جامعة دمشق كلية االقتصاد ماجستير مراجعة الحسابات دور مهنة المراجعة في مكافحة الفساد (دراسة تطبيقية) إشراف. :د.علي يوسف إعداد :يسران محمد سامي شاميّة 2007-2008 دور المراجعة في مكافحة الفساد المحتويات: المقدمة مشكلة البحث هدف البحث أهمية البحث فرضيات البحث مجتمع وعينة الدراسة الدراسات السابقة الفصل األول :الفساد من منظور عام المبحث األول:ظاهرة الفساد المبحث الثاني :مكافحة الفساد من منظور دولي المبحث الثالث :واقع الفساد في سورية الفصل الثاني :المراجعة (نظرة عامة) وإمكانيات المهنة المبحث األول:المراجعة من المنظور العام المبحث الثاني :مسؤوليات المراجعة المبحث الثالث :واقع المهنة في سورية الفصل الثالث :الدراسة التطبيقية النتائج التوصيات المراجع Y.SH 2 3 4 4 5 5 6-11 12 13-29 30-41 42-55 56 57-65 66-74 75-77 78-82 83 84 85-87 89من 2صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد Y.SH 89من 3صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد المقدمة: تعتبر ظاهرة الفساد والفساد اإلداري والمالي بصورة خاصة ظاهرة عالمية شديدة االنتشار ذات جذور عميقة تأخذ إبعادا واسعة تتداخل فيها عوامل مختلفة يصعب التمييز بينها ،وتختلف درجة شموليتها من مجتمع إلى آخر .إذ حظيت ظاهرة الفساد في اآلونة األخيرة باهتمام الباحثين في مختلف االختصاصات كاالقتصاد والقانون وعلم السياسة واالجتماع ،كذلك تم تعريفه وفقا لبعض المنظمات العالمية حتى أضحت ظاهرة ال يكاد يخلو مجتمع أو نظام سياسي منها. يسلط هذا الفصل الضوء على مفهوم الفساد ،مظاهره،آلياته ,أسبابه واآلثار واالنعكاسات المؤثرة ثم سيتم عرض الجهود الدولية لمكافحة الفساد ومن ثم سيتم عرض صورة مبسطة عن واقع الفساد في الجمهورية العربية السورية. ومن ثم توضيح دور للمراجعة في مكافحة الفساد ,وذلك من خالل عدة نقاط, المراجعة من منظور عام ,المسؤولية االجتماعية للمراجعة ,وضع المهنة في سورية. Y.SH 89من 4صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد مشكلة البحث: "لم يعد الفساد مسألة محلية وإنما ظاهرة تتخط ى الحدود القومية وتؤثر على جميع المجتمعات واالقتصاديات ،جاعلة التعاون الدولي لمنعها والسيطرة عليها أمرا الزما ".ميثاق األمم المتحدة لمكافحة الفساد. "لقد حددنا الفساد كأكبر حاجز فردي يواجه التنمية االقتصادية واالجتماعية". البنك الدولي. من خالل ما سبق تبدو مشكلة البحث في بيان دور مهنة المراجعة في الحد من ظاهرة الفساد ومكافحته ,وفي سبيل ذلك سيتم اإلجابة عن التساؤالت التالية: ما هو الفساد وكيف يمكن الحد منه.........؟؟؟ هل يمكن أن يكون هناك دور لمهنة المراجعة في الحد من هذه الظاهرة وكيف يمكن ذلك .........؟؟؟؟ Y.SH 89من 5صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد هدف البحث: يتمثل الهدف األساسي للبحث في إيجاد مقاربة يمكن من خاللها توضيح دور مهنة مراجعة الحسابات في الحد من انتشار ظاهرة الفساد من خالل مسؤوليتها االجتماعية, مسؤوليتها عن اكتشاف الغش ,ميثاق أخالقيات وسلوك المهنة ,والقوانين واألحكام النافذة والتي تتعلق بالمهنة. أهمية البحث: يعرف رئيس جمهورية ألمانيا االتحادية السابق الفساد بأنه "الشر المستطير الذي يسري في عالمنا وأن المرء ليوشك أن يعتقد أن محاربة الفساد ما هو إال محاربه لطواحين الهواء فنحن بشر وليس مالئكة ففي األحوال العادية يستغل المرء سلطته عن وعي وقصد لكي يتوصل إلى مزية فرديه وهذه هي حاله تقليديه من حاالت الفساد" ولما للفساد من خطورة على رفاه المجتمع واستق ارره وأمنه كان ال بد من محاربة الفساد والتصدي له والتصدي للفساد كما جاء على لسان بيتر ايغن في كتابه شبكات الفساد واإلفساد العالمي "ال يعني فقط التلويح باله اروات األخالقية في وجهه بل يقتضي وقف االستغالل األناني للسلطة "ومحاربة الفساد ليس اتهاما ال حدود له ولكنه وقاية للمجتمعات وباألخص النامية لتحقيق تنميه مستدامة كما جاء على لسان حسام بدراوي عضو منظمة برلمانيون عرب ضد الفساد .مما سبق يبدو واضحا أن موضوع الفساد يحظى باهتمام عالمي واضح ومن هنا تنبع أهمية هذا البحث والتي تكمن في السعي Y.SH 89من 6صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد ن حو حل بعض المشاكل التي يعاني منها المجتمع السوري والتي تتمثل نواحي الفساد التي سيتم توضيحها الحقا. فرضيات البحث: الفرضية األساسية للبحث: هناك دور تقوم به المراجعة في مجال مكافحة الفساد. أما الفرضيات الفرعية المشتقة من الفرضية األساسية هي: تساهم المراجعة من خالل مسؤوليتها االجتماعية في مكافحة الفساد. تساهم المراجعة من خالل مسؤوليتها عن اكتشاف الغش في مكافحة الفساد. تساهم المراجعة من خالل قواعد السلوك المهني في مكافحة الفساد. تساهم المراجعة كما تحددها القوانين النافذة في مكافحة الفساد. مجتمع وعينة الدراسة: إن البيانات التي تم استخدامها في هذا البحث تمثل عينة من قضايا محكمة األمن االقتصادي والتي جرت عليها الدراسة التطبيقية. وقد تم إجراء بعض المقابالت الشخصية مع عدد من األكاديميين بهدف تعزيز البحث بوجهات نظرهم. Y.SH 89من 7صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد الدراسات السابقة: أولا :باللغة العربية: صيام ,وليد ,.أبواحميد ,محمد فؤاد " ,2006 ,.مدى التزام مراجعي الحسابات في األردن بقواعد السلوك المهني-دراسة ميدانية"( ,مجلد ,20العدد ,2مجلة جامعة الملك عبد العزيز) ص ص .248 -199 هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على مدى التزام م راجعي الحسابات في األردن بقواعد السلوك المهني ،والتي تم تصنيفها إلى قواعد عامة ،وقواعد تتعلق بعالقة الم راجع مع عمالئه ،وقواعد تتعلق بعالقة المراجع مع زمالئه ،وقواعد تتعلق بتدعيم استقاللية الم راجع ،وقواعد تتعلق بمحافظة المراجع على أدائه المهني. وقد أظهرت نتائج الدراسة أن هناك التزام من قبل مراجعي الحسابات بقواعد السلوك المهني ،ويمكن ترتيب مدى االلتزام بهذه القواعد تنازلي على النحو التالي : قواعد السلوك المهني المتعلقة بالمحافظة على األداء المهني للم راجع ،و قواعد السلوك المهني المتعلقة بتعزيز استقاللية المراجع ،و قواعد السلوك المهني المتعلقة بعالقة المراجع مع عمالئه ،والقواعد العامة للسلوك المهني ،وقواعد السلوك المهني المتعلقة بعالقة المراجع مع زمالئه. Y.SH 89من 8صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد الشنواني ,غياث" ,2004 ,دور مراجعة الحسابات في الحد من االختالس والتالعب مع تطبيق على قضايا محكمة األمن االقتصادي بدمشق" رسالة ماجستير في المحاسبة ,جامعة دمشق. تناولت هذه الدراسة في جانبها النظري مسؤولية مراجع الحسابات عن اكتشاف االختالس والتالعب في القوائم المالية في ظل تسعة معايير صادرة من المعهد األمريكي للمحاسبين القانونيين AICPAأطلق عليها معايير فجوة التوقع .وهي المعايير ذات التسلسل من 53إلى 61وقد ركزت على المسؤولية القانونية لمراجع الحسابات في القطاع العام والتي يقوم بها كل من الجهاز المركزي للرقابة المالية والهيئة المركزية للرقابة والتفتيش .أما الجانب العملي فقد كرس لتحليل 11واقعة اختالس وتزوير حدثت في عدد من الوحدات الحكومية خالل المدة 1978إلى .1991 وقد توصلت الدراسة إلى عدة استنتاجات: تنعقد مسؤولية المراجع في القطاع العام عندما يكون عدم اكتشاف الغش والخطأ نتيجة لعدم إتباع معايير المراجعة واألنظمة والواجبات النافذة. يتعارض ربط الجهاز المركزي للرقابة المالية والهيئة المركزية للرقابة والتفتيش بالسلطة التنفيذية مع معيار االستقالل الذي يعد حجر األساس في المراجعة. كأن مراجع الحسابات مسؤوال عن اكتشاف االختالس في 3حاالت من 11حالة تناولتها الدراسة في جانبها العملي. وقد خلصت الدراسة إلى عدة توصيات: Y.SH 89من 9صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد إطالع المفتشين في أجهزة الرقابة الحكومية على كافة ما يصدر عن الجمعيات المهنية من معايير المراجعة وتعريفهم بمسؤولياتهم عن اكتشاف االختالس والتالعب لتجنيبهم المساءلة القانونية. ضرورة دمج الجهاز المركزي للرقابة المالية والجهاز المركزي للرقابة والتفتيش في مؤسسة واحدة بالسلطة التشريعية. وجوب مساءلة المفتش قانونا وإحالته إلى القضاء في حال ثبوت عدم مراعاته ألحكام ونصوص القوانين واألنظمة. دراسة دحدوح ,حسين" ,2006 ,مسؤولية مراجع الحسابات عن اكتشاف التضليل في التقارير المالية للشركات الصناعية والعوامل المؤثرة في اكتشافه"( ,المجلد ,22 العدد ,1مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية) ص ص .212-173 وهي دراسة جرت في األردن وقد تمثل هدفها فيما يلي: تحليل مسؤولية مراجع الحسابات الخارجي عن اكتشاف التضليل في التقارير المالية في ضوء اإلصدارات المهنية ذات الصلة. حصر العوامل المؤثرة في اكتشاف التضليل وترتيبها حسب أهميتها كخطوة نحو تقديم توصيات تسهم في تحسين قدرة مراجعي الحسابات على اكتشاف التضليل. وقد تمثل جانبها العملي في تصميم استبيان تضمن العوامل المؤثرة في اكتشاف التضليل في التقارير المالية ,وقد وزعت على عينة من مراجعي الحسابات في األردن وعينة من المديرين الماليين في الشركات المساهمة الصناعية األردنية. وقد توصلت الدراسة إلى أن عملية اكتشاف التضليل تتأثر بالعديد من العوامل المرتبطة بالمراجع وبالمنشأة وإدارتها ,وكذلك باإلصدارات المهنية ,وقد خلصت إلى عدم وجود تأثير للعوامل الدينية واالجتماعية في عملية اكتشاف التضليل في التقارير Y.SH 89من 10صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد المالية وختمت الدراسة بمجموعة من النتائج والتوصيات أبرزها فيما يتعلق بالمنظمات المهنية حيث أوصى الباحث المنظمات المهنية بما يلي: تحديد مسؤوليات المراجع بشكل دقيق مع وضع الضوابط المتعلقة باكتشاف التضليل في التقارير المالية وذلك لتعزيز ثقة مستخدمي التقارير المالية. القيام بدراسة متعمقة لقضايا التضليل بهدف التعرف على الطرق واألساليب المستخدمة ومن ثم وضع المعايير واإلجراءات التي يجب على المراجع إتباعها في معالجة هذه القضايا والتي على أساسها تتحدد المسؤولية. االستمرار في تحديث وتطوير المعايير والقواعد المهنية وتنقيحها حتى يمكن أن تتوافق مع المتطلبات المتغيرة للمراجعة. ثانيا :باللغة النكليزية: دراسة ( )European Commission,1999بعنوان "دراسة نظم المسؤولية المدنية للمراجعين في سياق سوق موحدة لخدمات المراجعة في االتحاد األوروبي" هدفت الدراسة إلى تحديد ما إذا كانت االختالفات في نظم المسؤولية المدنية للمراجعين في دول االتحاد األوروبي يمكن أن تشكل عقبة تحول دون تطوير سوق موحدة في مجال خدمات مراجعة الحسابات في االتحاد األوروبي ,وتحقيقا لذلك الهدف تناولت الدراسة المسؤولية المدنية للمراجعين في ظل القوانين المحلية لخمسة عشرة دولة من الدول األعضاء في االتحاد األوروبي لتحديد االختالفات فيما بينها ,وفيما يلي أبرز ما توصلت إليه الدراسة: Y.SH 89من 11صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد .1تستند المسؤولية في معظم دول االتحاد األوروبي على العقد المبرم بين المراجع والوحدة االقتصادية الخاضعة للمراجعة باستثناء فرنسا التي يؤكد قانونها على المصلحة العامة التي تحدد بموجب القوانين والتعليمات وليس العقد. .2إن المراجعين في معظم دول االتحاد مطالبين بالحصول على تأمين يغطي مسؤولياتهم المهنية. .3اعترفت أغلب دول االتحاد األوروبي بمسؤولية المراجع تجاه الطرف الثالث إال أن بعضها يشترط على الطرف الثالث للحصول على تعويض عن األضرار أن يثبت عناصر المسؤولية (وجود خطأ وضرر وعالقة سببية بينهما) ,في حين بعضها يتطلب إثبات إخالل المراجع بواجب بذل العناية المهنية الالزمة. .4توجد خمسة دول تسمح لحملة األسهم والدائنين بمقاضاة المراجع نيابة عن الشركة التي تمت مراجعتها. .5يسمح للمراجعين في كل دول االتحاد األوروبي باستثناء ايرلندا بأن يكون الشكل القانوني لشركة المراجعة شركة ذات مسؤولية محدودة وذلك لحماية الشركاء الذين لم يشتركوا بعملية المراجعة. وقد أوصت الدراسة بإعادة النظر في القوانين النافذة بما يكفل تحسين التشريع األوروبي. دراسة ( )Narayanan, 1994بعنوان " تحليل قواعد مسؤولية مراجع الحسابات" وهي دراسة جرت في الواليات المتحدة حيث تناولت مسؤولية المراجع وعالقتها بالعناية المهنية وأوضحت أن هناك ثالث مستويات لإلهمال: Y.SH 89من 12صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد .1يعبر عن المسؤولية المتشددة التي من خاللها يكون المراجع مسؤوال عن الضرر الذي يحدث لآلخرين بصرف النظر عن مستوى العناية المهنية التي بذلها. .2يعبر عن اإلهمال الذي يكون المراجع من خالله مسؤوال فقط إذا فشل في بذل المستوى المطلوب من العناية المهنية. .3يعبر عن اإلهمال الغامض وفي ظل هذا المستوى فإن مستوى العناية المهنية ال يكون له معنى واضح وذلك الرتفاع درجة عدم التأكد عند تحديد ما إذا كان مراجع الحسابات قد التزم بمعايير بذل العناية المهنية. وتوصلت هذه الدراسة إلى أن التحول من المسؤوليات المتشددة إلى المسؤوليات النسبية سوف يحسن من جودة المراجعة وعلى الرغم من ذلك سيزيد تكاليف المراجعة إال أنه سيخفض من التكاليف المصاحبة للقضايا القانونية المتحملة بشكل يغطي الزيادة في تكاليف المراجعة. دراسة ()Transparency International, 2008, working paper بعنوان " الفساد والثقافة". خلصت الدراسة إلى أنه في البلدان المختلفة كان سبب الفساد هو الفاقة وما زالت الحكومات تعالج الفساد والفقر بشكل منفصل وليس تكاملي مع أن إستراتيجية المعالجة لكليهما لها نفس المكونات ,هذه العقبات قيضت التطوير. Y.SH 89من 13صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد دراسة ()Transparency International, 2007, working paper بعنوان "الفساد والجنس" هدفت الدراسة إلى دراسة أثر وتأثر النساء بالفساد ,وخلصت إلى أن يجب على سياسات مكافحة الفساد أن تخاطب هذا الجنس إذا كانت تسعى إلى نتائج أو تطورات ناجحة. الفصل األول: الفساد من المنظور العام تعتبر ظاهرة الفساد والفساد اإلداري والمالي بصورة خاصة ظاهرة عالمية شديدة االنتشار ذات جذور عميقة تأخذ إبعادا واسعة تتداخل فيها عوامل مختلفة يصعب التمييز بينها ،وتختلف درجة شموليتها من مجتمع إلى آخر .إذ حظيت ظاهرة الفساد في اآلونة األخيرة باهتمام الباحثين في مختلف االختصاصات كاالقتصاد والقانون وعلم السياسة واالجتماع ،كذلك تم تعريفه وفقا لبعض المنظمات العالمية حتى أضحت ظاهرة ال يكاد يخلو مجتمع أو نظام سياسي منها. يسلط هذا الفصل الضوء على مفهوم الفساد ،مظاهره،آلياته ,أسبابه واآلثار واالنعكاسات المؤثرة ثم سيتم عرض الجهود الدولية لمكافحة الفساد ومن ثم سيتم عرض صورة مبسطة عن واقع الفساد في الجمهورية العربية السورية. Y.SH 89من 14صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد المبحث األول: ظاهــــــرة الفســــــاد "لم يعد الفساد مسألة محلية وإنما ظاهرة تتخط ى الحدود القومية وتؤثر على جميع المجتمعات واالقتصاديات ،جاعلة التعاون الدولي لمنعها والسيطرة عليها أمرا الزما ".ميثاق األمم المتحدة لمكافحة الفساد. "لقد حددنا الفساد كأكبر حاجز فردي يواجه التنمية االقتصادية واالجتماعية". البنك الدولي "يوقع الفساد ماليين الناس في فخ الفقر ".منظمة الشفافية الدولية "قوضت ثقافة الفساد لزمن طويل التنمية االقتصادية والحكم الجي د ،وول دت اإلجرام وانعدام الثقة حول العالم ".الرئيس جورج دبليو بوش سيتناول هذا المبحث عدة موضوعات تتمثل فيما يلي: مفهوم الفساد. مظاهر الفساد. أشكال الفساد وآلياته. إمكانية االنتشار. أسباب الفساد. آثار الفساد ومنعكساته. Y.SH 89من 15صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد المبحث األول: ظاهـــــرة الفســــــاد أوال ً:مفهوم الفساد:1 وفقا للبنك الدولي ،من الممكن بوجه عام وصف الفساد على أنه إساءة استخدام السلطة العامة ألجل الفائدة الشخصية .تشمل أنواع الفساد ،الفساد الواسع النطاق الذي ينتشر على أعلى مستويات الحكومات القومية ،والفساد البسيط ،أي تبادل مبالغ صغيرة جدا من المال أو منح أفضليات محدودة من جانب أصحاب المراكز الثانوية. فبصرف النظر عن نطاق الفساد ،فأن جميع هذه الممارسات تقو ض تطور المجتمع المدني وتزيد من تفاقم الفقر ،على األخص عندما ي ُسيء المسؤولون إدارة أو استخدام الموارد العامة التي كانت سوف ت ُستخدم لتمويل طموحات الناس لحياة أفضل. بدأ خالل السنوات األخيرة ،عبر سلسلة من االتفاقيات الدولية ،نشوء إطار عمل عالمي لمكافحة الفساد ،وأصبح بإمكان الدول منفردة اآلن جعل جهودها الخاصة لمقاومة الفساد أكثر فعالية عن طريق التطبيق المتشدد إلجراءات مكافحة الفساد، معتمدة بذلك على التعاون الدولي لمساندتها. وجاء في موسوعة العلوم االجتماعية تعريف الفساد :هو استخدام النفوذ العام لتحقيق أرباح أو منافع خاصة ويشتمل ذلك بوضوح على جميع أنواع رشاوى http:\\www.usinfo.state.gov Y.SH 1 89من 16صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد المسؤولين المحليين أو الوطنيين أو السياسيين ولكنه يستبعد الرشاوى التي تحدث في ما بينهم في القطاع الخاص. وهناك اتفاق دولي على تعريف الفساد كما حددته "منظمة الشفافية الدولية" بأنه " كل عمل يتضمن سوء استخدام المنصب العام لتحقيق مصلحة خاصة ذاتية لنفسه أو جماعته". وصندوق النقد الدولي ( )IMFله مفهومه الخاص للفساد ،حيث يراه بأنه (عالقة األيدي الطويلة المتعمدة التي تهدف الستنتاج الفوائد من هذا السلوك لشخص واحد أو لمجموعة ذات عالقة باآلخرين).2 وقد اختارت اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد للعام 2003أال تعرف الفساد تعريفا فلسفيا أو وصفيا ،بل انصرفت إلى تعريفه من خالل اإلشارة إلى الحاالت التي يترجم فيها الفساد إلى ممارسات فعلية على أرض الواقع ومن ثم القيام بتجريم هذه الممارسات وهي الرشوة بجميع وجوهها وفي القطاعين العام والخاص واالختالس بجميع وجوهه والمتاجرة بالنقود وإساءة استغالل الوظيفة وتبييض األموال والثراء غير المشروع وغيرها من أوجه الفساد األخرى.3 إن الفساد يحدث عندما يقوم موظف بقبول رشوة أو ابتزاز لتسهيل عقد أو إجراء طرح لمناقصة عامة ،كما يتم عندما يقوم وكالء أو وسطاء لشركات أو أعمال خاصة بتقديم رشاوى لالستفادة من سياسات أو إجراءات عامة للتغلب على منافس وتحقيق 2 3 عماد صالح ،الفساد واإلصالح ،منشورات اتحاد الكتاب العرب ،دمشق2003 ،م ،ص32 عادل عبد اللطيف ،الفساد كظاهرة عربية وآليات ضبطها :اطار لفهم الفساد في الوطن العربي ومعالجته ،مجلة المستقبل العربي، السنة ،27العدد ،309بيروت2004 ،م ،ص.95 Y.SH 89من 17صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد أرباح خارج إطار القوانين المرعية ،كما قد يحدث الفساد بأوجه أخرى كاللجوء في تعيين األقارب إلى المحسوبية وكذلك سرقة أموال الدولة بطرق متعددة.4 ثانيا :مظاهر الفساد: والفساد من حيث مظهره يشمل أنواع عدة منها: .1الفساد السياسي :ويتعلق بمجمل االنحرافات المالية ومخالفات القواعد واألحكام التي تنظم عمل النسق السياسي (المؤسسات السياسية) في الدولة .ومع أن هناك فارق جوهري بين المجتمعات التي تنتهج أنظمتها السياسية أساليب الديمقراطية وتوسيع المشاركة ،وبين الدول التي يكون فيها الحكم شموليا ودكتاتوريا ،لكن العوامل المشتركة النتشار الفساد في كال النوعين من األنظمة تتمثل في نسق الحكم الفاسد (غير الممثل لعموم األفراد في المجتمع وغير الخاضع للمساءلة الفعالة من قبلهم) وتتمثل مظاهر الفساد السياسي في :الحكم الشمولي الفاسد ،وفقدان الديمقراطية ،وفقدان المشاركة ،وفساد الحكام وسيطرة نظام حكم الدولة على االقتصاد وتفشي المحسوبية. .2الفساد المالي :ويتمثل بمجمل االنحرافات المالية ومخالفة القواعد واألحكام المالية التي تنظم سير العمل اإلداري والمالي في الدولة ومؤسساتها ومخالفة التعليمات الخاصة بأجهزة الرقابة المالية كالجهاز المركزي للرقابة المالية المختص بفحص ومراقبة حسابات وأموال الحكومة والهيئات والمؤسسات العامة والشركات، ويمكن مالحظة مظاهر الفساد المالي في :الرشاوى واالختالس والتهرب الضريبي وتخصيص األراضي والمحاباة والمحسوبية في التعيينات الوظيفية. 4محمود عبد الفضيل ،مفهوم الفساد ومعاييره ،مجلة المستقبل العربي ،السنة ،27العدد ،309بيروت2004 ،م ،ص.35-34 Y.SH 89من 18صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد .3الفساد اإلداري :ويتعلق بمظاهر الفساد واالنحرافات اإلدارية والوظيفية أو التنظيمية وتلك المخالفات التي تصدر عن الموظف العام إثناء تأديته لمهام وظيفته في منظومة التشريعات والقوانين والضوابط ومنظومة القيم الفردية التي ال ترقى لإلصالح وسد الفراغ لتطوير التشريعات والقوانين التي تغتنم الفرصة لالستفادة من الثغرات بدل الضغط على صناع القرار والمشرعين لمراجعتها وتحديثها باستمرار. وهنا تتمثل مظاهر الفساد اإلداري في :عدم احترام أوقات ومواعيد العمل في الحضور واالنصراف أو تمضية الوقت في قراءة الصحف واستقبال الزوار، واالمتناع عن أداء العمل أو التراخي والتكاسل وعدم تحمل المسؤولية وإفشاء أسرار الوظيفة والخروج عن العمل الجماعي. والواقع أن مظاهر الفساد اإلداري متعددة ومتداخلة وغالبا ما يكون انتشار احدها سببا مساعدا على انتشار بعض المظاهر األخرى. .4الفساد األخالقي :والمتمثل بمجمل االنحرافات األخالقية والسلوكية المتعلقة بسلوك الموظف الشخصي وتصرفاته .كالقيام بإعمال مخلة بالحياء في أماكن العمل أو أن يجمع بين الوظيفة وأعمال أخرى خارجية دون أذن أدارته ،أو أن يستغل السلطة لتحقيق مآرب شخصية له على حساب المصلحة العامة أو أن يمارس المحسوبية بشكلها االجتماعي الذي يسمى (المحاباة الشخصية) دون النظر إلى اعتبارات الكفاءة والجدارة.5 http:\\www.annabaa.org Y.SH 5 89من 19صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد ثالثا :أشكال الفساد وآلياته:6 الشكل النموذجي والصارخ للفساد ،يتم عادة باختالس الموارد العامة أما بشكل مباشر أو بطرق التفافية ،ويتوقف تأثيره على حجم عمليات االختالس ومقدارها وتكرارها ،ويعتبر هذا الشكل األكثر خطورة خاصة إذا أنتشر في السلم األعلى من الهرم العام ،ألن الحديث هنا يتم عن أشخاص تنفيذيون ،يتطلعون إلى مبالغ كبيرة ولديهم الوسائل على إخفاء عمليات االختالس ،ومما يزيد الخطورة ،أن انتشار الفساد ضمن ذلك المستوى يجعل االختراق العمودي للمستويات األدنى أمرا ممكنا نتيجة ضعف عنصر الردع وسيادة مظاهر التقليد ،خاصة وأن هذا النوع ينتشر ضمن المستوى الذي يفترض به أن يكون القدوة والذي يوفر كذلك الحماية عن طريق التشريع وإنفاذ القانون ،وخطورة تفشي الوباء ضمن هذا المستوى ،تماثل خطورة إصابة قشرة الثمرة التي يفترض أن توفر الحماية لما في داخلها . غير أن الفساد ال يقتصر على هذا الشكل فقط على الرغم من خطورته ،وهناك أشكال عديدة أخرى منها الفساد بشكله البسيط والمباشر والمتمثل بالرشوة ،ويتم عادة بالحصول على منافع مادية مباشرة أو غير مباشرة نتيجة الستغالل الوظيفة ، وخطورة هذا الشكل من الفساد ال تقتصر على النواحي االقتصادية فقط بل أن ضررها االجتماعي ربما هو األكثر خطورة ،ألن تفشي ظاهرة الرشوة ،يعني إصابة معظم مستويات اإلدارة ليس العليا فقط بل إمكانية االمتداد لكل موقع ،األمر الذي يسمح في تفشي ما يطلق عليه ثقافة الفساد ،وهي التي تعني تعود المجتمع على هذه الحالة والتصرف على أساس أن ممارستها هي أمر عادي ومقبول بل وأكثر من ذلك ،تعني عجز القانون على التصدي للحالة بسبب شموليتها . 6أبو عرفة ,عبد الرحمن ,الفساد في المجتمع الفلسطيني ,مقالة الكترونية منشورة.http:\\www.multaqa.org , Y.SH 89من 20صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد إضافة لهذه المظهرين الخطرين فأن ثمة خمسة أشكال أخرى تصنف ضمن حاالت الفساد وتشمل : المحاباة والتمييز بين المواطنين بسبب الدين أو العرق أو الصداقة أو القرابة ، ومن الواضح أن هذا الشكل يعتبر اقل خطورة ،ألنه ال يستهدف الجشع الذاتي بقدر ما يمكن تفسيره لدى القائم به على أنه "خدمة " لقطاع أو مجموعة معينة ،غير أن خطورة هذا الشكل تكمن إضافة إلى اإلجحاف االقتصادي بحق مجموعات أخرى من السكان ،إلى تحويل المجتمع إلى مجموعات من ذوي المصالح التي تتصارع فيما بينها للحصول على أكبر نصيب من الغنيمة . سوء اإلدارة والفوضى واإلهمال ،ويمكن اعتبار هذا الشكل بأنه فسادا غير مقصود ال تتوفر به سوء النية ،أو قصد الفساد ،وإنما يصنف ضمن أشكال الفساد ، باعتبار أن نتائجه ال تختلف كثيرا عن نتائج الفساد من حيث إلحاق الضرر االقتصادي واالجتماعي بالمواطنين . التأثير على القضاء وأجهزة الرقابة ومن ضمن ذلك التالعب في اإلجراءات القضائية والقانونية ،وخطورة هذا النوع من الفساد تكمن في التأثير المعنوي له والناتج عن تحويل جهاز يستهدف ضمن ما يستهدفه مكافحة الفساد إلى وسيلة لحماية وإخفاء والتستر على من يقوم به . التأثير على الرأي العام بالصحافة ووسائل اإلعالم لصالح جماعات ذات نفوذ ، وإدراج هذه الحالة ضمن أشكال الفساد ال يعتبر مطلقا ،والبعض ال يميل إلى اعتبار هذه الحاالت فسادا ،بقدر ما هي إحدى الوسائل التي تلجا إليها جماعات معنية لتحسين مواقعها ،وتندرج جماعات الضغط عادة ضمن هذا المفهوم ،أما الميل إلى إدراج الحالة ضمن أشكال الفساد ،فيعود إلى إمكانية تغليب مصالح فئات معينة على Y.SH 89من 21صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد مصالح فئات أخرى األمر الذي يتناقض مع مفهوم المساواة والذي هو األصل في مبادئ حقوق اإلنسان ،وعلى العموم من الصعب توجيه تهمة لفرد معين ضمن هذه الحالة ،ألنه في الغالب ال يقوم بما يقوم به لمنفعة شخصية ،اللهم إال إذا استخدمت وسائل اإلعالم مقابل اجر لترويج أفكار غير صحيحة ومضللة . إجهاض الديمقراطية داخل المجتمع عن طريق تزييف االنتخابات ،ويعتبر هذا الشكل مظهر نموذجيا للفساد السياسي بمفهومه الواسع ،وينتشر هذا الشكل في العديد من الدول النامية وفي الديمقراطيات المشوهة أو غير المكتملة ،والتي يتم التصارع خاللها بين الفئات السياسية من خالل التالعب في العملية الديمقراطية غير المحكمة. ثالثا ً -:أسباب الفساد وانعكاساته: للفساد أسباب وانعكاسات عديدة يمكن مالحظتها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ، على أن هذا ال يعني أن الفساد مقتصر على وجود هذه العوامل الثالث ولكن ألغراض البحث العلمي وألهمية هذه العوامل في بنية وتكوين المجتمع يمكن رصد هذه األسباب. ففيما يتعلق بالجوانب واألسباب السياسية المالزمة لظاهرة الفساد ،يمكن القول أن عوامل مختلفة تقف وراء شيوع هذه الظاهرة تتناغم في شدتها ودرجتها طرديا مع تنامي ظاهرة الفساد منها عدم وجود نظام سياسي فع ال يستند إلى مبدأ فصل السلطات وتوزيعها بشكل أنسب أي غياب دولة المؤسسات السياسية والقانونية والدستورية وعند هذا المستوى تظهر حالة غياب الحافز الذاتي لمحاربة الفساد في ظل غياب دولة المؤسسات وسلطة القانون والتشريعات تحت وطأة التهديد بالقتل واالختطاف والتهميش واإلقصاء الوظيفي .وهناك عامل آخر يتعلق بمدى ضعف الممارسة الديمقراطية وحرية المشاركة الذي يمكن أن يسهم في تفشي ظاهرة الفساد اإلداري Y.SH 89من 22صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد والمالي ذلك أن شيوع حالة االستبداد السياسي والدكتاتورية في العديد من البلدان يسهم بشكل مباشر في تنامي هذه الظاهرة وعندها يفتقد النظام السياسي أو المؤسسة السياسية شرعيتها في السلطة وتصبح قراراتها متسلطة بعيدة عن الشفافية ،فضال عن حرية نشاط مؤسسات المجتمع المدني. كما يمكن لظاهرة الفساد أن تأخذ مداها وتبلغ مستوياتها في ظل عدم استقاللية القضاء وهو أمر مرتبط أيضا بمبدأ الفصل بين السلطات إذ يالحظ في معظم البلدان المتقدمة والديمقراطية استقاللية القضاء عن عمل وأداء النظام السياسي وهو ما يعطي أبعادا أوسع فعالية للحكومة أو النظام السياسي تتمثل بالحكم الصالح والرشيد، فاستقاللية القضاء مبدأ ضروري وهام يستمد أهميته من وجود سلطة قضائية مستقلة نزيهة تمارس عملها بشكل عادل وتمتلك سلطة رادعة تمارسها على عموم المجتمع دون تمييز .وهنا فأن السلطة الرادعة هذه تعتبر من أهم مقومات عمل السلطة القضائية لتأخذ دورها في إشاعة العدل والمساواة بين أفراد المجتمع. هناك عامل آخر يمكن أن يسهم في تفشي ظاهرة الفساد متمثل بقلة الوعي (الوعي السياسي) وعدم معرفة اآلليات والنظم اإلدارية التي تتم من خاللها ممارسة السلطة. وهو أمر يتعلق بعامل الخبرة والكفاءة إلدارة شؤون الدولة. يضاف إلى تلك العوامل واألسباب السياسية المتعلقة بظاهرة الفساد عوامل أخرى اقتصادية منها :غياب الفعالية االقتصادية في الدولة ذلك أن اغلب العمليات االقتصادية هي عبارة عن صفقات تجارية مشبوهة أو ناتجة عن عمليات سمسرة يحتل الفساد المالي فيها حيزا واسعا ،وهو ما سينعكس بصورة أو بأخرى على مستوى وبنية االقتصاد الوطني ،إذ ستؤثر هذه العمليات على مدى سير عملية تنفيذ المشاريع وبالتالي على عملية اإلنتاج .من جهة أخرى ،أن مستوى الجهل والتخلف Y.SH 89من 23صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد والبطالة يشكل عامل حاسم في تفشي ظاهرة الفساد ذلك أن قلة الوعي الحضاري ظلت مالزمة أو ملتزمة بالرشوة .كما أن ضعف األجور والرواتب تتناسب طرديا مع ازدياد ظاهرة الفساد. ومن خالل هذه العوامل واألسباب االقتصادية المباشرة وغير المباشرة لظاهرة الفساد ،يمكن رصد بعض اآلثار االقتصادية المتعلقة بتلك الظاهرة عموما منها: .1يساهم الفساد في تدني كفاءة االستثمار العام وأضعاف مستوى الجودة في البنية التحية العامة وذلك بسبب الرشاوى التي تحد من الموارد المخصصة لالستثمار وتسيء توجيهها أو تزيد من كلفتها. .2للفساد أثر مباشر في حجم ونوعية موارد االستثمار األجنبي ،ففي الوقت الذي تسعى فيه البلدان النامية إلى استقطاب موارد االستثمار األجنبي لما تنطوي عليه هذه االستثمارات من إمكانات نقل المهارات والتكنولوجيا ،فقد أثبتت الدراسات أن الفساد يضعف هذه التدفقات االستثمارية وقد يعطلها مما يمكن أن يسهم في تدني إنتاجية الضرائب وبالتالي تراجع مؤشرات التنمية البشرية خاصة فيما يتعلق بمؤشرات التعليم والصحة. .3يرتبط الفساد بتردي حالة توزيع الدخل والثروة ،من خالل استغالل أصحاب النفوذ لمواقعهم المميزة في المجتمع وفي النظام السياسي ،مما يتيح لهم االستئثار بالجانب األكبر من المنافع االقتصادية التي يقدمها النظام باإلضافة إلى قدرتهم على تجميع األصول بصفة مستمرة مما يؤدي إلى توسيع الفجوة بين هذه النخبة وبقية أفراد المجتمع. كما يمكن لظاهرة الفساد أن تنمو وتتزايد بفعل عوامل اجتماعية ضاربة في بنية وتكوين المجتمعات البشرية ونسق القيم السائدة ،إذ تلعب العادات والتقاليد االجتماعية Y.SH 89من 24صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد وسريانها دورا في نمو هذه الظاهرة أو اقتالعها من جذورها وهذه العادات والتقاليد مرتبطة أيضا بالعالقات القبلية السائدة في المجتمع كما أن التنظيم اإلداري والمؤسسي له دور بارز في تقويم ظاهرة الفساد من خالل العمل على تفعيل النظام اإلداري ووضع ضوابط مناسبة لعمل هذا النظام وتقوية اإلطار المؤسسي المرتبط بخلق تعاون وتفاعل ايجابي بين الفرد والمجتمع والفرد والدولة استنادا إلى عالقة جدلية تربط بينهما على أساس ايجابي بناء يسهم في تنمية وخدمة المجتمع. وهناك عامل آخر ال يقل أهمية عن العوامل السابقة يتمثل في غياب الثقة في تطبيق المثل اإلنسانية.7 إمكانيات االنتشار: سبق القول أن الفساد هو ظاهرة كونية تنتشر في جميع أقطار العالم ،غير أن هذا االنتشار ومستوياته تتفاوت .وعلى العموم ،فأن االنتشار ،يمكن تصنيفه بنوعين رئيسين يشمالن االنتشار الوبائي واالنتشار النسبي .ويتميز االنتشار الوبائي بأن المجتمع بشكل عام يتقبل ظاهرة الفساد بأشكالها المختلفة أو بأشكال محددة ، وتمارس هذه األشكال على نطاق واسع دون أن يتطلب ذلك إجراءات قانونية للتعامل مع الظواهر .وينتشر هذا الشكل عموما في الدول النامية واالقتصاديات الضعيفة وأنظمة الديمقراطية غير المكتملة .ومن أمثلة ذلك ،اعتبار الرشوة البسيطة بمثابة ظاهرة عادية في بعض البلدان ،أو دفع رشوة مقابل الحصول على خدمات اعتيادية بسيطة مثل استصدار شهادات الوالدة مثال ،أما االنتشار النسبي ،فيتواجد عادة في المجتمعات المحصنة ديمقراطيا وقانونيا ،بمعنى أن الفساد كظاهرة بشرية ،يمكن أن http:\\www.annabaa.org Y.SH 7 89من 25صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد تطال أفرادا أو مجموعات ،لكن المهم في األمر أن تقاليد المجتمع وأنظمته وتشريعاته ،تمتلك اإلمكانية لكشف ومحاصرة هذه الحاالت ومن ثم إيقاع العقاب على من تثبت إدانته . ويعاب على هذا النوع من الفساد ،أنه وبالنظر إلى متانة النظام الرقابي فأنه قد يسمح بممارسته بشكل شبه رسمي وفي نطاقات محددة وموجهة ،خاصة إذا تعلق األمر بالمصالح االقتصادية للدولة ذات العالقة وخاصة إذا ما استهدف الفساد الحصول على امتيازات أو صفقات اقتصادية في دول أخرى . أسباب االنتشار: قبل مناقشة أسباب االنتشار ال بد من شرح أو تعريف طريقة ممارسة الفساد ، وهو بالمحصلة "اتفاق غير قانوني بين طرفين" وهذا االتفاق أما أن يكون طوعيا يمكن أن يطلق عليه تعبير "المتاجرة بالغش " أو اتفاقا قسريا أو إجباريا يقوم الطرف الذي يمثل موقع المسؤولية بابتزاز طرف آخر هو طالب أو محتاج الخدمة ،بحيث يقف المسؤول حاجزا أو مانعا ضد سريان حالة االستجابة للخدمة بشكل انسيابي وطبيعي ،وعدم إحداث أو أنفاذ هذه الخدمة إال بمقابل غير منصوص عليه في القانون .وينتشر هذا " االتفاق" عادة في الدول النامية والمتأخرة والبوليسية ،ويكاد ينعدم في الدول المتقدمة والديمقراطية نتيجة سيادة مفاهيم المساواة وانعدام الخوف وسيادة القانون. أما أسباب االنتشار فتعود إلى مجموعة من العوامل تشمل: .1انتشار ثقافة الفساد: Y.SH 89من 26صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد نتيجة لضآلة مجموعة الموروثات والقيم مضافا إليها تدني الوضع االقتصادي للبلد. .2ضعف الدخول والرواتب: خاصة لدى طبقة صغار الموظفين أو مستويات اإلدارة الوسطى ،حيث أن هناك عالقة عكسية ما بين مستويات الرواتب والدخول وما بين انتشار حاالت الفساد . .3تشوه القيم المجتمعية: نتيجة بروز عناصر المباهاة والثراء الفاحش والتسارع في الوصول إلى مستويات معيشة مرتفعة ،كل هذه األمور تسهم في إيجاد قيم وميكانيكيات مستجدة ال تتفق النزاهة ومبادئ بالمتطلبات والتقيد واإلجراءات القانونية. .4تردي مستوى الحكم: ويرتبط ذلك بطبيعة نظام الحكم ومدى التزامه أصال بمبادئ سيادة سياسة القانون وتحقيق العدالة االجتماعية وفق أسس متكافئة قائمة على إتاحة الفرص المتساوية ،ويشمل ذلك ضعف نظام الحكم والذي ال يستطيع نتيجة حاالت الضعف من أحكام السيطرة على مجريات األمور ،األمر الذي يؤدي إلى التسيب والذي يتم من خالله ممارسة المخالفات القانونية ومن ضمن ذلك أشكال الفساد المختلفة . وعلى العموم فإن طبيعة نظام الحكم تسهم إلى حد كبير في زيادة حاالت الفساد وتفشيه خاصة إذا توفرت حالة أكثر أو من الحاالت التالية: • ضعف إرادة القيادة السياسية في مقاومة الفساد أو عدم إعطاء هذه القيادة األولوية لمقاومة الفساد عند • ضعف السلطة القضائية • عدم Y.SH استكمال وضعف الشعور بوجوده وغياب قوانين وأنظمة وخطره. سلطة الرقابة القانون. العامة 89من 27صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد • ضعف الدور الرقابي المجلس التشريعي . • محدودية دور اإلعالم وعزوفه عن المشاركة في التصدي وكشف حاالت الفساد . • عدم انخراط مؤسسات المجتمع المدني في مجال مكافحة الفساد . ومن الواضح ،أنه في الحالة الفلسطينية فأن الظروف قد تكون مواتية لزيادة مظاهر وحاالت الفساد نتيجة لوجود تأثير للحاالت السابق ذكرها ،وهذا يؤكد ضرورة اإلسراع في معالجة األوضاع وتصحيحها خاصة في مجال السلطة القضائية واستكمال المنظومة القانونية وتفعيل مجاالت الرقابة المختلفة التشريعية والرسمية واإلعالمية واألهلية. جوانب اإلدارة العامة األكثر تأثرا بالفساد: ال حدود لممارسة الفساد إذا توفرت الظروف لذلك ،وإذا انعدمت أو ضعفت الضوابط العامة والذاتية ،غير أن هناك جوانب محددة تتوافر بها الشروط لممارسة الفساد أكثر من غيرها في كل ما يرتبط باإلدارة العامة يشمل ذلك : .1باألموال ،ومن خالل استغالل الفجوات القانونية وعدم وجود الضوابط اإلجرائية والقانونية المالئمة فأن األفراد التنفيذيين والذين ال تتوفر لديهم الضوابط الذاتية والقيمية ،غالبا ما يجدون الفرص المالئمة للكسب غير القانوني بواسطة صفقات الشراء والعقود والمناقصات العامة وبدون وجود نظام دقيق يعالج كيفية تنفيذ كل واحدة من هذه الحاالت الهامة ،فأن المجال يكون متاحا لمن يرغب في استغالل الوضع لمصلحته الذاتية. .2جباية الضرائب والجمارك وغيرها من الموارد السيادية ،أيضا في هذه الحالة فأن األموال هي مجال العمل ،ومن خالل استغالل المركز فأن تخفيضات ومزايا يتم Y.SH 89من 28صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد منحها بشكل غير قانوني مقابل رشوا وعطايا خاصة ،وخطورة هذا المجال أنه يسمح بشكل كبير في تدمير وإضعاف أصول موارد الدولة. .3منح الموافقات والرخص والتصاريح ،وعادة ما يشكل المسؤول العام الممارس للفساد ،دور المانع أو الحاجب لمنح الموافقات المذكورة إال بعد ابتزاز صاحب الطلب. .4إسناد الوظائف وتحديد المسؤوليات ،وفي هذه الحالة ،فأن النقد ربما ال يكون متداوال ،بينما يكون تأثير الفساد باتجاه إلغاء مبدأ المساواة وإتاحة الفرص مقابل المحاباة لألقرباء واألصدقاء ،وإضافة لذلك ،فأن من شأن هذه الممارسة التأثير السلبي على مبدأ "الشخص المناسب في المكان المناسب " طالما أن القريب أو الصديق يتم تعيينه في مركز معين بغض النظر أن كأن مناسبا أو مؤهال له. نتائج وآثار الفساد على المجتمع: على الرغم من أن النتائج األكثر بروزا وتأثيرا للفساد تكمن في اآلثار االقتصادية فأن هناك نتائج اجتماعية وإقليمية ومعنوية ال تقل تأثيرا ،غير أنه درجت العادة على تحديد النتائج ذات الطابع االقتصادي باعتبارها الترجمة المباشرة لمفهوم الفساد في الموقع العام ،وتحدد آثار الفساد ونتائجه ضمن هذا المفهوم على النحو التالي : .1هدر الموارد : ويتمثل ذلك بتحويل مصادر اإليرادات العامة من الوصول إلى خزينة الدولة الستعمالها للمصالح العامة إلى جيوب أفراد ،األمر الذي ينعكس على تدني مستوى الخدمات التي من المفترض أن تقدمها الدولة للصالح العام. .2الحد من النمو االقتصادي : Y.SH 89من 29صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد نتيجة تحكم قلة من األفراد أو المجموعات بأحجام كبيرة من مصادر األموال العامة ،فأن فرصة استخدام هذه األموال في المشاريع والبنية االقتصادية تتأثر حيث يتغير نظام استخدام األموال من مساره الطبيعي القائم على العرض والطلب ،إلى مسارات أخرى طارئة ومنها تحويل األموال إلى خارج البالد مثال. .3ضعف مستوى المعيشة: من الطبيعي أن يؤدي تسرب مبالغ مالية عامة إلى جيوب بعض األفراد إلى خفض المصادر المتاحة لتنمية االقتصاد ،وبمقابل اإلثراء الكبير لبعض األفراد فأن انخفاضا واسعا لمستوى المعيشة يبدأ بالحدوث ثم االنتشار. .4اإلخالل بمصداقية الدولة : تعتمد الدول وخاصة الدول النامية على مساعدات الدول األخرى من اجل تنمية اقتصادياتها ،وفي حالة شيوع ظاهرة الفساد ،وخاصة إذا أنتشر في أوساط المسؤولين التنفيذيين ،فإن مصداقية الدولة تبدأ بالتأثر وتبدأ المؤسسات الدولية بالشك في قدرات هذه الدولة على تنشيط االقتصاد وبالتساؤل عن مصير أموال المساعدات األمر الذي سوف يعمل على تأخير فرص التنمية. .5ضعف فعالية األداء العام : وكنتيجة حتمية ،فأن من شأن تفشي الفساد أن يؤدي إلى إضعاف الهيكل والتنظيم اإلداري للدولة ويحرف مجموعة المسؤولين عن أداء المهام التي وجدوا من أجلها ، واللهو إما بمحاوالت البحث عن فرصة لإلثراء ،أو بالبحث عن هؤالء الذين Y.SH 89من 30صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد يحاولون اإلثراء غير المشروع ،وبهذا فأن أولويات التنمية والخدمة العامة تتراجع لتمثل مرتبة متأخرة في االهتمام على حساب أمور سلبية.8 8أبو عرفة ,عبد الرحمن ,مرجع سبق ذكره. Y.SH 89من 31صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد المبحث الثاني: مكافحة الفساد من منظور دولي سيتم إفراد هذا المبحث للحديث عن الجهود التي قامت على مستوى المنظمات العالمية وعلى مستوى العالم لمكافحة الفساد. Y.SH 89من 32صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد المبحث الثاني: مكافحة الفساد من منظور دولي اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد: إن الدول األطراف في هذه االتفاقية ،إذ تقلقها خطورة ما يطرحه الفساد من مشاكل ومخاطر على استقرار المجتمعات وأمنها ،مما يقوض مؤسسات الديمقراطية وقيمها والقيم األخالقية والعدالة ،ويعر ض التنمية المستدامة وسيادة القانون للخطر،وإذ تقلقها أيضا الصالت القائمة بين الفساد وسائر أشكال الجريمة ،وخصوصا الجريمة المنظمة والجريمة االقتصادية ،بما فيها غسل األموال،وإذ تقلقها كذلك حاالت الفساد التي تتعلق بمقادير هائلة من الموجودات ،يمكن أن تمثل نسبة كبيرة من موارد الدول ،والتي تهد د االستقرار السياسي والتنمية المستدامة لتلك الدول ،واقتناعا منها بأن الفساد لم يعد شأنا محليا بل هو ظاهرة عبر وطنية تمس كل المجتمعات واالقتصاديات، مما يجعل التعاون الدولي على منعه ومكافحته أمرا ضروريا،واقتناعا منها أيضا بأن إتباع نهج شامل ومتعدد الجوانب هو أمر الزم لمنع الفساد ومكافحته بصورة فعالة،واقتناعا منها كذلك بأن توافر المساعدة التقنية يمكن أن يؤدي دورا هاما ،بما في ذلك عن طريق تدعيم الطاقات وبناء المؤسسات ،في تعزيز قدرة الدول على منع الفساد ومكافحته بصورة فعالة،واقتناعا منها بأن اكتساب الثروة الشخصية بصورة غير مشروعة يمكن أن يلحق ضررا بالغا بالمؤسسات الديمقراطية واالقتصاديات الوطنية وسيادة القانون ،وإذ عقدت العزم على أن تمنع وتكشف وتردع ،على نحو أنجع ،اإلحاالت الدولية للموجودات المكتسبة بصورة غير مشروعة ،وأن تعزز التعاون الدولي في مجال استرداد الموجودات ،وإذ تسلم بالمبادئ األساسية لمراعاة األصول القانونية في االجراءات الجنائية وفي االجراءات Y.SH 89من 33صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد المدنية أو اإلدارية للفصل في حقوق الملكية ،وإذ تضع في اعتبارها أن منع الفساد والقضاء عليه هو مسؤولية تقع على عاتق جميع الدول ،وأنه يجب عليها أن تتعاون معا بدعم ومشاركة أفراد وجماعات خارج نطاق القطاع العام ،كالمجتمع األهلي والمنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المحلي ،إذا كأن يراد لجهودها في هذا المجال أن تكون فعالة ،وإذ تضع في اعتبارها أيضا مبادئ اإلدارة السليمة للشؤون والممتلكات العمومية ،واألنصاف والمسؤولية والتساوي أمام القانون وضرورة صون النـزاهة وتعزيز ثقافة تنبذ الفساد ،وإذ تثني على ما تقوم به لجنة منع الجريمة والعدالة الجنائية ومكتب األمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة من أعمال في ميدان منع الفساد ومكافحته ،وإذ تستذكر األعمال التي اضطلعت بها المنظمات الدولية واإلقليمية األخرى في هذا الميدان ،بما في ذلك أنشطة مجلس أوروبا واالتحاد األوروبي واالتحاد اإلفريقي ومنظمة التعاون والتنمية في الميدان االقتصادي ومنظمة الدول األمريكية ومجلس التعاون الجمركي ( المعروف أيضا باسم المنظمة العالمية للجمارك) وجامعة الدول العربية ،وإذ تحيط علما مع التقدير بالصكوك المتعددة األطراف لمنع الفساد ومكافحته ،بما فيها اتفاقية البلدان األمريكية لمكافحة الفساد، التي اعتمدتها منظمة الدول األمريكية في 29آذار/مارس ،1996واتفاقية مكافحة الفساد بين موظفي الجماعات األوروبية أو موظفي الدول األعضاء في االتحاد األوروبـي ،التي اعتمدها مجلس االتحاد األوروبـي في 26أيار/مايـو ،1997 واتفاقية مكافحة رشو الموظفين العموميين األجانب في المعامالت التجارية الدولية، التي اعتمدتها منظمــة التعــاون والتنميـــة في الميدان االقتصـــادي في 21تشرين الثاني/نوفمــبر ،1997واتفاقية القانون الجنائي بشأن الفساد ،التي اعتمدتها اللجنة الوزارية لمجلس أوروبا في 27كانون الثاني/يناير ،1999واتفاقية القانون المدني بشأن الفساد ،التي اعتمدتـها اللجنـــة الوزارية لمجلس أوروبـــا في 4تشرين Y.SH 89من 34صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد الثاني/نوفمبر ،1999واتفاقية االتحاد األفريقي لمنع الفساد ومحاربته ،التي اعتمدها رؤساء دول وحكومات االتحاد اإلفريقي في 12تموز/يوليه ،2003وإذ ترحب بدخول اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية حي ز النفاذ في 29أيلول/سبتمبر.2003 .2وثيقة اإلسكندرية آذار: ٢٠٠٤ بلورت وثيقة اإلسكندرية رؤية عـربية أصيـلة حول قضـايا اإلصالح وأولوياتها وتضـمنـت عدة محـاور لإلصالح وهي :اإلصالح السياسي ،اإلصالح االجتماعـي، اإلصالح الثقافي ،آليات المتابعة مع المجتمع المدني ،اإلصالح االقتصادي. .3إعالن باريس: نحن موقعو هذا النداء ،قادمون من الشمال ومن الجنوب ومن الشرق ومن الغرب، نندد بالمفاعيل الكاسحة للفساد الكبير ..... .4مبادرة الشرق األوسط الكبير: ورقة عمل أمريكية مقدمة لمؤتمر دول مجموعة الثماني .شباط/فبراير ،13 2004 .5إعالن تونس: القمة العربية، تونس. 23-22 أيار/مايو، 2004 .6وثيقة مسيرة التطوير والتحديث واإلصالح: Y.SH 89من 35صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد القمة العربية ،تونس 23-22 .أيار/مايو.20049 ، منظمة الشفافية العالمية: أن منظمة الشفافية العالمية منظمة مدنية تقود المعركة ضد الفساد. "االتحاد العالمي ضد الفساد" هذا هو شعار "منظمة الشفافية الدولية" التي أنشأت عام 1995م -ومقرها برلين -لتساعد الدول واألفراد الراغبين في أن يحيوا في "جزر النزاهة" ،بعد انتشار الفساد المالي واإلداري سواء على المستوى الرسمي أو غير الرسمي ،وعجز المؤسسات القطرية المعنية بمحاربته عن مواجهته ،بعد أن تحول إلى غول يلتهم ليس فقط جهود التنمية المحلية ،بل الجهود الدولية المتمثلة في المنح والمعونات والقروض .ومنظمة الشفافية هي منظَّمة غير حكومية مهمتها أن تزيد من فرص ونسب مساءلة الحكومات ،وتقييد الفساد المحلي والدولي ،وهي تمثل حركة دولية لمحاربة الفساد .وطريق المنظمة في العمل لتحقيق أهدافها ينبع من إيمانها بأنه من الممكن محاربة الفساد بشكل مستمر ،في حالة مشاركة كل المعنيين سواء من الحكومة أو المجتمع المدني ،أو القطاع الخاص .ووسيلتها في ذلك أن تجمع في فروعها المحلية األفراد ذوي الذمم والمعروفين بالنزاهة في المجتمع المدني ،وفي عالم التجارة واألعمال ،وفي الحكومات؛ للعمل في تحالف من أجل إصالح النظام، ومبدأ المنظمة في ذلك عدم تسمية أسماء أو مهاجمة أفراد بعينهم ،وإنما ترك ز على بناء نظم تحارب الفساد ،كما أن المنظمة تلعب دور ا هام ا في زيادة الوعي العام بمخاطر الفساد في الكثير من البالد .وتؤمن المنظمة كذلك أن هناك طرق ا عملية يستطيع من خاللها كل رجل أو امرأة –على اختالف أعمارهم– القيام بدور فعال في 9 http:\\www.iraqism.com Y.SH 89من 36صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد المؤسسة هذه العالمية الفريدة . تعتمد المنظمة في تمويل أنشطتها على التبرعات واإلعانات التي يقدمها عدد ال بأس به من الهيئات والمنظمات الحكومية وغير الحكومية ،والمؤسسات االقتصادية كالبنك الدولي واألمم المتحدة ،وشركات بوينج ،وجنرال موتورز ،وكوداك ،والشك أن هذه المؤسسات ترى أن هذا التمويل يحقق عوائد متعددة األبعاد ،فمن ناحية يظهر اهتمامها بالنواحي االجتماعية واالقتصادية كنوع من الدعاية لها ،ومن ناحية أخرى فأن محاربة الفساد يمكن أن يحقق لها عوائد اقتصادية ،تتمثل في توفير تكلفة العموالت والرشاوى التي تضطر لتقديمها لبعض المسئولين؛ لتمرير بعض الصفقات ،وفوق كل هذا وذاك المساهمة في تدويل وسيطرة النموذج الغربي ،وخلق مجموعة من التشابكات تؤدي إلى اضطرار كافة الدول للخضوع له كآلية من آليات النظام العالمي الجديد ،فضال عن استخدام مثل هذه المنظمات وتقاريرها عن الفساد، كورقة ضغط على بعض الدول لتمرير قوانين تخدم مصالح الشركات متعددة الجنسيات أو المؤسسات الدولية . أهداف المنظمة ومبادئها اإلرشادية: هدف المنظمة كما جاء في أوراقها هو الحد من الفساد عن طريق تفعيل اتحاد عالمي لتحسين وتقوية نظم النزاهة المحلية والعالمية . وتعتمد المنظمة على مبادئ إرشادية تتلخص في : اعتبار الحركة ضد َّ الفساد حركة عالمية تتجاوز النظم االجتماعية والسياسيةواالقتصادية والثقافية داخل كل دولة . االهتمام بمبادئ؛ مثل :المشاركة ،الالمركزية ،التنوع ،المساءلة والشفافية علىالمستوى المحلي . عدم التحز ب .Y.SH 89من 37صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد إدراك أن هناك أسباب ا عملية قوية وأخرى أخالقية لوجود الفساد .تتبنى منظمة الشفافية إستراتيجية مكونة من عدة عناصر لتحقيق أهدافها تتمثل في اآلتي : بناء تحالفات على المستوى المحلي واإلقليمي والعالمي تضم :الحكومات ،والمجتمعالمدني ،والقطاع الخاص من أجل محاربة الفساد الداخلي والخارجي . تنظيم ودعم الفروع المحلية للمنظمة لتحقيق مهمتها .المساعدة في تصميم وتنفيذ نظم النزاهة الفعالة .تجميع وتحليل ونشر المعلومات وزيادة الوعي العام باألضرار المهلكة للفساد)خاصة في الدول ذات الدخل المنخفض) على اإلنسان والتنمية االقتصادية . أهم انجازات المنظمة : طبق ا لتصريحات المسئولين للمنظمة؛ فقد تحقق عدد من االنجازات خالل السنوات الخمس الماضية من عمر المنظمة ،تتمثل في اآلتي : تحريك موقف البنك الدولي من وضع رافض لتقبل فكرة محاربة الفساد إلى وضعجعل رئيسه" جيمس ولفن سون" معروف ا بأنه زعيم الحركة العالمية الحتواء الفساد . تقديم الدعم لمنظمة دول التعاون االقتصادي والتنمية في إصدار "اتفاقية مقاومةرشوة الموظفين األجانب الذين يعملون في المعامالت التجارية العالمية" التي قالت عنها جريدتا" :واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز" أنها ت ُعد نصر ا لمنظمة الشفافية . الضغط على دول منظمة دول التعاون االقتصادي والتنمية( 48دولة) من أجل إنهاءتخفيض الضرائب على الرشاوى ،وتم ذلك في كل الدول تقريب ا فيما عدا هولندا . كسر حاجز الحذر المفروض في مناقشة أمور الفساد المتعلق بالتجمعات الدولية .أنشاء تحالفات من المنظمات واألفراد الختيار حكومات صادقة وأمينة على مستوىالعالم ،وتنمية ممارسات تجارية أكثر تحمال للمسئولية االجتماعية . Y.SH 89من 38صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد زيادة فروع المنظمة باستمرار حتى شملت أكثر من 60دولة على مستوى العالم،وهذا يوضح مدى األهمية التي اكتسبتها قضية الفساد ،حتى أن ورش عمل "النزاهة" بهذه الفروع دفعت رؤساء الدول إلى اإلفصاح عن ممتلكاتهم الخاصة؛ وذلك في تنزانيا وموريتانيا . اكتساب المنظمة شهرة عالمية كمشارك مهم في معركة الفساد ،خاصة إصدارهاالسنوي الذي تنشره المنظمة عن الفساد ،وترتب فيه الدول حسب مستويات الفساد بها. كما قامت منظمة الشفافية العالمية بتطوير مفهوم نظام السالمة الوطني ()NIS وهو يشمل المؤسسات الرئيسية والقوانين والممارسات التي تساهم في المساءلة والشفافية في المجتمع. وتقوم منظمة الشفافية العالمية باحتساب مؤشرات الفساد للدول وفق آلية معينة وذلك بالتعاون مع كبار الخبراء في العالم وذلك للوقوف على حقيقة وضع الدول ومساعدتها في مكافحة الفساد.10 المجموعة الدولية للتنسيق ضد الفساد:11 تسعى المجموعة الدولية للتنسيق ضد الفساد ( )IGACلتعزيز التنسيق والتعاون الدولي ضد الفساد الدولي ,وهي مدعومة من قبل هولندا والنرويج. Y.SH http:\\www.transperancy.org 10 http:\\www.igac.net 11 89من 39صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد مؤتمر بالي لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد:12 أنعقد مؤتمر بالي لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد في بالي ،اندونيسيا ،في الفترة من 28كانون الثاني/يناير إلى 1شباط/فبراير 2008وقد ضم المؤتمر أكثر من مسؤولون كبار من أكثر من 100دولة من الدول األطراف في اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد (االتفاقية) .و برلمانيون ،وقادة في مجال األعمال ،وعاملون في مجال مكافحة الجريمة من أجهزة مكافحة الفساد ،وممثلون للمنظمات الدولية والمصارف اإلنمائية والمجتمع المدني ووسائط اإلعالم. وكأن من أهم ما دعا إليه المؤتمر ما يلي: إحالل جو من النـزاهة محل ثقافة الفساد: قال السيد أنطونيو ماريا كوستا ،المدير التنفيذي لمكتب األمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (المكتب المعني بالمخدرات والجريمة)" ،أنني أحث الدول األعضاء على أن ت ُثبت في بالي أنها تفي بالتزامها بمكافحة الفساد ،وعلى أن تتبين ما هو المزيد الذي ينبغي القيام به". وقال السيد كوستا ،الذي يضطلع مكتبه بوظيفة وديع اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد" ،هذا المؤتمر أكثر من مجرد مؤتمر دولي حكومي ،فهو فرصة إلحالل جو من النـزاهة محل ثقافة الفساد .وبما أن الفساد يؤذينا جميعا ،فعلينا مسؤولية مشتركة لوقفه". صك عالمي لمكافحة الفساد 12 Http:\\www.unodc.org Y.SH 89من 40صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد اتفاقيه األمم المتحدة لمكافحة الفساد هي الصك العالمي األول والوحيد الملزم قانونا لمكافحة الفساد .وقد اعتمدت الجمعية العامة االتفاقية في تشرين األول/أكتوبر ،2003ودخلت حيز النفاذ في 14كانون األول/ديسمبر .2005وحتى اآلن ،وق عت عليها 140دولة وصادقت عليها 107دول ،لتصبح دوال أطراف بصفة كاملة. وت ُلزم اتفاقية مكافحة الفساد الدول بما يلي: ● منع الفساد (من خالل أنشاء هيئات مكافحة الفساد ،وتعزيز الشفافية في تمويل الحمالت االنتخابية واألحزاب السياسية ،وتعزيز النـزاهة في الخدمة العامة ،وتعزيز الشفافية والمساءلة في المالية العمومية واالشتراء العمومي والقضاء)؛ ● جعل الفساد جريمة جنائية -وليس فقط الرشوة واختالس األموال العمومية بل أيضا المتاجرة بالنفوذ وإخفاء عائدات الفساد وغسلها .وتشمل االتفاقية أيضا الفساد في القطاع الخاص؛ ● التعاون على مكافحة الفساد .البلدان ملزمة بموجب االتفاقية بتقديم أشكال محددة من المساعدة القانونية المتبادلة ،وتيسير تسليم المطلوبين ،ودعم تعق ب وتجميد وضبط ومصادرة عائدات الفساد؛ ● إعادة الموجودات المسروقة .استرداد الموجودات (األصول) مبدأ أساسي من مبادئ االتفاقية .وتتضمن االتفاقية تدابير مبتكرة ت ُلزم البلدان بإعادة الموجودات المسروقة إلى أصحابها الشرعيين .وينبغي أن ال تعود قوانين السرية المصرفية عائقا أمام العدالة .وتستطيع المساعدة القانونية المتبادلة أن تخترق البيروقراطية لتجمع األدلة الالزمة لإلمساك بالمذنبين واستعادة الموجودات المسروقة. Y.SH 89من 41صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد ولتحقيق األهداف المنصوص عليها في االتفاقية وتشجيع تنفيذها واستعراضه، أنشئ مؤتمر الدول األطراف في االتفاقية. ضغوط األنداد كان من البنود الرئيسية على جدول األعمال في بالي أنشاء آلية الستعراض تنفيذ االتفاقية .وقد قال السيد كوستا "أن اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد تنص على معايير لسد الثغرات في التشريعات المحلية وتعزيز القدرات الوطنية على مكافحة الفساد .وستكفل آلية استعراض فع الة أن تحق ق هذه اللبنة القوية من لبنات القانون الدولي النتائج التي يمكنها تحقيقها". تحذير إلى أفراد الطبقات الحاكمة السارقين ركز مؤتمر بالي أيضا على استرداد الموجودات .وقد استهل البنك الدولي والمكتب في أيلول/سبتمبر مبادرة استعادة األصول واألموال المسروقة ( ) STAR لمساعدة الدول على االستفادة مما تنص عليه اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد من تدابير السترداد الموجودات تشكل نقطة تحول .وقد قال رئيس المكتب المعني بالمخدرات والجريمة "ينبغي أن تثني هذه المبادرة أفراد الطبقات الحاكمة السارقين عن سرقة شعوبهم ،وستساعد البلدان التي نهبها القادة الفاسدون على استرداد أموالها" .وسيعقد في بالي اجتماع مائدة مستديرة وزاري حول استرداد الموجودات. االحتكام إلى مسؤولية الشركات تم أيضا التركيز على دور القطاع الخاص في مكافحة الفساد .وقد قال السيد كوستا "أن مكافحة الفساد وبناء النـزاهة هما جزء من الحكم الرشيد ،وكذلك من السياسات الجيدة لألعمال التجارية" .وتتضم ن اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد Y.SH 89من 42صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد تدابير بشأن القطاع الخاص .وقد قال السيد كوستا "أن التحدي يتمث ل في جعل الشركات تنفذ ها ،بالبرهان على أنها سياسات حصيفة لألعمال التجارية" .ولذلك سيقترح السيد كوستا شعارا أزرق لالعتراف بالشركات التي توائم قواعدها ولوائحها للمبادئ العالمية لالتفاقية .وسيلتقي عدد من قادة األعمال في بالي لمناقشة ماهية الخطوات األخرى التي يمكن للقطاع الخاص أن يتخذها لمكافحة الفساد بجميع أشكاله. ال تنسوا البيروقراطيين حث رئيس المكتب المعني بالمخدرات والجريمة المنظمات الدولية أيضا على أن تكون مثاال يحتذى به .وقال السيد كوستا "لكي نعمل بما ندعو إليه ،ينبغي للمنظمات الدولية أن توائم قواعدها الخاصة بالنـزاهة مع مبادئ االتفاقية" .وقد اقترح مبادرة النـزاهة المؤسسية التي سيناقشها عدد من وكاالت األمم المتحدة في اجتماع بالي. Y.SH 89من 43صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد المبحث الثالث: واقع الفساد في سورية سيتم إفراد هذا البحث لتوضيح ظاهرة الفساد كما تبدو في الجمهورية العربية السورية من خالل استطالع ما نشرته األمم المتحدة من مؤشرات حول هذا الموضوع ثم سيتم بيان ملخص للوضع العام للفساد في سورية من وجهة نظر سورية وستتم اإلشارة إلى دور القطاع العام والخاص في ذلك. Y.SH 89من 44صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد المبحث الثالث: واقع الفساد في سورية بناء على ما تقوم به األمم المتحدة في مجال مكافحة الفساد وإلدارة الحكم في الدول العربية يورد البحث هذه المؤشرات حول سورية من خالل عدة نواح ٍ وهي:13 اتفاقيات األمم المتحدة واالتفاقيات األخرى: اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد:وقعت في 9كانون األول/ديسمبر ،2003ولم تصدق. اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية :وقعت في 13 كانون األول/ديسمبر ،2000ولم تصدق. سوريا عضو مؤسس في "فرقة العمل المعنية باإلجراءات المالية للشرق األوسط وشمال إفريقيا" التي أنشئت في 30تشرين الثاني/نوفمبر 2004 كرابطة إقليمية طوعية لمكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب. ال يوجد اتصال بين سوريا ومنظمة الشفافية العالمية. المؤسسات والمبادرات الحكومية: تدير الحكومة السورية حمالت مكافحة الفساد بنفسها ومن دون مساعدة أي هيئة حكومية متخصصة أو أي منظمة غير حكومية رغم أن المؤتمر العاشر لحزب http:\\www.pogar.org Y.SH 13 89من 45صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد البعث الحاكم قد أوصى في حزيران/يونيو 2005بوضع آليات لمكافحة الفساد. وأشارت مصادر برلمانية عن تلقيها "توجيهات إلنشاء آليات دائمة لمنع الفساد ومكافحته من خالل تفعيل اللجان المختصة وتأسيس هيئة برلمانية دائمة ال تتعارض مع السلطة التنفيذية" .وتم اعتبارا من العام 2000رئيس وزراء سابق ونائب رئيس وزراء سابق .وذكرت وكاالت األنباء السورية أن الفساد كأن في تلك الفترة يكلف الدولة 000ر 50دوالر يوميا .وأدت حملة لمكافحة الفساد نفذت أواخر عام 2003 إلى فصل عشرات الموظفين الحكوميين المدنيين والعسكريين مبادرات المجتمع المدني كأن بعض المسؤولين السابقين وبعض الناشطين ،ومن ضمنهم وزراء سابقون يحضرون لتأسيس جمعية مستقلة لمكافحة الفساد تتحول في نهاية المطاف إلى فرع محلي لمنظمة الشفافية العالمية .واعتقلت السلطات السورية رئيس محكمة التمييز ونائبه بتهم الفساد في 21تموز/يوليو .2005واعتبرت "المنظمة العربية لحقوق اإلنسان" ،مقرها بيروت ،االعتقال غير قانوني ألنه تم من قبل األجهزة األمنية وليس من قبل السلطات القضائية تنظيم حمالت خاصة ضد الفساد عندما فصل الرئيس بشار األسد عددا صغيرا نسبيا من كبار المسؤولين يضمون. المشتريات العامة ينظم المرسومان رقم 195لعام 1974ورقم 349لعام 1980العقود والمناقصات بالنسبة للمؤسسات والشركات والمنشآت العامة .ويفترض استدراج المزايدات بشكل شفاف من خالل "النشرة اليومية للمناقصات الحكومية" ،لكن تحديد المواعيد النهائية لتقديم العروض بفترات تقل عن 45يوما مسألة شبه ـ اعتيادية مما يدل على نقص في الشفافية وعلى عطاءات مقررة سلفا. Y.SH 89من 46صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد مكافحة غسل األموال في أعقاب قدوم بعثة صندوق النقد الدولي إلى سوريا في شباط/فبراير وآذار/مارس ،2005عدلت الحكومة قانون مكافحة غسل األموال الصادر عام 2004بالمرسوم رقم 33الصادر في أيار/مايو .2005والتزمت سوريا في 3 آذار/مارس " 2005باتفاقية نيويورك" لعام 12( 1999أيلول/سبتمبر) بشأن مكافحة تمويل اإلرهاب ،لكن وزارة الخزانة األميركية منعت المؤسسات المالية األميركية في 9آذار/مارس 2006من التعامل التجاري مع المصرف السوري الرئيسي المملوك للدولة مدعية تورطه في عمليات غسل األموال وتمويل اإلرهاب. مؤشر مدركات الفساد سجلت سوريا 2.4نقاط في عام 2007على مؤشر مدركات الفساد الخاص بمنظمة الشفافية العالمية .وتتدرج درجات المقياس من صفر (فساد مرتفع/مستشري) إلى ( 10غياب الفساد) .وحلت سوريا في المرتبة 138من بين 180دولة متخلفة عن إيران وليبيا واليمن .وسجلت سوريا 2.9نقاط في عام 2006واحتلت سوريا المرتبة 93من بين 163دولة من دول العالم. أعلنت منظمة "الشفافية الدولية أن \مؤشر مدركات الفساد 2007بي ن أن "سوريا من الدول البطيئة في مكافحة الفساد حيث احتلت المرتبة ال 138من ضمن 180شملها المؤشر". Y.SH 89من 47صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد وأما عن الوضع العام وفق ما يراه البعض فقد نشرت جريدة النور السورية مقالة حول هذا الموضوع جاء فيها: "ربما يثير هذا السؤال امتعاض الكثيرين ويستفزهم ،وربما يثير الشكوك بمن حولنا ،فجميعنا مارسنا الفساد بأشكاله وصوره المختلفة.. ومع ذلك ال نملك الشجاعة لقول هذه الحقيقة .بل واألغرب من ذلك ،أن هنالك أشخاصا متورطين في صفقات فاسدة ،ويوفرون المناخ والبيئة التي تساعد على نمو الفساد وانتشاره ،يزعمون أنهم عملوا ما في وسعهم لمحاصرته ومكافحته. سؤال يثير العديد من إشارات االستفهام والحيرة ،لم يجد حتى األن إجابة شافية ، فهناك من يدعي بأن هناك من يتجنى على هذا البلد ويقوم بتضخيم األمور وكيل االتهامات التي ال أساس لها من الصحة ،ملمحين إلى ما تنشره بعض التقارير الدولية وما تتناقله بعض وسائل اإلعالم المختلفة ،ويذكرون في سياق حديثهم أن الفساد في سورية هو في أدنى درجاته مقارنة بما حولها من الدول العربية وغيرها ،وفي المقابل هناك من يتحدث عن شبكات فساد هرمية منظمة أشبه ما تكون بالمافيات منتشرة في القطاع العام ترتبط بعالقات مصلحية مع رجال المال واألعمال في القطاع الخاص. و مبعث هذه الحيرة أيها السادة أن الحكومة تقول أنها تفعل ما بوسعها وأنها أحالت عددا كبيرا من الملفات إلى الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش والقضاء ،وسرحت المئات من الخدمة ،إال أنها ال تزال تقف عاجزة عن إيجاد حلول ناجعة للحد من تنامي هذه الظاهرة /اآلفة .وبالطبع هذا الكالم يستثنى منه بعض األشخاص ممن لهم ارتباطات وعالقات بأشخاص في مواقع المسؤولية ،فمثل هؤالء بعد أن ت ُثبت الهيئة بعد جهد جهيد إدانتهم وتورطهم بصفقات فاسدة ضارة باالقتصاد الوطني والمجتمع المحلي ،ت ُرد القضية إما إلعادة التحقيق من الجهة نفسها أي الهيئة ،أو يطلب من جهة Y.SH 89من 48صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد ثانية إعادة التحقيق ،أو ت ُحفظ ،وهكذا يفلت عدد كبير من قادة الفساد ورموزه في هذا البلد من المالحقة والعقاب. نعلم ،كما يعلم الجميع ،أن هنالك أشخاصا في مواقع حكومية مختلفة يشكلون فيما بينهم شبكة مترابطة معقدة يصعب النفاذ إليها أو تفكيكها ،ويرتبط أفراد هذه الشبكة فيما بينهم بمصالح مشتركة داخل المؤسسات الحكومية وخارجها ،أي أن هنالك ارتباطات فيما بين المستخدمين الحكوميين في مواقع مختلفة ،بعضهم رفيع المستوى وبعضهم اآلخر في درجات مختلفة من السلم الوظيفي ،وبأشخاص من خارج المؤسسات الحكومية ( تجار -صناعيين -رجال أعمال -وكالء شركات -موردين - مقاولي أعمال ) .وفي الغالب تتسم هذه العالقات أنها تواطئية ،تهدف إلى تحقيق مكاسب مالية بصورة غير مشروعة ،تأخذ شكل توريد مواد أو مشتريات حكومية أو تنفيذ مشاريع بأسعار خيالية تفوق سعرها الحقيقي بنسبة % 100و % 200وأحيانا ، %300كذلك صفقات وهمية ال أساس لها إال على الورق . ترتبط هذه الشبكات بمنظومة عالقات يصعب اختراقها كما ذكرنا ،فالوالء فيها للرأس ،والرأس هاهنا هو المسؤول الحكومي :وزير أو بمرتبة وزير ( صالحيات وزير ) أو مدير عام أو مدير فرعي ،يقومون باإلعالن عن حاجتهم لكذا وكذا لتنفيذه في موقع كذا وكذا .في السابق كانت الصفقات والتعهدات أو التوريدات تتم من خالل عقود بالتراضي ،وهذا كأن يسهل عمليات االبتزاز والمحاصة ،أما اليوم فيتم األمر عن طريق مزايدات أو مناقصات علنية ت ُسرب بعض المعلومات إلى شخص محدد دون غيره ،وإذا لم ينجح هذا المسعى يضي ق على الشخص الذي استطاع بطريقة نزيهة االستحواذ على العقد ليتسنى ألولي األمر في المؤسسة أو الوزارة الفالنية ( إنتاجية -خدمية -إنشائية ) ابتزازه بطرق مختلفة كعدم مطابقة األعمال لدفتر Y.SH 89من 49صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد الشروط الفنية ،أو تأخير الدفعات عن األعمال المنجزة .المشكلة الحقيقية أننا جميعا نعلم بما يجري بالتفاصيل الجزئية والكلية ،وكل فرد منا لديه قائمة بأسماء من أثروا وحققوا ثروات على حساب المجتمع ونهضته سواء كانت هذه الثروات صغيرة أو كبيرة ،ولكن من يجرؤ على الكالم؟ فدائما هناك من يحمي هؤالء من خلف ستارة وهو في الغالب شريك يوفر الحماية مقابل نسبة عن كل عملية أو مبلغ مقتطع كإتاوة سنوية يضمن فيها المسؤول الفاسد البقاء في منصبه ،وفي الوقت نفسه ظهرا يحميه ولسانا يمتدحه ويدا تدفع به إلى مواقع ومناصب أكثر حساسية وأهمية .وهؤالء يتوالدون ويتكاثرون باآلالف كأنهم فئران أو ِجراء ،أصبحت لديهم مناعة بحيث لم يعد ينفع معهم لقاح أو رشهم بمبيد يقتلعهم من مناصبهم .وبالمحصلة فأن تحسين الوضع المعيشي لهؤالء لن يساعد على اجتثاث الفساد ،وسجنهم لن يردع اآلخرين بل ولن يردعهم أنفسهم ،وربما يكون من المفيد في ظل هذه الظروف الحرجة مساواة عقوبة المرتشين والمختلسين والذين يحققون ثروات ومكاسب مالية عن طريق استغالل مناصبهم ومواقعهم في القطاع العام بعقوبة الخونة والجواسيس ،فكالهما يتسبب بأضرار اقتصادية واجتماعية وسياسية لهذا البلد ،ويتسبب في تعميق واستمرار تخلفه وانحطاطه .ودون مساواة كهذه ال أمل لنا في القضاء على هذه اآلفة .وأنا لست مع أولئك الذين يعملون أدمغتهم ويجتهدون في تعديل صيغ قانونية وتشريعات أو إيجاد اجتهادات جديدة يعتقدون أنها قد تساهم أو تساعد في الحد من تنامي ظاهرة الفساد في سورية .أن عقوبة قاسية لسين أو عين من أصحاب المواقع والمناصب من الدرجة األولى أو الثانية أو الثالثة لن يفقدنا عبقرية أو كفاءة نادرة ،بل على العكس تماما قد يوصل إلى هذا الموقع أو ذاك كفاءة حقيقية نزيهة -ليس بالضرورة من حملة األلقاب العلمية -تمتلك حسا وطنيا وخوفا حقيقيا على مصالح هذا البلد المنهك المتعب ويساهم ،إلى جانب الرئيس بشار األسد ،في خلق واقع جديد Y.SH 89من 50صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد يترجم طموحات أبناء هذا الوطن بالنهضة واالزدهار واالستقرار من خالل نمو مستدام ومتوازن". 14 وقد قامت في سورية جمعية لمكافحة الفساد تحت اسم "الجمعية الشعبية لمكافحة الفساد" والتي تأسست في ,2005والتي من أهم أهدافها:15 فضح مواقع وآليات مختلف أنواع الفساد السياسي واالقتصادي واالجتماعي واألخالقي في المجتمع السوري. المساهمة في تنشيط حركة مجتمعية لمكافحة الفساد الذي يضر الدولة والمجتمع. التعاون مع المنظمات الشعبية والنقابات المهنية والجمعيات ومختلف الجهات المهتمة بالشأن العام في هذا الموضوع الهام . تقديم اقتراحات للمؤسسات الدستورية لمكافحة الفساد . التعاون الوثيق مع سلطة القضاء لتأخذ دورها الصارم في الحد من استشراء الفساد . التعاون مع جميع وسائل اإلعالم الوطنية لخدمة هذا الهدف . نشر ثقافة بديلة بين المواطنين لتعرية مفهوم الفساد و فضح ضرره االقتصادي واالجتماعي والسياسي واألخالقي . إعادة االعتبار للمثل والقيم االجتماعية األصيلة والتي تعتبر الفساد أمرا مشينا لذات اإلنسان وكرامته . دراسة مواطن الخلل في القوانين واألنظمة اإلدارية واإلجراءات التي تفضي إلى انتشار الفساد وصياغة اقتراحات لتعديلها. 14عربية ,زياد ,من يحمي الفساد في سورية ,جريدة النور ,العدد.2008 ,268 15مقالة الكترونية ,جريدة قاسيون ,العدد .2008 ,362 Y.SH 89من 51صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد دراسة الواقع المعيشي االجتماعي للمواطنين وتأثيره على الفساد . إعداد وفتح ملفات الفساد لنشرها وتفعيلها لدى الجهات المعنية المختلفة . إصدار نشرات ،صحف ومجالت تعر ف بنشاط وعمل الجمعية ،وتشجيع الكت اب واألدباء والفنانين لنشر ثقافة تعم ق األخالق النبيلة . قد تكون هذه المبادرة خطوة جيدة على الصعيد المبادرات المدنية التي شجعت عليها معظم الفعاليات الرسمية وغير الرسمية التي تعمل لمكافحة الفساد ,كما فعلت الواليات المتحدة األمريكية في هذا المجال ,حيث ورد في مجلة "E-JOURNAL " USAالتابعة لمكتب الخارجية األمريكية عن نانسي بوزويل أن:16 "تعزيز العمل على األرض مع الموافقة شبه اإلجماعية على األضرار التي ي ُسببها الفساد ،اتخذت الحكومات تشكيلة من المبادرات لتحسين الحكم .لكنها كانت بطيئة في إدراك الدور الحيوي للمجتمع المدني ودعمه للتأكد من تحقيق هذه المبادرات ألهدافها. مثال ،وافقت الحكومات في األميركيتين على ميثاق إقليمي ضد الفساد سنة ،1996 لكن مضت بعد ذلك عدة سنوات قبل أن توافق الفرق المشاركون في ميثاق المجموعة األميركية (أنتر أميركن) لمكافحة الفساد ،وبِ َح ض من منظمات المجتمع المدني بقيادة منظمة الشفافية العالمية ،على آلية متابعة لتعزيز التطبيق .منذ أنشاء اآللية ،حث المجتمع المدني الفرق ألجل الحصول على فرص أوسع فأوسع لعرض وجهات نظره وللمشاركة مع الحكومات في تعزيز التطبيق .واستطاع بفضل هذه الفرص تأمين http:\\www.usinfo.state.gov Y.SH 16 89من 52صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد رؤية أساسية غير حكومية وتقديم الزخم لإلصالح .لعب المجتمع المدني دورا مماثال في مراجعة فرض التطبيق الذي قام به ميثاق منظمة التعاون والتنمية االقتصادية حول رشوة الرسميين الحكوميين األجانب ،ومواثيق المجلس األوروبي لمكافحة الفساد ،ومجموعة دوله المضادة للفساد. من الواضح من خالل هذه وغيرها من مواثيق مكافحة الفساد ،أن المجتمع المدني يلعب دورا أساسيا في تعزيز العمل الميداني .ميثاق األمم المتحدة لمكافحة الفساد ( ،)UNCACالذي صادقت عليه 80بلدا لغاية هذا التاريخ ،يمتلك طاقة كامنة هائلة لخلق إطار عمل عالمي وقومي لإلصالح .غير أن التجارب مع المواثيق األخرى ت ُظهر بوضوح أن ميثاق األمم المتحدة سوف يحتاج إلى عملية متابعة فعلية لتعزيز التطبيق .فكما أشارت إلى ذلك منظمة الشفافية العالمية في توصياتها إلى مؤتمر فرق الدول ،أن المكو ن األساسي لمثل هذه العملية سوف يكون الشفافية والفرص الواسعة والموثوقة لمشاركة المجتمع المدني. تأمين مساءلة الحكومة طور البنك الدولي وبنوك التنمية األخرى ،خالل السنوات األخيرة، استراتيجيات لمكافحة الفساد ،وهي في طريقها إلى إدراك أهمية المجتمع المدني في مطالبته بالمساءلة الحكومية وتأمينها .لكن كون هذه المؤسسات مصارف تشترك معها الحكومات كمساهمين ،ال زالت تكافح إليجاد السبل لالنخراط بنشاط أكبر مع المجتمع المدني ،ولتعزيز مثل هذا االنخراط من جانب الحكومات نفسها .فوفقا إلستراتيجية البنك نفسها" ،فأن إحدى األولويات األساسية تكمن في مساعدة الدول لكي تصبح أكثر شفافية عن طريق تسهيل المشاركة واإلشراف الواسع النطاق من جانب المنظمات المدنية ووسائل اإلعالم .فالمواطنون ووسائل اإلعالم المتاح لها Y.SH 89من 53صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد الوصول الواسع إلى المعلومات حول عمليات مؤسسات الدول ،يشكالن عنصران أساسيان لمساءلة تلك الدول". وفي حين أن هذا المبدأ صريح ،وال يدع مجاال للجدل ،فأن الشفافية وفرص المشاركة ال تزال صعبة المنال في العديد من البلدان .أضف إلى ذلك أن قدرات المؤسسات المتعددة األطراف محدودة باإلرادة السياسة ألعضاء هذه المؤسسات. مثال ،قواعد صندوق النقد الدولي حول الممارسات الجيدة والشفافية المالية أو "القواعد" تعلن بصورة مالئمة أن نشر المعلومات المالية ،بما في ذلك تلك المتعلقة بالموازنات والمشتريات ،هي واجب حكومي وأنه يجب أن يتم في الوقت المناسب مع تسهيل الوصول إليها .لكن ،ال تلتزم كل الحكومات هذه الممارسة ،وتحتفظ جميعها بحق رفض نشر التقارير عن امتثالها لهذه "القواعد" على الرغم من الجهود التي تدعوها إلى عكس ذلك. من الجدير بالذكر أن "القواعد" تدرك بأن توجيه اهتمام خاص للشفافية أمر أساسي في مجال الموارد الطبيعية والصناعات االستخراجية ألن هذه القطاعات ُم عرضة بنوع خاص للفساد .ال تحتاج الدول الغنية بالموارد إلى االعتماد على عامة الناس لتأمين وارداتها .كما أنه تبين تاريخيا ،أن تلك الدول التي كانت األقل تقب ال لمفاهيم الشفافية والمساءلة كانت بين الدول األكثر فقرا على الرغم من ثرواتها الطبيعية .تدعو "القواعد" إلى "ترتيبات تعاقدية واضحة وشفافة" وتشدد على الحاجة إلى الرقابة العامة للعمل الحكومي ،ومنح االمتيازات ،والوسائل األخرى الستثمار األصول العامة. ُشك ل األساس لمبادرة الشفافية في الصناعات االستخراجية التي هذا المبدأ ي ِ تسعى إلى زيادة شفافية المدفوعات واإليرادات من النفط والغاز والتعدين .فوفقا Y.SH 89من 54صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد للمملكة المتحدة التي أطلقت المبادرة سنة " ،2002فأن زيادة الشفافية ومعرفة العائدات سوف تقويان المواطنين والمؤسسات في مساءلة الحكومات .أن سوء إدارة أو تحويل األموال عن التنمية المستدامة سوف يصبحان أكثر صعوبة". والذي يؤكد ذلك ،والتشكيلة المتنامية من مبادرات الشفافية ومكافحة الفساد، هو إدراك المملكة المتحدة بأن "دور المجتمع المدني سوف يكون حيويا بأهميته من حيث استخدام المعطيات التي تكشفها الحكومات لمساءلتها عن إنفاقاتها". اإليفاء بالوعد لكن ،ورغم كون الشفافية وفرص المشاركة والرقابة للمجتمع المدني ضروريين ،إال أن هناك افتراضا بأنه ،متى حقق المجتمع المدني ذلك ،سوف يملك القدرة على القيام بوظائفه الحيوية .وعلى الرغم من الجهود الرامية إلى تعزيز القدرة الفنية والمالية الحكومية ،فأن الجهود المماثلة لدعم المجتمع المدني ،بالمعنى األوسع، ال تزال بعيدة عن حجم النطاق المطلوب .فثمة مزيد من العمل الضروري في الميادين التالية: الشفافية في الوظائف الحكومية ،وصنع القرارات ،والنفقات؛ الوصول إلى المعلومات ،بما في ذلك الوصول غير ال ُم قي د إلى االنترنت؛ وفرص المشاركة والتعليق يجب أن تصبح مؤسساتية و ُم زو دة بصورة روتينية. التدريب الالزم لكي يتمكن المجتمع المدني ،ومن ضمنه المنظمات المدنية، والجمعيات المهنية ،ووسائل اإلعالم ،من استخدام المعلومات بصورة فعالة. التدريب هام أيضا لتعزيز الحكم الصالح والشفافية والمساءلة داخل المنظمات المدنية. Y.SH 89من 55صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد الموارد المالية ،بدون قيود سياسية ،ضرورية لتمكين المجتمع المدني من القيام بوظائفه :جمع المعلومات ،وتثقيف الناس ،وبناء التحالفات ،واالستفادة من مستوى الخبرات المطلوبة لتحليل المعلومات مثل عائدات الصناعات االستخراجية ،والموازنات القومية ،والمشتريات العامة. منظمات المجتمع المدني المسؤولة يجب أن تكون حرة في التنظيم والخطاب العام ،دون حظر قانوني يقيد قدرتها في العمل أو في تأمين التمويل من مصادر قانونية. نشطاء المجتمع المدني المنخرطون في اإلشراف ،ومن ضمنهم وسائل اإلعالم ،يجب حمايتهم من دعاوى القدح والذم ،ومن تهديدات العنف، والتوقيف. سوف يساعد االهتمام بهذه القضايا في التأكد من أن المجتمع المدني يَفي بوعده .حتى أن هذا األمر هام أكثر في البلدان حيث أن المصالح المكتسبة المتحصنة بعمق ،أي مصالح الفاسدين ،والذين يفسدونهم ،والذين يسهلون الفساد ،تجعل جهود المجتمع المدني أكثر ضرورة وأكثر صعوبة .مع اإلشارات الكثيرة عن المقاومة الحكومية ،بل وحتى العداء المكشوف للحقوق الديمقراطية األساسية في عدد متنام من البلدان ،حان الوقت لكي يقدم جميع أصحاب المصلحة في المجتمع الدولي ،الدعم للمجتمع المدني .وسوف يساعد ذلك في تأمين الحافز المحلي الالزم لإلصالح الفعال والمستدام". وليس القطاع العام لوحده يعاني من آفة الفساد ,فقد كأن للقطاع الخاص حصته من ذلك " .واألمثلة هنا عن دور القطاع الخاص ال حصر لها نذكر منها على سبيل المثال استغالل المصارف العامة من خالل استجرار القروض الوهمية وما Y.SH 89من 56صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد أكثرها ,....,تستجر أساسا لمشاريع وهمية أو بكلف تزيد عن الواقع من خالل شراء ضمائر العاملين في تلك المصارف والخبراء الذين تستعين بهم ,ومن حاالت الفساد أيضا التصدير الوهمي من أجل الحصول على مزايا دوالر التصدير والمتاجرة فيه بالسوق السوداء ,واستيراد المواد التي يعاد تصنيعها وتصديرها للدول األخرى بهدف تشغيل المعامل وعدم بيعها في األسواق السورية كونها معفاة من الضرائب والرسوم ومع ذلك يتم بيعها تهريبا بالتواطؤ مع رجال الجمارك واالقتصاد كما في فضيحة الخيوط القطنية التي كأن وراءها مدير عام الجمارك األسبق بالتعاون مع تجار حلب ومن الحاالت أيضا االستيراد تهريبا كما كأن يحصل في استيراد القمح العراقي للدول المجاورة عبر األراضي السورية فيتم إفراغ الحموالت في سورية لالستفادة من فرق السعر بالتواطؤ مع رجال الجمارك وهذه الحالة تم كشفها وإبطالها. ويضاف إلى ذلك استيراد المواد الفاسدة أو فاقدة الصالحية سواء المواد الغذائية أو مواد البناء ,......,وهنا يبرز دور القطاع الخاص في إفساد الموظفين وبخاصة العاملين في المخابر والجهات الرقابية. باإلضافة إلى تهرب التجار من دفع الضرائب التي تستحق عليهم من خالل إفساد رجال المالية والضريبة وكذلك تشغيل أموالها وتهريبها".17 17مار ديني ,أحمد ,الفساد :اغتصاب السلطة العامة من أجل المصلحة Y.SH الخاصة ,2004 .غير معرف الناشر ,دمشق. 89من 57صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد الفصل الثاني: المراجعة (نظرة عامة) وإمكانيات المهنة من خالل ما ورد في الفصل السابق تبين لنا واقع الفساد سواء عالميا أو محليا وتبرز إذن أهمية السعي لمكافحته والحد من انتشاره. يسعى البحث من خالل هذا الفصل لتوضيح دور للمراجعة في مكافحة الفساد, وذلك من خالل عدة مباحث: المبحث األول :المراجعة من منظور عام. المبحث الثاني :المسؤولية االجتماعية للمراجعة. المبحث الثالث :وضع المهنة في سورية. Y.SH 89من 58صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد المبحث األول: المراجعة من منظور عام أهمية المراجعة للمجتمع: يلعب المراجعة دورا مهما في األوساط المالية ،واألوساط الحكومية االقتصادية. المعلومات المالية التي تعتمد عليهاا وتثاق بهاا ضارورية ألي مجتماع وألي مساتثمر يتخذ قرارات الشراء والبيع الستثماراته ،وللبنوك حتى تتخذ قارارات إعطااء القاروض، وأيضا للسلطات الضاريبية حتاى تقاوم باحتسااب الادخل الخاضاع لضاريبة الادخل ومبلاغ الضريبة ،وكذلك يتم االعتماد عليها عند دخاول وخاروج شاريك فاي شاركات التضاامن ومعرفة مبلغ التركات وضريبة اإلرث في حالة الوفااة ،كال هاذه األماور وغيرهاا تعتماد علااى معلومااات ُجهاازت أو ُحضاارت ماان قباال اآلخاارين ،هااذه الجهااات ربمااا تتضااارب مصالحها مع م صالح الجهاات المساتفيدة مان هاذه المعلوماات ،ولهاذا نشاأت الحاجاة إلاى خدماااة المراجاااع المساااتقل والمحاياااد هاااذا الشاااخص المساااتقل والمحاياااد ،سااايقوم باااإعالم األطراف األخرى إن كانت هذه البياناات والمعلوماات المالياة تمثال باعتادال أو بوضاوح ومن جميع جوانبها المادية المركز المالي كما هو بتاريخ معين والنشااط للسانة أو الفتارة المنتهيااة بااذلك التاااريخ ،فمااثال فااي حالااة نيااة بنااك ماان البنااوك إعطاااء قاارض لشااركة أو مؤسسااة معينااة ،فااإن هااذا البنااك يطلااب معلومااات محضاارة ماان قباال إدارة الشااركة أو المؤسسة المستفيدة ،وكان هناك تضارب مصالح باين هاذه الجهاة المساتفيدة مان القارض والجهة المانحة وهي البنك ،وألجل أن يعتمد ويثق البنك بهذه المعلوماات فاإن المصاادقة Y.SH 89من 59صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد علااى عاادالتها وأنهاااا خاليااة ماان أياااة انحرافااات مادياااة ماان قباال المراجاااع ،يعطااي هاااذه المعلومات قيمة وقبوال من جميع الجهات.1 هناك عدة أسباب تدعم وجود هذه المهنة منها:2 .1البعد :وهو الفاصل بين معد المعلومات والمستفيد منها ،هاذا الفاصال يجعال مراجعاة الحسابات ضروري .2تحيز معد المعلومات :وهو نااتج عان تعاارض مصاالح معاد المعلوماات ماع مصالحة المساهمين أو المستفيدين من هذه المعلومات. .3ضخامة حجم العمليات المالية وتعقدها .4مساهمة منشآت المراجعة بتحمل الخطر تعريف ومفهوم مراجعة الحسابات: عرفت جمعية المحاسبة األمريكية المراجعة كما يلي: المراجعاااة :هاااو عملياااة نظامياااة ومنهجياااة لجماااع وتقيااايم األدلاااة والقااارائن بشاااكل موضااوعي ،والتااي تتعلااق بنتااائج األنشااطة واألحااداث االقتصااادية ،وذلااك لتحديااد ماادى التوافااق والتطااابق بااين هااذه النتااائج والمعااايير المقااررة وتبليااغ األطااراف المعنيااة بنتااائج المراجعة. 1التميمي ،هادي" ،مدخل إلى المراجعة"( ،عمان ،دار وائل للنشر ،2004 ،الطبعة الثالثة) ،ص .20 2القاضي ،حسين وآخرون" ،أصول المراجعة"( ،دمشق ،منشورات جامعة دمشق ،)2007 ،ص ص .35-33 Y.SH 89من 60صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد ويعرف المراجعة أيضا أنه :جمع وتقييم األدلة عن المعلومات ،لتحديد مدى التوافاق مااع المعااايير المقااررة ساالفا ،والتقرياار عاان ذلك،ويجااب أداء المراجعااة بواسااطة شااخص كفءومستقل.2 يتضمن التعريف السابق بعض المصطلحات والعبارات الهامة ،سيتم توضيحها: -1المعلومات والمعايير المقررة سلفا :يجب إلجاراء المراجعاة أن تتاوفر معلوماات فااي شااكل يمكاان التحقااق منااه ،كمااا يجااب تااوافر بعااض المعااايير التااي يمكاان للمراجااع بواسطتها تقييم المعلومات ،وتوجد صور مختلفة للمعلومات ،لكن عادة ما يقوم المراجاع بمراجعااة معلومااات يمكاان قياسااها كميااا ،مثاال القااوائم الماليااة للشااركات وصااافي الاادخل الخاضع للضريبة ،كما يقوم المراجع بمراجعة معلومات وصافية أكثار مثال مادى فعالياة نظم الحاسب اإللكتروني ،ومدى كفاءة العمليات اإلنتاجية. وتتنوع معايير تقييم المعلومات بتناوع المعلوماات التاي ياتم مراجعتهاا ،وعلاى سابيل المثال ،عند مراجعة القوائم المالية التاريخية بواسطة منشأة للمراجعاة ،ساتتمثل المعاايير التااي يااتم اسااتخدامها فااي مبااادئ المحاساابة المتعااارف عليهااا ،وللتوضاايح ،عنااد مراجعااة القوائم المالية لشركة جنرال موتورز ،تقوم منشأة المراجعاة بتحدياد ماا إذا كانات القاوائم المالية لشركة جنرال موتورز قد تم إعدادها وفقا لمبادئ المحاسبة المتعارف عليهاا .أماا بالنسبة لصافي الدخل الخاضع للضريبة ،فتتمثل المعايير في نصوص قانون الضارائب. وعندما يقوم الفاحص الضريبي بفحص صافي الدخل الضريبي لشاركة جنارال موتاورز فإنه يستخدم قانون الضرائب وليس مبادئ المحاسبة المتعارف عليها. 2 أرينز ،ألفين ،ولوبك ،جيمس" ،المراجعة مدخل متكامل" ،ترجمة :الديسطى ،محمد ،وحجاج ،أحمد( ،دار المريخ ،الرياض، الطبعة السابعة ،)2000 ،ص .23 Y.SH 89من 61صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد ومن الصعب إن توجد معايير للمعلومات الوصافية ،مثال مادى فعالياة نظام الحاساب اإللكتروني .ومن الضاروري فاي هاذه الحالاة أن يتفاق كال مان المراجاع والشاركة محال المراجعااة علااى المعااايير التااي يجااب اسااتخدامها علااى نحااو محاادد قباال الباادء فااي إجااراء المراجعة ،وفيما يتعلق بتطبيقات الحاسب اإللكتروني ،قد تتمثل المعايير فاي عادم وجاود أخطاء في المدخالت أو المخرجات. جمع وتقييم األدلة :تعرف األدلة على أنها أياة معلوماات يساتخدمها المراجاع لتحدياد مااا إذا كاناات المعلومااات التااي تاام مراجعتهااا قااد عرضاات طبقااا للمعااايير ،وتأخااذ األدلااة أشااكاال عدياادة ،مثاال الشااهادة الشاافوية للعمياال ،المصااادقات ماان األطااراف الخارجيااة، ومالحظات المراجع ،ومن الضروري أن يحصل المراجع على حجام مان األدلاة الجيادة كااافي إلتمااام المراجعااة علااى النحااو المالئاام ،وتقياايم ماادى اتفاقهااا مااع المعااايير المحااور األساسي في كل عملية مراجعة.18 العديااد ماان المحاساابين القااانونيين العاااملين كمااراجعين خااارجيين ,يعملااوا فااي النهايااة كمااراجعين داخليااين ,تظهاار هااذه الفرصااة ألن المااراجعين الخااارجيين فااي موقااف فريااد 19 ومميز يمكنهم من فهم المنظمة ,بشكل عميق وواسع. أنواع مراجعة الحسابات: 118المرجع السابق ذكره ،ص .23 Glover, Steven. &others, "Auditing & Assurance Services", (4th, ed, McGraw-Hill, Irwin, 18 2007),pp446. Y.SH 89من 62صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد المراجعة من حيث طبيعة المؤسسة: يتضمن المراجعة نوعين: 1ـ مراجعة المؤسسات العمومية: ينصب على المنشأة ذات الصفة الحكومية أو غير الحكومية في حد ذاتها والتي تخضع لقواعد الحكومة الموضوعة ،أما األموال المستغلة في هذه المنشأة لها صفة عمومية وتمتلكها الدولة ولها صفة رقابة مباشرة عليها ،كما تقيد المصالح الحكومية حساباتها بطريقة خاصة تختلف عن تلك المتبعة في المنشآت التجارية أو الصناعية ،إال أن طريقة المراجعة واحدة في كلتا الحالتين. -2مراجعة الشركات الخاصاة :هاي مراجعاة المنشاآت التاي تكاون ملكيتهاا لألفاراد سواء شركات األموال أو شركات األشخاص أو منشآت فردية أو جمعيات ونوادي. )aمن زاوية نطاق عملية المراجعة: نتطرق إلى نوعين من عملية المراجعة: -1المراجعة الكامل: كان المراجعة قديما وحتى عهد قريب يتم بفحص جميع العمليات المقيدة بالدفاتر والسجالت وما تتضمنه من بيانات أو حسابات خالية من األخطاء والتالعب والغش أي مراجعة كامل تفصيلي ،إذ كانت المشاريع صغيرة وعملياتها قليلة وكنتيجة لتطور ميادين الصناعة والتجارة وما صاحبها من تعدد المشاريع وكبر حجمها أصبح المراجعة مستحيال ومكلفا وغير عملي لما يتطلبه من جهد كبير ووقت طويل ،مما أدى إلى تحول هذا المراجعة إلى مراجعة كامل اختياري وقد ساعد هذا االتجاه على زيادة اهتمام المشاريع بأنظمة الرقابة الداخلية وأدواتها وتحقيق نظام دقيق متين لها ،حيث أصبحت كمية االختيارات وحجم العينة تتوقف على مدى مكانة ودقة أنظمة الرقابة الداخلية ،فالفرق بين الكامل التفصيلي والكامل االختياري يقتصر على نظام المراجعة Y.SH 89من 63صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد فقط وليس باألصول والمبادئ المحاسبية. -2المراجعة الجزئي : هي العمليات التي يقوم بها المراجع وتكون محدودة الهدف أو موجهة لغرض معين كفحص العمليات النقدية خالل فترة معينة أو فحص حسابات المخازن و التأكد من جرد المخزون ،ويهدف هذا النوع إلى الحصول على التقرير المتضمن خطوات التي اتبعت والنتائج التي توصل إليها الفحص وال يهدف إلى الحصول على رأي فني محايد على مدى عدالة القوائم المالية ومدى داللتها للمراكز المالية ونتيجة األعمال كما هو في المراجعة الكامل ،ويجب على المراجع في المراجعة الجزئي الحصول على عقد كتابي يوضح المهمة المطلوب قيامه بها ليحمي نفسه وال ينسب إليه تقصيره في األداء. )bمن حيث حتمية القيام بالمراجعة: نجد فيها نوعين: -1المراجعة اإللزامي :يتميز المراجعة اإللزامي بوجود عنصر الجبر واإللزام ،من ثم يمكن الجزاء على المخالفين ألحكامه ،وكذلك يجب أن يتم المراجعة وفقا للقواعد واإلجراءات المنصوص عليها ،وعلى المراجع أن يتحقق من أن عملية تعيينه لم تتم بمخالفة األحكام القانونية. وفي ضوء هذا المراجعة فإن المراجع يؤدي عمله بالطريقة التي يراها مناسبة وضرورية كما أنه ال يجب أن توضع أية قيود أو حدود على المراجع أثناء تأديته لواجباته حتى ولو كانت هذه القيود واردة في القوانين التنظيمية للمؤسسة ،وفي صورة قرارات صادرة عن الجمعية العامة للمساهمين تعتبر مثل هذه القيود كأنها لم تكن في مواجهة المراجع الذي يعتبر مسؤول إذا ما رضخ لهذه القيود. -2المراجعة االختياري :إن تقرير القيام به يرجع إلى أصحاب المؤسسة أنفسهم وإلى غيرهم من أصحاب المسألة والمصلحة فيه ،وبناء ذلك فإن عملية تعيين مراجع Y.SH 89من 64صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد الحسابات في المشروعات الفردية أو شركات األشخاص يرجع إلى أصحاب المؤسسة وفي بعض أنواع الشركات مثال شركة األموال فإن أمر تعيين مراجع الحسابات إلزامي بناء على النصوص والتشريعات الصادرة عن الدولة .ويرجع ذلك إلى الدور الذي تلعبه المؤسسات في االقتصاد القومي ،وبناء على ذلك فإنه يتعين إسناد عملية مراجعة الحسابات لمراجع مستقل لشركات األموال سواء كانت تابعة للقطاع العام أو الخاص. )cمن حيث وقت عملية المراجعة: تتضمن نوعين: -1المراجعة النهائي :يقصد به بداية المراجعة في نهاية الفترة المالية للمنشأة ،بعد أن تكون الدفاتر قد أقفلت وقيود التسوية قد أجريت والقوائم المالية قد أعدت ،ويمتاز هذا النوع بضمان عدم حدوث أي تعديل في البيانات المثبتة في الدفاتر والتغير في أرصدة الحسابات بعد مراجعتها حيث تبدأ عملية المراجعة بعد ترصيد الحسابات وإقفال الدفاتر. -2المراجعة المستمر :يقصد به قيام عملية المراجعة والفحص بصفة مستمرة إذ يقوم المراجع أو مندوبه بزيارة المنشأة بفترات متعددة خالل السنة المالية لمراجعة وفحص البيانات المثبتة بالدفاتر والسجالت ،باإلضافة إلى المراجعة النهائي للقوائم المالية في نهاية السنة المالية بعد ترصيد الحسابات وإقفال الدفاتر ،يتم هذا النوع ويسير وفق برنامج مرسوم يعده ويجهزه المراجع على ضوء دراسته وتقييمه ألنظمة الرقابة الداخلية. )dالمراجعة حسب الهدف: ينقسم هذا المراجعة إلى أربعة أقسام: -1المراجعة المالي :يتعلق هذا النوع من المراجعة بفحص أنظمة الرقابة الداخلية وسجالت المستندات المحاسبية بقصد إعطاء رأي مستقل عن مدى داللة الميزانية على Y.SH 89من 65صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد المركز المالي الحقيقي للمشروع وعن مدى إظهار الحسابات الختامية للنتائج الفعلية لهذا المشروع. -2المراجعة اإلداري :من أجل مراجعة الكفاءة اإلنتاجية لإلدارة،على المراجع أن يتأكد من أن أموال المشروع يتصرف فيها بشكل اقتصادي .بحيث يحصل على أحسن أو أفضل منفعة ألقل تكلفة ممكنة ويتضمن هذا النوع من المراجعة التأكد من صحة اإلجراءات اإلدارية ومن الرقابة المالية على التكلفة. -3مراجعة األهداف :يهدف هذا النوع إلى التعرف فيما إذا كان المشروع قد حقق األهداف التي تأسس من أجلها وتعني المراجعة القانوني وهو تأكد المراجع من أن المنشأة طبقت نصوص األنظمة التي تصدرها الدولة ،باإلضافة إلى ذلك فإنه على المراجع التأكد من تقيد الشركة بنظامها الداخلي وعقد تأسيسها. -4المراجعة االجتماعي :التأكد من أن المنشأة قد حققت أهدافها الخاصة واألهداف العامة تجاه البلد الذي تعمل به .فشركة المساهمة مثال تسعى إلى تحقيق األرباح وفي نفس الوقت عليها مراعاة تحقيق األهداف االجتماعية والصحيحة للمجتمع الذي تعمل لخدمته. )eالمراجعة من حيث استقالليته وحياده: يتضمن هذا النوع من المراجعة نوعين منها: -1المراجعة الداخلي :تعرف المراجعة الداخلي بأنها الفحص المنظم للمشروع ودفاتره وسجالته بواسطة جهة داخلية أو مراجعين تابعين كموظفين للمشروع ،ولعل السبب في نشأة هذا النوع من المراجعة يرجع أساسا إلى كبر حجم المشروعات وتعدد وتنوع عملياتها المالية وكذا االبتعاد التدريجي لإلدارة العليا للمشروع عن تفاصيل تنفيذ السياسات والخطط الموضوعة ،األمر الذي استلزم وجود إدارة وقائية ورقابية تضمن التحقق من عمليات المشروع وجديتها فور إتمامها أو حدوثها. Y.SH 89من 66صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد ويهدف هذا النوع من المراجعة إلى تحقيق أكبر كفاية إدارية وإنتاجية ممكنة للمشروع عن طريق محو اإلسراف واكتشاف أخطاء التالعب في الحسابات ،والتأكد من صحة البيانات التي تقدم لإلدارة لتسترشد بها في رسم خططها واتخاذ قراراتها ومراقبة تنفيذها ،إال أن وجود قسم إدارة داخلية للمراجعة بالمؤسسة ال يغني عن تكليف المراجع الخارجي بفحص ومراجعة الحسابات ،فالطريقة التي ينفد بها المراجعة الخارجي عمله تختلف عن الطريقة التي يتبعها المراجع الداخلي. -2المراجعة الخارجي :تقوم بها جهة مستقلة من خارج المؤسسة وقد تكون مكتب من مكاتب المحاسبة والمراجعة بالنسبة لمؤسسات القطاع الخاص والجهاز المركزي بالنسبة للقطاع العام.حيث أن الوظيفة األساسية للمراجع الخارجي هي فحص مستندي لدفاتر وسجالت المؤسسة فحصا فنيا دقيقا ومحايدا للتحقق من أنها قد تمت فعال في إطار إجراءات سليمة وصحيحة تثبت جديتها. إن عمل المراجع الخارجي ال يقتصر على تحقيق الهدف السابق فحسب بل يتعداه ليشمل إبداء الرأي في نظام الرقابة الداخلية أو بيان مدى تنفيذ السياسات الموضوعة للمؤسسة أو فحص لغرض خاص مثل شراء المؤسسة أو إدماج المؤسسة ،والمراجعة الخارجي يقع عادة في نهاية المدة المالية كما أنها شاملة وكاملة حيث أن المراجع يعمل دون قيد ويتطلع على ما يريد متى ما شاء وهي إلزامية تفرضها القوانين إال أنها اختيارية أي تتم عن طريق عينة من كل نوع من أنواع العمليات المالية ومراجعتها دون القيام بدقيق العمليات كلها .وختاما فإن تقرير المراجع الخارجي يرد نتيجة المراجع وعادة ما يكون موضع ثقة وتقدير لما يتمتع به من استقالل وحياد وعلم Y.SH 89من 67صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد وخبرة ودراية وهو بالطبع مسؤول عما يتضمنه التقرير من بيانات وحقائق مالية وآراء مسؤولة على ذلك تحددها القوانين السائدة والمعمول بها.20 المبحث الثاني: مسؤوليات المراجعة دور المراجع وأهميته في االقتصاد المعاصر: يشهد االقتصاد المعاصر على المستويات المحلية والدولية تطورات عظيمة فنجد أن الكثير من اقتصاديات الدول النامية التي ظلت فترة زمنية تتبنى النمط االشتراكي في عمليات التنمية وما ترتب على ذلك من سيادة الملكية العامة وما تبعه من نتائج سلبية بسبب عدم توافق الظروف االقتصادية واالجتماعية لبعض هذه الدول مع هذا النمط. فقد وجدنا االنفتاح االقتصادي والتوجه إلى الخصخصة التدريجية لجانب كبير من المشروعات كخطوة ضرورية من خطوات اإلصالح االقتصادي فضال عن التوجه نحو اإلنتاج الكبير وإنشاء الشركات الكبرى ومتعددة الجنسيات. وظهرت في هذه المرحلة األهمية الضرورية لدور مراقب الحسابات (المراجع) في التقارير التي يقوم بصياغتها عن وضع الوحدات االقتصادية التي تخضع لعملية الخصخصة .وتطلب األمر أن تكون هذه التقارير موضوعية-مهنية-حيادية-واضحة- مكتوبة وفي الوقت المحدد والمناسب حتى يتمكن المستفيدون من البيانات المالية من اتخاذ 20 http://www.acc4arab.com/acc//archive/index.php/f-54.html. Y.SH 89من 68صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد قراراتهم بطريقة رشيدة وهذا ما يسمى( باإلفصاح الواجب في القوائم المالية) كمعيار محاسبي دولي من معايير المحاسبة لما له من آثار إيجابية وعظيمة على القرارات التي يتخذها المستثمرون وغيرهم من المستفيدين والمستخدمين للبيانات المالية.21 دور مراجعة الحسابات االجتماعي واالقتصادي:تناول العديد من الكتاب والمنظمات المهنية دور مراجعة الحسابات من خالل تعريفها بأنها "هي جمع وتقويم أدلة اإلثبات ،والتقرير (إبداء الرأي) عن مدى مطابقة أو انسجام المعلومات المقدمة لمعيار محدد ،وذلك من قبل مراجع حسابات مستقل ومؤهل".22 و تعريفها بأن" التدقيق وبصورة رئيسية فحص المعلومات أو البيانات المالية من قبل شخص مستقل ومحايد ألي مؤسسة بغض النظر عن هدفها وحجمها أو شكلها القانوني".23 وقد عرفت لجنة المفاهيم األساسية للمراجعة في مجمع المحاسبين األمريكيين ( )AAA: American Accounting Associationالتدقيق بأنه ( إجراءات منظمة ومنهجية ألجل الحصول على األدلة المتعلقة باإلقرارات (األرصدة) االقتصادية واألحداث وتقييمها بصورة موضوعية ،لتحديد درجة العالقة بين هذه اإلقرارات ومقياس معين وإيصال النتائج إلى المستفيدين)".24 http://www.ksau.info 22 القاضي ،حسين يوسف ،و دحدوح ،حسين أحمد ،و قريط ،عصام نعمة،2007-2006 ،أصول المراجعة (( ،)1منشورات جامعة دمشق ،كلية االقتصاد) ،ص .36 23التميمي ،هادي ،2006 ،مدخل إلى التدقيق( ،الطبعة الثالثة؛ عمان ،األردن ،دار وائل للنشر) ،ص .20 A statement of Basic Auditing Concepts, AAA, 1973, p.2 24 Y.SH 21 89من 69صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد وقد طرح Flintعددا من األسئلة واالستفسارات التي تتعلق بدور المراجعة في المجتمع ،وحاجات المجتمع التي يمكن أن تفي بها المراجعة ،وتوقعات المجتمع من المراجعين ،باإلضافة إلى االلتزامات المتبادلة بين المجتمع والمراجعين .وعند تناوله لهذه األسئلة واالستفسارات أشار إلى أن تقييد وظيفة المراجع بإبداء الرأي على القوائم المالية، قد ينكر على المراجعة قيمتها اإلستراتيجية األمر الذي يتطلب ضرورة توضيح إدراك المجتمع ألهمية ما يقوم به المراجعون ،وأيضا لما تضيفه المراجعة لثروة المجتمع أو رفاهيته طالما يعهد المجتمع بموارده إلى األفراد والمؤسسات المختلفة كي تقوم بتوظيفها واستغاللها بكفاءة. ويتطلب استجالء القيمة اإلستراتيجية للمراجعة تحديد الدور االجتماعي والدور االقتصادي لوظيفة المراجعة .وينبغي أن يستند تحديد هذا الدور إلى مفهوم واسع لوظيفة المراجعة في المجتمع يتعدى مجرد إبداء الرأي في القوائم المالية ،إلى تطوير دور إيجابي لوظيفة المراجعة في خدمة المجتمع.25 "وقد تطورت مسؤولية مراجع الحسابات في اآلونة األخيرة تطورا سريعا متالحقا، ويرى بعض الباحثين أنها البد أن تشمل: مسؤوليته تجاه اإلدارة من خالل دوره االستشاري وقيامه بوظيفة المراجعةاإلدارية. Flint, D., 1988, “Philosophy and Principles of Auditing: An Introduction ”, (London, Macmillan), p x. Y.SH 89من 70صفحة 25 دور المراجعة في مكافحة الفساد مسؤوليته أمام المجتمع من خالل تقريره النهائي عن قياس التكلفة والعائداالجتماعي. مسؤوليته تجاه الغير إذا ثبت أنه لم يلتزم بالمعايير والمستويات المقبولة للمهنة،وما يترتب على ذلك من انحرافات أو أخطاء أصابت الغير من مستخدمي القوائم المالية التي أبدى رأيه العلمي والفني عنها -على أن يثبت المتضرر من ذلك عالقة السببية بين الضرر الذي أصابه وبين خطأ المدقق أو إهماله أو تدليسه".26 المسؤوليّة الجتماعية:27 تضمن بيان إجراءات المراجعة رقم ( )30ما يلي: "إذا كان الفحص الموضوعي الذي يقوم به المراجع المستقل الكتشاف كل الغش ,فإن عليه أن يوسع عمله إلى مرحلة تصبح فيها تكلفته باهظة .ومع ذلك فال يمكنه توفير تأكيد بأنه تم اكتشاف كل أنواع الغش أو أن المخالفات الغير موجودة ظاهريا قد ال يتم اكتشافها بالضرورة مثل المعامالت الغير مسجلة أو المزيفة أو االحتياالت التآمرية .من المتعارف عليه أن نظام الرقابة الداخلية الجيد ووثائق الضمان تؤمن الحماية بشكل أكثر فعالية واقتصادية". 26 مهايني ،خالد ،محاضرات التحليل المالي ،2008-2007ماجستير مراجعة الحسابات ،المبحث األول ص ص 19 -18 Matuz, R.K, SHaraf, Hussein, "The philosophy Of Auditing", (AAA, 1961), PP 127-129. Y.SH 89من 71صفحة 27 دور المراجعة في مكافحة الفساد يوجد هنا معنى ضمنيا متطرفا إما لكل شيء أو ال شيء .إما أن يقوم المراجع بتوسيع عمله ليبحث عن كل المخالفات المحتملة أو أنه سيبحث عن ال شيء .وإذا أراد مكلف جدا .ولكن يبدو أن هناك ح ٌل آخر, البحث عن كل المخالفات فسيصبح عمله ٌ بإمكانه أن يوسع اختباراته للقيام ببحث موضوعي عن المخالفات الهامة نسبيا ,وبذلك يقدم لعميله خدمة جيدة بدون أن يقوم بتوسيع عمله لمرحلة تصبح فيها تكلفته باهظة. في واقع األمر ,هذا ما يقوم به معظم المراجعين المستقلين حيث يستطيع أحدهم أن يقرر من خالل النقاشات التي ال تقبل النشر .تتحمل تكلفة االختبارات األولية المفاوضات التمهيدية ,مراجعة الرقابة الداخلية ,وتكلفة إعداد التقرير ,ويكون المبلغ اإلضافي من أجل القيام ببحث كامل عن كافة المخالفات .هناك فرق كبير بين البحث المعقول عن المخالفات الرئيسية والبحث الكامل عن كافة المخالفات المحتملة .لسوء الحظ أثناء مناقشة هذا الموضوع العام يميل المراجعون لذكر المخالفات الخفية ,وغير المحتمل ة ,وغير العادية كإيضاحات .هناك عدد كبير من المخالفات التي ال يتم اكتشافها حتى من خالل البحث الكامل المتقن ,وهناك عدد كبير من المخالفات التي يتم اكتشافها خالل البحث الموضوعي. يجب إعادة النظر في قول "أن الرقابة الداخلية وسندات الضمان تؤمن الحماية بشكل أ قل تكلفة" .ال يمكننا االختالف على الرغبة في رقابة داخلية جيدة ,وأن تؤمن هذه الرقابة الحماية ضد المخالفات أكثر مما يقوم به المراجع المستقل خالل الفحص الشامل ,ولكن هل يمكن أن ينطبق الشيء نفسه على سندات الضمان؟؟ قد تؤثر معرفة أن الشركة تتبع أسلوب ضمان الموظفين والتحقق من شركة الضمان عن ذلك األمر تأثير ها ٌم في تخفيض الخسائر فهذا كال ٌم على الثقة بهؤالء الموظفين ,أما أن يكون لها ٌ غير دقيق .تتكبد شركات الضمان بالتأكيد خسائر كبيرة في كل عام. Y.SH 89من 72صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد هناك وجهتي نظر فيما يتعلق بالتكلفة النسبية للضمان مقابل عملية المراجعة المستقلة كوسيلة لتخفيض خسائر االختالسات والمخالفات المشابهة .في الواقع وفي أية حالة محددة قد يكون التأمين على الخسائر ومن ثم التحصيل من الضامن في حال وقوع الخسارة أقل تكلفة من الدفع مقابل عملية مراجعة أكثر شموال .ومن ناحية أخرى يجب شخص يتكبد دفع هذا االختالس أو العجز .مما يعني أنه قد يخفض أن يكون هناك ٌ نشر الضمان الخسائر بالنسبة للشركة ,أما بالنسبة للمجتمع االقتصادي فإنه ليس إال ٌ للخسارة على قاعدة أكبر .باستثناء ما يملكه الضمان من قيمة لمنع المخالفات وإزالة بعض المخاطر ,يجب أن تتساوى عالوات الضمان مع الخسائر مضافا إليها تكلفة إدارة خطة التأمين .إذن ال يمنع الضمان (التأمين) الخسائر وإنما ينشرها على قاعدة أكبر. "في عالم من الحروب ,الفوضى ,الشر ,والمعاناة ,تدرك مهنة المحاسبة حقيقة أن االختالسات والمخالفات األخرى قد شهدت تطورا كبيرا سواء بالكم أو بالعدد خالل السنوات الحالية .تقدر الخسائر األمريكية الناتجة عن أعمال الغش بحوالي 1 3 مليار $سنويا .قارن ذلك مع ما ورد في تقارير الشرطة األمريكية ومكتب التحقيقات الفدرالي ( )F.B.Iبأنه يقدر المبلغ اإلجمالي للممتلكات المسروقة عام 1957من جراء قطع الطريق ,السرقات العامة ,السطو على المنازل ,وسرقة السيارات بما يعادل 272 مليون .$تأمل أيضا ,تتراوح مبالغ االختالسات العادية ما بين عدة آالف وقد تصل في بعض الحاالت إلى ماليين الدوالرات في حين أن المعدل الوسطي لخسائر الناتجة عن السطو على المنازل وقطع الطريق تقدر بحوالي فقط $200عام ."1957 ال يستطيع المرء سوى أن يطبع في ذهنه فكرة أنه من 1 3مليار $سنويا سيدفع مقابل عمل هائل من عمليات المراجعة اإلضافية ,نظرا ألنه تم تكبد التكاليف األساسية للمراجعة في ذلك الحين لكثير من الحاالت. Y.SH 89من 73صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد أمامنا هنا تكلفةٌ اجتماعية حقيقية .هل يمكن للمهنة أن تقوم بشيء حيال ذلك؟؟ هل يمكن للزيادة المعقولة في عمل المراجع أن تخفض خسائر االختالسات بمقدار يساوي تكلفة عملية المراجعة اإلضافية .هذه هي المسألة وإمكانيات تبريرها!!! هناك اعتبار آخر ,قد ال يكون التأمين (الضمان) في كثير من الحاالت كافيا لتوفير الحماية التي يفترض توفيرها .في كثير من الحاالت يكون حجم الخسائر كبيرا جدا لدرجة أنه ال يمكن لشركة الضمان تحملها عن طريق دفع مبلغ التأمين .وصلت اإلحصائيات المتوفرة من قبل جمعية الضمان األمريكية إلى أن الكثير من الحاالت التي تعتمد على الضمان (التأمين) برهنت على عدم الرضا بسبب تجاوز الخسائر للتوقعات إلى حد كبير. ال نسعى لقول أن المراجعة ,بدون زيادة مفرطة في أتعاب المراجعة ,تملك تأثيرا هاما في تخفيض الخسائر الناتجة عن المخالفات ,من خالل منع مرتكبي المخالفة أو اكتشافها قبل حدوثها .يبدو هنا أن هناك خدمة اجتماعية هامة تقدمها المهنة للمجتمع االقتصادي .وبالطبع هناك حادثةٌ تاريخيةٌ واقعيةٌ لهذه الخدمة .لم تمضي مدة طويلة من الزمن على قيام الكتاب البارزين بتسجيل اكتشاف المخالفات على أنها جزء مه ٌّم من عملية المراجعة .لماذا يجب على المراجعين المستقلين كمجموعة مهنية التنازل عن هذه الفرصة وهذه المسؤولية؟؟ إننا ندعو إلى تحميل المهنة قانونيا بمسؤولية هذه الخدمة .حتى يكون المراجع المستقل رجل مهنة حقيقي يجب أن ال يقبل بالعمل لمجرد أنه سيكسب ,بل إنه سيؤدي مسؤولياته اتجاه عميله ومن يعتمد على تقريره .يبدو من المعقول تحميل المهنة بمسؤولية اتجاه المجتمع االقتصادي ,وال يمكن تحقيق ذلك من خالل أنشطة أخرى أو مهن أخرى ,تشجيع الموظفين الموثوقين واكتشاف من ال يوثق بهم .يظن كثيرون بأن المراجعة ستفقد ثقة اآلخرين فيما لو رفضت هذه الخدمة. Y.SH 89من 74صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد المسؤولية والمق ام المهني (المنزلة المهنية):28 عندما تتزايد الدعاوي القضائية يكون مهما بالنسبة للمهنيين تقليص المسؤولية, وهذه اعتبارات إضافية تستحق االهتمام .حتى اآلن هناك تقبل حقيقي لفكرة أن اكتشاف الغش والمخالفات األخرى هو أحد األغراض األساسية للمراجعة الخارجية ,حاليا نجد تشديدا كبيرا على التخلص من هذه المسؤولية أوتقليصها على األقل من خالل اتفاقيات مع عمالء المراجعة ,وأدبيات المهنة .لسنا مؤهلين لنقرر ما إذا كانت هذه األدبيات واالتفاقيات توفر أي حماية حقيقية .حتى عندما تتقلص مسؤولية المراجعين فيما يتعلق بهذه الخدمة بشكل خاص ,يتوجب تبرير ذلك .تكون المصلحة في التخلي الفوري عن المسؤولية الثقيلة القابلة للبرهان على أنها مرهقة ,ولكن ضرر ذلك سيكون أكبر: .1يبدو أن المراجع سيتخلى عن حق في نطـــاق قدرته ويمكنـــه القيـــــام به. .2يرفض المراجعون في الواقع كمجموعة مهنية تقديم خدمة فعالة للمجتمع المالي. .3يؤكد المراجعون لعمالئهم وللعالم عموما أنهم يرفضون تقديم خدمة فعالة وصعبة بنفس الوقت ,وعدم رغبتهم في مكافحة قوى الشر التي تضر األعمال بشكل كبير. ال يمكن لهذا الموقف سوى التقليل من شأن المهنة ,وخاصة أن الخدمة والمسؤولية التي يرفضونها يطالب بها بشدة. 28المرجع السابق ذكره. Y.SH 89من 75صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد ما نحتاجه هو بيان صريح وواضح للمسؤولية التي يمكن ويجب للمراجع قبولها. يجب تعريف هذه المسؤولية بشكل حاسم وعند ذلك ستخدم كافة المهتمين باعتبارها دلي ٌل نافع .ال يوفر البيان الفردي األمن اتجاه المقاضاة؛ ال يمكنه فعل شيء سوى أنه يقدم إرشادا يحسم المقاضاة بطريقة معقولة .الحصول على المكافآت بالنسبة امن يلتزم المهنة غير ممكن مقارنة مع من يعمل بالتجارة ,لكي يحصل على هذه المكافآت يجب أن يعد نفسه بشكل مالئم ,وأن يقدم الخدمة بكفاءة ويتحمل مخاطر محددة ,أحد هذه المخاطر تلك التي تنشأ عن المقاضاة الناتجة عن أولئك الذين يعتقدون لسبب من األسباب أن المراجع لم يفي بمسؤوليته المهنية .وحتى يتمسك المراجع بموقفه كرجل مهنة يجب عليه أن يتحمل عبء الدفاع عن نفسه اتجاه هذه المقاضاة ,وذلك جز ٌء من الثمن الذي يتحمله .ال يمكن للمراجع تجنب ذلك ألنه جز ٌء من طبيعة عمله ,ويبقى بالنتيجة رجل مهنة. المبحث الثالث: واقع المهنة في سوريا Y.SH 89من 76صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد إن المهنة غير متطورة في سوريا ألسباب عديدة ومنها:2 ليس لدينا العدد الكبير من الشركات المساهمة وإنما يتركز النشاط بالشركات العائلية ،ويتركز عمل المراجع القانوني في خدمة هذه الشركات. هناك صراع خفي بين شركات المحاسبة األجنبية والمكاتب المحلية حول حصص السوق. عمل المحاسبين المحليين يتسم بالفردية. ال يوجد تنظيم مهني خاص بهذه المهنة ،فهي المهنة الوحيدة في سوريا التي ال يوجد لها تنظيم مهني. المراجعين ليسوا على المستوى المطلوب من الكفاءة والخبرة بهذه المهنة. شروط االرتقاء بالمهنة : إن مهنة المراجعة في سورية تحتاج إلى إصدار قوانين جديدة تتماشى مع متطلبات سوق األوراق المالية ،وقانون الشركات الجديد. كما تحتاج لرفع السوية العلمية للمراجعين القائمين حاليا ،حيث أننا نحتاج لدورات تدريبية لهم. إعادة النظر في النظام الداخلي لجمعية المحاسبين القانونيين ،فيجب بأن يتم التمييز في التسجيل في الجمعية بين مراجع حسابات متفرغ مزاول للمهنة ،ومراجع حسابات غير متفرغ ،إذ ال يحق له ممارسة المهنة حتى يتفرغ لها ،ومن الضروري إعداد جداول تتضمن أسماء المراجعين حسب مستويات الكفاءة والتدريب ،وهم [email protected] Y.SH 2 89من 77صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد مراجعو حسابات تحت التمرين ،ومراجعو حسابات قانونيون لشركات األشخاص(غايات ضريبية) ،ومراجعو حسابات للشركات المساهمة بما يتوافق مع الشروط المعتمدة من هيئة سوق المال. ويشترط تطبيق معايير المحاسبة الدولية وهذا ما فرضته ظروف تطور العمل المالي في العالم ،وأن يتم االحتكام إليها عندما يحصل نزاع مالي. وهناك أيضا المعايير األخالقية ،والتي تتعلق بأخالقية المهنة وصوال إلى مبدأ (الحوكمة). ونحتاج أيضا إلى دعم من اإلعالم لتثقيف المساهمين والمستثمرين ومن الضروري أن تتحول مكاتب المراجعة الفردية الموجودة حاليا إلى شركات كمرحلة أولى ,ضمن شروط واضحة لممارسة المهنة وللشركة من ناحية حجمها واألعمال التي تقوم بها. وأيضا ضرورة تحويل جمعية المحاسبين القانونيين إلى نقابة ،وتغيير هيكلها بما يتالءم مع التطور العالمي ,وفي حال بقيت جمعية يجب تغيير دورها وإعطاؤها الطابع المهني ،ورفدها بالمختصين ,كما يجب عقد الندوات والملتقيات بين المراجعين ,وهذا ال يتم حاليا بالشكل المطلوب إال في أوقات االنتخابات في الجمعية لتصبح المرجع الحقيقي والفعال لمهنة المحاسبة في سورية. الحد من تدخل الشركات األجنبية بشكل غير مباشر في قانون تنظيم المهنة, فبرغم من أن دخول الشركات األجنبية ضرورة ،لكن يجب أن يكون للمحاسب القانوني السوري الحصة األكبر أسوة بما هو معمول به في جميع الدول( تتقاضى شركات المراجعة األجنبية $20000بينما يتقاضى المراجع السوري 50000 ل.س). Y.SH 89من 78صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد الفصل الثالث: الدراسة التطبيقية للحاالت العملية Y.SH 89من 79صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد سيتعرض في هذا الفصل لتحليل البيانات التي تم الحصول عليها من خالل أرشيف القضايا االقتصادية وهي عبارة عن ثالثة قضايا تعود لفترات زمنية مختلفة يحاول البحث من خاللها إثبات الفرض األساسي للبحث وهو تقوم مهنة مراجعة الحسابات بالعمل على مكافحة الفساد. لقد قام البحث على تحليل ثالث وقائع من القضايا المسجلة في محكمة األمن االقتصادي والتي تم البت فيها وسيتم ذكر النتائج اإلجمالية في نهاية البحث مع مجمل اآلراء التي تم توليدها خالل هذا البحث. الواقعة األولى: Y.SH 89من 80صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد .1الجهة التي وقع عليها الضرر :الشركة العامة إلنشاءات الري (ساريكو) بحماة. .2مبلغ الضرر1652985/ + /£4535/ + /$263783/ :ل.س/ .3وظيفة مرتكب المخالفة :المدير العام للشركة ومدير مكتبه. .4آلية حدوث الضرر :تم حصر عمليات الشراء الخارجي بالمدير العام ومدير مكتبه وإلغاء دور المدير المالي وإلغاء دور اللجنة القانونية والفنية في الشراء عن طريق اعتماد على عرض وحيد كان يرد لمكتب المدير العام دون أن يتم تسجيله في ديوان الشركة. .5مدة استمرار الواقعة.1986 -1982 : .6كيفية االكتشاف :من قبل مفتشي الجهاز أثناء تدقيقهم ألعمال الشركة لعام 1987ونتيجة تدقيقهم عينة من االعتمادات المستندية. .7نتيجة الواقعة :تم تحويل المدير العام للشركة ومدير مكتبه إلى محكمة األمن االقتصادي لمعاقبتها وفق أحكام المادة 14من قانون العقوبات االقتصادي نتيجة اإلهمال وإلحاق الضرر باألموال العامة وبتهمة التقصير في تحقيق الشروط المناسبة للشراء وعقد النفقات خالفا للقوانين واألنظمة النافذة. .8رأي البحث :لقد تم اكتشاف الواقعة في السنة الرابعة من بدايتها والسؤال الذي يطرح نفسه هنا أين كان مراجعو الحسابات خالل األعوام األربعة السابقة وخاصة وأن تقرير المراجع لم يتضمن أي مالحظة عن سير العمل اإلداري والمالي في الشركة ....إذا يعتبر البحث جميع مفتشي الجهاز المركزي للرقابة والتفتيش مسؤولين عن عدم اكتشافهم لتلك االختالسات وبالتالي فهم لم يقوموا بواجبهم على الوجه المطلوب ولم يبذلوا العناية المهنية الالزمة لمنع الغش الذي وقع وبالتالي كان دورهم سلبيا في مكافحة الفساد التي تتمثل في هذه Y.SH 89من 81صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد الحالة باختالس األموال العامة واستغالل المنصب وإساءة األمانة .....ربما لو كان أداء المراجعين جيدا لتعاظم دورهم االجتماعي وقاموا بدور إيجابي من خالل منع حدوث المخالفة وبالتالي اإلسهام في مكافحة الفساد. الواقعة الثانية: .1الجهة التي وقع عليها الضرر :المصرف التعاوني الزراعي في القطيفة. .2مبلغ الضرر :نتيجة طول المدة تعذر إحصاء المبلغ إال أنه يعبر عن مبالغ كبيرة جيدا . .3وظيفة مرتكب المخالفة :رئيس قسم الحسابات الجارية في المصرف. .4آلية حدوث الضرر :من خالل تزوير شيكات وهمية وصرفها من حسابات عمالء المصرف دون أن يتم ترحيل قيمة هذه الشيكات إلى حسابات المجاميع وبالتاي تكون حسابات المجاميع تعكس فقط قيم الشيكات الحقيقية إال أن اليوميات تظهر قيمة الشيكات الوهمية وبالتالي يوجد عدم تطابق واضح في الدفاتر. .5مدة استمرار الواقعة.1992 -1978 : .6كيفية االكتشاف :عن طريق اإلخبار من أحد عمالء المصرف والذين أبدوا عدم مطابقة بين أرصدة دفاترهم وأرصدتهم لدى المصرف. .7نتيجة الواقعة :أحيل رئيس قسم الحسابات الجارية إلى القضاء لمحاكمته وفق أحكام المادة 14من قانون العقوبات االقتصادي. .8رأي البحث :لم يتم اكتشاف الواقعة إال عن طريق اإلخبار وذلك يعكس غياب الدور الكامل لمراجعين الذين بدا من خالل الواقعة غياب دورهم الفعال بالكامل إذ أنه طوال مدة 14عاما كان تقرير المراجعة نظيفا وال يعكس أي Y.SH 89من 82صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد تحفظ وهذا ما يشير إلى أحد أمرين :أولهما تواطؤ مفتشي الحسابات مع مرتكب المخالفة ,أو عدم كفاءة في أداء العمل .وهذا ما يدل على عدم بذل العناية المهنية الالزمة ,والسؤال الذي يطرحه البحث هنا ماذا أدى المراجعون في هذه الحالة من مسؤوليتهم االجتماعية أو المهنية ....ال تعكس هذه الحالة سوى الغياب الكامل للمهنة ولدورها االجتماعي ولم تقدم أي مساهمة تمنع الفساد الحاصل المتمثل بإساءة األمانة واختالس األموال العامة وبالتالي يطرح البحث هنا قضية ألم يكن لزاما أن تتم مقاضاة مفتشي الحسابات الذين عملوا طوال األعوام السابقة والذين قد يعدون بمقتضى البحث قد خالفوا أحكام المرسوم 93المادة 3منه الفقرات (آ ,ز ,ج ,ح) .وأنه يجب تطبيق أحكام قانون العقوبات االقتصادية الصادر بالمرسوم التشريعي رقم 37لعام 1966 المادة 26منه عليهم.29 الواقعة الثالثة: .1الجهة التي وقع عليها الضرر :فرع الشركة العامة لتجارة التجزئة بحماة. .2مبلغ الضرر237983/ :ل.س/ .3وظيفة مرتكب المخالفة :مياوم لدى الشركة يعمل في منافذ البيع والصاالت. .4آلية حدوث الضرر :نتيجة بيع المواد التموينية في منافذ وصاالت الشركة وعدم إيداع المبالغ في الصندوق من جهة ,وإهماله من ناحية مغادرته وتركه للصندوق مفتوحا مما قد يؤدي إلى سرقة مبالغ من الصندوق أو سرقة بعض المواد. 29السراج ,عبود ,شرح قانون Y.SH العقوبات ,منشورات جامعة دمشق ,2007 ,ص ص .277-274 89من 83صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد .5كيفية االكتشاف :نتيجة الجرد المفاجئ. .6نتيجة الواقعة :إحالة المتهم إلى القضاء لمحاكمته وفق أحكام قانون العقوبات االقتصادية. .7رأي البحث :لدى مراجعة تفصيالت القضية تبين أن المدعى عليه قام بتسديد المبالغ المترتبة بذمته بعد سنتين مما آثار الشكوك حوله وحفز للقيام بجرد مفاجئ مما أدى إلى اكتشاف الحادثة .....مما يثير عدة مسائل :هل المراجعة مغيبة أم أنها مجرد شكليات فقط..؟ ربما لو كانت المراجعة تقوم بعملها دون أي تحيز أو تحفظ لتم اكتشاف هذه المخالفات في وقتها ولمنع مرتكب المخالفة من ارتكابها ألنه سيعرف ضمنا أنه سيكتشف !!...أين هي األخالقيات من وجهة نظر المراجعين ,أين تكمن المسؤولية االجتماعية لهم, كيف لهم أن يقوموا بدورهم الكتشاف المخالفات وبالتالي يساهمون مساهمة فعالة في مكافحة الفساد !!!...يرى البحث من خالل هذه الواقعة الغياب الكامل للمهنة في القطاع العام. نتائج البحث: Y.SH 89من 84صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد من خالل ما تقدم سواء في القسم النظري من البحث أو من الوقائع التي تم سردها يرى البحث ما يلي: .1هناك اتجاه عالمي للقضاء على الفساد بكافة أوجهه وسعي عالمي لتعزيز النزاهة والشفافية والمساءلة. .2إن الواقع في سورية يعكس فسادا على كافة المستويات ,وبرغم ذلك هناك سعي من قبل بعض المسؤولين لمكافحته والحد منه كما أن هناك سعي على مستوى األفراد لمكافحته والحد من هذه الظاهرة. .3هناك دور كبير لمهنة المراجعة في موضوع مكافحة الفساد من خالل المسؤوليات المنوطة بها ,بشكل خاص المسؤولية االجتماعية تجاه األطراف المتعددة والمسؤولية عن اكتشاف التضليل .كما يبدو هذا الدور من خالل ميثاق قواعد السلوك المهني والتي يلزم المراجع بالتحلي بها. .4ليس هناك قوانين خاصة بتنظيم المهنة وتحديد مسؤوليتها في سورية إال من خالل جمعية المحاسبين القانونيين السورية والتي ال تقوم بالدور المتوقع من المهنة كتنظيم له مكانة اجتماعية مرموقة. توصيات البحث: Y.SH 89من 85صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد يوصي البحث بما يلي: .1حث المعنيين على تنظيم قانون خاص بمهنة المراجعة أسوة بباقي الدول يحدد المسؤوليات المطلوبة من المراجع ويوضحها ,وأن يكون هذا القانون منسجم مع المعايير الدولية وتعديالتها. .2العمل على تفعيل دور جمعية المحاسبين القانونيين باعتبار أن المهنة ذات مكانة اجتماعية مرموقة وتفعيل دورها في المجتمع. .3العمل على رفع سوية مراجعي القطاع العام وتطوير كفاءتهم ليتمكنوا من أداء واجباتهم على الوجه المطلوب. .4حتى تستطيع مهنة مراجعة أن تقوم بواجبها فيما يتعلق بمكافحة الفساد يجب أن تتحول التوصيات السابقة إلى واقع وعندها تؤدي المهنة خدمة اجتماعية كبيرة لكافة األطراف. .5حث المعنيين إلى إنشاء منظمة شفافية وطنية تكون جمعية المحاسبين طرفا فيها وتكون هذه المنظمة على اتصال بمنظمة الشفافية العالمية وذلك في سبيل تحسين مؤشر مدركات الفساد ي سورية عن طريق السعي للحد من هذه الظاهرة على كافة األصعدة. المراجع: Y.SH 89من 86صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد الكتب العربية: .1عماد صالح ،الفساد واإلصالح ،منشورات اتحاد الكتاب العرب ،دمشق، .2مار ديني ,أحمد ,الفساد :اغتصاب السلطة العامة من أجل المصلحة الخاصة. ,2004غير معرف الناشر ,دمشق .3التميمي ،هادي" ،مدخل إلى المراجعة"( ،عمان ،دار وائل للنشر،2004 ، الطبعة الثالثة).، .4القاضي ،حسين وآخرون" ،أصول المراجعة"( ،دمشق ،منشورات جامعة دمشق،)2007 ، .5القاضي ،حسين يوسف ،و دحدوح ،حسين أحمد ،و قريط ،عصام نعمة، ،2007-2006أصول المراجعة (( ،)1منشورات جامعة دمشق ،كلية االقتصاد). .6التميمي ،هادي ،2006 ،مدخل إلى التدقيق( ،الطبعة الثالثة؛ عمان ،األردن، دار وائل للنشر)، .7السراج ,عبود ,شرح قانون العقوبات ,منشورات جامعة دمشق, .8مهايني ،خالد ،محاضرات التحليل المالي ،2008-2007ماجستير مراجعة الحسابات ،المبحث األول المجالت والدوريات: Y.SH 89من 87صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد .1عادل عبد اللطيف ،الفساد كظاهرة عربية وآليات ضبطها :إطار لفهم الفساد في الوطن العربي ومعالجته ،مجلة المستقبل العربي ،السنة ،27العدد ،309بيروت، 2004م.، .2محمود عبد الفضيل ،مفهوم الفساد ومعاييره ،مجلة المستقبل العربي ،السنة ،27العدد ،309بيروت2004 ،م. .3عربية ,زياد ,من يحمي الفساد في سورية ,جريدة النور ,العدد.2008 ,268 .4مقالة الكترونية ,جريدة قاسيون ,العدد .2008 ,362 الكتب المترجمة: أرينز ،ألفين ،ولوبك ،جيمس" ،المراجعة مدخل متكامل" ،ترجمة :الديسطى، محمد ،وحجاج ،أحمد( ،دار المريخ ،الرياض ،الطبعة السابعة.)2000 ، المراجع األجنبية: 1. Glover, Steven. &others, "Auditing & Assurance Services", (4th, ed, McGraw-Hill, Irwin, 2007). 2. Flint, D., 1988, “Philosophy and Principles of Auditing: An Introduction”, (London, Macmillan). 3. A statement of Basic Auditing Concepts, (AAA, 1973). 4. Matuz, R.K, SHaraf, Hussein, "The philosophy Of .Auditing", (AAA, 1961). مواقع االنترنت: Y.SH 89من 88صفحة دور المراجعة في مكافحة الفساد http:\\www.annabaa.org http:\\www.multaqa.org http:\\www.iraqism.com http:\\www.transperancy.org http:\\www.igac.net Http:\\www.unodc.org http:\\www.pogar.org http://www.acc4arab.com http://www.ksau.info http:\\www.usinfo.state.gov [email protected] صفحة89 من89 Y.SH
© Copyright 2024 Paperzz