اإلســكندرية‪.1997 ،‬‬
‫‪3434‬طــارق عبــد العــال محــاد‪« ،‬التطــورات العامليــة وانعكاســاهتا علــى‬
‫أعمــال البنــوك»‪ ،‬سلســلة البنــوك التجاريــة‪ :‬قضايــا معاصــرة‪ ،‬ج‪،1‬‬
‫الــدار اجلامعيــة‪ ،‬اإلســكندرية‪.1999 ،‬‬
‫‪3535‬عبــد احلميــد عبــد الفتــاح املغربــي‪« ،‬املســؤولية االجتماعيــة للبنــوك‬
‫اإلســامية»‪ ،‬املعهــد العاملــي للفكــر اإلســامي‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ط‪.1996 ،1‬‬
‫‪3636‬عبــد الرمحــن يســري أمحــد‪« ،‬دراســات اقتصاديــة إســامية‪ :‬النقــود‬
‫والفوائــد والبنــوك»‪ ،‬الــدار اجلامعيــة‪ ،‬اإلســكندرية‪.2000 ،‬‬
‫‪3737‬عبــد الغفــار حنفــي وعبــد الســام أبــو قحــف‪« ،‬تنظيــم وإدارة‬
‫البنـــوك‪ :‬السياســات املصرفيــة‪ ،‬حتليــل القوائــم املاليــة وقيــاس‬
‫الفعاليــة‪ ،‬اجلوانــب التنظيميــة واإلدارة «‪ ،‬املكتــب العربــي احلديــث‪،‬‬
‫اإلســكندرية‪.1988 ،‬‬
‫‪3838‬عبــد النعيــم مبــارك وأمحــد الناقــة‪« ،‬النقــود والصريفــة والنظريــة‬
‫النقديــة»‪ ،‬الــدار اجلامعيــة‪ ،‬اإلســكندرية‪.1997 ،‬‬
‫‪3939‬عدنــان خالــد الرتكمانــي‪« ،‬السياســة النقديــة واملصرفيــة يف‬
‫اإلســام»‪ ،‬مؤسســة الرســالة‪.1988 ،‬‬
‫‪566‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‪4040‬عــز الديــن حممــد خوجــة‪« ،‬الدليــل الشــرعي للمراحبــة»‪ ،‬سلســلة‬
‫األدلــة الشــرعية للعمــل املصــريف اإلســامي‪ ،‬جمموعــة دلــة الربكــة‪،‬‬
‫قطــاع األمــوال‪ ،‬شــركة الربكــة لالســتثمار والتنميــة‪ ،‬ط‪.1998 ،1‬‬
‫‪4141‬عقيــل جاســم عبــد اهلل‪« ،‬النقــود واملصــارف»‪ ،‬اجلامعــة املفتوحــة‪،‬‬
‫بنغــازي‪ ،‬ليبيــا‪.1994 ،‬‬
‫‪4242‬علــي أمحــد الســالوس‪« ،‬املعامــات املاليــة املعاصــرة يف ميــزان الفقه‬
‫اإلســامي»‪ ،‬مكتبــة الفــاح‪ ،‬الكويت‪ ،‬ط‪.1986 ،1‬‬
‫‪4343‬علــي الســالوس‪« ،‬حكــم ودائــع البنــوك وشــهادات االســتثمار يف الفقه‬
‫اإلســامي»‪ ،‬مطبعة أمزيــان‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪4444‬غســان قلعــاوي‪« ،‬املصــارف اإلســامية ضــرورة عصريــة‪ :‬ملــاذا؟‬
‫وكيــف؟»‪ ،‬دار املكتــي‪ ،‬ســورية‪ ،‬ط‪.1998 ،1‬‬
‫‪4545‬غســان حممــود إبراهيــم ومنــذر القحــف‪« ،‬االقتصــاد اإلســامي علــم‬
‫أم وهــم»‪ ،‬دار الفكــر‪ ،‬ســورية‪ ،‬ط‪.2000 ،1‬‬
‫‪4646‬فــؤاد الســيد املليجــي‪« ،‬حماســبة الــزكاة»‪ ،‬الــدار اجلامعيــة‪،‬‬
‫اإلســكندرية‪.2001 ،‬‬
‫‪4747‬فالــر ميجــس وروبــرت ميجس‪« ،‬احملاســبة املاليــة»‪ ،‬ترمجة‪ :‬وصفي‬
‫عبــد الفتــاح أبــو املــكارم وآخــرون‪ ،‬دار املريــخ للنشــر‪ ،‬الريــاض‪،‬‬
‫اململكــة العربيــة الســعودية‪.1988 ،‬‬
‫‪4848‬فتحــي الســيد الشــن‪« ،‬الربــا وفائــدة رأس املــال بــن الشــريعة‬
‫اإلســامية والنظــم الوضعيــة»‪ ،‬الــدار اإلســامية‪ ،‬القاهــرة‪.1990 ،‬‬
‫‪567‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫‪4949‬كوثــر عبــد الفتــاح حممــود األجبــي‪« ،‬قيــاس وتوزيــع الربــح يف البنــك‬
‫اإلســامي»‪ ،‬املعهــد العاملــي للفكــر اإلســامي‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ط‪.1996 ،1‬‬
‫‪5050‬حمســن أمحــد اخلضــري‪« ،‬البنــوك اإلســامية»‪ ،‬دار احلريــة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫ط‪.1990 ،1‬‬
‫‪5151‬حمســن أمحــد اخلضــري‪« ،‬كيــف تقــرأ ميزانيــة؟‪ :‬مدخــل اقتصــادي‬
‫متكامــل ملنظومــة اختــاذ القــرار يف الشــركات والبنــوك واملنظمــات‬
‫احملليــة والدوليــة»‪ ،‬إيــراك للنشــر والتوزيــع‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ط‪.1996 ،1‬‬
‫‪5252‬حممــد بوجــال‪« ،‬البنــوك اإلســامية‪ :‬مفهومهــا‪ ،‬نشــأهتا‪ ،‬تطورهــا‪،‬‬
‫نشــاطها مــع دراســة تطبيقيــة علــى مصــرف إســامي»‪ ،‬املؤسســة‬
‫الوطنيــة للكتــاب‪ ،‬اجلزائــر‪.1990 ،‬‬
‫‪5353‬حممــد مســر الصبــان ورجــب الســيد راشــد‪« ،‬احملاســبة املتوســطة‪:‬‬
‫أســس القياس واإلفصاح احملاســي»‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬اإلســكندرية‪،‬‬
‫‪.1998‬‬
‫‪5454‬حممــد ســويلم‪« ،‬إدارة املصــارف التقليديــة واملصــارف اإلســامية‪:‬‬
‫مدخــل مقــارن»‪ ،‬دار الطباعــة احلديثــة‪ ،‬القاهــرة‪.1988 ،‬‬
‫‪5555‬حممــد صــاحل احلنــاوي والســيدة عبــد الفتــاح عبــد الســام‪،‬‬
‫«املؤسســات املاليــة‪ :‬البورصــة والبنــوك التجاريــة»‪ ،‬الــدار اجلامعيــة‪،‬‬
‫اإلســكندرية‪.1998 ،‬‬
‫‪5656‬حممــد عبــد العزيــز حســن زيــد‪« ،‬التطبيــق املعاصــر لعقـــد السَّـلَم يف‬
‫املصــارف اإلســامية»‪ ،‬املعهــد العاملــي للفكــر اإلســامي‪ ،‬القاهــرة‪،‬‬
‫‪568‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫ط‪.1996 ،1‬‬
‫‪5757‬حممــد عبــد املنعــم أبــو زيــد‪« ،‬املضاربــة وتطبيقاهتــا العمليــة يف‬
‫املصــارف اإلســامية»‪ ،‬املعهــد العاملــي للفكــر اإلســامي‪ ،‬القاهــرة‪،‬‬
‫ط‪.1996 ،1‬‬
‫‪5858‬حممد عبد املنعم أبو زيد‪« ،‬الدور االقتصادي للمصارف اإلسالمية‬
‫بــن النظريــة والتطبيــق»‪ ،‬املعهــد العاملــي للفكــر اإلســامي‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫ط‪.1996 ،1‬‬
‫‪5959‬حممــد عثمــان شــبري‪« ،‬املعامــات املاليــة املعاصــرة يف الفقــه‬
‫اإلســامي»‪ ،‬دار النفائــس‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪.1999 ،3‬‬
‫‪6060‬حممــد عمــر شــابرا‪« ،‬حنــو نظــام نقــدي عــادل‪ :‬دراســة للنقــود‬
‫واملصــارف والسياســة النقديــة يف ضــوء اإلســام»‪ ،‬ترمجــة‪ :‬ســيد‬
‫حممــد ســكر‪ ،‬مراجعــة‪ :‬رفيــق املصــري‪ ،‬املعهــد العاملــي للفكــر‬
‫اإلســامي‪ ،‬ط‪ ،1987 :1‬ط‪.1990 :2‬‬
‫‪6161‬حممــد كمــال عطيــة‪« ،‬حماســبة الشــركات واملصــارف يف النظــام‬
‫اإلســامي»‪ ،‬االحتــاد الــدويل للبنــوك اإلســامية‪.1984 ،‬‬
‫‪6262‬حممــد كمــال عطيــة‪« ،‬نظم حماســبية يف اإلســام»‪ ،‬منشــأة املعارف‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬ط‪.1989 ،2‬‬
‫‪6363‬حممــد حممــد علــي ســويلم‪« ،‬تقييــم أداء املصــارف اإلســامية يف‬
‫مصــر مبدلــول الوســاطة املاليــة»‪ ،‬مطابــع املنــار العربــي‪ ،‬ط‪.1987 ،1‬‬
‫‪6464‬مصطفــى رشــدي شــيحة‪« ،‬النقــود واملصــارف واالئتمــان»‪ ،‬دار‬
‫‪569‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫اجلامعــة اجلديــدة للنشــر‪ ،‬اإلســكندرية‪.1999 ،‬‬
‫‪6565‬منــر إبراهيــم هنــدي‪« ،‬إدارة البنــوك التجاريــة‪ :‬مدخــل اختــاذ‬
‫القــرارات»‪ ،‬املكتــب العربــي احلديــث‪ ،‬اإلســكندرية‪ ،‬ط‪.1996 ،3‬‬
‫‪6666‬منــر إبراهيــم هنــدي‪« ،‬شــبهة الربــا يف معامــات البنــوك التقليديــة‬
‫واإلســامية‪ :‬دراســة اقتصاديــة وشــرعية»‪ ،‬املكتــب العربــي احلديث‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪.2000 ،‬‬
‫‪6767‬نصــر الديــن فضــل املــوىل حممــد‪« ،‬املصــارف اإلســامية‪ :‬حتليــل‬
‫نظــري ودراســة تطبيقيــة علــى مصــرف إســامي»‪ ،‬دار العلــم‬
‫للطباعــة والنشــر‪ ،‬جــدة‪ ،‬ط‪.1985 ،1‬‬
‫‪6868‬نضــال صــري وحممــد هشــام جــر‪« ،‬البنــوك اإلســامية‪ :‬أصوهلــا‬
‫اإلداريــة واحملاســبية»‪ ،‬جامعــة النجــاح الوطنيــة‪ ،‬مركــز التوثيــق‬
‫واألحبــاث‪ ،‬فلســطني‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪6969‬نــور الديــن عــر‪« ،‬املعامــات املصرفيــة والربويــة وعالجهــا يف‬
‫اإلســام»‪ ،‬مؤسســة الرســالة‪ ،‬بــروت‪ ،‬ط‪ ،1978 :3‬ط‪.1980 :4‬‬
‫‪7070‬يوســف كمــال حممــد‪« ،‬املصرفيــة اإلســامية‪ :‬األزمــة واملخــرج»‪ ،‬دار‬
‫النشــر للجامعــات‪ ،‬مصــر‪ ،‬ط‪.1998 ،3‬‬
‫‪570‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫ثانياً‪ :‬البحـــوث‬
‫‪1 .1‬أمحد النجار‪« ،‬دور البنوك اإلسالمية يف التنمية»‪ ،‬يف ندوة «التنمية‬
‫مــن منظــور إســامي»‪ ،‬ج‪ ،1‬عمــان‪ ،‬اململكــة األردنيــة اهلامشيــة‪،‬‬
‫بالتعــــاون مــا بــن‪ :‬اجملمــع امللكــي للبحــوث احلضــارة اإلســامية‬
‫(مؤسســة آل البيــت) واملعهــد اإلســامي للبحــوث والتدريـــب التابــع‬
‫للبنــك اإلســامي للتنميــة واملنظمــة اإلســامية للرتبيـــة والعلــوم‬
‫والثقافــة (ايسيســكو)‪ 12-9 ،‬يوليــو ‪.1991‬‬
‫‪2 .2‬إدارة البحــوث‪« ،‬بيــع املراحبــــة»‪ ،‬مركــز االقتصــاد اإلســامي‪،‬‬
‫املصــرف اإلســامي الــدويل لالســتثمار والتنميــة‪ ،‬حبــث رقــم‪،4 :‬‬
‫مطابــع املختــار اإلســامي‪.1988 ،‬‬
‫‪3 .3‬إدارة البحــوث‪« ،‬التمويـــل باملشــاركة»‪ ،‬مركــز االقتصــاد اإلســامي‪،‬‬
‫املصــرف اإلســامي الــدويل لالســتثمار والتنميــة‪ ،‬حبــث رقــم‪،3 :‬‬
‫مطابــع املختــار اإلســامي‪.1988 ،‬‬
‫‪4 .4‬إدارة البحــوث‪« ،‬اخلدمــات املصرفيــة يف املصــارف اإلســامية»‪،‬‬
‫مركــز االقتصــاد اإلســامي‪ ،‬املصــرف اإلســامي الدويل لالســتثمار‬
‫والتنميــة‪ ،‬حبــث رقــم‪ ،6 :‬مطابــع املختــار اإلســامي‪.1988 ،‬‬
‫‪5 .5‬إمساعيــل حســن‪« ،‬تطويــر ســوق مــايل إســامي»‪ ،‬يف حبــوث خمتــارة‬
‫مــن املؤمتــر العــام األول للبنــوك اإلســامية املنعقــد باســتانبول‬
‫(تركيــا)‪ ،‬االحتــاد الــدويل للبنــوك اإلســامية‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ط‪.1987 ،1‬‬
‫‪6 .6‬بكــر رحيــان‪« ،‬دور املصــارف اإلســامية يف احلــد مــن اآلثــار الســلبية‬
‫للعوملــة»‪ ،‬مؤمتــر «العوملــة وأبعادهــا االقتصاديــة»‪ ،‬جامعــة الزرقــاء‬
‫‪571‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫األهليــة‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪.2001 ،1‬‬
‫‪7 .7‬جوهــان فيليــب فرايهرفــون بتمــان‪« ،‬الفوائــد علــى األمــوال‪ :‬كارثــة‬
‫الفائــدة»‪ ،‬ترمجــة‪ :‬أمحــد النجــار‪ ،‬يف نــدوة «التنميــة مــن منظــور‬
‫إســامي»‪ ،‬ج‪ ،1‬عمان‪ ،‬اململكة األردنية اهلامشية‪ ،‬بالتعــــاون ما بني‪:‬‬
‫اجملمــع امللكــي للبحــوث احلضــارة اإلســامية (مؤسســة آل البيــت)‬
‫واملعهــد اإلســامي للبحــوث والتدريــب التابــع للبنــك اإلســامي‬
‫للتنميــة واملنظمــة اإلســامية للرتبيــة والعلــوم والثقافــة (ايسيســكو)‪،‬‬
‫‪ 12-9‬يوليــو ‪.1991‬‬
‫‪8 .8‬حســن عبــد اهلل األمــن‪« ،‬املضاربــة الشــرعية وتطبيقاهتــا احلديثة»‪،‬‬
‫املعهــد اإلســامي للبحــوث والتدريــب‪ ،‬البنــك اإلســامي للتنميــة‪،‬‬
‫جــدة ‪ ،‬اململكــة العربيــة الســعودية ‪.1988 ،‬‬
‫‪9 .9‬حســن حســن شــحاته‪« ،‬اجلوانــب احملاســبية ملشــكلة قيــاس وتوزيــع‬
‫عوائــد االســتثمارات يف املصــارف اإلســامية‪ :‬دراســة فكريــة‬
‫ميدانيــة»‪ ،‬يف حبــوث خمتــارة مــن املؤمتــر العــام األول للبنــوك‬
‫اإلســامية املنعقــد باســتانبول (تركيــا)‪ ،‬االحتــاد الــدويل للبنــوك‬
‫اإلســامية‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ط‪.1987 ،1‬‬
‫‪1010‬رضــا ســعد اهلل‪« ،‬مفهــوم الزمـــن يف االقتصــاد اإلســامي»‪ ،‬املعهــد‬
‫اإلســامي للبحــوث والتدريــب‪ ،‬البنــك اإلســامي للتنميــة‪ ،‬جــدة‪،‬‬
‫اململكــة العربيــة الســعودية‪ ،‬ط‪ ،1994 :1‬ط‪.2000 :2‬‬
‫‪1111‬رفيق املصري‪« ،‬النظام املصريف اإلسالمي‪ :‬خصائصه ومشكالته»‪،‬‬
‫يف حبــوث خمتــارة مــن املؤمتــر الــدويل الثانــي لالقتصــاد اإلســامي‪،‬‬
‫‪572‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫«دراســات يف االقتصــاد اإلســامي»‪ ،‬املركــز العاملــي ألحبــاث‬
‫االقتصــاد اإلســامي‪ ،‬جامعــة امللــك عبــد العزيــز‪ ،‬ط‪.1985 ،1‬‬
‫‪1212‬مســر مصطفــى متــويل‪« ،‬هيــكل مصــادر األمــوال واســتخداماهتا‬
‫بالبنــوك اإلســامية واملؤسســات املاليــة اإلســامية مــن واقــع‬
‫امليزانيــة املُجمَّعــة»‪ ،‬يف حبــوث خمتــارة مــن املؤمتــر العــام األول‬
‫للبنــوك اإلســامية املنعقــد باســتانبول (تركيــا)‪ ،‬االحتــاد الــدويل‬
‫للبنــوك اإلســامية‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ط‪.1987 ،1‬‬
‫‪1313‬عثمــان بابكــر أمحــد‪« ،‬جتربــة البنــوك الســودانية يف التمويــل‬
‫الزراعــي بصيغــة السَّــلَم»‪ ،‬املعهــد اإلســامي للبحــوث والتدريــب‪،‬‬
‫البنــك اإلســامي للتنميــة‪ ،‬جــدة‪ ،‬اململكــة العربيــة الســعودية‪ ،‬حبــث‬
‫رقــم‪ ،49 :‬ط‪.1998 ،1‬‬
‫‪1414‬حممــد بوجــال‪« ،‬الوســاطة املاليــة يف اإلســام»‪ ،‬ملتقــى البنــوك‬
‫اإلســامية‪ :‬الواقــع واآلفــاق‪ ،‬جامعــة قســنطينة‪.1990 ،‬‬
‫‪1515‬حممد عبد احلليم عمر‪« ،‬اإلطار الشــرعي واالقتصادي واحملاســي‬
‫لبيــع السَّـلَم يف ضــوء التطبيــق املعاصــر‪ :‬دراســة حتليليــة مقارنــة»‪،‬‬
‫املعهــد اإلســامي للبحــوث والتدريــب‪ ،‬البنــك اإلســامي للتنميــة‪،‬‬
‫جــدة‪ ،‬اململكــة العربيــة الســعودية‪ ،‬حبــث حتليلــي رقــم‪ ،15 :‬ط‪،2‬‬
‫‪.1998‬‬
‫‪1616‬منــذر القحــف‪« ،‬ســندات اإلجــارة واألعيــان املؤجــرة»‪ ،‬املعهــد‬
‫اإلســامي للبحــوث والتدريــب‪ ،‬البنــك اإلســامي للتنميــة‪ ،‬جــدة‪،‬‬
‫اململكــة العربيــة الســعودية‪ ،‬حبــث رقــم‪ ،28 :‬ط‪.1995 ،1‬‬
‫‪573‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫‪1717‬منــذر القحــف‪« ،‬مفهــوم التمويــل يف االقتصــاد اإلســامي‪ :‬حتليــل‬
‫فقهــي واقتصــادي»‪ ،‬املعهــد اإلســامي للبحــوث والتدريــب‪ ،‬البنــك‬
‫اإلســامي للتنميــة‪ ،‬جــدة‪ ،‬اململكــة العربيــة الســعودية‪ ،‬حبــث حتليلــي‬
‫رقــم‪ ،13 :‬ط‪.1998 ،2‬‬
‫ثالثاً‪ :‬الدوريـــات‬
‫‪1 .1‬سلســلة رســائل البنــك الصناعــي‪ ،‬بنــك الكويــت الصناعــي‪ ،‬ع ‪60‬‬
‫(مــارس ‪.)2000‬‬
‫‪2 .2‬جملــة األهــرام االقتصــادي‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ع‪ 20( 927‬أكتوبــر ‪)1986‬؛ ع‬
‫‪ 1( 933‬ديســمرب ‪.)1986‬‬
‫‪3 .3‬جملــة االقتصــاد اإلســامي‪ ،‬الصــادرة عــن بنــك دبــي اإلســامي‪،‬‬
‫األعــداد‪( 104 :‬فربايــر ‪)1990‬؛ ‪( 109‬يوليــو ‪)1990‬؛ ‪( 134‬يوليــو‬
‫‪)1992‬؛ ‪( 156‬أفريل‪/‬مــاي ‪)1994‬؛ ‪( 158‬يونيو‪/‬يوليــو ‪)1994‬؛‬
‫‪( 168‬أفريل ‪)1995‬؛ ‪( 171‬يوليو ‪)1995‬؛ ‪( 172‬أغســطس ‪)1995‬؛‬
‫‪( 173‬سبتمرب ‪)1995‬؛ ‪( 174‬أكتوبر ‪)1995‬؛ ‪( 176‬ديسمرب ‪)1995‬؛‬
‫‪(177‬ديســمرب ‪/1995‬ينايــر‪)1996‬؛ ‪( 179‬فرباير‪/‬مــارس‪)1996‬؛‬
‫‪( 180‬مارس‪/‬أفريل‪)1996‬؛ ‪( 181‬أفريل‪/‬ماي ‪)1996‬؛ ‪( 182‬مايو‪/‬‬
‫يونيــو‪)1996‬؛ ‪( 184‬يوليه‪/‬أغســطس‪)1996‬؛ ‪( 185‬أغســطس‪/‬‬
‫ســبتمرب‪)1996‬؛ ‪(186‬ســبتمرب‪/‬أكتوبر‪)1996‬؛ ‪( 187‬أكتوبر‪/‬نوفمــر‬
‫‪)1996‬؛ ‪( 188‬نوفمرب‪/‬ديسمرب ‪)1996‬؛ ‪( 190‬يناير‪/‬فرباير ‪)1997‬؛‬
‫‪( 193‬أفريــل ‪)1997‬؛ ‪( 194‬أفريل‪/‬مايــو ‪)1997‬؛ ‪( 195‬يونيــو‬
‫‪574‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‪)1997‬؛ ‪( 196‬يوليــو ‪)1997‬؛ ‪(198‬ســبتمرب ‪)1997‬؛ ‪( 215‬ينايــر‪/‬‬
‫فربايــر ‪.)1999‬‬
‫‪4 .4‬جملة االقتصــاد واألعمـال‪ ،‬ع‪( 245‬أيار‪/‬مايو ‪.)2000‬‬
‫‪5 .5‬جملــة حبــوث االقتصــاد اإلســامي‪ ،‬اجلمعيــة الدوليــة لالقتصــاد‬
‫اإلســامي‪ ،‬جملــد ‪ ،2‬ع‪)1993( 2‬؛ جملــد‪ ،3‬ع‪ ،1‬ع‪.)1994( 2‬‬
‫‪6 .6‬جملــة التجديـــــــد‪ ،‬اجلامعــة اإلســامية العامليــة ‪ ،‬ماليزيــا‪ ،‬الســنة‬
‫الثانيــة‪ ،‬ع‪( 3‬فربايــر‪. )1998‬‬
‫‪7 .7‬جملــة دراســـات اقتصاديــة‪ ،‬مركــز البحــوث والدراســات اإلنســانية‪،‬‬
‫البصــرة‪ ،‬اجلزائــر‪ ،‬ع‪)1999( 1‬؛ ع‪.)2000( 2‬‬
‫‪8 .8‬جملــة دراســات اقتصاديــة إســامية‪ ،‬املعهــد اإلســامي للبحــوث‬
‫والتدريــب‪ ،‬البنــك اإلســامي للتنميــة‪ ،‬اجمللــد ‪ ،5‬ع‪.)1998( 2‬‬
‫‪9 .9‬جملــة الدراســات املاليــة واملصرفيــة‪ ،‬األكادمييــة العربيــة للعلــوم‬
‫املاليــة واملصرفيــة‪ ،‬اجلامعــة األردنيــة‪ ،‬ع‪( ،2‬الســنة الثالثــة‪ ،‬يونيــو‬
‫‪)1995‬؛ ع‪( ،2‬الســنة الرابعــة‪ ،‬يونيــو ‪)1996‬؛ ع‪( 2‬الســنة اخلامســة‪،‬‬
‫يونيــو ‪.)1997‬‬
‫‪1010‬جملــة الشــريعة والدراســات اإلســامية‪ ،‬جامعــة الكويــت‪ ،‬كليــة‬
‫الشــريعة والدراســات اإلســامية‪ ،‬الســنة ‪ ،11‬ع‪( 128‬أفريــل ‪.)1996‬‬
‫‪1111‬جملة املراقــب االقتصــادي‪ ،‬ع‪( 38‬يونيو ‪.)1982‬‬
‫‪1212‬جملــة الريمــــوك‪ ،‬جامعــة الريمــوك‪ ،‬إربــد‪ ،‬األردن‪ ،‬ع‪( 62‬كانون الثاني‬
‫‪.)1999‬‬
‫‪575‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫رابعاً‪ :‬الرسائــل العلميــة‬
‫‪1 .1‬مجــال لعمــارة‪« ،‬اســراتيجية التمويــل املصــريف للقطــاع الفالحــي يف‬
‫اجلزائــر‪ :‬وجهــة نظــر إســامية»‪ ،‬رســالة ماجســتري غــر منشــورة‪،‬‬
‫جامعــة ســطيف‪ ،‬معهــد العلــوم االقتصاديــة‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪2 .2‬ســعود عبــد اجمليــد‪« ،‬البنــوك اإلســامية وأوجــه االختــاف بينهــا‬
‫وبــن البنــوك التجاريــة (موقــع اجلزائــر مــن كال النوعــن)»‪ ،‬رســالة‬
‫ماجســتري غــر منشــورة‪ ،‬جامعــة اجلزائــر‪ ،‬معهد العلــوم االقتصادية‪،‬‬
‫‪.1993/1992‬‬
‫‪3 .3‬صــاحل مفتــاح‪« ،‬املــوارد املاليــة للدولــة يف النظــام االقتصــادي‬
‫اإلســامي»‪ ،‬رســالة ماجســتري غــر منشــورة‪ ،‬جامعــة اجلزائــر‪ ،‬معهد‬
‫العلــوم االقتصاديــة‪.1994/1993 ،‬‬
‫‪4 .4‬حممــد صــاح حممــد الصــاوي‪« ،‬مشــكلة االســتثمار يف البنــوك‬
‫اإلســامية وكيــف عاجلهــا اإلســام»‪ ،‬رســالة دكتــوراه‪ ،‬كليــة‬
‫الشــريعة والقانــون‪ ،‬جامعــة األزهــر‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬الناشــر‪ :‬دار اجملتمــع‪،‬‬
‫دار الوفــاء‪ ،‬املنصــورة‪ ،‬ط‪.1990 ،1‬‬
‫‪5 .5‬يوســف شــاوش‪« ،‬التســويق البنكــي‪ :‬األنظمــة واالســراتيجيات»‪،‬‬
‫رســالة ماجســتري غــر منشــورة‪ ،‬جامعــة ســطيف‪ ،‬معهــد العلــوم‬
‫االقتصاديــة‪.1999/1998 ،‬‬
‫‪576‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫خامساً‪ :‬املوسوعات‬
‫‪1 .1‬جلنــة مــن األســاتذة اخلــراء االقتصاديــن والشــرعيني واملصرفيــن‪،‬‬
‫«موســوعة تقويــم أداء البنــوك اإلســامية‪ :‬تقويــم الــدور االجتماعــي‬
‫للمصــارف اإلســامية»‪ ،‬ج‪ ،3‬املعهــد العاملــي للفكــر اإلســامي‪،‬‬
‫القاهــرة‪ ،‬ط‪.1996 ،1‬‬
‫‪2 .2‬جلنــة مــن األســاتذة اخلــراء االقتصاديــن والشــرعيني واملصرفيــن‪،‬‬
‫«موســوعة تقويــم أداء البنــوك اإلســامية‪ :‬تقويــم الــدور االقتصــادي‬
‫للمصــارف اإلســامية»‪ ،‬ج‪ ،4‬املعهــد العاملــي للفكــر اإلســامي‪،‬‬
‫القاهــرة‪ ،‬ط‪.1996 ،1‬‬
‫‪3 .3‬جلنــة مــن األســاتذة اخلــراء االقتصاديــن والشــرعيني واملصرفيــن‪،‬‬
‫«موســوعة تقويــم أداء البنــوك اإلســامية‪ :‬تقويــم الــدور احملاســي‬
‫للمصــارف اإلســامية»‪ ،‬ج‪ ،6‬املعهــد العاملــي للفكــر اإلســامي‪،‬‬
‫القاهــرة‪ ،‬ط‪.1996 ،1‬‬
‫‪4 .4‬حمــي الديــن إمساعيــل علــم الديــن‪« ،‬موســوعة أعمــال البنــوك‪ :‬مــن‬
‫الناحيتــن القانونيــة والعمليــة»‪ ،‬ج‪ ،1‬دار النهضــة العربيــة‪ ،‬بــروت‪،‬‬
‫‪.1993‬‬
‫‪577‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫سادساً‪ :‬التقاريــر‬
‫‪1 .1‬التقرير السنوي لبنك الربكة اجلزائري‪.2000 ،‬‬
‫‪2 .2‬التقرير السنوي للبنك اإلسالمي للتنمية‪.2000/1999 ،‬‬
‫‪3 .3‬تقريــر جملــس الفكــر اإلســامي يف باكســتان‪« ،‬إلغــاء الفائــدة مــن‬
‫االقتصــاد»‪ ،‬املركــز العاملــي ألحبــاث االقتصــاد اإلســامي‪ ،‬جامعــة‬
‫امللــك عبــد العزيــز‪ ،‬ط‪.1984 ،2‬‬
‫‪4 .4‬تقريــر هيئــة أســلمة االقتصــاد يف مجهوريــة الباكســتان‪« ،‬النظــام‬
‫املصــريف املقــرح املتفــق مــع الشــريعة اإلســامية»‪ ،‬جملــة حبــوث‬
‫االقتصــاد اإلســامي‪ ،‬اجلمعيــة الدوليــة لالقتصــاد اإلســامي‪،‬‬
‫اجمللــد‪ ،3‬العــدد ‪.1994 ،1‬‬
‫‪578‬‬
‫عبد الحليم عمار غربي‬.‫د‬
‫املراجــع باللغــة األجنبيــة‬
1. ADNAN ABDEEN, «English-Arabic Dictionary of
Accounting and Finance: with an Arabic-English glossary»,
librairie du Liban and John Willy &sons, Ltd 1981.
2. BOUHADIDA .M, «L’approche systémique des
établissements bancaires. un outil de la planification
stratégique (Cas des banques islamiques)», palais du
livre, Blida, 1999
3. IBRAHIM WARDE, «les principes religieux à
l’épreuve de la mondialisation : Paradoxes de la Finance
Islamique», le Monde Diplomatique, septembre 2001.
4. MUNAWAR IQBAL, «Islamic and Conventional
Banking in the nineties : A Comparative Study», Islamic
Economic studies, Islamic Research and Training Institute,
Islamic Development Bank, Jeddah, vol : 8, N° :2, April
2001.
5. PIERRE TRAIMOND, «Finance et Développement
En Pays d’Islam», EDICEF, France, 1995.
6. THE INSTITUTE OF ISLAMIC BANKING AND
INSURANCE, «Islamic financial institutions», (http://
www.islamic-banking.com)
7. YVES BERNHEIM et al, «Traité de comptabilité
Bancaire: doctrine et pratique», la revue banque éditeur,
Paris.
579
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫فهرس الجداول‬
‫واألشكال‬
‫‪580‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫فهرس الجداول‬
‫الرقم‪:‬‬
‫‪01‬‬
‫‪02‬‬
‫‪03‬‬
‫‪04‬‬
‫‪05‬‬
‫‪06‬‬
‫‪07‬‬
‫‪08‬‬
‫‪09‬‬
‫‪10‬‬
‫‪11‬‬
‫‪12‬‬
‫‪13‬‬
‫‪14‬‬
‫‪15‬‬
‫‪16‬‬
‫‪17‬‬
‫‪18‬‬
‫‪19‬‬
‫‪20‬‬
‫‪21‬‬
‫‪22‬‬
‫‪23‬‬
‫‪24‬‬
‫‪25‬‬
‫‪26‬‬
‫‪27‬‬
‫‪28‬‬
‫‪29‬‬
‫‪30‬‬
‫‪31‬‬
‫‪32‬‬
‫‪33‬‬
‫‪34‬‬
‫‪35‬‬
‫‪36‬‬
‫‪37‬‬
‫عنـــــوان اجلـــدول‪:‬‬
‫مقارنة بني الفائدة والربح‬
‫ملخص ملفاهيم الربا والفائدة والربح‬
‫التدرج التارخيي الستقرار الفائدة‬
‫ملخص ألهم مربرات وانتقادات نظام الفائدة‬
‫أثر الفائدة يف أسعار السلع واخلدمات‬
‫جدوى آلية سعر الفائدة حسب بعض الدراسات االقتصادية الغربية‬
‫مقارنة تكاليف متويل االستثمارات يف حالة اقتصاد املشاركة واالقتصاد الربوي‬
‫احتماالت العائد مع البنك التقليدي وبنك املشاركة‬
‫أنواع وجماالت الرقابة يف ظل خصوصية بنوك املشاركة‬
‫حتديد عالقة بنوك املشاركة بالبنك املركزي يف ظل األنظمة املصرفية املختلفة‬
‫ملخص ألهم أوجه االختالف بني البنوك التقليدية وبنوك املشاركة‬
‫جماالت وأوجه التعاون والتنسيق بني بنوك املشاركة مع بعضها ومع البنوك التقليدية‬
‫نسب التمويل القطاعي لبنوك املشاركة وصيغ متويلها‬
‫تقويم فعالية وكفاءة أداء النشاط املصريف لبنوك املشاركة‬
‫تقييم الدور االقتصادي لبنوك املشاركة‬
‫مقارنة معدالت النمو السنوية بني البنوك التقليدية وبنوك املشاركة يف التسعينات‬
‫مقارنة التحليل بالنسب املالية بني البنوك التقليدية وبنوك املشاركة يف التسعينات‬
‫طبيعة مشاكل و شكاوى احملاسبني يف بنوك املشاركة‬
‫تصميم وتطوير النظام احملاسيب يف بنوك املشاركة‬
‫املشاكل واملعوقات اليت تواجه إدارة املراجعة الداخلية وهيئة الرقابة الشرعية‬
‫تطور االهتمام بامليزانية يف الفكر احملاسيب‬
‫اهليكل العام مليزانية البنوك‬
‫نظام ترتيب بنود امليزانية يف البنوك واملؤسسات التجارية والصناعية‬
‫أثر طبيعة اجملتمع يف حتديد األمهية النسبية لبنود امليزانية املصرفية‬
‫أهم خصائص امليزانية املصرفية‬
‫طبيعة االستثمارات ومصادر متويلها يف بنوك املشاركة‬
‫توزيع املصادر واالستخدامات يف بنوك املشاركة‬
‫ميزانية البنك املركزي يف ظل نظام املشاركة‬
‫ميزانية بنوك املشاركة يف ظل نظام املشاركة‬
‫مقارنة بنود ميزانية مبسطة لبنك تقليدي وبنك مشاركة‬
‫بنود ميزانية بنوك املشاركة‬
‫مقارنة بني مصادر األموال واستخداماهتا يف البنوك التقليدية وبنوك املشاركة‬
‫منوذج مقرتح مليزانية بنوك املشاركة املميزة ألهدافها‬
‫منوذج مقرتح مليزانية بنوك املشاركة الشاملة‬
‫ميزانية شركة الراجحي املصرفية لالستثمار‬
‫ميزانية بيت التمويل الكوييت‬
‫منوذج مقرتح للميزانية املالئمة لتبويب مصادر واستخدامات أموال بنوك املشاركة‬
‫‪581‬‬
‫الصفحة‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪3‬‬
‫‪4‬‬
‫‪6-5‬‬
‫‪6‬‬
‫‪9‬‬
‫‪22‬‬
‫‪28‬‬
‫‪34‬‬
‫‪37‬‬
‫‪44‬‬
‫‪47‬‬
‫‪49‬‬
‫‪55‬‬
‫‪56‬‬
‫‪57‬‬
‫‪58‬‬
‫‪60‬‬
‫‪61‬‬
‫‪63‬‬
‫‪74‬‬
‫‪75‬‬
‫‪76‬‬
‫‪76‬‬
‫‪77‬‬
‫‪79‬‬
‫‪80‬‬
‫‪82‬‬
‫‪82‬‬
‫‪83‬‬
‫‪84‬‬
‫‪85‬‬
‫‪88‬‬
‫‪89‬‬
‫‪90‬‬
‫‪91‬‬
‫‪93-92‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫‪38‬‬
‫‪39‬‬
‫‪40‬‬
‫‪41‬‬
‫ملخص عناصر ميزانية جممعة لبنوك املشاركة‬
‫ميزانية املصرف اإلسالمي بالبحرين‬
‫ميزانية بنك التضامن اإلسالمي السوداني‬
‫ملخص تقييم النظريات املصرفية يف إدارة أصول وخصوم امليزانية‬
‫نسب مقرتحة لتخصيص أرصدة الودائع اجلارية على استخدامات بنوك املشاركة‬
‫إدارة األصول واخلصوم وفقا ملدخل إدارة فجوة األموال‬
‫توضيح أثر تغري سعر الفائدة على أرباح ميزانية البنوك‬
‫واقع طرق التصرف يف فائض وعجز السيولة يف بنوك املشاركة‬
‫توضيح بنود الودائع والقروض احلسنة يف جانيب ميزانية بنوك املشاركة‬
‫مناذج من التأمني على الودائع يف الدول املختلفة‬
‫مقارنة بني احلسابات اجلارية يف البنوك التقليدية وبنوك املشاركة‬
‫مقارنة بني احلسابات االستثمارية يف البنوك التقليدية وبنوك املشاركة‬
‫مقارنة بني حسابات التوفري يف البنوك التقليدية وبنوك املشاركة‬
‫تصوير عملية توليد الودائع يف ميزانيات البنوك‬
‫تصوير عملية توليد الودائع يف امليزانية اجملمعة للبنوك‬
‫أثر االحتياطي الكامل على توليد الودائع يف امليزانية اجملمعة للبنوك‬
‫حتديد أسباب العجز التمويلي لالستثمار طويل األجل يف بنوك املشاركة‬
‫طبيعة صكوك املشاركات يف بنوك املشاركة‬
‫ظروف وعوامل احلاجة إىل أدوات مالية جديدة يف بنوك املشاركة‬
‫التجارب القطرية للدول العربية واإلسالمية يف إصدار األوراق املالية‬
‫دليل حماسيب مقرتح لصناديق الزكاة يف بنوك املشاركة‬
‫واقع مصادر متويل أنشطة التكافل االجتماعي يف بنوك املشاركة‬
‫منوذج عملي حلساب زكاة األسهم يف بنوك املشاركة‬
‫واقع املعاجلة احملاسبية للزكاة يف بنوك املشاركة‬
‫‪62‬‬
‫‪63‬‬
‫‪64‬‬
‫‪65‬‬
‫‪66‬‬
‫‪67‬‬
‫منوذج لنصيب بنك املشاركة والوديعة االستثمارية من الربح تبعا آلجاهلا‬
‫واقع معاجلة املخصصات واالحتياطيات يف بنوك املشاركة‬
‫حسابات القوائم املالية املستحقة للمسامهني واملودعني‬
‫مقارنة بني حساب رأس املال يف البنوك التقليدية وبنوك املشاركة‬
‫‪42‬‬
‫‪43‬‬
‫‪44‬‬
‫‪45‬‬
‫‪46‬‬
‫‪47‬‬
‫‪48‬‬
‫‪49‬‬
‫‪50‬‬
‫‪51‬‬
‫‪52‬‬
‫‪53‬‬
‫‪54‬‬
‫‪55‬‬
‫‪56‬‬
‫‪57‬‬
‫‪58‬‬
‫‪59‬‬
‫‪60‬‬
‫‪61‬‬
‫‪68‬‬
‫‪69‬‬
‫‪70‬‬
‫‪71‬‬
‫‪72‬‬
‫‪73‬‬
‫‪74‬‬
‫‪75‬‬
‫‪76‬‬
‫‪77‬‬
‫واقع تكوين رأس املال املستحق لألرباح وعالقته باألصول الثابتة واخلطرة يف بنوك املشاركة‬
‫خماطر املراحبة وإجراءات تقليل حجمها‬
‫مقارنة بني التمويل بالقروض يف البنوك التقليدية والتمويل باملراحبة يف بنوك املشاركة‬
‫قيود اليومية اخلاصة بالتمويل باملراحبة يف بنوك املشاركة‬
‫مزايا وعيوب التمويل باملراحبة على املستوى االقتصادي الكلي واجلزئي‬
‫واقع ختطيط هامش املراحبة يف بنوك املشاركة‬
‫مشاكل التمويل باملراحبة يف ضوء التجربة العملية لبنوك املشاركة‬
‫مقارنة بني الصفقات يف البورصة وسوق السَّلَم‬
‫مقارنة بني التمويل بالقروض يف البنوك التقليدية والتمويل بالسَّلَم يف بنوك املشاركة‬
‫قيود اليومية اخلاصة بالتمويل بالسَّلَم يف بنوك املشاركة‬
‫مزايا التمويل بالسَّلَم على املستوى االقتصادي الكلي واجلزئي‬
‫التمويــل الزراعــي بالسَّـلَم والصيــغ األخــرى للمواســــم الزراعيــــة ‪ 1994/93-1991/90‬يف بنــوك‬
‫املشــاركة الســودانية‬
‫‪582‬‬
‫‪102‬‬
‫‪104‬‬
‫‪106‬‬
‫‪117‬‬
‫‪121‬‬
‫‪123‬‬
‫‪124‬‬
‫‪130‬‬
‫‪136‬‬
‫‪137‬‬
‫‪140‬‬
‫‪143‬‬
‫‪146‬‬
‫‪150‬‬
‫‪151‬‬
‫‪152‬‬
‫‪156‬‬
‫‪157‬‬
‫‪159‬‬
‫‪159‬‬
‫‪172‬‬
‫‪176‬‬
‫‪178‬‬
‫‪179‬‬
‫‪184‬‬
‫‪189‬‬
‫‪191‬‬
‫‪195‬‬
‫‪196‬‬
‫‪201‬‬
‫‪202‬‬
‫‪203‬‬
‫‪204‬‬
‫‪205‬‬
‫‪207‬‬
‫‪213‬‬
‫‪213‬‬
‫‪214‬‬
‫‪216‬‬
‫‪218‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‪78‬‬
‫‪79‬‬
‫‪80‬‬
‫‪81‬‬
‫‪82‬‬
‫‪83‬‬
‫‪84‬‬
‫‪85‬‬
‫‪86‬‬
‫‪87‬‬
‫‪88‬‬
‫‪89‬‬
‫‪90‬‬
‫‪91‬‬
‫‪92‬‬
‫‪93‬‬
‫‪94‬‬
‫‪95‬‬
‫‪96‬‬
‫‪97‬‬
‫‪98‬‬
‫‪99‬‬
‫‪100‬‬
‫‪101‬‬
‫‪102‬‬
‫‪103‬‬
‫‪104‬‬
‫‪105‬‬
‫‪106‬‬
‫‪107‬‬
‫‪108‬‬
‫‪109‬‬
‫‪110‬‬
‫‪111‬‬
‫‪112‬‬
‫‪113‬‬
‫مشاكل التمويل بالسَّلَم يف ضوء التجربة العملية لبنوك املشاركة‬
‫مقارنة الزكاة والقرض احلسن يف بنوك املشاركة‬
‫مقارنــة بــن التمويــل بالقــروض يف البنــوك التقليديــة والتمويــل بالقــروض احلســنة يف بنــوك‬
‫املشــاركة‬
‫مزايا وعيوب التمويل بالقرض احلسن على املستوى االقتصادي الكلي واجلزئي‬
‫واقع اهتمام بنوك املشاركة باجلوانب اإلدارية والتنظيمية لنشاط القرض احلسن‬
‫واقع جماالت إنفاق القرض احلسن يف بنوك املشاركة‬
‫واقع التمويل بالقرض احلسن يف بنوك املشاركة‬
‫مقارنة بني التمويل بالقروض يف البنوك التقليدية والتأجري التمويلي يف بنوك املشاركة‬
‫املعاجلة احملاسبية للتمويل التأجريي يف القوائم املالية‬
‫مزايا التمويل التأجريي على املستوى االقتصادي الكلي واجلزئي‬
‫نشاط التأجري التمويلي يف الدول املتقدمة والدول النامية‬
‫مشاكل التمويل التأجريي يف ضوء التجربة العملية لبنوك املشاركة‬
‫مقارنة التمويل بالبيوع مع التمويل بالبيع بالتقسيط يف بنوك املشاركة‬
‫مقارنــة بــن التمويــل بالقــروض يف البنــوك التقليديــة والتمويــل بالبيــع بالتقســيط يف بنــوك‬
‫املشــاركة‬
‫مقارنة التمويل التأجريي والتمويل بالبيع بالتقسيط يف بنوك املشاركة‬
‫املعاجلة احملاسبية للتمويل بالبيع بالتقسيط يف القوائم املالية‬
‫مزايا وعيوب التمويل بالبيع بالتقسيط على املستوى االقتصادي الكلي واجلزئي‬
‫مشاكل التمويل بالبيع بالتقسيط يف ضوء التجربة العملية لبنوك املشاركة‬
‫مقارنة التمويل بالسَّلَم والتمويل باالستصناع يف بنوك املشاركة‬
‫مزايا التمويل باالستصناع على املستوى االقتصادي الكلي واجلزئي‬
‫مقارنة املعامالت املشاهبة والتمويل باملضاربة يف بنوك املشاركة‬
‫مقارنة بني التمويل بالقروض يف البنوك التقليدية والتمويل باملضاربة يف بنوك املشاركة‬
‫مزايا التمويل باملضاربة على املستوى االقتصادي الكلي واجلزئي‬
‫معوقات التمويل باملضاربة يف ضوء التجربة العملية لبنوك املشاركة‬
‫منوذج مقارن حلالة املضاربة مع القرض بفائدة‬
‫منوذج مقارن حلالة املشاركة مع القرض بفائدة‬
‫مزايا وعيوب التمويل باملشاركة على املستوى االقتصادي الكلي واجلزئي‬
‫واقع التمويل باملشاركة يف التجربة اإليرانية‬
‫معوقات التمويل باملشاركة يف ضوء التجربة العملية لبنوك املشاركة الباكستانية‬
‫مقارنة البيع بالتقسيط والتمويل بالتأجري املنتهي بالتمليك يف بنوك املشاركة‬
‫مقارنة بني املشاركة الثابتة واملشاركة املتناقصة املنتهية بالتمليك يف بنوك املشاركة‬
‫املعاجلة احملاسبية للتأجري املنتهي بالتمليك يف بنوك املشاركة‬
‫مزايا التمويل املتناقص املنتهي بالتمليك على املستوى االقتصادي الكلي واجلزئي‬
‫واقع توزيع أنشطة التمويل واالستثمار واألعمال يف بنوك املشاركة‬
‫توضيح املشاركة املتناقصة املنتهية بالتمليك يف حالة التسديد من جزء من الربح‬
‫توضيح املشاركة املتناقصة املنتهية بالتمليك يف حالة التسديد من كل الربح‬
‫‪583‬‬
‫‪219‬‬
‫‪224‬‬
‫‪225‬‬
‫‪227‬‬
‫‪228‬‬
‫‪228‬‬
‫‪229‬‬
‫‪236‬‬
‫‪237‬‬
‫‪239‬‬
‫‪240‬‬
‫‪242‬‬
‫‪247‬‬
‫‪247‬‬
‫‪248‬‬
‫‪249‬‬
‫‪250‬‬
‫‪252‬‬
‫‪257‬‬
‫‪258‬‬
‫‪268‬‬
‫‪269‬‬
‫‪271‬‬
‫‪274‬‬
‫‪281‬‬
‫‪281‬‬
‫‪284‬‬
‫‪286‬‬
‫‪287‬‬
‫‪294‬‬
‫‪295‬‬
‫‪296‬‬
‫‪297‬‬
‫‪298‬‬
‫‪300‬‬
‫‪300‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫فهرس األشكال‬
‫الرقم‪:‬‬
‫‪01‬‬
‫‪02‬‬
‫‪03‬‬
‫‪04‬‬
‫‪05‬‬
‫‪06‬‬
‫‪07‬‬
‫‪08‬‬
‫‪09‬‬
‫‪10‬‬
‫‪11‬‬
‫‪12‬‬
‫‪13‬‬
‫‪14‬‬
‫‪15‬‬
‫‪16‬‬
‫‪17‬‬
‫‪18‬‬
‫‪19‬‬
‫‪20‬‬
‫‪21‬‬
‫‪22‬‬
‫‪23‬‬
‫‪24‬‬
‫‪25‬‬
‫‪26‬‬
‫‪27‬‬
‫‪28‬‬
‫‪29‬‬
‫‪30‬‬
‫‪31‬‬
‫‪32‬‬
‫‪33‬‬
‫‪34‬‬
‫‪35‬‬
‫‪36‬‬
‫‪37‬‬
‫‪38‬‬
‫‪39‬‬
‫عنـــوان الشكــل‪:‬‬
‫املخاطر االقتصادية لنظام الفائدة الربوي‬
‫تعدد أنواع الشركات حسب أسلوب املشاركة‬
‫املؤسسات املصرفية لنظام املشاركة‬
‫التغريات احلاصلة عند استبدال نظام الفائدة بنظام املشاركة‬
‫أساليب التمويل واالستثمار يف نظام املشاركة‬
‫كفاءة أساليب التمويل واالستثمار باملشاركة‬
‫الطبيعة املميزة لبنوك املشاركة‬
‫اإلطار العام ألنشطة بنوك املشاركة‬
‫اهليكل التنظيمي املقرتح لبنوك املشاركة‬
‫أشكال العالقات بني بنوك املشاركة والبنوك املركزية‬
‫دور الوساطة الذي متارسه البنوك التقليدية وبنوك املشاركة‬
‫مفهوم الوساطة اليت تقوم هبا البنوك التقليدية وبنوك املشاركة‬
‫العالقة اليت حتكم بنوك املشاركة مع عمالئها املودعني وطاليب التمويل‬
‫أوجه التباين وأوجه االتفاق يف نشاطات البنوك التقليدية وبنوك املشاركة‬
‫العالقات السلبية واإلجيابية لبنوك املشاركة مع البنوك األخرى‬
‫مراحل مسرية بنوك املشاركة‬
‫مظاهر عملية تقويم األداء وأمهيتها يف بنوك املشاركة‬
‫أهداف بنوك املشاركة املستخدمة يف منوذج تقويم األداء‬
‫متطلبات جناح بنوك املشاركة الشاملة‬
‫أهم املعاجلات اليت يتم إجراؤها على عناصر القوائم املالية‬
‫توضيح الوساطة بني املودعني واملستثمرين يف ميزانية بنوك املشاركة‬
‫املبادئ احملاسبية املرتبطة بإعداد القوائم املالية يف بنوك املشاركة‬
‫إدارة األصول واخلصوم وفقا ملدخل األموال املشرتكة‬
‫إدارة األصول واخلصوم وفقا ملدخل ختصيص املصادر على االستخدامات بنسب‬
‫إدارة األصول واخلصوم وفقا ملدخل األولويات يف استخدام أموال البنك‬
‫توضيح الربط بني املصادر واالستخدامات يف ميزانية البنوك التقليدية وبنوك‬
‫املشاركة‬
‫إدارة متطلبات السيولة يف بنوك املشاركة‬
‫أنواع الودائع املصرفية يف بنوك املشاركة وعالقتها بالقوائم املالية‬
‫دور مؤسسة التأمني على الودائع وهيئة مراجعة احلسابات االستثمارية‬
‫احلسابات املصرفية اليت توفرها بنوك املشاركة لعمالئها املودعني‬
‫االجتاهات الفكرية يف قدرة بنوك املشاركة على توليد الودائع املشتقة‬
‫التعارض بني رغبة املودعني وطبيعة بنوك املشاركة‬
‫األساليب اإليداعية اجلديدة يف بنوك املشاركة‬
‫أنواع صكوك املضاربة يف بنوك املشاركة‬
‫أسلوب إصدار بنوك املشاركة لألوراق املالية وأمهيتها لألطراف املختلفة‬
‫تعبئة األموال النقدية اخلاصة بصندوق وقف املضاربة وأساليب توظيفها‬
‫الصناديق املخصصة لتمويل األنشطة االجتماعية يف بنوك املشاركة‬
‫دور وواقع تعبئة أموال الزكاة يف بنوك املشاركة‬
‫مصادر التمويل والعائدات يف بنوك املشاركة‬
‫‪584‬‬
‫الصفحة‪:‬‬
‫‪8‬‬
‫‪11‬‬
‫‪14‬‬
‫‪16‬‬
‫‪20‬‬
‫‪23‬‬
‫‪27‬‬
‫‪30‬‬
‫‪32‬‬
‫‪35‬‬
‫‪38‬‬
‫‪39‬‬
‫‪41‬‬
‫‪43‬‬
‫‪47‬‬
‫‪50‬‬
‫‪52‬‬
‫‪53‬‬
‫‪68‬‬
‫‪78‬‬
‫‪86‬‬
‫‪112‬‬
‫‪119‬‬
‫‪120‬‬
‫‪122‬‬
‫‪125‬‬
‫‪129‬‬
‫‪134‬‬
‫‪138‬‬
‫‪148‬‬
‫‪154‬‬
‫‪156‬‬
‫‪163‬‬
‫‪165‬‬
‫‪170‬‬
‫‪174‬‬
‫‪175‬‬
‫‪177‬‬
‫‪183‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‪40‬‬
‫‪41‬‬
‫‪42‬‬
‫‪43‬‬
‫‪44‬‬
‫‪45‬‬
‫‪46‬‬
‫‪47‬‬
‫‪48‬‬
‫‪49‬‬
‫‪50‬‬
‫‪51‬‬
‫‪52‬‬
‫‪53‬‬
‫‪54‬‬
‫‪55‬‬
‫‪56‬‬
‫‪57‬‬
‫‪58‬‬
‫‪59‬‬
‫‪60‬‬
‫‪61‬‬
‫‪62‬‬
‫‪63‬‬
‫‪64‬‬
‫‪65‬‬
‫‪66‬‬
‫‪67‬‬
‫‪68‬‬
‫‪69‬‬
‫‪70‬‬
‫‪71‬‬
‫‪72‬‬
‫‪73‬‬
‫حسابات مصادر التمويل الذاتي يف بنوك املشاركة‬
‫التفاصيل املختلفة حلساب رأس املال البنكي وعالقته بامليزانية‬
‫أشكال املراحبة يف بنوك املشاركة‬
‫خطوات بيع املراحبة‬
‫أنواع السَّلَم يف بنوك املشاركة‬
‫خطوات بيع السَّلَم‬
‫العالقة بني أطراف عملية بيع السَّلَم‬
‫اخلطوات التنظيمية لتطبيق السَّلَم يف بنوك املشاركة‬
‫أشكال القرض احلسن يف بنوك املشاركة‬
‫خطوات القرض احلسن‬
‫نظام مقرتح ألداء بعض اخلدمات املصرفية املرتبطة بنشاط اإلقراض‬
‫خطوات التأجري التمويلي‬
‫خطوات الشراء مع التأجري للبائع‬
‫خطوات التأجري التشغيلي‬
‫املعايري احملاسبية للتمييز بني التأجري التمويلي والتأجري التشغيلي‬
‫حتليل سوق التأجري على املستوى القطاعي واألصول املؤجرة داخل القطاع الواحد‬
‫عوامل منو نشاط التمويل التأجريي‬
‫انسجام مبادئ التمويل التأجريي مع مبادئ بنوك املشاركة‬
‫خطوات البيع بالتقسيط‬
‫إجراءات البنك يف حالة عدم سداد العميل لألقساط يف مواعيدها‬
‫قواعد مقرتحة ملعاجلة املماطلة يف سداد األقساط يف بنوك املشاركة‬
‫أشكال التمويل باالستصناع‬
‫خطوات بيع االستصناع‬
‫منوذج عملي لالستصناع العقاري يف بنوك املشاركة‬
‫أشكال التمويل باملضاربة‬
‫خطوات التمويل باملضاربة‬
‫املضاربة املزدوجة اليت جتريها بنوك املشاركة‬
‫واقع تطبيق املضاربة املتعلقة بتعبئة وتوظيف املوارد املالية يف بنوك املشاركة‬
‫أشكال التمويل باملشاركة‬
‫خطوات التمويل باملشاركة‬
‫واقع تطبيق املشاركة املتعلقة بتعبئة وتوظيف املوارد املالية يف بنوك املشاركة‬
‫أشكال التمويل املتناقص املنتهي بالتمليك‬
‫خطوات التمويل باملشاركة املتناقصة املنتهية بالتمليك‬
‫خطوات التمويل بالتأجري املنتهي بالتمليك‬
‫‪585‬‬
‫‪188‬‬
‫‪192‬‬
‫‪199‬‬
‫‪200‬‬
‫‪209‬‬
‫‪211‬‬
‫‪211‬‬
‫‪219‬‬
‫‪221‬‬
‫‪223‬‬
‫‪230‬‬
‫‪233‬‬
‫‪234‬‬
‫‪234‬‬
‫‪237‬‬
‫‪238‬‬
‫‪240‬‬
‫‪241‬‬
‫‪245‬‬
‫‪246‬‬
‫‪252‬‬
‫‪254‬‬
‫‪255‬‬
‫‪261‬‬
‫‪263‬‬
‫‪265‬‬
‫‪266‬‬
‫‪273‬‬
‫‪276‬‬
‫‪278‬‬
‫‪287‬‬
‫‪289‬‬
‫‪291‬‬
‫‪292‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫المالحق‬
‫‪586‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫فـهـرس المالحق‬
‫(مناذج تطبيقية للميزانية من واقع التقارير السنوية لبعض بنوك املشاركة)‬
‫الرقم‪:‬‬
‫املصدر‪:‬‬
‫عنــــوان امللحــق‪:‬‬
‫‪01‬‬
‫‪02‬‬
‫‪03‬‬
‫‪04‬‬
‫‪05‬‬
‫‪06‬‬
‫‪07‬‬
‫‪08‬‬
‫‪09‬‬
‫‪10‬‬
‫ميزانية البنك اإلسالمي للتنمية‬
‫ميزانية بنك البحرين اإلسالمي‬
‫ميزانية بنك الربكة اجلزائري‬
‫ميزانية بنك التضامن اإلسالمي السوداني‬
‫ميزانية بنك دبي اإلسالمي‬
‫ميزانية بنك فيصل اإلسالمي السوداني‬
‫ميزانية بنك فيصل اإلسالمي املصري‬
‫ميزانية بيت التمويل الكوييت‬
‫ميزانية شركة الراجحي املصرفية لالستثمار‬
‫ميزانية املصرف اإلسالمي الدويل لالستثمار والتنمية‬
‫‪11‬‬
‫ميزانية مصرف فيصل اإلسالمي بالبحرين‬
‫‪587‬‬
‫ كوثر عبد الفتاح حممود األجبي‪،‬‬‫«قياس وتوزيع الربح يف البنك‬
‫اإلسالمي»‪ ،‬ص‪142 :‬؛ ‪153-152‬؛ ‪165‬؛‬
‫‪181-180‬؛ ‪198‬؛ ‪213‬؛ ‪233-232‬؛ ‪.244‬‬
‫ حممد بوجالل‪« ،‬البنوك اإلسالمية»‪،‬‬‫ص‪163-162:‬‬
‫ فؤاد السيد املليجي‪« ،‬حماسبة‬‫الزكاة»‪ ،‬ص‪342-341 :‬‬
‫ التقرير السنوي للبنك اإلسالمي‬‫للتنمية ‪2000/1999‬‬
‫ التقرير السنوي لبنك الربكة‬‫اجلزائري ‪.2000‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫‪588‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‪589‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫‪590‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‪591‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫‪592‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‪593‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫‪594‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‪595‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫‪596‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‪597‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫‪598‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‪599‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫فهرس المحتويات‬
‫‪600‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫فهرس المحتويات‬
‫الصفحة‪:‬‬
‫املوضــوع‪:‬‬
‫مقدمــة‪.‬‬
‫‬
‫الفصل األول‪ :‬مدخل للتعريف بنظام املشاركة ومؤسساته املصرفية‪.‬‬
‫املبحث األول‪ :‬ماهية نظام املشاركة وصيغه التمويلية‪.‬‬
‫املطلب ‪ :1‬نظام الفائدة بني نظريات تطبيقه ومربرات إلغائه‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫أوال‪ :‬حتديد مفاهيم الربا والفائدة والربح‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -1‬التمييز بني الفائدة والربا‪.‬‬
‫‬
‫‪ -2‬التمييز بني الفائدة والربح‪.‬‬
‫‬
‫ثانيا‪ :‬النظريات االقتصادية املربرة لنظام الفائدة وانتقاداهتا‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -1‬املراحل التارخيية الستقرار الفائدة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -2‬النظريات املربرة لنظام الفائدة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫ثالثا‪ :‬املخاطر االقتصادية لنظام الفائدة الربوي‪.‬‬
‫‬
‫‪ -1‬اآلثار السلبية اخلطرية لنظام الفائدة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -2‬جدوى آلية سعر الفائدة يف الدراسات الغربية‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫املطلب ‪ :2‬نظام املشاركة كبديل لنظام الفائدة وضرورة تطبيقه‪.‬‬
‫‬
‫أوال‪ :‬مفهوم نظام املشاركة وتعدد أشكاله‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -1‬املفهوم اللغوي واالصطالحي واالقتصادي للمشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -2‬تعريف نظام املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -3‬تعدد صور املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪-4‬املؤسسات املصرفية لنظام املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫ثانيا‪ :‬أمهية نظام املشاركة وضرورة تطبيقه‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -1‬أمهية نظام املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -2‬الضرورة االقتصادية لتطبيق نظام املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫املطلب ‪ :3‬الصيغ التمويلية يف ظل نظام املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫أوال‪ :‬أساليب التمويل واالستثمار باملشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -1‬أسلوب التمويل بالبيوع‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -2‬أسلوب التمويل باملشاركة يف نتيجة العملية االستثمارية‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -3‬أسلوب التمويل باملشاركة يف اإلنتاج‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -4‬أسلوب التمويل التكافلي‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫ثانيا‪ :‬خصائص أساليب التمويل يف إطار نظام املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫ثالثا‪ :‬الكفاءة االقتصادية املتوقعة عند تطبيق الصيغ التمويلية لنظام املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‪ -1‬الكفاءة املتوقعة على مستوى األموال املستثمرة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -2‬الكفاءة املتوقعة على مستوى توظيف األموال والطاقات العاطلة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫املبحث الثاني‪ :‬ماهية بنوك املشاركة وعالقاهتا املصرفية‪.‬‬
‫‬
‫املطلب ‪ :1‬مفهوم بنوك املشاركة وخصائصها‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫أوال‪ :‬مفهوم بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -1‬االستعمال اللغوي لكلمة « مَصْرف‪ /‬بنك «‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -2‬االستعمال االصطالحي لبنوك املشاركة وتعاريفها‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫ثانيا‪ :‬خصائص بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -1‬تساؤالت حول الطبيعة املميزة لبنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -2‬اخلصائص املميزة لبنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‪601‬‬
‫‬
‫أ‬
‫‪72-1‬‬
‫‪23-1‬‬
‫‪1-9‬‬
‫‪1‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪4‬‬
‫‪4‬‬
‫‪4‬‬
‫‪6‬‬
‫‪6‬‬
‫‪9‬‬
‫‪17-10‬‬
‫‪10‬‬
‫‪10‬‬
‫‪12‬‬
‫‪13‬‬
‫‪13‬‬
‫‪13‬‬
‫‪13‬‬
‫‪17‬‬
‫‪23-18‬‬
‫‪18‬‬
‫‪18‬‬
‫‪19‬‬
‫‪19‬‬
‫‪20‬‬
‫‪21‬‬
‫‪22‬‬
‫‪22‬‬
‫‪22‬‬
‫‪47-24‬‬
‫‪30-24‬‬
‫‪24‬‬
‫‪24‬‬
‫‪25‬‬
‫‪26‬‬
‫‪26‬‬
‫‪27‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫‬
‫‪ -3‬ميزة املشاركة يف األرباح واخلسائر‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫ثالثا‪ :‬أنشطة بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‪ -1‬جمموعة أنشطة اخلدمات‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -2‬جمموعة أنشطة التمويل واالستثمار‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -3‬جمموعة أنشطة األعمال‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫املطلب ‪ :2‬تنظيم بنوك املشاركة وأساليب رقابتها‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫أوال‪ :‬التنظيم الداخلي لبنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫ثانيا‪ :‬أساليب الرقابة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫ثالثا‪ :‬أشكال رقابة البنوك املركزية على بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -1‬أشكال عالقة بنوك املشاركة بالبنك املركزي‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -2‬حتديد عالقة بنوك املشاركة بالبنك املركزي‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫املطلب ‪ :3‬العالقة بني بنوك املشاركة والبنوك التقليدية‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫أوال‪ :‬دور الوساطة املالية وطبيعة العالقة بني بنك املشاركة وعمالئه‪.‬‬
‫‬
‫‪ -1‬طبيعة الوساطة املالية اليت تقوم هبا بنوك املشاركة والبنوك التقليدية‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -2‬العالقة بني بنك املشاركة وعمالئه املودعني ومستخدمي األموال‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫ثانيا‪ :‬أوجه االتفاق واالختالف بني بنوك املشاركة والبنوك التقليدية‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -1‬أوجه االتفاق بني بنوك املشاركة والبنوك التقليدية‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -2‬أوجه االختالف بني بنوك املشاركة والبنوك التقليدية‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫ثالثا‪ :‬عالقة بنوك املشاركة مع بعضها ومع البنوك التقليدية‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -1‬العالقة فيما بني بنوك املشاركة ومظاهر التعاون بينها‪.‬‬
‫‬
‫‪ -2‬العالقة بني بنوك املشاركة والبنوك التقليدية وآفاق التعاون بينهما‪.‬‬
‫‬
‫‪71-48‬‬
‫‬
‫املبحث الثالث‪ :‬جتربة بنوك املشاركة بني النظرية والتطبيق‪.‬‬
‫‬
‫املطلب ‪ :1‬نظرة عامة حول جتربة بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫أوال‪ :‬الوضعية الراهنة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫ثانيا‪ :‬قراءة أولية يف مسرية التجربة املصرفية لبنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -1‬إجنازات وإجيابيات جتربة بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -2‬مناذج من محالت التشكيك حول جتربة بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫املطلب ‪ :2‬تقويم أداء النشاط املصريف لبنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫أوال‪ :‬مظاهر تقويم أداء بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -1‬مفهوم عملية تقويم األداء وأمهيتها بالنسبة لبنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -2‬حتديد أهداف بنوك املشاركة اخلاصة بعملية تقويم األداء‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫ثانيا‪ :‬تقييم دور بنوك املشاركة يف تعبئة وتوظيف املوارد املالية‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -1‬تقويم جوانب الفعالية والكفاءة يف أداء بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -2‬تقييم الدور االقتصادي لبنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫ثالثا‪ :‬دراسة مقارنة ألداء البنوك التقليدية وبنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‪ -1‬حتليل مقارن الجتاهات النمو بني البنوك التقليدية وبنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -2‬حتليل مقارن ملؤشرات األداء بني البنوك التقليدية وبنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫املطلب ‪ :3‬مشــاكل وآفـــاق بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫أوال‪ :‬املشاكل احملاسبية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -1‬مشاكل وشكاوى احملاسبني يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -2‬مشاكل النظام احملاسيب يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -3‬مشاكل نظم املراجعة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫ثانيا‪ :‬املعوقات والتحديات اليت تواجه بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‪ -1‬املعوقات املؤثرة على قدرة بنوك املشاركة للقيام بدورها االقتصادي‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -2‬التحديات العاملية اليت تواجه بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‪602‬‬
‫‪28‬‬
‫‪29‬‬
‫‪29‬‬
‫‪29‬‬
‫‪29‬‬
‫‪37-31‬‬
‫‪31‬‬
‫‪33‬‬
‫‪35‬‬
‫‪35‬‬
‫‪36‬‬
‫‪47-38‬‬
‫‪38‬‬
‫‪38‬‬
‫‪39‬‬
‫‪41‬‬
‫‪41‬‬
‫‪42‬‬
‫‪45‬‬
‫‪45‬‬
‫‪46‬‬
‫‪51-48‬‬
‫‪48‬‬
‫‪50‬‬
‫‪50‬‬
‫‪51‬‬
‫‪58-52‬‬
‫‪52‬‬
‫‪52‬‬
‫‪53‬‬
‫‪54‬‬
‫‪54‬‬
‫‪56‬‬
‫‪57‬‬
‫‪57‬‬
‫‪58‬‬
‫‪71-59‬‬
‫‪59‬‬
‫‪59‬‬
‫‪60‬‬
‫‪62‬‬
‫‪63‬‬
‫‪63‬‬
‫‪64‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‬
‫ثالثا‪ :‬اآلفاق املستقبلية لبنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -1‬شروط وقيود جناح بنوك املشاركة يف مَهمة التنمية‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -2‬مستلزمات ومتطلبات جناح بنوك املشاركة الشاملة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -3‬إجراءات عملية مستقبلية لتدعيم عامل الثقة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫خالصــة الفصل األول‪.‬‬
‫‬
‫الفصل الثاني‪ :‬امليزانيــة املصرفية يف بنـوك املشاركـة‪131-73.‬‬
‫املبحث األول‪ :‬أساسيات امليزانية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫املطلب ‪ :1‬عرض ميزانية بنوك املشاركة وعناصرها‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫أوال‪ :‬اإلطار النظري مليزانية البنوك يف الفكر احملاسيب‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -1‬حملة تارخيية عن امليزانية‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -2‬تعريف امليزانية املصرفية‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -3‬تبويب امليزانية املصرفية‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -4‬خصائص امليزانية املصرفية‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -5‬حسابات تسوية عناصر امليزانية املصرفية‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫ثانيا‪ :‬رؤية بعض الباحثني لعناصر ميزانية بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫ثالثا‪ :‬ميزانية البنك املركزي والبنوك األعضاء يف ظل نظام املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫املطلب ‪ :2‬التفرقة بني حسابات امليزانية يف البنوك التقليدية وبنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫أوال‪ :‬مقارنة الباحثني لبنود ميزانية البنوك التقليدية وبنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫ثانيا‪ :‬أوجه االختالف بني ميزانية البنوك التقليدية وبنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫ثالثا‪ :‬إشكالية الوساطة املالية يف ظل خصوصية ميزانية بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫املطلب ‪ :3‬مناذج مقرتحة للميزانية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫أوال‪ :‬مناذج نظرية للميزانية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -1‬النموذج األول‪ :‬امليزانية ذات السمة املميزة ألهداف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -2‬النموذج الثاني‪ :‬ميزانية بنوك املشاركة الشاملة‬
‫‬
‫‬
‫ثانيا‪ :‬مناذج تطبيقية للميزانية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -1‬النموذج األول‪ :‬ميزانية شركة الراجحي املصرفية لالستثمار‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -2‬النموذج الثاني‪ :‬ميزانية بيت التمويل الكوييت‪.‬‬
‫‬
‫ثالثا‪ :‬منوذج امليزانية املالئمة لتبويب مصادر واستخدامات أموال بنوك املشاركة‪.‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬واقع إعداد امليزانية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫املطلب ‪ :1‬دراسة حتليلية ملشاكل إعداد امليزانية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫أوال‪ :‬املشاكل القانونية إلعداد امليزانية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -1‬القيود القانونية يف إعداد القوائم املالية‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -2‬مشكلة االحتياطي النقدي اإللزامي‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫ثانيا‪ :‬مشاكل إظهار مصادر األموال واستخداماهتا يف ميزانية بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -1‬تبويب مصادر واستخدامات األموال يف امليزانية‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -2‬إظهار األصول الثابتة واملتداولة يف امليزانية‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -3‬إظهار احلسابات النظامية يف امليزانية‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -4‬وجود صندوق الزكاة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫ثالثا‪ :‬مشاكل إعداد امليزانية على مستوى الفروع وبنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -1‬إعداد امليزانية على مستوى الفروع أو املركز الرئيسي‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -2‬مدى إمكانية توحيد القوائم املالية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫املطلب ‪ :2‬دراسة انتقادية هليكل مصادر األموال واستخداماهتا يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫أوال‪ :‬املؤشرات العامة ملكونات مصادر واستخدامات أموال بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫ثانيا‪ :‬صعوبات إعداد ميزانية مُجمَّعة لبنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‪603‬‬
‫‪66‬‬
‫‪66‬‬
‫‪68‬‬
‫‪93‬‬
‫‪72‬‬
‫‪93-73‬‬
‫‪82-73‬‬
‫‪73‬‬
‫‪73‬‬
‫‪74‬‬
‫‪74‬‬
‫‪76‬‬
‫‪77‬‬
‫‪78‬‬
‫‪82‬‬
‫‪86-83‬‬
‫‪83‬‬
‫‪85‬‬
‫‪86‬‬
‫‪93-87‬‬
‫‪87‬‬
‫‪87‬‬
‫‪88‬‬
‫‪90‬‬
‫‪90‬‬
‫‪91‬‬
‫‪92‬‬
‫‪114-94‬‬
‫‪99-94‬‬
‫‪94‬‬
‫‪94‬‬
‫‪95‬‬
‫‪96‬‬
‫‪96‬‬
‫‪96‬‬
‫‪97‬‬
‫‪98‬‬
‫‪98‬‬
‫‪98‬‬
‫‪99‬‬
‫‪107-100‬‬
‫‪100‬‬
‫‪100‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫‬
‫ثالثا‪ :‬دراسة حاالت عملية هليكل امليزانية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‪ -1‬طريقة تبويب عناصر امليزانية يف مصرف فيصل اإلسالمي بالبحرين‪.‬‬
‫‬
‫‪ -2‬طريقة تبويب عناصر امليزانية يف بنك التضامن اإلسالمي السوداني‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -3‬توصيات مقرتحة هليكل ميزانية بنوك املشاركة وأسلوب إعدادها‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫املطلب ‪ :3‬دراسة تقييمية للمبادئ احملاسبية املطبقة يف إعداد ميزانية بنوك املشاركة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬املبادئ احملاسبية املستخدمة يف إعداد امليزانية وأمهيتها يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‪ -1‬مبــدأ اإلفصــــاح‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -2‬مبــدأ األمهيــة النسبيـة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -3‬مبــدأ احليطـــة واحلذر‪.‬‬
‫‬
‫‪ -4‬مبــدأ الثبـــات أو التجانس‪.‬‬
‫‬
‫ثانيا‪ :‬مدى مراعاة املبادئ احملاسبية يف التقارير املالية لبنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -1‬مدى مراعاة مبدأ اإلفصاح يف التقارير املالية لبنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‪ -2‬مدى مراعاة مبدأ األمهية النسبية يف التقارير املالية لبنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‪ -3‬مدى مراعاة مبدأ احليطة واحلذر يف التقارير املالية لبنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -4‬مدى مراعاة مبدأ الثبات يف التقارير املالية لبنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫ثالثا‪ :‬توصيات مقرتحة إلعداد ميزانية بنوك املشاركة وفق املبادئ احملاسبية‪.‬‬
‫‬
‫املبحث الثالث‪ :‬إدارة أصول وخصوم امليزانية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫املطلب ‪ :1‬نظريات إدارة أصول وخصوم امليزانية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫أوال‪ :‬أمهية إدارة أصول وخصوم امليزانية يف البنوك‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫ثانيا‪ :‬النظريات املصرفية يف إدارة أصول وخصوم امليزانية‪.‬‬
‫‬
‫‪ -1‬نظريــــة القروض التجارية‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -2‬نظريــــة إمكانية التحويل‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -3‬نظريــــة الدخل املتوقع‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -4‬نظريــــة إدارة اخلصوم‪.‬‬
‫‬
‫ثالثا‪ :‬موقع بنوك املشاركة بني نظريات إدارة عناصر امليزانية‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫املطلب ‪ :2‬مداخل إدارة أصول وخصوم امليزانية يف بنوك املشاركة‬
‫‬
‫‬
‫أوال‪ :‬املداخل الكالسيكية يف إدارة عناصر امليزانية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -1‬مدخــل األموال املشرتكة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -2‬مدخل ختصيص املصادر على االستخدامات بنسب‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -3‬مدخل األولويات يف استخدام أموال البنك‪.‬‬
‫‬
‫ثانيا‪ :‬مدخل إدارة فجوة األموال (ثغرة هامش الربح) يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫ثالثا‪ :‬مدخل ربط استدعاء املصادر وفق متطلبات االستخدام يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫املطلب ‪ :3‬إدارة السيولة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫أوال‪ :‬رؤية الباحثني خلطر عامل السيولة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫ثانيا‪ :‬مشكلة السيولة الناقصة والسيولة الفائضة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -1‬مشكلة السيــولة الناقصة ومصادر تغطيتها‬
‫‬
‫‬
‫‪ -2‬مشكلة السيــولة الفائضة وطرق توظيفها‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫ثالثا‪ :‬واقع إدارة فائض وعجز السيولة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫خالصة الفصل الثاني‪.‬‬
‫‬
‫‪102‬‬
‫‪102‬‬
‫‪105‬‬
‫‪107‬‬
‫‪114-108‬‬
‫‪108‬‬
‫‪108‬‬
‫‪109‬‬
‫‪110‬‬
‫‪111‬‬
‫‪113‬‬
‫‪113‬‬
‫‪114‬‬
‫‪114‬‬
‫‪114‬‬
‫‪114‬‬
‫‪130-115‬‬
‫‪118-115‬‬
‫‪115‬‬
‫‪116‬‬
‫‪116‬‬
‫‪116‬‬
‫‪116‬‬
‫‪116‬‬
‫‪118‬‬
‫‪125-119‬‬
‫‪119‬‬
‫‪119‬‬
‫‪120‬‬
‫‪121‬‬
‫‪122‬‬
‫‪124‬‬
‫‪130-126‬‬
‫‪126‬‬
‫‪127‬‬
‫‪127‬‬
‫‪128‬‬
‫‪130‬‬
‫‪131‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬مصـادر األمـوال يف بنـوك املشـاركـة‪.‬‬
‫املبحث األول‪ :‬مصادر األموال اخلارجية األساسية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫املطلب ‪ :1‬طبيعة الودائع املصرفية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫أوال‪ :‬الودائع املصرفية العينية والنقدية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -1‬الودائع املصرفية العينية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‪197-132‬‬
‫‪154-132‬‬
‫‪138-132‬‬
‫‪132‬‬
‫‪132‬‬
‫‪604‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‬
‫‪ -2‬الودائع املصرفية النقدية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫ثانيا‪ :‬الودائع احلكومية واملركزية واملتبادلة واملرتبطة باخلدمات املصرفية‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -1‬الودائع والقروض من الدولة اليت تعمل فيها بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -2‬الودائع والقروض من البنك املركزي‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -3‬الودائع املتبادلة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -4‬حسابات البنوك األخرى واملراسلني‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -5‬أرصدة تغطية بعض اخلدمات املصرفية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫ثالثا‪ :‬مؤسسة التأمني على الودائع وهيئة مراجعة حسابات االستثمار‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫املطلب ‪ :2‬حسابات الودائع املصرفية يف بنوك املشاركة‬
‫‬
‫‬
‫أوال‪ :‬احلسابات اجلارية (الودائع حتت الطلب) يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‪ -1‬تعريف احلسابات اجلارية‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -2‬خصائص احلسابات اجلارية‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -3‬أمهية احلسابات اجلارية‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫ثانيا‪ :‬احلسابات االستثمارية (الودائع الثابتة) يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -1‬تعريف احلسابات االستثمارية‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -2‬خصائص احلسابات االستثمارية‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -3‬أمهية احلسابات االستثمارية‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫ثالثا‪ :‬حسابات التوفري (الودائع االدخارية) يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -1‬تعريف حسابات التوفري‪.‬‬
‫‬
‫‪ -2‬خصائص حسابات التوفري‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -3‬أمهية حسابات التوفري‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫املطلب ‪ :3‬عملية توليد الودائع املصرفية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫أوال‪ :‬مظاهر الدور التقليدي لبنوك املشاركة يف توليد الودائع املصرفية‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -1‬دوافع توليد االئتمان يف النظام املصريف‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -2‬تصوير عملية توليد الودائع املصرفية يف ميزانية البنوك‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -3‬قدرة بنوك املشاركة على توليد الودائع املصرفية‪.‬‬
‫‬
‫ثانيا‪ :‬مربرات الدور املعدوم لبنوك املشاركة يف توليد الودائع املصرفية‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -1‬آثار توليد االئتمان على النشاط االقتصادي‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -2‬تصوير عدم توليد الودائع املصرفية يف ميزانية البنوك‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫ثالثا‪ :‬تصورات الدور احملدود لبنوك املشاركة يف توليد الودائع املصرفية‪.‬‬
‫‬
‫املبحث الثاني‪ :‬مصادر األموال اخلارجية اإلضافية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫املطلب ‪ :1‬طبيعة األدوات املالية املستحدثة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫أوال‪ :‬مربرات احلاجة إىل مصادر أموال إضافية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -1‬رغبة املودعني يف السَّحب من ودائعهم بسهولة وسرعة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -2‬عدم توفر االستعداد الكايف لدى غالبية املودعني للمخاطرة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫ثانيا‪ :‬تصورات مقرتحة ألساليب جديدة ملصادر األموال يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫ثالثا‪ :‬طبيعة األوراق املالية اليت استحدثتها بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫املطلب ‪ :2‬األساليب اإليداعية اجلديدة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫أوال‪ :‬شهادات االدخار املشارِكة يف األرباح واخلسائر‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫ثانيا‪ :‬شهادات اإليداع املشارِكة يف األرباح واخلسائر‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫ثالثا‪ :‬شهادات االستثمار املشارِكة يف األرباح واخلسائر‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -1‬شهادات االستثمار ملشروع معني‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -2‬شهادات االستثمار املخصصة لنشاط معني‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫املطلب ‪ :3‬إصدار األوراق املالية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫أوال‪ :‬صكوك املضاربة (سندات املقارضة) يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‪605‬‬
‫‪133‬‬
‫‪135‬‬
‫‪135‬‬
‫‪135‬‬
‫‪135‬‬
‫‪135‬‬
‫‪136‬‬
‫‪136‬‬
‫‪148-139‬‬
‫‪139‬‬
‫‪139‬‬
‫‪139‬‬
‫‪141‬‬
‫‪142‬‬
‫‪142‬‬
‫‪142‬‬
‫‪144‬‬
‫‪145‬‬
‫‪145‬‬
‫‪145‬‬
‫‪146‬‬
‫‪154-149‬‬
‫‪149‬‬
‫‪149‬‬
‫‪150‬‬
‫‪151‬‬
‫‪152‬‬
‫‪152‬‬
‫‪152‬‬
‫‪153‬‬
‫‪170-155‬‬
‫‪159-155‬‬
‫‪155‬‬
‫‪155‬‬
‫‪155‬‬
‫‪157‬‬
‫‪158‬‬
‫‪163-160‬‬
‫‪160‬‬
‫‪161‬‬
‫‪161‬‬
‫‪162‬‬
‫‪162‬‬
‫‪170-164‬‬
‫‪164‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫‬
‫‪ -1‬تعريف صكوك أو سندات املضاربة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -2‬خصائص صكوك أو سندات املضاربة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -3‬أمهية صكوك أو سندات املضاربة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫ثانيا‪ :‬وثائق صناديق االستثمار باملشاركة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -1‬تعريف صناديق االستثمار باملشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -2‬خصائص صناديق االستثمار باملشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -3‬أمهية صناديق االستثمار باملشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫ثالثا‪ :‬أسلوب إصدار األوراق املالية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫املبحث الثالث‪ :‬مصادر األموال الداخلية املكملة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫املطلب ‪ :1‬صناديق متويل اخلدمات االجتماعية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫أوال‪ :‬طبيعة صناديق التكافل االجتماعي يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -1‬صندوق الزكــــاة ومصادر متويله‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -2‬صندوق القرض احلسن ومصادر متويله‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -3‬صندوق وقف املضاربة ومصادر متويله‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫ثانيا‪ :‬دور وواقع تعبئة أموال الزكاة والتربعات يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -1‬دور بنوك املشاركة يف القيام بنشاط الزكاة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -2‬واقع مصادر متويل اخلدمات االجتماعية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫ثالثا‪ :‬حماسبــة الزكاة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -1‬حساب زكاة األسهم يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -2‬واقع حماسبة الزكاة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫املطلب ‪ :2‬حسابات مصادر التمويل الذاتي يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫أوال‪ :‬حسابات خمصصات االهتالكات واملؤونات يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‪ -1‬حسابات خمصصات اهتالكات األصول الثابتة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -2‬حسابات خمصصات مؤونات األعباء واخلسائر احملتملة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫ثانيا‪ :‬حسابات االحتياطيات واألرباح غري املوزعة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -1‬توزيع األرباح بني املسامهني واملودعني يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -2‬حسابات االحتياطيات واألرباح يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫ثالثا‪ :‬واقع حماسبة االهتالكات واملؤونات واالحتياطيات يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫املطلب ‪ :3‬حسابات رأس مال املسامهني يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫أوال‪ :‬حسابات رأس املال ووظائفه يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -1‬حسابات رأس املال يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -2‬وظائف رأس املال يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫ثانيا‪ :‬األمهية النسبية لرأس املال يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -1‬االجتاه األول‪ :‬اخنفاض األمهية النسبية لرأس مال بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -2‬االجتاه األول‪ :‬زيـادة األمهية النسبية لرأس مال بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -3‬االجتاه األول‪ :‬حتديـد معدالت مالئمة لرأس مال بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫ثالثا‪ :‬واقع حماسبة رأس املال وأموال املسامهني يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫خالصة الفصل الثالث‪.‬‬
‫‬
‫‪164‬‬
‫‪165‬‬
‫‪166‬‬
‫‪167‬‬
‫‪167‬‬
‫‪167‬‬
‫‪168‬‬
‫‪169‬‬
‫‪196-171‬‬
‫‪179-171‬‬
‫‪171‬‬
‫‪171‬‬
‫‪173‬‬
‫‪173‬‬
‫‪175‬‬
‫‪175‬‬
‫‪176‬‬
‫‪177‬‬
‫‪177‬‬
‫‪179‬‬
‫‪189-180‬‬
‫‪180‬‬
‫‪180‬‬
‫‪181‬‬
‫‪183‬‬
‫‪183‬‬
‫‪185‬‬
‫‪189‬‬
‫‪196-190‬‬
‫‪190‬‬
‫‪190‬‬
‫‪192‬‬
‫‪193‬‬
‫‪193‬‬
‫‪194‬‬
‫‪194‬‬
‫‪196‬‬
‫‪197‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬استخدامـات األمـوال يف بنـوك املشـاركـة‪.‬‬
‫املبحث األول‪ :‬استخدامات األموال قصرية األجل يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫املطلب ‪ :1‬التمويل باملراحبة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫أوال‪ :‬مفهوم التمويل باملراحبة وخطواته العملية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -1‬تعريف التمويل باملراحبة‪.‬‬
‫‬
‫‬
‫‪ -2‬أنواع التمويل باملراحبة‪.‬‬
‫‬
‫‪301-198‬‬
‫‪230-198‬‬
‫‪207-198‬‬
‫‪198‬‬
‫‪198‬‬
‫‪199‬‬
‫‪606‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‪200‬‬
‫‬
‫‪ -3‬خطوات احلصول على التمويل باملراحبة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‪201‬‬
‫‬
‫ثانيا‪ :‬خصائص وأمهية التمويل باملراحبة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‪201‬‬
‫‬
‫‪ -1‬خماطر التمويل باملراحبة وإجراءات تقليل حجمها‪.‬‬
‫‬
‫‪202‬‬
‫‬
‫‪ -2‬مقارنة التمويل باملراحبة مع األساليب التمويلية املشاهبة‪.‬‬
‫‬
‫‪202‬‬
‫‪ -3‬حماسبة التمويل باملراحبة‪.‬‬
‫‬
‫‪203‬‬
‫‬
‫‪ -4‬أمهية التمويل باملراحبة على املستوى االقتصادي الكلي واجلزئي‪.‬‬
‫‬
‫‪205‬‬
‫‬
‫ثالثا‪ :‬واقع التمويل باملراحبة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‪205‬‬
‫‬
‫‪ -1‬دراسة حتليلية للتمويل باملراحبة‪.‬‬
‫‬
‫‪206‬‬
‫‬
‫‪ -2‬مشاكل عملية للتمويل باملراحبة‪.‬‬
‫‬
‫َ‬
‫‪219-208‬‬
‫‬
‫املطلب ‪:2‬التمويل بالسَّلم يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‪208‬‬
‫‬
‫أوال‪ :‬مفهوم التمويل بالسَّلَم وخطواته العملية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‪208‬‬
‫‬
‫‪ -1‬تعريف التمويل بالسَّلَم‪.‬‬
‫‬
‫‪208‬‬
‫‬
‫‪ -2‬أنواع التمويل بالسَّلَم‪.‬‬
‫‬
‫‪209‬‬
‫‬
‫‪ -3‬خطوات احلصول على التمويل بالسَّلَم يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫َ‬
‫‪211‬‬
‫‬
‫ثانيا‪ :‬خصائص وأمهية التمويل بالسَّلم يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‪211‬‬
‫‬
‫‪ -1‬خماطر التمويل بالسَّلَم وإجراءات تقليل حجمها‪.‬‬
‫‬
‫‪212‬‬
‫‬
‫‪ -2‬مقارنة التمويل بالسَّلَم مع األساليب التمويلية املشاهبة‪.‬‬
‫‬
‫‪214‬‬
‫‬
‫‪ -3‬حماسبة التمويل بالسَّلَم‪.‬‬
‫‬
‫‪215‬‬
‫‬
‫‪ -4‬أمهية التمويل بالسَّلَم على املستوى االقتصادي الكلي واجلزئي‪.‬‬
‫‬
‫َ‬
‫‪217‬‬
‫‬
‫ثالثا‪ :‬واقع التمويل بالسَّلم يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‪217‬‬
‫‬
‫‪ -1‬دراسة حتليلية للتمويل بالسَّلَم‪.‬‬
‫‬
‫‪218‬‬
‫‬
‫‪ -2‬مشاكل عملية للتمويل بالسَّلَم‪.‬‬
‫‬
‫‪230-220‬‬
‫‬
‫املطلب‪ :3‬التمويل بالقرض احلسن يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‪220‬‬
‫‬
‫أوال‪ :‬مفهوم التمويل بالقرض احلسن وخطواته العملية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‪220‬‬
‫‬
‫‪ -1‬تعريف التمويل بالقرض احلسن‪.‬‬
‫‬
‫‪220‬‬
‫‬
‫‪ -2‬أنواع التمويل بالقرض احلسن‪.‬‬
‫‬
‫‪221‬‬
‫‬
‫‪ -3‬خطوات احلصول على التمويل بالقرض احلسن يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‪223‬‬
‫‬
‫ثانيا‪ :‬خصائص وأمهية التمويل بالقرض احلسن يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‪223‬‬
‫‪ -1‬خماطر التمويل بالقرض احلسن وإجراءات تقليل حجمها‪.‬‬
‫‬
‫‪224‬‬
‫‬
‫‪ -2‬مقارنة التمويل بالقرض احلسن مع األساليب التمويلية املشاهبة‪.‬‬
‫‬
‫‪ -3‬أمهية التمويل بالقرض احلسن على املستوى االقتصادي الكلي واجلزئي‪226 .‬‬
‫‬
‫‪228‬‬
‫‬
‫ثالثا‪ :‬واقع التمويل بالقرض احلسن يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‪228‬‬
‫‬
‫‪ -1‬دراسة حتليلية للتمويل بالقرض احلسن‪.‬‬
‫‬
‫‪229‬‬
‫‬
‫‪ -2‬مشاكل عملية للتمويل بالقرض احلسن‪.‬‬
‫‬
‫‪261-231‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬استخدامات األموال متوسطة األجل يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫املطلب ‪ :1‬التمويل التأجريي يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‪242-231‬‬
‫‪231‬‬
‫‬
‫أوال‪ :‬مفهوم التمويل التأجريي وخطواته العملية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‪231‬‬
‫‬
‫‪ -1‬تعريف التمويل التأجريي‪.‬‬
‫‬
‫‪232‬‬
‫‬
‫‪ -2‬أنواع التمويل التأجريي‪.‬‬
‫‬
‫‪233‬‬
‫‬
‫‪ -3‬خطوات احلصول على التمويل التأجريي يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‪235‬‬
‫‬
‫ثانيا‪ :‬خصائص وأمهية التمويل التأجريي يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‪235‬‬
‫‬
‫‪ -1‬خماطر التمويل التأجريي وإجراءات تقليل حجمها‪.‬‬
‫‬
‫‪235‬‬
‫‬
‫‪ -2‬مقارنة التمويل التأجريي مع األساليب التمويلية املشاهبة‪.‬‬
‫‬
‫‪236‬‬
‫‪ -3‬حماسبة التمويل التأجريي‪.‬‬
‫‬
‫‪238‬‬
‫‬
‫‪ -4‬أمهية التمويل التأجريي على املستوى االقتصادي الكلي واجلزئي‪.‬‬
‫‬
‫‪607‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫‪240‬‬
‫‬
‫ثالثا‪ :‬واقع التمويل التأجريي يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‪240‬‬
‫‬
‫‪ -1‬دراسة حتليلية للتمويل التأجريي‪.‬‬
‫‬
‫‪241‬‬
‫‬
‫‪ -2‬مشاكل عملية للتمويل التأجريي‪.‬‬
‫‬
‫‪252-243‬‬
‫‬
‫املطلب ‪ :2‬التمويل بالبيع بالتقسيط يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‪243‬‬
‫‬
‫أوال‪ :‬مفهوم التمويل بالبيع بالتقسيط وخطواته العملية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‪243‬‬
‫‬
‫‪ -1‬تعريف التمويل بالبيع بالتقسيط‪.‬‬
‫‬
‫‪243‬‬
‫‬
‫‪ -2‬أنواع التمويل بالبيع بالتقسيط‪.‬‬
‫‬
‫‪244‬‬
‫‬
‫‪ -3‬خطوات احلصول على التمويل بالبيع بالتقسيط يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‪245‬‬
‫‬
‫ثانيا‪ :‬خصائص وأمهية التمويل بالبيع بالتقسيط يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‪245‬‬
‫‬
‫‪ -1‬خماطر التمويل بالبيع بالتقسيط وإجراءات تقليل حجمها‪.‬‬
‫‬
‫‪247‬‬
‫‬
‫‪ -2‬مقارنة التمويل بالبيع بالتقسيط مع األساليب التمويلية املشاهبة‪.‬‬
‫‬
‫‪248‬‬
‫‬
‫‪ -3‬حماسبة التمويل بالبيع بالتقسيط‪.‬‬
‫‬
‫‪ -4‬أمهية التمويل بالبيع بالتقسيط على املستوى االقتصادي الكلي واجلزئي‪249 .‬‬
‫‬
‫‪251‬‬
‫‬
‫ثالثا‪ :‬واقع التمويل بالبيع بالتقسيط يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‪251‬‬
‫‬
‫‪ -1‬دراسة حتليلية للتمويل بالبيع بالتقسيط‪.‬‬
‫‬
‫‪251‬‬
‫‬
‫‪ -2‬مشاكل عملية للتمويل بالبيع بالتقسيط‪.‬‬
‫‬
‫‪261-253‬‬
‫‬
‫املطلب ‪ :3‬التمويل باالستصناع يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‪253‬‬
‫‬
‫أوال‪ :‬مفهوم التمويل باالستصناع وخطواته العملية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‪253‬‬
‫‬
‫‪ -1‬تعريف التمويل باالستصناع‪.‬‬
‫‬
‫‪253‬‬
‫‬
‫‪ -2‬أنواع التمويل باالستصناع‪.‬‬
‫‬
‫‪254‬‬
‫‬
‫‪ -3‬خطوات احلصول على التمويل باالستصناع يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‪255‬‬
‫‬
‫ثانيا‪ :‬خصائص وأمهية التمويل باالستصناع يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‪255‬‬
‫‬
‫‪ -1‬خماطر التمويل باالستصناع وإجراءات تقليل حجمها‪.‬‬
‫‬
‫‪256‬‬
‫‬
‫‪ -2‬مقارنة التمويل باالستصناع مع األساليب التمويلية املشاهبة‪.‬‬
‫‬
‫‪257‬‬
‫‪ -3‬أمهية التمويل باالستصناع على املستوى االقتصادي الكلي واجلزئي‪.‬‬
‫‬
‫‪259‬‬
‫‬
‫ثالثا‪ :‬واقع التمويل باالستصناع يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‪259‬‬
‫‬
‫‪ -1‬دراسة حتليلية للتمويل باالستصناع‪.‬‬
‫‬
‫‪259‬‬
‫‬
‫‪ -2‬مشاكل عملية للتمويل باالستصناع‪.‬‬
‫‬
‫‪300-262‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬استخدامات األموال طويلة األجل يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫املطلب ‪ :1‬التمويل باملضاربة يف بنوك املشاركة‬
‫‬
‫‪274-262‬‬
‫‪262‬‬
‫‬
‫أوال‪ :‬مفهوم التمويل باملضاربة وخطواته العملية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‪262‬‬
‫‬
‫‪ -1‬تعريف التمويل باملضاربة‪.‬‬
‫‬
‫‪263‬‬
‫‬
‫‪ -2‬أنواع التمويل باملضاربة‪.‬‬
‫‬
‫‪264‬‬
‫‬
‫‪ -3‬خطوات احلصول على التمويل باملضاربة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‪266‬‬
‫‬
‫ثانيا‪ :‬خصائص وأمهية التمويل باملضاربة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‪266‬‬
‫‬
‫‪ -1‬خماطر التمويل باملضاربة وإجراءات تقليل حجمها‪.‬‬
‫‬
‫‪267‬‬
‫‪ -2‬مقارنة التمويل باملضاربة مع األساليب التمويلية املشاهبة‪.‬‬
‫‬
‫‪269‬‬
‫‪ -3‬حماسبة التمويل باملضاربة‪.‬‬
‫‬
‫‪270‬‬
‫‬
‫‪ -4‬أمهية التمويل باملضاربة على املستوى االقتصادي الكلي واجلزئي‪.‬‬
‫‬
‫‪272‬‬
‫‬
‫ثالثا‪ :‬واقع التمويل باملضاربة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‪272‬‬
‫‬
‫‪ -1‬دراسة حتليلية للتمويل باملضاربة‪.‬‬
‫‬
‫‪272‬‬
‫‬
‫‪ -2‬مشاكل عملية للتمويل باملضاربة‪.‬‬
‫‬
‫‪287-275‬‬
‫‬
‫املطلب ‪ :2‬التمويل باملشاركة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‪275‬‬
‫‬
‫أوال‪ :‬مفهوم التمويل باملشاركة وخطواته العملية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‪275‬‬
‫‬
‫‪ -1‬تعريف التمويل باملشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‪608‬‬
‫د‪.‬عبد الحليم عمار غربي‬
‫‪275‬‬
‫‬
‫‪ -2‬أنواع التمويل باملشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‪277‬‬
‫‬
‫‪ -3‬خطوات احلصول على التمويل باملشاركة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‪279‬‬
‫‬
‫ثانيا‪ :‬خصائص وأمهية التمويل باملشاركة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‪279‬‬
‫‬
‫‪ -1‬خماطر التمويل باملشاركة وإجراءات تقليل حجمها‪.‬‬
‫‬
‫‪280‬‬
‫‬
‫‪ -2‬مقارنة التمويل باملشاركة مع األساليب التمويلية املشاهبة‪.‬‬
‫‬
‫‪282‬‬
‫‪ -3‬حماسبة التمويل باملشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‪282‬‬
‫‬
‫‪ -4‬أمهية التمويل باملشاركة على املستوى االقتصادي الكلي واجلزئي‪.‬‬
‫‬
‫‪285‬‬
‫‬
‫ثالثا‪ :‬واقع التمويل باملشاركة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‪285‬‬
‫‬
‫‪ -1‬دراسة حتليلية للتمويل باملشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‪286‬‬
‫‬
‫‪ -2‬مشاكل عملية للتمويل باملشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‪300-288‬‬
‫‬
‫املطلب ‪ :3‬التمويل املتناقص املنتهي بالتمليك يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‪288‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم التمويل املتناقص املنتهي بالتمليك وخطواته العملية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‪288‬‬
‫‬
‫‪ -1‬تعريف التمويل املتناقص املنتهي بالتمليك‪.‬‬
‫‬
‫‪288‬‬
‫‬
‫‪ -2‬أنواع التمويل املتناقص املنتهي بالتمليك‪.‬‬
‫‬
‫‪ -3‬خطوات احلصول على التمويل املتناقص املنتهي بالتمليك يف بنوك املشاركة‪289 .‬‬
‫‬
‫‪293‬‬
‫‬
‫ثانيا‪ :‬خصائص وأمهية التمويل املتناقص املنتهي بالتمليك يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‪293‬‬
‫‬
‫‪ -1‬خماطر التمويل املتناقص املنتهي بالتمليك وإجراءات تقليل حجمها‪.‬‬
‫‬
‫‪ -2‬مقارنة التمويل املتناقص املنتهي بالتمليك مع األساليب التمويلية املشاهبة‪294 .‬‬
‫‬
‫‪295‬‬
‫‬
‫‪ -3‬حماسبة التمويل املتناقص املنتهي بالتمليك‪.‬‬
‫‬
‫‪ -4‬أمهية التمويل املتناقص املنتهي بالتمليك على املستوى االقتصادي الكلي‬
‫‬
‫واجلزئي‪296.‬‬
‫‪298‬‬
‫‬
‫ثالثا‪ :‬واقع التمويل املتناقص املنتهي بالتمليك يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‬
‫‪298‬‬
‫‬
‫‪ -1‬دراسة حتليلية للتمويل املتناقص املنتهي بالتمليك‪.‬‬
‫‬
‫‪299‬‬
‫‬
‫‪ -2‬مشاكل عملية للتمويل املتناقص املنتهي بالتمليك‪.‬‬
‫‬
‫‪301‬‬
‫‬
‫خالصة الفصل الرابع‪.‬‬
‫‬
‫‪302‬‬
‫‬
‫اخلـاتـمـة‪.‬‬
‫‪308‬‬
‫‬
‫قائمة املراجع‪.‬‬
‫‪316‬‬
‫‬
‫فهرس اجلداول‪.‬‬
‫‪321‬‬
‫‬
‫فهرس األشكال‪.‬‬
‫‪324‬‬
‫‬
‫فهرس املالحق‪.‬‬
‫‪609‬‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫مـلـخـص‬
‫مصادر واستخدامات األموال في البنوك اإلسالميـة‬
‫على ضوء تجربتها المصرفية والمحاسبية‬
‫يف خضــم التحــوالت الكــرى الــي شــهدهتا الصناعــة املصرفيــة‪ ،‬ظهــرت‬
‫البنــوك اإلســامية الــي تســتبعد التعامــل «بالفائــدة» كمؤشــر ملمارســة‬
‫أنشــطتها املختلفــة‪ ،‬ودخلــت يف حميــط تنافســي مــع البنــوك التقليديــة‬
‫رغــم قصــر جتربتهــا يف ميــدان العمــل املصــريف‪.‬‬
‫إن هــذه «البنــوك اجلديــدة» أصبحــت ظاهــرة حمــ ّل اهتمــام احملللــن‬
‫واحملاســبني‪ ،‬خبصــوص األدوات والتقنيــات املســتعملة فيهــا علــى مســتوى‬
‫املصــادر واالســتخدامات‪.‬‬
‫ويقوم هذا الكتاب مبعاجلة العناصر التالية‪:‬‬
‫‪1 .1‬مدخل للتعريف بنظام املشاركة ومؤسساته املصرفية‪.‬‬
‫‪2 .2‬امليزانية املصرفية يف البنوك اإلسالمية‪.‬‬
‫‪3 .3‬مصادر األموال يف البنوك اإلسالمية‪.‬‬
‫‪4 .4‬استخدامات األموال يف البنوك اإلسالمية‪.‬‬
‫‪610‬‬
‫عبد الحليم عمار غربي‬.‫د‬
Abstract
RESOURCES AND USES OF FUNDS IN
ISLAMIC BANKS
in the light of its banking and accounting
experience
Under the great transformations that characterize the
banking sector, the Islamic banks emerged as institutions
that don’t adopt the “interest rate” as an indicator in their
activities; they entered in competition with traditional banks
despite their short experience in the banking domain.
This new type of banks became a phenomenon that
attracted the attention of analysts and accountants;
concerning their different tools and techniques used in
resources and its uses.
The purpose of this book is to treat the following elements:
1. Introduction to the définition of participative
system and its financial institutions.
2. the balance sheet in Islamic banks.
3. the resources of funds in Islamic banks.
4. the uses of funds in Islamic banks.
611
‫مصـــادر واستخدامـــات األمـــوال فـــي‬
‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي البنـوك اإلسالميـة‬
‫البنـــوك اإلسالميـــة‬
‫الكتــاب جه ـدٌ كبــر ورصــن ملؤلفــه الباحــث الدكتــور عبــد احلليــم‬
‫عمــار غربــي‪ ،‬الــذي يعــدُّ كتابــه مرجعــاً علميــاً معاصــراً ميسَّــراً‬
‫لكثــر مــن الباحثــن وطــاب العلــم املصــريف واحملاســي يف كل‬
‫أحنــاء العــامل‪.‬‬
‫يركــز الكتــاب علــى قضيــة حيويــة وإجــراء تقــي مصــريف يســهم‬
‫بــا شــك يف دعــم وتطويــر أداء البنــوك يف عاملنــا اإلســامي‪ ،‬وهــي‬
‫قضيــة مــوارد متويــل البنــوك ومنافــذ االســتثمار البنكــي ألن ذلــك‬
‫ســيحدد مصائــر بنوكنــا وســيحدد مصائــر اســتثمارتنا ومصائــر‬
‫هنوضنــا العمرانــي واالقتصــادي والتنمــوي مجلــة وتفصي ـاً‪.‬‬
‫***‬
‫ولعــل اخلريطــة البحثيــة للكتــاب تقــوم علــى عقــد مقارنــة يف اجلــذر‬
‫العلمــي واإلجــراء التطبيقــي التقــي بــن صيغــة «البنــوك التقليديــة»‬
‫وصيغــة «بنــوك املشــاركة» خاصــة وأن األخــرة هــي مــن أحــدث‬
‫الصيــغ املصرفيــة تطبيق ـاً ويف جعبتهــا حلــول وخمــارج لكثــر مــن‬
‫األزمــات البنكيــة والتحديــات املصرفيــة واحملاســبية‪.‬‬
‫***‬
‫يبلــور املؤلــف رؤيــة معاصــرة علميــة متينــة البنــاء ملوضــوع الســاعة‬
‫«بنــوك املشــاركة» وهــو جهــدٌ كبــرٌ جــداً ملــن يعــرف يف هــذا‬
‫التخصــص وملــن المــس واقعنــا العربــي واإلســامي حيــث تغيــب‬
‫كثــر مــن املعطيــات اإلحصائيــة والرقميــة واملعلوماتيــة والــي تــرصُّ‬
‫بنيــان البحــث ومتنــع الفــروج فيــه وتسـدُّ الثغــرات ‪ ..‬وهــذا مــا جعــل‬
‫املؤلــف خيــوض جتربــة شــائكة وعويصــة ولكنهــا كانــت «ممتعــة»‬
‫برأيــه ‪ ..‬ولعلهــا متعــة البحــث واالكتشــاف ونشــوة اإلضافــة العلميــة‬
‫النافعــة للنــاس‪.‬‬
‫***‬
‫يعـدُّ هــذا الكتــاب مــن الكتــب القليلــة والنــادرة‪ ،‬مــن حيــث موضوعــه‬
‫احليــوي املعاصــر وأســلوبه العلمــي املبســط وطرحــه اإلنشــائي‬
‫املشــوق للباحثــن وطــاب التقنيــات املصرفيــة احلديثــة‪.‬‬
‫د‪ .‬منقذ عقاد‬
‫الرئيس التنفيذي لدار أبي الفداء العاملية للنشر‬
‫‪612‬‬